" لا تثريب عليكم ". وقال تبع:
فعفوت عنهم عفو غير مــثرب ... وتركتهم لعقاب يوم سرمد
ثرب
ثَرَبَ(n. ac. ثَرْب)
a. Reproved, reprimanded, upbraided.
b. Stripped off the garment of.
ثَرَّبَa. see Ic. Folded.
ثَرْب
(pl.
أَــثْرُب
ثُرُوْب
أَثَاْرِبُ)
a. Suet.
ثَرْبَــآءُa. Fat (sheep).
وثرب الصفاق: غشاء رقيق يغطي القسم الداخلي من أسفل البطن (بوشر).
وثرب: أمعاء (معجم المتفرقات).
ثُرْبَــة، وتجمع على ثُراب: سويقية (جزمة) للنساء (الكالا) وفيه: potin de la muger
ثرَّبَ/ ثرَّبَ على يــثرِّب، تثريبًا، فهو مــثرِّب، والمفعول مــثرَّب
• ثرَّب الشَّخصَ/ ثرَّب على الشَّخص: لامه وعيَّره بذنبه
" {قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} ".
التَّثْرِيب: التقريع والتقرير بالذنب. قال تعالى: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ [يوسف/ 92] ، وروي: «إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يــثرّبــها» ، ولا يعرف من لفظه إلا قولهم:
الــثَّرْبُ، وهو شحمة رقيقة، وقوله تعالى: يا أَهْلَ يَــثْرِبَ
[الأحزاب/ 13] ، أي: أهل المدينة، يصح أن يكون أصله من هذا الباب والياء تكون فيه زائدة.
وأثر بي سنخه مرصوف * أي مشدود بالرصاف.
(وما هُوَ إِلا اليَــثْرِبِــيُّ المُقَطَّعُ ... )
زَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أَنَّ المُرادَ باليَــثْرِبــيِّ السَّهْمُ لا النَّصْلُ وأَنَّ يَــثْرِبَ لا تُعْمَلُ فيها النِّصالُ قالَ أَبُو حَنِيفَةَ وليسَ كَذلكَ لأنَّ النِّصالَ تُعْمَلُ بيَــثْرِبَ وبوادِي القُرَى وبالرَّقَمِ وبَغيْرِهِنَّ من أَرْضِ الحِجازِ وقد ذَكَر الشُّعَراءُ ذلِك كَثِيرًا وأَثارِبُ مَوْضِعٌ
ثرب: الــثَّرْبُ: شَحْمٌ رقيق يغثّي الكَرِشَ والأمعاءَ، والجمع ثُرُوب. وقولُه- عزَّ وجَلَّ-: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ
، أي لا لَوْمَ عليكم، والتَّثريبُ: الإفساد، والتَّثريب بالذَّنْب، لا أثِرَبُ عليكَ.
ثبر: الثَّبر: أرضٌ حِجارتُها كحِجارةِ الحَرَّةِ إِلاّ أنّها بِيضٌ، تقول: انتَهَيْنا إلى ثَبْرَةِ كذا، أي حَرَّةِ كذا. وثَبير: اسمُ جَبَلٍ. والثُبُورُ: الهلاكُ. والمُثابِرُ: المُلِحُّ المُداوِمُ على الشيءِ، قال:
فثابَرَ بالرمح حتى نحاه ... في كفل كسراة المجن
والمَثْبِرُ: مَسْقِط الوَلَد بالأرض إذا ولد للناقة والمرأة أيضاً. وثَبَرَ البحرُ إذا جزر بعد ما مَدَّ، يَثبُرُ ثَبْراً.
بثر: البَثْرُ: خُرّاجٌ صِغارٌ، الواحدة بَثْرَةٌ، وقد بَثَر جلْدُه يبثر بثرا وبثورا. وصارَ الغديرُ بَثراً: ذَهَبَ ماؤه وبَقِيَ شيءٌ قليلٌ، ثمّ نشر على وَجْه الأرض منه شِبْه عَرْمَضٍ.
برث: البَرْثُ: شِبهَ جَبَلٍ من رَملٍ إلاّ أن بَرْثَهُ صُلْبٌ أي تُرْبُه. ويقال: بل البَرْثُ اسهَلُ الأرض وأليَنُها، وجمعُه البُروث.
ربث: الرَّبثُ: حَبسُكَ إِنساناً عن أمرٍ، يقال: رَبَثْتُه عن حاجته رَبْثاً، والاسْمُ: الرَّبيثَةُ. ويَبعَثُ إِبليسُ يومَ الجُمُعة شياطينه إلى الناس فيأخُذُونَ عليهم بالرَّبائِثِ، أي يُذَكِّرونهم بالحَوائجِ ليَرْبُثُوهم بها عن الجُمُعة، قال:
جَرْيَ كَريثٍ أمرُها رَبيثُ
وكَريثٌ أي مَكروثٌ، ورَبيثٌ أي مَرْبوثٌ. والرِّبِّيثَي : اسمٌ مُشتَقٌ من هذا.
ثرب: الــثَّرْبُ: شَحْم رَقِيقٌ يَغْشَى الكَرِشَ والأَمْعاءَ، وجمعُه
ثُرُوبٌ. والــثَّرْبُ: الشَّحْمُ الـمَبسُوط على الأَمْعاءِ والمَصارِينِ.
وشاة ثَرْبــاءُ: عَظيمة الــثَّرْبِ؛ وأَنشد شمر:
وأَنْتُم بِشَحْمِ الكُلْيَتَيْن معَ الــثَّرْبِ
وفي الحديث: نَهى عن الصَّلاةِ إِذا صارَتِ الشمسُ
كالأَثارِبِ أَي إِذا تَفَرَّقَت وخَصَّت مَوْضِعاً دون موضع عند الـمَغِيب. شَبَّهها بالثُّرُوبِ، وهي الشحْمُ الرَّقيق الذي يُغَشّي الكَرِشَ والأَمْعاءَ الواحد ثَرْبٌ وجمعها في القلة: أَــثْرُبٌ؛ والأَثارِبُ: جمع الجمع. وفي الحديث: انَّ الـمُنافِقَ يؤَخِّر العَصْرَ حتى إِذا صارَتِ الشمسُ كَــثَرْبِ البَقَرة صلاَّها.
والــثَّرَبــاتُ: الأَصابعُ.
والتَّثْريبُ كالتَّأْنيب والتَّعْيِيرِ والاسْتِقْصاءِ في اللَّوْمِ.
والثَّارِبُ: الـمُوَبِّخُ. يقال ثَرَبَ وثَرَّب وأَــثْرَبَ إِذا وَبَّخَ.
قال نُصَيْبٌ:
إِني لأَكْرَهُ ما كَرِهْتَ مِنَ الَّذي * يُؤْذِيكَ سُوء ثَنائِه لم يَــثْرِبِ
وقال في أَــثْرَبَ:
أَلا لا يَغُرَّنَّ امْرَأً، مِنْ تِلادِه، * سَوامُ أَخٍ، داني الوسِيطةِ، مُــثْرِبِ
قال: مُــثْرِبٌ قَلِيلُ العَطاءِ، وهو الذي يَمُنُّ بما أَعْطَى.
وثَرَّبَ عليه: لامَه وعَيَّره بذَنْبه، وذكَّرَه به. وفي التنزيل العزيز قال: لا تَثْرِيبَ عليكم اليَوْمَ. قال الزجاج: معناه لا إِفسادَ عليكم.
وقال ثعلب: معناه لا تُذْكَرُ ذنُوبُكم. قال الجوهريّ: وهو من الــثَّرْبِ كالشَّغْفِ من الشِّغاف. قال بِشْر، وقيل هو لتُبَّعٍ:
فَعَفَوْتُ عَنْهُم عَفْوَ غَيْرِ مُــثَرِّبٍ، * وتَرَكْتُهُم لعِقابِ يَوْمٍ سَرْمَدِ
وثَرَّبْــتُ عليهم وعَرَّبْتُ عليهم، بمعنى، إِذا قَبَّحْتَ عليهم
فعْلَهم.وَالـمُــثَرِّبُ: الـمُعَيِّرُ، وقيل: الـمُخَلِّطُ الـمُفْسِدُ.
والتَّثْرِيبُ: الإِفْسادُ والتَخْلِيطُ. وفي الحديث: إِذا زَنَتْ أَمـَةُ أَحدِكم
فَلْيَضْرِبْها الحَدَّ ولا يُــثَرِّبْ؛ قال الأَزهري: معناه ولا يُبَكِّتْها ولا يُقَرِّعْها بعد الضَّرْبِ. والتقْريعُ: أَن يقول الرجل في وَجه
الرجْل عَيْبَه، فيقول: فَعَلْتَ كذا وكذا. والتَّبْكِيتُ قَرِيبٌ منه.
وقال ابن الأَثير: أَي لا يُوَبِّخْها ولا يُقَرِّعْها بالزّنا بعد الضرب. وقيل: أَراد لا يَقْنَعْ في عُقُوبتها بالتثرِيبِ بل يضرِبُها الحدّ،
فإِنّ زنا الإِماء لم يكن عند العرب مَكْروهاً ولا مُنْكَراً، فأَمَرَهم
بحَدّ الاماء كما أَمَرَهم بحدّ الحَرائر. ويَــثْرِبُ: مدينة سيدنا رسولِ
اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، والنَّسَبُ إِليها يَــثْرَبِــيٌّ ويَــثْرِبِــيٌّ وأَــثْرَبِــيٌّ وأَــثرِبِــيٌّ، فتحوا الراء استثقالاً لتوالي الكسرات.
وروى عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه نَهَى أَن يقالَ للمدينة يَــثْرِبُ، وسماها طَيْبةَ، كأَنه كَرِه الــثَرْبَ، لأَنه فَسادٌ في كلام العرب.
قال ابن الأَثير: يَــثْرِبُ اسم مدينة النبي، صلى اللّه عليه وسلم،
قديمة، فغَيَّرها وسماها طَيْبةَ وطابةَ كَراهِيةَ التَّثْرِيبِ، وهو اللَّوْمُ والتَعْيير. وقيل: هو اسم أَرضِها؛ وقيل: سميت باسم رجل من العَمالِقة.
ونَصْلٌ يَــثْرِبِــيٌّ وأَــثْرِبِــيٌّ، مَنْسوب إِلى يَــثْربَ. وقوله:
وما هو إِلاَّ اليَــثْرِبِــيُّ الـمُقَطَّعُ
زعَم بعضُ الرُّواة أَن المراد باليــثربــي السَّهْمُ لا النَّصْلُ، وأَن
يَــثْرِبَ لا يُعْمَلُ فيها النِّصالُ. قال أَبو حنيفة: وليس كذلك لأَنّ
النِّصالَ تُعملُ بِيَــثْرِبَ وبوادي القُرى وبالرَّقَمِ وبغَيْرِهِنَّ من
أَرض الحجاز، وقد ذكر الشعراء ذلك كثيراً. قال الشاعر:
وأَــثْرَبِــيٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ
أَي مشدودٌ بالرِّصافِ.
والــثَّرْبُ: أَرض حِجارتُها كحجارة الحَرّة إِلا أَنها بِيضٌ.
وأَثارِبُ: موضع.
: (الــثَرْبُ: شَحْمٌ رَقيقٌ يُغَشِّي الكَرِشَ والأَمْعَاءَ) وقيلَ: هُوَ الشَّحْمُ المَبْسُوطَةُ عَلَى الأَمْعَاءِ والمَصَارِينِ، وَفِي الحَديث: (إِنَّ المُنَافِقَ يُؤخِّرُ العَصْرَ حَتَّى إِذا صَارَتِ الشَّمْسُ كَــثَرْبِ البَقَرَةِ صَلاَّهَا) (ج ثُرُوبٌ) ، بالضَّمِّ فِي الكَثْرَة، (وأَــثْرُبٌ) كأَيْنُقٍ، فِي القِلَّةِ، (وأَثَارِبُ جج) أَيْ جَمْعُ الجَمْعِ، وَفِي الحَديث: (نَهَى عَن الصَّلاَة إِذَا صَارَت الشَّمْسُ كَالأَثَارِب) ، أَيْ إِذَا تَفَرَّقَتْ وخَصَّتْ مَوْضعاً دُونَ مَوْضعٍ عندَ المَغيب، شَبَّهَهَا بالثُّرُوب، وَهِي الشَّحْمُ الرَّقيقُ الَّذِي يُغَشِّي الكعرِشَ والأَمْعَاءَ.
(والــثَّرَبَــاتُ، مُحَرَّكَةً: الأَصَابعُ) وتَقَدَّم لَهُ فِي ترب: والتَّرِبَاتُ بكَسْرِ الرَّاءِ الأَنَاملُ، فتأْملْ.
والتَّثْرِيبُ، كالتَّأْنِيب والتَّعْيِيرِ والاسْتِقْصَاءِ فِي اللَّوْم (ثَرَبَــهُ يَــثْرِبُــهُ) منْ بَاب ضَرَبَ (وَــثَرَّبَــهُ) ، مُشَدَّداً، (و) كَذَا ثَرَّبَ (عَلَيْه وأَــثْرَبَــهُ) ، إِذَا وبَّخَهُ و (لاَمَه وعَيَّرَه بذَنْبِه) وذَكَّره بِهِ. والثَّارِبُ: المُوَبِّخُ قَالَ نُصَيبٌ:
إِنِّي لأَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ مِنَ الَّذِي
يُؤْذِيكَ سُوءَ ثَنَائِهِ لَمْ يَــثْرِبِ
(والمُــثْرِبُ) ، كَمُحْسِنٍ (: القَلِيلُ العَطَاءِ) وهُوَ الَّذِي يَمُنُّ بِمَا أَعْطَى، قَالَ نُصَيْبٌ:
أَلاَ لاَ يَغُرَّنَّ امْرأً مِنْ تِلاَدِهِ
سَوَامُ أخٍ دَانِي الوَسِيطَةِ مُــثْرِبِ
وَــثَرَّبْــتُ عَلَيْهِم وَعَرَّبْتُ عَلَيْهِم بِمَعْنًى: إِذَا قَبَّحْتَ عَلَيْهِم فِعْلَهُمْ. (و) المُــثَرِّبُ، (بالتَّشْدِيدِ) : المُعَيِّرُ، وقِيلَ: (المُخَلِّطُ المُفْسِدُ) ، والتَّثْرِيبُ: الإِفْسَادُ والتَّخْلِيطُ، وَفِي التَّنْزِيل العَزِيزِ: {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} (يُوسُف: 92) قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لاَ إِفْسَادَ عَلَيْكُم، وَقَالَ ثَعْلبٌ: معناهُ: لاَ تُذْكَرُ ذُنُوبُكُم، وَفِي الحَدِيثِ: (إِذَا زَنَتْ أمَةُ أحَدِكُمْ فَلْيَضْرِبْهَا الحَدَّ وَلاَ يُــثَرِّبْ) قَالَ الأَزْهَرِيُّ مَعْنَاهُ: وَلاَ يُبَكِّتْهَا وَلاَ يُقَرِّعْهَا بَعْدَ الضَّرْبِ، والتَّقْرِيعُ: أنْ يَقُولَ الرَّجُلُ فِي وَجْهِ الرَّجُلِ عَيْبَهُ، فَيَقُولَ فَعَلْتَ كَذَا وكَذَا، والتَّبْكِيتُ قَرِيبٌ مِنْهُ، وقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: لاَ يُوَبِّخْهَا وَلاَ يُقَرِّعْهَا بالزِّنَا بَعْدَ الضَّرْبِ، وقِيلَ: أَرَادَ: لاَ يَقْنَعْ فِي عُقُوبَتِهَا بالتَّثْرِيبِ بَلْ يَضْرِبْها الحَدَّ، فَأَمَرَهُمْ بِحَدِّ الإِمَاءِ كَمَا أَمَرَهُمْ بِحَدِّ الحَرَائِرِ.
(وثَرَبَ المَرِيضَ) مِنْ حَدِّ ضَرَبَ (يَــثْرِبُــهُ: نَزَعَ عَنْهُ ثَوْبَهُ) .
(وثَرِبٌ كَكَتِفٍ) وضَبَطَه الصاغانيّ بفَتْحٍ فَسُكُونٍ (: رَكِيَّةٌ) أَيْ بِئْرٌ (لمُحَارِبٍ) ، قَبِيلَةٍ، ورُبَّمَا وَرَدَهَا الحَاجُّ، وَهِي مِنْ أَرْدَإِ المِيَاهِ، وَفِي (اللِّسَان) : الــثَّرْبُ بفَتْحٍ فَسُكُونٍ: أَرْضٌ حِجَارَتُهَا حِجَارَةُ الحَرَّةِ إِلاَّ أَنَّهَا بِيضٌ.
(وثَرَبَــانُ مُحَرَّكَةً: حِصْنٌ) مِنْ أَعْمَالِ صَنْعَاءَ (باليَمَنِ) ، كَذَا فِي المَرَاصِدِ.
وثَرِبَــان بكَسْرِ الرَّاءِ: جَبَلاَنِ فِي ديَار بَني سُلَيْم ذَكَره شَيْخُنَا.
(وأَــثْرَبَ الكَبْشُ:) صَارَ ذَا ثَرْب، وذالِك إِذَا (زَادَ شَحْمُهُ) فَهُوَ أَــثْرَبُ، (وشَاةٌ ثَرْبَــاءُ) : عَظِيمَةُ الــثَّرْبِ، أَيْ (سَمينَة) .
(وأَثَاربُ: ة بِحَلَبَ) قالَ فِي (المعجم) كَأَنَّهُ جَمْعُ أَــثْرَب: مِنَ الــثَّرْب وَهُوَ الشَّحْمُ، لمَّا سُمِّيَ بِهِ جُمِعَ جَمْعَ مَحْضِ الأَسْمَاءِ، كَمَا قَالَ:
فَيَا عَبْدَ عَمْرٍ ولَوْ نَهَيْتَ الأَحَاوِصَا
وَهِي قَرْيَةٌ مَعْرُوفَة بَين حَلَبَ وأَنْطَاكِيَّةَ، بَينهَا وَبَين حَلَبَ نحوُ ثلاثةِ فراسخَ، يُنْسَبُ إِليها أَبُو المَعَالي مُحَمَّدُ بنُ هَيَّاج بن مُبَادِرِ بنِ عليَ الأَثَارِبيُّ الأَنْصَارِيّ، وَهَذِه القَلْعَةُ الآنَ خَرَابٌ، وتَحْتَ جَبَلِهَا قَرْيَة تسَمَّى بِاسْمِهَا فيُقَالُ لَهَا: الأَثَارِبُ، وفيهَا يَنُولُ مُحَمَّدُ بن نَصْرِ بنِ صَغَيرٍ القَيْسَرَانِيُّ. عَرِّجَا بِالأَثَارِبِ
كَيْ أُقُضِّي مَآرِبِي
وَاسْرِقَا نَوْمَ مُقْلَتِي
مِنْ جُفُونِ الكَوَاعِبِ
وَاعْجَبَا مِنْ ضَلاَلَتِي
بَيْنَ عَيْنٍ وحَاجِبِ
وقَرَأْتُ فِي تَارِيخ حَلَبَ للأَدِيبِ العَالِمِ المُحَدِّثِ ابنِ العَديمِ: الأَثَاربُ منْهَا أَبُو الفَوَارِس حَمْدَانُ بنُ أَبِي المُوفَّقِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بنِ حَمْدَانَ التَّمِيمِيُّ الأَثَارِبيُّ، وذكَر لَهُ تَرْجَمَةً وَاسِعَةً، وكانَ طَبِيباً مَاهِراً، وسيأَتي ذكْره فِي مَعْرَاثا.
(ويَــثْرِبُ) كيَضْرِب (وأَــثْرِبُ) ، بإِبْدَالِ اليَاءِ هَمْزَةً لُغَةٌ فِي يَــثْرِبَ، كَذَا فِي (مُعْجم الْبلدَانِ) : اسْمٌ للنَّاحِيَة الَّتِي مِنْهَا المَدِينَةُ وقِيلَ للنَّاحِيَةِ مِنها، وَقيل: هِيَ (مَدِينَةُ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُمِّيَتْ بأَوَّلِ مَنْ سَكَنَهَا مِنْ وَلَدِ سَامِ بنِ نُوحٍ، وقِيلَ باسْمِ رَجُلٍ مِن العَمَالِقَةِ وقيلَ: هُوَ اسْمُ أَرْضِهَا، ورُوِيَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنَّهُ نَهَى أَنْ يُقَالَ لِلْمَدِينَةِ يَــثْربُ وسَمَّاهَا طَيْبَة وطَابَةَ، كأَنَّهُ كَرِهَ الــثَّرْب، لاِءَنَّهُ فَسَادٌ فِي كَلاَم العَرَبِ، قَالَ ابنُ الأَثير: يَــثْرِبُ: اسْمُ مَدِينَةِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقديمة، فغَيَّرَهَا وسَمَّاهَا طَيْبَةَ وطَابَةَ، كَرَاهِيَةَ التَّثْرِيب وهُوَ اللَّوْمُ والتَّعْيِيرُ، قَالَ شيخُنَا: ونَقَل شُرَّاحُ المَوَاهِبِ أَنه كانَ سُكَّانِها العَمَالِيق، ثُمَّ طَائِفَة مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ثمَّ نَزَلَهَا الأَوْسُ والخَزْرَجُ لَمَّا تَفَرَّقَ أَهْل سَبَإٍ بسَيؤْلِ العَرِم (وهُوَ يَــثْربِــيٌّ وأَــثْرَبِــيٌّ بفَتْحِ الرَّاءِ وكَسْرِهَا فِيهِمَا) ، فِي (لِسَانِ العَرَبِ) : فَفَتَحُوا الرَّاءَ اسْتَثْقَالاً لِتَوَالِي الكَسَرَاتِ، أَيْ فالقِيَاسُ الفَتْحُ مُطْلَقَاً، وَلذَلِك اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَيْهِ نقْلاً عَن الفَرَّاءِ، قَاله شَيْخُنَا، قُلْتُ، وَوَجْهُ الكَسْرِ مُجَارَاةٌ عَلَى اللَّفْظِ.
(واسْمُ أَبِي رِمْثَةَ) بكَسْرِ الرَّاءِ (البَلَوِيِّ) ويُقَالُ: (التَّمِيمِيّ، ويُقَالُ: التَّيْمِيُّ مِن تَيْم الرِّبَابِ (يَــثْرِبِــيُّ) ابنُ عَوْفٍ، وقيلَ: عُمَارَةُ بنُ يَــثْرِبِــيّ، وَقيل غير ذَلِك، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ إِيَادُ بنُ لَقِيطٍ، (أَوْ) هُوَ (رِفَاعَةُ بنُ يَــثْرِبِــيَ) وقَالَ التِّرْمِذِيُّ: اسْمُه: حَبِيبُ بنُ وَهْبٍ.
(وعَمْرُو بنُ يَــثْرَبِــيَ صَحَابِيٌّ) الضَّمْرِيُّ الحِجَازِيُّ أَسْلَمَ عَامَ الفَتْحِ وَله حدِيثٌ فِي مُسْنَد أَحْمَدَ، ولِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ لِعُثْمَانَ، كَذَا فِي (المعجم) (وعَمِيرَة بنُ يَــثْربِــيَ تَابِعِيٌّ) .
وَيَــثْرِبِــيُّ بنُ سِنَانِ بنِ عُمَيْرِ بنِ مُقَاعسٍ التَّمِيمِيُّ جَدُّ سُلَيْكِ بنِ سُلَكَةَ.
(والتَّثْرِيبُ: الطَّيُّ) ، وَهُوَ البِنَاءُ بالحِجَارَةِ، وأَنَا أَخْشَى أَنَّهُ مُصَحَّفٌ مِنَ التَّثْوِيبِ، بِالواو، كَمَا يأْتي.