[ترب] نه: احثوا في وجوه المداحين "التراب" أراد به الرد والخيبة، أو التراب خاصة، وحمله المقداد على ظاهره حيث حثا في وجه المادح عند عثمان التراب، والمراد من اتخذ مدح الناس عادة وبضاعة يستأكل به الممدوح، فأما من مدح على الفعل الحسن والأمر المحمود ترغيباً في أمثاله فليس بمداح. ومنه ح: إذا جاء من يطلب ثمن الكلب فاملأ كفه "تراباً" يحمل على الوجهين. و"تربت" يداك، ترب إذا افتقر، أي لصق بالتراب، وأترب إذا استغنى، وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب، لا يريدون بها الدعاء على المخاطب كلله درك، وقاتله الله، وقيل: أراد به المثل ليرى المأمور به الجد وأنه إن خالفه فقد أساء، وقيل: هو دعاء على الحقيقة فإنه قاله لعائشة لأنه رأى الحاجة خيراً لها، والأول أوجه. ومنه: "ترب" جبينه، قيل دعاء له بكثرة السجود. وقوله لرجل: "ترب" نحرك، فقتل شهيداً فهو محمول على ظاهره. قوله في معاوية: رجل "ترب" أي فقير. ن: وهو بفتح تاء وكسر راء. وتربت يداك خير أي افتقرت، ويراد به إنكار شيء، أو استعظامه، أو استحسانه، وخير بسكون تحتية ضد الشر أي لم ترد به شراً هو شتم، وإنما هي كلمة تجري على اللسان. وروى خبر بفتح موحدة، يريد أنه ليس دعاء بل خبر لا يراد حقيقته. وبل أنت "تربت" يداك أي أنت أحق أن ينكر عليك به لإنكارك ما لا إنكار فيه لا هي، فإنها سألت ما يجب عليها. ط: "تربت" بالكسر للمدح، والتعجب، والدعاء عليه، والذم بحسب المقام. ق: "تربت" جبينه أي صرع للجبين، دعاء عليه أن يخر لوجهه ولم يرد الدعاء. و"تربة أرضنا" أي هذه تربة أرضنا، أو هذا
المريض، وروى: يشفى بها، فهو خبر تربة. البيضاوي: شهد المباحث الطبية على أن للريق مدخلاً في النضج وتبديل المزاج، ولتراب الوطن تأثير في حفظ المزاج ودفع المضرات، فينبغي للمسافر أن يستصحب تراب بلده ليجعل شيئاً منه في المياه المختلفة ليأمن من المضرة، وقيل: أراد تراب المدينة خاصة وريق النبي صلى الله عليه وسلم. ك: يأخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة ثم يضعه على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على موضع الجرح قائلاً هذا الدعاء. ط: ثم إن للرق والعزائم أثاراً عجيبة ومعناه قال صلى الله عليه وسلم مشيراً بإصبعه: بسم الله هذه تربة أرضنا معجونة بريقة بعضنا، وصنعنا بهذا الصنيع ليشفى. بإصبعه حال من فاعل قال، وإضافة أرضنا تدل على اختصاص التربة بمكان شريف، وريق بعضنا تشعر بريق ذي نفس قدسية طاهرة عن الأوضار، نحو "ورفع بعضهم درجت"، والقرحة بفتح قاف الجرح، ويجوز إرادة مثل الدمل، وبالجرح جراحة نحو السيف. ويا أفلح! "ترب" وجهك أي ألق وجهك في التراب فإنه أقرب إلى التذلل، وكان أفلح ينفخ إذا سجد ليزول التراب. ك: ليؤجر في كل شيء إلا "التراب" أي في بناء لا يحتاج، لا من بني ما لابد منه، أو أبنية الخير من المساجد والرباطات ومر في البناء. ولا نجد له موضعاً إلا التراب أي البنيان بقرينة وهو يبنى، ولولاه احتمل إرادة دفنه في الأرض، وكان عنده ح أربعون ألف دينار. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا "التراب" أي لا يزال حريصاً على الدنيا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره. ط: يعني أنهم مجبولون على حب المال، لا يشبع منه إلا من عصمه الله بتوفيق التوبة عن هذه الجبلة، يريد أن إزالته ممكن بتوفيقه. ويتوب الله على من تاب أي يوفقه للتوبة أو يرجع عليه من التشديد إلى التخفيف، أو يرجع عليه بقبوله أي من تاب من الحرص المذموم وغيره من المذمومات. نه وفي ح على: لئن وليت بني أمية لأنفضنهم نفض القصاب "التراب" الوذمة. التراب جمع ترب تخفيف ترب، يريد اللحوم التي تعفرت بسقوطها في التراب، الوذمة المنقطعة الأوذام وهي السيور
التي يشد بها عري الدلو. وقال شعبة: إنما هو نفض القصاب الوذام التربة وهي التي سقطت في التراب، وقيل: الكروش كلها تسمى تربة لأنها يحصل فيها التراب من المرتع، والوذمة التي أخمل باطنها، والكروش وذمة لأنها مخملة ويقال لخملها الوذم، ومعناه لئن وليتهم لأطهرنهم من الدنس ولأطيبنهم بعد الخبث، وقيل: أراد بالقصاب السبع، والتراب أصل ذراع الشاة، والسبع إذا أخذ الشاة قبض على ذلك المكان ثم نفضها. وفيه: خلق الله "التربة" يوم السبت يعني الأرض، والترب والتراب والتربة واحد إلا أنهم يطلقون التربة على التأنيث. وفيه: "أتربوا" الكتاب فإنه أنجح للحاجة، من أتربته إذا جعلت عليه التراب. ط: "فليتربه" أي ليسقطه على التراب اعتماداً على الحق تعالى في إيصاله إلى المقصد، أو أراد ذر التراب على المكتوب، أو ليخاطب الكاتب خطاباً على غاية التواضع- أقوال. غ: الترباء التراب. ج: "عربا أترابا" أي أقرانا. مد: "كنت "ترابا"" في الدنيا فلم أخلق، أو تراباً اليوم فلم أبعث، أو أرد تراباً كالحيوان يرد تراباً بعد القصاص. نه: و"التربية" أعلى صدر الإنسان تحت الذقن وجمعها الترائب. وفيه: كنا "بتربان" هو موضع كثير المياه. وفيه ذكر "تربة" بضم تاء وفتح راء واد قرب مكة.