غَيْهَب [مفرد]: ج غَيَاهِبُ: (انظر: غ هـ ب - غَيْهَب).
غَيْهَب [مفرد]: ج غَيَاهِبُ: (انظر: غ هـ ب - غَيْهَب).
غهب: الليث: الــغَيْهَبُ شِدَّةُ سَوادِ الليل والجَملِ ونحوه؛ يقال
جَمَلٌ غَيْهَبٌ: مُظْلِم السَّواد؛ قال امرؤُ القيس:
تَلافَيْتُها، والبُومُ يَدْعُو بها الصَّدَى، * وقد أُلْبِسَتْ أَقْراطُها ثِنْيَ غَيْهَبِ
وقد اغْتَهَبَ الرجلُ: سار في الظُّلمة؛ وقال الكميت:
فذَاكَ شَبَّهْته الـمُذَكَّرَةَ الْـ * ـوَجْناءَ في البِـيدِ، وهي تَغْتَهِبُ
أَي تُباعِدُ في الظُّلَم، وتَذْهَبُ.
اللحياني: أَسْوَدُ غَيْهَبٌ وغَيْهَمٌ. شَمر: الــغَيْهَبُ من الرجال الأَسْوَدُ، شُبِّه بــغَيْهب الليل. وأَسودُ غَيْهَبٌ: شديدُ السواد. وليلٌ
غَيْهَبٌ: مُظْلِم. وفي حديث قُسٍّ: أَرْقُبُ الكَوْكَب، وأَرْعَى
الــغَيْهَب. الــغَيْهَبُ: الظُّلْمة، والجمع الغَياهِبُ، وهو الــغَيْهَبــانُ. وفرسٌ أَدْهَمُ غَيْهَبٌ إِذا اشْتَدَّ سواده. أَبو عبيد: أَشَدُّ الخَيْلِ
دُهْمةً، الأَدْهَمُ الــغَيْهَبِـــيُّ، وهو أَشَدُّ الخيل سَواداً؛ والأُنثى:
غَيْهَبــةٌ، والجمع: غَياهِبُ. قال: والدَّجُوجِـيُّ:
دون الــغَيْهَبِ في السَّوادِ، وهو صافي لَوْنِ السَّواد. وغَهِبَ عن الشيءِ غَهَباً وأَغْهَبَ عنه: غَفَل عنه، ونَسِـيَه.
والغَهَبُ، بالتحريك: الغَفْلَة. وقد غَهِبَ، بالكسر. وأَصاب صَيْداً
غَهَباً أَي غَفْلة من غير تعمد. وفي الحديث: سُئِلَ عَطاءٌ عن رجل أَصابَ صَيْداً غَهَباً، وهو محرم، فقال: عليه الجَزاءُ. الغَهَبُ، بالتحريك: أَن يُصِـيبَ الشيءَ غَفْلَةً من غير تَعَمُّدٍ.
وكساءٌ غَيْهَبٌ: كثير الصُّوف. والــغَيْهَبُ: الثَّقِـيلُ الوَخِمُ؛ وقيل: هو البليد؛ وقيل: الــغَيْهَب الذي فيه غَفْلة، أَو هَبْتَةٌ؛ وأَنشد:
حَلَلْتُ بهِ وِتْري وأَدْرَكْتُ ثُؤرَتي، * إِذا ما تَناسَى ذَحْلَهُ كلُّ غَيْهَبِ
وقال كَعْبُ بن جُعَيْلٍ يَصِفُ الظَّليمَ:
غَيْهَبٌ هَوْهاءة مُخْتَلِطٌ، * مُسْتَعارٌ حِلْمُه غَيْرُ دَئِلْ
والــغَيْهَبُ: الضعيفُ من الرجال.
والــغَيْهَبــانُ: البَطْنُ.
والــغَيْهَبــةُ: الجَلَبة في القتال.
هبغ: الهُبوغ: النوم؛ وأَنشد:
هَبَغْنا بَيْنَ أَذْرُعِهِنّ ، حتى
تَبَخْبَخَ حَرُّذي رَمْضاء حامِي
هَبَغَ يَهْبَغُ هَبْغاً وهُبُوغاً أَي نامَ، وقيل: رَقَدَ رَقْدةً من
النهار، وقيل: رَقَدَ بالنهار أَيَّ قَدْرٍ كان رَقْدةً أَو أَكثر، وقيل :
الهُبُوغُ المُبالَغةُ القليلة من النومِ أَيّ حينٍ كان، وخَبَطَ مثل
هَبَغَ، والاسم الهَبْغةُ.
وامرأَة هَبَيَّغةٌ وهَبَيَّغٌ: فاجِرةٌ أَي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ؛
الأَخيرة عن اللحياني. ونهر هَبَيَّغٌ ووادٍ هَبَيَّغٌ: عظيمان؛ حكاهما
السيرافي عن الفراء. والهَبَيَّغ: وادٍ بعينه. الأَزهري عن الخليل بن أَحمد:
لا توجد الهاء مع الغين إلا في هذه الأَحرف وهي: الأَهْيَغُ والغَيْهَقُ
والهَبَيَّغُ والهِلْياغُ والــغَيْهَبُ والهِمْيَغُ، وكل منها سيذكر في
موضعه.
عثر: عَثَر يعِثرُ ويَعْثُرُ عَثْراً وعِثَاراً وتَعَثَّرَ: كَبا؛ وأَرى
اللحياني حكى عَثِرَ في ثوبه يعْثَرُ عِثَاراً وعَثُر وأَعْثَره
وعَثَّره؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
فخرجْتُ أُعْثَرُ في مَقادِم جَبَّتِي،
لولا الحَياءُ أَطَرْتُها إِحْضارا
هكذا أَنشده أُعْثَر على صيغة ما لم يسم فاعله. قال: ويروى أَعْثُر،
والعَثْرةُ: الزلَّةُ، ويقال: عَثَرَ به فرسُهُ فسقط، وتَعَّثرِ لِسانُه:
تَلَعْثَم. وفي الحديث: لا حَلِيم إِلاَّ ذُو عَثْرةٍ؛ أَي لا يحصل له
الحِلم ويوصف به حتى يركب الأُمور وتَنْخَرِقَ عليه ويَعْثُر فيها فيعتبر بها
ويَسْتَبين مواضع الخطإِ فيجتنبها، ويدل عليه قوله بعده: لا حليمَ
إِلاَّ ذو تَجْرِبة. والعَثْرة: المرة من العِثار في المشي. وفي الحديث: لا
تَبْدَأْهم بالعَثْرة؛ أَي بالجهاد والحرب لأَن الحرب كثيرةُ العِثَار،
فسماها بالعَثْرة نفسِها أَو على حذف المضاف، أَي بذي العَثْرة، يعني:
ادْعُهم إِلى الإِسلام أَوّلاً أَو الجزْيةِ، فإِن لم يُجيبُوا فبالجها.
وعَثَرَ جَدُّه يَعْثُر ويَعْثِر: تَعِسَ، على المثل.
وأَعْثَره الله: أَتْعَسَه، قال الأَزهري: عَثرَ الرجل يَعْثُرُ
عَثْرَةً وعَثَر الفرس عِثَاراً، قال: وعُيوب الدواب تجيء على فِعَال مثل
العِضَاضِ والعِثَار والخِرَاط والضِّرَاح والرِّمَاح وما شاكلها.
ويقال: لقيت منه عاثوراً أَي شدة. والعِثَارُ والعاثورُ: ما عُثِر به.
ووقعوا في عاثورِ شّرٍ أَي في اختلاط من شرٍّ وشدة، على المثل أَيضاً.
والعاثورُ: ما أَعدّه ليُوقع فيه آخرَ. والعاثُور من الأَرضين: المَهْلَكة؛
قال ذو الرمة:
ومَرْهوبةِ العاثورِ تَرْمي بِرَكْبِها
إِلى مِثْله، حَرْف بَعِيد مَناهِلُه
وقال العجاج:
وبَلْدَةَ كَثيرَة العَاثُورِ
يعني المَتَالفَ، ويروى: مَرْهُوبة العاثُور، وهذا البيت نسبه الجوهري
لرؤبة؛ قال ابن بري: هو للعجاج، وأَول القصيدة:
جَاريَ لا تَسْتَنكِرِي عَذِيرِي
وبعده:
زَوْرَاء تَمْطُو في بلادٍ زُورِ
والزَّوْرَاءُ: الطريق المُعْوَجّة، وذهب يعقوب إِلى أَن الفاء في
عَافُور بدل من الثاء في عَاثُور، وللذي ذهب إِليه وجه، قال: إِلاَّ أَنَّا
إِذا وجدنا للفاء وجهاً نحملها فيه على أَنه أَصل لم يجز الحكم بكونها
بدلاً فيه إِلاَّ على قُبْحٍ وضَعْفِ تجويزٍ وذلك أَنه يجوز أَن يكون قولهم
وقعوا في عَافُور. فَاعُولاً من العَفْر، لأَن العفر من الشدة أَيضاً،
ولذلك قالوا عِفْرِيتٌ لشدته. والعَاثُورُ: حفرة تحفر للأَسد ليقع فيها
للصيد أَو غيره. والعَاثُورُ: البئر، وربما وصف به؛ قال بعض الحجازيين:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي، هل أَبِيتَنَّ ليلةً،
وذكْرُكِ لا يَسْرِي إِليَّ كَما يَسْرِي؟
وهل يَدَعُ الوَاشونَ إِفْسَادَ بَيْنِنَا،
وحَفْرَ الثَّأَى العَاثُورِ من حَيْثُ لا نَدْرِي؟
وفي الصحاح: وحَفْراً لَنَا العَاثُورَ؛ قال ابن سيده: يكون صفة ويكون
بدلاً. الأَزهري: يقول هل أَسْلُو عنك حتى لا أَذكرك لَيْلاً إِذا
خَلَوْتُ وأَسْلَمْتُ لما بي؟ والعَاثُورُ ضربه مَثَلاً لما يوقعه فيه الواشِي
من الشر؛ وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:
فَهَلْ تَفْعَلُ الأَعداءُ إِلاَّ كَفِعْلِهِمْ،
هَوَان السَّرَاة وابتغَاء العَواثِرِ؟
فقد يكون جمع عَاثُورٍ وحذف الياء للضرورة، ويكون جمع خَدٍّ عَاثر.
والعَثْرُ: الإِطلاع على سِرّ الرجل. وعَثَر على الأَمر يَعْثُرُ
عَثْراً وعُثُوراً: اطّلع. وأَعْثَرْتُه عليه: أَطلعته. وفي التنزيل العزيز:
وكذلك أَعْثَرنَا عليهم؛ أَي أَعْثَرْنَا عليهم غيرَهم، فحذف المفعول؛ وقال
تعالى: فإِن عُثِرَ على أَنهما اسْتَحَقَّا إِثماً؛ معناه فإِن اطّلعَ
على أَنهما قد خانا. وقال الليث: عَثَرَ الرجلُ يَعْثُرُ عُثُوراً إِذا
هجم على أَمر لم يَهْجِمْ عليه غيره. وعَثَرَ العِرْقُ، بتخفيف الثاء:
ضَرَب؛ عن اللحياني. والعِثْيَرُ، بتسكين الثاء، والعِثْيَرَةُ: العَجَاجُ
الساطع؛ قال:
تَرَى لهم حَوْلَ الصِّقَعْلِ عِثْيرَه
يعني الغبار، والعِثْيَرَاتُ: التراب؛ حكاه سيبويه. ولا تنل في
العِثْيَر التراب عَثْيَراً لأَنه ليس في الكلام فَعْيَل، بفتح الفاء، إِلاَّ
ضَهْيَد، وهو مصنوع، معناه الصُّلْب الشديد. والعَيْثَر: كالعِثْيَر، وقيل:
هو كلُّ ما قَلَبْتَ من تراب أَو مَدَرٍ أَو طين بأَطراف أَصابع رجليك،
إِذا مشيت لا يُرَى من القدم أَثر غيره، فيقال: ما رأَيت له أَثَراً ولا
عَيْثَراً.
والعَيْثَرُ والعَثْبيَرُ: الأَثر الخفي، مثال الــغَيْهَب. وفي المثل:
ماله أَثَرٌ ولا عَثْيَرٌ، ويقال: ولا عَيْثَرٌ، مثال فَيْعَلٍ، أَي لا
يعرف رَاجِلاً فيتبين أَثره ولا فارساً فيُثِيرُ الغبارَ فَرَسُهُ، وقيل:
العَيْثَر أَخفى من الأَثر.
وعَيْثَرَ الطيرَ: رآها جارية فزجرها؛ قال المغيرة بن حَبْنَاء التيمي:
لَعَمْرُ أَبيك يا صَخْرُ بنَ لَيْلى،
لقد عَيْثَرْتَ طَيركَ لو تَعِيفُ
يريد: لقد أَبصرتَ وعاينتَ. وروى الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه
قال: بُنِيَتْ سَلْحُون مدينة باليمن في ثمانين لأَأَو سبعين سنة،
وبُنِيَتْ بَرَاقش ومَعِين بغسالة أَيديهم، فلا يرى لسَلْحِين أَثر ولا
عَيْثَرٌ، وهاتان قائمتان؛ وأَنشد قول عمرو بن معد يكرب:
دَعانا مِنْ بَراقِشَ أَو مَعينٍ،
فَأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنَا مَلِيعُ
ومَليعٌ: اسم طريق. وقال الأَصمعي: العَيْثَرُ تبع لأَثَرٍ. ويقال:
العَيْثَرُ عين الشيء وشخصه في قوله: ما له أَثَرٌ ولا عَيْثر. ويقال: كانت
بين القوم عَيْثَرَةٌ وغَيْثَرَةٌ وكأَن العَيْثَرة دون الغَيْثرةِ. وتركت
القوم في عَيْثرَةٍ وغَيْثرةٍ أَي في قتال دون قتال.
والعُثْر: العُقَاب؛ وقد ورد في حديث الزكاة: ما كان بَعْلاً أَو
عَثَريّاً ففيه العُشْر؛ قال ابن الأَثير: هو من النخل الذي يشرب بعروقه من ماء
المطر يجتمع في حفيرة، وقيل: هو العِذْي، وقيل: ما يُسْقَى سَيْحاً،
والأَول أَشهر، قال الأَزهري: والعَثْرُ والعَثَرِيَّ العِذْيُ، وهو ما سقته
السماء من النخل، وقيل: هو من الزرع ما سقي بماء السيل والمطر وأُجري
إِليه من المَسَايل وحُفر له عاثور في أَتِيَّ يجري فيه الماء إِليه، وجمع
العاثور عَواثير؛ وقال ابن الأَعرابي: هو العَثَّرِي، بتشديد الثاء،
وردَّ ذلك ثعلب فقال: إِنما هو بتخفيفها، وهو الصواب؛ قال الأَزهري: ومن هذا
يقال فلان وقع في عَاثورِ شرٍّ وعَافور شر إِذا وقع في وَرْطة لم يحتسبها
ولا شعرَ بها، وأَصله الرجل يمشي في ظلمة الليل فيَتَعَثَّر بِعاثور
المَسِيل أَو في خَدٍّ خَدَّه سيلُ المطر فربما أَصابه منه وَثءٌ أَو عَنَتٌ
أَو كَسْر. وفي الحديث: إِن قريشاً أَهل أَمانة مَنْ بَغاها العَوَاثيرَ
كبَّه الله لمُنْخُرَيْه، ويروى: العَواثر، أَي بغى لها المكايد التي
يُعْثَر بها كالعاثور الذي يَخُدُّ في الأَءض فَيَتَعَثَّر به الإِنسان
إِذا مَرَّ ليلاً وهو لا يشعر به فربما أَعْنَتَهُ. والعَواثِر: جمع عاثور،
هو المكان الوعْث الخَشِن لأَنه يُعْثَر فيه، وقيل: هو الحفرة التي
تُحْفَر للأَسد، واستعير هنا للوَرْطة والخُطَّة المُهْلِكة. قال ابن الأَثير:
وأَما عَواثِر فهي جمع عاثِرٍ، وهي حِبالَة الصائد، أَو جمع عاثرة، وهي
الحادثة التي تَعْثُر بصاحبها، من قولهم: عَثَر بهم الزمانُ إِذا أَخْنَى
عليهم. والعُثْر والعَثَر: الكذب؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي: وَعثَرَ
عَثْراً: كَذَب؛ عن كراع. يقال: فلان في العَثْر والبائن؛ يريد في الحق
والباطل. والعَاثِر: الكَذّاب.
والعَثَرِيّ: الذي لا يَجِدّ في طلب دنيا ولا آخرة، وقال ابن الأَعرابي:
هو العَثَّرِيُّ على لفظ ما تقدم عنه. وفي الحديث: أَبغض الناس إِلى
الله تعالى العَثَرِيّ؛ قيل: هو الذي ليس في أَمر الدنيا ولا في أَمر
الآخرة. يقال: جاء فلان عَثَرِيّاً إِذا جاء فارغاً، وجاء عَثَريّاً أَيضاً،
بشد الثاء، وقيل: هو من عَثَرِيّ النخل، سمي به لأَنه لا يحتاج في سقيه
إِلى تعب بدالِيَة وغيرها، كأَنه عَثَر على الماء عَثْراً بلا عمل من صاحبه،
فكأَنه نسب إِلى العَثْر، وحركةُ الثاء من تغييرات النسب. وقال مرة: جاء
رائِقاً عَثَّرِيّاً أَي فارغاً دون شيء. قال أَبو العباس: وهو غير
العَثَرِي الذي جاء في الحديث مخففَ الثاء، وهذا مشدد الثاء.
وفي الحديث: أَنه مَرَّ بأَرض تسمى عَثِرةً فسماها خَضِرةً؛ العَثِرةُ
من العِثْيَرِ، وهو الغُبار، والياء زائدة، والمراد بها الصعيد الذي لا
نبات فيه. وورد في الحديث: هي أَرض عِثْيَرةٌ.
وعَثَّر: موضع باليمن، وقيل: هي أَرض مَأْسَدَةٌ بناحية تَبَالَةَ على
فَعَّل، ولا نظير لها إِلاَّ خَضَّمٌ وبَقَّمٌ وبَذَّرٌ؛ وفي قصيد كعب بن
زهير:
من خادِرٍ من لُيُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُهُ
بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِيلٌ دونَه غِيلُ
وقال زهير بن أَبي سُلْمى:
لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصطادُ الرجالَ، إِذا
ما الليثُ كَذّبَ عن أَقرانه صَدَقا
وعَثْر، مخففة: بلد باليمن؛ وأَنشد الأَزهري في آخر هذه الترجمة
للأَعشى:فبَاتَتْ، وقد أَوْرَثَتْ في الفُؤا
د صَدْعاً يُخَالِط عَثَّارَها
(* قوله: «يخالط عثارها» العثار ككتان: قرحة لا تجف، وقيل: عتارها هو
الأَعشى عثر بها فابتلى وتزود منها صدعاً في الفؤاد، أَفاده شارح
القاموس).
هنغ: الهَنْغُ: إِخْفاءُ الصوْتِ من الرجل والمرأَةِ عند الغَزَلِ.
وهانَغَها: أَخْفَى كلُّ واحد منهما صوتَه. وهانَغْتُ المرأَة: غازَلْتُها؛
وأَنشد:
قَوْلاً كَتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْنَغِ
أَبو زيد: خاضَنْتُ المرأَة إِذا غازَلْتَها، وكذلك هانَغْتُها.
والهَيْنَغُ أَيضاً: المرأَةُ المغازِلة لزوجها، وقيل: المرأَة المغازلة
الضَّحُوكُ. والهَيْنَغُ: التى تُظْهِرُ سِرَّها إلى كل أَحد. الأَزهري: قرأَت
بخط شمر لأَبي مالك امرأَة هَيْنغٌ فاجِرةٌ، وهَنَغَتْ إذا فَجَرَتْ.
غهم: الغَيْهَمُ: كالــغَيْهَب؛ عن اللحياني.
غين: الغين: حرف تهج، وهو حرف مجهور مستعل، يكون أَصلاً لا بدلاً
ولا زائداً، والغين لغة في الغيم، وهو السحاب، وقيل: النون بدل من
الميمي؛ أَنشد يعقوب لرجل من بني تغلب يصف فرساً:
فِداءٌ خالَتِي وفداً صَدِيقي،
وأَهْلي كُلُّهم لبَني قُعَيْنِ
فأَنْتَ حَبَوْتَنِي بِعِنانِ طِرْفٍ،
شديدِ الشَّدّ ذي بَذْلٍ وصَوْنِ
كأَنِّي بين خافِيَتَيْ عُقابٍ،
تُرِيدُ حمامةً في يوم غَيْنِ.
أَي في يوم غيم؛ قال ابن بري: الذي أَنشده الجوهري:
أَصاب حمامة في يوم غين.
والذي رواه ابن جني وغيره: يريد حمامة، كما أَورده ابن سيده وغيره، قال:
وهو أَصح من رواية الجوهري أَصاب حمامة. وغانَتِ السماءُ غَيْناً
وغِينَتْ غَيْناً: طَبَّقَها الغَيمُ. وأَغانَ الغَينُ السماء أَي أَلْبَسها؛
قال رُؤبة:
أَمْسَى بِلالٌ كالربيعِ المُدْجِنِ،
أَمْطَرَ في أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ.
قال الأَزهري: أَراد بالغين السحاب، وهو الغيم، فأَخرجه على الأَصل.
والأَغْيَنُ: الأَخْضَرُ. وشجرة غَيْناءِ أَي خَضْراءِ كثيرة الورق ملتفة
الأَغصان ناعمة، وقد يقال ذلك في العُشْب، والجمع غِينٌ، وأَشجار غِينٌ؛
وأَنشد الفراء:
لَعِرْضٌ من الأَعْراضِ يُمْسِيَ حمامُه،
ويُضْحِي على أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ
والغِيْنةُ: الأَجَمَةُ. والغِينُ من الأَراك والسِّدْر: كثرته واجتماعه
وحسنه؛ عن كراع، والمعروف أَنه جمع شجرة غَيْناءِ، وكذلك حكي أَيضاً
الغِينة جمع شجرة غَيْناء؛ قال ابن سيده: وهذا غير معروف في اللغة ولا في
قياس العربية، إنما الغِينَةُ الأَجَمَةُ كما قلنا، أَلا ترى أَنك لا تقول
البِيضَةُ في جمع البَيْضاءِ ولا العِيسَةُ في جمع العَيْساء؟ فكذلك لا
يقال الغِينَةُ في جمع الغَيْناء، اللهم إِلا أَن يكون لتمكين التأْنيث
أَو يكون اسماً للجمع. والغَيْنة الشَّجْراءُ: مثل الغَيْضة الخضراء. وقال
أَبو العَمَيْثل: الغَيْنة الأَشجارُ الملتفة في الجبال وفي السَّهْل بلا
ماء، فإِذا كانت بماء فهي غَيْضة. والغَيْنُ: شجر ملتف؛ قال ابن سده:
ومما يَضَعُ به من ابن السكيت ومن اعتقاده أَن الغينَ هو جمع شجرة غَيْناء،
وأَن الشِّيَم جمع أَشْيَمَ وشَيْماء وزْنُه فِعْل، وذهب عنه أَنه
فُعْلٌ، غُومٌ وشُومٌ، ثم كسرت الفاء لتسلم الياء كما فعل ذلك في بِيضٍ.
وغِينَ على قلبه غَيْناً: تغَشَّتْه الشَّهْوةُ، وقيل: غِينَ على قلبه غُطِّيَ
عليه وأُلْبِسَ. وغِينَ على الرجل كذا أَي غُطِّيَ عليه. وفي الحديث:
إِنه ليُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة؛ الغَيْنُ:
الغَيْمُ، وقيل: الغَيْنُ شجر ملتف، أَراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو
منه البشر، لأَن قلبه أَبداً كان مشغولاً
بالله تعالى، فإِن عَرَضَ له وَقْتاً مّا عارض بشري يَشْغَلُه من أُمور
الأُمّة والملَّة ومصالحهما عَدَّ ذلك ذنباً وتقصيراً، فيَفْزَعُ إلى
الاستغفار؛ قال أَبو عبيدة: يعني أَنه يتَغَشَّى القلبَ ما يُلْبِسُه؛ وكذلك
كل شيء يَغْشَى شيئاً حتى يُلْبِسَه فقد غِينَ عليه. وغانَتْ نفْسُه
تَغِينُ غَيْناً: غَثَتْ. والغَيْنُ: العطش، غانَ يَغِينُ. وغانتِ الإِبلُ:
مثلُ غامَتْ. والغِينة، بالكسر: الصديد، وقيل: ما سال من الميت، وقيل: ما
سال من الجيفة. والغَيْنةُ، بالفتح: اسم أَرض؛ قال الراعي:
ونَكَّبْنَ زُوراً عن مُحَيَّاةَ بعدما
بَدَا الأَثْلُ، أَثْلُ الغَيْنةِ المُتَجاوِرُ.
ويروى الغِينة
(* قوله «ويروى الغينة» أي بكسر الغين كما صرح به ياقوت).
الفراء: يقال هو آنَسُ من حُمَّى الغِينِ. والغِينُ: موضع لأَن أَهلها
يُحَمُّون كثيراً.
ثأر: الثَّأْر والثُّؤْرَةُ: الذَّحْلُ. ابن سيده: الثَّأْرُ الطَّلَبُ
بالدَّمِ، وقيل: الدم نفسه، والجمع أَثْآرٌ وآثارٌ، على القلب؛ حكاه
يعقوب. وقيل: الثَّأْرُ قاتلُ حَمِيمكَ، والاسم الثُّؤْرَةُ. الأَصمعي: أَدرك
فلانٌ ثُؤْرَتَهُ إِذا أَدرك من يطلب ثَأْرَهُ. والتُّؤُرة: كالثُّؤرة؛
هذه عن اللحياني. ويقال: ثَأَرْتُ القتيلَ وبالقتيل ثَأْراً وثُؤْرَةً،
فأَنا ثائرٌ، أَي قَتَلْتُ قاتلَه؛ قال الشاعر:
شَفَيْتُ به نفْسِي وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي،
بَني مالِكٍ، هل كُنْتُ في ثُؤْرَتي نِكْسا؟
والثَّائِرُ: الذي لا يبقى على شيء حتى يُدْرِك ثَأَرَهُ. وأَثْأَرَ
الرجلُ واثَّأَرَ: أَدرك ثَأْرَهُ. وثَأْرَ بِهِ وثَأْرَهْ: طلب دمه. ويقال:
تَأَرْتُك بكذا أَي أَدركت به ثَأْري منك. ويقال: ثَأَرْتُ فلاناً
واثَّأَرْتُ به إِذا طلبت قاتله. والثائر: الطالب. والثائر: المطلوب، ويجمع
الأَثْآرَ؛ والثُّؤْرَةُ المصدر. وثَأَرْتُ القوم ثَأْراً إذا طلبت
بثأْرِهِم. ابن السكيت: ثَأَرْتُ فلاناً وثَأَرْتُ بفلان إِذا قَتَلْتَ قاتله.
وثَأْرُكَ: الرجل الذي أَصاب حميمك؛ وقال الشاعر:
قَتَلْتُ به ثَأْري وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي
(* يظهر أن هذه رواية ثانية البيت الذي مرّ ذكره قبل هذا الكلام).
وقال الشاعر:
طَعَنْتُ ابنَ عَبْدُ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ،
لهَا نَفَذٌ، لَوْلا الشُّعاعُ أَضاءَها
وقال آخر:
حَلَفْتُ، فَلَمْ تَأْثَمْ يمِيني: لأَثْأَرَنْ
عَدِيّاً ونُعْمانَ بنَ قَيْلٍ وأَيْهَما
قال ابن سيده: هؤلاء قوم من بني يربوع قتلهم بنو شيبان يوم مليحة فحلف
أَن يطلب بثأْرهم. ويقال: هو ثَأْرُهُ أَي قاتل حميمه؛ قال جرير:
وامْدَحْ سَراةَ بَني فُقَيْمٍ، إِنَّهُمْ
قَتَلُوا أَباكَ، وثَأْرُهُ لم يُقْتَلِ
قال ابن بري: هو يخاطب بهذا الشعر الفرزدق، وذلك أَن ركباً من فقيم
خرجوا يريدون البصرة وفيهم امرأَة من بني يربوع بن حنظلة معها صبي من رجل من
بني فقيم، فمرّوا بخابية من ماء السماء وعليها أَمة تحفظها، فأَشرعوا
فيها إِبلهم فنهتهم الأَمة فضربوها واستقوا في أَسقيتهم، فجاءت الأَمة
أَهلها فأَخبرتهم، فركب الفرزدق فرساً له وأَخذ رمحاً فأَدرك القوم فشق
أَسقيتهم، فلما قدمت المرأَة البصرة أَراد قومها أَن يثأَروا لها فأَمرتهم أَن
لا يفعلوا، وكان لها ولد يقال له ذكوان بن عمرو بن مرة بن فقيم، فلما شبّ
راضَ الإِبل بالبصرة فخرج يوم عيد فركب ناقة له فقال له ابن عم له: ما
أَحسن هيئتك يا ذكوان لو كنت أَدركت ما صُنع بأُمّك. فاستنجد ذكوان ابن
عم له فخرج حتى أَتيا غالباً أَبتا الفرزدق بالحَزْنِ متنكرين يطلبان له
غِرَّةً، فلم يقدرا على ذلك حتى تحمَّل غالب إِلى كاظمة، فعرض له ذكوان
وابن عمه فقالا: هل من بعير يباع؟ فقال: نعم، وكان معه بعير عليه معاليق
كثيرة فعرضه عليهما فقالا: حط لنا حتى ننظر إِليه، ففعل غالب ذلك وتخلف معه
الفرزدق وأَعوان له، فلما حط عن البعير نظرا إِليه وقالا له: لا يعجبنا،
فتخلف الفرزدق ومن معه على البعير يحملون عليه ولحق ذكوان وابن عمه
غالباً، وهو عديل أُم الفرزدق، على بعير في محمل فعقر البعير فخر غالب
وامرأَته ثم شدّا على بعير جِعْثِنَ أُخت الفرزدق فعقراه ثم هربا، فذكروا أَن
غالباً لم يزل وجِعاً من تلك السَّقْطَةِ حتى مات بكاظمة.
والمثْؤُور به: المقتولُ. وتقول: يا ثاراتِ فلان أَي يا قتلة فلان. وفي
الحديث: يا ثاراتِ عثمان أَي يا أَهل ثاراته، ويا أَيها الطالبون بدمه،
فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه؛ وقال حسان:
لَتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً في دِيارِهِمُ:
اللهُ أَكْبَرُ، يا ثاراتِ عُثْمانا
الجوهري: يقال يا ثارات فلان أَي يا قتلته، فعلى الأَوّل يكون قد نادى
طالبي الثأْر ليعينوه على استيفائه وأَخذه، والثاني يكون قد نادى القتلة
تعريفاً لهم وتقريعاً وتفظيعاً للأَمر عليهم حتى يجمع لهم عند أَخذ
الثَّأْرِ بين القتل وبين تعريف الجُرْمِ؛ وتسميتُه وقَرْعُ أَسماعهم به
ليَصْدَعَ قلوبهم فيكون أَنْكَأَ فيهم وأَشفى للناس. ويقال: اثَّأَرَ فلان من
فلان إِذا أَدرك ثَأْرَه، وكذلك إِذا قتل قاتل وليِّه؛ وقال لبيد:
والنِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنّي رِمَّةً خَلَقاً،
بَعْدَ الْمَماتِ، فإِنّي كُنْتُ أَثَّئِرُ
أَي كنت أَنحرها للضيفان، فقد أَدركت منها ثَأْري في حياتي مجازاة
لتَقَضُّمِها عظامي النَّخِرَةَ بعد مماتي، وذلك أَن الإِبل إِذا لم تجد
حَمْضاً ارْتَمَّتْ عِظَامَ الموتَى وعِظامَ الإِبل تُخْمِضُ بها.
وفي حديث عبد الرحمن يوم الشُّورَى: لا تغمدوا سيوفكم عن أَعدائكم
فَتُوتِروا ثأْرَكُمْ؛ الثَّأْرُ ههنا: العدو لأَنه موضع الثأْر، أَراد انكم
تمكنون عدوّكم من أَخذ وَتْرِهِ عندكم.
يقال: وَتَرْتُه إِذا أَصبته بِوَترٍ، وأَوْتَرْتُه إِذا أَوْجَدْتَهُ
وَتْرَهُ ومكنته منه. واثَّأَر: كان الأَصل فيه اثْتَأَرَ فأُدغمت في
الثاء وشدّدت، وهو افتعال
(* قوله: «وهو افتعال إِلخ» أَي مصدر اثتأَر افتعال
من ثأَر) من ثأَرَ.
والثَّأْرُ المُنِيمُ: الذي يكون كُفُؤاً لِدَمِ وَلِيِّكَ. وقال
الجوهري: الثَّأْرُ المُنِيمُ الذي إِذا أَصابه الطالبُ رضي به فنام بعده؛ وقال
أَبو زيد: اسْتَثْأَرَ فلان فهو مُسْتَثْئِرٌ إِذا استغاث لِيَثْأَرَ
بمقتوله:
إِذا جاءهم مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْره
دعاءً: أَلا طِيرُوا بِكُلِّ وأَىَ نَهْدِ
قال أَبو منصور: كأَنه يستغيث بمن يُنْجِدُه على ثَأْرِه. وفي حديث محمد
بن سلمة يوم خيبر: أَنا له يا رسول الله المَوْتُور الثَّائرُ أَي طالب
الثَّأْر، وهو طلب الدم. والتُّؤْرُورُ: الجلْوازُ، وقد تقدّم في حرف
التاء أَنه التؤرور بالتاء؛ عن الفارسي.
طسع: الطَّسِعُ والطَّزِعُ: الذي لا غيرة عنده، طَسِعَ طَسَعاً وطَزِعَ
طَزَعاً. والطَّسِيعُ والطَّزِيعُ: الذي يرى مع أَهله رجلاً فلا يَغارُ
عليه. والطَّسْعُ: كلمة يُكَنَّى بها عن النكاح. ومكان طَيْسَعٌ: واسع.
والطَّيْسَعُ: الحَريصُ.
صفر: الصُّفْرة من الأَلوان: معروفة تكون في الحيوان والنبات وغير ذلك
ممَّا يقبَلُها، وحكاها ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً. والصُّفْرة
أَيضاً: السَّواد، وقد اصْفَرَّ واصفارّ وهو أَصْفَر وصَفَّرَه غيرُه. وقال
الفراء في قوله تعالى: كأَنه جِمَالاتٌ صُفْرٌ، قال: الصُّفر سُود الإِبل لا
يُرَى أَسود من الإِبل إِلا وهو مُشْرَب صُفْرة، ولذلك سمَّت العرب سُود
الإِبل صُفراً، كما سَمَّوا الظِّباءَ أُدْماً لِما يَعْلُوها من الظلمة
في بَياضِها. أَبو عبيد: الأَصفر الأَسود؛ وقال الأَعشى:
تلك خَيْلي منه، وتلك رِكابي،
هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها كالزَّبِيب
وفرس أَصْفَر: وهو الذي يسمى بالفارسية زَرْدَهْ. قال الأَصمعي: لا
يسمَّى أَصفر حتى يصفرَّ ذَنَبُه وعُرْفُهُ. ابن سيده: والأَصْفَرُ من الإِبل
الذي تَصْفَرُّ أَرْضُهُ وتَنْفُذُه شَعْرة صَفْراء.
والأَصْفَران: الذهب والزَّعْفَران، وقيل الوَرْسُ والذهب. وأَهْلَكَ
النِّساءَ الأَصْفَران: الذهب والزَّعْفَرا، ويقال: الوَرْس والزعفران.
والصَّفْراء: الذهب لِلَوْنها؛ ومنه قول عليّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه:
يا دنيا احْمَرِّي واصْفَرِّي وغُرِّي غيري. وفي حديث آخر عن عليّ، رضي
الله عنه: يا صَفْراءُ اصْفَرِّي ويا بَيْضاء ابْيَضِّي؛ يريد الذهب
والفضة، وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، صالَحَ أَهلَ خَيْبَر على
الصَّفْراء والبَيْضاء والحَلْقَة؛ الصَّفْراء: الذهب، والبيضاء: الفِضة،
والحَلْقة: الدُّرُوع. يقال: ما لفلان صفراء ولا بَيْضاء. والصَّفْراءُ
من المِرَرِ: سمَّيت بذلك للونها. وصَفَّرَ الثوبَ: صَبغَهُ بِصُفْرَة؛
ومنه قول عُتْبة ابن رَبِيعة لأَبي جهل: سيعلم المُصَفِّر اسْتَه مَن
المَقْتُولُ غَداً. وفي حديث بَدْر: قال عتبة بن ربيعة لأَبي جهل: يا
مُصَفِّر اسْتِهِ؛ رَماه بالأُبْنَةِ وأَنه يُزَعْفِر اسْتَهُ؛ ويقال: هي كلمة
تقال للمُتَنَعِّمِ المُتْرَفِ الذي لم تُحَنِّكْهُ التَّجارِب والشدائد،
وقيل: أَراد يا مُضَرِّط نفسه من الصَّفِير، وهو الصَّوْتُ بالفم
والشفتين، كأَنه قال: يا ضَرَّاط، نَسَبه إِلى الجُبْن والخَوَر؛ ومنه الحديث:
أَنه سَمِعَ صَفِيرَه. الجوهري: وقولهم في الشتم: فلان مُصَفَّر اسْتِه؛
هو من الصِفير لا من الصُّفرة، أَي ضَرَّاط.
والصَّفْراء: القَوْس. والمُصَفِّرة: الَّذِين عَلامَتُهم الصُّفْرَة،
كقولك المُحَمَّرة والمُبَيِّضَةُ.
والصُّفْريَّة: تمرة يماميَّة تُجَفَّف بُسْراً وهي صَفْراء، فإِذا
جَفَّت فَفُركَتْ انْفَرَكَتْ، ويُحَلَّى بها السَّوِيق فَتَفوق مَوْقِع
السُّكَّر؛ قال ابن سيده: حكاه أَبو حنيفة، قال: وهكذا قال: تمرة يَمامِيَّة
فأَوقع لفظ الإِفراد على الجنس، وهو يستعمل مثل هذا كثيراً. والصُّفَارَة
من النَّبات: ما ذَوِيَ فتغيَّر إِلى الصُّفْرَة. والصُّفارُ: يَبِيسُ
البُهْمَى؛ قال ابن سيده: أُراه لِصُفْرَته؛ ولذلك قال ذو الرمة:
وحَتَّى اعْتَلى البُهْمَى من الصَّيْفِ نافِضٌ،
كما نَفَضَتْ خَيْلٌ نواصِيَها شُقْرُ
والصَّفَرُ: داءٌ في البطن يصفرُّ منه الوجه. والصَّفَرُ: حَيَّة تلزَق
بالضلوع فَتَعَضُّها، الواحد والجميع في ذلك سواء، وقيل: واحدته صَفَرَة،
وقيل: الصَّفَرُ دابَّة تَعَضُّ الضُّلوع والشَّرَاسِيف؛ قال أَعشى
باهِلة يَرْثِي أَخاه:
لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُهُ،
ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفِه الصَّفَرُ
وقيل: الصَّفَر ههنا الجُوع. وفي الحديث: صَفْرَة في سبيل الله خير من
حُمْر النَّعَمِ؛ أَي جَوْعَة. يقال: صَغِر الرَطْب إِذا خلا من اللَّبَن،
وقيل: الصَّفَر حَنَش البَطْن، والصَّفَر فيما تزعم العرب: حيَّة في
البطن تَعَضُّ الإِنسان إِذا جاع، واللَّذْع الذي يجده عند الجوع من عَضِّه.
والصَّفَر والصُّفار: دُودٌ يكون في البطن وشَراسيف الأَضلاع فيصفرُّ
عنه الإِنسان جِدّاً وربَّما قتله. وقولهم: لا يَلْتاطُ هذا بِصَفَري أَي
لا يَلْزَق بي ولا تقبَله نفسي. والصُّفار: الماء الأَصْفَرُ الذي يُصيب
البطن، وهو السَّقْيُ، وقد صُفِرَ، بتخفيف الفاء. الجوهري: والصُّفار،
بالضم، اجتماع الماء الأَصفر في البطن، يُعالَجُ بقطع النَّائط، وهو عِرْق
في الصُّلْب؛ قال العجاج يصِف ثور وحش ضرب الكلب بقرنه فخرج منه دم كدم
المفصود أَو المَصْفُور الذي يخرج من بطنه الماء الأَصفر:
وبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ،
قَضْبَ الطَّبِيبِ نائطَ المَصْفُورِ
وبَجَّ: شق، أَي شق الثورُ بقرنه كل عِرْق عانِدٍ نَعُور. والعانِد:
الذي لا يَرْقأُ له دمٌ. ونَعُور: يَنْعَرُ بالدم أَي يَفُور؛ ومنه عِرْق
نَعَّار. وفي حديث أَبي وائل: أَن رجلاً أَصابه الصَّفَر فنُعِت له
السُّكَّر؛ قال القتيبي: هو الحَبَنُ، وهو اجتماع الماء في البطن. يقال: صُفِر،
فهو مَصْفُور، وصَفِرَ يَصْفَرُ صَفَراً؛ وروى أَبو العباس أَن ابن
الأَعرابي أَنشده في قوله:
يا رِيحَ بَيْنُونَةَ لا تَذْمِينا،
جِئْتِ بأَلْوان المُصَفَّرِينا
قال قوم: هو مأْخوذ من الماء الأَصفر وصاحبه يَرْشَحُ رَشْحاً
مُنْتِناً، وقال قوم: هو مأْخوذ من الصَّفَر، وهو الجوعُ، الواحدة
صَفْرَة.ورجل مَصْفُور ومُصَفَّر إِذا كان جائعاً، وقيل: هو مأْخوذ من الصَّفَر،
وهي حيَّات البطن.
ويقال: إِنه لفي صُفْرة للذي يعتريه الجنون إِذا كان في أَيام يزول فيها
عقله، لأَنهم كانوا يمسحونه بشيء من الزعفران.
والصُّفْر: النُّحاس الجيد، وقيل: الصُّفْر ضرْب من النُّحاس، وقيل: هو
ما صفر منه، واحدته صُفْرة، والصِّفْر: لغة في الصُّفْر؛ عن أَبي عبيدة
وحده؛ قال ابن سيده: لم يَكُ يُجيزه غيره، والضم أَجود، ونفى بعضهم الكسر.
الجوهري: والصُّفْر، بالضم، الذي تُعمل منه الأَواني. والصَّفَّار: صانع
الصُّفْر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
لا تُعْجِلاها أَنْ تَجُرَّ جَرّا،
تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّا
قال ابن سيده: الصُّفْر هنا الذهب، فإِمَّا أَن يكون عنى به الدنانير
لأَنها صُفْر، وإِمَّا أَن يكون سماه بالصُّفْر الذي تُعْمل منه الآنية لما
بينهما من المشابهة حتى سمي اللاَّطُون شَبَهاً.
والصِّفْر والصَّفْر والصُّفْر: الشيء الخالي، وكذلك الجمع والواحد
والمذكر والمؤنث سواء؛ قال حاتم:
تَرَى أَنَّ ما أَنفقتُ لم يَكُ ضَرَّني،
وأَنَّ يَدِي، مِمَّا بخلتُ به، صفْرُ
والجمع من كل ذلك أَصفار؛ قال:
لَيْسَتْ بأَصْفار لِمَنْ
يَعْفُو، ولا رُحٍّ رَحَارحْ
وقالوا: إِناءٌ أَصْفارٌ لا شيء فيه، كما قالوا: بُرْمَة أَعْشار. وآنية
صُفْر: كقولك نسْوَة عَدْل. وقد صَفِرَ الإِناء من الطعام والشراب،
والرَطْب من اللَّبَن بالكسر، يَصْفَرُ صَفَراً وصُفُوراً أَي خلا، فهو
صَفِر. وفي التهذيب: صَفُر يَصْفُر صُفُورة. والعرب تقول: نعوذ بالله من
قَرَعِ الفِناء وصَفَرِ الإِناء؛ يَعْنُون به هَلاك المَواشي؛ ابن السكيت:
صَفِرَ الرجل يَصْفَر صَفِيراً وصَفِر الإِناء. ويقال: بيت صَفِر من المتاع،
ورجل صِفْرُ اليدين. وفي الحديث: إِنَّ أَصْفَرَ البيوت
(* قوله: «ان
أصفر البيوت» كذا بالأَصل، وفي النهاية أصفر البيوت بإسقاط لفظ إِن). من
الخير البَيْتُ الصَّفِرُ من كِتاب الله. وأَصْفَر الرجل، فهو مُصْفِر، أَي
افتقر. والصَّفَر: مصدر قولك صَفِر الشيء، بالكسر، أَي خلا.
والصِّفْر في حِساب الهند: هو الدائرة في البيت يُفْني حِسابه.
وفي الحديث: نهى في الأَضاحي عن المَصْفُورة والمُصْفَرة؛ قيل:
المَصْفورة المستأْصَلة الأُذُن، سميت بذلك لأَن صِماخيها صَفِرا من الأُذُن أَي
خَلَوَا، وإِن رُوِيَت المُصَفَّرة بالتشديد فَللتَّكسِير، وقيل: هي
المهزولة لخلوِّها من السِّمَن؛ وقال القتيبي في المَصْفُورة: هي
المَهْزُولة، وقيل لها مُصَفَّرة لأَنها كأَنها خَلَت من الشحم واللحم، من قولك: هو
صُِفْر من الخير أَي خالٍ. وهو كالحديث الآخر: إِنَّه نَهَى عن العَجْفاء
التي لا تُنْقِي، قال: ورواه شمر بالغين معجمة، وفسره على ما جاء في
الحديث، قال ابن الأَثير: ولا أَعرفه؛ قال الزمخشري: هو من الصِّغار. أَلا
ترى إِلى قولهم للذليل مُجَدَّع ومُصلَّم؟ وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: صِفْرُ
رِدائها ومِلءُ كِسائها وغَيْظُ جارَتِها؛ المعنى أَنها ضامِرَة البطن
فكأَن رِداءها صِفْر أَي خالٍ لشدَّة ضُمور بطنها، والرِّداء ينتهي إِلى
البطن فيقع عليه. وأَصفَرَ البيتَ: أَخلاه. تقول العرب: ما أَصْغَيْت لك
إِناء ولا أَصْفَرْت لك فِناءً، وهذا في المَعْذِرة، يقول: لم آخُذْ
إِبِلَك ومالَك فيبقى إِناؤُك مَكْبوباً لا تجد له لَبَناً تَحْلُبه فيه، ويبقى
فِناؤك خالِياً مَسْلُوباً لا تجد بعيراً يَبْرُك فيه ولا شاة تَرْبِضُ
هناك.
والصَّفارِيت: الفقراء، الواحد صِفْرِيت؛ قال ذو الرمة:
ولا خُورٌ صَفارِيتُ
والياء زائدة؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده ولا خُورٍ، والبيت بكماله:
بِفِتْيَةٍ كسُيُوف الهِنْدِ لا وَرَعٍ
من الشَّباب، ولا خُورٍ صَفارِيتِ
والقصيدة كلها مخفوضة وأَولها:
يا دَارَ مَيَّةَ بالخَلْصاء حُيِّيتِ
وصَفِرَت وِطابُه: مات، قال امرؤُ القيس:
وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضاً،
ولو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطاب
وهو مثَل معناه أَن جسمه خلا من رُوحه أَي لو أَدركته الخيل لقتلته
ففزِعت، وقيل: معناه أَن الخيل لو أَدركته قُتل فصَفِرَت وِطابُه التي كان
يَقْرِي منها وِطابُ لَبَنِه، وهي جسمه من دَمِه إِذا سُفِك. والصَّفْراء:
الجرادة إِذا خَلَت من البَيْضِ؛ قال:
فما صَفْراءُ تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ،
كأَنَّ رُجَيْلَتَيْها مِنْجَلانِ؟
وصَفَر: الشهر الذي بعد المحرَّم، وقال بعضهم: إِنما سمي صَفَراً لأَنهم
كانوا يَمْتارُون الطعام فيه من المواضع؛ وقال بعضهم: سمي بذلك لإِصْفار
مكة من أَهلها إِذا سافروا؛ وروي عن رؤبة أَنه قال: سَمَّوا الشهر
صَفَراً لأَنهم كانوا يَغْزون فيه القَبائل فيتركون من لَقُوا صِفْراً من
المَتاع، وذلك أَن صَفَراً بعد المحرم فقالوا: صَفِر الناس مِنَّا صَفَراً.
قال ثعلب: الناس كلهم يَصرِفون صَفَراً إِلاَّ أَبا عبيدة فإِنه قال لا
ينصرف؛ فقيل له: لِمَ لا تصرفه؟
(* هكذا بياض بالأصل) . . . لأَن النحويين
قد أَجمعوا على صرفه، وقالوا: لا يَمنع الحرف من الصَّرْف إِلاَّ
علَّتان، فأَخبرنا بالعلتين فيه حتى نتبعك، فقال: نعم، العلَّتان المعرفة
والسَّاعةُ، قال أَبو عمر: أَراد أَن الأَزمنة كلها ساعات والساعات مؤنثة؛ وقول
أَبي ذؤيب:
أَقامَتْ به كمُقام الحَنِيـ
ـفِ شَهْرَيْ جُمادى، وشَهْرَيْ صَفَر
أَراد المحرَّم وصفراً، ورواه بعضهم: وشهرَ صفر على احتمال القبض في
الجزء، فإِذا جمعوه مع المحرَّم قالوا: صَفران، والجمع أَصفار؛ قال
النابغة:لَقَدْ نَهَيْتُ بَني ذُبْيانَ عن أُقُرٍ،
وعن تَرَبُّعِهِم في كلِّ أَصْفارِ
وحكى الجوهري عن ابن دريد: الصَّفَرانِ شهران من السنة سمي أَحدُهما في
الإِسلام المحرَّم. وقوله في الحديث: لا عَدْوَى ولا هامَةَ ولا صَفَر؛
قال أَبو عبيد: فسر الذي روى الحديث أَن صفر دَوَابُّ البَطْن. وقال أَبو
عبيد: سمعت يونس سأَل رؤبة عن الصَّفَر، فقال: هي حَيَّة تكون في البطن
تصيب الماشية والناس، قال: وهي أَعدى من الجَرَب عند العرب؛ قال أَبو
عبيد: فأَبطل النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنها تعدي. قال: ويقال إِنها تشتد
على الإِنسان وتؤذيه إِذا جاع. وقال أَبو عبيدة في قوله لا صَفَر: يقال
في الصَّفَر أَيضاً إِنه أَراد به النَّسيءَ الذي كانوا يفعلونه في
الجاهلية، وهو تأْخيرهم المحرَّم إِلى صفر في تحريمه ويجعلون صَفَراً هو الشهر
الحرام فأَبطله؛ قال الأَزهري: والوجه فيه التفسير الأَول، وقيل للحية
التي تَعَضُّ البطن: صَفَر لأَنها تفعل ذلك إِذا جاع الإِنسان.
والصَّفَرِيَّةُ: نبات ينبت في أَوَّل الخريف يخضِّر الأَرض ويورق
الشجر. وقال أَبو حنيفة: سميت صفرية لأَن الماشية تَصْفَرُّ إِذا رعت ما يخضر
من الشجر وترى مَغابِنَها ومَشَافِرَها وأَوْبارَها صُفْراً؛ قال ابن
سيده: ولم أَجد هذا معروفاً.
والصُّفَارُ: صُفْرَة تعلو اللون والبشرة، قال: وصاحبه مَصْفُورٌ؛
وأَنشد:
قَضْبَ الطَّبِيبِ نائطَ المَصْفُورِ
والصُّفْرَةُ: لون الأَصْفَر، وفعله اللازم الاصْفِرَارُ. قال: وأَما
الاصْفِيرارُ فَعَرض يعرض الإِنسان؛ يقال: يصفارُّ مرة ويحمارُّ أُخرى،
قال: ويقال في الأَوَّل اصْفَرَّ يَصْفَرُّ.
والصَّفَريُّ: نَتَاج الغنم مع طلوع سهيل، وهو أَوَّل الشتاء، وقيل:
الصَّفَرِيَّةُ
(* قوله: وقيل الصفرية إلخ» عبارة القاموس وشرحه: والصفرية
نتاج الغنم مع طلوع سهيل، وهو أوّل الشتاء. وقيل الصفرية من لدن طلوع سهيل
إِلى سقوط الذراع حين يشتد البرد، وحينئذ يكون النتاج محموداً كالصفري
محركة فيهما). من لدن طلوع سُهَيْلٍ إِلى سقوط الذراع حين يشتد البرد
وحينئذ يُنْتَجُ الناس، ونِتاجه محمود، وتسمى أَمطار هذا الوقت صَفَرِيَّةً.
وقال أَبو سعيد: الصَّفَرِيَّةُ ما بين تولي القيظ إِلى إِقبال الشتاء،
وقال أَبو زيد: أَول الصفرية طلوع سُهَيْلٍ وآخرها طلوع السِّماك. قال:
وفي أَوَّل الصَّفَرِيَّةِ أَربعون ليلة يختلف حرها وبردها تسمى المعتدلات،
والصَّفَرِيُّ في النّتاج بعد القَيْظِيِّ. وقال أَبو حنيفة:
الصَّفَرِيَّةُ تولِّي الحر وإِقبال البرد. وقال أَبو نصر: الصَّقَعِيُّ أَول
النتاج، وذلك حين تَصْقَعُ الشمسُ فيه رؤوسَ البَهْم صَقْعاً، وبعض العرب يقول
له الشَّمْسِي والقَيْظي ثم الصَّفَري بعد الصَّقَعِي، وذلك عند صرام
النخيل، ثم الشَّتْوِيُّ وذلك في الربيع، ثم الدَّفَئِيُّ وذلك حين تدفأُ
الشمس، ثم الصَّيْفي ثم القَيْظي ثم الخَرْفِيُّ في آخر القيظ.
والصَّفَرِية: نبات يكون في الخريف؛ والصَّفَري: المطر يأْتي في ذلك
الوقت.وتَصَفَّرَ المال: حسنت حاله وذهبت عنه وَغْرَة القيظ.
وقال مرة: الصَّفَرِية أَول الأَزمنة يكون شهراً، وقيل: الصَّفَري أَول
السنة.
والصَّفِير: من الصوت بالدواب إِذا سقيت، صَفَرَ يَصْفِرُ صَفِيراً،
وصَفَرَ بالحمار وصَفَّرَ: دعاه إِلى الماء. والصَّافِرُ: كل ما لا يصيد من
الطير. ابن الأَعرابي: الصَّفارِيَّة الصَّعْوَةُ والصَّافِر الجَبان؛
وصَفَرَ الطائر يَصْفِرُ صَفِيراً أَي مَكَا؛ ومنه قولهم في المثل:
أَجْبَنُ من صَافِرٍ وأَصفَرُ من بُلْبُلٍ، والنَّسْر يَصْفِر. وقولهم: ما في
الدار صافر أَي أَحد يصفر. وفي التهذيب: ما في الدار
(* قوله: وفي التهذيب
ما في الدار إلخ» كذا بالأَصل). أَحد يَصْفِرُ به، قال: هذا مما جاء على
لفظ فاعل ومعناه مفعول به؛ وأَنشد:
خَلَتِ المَنازل ما بِها،
مِمَّن عَهِدْت بِهِنَّ، صَافِر
وما بها صَافِر أَي ما بها أَحد، كما يقال ما بها دَيَّارٌ، وقيل: أَي
ما بها أَحد ذو صَفير. وحكى الفراء عن بعضهم قال: كان في كلامه صُفار،
بالضم، يريد صفيراً. والصَّفَّارَةُ: الاست. والصَّفَّارَةُ: هَنَةٌ جَوْفاء
من نحاس يَصْفِر فيها الغلام للحَمَام، ويَصْفِر فيها بالحمار ليشرب.
والصَّفَرُ: العَقل والعقد. والصَّفَرُ: الرُّوعُ ولُبُّ القَلْبِ،
يقال: ما يلزق ذلك بصَفَري.
والصُّفَار والصِّفَارُ: ما بقي في أَسنان الدابة من التبن والعلف
للدواب كلها. والصُّفَار: القراد، ويقال: دُوَيْبَّةٌ تكون في مآخير الحوافر
والمناسم؛ قال الأَفوه:
ولقد كُنْتُمْ حَدِيثاً زَمَعاً
وذُنَابَى، حَيْثُ يَحْتَلُّ الصُّفَار
ابن السكيت: الشَّحْمُ والصَّفَار، بفتح الصاد، نَبْتَانِ؛ وأَنشد:
إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْوَاحنا،
ما كانَ مِنْ شَحْم بِهَا وَصَفَار
(* قوله: «أرواحنا» كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في الصحاح وياقوت:
ان العريمة مانع أرماحنا * ما كان من سحم بها وصفار
والسحم، بالتحريك: شجر).
والصَّفَار، بالفتح: يَبِيس
(* قوله «والصفار بالفتح يبيس إلخ» كذا في
الصحاح وضبطه في القاموس كغراب) البُهْمى.
وصُفْرَةُ وصَفَّارٌ: اسمان. وأَبو صُفْرَةَ: كُنْيَة.
والصُّفْرِيَّةُ، بالضم: جنس من الخوارج، وقيل: قوم من الحَرُورِيَّة
سموا صُفْرِيَّةً لأَنهم نسبوا إِلى صُفْرَةِ أَلوانهم، وقيل: إِلى عبدالله
بن صَفَّارٍ؛ فهو على هذا القول الأَخير من النسب النادر، وفي الصحاح:
صِنْفٌ من الخوارج نسبوا إِلى زياد بن الأَصْفَرِ رئيسهم، وزعم قوم أَن
الذي نسبوا إِليه هو عبدالله ابن الصَّفَّار وأَنهم الصِّفْرِيَّة، بكسر
الصاد؛ وقال الأَصمعي: الصواب الصِّفْرِيَّة، بالكسر، قال: وخاصم رجُل منهم
صاحبَه في السجن فقال له: أَنت والله صِفْرٌ من الدِّينِ، فسموا
الصِّفْرِيَّة، فهم المَهَالِبَةُ
(* قوله: «فهم المهالبة إلخ» عبارة القاموس
وشرحه: والصفرية، بالضم أَيضاً، المهالبة المشهورون بالجود والكرم، نسبوا
إِلى أَبي صفرة جدهم). نسبوا إِلى أَبي صُفْرَةَ، وهو أَبو المُهَلَّبِ
وأَبو صُفْرَةَ كُنْيَتُهُ.
والصَّفْراءُ: من نبات السَّهْلِ والرَّمْل، وقد تنبُت بالجَلَد، وقال
أَبو حنيفة: الصَّفْراءُ نبتا من العُشب، وهي تُسَطَّح على الأَرض،
وكأَنَّ ورقَها ورقُ الخَسِّ، وهي تأْكلها الإِبل أَكلا شديداً، وقال أَبو نصر:
هي من الذكور. والصَّفْراءُ: شِعْب بناحية بدر، ويقال لها الأَصَافِرُ.
والصُّفَارِيَّةُ: طائر. والصَّفْراء: فرس الحرث
بن الأَصم، صفة غالبة. وبنو الأَصْفَرِ: الرَّوم، وقيل: ملوك الرّوم؛
قال ابن سيده: ولا أَدري لم سموا بذلك؛ قال عدي ابن زيد:
وِبَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ، مُلُوكُ الـ
ـرومِ، لم يَبْقَ مِنْهُمُ مَذْكُورُ
وفي حديث ابن عباس: اغْزُوا تَغْنَمُوا بَناتِ الأَصْفَرِ؛ قال ابن
الأَثير: يعني الرومَ لأَن أَباهم الأَول كان أَصْفَرَ اللون، وهو رُوم
بن عِيْصُو بن إِسحق
بن إِبراهيم. وفي الحديث ذكر مَرْجِ الصُّفَّرِ، وهو بضم الصاد وتشديد
الفاء، موضع بغُوطَة دمشق وكان به وقعة للمسلمين مع الروم. وفي حديث مسيره
إِلى بدر: ثُمَّ جَزَع الصُّفَيْراءَ؛ هي تصغير الصَّفْرَاء، وهي موضع
مجاور بدر. والأَصَافِرُ: موضع؛ قال كُثَيِّر:
عَفَا رابَغٌ مِنْ أَهْلِهِ فَالظَّوَاهِرُ،
فأَكْنَافُ تْبْنَى قد عَفَتْ فَالأَصافِرُ
(* قوله: «تبنى» في ياقوت: تبنى، بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر،
بلدة بحوران من أَعمال دمشق، واستشهد عليه بأَبيات أُخر. وفي باب الهمزة مع
الصاد ذكر الأَصافر وأَنشد هذا البيت وفيه هرشى بدل تبنى، قال هرشى
بالفتح ثم السكون وشين معجمة والقصر ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة اـ هـ.
وهو المناسب).
وفي حديث عائشة: كانت إذا سُئِلَتْ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ من
السِّبَاعِ قَرَأَتْ: قُلْ لا أَجِدُ فيما أُوحِيَ إِليَّ مُحَرَّماً على
طَاعِمٍ يَطْعَمُه (الآية) وتقول: إِن البُرْمَةَ لَيُرَى في مائِهَا
صُفْرَةٌ، تعني أَن الله حرَّم الدَّم في كتابه، وقد تَرَخّص الناس في ماء
اللَّحْم في القدر وهو دم، فكيف يُقْضَى على ما لم يحرمه الله بالتحريم؟ قال:
كأَنها أَرادت أَن لا تجعل لحوم السِّبَاع حراماً كالدم وتكون عندها
مكروهة، فإِنها لا تخلو أَن تكون قد سمعت نهي النبي، صلى الله عليه وسلم،
عنها.