لحن
لَحَنَ(n. ac. لَحْن
لَحَن
لُحُوْن)
a. Spoke, pronounced, wrote badly; committed
solecisms.
b. [Ila], Leant, inclined to; was well disposed to.
c. see (لَحِنَ) (b).
لَحِنَ(n. ac. لَحَن)
a. Was intelligent.
b. Understood.
لَحَّنَa. Corrected.
b. [Fī], Chanted ( whilst reading ).
c. see I (a)
لَاْحَنَa. Tried to understand.
أَــلْحَنَa. Made to understand.
لَحْن
(pl.
لُحُوْن
أَلْحَاْن
38)
a. Note, tone; sound; melody, tune, air;
modulation.
b. Pronunciation, accent.
c. Meaning, sense, signification.
d. Solecism; barbarism.
لَحْنَــةa. see 3t
لُحْنَــةa. Bad pronouncer; solecist.
لَحَنa. Intelligence.
لَحِنa. Intelligent.
لُحَنَــةa. Hypercritical; purist.
أَــلْحَنُa. More intelligent.
لَاْحِن
لَحَّاْن
لَحَّاْنَةa. see 3t
N. Ac.
لَحَّنَa. Chanting; psalmody-
صِنَاعَة الأَلْحَان
a. Music; harmony.
تــلحّن: انظرها في معجم (فوك) في مادة ( armonia) .
لَحَنَــة: افسنتين وفي الألمانية weis-shraut ( زيتشر 520:11).
لحَّاني: نَحْوي ( gramatico) ( الكالا).
ألحان: كلمة cantus يجب أن تمحى من معجم (فريتاج). إن كلمة ألحان جمع لحن (فليشر بريخت 246 المقري 1، 734).
تلحين مفرد تلاحين: تنغيم (من مصطلحات الموسيقى) (3، 393، 2، 8 مقدمة ابن خلدون 2، 8 وابن بطوطة 1، 244، و4، 289).
الــلَّحْنُ مثل اللَّحْد؛ أي المَيْلُ عن جِهة الاستِقامَةِ بما يُورِدُهُ من ظاهر الحُجّةِ.
ومنه القِراءةُ بالأَلحانِ والنَّشيد، يَميلُ صاحبها بالمقرُوءِ، والمُنشَدِ إلى خلافِ جِهَتهِ بالزِّيادة والنُّقْصانِ، وهي بالتَّرنُّم والتَّرجيع.
ولحَنــتُه: إذَا قُلتَ له قَوْلًا يَفْهَمُه، ويَخْفَى على غَيرِه؛ لإمالتِه عن الواضِح بالتَّوْرِيَةِ
مَنْطِقٌ طَيِّبٌ وتَــلْحَنُ أحْياناً. .
ولَحَنْــتُ لفُلانٍ: بمعناه.
لحن
1 لَحَنَ He erred in speech; spoke incorrectly. (Msb.) b2: لَحَنَ لَهُ He said to him something which he (the latter) understood, but which was unintelligible to others: (Az, S, Msb, K:) he intimated to him something which he (the latter) alone understood.3 لَاحَنَهُمْ i. q. فَاطَنَهُمْ. (S, K.) See an ex. voce جَامِعٌ; and see my explanations of مُفَاطَنَةٌ.لَحْنٌ The meaning of speech; its intended sense or import: (S, K, TA:) its intent: (TA:) [it is direct: and also indirect:] an indication thereof whereby the person addressed is made to understand one's intent; so says Az (Msb: [and the like is said in the TA on the authority of AHeyth:]) an oblique, or ambiguous, mode of speech: (Msb:) an inclining of speech to obliqueness, or ambiguity, and equivocal allusion. (Bd, in xlvii. 32.) b2: A barbarism, an incorrect word. b3: عَرَفْتُهُ فِى لَحْنِ كَلَامِهِ and فى نَحْوِ كلامه. and فى مِعْرَاضِ كلامه signify the same. (Msb in art. عرض.) See the last of these voce عَرُوضٌ. b4: لَحْنٌ A modulated sound; expl. as being مِنَ الأَصْوَاتِ المَصُوغَةِ المَوْضُوعَةِ: pl. أَلْحَانٌ and لُحُونٌ. (K.) You say, أَلْحَانُ الأَغَانِى [The modulated sounds of songs]. (Mgh.)
مَنْطِقٌ رَائِعٌ وَتَــلْحَنُ أَحْيَا نًا ... وَخَيْرُ الْحَدِيثِ مَا كَانَ لَحْنَــا
يُرِيدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ وَهِيَ تُرِيدُ غَيْرَهُ وَتُعَرِّضُ فِي حَدِيثِهَا فَتُزِيلُهُ عَنْ جِهَتِهِ مِنْ فِطْنَتِهَا وَذَكَائِهَا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30] أَيْ فِي فَحْوَاهُ وَمَعْنَاهُ.
لحن في كلامه إذا مال به عن الإعراب إلى الخطأ أو صرفه عن موضوعه إلى الإلغاز. ورجل لحّان ولحّانة. ولحّنــته: نسبته إلى الــلحن وقلت له: قدل لحنــت، ولحنــت له لحنــاً: قلت له ما يفهمه عنّي ويخفى على غيره. وعرفت ذلك في لحن كلامه: في فحواه وفيما صرفه إليه من غير إفصاح به. قال:
منطقٌ واضحٌ ويــلحنُ أحيا ... ناً وأحلى الحديث ما كان لحنــا
ولا حنى ملاحنةً. قال الطرماح:
وأدت إليّ القول عنهنّ زولة ... تلاحن أو ترنو لقول الملاحن أي تكالم بما يخفى على الناس. وعن أبي مهديّة: ليس هذا من لحنــي ولا من لحن قومي أي من نحوي ومذهبي الذي أميل إليه وأتكلم به يعني لغته ولسنه، ومنه " تعلموا الفرائض والسنة والــلحن كما تتعلمون القرآن ". وهذا لحن معبدٍ وألحانه وملاحنه: لما مال إليه من الأغاني واختاره. ولحّن في قراءته تلحيناً: طرّب فيها، وقرأ بألحانٍ ولحونٍ. ولحن ذلك عني بكسر الحاء: فهمه، وألحنــته إياه. وهو لحن بحجّته: فهمٌ فطنٌ بها يصرفها إلى أي وجه شاء. وفلان لسنٌ لقنٌ لحنٌ. قال لبيد:
متعودٌ لحنٌ يعيد بكفّه ... قلماً على عسبٍ ذبلن وبان
وفلان ألحن بحجّته من صاحبه، وفلان يلاحن الناس: يفاطنهم ويغالبهم لفطنته ودهائه.
ومن المجاز: قدح لاحنٌ: ليس يصافي الصوت عند الإاضة. وقوس لاحنة عند الإنباض، وسهم لاحنٌ عند التنفير، وإذا صفا صوته قيل: معرب. قال ذو الرمة:
في لحنــه عن لغات العرب تعجيم
لحن: الــلَّحْنُ: ما تَــلْحَنُ إليه بلسانك، أي: تميل إليه بقولك. ومنه قول الله- جل وعزّ-: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ فكان رَسُول الله- صلى الله عليه و [على] آله وسلم- بعد نزول هذه الآية يعرف المنافقين إذا سَمِعَ كلامَهم، يَسْتَدِلُّ بذلك على ما يَرَى من لحنــه، (أي من مثله في كلامه في الــلَّحْن . والــلَّحْنُ والألحان: الضُروب من الأصوات الموضوعة. والــلَّحْن: تَرْكُ الصواب في القراءة والنَّشيد، يُخَفَّفُ ويُثَقَّل، واللَّحّان واللَّحّانة: الرَّجل الكثير الــلَّحْن، وقال:
فُزْتُ بقِدْحَيْ مُعْرِبٍ لم يَــلْحَنِ
ولَحَنَ يَــلْحَنُ لَحْنــاً ولَحَنــاً. والــلَّحَن (بفتح الحاء) : الفطنة، ورجلٌ لَحِنٌ إذا كان فَطِناً.
نحل: واحدة النَّحل: نَحْلة. والنَّحْلُ: إعطاؤك إنساناً شيئاً بلا [استعاضة] . ونُحْلُ المرأة: مَهْرُها ، ويقال: أعطيتُها مَهْرَها نِحْلةً إذا لم تُرِد عِوَضاً. وانتَحَلَ فلانٌ شِعْرَ فُلانٍ إذا ادَّعاه [أنّه قائله] . ونُحِلَ الشاعرُ قَصيدةً إذا رُوِيَتْ عنه وهي لغَيره. وسيف ناحِلٌ أي: دقيق. ونَحَلَ الجسم ينْحَلُ نُحُولاً فهو ناحِل، وأنَحْلَهَ الهَمُّ أي: هَزَلَه. [ونَحَلَ فلانٌ فُلاناً أي: سابَّه فهو يَنْحَلُه أي: يُسابُّه، وقال طرفة:
فَذَرْ ذا وانحَلِ النُّعمانَ قَوْلاً ... كنَحْتِ الفَأْسِ يُنْجِدُ أو يغُورُ
والنَّحْلُ: دَبْرُ العَسَل، الواحدة نَحْلة) .
لحَنَ/ لحَنَ في/ لحَنَ لـ يَــلحَن، لَحْنًــا، فهو لاحن، والمفعول ملحون فيه
• لحَن الشَّخْصُ في كلامه: أخطأ في الإعراب وخالف وجهَ الصَّواب "لحَن التلميذُ في قراءته".
• لحَن له لحنًــا: قال له قولاً يفهمه عنه ويخفى على غيره "إذا انصرفتما فالحنــا لي لحنًــا: عرِّضا لي بما رأيتما ولا تُفصحا".
لحِنَ يَــلحَن، لَحَنًــا، فهو لَحِن
• لحِن الشَّخْصُ: فطِن لحُجَّته وانتبه لها "فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَــلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ [حديث]: أفطن لها وأقدر عليها وأبين كلامًا وأفصح".
ألحنَ في يُــلحن، إلحانًا، فهو مُــلْحِن، والمفعول مُــلْحَنٌ فيه
• ألحن الشَّخْصُ في كلامه: أخطأ.
لحَّنَ/ لحَّنَ في يــلحِّن، تلحينًا، فهو مُــلحِّن، والمفعول مُــلحَّن
• لحَّن الأُغْنِيَةَ: وضَع لها صوتًا موسيقيًّا مناسبًا تُغَنَّى به "لحَّن السُّنباطي عدَّة أغانٍ لأُمِّ كلثوم- فنّ التَّلحين".
• لحَّن الشَّخْصَ: خطَّأه "لحَّنــه في كلمته التي ألقاها اليوم".
• لحَّن الشَّخْصُ في قراءته: ترنَّم فيها.
4543 -
تلحين [مفرد]: ج تلاحينُ (لغير المصدر):
1 - مصدر لحَّنَ/ لحَّنَ في.
2 - (سق) أصول ضبط الأنغام "تلاحين القطع الموسيقيّة- تلحين الأغاني".
لحِن [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لحِنَ.
لَحْن1 [مفرد]: ج لُحون (لغير المصدر):
1 - مصدر لحَنَ/ لحَنَ في/ لحَنَ لـ.
2 - (نح) خطأ في الإعراب ومخالفة وجه الصواب "لم يسلم في خطبته من الــلَّحْن".
• لَحْن الكلام/ لَحْن القول: فحواه ومعناه ومعاريضه، وما يفهمه السَّامع من وراء لفظه وما فيه من تعريض أو تورية " {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} ".
لَحْن2 [مفرد]: ج ألحان ولُحون: (سق) صوت موسيقيّ موضوع للأغنية أو لقطعة موسيقيَّة "لَحْن شعبيّ/ راقصٌ/ وطنيّ/ حزين- ألحان نادرة- لَحْن ثنائيّ: يؤدّيه مغنيان أو عازفان" ° صناعة الألحان: الموسيقا- لَحْن جنائزيّ: لَحْن حزين يُعزف أمام الجنائز- لَحْن رَعَويّ: لَحْن يمتاز بنغمات بطيئة رقيقة تمثّل الحياة الريفيّة التقليديّة.
• لَحْن الشِّعْر: إيقاعه وغناؤه.
لَحَن [مفرد]:
1 - مصدر لحِنَ.
2 - لغة "نزل القرآنُ بــلَحَن قريش".
: (الــلَّحْنُ مِن الأَصْواتِ المَصُوغةِ المَوْضوعةِ) :) وَهِي الَّتِي يُرَجَّعُ فِيهَا ويُطَرَّبُ؛ قالَ يَزيدُ بنُ النُّعْمان: لقد تَرَكَتْ فُؤَادَكَ مُسْتَجَناً مُطَوَّقَةٌ على فَنَنٍ تَغَنَّى يَمِيلُ بهَا وتَرْكَبُه بــلَحْنٍ إِذا مَا عَنَّ للمَخْزُونِ أَنَّافلا يَحْزُنْكَ أَيامٌ تَوَلَّى تَذَكّرُها وَلَا طَيْرٌ أَرَنَّاوفلانٌ لَا يَعْرِفُ لَحْنَ هَذَا الشِّعْر: أَي لَا يَعْرِف كيفَ يُغَنِّيه؛ (ج أَلْحانٌ ولُحونٌ) .) يقالُ: هَذَا لَحْنُ مَعْبدٍ وأَلْحانُه ومَلاحِنه لمَا مالَ إِلَيْهِ مِنَ الأَغاني واخْتَارَه، وقالَ الشَّاعِرُ:
وهاتِفَينِ بشَجْوٍ بَعْدَمَا سَجَعَتْوُرْقُ الحَمامِ بترجيعٍ وإِرْنانِبانا على غُصْنِ بانٍ فِي ذُرَى فَننٍ يُرَدِّدانِ لُحُوناً ذاتَ أَلْوانِ (ولَحَّنَ فِي قِراءَتِه) تَلْحِيناً: (طَرَّبَ فِيهَا) وغَرَّدَ بأَلْحانٍ.
(و) الــلَّحْنُ: (اللُّغَةُ) ، بلُغَةِ بَني كِلابٍ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ عُمَرَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (تَعلَّمُوا الــلَّحْنَ فِي القُرْآنِ) ، أَي تَعَلَّموا كيفَ لُغَة العَرَبِ فِيهِ الَّذين نَزَلَ القُرْآنُ بلُغَتِهم؛ قالَ أَبو عَدْنان: وأَنْشَدَتْني الكَلْبيَّةُ:
وقوْمٌ لَهُم لَحْنٌ سِوَى لَحْنِ قوْمِناوشَكْلٌ، وبيتِ اللَّهِ، لسنا نُشاكِلُهْقالَ: وقالَ عُبيدُ بنُ أَيوب:
أَتَتْني بــلحْنٍ بعْد لَحْنٍ وأَوْقَدَتْحَوَاليَّ نِيراناً تَبُوخُ وتَزْهَرُوفي الأساسِ: يقالُ: هَذَا ليسَ مِن لَحْنِــي وَلَا مِن لَحْنِ قَوْمِي، أَي من نَحْوِي ومَيْلي الَّذِي أميلُ إِلَيْهِ وأَتكلَّمُ بِهِ، يعْنِي لُغَته ولِسْنَه؛ وَمِنْه: تَعَلَّموا الفَرائِضَ والسُّنَّة والــلَّحْنَ.
قُلْتُ: ويُرْوَى والسُّنَنَ، وَهُوَ قَوْلُ عُمَرَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ فِي تَفْسِيرِ قَوْله: تَعَلّموا الــلَّحْنَ فِي القُرْآنِ، أَي لُغَة العَرَبِ فِي القُرْآن واعْرِفُوا مَعانِيَه، وكقَوْلِه أَيْضاً: (أُبَيٌّ أَقْرَؤُنا وإِنَّا لنَرْغَبُ عَن كثيرٍ مِن لَحْنِــه) ، أَي مِن لُغَتِه وَكَانَ يَقْرأُ التابُوه.
وَمِنْه قَوْلُ أَبي مَيْسَرَةَ فِي قَوْلِه تعالَى: {فأَرْسَلْنا عَلَيْهِم سَيْلَ العَرِمِ} ، قالَ: العَرِمُ المُسَنَّاةُ بــلَحْنِ اليَمَنِ أَي بلُغَتِهم.
وَقد لَحَنَ الرَّجُلُ: تَكلَّمَ بلُغَتِه.
(و) الــلَّحْنُ: (الخَطَأُ) وتَرْكُ الصَّوابِ (فِي القِراءَةِ) والنَّشِيدِ ونَحْو ذلِكَ. وقيلَ: هُوَ تَرْكُ الإعْرابِ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ عُمَرَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: تعَلّمُوا الــلَّحْنَ والفَرائِضَ.
وَفِي حدِيثِ أَبي الْعَالِيَة: (كنتُ أَطُوفُ مَعَ ابنِ عباسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَهُوَ يُعلِّمني لَحْنَ الكَلامِ) ؛ قالَ أَبو عُبيدٍ: وإنَّما سَمَّاه لَحْنــاً لأنَّه إِذا بَصَّره بالصَّوابِ فقد بَصَّره بالــلَّحْنِ.
قالَ شَمِرٌ: وقالَ أَبو عدْنان: سأَلْتُ الكِلابِيّينَ عَن قَوْلِ عُمَرَ هَذَا فَقَالُوا: يُريدُ بِهِ اللّغْوَ وَهُوَ الفاسِدُ مِن الكَلامِ؛ وَبِه فَسَّر بعضٌ قَوْلَ أَسْماء الفَزَاريّ:
وحديثٍ أَلَذُّه هُوَ ممَّايَنْعَتُ النَّاعِتُون يُوزَنُ وَزْنامَنْطِقٌ رائِعٌ وتَــلْحَنُ أَحْياناً وخيرُ الحدِيثِ مَا كانَ لَحْنــاأَي إنَّما تُخْطِىءُ فِي الإعْرابِ وذلِكَ أنَّه يُسْتَمْلَحُ من الجوارِي، ذلكَ إِذا كانَ خَفِيفاً، ويُسْتَثْقل منهنَّ لُزومُ مُطْلقِ الإعْرابِ. (كاللُّحونِ) بالضمِّ، عَن أَبي زيْدٍ، (واللَّحانةِ واللَّحانيةِ والــلَّحَنِ، محرَّكةً) .
(وَقد (لَحَنَ) فِي كَلامِه، (كجَعَلَ) ، يَــلْحَنُ لَحْنــاً ولُحوناً ولَحانَةً ولَحانِيَةً ولَحَنــاً، (فَهُوَ لاحِنٌ) :) مالَ عَن صَحِيحِ المَنْطِقِ.
(و) رجُلٌ (لَحَّانٌ ولَحَّانَةٌ) ، بالتَّشْديدِ فيهمَا، (ولُحَنَــةٌ، كهُمَزَةٍ) :) يُخْطِىءُ؛ وَفِي المُحْكَم: (كثيرُهُ.
(ولَحَّنَــهُ) تَلْحِيناً: (خَطَّأَهُ) فِي الكَلامِ.
(و) قيلَ: (الــلُّحْنَــةُ) ، بالضَّمِّ، (من يُــلَحَّنُ) ، أَي يُخْطَّأُ، (وكهُمَزَةٍ: مَنْ يُــلَحِّنُ النَّاسَ كثيرا) ؛) وَمِنْه الحدِيثُ: (وَكَانَ القاسِمُ رَجُلاً لُحْنَــةً) ، يُرْوَى بالوَجْهَيْنِ؛ والمَعْروفُ فِي هَذَا البِناءِ أَنَّه الَّذِي يَكْثُر مِنْهُ الفِعْل كالهُمَزةِ واللُّمَزةِ والطُّلَعةِ والخُدَعةِ ونَحْو ذلِكَ.
(و) الــلَّحْنُ: التَّعْرِيضُ والإيماءُ.
(و) قد (لَحَن لَهُ) لَحْنــاً، (قالَ لَهُ قَوْلاً يَفْهَمَهُ عَنهُ ويَخْفى على غيرِهِ) لأنَّه يُمِيلُه بالتَّوْريةِ عَن الواضِحِ المَفْهومِ؛ وَمِنْه قَوْلُ القَتَّال الكِلابيِّ:
وَلَقَد لَحَنْــتُ لكم لِكَيْما تَفْهَمُواووَحَيْتُ وَحْياً ليسَ بالمُرْتابِوفي الحدِيثِ: (إِذا انْصَرَفْتُما فالْحَنَــا لي لَحْنــاً) ، أَي أَشِيرَا إليَّ وَلَا تُفْصِحا وعَرِّضا بِمَا رَأَيْتُما، أَمَرَهُما بذلِكَ لأنَّهما رُبَّما أَخْبرا عَن العَدُوِّ بيأْسٍ وقُوَّةٍ فأَحَبَّ أَنْ لَا يَقِفَ عَلَيْهِ المُسْلمُونَ؛ وَبِه فُسِّرَ أَيْضاً قَوْلُ أَسْماء الفَزَارِي المتقدِّمُ.
(و) الــلَّحْنُ: المَيْلُ؛ وَقد لَحَنَ (إِلَيْهِ) إِذا نَواهُ و (مالَ) إِلَيْهِ، وَمِنْه سُمِّي التَّعْريضُ لَحْنــاً.
وقالَ الأزْهرِيُّ: الــلَّحْنُ مَا تَــلْحَنُ إِلَيْهِ بلِسانِك، أَي تَمِيلُ إِلَيْهِ بقَوْلِكَ.
(و) الــلَّحْنُ: الفَهْمُ والفِطْنَةُ؛ وَقد (أَــلْحَنَــهُ القَوْلَ) :) إِذا (أَفْهَمَه إيَّاه، فــلَحِنَــهُ، كسَمِعَهُ) ، لَحْنــاً؛ عَن أَبي زيْدٍ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ. (و) لَحَنَــهُ غيرُه مِثْل (جَعَلَهُ) لَحْنــاً، عَن كُراعٍ، قالَ ابنُ سِيْدَه: وَهُوَ قَليلٌ والأوَّلُ الأَعْرَفُ إِذا (فَهِمَهُ) وفَطِنَ لمَا لم يَفْطنُ لَهُ غيرُهُ، وَبِه فُسِّر أَيْضاً بَيْتُ أَسْماء الفَزاري، فصارَ فِي بيتِ أَسْماء المَذْكُور ثلاثَةُ أَوْجهٍ: الفِطْنَةُ والفَهْمُ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي زيْدٍ وابنِ الأَعْرابي وَإِن اخْتَلَفا فِي اللَّفْظِ، والتَّعْرِيضُ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ والجَوْهرِيّ والخَطَأُ فِي الإِعرابِ على قَوْلِ مَنْ قالَ تُزِيلُه عَن جهَتِه وتَعْدِلُه، لأنَّ الــلَّحْنَ الَّذِي هُوَ الخَطَأُ فِي الإعْرابِ هُوَ العُدولُ عَن الصَّوابِ.
(واللاَّحِنُ: العالِمُ بعَواقِبِ الكَلامِ) ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ أنَّه بِهَذَا المعْنَى ككَتِفٍ وَهُوَ العالِمُ بعَواقِبِ الأُمُورِ الظَّرِيفُ. وأَمَّا اللاَّحِنُ فَهُوَ الَّذِي يعرف كَلامَه من جِهَة وَلَا يقالُ لَحَّانٌ، فافْهَمْ ذلِكَ.
(ولَحِنَ، كفَرِحَ: فَطِنَ لحُجَّتِه وانْتَبَه) لَهَا: عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، وَهُوَ بمَعْنَى فَهِمَ وإنِ اخْتَلَفا فِي اللَّفْظِ كَمَا أَشَرْنا إِلَيْهِ.
(ولاحَنَهُمْ) مُلاحَنَةً: (فاطَنَهُمْ) ؛) وَمِنْه قَوْلُ عُمَر بن عبْدِ العَزيز، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (عَجِبْتُ لمَنْ لاحَنَ الناسَ ولاحَنُوه كيفَ لَا يَعْرفُ جَوامِعَ الكَلِم) ، أَي فاطَنَهُم وفاطَنُوه وجادَلَهُم؛ وقَوْلُ الطرمَّاح: وأَدَّتْ إليَّ القوْلَ عنهُنَّ زَوْلةٌ تُلاحِنُ أَو ترْنُو لقولِ المُلاحِنِأَي تَكلَّمَ بمعْنَى كَلام لَا يُفْطنُ لَهُ ويَخْفى على الناسِ غيرِي.
(و) قوْلُه تعالَى: {ولتَعْرِفَنَّهُم (فِي لَحْنِ القوْلِ) } ،) أَي (فِي فَحْواهُ ومَعْناهُ) ؛) وقيلَ: أَي فِي نيَّتِه وَمَا فِي ضَمِيرِه.
ورَوَى المُنْذري عَن أَبي الهَيْثم أنَّه قالَ: العُنوانُ والــلَّحْنُ بمعْنًى واحِدٍ، وَهُوَ العلامَةُ تُشِيرُ بهَا إِلَى الإِنسانِ ليَفْطُنَ بهَا إِلَى غيرِهِ؛ وأَنْشَدَ:
وتَعْرِفُ فِي عُنوانِها بعضَ لَحْنِــهاوفي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهياوقد ظَهَرَ بِمَا تقدَّمَ أَنَّ لــلَّحْن سَبْعة مَعانٍ: الغِناءُ، واللُّغَةُ، والخَطَأُ فِي الإِعْرابِ، والمَيْلُ، والفِطْنَةُ، والتَّعرِيضُ، وَالْمعْنَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: هُوَ أَــلْحَنُ الناسِ إِذا كَانَ أَحْسَنهم قِراءَةً أَو غِناءً.
وأَــلْحَنَ فِي كَلامِه: أَخْطَأَ.
وَهُوَ أَــلْحَنُ من غيرِهِ: أَي أَعْرَفُ بالحجَّةِ وأَفْطَن لَهَا مِنْهُ.
والــلَّحَنُ، بالتَّحرِيكِ: الفِطْنَةُ، مَصْدَرُ لَحِنَ، كفَرِحَ؛ وبالسِّكونِ: الخَطَأُ؛ هَذَا قَوْلُ عامَّةِ أَهْلِ اللُّغَةِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الــلَّحْنُ، بالسكونِ: الفِطْنَةُ والخَطَأُ سواءٌ.
وقالَ أَيْضاً: الــلَّحَنُ، بالتَّحْرِيكِ: اللُّغَةُ. وَقد رُوِي أنَّ القُرْآنَ نَزَلَ بــلَحَنِ قُرَيْشٍ، أَي بلُغَتِهم؛ وَهَكَذَا رُوِي قَوْلُ عُمَرَ أَيْضاً وفُسِّر باللُّغَةِ.
وقالَ الزَّمَخْشريُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: أَرادَ غَرِيبَ اللُّغَةِ، فإنَّ مَنْ لم يَعْرفْه لم يَعْرفْ أَكْثَرَ كِتابِ اللَّهِ تَعَالَى ومَعانِيه، وَلم يَعْرفْ أَكْثَر السُّنَنِ.
وَفِي حدِيثِ مُعاوِيَةَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: أنَّه سأَلَ عَن أَبي زِيادٍ فقيلَ: إنَّه ظَرِيفٌ على أنَّه يَــلْحَنُ، فقالَ: أَوَ لَيْسَ أَظْرفُ لَهُ؛ قالَ القُتَيْبِيُّ: ذَهَبَ مُعاوِيةُ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، إِلَى الــلَّحَنِ الَّذِي هُوَ الفِطْنةُ بتَحْريكِ الحاءِ.
وقالَ غيرُهُ: إنَّما أَرادَ الــلَّحْنَ ضِدّ الإعْرابِ؛ وَهُوَ يُسْتَمْلحُ فِي الكَلامِ إِذا قَلَّ، ويُسْتَثْقَلُ الإعرابُ والتشَدُّقُ.
ورَجُلٌ لَحِنٌ، ككَتِفٍ: فَطِنٌ ظَرِيفٌ؛ قالَ لبيدٌ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ:
مُتَعوِّذٌ لَحِنٌ يُعِيدُ بكَفِّهقَلَماً على عُسُبٍ ذَبُلْنَ وبانِومِن المجازِ: قِدْحٌ لاحِنٌ إِذا لم يَكُنْ صافِي الصَّوْتِ عنْدَ الإِفاضَةِ.
وكذلِكَ قَوْسٌ لاحِنَةٌ: إِذا أَنْبِضَتْ.
وسَهْمٌ لاحِنٌ: إِذا لم يَكُنْ حَنَّاناً عنْدَ النَّفيزِ، والمُعْرِبُ مِن جمِيعِ ذلِكَ على ضِدِّه ومَلاحِنُ العُودِ: ضُروبُ دَسْتاناتِه.
والتَّلْحِينُ: اسمٌ كالتَّمْتِينِ، والجَمْعُ التَّلاحِين.
لحن: الــلَّحْن: من الأَصوات المصوغة الموضوعة، وجمعه أَلْحانٌ ولُحون.
ولَحَّنَ في قراءته إِذا غرَّد وطرَّبَ فيها بأَلْحان، وفي الحديث:
اقرؤُوا القرآن بلُحون العرب. وهو أَــلْحَنُ الناس إِذا كان أَحسنهم قراءة أَو
غناء. والــلَّحْنُ والــلَّحَنُ واللَّحَانةُ واللَّحانِيَة: تركُ الصواب في
القراءة والنشيد ونحو ذلك، لَحَنَ يَــلْحَنُ لَحْنــاً ولَحَنــاً ولُحوناً؛
الأَخيرة عن أَبي زيد قال:
فُزْتُ بقِدْحَيْ مُعْرِب لم يَــلْحَنِ
ورجل لاحِنٌ ولَحّان ولَحّانة ولُحَنَــة: يُخْطِئ، وفي المحكم: كثير
الــلَّحْن. ولَحَّنــه: نسبه إِلى الــلَّحْن. والــلُّحَنَــةُ: الذي يُــلحَّنُ.
والتَّلْحِينُ: التَّخْطِئة. ولَحَنَ الرجلُ يَــلْحَنُ لَحْنــاً: تكلم بلغته.
ولَحَنَ له يَــلْحَنُ لَحْنــاً: قال له قولاً يفهمه عنه ويَخْفى على غيره
لأَنه يُميلُه بالتَّوْرية عن الواضح المفهوم؛ ومنه قولهم: لَحِنَ الرجلُ:
فهو لَحِنٌ إِذا فَهمَ وفَطِنَ لما لا يَفْطنُ له غيره. ولَحِنَــه هو عني،
بالكسر، يَــلْحَنُــه لَحْنــاً أَي فَهمَه؛ وقول الطرماح:
وأَدَّتْ إِليَّ القوْلِ عنهُنَّ زَوْلةٌ
تُلاحِنُ أَو ترْنُو لقولِ المُلاحِنِ
أَي تَكلَّمُ بمعنى كلام لا يُفْطنُ له ويَخْفى على الناس غيري.
وأَــلْحَنَ في كلامه أَي أَخطأَ. وأَــلْحَنــه القولَ: أَفهمه إيِاه، فــلَحِنَــه
لَحْنــاً: فهِمَه. ولَحَنــه عن لَحْنــاً؛ عن كراع: فهِمَه؛ قال ابن سيده: وهي
قليلة، والأَول أَعرف. ورجل لَحِنٌ: عارفٌ بعواقب الكلام ظريفٌ. وفي الحديث:
أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِنكم تَخْتصِمُون إِليَّ ولعلَّ
بعضَكم أَن يكونَ أَــلْحَنَ بحجَّته من بعض أَي أَفْطنَ لها وأَجْدَل، فمن
قَضَيْتُ له بشيء من حق أَخيه فإِنما أَقطعُ له قِطْعةً من النار؛ قال
ابن الأَثير: الــلَّحْنُ الميل عن جهة الاستقامة؛ يقال: لَحَنَ فلانٌ في
كلامه إِذا مال عن صحيح المَنْطِق، وأَراد أَن بعضكم يكون أَعرفَ بالحجة
وأَفْطَنَ لها من غيره. والــلَّحَنُ، بفتح الحاء: الفِطْنة. قال ابن
الأَعراب: الــلَّحْنُ، بالسكون، الفِطْنة والخطأُ سواء؛ قال: وعامّة أَهل اللغة في
هذا على خلافه، قالوا: الفِطْنة، بالفتح، والخطأ، بالسكون. قال ابن
الأَعرابي: والــلَّحَنُ أَيضاً، بالتحريك، اللغة. وقد روي أَن القرآن نزَل
بــلَحَنِ قريش أَي بلغتهم. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: تعلَّمُوا الفرائضَ
والسُّنَّةَ والــلَّحَن، بالتحريك، أَي اللغة؛ قال الزمخشري: تعلموا
الغَريبَ والــلَّحَنَ لأَن في ذلك عِلْم غَرِيب القرآن ومَعانيه ومعاني الحديث
والسنَّة، ومن لم يعْرِفْه لم يعرف أَكثرَ كتاب الله ومعانيه ولم يعرف
أَكثر السُّنن. وقال أَبو عبيد في قول عمر، رضي الله عنه: تعلَّمُوا
الــلَّحْنَ أَي الخطأَ في الكلام لتحترزوا منه. وفي حديث معاويه: أَنه سأَل عن
أَبي زيادٍ فقيل إِنه ظريف على أَنه يَــلْحَنُ، فقال: أَوَليْسَ ذلك أَظرف
له؟ قال القُتَيْبيُّ: ذهب معاويةُ إِلى الــلَّحَن الذي هو الفِطنة، محرَّك
الحاء. وقال غيره. إِنما أَراد الــلَّحْنَ ضد الإِعراب، وهو يُسْتَمْلَحُ
في الكلام إِذا قَلَّ، ويُسْتَثْقَلُ الإِعرابُ والتشَدُّقُ. ولَحِنَ
لَحَنــاً: فَطِنَ لحجته وانتبه لها. ولاحَنَ الناس: فاطَنَهم؛ وقوله مالك بن
أَسماء بن خارجةَ الفَزاريّ:
وحديثٍ أَلَذُّه هو مما
يَنْعَتُ النَّاعِتُون يُوزَنُ وَزْنا
مَنْطِقٌ رائِعٌ، وتَــلْحَنُ أَحْيا
ناً، وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْنــا
يريد أَنها تتكلم بشيء وهي تريد غيره، وتُعَرِّضُ في حديثها فتزيلُه عن
جهته من فِطنتِها كما قال عز وجل: ولَتَعْرِفنَّهُمْ في لَحن القول، أَي
في فَحْْواهُ ومعناه؛ وقال القَتَّال الكلابيُّ:
ولقد لَحَنْــتُ لكم لِكَيْما تَفْهمُوا،
ولَحَنْــتُ لَحْنــاً لَحْنــاً ليس بالمُرْتابِ
وكأَنَّ الــلَّحْنَ في العربية راجعٌ إِلى هذا لأَنه من العُدول عن
الصواب. وقال عمر بن عبد العزيز: عَجِبْتُ لمن لاحَنَ الناسَ ولاحَنُوه كيفَ
لا يعرفُ جَوامعَ الكَلِم، أَي فاطَنَهم وفاطَنُوه وجادَلَهم؛ ومنه قيل:
رجل لَحِنٌ إِذا كان فَطِناً؛ قال لبيد:
مُتَعوِّذٌ لَحِنٌ يُعِيدُ بكَفِّه
قَلَماً على عُسُبٍ ذَبُلْنَ وبانِ
وأَما قول عمر، رضي الله عنه: تعلموا الــلَّحْنَ والفرائضَ، فهو بتسكين
الحاء وهو الخطأُ في الكلام. وفي حديث أَبي العالية قال: كنتُ أَطُوفُ مع
ابن عباسٍ وهو يُعلِّمني لَحْنَ الكلامِ؛ قال أَبو عبيد: وإِنما سماه
لَحْنــاً لأَنه إِذا بَصَّره بالصواب فقد بَصَّره الــلَّحْنَ. قال شمر: قال
أَبو عدنان سأَلت الكِلابيينَ عن قول عمر تعلموا الــلحن في القرآن كما
تَعَلَّمُونه فقالوا: كُتِبَ هذا عن قوم لس لهم لَغْوٌ كلَغْوِنا، قلت: ما
اللَّغْوُ؟ فقال: الفاسد من الكلام، وقال الكلابيُّون: الــلَّحْنُ اللغةُ،
فالمعنى في قول عمر تعلموا الــلّحْنَ فيه يقول تعلموا كيف لغة العرب فيه
الذين نزل القرآنُ بلغتهم؛ قال أَبو عدنان: وأَنشدتْني الكَلْبيَّة:
وقوْمٌ لهم لَحْنٌ سِوَى لَحْنِ قومِنا
وشَكلٌ، وبيتِ اللهِ، لسنا نُشاكِلُهْ
قال: وقال عُبيد بن أَيوب:
وللهِ دَرُّ الغُولِ أَيُّ رَفِيقَةٍ
لِصاحِبِ قَفْرٍ خائفٍ يتَقَتَّرُ
فلما رأَتْ أَن لا أُهَالَ، وأَنني
شُجاعٌ، إِذا هُزَّ الجَبَانُ المُطيَّرُ
أَتَتني بــلحْنٍ بعد لَحْنٍ، وأَوقدَتْ
حَوَالَيَّ نِيراناً تَبُوخُ وتَزْهَرُ
ورجل لاحِنٌ لا غير إِذا صَرَفَ كلامَه عن جِهَته، ولا يقال لَحّانٌ.
الليث: قول الناسِ قد لَحَنَ فلانٌ تأْويلُه قد أَخذ في ناحية عن الصواب
أَي عَدَل عن الصواب إِليها؛ وأَنشد قول مالك بن أَسماء:
مَنْطِقٌ صائِبٌ وتَــلْحَنُ أَحْيا
ناً، وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْنــاً
قال: تأْويله وخير الحديث من مثل هذه الجارية ما كان لا يعرفه كلُّ
أَحد، إِنما يُعرفُ أَمرها في أَنحاء قولها، وقيل: معنى قوله وتــلحن أَحياناً
أَنها تخطئ في الإِعراب، وذلك أَنه يُسْتملَحُ من الجواري، ذلك إِذا كان
خفيفاً، ويُستثقل منهن لُزوم حاقِّ الإِعراب. وعُرِف ذلك في لَحْن كلامه
أَي فيما يميل إِليه. الأَزهري: الــلَّحْنُ ما تَــلْحَنُ إِليه بلسانك أَي
تميلُ إِليه بقولك، ومنه قوله عز وجل: ولَتَعْرِفَنَّهُم في لَحْنِ
القول؛ أَي نَحْوِ القول، دَلَّ بهذا أَن قولَ القائل وفِعْلَه يَدُلاَّنِ
على نيته وما في ضميره، وقيل: في لَحْنِ القول أَي في فَحْواه ومعناه.
ولَحَن إِليه يَــلْحَنُ لَحْنــاً أَي نَواه ومال إِليه. قال ابن بري وغيره:
لــلَّحْنِ ستة مَعان: الخطأُ في الإِعراب واللغةُ والغِناءُ والفِطْنةُ
والتَّعْريضُ والمَعْنى، فالــلَّحْنُ الذي هو الخطأُ في الإِعراب يقال منه
لَحَنَ في كلامه، بفتح الحاء، يَــلْحَنُ لَحْنــاً، فهو لَحَّانٌ ولَحّانة، وقد
فسر به بيتُ مالك بن أَسماء بن خارجة الفَزَاري كما تقدم، والــلَّحْنُ
الذي هو اللغة كقول عمر، رضي الله عنه: تعلموا الفرائضَ والسُّنَنَ
والــلَّحْنَ كما تعلَّمُون القرآنَ، يريد اللغة؛ وجاء في رواية تعلموا الــلَّحْنَ
في القرآن كما تتعلمونه، يريد تعلموا لغَةَ العرب بإِعرابها؛ وقال
الأَزهري: معناه تعلموا لغة العرب في القرآن واعرفُوا معانيه كقوله تعالى:
ولتَعْرِفَنَّهم في لَحْنِ القول؛ أَي معناه وفَحْواه، فقول عمر، رضي الله
عنه: تعلموا الــلَّحْن، يريد اللغة؛ وكقوله أَيضاً: أُبَيٌّ أَقْرَؤُنا
وإِنَّا لنَرْغَبُ عن كثير من لَحْنِــه أَي من لُغَتِه وكان يَقْرأُ التابُوه؛
ومنه قول أَبي مَيْسَرَة في قوله تعالى: فأَرْسَلْنا عليهم سَيْلَ
العَرِمِ، قال: العَرِمُ المُسَنَّاةُ بــلَحْنِ اليمن أَي بلغة اليمن؛ ومنه قول
أَبي مَهْديٍّ: ليس هذا من لَحْنــي ولا لَحْنِ قومي؛ والــلَّحْنُ الذي هو
الغِناء وتَرْجيعُ الصوت والتَّطْريبُ شاهدُه قول يزيد ابن النعمان:
لقد تَرَكَتْ فُؤادَكَ مُسْتَجَنَّا
مُطَوَّقَةٌ على فَنَنٍ تَغَنَّى
يَمِيلُ بها، وتَرْكَبُه بــلَحْنٍ،
إِذا ما عَنَّ للمَحْزُون أَنَّا
فلا يَحْزُنْكَ أَيامٌ تَوَلَّى
تَذَكّرُها، ولا طَيْرٌ أَرَنَّا
وقال آخر:
وهاتِفَينِ بشَجْوٍ، بعدما سجَعَتْ
وُرْقُ الحَمامِ بترجيعٍ وإِرْنانِ
باتا على غُصْنِ بانٍ في ذُرَى فَننٍ،
يُرَدِّدانِ لُحوناً ذاتَ أَلْوانِ
ويقال: فلان لا يعرفُ لَحْنَ هذا الشعر أَي لا يعرف كيف يُغَنيه. وقد
لَحَّنَ في قراءته إِذا طَرَّب بها. والــلَّحْنُ الذي هو الفِطْنة يقال منه
لَحَنْــتُ لَحْنــاً إِذا فَهِمته وفَطِنته، فَــلَحَنَ هو عني لَحْنــاً أَي
فَهمَ وفَطِنَ، وقد حُمِلَ عليه قول مالك بن أَسماء: وخير الحديث ما كان
لحنــاً، وقد تقدم؛ قاله ابن الأَعرابي وجعله مُضارعَ لَحِنَ، بالكسر، ومنه
قوله، صلى الله عليه وسلم: لعَلَّ بعضَكم أَن يكون أَــلْحَنَ بحجته أَي
أَفْطَنَ لها وأَحسَنَ تصَرُّفاً. والــلَّحْنُ الذي هو التَّعْريض والإِيماء؛
قال القتَّالُ الكلابي:
ولقد لَحَنْــتُ لكم لِكَيما تَفْهَموا،
ووَحَيْتُ وَحْياً ليس بالمُرْتابِ
ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم، وقد بعث قوماً ليُخْبِرُوه خبَرَ قريش:
الْحَنُــوا لي لَحْنــاً، وهو ما روي أَنه بعث رجلين إِلى بعض الثُّغُور
عَيْناً فقال لهما: إِذا انصرفتما فالْحَنــا لي لَحْنــاً أَي أَشيرا إِليَّ
ولا تُفْصِحا وعَرِّضا بما رأَيتما، أَمرهما بذلك لأَنهما ربما أَخبرا عن
العَدُوِّ ببأْسٍ وقُوَّة، فأَحَبَّ أَن لا يقفَ عليه المسلمون. ويقال:
جعَلَ كذا لَحْنــاً لحاجته إِذا عَرَّضَ ولم يُُصَرِّح؛ ومنه أَيضاً قول
مالك بن أَسماء وقد تقدم شاهداً على أَن الــلَّحْنَ الفِطنة، والفعل منه
لَحَنْــتُ له لَحْنــاً، على ما ذكره الجوهر عن أَبي زيد؛ والبيت الذي
لمالك:مَنطِقٌ صائبٌ وتَــلْحَنُ أَحيا
ناً، وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنــا
ومعنى صائب: قاصد الصواب وإِن لم يُصِبْ، وتَــلْحَن أَحياناً أَي تُصيب
وتَفْطُنُ، وقيل: تريدُ حديثَها عن جهته، وقيل: تُعَرِّض في حديثها،
والمعنى فيه متقاربٌ، قال: وكأَنَّ الــلَّحْن في العربية راجع إِلى هذا لأَنه
العُدول عن الصواب؛ قال عثمان ابن جني: مَنْطِقٌ صائب أَي تارة تورد القول
صائباً مُسَدَّداً وأُخرى تتَحَرَّفُ فيه وتَــلْحَنُ أَي تَعْدِلُه عن
الجهة الواضحة متعمدة بذلك تلَعُّباً بالقول، وهو من قوله ولعل بعضَكم أَن
يكون أَــلْحَنَ بحجته أَي أَنْهَضَ بها وأَحسَنَ تصَرُّفاً، قال: فصار
تفسير الــلَّحْنِ في البيت على ثلاثة أَوجه: الفِطنة والفهم، وهو قول أَبي
زيد وابن الأَعرابي وإِن اختلفا في اللفظ، والتعريضُ، وهو قول ابن دريد
والجوهري، والخطأُ في الإِعراب على قول من قال تزيله عن جهته وتعدله عن
الجهة الواضحة، لأَن الــلحن الذي هو الخطأُ في الإِعراب هو العدول عن الصواب،
والــلَّحْن الذي هو المعنى والفَحْوَى كقوله تعالى: ولَتَعْرِفنَّهُم في
لَحْنِ القول؛ أَي في فَحْواه ومعناه. وروى المنذريُّ عن أَبي الهيثم أَنه
قال: العُنوان والــلَّحْنُ واحد، وهو العلامة تشير بها إِلى الإِنسان
ليَفْطُنَ بها إِلى غيره، تقول: لَحَنَ لي فلانٌ بــلَحْنٍ ففطِنْتُ؛ وأَنشد:
وتَعْرِفُ في عُنوانِها بعضَ لَحْنِــها،
وفي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهيا
قال: ويقال للرجل الذي يُعَرِّضُ ولا يُصَرِّحُ قد جعل كذا وكذا لَحْنــاً
لحاجته وعُنواناً. وفي الحديث: وكان القاسم رجلاً لُحْنَــةً، يروى بسكون
الحاء وفتحها، وهو الكثير الــلَّحْنِ، وقيل: هو بالفتح الذي يُــلَحِّنُ
الناس أَي يُخَطِّئُهم، والمعروف في هذا البناء أَنه الذي يَكْثُر منه الفعل
كالهُمَزة واللُّمَزة والطُّلَعة والخُدَعة ونحو ذلك. وقِدْحٌ لاحِنٌ
إِذا لم يكن صافيَ الصوت عند الإِفاضة، وكذلك قوس لاحنة إِذا أُنْبِضَتْ.
وسهمٌ لاحِنٌ عند التَّنْفير إِذا لم يكن حَنَّاناً عند الإِدامةِ على
الإِصبع، والمُعْرِبُ من جميع ذلك على ضِدِّه. ومَلاحِنُ العُودِ: ضُروبُ
دَسْتاناته. يقال: هذا لَحْنُ فلانٍ العَوَّاد، وهو الوجه الذي يَضْرِبُ
به. وفي الحديث: اقرؤُوا القرآنَ بلُحُونِ العرب وأَصواتها، وإِياكم
ولُحُونَ أَهل العِشْق؛ الــلَّحنُ: التطريب وترجيع الصوت وتحسين القراءة
والشِّعْرِ والغِناءِ، قال: ويشبه أَن يكون أَراد هذا الذي يفعله قُرَّاء الزمان
من اللُّحون التي يقرؤون بها النظائر في المحافل، فإِن اليهود والنصارى
يقرؤون كتُبَهم نحْواً من ذلك.
الــلَّحْنُ: صرف الكلام عن سننه الجاري عليه، إما بإزالة الإعراب، أو التّصحيف، وهو المذموم، وذلك أكثر استعمالا، وإمّا بإزالته عن التّصريح وصرفه بمعناه إلى تعريض وفحوى، وهو محمود عند أكثر الأدباء من حيث البلاغة، وإيّاه قصد الشاعر بقوله:
وخير الحديث ما كان لحنــا
وإيّاه قصد بقوله تعالى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [محمد/ 30] ومنه قيل للفطن بما يقتضي فحوى الكلام: لحن، وفي الحديث:
«لعلّ بعضكم ألحن بحجّته من بعض» أي:
ألسن وأفصح، وأبين كلاما وأقدر على الحجّة.
فِي كَلَامه لحنــا أَخطَأ الْإِعْرَاب وَخَالف وَجه الصَّوَاب فِي النَّحْو فَهُوَ لاحن ولحان وَالرجل تكلم بلغته وَيُقَال لحن بــلحن بني فلَان تكلم بلغتهم وَله لحنــا قَالَ لَهُ قولا يفهمهُ عَنهُ وَيخْفى على غَيره فَهُوَ لاحن وَفِي الحَدِيث (إِذا انصرفتما فالحنــا لي لحنــا) عرضا لي بِمَا رَأَيْتُمَا وَلَا تفصحا وَإِلَيْهِ نَوَاه وقصده وَمَال إِلَيْهِ وَالْقَوْل عَنهُ فهمه
(لحن) فلَان لحنــا فطن لحجته وانتبه لَهَا وَفِي الحَدِيث (لَعَلَّ بَعْضكُم أَن يكون أَــلحن بحجته من بعض) وَقَوله لحنــا فهمه فَهُوَ لحن