وثن: الوَثْنُ والوَاثِنُ: المقيم الراكد الثابت الدائم، وقد وَثَنَ؛
قال ابن دريد: وليس بثَبْتٍ؛ قال: والذي حكاه أَبو عبيد الواتن. وقد حكى
ابن الأَعرابي: وَثَنَ بالمكان، قال: ولا أَدري من أَين أَنكره ابن دريد.
الليث: الواثن والواتن لغتان، وهو الشيء المقيم الراكد في مكانه؛ قال
رؤبة:على أَخِلاَّءِ الصَّفاء الوُثَّنِ
قال الليث: يروى بالثاء والتاء، ومعناهما الدّوْمُ على العهد، وقد
وَتَنَ ووَثَنَ بمعنى واحد؛ قال أَبو منصور: المعروف وَتَنَ يَتِنُ، بالتاء،
وُتُوناً، ولم أَسمع وَثَنَ، بالثاء، بهذا المعنى لغير الليث، قال: ولا
أَدري أَحفظه عن العرب أَم لا. والوَثْنة، بالثاء: الكَفْرَةُ.
والمَوْثُونة، بالثاء: المرأَةُ الذليلة. وامرأَة موثونة، بالثاء، إذا كانت أَديبةً
وإن لم تكن حَسْناء.
والوَثَنُ: الصنم ما كان، وقيل: الصنم الصغير. وفي الحديث: شاربُ الخمر
كعابدِ وَثَنٍ. قال ابن الأَثير: الفرق بين الوَثَنِ والصَّنَم أَن
الوَثَنَ كل ما له جُثَّةٌ معمولة من جواهر الأَرض أَو من الخشب والحجارة
كصورة الآدمي تُعمَلُ وتُنْصَبُ فتُعْبَدُ، والصَّنَمُ الصورة بلا جُثَّةٍ؛
ومنهم من لم يفرق بينهما وأَطلقهما على المعنيين. قال: وقد يطلق الوَثَنُ
على غير الصورة، والجمع أَوْثانٌ ووُثُنٌ ووُثْنٌ
وأُثُنٌ، على إبدال الهمزة من الواو، وقد قرئ: إنْ يَدْعُونَ من دونه
إلا أُثُناً؛ حكاه سيبويه. قال الفراء: وهو جمع الوَثَنِ، فضم الواو
وهمزها، كما قال: وإذا الرسلُ أُقِّتَتْ. الأَزهري: قال شمر فيما قرأْت بخطه
أَصل الأَوْثانِ عند العرب كل تِمْثالٍ من خشب أَو حجارة أَو ذهب أَو فضة
أَو نحاس أَو نحوها، وكانت العرب تنصبها وتعبدها وكانت النصارى نصبت
الصَّليب وهو كالتِّمْثال تُعَظِّمُه وتعبده، ولذلك سماه الأَعشى وَثَناً؛
وقال:
تَطُوفُ العُفاةُ بأَبْوابِه،
كطَوْفِ النَّصارى ببَيْتِ الوَثَنْ
أَراد بالوَثَنِ الصليب. قال: وقال عَدِيُّ بن حاتم قدمت على النبي، صلى
الله عليه وسلم، وفي عُنُقِي صَليب من ذهب، فقال لي: أَلْقِ هذا
الوَثَنَ عنك؛ أَراد به الصليب، كما سماه الأَعشى وَثَناً. ووُثِنَتِ الأَرض:
مُطِرَتْ؛ عن ابن الأَعرابي. وأَرض مَضْبوطةٌ ممطورة وقد ضُبِطَتْ
ووُثِنَتْ بالماء ونُصِرَتْ أَي مُطِرَتْ.
واسْتَوْثَنَت الإِبلُ: نشأَت أَولادُها معها. واسْتَوْثَنَ النَّحْلُ:
صار فرقتين كباراً وصغاراً. واسْتَوْثَنَ المالُ: كثر. واسْتَوثَنَ من
المال: استكثر منه مثل اسْتَوثَجَ واسْتَوثَرَ، والله أَعلم.