خَرص
. الخَرْصُ: الحَزْرُ، والحَدْسُ والتَّخْمِينُ، هَذَا هُوَ الأَصْلُ فِي مَعْنَاه، وقِيلَ هُوَ التَّظَنِّي فِيما لَا تَسْتَيْقِنُه، يُقَال: خَرَصَ العَدَدَ يَخْرِصُهُ ويَخْرُصُه خَرْصاً وخِرْصاً، إِذَا حَزَرَه، ومِنْهُ خَرْصُ النَّخْلِ والتَّمْرِ، لأَنَّ الخَرْصَ إِنَّمَا هُوَ تَقْدِيرٌ بِطَنٍّ لَا إِحَاطَة. وقِيلَ: الاسْمُ بالكَسْرِ، والمَصْدَرُ بالفَتْحِ يُقَالُ: كَمْ خِرْصُ أَرْضِكَ وكَمْ خِرْصُ نَخْلِكَ وفَاعِلُ ذلِكَ الخَارِصُ، والجَمْعُ الخُرّاصُ، وفِي الحَدِيثِ كانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، يَبْعَثُ الخُرّاصَ عَلَى نَخِيلِ خَيْبَر عنْدَ إِدْراكِ ثَمَرِهَا، فيَحْزِرُونَه رُطَباً كَذَا، وتَمْراً كَذَا. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الخِرْصُ، بالكَسْرِ، الحَزْرُ، مِثْل عَلِمْتُ عِلْماً، قالَ الأَزْهَرِيُّ: هذَا جَائِزٌ لأَنَّ الاسْمَ يُوضَع مَوْضِعَ المَصْدَرِ. ومِنَ المَجَازِ: الخَرْصُ: الكَذِبُ. والخَرْصُ: كُلُّ قَوْلِ بالظَّنِّ والتَّخْمِينِ، ومِنْهُ أُخِذَ مَعْنَى الكَذِبِ، لِغَلَبَتِه فِي مِثْلِه، فهُوَ خارِصٌ وخَرَّاصٌ، أَيْ كَذّابٌ، وبِهِ فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: قُتِلَ الخَرّاصُونَ. نَقَلَهُ الزَّجّاجُ والفَرّاءُ، وزادَ الأَخِيرُ: الَّذِين قَالُوا: مُحَمَّدٌ شاعِرٌ، وأَشْبَاه ذلِكَ، خَرَصُوا بِمَا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ، وقَالَ الزَّجّاجُ: ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الخَرّاصُونَ: الَّذِينَ إِنَما يَتَظَنَّنُون الشَّيْءَ وَلَا يَحُقُّونَه فيَعْمَلُونَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ. والخَرْصُ: سَدُّ النَّهْر. وَقَالَ الباهِلِيُّ: الخُرْصُ، بالضَّمِّ: الغُصْنُ. والخُرْصُ: القَنَاةُ.
والخُرْصُ: السِّنَانُ نَفْسُه ويُكْسَرُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ فِي مَعْنَى الغُصْنِ، وَرَوَى غَيْرُه بالفَتْحِ أَيْضاً، وقَالَ: هُوَ كُلُّ قَضِيبٍ رَطْبٍ أَوْ يَابِسٍ، كالخُوْطِ. والخِرْصُ، بالكَسْرِ: الجَمَلُ الشَّدِيدُ الضَّلِيعُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. والخِرْصُ: الرُّمْحُ اللَّطِيفُ القَصِيرُ يُتَّخَذُ مِنْ خَشَبٍ مَنْحُوتٍ. والخُرْصُ: الدُّبُّ، هكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ بالبَاءِ المُوَحَّدَةَ، والَّذِي فِي اللِّسَانِ وغَيْرِه الدَّنُّ، بالنُّونِ، وهُوَ الصَّوابُ، ولَعَلَّه مُعَرّبُ خِرْس، بالسّينِ المُهْمَلَة بالفَارِسِيَّة، وقَدْ تَقَدَّم فِي السِّين ذلِكَ، ولكِنَّ الدُّبَّ أَيْضاً يُسَمَّى بالفَارِسِيَّةِ خِرْس، فتَأَمَّلْ. والخِرْصُ الزَّبِيلُ، وهذِهِ عَنِ المُطَرِّزِيِّ اللُّغَوِيّ. والخِرَاصَةُ، بالكَسْرِ: الإِصْلاحُ، يُقَالُ: خَرَصْتُ المَالَ خِرَاصَةً، أَيْ أَصْلَحْتُه، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادِ. وخَرِصَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ:جَاعَ فِي قُرٍّ، فَهُوَ خَرِصٌ وخَارِصٌ: جَائِعٌ مَقْرُورٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بِرِّيّ للَبِيدِ:
(فأَصْبَحَ طاوِياً خَرِصاً خَمِيصاً ... كنَصْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَال)
وَلَا يُقَال لِلجُوْعِ بِلاَ بَرْدِ خَرَصٌ، ويُقَالُ لِلبَرْدِ بِلا جُوْعٍ خُصَرٌ. والخُرْصُ، بالضمّ ويُكْسَرُ: حَلْقَةُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، وَعَظَ النِّسَاءَ وحَثَّهُنَّ عَلَى الصَّدَقَةِ، فجَعَلَت المَرْأَةُ تُلْقِي الخُرْصَ والخَاتَمَ، أَوْ حَلْقَةُ القُرْطِ، وقِيلَ: بَلِ القُرْطُ بِحَبَّةٍ واحِدَةٍِ،)
وهِيَ منْ حُلِيِّ الأُذُنِ، أَو الحَلْقَةُ الصَّغيرَةُ منَ الحُلِيِّ كهَيْئَةِ القُرْطِ وغَيْرِهَا، وَهَذَا قَوْلُ شَمِرٍ. ج خِرْصَانٌ، بالكَسْر وبالضَّمِّ قالَ الشاعرُ:
(عَلَيْهِنَّ لُعْسٌ منْ ظِبَاءِ تَبَالَةِ ... مُذَبْذَبَةُ الخُرِصان بادٍ نُحُورُهَا)
والخِرْصُ، بالضَّمِّ وبالكَسْرِ: جَرِيدُ النّخْل، والجَمْعُ أَخْرَاص وخُرْصانٌ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لقَيْسِ بنِ الخَطِيمِ:
(تَرَى قِصَدَ المُرّانِ يُلْقَى كأَنَّهُ ... تَذَرُّعُ خِرْصَانٍ بأَيْدِي الشَّوَاطِبِ)
وَفِي كِتَابِ اللَّيْثِ: الخُرْصُ: عُوَيْدٌ مٌ حًدَّدُ الرَّأْسِ يُغْرَزُ فِي عَقْدِ السِّقاءِ، قالَ: ومِنْهُ قَوْلُهم مَا يَمْلِكُ فُلانٌ خُرْصاً، بالضَّمِّ، وَلَا خِرْصاً، يُكْسَرُ، أَيْ شَيْئاً، وَهَذَا مَجازٌ. والخرْصُ، مُثَلَّثَةً وكَذَا الخِرَاصُ، ككِتَابٍ: مَا عَلَى الجُبَّةِ مِنَ السِّنَانِ، عَنْ ابْنِ السِّكِّيتِ، وقِيلَ هُوَ نِصْفُ السِّنانِ الأَعْلَى إِلَى مَوْضِعِ الجُبَّةِ، أَو الحَلْقَةُ تُطِيفُ بِأَسْفَلِهِ. وقِيلَ: هُوَ الرُّمْحُ نَفْسُه. وشاهِدُ الخِرْصِ بالكَسْرِ قَوْلُ بِشْرٍ:
(وأَوْجَرْنَا عُتَيْبَةَ ذاتَ خِرْصٍ ... كَأَنَّ بنَحْرِهِ مِنْهَا عَبِيرَا) كالمِخْرَصِ، كمِنْبَرٍ، كَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ. وفَاتَه: الخُرُصُ بضَمَّتَيْنِ: لُغَةٌ فِي الخُرْصِ، بالضَّمِّ، وشَاهِدُه قَوْلُ حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ:
(يَعَضُّ مِنْهَا الظَّلِفُ الدَّئِيَّا ... عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخَطِّيّا)
والأَخْراصُ، بالفَتْحِ: أَعْوَادٌ يُشَارُ، أَيْ يُخْرَجُ بِهَا العَسَلُ، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ:
(مَعَهُ سِقَاءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ ... صُفْنٌ وأَخْرَاصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ)
الوَاحِدُ خُرصٌ، كصُرَدٍ، وطُنُبٍ، وبُرْدٍ، الثّانِيَةُ لُغَةٌ فِي الثّالِثَة مِثْل عُسُرٍ وعُسَرٍ. والخُرْصَةُ، بالضَّمّ: الرُّخْصَةُ، مَقْلُوبٌ مِثْلُ الرُّفْصَةِ والفُرْصَةِ. والخُرْصَةُ: الشِّرْبُ من الماءِ، تَقُولُ: أَعْطِنِي خُرْصَتِي مِنَ الماءِ، أَيْ شِرْبَاً مِنْهُ. والخُرْصَةُ: طَعَامُ النُّفَسَاءِ نفسِهَا، وكَأَنَّهُ لُغَةٌ فِي السِّين، وقَدْ تَقَدَّمَ. والخِرْصانُ، بالكَسْرِ: ة، بالبَحْرَيْنِ، وَفِي التَكْمِلَةِ: مَوْضِعٌ، بَدَلَ قَرْيَةٍ، سُمِّيَتْ كَأَنَّه لِبَيْعِ الرِّمَاحِ فِيهَا، فكَأَنّ الأَصْلَ قَرْيَةُ الخِرْصَانِ، فحُذِف المُضَافُ إِلَيْه. وذُو الخِرْصَيْنِ، بالكَسْرِ مُثَنَّىً: سَيْفُ قَيْسِ بنِ الخِطِيمِ الأَنْصَارِيّ الشّاعِرِ وهُوَ القائِلُ فِي قَتْلِهِ العَبْدِيّ:
(ضَرَبْتُ بِذِي الخِرْصَيْنِ رِبْقَةَ مالِكٍ ... فأُبْتُ بِنَفْسٍ قد أَصَبْتُ شِفَاءَهَا)
نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. والخِرْصِيَانُ، فِعْلِيانٌ من الخَرْصِ، هُوَ الحِرْصِيانُ، بالحَاءِ الْمُهْملَة، نقَلَه ابنُ) عَبّادٍ، قالَ الصّاغَانِيُّ: وهُو تَصْحِيفٌ، والصَّوَابُ بالخَاءِ، وقَدْ ذَكَرَه أَبُو عُمَرَ الزّاهِدُ، وابنُ الأَعْرَابِيِّ والأَزْهَرِيُّ عَلَى الصِّحّةِ، وقَدْ تَقَدَّمَ. والمَخَارِصُ: الأَسِنَّةُ، جَمْعُ مِخْرَصٍ، قَال بِشْرٌ:
(يَنْوِي مُحَاوَلَةَ القِيَامِ وقَدْ مَضَتْ ... فِيهِ مَخَارِصُ كُلِّ لَدْنِ لَهْذَمِ)
والخَرِيصُ، كأَمِيرٍ: الماءُ البَارِدُ يُقَال: مَاءٌ خَرِيصٌ، أَيْ بَارِدُ، مِثْلُ خَصِرٍ، قَالَ الراجِزُ: مُدَامَةٌ صِرْفٌ بماءٍ خَرِيصْ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الخَرِيصُ المُسْتَنْقَعُ فِي أُصُولِ النَّخْلِ وغَيْرِهَا مِنَ الشَّجَرِ. وقِيلَ الخَرِيصُ: المُمْتَلِئُ، قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
(والمُشْرِفُ المَشْمُولُ يُسْقَى بهِ ... أَخْضَرَ مَطْمُوثاً كماءِ الخَرِيصْ)
ويُرْوَى: الحَرِيص، بالحَاءِ المُهْمَلَةِ، أَي السّحاب، والمُشْرِفُ: إِناءٌ كانُوا يَشْرَبُون بهِ، والمَشْمُولُ: الطَّيِّبُ البارِدُ، والمَطْمُوث: المَمْسُوس. وقالَ اللَّيْثُ: الخَرِيصُ: شِبْهُ حَوْضٍ وَاسِعٍ يَنْبَثِقُ فيهِ الماءُ مِنْ نَهْرٍ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى النَّهْرِ. والخَرِيصُ: جانِبُ النَّهْرِ، وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: افْتَرَقَ النَّهْرُ على أَرْبَعَةٍ وعِشْرِينَ خَرِيصاً، يَعْنِي ناحِيَةً مِنْه. وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: الخرِيصُ: جَزِيرَةُ البَحْرِ، وَقَالَ غيْرُه خَلِيجُ البَحْرِ. ومِنَ المَجَازِ: تَخَرَّصَ عَلَيْه فُلانٌ، إِذَا افْتَرَى وتَكَذَّبَ بالبَاطِلِ. ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً اخْتَرَصَ القَوْلَ، إِذا افْتَعَلَه، واخْتَلَقَ. وعَنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ: اخْتَرَصَ الرَّجُلُ، إِذَا جَعَل فِي الخُرْصِ، بالكَسْرِ، والضَّمِّ: اسْم لِلْجَرابِ، مَا أَرادَ، واكْتَرَصَ، إِذَا جَمَع وقَلَّدَ. وخَارَصَهُ مُخَارَصَةً: عَاوَضَه وبَادَلَه، هكَذَا فِي الأُصُولِ المُوْجُودَةِ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ هَكَذَا، والصَّوابُ خاوَصَه، بالواوِ، إِذا عارَضَهُ بِهِ وبادَلَه، وقَدْ صَحَّفَه ابنُ عَبّادٍ، كَمَا سَيَأْتِي فِي خَ وص وَفِي خَ وض. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: الخَرِيصُ، كأَمِيرٍ: رُمْحٌ قَصِيرٌ يُتَّخَذُ مِنْ خَشَبٍ مَنْحُوتٍ، عَن ابنِ جِنِّى، وأَنْشَدَ لأَبِي دُوَاد:
(وتَشَاجَرَتْ أَبْطَالُه ... بالمَشْرَفِيِّ وبالخَرِيصِ)
وقَالَ غَيْرُه: الخَرِيصُ: السِّنَانُ. والمَخَارِصُ: مَشَاوِرُ العَسَلِ. والمَخَارِصُ: الخَنَاجِرُ، قالَتْ خُوَيْلَةُ الرِّيَاضِيَّةُ تَرْثِي أَقَارِبَهَا:
(طَرَقَتْهُمُ أُمُّ الدُّهَيْمِ فأَصْبَحُوا ... أُكُلاً لَهَا بِمَخَارِصٍ وقَوَاضِبِ)
والخُرْصُ، بالضَّمِّ: الدِّرْعُ لأَنَّهَا حِلَق مِثْلُ الخُرْصِ الَّذِي فِي الأُذُنِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ويُقَالُ للِدُّرُوعِ خِرْصَانٌ، وأَنْشَدَ:
(سمّ الصّبَاحِ بخُرْصانٍ مُسَوَّمَةٍ ... والمَشْرَفِيَّةُ نُهْدِيها بأَيْدِينَا)
قالَ بَعْضُهم: أَرادَ بالخُرْصانِ الدُّرُوعَ، وتَسْوِيمُهَا: جَعْلُ حِلَقٍ صُفْرٍ فِيهَا، ورَوَاهُ بَعْضُهُمْ بخُرْصانٍ مُقَوَّمَةٍ جَعَلَها رِماحاً. والخَرّاصُ، ككَتّانٍ: صَاحِبُ الدِّنَانِ، والسِّينُ لُغَةٌ. وخَرّاصٌ، ككَتّانٍ: اسْمُ مَوْضِعٍ نقَلَه الصّاغَانِيُّ. والأَخْرَاصُ: مَوْضِعٌ فِي قَوْل أُمَيَّةَ ابنِ أَبي عائِذٍ الهُذَلِيِّ ويُرْوَى بالحاءِ المُهْمَلَةِ، وقَدْ تَقَدَّم الشاهِدُ فِي ح ر ص. والخُرْصُ، بالضَّمِّ: أَسْقِيَةٌ مُبَرِّدَة تُبَرِّدُ الشَّرَابَ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، وأَنكره الأَزْهَرِيُّ. والمُخْتَرِصُ: الخَيّاطُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. والخِرْصُ، بالكَسْرِ: اسْمُ جَبَلٍ، وبِهِ فُسِّرَ قَوْل عَبِيدِ بنِ الأَبْرَصِ:
(بمُعْضِّلٍ لَجِبٍ كَأَنَّ عُقَابَهُ ... فِي رَأْسِ خرْصٍ طائِرٌ يَتَقَلَّبُ)
والخُرِيصُ: القُوَّةُ، عَن أَبِي عَمْروٍ.
. الخَرْصُ: الحَزْرُ، والحَدْسُ والتَّخْمِينُ، هَذَا هُوَ الأَصْلُ فِي مَعْنَاه، وقِيلَ هُوَ التَّظَنِّي فِيما لَا تَسْتَيْقِنُه، يُقَال: خَرَصَ العَدَدَ يَخْرِصُهُ ويَخْرُصُه خَرْصاً وخِرْصاً، إِذَا حَزَرَه، ومِنْهُ خَرْصُ النَّخْلِ والتَّمْرِ، لأَنَّ الخَرْصَ إِنَّمَا هُوَ تَقْدِيرٌ بِطَنٍّ لَا إِحَاطَة. وقِيلَ: الاسْمُ بالكَسْرِ، والمَصْدَرُ بالفَتْحِ يُقَالُ: كَمْ خِرْصُ أَرْضِكَ وكَمْ خِرْصُ نَخْلِكَ وفَاعِلُ ذلِكَ الخَارِصُ، والجَمْعُ الخُرّاصُ، وفِي الحَدِيثِ كانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، يَبْعَثُ الخُرّاصَ عَلَى نَخِيلِ خَيْبَر عنْدَ إِدْراكِ ثَمَرِهَا، فيَحْزِرُونَه رُطَباً كَذَا، وتَمْراً كَذَا. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الخِرْصُ، بالكَسْرِ، الحَزْرُ، مِثْل عَلِمْتُ عِلْماً، قالَ الأَزْهَرِيُّ: هذَا جَائِزٌ لأَنَّ الاسْمَ يُوضَع مَوْضِعَ المَصْدَرِ. ومِنَ المَجَازِ: الخَرْصُ: الكَذِبُ. والخَرْصُ: كُلُّ قَوْلِ بالظَّنِّ والتَّخْمِينِ، ومِنْهُ أُخِذَ مَعْنَى الكَذِبِ، لِغَلَبَتِه فِي مِثْلِه، فهُوَ خارِصٌ وخَرَّاصٌ، أَيْ كَذّابٌ، وبِهِ فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: قُتِلَ الخَرّاصُونَ. نَقَلَهُ الزَّجّاجُ والفَرّاءُ، وزادَ الأَخِيرُ: الَّذِين قَالُوا: مُحَمَّدٌ شاعِرٌ، وأَشْبَاه ذلِكَ، خَرَصُوا بِمَا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ، وقَالَ الزَّجّاجُ: ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الخَرّاصُونَ: الَّذِينَ إِنَما يَتَظَنَّنُون الشَّيْءَ وَلَا يَحُقُّونَه فيَعْمَلُونَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ. والخَرْصُ: سَدُّ النَّهْر. وَقَالَ الباهِلِيُّ: الخُرْصُ، بالضَّمِّ: الغُصْنُ. والخُرْصُ: القَنَاةُ.
والخُرْصُ: السِّنَانُ نَفْسُه ويُكْسَرُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ فِي مَعْنَى الغُصْنِ، وَرَوَى غَيْرُه بالفَتْحِ أَيْضاً، وقَالَ: هُوَ كُلُّ قَضِيبٍ رَطْبٍ أَوْ يَابِسٍ، كالخُوْطِ. والخِرْصُ، بالكَسْرِ: الجَمَلُ الشَّدِيدُ الضَّلِيعُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. والخِرْصُ: الرُّمْحُ اللَّطِيفُ القَصِيرُ يُتَّخَذُ مِنْ خَشَبٍ مَنْحُوتٍ. والخُرْصُ: الدُّبُّ، هكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ بالبَاءِ المُوَحَّدَةَ، والَّذِي فِي اللِّسَانِ وغَيْرِه الدَّنُّ، بالنُّونِ، وهُوَ الصَّوابُ، ولَعَلَّه مُعَرّبُ خِرْس، بالسّينِ المُهْمَلَة بالفَارِسِيَّة، وقَدْ تَقَدَّم فِي السِّين ذلِكَ، ولكِنَّ الدُّبَّ أَيْضاً يُسَمَّى بالفَارِسِيَّةِ خِرْس، فتَأَمَّلْ. والخِرْصُ الزَّبِيلُ، وهذِهِ عَنِ المُطَرِّزِيِّ اللُّغَوِيّ. والخِرَاصَةُ، بالكَسْرِ: الإِصْلاحُ، يُقَالُ: خَرَصْتُ المَالَ خِرَاصَةً، أَيْ أَصْلَحْتُه، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادِ. وخَرِصَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ:جَاعَ فِي قُرٍّ، فَهُوَ خَرِصٌ وخَارِصٌ: جَائِعٌ مَقْرُورٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بِرِّيّ للَبِيدِ:
(فأَصْبَحَ طاوِياً خَرِصاً خَمِيصاً ... كنَصْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَال)
وَلَا يُقَال لِلجُوْعِ بِلاَ بَرْدِ خَرَصٌ، ويُقَالُ لِلبَرْدِ بِلا جُوْعٍ خُصَرٌ. والخُرْصُ، بالضمّ ويُكْسَرُ: حَلْقَةُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، وَعَظَ النِّسَاءَ وحَثَّهُنَّ عَلَى الصَّدَقَةِ، فجَعَلَت المَرْأَةُ تُلْقِي الخُرْصَ والخَاتَمَ، أَوْ حَلْقَةُ القُرْطِ، وقِيلَ: بَلِ القُرْطُ بِحَبَّةٍ واحِدَةٍِ،)
وهِيَ منْ حُلِيِّ الأُذُنِ، أَو الحَلْقَةُ الصَّغيرَةُ منَ الحُلِيِّ كهَيْئَةِ القُرْطِ وغَيْرِهَا، وَهَذَا قَوْلُ شَمِرٍ. ج خِرْصَانٌ، بالكَسْر وبالضَّمِّ قالَ الشاعرُ:
(عَلَيْهِنَّ لُعْسٌ منْ ظِبَاءِ تَبَالَةِ ... مُذَبْذَبَةُ الخُرِصان بادٍ نُحُورُهَا)
والخِرْصُ، بالضَّمِّ وبالكَسْرِ: جَرِيدُ النّخْل، والجَمْعُ أَخْرَاص وخُرْصانٌ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لقَيْسِ بنِ الخَطِيمِ:
(تَرَى قِصَدَ المُرّانِ يُلْقَى كأَنَّهُ ... تَذَرُّعُ خِرْصَانٍ بأَيْدِي الشَّوَاطِبِ)
وَفِي كِتَابِ اللَّيْثِ: الخُرْصُ: عُوَيْدٌ مٌ حًدَّدُ الرَّأْسِ يُغْرَزُ فِي عَقْدِ السِّقاءِ، قالَ: ومِنْهُ قَوْلُهم مَا يَمْلِكُ فُلانٌ خُرْصاً، بالضَّمِّ، وَلَا خِرْصاً، يُكْسَرُ، أَيْ شَيْئاً، وَهَذَا مَجازٌ. والخرْصُ، مُثَلَّثَةً وكَذَا الخِرَاصُ، ككِتَابٍ: مَا عَلَى الجُبَّةِ مِنَ السِّنَانِ، عَنْ ابْنِ السِّكِّيتِ، وقِيلَ هُوَ نِصْفُ السِّنانِ الأَعْلَى إِلَى مَوْضِعِ الجُبَّةِ، أَو الحَلْقَةُ تُطِيفُ بِأَسْفَلِهِ. وقِيلَ: هُوَ الرُّمْحُ نَفْسُه. وشاهِدُ الخِرْصِ بالكَسْرِ قَوْلُ بِشْرٍ:
(وأَوْجَرْنَا عُتَيْبَةَ ذاتَ خِرْصٍ ... كَأَنَّ بنَحْرِهِ مِنْهَا عَبِيرَا) كالمِخْرَصِ، كمِنْبَرٍ، كَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ. وفَاتَه: الخُرُصُ بضَمَّتَيْنِ: لُغَةٌ فِي الخُرْصِ، بالضَّمِّ، وشَاهِدُه قَوْلُ حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ:
(يَعَضُّ مِنْهَا الظَّلِفُ الدَّئِيَّا ... عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخَطِّيّا)
والأَخْراصُ، بالفَتْحِ: أَعْوَادٌ يُشَارُ، أَيْ يُخْرَجُ بِهَا العَسَلُ، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ:
(مَعَهُ سِقَاءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ ... صُفْنٌ وأَخْرَاصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ)
الوَاحِدُ خُرصٌ، كصُرَدٍ، وطُنُبٍ، وبُرْدٍ، الثّانِيَةُ لُغَةٌ فِي الثّالِثَة مِثْل عُسُرٍ وعُسَرٍ. والخُرْصَةُ، بالضَّمّ: الرُّخْصَةُ، مَقْلُوبٌ مِثْلُ الرُّفْصَةِ والفُرْصَةِ. والخُرْصَةُ: الشِّرْبُ من الماءِ، تَقُولُ: أَعْطِنِي خُرْصَتِي مِنَ الماءِ، أَيْ شِرْبَاً مِنْهُ. والخُرْصَةُ: طَعَامُ النُّفَسَاءِ نفسِهَا، وكَأَنَّهُ لُغَةٌ فِي السِّين، وقَدْ تَقَدَّمَ. والخِرْصانُ، بالكَسْرِ: ة، بالبَحْرَيْنِ، وَفِي التَكْمِلَةِ: مَوْضِعٌ، بَدَلَ قَرْيَةٍ، سُمِّيَتْ كَأَنَّه لِبَيْعِ الرِّمَاحِ فِيهَا، فكَأَنّ الأَصْلَ قَرْيَةُ الخِرْصَانِ، فحُذِف المُضَافُ إِلَيْه. وذُو الخِرْصَيْنِ، بالكَسْرِ مُثَنَّىً: سَيْفُ قَيْسِ بنِ الخِطِيمِ الأَنْصَارِيّ الشّاعِرِ وهُوَ القائِلُ فِي قَتْلِهِ العَبْدِيّ:
(ضَرَبْتُ بِذِي الخِرْصَيْنِ رِبْقَةَ مالِكٍ ... فأُبْتُ بِنَفْسٍ قد أَصَبْتُ شِفَاءَهَا)
نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. والخِرْصِيَانُ، فِعْلِيانٌ من الخَرْصِ، هُوَ الحِرْصِيانُ، بالحَاءِ الْمُهْملَة، نقَلَه ابنُ) عَبّادٍ، قالَ الصّاغَانِيُّ: وهُو تَصْحِيفٌ، والصَّوَابُ بالخَاءِ، وقَدْ ذَكَرَه أَبُو عُمَرَ الزّاهِدُ، وابنُ الأَعْرَابِيِّ والأَزْهَرِيُّ عَلَى الصِّحّةِ، وقَدْ تَقَدَّمَ. والمَخَارِصُ: الأَسِنَّةُ، جَمْعُ مِخْرَصٍ، قَال بِشْرٌ:
(يَنْوِي مُحَاوَلَةَ القِيَامِ وقَدْ مَضَتْ ... فِيهِ مَخَارِصُ كُلِّ لَدْنِ لَهْذَمِ)
والخَرِيصُ، كأَمِيرٍ: الماءُ البَارِدُ يُقَال: مَاءٌ خَرِيصٌ، أَيْ بَارِدُ، مِثْلُ خَصِرٍ، قَالَ الراجِزُ: مُدَامَةٌ صِرْفٌ بماءٍ خَرِيصْ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الخَرِيصُ المُسْتَنْقَعُ فِي أُصُولِ النَّخْلِ وغَيْرِهَا مِنَ الشَّجَرِ. وقِيلَ الخَرِيصُ: المُمْتَلِئُ، قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
(والمُشْرِفُ المَشْمُولُ يُسْقَى بهِ ... أَخْضَرَ مَطْمُوثاً كماءِ الخَرِيصْ)
ويُرْوَى: الحَرِيص، بالحَاءِ المُهْمَلَةِ، أَي السّحاب، والمُشْرِفُ: إِناءٌ كانُوا يَشْرَبُون بهِ، والمَشْمُولُ: الطَّيِّبُ البارِدُ، والمَطْمُوث: المَمْسُوس. وقالَ اللَّيْثُ: الخَرِيصُ: شِبْهُ حَوْضٍ وَاسِعٍ يَنْبَثِقُ فيهِ الماءُ مِنْ نَهْرٍ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى النَّهْرِ. والخَرِيصُ: جانِبُ النَّهْرِ، وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: افْتَرَقَ النَّهْرُ على أَرْبَعَةٍ وعِشْرِينَ خَرِيصاً، يَعْنِي ناحِيَةً مِنْه. وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: الخرِيصُ: جَزِيرَةُ البَحْرِ، وَقَالَ غيْرُه خَلِيجُ البَحْرِ. ومِنَ المَجَازِ: تَخَرَّصَ عَلَيْه فُلانٌ، إِذَا افْتَرَى وتَكَذَّبَ بالبَاطِلِ. ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً اخْتَرَصَ القَوْلَ، إِذا افْتَعَلَه، واخْتَلَقَ. وعَنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ: اخْتَرَصَ الرَّجُلُ، إِذَا جَعَل فِي الخُرْصِ، بالكَسْرِ، والضَّمِّ: اسْم لِلْجَرابِ، مَا أَرادَ، واكْتَرَصَ، إِذَا جَمَع وقَلَّدَ. وخَارَصَهُ مُخَارَصَةً: عَاوَضَه وبَادَلَه، هكَذَا فِي الأُصُولِ المُوْجُودَةِ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ هَكَذَا، والصَّوابُ خاوَصَه، بالواوِ، إِذا عارَضَهُ بِهِ وبادَلَه، وقَدْ صَحَّفَه ابنُ عَبّادٍ، كَمَا سَيَأْتِي فِي خَ وص وَفِي خَ وض. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: الخَرِيصُ، كأَمِيرٍ: رُمْحٌ قَصِيرٌ يُتَّخَذُ مِنْ خَشَبٍ مَنْحُوتٍ، عَن ابنِ جِنِّى، وأَنْشَدَ لأَبِي دُوَاد:
(وتَشَاجَرَتْ أَبْطَالُه ... بالمَشْرَفِيِّ وبالخَرِيصِ)
وقَالَ غَيْرُه: الخَرِيصُ: السِّنَانُ. والمَخَارِصُ: مَشَاوِرُ العَسَلِ. والمَخَارِصُ: الخَنَاجِرُ، قالَتْ خُوَيْلَةُ الرِّيَاضِيَّةُ تَرْثِي أَقَارِبَهَا:
(طَرَقَتْهُمُ أُمُّ الدُّهَيْمِ فأَصْبَحُوا ... أُكُلاً لَهَا بِمَخَارِصٍ وقَوَاضِبِ)
والخُرْصُ، بالضَّمِّ: الدِّرْعُ لأَنَّهَا حِلَق مِثْلُ الخُرْصِ الَّذِي فِي الأُذُنِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ويُقَالُ للِدُّرُوعِ خِرْصَانٌ، وأَنْشَدَ:
(سمّ الصّبَاحِ بخُرْصانٍ مُسَوَّمَةٍ ... والمَشْرَفِيَّةُ نُهْدِيها بأَيْدِينَا)
قالَ بَعْضُهم: أَرادَ بالخُرْصانِ الدُّرُوعَ، وتَسْوِيمُهَا: جَعْلُ حِلَقٍ صُفْرٍ فِيهَا، ورَوَاهُ بَعْضُهُمْ بخُرْصانٍ مُقَوَّمَةٍ جَعَلَها رِماحاً. والخَرّاصُ، ككَتّانٍ: صَاحِبُ الدِّنَانِ، والسِّينُ لُغَةٌ. وخَرّاصٌ، ككَتّانٍ: اسْمُ مَوْضِعٍ نقَلَه الصّاغَانِيُّ. والأَخْرَاصُ: مَوْضِعٌ فِي قَوْل أُمَيَّةَ ابنِ أَبي عائِذٍ الهُذَلِيِّ ويُرْوَى بالحاءِ المُهْمَلَةِ، وقَدْ تَقَدَّم الشاهِدُ فِي ح ر ص. والخُرْصُ، بالضَّمِّ: أَسْقِيَةٌ مُبَرِّدَة تُبَرِّدُ الشَّرَابَ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، وأَنكره الأَزْهَرِيُّ. والمُخْتَرِصُ: الخَيّاطُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. والخِرْصُ، بالكَسْرِ: اسْمُ جَبَلٍ، وبِهِ فُسِّرَ قَوْل عَبِيدِ بنِ الأَبْرَصِ:
(بمُعْضِّلٍ لَجِبٍ كَأَنَّ عُقَابَهُ ... فِي رَأْسِ خرْصٍ طائِرٌ يَتَقَلَّبُ)
والخُرِيصُ: القُوَّةُ، عَن أَبِي عَمْروٍ.