Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: باسم_الأب_والابن_والروح_القدس_الإله_الواحد

التاجُ

التاجُ:
اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الأقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة، كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد، ولم يتم في أيامه فأتمه ابنه المكتفي، وأنا أذكر هاهنا خبر الدار العزيزة وسبب اختصاصها بهذا الاسم بعد أن كانت دور الخلافة بمدينة المنصور إلى أن أذكر قصة التاج وما يضامّه من الدور المعمورة المعظمة: كان أول ما وضع من الأبنية بهذا المكان قصر جعفر بن يحيى ابن خالد بن برمك، وكان السبب في ذلك أن جعفرا كان شديد الشغف بالشرب والغناء والتهتك، فنهاه أبوه يحيى فلم ينته، فقال: إن كنت لا تستطيع الاستتار فاتخذ لنفسك قصرا بالجانب الشرقي واجمع فيه ندماءك وقيانك وقضّ فيه معهم زمانك وابعد عن عين من يكره ذلك منك، فعمد جعفر فبنى بالجانب الشرقي قصرا موضع دار الخلافة المعظمة اليوم وأتقن بناءه وأنفق عليه الأموال الجمّة، فلما قارب فراغه سار إليه في أصحابه وفيهم مؤنس بن عمران وكان عاقلا، فطاف به واستحسنه وقال كل من حضر في وصفه ومدحه وتقريظه ما أمكنه وتهيّأ له، هذا ومؤنس ساكت، فقال له جعفر: ما لك ساكت لا تتكلم وتدخل معنا في حديثنا؟ فقال: حسبي ما قالوا، فعلم أن تحت قول مؤنس شيئا فقال: وأنت إذا فنك، فقد أقسمت لتقولن، فقال: أما إذا أبيت إلا أن أقول فيصير علي الحق، قال: نعم واختصر، فقال: أسألك بالله إن مررت الساعة بدار بعض أصحابك وهي خير من دارك هذه ما كنت صانعا؟ قال: حسبك فقد فهمت، فما الرأي؟ قال:
إذا صرت إلى أمير المؤمنين وسألك عن تأخرك فقل سرت إلى القصر الذي بنيته لمولاي المأمون. فأقام جعفر في القصر بقية ذلك اليوم ثم دخل على الرشيد، فقال له: من أين أقبلت وما الذي أخّرك إلى الآن؟
فقال: كنت في القصر الذي بنيته لمولاي المأمون بالجانب الشرقي على دجلة، فقال له الرشيد: وللمأمون بنيته! قال: نعم يا أمير المؤمنين، لأنه في ليلة ولادته جعل في حجري قبل أن يجعل في حجرك واستخدمني أبي له فدعاني ذلك إلى أن اتخذت له بالجانب الشرقي قصرا لما بلغني من صحة هوائه ليصحّ مزاجه ويقوى ذهنه ويصفو، وقد كتبت إلى النواحي
باتخاذ فرش لهذا الموضع، وقد بقي شيء لم يتهيأ اتخاذه وقد عوّلنا على خزائن أمير المؤمنين، إما عارية أو هبة، قال: بل هبة، وأسفر إليه بوجهه ووقع منه بموقع وقال: أبى الله أن يقال عنك إلا ما هو لك أو يطعن عليك إلا يرفعك، وو الله لا سكنه أحد سواك ولا تمم ما يعوزه من الفرش إلا من خزائننا، وزال من نفس الرشيد ما كان خاطره وظفر بالقصر بطمأنينة، فلم يزل جعفر يتردّد إليه أيام فرجه ومتنزّهاته إلى أن أوقع بهم الرشيد، وكان إلى ذلك الوقت يسمّى القصر الجعفري، ثم انتقل إلى المأمون فكان من أحبّ المواضع إليه وأشهاها لديه، واقتطع جملة من البرية عملها ميدانا لركض الخيل واللعب بالصوالجة وحيّزا لجميع الوحوش وفتح له بابا شرقيّا إلى جانب البرية وأجرى فيه نهرا ساقه من نهر المعلّى وابتنى مثله قريبا منه منازل برسم خاصته وأصحابه سميت المأمونية، وهي إلى الآن الشارع الأعظم فيما بين عقدي المصطنع والزّرّادين، وكان قد أسكن فيه الفضل والحسن ابني سهل، ثم توجّه المأمون واليا بخراسان والمقام بها وفي صحبته الفضل والحسن، ثم كان الذي كان من إنفاذ العساكر ومقتل الأمين على يد طاهر بن الحسين ومصير الأمر إلى المأمون، فأنفذ الحسن بن سهل خليفة له على العراق، فوردها في سنة 198، ونزل في القصر المذكور وكان يعرف بالمأموني، وشفع ذلك أن تزوّج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل بمرو بولاية عمها الفضل، فلما قدم المأمون من خراسان في سنة 203 دخل إلى قصور الخلافة بالخلد وبقي الحسن مقيما في القصر المأموني إلى أن عمل على عرس بوران بفم الصّلح، ونقلت إلى بغداد وأنزلت بالقصر، وطلبه الحسن من المأمون فوهبه له وكتبه باسمه وأضاف إليه ما حوله، وغلب عليه اسم الحسن فعرف به مدة، وكان يقال له القصر الحسني. فلما طوت العصور ملك المأمون والقصور وصار الحسن بن سهل من أهل القبور، بقي القصر لابنته بوران إلى أيّام المعتمد على الله، فاستنزلها المعتمد عنه وأمر بتعويضها منه، فاستمهلته ريثما تفرغ من شغلها وتنقل مالها وأهلها، وأخذت في إصلاحه وتجديده ورمّه وأعادت ما دثر منه وفرشته بالفرش المذهبة والنمارق المقصبة وزخرفت أبوابه بالستور وملأت خزائنه بأنواع الطّرف مما يحسن موقعه عند الخلفاء ورتبت في خزائنه ما يحتاج إليه الجواري والخدم الخصيان، ثم انتقلت إلى غيره وراسلت المعتمد باعتماد أمره، فأتاه فرأى ما أعجبه وأرضاه واستحسنه واشتهاه وصار من أحبّ البقاع إليه، وكان يتردّد فيما بينه وبين سرّ من رأى فيقيم هناك تارة وهناك أخرى ثم توفي المعتمد، وهو أبو العباس أحمد بن المتوكل على الله بالقصر الحسني سنة 279، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام، وحمل إلى سامرّاء فدفن بها، ثم استولاه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفّق الناصر لدين الله أبي أحمد بن المتوكل، فاستضاف إلى القصر الحسني ما جاوره فوسّعه وكبّره وأدار عليه سورا واتخذ حوله منازل كثيرة ودورا واقتطع من البرية قطعة فعملها ميدانا عوضا من الميدان الذي أدخله في العمارة وابتدأ في بناء التاج وجمع الرجال لحفر الأساسات، ثم اتفق خروجه إلى آمد، فلما عاد رأى الدخان يرتفع إلى الدار فكرهه وابتنى على نحو ميلين منه الموضع المعروف بالثّريّا ووصل بناء الثريا بالقصر الحسني، وابتنى تحت القصر آزاجا من القصر إلى الثريا تمشي جواريه فيها وحرمه وسراريه، وما زال باقيا إلى الغرق الأول الذي صار ببغداد فعفا أثره. ثم مات المعتضد بالله في
سنة 289، وتولى ابنه المكتفي بالله فأتمّ عمارة التاج الذي كان المعتضد وضع أساسه بما نقضه من القصر المعروف بالكامل ومن القصر الأبيض الكسروي الذي لم يبق منه الآن بالمدائن سوى الإيوان، وردّ أمر بنائه إلى أبي عبد الله النقري وأمره بنقض ما بقي من قصر كسرى، فكان الآجرّ ينقض من شرف قصر كسرى وحيطانه فيوضع في مسنّاة التاج وهي طاعنة إلى وسط دجلة وفي قرارها، ثم حمل ما كان في أساسات قصر كسرى فبنى به أعالي التاج وشرفاته، فبكى أبو عبد الله النقري وقال: إن فيما نراه لمعتبرا، نقضنا شرفات القصر الأبيض وجعلناها في مسنّاة التاج ونقضنا أساساته فجعلناها شرفات قصر آخر، فسبحان من بيده كل شيء حتى الآجر! وبذيل منه:
كلدت حوله الأبنية والدور، من جملتها قبة الحمار، وإنما سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها في مدرج حولها على حمار لطيف، وهي عالية مثل نصف الدائرة. وأما صفة التاج فكان وجهه مبنيّا على خمسة عقود كل عقد على عشرة أساطين خمسة أذرع، ووقعت في أيام المقتفي سنة 549 صاعقة فتأججت فيه وفي القبة وفي دارها التي كانت القبة أحد مرافقها، وبقيت النار تعمل فيه تسعة أيام، ثم أطفئت، وقد صيّرته كالفحمة، وكانت آية عظيمة، ثم أعاد المقتفي بناء القبة على الصورة الأولى ولكن بالجصّ والآجر دون الأساطين الرخام، وأهمل إتمامه حتى مات، وبقي كذلك إلى سنة 574، فتقدم أمير المؤمنين المستضيء بنقضه وإبراز المسناة التي بين يديه إلى أن تحاذى به مسناة التاج فشقّ أساسها ووضع البناء فيه على خطّ مستقيم من مسناة التاج، واستعملت أنقاض التاج مع ما كان أعدّ من الآلات من عمل هذه المسناة ووضع موضع الصحن الذي تجلس فيه الأئمة للمبايعة، وهو الذي يدعى اليوم التاج.

جور

جور:
[في الانكليزية] Iniquity
[ في الفرنسية] Iniquite
عند الصوفية ما يمنع السالك من السير في العروج.

جور: الجَوْرُ: نقيضُ العَدْلِ، جارَ يَجُورُ جَوْراً. وقوم جَوَرَةٌ

وجارَةٌ أَي ظَلَمَةٌ. والجَوْرْ: ضِدُّ القصدِ. والجَوْرُ: تركُ القصدِ

في السير، والفعل جارَ يَجُورُ، وكل ما مال، فقد جارَ. وجارَ عن الطريق:

عَدَلَ. والجَوْرُ: المَيْلُ عن القصدِ. وجار عليه في الحكم وجَوَّرَهُ

تَجْويراً: نسَبه إِلى الجَوْرِ؛ قول أَبي ذؤيب:

(* قوله: «وقول أَبي ذؤيب»

نقل المؤلف في مادة س ي ر عن ابن بري أَنه لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب).

فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَها

لَفِيكَ، ولكِنِّي أَراكَ تَجُورُها

إِنما أَراد: تَجُورُ عنها فحذف وعدَّى، وأَجارَ غيرَهُ؛ قال عمرو بن

عَجْلان:

وقُولا لها: ليس الطَّريقُ أَجارَنا،

ولكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدا

وطَريقٌ جَوْرٌ: جائر، وصف بالمصدر. وفي حديث ميقات الحج: وهو جَوْرٌ عن

طريقنا؛ أَي مائل عنه ليس على جادَّته، من جارَ يَجُورُ إِذا مال وضل؛

ومنه الحديث: حتى يسير الراكبُ بينَ النّطْفَتَيْنِ لا يخشى إِلاّ

جَوْراً؛ أَي ضلالاً عن الطريق؛ قال ابن الأَثير: هكذا روى الأَزهري، وشرح: وفي

رواية لا يَخْشَى جَوْراً، بحذف إِلاَّ، فإِن صح فيكون الجور بمعنى

الظلم. وقوله تعالى: ومنها جائر؛ فسره ثعلب فقال: يعني اليهود والنصارى.

والجِوارُ: المُجاوَرَةُ والجارُ الذي يُجاوِرُك وجاوَرَ الرجلَ

مُجاوَرَةً وجِواراً وجُواراً، والكسر أَفصح: ساكَنَهُ. وإِنه لحسَنُ الجِيرَةِ:

لحالٍ من الجِوار وضَرْب منه. وجاوَرَ بني فلان وفيهم مُجاوَرَةً

وجِواراً: تَحَرَّمَ بِجِوارِهم، وهو من ذلك، والاسم الجِوارُ والجُوارُ. وفي

حديث أُم زَرْع: مِلْءُ كِسائها وغَيظُ جارَتها؛ الجارة: الضَّرَّةُ من

المُجاورة بينهما أَي أَنها تَرَى حُسْنَها فَتَغِيظُها بذلك. ومنه الحديث:

كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لي؛ أَي امرأَتين ضَرَّتَيْنِ. وحديث عمر قال

لحفصة: لا يَغُركِ أَن كانت جارَتُك هي أَوْسَم وأَحَبّ إِلى رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، منك؛ يعني عائشة؛ واذهب في جُوارِ الله. وجارُكَ: الذي

يُجاوِرُك، والجَمع أَجْوارٌ وجِيرَةٌ وجِيرانٌ، ولا نظير له إِلاَّ قاعٌ

وأَقْواعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ؛ وأَنشد:

ورَسْمِ دَارٍ دَارِس الأَجْوارِ

وتَجاوَرُوا واجْتَوَرُوا بمعنى واحد: جاوَرَ بعضهم بعضاً؛ أَصَحُّوا

اجْتَوَرُوا إِذا كانت في معنى تَجاوَرُوا، فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على

أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَرُوا. قال سيبويه: اجْتَوَرُوا

تَجاوُراً وتَجاوَرُوا اجْتِواراً، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع

صاحبه، لتساوي الفعلين في المعنى وكثرة دخول كل واحد من البناءين على صاحبه؛

قال الجوهري: إِنما صحت الواو في اجْتَوَرُوا لأَنه في معنى ما لا بدّ له

أَن يخرّج على الأَصل لسكون ما قبله، وهو تَجَاوَرُوا، فبني عليه، ولو

لم يكن معناهما واحداً لاعتلت؛ وقد جاء: اجْتَارُوا مُعَلاًّ؛ قال مُليح

الهُذلي:

كدَلَخِ الشَّرَبِ المُجْتارِ زَيَّنَهُ

حَمْلُ عَثَاكِيلَ، فَهْوَ الواثِنُ الرَّكِدُ

(* قوله: «كدلخ إلخ» كذا في الأَصل).

التهذيب: عن ابن الأَعرابي: الجارُ الذي يُجاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ.

والجارُ النِّقِّيح: هو الغريب. والجار: الشَّرِيكُ في العَقار. والجارُ:

المُقاسِمُ. والجار: الحليف. والجار: الناصر. والجار: الشريك في التجارة،

فَوْضَى كانت الشركة أَو عِناناً. والجارة: امرأَة الرجل، وهو جارُها.

والجَارُ: فَرْجُ المرأَة. والجارَةُ: الطِّبِّيجَةُ، وهي الاست. والجارُ: ما

قَرُبَ من المنازل من الساحل. والجارُ: الصِّنَارَةُ السَّيِّءُ

الجِوارِ. والجارُ: الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ. والجارُ: اليَرْبُوعِيُّ.

والجار: المنافق. والجَار: البَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ في أَفعاله. والجارُ:

الحَسْدَلِيُّ الذي عينه تراك وقلبه يرعاك. قال الأَزهري: لما كان الجار

في كلام العرب محتملاً لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأَعرابي لم يجز

أَن يفسر قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِه، أَنه

الجار الملاصق إِلاَّ بدلالة تدل عليه، فوجب طلب الدلالة على ما أُريد به،

فقامت الدلالة في سُنَنٍ أُخرى مفسرة أَن المراد بالجار الشريك الذي لم

يقاسم، ولا يجوز أَن يجعل المقاسم مثل الشريك. وقوله عز وجل: والجارِ ذي

القُرْبَى والجارِ الجُنُبِ؛ فالجار ذو القربى هو نسيبك النازل معك في

الحِواءِ ويكون نازلاً في بلدة وأَنت في أُخْرَى فله حُرَمَةُ جِوارِ

القرابة، والجار الجنب أَن لا يكون له مناسباً فيجيء إِليه ويسأَله أَن يجيره

أَي يمنعه فينزل معه، فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومَنَعَتِه

ورُكونه إِلى أَمانه وعهده. والمرأَةُ جارَةُ زوجها لأَنه مُؤْتَمَرٌ

عليها، وأُمرنا أَن نحسن إِليها وأَن لا نعتدي عليها لأَنها تمسكت بعَقْدِ

حُرْمَةِ الصِّهْرِ، وصار زوجها جارها لأَنه يجيرها ويمنعها ولا يعتدي

عليها؛ وقد سمي الأَعشى في الجاهلية امرأَته جارة فقال:

أَيا جارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ

ومَوْمُوقَةٌ، ما دُمْتِ فينا، ووَامِقَهْ

وهذا البيت ذكره الجوهري، وصدره:

أَجارَتَنَا بيني فإِنك طالقه

قال ابن بري: المشهور في الرواية:

أَيا جارتا بيني فإِنك طالقه،

كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ: عادٍ وطارِقَهْ

ابن سيده: وجارة الرجل امرأَته، وقيل: هواه؛ وقال الأَعشى:

يا جَارَتَا ما أَنْتِ جَارَهْ،

بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ

وجَاوَرْتُ في بَني هِلالٍ إِذا جاورتهم. وأَجارَ الرجلَ إِجَارَةً

وجَارَةً؛ الأَخيرة عن كراع: خَفَرَهُ. واسْتَجَارَهُ: سأَله أَن يُجِيرَهُ.

وفي التنزيل العزيز: وإِنْ أَحَدٌ من المشركين استجارك فأَجِرُهُ حتى

يعسْمَعَ كلامَ الله؛ قال الزجاج: المعنى إِن طلب منك أَحد من أَهل الحرب

أَن تجيره من القتل إِلى أَن يسمع كلام الله فأَجره أَي أَمّنه، وعرّفه ما

يجب عليه أَن يعرفه من أَمر الله تعالى الذي يتبين به الإِسلام، ثم

أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لئلا يصاب بسوء قبل انتهاه إِلى مأْمنه. ويقال للذي

يستجير بك: جارٌ، وللذي يُجِيرُ: جَارٌ. والجار: الذي أَجرته من أَن يظلمه

ظالم؛ قال الهذلي:

وكُنْتُ، إِذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ،

أُشَمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِي

وجارُك: المستجيرُ بك. وهم جارَةٌ من ذلك الأَمر؛ حكاه ثعلب، أَي

مُجِيرُونَ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك، إِلاَّ أَن يكون على توهم طرح

الزائد حتى يكون الواحد كأَنه جائر ثم يكسر على فَعَلةٍ، وإِلاَّ فَلا وجه

له. أَبو الهيثم: الجارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحدٌ. ومن عاذ بالله أَي

استجار به أَجاره الله، ومن أَجاره الله لم يُوصَلْ إِليه، وهو سبحانه

وتعالى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه أَي يعيذ. وقال الله تعالى لنبيه: قل

لَنْ يُجِيرَني من الله أَحدٌ؛ أَي لن يمنعنى من الله أَحد. والجارُ

والمُجِيرُ: هو الذي يمنعك ويُجْيرُك. واستْجَارَهُ من فلان فَأَجَارَهُ منه.

وأَجارَهُ الله من العذاب: أَنقذه. وفي الحديث: ويُجِيرُ عليهم أَدناهم؛

أَي إِذا أَجار واحدٌ من المسلمين حرّ أَو عبد أَو امرأَة واحداً أَو جماعة

من الكفار وخَفَرَهُمْ وأَمنَّهم، جاز ذلك على جميع المسلمين لا

يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأَمانُه؛ ومنه حديث الدعاء: كما تُجِيرُ بين البحور؛ أَي

تفصل بينها وتمنع أَحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه. وفي حديث

القسامة: أُحب أَن تُجِيرَ ابْنِي هذا برجل من الخمسين أَي تؤمنه منها ولا

تستحلفه وتحول بينه وبينها، وبعضهم يرويه بالزاي، أَي تأْذن له في ترك

اليمين وتجيزه. التهذيب: وأَما قوله عز وجل: وإِذْ زَيَّنَ لهم الشيطانُ

أَعْمَالَهُمْ وقال لا غالَب لَكُم اليومَ من الناسِ وإِني جَارٌ لكم؛ قال

الفرّاء: هذا إِبليس تمثل في صورة رجل من بني كنانة؛ قال وقوله: إِني جار

لكم؛ يريد أَجِيركُمْ أَي إِنِّي مُجِيركم ومُعيذُكم من قومي بني كنانة

فلا يَعْرِضُون لكم، وأَن يكونوا معكم على محمد، صلى الله عليه وسلم، فلما

عاين إِبليس الملائكة عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هارباً، فقال له الحرثُ بن

هشام: أَفراراً من غير قتال؟ فقال: إِني بريء منكم إِني أَرَى ما لا

تَرَوْنَ إِني أَخافُ الله واللهُ شديدُ العقاب. قال: وكان سيد العشيرة إِذا

أَجار عليها إِنساناً لم يخْفِرُوه. وجِوارُ الدارِ: طَوَارُها. وجَوَّرَ

البناءَ والخِبَاءَ وغيرهما: صَرَعَهُ وقَلَبهَ؛ قال عُرْوَةُ بْنُ

الوَرْدِ:

قَلِيلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ،

إِذا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ

وتَجَوَّرَ هُوَ: تَهَدَّمَ. وضَرَبَهُ ضربةً تَجَوَّرَ منها أَي

سَقَطَ. وتَجَوَّرَ على فِرَاشه: اضطجع. وضربه فجوّره أَي صَرَعَهُ مثل

كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ؛ وقال رجل من رَبِيعةِ الجُوعِ:

فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا،

وَسْطَ الغُبارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا

وقول الأَعلم الهذلي يصف رَحِمَ امرأَةٍ هجاها:

مُتَغَضِّفٌ كالجَفْرِ باكَرَهُ

وِرْدُ الجَميعِ بِجائرٍ ضَخْمِ

قال السُّكَّريُّ: عنى بالجائر العظيم من الدلاء.

والجَوَارُ: الماءُ الكثير؛ قال القطامي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه

الصلاة والسلام:

وَلَوْلاَ اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ

أَي الماء الكثير. وغَيْثٌ جِوَرٌّ: غَزِيرٌ كثير المطر، مأْخوذ من هذا،

ورواه الأَصمعي: جُؤَرٌّ له صَوْتٌ؛ قال:

لا تَسْقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرّ

ويروى غَرَّافٍ. الجوهري: وغَيْثٌ جِوَرٌّ مثال هِجَفٍّ أَي شديد صوت

الرعد، وبازِلٌ جِوَرٌّ؛ قال الراجز:

زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنَايا الغُرِّ،

أَعْيَا قَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ

دُوَيْنَ عِكْمَيْ بازِلٍ جِوَرِّ،

ثم شَدَدْنا فَوْقَهُ بِمَرِّ

والجِوَرُّ: الصُّلْبُ الشديد. وبعير جِوَرٌّ أَي ضخم؛ وأَنشد:

بَيْنَ خِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ

والجَوَّارُ: الأَكَّارُ: التهذيب: الجَوَّارُ الذي يعمل لك في كرم أَو

بستان أَكَّاراً.

والمُجَاوَرَةُ: الاعتكاف في المسجد. وفي الحديث: أَنه كان يُجَاوِرُ

بِحِراءٍ، وكان يجاور في العشر الأَواخر من رمضان أَي يعتكف. وفي حديث

عطاء: وسئل عن المُجَاوِرِ يذهب للخلاء يعني المعتكف. فأَما المُجاوَرَةُ

بمكة والمدينة فيراد بها المُقَامُ مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف

الشرع.والإِجارَةُ، في قول الخليل: أَن تكون القافية طاء والأُخرى دالاً ونحو

ذلك، وغيره يسميه الإِكْفاءَ. وفي المصنف: الإِجازة، بالزاي، وقد ذكر في

أَجز. ابن الأَعرابي: جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ. والجارُ:

موضع بساحل عُمانَ. وفي الحديث ذِكْرُ الجارِ، هو بتخفيف الراء، مدينة

على ساحل البحر بينها وبين مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم، يوم وليلة.

وجيرانُ: موضع (قوله: «وجيران موضع» في ياقوب جيران، بفتح الجيم وسكون

الياء: قرية بينها وبين أَصبهان فرسخان؛ وجيران، بكسر الجيم: جزيرة في البحر

بين البصرة وسيراف، وقيل صقع من أَعمال سيراف بينها وبين عمان. اهـ.

باختصار)؛ قال الراعي:

كأَنها ناشِطٌ حُمٌّ قَوائِمُهُ

مِنْ وَحْشِ جِيرانَ، بَينَ القُفِّ والضَّفْرِ

وجُورُ: مدينة، لم تصرف الماكن العجمة. الصحاح: جُورُ اسم بلد يذكر

ويؤنث.

(جور) : جارَ فلانٌ ببَنِي فَلان: أَي اسْتَجار بِهم.
(جور) - في الحَدِيث: "يُجِير عليهم أَدناهُم".
: أي إذا أَجَارَ واحدٌ منهم - عَبدٌ أو امْرأَةٌ - واحِدًا أو جَماعةً من الكُفَّار وخَفَرَهم، جَازَ ذلك على جَمِيع المُسْلِمِين. - في حديث عَطاءٍ: "سُئِل عن المُجَاوِر يَذْهَب للخَلَاءِ" . يَعْنِي المُعْتَكِف.
وفيه "أنَّه كَانَ يُجاوِر بحِرَاء، ويُجاوِرُ في العَشرْ الأَواخِر من رَمَضَان".
: أي يَعْتَكِف، وقد تَكَرَّر ذِكرُها في الحَدِيث بِمَعْنَى الاعْتِكاف، وهي مُفاعَلة من الجِوار.
ج و ر: (الْجَوْرُ) الْمَيْلُ عَنِ الْقَصْدِ وَبَابُهُ قَالَ، تَقُولُ: (جَارَ) عَنِ الطَّرِيقِ وَجَارَ عَلَيْهِ فِي الْحُكْمِ. وَ (جُورُ) اسْمُ بَلَدٍ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَ (الْجَارُ) الْمُجَاوِرُ، تَقُولُ: (جَاوَرَهُ مُجَاوَرَةً) وَ (جِوَارًا) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ. وَ (تَجَاوَرُوا) وَ (اجْتَوَرُوا) بِمَعْنًى. وَ (الْمُجَاوَرَةُ) الِاعْتِكَافُ فِي الْمَسْجِدِ. وَامْرَأَةُ الرَّجُلِ (جَارَتُهُ) وَ (اسْتَجَارَهُ) مِنْ فُلَانٍ (فَأَجَارَهُ) مِنْهُ. وَأَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الْعَذَابِ أَنْقَذَهُ. 
جور قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَأما الغُرّة فَإِنَّهُ عبد أَو أمة [و -] قَالَ فِي ذَلِك مهلهل: [الرجز]

كلَ قَتِيل فِي كليبٍ غُرَّةٌ ... حَتَّى ينالَ القتلَ آل مره

يَقُول: [كلهم -] لَيْسُوا بكفؤ لكليب إِنَّمَا هُمْ بِمَنْزِلَة العبيد وَالْإِمَاء إِن قتلتُهم حَتَّى أقتل آل مرّة فانهم الْأَكفاء حِينَئِذٍ. وَأما قَوْله: كنت بَين جارتين لي - يُرِيد امرأتيه. وعَن ابْن سِيرِينَ قَالَ: كَانُوا يكْرهُونَ أَن يَقُولُوا: ضرّة وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا [لَا -] تذْهب من رزقها بِشَيْء وَيَقُولُونَ: جَارة.

جور


جَار (و)(n. ac. جَوْر)
a. ['An], Turned aside, strayed from.
b. ['Ala], Acted wrongfully, unjustly towards.
جَوَّرَa. Accused of injustice; considered unjust.
b. Threw, struck down.
c. Hollowed out.

جَاْوَرَa. Was neighbour to, lived near.

أَجْوَرَa. Protected, sheltered, succoured.
b. ['An], Turned out of ( the way ).
تَجَوَّرَa. Was thrown or struck down; threw himself down.

تَجَاْوَرَإِجْتَوَرَa. Were neighbours.

إِسْتَجْوَرَa. Sought the protection, succour of.
b. [acc. & Min], Implored the protection of, against.
جَوْرa. Injustice, tyranny.

جُوْرَة
(pl.
جُوَر)
a. Hollow, cavity.

جَاْوِر
(pl.
جَوَرَة)
a. Unjust.
b. Oppressor.

جَوَاْرa. Court-yard.

جِوَاْر
جُوَاْرa. Neighbourhood, vicinity.
b. Protection, patronage.

مُجَوَّر [ N. P.
a. II], Overturned.
b. Hollow, concave.

مُجَاوِر [ N.
Ag.
a. III], Neighbouring; neighbour.

جَار (pl.
جِيْرَة
جِيْرَان أَجْوَار )
a. Neighbour.
b. Friend; kinsman; client.
c. Protector.
d. Partner, sharer.
e. Pudendum; anus.

إِجَارَة
a. Protection.
وَرْد جُوْرِىّ
a. Rose of Bengal.
(ج و ر) : (جَارَ) عَنْ الطَّرِيقِ مَالَ وَجَارَ ظَلَمَ جَوْرًا (وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) إنَّهُ لَجَوْرٌ أَيْ ذُو جَوْرٍ يَعْنِي جَارَ فِيهِ الْحَاكِمُ أَيْ مَالَ عَنْ مُرِّ الْقَضَاءِ فِيهِ (وَأَجَارَهُ) يُجِيرُهُ إجَارَةً وَإِغَاثَةً وَالْهَمْزَةُ لِلسَّلْبِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ أَجِرْنِي فَقَالَ مِنْ مَاذَا فَقَالَ مِنْ دَمِ عَمْدٍ أَيْ مِنْ هَذِهِ الْجِنَايَةِ وَالْجَارُ الْمُجِيرُ وَالْمُجَارُ وَالْجَارُ أَيْضًا الْمُجَاوِرُ وَمُؤَنَّثُهُ الْجَارَةُ وَيُقَالُ لِلزَّوْجَةِ (جَارَةٌ) لِأَنَّهَا تُجَاوِرُ زَوْجَهَا فِي مَحَلٍّ وَاحِدٍ وَقِيلَ الْعَرَبُ تُكَنِّي عَنْ الضَّرَّةِ بِالْجَارَةِ تَطَيُّرًا مِنْ الضَّرَرِ (وَمِنْهُ) كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَنَامُ بَيْنَ جَارَتَيْهِ (وَفِي حَدِيثِ) حَمَلِ بْنِ مَالِكٍ كُنْتُ بَيْنَ جَارَتَيَّ فَضَرَبَتْ إحْدَاهُمَا الْأُخْرَى.
الجور: الميل عن القصد. يقال: جارَ عن الطريق، وجارَ عليه في الحكم. وجَوَّرَهُ تَجْويراً: نسبَه إلى الجَور. وضربه فَجَوَّرَهُ، أي صرعَه، مثل كوّره، فَتَجَوَّرَ. وقال رجل من ربيعة الجوع: فقلما طارد حتى أغدرا * وسط الغبار خربا مجورا - وجور: اسم بلد، يذكر ويؤنث. والجارُ: الذي يُجاوِرُكَ. تقول: جاوَرْتُهُ مُجَاوَرَةً وجِواراً وجواراً، والكسر أفصح. وتجاور القوم واجتوروا بمعنى، وإنما صحت الواو في اجتوروا لانه في معنى ما لابد له من أن يخرج على الاصل لسكون ما قبله، وهو تجاوروا، فبنى عليه. ولو لم يكن معناهما واحدا لا عتلت. والمجاورة: الاعتكاف في المسجد. وفي الحديث: " كان يُجاوِرُ في العَشْر الأواخر ". وامرأة الرجل: جارته. قال الاعشى: أجارتنا بينى فإنك طالقه * كذاك أمور الناس غاد وطارقه - والجار: الذى أَجَرْتَهُ من أن يظلمَه ظالم. قال الهذلي : وكنت إذا جاري دَعا لمضُوفةٍ * أشمِّر حتَّى يَنْصُفَ الساق مئزري - واستجاره من فلان فأجاره منه. وأجاره الله من العذاب: أنقذه. وغيث جور، مثال هجف، أي شديدُ صوتِ الرعد. وبازِلٌ جِوَرٌّ. قال الراجز: زوجك يا ذات الثنايا الغر * أعيا فنطناه مناط الجر * دوين عكمى بازل جور * ثم شددنا فوقه بمر
ج و ر : جَارَ فِي حُكْمِهِ يَجُورُ جَوْرًا ظَلَمَ وَجَارَ عَنْ الطَّرِيقِ مَالَ.

وَالْجَارُ الْمُجَاوِرُ فِي السَّكَنِ وَالْجَمْعُ جِيرَانٌ وَجَاوَرَهُ مُجَاوَرَةً وَجِوَارًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَالِاسْمُ الْجُوَارُ بِالضَّمِّ إذَا لَاصَقَهُ فِي السَّكَنِ وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ الْجَارُ الَّذِي يُجَاوِرُكَ بَيْتَ بَيْتَ وَالْجَارُ الشَّرِيكُ فِي الْعَقَارِ مُقَاسِمًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُقَاسِمٍ وَالْجَارُ الْخَفِيرُ وَالْجَارُ الَّذِي يُجِيرُ غَيْرَهُ أَيْ يُؤْمِنُهُ مِمَّا يَخَافُ وَالْجَارُ الْمُسْتَجِيرُ أَيْضًا وَهُوَ الَّذِي يَطْلُبُ الْأَمَانَ وَالْجَارُ الْحَلِيفُ وَالْجَارُ النَّاصِرُ وَالْجَارُ الزَّوْجُ وَالْجَارُ أَيْضًا الزَّوْجَةُ وَيُقَالُ فِيهَا أَيْضًا جَارَةٌ وَالْجَارَةُ الضَّرَّةُ قِيلَ لَهَا جَارَةٌ اسْتِكْرَاهًا لِلَفْظِ الضَّرَّةِ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَنَامُ بَيْنَ جَارَتَيْهِ أَيْ زَوْجَتَيْهِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَمَّا كَانَ الْجَارُ فِي اللُّغَةِ مُحْتَمِلًا لِمَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَجَبَ طَلَبُ دَلِيلٍ لِقَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ» فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ الْجَارُ الْمُلَاصِقُ فَبَيَّنَهُ حَدِيثٌ آخَرُ أَنَّ الْمُرَادَ الْجَارُ الَّذِي لَمْ يُقَاسِمْ فَلَمْ يُجِزْ أَنْ يُجْعَلَ الْمُقَاسِمُ مِثْلَ الشَّرِيكِ وَاسْتَجَارَهُ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَحْفَظَهُ فَأَجَارَهُ. 
[جور] نه في ح أم زرع: ملء كسائها وغيظ "جارتها" أي ضرتها لمجاورة بينهما أي أنها ترى حسنها فيغيظها ذلك. ومنه ح: كنت بين "جارتين" لي، أي امرأتين ضرتين. وح عمر لحفصة: لا يغرنك إن كانت "جارتك" أوسم، يعني عائشة. ط: كن لي "جاراً" أي مجيراً. وعز "جارك" أي المستجير بك. ك: وذكر من "جيرانه" بكسر جيم جمع جار أي ذكر فقرهم "وأني جار لكم" أي مجير، والجار الذي أجرته من أن يظلم. نه: و"الجار" بخفة راء مدينة على ساحل البحر. وفيه: و"يجير" عليهم أدناهم، أي إذا أجار واحد من المسلمين حر أو عبد أو امرأة جماعة أو واحداً من الكفار وأمنهم جاز ذلك على جميع المسلمين لا ينقص عليه جواره. ومنه ح: كما "تجير" بين البحور، أي تفصل بينها وتمنع أحدها من الآخر. وح القسامة: أحب أن "تجير" ابني برجل من الخمسين، أي تؤمنه منها ولا تستحلفه، ويروى بالزاي أي تأذن له في ترك اليمين وتجيزه. ش: وذكر "جواره" أي مجاورته وهو بالكسر أفصح. ج ومنه ح: و"يستجيرونك" أي يطلبون الإجارة والجوار. ك: "جوار" أبي بكر، بكسر جيم أمانه. زر: وضمها الدمام والعهد والتأمين. ك: وكذا أمان النساء و"جوارهن". وفيه: قاتل رجلاً قد "أجرته" بدون المد أي أعنته. ولا تشهدني على "جور" تخصيص بعض الولد مكروه، جور عن الاعتدال، وحرمه أحمد لظاهر الحديث، وغورض بقوله: أشهد عليه غيري، وقد نحل الصديق عائشة وعمر عاصماً، قوله: لا يشهد، عطف على لم يجز، وفي بعضها: يشهد- بدون لا، والأولى هي المناسبة لحديث عمر. زر: هو بضم أوله وفتح ثالثه أي لا يسوغ للشهود أن يشهدوا لامتناع النبي صلى الله عليه وسلم. غ: و"منها جائر" أي من السبل ما هو مائل عن الحق. نه وفي ح ميقات الحج: وهو "جور" عن طريقنا، أي مائل عنه ليس على جادته، من جار إذا مال وضل. ومنه: حتى يسير الراكب لا يخشى إلا "جوراً" أي ضلالاً عن الطريق، وروى: لا يخشى "جوراً" بحذف إلا أي ظلما. وفيه: كان "يجاور" بحراء، ويجاور في العشر الأواخر، أي يعتكف مفاعلة من الجوار. ط ومنه: فلما قضيت "جواري" بكسر جيم أي اعتكافي. نه ومنه ح: سئل عن "المجاور" يذهب للخلاء، يعني المعتكف، فأما المجاورة بمكة والمدينة فيراد بها المقام مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف.
جور: جار على: تعدى على، ويقال: جار على أرض غيره: تغدى عليها (بوشر).
وفي المثل: الجار ولو جار أي راع جارك وداره ولو تعدى وظلم (بوشر).
جَوَّر إلى (دي ساسي طرائف عربية 2: 56) وجوَّر عن، أي مال إلى، ومال عن، حاد. ففي طرائف عربية (1: 8) جوّر عن عدن أي حاد عنها.
وجور: قعَّر، جوّف، عمّق (بوشر، هلو، همبرت ص178).
جاور. يقال: جاور الكذب (أي صار جاراً له) بمعنى اختلق الأكاذيب وروجها (كليلة ودمنة ص20).
تجاور= جارَ: تعدى وظلم (معجم الماوردي).
استجار به: استغاث واستعان واستجاره: وجده جائزاً ظالماً. وكذلك استجوره، ففي حيان (ص54 ق): قامت عليهم القيامة واستجوروا سلطان الجماعة وتشوفوا إلى الفتنة (عباد 1: 169) وقد صححت النص والترجمة لهذه العبارة (3: 30، 31).
جار: أنظر المثل الجار ولو جار، في جارَ.
جار محي الدين: اسم يطلقه أهل دمشق على القثاء المخلل، لأنهم يخللونه في الصالحية حيث ضريح محي الدين بن العربي الصوفي الشهير وأكبر أولياء الترك. فهذا الأولى والقثاء المخلل جاران. (زيشر 1: 520). ابن البيطار 1: 238، 2: 43).
جار النهر: سلق الماء (نبات) (بوشر،) جَوْر: جمعه في معجم فوك اجوار
جارة: جوار (ألف ليلة 1: 9).
جُوَرة: جوار (فوك).
وجورة: حفرة، نقرة، غار (بوشر، همبرت ص178) وهي نقرة عند كاستل، وجوبة وقعره وحفيرة عند جرمين دي سيل (ألف ليلة، برسل 4: 275، ابن العوام 1: 200 وفي مخطوطة ليدن: الحورة ولعل صوابه الخوذة): قبر، سرب (هلو).
وجورة: تنور، وجاق (ميهرن ص27).
جَوْرِي: اعتدائي (نسبة إلى الجور وهو الاعتداء والظلم) (بوشر).
وجَوُري: نسبة إلى جَوْر وهو خشب الصندل الأبيض. راجع مقاصري في قصر.
وبخور جَوَّري: ميعة، لبان جاوي (بوشر).
جُورِيّ: نسبة إلى جور (بالفارسية كَوز) وهي مدينة بفارس عرفت ذلك باسم فيروز آباد. وقد اشتهرت بوردها الأحمر (الورد الجوري) وهو أجود أصناف الورد وهو الأحمر الصافي (ياقوت 2: 147)، كما اشتهرت بماء الورد الذي يستخرج منه بالتقطير. (أبو الفداء جغرافية ص325)، ولذلك سميت (بلد الورد) (لب الألباب ص70).
ومن هذا نجد في معجم بوشر (ورد جوري): ورد دمشقي أحمر. كما نجد أيضاً: جوزي بمعنى وردي، أحمر قاني قرمزي. (بوشر، همبرت ص81).
جَوْران: جَوئْر، ظلم، تعد (بوشر).
جوراية: منديل من الموصلي (الموسلين) الأبيض مطرز بخيوط الذهب أو الحرير (بوشر).
جوار (مثلثة الجيم). يقال، مجازاً: جوار المظاهرة: مجاورة الظفر والظهور على العدو، والظفر القريب (تاريخ البربر 2: 262).
وتدل لفظة الجوار وحدها على نفس المعنى. (تاريخ البربر 1: 549) وقد صحفت فيه الكلمة إلى الحوار، والصواب الجوار كما جاء في مخطوطتنا رقم 1351، مخطوطتي باريس رقم 74 ورقم 74.
ومخطوطة لندن وطبعة بولاق.
وجُوّار: يقرب، يجانب (فوك).
جائر: ظالم ومعتد ومغتصب (بوشر).
وجائر في اصطلاح الاساكفة: قالب عظيم من الخشب للأحذية (محيط المحيط).
وجائر: حيران في معجم هلو، وهو خطأ وصوابه به حائر بالحاء المهملة.
مُجِير: خبّاوي (دوماس حياة العرب ص381).
مُجاور: يطلق أهل المدينة (المنورة) اليوم اسم المجاورين على اللذين يسكنون المدينة ولم يكونوا قد ولدوا فيها (برتون 1: 360).
ومجاور: حارس ضريح الولي (برتون 1: 95).
جور
جارَ على/ جارَ عن/ جارَ في يَجُور، جُرْ، جَوْرًا، فهو جائر، والمفعول مجورٌ عليه
• جار على أرض أخيه: تعدَّى عليها وانتهكها "إيّاك والجَوْر على أعراض النّاس".
• جار عن القصد والطَّريق: مال عنه وانحرف "جار عن الهدف الأساسيّ للرِّحلة".
• جار في حُكمِه: ظلَم، مال عن الحقّ وخالف العدلَ "سلطانٌ جائر". 

أجارَ يُجير، أجِرْ، إجارةً، فهو مُجير، والمفعول مُجار
• أجاره اللهُ من العذاب: حمَاه منه وأنقذه، جعله في جواره وحمايته "مُجير المضطهدين- {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ} ". 

استجارَ/ استجارَ بـ يستجير، استَجِرْ، استجارةً، فهو مُستجير، والمفعول مُستجار
• استجار فلانًا: سأله أن يؤمّنه ويحفظه، أو أن يوفِّر له الأمنَ والحماية " {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ} " ° كالمستجير من الرَّمضاء بالنَّار [مثل]: يُضرب لمن يَفِرُّ من شرٍّ فيقع فيما هو شرٌّ منه.
• استجار بالله: استغاث به والتجأ إليه "استجار بالنَّجدة لإطفاء النّيران". 

تجاورَ يتجاور، تجاوُرًا، فهو مُتجاوِر
• تجاور القومُ: تلاصقوا في المسكن، جاور بعضُهم بعضًا "تجاور صديقان- {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} ". 

جاورَ يجاور، مُجاوَرةً وجِوارًا، فهو مُجاوِر، والمفعول مُجاوَر
• جاور صاحبَه: لاصقه في المسكن، صار جارًا له "حسنُ الجوار عمارةُ الدّيار- جاورْ مَلِكًا أو بحرًا [مثل]- {ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلاَّ قَلِيلاً} " ° جاور الكذِبَ: اختلق الأكاذيبَ وروّجها.
• جاور المسجدَ: اعتكف فيه "جاور البيتَ الحرام". 

إجارة [مفرد]: مصدر أجارَ. 

استجارة [مفرد]: مصدر استجارَ/ استجارَ بـ. 

جائر [مفرد]: اسم فاعل من جارَ على/ جارَ عن/ جارَ في. 

جار [مفرد]: ج جِيران وجِيرة:
1 - مَنْ يجاوركَ السَّكن "جارك القريب ولا أخوك البعيد- الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق [مثل]- *فالجارُ يشرُفُ قدره بالجار*- خَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ [حديث]- {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} " ° إيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة [مثل]: يُضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئًا آخر.
2 - مجير، ناصر، حليف " {وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} ". 

جِوار [مفرد]:
1 - مصدر جاورَ.
2 - عهدٌ وأمان "الجار أحقّ بالجوار" ° أسكنه اللهُ جوارَه: جعله من أهل السّعادة- انتقل إلى جوار ربّه: توفِّي، مات.
3 - حالة الإقامة بالقرب إلى جار.
• معاهَدة حُسْن الجِوار: (سة) معاهدة اتِّفاق وصداقة بين دولتين متجاورتين أو أكثر. 

جَوْر [مفرد]: مصدر جارَ على/ جارَ عن/ جارَ في. 

مُجاوِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جاورَ.
2 - ساكنٌ في جوار أحد الحرمين الشريفين من غير أهله.
• الزَّاوية المجاوِرة: (هس) إحدى الزاويتين المتجاورتين اللتين تشتركان في نفس الضلع ونفس الرأس. 

مُجير [مفرد]: اسم فاعل من أجارَ. 

مُستجير [مفرد]: اسم فاعل من استجارَ/ استجارَ بـ. 
(ج ور)

الجَوْر: نقيض الْعدْل.

جَار يجور جَوْرا. وَقوم جَوَرة، وجارة.

والجَوْر: ضد الْقَصْد.

وكل من مَال: فقد جَار وَمِنْه جَوْر الْحَاكِم: إِنَّمَا هُوَ ميله فِي حكمه.

وجار عَن الطَّرِيق: عَدَل، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فإنَّ الَّتِي فِينَا زَعَمْتَ ومثلَها ... لفِيك ولكنّي اراك تجورها

إِنَّمَا أَرَادَ: تجور عَنْهَا فَحذف وعدى.

واجار غَيره، قَالَ عَمْرو بن عَجْلان:

وقولا لَهَا لَيْسَ الطَّرِيق أجارَنا ... ولكننا جُرْنا لنلقاكمُ عَمْدا

وَطَرِيق جَوْر: جَائِر، وصِف بِالْمَصْدَرِ، وَقَوله تَعَالَى: (ومِنْهَا جَائِر) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى.

وجاور الرجل مجاورة، وجِوارا: ساكنه.

وَإنَّهُ لحسن الجِيرة: لحَال من الجِوار، وَضرب مِنْهُ.

وجاور بني فلَان وَفِيهِمْ مجاورة، وجِوَارا: تَحْرم بِجوارهم، وَهُوَ من ذَلِك.

وَالِاسْم: الجُوَار والجِوار.

واذهب فِي جُوَار الله.

وجارُك: الَّذِي يجاورك.

وَالْجمع: أَجْوار، وجِيرة، وجِيران، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا قاع وأقواع وقيعان وقيعة.

وتجاوروا، واجتوروا: جاور بَعضهم بَعْضًا.

أصحوها فِي اجتوروا إِذا كَانَت فِي معنى تجاوروا، فَجعلُوا ترك الإعلال دَلِيلا على أَنه فِي معنى مَا لَا بُد من صِحَّته وَهُوَ تجاوروا.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: اجتوروا تجاوُراً وتجاوروا اجتواراً، وضعُوا كل وَاحِد من المصدرين مَوضِع صَاحبه لتساوي الْفِعْلَيْنِ فِي الْمَعْنى وَكَثْرَة دُخُول كل وَاحِد من البناءين على صَاحبه. وَقد جَاءَ: اجتاروا، معلا، قَالَ مُلَيح الهذليّ:

كدُلّح الشَّرَب المجتارِ زيَّنه ... حَمْل عثاكيل فَهُوَ الواتِن الرَّكِد وجارة الرجل: امْرَأَته.

وَقيل: هَوَاهُ، قَالَ الْأَعْشَى:

يَا جارتا مَا أَنْت جارَهُ

بَانَتْ لتحزُنَنا عَفَارَهْ

وأجار الرجل إِجَارَة، وجارة، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: خفره.

واستجاره: سَأَلَهُ أَن يُجيره، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِن أحد من الْمُشْركين استجارك) .

وجارُك: المستجير بك.

وهم جارةٌ من ذَلِك الْأَمر، حَكَاهُ ثَعْلَب: أَي مجيرون، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك، إِلَّا أَن يكون على توهم طرح الزَّائِد حَتَّى يكون الْوَاحِد كَأَنَّهُ جَائِر ثمَّ يكسر على فَعَلة مثل كَاتب وكَتَبة، وَإِلَّا فَلَا وَجه لَهُ.

وجَوَار الدَّار: طَوَارها.

وجَوَّر البِناء والخِباء وَغَيرهمَا: صَرَعه وقَلَبه، قَالَ عُرْوة بن الْورْد:

قَلِيل التمَاس الزَّاد إلاّ لنَفسِهِ ... إِذا هُوَ أضحَى كالعَرِيش المُجَوَّر

وتجوّر هُوَ: تهدَّم.

وضربه ضَرْبَة تجوَّر مِنْهَا: أَي سقط.

وتجوّر على فرَاشه: اضْطجع، وَقَول الأعلم الْهُذلِيّ يصف رحم الْمَرْأَة هجاها:

متغضّفٍ كالجَفْر باكره ... وِرْدُ الجَمِيع بجائر ضخمِ

قَالَ السكرِي: عَنى بالجائر الْعَظِيم من الدلاء.

والجَوَار: المَاء الْكثير، قَالَ الْقطَامِي يصف سفينة نوح عَلَيْهِ السَّلَام:

وَلَوْلَا اللهُ جَار بهَا الجَوَارُ

وغيث جِوَرّ: غزير، قَالَ: لَا تسقِه صَيّب عَزّاف جِوَرّْ

ويروى: " غَرّاف ".

والجِوَرّ: الصُّلب الشَّديد.

والجِوَّار: الأكّار.

والإجَارة فِي قَول الْخَلِيل: أَن تكون القافية طاء، وَالْأُخْرَى دَالا وَنَحْو ذَلِك.

وَغَيره يُسَمِّيه: الإكفاء.

وَفِي المُصَنّف: الْإِجَازَة، بالزاي.

وَالْجَار: مَوضِع بساحل عُمان.

وجِيران: مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:

كَأَنَّهَا ناشِط حمّ قوائمه ... من وحَش جِيران بَين القُفّ والضَّفر

وجُوُر: مَدِينَة، لم تُصرف لمَكَان العجمة.

جور

1 جَارَ, aor. ـُ (TA,) inf. n. جَوْرٌ, (S, A, K,) He declined, or deviated, from the right course; (S, A;) and so جارعَنِ القَصْدِ: (A:) he wandered from the right way: (TA:) he pursued a wrong course: (K:) or he left the right way in journeying: and it (anything) declined. (TA.) Yousay also, جار عَنِ الطِّرِيقِ He declined, or deviated, from the road, or way. (S, Mgh, Msb.) b2: and جار, (S, Mgh, Msb,) aor. as above, (Msb,) and so the inf. n., (Mgh, Msb, K,) He acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically, (S, * Mgh, Msb, K,) عَلَيْهِ against him, (S, TA,) فِى

حُكْمِهِ in his judgment, (Msb,) or فِى الحُكْمِ in judgment. (S, TA.) b3: جارتِ الأَرْضُ (tropical:) The plants, or herbage, of the land grew tall: (A, TA:) and so جَأَرَت. (TA.) A2: See also 10.2 جوّرهُ, (S, A, K,) inf. n. تَجْوِيرٌ, (S,) He attributed, or imputed, to him, or charged him with, or accused him of, wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, conduct; (S, K;) contr. of عَدَّلَهُ. (A.) A2: He prostrated him (S, K) by a blow, (S,) or by a thrust of a spear or the like; from جار “he, or it, declined;”; (A;) like كَوَّرَهُ. (S.) b2: He threw it down, (TA,) and overturned it; (K, TA;) namely, a building, and a tent, &c.: (TA:) he took it to pieces; namely, a tent. (A.) 3 جاوِرهُ, inf. n. مُجَاوَرَةٌ and جِوَارٌ (S, Msb, K) and ↓ جُوَارٌ, (S, M, and some copies of the K,) or the last is a simple subst., (Msb,) and ↓ جَوَارٌ, (M, and so in some copies of the K instead of جُوَارٌ,) of which forms the second (جِوَارٌ) is more chaste than the third (S, TA) and than the fourth, as relating to the verb in the sense here following, though some disapprove of it, and assert the third and the fourth to be more chaste; (TA;) He became his جار [or neighbour]; (K;) he lived in his neighbourhood, or near to him: (Msb, TA:) or he lived in a dwelling contiguous to his. (Msb.) b2: Also جاورهُ, (TA,) inf. n. جِوَارٌ, (K,) and ↓ جُوَارٌ is said to be a quasi-inf. n., and more chaste than جِوَارٌ as relating to the verb in the sense here following; (TA;) He bound himself to him by a covenant to protect him. (K, TA.) b3: and جاور بَنّى فُلَانٍ, and فِى بنى فلان, inf. n. مَجَاوَرَةٌ and جِوَارٌ, He protected himself by a covenant with the sons of such a one; from مُجَاوَرَةٌ signifying the “ living near. ” (TA.) b4: And جاور, inf. n. مُجَاوَرَةٌ, i. q. اِعْتَكَفَ فِى مَسْجِدٍ [He confined himself in a mosque, or place of worship, during a period of days and nights, or at least during one whole day, fasting from daybreak to sunset, and occupying himself in prayer and religious meditation, without any interruption by affairs distracting the mind from devotion and not pressing]. (S, K.) But جاور بِمَكَّةَ, and بِالمَدِينَةِ, signifies absolutely He abode in Mekkeh, and El-Medeeneh; not necessarily implying conformity with the conditions of اِعْتِكَاف required by the law [though generally meaning for the purpose of study: and so in the neighbourhood of the great collegiate mosque called the Azhar, in Cairo: so that the term ↓ مُجَاوِرٌ means a student of Mekkeh &c.]. (TA.) 4 اجارهُ, (S, A, &c.,) inf. n. إِجَارَةٌ (Mgh, K) and ↓ جَارَةٌ, (Kr, K,) [or the latter is rather a quasi-inf. n., like طَاعَةٌ from أَطَاعَهُ,] He protected him; granted him refuge; (K;) preserved, saved, rescued, or liberated, him; (S, A, Msb, K;) from (مِنْ) wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, treatment; (S, K;) from punishment; (S, A;) or from what he feared: (Msb:) he aided him; succoured him; delivered him from evil: the أَ having a privative effect. (Mgh.) It is said of God, يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ He protects, but none is protected against him. (TA.) And in the Kur [lxxii. 22], قُلْ إِنِّى لَنْ يُجِيرَنِى مِنَ اللّٰهِ أَحَدٌ Verily none will protect me against God. (TA.) b2: اجار المَتَاعَ He put the household-goods, or commodities, into the repository, (K, TA,) and so preserved them from being lost. (TA.) b3: It is said [of God] in a trad., يُجِيرُ بَيْنَ البُحُورِ He makes a division between the seas, and prevents one from mixing with another and encroaching upon it. (TA.) 5 تجوّر He became prostrated; (S;) he fell down; (K;) by reason of a blow. (S, TA.) b2: It (a building, TA) became thrown down, or demolished. (K.) b3: He (a man, TA) laid himself down on his side (K) upon his bed. (TA.) 6 تَجَاوَرُوا and ↓ اِجْتَوَرُوا (S, K) are syn., (S,) signifying They became mutual neighbours; they lived near together: (K, * TA:) the [radical] و in the latter verb remaining unaltered because this verb is syn. with one in which the و must preserve its original form on account of the quiescence of the preceding letter, namely, تجاوروا, (S, TA,) and to show that it is syn. therewith: but اِجْتَارُوا also occurs. (TA.) b2: [Also They bound themselves by a covenant to protect one another.]8 إِجْتَوَرَ see 6.10 استجار and ↓ جَارَ, (K,) the latter like جَارٌ as syn. with مُسْتَجِيرٌ, (TA,) He sought, desired, or asked, to be protected; to be granted refuge; to be preserved, saved, rescued, or liberated. (K.) And استجارهُ He desired him, or asked him, to preserve, save, rescue, or deliver, him, (S, A, Msb,) مِنْ فُلَانٍ from such a one. (S.) and استجار بِهِ He had recourse to him for refuge, protection, or preservation; he sought his protection. (TA.) جَارٌ A neighbour; one who lives near to another; (S, Mgh, Msb, K;) one who lives in the next tent or house: (IAar, Th, T, Msb:) pl. [of mult.]

جِيرَانٌ (Msb, K) [and جِوَارٌ (a pl. not of unfrequent occurrence, and mentioned by Freytag as used by El-Mutanebbee,)] and [of pauc.] جِيرَةٌ and أَجْوَارٌ; (K;) like قَاعٌ, pl. قِيعَانٌ and قِيعَةٌ and أَقْوَاعٌ, the only similar instance: (TA:) fem. with ة. (Mgh.) الجَارُ ذُو القُرْبَى [in the Kur iv. 40] is The relation, or kinsman, who is abiding in one's neighbourhood: or who is abiding in one town or district or the like while thou art in another, and who has that title to respect which belongs to nearness of relationship: (TA:) or the near neighbour: (Bd, Jel:) or the near relation: (Jel:) or he who is near, and connected, by relationship or religion. (Bd.) جَارُ الجَنْبِ: and الجَارُ الجُنُبُ and جَارُ الجُنُبِ: see art. جنب.

جَارٌ نِفِّيجٌ A stranger [who has become one's neighbour]. (TA.) b2: A person whom one protects from wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, treatment. (S, Mgh, Msb, K.) b3: One who seeks, or asks, protection (Msb, K) of another: جَارُكَ signifying he who seeks thy protection. (TA.) b4: A protector; (A, Mgh, Msb, K;) one who protects another from that which he fears; (Msb;) one who grants refuge, or protects, or preserves. (AHeyth.) مِنْ ذٰلِكَ الأَمْرِ ↓ هُمْ جَارَةٌ They are protectors from that thing, is a phrase mentioned by Th, respecting which ISd says, I know not how this is, unless the sing. be supposed to be originally جَائِرٌ, so as to have a pl. of the measure فَعَلَةٌ [as جَارَةٌ is originally جَوَرَةٌ]. (TA.) b5: An aider, or assister. (IAar, Msb, K.) b6: A confederate. (IAar, Msb, K.) b7: A woman's husband. (Msb, K.) b8: A man's wife; (Msb;) as also ↓ جَارَةٌ: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) or the latter, the object of his love: (M:) and the latter also, a woman's fellow-wife; (Mgh, Msb, TA;) so called because the term ضَرَّةٌ is disliked, (Mgh, Msb,) as being of evil omen. (Mgh.) b9: A partner who has not divided with his partner: so in the trad. الجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ [explained in art. صقب]; as is shown by another trad. (Az, Msb.) b10: A partner, or sharer, (Msb, K,) in immoveable property, such as land and houses, (Msb, TA,) and in merchandise, (K, TA,) whether he divide the property with the other or not, (Msb,) or whether he be partner in the whole or only in part. (TA.) b11: One who divides with another. (IAar, K.) b12: (tropical:) The فرْج [or pudendum] of a woman: and (tropical:) The anus; as also ↓ جَارَةٌ. (IAar, K, TA.) b13: The part (IAar, K) of the sea-shore (IAar) that is near to the places where people have alighted and taken up their abode. (IAar, K.) جَوْرٌ, an inf. n. used as an epithet, (TA,) i. q. ↓ جَائِرٌ; (K, TA;) i. e. Declining, or deviating, from the right course: and acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: (TA:) pl. [of the latter], applied to men, ↓ جَوَرَةٌ, (K,) in which the و remains unaltered contr. to rule, (TA,) and ↓ جَارَةٌ, (A, K,) as in all the copies of the K, but some substitute for it, as a correction, ↓ جُوَرَةٌ, [found in a copy of the A,] which, however, requires consideration, (TA,) and جَائِرُونَ. (K.) You say طَرِيقٌ جَوْرٌ A road, or way, deviating from the right course. (TA.) And هُوَ جَوْرٌ عَنْ طَرِيقِنَا He is declining, or deviating, from our way. (TA.) b2: Also, for ذُو جَوْر, meaning Wronged, or unjustly treated, by the judge. (Mgh from a trad.) b3: عِنْدَهُ مِنَ المَالِ الجَوْرُ (tropical:) He possesses, of property, an extraordinary abundance. (A, TA.) See also جِوَرٌّ.

جَارَةٌ: see جَارٌ, in three places: A2: and جَوْرٌ: A3: and see also 4.

جَوَرَةٌ and جُوَرَةٌ: see جَوْرٌ.

إِنَّهُ لَحَسَنُ الجِيرَةِ Verily he is good in respect of the mode, or manner, of جِوَار [i. e. living as a neighbour, or binding himself by covenant to protect others]. (TA.) جِوَرٌّ A rain accompanied by vehement thunder: (K:) or by a vehement sound of thunder: (S:) or a copious rain; as also جَأْرٌ and جُؤَرٌ; (K in art. جأر;) and, accord. to As, جُؤَارٌ: (TA:) and an exceedingly great torrent. (TA. [In this last sense written in a copy of the A ↓ جَوْرٌ, and there said to be tropical.]) See جَوَارٌ: and see also art. جر. b2: You say also بَازِلٌ جِوَرٌّ (S) [app. meaning A camel nine years old that brays loudly: or] hard and strong: and بَعِيرٌ جِوَرٌّ a bulky camel. (TA.) جَوَارٌ: see 3.

A2: Also The part of the exterior court or yard of a house that is coextensive with the house. (K, * TA.) A3: Abundant and deep water. (K.) Whence ↓ جِوَرٌّ applied to rain. (TA.) A4: Ships: a dial. var. of جَوَارٍ; on the authority of Sá'id, (K,) surnamed Abu-l-'Alà: (TA:) said in the K to be strange; but similar instances are well known. (MF.) جُوَارٌ: see 3, in two places. b2: Also, and ↓ جِوَارٌ, or the latter is only an inf. n., The covenant between two parties by which either is bound to protect the other. (TA.) جِوَارٌ: see what next precedes.

A2: [Also a pl. of جَارٌ.]

جَائِرٌ: see جَوْرٌ. b2: Also (tropical:) Wide and big; applied to a [bucket of the kind called] غَرْب: and so, with ة, applied to a [skin of the kind called]

قِرْبَة. (A, TA.) مُجَوَّرٌ [as meaning Thrown down, or overturned,] occurs in the following prov.: يَوْمٌ بِيَوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ [A day for a day of the household-goods (or, accord. to the TA, the hair-cloth tent) thrown down, or overturned]: applied in the case of rejoicing at a calamity befalling another: a man had an aged paternal uncle, and used continually to go into the latter's tent, or house, and throw down his household-goods, one upon another; and when he himself grew old, sons of a brother of his did to him as he had done to his paternal uncle; wherefore he said thus, meaning, this is for what I did to my paternal uncle. (K.) مُجَاوِرٌ: see 3, last sentence.
جور
: ( {الجَوْرُ: نَقِيضُ العَدْلِ) . جَار عَلَيْهِ} يَجُورُ {جَوْراً فِي الحُكْمِ: أَي ظَلَمَ.
(و) الجَوْرُ: (ضِدُّ القَصْدِ) ، أَو المَيلُ عَنهُ، أَو تَرْكُه فِي السَّيْر، وكلُّ مَا مالَ فقد} جَار.
(و) {الجَوْرُ: (الجائِرُ) يُقَال: طَرِيقٌ جَوْرٌ، أَي جائِرٌ، وَصْفٌ بالمصْدَرِ. وَفِي حَيْثُ مِيقاتِ الحَجِّ؛ (وَهُوَ} جَوْرٌ عَن طَرِيقنا) ، أَي مائِلٌ عَنهُ لَيْسَ على جادَّتِه؛ مِن {جارَ} يجُورُ؛ إِذا ضَلَّ ومالَ.
(وقَومٌ {جَوَرَةٌ) ، محرَّكَةٌ، وتصحيحُه على خِلَاف القِياسِ، (} وجَارَةٌ) ، هاكذا فِي سائرِ النُّسَخِ. قَالَ شيخُنا؛ وَهُوَ مُستدرَكٌ؛ لأَنه مِن بَاب قَادَةٍ، وَقد التزَمَ فِي اصْطِلَاح أَن لَا يذكر مِثْله، وَقد مَرَّ. قلتُ: وَقد أَصلَحها بعضُهم فَقَالَ: {وجُورَةٌ أَي بضمَ ففتحٍ بَدَلَ} جارَة، كَمَا يُوجَد فِي بعض هوامش النُّسَخ، وَفِيه تَأَمُّلٌ: ( {جائِرُون) ظمَةٌ.
(} والْجارُ: {المُجَاوِرُ) . وَفِي التَّهْذِيب عَن ابْن الأَعرابيِّ:} الجارُ: هُوَ الَّذِي {يُجَاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ. والجَارُ النَّفِيحُ هُوَ الغَرِيبُ.
(و) الجَارُ (الَّذِي} أَجَرْتَه مِن أَن يُظْلَمَ) . قَالَ الهُذليُّ:
وكنتُ إِذا {- جارِي دَعَا لمَضُوفَةٍ
أُشَمِّرُ حَتَّى يَنْصُفَ السّاقَ مِئْزَرِي
وقولُه عَزَّ وجَلّ: {} وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} (النِّسَاء: 36) قَالَ المفسِّرُون: الجارِذي القُرْبَى: وَهُوَ نَسِيبُكُ النازِلُ معكَ فِي الحِوَاءِ، ويكونُ نازلاً فِي بلدٍ وأَنتَ فِي أُخرَى، فَلهُ حُرْمةُ جِوَارِ القَرَابَة، والجَارِ الجُنُب أَن لَا يكون لَهُ مُناسباً، فَيَجِيء إِليه ويسأَله أَن {يُجِيرَه، أَي يمنَعَه فَينزل مَعَه، فهاذا الجارُ الجُنُب لَهُ حرمةُ نُزُولِه فِي} جِواره ومَنْعِهِ، ورُكُونِه إِلى أَمانه وعَهْدِه.
(و) يُقَال: الجارُ: هُوَ (المُجِيرُ) .
(و) جارُكَ ( {المُسْتَجِيرُ) بكَ. وهم جارَةٌ مِن ذالك الأَمر، حَكَاه ثَعْلَب، أَي مُجِيرُون. قَالَ ابْن سِيدَه؛ وَلَا أَدرِي كَيفَ ذالك إِلَّا أَن يكونَ على تَوَهّمِ طَرْحِ الزّائِد حَتَّى يكونَ الوحدُ كأَنَّه جائرٌ، ثُم يُكَسَّر على فَعَلَةٍ، وإِلَّا فَلَا وَجْهَ لَهُ.
وَقَالَ أَبو الهيْثَم:} الجَارُ {والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحِدٌ، وَهُوَ الَّذِي يمنعُك} ويُجِيرُك.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: الجارُ: (الشَّرِيكُ) فِي العَقارِ.)
والجارُ: الشَّريكُ (فِي التِّجَارَة) ، فَوْضَى كَانَت الشَّرِكَةُ أَو عِنَاناً.
(و) الجارُ: (زَوْجُ المرأَةِ) ؛ لأَنه {يُجِيرُهَا ويَمْنَعُها، وَلَا يعْتَدى عَلَيْهَا. (وَهِي} جارَتْه) ؛ الأَنَّه مُؤْتَمَنٌ عَلَيْهَا، وأُمِرْنَا أَن نُحْسِنَ إِلَيْهَا وَلَا نَعْتعدِيَ عَلَيْهَا؛ لأَنها تَمَسَّكَتْ بعَقْدِ حُرْمَةِ لصِّهْرِ، وَقد سَمَّى الأَعشى فِي الجاهليّة امرأَته جَارة، فَقَالَ:
أَيَا {جَارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ
ومَوْمُوقَةٌ مَا دُمْتِ فِينَا ووامِقَهْ
وَفِي المُحْكَم:} وجارةُ الرَّجُلِ: امرأَتُه وَقيل: هَواه، وَقَالَ الأَعشى:
يَا جارتا مَا أَنتِ! جارَهْ
بَانَتْ لتَحْزُنَنا عَفَارَهْ
(و) مِنَ المَجَازِ: الجارُ: (فَرْجُ المرأَةِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) الجارُ: (مَا قَرُبَ مِن المَنَازلِ) من السّاحِل، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: الجارُ: الطِّبِّيجَةُ، وَهِي (الإِسْتُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. قَالَ شيخُنا: وكأَنهم أَخَذُوه مِن قَوْلهم: يُؤْخَذُ الجارُ بالجار، (كالجارَةِ) ، أَي فِي هاذا الأَخير.
(و) الجارُ: (المُقَاسِمُ) .
(و) الجارُ: (الحَلِيفُ) .
(و) الجارُ: (النّاصِرُ) .
كلُّ ذالك عَن ابْن الأَعرابيّ. وزادُوا.
الجارُ الصِّنَّارةُ: السَّيِّءُ الجِوَارِ.
والجارُ الدَّمِثُ: الحَسَنُ الجِوَار.
والجَارُ اليَرْبُوعِيُّ: الجارُ المنافِقُ.
والجَارُ البَرَاقِشِيُّ: المُتَلَوِّنُ فِي أَفعالِه. والجَارُ الحَسْدَلِيُّ: الَّذِي عَيْنُه تَرَاكَ، وقَلْبُه يَرْعَاكَ. قَالَ الأَزهريُّ: لمّا كَانَ الجَارُ فِي كَلَام العربِ مُحْتملا لجَمِيع الْمعَانِي الَّتِي ذَكَرها ابنُ لأَعرابيِّ، لم يَجُزْ أَن يفَسَّر قولُ النبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم: (الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِة) أَنه الجارُ الملاصِقُ، إِلّا بدَلالةٍ تَدُلُّ عَلَيْهِ؛ فوجَب طَلَبُ الدَّلالةِ على مَا أُرِيدَ بِهِ، فَقَامَتْ الدَّلالةُ فِي سُنَنٍ أُخرَى مُفَسِّرةً أَن المرادَ بالجَار: الشَّرِيكُ الذِي لم يُقَاسم، وَلَا يجوز أَن يُجْعَلَ المُقَاسِمُ مثلَ الشَّرِيكِ. (ج حِيرانٌ وجِيرَةٌ وأَجْوارٌ) ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلّا قاعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ وأَقْواعٌ، وأَنشد:
ورَسْمِ دارٍ دارِسِ! الأَجْوارِ
(و) الجارُ: (د) ، أَي بَلَد، وَفِي بعضِ النُّسَخ: ع، أَي موضعٌ، (على البَحْر) ، والمرادُ بِهِ بَحْرُ اليَمَنِ، أَي ساحِلُه، ويُسَمَّى هاذا البحرُ كلُّه من جُدَّةَ إِلَى الْمَدِينَة القُلْزُمَ، (بَينه وَبَين المَدِينةِ القُلْزُمَ، (بَينه وَبَين المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ) على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ (يَومٌ وليلةٌ) ، وَبَينهَا وَبَين أَيْلَةَ نحوُ عشرِ مَراحلَ، وإِلى ساحِلِ الجُحْفَةِ نحوُ ثلاثِ مرَاحَل، وَهِي فُرْضَةٌ لأَهْلِ المدينةِ، تُرْفَأُ إِليها السُّفُنُ من أَرض الحَبَشَةِ ومصرَ وعَدَنَ، وبحِذائِه جزيرةٌ فِي الْبَحْر مِيلٌ فِي ميلٍ يسكُنَها التُّجَّار، كَذَا فِي المَرَاصِد. وَقَالَ اليعْقُوبِيُّ: الجارُ عى ثلاثِ مَراحلَ من المدينةِ بساحِلِ البحرِ. وَقَالَ ابنُ أَبي الدَّم: هُوَ مَرْفَأُ السُّفُنِ بجُدَّةَ. (مِنْهُ: عبدُ اللهِ بن سُوَيْدٍ) الأَنصارِيُّ المَدَنِيُّ الجَارِيُّ، (الصَّحابِيُّ) ، كَمَا ذَكَرَهُ ابنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَات، وَابْن الأَثير فِي أُسْدِ الغابةِ، وَقَالَ بعضُهُم: لَا تَصِحُّ صُحْبَتُه، كَمَا نَقَلَه العَسْكَرِيُّ، (أَو هُوَ حارِثِيٌّ) ، وَهُوَ الأَشْبَه، كَمَا نَقَلَه الذَّهَبِيُّ عَن الزُّهْرِيِّ. قلتُ: وهاكذا أَوْرَدَه من أَلَّفَ فِي الصَّحابة. قَالَ الذَّهَبِيّ وابنُ فَهْدٍ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَن ثَعْلَبَةَ بن أَبي مالكِ قولَهُ.
(وعبدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ) الأَحْوَلُ، مَوْلَى مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، يَرْوى المَراسِيلَ، وَعنهُ أَبو عامرٍ العَقَديّ وجَماعةٌ. (وعُمَرُ بنُ سَعْدِ) بنِ نَوْفَل، وأَخوه عبدُ اللهِ، رَوَيَا عَن أَبِيهما سَعْدٍ مولَى عُمرَ بنِ الخَطّابِ رَضِيَ الله عَنهُ، وَكَانَ عامِلاً على الجَار، ورَوَى لَهُ المالِينِيُّ حدياً عَن عُمَرَ: وَقَالَ الحافظُ: وأَبُوه لَهُ رُؤْيَةٌ. (وعُمَرُ بنُ راشِدٍ) ، عَن ابْن أَبي ذِئْبٍ. . (ويَحْيَى بنُ محمّدِ) بنِ عبدِ اللهِ بن مهْرَانَ المَدَنِيُّ مَوْلَى بني نَوْفَلٍ، رَوَى لَهُ أَبو داوُودَ والتِّرْمِدِيُّ والنَّسَائِيُّ: (المُحَدِّثُون الجارِيُّون) ؛ نِسْبَة إِلى هاذا المَوْضِع.
(و) {جارُ: (لَا، بأَصْبهانَ: مِنْهَا: عبدُ الجَبّارِ بنُ الفَضْل، و) أَبو بكرٍ (ذاكرُ بنُ محمّدٍ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، وَفِي التَّبْصِير: ذاكِرُ بن عُمَرَ بنِ سَهْلٍ الزَّاهِد، سَمِعَ أَبا مُطِيعٍ الصَّحّافَ، (} الجَارِيّانِ) المُحَدِّثَانِ.
وفاتَه: أَبو الفَضْلِ جعفَرُ بنُ محمّد بنِ جعفرٍ الجَارِيُّ، وسعيدَةُ بنتُ بكرانَ بنِ محمّدِ بنِ أَحْمدَ {- الجَارِيِّ، سَمِعُوا ثلاثَتهُم من أبي مُطِيعٍ الْمَذْكُور، ذَكَرَ ابنُ السَّمْعَانِيِّ أَنهم يَنْتَسِبُونَ إِلى قريةٍ بأَصبهانَ.
(و) جارُ: (ة بالبَحْرَينِ) ، لعَبْدِ القَيْس.
(و) الجارْ: جَبَلٌ شرقيَّ المَوْصِلِ) ذَكَرَه فِي المَرَاصدِ، ووضعٌ أَيضاً أَحْسَبُه يمانِياً، قالَه أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ.
(} وجُورُ) ، بالضَّم: (مدينَة) من مُدُنِ فارِسَ، كانَتْ فِي الْقَدِيم قَصَبَةَ) فَيْرُوزأباذَ) مِنْ أَعمال شيرازَ (يُنْسَبُ إِليها الوَرْدُ) ! - الجُورِيُّ الفائقُ على وَرْد نَصِيبِينَ، ويُعْمَلُ فِيهَا ماءُ الوَرْد، بَينهَا وَبَين شِيرَازَ عشرُون فَرْسَخاً، (وجَماعَاتٌ) ، وَفِي نُسخة وجَماعةٌ (عُلَمَاءُ) ، مِنْهُم:
محمّدُ بن يَزْدَادَ الجُوريُّ الشِّيرَزيُّ، رَوَى لَهُ المالينيُّ حَدِيثا.
وَقَالَ الذَّهَبيُّ: عليُّ بنُ زاهرِ بن الجُورِيِّ الشِّيرَازيّ الصُّوفيّ، عَن ابْن المُظَفَّر، وَعنهُ أَبُو المُفَضَّل بنُ المَهْديِّ. فِي مَشيَخَته، مَاتَ بشِيرَازَ سنة 415 هـ.
ونُسِبَ إِليها ابنُ الأَثير أَحمدُ بنُ الفَرَج الجُشَمِيُّ المقرىء.
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عِمْرَانَ بن موسَى النَّحويُّ، عَن ابْن دُرَيْدٍ.
قلتُ: ويَنْبَغي اسْتيفاؤُهم، فَمنهمْ:
محمّدُ بنُ خَطَّابٍ! - الجُوريُّ، عَن عَبّادِ بن الوَليد الغُبَريّ.
ومحمّدُ بنُ الحَسَن الجُوريُّ، عَن سَهْلٍ التُّسْتَريِّ.
وعُمَرُ بنُ أَحمدَ الجُوريُّ، عَن أَبي حامدِ بن الشَّرْقيِّ.
وجعفرُ بنُ أَحمدَ العَبْدَريُّ الجُوريُّ بنُ أُخت الْحَافِظ أَبي حازمٍ العَبْدَريِّ.
وعُمَرُ بنُ أَحمدَ بن محمّد بن موسَى الجُوريُّ الحافظُ، عَن أَبي الحُسَيْن الخُفَاف.
وأَبو طاهرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن الحُسَيْن الطَّاهِريُّ الجُوريُّ. أَحدُ العْبّاد، مَاتَ سنة 353 هـ.
وأَبو الْقَاسِم عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ أَسَدٍ الجُوريُّ، كَتَبَ عَنهُ أَبو الحَسَن المَلطيِّ.
وأَبو العِزِّ إِبراهيمُ بنُ محمّدٍ الجُوريُّ، شيخٌ لِابْنِ طاهرٍ المَقْدِسِيِّ.
وأَبو سعيد أَحمدُ بنُ محمّد بن إِبراهيمَ الجُوريُّ، عَن ابْن شَنَبُوذ.
وكُلُّ هؤلاءِ يَنْتَسبُون إِلى جُورِفارسَ.
(و) جُورُ أَيضاً: (مَحَلَّةٌ بنَيْسابُورَ) وَقيل: (قَريةٌ بهَا، (مِنْهَا) :
(محمّدُ بنُ أَحمدَ بن الوَليد الأَصبَهَانيُّ) الجُوريُّ.
ومِن المَنْسُوبينَ إِلى هاذه:
محمّدُ بنُ إِسكافٍ الجُوريُّ، ثمَّ النَّيْسابُوريُّ، عَن الحُسَيْن بن الوَلِيدِ.
ومحمّدُ بنُ عبد العزيزِ النَّيْسَابورِيُّ الجُورِيُّ، عَن أَبي نجيدٍ. وَلم أَجد محمّدَ بنَ أَحمدَ بنِ الوليدِ الَّذِي ذُكَرَه المصنِّفُ فِي كتاب الحافظِ، وَلَا غيرِه، فلْيُنْظَرْ.
(وَقد تُذَكَّرُ) ، كَذَا فِي الصّحاح (وتُصْرَفُ) ، وَقيل لم تُصْرَفْ لمَكان العُجْمَة.
(ومحمّدُ بنُ شُجَاعِ بنِ جُورَ) الثَّلْجِيُّ الفَقِيهُ، صاحبُ التَّصَانِيفِ (ومحمّدُ بنُ إِسماعيلَ) بنِ عليَ الكِنْدِيّ، (المعروفُ بابنِ جُورَ) ، سَمِعَ يُونُسَ بنَ عبدِ اللهِ وَعنهُ ابنُ رَشِيقٍ، (محدِّثان) .
ومِن شُيوخ ابنِ جميعٍ الغَسّانِيِّ: أَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ القاسمِ الجُورِيُّ، حَدَّثَ بالبَصْرَة عَن مُوسَى بن هارُونَ، هاكذا قرأْتُه فِي مُعجْمَه مُجَوَّداً مضبوطاً، وَهُوَ فِي أَربعةِ أَجزاءٍ عِنْدِي، وعَلى أَوَّلِه خَطُّ الحافظِ ابنِ العَسْقَلانِيِّ، رَحِمَهما اللهُ تعالَى.
(و) {جُوَرُ (كزُفَرَ: ة بأَصْبَهَانَ) ، والأَشْبَهُ عِنْدِي أَن يكونَ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ لوَلِيد الَّذِي ذَكَره المصنِّفُ مِن هاذه القريةِ؛ لأَنه أَصْبَهَانِيٌّ لَا نَيْسَابُورِيّ، وَهُوَ ظاهرٌ.
(وغَيْثٌ} جِوَرٌّ. كهِجَفَ: شديدُ) صوتِ (الرَّعْدِ) كَذَا فِي الصّحاح، وَرواه الأَصمعيُّ! جُؤَرٌّ، بالْهَمْز: لَهُ صَوتٌ، وأَنشدَ:
لَا تَسْقِه صَيِّبَ عَزّافٍ جُؤَرّ
وَفِي الصّحاح: وبزِلٌ جِوَرٌّ صُلْبٌ شديدٌ.
وَبَعِيرٌ جِوَ: ضَخْمٌ، وأَنشدَ:
بَين خَشَاشَيْ بازلٍ جِوَرِّ
وَقد تَقَدَّم فِي ج أَر شيءٌ من ذالك. . ( {والجَوَارُ، كسَحَابٍ: الماءُ الْكثير القَعِيرُ) ، قَالَ القُطامِيُّ يصفُ سفينةَ نُوحٍ، على نَبيِّنَا وَعَلِيهِ الصّلاةُ والسّلامُ:
وعَامَتْ وهْي قاصدَةٌ بإِذْن
وَلَوْلَا اللهُ} جَارَ بهَا الجَوَارُ
أَي الماءُ الكثيرُ.
وَمِنْه: غَيْثٌ {جِوَرٌّ.
(و) } الجَوَارُ (من الدّار: طَوَارُهَا) ، وَهُوَ مَا كَانَ على حَدِّهَا وبحِذائِها.
(و) الجَوَار: (السُّفُنُ، لغةٌ فِي {- الجَوَارِي) ، نقلَ ذالك (عَن) أَبي العَلاءِ (صاعِدٍ) اللُّغُويِّ فِي الفُصُوص، (وهاذا غَريبٌ) . قَالَ شيخُنَا: قلت: لَا غرابَةَ؛ فالقلبُ مشهورٌ، وكذالك إِجراءُ المُعلِّ مُجْرَى الصَّحِيح وعَكْسه، كَمَا فِي كُتُب التَّصْريف.
(وشِعْبُ الجَوَارِ: قُرْبَ المَدِينَةِ) المشرَّفةِ، على سكنها أَفضلُ الصلاةِ وَالسَّلَام من ديارِ مُزَيْنَةَ.
(و) الجِوَارُ (بِالْكَسْرِ: أَن تُعْطِيَ الرَّجلَ ذِمَّةً) وعَهْداً (فيكونَ بهَا} جارَكَ، {فتُجيرَه) وتُؤَمِّنه.
وَقد} جاوَرَ بني فلانٍ وَفِيهِمْ {مُجَاورةً} وجِواراً: تَحَرَّم {بجِوَارهم، وَهُوَ مِن المُجَاوَرة: المُساكَنة، والإِسمُ الجِوَارُ} والجُوَارُ، أَي بالضمّ ولكسر؛ فالمصدرُ الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف بِالْكَسْرِ فَقَط، والحاصلُ بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ العَهْدُ الَّذِي بَين المُعَاهِدَيْن، يُضَمُّ ويُكْسرُ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ من الأَئمّة. قد غَلِطَ هُنَا أَكثرُ الشُّرَّاح، ونَسبُوا المصنِّفَ إِلى القُصُور، وكلامُه فِي غايه الوُضُوح.
(و) {الجَوّارُ (ككَتّان: الأَكّارُ) . التَّهْذِيب: هُوَ الَّذِي يَعملُ لكِ فِي كَرْمٍ أَو بُسْتَان.
(} وجاوَرَه {مُجَاوَرَةً) ، على القِيَاس (} وجواراً) بِالْفَتْح، على مُقْتضَى اصطلاحِه، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه فِي المُحكَم، وبالضمِّ كَمَا أَوْرَدَه ابنُ سِيدَه أَيضاً، وإِنما اقتَصَر المصنِّفُ على واحدٍ؛ بِنَاء على طَرِيقَته الَّتِي هِيَ الاختصارُ، وَهُوَ قد يكون مُخِلًّا فِي الْمَوَاضِع المشتَبهة كَمَا هُنَا؛ فإِن قولَه: (وَقد يُكْسَرُ) لَا يدل إِلّا على أَنه بِالْفَتْح على مُقْتَضَى اصْطِلَاحه، وَقد أَنْكَرَه بعضٌ وأَنَّ الْكسر مَرْجُوحٌ، وَمَا عداهُ هُوَ الراجحُ الافصحُ، وَقد أَنكَر الضمَّ جماعةٌ مِنْهُم ثعلبٌ وابنُ السِّكِّيت، وَقَالَ الجوهريُّ: الكسرُ هُوَ الأَفصحُ، وصَرَّح بِهِ فِي المِصباح، وَقَالَ: إِن الضَّمَّ إسمُ مَصْدَرٍ؛ فَفِي عبارَة المصنِّفَ تَأَمُّلٌ: (صارَ {جارَه) وسَاكَنَه، والصَّحِيحُ الظهِرُ الَّذِي لَا يُعْدَلُ عَنهُ أَن أفْصَحِيَّةَ الْكسر إِنما هُوَ فِي الجِوار بمعنَى المُسَاكَنة، وبالضمّ وَالْفَتْح لُغتَان، والضمُّ بِمَعْنى العَهْد والزِّمام، والكسرُ لغةٌ فِيهِ، أَو هُوَ مصدرٌ، والضمُّ الحاصلُ بِالْمَصْدَرِ.
(} وتَجَاوَرُوا {واجْتَوَرُوا) بِمَعْنى واحدٍ:} جَاوَرَ بعضُهم بَعْضًا، أَصَحُّوها؛ {فاجْتوْرُوا، إِذا كَانَت فِي معنى} تَجَاوَرُوا، فجَعَلُوا تَرْكَ الإِعلال دَلِيلا على أَنه فِي معنَى مَا لَا بُدَّ مِن صِحَّتِه، وَهُوَ تَجَاوَرُوا. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: {اجُتَوَرُوا} تَجاوُراً، {وتَجاوَروا} اجْتِوَاراً؛ وَضَعُوا كلَّ واحدٍ من المصدَرين فِي مَوضع صاحِبه؛ لتَساوِي الفِعْلَيْن فِي الْمَعْنى، وَكَثْرَة دُخُول كلِّ واحدٍ من البِنَاءَيْن على صاحِبه. وَفِي الصّحاح: إِنما صَحَّت الواوُ فِي! اجْتَوَرُوا؛ لأَنه فِي معنَى مَا لَا بُدَّ لَهُ مِن أَن يخرجَ على الأَصل؛ لسُكُون مَا قبله وَهُوَ تَجاوَرُوا فبُنِيَ عَلَيْهِ، وَلَو لم يكن مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا لاعْتَلَّتْ، وَقد جاءَ اجتارُوا مُعَلًّا، قَالَ مُلَيْحٌ الهُذَليُّ:
كدُلَّحِ لشَّرَبِ المُجتارِ زَيَّنَهَ
حَمْلٌ عَثاكِيلُ فَهُوَ الواتِنُ الرَّكِدُ ( {والمجَاوَرَةُ: الاعتكافُ فِي المسجدِ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنه كَانَ} يجَاوِر بحِرَاءٍ) . وَفِي حَدِيث عطاءٍ: (وسئِل عَن {المجَاوِرِ يَذهبُ للخَلاءِ) يَعْنِي المُعْتَكِف. فَأَمَّا المُجَاورةُ بمكّةَ والمدينَةِ فيُراد بهَا المُقَامُ مُطلقًا غيرَ مُلْتَزمٍ بشرائطِ الِاعْتِكَاف الشّرعيّ.
(} وجَارَ {واسْتَجَارَ: طَلَبَ أَن} يُجارَ) ، أَو سَأَلَه أَن {يُجِيرَه؛ أَمّا فِي} استَجارَ فظاهِرٌ، وأَمّا {جارَ فَهُوَ مُخَرَّجٌ على الجارِ بِمَعْنى} المُسْتَجِير، كَمَا تقدَّم. وَفِي التَّنْزِيل العزيزِ: {وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ الْمُشْرِكِينَ {اسْتَجَارَكَ} فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} (التَّوْبَة: 6) قَالَ الزَّجّاج: الْمَعْنى: إِنْ طَلَبَ منكَ أَحدٌ من أَهل الحربِ أَن {تُجِيرَه مِن القَتْل إِلى أَن يَسْمَعَ كلامَ اللهِ فأَمِّنْه وعَرِّفْه مَا يجبُ عَلَيْهِ أَن يَعرفَه من أَمْر اللهِ تَعَالَى الَّذِي يتَبَيَّنُ بِهِ الإِسلامُ ثمَّ أَبْلِغُه مَأْمنَ؛ لئَلا يُصابَ بسُوءٍ قبلَ انتهائِه إِلى مَأْمَنِه.
(} وأَجارَه) اللْهُ مِن العَذاب: (أَنْقَذَه) ، وَمِنْه الدعاءُ: (اللهُمَّ {- أَجِرْنِي مِن عذابِك) .
(و) } أجارَه: (أَعَاذَه) . قَالَ أَبو الهَيْثَم: ومَن عاذَ بِاللَّه، أَي {استجار بِهِ} أَجارَه اللهُ، ومَن أجارَه اللهُ لم يوصَلْ إِليه، وَهُوَ سُبْحَانَهُ وتعالَى يُجِيرُ وَلَا {يُجَارُ عَلَيْهِ. أَي يُعِيذُ، وَقَالَ الله تَعَالَى لنَبِيِّه: {قُلْ إِنّى لَن} - يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ} (الْجِنّ: 22) أَي لن يَمْنَعَنِي، وَمِنْه حَدِيث. الدعاءِ: (كَمَا {يُجِيرُ بَين البُحُور) ؛ أَي يَفْصِلُ بَينهَا، وَيمْنَع أَحدَها من الِاخْتِلَاط بالآخَرِ والبَغْيِ عَلَيْهِ.
(و) } أَجارَ (المَتَاعَ: جَعَلَه فِي الوِعاءِ) ، فَمَنعه من الضّيَاع. (و) أَجَارَ الرجل {إِجارَةً} وجَارَةً الأَخِيرَةُ عَن كُرَاع: (خَفَرَه) . وَفِي الحَدِيث: (! ويُجيرُ عَلَيْهِم أَدْنَاهم) . أَي إِذا {أَجارَ واحدٌ من الْمُسلمين، حُرٌّ أَو عَبْدٌ، أَو امرأَةٌ، وَاحِدًا أَو جمَاعَة من الكُفّار، وخَفَرَهم وأَمَّنَهم، جازَ ذالك على جَمِيع الْمُسلمين، لَا يُنْقَضُ عَلَيْهِ} جِوَارُه، وأَمانُه.
(و) ضَرَبَه ف ( {جَوَّره: صَرَعَه) ، ككَوَّرَه،} فَتَجَوَّرَ، وَقَالَ رجلٌ مِن رَبِيعَةِ الجُوعِ:
فقَلَّما طاردَ حَتَّى أَغْدَرَا
وَسْطَ الغُبَارِ خَرِباً مُجَوَّرَا
(و) {جوَّرَه} تَجْوِيراً: (نَسَبَه إِلى {الجَوْر) فِي الحُكم.
(و) } جَوَّرَ (البِنَاءَ) والخِبَاءَ وغَيْرَهما: صَرَعَه و (قَلَبَهُ) . قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْد:
قَلِيلُ التِمَاسِ الزّادِ إِلّا لنفْسِه
إِذَا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ {المُجَوَّرِ
(و) ضَرَبْتُه ضَرْبَةٌ (} تَجَوَّرَ) مِنْهَا، أَي (سَقَط) .
(و) تَجَوَّرَ الرَّجلُ على فِرَاشِه: (اضْطَجَعَ) .
(و) تَجَوَّر البِنَاءُ: (تَهَدَّمَ) ، والرجلُ: انْصَرَعَ.
(و) مِن أَمثالهم:
((يومٌ بيَوْمِ الحَفِضِ {المُجَوَّرِ))
الحَفَضُ، بالحاءِ الْمُهْملَة والفاءِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة محرَّكَةً: الخِبَاءُ من الشَّعر،} والمُجَوَّر (كمُعَظَّمٍ) ، وَهُوَ (مَثَلٌ) يُضْرَبُ (عِنْد الشَّماتَةِ بالنَّكْبَةِ تُصِيبُ الرجلَ) ؛ وأَصلُه فيا ذَكَرُوا (كَانَ لرجلٍ عَمٌّ قد كَبِرَ) سِنّه (وَكَانَ ابنُ أَخِي لَا يزالُ يَدخلُ بيتَ عَمِّه، ويَطْرَحُ متاعَه بعضَه على بعضٍ) ، ويُقَوِّضُ عَلَيْهِ بناءَه (فَلَمَّا كَبِرَ) وبَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجالِ (أَدْرَكَ لَهُ بَنُو أَخٍ، فَكَانُوا يَفْعَلُون بِهِ مثلَ فِعْلِه بعَمِّه، فقالَ ذالك) المَثَل؛ (أَيْ هاذا با فَعَلْتُ أَنا بعَمِّي) ، مِن بَاب المُجازاةِ. وَقد أَعاد المصنِّف المثلَ فِي حفض، وسيأْتي الكلامُ عَلَيْهِ إِن شاءَ اللهُ تعالَى. وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
وإِنّه لَحَسَنُ {الجِيرَةِ؛ لحالٍ من} الجِوَار، وضَرْبٍ مِنْهُ.
وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْع؛ (مِلْءُ كِسَائِها وغَيْظُ {جارَتِها) ،} الجارةُ: الضَّرَّةُ، مِن {المجاَوَرةِ بَينهمَا؛ أَي أَنها تَرَى حخسْنَها فت 2 غِيظُها بِلك، وَمِنْه الحَدِيث (كنتُ بينَ} جارَتَيْنِ لي) ، أَي امْرَأَتيْنِ ضَرَّتيْنِ. وَفِي حديثُ عُمَرَ لحَفْصَةَ: لَا يَغُرَّكِ أَن كانتْ {جارَتُكِ هِيَ أَوْسَمَ، وأَحَبَّ إِلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليْه وسلّم منكِ) ، يَعْنِي عَائِشَة.
} والجائر: العظيمُ مِن الدِّلاءِ، وَبِه فسَّرَ السُّكَّريُّ قَولَ الأَعْلمِ الهُذلِيِّ يَصفُ رَحِمَ امرأَةٍ هَجاها:
متغضِّفٍ كالجَفْرِ باكَرَه
وِرْدُ الجميعِ {بجائِرٍ ضَخْمِ
} وجِيرَانُ: مَوضعٌ، قَالَ الرّاعِي:
كأَنَّهَا ناشِطٌ جَمٌّ قَوَائِمُه
من وَحْشِ {جِيرانَ بينَ القُفِّ والضَّفَرِ
وَفِي المزْهِر: قَالَ أَهلُ اللّغَةِ: مِن مُلَحِ التَّصْغِيرِ مَا رَوِي عَن ابْن الأَعرابيِّ مِن تصغيرِ جِيران على} أُجَيّار بالضمِّ ففتحٍ مَعَ تشديدِ التَّحْتِيَّة ونقلَه شيخُنا.
وطَعَنَه {فجَوَّرَه، وَهُوَ مِن الجَوْرِ بمعنَى السَّيْلِ، أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
} والإِجارَةُ فِي قَول الخَلِيل: أَن تكونَ القافيةُ طاءً، الأُخَرى دَالا ونحَوُ ذالك. وغيرُه يُسَمِّيه الإِكفاءَ. وَفِي المُصَنِّف: الإِجازةُ بالزّاي.
وَفِي الأَساس: ومِن المَجَاز: عندَه مِن المَال {الجَوْرُ، أَي الكثيرُ المُجَاوِزُ للعَادةِ.
وغَرْبٌ} جائِرٌ، وقِربَةٌ {جائِرَةٌ: واسِعَةٌ ضخمةٌ.
} وجارتِ الأَرضُ: طل نَبْتُهَا وارتفعَ، ويُقَال بالهَمْز. وسَيْلٌ {جِوَرٌّ: مُفْرِطٌ؛ وَهُوَ مِن} الجَوَارِ كسَحَاب: الماءِ الكثيرِ، وَقد تقدَّم.
{وجُورَوَيْهِ، بالضمّ: جَدُّ أَبي بَكْرٍ محمّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ} جُورَوَيْهِ، الرَّازِيّ. حَدَّث ببغْداد عَن أَبي حاتمٍ الرازميِّ وغيرِه.
وأَبو عُمَرَ محمّدُ بنُ يحيَى بنِ الحُسَيْن بنِ أَحمدَ بنِ عَليِّ بن عاصمٍ الجُورِيُّ، محدّث، ووَلَدُه أَبو عبد اللهِ محمّدٌ، سَمِعَ الخُفافَ وغيرَه، توفِّي سنة 453 هـ.
{والجُورِيَّةُ بَطْنٌ مِن بنِي جعفرٍ الصّادِق، يَنْتَسِبُون إِلى محمّد} الجُور، قيل: لُقِّبَ بِهِ لحُمْرةِ خُدُودِه؛ تَشْبِيهاً بالوَرد! - الجُورِيّ، وَقيل: غير ذالك، وَقد أَلَّفَ فيهم الشيخُ أَبو نصْرٍ النَّجّاريُّ رِسَالَة حَقَّقْنَا خُلاصَتَهَا فِي مُشّجَر الأَنساب.
بَاب الْجور

حاف وجنف وضلع وماط وأسط وجار
ج و ر

نعوذ بالله من الجور، ومن الحور بعد الكور. وقوم جارة وجورة. وجورت فلاناً: نقيض عدلته. وجار علينا فلان، وجار عن القصد. وطراف مجور: مقوض. وجوروا بيوتهم: قوضوها. وطعنه فجوره، وهو من الجور: الميل. والله جارك أي مجيرك، واللهم أجرني من عذابك. وهو حسن الجوار وهم جيرتي، وتجاوروا واجتوروا. ومن استجارك فأجره. وكان ابن عباس رضي الله عنهما ينام بين جارتيه.

ومن المجاز: عنده من المال الجور أي الكثير المتجاوز للعادة، ومنه قولهم: غرب جائر وقربة جائرة: للواسعة الضخمة. ويقال للأرض إذا طال نبتها وارتفع: جارت أرض بني فلان. وسيل جور: مفرط الكثرة. يقال: هذا سيل جور لا يرد على أدراجه. قال:

فلا سقاها الوابل الجورا ... إلهها ولا وقاها العرّا

وتجور خباء الليل إذا انجلى ظلامه. قال ابن أحمر يصف الليل:

وقلت له لما قضى جل ما قضى ... وطار خباء فوقنا فتجورا

شرط

شرط


شرَطَ(n. ac.
شَرْط)
a. ['Ala], Imposed upon as a condition, stipulated with.
b. Scarified, cupped.
c. [ coll. ], Slit, rent, tore.

شَرَّطَa. see I (b)
شَاْرَطَa. Stipulated with.
b. Betted with.

أَشْرَطَ
a. [acc. & La], Prepared for; offered for (sale).
b. Dispatched, sent off.

تَشَرَّطَ
a. [Fī], Applied himself to.
تَشَاْرَطَa. Stipulated; agreed.
b. Betted together.

إِشْتَرَطَ
a. ['Ala]
see I (a)b. [La], Granted to conditionally.
شَرْط
(pl.
شُرُوْط)
a. Condition, stipulation, term; proviso
reservation.
b. Contract, agreement, understanding; convention.
c. (pl.
أَشْرَاْط), Refuse, rubbish; bad, worthless.
d. Scarification; incision.

شَرْطِيّa. Conditional; stipulated.

شِرْطَة
a. [ coll. ], Rag, tatter, shred.

شُرْطَة
(pl.
شُرَط)
a. Condition, clause.
b. Van-guard; body-guard, guards.

شُرْطِيّa. Guard, body-guard, life-guard, guardsman.

شَرَط
(pl.
أَشْرَاْط)
a. Sign, token.
b. Beginning, commencement.
c. see 1 (c)
شُرَطِيّa. see 3yi
مِشْرَط
(pl.
مَشَاْرِطُ)
a. Lancet; scalpel.

شَرِيْط
(pl.
شُرُط)
a. Rope, cord of palm-bast.
b. Plait; lace, braid.
c. Wire.
d. Scent-box; receptacle.

شَرِيْطَة
(pl.
شَرَاْئِطُ)
a. see 1 (a)b. Wire.
c. [ coll. ], Thread; braid.

مِشْرَاْط
(pl.
مَشَاْرِيْطُ)
a. see 20
شَرْطُوْطَة
a. [ coll.], (pl.
شَرَاْطِيْ4ُ)
see 2t
(شرط) : ذَبِيحَةُ الشَّريطَةِ: هي أَنَّهُم كانُوا يَشرطُونَها من العِلَّة، فإذا ماتَتْ قالُوا: قد ذَبَحْناها. 
(شرط) - فِي حديث مالك : لقد هَممتُ أن أُوصِىَ أن يُشدَّ كِتابِى بشرِيطٍ.
الشريط: خُوصٌ مَفْتول، فإن كان من ليف فهو دِسارٌ، والجمع دُسُر.
- وقوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} .
أشراطُ كلِّ شيء: أَوائِلُه. 
(ش ر ط) : (الشُّرْطَةُ) بِالسُّكُونِ وَالْحَرَكَةِ خِيَارُ الْجُنْدِ وَأَوَّلُ كَتِيبَةٍ تَحْضُرُ الْحَرْبَ وَالْجَمْعُ شُرَطٌ (وَصَاحِب الشُّرْطَةِ) فِي بَابِ الْجُمُعَةِ يُرَادُ بِهِ أَمِيرُ الْبَلْدَةِ كَأَمِيرِ بُخَارَى وَقِيلَ هَذَا عَلَى عَادَتِهِمْ لِأَنَّ أُمُورَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا كَانَتْ حِينَئِذٍ إلَى صَاحِبِ الشُّرْطَةِ فَأَمَّا الْآنَ فَلَا (وَالشُّرْطِيُّ) بِالسُّكُونِ وَالْحَرَكَةِ مَنْسُوبٌ إلَى الشُّرْطَةِ عَلَى اللُّغَتَيْنِ لَا إلَى الشُّرَطِ لِأَنَّهُ جَمْعٌ.
ش ر ط: (الشَّرْطُ) مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ (شُرُوطٌ) وَكَذَا (الشَّرِيطَةُ) وَجَمْعُهَا (شَرَائِطُ) وَقَدْ (شَرَطَ) عَلَيْهِ كَذَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ وَ (اشْتَرَطَ) أَيْضًا. وَ (الشَّرَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْعَلَامَةُ. وَ (أَشْرَاطُ) السَّاعَةِ عَلَامَاتُهَا. وَ (أَشْرَطَ) فُلَانٌ نَفْسَهُ لِأَمْرِ كَذَا أَيْ أَعْلَمَهَا لَهُ وَأَعَدَّهَا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَمِنْهُ سُمِّيَ (الشُّرَطُ) لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لِأَنْفُسِهِمْ عَلَامَةً يُعْرَفُونَ بِهَا، الْوَاحِدُ (شُرْطَةٌ) وَ (شُرْطِيٌّ) بِسُكُونِ الرَّاءِ فِيهِمَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سُمُّوا شُرَطًا لِأَنَّهُمْ أُعِدُّوا مِنْ قَوْلِهِمْ (أَشْرَطَ) مِنْ إِبِلِهِ وَغَنَمِهِ أَيْ أَعَدَّ مِنْهَا شَيْئًا لِلْبَيْعِ. وَ (الشَّرِيطُ) حَبْلٌ يُفْتَلُ مِنَ الْخُوصِ. وَ (الْمِشْرَطُ) كَالْمِبْضَعِ وَزْنًا وَمَعْنًى، وَالْمِشْرَاطُ مِثْلُهُ. وَشَرَطَ الْحَاجِمُ بَزَغَ، وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. 
ش ر ط : شَرَطَ الْحَاجِمُ شَرْطًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ الْوَاحِدَةُ شَرْطَةٌ وَشَرَطْتُ عَلَيْهِ كَذَا شَرْطًا أَيْضًا وَاشْتَرَطْتُ عَلَيْهِ وَجَمْعُ الشَّرْطِ شُرُوطٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالشَّرَطُ بِفَتْحَتَيْنِ الْعَلَامَةُ وَالْجَمْعُ أَشْرَاطٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَمِنْهُ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ.

وَالشُّرْطَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ وَفَتْحُ الرَّاءِ مِثَالُ رُطَبَةٍ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَصَاحِبُ الشُّرْطَةِ يَعْنِي الْحَاكِمَ وَالشُّرْطَةُ بِالسُّكُونِ وَالْفَتْحِ أَيْضًا الْجُنْدُ وَالْجَمْعُ شُرَطٌ مِثْلُ: رُطَبٍ وَالشُّرَطُ عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ أَعْوَانُ السُّلْطَانِ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لِأَنْفُسِهِمْ عَلَامَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا لِلْأَعْدَاءِ الْوَاحِدَةُ شُرْطَةٌ مِثْلُ: غُرَفٍ جَمْعُ غُرْفَةٍ وَإِذَا نُسِبَ إلَى هَذَا قِيلَ شُرْطِيٌّ بِالسُّكُونِ رَدًّا إلَى وَاحِدِهِ وَشَرَطُ الْمِعْزَى بِفَتْحَتَيْنِ رُذَالُهَا قَالَ بَعْضُهُمْ وَاشْتِقَاقُ الشُّرَطِ مِنْ هَذَا لِأَنَّهُمْ رُذَالٌ.
وَالشَّرِيطُ خَيْطٌ أَوْ حَبْلٌ يُفْتَلُ مِنْ خُوصٍ وَالشَّرِيطَةُ فِي مَعْنَى الشَّرْطِ وَجَمْعُهَا شَرَائِطُ. 
ش ر ط

شرط عليه كذا واشترط، وشارطه على كذا، وتشارطا عليه، وهذا شرطي وشريطتي. وطلع الشرطان: قرنا الحمل وذلك في أول الربيع. ونوء أشراطي. قال:

من باكر الأشراط أشراطي

ومن ثم قيل لأوائل كل شيء يقع أشراطه، ومنه أشراط الساعة، ومنه: أشرط إليه رسولاً إذا قدّمه وأعجله. يقال: أفرطه وأشرطه. وهؤلاء شرطة الحرب: لأول كتيبة تحضرها. قال يرثي أخاه:

ألا لله درك من ... فتى قومٍ إذا رهبوا

فكان أخي لشرطتهم ... إذا يدعى لها يثب

ومنه: صاحب الشرطة، والصواب في الشرطي سكون الراء نسبة إلى الشرطة والتحريك خطأ لأنه نسب إلى الشرط الذي هو جمع. وأشرط نفسه وما له في هذا الأمر إذا قدّمها. قال أوس يصف فرساً:

فأشرط فيها نفسه وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكلا

وهو من شرط الناس والمال وأشراطهم. ويقال للجالب: هل في حلوبتك شرط قال: لا، كلها لباب. وقد تشرط فلان في عمله إذا تتوق وتكلّف شروطاً ما هي عليه. وشدّه بالشريط والشرط وهي خيوط من خوص. وشرطه الحجام بمشرطه، وتقول رب شرط شارط، أوجع من شرط شارط.
[شرط] الشَرْطُ معروفٌ، وكذلك الشَريطَةُ، والجمع شُروطٌ وشَرائِطُ. وقد شَرَطَ عليه كذا يَشْرِطُ ويَشْرُطُ، واشْتَرَطَ عليه. والشَرَطُ بالتحريك: العلامةُ. وأَشْراطُ الساعةِ: علاماتُها. والشَرَطُ أيضاً: رُذَالُ المال. قال الشاعر : تُساقُ من المِعْزى مُهورُ نسائهم * ومِنْ شَرَطِ المعزى لهن مهور * وقال الكميت: وَجَدْتُ الناسَ غير ابْنَيْ نِزارٍ * ولم أَذْمُمْهُمُ شَرَطاً ودونا * والأشراط: الأرذالُ. يقال: الغنمُ أَشْراطُ المالِ. والأَشْراطُ أيضاً: الأشْرافُ. قال يعقوب: وهذا الحرفُ من الأضداد. وَأَشْرَطَ من إبله وغنمه، إذا أعدَّ منها شيئا للبيع. وأشرط فلان نفسَه لأمر كذا، أي أعلمها له وأعدَّها. قال الأصمعيّ: ومنه سمِّي الشُرَطُ لأنَّهم جعلوا لأنفسهم علامةً يُعرفون بها، الواحد شُرْطَةً وشُرْطِيٌّ. وقال أبو عبيدة: سُمُّوا شُرَطاً لأنهم أُعِدُّوا. والشَريطُ: حبلٌ يُفتَل من الخوص. والمِشْرَطُ: المِبْضَعُ. والمِشْراطُ مثله. وقد شَرَطَ الحاجِمُ يَشْرِطُ ويَشْرُطُ، إذا بَزغَ. والشَرَطانِ: نجمانِ من الحَمَلِ، وهما قَرناه، وإلى جانب الشماليِّ منهما كوكب صغير. ومن العرب من يَعُدُّهُ معهما فيقول: هو ثلاثة كواكب ويسمِّيها الأَشراطَ. قال الكميت: هاجتْ عليه من الأشْراطِ نافِحةٌ * في فلتة بين إظلام وإسفار * وقال ذو الرمة: قرحاء حواء أشراطية وكفت * فيها الذهاب وحفتها البراعيم * يعنى روضة مطرت بنوء الشرطين. وإنما قال: " قرحاء " لان في وسطها نوارة بيضاء. وقال: حواء، لخضرة نباتها فأما قول حسَّان بن ثابت: في نَدامى بِيضِ الوجوهِ كِرامٍ * نُبِّهُوا بعد هجعة الاشراط: فيقال: أراد به الحرس وسفلة الناس. وأنشد ابن الاعرابي: أشاريط من أشراط أشراط طيئ * وكان أبوهم أشرطا وابن أشرطا * ورجل شِرْواطٌ، أي طويلٌ. وجملٌ شِرْواطٌ، الذكر والانثى فيه سواء. قال الراجز: يلحن من ذى زجل شرواط * محتجز بخلق شمطاط * 
[شرط] فيه ح: لا يجوز "شرطان" في بيع، هو كقولك: بعتك هذا نقدًا بدينار ونسيئة بدينارين، وهو كالبيعين في بيع، ولا فرق عند الأكثر في البيع بشرط أو شرطين، وفرق أحمد لظاهر هذا الحديث. ومنه ح: نهى عن بيع و"شرط" وهو أن يكون الشرط ملازمًا في العقد لا قبله ولا بعده. وح بريرة: "شرط" الله أحق، أي ما أظهره وبينه من حكم الله بقوله: الولاء لمن أعتق، وقيل: هو إشارة إلى أية "فاخوانكم في الدين ومواليكم". ك: و"اشترطي" أي أظهري لهم حكم الله بالولاء، أو هو مختص بعائشة للتوبيخ، وإلا فالشرط يفسد العقد، وأيضًا يكون خداعًا، قوله: في كتاب الله، أي حكمه من كتاب أو سنة أو إجماع. وفيهعجاج لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا، يعني أهل الخير والدين، والأشراط من الأضداد يقع على الأشراف والأرذال، الأزهري: أظنه شرطته أي الخيار. وفي ح الزكاة: ولا "الشرط" اللئيمة، أي رذال المال، وقيل: صغاره وشراره. وفيه: نهى عن "شريطة" الشيطان، قيل: هي دبيحة لا تقطع أوداجها ولا يستقصى ذبحهاـ وكان أهل الجاهلية يقطعون بعض الحلق كشرط الحجام ويتركونها حتى تموت، وأضيف إلى الشيطان لأنه حسن هذا الفعل لديهم. ط: محافظة على "الشريطة" المراد بها إضافة الحديث إلى الراوى من الصحابة والتابعين ونسبته إلى مخرجه من الأئمة المذكورين. وفيه: "شرطة" محجم، هي الضرب على موضع الحجامة. ومر في ح. ش: وفيه: مرمول "بشريط" أي منسوج بحبل يفتل من خوص.
ش ر ط

الشَّرْطُ إلْزامُ الشيءِ والْتِزامُهُ في البَيْعِ ونحوِه والجمعُ شُرُوطٌ وقد شَرَطَ له يَشْرِطُ ويَشْرُط شَرْطاً والشَّرِيطَةُ كالشَّرْطِ وقدْ شارَطَهُ وشَرَطَ له في ضَيْعَتِه يَشْرِطُ وشَرَطَ للأَجِيرِ يَشْرُط شَرْطاً والشَّرْطُ العَلامةُ والجَمْعُ أشْرَاطٌ وأَشْراطُ السَّاعةِ أعْلامُها وهو منه وفي التَّنزيلِ {فقد جاء أشراطها} محمد: 18 والاشْتِراطُ العَلامَةُ التي يَجْعلُها الناسُ بَيْنَهُم وأشْرَطَ طائِفَةً من إبِلِه عَزَلَها وأعْلَمَ أنها للبيعِ وأشْرَطَ نَفْسَه لِكَذَا أعْلَمَها له وأعَدَّها والشُّرْطَةُ في السُّلطانِ من العَلامَةِ والإِعْدَادِ وَرَجُلٌ شُرْطِيٌّ وشُرَطِيٌّ منسوبٌ إلى الشُّرْطَة والجمعُ شُرَطٌ قال قتادة سُمُّوا بذلك لأنهم أَعَدُّوا لذلك وأعْلَمُوا أَنْفُسَهُم بعَلاماتٍ وقيل هم أَوَّلُ كَتيبةٍ تَشْهَدُ الحَرْبَ وتَتَهَيّأُ للمَوْتِ وقيل بَلْ صاحبُ الشُّرطةِ في حَرْبٍ بعَيْنِها والصَّوَابُ الأوَّلُ وأشْراطُ الشّيءِ أوائِلُهُ قال بعضُهم ومنه أشراطُ الساعةِ والاشتِقاقانِ مُتقاربانِ لأنَّ عَلامَة الشيءِ أوّلُه ومشاريطُ الأشياءِ أوائلُها كأشْراطِها أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(تُشَاَبَهُ أعناقُ الأُمورِ وتَلْتَوِي ... مَشارِيطُ ما الأَوْرادُ عَنْهُ صَوادِرُ)

ولا واحدَ لها والشُّرَطانِ نَجْمانِ يُقالُ لهما قَرْنَا الحَمَلِ وهما أوَّلُ نَجْمٍ من الرَّبيعِ وَيُقَالُ لهما الأَشْرَاطُ قال العجّاجُ

(ألْجأَهُ وعْدٌ من الأَشراطِ ... )

(ورَيِّقُ اللَّيْلِ إلى أراطِ ... )

والنَّسَبُ إليه أشْراطِيٌّ لأنه قد غَلَبَ عليها فصار كالشيءِ الواحدِ قال العجَّاجُ

(من باكِرِ الأشرَاطِ أشْرَاطِيّ ... )

ورَوْضةٌ أشراطِيَّةٌ مُطِرَتْ بالشَّرْطَيْنِ قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ رَوْضةً

(حَوَّاءُ قَرْحاءُ أشْرَاطِيَّةٌ وَكَفَتْ ... فيها الذِّهابُ وحفَّتها البَراعِيمُ)

وحكى ابن الأعرابيِّ طَلَعَ الشَّرَطُ فجاء للشَّرْطَيْنِ بواحدٍ والتَّثْنِيَةُ في ذلك أعْلَى وأَشْهَرُ لأنَّ أحَدَهُما لا يَنْفَصِلُ عن الآخَرِ فصار كأَبانَيْنِ في أنهما يُثْبَتَانِ معاً وتَكُونُ حالَتُهما واحدةً في كل شيءٍ وأشْرَطَ الرَّسولَ أعْجلَهُ والشَّرَطُ رُذَالَ المالِ وشِرَارُه الواحدُ والجمعُ والمذكّرُ والمؤنّثُ في ذلك سَواء وشَرَطُ النَّاسِ خُشَارَتُهم وخَمَّانُهم قال الكُمَيْتُ

(وَجَدْتُ النَّاسَ غيْرَ ابنَىْ نِزَارٍ ... ولم أَذْمُمْهُمُ شَرَطاً ودَوُنَا)

وشَرَطٌ لقَبُ مالكِ بن بُجْرَةَ ذَهَبُوا في ذلك إلى اسِتْرذْالِه لأنه كانَ يُحَمَّقُ قال خالدُ بنُ قَيْسٍ التَّيْمِيُّ يَهْجُو مالكاً

(لَيْتَكَ إذ رَهِبْتَ آلَ مَوأْلَهْ)

(حَزَّوا بِنَصْلِ السَّيفِ عِنْدَ السَّبَلَهْ ... )

(وحَلَّقَتْ بك العُقَابُ القَيْعَلَهْ)

(مُدْبِرَةً بِشَرَطٍ لا مُقْبِلَهْ ... )

والغَنَمُ أشْرَطُ المال أي أرْذَلُهُ مُفاضَلَةً وليس هناك فعل وهذا نادِرٌ لأن المفاضَلَةَ إنما تَكُون من الفِعْلِ دُون الاسْمِ وهو نَحْوُ ما حكاهُ سِيبَوَيْهِ من قَوْلِهم أحْنَكُ الشَّاتَيْنِ لأن ذلك لا فِعْلَ له أيضاً عنده وكذلك آبَلُ النَّاسِ لا فِعْلَ له عند سيبويهِ وشَرَطُ الإِبِلِ حَوَاشِيها وصِغارُها واحِدُها شَرَطٌ أيضاً وناقةٌ شَرَطٌ وإبِلٌ شَرَطٌ وفي بعض نُسَخِ الإِصلاح الغَنَمُ أشْرَاطُ المالِ فإن صحَّ هذا فهو جَمْعُ شَرَطٍ والشَّرْط بَزْغُ الحِجَام شَرَطَ يَشْرِط وَيَشْرُطُ شَرْطاً والمِشْرَطُ والمِشْرَطَةُ الآلةُ التَّي يَشْرُطُ بها قال ابنُ الأعرابيِّ حدَّثِني بعضُ أصحابي عن ابنِ الكَلْبِيِّ عن رَجُلٍ عن مُجالِدٍ قال كنت جالِساً عند عبدِ اللهِ بن مُعاويةَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أبي طالبٍ بالكوفَةِ فأُتِي بِرَجُلٍ فأمَرَ بضَرْبِ عُنُقِهِ فقلت هذا والله جَهْدُ البَلاءِ فقال واللهِ ما هذا إلا كَشَرْطةِ حَجّامٍ بِمِشْرَطَتِهِ ولكنَّ جَهْدَ البَلاءِ فَقْرٌ مُدْقعٌ بعد غِنىً مُوسِعٍ والشَّرِيطَةُ من الإِبلِ المشْقُوقةُ الأذُنِ والشَّرِيطَةُ شِبْهُ خُيُوطٍ تُفْتَلُ من الخُوصِ وقيل هو الحَبْلُ ما كانَ سُمِّيَ بذلك لأنَّه يُشْرَطُ خُوصهُ أي يُشَقُّ ثم يُفْتَل والجمعُ شرائِطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ كَشَعِيرَةٍ وشَعِير والشَّرِيطُ العَتِيدَةُ وقيل عَتِيدَةُ الطِّيبِ وقِيلَ العَيْبَةُ حكاه ابنُ الأعرابيِّ وبه فُسِّرَ قولُ عَمْرِو بنِ مَعْدِي كَرِبَ (فَزَيْنُكَ في الشَّرِيطِ إذا الْتَقَيْنا ... وسابِغةٌ وذُو النُّونَيْن زَيْنِي)

يقولُ زَيْنُكَ الطيبُ الذي في العَتِيدةِ أو الثِّيابُ التي في العَيْبَةِ وزَيْنِي أنا السِّلاَحُ وعَنَى بِذِي النُّوَنَينِ السَّيْفَ كَمَا سَمَّاهُ بَعْضُهم ذا الحَيَّاتِ قال الأَسَودُ بنُ يَعْفُرَ

(عَلَوْتُ بِذِي الحيّاتِ مَفْرَقَ رَأْسِهِ ... فَخَرَّ كَمَا خَرَّ النَّسَاءُ عَبِيطَا)

وقال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ

(وما جَرَّدْتُ ذَا الحَيَّاتِ إِلاَّ ... لأَقْطَعَ دابِرَ الْعَيْشِ الحُبَابِ)

كانت امرأتُهُ نَظَرَتْ إلى رَجُلٍ فَضَرَبَها مَعْقِلٌ بالسَّيْفِ فأتَرَّ يَدَها فقال فيها هذا يقول إنما كنتُ ضَرَبْتُك بالسّيفِ لأَقْتُلَكِ فأَخْطَأتُكِ لِجَدِّكِ وبَعْدَ هذا

(فعادَ عليكِ أنَّ لَكُنَّ حَظَّا ... وواقِيَةً كواقِيَةِ الكِلابِ)

وقال أبو حَنِيفَةَ الشَّرَط المَسيِلُ الصَّغيرُ يَجِئُ من قَدْرِ عَشَرة أَذْرُعٍ وقيل الأَشرَاطُ ما سالَ من الأَسْلاقِ في الشِّعَاب والشِّرْوَاطْ الطّويلُ المُتَشَذِّبُ القليل اللَّحْمِ الدقيقُ يكون ذلك من الناسِ والإِبِلِ وكذلك الأنُثَى بِغَيْرِ هاءٍ قال

(يَلُحْنَ مِنْ ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ ... مُحْتَجِزٍ بِخَلَقٍ شِمْطَاطِ)

وبَنُو شَرِيطٍ بَطْنٌ
شرط: شَرَط: يقال عن البائع: شرط في الشيء عيوباً. أي ذكر أن في الشيء الذي يبيعه للمشتري عيوباً. (انظره في مادة بِرْكة) شرط: شق الشيء بآلة حادة، ففي ألف ليلة (2: 290): وجدت خُرْجِي مشروطاً وقد سُرق منهِ كيس. وفي ألف ليلة (2: 292): قطعتَ الخرج بهذه السكين وأخذت الكيس.
شرط الثوب: شقه (محيط المحيط)، بوشر، ألف ليلة 2: 173، برسل 4: 171: 172)، وفي حكاية باسم الحداد (ص122): كل واحد منكم يأخذ واحد كمن هؤلاء الثلاثة ويشرط من ذيله ويعصب عيَنيه ويشهر سيفه ويقف على راس غريمه حتى ارسم له بضرب رقبته.
وفي (ص123) منها: وشرط ذيلة وعصب عينيه. وهي مرادف شقّ، ففي (ص128) منها: فشق من ذيلة وعصب عينيه.
شرط: والمصدر شروطة وشَرُوط وشَررُوط ذكرت في معجم فوك في مادة eferari يظهر أن معناها شرص وهي تصحيف في هذه المادة أيضاً.
شرَّط (بالتشديد): خطّط، رسم خطوطاً؛ ألكالا، هلو).
شرَّط: وشَّم (برتون 2: 257، معجم البربر).
شارط: في محيط المحيط: والمولَّدون يستعملون شَارَطَه بمعنى عاهَدَه في المعاملة على أمر يلتزم به. وأرى أن معنى هذه الكلمة في الأعمال التجارية تعاقد معه بشروط يلتزم بها.
شارطه بالمال: يظهر أن معناها التزم أن يدفع له مبلغاً من المال مقابل عمل يقوم له به، ففي تاريخ البربر (1: 608): وجهَّزهم لانتهاز الفرصة في توزر مع العرب المشارَطين في مثلها بالمال. وفي المقري (3: 53): ثم داخله السلطان في تولية العُمَّال على يده بالمشارطات فجمع له بها أموالاً. وكلمة مشارطة تعنى هنا: تعهد يتعهد به الوزير بان يلتزم أن يحمل السلطان على تعيينه شخص في منصب بشرط أن يدفع له مبلغاً من المال إذا ما تمَ تعيينه في هذا المنصب.
شارط: راهن (بوشر).
تشرّط: اقترح شروطاً. ففي حياة صلاح الدين (ص50): فلم يحصل من جانبه سوى تشرُّط كان الدخول تحته أخطر من حرب السلطان.
تشارط: في أبحاث (2 ملحق ص47): على ما تشارطاه أي على ما اتفقا عليه بينهما.
تشارط معه على الثمن: اتفق معه على الثمن (بوشر).
انشرط: مطاوع شرط. ففي عباد (2: 18): بغَهْدٍ انشرط عليه.
اشترط: شرط، عين شرطاً. ففي النويري (الأندلس ص474): وأمضى أمير المؤمنين عَهْدُه هذا وأجازه وأنفذه ولم يشترط فيه مثنوية ولا خيارا.
وفي عباد (2: 75): اشترط المدينة أي شرط أن تسلم له هذه المدينة مكافأة له على ما قدم من خدمات.
اشترط له كذا: التزمه (محيط المحيط). وفي البكري (186): اسمح لك أن تفعلي هذا على أن تشترطي لي شرطاً وتعقد (تعقدي) لي على نفسك عقداً تلتزميه.
وفي حديث عن الرسول (ص) إنه قال لعائشة (دي ساسي طرائف 1: 549، 460): خُذِيها واشترطي لهم الولاء. وأرى أن المعنى خذي بريرة وتعهدي لمالكيها أن لهم الولاء (كما يريدون) أي: أعطيهم حق الولاء كما ترجمها دي ساسي.
اشترط: في معجم فوك في مادة iactare هذا الفعل وغيره من الأفعال التي ذكرها في هذا المادة تعنى في هذه المادة تعنى تباهى وجخف، وأعجب بنفسه. ولا ادري كيف ان اشترط تدل على هذا المعنى.
اشترط: ابتلع دون مضغ، ففي ابن البيطار (1: 32) في كلامه عن السقنقور: وهو من الماء يغتذى بالسمك وفي البر يغتذى بالسمندل وغير ذلك، وهو يشترط ما يغتذى به اشتراطاً. ويقول المؤلف إنه وجد هذه الحيوانات في أمعاء السقنقور دون أن تتغير.
شَرْط: مادة في المعاهدة، مادة في العقد، بند. وجمعها شروطات أي اتفاقات العقد (بوشر).
شرط: وفاق، اتفاق بعد الاختلاف (بوشر).
شرط: عقد، عهد، تعاقد (المقري 1: 603، دي سلان المقدمة 1: 74) وفي كتاب الخطيب (ص22 و): كان من شيوخ كتاب الشروط. ومن هذا علم الشروط وهو علم كتابة العقود والتعهدات (ابن خلطان 1: 27).
شروط: للإخبار عن علامات الساعة، أي القيامة لا يقولون فقط أَشرْاط الساعة (انظر لين في مادة شَرَط) بل يقولون أيضاً: شُرُوط الساعة (ابن جبير ص343) وشروط القيامة (فوك) والشروط وحدها (المقدمة 3: في أول الجزء).
شرط: عادة، ففي كوسج (طرائف ص93): وكان شرط مساء العرب في ذلك الزمان أنهن يشربن لبن النياق عند المساء والصباح.
شَرْطَة: شقوق، آثار شقوق، ففي رحلة ابن بطوطة (2: 192): لهم شرطان في وجودهم (انظر: شرَّط).
شَرْطة: خرق، تمزيق في النسيج إذا تعلق بشيء ما.
شَرْطة: خط في الكتف (بوشر).
شَرْطة: خط بالقلم (بوشر).
شَرْطة: خليط بين كلمتين. (بوشر).
شَرْطة: فاصلة (بوشر).
شِرْطة: قطعة صغيرة مشروطة أي مشقوقة من الثوب (محيط المحيط).
شُرْطَة: قيل للسيد دي سلان (ترجمة ابن خلكان 1: 539 رقم2، الجريدة الأسيوية 1862، 2: 160) في عبارات أسيء فهمها أن هذه الكلمة تعنى نوعاً من الضرائب (انظر مقالتي حَدَث).
شَرْطِي: وليس شُرطي كما في معجم فريتاج: مشترط. (فوك).
شَرْطِيّ: اتفاقي (بوشر).
شُرْطى: رجل البوليس، حافظ الأمن في البلد. ولما كان الشرطة يقومون بكل أعمال حفظ الأمن فقد أصبحت كلمة شُرْطي تعني الجلاد أيضاً (ألكالا) كما أن الكلمة الأسبانية Sayon قد أصبحت تدل على نفس المعنى.
شُرْطِي: مختلس، نشّال، حرامي (بوشر) ففي ألف ليلة (2: 116): حراميّة وشرطيَّة.
شَرِطيَّة: صحيفة التعاقد، عقد (محيط المحيط).
شَريط: خيط من خوص النخل يربط به العرب مكَانسهم. (دلابورت ص77، جاكسون ص107، ص263).
شَريط حبل بصورة عامة (معجم الإدريسي، فوك) ووتَر القيثارة والكمنجة أيضاً (معجم الإدريسي) عَذَاب الشريط: تعذيب بالهُوِيّ وهو أن يرفع المجرم في أعلى خشبةٍ طويلة وقد ربطت يداه خلف ظهره بحبل كما ربطت بهذا الحبل رجلاه أيضاً ثم يرمى به بعنف حتى يصل إلى نحو قدمين أو ثلاثة أقدام من الأرض.
شَريط وجمعه أشرطة: وشاح (بوشر).
شَرَيط: شارة السلطة، وهدب الثوب وحاشيتة (كَشكش)، كنار، (بوشر، معجم الإدريسي، همبرت ص20، هلو وفيه الجمع المكسر شروط).
شريط: خيط من المعدن، مثلاً شريط حديد: خيط حديد (بوشر، معجم الإدريسي، محيط المحيط).
شريط: قطعة ضيقة من الأرض على طول البستان. وزخرف في فن العمارة قليل العرض (بوشر).
شريط وجمعه شريطان: مرادف سَيْف. (ألف ليلة 3: 449) وانظر: سيف في (3: 450) منها وفي (3: 469) منها: وسحب شريط البولاد في يده فالتفت اليهودي وعزم وقال ليده قفي بالسيف فوقفت يده بالسيف في الهواء (برسل 9: 249).
شَريَطة وجمعه شَرَائِط: حبل (معجم الأدريسي).
شَرَيطَة: ربطة الساق (ألكالا).
شَرِيَطَة: ضفيرة تنسج من الحرير أو القطن ونحوها (محيط المحيط).
شَرِيطة (بالأسبانية Xaretas وهي مأخوذة منها: ومعناها شرك أو كفاف (كف الثوب وغيره) يصنع من حبال أو حواجز خشبية تغطى جنود الاسطول عند القتال. وتعنى Xareta الأسبانية الغمد والقراب وكفافة التكة تمر به التكة لربط التنورة.
شَرِيطَة: في مادة: exalto ومادة examen ذكر في المعجم اللاتيني - العربي: exalo حكم وامتحان ثم شريطة. غير أن هذا الاسم غير موجود في اللاتينية.
فإذا ما قرأناه exaio (= exagio وهي مشتقة من exagio وهي مشتقة من exagium أي امتحان وتجربة واختبار) فالكلمتان الأوليتان تدلان على المعنى، غير أن المؤلف أراد أن يذكر معنى آخر للكلمة غير هذين المعنيين فأشار إليه بقوله ثم فتعذر على فهمها.
شَرَارِيط (جمع): حبال، شرائط (ألف ليلة 1: 69).
شرّاط: من يشرّط (الجلد أو يكرب الأرض ونحوه) (ألكالا).
شَرَّاط: حبَّال، برْام، فتّال (ألكالا، دومب ص104) شُرّوط: مرهم شمع (قيروطي). مرهم شمعي، وهو نوع من المراهم يستعمل الشمع في تركيبه (ألكالا)، وهي الكلمة الأسبانية Cerote ( باللاتينية Cerotum وباليونانية كسيروتون) وقد عربت بكلمة قيروط.
أشراط: جمع شرطي، رجال البوليس. ففي حيان (ص3 ق، ص4 ق): فصاح سعيد بأشراطه أن ردّوه فارجلوه. (حيان - بسام 1: 33 ق) وقد ذكرت فيه مرتين.
تَشْريطة: وجمعها تَشاريط: قطع، تقضيب، فصل (ألكالا).
تَشْرِيطة: شريط، خطّ (ألكالا).
اشْتِراط: تحديد، تخصيص، حمر، تقييد (بوشر).
شرط
الشرْطُ: معْروفّ، والجمعُ شروْطَ وفي المثلِ: الشرطُ أملكَ عليكَ أمْ لكَ، يضَربُ في حفظْض الشرطْ يجرى بين الإخوانِ.
وشرُوطّ: جبلّ.
وذو الشرطِ: عديّ بن جبلةَ بن سلامةَ بن عبد الله بن عُليمْ بن جناب بن هبلَ بن عبد الله بن كنانةَ ابن بكرْ بن عَوفْ بن عذرةَ بن زَيدِ اللأت بن رفيدةَ بن ثَورْ بن كلبْ بن وبرةَ بن تغلبَ الغلباءِ بن حلْوانَ ابن عمرانِ بن الحافِ بن قضاعَةَ، وقد رأسِ، وكانَ له شرَطّ في قومهُ ألاّ يُدفنَ ميتّ حتى يكون هو الذي يخطّ له موْضعَ قبرهِ، فقال طعْمةُ بن مدفعَ بن كنانة بن بحرْ بن حساّن بن عديَ بن جبلةَ في ذلك:
عَشيةَ لا يرْجوُ امرؤ دَفْن أمهِ ... إذا هي ماتتَ أو يخطَ لها قبرَا
وكان معاوية - رضي الله عنه - بعث رسولاً إلى بهدْلِ بن حسّان بن عديّ بن جبلةَ يخطبُ إليه ابْنته؛ فأخْطأَ الرّسولُ فذهبَ إلى بحدلَ بن أنيقٍ من بني حارِثة بن جنابٍ، فزَوّجه ابنته ميسْون فولدَتْ له يزيدْ، فقال الزهيرِيّ
ألاّ بهْدلاّ كانوا أرادوا فضُللتْ ... إلى بحْدل نفسُ الرسولِ المضللِ
فَشتاّنَ إن قايسْتَ بين ابن بحدلٍ ... وبين ابن ذي الشرْط الأغرّ المحجلِ
وقد شرطَ عليه كذا يشرطَ ويشرطُ.
وشرطا النهرِ: شطاّه.
وشرطَ الحاجمُ يشرطُ ويشرطُ: إذا بزَغَ.
والشرطَ؟ بالتحريك -: العلامةُ. وأشراطُ السّاعَةِ: عَلاماتها، قال الله تعالى:) فقد جاءَ أشراطها (أي علاماتها.
والشرطُ - أيضاً -: رذالُ المالِ كالدبرِ والهزيلِ وقال أبو عبيْدٍ: أشراطُ المالِ: صغارُ الغنمِ وشرارهاُ، وفي حديث النبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال: ثلاث من فعلهنّ فقد طعم الأيمانَ: من عبد الله وحدهَ؛ وأعْطى زكاةَ مالهَ طيبةَ نفسه رافدةَ عليه كلّ عامٍ ولم يعطِ الهرمةَ ولا الدرنةَ ولا المريضةَ ولا الشرطَ اللّئيمةَ. اسْتعارَ الطعمْ لاشتماله عليه واسْتشعارِه له؛ أي الرّذيلةَ كالصغيرةِ والمسنةِ، قال جريرّ:
ترَى شرطّ المعزى مهورَ نسائهمْ ... ومنْ شرطَ المعزىْ لهنّ مهورُ
ويروى: " ومن قَزمِ المعزْى " وقال الكميتُ:
وجدتَُ النّاس غيرَ ابنيْ نزارٍ ... ولم أذممهمُ شرطَاً ودوْنا
والأشراطُ: الأرْذالُ، ويقال: الغنمّ أشراطُ المالِ.
والأشراطُ - أيضاً -: الأشرافَ، قال يعقوب: وهذا الحرفُ من الأضدَادَ والشرطانِ: نجمانِ من الحمل؛ وهماقرْناه، والى جابنِ الشماليّ منهما كوكبّ صغيرّ، قالت الخنساءُ:
ما رَوْضة خَضراءُ غَض نباُتها ... تَضمّنَ رياّ هالها الشرطانِ
ومن العربَ من يعدهُ معهما فيقول: هذا المنزلُ ثلاثةُ كواكبَ ويسيهاَ الأشراطَ، قال العجاجُ:
أذَاكَ أو موَلعّ موْشيّ ... جادله بالدبلِ الوسميَّ
من باكرِ الأشراطِ أشراطيّ ... من الثرياّ أنقضّ أودَلويّ
" و " قال رؤبةُ:
لنا سرِاجا كلّ ليلٍ غاطِ ... وراجساتُ النّجمِْ والأشرَاطِ
وقال الكمَيتُ:
هاجتْ عليه من الأشرّاطِ نافجةُ ... بفلْتةٍ بين إظلاَمٍ وإسْفاَرِ
وقال ذو الرمةّ:
حواءُ قرْحاءُ أشراطيةّ وكفتْ ... فيها الذّهابُ وحفّتها البرَاعيمُ
يعنى روضةً مطرتْ بنوءْالشرطينَ، وانما قال " قرْحاء " لأن في وسطها نورْاً أبيضَ وزهراً أبيضَ مأخوذّ من قرْحة الفرسَ، و " حوّاء " لخضرةِ نباتهاِ.
وأما قولُ حسان بن ثابت - رضي الله عنه -:
مع ندامى بيضَ الوُجوهِ كرّامٍ ... نبهوا بعدَ خَفقةِ الأشراطَ
فيقال: إنما أرادَ بها الحرسَ وسفلةَ النّاس، الواحدُ: شرطَ؟ بالتحريك -، وأنشدَ الأصمعيّ: من قزمِ العالمَ أو من شرطهْ
والصّحيحُ: أنه أرادَ ما أرادَ الكميتُ وذو الرمةِ، وخفقتها: سقوْطها، وأنشدَ ابن الأعرابيّ:
أشاريطُ ملْ أشاراطِ طيءٍ ... وكانَ أبوهمْ أشرطاً وابْنَ أشرطا
وشرِط - بكسرْ الرّاء -: إذا وقعَ في أمرٍ عظيمٍ.
والشروطُ: مسيلّ صغيرّ يجيءُ من قدْرِ عشرِ أذْرُعٍ وقال ابن دريدٍ: بنوُ شريْطٍ: بطنّ من العربَ.
والشريطَ: ما يشرجُ به السريرُ؛ وهو خوْص مفتول، فأن كانَ من ليْفٍ فهو دسار، وقال مالك؟ رحمه الله -: لقد هممتُ أن أوْصي إذا متُ أنْ يشدّ كتافي بشريْطَ ثم ينطلقَ بي إلى ربيّ كما ينطلقُ بالعبدِ إلى سيّدهِ.
وقال ابن الأعرابي: الشريطَ: العتيدةُ للنساءَ تضعُ المرأةُ فيها طيبهاَ وأدَاتها.
وشريطَ: قرية من أعمالِ الجزيرة الخضراء بالأندلسُ. والشريطْ: العيبةُ أيضاً، قال عمرو بن معْدِيَ كرب - رضي الله عنه -:
فَزينكِ في شريْطكِ أمّ بكْرٍ ... وسابغةَ وذو النونينِْ زَينيَ
وقال أبو حزام غالبُ بن الحارثِ العكليُ:
ومن ثهتتُ به الأرْطالُ حرْساً ... ألاّ ياعَسْب فاقعةِ الشرْيطَ
ونهى رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - عن شريْطةِ الشْيطانِ وقال: لا تأكلوا الشريْطةَ فأنها ذَبيْحةَ الشيطانِ. وهي الشاةُ التي أثر في حلقها أثر يسْيرّ كشرْطَ المحاَجمِ من غير إفرءِ أوْداجٍ ولا إنهارِ دَمٍ، وكانَ هذا من فعلْ أهلِ الجاهليةِ يقطعونَ شيئاً يسْيراً من حلقها فتكونُ بذلك الشرْط ذكيةّ عندهم، وهي كالذّبيحْة والذكيةِ والنطْيحة وقيل: بيْحت الشرْيطة هي أنهم كانوا يشرطونهاْ من العلةِ فإذا ماتتَ قالوا قد ذَبحْناها.
والشريْطة: الشرْطُ.
ورجلّ شرْواطّ: أي طويلّ، قال جسّاسُ بن قطيبْ يصفُ القلصُ:
يلحْنَ من ذي ذّنبٍ شرواطِ ... صاتِ الحدَاءِ شظفِ مخلاطِ
وقال ابن عبادٍ: الشرواطُ: السرْيعُ من الإبل.
" ذّنبُ ": صوْتهُ وجلَبته عليهنّ.
والمشرطُ والمشراطُ: المبْضعُ.
وقال ابن عبادٍ: المشاريطُ: أوائلُ كلّ شيْءٍ، الواحدُ: مشرَاطّ.
وأخذْتُ للأمْرِ مشارِيْطهُ: أي أهبتهَ.
والشُرطة - بالضمّ -: ما اشْترطتّ، يقال: خذْ شرْطتكَ.
والشرطيّ والشرطةُ: واحدُ الشرطُ. وقال الأصمعيّ: سموا بذلك لأنهم جعلوا لأنفسهم علامةً يعرفونَ بها. وقال أبو عبيدْةَ: سمواُ شرطاً لأنهمّ أعدّوا.
وفي حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: الشرّطُ كلابُ النّارِ ومن أمثال الموَلدينْ: لا تعلمِ الشرْطي التفَحص ولا الزطيّ التلّصص والشرْطةُ: أوّلُ طائفةٍ من الجيشْ تحْضرُ الوقعةَ.
وفي حديث ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - وذكرَ قتال المسلمين الروْمَ وفتحَ قُسطنْطينيةَ فقال: يستمدِ المؤمنون بعضهم بعضاً فَيلتقونَ وتشرطُ شرطةّ للموتِ لا يرجعونَ إلاَّ غالبينْ، قال أبو العيالِ الهذليّ يرثي ابن عمهّ عبدَ بن زهرُةَ:
ألاّ للهِ دركَ منْ ... فتىَ قومٍ إذا رهبوا
وقالوا من فَتىً للثغْرِ ... يرقبناُ ويرتقبُ
ولم يوْجدْ لشرْطتهمْ ... فتىً فيهم وقد ندبوُا
فّكنتَ فَتاهُم فيها ... إذا تدْعى لها تَثبِ
وأشرطَ من إبله وغَنمه: إذا أعدّ منها شيئاً للبيعْ.
وأشرطَ فلانّ نفسه لأمْرِ كذا: أي أعْلمها له وأعَدّها. وأشرطَ الشجاعُ نفسهُ: أعْلمها للموتِ، قال أوسْ بن حجرَ:
وأشترطَ فيها نفسهَ وهو معصمّ ... وألْقى بأسْبابٍ له وتوكلاّ
قال الأصمعيّ: ومنه سميَ الشرطَ وأشتْرطَ عليه: أي شرَطَ.
وتشرّطَ في عملهَ: تأنقَ.
واسْتشرطَ المالُ: فَسد بعْدَ صلاحٍ.
وشاَرطه: شرطَ كلّ واحدٍ منهما على صاحبهِ.
والترْكيبُ يدلّ على علمٍ وعلامةٍ وما قاربَ من ذلك.

شرط

1 شَرَطَ عَلَيْهِ كَذَا, (S, Msb, K,) aor. ـِ and شَرُطَ, (S, Msb,) inf. n. شَرْطٌ; (Msb;) and عليه ↓ اشترط كذا; (S, * Msb, * K, * TA;) both signify the same; (S, Msb, K;) [He imposed such a thing as a condition, or by stipulation, upon him;] he made such a thing a condition against him. (TK.) And شَرَطَ عَلَيْهِ فِى البَيْعِ He imposed a thing as obligatory upon him in the sale, and took it upon himself as such. (TK.) A2: شَرَطَ, aor. ـِ and شَرُطَ, (S, Msb, K,) inf. n. شَرْطٌ, (Msb, K,) He (a cupper) scarified; syn. بَزَغَ; (S, K;) as also ↓ شرّط, inf. n. تَشْرِيطٌ. (JK in art. بزغ, and TA. *) [Hence, and from the verb in the sense first mentioned, the saying,] رُبَّ شَرْطِ شَارِطٍ أَوْجَعُ مِنْ شَرْطِ شَارِطٍ

[Many a condition of one making a condition is more painful than the scarifying of a scarifier]. (TA.) b2: He slit the ear of a camel. (TA.) b3: He slit. and then twisted, [or wove together, (see شَرِيطٌ,)] palm-leaves. (TA.) A3: شَرِطَ He fell into a momentous, or formidable, case. (O, K.) 2 شَرَّطَ see the next preceding paragraph.3 شارطهُ, (K,) inf. n. مُشَارَطَةٌ, (TA,) He made a condition, or conditions, or he stipulated, with him, mutually; each of them made a condition, or conditions, or each of them stipulated, with the other. (O, L, K.) And عَلَيْهِ ↓ تشارط is like شَارَطَ [app. meaning He made a condition, or conditions, with another, or others; or they (a party of persons) made a condition, or conditions, together; against him]. (TA.) 4 اشرط نَفْسَهُ He marked himself, and prepared himself, (S, K,) لِكَذَا (K) or لِأَمْرِ كَذَا [ for such an affair]. (S.) b2: He (a courageous man) marked himself for death. (TA.) b3: اشرط نَفْسَهُ وَمَالَهُ فِى هٰذَا الأَمْرِ He put forward, or offered, himself and his property in this affair. (TA.) b4: اشرط إِبِلَهُ He made known that his camels were for sale. (K.) And اشرط طَائِفَةً مِنْ إِبِلِهِ وَغَنَمِهِ He set apart a portion of his camels, and of his sheep, or goats, and made known that they were for sale. (TA.) And اشرط مِنْ إِبِلِهِ, (S, K,) and غَنَمِهِ, (S,) He prepared for sale some of his camels, (S, K,) and of his sheep, or goats. (S.) b5: أَشْرَطْتُ فُلَانًا لِعَمَلِ كَذَا I prepared such a one for such a work, or such an agency or employment, and made him to have the charge, or management, thereof. (AA.) b6: اشرط إِلَيْهِ الرَّسُولَ He hastened to him the messenger, (K, * TA,) and sent him forward: from أَشْرَاطٌ signifying the “ beginnings ” of things. (TA.) A2: اشرط بِهَا, and فِيهَا, He held it to be, or made it, a thing of mean account, and perilled, hazarded, or risked, it. (TA.) [It is not said to what the pronoun refers.]5 تشرّط فِى عَمَلِهِ He acted, or performed, well, soundly and skilfully, or, nicely and exactly, in his work, (O, L, K,) and constrained himself to observe whatever conditions were imposed upon him. (L.) 6 تَشَاْرَطَ see 3.8 إِشْتَرَطَ see 1, first signification. b2: [اُشْتُرِطَ It was made conditional, or a condition. And He, or it, was made to be conditionally intended, in, or by, a saying, دُونَ غَيْرِهِ exclusively of any other..]10 استشرط المَالُ The camels, or the like, became in a bad state after having been in a good state. (Sgh, K.) [See شَرَطٌ.]

شَرْطٌ [A condition; a term; a stipulation; said to signify] the imposition of a thing as obligatory [upon a person], and the taking it upon oneself as such, in a sale and the like; (K;) [but this is a loose explanation, as is observed in the TK; the meaning being a thing imposed upon a person as obligatory, and taken upon oneself as such: in the S, it is merely said to be well known:] and ↓ شَرِيطَةٌ signifies the same: (S, Msb, K:) pl. of the former, شُرُوطٌ: (S, Msb, K:) and of the latter, شَرَائِطُ. (Msb, TA.) It is said in a trad., لَا يَجُوزُ شَرْطَانِ فِى بَيْعٍ [Two conditions in a sale are not allowable]; as when one says, “I sell to thee this garment, or piece of cloth, for ready money for a deenár, and on credit for two deenárs. ” (TA.) And it is said in a prov., الشَّرْطُ أَمْلَكُ عَلَيْكَ أَمْ لَكَ (TA) The condition is most valid, or binding, [whether it be against thee or in thy favour:] (Mgh in art. ملك:) relating to the keeping of conditions between brothers. (Sgh, TA.) [شَرْطٌ also relates to other things beside sales and the like: for instance, you say, شَرْطُ المَصْدَرِ كَذَا وَكَذَا, meaning What is required to justify the application of the term مصدر is such a thing, and such a thing.]

A2: شَرْطَا نَهْرٍ The two banks of a river. (TA.) b2: [The pl.] شُرُوطٌ also signifies Roads leading in different directions. (TA.) A3: See also شَرَطٌ, in two places.

شَرَطٌ A sign, token, or mark, (S, Msb, K,) which men appoint between them; (TA;) as also ↓ شَرْطٌ: (TA:) pl. of the former, أَشْرَاطٌ. (Msb, K.) And hence, (Msb,) أَشْرَاطُ السَّاعَةِ The signs of the resurrection, or of the time thereof; (S, Msb, TA;) mentioned in the Kur [xlvii. 20]: or the small events prior thereto, which men deny: (El-Khattábee:) or the means thereof, exclusive of the main circumstances thereof, and of the event itself. (TA.) b2: [Hence also,] الشَّرَطَانِ The two stars [a and b] which are the two horns of Aries; (S, K, Kzw;) the brighter whereof is called النَّاطِحُ; (Kzw;) [and the other, النَّطْحُ;] the First Mansion of the Moon: (Kzw:) to-wards the north of them is a small star which some of the Arabs reckon with those two, saying that it (namely this mansion, K) consists of three stars, and calling them الأَشْرَاطُ: (S, K:) IAar mentions an instance of the use of the sing., الشَّرَطُ; but the dual is more approved, and more commonly known: (TA:) the two stars above mentioned are the first asterism of the spring. (ISd, Z.) [See مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل.] Hassán Ibn-Thábit says, فِى نَدَامَى بِيضِ الوُجُوهِ كِرَامٍ

نُبِّهُوا بَعْدَ هَجْعَةِ الأَشْرَاطِ meaning [Among fair-faced, generous cup-companions, roused from sleep after] the setting of the اشراط: though another meaning, which see below, has been assigned to the last word. (Sgh.) b3: And hence, (ISd, Z,) شَرَطٌ also signifies (assumed tropical:) The beginning of a thing; (ISd, * Z, * K;) as also ↓ مِشْرَاطٌ: (Ibn-'Abbád, K:) pl. of the former, أَشْرَاطٌ, which is applied to the beginnings of any event that happens because the شَرَطَان are the first asterism of the spring: (ISd, Z:) the pl. of ↓ مشراط in the sense here expl. is مَشَارِيطُ. (K.) Hence, accord. to some, أَشْرَاطُ السَّاعَةِ, expl. above. (TA.) A2: The refuse, (S, Msb, K, TA,) such as the galled in the back, and the emaciated, (TA,) and the young, (K,) and the bad, (A'Obeyd,) of camels or the like, (S, K,) or of goats, (Msb,) or of goats also: (S:) used alike as sing. and pl. and masc. and fem.: and applied particularly to the young of camels, as a pl. and as a sing.: also, to a she-camel and to a he-camel: and to such, of camels, as is brought, or driven, from one place to another for sale; as the aged she-camel, and the camel that is galled in the back: (TA:) also the same, not ↓ شَرْطٌ as in the K, [without restriction of its application,] low, base, vile, or mean; (K, * TA;) and so ↓ أَشْرَطُ: (TA:) pl. أَشْرَاطٌ, (S, K,) and pl. pl. أَشَارِيطُ. (S,* TA.) You say, الغَنَمُ

أَشْرَاطُ المَالِ [Sheep, or goats, are the refuse, or meanest sort, of beasts that people possess]. (S.) And شَرَطٌ is also applied to men; (S, TA;) شَرَطُ النَّاسِ signifying The refuse, or lowest or basest or meanest sort, pf mankind or people. (TA.) In the verse of Hassán Ibn-Thábit cited above, الأَشْرَاط is said to mean The guards, or watchmen, and the lowest or basest or meanest sort of people; (S, Sgh;) [so that هَجْعَة must be understood in the sense of “ a light sleep in the first part of the night; ”] but the correct meaning is that expl. before. (Sgh.) b2: Also أَشْرَاطٌ, The noble, eminent, or honourable, sort of men: thus the word has two contr. significations. (Yaakoob, S, K.) A3: And A small water-course coming from a space of ten cubits: (AHn, O, K:) or what flows from even tracts of ground into the [larger water-courses called] شِعَاب. (TA.) شَرْطَةٌ A single act of scarifying; a scarification. (Msb.) شُرْطَةٌ A thing which one has made a condition. (Sgh, K.) You say, خُذْ شُرْطَتَكَ Take thou that which thou hast made a condition. (Sgh, K.) A2: Also, and ↓ شُرَطَةٌ, (Mgh,) or شُرَطٌ, (K,) which is the pl. (Mgh, K) of the former, (K,) The choice men of the army: (Mgh:) and such as compose the first portion of the army that is present in the war or fight, (Mgh, K,) and prepare for death; (K;) [the braves of an army;] they are the Sultán's choice men of the army; and the term شُرْطَةٌ is applied in a trad. to a party making it a condition to die, and not return, unless victorious: (TA:) or this appellation, and ↓ شُرَطَةٌ, which is a rare form, are applied to a body of soldiers; and the pl. is شُرَطٌ: and the pl. is applied to the aids (أَعْوَان [here app. meaning guards]) of the Sul-tán: (Msb:) شُرْطَةٌ, also, is applied to a wellknown body of the aids (أَعْوَان [here meaning armed attendants, officers, or soldiers,]) of the prefects [of the police]; (K;) pl. شُرَطٌ: (TA:) the شُرَط, (As, S, Msb,) or the شُرْطَة, (K,) are so called because they assumed to themselves signs, or marks, whereby they might be known (As, S, Msb, K) to the enemies: (Msb:) or the شُرَط are so called because they were prepared: (AO, S:) or as being likened to the شَرَط, or “ refuse,” of goats; because they were low persons: (Msb:) [or, probably, because they were prepared, or exposed, to be slain:] a single person of the شُرَط is called شُرْطَةٌ (S, Msb) and ↓ شُرَطِىٌّ: (S:) or ↓ شُرْطِىٌّ and ↓ شُرْطِىٌّ are applied to a single person of the شُرْطَة: (K:) ↓ شُرْطِىٌّ is a rel. n. from شُرْطَةٌ; and such also is ↓ شُرَطِىٌّ from شُرَطَةٌ; not from شُرَطٌ, because this is a pl. (Mgh.) صَاحِبُ الشُّرْطَةِ signifies The governor, or prefect, (Mgh, Msb,) [of the police, or] of a town, or city, or district, or province; to whom formerly pertained both religious and civil affairs; but now it is not so. (Mgh. [See رِدْفٌ.]) [In later times, this title has been commonly applied to The chief, or prefect, of the police.] b2: Also The best, best part, or choice, of anything; as also ↓ شَرِيطَةٌ: the latter occurring in a trad., as related by Sh; but Az thinks it should be the former word. (TA.) شُرَطَةٌ: see شُرْطَةٌ, in two places.

شَرَطِىٌّ Of, or relating to, [the asterism called] the شَرَطَان and the أَشْرَاط; as also ↓ أَشْرَاطِىٌّ; the latter being formed from the pl., (IB, TA,) because the stars thus called are regarded as composing one thing. (TA.) You say, رَوْضَةٌ

↓ أَشْرَاطِيَّةٌ, meaning [A garden, or meadow, &c.,] rained upon by the نَوْء [q. v.] of the شَرَطَان. (S. TA.) In the A we find ↓ نَوْءٌ شِرَاطِىٌّ: but probably it should be شَرَطِىٌّ. (TA.) شُرْطِىٌّ and شُرَطِىٌّ: see شُرْطَةٌ, in five places.

شَرِيطٌ A rope, or cord, of twisted palm-leaves: (S, Msb:) and threads of wool and of fibres of the palm-tree [twisted together]: (TA:) or palmleaves twisted together, with which is woven (يُشْرَطُ, as in the K, or, as in the O, accord. to the TA, يُشْرَحُ, [app. a mistake for يُشْرَجُ,]) a couch, or bier, [app. meaning the part thereof upon which a man or corpse lies,] and the like: (O, K:) so called because its palm-leaves are split, and then twisted together: if of fibres of the palm-tree, it is called دِسَارٌ: (TA:) or a wide rope [or flat plait] woven of fibres or leaves of the palm-tree: (Mgh in art. قمط:) or a rope of any kind: pl. شَرَائِطُ and شُرُطٌ. (TA.) Also Threads of silk, or of silk and of gold, twisted together [or woven, so as to form a kind of flat lace, like tape]: so called as being likened to the threads of wool and of fibres of the palm-tree [twisted together]. (TA.) b2: Also The [sort of basket, or small box, called] عَتِيدَة in which a woman puts her perfumes (IAar, O, K) and her utensils or apparatus. (IAar, O.) and The [sort of receptacle called] عَيْبَة [q. v.]. (IAar, O.) شَرِيطَةٌ: see شَرْطٌ: b2: and see also شُرْطَةٌ, last sentence.

A2: Also A she-camel having her ear slit: (K, TA:) of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ. (TA.) b2: And A sheep or goat having a slight scar made upon its throat, like the scarification of the cupper, without the severing of the [veins called] أَوْدَاج, and without making the blood to flow copiously: thus they used to do in the Time of Ignorance, cutting a little of the animal's throat, (K, TA,) and then leaving it to die; (TA;) and they considered it a lawful mode of slaughtering it; but the eating of such an animal is forbidden in a trad.: (K, TA:) or one scarified on account of some disease; and when such died, they said that they had slaughtered it. (TA.) شِرَاطِىٌّ: see شَرَطِىٌّ.

شِرْوَاطٌ, applied to a man, Tall: (O, K:) and, applied to a camel, (Ibn-'Abbád, O,) or to a hecamel, (Kudot;,) swift: (Ibn-'Abbád, O, K:) or it is applied in the former sense to a man, and is also applied to a camel, male and female alike, ('Eyn, S,) as meaning tall and slender: ('Eyn:) or it means tall, spare of flesh, slender; applied to a man and to a camel, and to the female likewise, without ة. (L.) الغَنَمُ أَشْرَطُ المَالِ Sheep, or goats, are the vilest sort of beasts that one possesses: an instance of a noun of superiority without a verb; which is extr.: (K, TA:) this is from the “ Isláh el-Alfádh ” of ISk: but in some of the copies of that work, we find أَشْرَاط in the place of أَشْرَط. (ISd, TA.) See شَرَطٌ.

أَشْرَاطِىٌّ: fem. with ة: see شَرَطِىٌّ, in two places.

مِشْرَطٌ A lancet (S, K, TA) with which the cupper scarifies; (TA;) as also ↓ مِشْرَاطٌ. (S, K, TA.) مِشْرَاطٌ: [pl. مَشَارِيطُ:] see مِشْرَطٌ: A2: and see شَرَطٌ, in two places.

A3: أَخَذَ لِلْأَمْرِ مَشَارِيطَهُ He took his apparatus, [or prepared himself,] for the thing, or affair. (Ibn-'Abbád, K.)
شرط
الشَّرْطُ: إلْزامُ الشَّيْء والْتِزامُه فِي البَيْع ونحوِه، كالشَّريطَةِ، ج: شُروطٌ وشَرائطُ. وَفِي الحَديث: لَا يَجوز شَرْطانِ فِي بَيْعٍ هُوَ كقَوْلكَ: بِعْتُكَ هَذَا الثَّوْب نَقْداً بدينارٍ، ونَسيئَةً بدينارَيْن، وَهُوَ كالبَيْعيْنِ فِي بَيْعةٍ، وَلَا فرقَ عندَ أَكْثَرِ الفُقَهاءِ فِي عَقْدِ البَيْعِ بَيْنَ شرطٍ واحِدٍ أَو شَرْطَيْنِ، وفرَّقَ بينَهُما أَحْمَدُ عَمَلاً بظاهِرِ الحَديثِ ومِنْهُ الحَديثُ الآخَرُ: نُهِيَ عَن بَيْعٍ وشَرْطٍ هُوَ أَن يكونَ مُلازِماً فِي العقدِ لَا قَبْلَه وَلَا بعدَه، ومِنْهُ حديثُ بَرِيرَةَ: شَرْطُ الله أَحَقُّ تُرِيدُ مَا أَظْهَرَه وبَيَّنَه من حُكْمِ الله بقوله: الولاءُ لمَنْ أَعْتَقَ. وَفِي المَثَلِ: الشَّرطُ أَمْلَكُ، عَلَيْك، أَم لَك قالَ الصَّاغَانِيّ: ويُضْرِبُ فِي حفظِ الشَّرْطِ يجَرِي بَيْنَ الإِخْوان. والشّرْطُ: بَزْغُ الحَجَّامِ بالمِشْرَطِ، يَشْرِطُ ويَشْرُطُ، فيهمَا، ويُقَالُ: رُبَّ شَرْطِ شَارِط، أَوْجَعُ من شَرْطِ شَارِط. والشّرْطُ: الدُّونُ اللَّئيمُ السَّافِلُ، مُقْتَضى سِياقِه أَنَّهُ بالفَتْحِ، والصَّوَابُ أَنَّهُ بالتَّحريكِ، قالَ الكُمَيْتُ:
(وَجَدْتُ النَّاسَ غَيْرُ ابْنَيْ نِزَارٍ ... وَلم أَذْمُمْهُمُ شَرْطاً ودُونَا)
ويُرْوَى: شَرَطاً: بالتَّحريكِ، كَمَا هُوَ فِي الصّحاح. وشَرَطُ النَّاسِ: خُشارَتُهم وخُمَّانهُم، ج: أَشْراطٌ، وَهُوَ الأَرْذالُ. والشَّرَطُ، بالتَّحريكِ: العلامَةُ الَّتِي يجْعَلُها النَّاسُ بينَهُم، ج: أَشْراطٌ أَيْضاً.
وأَشْراطُ السَّاعَةِ: علاماتُها، وَهُوَ مِنْهُ، وَفِي الكِتابِ العَزيزِ: فَقَدْ جاءَ أَشْراطُهَا. والشَّرَطُ: كلُّ) مَسِيلٍ صَغيرٍ يَجيءُ من قَدْرِ عَشْرِ أَذْرُعٍ، مِثْل شَرَطِ المالِ، وَهُوَ رُذالُها، قالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ. وقِيل الأَشْرَاطُ: مَا سالَ من الأَسْلاقِ فِي الشِّعابِ. والشَّرَطُ: أَوَّلُ الشَّيْءِ. قالَ بعضُهم: ومِنْهُ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ، والاشْتِقاقانِ مُتَقارِبانِ لأنَّ علامَةَ الشَّيءِ أَوَّلُه. والشَّرَطُ: رُذالُ المالِ كالدَّبِر والهَزيل وصِغارُها، وشِرارُها، قالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، الواحِدُ والجَمْعُ والمذكَّرُ والمؤنَّثُ فِي ذلِكَ سَواءٌ، قالَ جَريرٌ:
(تُساقُ من المِعْزَى مُهُور نِسائِهِمْ ... وَمن شَرَطِ المَعْزَى لَهُنَّ مُهُورُ)
وَفِي حديثِ الزَّكاةِ: وَلَا الشَّرَطَ اللَّئيمَةَ رُذال المالِ، وقِيل صِغارُه وشِرارُه، وشَرَطُ الإِبِل: حَوَاشيها وصِغارُها، واحِدُها شَرَطٌ، أَيْضاً، يُقَالُ: ناقةٌ شَرَطُ، وإِبِلٌ شَرَطٌ. والأَشْرافُ: أَشْرَاطٌ أَيْضاً، قالَ يَعْقُوبُ: هُوَ ضِدٌّ، يَقَع عَلَى الأشْرافِ والأَرْذالِ، وَفِي الصّحاح: وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:
(أَشارِيطُ من أَشْرَاطِ أَشْرَاطِ طَيِّئٍ ... وكانَ أَبوهُمْ أَشْرَطاً وابْنَ أَشْرَطَا)
والشَّرَطانِ، مُحَرَّكَةً: نَجمانِ من الحَمَلِ، وهُما قَرْناهُ، وإِلى جانِبِ الشَّمالِيِّ مِنْهُمَا كوكَبٌ صَغيرٌ، وَمِنْهُم، أَي من العَرَبِ مَنْ يَعُدُّه مَعَهُما، فيقولُ: هُوَ، أَي هَذَا المنزِلُ ثلاثَةُ كَواكِبَ، ويُسَمِّيها الأَشْرَاطُ، هَذَا نصُّ الجَوْهَرِيّ بعَيْنِه. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ سِيدَه: هُما أَوَّل نَجْم من الرَّبيع، وَمن ذلِكَ صَار أَوائِلُ كلِّ أَمرٍ يقَعُ عَلَى أَشْرَاطَهُ، وقالَ العَجَّاجُ: أَلْجَأَهُ رَعْدٌ من الأَشْرَاطِ ورَيِّقُ اللَّيْلِ إِلَى أُرَاطِ والنِّسبَةُ إِلَى الأَشْرَاطِ أَشْرَاطِيٌّ، لأنَّه قَدْ غلبَ عَلَيْهَا فصارَ كالشَّيءِ الواحِدِ، قالَ العَجَّاجُ أَيْضاً: مِنْ باكِرِ الأَشْرَاطِ أَشْرَاطيُّ من الثُّرَيَّا انْقَضَّ أَوْ دَلْوِيُّ وقالَ رُؤْبَةُ: لنا سِرَاجَا كُلِّ لَيْلٍ غَاطِ ورَاجِساتُ النَّجْمِ والأَشْرَاطِ وقالَ الكُمَيْتُ:
(هاجَتْ عَلَيْهِ من الأَشْرَاطِ نافِجَةٌ ... بفَلْتَةٍ بَيْنَ إِظْلامٍ وإِسْفارِ)

وشاهدُ المُثَنَّى قَوْلُ الخَنْساءِ:
(مَا رَوْضَةٌ خَضْراءُ غَضٌّ نَباتُها ... تَضَمَّنَ رَيَّاها لَهَا الشَّرَطَانِ)
وأَشْرَطَ طَائِفَة من إِبِله وغَنَمِه: عَزَلَها وأَعْلمَ أَنَّها للبَيْعَ، وَفِي الصّحاح: أَشْرَطَ من إِبِلِهِ وغَنَمِه، إِذا أَعَدَّ مِنْهَا شَيْئا للبَيْع. وأَشْرَطَ إِلَيْه الرَّسولَ: أَعْجَلَهُ وَقَدَّمَه، يُقَالُ: أَفْرَطَهُ وأَشْرَطَه، من الأَشْرَاطِ الَّتِي هِيَ أَوائلُ الأَشْياءِ، كَأَنَّهُ من قولِكَ: فارِطٌ، وَهُوَ السَّابِق. وأَشْرَطَ فلانٌ نفْسَهُ لكذا من الأَمْرِ، أَي أَعْلَمَها لَهُ وأَعَدَّها، وَمن ذلِكَ أَشْرَطَ الشُّجاعُ نفْسَهُ: أَعْلَمَها للمَوْتِ، قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(وأَشْرَطَ فِيهَا نَفْسَه وَهُوَ مُعْصِمٌ ... وأَلْقَى بأَسْبابٍ لَهُ وتَوَكَّلا)
والشُّرْطَةُ، بالضَّمِّ: واحدُ الشُّرَطِ، كصُرَدٍ، وهم أَوَّلُ كَتينَةٍ من الجَيْشِ تَشْهَدُ الحَرْبَ وتَتَهَيَّأَ للمَوْتِ، وهم نُخْبَةُ السُّلْطانِ من الجُنْدِ، ومِنْهُ حديثُ ابنِ مَسْعودٍ فِي فَتْحِ قُسْطَنْطِينِيَّة: يَسْتَمِدُّ المُؤْمِنون بعضُهم بَعْضًا فيَلْتَقون، وتُشْرَطُ شُرْطَةٌ للمَوْتِ لَا يَرْجِعُونَ إلاَّ غالِبينَ. وقالَ أَبُو العِيالِ الهُذَلِيّ يَرْثي ابنَ عمِّه عبدَ بنَ زُهْرَةَ:
(فلمْ يُوجَدْ لشُرْطَتِهِمْ ... فَتًى فِيهِمْ وَقد نُدِبُوا)

(فكُنْتُ فَتَاهُمُ فِيها ... إِذا تُدْعَى لَهَا تَثِبُ)
قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ومِنْهُ صَاحِب الشُّرْطَة. والشُّرْطَةُ أَيْضاً: طائِفةٌ من أَعْوانِ الوُلاةِ، م، معروفةٌ، ومِنْهُ الحَديثُ: الشُّرَطُ كِلابُ النَّارِ وَهُوَ شُرْطِيٌّ أَيْضاً فِي المُفْرد كتُرْكِيٍّ وجُهَنِيٍّ، أَي بسُكونِ الرَّاءِ وفتْحِها، هَكَذا فِي المُحْكَمِ، وكأَنَّ الأَخيرَ نُظِرَ إِلَى مُفْرَدِه شُرَطَة كرُطَبَةٍ، وَهِي لغةٌ قَليلةٌ.
وَفِي الأَسَاسِ والمِصْباح مَا يدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّوابَ فِي النَّسَبِ إِلَى الشُّرْطَة شُرْطِيٌّ، بالضَّمِّ وتَسْكينِ الرَّاءِ، رَدًّا عَلَى واحِدِه، والتَّحريكُ خَطَأٌ، لأنَّه نُسِبَ إِلَى الشُّرَطِ الَّذي هُوَ جَمْعٌ. قُلْتُ: وَإِذا جَعَلْناهُ مَنْسوباً إِلَى الشُّرْطَةِ كهُمَزَةٍ، وَهِي لغةٌ قَليلَةٌ، كَمَا أَشَرْنا إِلَيْه قَريباً أَوْلَى من أَنْ نَجْعَلَه مَنْسُوباً إِلَى الجَمْعِ، فتَأَمَّل. وإِنَّما سُمُّوا بذلك لأَنَّهم أَعْلَمُوا أَنْفُسَهم بعَلاماتٍ يُعْرَفونَ بهَا.
قالَهُ الأَصْمَعِيّ. وقالَ أَبُو عُبَيْدَة: لأنَّهُم أَعدُّوا لذَلِك. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُ الشُّرْطِيّ لواحِدِ الشُّرَط قَوْلُ الدَّهْناءِ: واللهِ لَوْلا خَشْيَةُ الأَمِيرِ وخَشْيَةُ الشُّرْطِيّ والتُّؤرورِ)
وقالَ آخَرٌ: أَعُوذُ باللهِ وبالأَمِيرِ من عامِلِ الشُّرْطَةِ والأُتْرُورِ وشَرِطَ، كسَمِعَ: وقعَ فِي أَمرٍ عَظيمٍ. نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ، كَأَنَّهُ وقَعَ فِي شُرُوطٍ مُخْتَلِفَة، أَي طُرُقٍ.
والشَّريطُ: خُوصٌ مَفْتولٌ يُشَرَّط، وَفِي العُبَاب: يُشَرَّجُ بِهِ السَّريرُ وَنَحْوه، فإِنْ كانَ من لِيفٍ فَهُوَ دِسَارٌ، وقِيل: هُوَ الحَبْلُ مَا كانَ، سُمِّيَ بذلك لأنَّه يُشْرَطُ خُوصُه، أَي يُشَقُّ، ثمَّ يُفْتَلُ، والجَمْعُ: شَرائِطُ، ومِنْهُ قَوْلُ مالكٍ، رَحِمَه الله: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوصِيَ إِذا مِتُّ أَنْ يُشَدُّ كِتَافِي بشَرِيطٍ، ثمَّ يُنْطَلَقُ بِي إِلَى رَبِّي، كَمَا يُنْطَلَقُ بالعَبْدِ إِلَى سيِّدِه. وقالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الشَّريطُ: عَتيدَةٌ تَضَع المرأَةُ فِيهَا طِيبها وأَداتَها. وقِيل: الشَّريطُ: العَيْبَةُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ أَيْضاً، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ عَمْرو بنِ مَعْدِي كَرِب:
(فزَيْنُكِ فِي شَرِيطِك أُمَّ بَكْرٍ ... وسابِغَةٌ وذُو النُّونَيْنِ زَيْنِي) يَقُولُ: زَيْنُكِ الطِّيبُ الَّذي فِي العَتيدَةِ، أَو الثِّيابُ الَّتِي فِي العَيْبَةِ، وزَيْني أَنا السِّلاحُ، وعَنَى بذِي النُّونَيْنِ السَّيْفَ، كَمَا سمَّاه بعضُهم ذَا الحَيَّاتِ. وشَرِيطُ: ة، بالجَزيرَةِ الخَضْراءِ الأَنْدَلُسِيَّة، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. والشَّريطَةُ، بهاءٍ: المَشْقوقَةُ الأُذُنِ من الإِبِلِ، لأَنَّها شُرِطَتْ آذانُها، أَي شُقَّتْ، فَهُوَ فَعِيلَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. والشَّرِيطَةُ: الشَّاةُ أُثِّرَ فِي حَلْقِها أَثَرٌ يَسيرٌ، كشَرْطِ المَحاجِمِ من غيرِ إِفْرَاءٍ وأَوْداجٍ وَلَا إِنْهَارِ دَمٍ، أَي لَا يُسْتَقْصى فِي ذَبْحِها. أُخِذَ من شَرْطِ الحَجَّامِ وكانَ يُفْعَلُ ذلِكَ فِي الجاهِلِيَّةِ، كَانُوا يَقْطَعُون يَسيراً من حَلْقِها ويَتْرُكُونَها حتَّى تموتَ ويجْعَلونَهُ ذَكاةً لَهَا، وَهِي كالذَّكِيَّةِ والذَّبيحَةِ والنَّطيحَةِ، وَقد نُهِيَ عَن ذلِكَ فِي الحديثِ وَهُوَ: لَا تأْكُلُوا الشَّرِيطَةَ فإِنَّها ذَبيحَةُ الشَّيْطانِ وقِيل: ذَبيحَةُ الشَّرِيطَةِ هِيَ أَنَّهم كَانُوا يَشْرِطونَها من العِلَّةِ، فَإِذا ماتَتْ قَالُوا: قَدْ ذَبَحْناها. وشَريطٌ، كزُبَيْرٍ: والِدُ نُبَيْطٍ، وَهُوَ شَرِيطُ بنُ أَنَسِ بنِ هِلالٍ الأَشْجَعِيّ صحابيٌّ، ولابْنِه نُبَيْطٍ صُحْبَةٌ أَيْضاً، وَله أَحاديثُ، وَقد جُمعتْ فِي كُرَّاسَة لَطيفَةٍ رَوَيْناها عَن الشُّيوخِ بأَسانيدَ عاليَةٍ، وروى عَنهُ ابنُه سَلَمَةُ بنُ نُبَيْطٍ، وحديثُه فِي سُنَنِ النَّسائيّ. وشَرُوطٌ، كصَبُورٍ: جَبَلٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. والشِّرْواطُ، كسِرْداحٍ: الطَّويلُ من الرِّجالِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ فِي العَيْن.
والشِّرْواطُ: الجَمَلُ السَّريعُ، هَكَذا فِي أُصولِ الْقَامُوس، والصَّوَابُ أَنَّ الشِّرْواطَ يُطلقُ عَلَى النَّاقَةِ والجَمَلِ، فَفِي العَيْن: ناقةٌ شِرْواطٌ، وجملٌ شِرْواطٌ: طَويلٌ، وَفِيه دِقَّةٌ، الذَّكرُ والأُنثَى فِيهِ سَواءٌ،)
ونقلَ الجَوْهَرِيّ مثلَ ذَلِك، وكأَنَّ المُصَنِّفَ أَخَذَ من عِبَارَة ابنِ عَبَّادٍ. ونصُّه: الشِّرْواطُ: السَّريعُ من الإِبِل. فعَمَّمَ وَلم يَخُصّ الجَمَل، فَفِي كلامِ المُصَنِّف قُصُورٌ من جِهَتَيْنِ، وأَجْمَعُ من ذلِكَ مَا فِي اللّسَان: الشِّرْواطُ: الطَّويلُ المُتَشَذِّبُ القَليلُ اللَّحْمِ الدَّقيقُ، يَكُونُ ذلِكَ من النَّاسِ والإبِلِ، وكَذلِكَ الأُنثَى، بغيرِ هاءٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّاجزِ: يُلِحْنَ من ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطَاطِ قالَ ابنُ بَرِّيّ: الرَّجَزُ لجِسَّاسِ بنِ قُطَيْبٍ، وَهُوَ مُغَيَّر، وأَنْشَدَه ثَعْلَبٌ فِي أَماليهِ عَلَى الصَّوابِ، وَهِي ستَّةَ عَشَرَ مَشْطوراً وبينَ المَشْطورَيْنِ مَشْطوران، وهُما: صَاتِ الحُدَاءِ شَظِفٍ مِخْلاطِ يُظْهِرْنَ من نَحِيبِه للشَّاطِي ويُرْوَى: مِنْ ذِي ذِئْبٍ. والمِشْرَطُ، والمِشْراطُ، بكسْرِهِما، المِبْضَعُ، وَهِي الآلَةُ الَّتِي يَشْرِطُ بهَا الحَجَّامُ. ومَشَارِيطُ الشَّيْءِ: أَوائِلُه، كأَشْراطِه، أَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيّ:
(تَشابَهُ أَعْناقُ الأُمُورِ وتَلْتَوِي ... مَشَاريطُ مَا الأَوْرادُ عَنهُ صَوادِرُ)
وقالَ: لَا واحِدَ لَهَا، ونَقَلَ ابنُ عَبَّادٍ أَنَّ الواحِدَ مِشْراطٌ. قالَ: ويُقَالُ: أَخَذَ للأَمْرِ مَشَارِيطَهُ، أَي أُهْبَتَهُ. وذُو الشَّرْطِ لقبُ عدِيّ ن جَبَلَةَ بنِ سَلامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُلَيْمَ ابنِ جَنابِ بنِ هُبَلَ التَّغْلِبِيِّ، وكانَ قَدْ رَأَسَ، وشَرَطَ عَلَى قومِه أَن لَا يُدْفَنَ مَيِّتٌ حتَّى يَخُطَّ هُوَ لَهُ مَوْضِعَ قَبْرِه، فَقَالَ طُعْمَةُ بنُ مِدْفَعِ ابنِ كِنانَةَ بنِ بَحْرِ بنِ حسَّانِ بنِ عَدِيِّ بنِ جَبَلَةَ فِي ذلِكَ:
(عَشِيَّةَ لَا يَرْجُو امرُؤٌ دَفْنَ أُمِّهِ ... إِذا هِيَ ماتَتْ أَو يَخُطَّ لَهَا قَبْرَا)
وكانَ مُعاويَةُ رَضِيَ الله عَنْه بعثَ رَسُولا إِلَى بَهْدَلِ بنِ حسَّانِ بت عَدِيِّ بنِ جَبَلَةَ يَخْطُبُ ابْنَتَهُ، فأَخْطَأَ الرَّسولُ فذَهَبَ إِلَى بَحْدَلِ بنِ أُنَيْفٍ من بَني حارِثَةَ بنِ جَنَابٍ، فزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ مَيْسُونَ، فوَلَدَتْ لهُ يَزيدَ، فَقَالَ الزُّهَيْرِيُّ:
(أَلا بَهْدَلاً كَانُوا أَرادُوا فضُلِّلَتْ ... إِلَى بَحْدَلٍ نفْسُ الرَّسولِ المُضَلَّلِ)

(فَشَتَّانَ إِنْ قايَسْتَ بَيْنَ ابنِ بَحْدَلٍ ... وبيْنَ ابنِ ذِي الشَّرْطِ الأَغَرِّ المُحَجَّلِ)
واشْتَرَطَ عَلَيْهِ كَذَا: مثْل شَرَطَ وتَشَرَّطَ فِي عمَلِه: تأَلَّقَ، كَذَا فِي العُبَاب، وَفِي الأَسَاسِ: تَنَوَّقَ وتَكَلَّفَ شُروطاً مَا هِيَ عَلَيْهِ. واسْتَشْرَطَ المالُ: فَسَدَ بعدَ صَلاحٍ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. وَفِي إِصلاحِ)
الأَلْفاظِ لابنِ السِّكِّيتِ: الغَنَمٍ أَشْرَطُ المالِ، أَي أَرْذَلُه، وَهُوَ مُفَاضَلَةٌ لَا فِعَلٍ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ نادرٌ، لأنَّ المُفاضَلَةَ إنَّما تَكُونُ من الفِعْلِ دونَ الاسمِ، وَهُوَ نحوُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْه من قولِهِم: أَحْنَكُ الشَّاتَيْن لأنَّ ذلِكَ لَا فِعْلَ لَهُ أَيْضاً عندَه، وكَذلِكَ آبَلُ النَّاسِ، لَا فِعْلَ لَهُ عِنْد سِيبَوَيْه، قالَ: وَفِي بعضِ نُسَخِ الإِصْلاحِ: الغَنَمُ أَشْراطُ المالِ. قُلْتُ: وَهَكَذَا أَوْرَدَه الجَوْهَرِيّ أَيْضاً. قالَ: فإِنْ صَحَّ هَذَا فَهُوَ جمعُ شَرَط، مُحَرَّكَةً. وشارَطَهُ مُشَارَطَةً: شَرَطَ كُلٌّ مِنْهُما عَلَى صاحِبِه، كَمَا فِي اللّسَان والعُبَاب. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الشَّرْطُ، بالفَتْحِ: العَلامَةُ، لغةٌ فِي التَّحْريكِ. والشَّرَطُ، مُحَرَّكَةً: من الإِبِل: مَا يُجْلَبُ للبَيْعِ، نَحْو النَّابِ والدَّبِر، يُقَالُ: إِنَّ فِي إِبِلكَ شَرَطاً فَيَقُول: لَا، ولكنَّها لُبَابٌ كُلُّها، كَمَا فِي اللّسَان، وعِبَارَة الأَسَاسِ: يُقَالُ للجَالِبِ: هلْ قفي حَلُوبَتِكَ شَرَطٌ قالَ: لَا، كُلُّها لُبَابٌ. وأَشْرَاطُ السَّاعَةِ: مَا يُنْكِرَه النَّاسُ من صِغارِ أُمورِها قبلَ أُن تَقومَ السَّاعَةُ، نَقَلَهُ الخَطَّابيّ وقالَ غيرُه: هِيَ أَسْبابُها الَّتي هِيَ دونَ مُعْظَمِها وقِيامِها. وشُرْطَةُ كلِّ شيءٍ، بالضَّمِّ: خِيارُهُ، وكَذلِكَ شَرِيطَتُه، ومِنْهُ الحَديثُ: لَا تَقومُ السَّاعَةُ حتَّى يأخُذَ الله شَرِيطَتَه من أَهلِ الأرضِ، فيبْقَى عَجاجٌ لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَراً يَعني أَهل الخَيْرِ والدِّينِ. قالَ الأّزْهَرِيّ: أَظُنُّه شَرَطَتَه، أَي الخِيارَ، إلاَّ أَنَّ شَمِراً كَذَا رَوَاه. قالَ ابنُ بَرِّيّ: والنَّسَبُ إِلَى الشَّرطَيْن شَرَطِيٌّ، كقولِه: ومِنْ شَرَطِيٍّ مُرْثَعِنٍّ بعَامِرِ قالَ: وكَذلِكَ النَّسَبُ إِلَى الأَشْراطِ شَرَطِيٌّ، وربَّما نَسَبوا إِلَيْه عَلَى لَفْظِ الجَمْع أَشْراطِيّ، وَقد تَقَدَّم شاهِدُه، وَمن ذلِكَ: رَوْضَةٌ أَشْرَاطِيَّةٌ إِذا مُطِرَتْ بِنَوْءِ الشَّرَطَيْن، قالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ رَوْضَةً:
(حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشْرَاطِيَّةٌ وَكَفَتْ ... فِيهَا الذِّهَابُ وحَفَّتْها البَرَاعيمُ)
وَحكى ابْن الأَعْرَابِيّ: طَلَع الشَّرَطُ. فجاءَ للشَّرَطَيْن بواحِدٍ، والتَّثْنِيَةُ فِي ذلِكَ أَعْلى وأَشْهَرُ، لأنَّ أَحَدَهُما لَا يَنْفَصِلُ عَن الآخرِ، كأَبَانَيْن فِي أَنَّهما يُثَنَّيانِ مَعًا وَتَكون حالَتُهما واحِدَةً فِي كلِّ شيءٍ.
ويُقَالُ: نَوْءٌ شَرَاطِيٌّ، هَكَذا هُوَ فِي الأَسَاسِ، ولعلَّه شَرَطِيٌّ مُحَرَّكَةً، كَمَا تَقَدَّم عَن ابنُ بَرِّيّ.
وَفِي الصّحاح: وأَمَّا قَوْلُ حَسَّانَ ابنِ ثابِتٍ:
(فِي نَدَامَى بِيضِ الوُجوهِ كرَامٍ ... نُبِّهُوا بعد هَجْعَةُ الأَشْراطِ)
وَفِي العُبَاب: بعدَ خَفْقَةِ الأَشْرَاطِ، فيُقالُ: إِنَّهُ أَرادَ بِهِ الحَرَسَ وسَفِلَةِ النَّاسِ، أَي فالواحِدُ شَرَطٌ.
قالَ الصَّاغَانِيّ: والصَّحيحُ أَنَّهُ أَرادَ الكُمَيْتَ وذُو الرُّمَّةِ، وخَفْقَتُها: سُقُوطُهَا. وشَرَطٌ، مُحَرَّكَةً:)
لقبُ مالكِ بنِ بُجْرَة، ذَهَبوا فِي ذلِكَ إِلَى اسْتِرْذالِهِ لأنَّه كانَ يُحَمَّقُ، قالَ خالدُ بنُ قَيْسٍ التَّيْمِيِّ يَهْجُو مالِكاً هَذَا: لَيْتَكَ إِذا رُهِنْتَ آلَ مَوْأَلَهْ حَزُّوا بنَصْلِ السَّيْفِ عندَ السَّبَلَهْ وحَلَّقَتْ بكَ العُقَابُ القَيْعَلَهْ مُدْبِرَةً بشَرَطٍ لَا مُقْبِلَهْ وأَشْرَطَ فِيهَا وبِها: اسْتَخَفَّ بهَا وجَعَلَها شَرَطاً، أَي شَيْئا دوناً خاطَرَ بهَا. وقالَ أَبُو عمرٍ و: أَشْرَطْتُ فُلاناً لعَمَلِ كَذَا، أَي يَسَّرْتُهُ وجَعَلْتُه يَلِيه، وأَنْشَدَ: قَرَّبَ مِنْهُمْ كُلَّ قَرْمٍ مُشْرَطِ عَجَمْجَمٍ ذِي كُدْنَةٍ عَمَلَّطِ المُشْرَطُ: المُيَسَّرُ للعَمَلِ. والشَّريطُ: خُيوطٌ من حَريرٍ، أَو مِنْهُ وَمن قَصَبٍ، تُفْتَلُ مَعَ بعضِها، عَلَى التَّشبيهِ بخُيوطِ الصُّوفِ واللِّيفِ. وبَنو شَريطٍ: بَطْنٌ من العَرَب، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وشَرْطَا النَّهرِ: شَطَّاه. والأَشْرَطُ، كأَحْمَدَ: الرَّذْلُ، والأَشاريطُ جمعُ الجمعِ وهم الأَراذِلُ. والشُّرُوط: الطُرُقُ المُخْتَلِفَةُ. وَمن أَمثالِ المُوَلِّدين: لَا تُعَلِّمُ الشُّرْطِيَّ التَّفَحُّصَ، وَلَا الزُّطِّيَّ التَّلَصُّص.
والتَّشْريطُ: كالشَّرْط. وتَشَارَطَ عَلَيْهِ كَذَا: مِثْلُ شارَطَ. وأَشْرَطَ نفسَهُ ومالَه فِي هَذَا الأَمْرِ، إِذا قَدَّمَهُما. وأَبو القاسمِ بنُ أَبي غالبٍ الشَّرَّاطُ: مُحَدِّثٌ مَغْرِبِيٌّ، روى عَنهُ سِبْطُه القاسمُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ. وأَبو عِمْرانَ موسَى بنُ إِبْراهيمَ الشُّرْطِيُّ، عَن ابنِ لَهِيعَةَ، قالَ الدَّارقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
الشَّرط: تعليق شيء بشيء، بحيث إذا وجد الأول وجد الثاني، وقيل: الشرط: ما يتوقف عليه وجود الشيء، ويكون خارجًا عن ماهيته، ولا يكون مؤثرًا في وجوده، وقيل: الشرط: ما يتوقف ثبوت الحكم عليه.

الشرط: في اللغة: عبارة عن العلامة، ومنه أشراط الساعة، والشروط في الصلاة، وفي الشريعة: عبارة عما يضاف الحكم إليه وجودًا عند وجوده لا وجوبًا.
شرط
الشَّرْطُ: كلّ حكم معلوم متعلّق بأمر يقع بوقوعه، وذلك الأمر كالعلامة له، وشَرِيطٌ وشَرَائِطُ، وقد اشْتَرَطْتُ كذا، ومنه قيل:
للعلامة: الشَّرَطُ، وأَشْرَاطُ السّاعة علاماتها، قال تعالى: فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها [محمد/ 18] ، والشُّرَطُ قيل: سمّوا بذلك لكونهم ذوي علامة يعرفون بها ، وقيل: لكونهم أرذال الناس، فَأَشْرَاطُ الإبل: أرذالها. وأَشْرَطَ نفسه للهلكة:
إذا عمل عملا يكون علامة للهلاك، أو يكون فيه شرط الهلاك.
شرط
شرَطَ يَشرُط ويَشرِط، شرْطًا، فهو شارط، والمفعول مَشْروط
• شرَط الجِلدَ ونحوَه: شقَّه شقًّا يسيرًا "شرطَهُ الحجّامُ بمشرطه".
• شرَط عليه أمرًا: اشترطه عليه وألزمه إيَّاه "شرط عليه في البيع" ° غير مشروط: بلا قيود- قبول مشروط.
• شرَط له أمرًا: التزمه. 

اشترطَ يَشترِط، اشتراطًا، فهو مُشترِط، والمفعول مُشترَط
• اشترط القومُ كذا: جعلوه بينهم شرطاً.
• اشترط عليه كذا: شرَطه؛ ألزمه إيّاه "اشترط عليه ضمانًا".
• اشترط له كذا: شرَطه؛ التزمه. 

تشارطَ يتشارط، تشارُطًا، فهو مُتشارِط
• تشارط الرَّجلان: شرط كلّ منهما على صاحبه "تشارطا على قراءة الكتاب في أسبوع". 

تشرَّطَ يتشرَّط، تشرُّطًا، فهو مُتشرِّط، والمفعول مُتشرَّط (للمتعدِّي)
• تشرَّط فلانٌ: تكلّف شروطاً.
• تشرَّط عليه الحُضورَ: اشترطه عليه، ألزمه إيّاه. 

شارطَ يشارط، مُشارطةً، فهو مُشارِط، والمفعول مُشارَط
• شارط فلانًا: عاهده.
• شارط ابنَه على النّجاح: اشترطه عليه، وألزمه به.
• شارط التاجرَ في بيْعٍ أو غيره: حدّد له شروطاً يلتزم بها. 

شرَّطَ يشرِّط، تشريطًا، فهو مُشرِّط، والمفعول مُشرَّط
• شرَّط جلدَ الرّجلِ: شقّهُ عدَّة شقوق.
 • شرَّط المريضَ: طعَّمه عن طريق وضع الدّواء في شَقّ في جلده. 

أشراط [جمع]: مف شَرَط: مقدّمات السَّاعة: أي القيامة وعلاماتُ وقوعها " {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} ". 

اشتراطيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اشتراط: "صيغة اشتراطيَّة: مُلْزِمَة- بنود/ قوانين اشتراطية".
2 - مصدر صناعيّ من اشتراط: إلزاميّة وحتميّة "أكد البلد على اشتراطية انسحاب العدو قبل بدء المفاوضات". 

شَرْط [مفرد]: ج شُروط (لغير المصدر):
1 - مصدر شرَطَ.
2 - قاعدة أساسيَّة، صفة لازمة مطلوبة "العملُ شرط النجاح".
3 - (فق) ما لا يتمّ الشَّيء إلاّ به بدون أن يكون داخلاً في حقيقته "الوضوء شرط للصلاة".
4 - (قص) ما يوضع ليُلتزم به في بَيْعٍ أو نحوه "علّق قبوله على شرْط- بشرط كذا- شروط المعاهدة/ القبول" ° بشرط أن/ على شرط أن: مع الالتزام بأن- بلا قيد أو شرط: على نحوٍ مُطلقٍ تامٍّ غير مشروط- شرط جزائيّ: بند يُعيّن مبلغ العُطل أو الضرر الواجب دفعه في حالة عدم تنفيذ عقد- شرط لا بدَّ منه: واجب, لازم.
5 - (نح) ترتيب أمر على أمر آخر بأداة شرط بحيث إذا وُجد الأوّل وُجد الثاني "إنْ تذاكرْ تنجحْ".
• شروط تغيير: (فز) عدد من الشروط التي تحدِّد نظامًا فيزيائيًّا أو كيميائيًّا يمكن تغييره اعتباطيًّا بدون إفساد حالة توازن النّظام.
• فعل الشَّرْط: (نح) الركن الأوّل من ركني الجملة الشرطيّة.
• جواب الشَّرْط: (نح) الركن الثاني الذي يتمّ به الكلام في الجملة الشَّرطيّة مثل: إنْ تذاكر تنجح. 

شَرْطَة [مفرد]: ج شَرَطات وشَرْطات:
1 - (جب) علامة الطّرح في الحساب ورمزها (-).
2 - (لغ) مدَّة أفقيَّة قصيرة للفصل بين كلامين متّصلين، ترسم هكذا (-)، وهي إحدى علامات الترقيم "تكتبُ الجملة الاعتراضيَّة بين شرطتين". 

شُرْطة [جمع]: جج شُرُطات وشُرْطات وشُرَط، مف شُرْطيّ وشُرَطيّ: هيئة مُكلَّفة بحفظ الأمن، وتنظيم السَّير، وتطبيق القانون في البلاد "مركز الشّرطة" ° رجال الشُّرطة: رجال البوليس وهم أفراد المؤسَّسة المكلَّفة بالسَّهر على سلامة الشَّعب- شرطة التَّحرِّي- صاحب الشُّرطة: رئيسها.
• شُرْطة الآداب: الشُّرطة المكلَّفة بمراعاة الآداب العامّة.
• شُرْطة الإطفاء: الشُّرطة المكلَّفة بإطفاء الحرائق.
• شُرْطة النَّجدة: الشُّرطة السّريعة، فرقة من الشّرطة مجهّزة بأجهزة لاسلكيّة تُغيث الجمهور بأقصى سرعة.
• شُرْطة قضائيَّة: الشُرْطة المكلَّفة بملاحقة مرتكبي المخالفات وتسليمهم للعدالة.
• شُرْطة المرور: شُرْطة مكلّفة بتنظيم حركة المرور.
• الشُّرطة العسكريَّة: (سك) فرع من القوّات المسلّحة مهمّتها تنفيذ القانون في مكانٍ ما. 

شريط [مفرد]: ج أشرطة وشرائطُ وشُرُط:
1 - حبل مفتول "تحيط بالنُّصب شرائطُ الزِّينة".
2 - فتيلة السِّراج ° شريط النّار.
3 - سير من نسيج ونحوه ممدود ضيِّق العرض "ربط الهديَّة بالشّريط- شريط لاصق" ° شريط ناطق.
4 - قضيب حديديّ يجري عليه القطار.
• الشَّريط الحُدوديّ: المنطقة الفاصلة بين حدود بلدين.
• شريط القِياس: شريط من قماش أو معدن مقسَّم إلى أجزاء عشريَّة ومئويّة لقياس الأطوال والمسافات.
• شريط فيديو: شريط ممغنط تسجَّل عليه الصورة المرئيّة والصوت المصاحب لها.
• شريط تسجيل: شريط مغناطيسيّ تسجَّل عليه الأصوات. 

شريطة [مفرد]: ج شريطات وشرائطُ:
1 - شريط رفيع من نسيج ونحوه.
2 - شَرْط؛ أي: ما يوضع ليلتزم به في بيع ونحوه "اذهب إلى السينما شريطة أن تنتهي من مذاكرتك مبكرًا".
• شريطة ضابط: (سك) شارة، علامة مُميِّزة لرتبة عسكريّة.
• شريطة شعر: عصابة من حرير أو قطن بيضاء أو مختلفة الألوان قليلة العرض تعقدها الفتيات على شعورهن، ويزيِّنَّ بها الثياب. 

شريطيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى شريط.
2 - تاجر الأشرطة وصانعها.
• الدُّودة الشَّريطيَّة: (حن) حيوان طفيليّ من فصيلة الشَّريطيّات، يتراوح طول الدودة الكاملة بين مترين وخمسة أمتار، تتكوَّن من رأس صغير وجسم أبيض شريطيّ الشَّكل مُركَّب من حلقات مُنبسطة، تتطفَّل على أمعاء الفقاريّات بما في ذلك الإنسان فتمتصّ غذاءه المهضوم مُسبِّبة له سوء تغذية شديد. 

شريطيَّات [جمع]: (حن) طائفة من الدّود العريضات الطفيليَّة المركّبة من قطع متتابعة، منها التينيا الشريطيَّة. 

مِشْرط [مفرد]: ج مَشَارِطُ: اسم آلة من شرَطَ: مِبْضع، أداة يُشقُّ بها الجِلْد في الجراحة "مِشْرط جرّاح". 

مِشْرَطة [مفرد]: ج مَشَارِطُ: مِشْرَط؛ أداة يُشقّ بها الجِلْد. 

شرط: الشَّرْطُ: معروف، وكذلك الشَّريطةُ، والجمع شُروط وشَرائطُ.

والشَّرْطُ: إِلزامُ الشيء والتِزامُه في البيعِ ونحوه، والجمع شُروط. وفي

الحديث: لا يجوز شَرْطانِ في بَيْعٍ، هو كقولك: بعتك هذا الثوب نَقْداً

بدِينار، ونَسِيئةً بدِينارَيْنِ، وهو كالبَيْعَتين في بَيْعةٍ، ولا فرق عند

أَكثر الفقهاء في عقد البيع بين شَرْط واحد أَو شرطين، وفرق بينهما أَحمد

عملاً بظاهر الحديث؛ ومنه الحديث الآخر: نهى عن بَيْع وشَرْطٍ، وهو أَن

يكون الشرطُ ملازماً في العقد لا قبله ولا بعده؛ ومنه حديث بَرِيرةَ:

شَرْطُ اللّهِ أَحَقُّ؛ يريد ما أَظهره وبيَّنه من حُكم اللّه بقوله الولاء

لمن أَعْتق، وقيل: هو إِشارة إِلى قوله تعالى: فإِخْوانُكم في الدِّين

ومَوالِيكم؛ وقد شرَط له وعليه كذا يَشْرِطُ ويَشْرُطُ شَرْطاً واشْتَرَط

عليه. والشَّرِيطةُ: كالشَّرْطِ، وقد شارَطَه وشرَط له في ضَيْعَتِه

يَشْرِط ويَشْرُط، وشرَط للأَجِير يَشْرُطُ شَرْطاً.

والشَّرَطُ، بالتحريك: العلامة، والجمع أَشْراطٌ. وأَشْراطُ الساعةِ:

أَعْلامُها، وهو منه. وفي التنزيل العزيز: فقد جاء أَشْراطُها.

والاشْتِراطُ: العلامة التي يجعلها الناس بينهم.

وأَشْرَطَ طائفةً من إِبله وغنمه: عَزَلَها وأَعْلَمَ أَنها للبيع.

والشَّرَطُ من الإِبل: ما يُجْلَبُ للبيع نحو النَّاب والدَّبِرِ. يقال: إِن

في إِبلك شَرَطاً، فيقول: لا ولكنها لُبابٌ كلها. وأَشْرَط فلان نفسَه

لكذا وكذا: أَعْلَمها له وأَعَدَّها؛ ومنه سمي الشُّرَطُ لأَنهم جعلوا

لأَنفسهم علامة يُعْرَفُون بها، الواحد شُرَطةٌ وشُرَطِيٌّ؛ قال ابن

أَحمر:فأَشْرَطَ نفْسَه حِرصاً عليها،

وكان بنَفْسِه حَجِئاً ضَنِينا

والشُّرْطةُ في السُّلْطان: من العلامة والإِعْدادِ. ورجل شُرْطِيٌّ

وشُرَطِيٌّ: منسوب إِلى الشُّرطةِ، والجمع شُرَطٌ، سموا بذلك لأَنهم

أَعَدُّوا لذلك وأَعْلَمُوا أَنفسَهم بعلامات، وقيل: هم أَول كتيبة تشهد الحرب

وتتهيأُ للموت. وفي حديث ابن مسعود: وتُشْرَطُ شُرْطةٌ للموت لا يرجِعُون

إِلا غالِبين؛ هم أَوّل طائفة من الجيش تشهد الوَقْعة، وقيل: بل صاحب

الشُّرْطةِ في حرب بعينها؛ قال ابن سيده: والصواب الأَول؛ قال ابن بري:

شاهدُ الشُّرْطِيِّ احد الشُّرَطِ قول الدَّهناء:

واللّهِ لوْلا خَشْيةُ الأَمِيرِ،

وخَشْيَةُ الشرْطِيّ والثُّؤْثُورِ

الثُّؤْثورُ: الجلْوازُ؛ قال: وقال آخر:

أَعُوذُ باللّهِ وبالأَمِيرِ

من عامِل الشُّرْطةِ والأُتْرُورِ

وأَشْراطُ الشيء: أَوائلُه؛ قال بعضهم: ومنه أَشراطُ الساعةِ وذكرها

النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، والاشتقاقان مُتقارِبان لأَن علامة الشيء

أَوَّله. ومَشارِيطُ الأَشياء: أَوائلها كأَشْراطِها؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:تَشابَهُ أَعْناقُ الأُمُورِ، وتَلْتَوِي

مَشارِيطُ ما الأَوْرادُ عنه صَوادِرُ

قال: ولاواحد لها. وأَشْراطُ كلِّ شيء: ابتداء أَوَّله. الأَصمعي:

أَشْراطُ الساعةِ علاماتها، قال: ومنه الاشْتِراط الذي يَشْتَرِطُ الناسُ

بعضُهم على بعض أَي هي عَلامات يجعلونها بينهم، ولهذا سميت الشُّرَط لأَنهم

جعلوا لأَنفسهم علامة يُعْرَفون بها. وحكى الحطابي عن بعض أَهل اللغة أَنه

أَنكر هذا التفسير وقال: أَشراطُ الساعةِ ما تُنكِره الناسُ من صغار

أُمورها قبل أَن تقوم الساعة. وشُرَطُ السلطانِ: نُخْبةُ أَصحابه الذين

يقدِّمهم على غيرهم من جنده؛ وقول أَوس بن حجر:

فأَشْرَط فيها نفْسَه، وهو مُعْصِمٌ،

وأَلْقَى بأَسْبابٍ له وتَوَكَّلا

أَجعل نفْسَه علَماً لهذا الأَمر؛ وقوله: أَشْرَط فيها نفسه أَي هَيَّأَ

لهذه النَّبْعةِ. وقال أَبو عبيدة: سمي الشُّرَطُ شُرَطاً لأَنهم

أَعِدّاء. وأَشراطُ الساعةِ: أَسبابُها التي هي دون مُعْظَمِها

وقِيامِها.والشَّرَطانِ: نَجْمانِ من الحَمَلِ يقال لهما قَرْنا الحملِ، وهما

أَوَّل نجم من الرَّبيع، ومن ذلك صار أَوائلُ كل أَمْر يقع أَشْراطَه ويقال

لهما الأَشْراط؛ قال العجاج:

أَلْجَأَهُ رَعْدٌ من الأَشْراطِ،

ورَيْقُ الليلِ إِلى أَراطِ

قال الجوهري: الشرطانِ نجمانِ من الحَمَل وهما قَرْناه، وإِلى جانِب

الشَّمالِيِّ منهما كوكب صغير، ومن العرب من يَعُدُّه معهما فيقول هو ثلاثة

كواكب ويسميها الأَشراط؛ قال الكميت:

هاجَتْ عليه من الأَشْراطِ نافِجةٌ،

في فَلْتةٍ، بَيْنَ إِظْلامٍ وإِسْفارِ

والنَّسَبُ إِليه أَشْراطِيٌّ لأَنه قد غَلب عليها فصار كالشيء الواحد؛

قال العجاج:

من باكِرِ الأَشْراطِ أَشْراطِيُّ

أَرادَ الشَّرَطَيْنِ. قال ابن بري: الشَّرَطانِ تثنية شَرَطٍ وكذلك

الأَشْراطُ جمع شَرَطٍ؛ قال: والنسبُ إِلى الشَّرَطَيْنِ شرَطِيٌّ

كقوله:ومن شَرَطِيٍّ مُرْثَعِنٍّ بعامِر

قال: وكذلك النسَبُ إِلى الأَشْراطِ شَرَطِيٌّ، قال: وربما تسَبُوا

إِليه على لفظ الجمع أَشْراطِيٌّ، وأَنشد بيت العجاج. ورَوْضةٌ أَشْراطِيّة:

مُطِرَتْ بالشَّرَطَيْنِ؛ قال ذو الرمة يصف روضة:

قَرْحاءُ حَوَّاءُ أَشْراطِيّة وكَفَتْ

فيها الذِّهابُ، وحَفَّتْها البَراعِيمُ

يعني رَوْضةُ مُطرت بنَوء الشرَطينِ، وإِنما قال قرحاء لأَنَّ في

وسَطِها نُوَّارةً بَيْضاء، وقال حوَّاء لخُضْرةِ نباتها. وحكى ابن الأَعرابي:

طلَع الشَّرَطُ، فجاء للشَّرَطَيْنِ بواحد، والتثنيةُ في ذلك أَعْلى

وأَشْهر لأَن أَحدهما لا ينفصل عن الآخر فصارا كأَبانَيْنِ في أَنهما

يُثْبَتانِ معاً، وتكون حالَتُهما واحدة في كل شيء.

وأَشْرَطَ الرسولَ: أَعْجَله، وإِذا أَعْجَل الإِنسانُ رسولاً إِلى أَمر

قيل أَشْرَطَه وأَفْرَطَه من الأَشْراط التي هي أَوائل الأَشياء كأَنه

(* قوله «كأَنه إلخ» كذا بالأصل ويظهر ان قبله سقطاً.) من قولك فارِطٌ وهو

السابق.

والشَّرَطُ: رُذالُ المالِ وشِرارُه، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في

ذلك سواء؛ قال جرير:

تُساقُ مِن المِعْزَى مُهورُ نِسائهمْ،

ومِنْ شَرَطِ المِعْزَى لَهُنَّ مُهورُ

وفي حديث الزكاة: ولا الشَّرَطَ اللَّئيمة أَي رُذالَ المالِ، وقيل:

صِغارُه وشِراره. وشَرَطُ الناس: خُشارَتُهم وخَمّانُهم؛ قال الكميت:

وجَدْتُ الناسَ، غَيْرَ ابْنَيْ نِزارٍ،

ولَمْ أَذْمُمْهُمُ، شَرَطاً ودُونا

فالشَّرَطُ: الدُّونُ من الناسِ، والذين هم أَعظم منهم ليسوا بشرَطٍ.

والأَشْراطُ: الأَرْذالُ. والأَشْراطُ أَيضاً: الأَشْرافُ؛ قال يعقوب: وهذا

الحرف من الأضداد؛ وأَما قولُ حَسّانَ بن ثابت:

في نَدامى بِيضِ الوُجوهِ كِرامٍ،

نُبِّهُوا بَعْدَ هَجْعةِ الأَشْراطِ

فيقال: إِنه أَراد به الحرَسَ وسَفِلةَ الناس؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

أَشارِيطُ من أَشْراطِ أَشْراطِ طَيِّءٍ،

وكان أَبوهمْ أَشْرَطاً وابْن أَشْرَطا

وفي الحديث: لا تقومُ الساعةُ حتى يأْخُذَ اللّهُ شريطتَه من أَهلِ

الأَرض فيَبْقَى عَجاجٌ لا يَعْرِفون مَعْروفاً ولا يُنْكِرُون مُنْكَراً،

يعني أَهلَ الخيرِ والدِّينِ. والأَشْراطُ من الأَضْداد: يقع على الأَشراف

والأَرذال؛ قال الأَزهري: أَظُنُّه شَرَطَتَه أَي الخِيارَ إِلا أَنَّ

شمراً كذا رواه. وشرَطٌ: لقَب مالِكِ بن بُجْرَة، ذهَبوا في ذلك إِلى

اسْتِرْذالِه لأَنه كان يُحَمَّقُ؛ قال خالد بن قيس التيْمي يهجُو مالكاً

هذا:لَيْتَكَ إِذ رَهِبْتَ آلَ مَوْأَلَهْ،

حَزُّوا بنَصْلِ السيْفِ عند السَّبَلهْ

وحَلَّقَتْ بك العُقابُ القَيْعَلَهْ،

مُدْبِرةً بشَرَطٍ لا مُقْبِلَهْ

والغنمُ: أَشْرطُ المالِ أَي أَرْذَلُه، مُفاضَلةٌ، وليس هناك فِعْل؛

قال ابن سيده: وهذا نادِرٌ لأَن المُفاضلةَ إِنما تكون من الفعل دون الاسم،

وهو نحو ما حكاه سيبويه من قولهم أَحْنَكُ الشاتين لأَن ذلك لا فعل له

أَيضاً عنده، وكذلك آبَلُ الناسِ لا فِعْلَ له عند سيبويه. وشَرَطُ

الإِبلِ: حَواشِيها وصِغارُها، واحدها شَرَطٌ أَيضاً، وناقة شَرَطٌ وإِبل

شَرَطٌ. قال: وفي بعض نسخ الإِصلاح: الغنمُ أَشْراطُ المال، قال: فإِن صح هذا

فهو جمع شَرَط. التهذيب: وشَرَطُ المالِ صغارها، وقال: والشُّرَطُ

سُمُّوا شُرَطاً لأَن شُرْطةَ كل شيء خِيارُه وهم نُخْبةُ السلطانِ من جُنده؛

وقال الأَخطل:

ويَوْم شرْطةِ قَيْسٍ، إِذْ مُنِيت بِهِمْ،

حَنَّتْ مَثاكِيلُ من أَيْفاعِهمْ نُكُدُ

وقال آخر:

حتى أَتَتْ شُرْطةٌ للموْتِ حارِدةٌ

وقال أَوْسٌ: فأَشْرَط فيها أَي استخَفَّ بها وجعلها شَرَطاً أَي شيئاً

دُوناً خاطَرَ بها.

أَبو عمرو: أَشْرَطْتُ فلاناً لعمل كذا أَي يَسَّرْتُه وجعلته يليه؛

وأَنشد:

قَرَّبَ منهم كلِّ قَرْمٍ مُشْرَطِ

عَجَمْجَمٍ، ذِي كِدْنةٍ عَمَلَّطِ

المُشْرَطُ: المُيَسَّرُ للعمل. والمِشْرَطُ: المِبْضَعُ، والمِشْراطُ

مثله. والشَّرْطُ: بَزْغُ الحَجّام بالمِشْرَطِ، شَرَطَ يَشْرُطُ

ويَشْرِطُ شَرْطاً إِذا بزَغ، والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ: الآلةُ التي يَشْرُط

بها. قال ابن الأَعرابي: حدثني بعض أَصحابي عن ابن الكَلْبي عن رجل عن

مُجالِد قال: كنت جالساً عند عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن

أَبي طالب بالكوفة فأُتِيَ برجل فأَمَر بضَرْبِ عُنقه، فقلت: هذا واللّهِ

جَهْدُ البَلاء، فقال: واللّه ما هذا إِلا كشَرْطةِ حَجّامٍ بمشْرَطَتِه

ولكن جهد البلاء فَقْر مُدْقِعٌ بعد غِنىً مُوسع. وفي الحديث: نَهى النبي،

صلّى اللّه عليه وسلّم، عن شَرِيطةِ الشيطانِ، وهي ذبيحة لا تُفْرَى فيها

الأَوْداجُ ولا تُقْطَعُ ولا يُسْتَقْصَى ذبحُها؛ أُخذ من شَرْط الحجام،

وكان أَهل الجاهلية يقطعون بعضَ حَلْقِها ويتركونها حتى تموتَ، وإِنما

أَضافها إِلى الشيطان لأَنه هو الذي حملهم على ذلك وحسّن هذا الفعلَ

لدَيْهِم وسوّلَه لهم.

والشَّرِيطةُ من الإِبل: المشقُوقةُ الأُذن. والشَّرِيطةُ: شِبْه خُيوطٍ

تُفْتل من الخُوص واللِّيفِ، وقيل: هو الحبلُ ما كان، سمي بذلك لأَنه

يُشْرَطُ خُوصه أَي يُشَقُّ ثم يفتل، والجمع شَرائطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ

كشَعيرة وشَعير.

والشَّرِطُ: العَتِيدةُ للنساء تَضَعُ فيها طِيبَها، وقيل: هي عَتيدةُ

الطِّيبِ، وقيل: العَيْبةُ؛ حكاه ابن الأَعرابي وبه فُسِّر قولُ عَمْرو بن

مَعْدِ يكَرِب:

فَزَيْنُكَ في الشَّرِيطِ إِذا التَقَيْنا،

وسابِغةٌ وذُو النُّونَيْنِ زَيْني

يقول: زَيْنُكَ الطِّيبُ الذي في العَتِيدةِ أَو الثيابُ التي في

العَيْبة، وزَيْني أَنا السِّلاحُ، وعَنَى بذي النُّونين السيفَ كما سماه بعضهم

ذا الحَيّاتِ؛ قال الأَسود بن يَعْفُرَ:

عَلَوْتُ بِذي الحَيّاتِ مَفْرَقَ رأْسِه،

فَخَرَّ، كما خَرَّ النِّساءُ، عَبِيطَا

وقال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد الهُذليّ:

وما جَرَّدْتُ ذا الحَيّاتِ، إِلاّ

لأَقْطَعَ دابِرَ العَيْشِ، الحُبابِ

(* قوله «الحباب» ضبط في الأصل هنا وفي مادة دبر بالضم، وقال هناك:

الحباب اسم سيفه.)

كانت امرأَته نظرت إِلى رجل فضرَبها مَعْقِلٌ بالسيف فأَتَرَّ يَدَها

فقال فيها هذا، يقول: إِنما كنت ضربْتُكِ بالسيفِ لأَقْتُلَكِ فأَخْطأْتكِ

لجَدِّكِ:

فَعادَ عليكِ أَنَّ لَكُنّ حَظّاً،

وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ

وقال أَبو حنيفة: الشَّرَطُ المَسِيلُ الصغير يجيء من قَدر عشرة أَذرُع

مِثل شَرَطِ المال رُذالِها، وقيل الأَشْراطُ ما سال من الأَسْلاقِ في

الشِّعابِ.

والشَّرْواطُ: الطويلُ المُتَشَذِّبُ القليل اللحْم الدقيقُ، يكون ذلك

من الناس والإِبل، وكذلك الأُنثى بغير هاء؛ قال:

يُلِحْنَ من ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ،

مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ

قال ابن بري: الرجَز لجسَّاسِ بن قُطَيْبٍ والرجز مُغَيَّرٌ؛ وصوابه

بكماله على ما أَنشده ثعلب في أَمالِيه:

وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ،

باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ

تَنْجُو إِذا قيل لها يَعاطِ،

فلو تَراهُنَّ بذي أُراطِ،

وهنَّ أَمثالُ السُّرَى الأَمْراطِ،

يُلِحْنَ من ذي دَأَبٍ شِرْواطِ،

صاتِ الحُداءِ شَظِفٍ مِخْلاطِ،

مُعْتَجِرٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ

على سَراوِيلَ له أَسْماطِ،

ليست له شَمائلُ الضَّفَّاطِ

يتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاطِ،

ومُسْرَبٍ آدَمَ كالفُسْطاطِ( ) قوله «ومسرب» كذا في الأَصل بالسين

المهملة ولعله بالشين المعجمة.

خَوَّى قليلاً، غيرَ ما اغْتِباطِ،

على مَباني عُسْبٍ سِباطِ

يُصْبِحُ بعد الدَّلَج القَطْقاطِ،

وهْو مُدِلٌّ حسَنُ الأَلْياطِ

الأَلْياطُ: الجُلود. ومُلَحَّب: طريق. وأَطّاطٌ: مُصوِّتٌ. ويَعاطِ:

زَجْر. وأُراطٌ: موضع. والسُّرَى، جمع سُرْوةٍ: السَّهْم. والأَمْراطُ:

المُتمرِّطةُ الرِّيشِ. ويُلِحْن: يَفْرَقْنَ. والدّأَبُ: شدَّة السَّيْر

والسَّوْقِ. والشَّظَفُ: خُشونة العيْشِ. والضَّفّاطُ: الكثير اللحم، وهو

أَيضاً الذي يُكْرَى من مَنْزِل إِلى منزل. والمِلاطُ: المِرْفَقُ،

وعُسُبٌ قَوائمه. وسِباطٌ: جمع سَبْطٍ. والقَطْقاطُ: السريعُ. الليث: ناقة

شِرْواطٌ وجمل شِرْواط طويل وفيه دِقّة، الذكر والأُنثى فيه سواء. ورجل

شِرْوَطٌ: طويل. وبنو شَرِيطٍ: بطن.

الخصوص

الخصوص: أحدية كل شيء بتعينه، فلكل شيء حينئذ وحدة تخصصه. 
الخصوص:
[في الانكليزية] Particular
[ في الفرنسية] Particulier
بالفتح والضم في اللغة الانفراد ويقابله العموم. وعند المنطقيين كون أحد المفهومين غير أشمل من الآخر إمّا مطلقا أو من وجه، ويسمّى ذلك المفهوم خاصا وأخصّ إمّا مطلقا أو من وجه، ويجيء في لفظ العموم ولفظ الكلي.
اعلم أنّ الخصوص قد يعتبر بحسب الصدق وقد يعتبر بحسب الوجود وقد يعتبر بحسب المفهوم، ويجيء في لفظ النسبة. ويطلق عندهم أيضا على كون القضية مخصوصة حملية كانت أو شرطية. وعند الأصوليين كون اللفظ موضوعا بوضع واحد لواحد أو لكثير محصور، وذلك اللفظ يسمّى خاصا. فاللفظ بمنزلة الجنس يشتمل المستعمل والمهمل، والموضوع يخرج المهمل والمراد بالوضع تخصيص اللفظ بإزاء المعنى فيدخل فيه الحقيقة والمجاز. وتقييد الوضع بالوحدة يخرج المشترك بالنسبة إلى معانيه المتعددة. والمراد بالواحد في قولهم لواحد أعمّ من الواحد الشخصي كزيد ويسمّى هذا الخصوص خصوص العين، ومن الواحد الجنسي كالإنسان ويسمّى هذا الخصوص خصوص الجنس، ومن الواحد النوعي كرجل وامرأة ويسمّى هذا الخصوص خصوص النوع، وقولهم لكثير يشتمل التثنية والجمع المنكر والعام واسم العدد. وقيد محصور يخرج المنكر والعام. وذكر فخر الإسلام أنّ الخاص كل لفظ وضع لمعنى واحد على الانفراد وكل اسم وضع لمسمّى معلوم على الانفراد. فالوضع يشتمل وضع الحقيقة والمجاز وخرج به المهمل. وبقيد الوحدة خرج المشترك والمطلق أيضا عند من يقول بأنّه واسطة بين الخاص والعام وهو قول بعض مشايخ الحنفية والشافعية لأنّ المطلق ليس بمعترض للوحدة ولا للكثرة لأنها من الصفات، والمطلق متعرض للذات دون الصفات. وبعضهم جعل المطلق من الخاص النوعي، وكذا الحال في التعريف الأول في شموله للمطلق وعدم شموله له. وبقيد الانفراد خرج العام ولم تخرج التثنية لأنّه أراد بالانفراد عدم المشاركة بين الأفراد، وقد تمّ التعريف بهذا، ويتناول خصوص العين والجنس والنوع إلّا أنّه أفرد خصوص العين بالذكر بطريق عطف الخاص على العام إشارة إلى كمال مغايرته لخصوص الجنس والنوع وقوة خصوصه بحيث لا شركة في مفهومه أصلا. فعلى هذا المراد بالمعنى مدلول اللفظ وقيل المراد بالمعنى ما يقابل العين كالعلم والجهل. هذا تعريف لقسمي الخاص الاعتباري والحقيقي تنبيها على جريان الخصوص في المعاني والمسمّيات بخلاف العموم فإنّه لا يجري العموم في المعاني، وهذا وهم إذ ليس المراد بعدم جريان العموم في المعاني أنه مختص باسم العين دون اسم المعنى للقطع بأنّ مثل لفظ العلوم والحركات عام، بل المراد أنّ المعنى الواحد لا يعمّ متعددا.
واعترض عليه أيضا بأنّه إذا كان تعريفا لقسمي الخاص كان الواجب إيراد كلمة أو دون الواو لأنّ المحدود ليس مجموع القسمين. وجوابه أنّ هذا بيان لقسميه على وجه يؤخذ منه تعريف القسمين بدليل أنه ذكر كلمة كل والخاص اسم لكل من القسمين لا لأحد القسمين، على أن الواو قد تستعمل بمعنى أو. وقيل المراد أنّ لفظ الخاص مقول بالاشتراك على معنيين أحدهما الخاص مطلقا والآخر خاص الخاص أعني الاسم الموضوع للمسمّى المعلوم أي المعين المشخص. وبالجملة فعلى هذا الخاص يطلق على معنيين أحدهما ما يعمّ الأقسام الثلاثة، وثانيهما ما هو أحد أقسامه وهو خاص العين. هذا كله خلاصة ما في التلويح وكشف البزدوي ويجيء ما يتعلق بهذا في لفظ العموم.

لكز

[لكز] نه: فيه: "لكزني" أبي، اللكز: الدفع بالكف في الصدر. ن: ومنه: "يلكز" الشيطان.
(ل ك ز) : (اللَّكْزُ) الضَّرْبُ بِجُمْعِ الْكَفِّ عَلَى الصَّدْرِ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَمِنْهُ «لَيْسَ فِي اللَّطْمَةِ وَلَا فِي اللَّكْزَةِ قِصَاصٌ» .
ل ك ز : لَكَزَهُ لَكْزًا مِنْ بَابِ قَتَلَ ضَرَبَهُ بِجُمْعِ كَفِّهِ فِي صَدْرِهِ وَرُبَّمَا أُطْلِقَ عَلَى جَمِيعِ الْبَدَنِ. 
ل ك ز

لكزه بجمع كفّه، وهو شديد اللّكزة والوكزة، ولاكزه ملاكزة، وتلاكزا.

ومن المجاز: فلان ملكّز: ذليل مدفّع.
(ل ك ز)

لكزه يلكزه لكزا: وَهُوَ الضَّرْب بِالْجمعِ فِي جَمِيع الْجَسَد.

وَقيل: هُوَ الوجء فِي الصَّدْر والحنك بِجمع.
(لكز) - في حديث عائشةَ - رضي الله عنها -: "لَكَزَني أبِى لَكْزَةً"
وهي الدَّفع بِجُمعِ الكَفِّ في الصَّدْر، وهو نحو الَّلكم والَّلدْمِ، والَّلقْز كذلك.
[لكز] أبو عبيدة: اللَكْزُ: الضرب بالجُمْعِ على الصدر. وقال أبو زيد: في جميع الجسد. وقولهم في المثل: " يحمل شن ويفدى لكيز "، هما ابنا أفصى بن عبد القيس بن أفصى ابن دعمى بن جديلة.
ل ك ز: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: (اللَّكْزُ) الضَّرْبُ بِالْجُمْعِ عَلَى الصَّدْرِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: فِي جَمِيعِ الْجَسَدِ. 

لكز


لَكَزَ(n. ac. لَكْز)
a. Punched, thumped; pushed back.

لَاْكَزَa. Boxed with.

تَلَكَّزَ
a. ['Ala] [ coll. ], Criticised;
satirized.
تَلَاْكَزَa. Boxed.

لَكْزَةa. Blow; punch.

لَكِزa. Avaricious.

N. P.
لَكَّزَa. Abject.

لَكِس
a. Stubborn.
لكز
اللَّكْزُ: الوَجْءُ في الصَّدْرِ بجُمْع اليَدِ، وكذلك في الحَنَكِ. واللِّكَازُ في البَكْرةِ: نِخَاسَتُه. واللَّكِزُ - بمنزلة اللَّحْزِ -: البَخِيْلُ، وقَوْمٌ لَكِزُوْنَ.
وفي المَثَل: " يَحْمِلُ شَن ويُفَدّى لُكَيْزٌ " وهما أخَوَانِ، يُضْرَبُ لوَضْع الشَّيْءِ في غير مَوْضِعِه.
لكز: وردت في (ألف ليلة وليلة 3: 6) بمعناها المجازي: وفي صدر ذلك المجلس رجل عظيم محترم قد لكزه الشيب في عوارضه.
تلكز على فلان: سخر منه (بوشر).
التكز: انظرها في معجم (فوك) في مادة pugnus.
لُكْزة وجمعها لُكَز (في المعجم اللاتيني- العربي مادة colafis) ضربة على، لكمة أو ركلة على (المعجم اللاتيني - العربي، فوك، دومب 90، هلو).
لكز
لكَزَ يلكُز، لَكْزًا، فهو لاكِز، والمفعول مَلْكوز
• لكَزه في صدره: لكمَه، ضربه بجُمْعِ كَفِّه فيه "لكز جوادَه ففرّ به كالسهم- يلكُز شخصًا ليُثير انتباهَه- {فَلَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [ق] ". 

لَكْز [مفرد]: مصدر لكَزَ. 

لكز

1 لَكَزَهُ, aor. ـُ (Mgh, Msb,) inf. n. لَكْزٌ, (S, Mgh, Msb, K,) He struck him upon the breast (AO, S, A, Mgh, Msb, K) with the fist: (AO, S, Mgh, Msb:) and upon the حَنَك [or part beneath the chin]: (A, K:) and upon the neck: (K:) or upon any part of the body with the fist: (Az, S, Msb:) or with the extremities of the fingers: (TA, art. لقز:) he pushed, or impelled, or repelled, him: (TA, ibid.:) he thrust or pierced him [with a spear or the like]: (TA, art. لز:) لَكْزٌ is also syn. with وَكْزٌ [which has several significations, some of which are indentical with some explained above]. (K.) Yousay also, لَكَزَهُ بِجُمْعِ كَفِّهِ He struck him upon the breast, or the part called حَنَك, with his fist. (A.) 3 لاكزهُ, inf. n. مُلَاكَزَةٌ, [He contended with him in striking upon the breast, or the part beneath the chin, &c., with the fists.] (A, TA.) 6 تلاكزا [They two contended in striking each other upon the breast, or the part beneath the chin, &c., with their fists]. (A, TA.) لَكْزَةٌ A blow upon the breast, (A, Mgh,) and upon the part beneath the chin, [&c.,] (A,) with the fist. (Mgh.) مُلَكَّزٌ (tropical:) A low, an abject, or a despicable, man, who is repelled (A, TA) from the doors. (TA.)
لكز
وَقد لَكَزَه يَلْكُزُه لَكْزَاً. وَقيل: هُوَ الضربُ بالجُمْع فِي جَمِيع الجسَد، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن أبي زيد. قيل: اللَّكْزُ هُوَ الوَجْءُ فِي الصَّدْر بجُمْع الْيَد، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن أبي عُبَيْدة، كَذَلِك فِي الحنَك. وَيُقَال: هُوَ شديدُ اللَّكْزَةِ والوَكْزَة. اللَّكْز: د، خَلْفَ دَرْبَنْدَ كَذَا نَقله الصَّاغانِيّ. قلتُ: هُوَ دَرْبَنْد شِرْوانَ وَهُوَ بابُ الْأَبْوَاب. والصوابُ أنّ اللَّكْزَ اسمُ أُمَّةٍ من الْأُمَم خَلْفَ بَاب الْأَبْوَاب، لَا بَلَدٌ، وهم المشهورون الْآن باللزكى الَّذِي يُغيرون على بلادِ الكَرَجِ ومَن والاهُم. وَقَالَ ياقوتٌ: وَمِمَّا يَلِي بابَ الْأَبْوَاب بلدُ اللَّكْز، وهم أُمَمٌ كثيرةٌ ذَوُو خَلْقٍ وأجسامٍ، وضِياعٍ عامرةٍ، وكُورَةٍ مَأْهُولةٍ، فِيهَا أَحْرَارٌ يُعرَفون بالخَماشِرَة، وفَوْقَهم المُلوك، ودونَهم المَشاقّ، وَبينهمْ وَبَين بَاب الأبوابِ بلد طَبَرسَران شاه، وهم بِهَذِهِ الصفةِ من البأسِ والشِّدَّةِ والعَمارة الْكَثِيرَة، إلاّ أنّ اللَّكْزَ أكثرُ عَدَدَاً، وأَوْسَعُ بَلَدا. اللَّكِزُ، ككَتِف: الْبَخِيل. اللَّكَاز ككِتاب: نِخاسَةُ البَكَرة. قَالَه الصَّاغانِيّ، وَهِي رُقعةٌ تُدخَلُ فِي ثَقْبِ المِحْوَرِ إِذا اتَّسع. وَسَيَأْتِي للمصنِّف فِي لهز وَفِي نخس فذِكرُه هُنَا مُخلٌّ بالاختصار، كَمَا لَا يخفى. وشَنٌّ ولُكَيْزٌ، كزُبَيْر: ابْنا أَفْصَى بن عبد القَيْس بن أَفْصَى بن دُعْميِّ بن جَديلةَ، يُقَال: إنَّهُمَا كَانَا مَعَ أمِّهما ليلى بنت قُرّان فِي سَفَرٍ حَتَّى نَزَلَتْ ذَا طُوى، فلمّا أَرَادَت الرَّحيلَ فَدَّتْ لُكَيْزاً، أَي قَالَت لَهُ: فِداكَ أبي وأمِّي، وَدَعَتْ شَنَّاً ليحملَها،) فَحَمَلها وَهُوَ غَضْبَان، حَتَّى إِذا كَانَا فِي الثَّنِيَّةِ رمى بهَا عَن بعيرِها فماتتْ، فَقَالَ شَنٌّ: يَحْمِلُ شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ. فَجرى مثَلاً، يُضرَبُ فِي وَضْعِ الشيءِ فِي غير مَوْضِعه، وَقيل: يُضرَبُ لمن يُعاني مِراسَ الْعَمَل فيُحرَم، ويَحْظَى غيرُه فيُكرَم، ثمّ قَالَ شَنٌّ لِأَخِيهِ: عليكَ بجَعَراتِ أمِّكَ يَا لُكَيْز. وَهَذِه الجملةُ الأخيرةُ غيرُ مُحتاجةٍ فِي الْإِيرَاد هُنَا، وَقد تَرَكَها غيرُه من المُصَنِّفين نَظَرَاً للاختصار فإنّ الإطالةَ فِي بيانِ قَصَصٍ محَلُّه كُتُبُ الْأَمْثَال، وَلذَا اقْتَصرَ الجَوْهَرِيّ على إيرادِ المثَلِ فَقَط. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: لاكَزَه مُلاكَزَةً، وتَلاكَزا. منَ المَجاز: هُوَ مُلَكَّزٌ، كمُعَظَّمٍ، أَي ذليلٌ مُدَفَّعٌ عَن الْأَبْوَاب، كَمَا فِي الأساس.

لكز



لَكْزٌ [inf. n. of لَكَزَهُ] i. q. طَعْنٌ, like لَزٌّ. (TA, art. لز.)

بكك

بكك: {بكة}: اسم لبطن مكة، وقيل: اسم لمكان البيت. 
ب ك ك

تباكت الإبل على الحوض: تزاحمت. وتقول: تباكوا، فتداكوا. وسميت بكة لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة، إذا ألحدوا فيها بظلم لم يناظروا أي لم ينتظر بهم. وتقول أحمق باك، من هو في الحق شاك.
[بكك] بكَّ فلان يَبُكُّ بَكَّةً، أي زحم. ومنه قول الراجز: إذا الشريب أخذته أكه فخله حتى يبك بكه يقول: إذا ضجر الذي يورد إبله مع إلك لشدة الحر انتظار فخله حتى يزاحمك. وتبارك القوم، أي ازدحموا. وبَكَّ عنقَه، أي دَقَّها. وبكة: اسم بطن مكة، سميت بذلك لازدحام الناس. ويقال سميت لا - ها كانت تبك أعناق الجبابرة. والابك: موضع. قال الراجز: جربة كحمر الابك لا ضرغ فيها ولا مذكى وبعلبك: بلد، وهما كلمتان جعلتا واحدة، وقد ذكرنا إعرابه في حضر موت من باب الراء. والنسبة إليه بعلى، وإن شئت بكى، على ما ذكرنا في عبد شمس.

  ] بعكوكة الناس: مجتمعهم.
(ب ك ك) و (ب ك ب ك)

بك الشَّيْء يبكه بكاًّ: خرقه أَو فرقه.

وَبِك الرجل صَاحبه يبكه بكاًّ: زاحمه أَو رَحمَه، قَالَ:

إِذا الشريب أَخَذته أكه

فخله حَتَّى يبك بكه

قَالَ ابْن دُرَيْد: كَأَنَّهُ من الاضداد، يذهب فِي ذَلِك إِلَى انه التَّفْرِيق والازدحام.

وكل شَيْء تراكب: فقد تباك.

وتباك الْقَوْم: تزاحموا.

والبكبكة: الازدحام.

وَقد تبكبكوا.

وبكبك الشَّيْء: طرح بعضه على بعض ككبكبه.

وَجمع بكباك: كثير.

وَرجل بكباك: غليظ. وَبِك الرجل يبكه بكا: رد نخوته وَوَضعه.

وَبِك عُنُقه يبكها بكاًّ: دقها.

وبكة: مَكَّة، سميت بذلك لِأَنَّهَا كَانَت تبك اعناق الْجَبَابِرَة إِذا الحدوا فِيهَا بظُلْم.

وَقيل: لِأَن النَّاس يتباكون فِيهَا من كل وَجه: أَي يتزاحمون.

وَقَالَ يَعْقُوب: بكة: مَا بَين جبلي مَكَّة، لِأَن النَّاس يبك بَعضهم بَعْضًا فِي الطّواف: أَي يزحم حَكَاهُ فِي الْبَدَل.

والأبك: الْعَام الشَّديد لِأَنَّهُ يبك الضُّعَفَاء والمقلين.

والأبك: الْحمر الَّتِي يبك بَعْضهَا بَعْضًا، وَنَظِيره قَوْلهم: " الاعم " فِي الْجَمَاعَة، " وَالْأَمر " لمصارين الفرث.

والأبك: مَوضِع نسبت الْحمر إِلَيْهِ. فَأَما مَا انشده ابْن الْأَعرَابِي:

جربة كحمر الأبك

فَزعم أَنَّهَا الْحمر يبك بَعْضهَا بَعْضًا، ويضعف ذَلِك أَن فِيهِ ضربا من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه، وَهَذَا مستكره، وَقد يكون الأبك، هَاهُنَا: الْموضع، فَذَلِك أصح للإضافة.

والبكبكة: شَيْء تَفْعَلهُ العنز بِوَلَدِهَا.

والبكبكة: الْمَجِيء والذهاب.
بكك
{بَكَّهُ} يَبُكُّه {بَكَّا: خرَقَه أَو فرَّقَه عَن ابنِ دُرَيْد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو:} بَكَّ الشَّيءَ، أَي فَسَخَه. وبَكَّ فلانٌ فُلانًا يَبُكُّه بكًّا: زاحَمَه، قَالَ عامانُ بنُ كَعْبٍ: إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ فخَلِّه حَتّى {يَبُكَّ} بَكَّهْ يَقُول: إِذا ضَجِرَ الَّذِي يُورِدُ إِبِلَه مَعَ إِبِلِكَ لشِدَّةِ الحَرِّ انْتِظارًا فخَلِّه حتّى يُزاحِمَك. أَو بَكَّهُ يَبُكُّه بَكًّا: إِذا رَحِمَهُ، ضِدٌّ هَكَذَا فِي سَائِر نسخ الْكتاب بالراءِ، وراجعت كتاب الجَمَهَرةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ، فرأَيْتُه قَالَ فِيها:! وبَكَّ فلانٌ يَبُكّ بَكًّا: زَحَم، وبَك الرَّجُل صاحِبَه بَكاً: زاحَمَه، أَو زَحَمَه هَكَذَا بالزّاي، ثمَّ قَالَ: كأَنه من الأضّدادِ، وقالَ ابنُ سِيدَهْ: يَذْهَب فِي ذَلِك إِلى أَنَّه التَّفْرِيقُ والازْدِحامُ، فعرِفَ أَنّ الضِّدِّيّةَ لَيست فِي زاحَم ورَحِم كَمَا توهَّمَه المُصَنف وإِنّما هِيَ بينَ فَرَقَه وزاحَمَه، وَلَو قَالَ: بكَّه: خَرَّقه، وفِسَخَه، وفَرَّقَه، وزاحَمَه، وزَحَمَه، ضِدٌّ لأصابَ، فتأَمَّلْ ذَلِك.
وبَكَّةُ يَبكُّه بَكًّا: رَدَّ نَخْوَتَه، ووَضَعَه نقلَهُ ابنُ بَري فِي تَرْجَمَة ر ك ك. وبَكَّه بَكّاً: فَسَخَه.
قلتُ: هَذَا بعينِه قوِلُ أبي عَمرو الَّذِي تَقَدّم إِلاَّ أَنْ يكونَ الأولُ فسَحَه بالحاءِ المُهْمَلة وَهَذَا بالخاءِ المُعْجَمة، فتأَمّل.
وبَكَّ عُنُقَه بَكًّا: دَقَّها. قيل: ومِنْهُ تَسمِيَة {بَكَّة لمَكَّةَ شَرّفَها اللَّهُ تعالَى فِي قولِه تَعالَى: إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ للنّاسِ لَلّذِي} ببَكّةَ مبارَكاً. أَو هُوَ اسمٌ لما بَيْنَ جَبَلَيها حكاهُ يَعْقُوبُ فِي البَدَلِ أَو لِلمَطَافِ. أَو مَوْضِع البَيتِ ومَكَّةُ سائِرٌ البَلَد، أَو بَطْن مَكَّة. واخْتُلِفَ فِي وَجه تَسمِيَتِها على أَقوالٍ، فقِيلَ: لدَقِّها أَعْناقَ الجَبابِرَة إِذا أَلْحَدُوا فِيهَا بظُلْمٍ، زادَ)
الزَّمَخْشَرِيُّ: لم يناظَرُوا، أَي لم يُنْتَظَر بِهِم، أَو لازْدِحامِ النّاسِ بِها من كلِّ وَجْهٍ، وقالَ يَعْقوبُ: لأَنَّ الناسَ {يَبُكُّ بعضُهم بَعْضًا فِي الطوافِ، أَي يَزْحَمُ، وَقَالَ غيرُه: فِي الطّرُقِ أَي يَدْفَعُ، وَقَالَ الحَصَن: يتَباكونَ فِيهَا من كُلِّ وَجْهٍ، وَقَالَ ابنُ عَبّاس: لِبَكِّ الأَقْوام بَعْضهَا بَعْضاً، وقِيلَ: من بَكَّه: إِذا فَسَخَه، وَقيل: من} بَكَّه: إِذا رَدَّ نَخْوَتَه، وَفِي حَديثِ مُجاهِدٍ: من أَسْماءِ مَكَّةَ بَكَّةُ وَالْبَاء وَالْمِيم يتَعاقَبانِ، وَهُوَ قولُ القُتَيبي. وبَكَّ الرَجُلُ: افْتَقر. وبَكَّ: إِذا خَشُنَ بَدَنُه شجاعةَ كِلاهُما عَن أبي عَمْرو. وبَكَّ المَرأَةَ بَكاً: نَكَحَها، أَو جَهَدَها جِماعاً.! وتباكَّ الشيءُ: إِذا تَراكَمَ وتَراكَبَ.
(و) {تَباكَّ القَوْمُ: ازْدَحَموا وَمِنْه الحَدِيثُ:} فتَباكَّ الناسُ عَلَيهِ أَي: تَزاحَمُوا {كبَكْبَكُوا} بَكْبَكَةً، وَهَذِه عَن ابنِ دُرَيْد. {والبَكْبَكَةُ: طَرحُ الشّيءِ بعضِه على بَعْض وَكَذَلِكَ الكبكَبَة. (و) } البَكْبَكَةُ: الازْدِحامُ وَهَذَا قد تَقَدَّم عَن ابنِ دُرَيْد قَرِيبا، فَهُوَ تَكْرار.
والبَكْبَكَةُ: المَجِيءُ والذَّهابُ. وَأَيْضًا: هَزُّ الشيءِ.
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هُوَ تَقْلِيبُ المَتاعِ. وَقَالَ اللّيْثُ: هُوَ شَيءٌ تَفْعَلُه العَنْزُ بوَلَدِها. وقالَ غيرُه: {الأَبَكُّ: العامُ الشَّدِيدُ لأَنَّهُ} يَبُكّ الضُّعَفاءَ والمُقِلِّينَ، كَمَا فِي اللِّسانِ. والأَبَكُّ: الَّذِي يَبُكُّ الحُمُرَ والمَواشِيَ وغَيرَها وجَمْعُه: {بُكٌّ، قَالَه ابنُ عَبّادٍ.
والأَبَكُّ: العَسِيفُ يَسعَى فِي أُمُورِ أَهْلِه يُقال: هُوَ} أَبَكّ بني فُلان: إِذا كَانَ عَسِيفاً لَهُم يَسعَى فِي أمُورِهم. والأَبَكُّ: قالَتْ قُطَيَّةُ بنت بِشْرٍ الكِلابِيَّةُ: جَرَبَّةٌ من حُمُرِ الأَبَكِّ لَا ضَرَعٌ فِيهَا وَلَا مُذَكِّى هكَذا أَنْشَدَه ابنُ الْأَعرَابِي، وزَعَم أَنْ الأَبَكَّ هُنا جَماعَةُ الحُمُرِ {تَبُكُّ بعضُها بَعْضًا، ونَظِيره قولُهم: الأَمَرّ لمَصارِينِ الفَرثِ، والأَعَمُّ للجَماعَةِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: ويُضْعِفُ ذَلِك أَنّ فِيهِ ضَرباً من إِضافةِ الشّيءِ إِلىِ نَفْسِه، وَهَذَا مُستَكْرَه، وَقد يكون الأبَكّ، هُنَا المَوْضِعُ، فَذَلِك أَصَحُّ للإِضافَةِ، وَقد صَحَّفَه المُصَنّف بآبَك كهاجَر، فذَكَرَه فِي أَوّلِ حَرفِ الكافِ، ووزنه بأَحْمَد، وَقد نَبَّهْنا هُنالك. والأَبَكُّ الأَجْذَمُ} بُكّانٌ، عَن ابنِ عَبّاد. وذَكَرٌ {بَكبَكٌ أَي مِدْفَعٌ قَالَ: واكْتَشَفَتْ لناشِئٍ دَمَكْمَكِ عَن وارمِ أَكْظارُه عَضَنَّكِ تقولُ دَلِّصْ سَاعَة لابل نِك فداسَها بأَذْلَغِي بَكْبك وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ:} البَكْباكُ: القَصِير جِداً وَهُوَ الَّذِي إِذا مَشَى تَدَحْرَجَ من قِصَرِه. وَقَالَ أَبو عُبَيد: أَحْمَقُ {باكٌّ تاكٌّ} وبائِكٌ تائك: لَا يَدْري صوابَهُ مِنْ خَطَئه وَفِي المحيطِ: هُوَ الَّذِي يَتَكَلّمُ بِمَا يَدْرِي وَبِمَا لَا يَدْرِي. وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: {البكُكُ بضَمَّتَيْنِ: الأَحْداثُ الأَشِدّاءُ. قَالَ: وأَيْضَاً الحُمُرُ النَّشِيطَةُ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقال: إِنّه} لبُكابِكٌ كغلابِط، أَي: مَرِح) هَبِصٌ. وقالَ غيرُه: {باكْباكُ: اسمُ رَجُلٍ، نقَلَه الصَّاغَانِي.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: جَمْعٌ} بَكْباكٌ، أَي: كَثِيرٌ. ورَجُلٌ بَكْباكٌ، أَي: غَلِيظٌ، قالَه ابنُ درَيْد. ويُقالُ للجَارِيَةِ السَّمِينَةِ: {بَكْباكَة، وكَبكابَةٌ، ووَكْواكَةٌ، وكَوكاةٌ، ومَرمارَةٌ، ورَجْراجَةٌ.} والأَبَكُّ: جماعَة الحُمُرِ عَن ابنِ الأَعرابِيِّ، وَقد تقَدَّمَ. ويُقال: {بَكِكْتَ يَا فُلانُ، بالكسرِ، تَبَكُّ، بالفتحِ: أَي جُذِمْتَ، عَن ابنِ عَبّاد. قَالَ:} وبَكَّها بحِمْلِه: أَثْقَلها. قالَ: {وبَكَّ الدّابَّةَ: جَهَدَها فِي السّيرِ. قَالَ: ورَجُلٌ} بَكْباكٌ: {يُبَكْبِكُ كُلَّ شيءٍ، أَي: يَهُزُّه ويَنْفُضُه.} والبَكْبَكَةُ: حَنِينُ النّاقَةِ وصَوتُها. {وتَبَكْبَكُوا على فُلانٍ: ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ. وقالَ ابنُ الأَعرابِي: تَباكَّتِ الإبِلُ: ازْدَحَمَت على الماءِ.} والأَبَكّانِ: تَثْنِيَةُ {الأَبَكِّ: جَبَلانِ يُشْرِفانِ على رَحْبَةِ الهَدّار باليَمامَةِ.
} وباكَّة، بتَشْدِيدِ الكافِ: حِصْنٌ بالأَندَلُسِ، من نواحِي بَربُشْتَرَ، وَهُوَ الْيَوْم بيَدِ الإِفْرِنْجِ، نقَلَهُما ياقوت.

بكك


بَكَّ(n. ac. بَكّ)
a. Pressed, jostled.
b. Tore, rent.
c. Was rough.

تَبَاْكَكَa. Jostled one another.

بَاْكِكa. Blockhead, nincompoop.
[بكك] فيه: "فتباك" الناس عليه أي ازدحموا، و"بكة" من أسماء مكة لأنها تبك أعناق الجبابرة أي تدقها وقيل: بكة موضع البيت ومكة سائر البلد.
ب ك ك: (بَكَّ) زَحَمَ وَ (الْبَكُّ) مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الدَّقِّ وَ (بَكَّ) عُنُقَهُ دَقَّهَا وَبَابُهُمَا رَدَّ. وَ (بَكَّةُ) اسْمُ بَطْنِ مَكَّةَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِازْدِحَامِ النَّاسِ. وَقِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَبُكُّ أَعْنَاقَ الْجَبَابِرَةِ. وَ (بَعْلَبَكُّ) بَلَدٌ وَهُمَا كَلِمَتَانِ جُعِلَتَا وَاحِدَةً وَقَدْ ذَكَرْنَا إِعْرَابَهُ فِي حَضْرَمَوْتَ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (بَعْلِيٌّ) وَإِنْ شِئْتَ (بَكِّيُّ) . 

بكك: البَكُّ: دق العنق. بَكَّ الشيءَ يَبُكُّه بَكاً: خرقه أو فرقه.

وبَكَّ فلان يَبُكُّ بَكَّةً أي زحم. وبَكَّ الرجلُ صاحبه يَبُكُّه بَكاً:

زاحمه أو زَحمَهُ؛ قال:

إذا الشَّرِيبُ أخذَتْه أكَّهُ،

فَخَلِّهِ حتى يَبُكَّ بَكَّهْ

يقول: إذا ضجر الذي يُورِدُ إبله مع إبلك لشدة الحر انتظاراً فخلِّه حتى

يزاحمك؛ وقال ابن دريد: كأ من الأَضداد يذهب في ذلك إلى أنه التفريق

والازدحام؛ وكل شيء تراكب فقد تَباكَّ. وتباكَّ القوم: تزاحموا. وفي الحديث:

فتَباكَّ الناس عليه أي ازدحموا. والبَكْبَكةُ: الازدحام، وقد

تَبَكْبَكُوا.

وبَكْبَكَ الشيءَ: طرح بعضه على بعض ككَبْكَبه. وجمعٌ بَكْباك: كثير.

ورجل بَكْباك: غليظ، وقيل: الضَّكْضاك الرجل القصير، وهو البَكْباكُ.

والبُكْكُ: الأَحداث الأَشِدَّاء، والبُكُك: الحُمُرُ النشيطة؛ وأنشد:

صَلامة كحُمُرِ الأَبَكِّ

ويقال: فلان أبَكُّ بني فلان إذا كان عَسِيفاً لهم يسعى في أمورهم.

وبَكَّ الرجل المرأة إذا جهدها في الجماع. وبَكَّ الشيء يَبُكُّه بَكّاً: رد

نَخْوَته ووضَعَهُ. ويقال: بَكَكْت الرجل وضعت منه ورددت نَخْوَته، ذكره

ابن بري في ترجمة ركك. وبَكَّ عنقه يَبُكُّها بعكّاً: دقها.

وبَكَّةُ: مَكَّةُ، سميت ذلك لأنها كانت تَبُكّ أعناق الجبابرة إذا

ألحدوا فيها بظلم، وقيل: لأن الناس يتباكّون فيها من كل وجه أي يتزاحمون،

وقال يعقوب: بَكَّةُ ما بين جبلي مَكَّة لأن الناس يبكُّ بعضهم بعضاً في

الطواف أي يَزْحَمُ؛ حكاه في البدل، وقيل: سميت بَكَّة لأن الناس يبك بعضهم

بعضاً في الطرق أي يدفع، وقال الزجاج في قوله تعالى: إن أول بيت وضع

للناس للذي ببَكَّة مباركاً، قيل: إن بَكَّة موضع البيت وسائر ما حوله

مَكَّة، قال للذي ببَكَّة، فأما اشتقاقه في اللغة فيصلح أن يكون الاسم اشتق من

بَكَّ الناسُ بعضهم بعضاً في الطواف أي دفع بعضهم بعضاً، وقيل: بَكة اسم

بطن مَكَّة سميت بذلك لازدحام الناس. وفي حديث مجاهد: من أسماء مَكَّةَ

بَكَّةُ، قيل: بَكَّة موضع البيت ومكةُ سائر البلد، وقيل: هما اسما

البلدة، والباء والميم يتعاقبان.

وبَك الشيءَ: فسخه، ومنه أُخذت بَكَّةُ. وبَكَّ الرجلُ: افتقر. وبَكَّ

إذا خشن بدنه شجاعةً. ويقال للجارية السمينة بَكْباكة وكَبْكابة

ووَكْوَاكة ووَكَوْكاةٌ ومَرْمَارة ورَجْراجة.

والأَبَكُّ: العام الشديد لأنه يَبُكّ الضعفاء والمقلّين. والأَبكّ:

الحمر التي يبكّ بعضها بعضاً، ونظيره قولهم الأَعمّ في الجماعة، والأَمَرُّ

لمصارين الفَرْث. والأَبَكُّ: موضع نسبت الحمر إليه؛ فأما ما أنشده ابن

الأَعرابي:

جَرَبَّة كحُمُرِ الأَبَكِّ،

لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذَكِّي

فزعم أنها الحمر يبك بعضها بعضاً؛ قال: ويضعف ذلك أن فيه ضرباً من إضافة

الشيء إلى نفسه وهذا مُسْتَكْرَهٌ، وقد يكون الأَبَكّ ههنا الموضع فذلك

أصح للإضافة.

والبَكْبَكةُ: شيء تفعله العَنْز بولدها. والبَكْبَكة: المجيء والذهاب.

أبو عبيد: أحمق باكٌّ تاكٌّ وبائِكٌ تائِكٌ، وهو الذي لا يدري ما خطؤه

وصوابه. وبَعْلَبَكّ: موضع، وقد تقدم ذكرها في موضعها.

الْجِسْم

(الْجِسْم) الْجَسَد وكل مَا لَهُ طول وَعرض وعمق وكل شخص يدْرك من الْإِنْسَان وَالْحَيَوَان والنبات و (عِنْد الفلاسفة) كل جَوْهَر مادي يشغل حيزا ويتميز بالثقل والامتداد ويقابل الرّوح وَقد عرفه الْجِرْجَانِيّ بِأَنَّهُ جَوْهَر قَابل للأبعاد الثَّلَاثَة الطول وَالْعرض والعمق (ج) أجسام وجسوم
و (فِي علم الرياضة) الْأَجْسَام الطافية هِيَ الْأَجْسَام الَّتِي إِذا تركت حرَّة وَهِي مغمورة فِي سَائل طفت على سطحه والأجسام التَّامَّة الملاسة هِيَ الْأَجْسَام الَّتِي تعدم بَينهَا قُوَّة الاحتكاك وَيكون رد فعلهَا عموديا عَلَيْهَا (مج)

(الْجِسْم) الْأُمُور الجسام وَالرِّجَال الْعُقَلَاء وَلَعَلَّ مفرده جسيم كرغيف ورغف
الْجِسْم: هُوَ الْقَابِل للأبعاد الثَّلَاثَة أَعنِي الطول وَالْعرض والعمق أَعنِي الْقَابِل للانقسام طولا وعرضا وعمقا. فَإِن كَانَ ذَلِك الْقَابِل جوهرا فجسم طبيعي وَإِلَّا فجسم تعليمي. فعلى هَذَا لفظ الْجِسْم مُشْتَرك بالاشتراك الْمَعْنَوِيّ بَين الطبيعي والتعليمي. وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء أَنه مَوْضُوع لكل وَاحِد مِنْهُمَا بِوَضْع على حِدة فَيكون مُشْتَركا بَينهمَا بالاشتراك اللَّفْظِيّ. وَأَكْثَرهم على أَنه مَوْضُوع للطبيعي وَحَقِيقَة فِيهِ ومجاز فِي التعليمي لِأَنَّهُ الْمُتَبَادر عِنْد إِطْلَاق الْجِسْم دون التعليمي والتبادر من إمارات الْحَقِيقَة. وَهَذَا الْحَد يَعْنِي حد الْجِسْم الطبيعي بِأَنَّهُ جَوْهَر قَابل للأبعاد الثَّلَاث عِنْد الْحُكَمَاء والمعتزلة. وَأما عِنْد الْأَشْعَرِيّ فالجسم هُوَ الْجَوْهَر المنقسم.
وَاعْلَم أَن الْحُكَمَاء قَائِلُونَ بِأَن الْجِسْم الطبيعي الْمُطلق مركب من الهيولى وَالصُّورَة الجسمية. والجسم الطبيعي الْمُقَيد كالإنسان مثلا مركب مِنْهُمَا وَمن الصُّورَة النوعية أَيْضا. وكل من هَذِه الْأَجْزَاء الثَّلَاثَة جَوَاهِر. والمتكلمون قاطبة يَقُولُونَ إِن الْجِسْم مركب من الْجَوَاهِر الفردة أَي الْأَجْزَاء الَّتِي لَا تتجزئ. ثمَّ اخْتلفُوا فِي مَا يَكْفِي فِي تحقق الْجِسْم من تِلْكَ الْأَجْزَاء. فالجمهور على أَنه لَا بُد فِي تحَققه من ثَلَاثَة أَجزَاء لتتحقق الأبعاد الثَّلَاثَة الطول وَالْعرض والعمق. وَلَيْسَ المُرَاد مِنْهَا مَا هُوَ الْمُتَعَارف أَي الأبعاد الثَّلَاثَة المتقاطعة على زَوَايَا قَائِمَة بل الْمَعْنى الْأَعَمّ وَهُوَ الْبعد الْمَفْرُوض أَولا وَثَانِيا وثالثا لِأَن تأليف الْجِسْم من ثَلَاثَة أَجزَاء إِنَّمَا يُوجب حُصُول الأبعاد بِهَذَا الْمَعْنى بِأَن يتألف اثْنَان وَيَقَع الثَّالِث على ملتقاهما فَيحصل مِنْهُ مثلث جوهري من ثَلَاث خطوط جوهرية فالامتداد الْمَفْرُوض أَولا طول وَثَانِيا عرض وثالثا عمق.
وَقَالَ بَعضهم يَكْفِي فِي تحقق الْجِسْم جزءان فَلَيْسَ تحقق الأبعاد الثَّلَاثَة شرطا فِي تحَققه عِنْدهم. وَقَالَ بَعضهم لَا بُد فِي تحَققه من ثَمَانِيَة أَجزَاء حَتَّى يتَحَقَّق تقاطع الأبعاد على زَوَايَا قَوَائِم. وَاعْترض عَلَيْهِ بِأَن اشْتِرَاط التقاطع لَا يُوجب اشْتِرَاط الثَّمَانِية. لِأَنَّهُ يتَحَقَّق بأَرْبعَة أَيْضا بِأَن يتألف اثْنَان فِي الطول وَيقوم الْجُزْء الثَّالِث بِجنب أَحدهمَا فَيحصل الْعرض وَيقوم الْجُزْء الرَّابِع على الْجُزْء الَّذِي قَامَ بجنبه الثَّالِث فَيحصل العمق بِأَن تألف مثلا جُزْء (اب) فَيحصل الطول وَقَامَ (ج) بِجنب (ب) فَيحصل الْعرض وَقَامَ على (ب د) فَيحصل العمق فها هُنَا ثَلَاثَة أبعاد: الأول: من (اب) وَالثَّانِي: من (ب ج) وَالثَّالِث: من (ب د) متقاطعة على نقطة (ب) وَهِي الْجُزْء الْمُشْتَرك بَينهمَا.
وَاعْلَم أَن صَاحب الخيالات اللطيفة قَالَ ورد بِأَن التقاطع يتَحَقَّق بأَرْبعَة بِأَن يتألف اثْنَان بِجنب أَحدهمَا ثَالِث يقوم عَلَيْهِ رَابِع انْتهى.
أَقُول قَوْله يقوم عَلَيْهِ رَابِع حَال عَن قَوْله أَحدهمَا لَا صفة ثَالِث حَتَّى يرد اعْتِرَاض أفضل الْمُتَأَخِّرين عبد الْحَكِيم رَحمَه الله بِأَن فِي عبارَة الْمحشِي اختلال فَإِن قَوْله يقوم عَلَيْهِ إِلَى آخِره فَانْظُر هُنَاكَ.

حَقِيلٌ

حَقِيلٌ:
باللام، قال نصر: واد في ديار بني عكل بين جبال من الحلّة، والحلة: قفّ، قال الراعي:
جمعوا قوى، مما تضمّ رحالهم، ... شتى النّجار، ترى بهنّ وصولا
فسقوا صوادي يسمعون عشيّة، ... للماء، في أجوافهنّ صليلا
حتى إذا برد السّجال لهاتها، ... وجعلن خلف عروضهن ثميلا
وأفضن بعد كظومهن بحرّة ... من ذي الأبارق، إذ رعين حقيلا
قال ثعلب: سألني محمد بن عبد الله بن طاهر عن البيت الأخير من هذه الأبيات فقلت: ذو الأبارق وحقيل موضع واحد، فأراد من ذي الأبارق إذ رعينه، وأفضن: دفعن، والكظم: إمساك الفم، يقول:
كنّ أي الإبل كظوما من العطش، فلما ابتلّ ما في بطونها أفضن بحرّة، والكاظم من الإبل: المطرق الذي لا يجترّ، وذو الأبارق من حقيل وهما واحد،
والمعنى أنها إذا رعت حقيلا أفاضت بذي الأبارق، ولولا ذلك لكان الكلام محالا، ومثال ذلك كما تقول: خرجت من بغداد من نهر المعلّى ومن بغداد من الكرخ ودخلت بغداد فابتعت كذا من الكرخ من بغداد، ولولا ذلك لم يكن للكلام معنى، وكانت بنو فزارة قد أغاروا ورئيسهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ومالك بن حمار الشمخي متساندين هذا من بني عدي بن فزارة وهذا من بني شمخ بن فزارة على الرّباب فغنموهم وسبوا نساءهم، فزعمت بنو يربوع أن عيينة بن الحارث بن شهاب وبني يربوع أدركوهم بحقيل فاستنقذوهم، فقال جرير يفخر بذلك على تيم الرباب:
تداركنا عيينة وابن شمخ، ... وقد مرّا بهنّ على حقيل
فردّوا، المردفات بنات تيم ... ليربوع، فوارس غير ميل
وحقيل أيضا: موضع في بلاد بني أسد، قتلت فيه بنو أسد الحارث بن مويلك، فقال طفيل:
وكان هريم من سنان خليفة ... وحصن، ومن أسماء لما تغيّبوا
ومن قيس الثّاوي برمّان بيته، ... ويوم حقيل فاد آخر معجب
وحقيل أيضا: حصن باليمن لرجل يقال له الجذع.

النّطاق

النّطاق:
[في الانكليزية] Belt ،extent ،scale ،circle ،2 L baldrick
[ في الفرنسية] Ceinture ،etendue ،echelle ،cercle ،baudrier
بالكسر لغة كلّ ما يشدّ به وسطك والمنطقة أخصّ وهي ما يكون شدّ الوسط به متعارفا، وفي اصطلاح أهل الهيئة يطلق على بعض الدائرة فإنّهم قسّموا التداوير والأفلاك الخارجة المراكز إلى أربعة أقسام، وسمّوا كلّ قسم منها نطاقا ونطاقات الخارجة المراكز تسمّى نطاقات أوجية ونطاقات التداوير نطاقات تدويرية كما في توضيح التقويم. والمناسب أن يطلق النطاق على تمام الدائرة المسمّاة بالمنطقة، لكنهم أطلقوه على البعض منها تسمية للجزء باسم الكلّ، كذا ذكر العلي البرجندي، وتوضيح ذلك أنّهم قسّموا الأفلاك الخارجة المراكز والتداوير، أي كلّ واحد منها على أربعة أقسام مختلفة في العظم والصّغر، وسمّوا كلّ واحد منها نطاقا، اثنان منها سفليان متساويان واثنان منها علويان متساويان، واختلفوا في مبادئ هذه الأقسام، فمنهم من اعتبر الأبعاد عن مركز العالم بناء على أنّ مقتضى خروج المركز تحقّق أبعاد مختلفة بالقياس إلى مركز العالم، والتدوير أيضا يقتضي ذلك فيقسّم معتبر الأبعاد الخارج المركز بخطين يخرج أحدهما من مركز العالم إلى البعدين الأبعد والأقرب، أي الأوج والحضيض والخط الآخر يمرّ بالبعدين الأوسطين بحسب المسافة، وهما نقطتان متقابلتان على محيط الخارج فيما بين الأوج والحضيض حيث يستوي الخطان الخارج أحدهما من مركز العالمة والآخر من مركز الخارج، المنتهيان إلى أية نقطة كانت من النقطتين، وذلك أنّ الخط الخارج من مركزاعلم أنّ اعتبار خروج الخطين المماسين لمحيط التدوير من مركز الحامل مذهب صاحب الملخص، وقد يقع فيه صاحب التبصرة.
والجمهور اعتبروا خروجهما من مركز العالم.
قال عبد العلي البرجندي إنّما خالف الجمهور لأنّه يلزم على ما ذكروا عدم كون النطاقين العلويّين ولا السّفليّين متساويين لأنّ الذروة المرئية والحضيض المرئي لا يكونان غالبا على منتصفي القطعتين البعيدة والقريبة. توضيحه أنّا إذا أخرجنا خطا من مركز الحامل إلى مركز التدوير قطع منطقة التدوير في الأعلى والأسفل ولا يتغيّر هذان التقاطعان بقرب مركز التدوير وبعده عن مركز العالم وهما منتصف القطعتين البعيدة والقريبة من التدوير ثم إذا أخرجنا خطا من مركز العالم إلى مركز التدوير فتقاطعه مع أعلى التدوير هو الذروة المرئية، ومع أسفله هو الحضيض المرئي، فإن كان مركز التدوير في الأوج والحضيض كانت الذروة والحضيض المرئيان في منتصفي القطعتين المذكورتين، وإن لم يكونا كذلك لم يكونا على المنتصف بل في أحد جانبيه، وبحسب اختلاف أبعاد مركز التدوير عن مركز العالم يختلف بعد الذروة والحضيض عن المنتصفين فتختلف مقادير النطاقات.

أبب

[أبب] نه: وفاكهة و"أبا"- هو المرعى والقطع، وقيل: هو المرعى للدواب كالفاكهة للإنسان. ومنه ح قس: يرتع "أبا" وأصيد ضبا.

أبب:الأَبُّ: الكَلأُ، وعَبَّر بعضُهم(1)

(1 قوله بعضهم: هو ابن دريد كما في المحكم.) عنه بأَنه الـمَرْعَى. وقال الزجاج: الأَبُّ جَمِيعُ الكَلإِ الذي تَعْتَلِفُه الماشِية. وفي التنزيل العزيز: وفاكِهةً وأَبّاً. قال أَبو حنيفة: سَمَّى اللّهُ تعالى المرعَى كُلَّه أَبّاً. قال الفرَّاءُ: الأَبُّ ما يأْكُلُه الأَنعامُ. وقال مجاهد: الفاكهةُ ما أَكَله الناس، والأَبُّ ما أَكَلَتِ الأَنْعامُ، فالأَبُّ من الـمَرْعى للدَّوابِّ كالفاكِهةِ للانسان. وقال الشاعر:

جِذْمُنا قَيْسٌ، ونَجْدٌ دارُنا، * ولَنا الأَبُّ بهِ والـمَكْرَعُ

قال ثعلب: الأَبُّ كُلُّ ما أَخْرَجَتِ الأَرضُ من النَّباتِ. وقال عطاء: كُلُّ شيءٍ يَنْبُتُ على وَجْهِ الأَرضِ فهو الأَبُّ. وفي حديث أنس: أَنَّ عُمر بن الخَطاب، رضي اللّه عنهما، قرأً قوله، عز وجل، وفاكِهةً وأَبّاً، وقال: فما الأَبُّ، ثم قال: ما كُلِّفْنا وما أُمِرْنا بهذا.

والأَبُّ: الـمَرْعَى الـمُتَهَيِّئُ للرَّعْيِ والقَطْع. ومنه حديث قُسّ بن ساعِدةَ: فَجعلَ يَرْتَعُ أَبّاً وأَصِيدُ ضَبّاً.

وأَبَّ للسير يَئِبُّ ويَؤُبُّ أَبّاً وأَبِيباً وأَبابةً: تَهَيَّأً للذَّهابِ وتَجَهَّز. قال الأَعشى:

صَرَمْتُ، ولم أَصْرِمْكُمُ، وكصارِمٍ؛ * أَخٌ قد طَوى كَشْحاً، وأَبَّ لِيَذْهَبا

أَي صَرَمْتُكُم في تَهَيُّئي لـمُفارَقَتِكم، ومن تَهَيَّأَ للـمُفارقةِ، فهو كمن صَرَمَ. وكذلك ائْتَبَّ.

قال أَبو عبيد: أبَبْتُ أَؤُبُّ أَبّاًإِذا عَزَمْتَ على الـمَسِير وتَهَيَّأْتَ. وهو في أَبَابه وإِبابَتِه وأَبابَتِه أَي في جَهازِه.

التهذيب: والوَبُّ: التَّهَيُّؤ للحَمْلةِ في الحَرْبِ، يقال: هَبَّ ووَبَّ إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلةِ. قال أَبو منصور: والأَصل فيه أَبَّ فقُلبت الهمزة واواً. ابن الأَعرابي: أَبَّ إِذا حَرَّك، وأَبَّ إِذا هَزَم بِحَمْلةٍ لا مَكْذُوبةَ فيها.

والأَبُّ: النِّزاعُ إِلى الوَطَنِ. وأَبَّ إِلى وطَنِه يَؤُبُّ أَبَّاً وأَبابةً وإِبابةً: نَزَعَ، والـمَعْرُوفُ عند ابن دريد الكَسْرُ، وأَنشد لهِشامٍ أَخي ذي الرُّمة:

وأَبَّ ذو الـمَحْضَرِ البادِي إِبَابَتَه، * وقَوَّضَتْ نِيَّةٌ أَطْنابَ تَخْيِيمِ

وأَبَّ يدَه إِلى سَيْفهِ: رَدَّها إليْه ليَسْتَلَّه. وأَبَّتْ أَبابةُ الشيءِ وإِبابَتُه: اسْتَقامَت طَريقَتُه. وقالوا للظِّباءِ: إِن أَصابَتِ الماءَ، فلا عَباب، وإِنْ لم تُصِب الماءَ، فلا أَبابَ. أَي لم تَأْتَبَّ له ولا تَتَهيَّأ لطلَبه، وهو مذكور في موضعه. والأُبابُ: الماءُ والسَّرابُ، عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

قَوَّمْنَ ساجاً مُسْتَخَفَّ الحِمْلِ، * تَشُقُّ أَعْرافَ الأُبابِ الحَفْلِ

أَخبر أَنها سُفُنُ البَرِّ. وأُبابُ الماءِ: عُبابُه. قال:

أُبابُ بَحْرٍ ضاحكٍ هَزُوقِ

قال ابن جني: ليست الهمزة فيه بدلاً من عين عُباب، وإِن كنا قد سمعنا، وإِنما هو فُعالٌ من أَبَّ إِذا تَهَيَّأَ.

واسْتَئِبَّ أَباً: اتَّخِذْه، نادر، عن ابن الأَعرابي، وإِنما قياسه

اسْتَأْبِ.

أبب: {الأبُّ}: ما رعته الأنعام، وقيل: هو للبهائم كالفاكهة للناس.
أ ب ب: (الْأَبُّ) الْمَرْعَى. 
[أبب] الأبُّ: المَرْعى. قال الله تعالى: (وفاكِهَةً وأًبّاً) . أبو عمرو: الأَبُّ: النِّزاعُ إلى الوطن. أبو زيد: أَبَّ يَؤُبُّ أَبّاً وأَباباً وأَبابَةً: تَهَيَّأ للذَهاب وتَجَهَّزَ، يقال هو في أبابه، إذا كان في جَهازِهِ. وقال الأعشى:

أَخٌ قد طَوى كَشْحاً وأَبَّ لِيَذْهبا
أبب
أبّ1 [مفرد]: لغة في أبُ "كان لي نعم الأبّ". 

أبّ2 [جمع]: عُشْبٌ وكَلأ، الرَّطب منه واليابس " {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} " ° فلان راعَ له الحبُّ وطاع له الأبُّ: زكا زرعه، واتَّسع مرعاه. 
[أب ب] الأَبُّ الكَلأُ وعَبَّر بعضُهم عنه بأَنَّهُ المرعَى وقالَ الزَّجَّاجُ الأَبُّ جَمِيعُ الكَلاءِ الّذي تعتَلِفُهُ الماشِيَةُ وفي التنزيل {وفاكهة وأبا} عبس 31 قال

(جِذْمُنَا قَيْسٌ ونَجْدٌ دَارِنَا ... ولنا الأَبُّ به والمَكْرَعُ)

قال أبو حَنيفَةَ قد سَمَّى اللهُ تعالى المرعى كُلَّهُ أبّا فقال تعالى {وفاكهة وأبا} وقالَ ثعْلَبٌ الأَبُّ مَا أَخْرَجَتِ الأَرضُ من النباتِ وَأَبَّ للسَّيْرِ يَئِبُّ ويَؤُبُّ أَبّا وَأَبِيْبًا وَإِبَابَةً تَهَيأَ قال الأعشى

(صَرَمْتُ وَلَمْ أَصْرِمْكُمُ وكَصَارِمٍ ... أَخٌ قد طَوَى كِشْحًا وَأَبَّ لِيَذْهَبَا)

وكذلكَ ائْتَبَّ وهو في إِبَابِهِ وإِبَابَتِهِ وأَبَابَتِه أَي جَهَازه وَأَبَّ إلى وَطَنِهِ أَبّا وَأَبَابَةً وَإِبَابَةً نَزَعَ والمعْرُوفُ عندَ ابن دُريدٍ الكَسءرُ وَأَنشد لهشامٍ أَخِي ذي الرُّمَّةِ

(وَأَبَّ ذُو المحْضَرِ البادِي إِبَابَتَهُ ... وَقَوَّضَتْ نِيَّةٌ أَطْنَابَ تَخْيِيمِي)

وَأَبَّ يَدَهُ إِلى سَيْفِهِ رَدَّهَا إِلَيه ليَسُلَّهُ وأَبَّتْ أَبَابَهُ الشيء وَإِبَابَتُهُ استَقَامَتْ طَرِيقَتُهُ وقالوا إِذا لم تُصِب الظِّبَاءُ الماءَ فلا أَبَابَ أَي لا تَهيَّأُ لِطَلَبِه وقد تقدَّم والأَبَابُ الماءُ والسّرَابُ عَنِ ابنِ الأَعْرابِي وَأَنْشَدَ

(قَوَّمْنَ سَاجًا مُسْتَخفَّ الحِمْلِ ... )

(تَشُقُّ أَعْرَافَ الأُبَابِ الحَفْلِ ... )

أَخْبَرَ أَنَّها سُفُنُ البَرِّ وَأُبَابُ الماءِ عُبَابُهُ قالَ

(أُبَابُ بَحْرٍ ضَاحِكٍ هَزُوْقِ ... ) قالَ ابنُ جنيٍّ لَيْستِ الهمزَةُ فِيهِ بَدَلاً من عَينِ عُبَابٍ وإِنْ كُنَّا سمِعنَاهُ وَإِنَّما هُوَ فُعَالٌ مِنْ أَبَّ إِذَا تَهيَّأ واسْتَئِبَّ أبّا اتَّخِذْهُ نادرٌ عن ابن الأعرابي وَإِنَّما قياسُهُ استَأْبِ
أب ب

اطلب الأمر في إبانه، وخذه بربانه، أي أوله، وأنشد ابنُ الأعرابي:

قد هرمتني قبل إبان الهرم ... وهي إذا قلت كلي قالت نعم

صحيحة المعدة من كل سقم ... لو أكلت فيلين لم تخش البشم

وأبَّ للمسير إذا تهيّأ له وتجهز. قال الأعشى:

صرمت ولم أصرمكم وكصارم ... أخ قد طوى كشحاً وأب ليذهبا

ونقول: فلان راع له الحب، وطاع له الأب، أي زكا زرعه واتسع مرعاه.

خزم

خزم

1 خَزَمَهُ, aor. ـِ (Mgh, K,) inf. n. خَزْمٌ, (JK, TA,) He pierced it, or perforated it; (JK, Mgh, K;) namely, a thing of any kind: for instance, the nose of a camel, for the [ring called]

خِزَامَة [to which the rein is attached]: and the letter of a Kádee to another Kádee; for such a letter is pierced for the سِحَآءَة [or strip of paper with which it is bound], and is then sealed [upon this strip]; and when this is done, the letter is said to be ↓ مَخْزُومٌ. (Mgh.) You say, خَزَمَ البَعِيرَ, aor. as above, (Mgh, Msb,) and so the inf. n., (Msb,) He pierced the nose of the camel (Mgh, Msb) for the خِزَامَة: (Mgh:) or خَزَمَ البَعِيرَ (S, K) بِالخِزَامَةِ, (S,) aor. and inf. n. as above, (TA,) he put the خزامة in the side of the nostril, (K,) or in the partition between the nostrils, (S,) [but the former is the more common practice,] of the camel; (S, K;) as also ↓ خزّمهُ; (K;) [or] this signifies the doing so much, or often. (TA.) [Hence,] خَزَمَ أَنْفَهُ (assumed tropical:) He brought him under, or into, subjection; rendered him submissive, tractable, or manageable. (TA.) and خَزَمْتُ الجَرَادَ فِى العُودِ I spitted the locusts in a series upon the [skewer, or] piece of stick or wood. (S.) And خَزَمَ شِرَاكَ نَعْلِهِ He pierced and tied the [thong called] شَراك [q. v.] of his sandal [app. so as to attach to it the two branches (عَضُدَا الشِّرَاكِ) of the strap that encompasses the heel]. (TA, [See also خِزَامَةٌ.]) b2: [Also He cut it. for] الخَزْمُ is syn. with القَطْعُ. (Ham p. 166.

[It is there also said to be syn. with الشد; i. e. الشَّدُّ; but this is app. a mistake for الشَّكُّ, a meaning assigned to it in the JK, agreeably with the K.]) 2 خَزَّمَ see 1.3 خازمهُ, (S,) or خازِمهُ الطَّرِيقَ, (K,) inf. n. مُخَازَمَةٌ (S in art. خصر) [and خِزَامٌ], He (a man, S) took a different way from his (another's) until they both met in one place: (S, K:) the doing so is also termed مُخَاصَرَةٌ: (S in art. خصر, and TA:) it is as though it were a rivalling, or imitating, in travelling. (TA.) Ibn-Fesweh says, إِذَا هُوَ نَحَّاهَا عَنِ القَصْدِ خَازَمَتْ بِهِ الجَوْرَ حَتَّى تَسْتَقِيمُ ضُحَى الغَدِ i. e. When he turns her, meaning his she-camel, from the right way, she pursues with him a way different from the wrong, so that she overcomes him, and takes the right way, in the early daytime of the morrow. (TA.) مُخَازَمَةٌ also signifies The act of rivalling, or imitating. (JK, TA.) And one says, لَقِيتُهُ خِزَامًا (JK, TA) and مَخَازَمَةً, (JK,) meaning I met him face to face: (TA:) or suddenly, or unexpectedly, and face to face. (JK.) 5 تخزّم الشَّوْكُ فِى رِجْلِهِ The thorns pierced his foot, or leg, and entered into it. (K, * TA.) 6 تخازم الجَيْشَانِ The two armies rivalled, or imitated, each other; or opposed each other; syn. تَعَارَضَا. (TA.) خَزَمٌ A certain kind of tree, (JK, T, S, Msb, K,) of the bark of which ropes are made: (S, Msb:) it is like the دَوْم [or Theban palm]; (K;) having branches with small dates, which become black when ripe, bitter, astringent, or disagreeable and choking; not eaten by men; but the crows are greedy of them, and come to them time after time: so says AHn.: (TA:) n. un. with ة. (S, Msb.) A2: See also خَزُومَةٌ.

خُزَمٌ: see خُزَامَى.

خُزُمٌ [a pl. of which the sing is not mentioned] Sewers of skins or hides or boots and the like; syn. خَرَّازُونَ. (TA.) خَزَمَةٌ n. un. of خَزَمٌ, explained above. (S, Msb.) b2: Also The leaves (خُوص) of the مُقْل [or Theban palm]; (JK, K;) of which are made women's أَحْفَاش [i. e. receptacles for their perfumes and other similar things, pl. of حِفْشٌ]. (TA.) إِبِلٌ خَزْمَى: see مَخْزُومٌ.

خِزَامٌ: see خِرَامَةٌ, in two places.

خَزُومٌ: see خَزُومَةٌ.

خِزَامَةٌ A ring of [goat's] hair, which is put [in the side of the nostril (see 1) or] in the partition between the nostrils of the camel, (S, Msb, * TA,) and to which is tied the rein; (S, TA;) as also ↓ خِزَامٌ: (TA, and Har p. 73:) or a بُرَة in the nose of a she-camel: (JK:) or, accord. to the K, a بُرَة which is put in the side of the nostril of the camel: but Lth says that when it is of brass it is termed بُرَة; and when of [goat's] hair, خِزَامَة: (TA:) pl. خَزَائِمُ (JK, Msb, TA) and خِزَامَاتٌ. (Msb.) [Hence,] أَعْطَى القُرْآنَ خَزَائِمَهُ: from a trad. of Abu-d-Dardà, in which it is said, مُرْهُمْ

أَنْ يُعْطُوا القُرْآنَ بِخَزَاتِمِهِمْ (tropical:) Command ye them that they submit themselves to the judgment, or decision, of the Kur-án; خزائم being here pl. of خِزَامَةٌ: (IAth, TA:) or أَعْطُوا القُرْآنَ خَزَائِمَهُ (assumed tropical:) Render ye to the Kur-án its due. (JK.) [In the present day, ↓ خِزَامٌ, vulgarly pronounced خُزَام, is applied to A woman's nose-ring, of gold or other metal.] b2: The خِزَامَة of the sandal is A slender thong which is pierced and tied between [the two thongs called] the شِرَاكَانِ [app. here meaning the عَضُدَانِ of the شِرَاك: see 1]. (K, * TA.) خُزَامَى A certain plant, (JK, K, TA,) called also ↓ خُزَمٌ, (JK,) of sweet odour: (TA:) or i. q. خِيرِىُّ البَرِّ [q. v.]; (S, Msb, K;) accord. to El-Fárábee: one of the plants of the desert: said by Az to be a certain herb of sweet odour, having a flower like that of the violet: (Msb:) [accord. to the book entitled مَا لَا يَسَعُ الطَّبِيبَ جَهْلَهُ, as stated by Golius, a certain wild herb, having a long stalk, small leaves, red flower, and very sweet odour:] its flower is the sweetest of flowers in odour; the fumigation therewith dispels every fetid odour; the use thereof as a suppository in the vagina promotes pregnancy; and the taking it internally restores to a right state the liver and the spleen, and the brain affected with cold: (K:) [in the present day, applied to the common lavender; lavandula spica:] n. un. خُزَامَاةٌ. (TA.) خَزُومَةٌ i. q. بَقَرَةٌ [app. as meaning both A bull and a cow], (JK, S, K,) in the dial. of Hudheyl; (S;) or such as is advanced in age, and short: (M, K:) pl. ↓ خَزُومٌ, [or rather this is a coll. gen. n.,] and [the pl. is] خَزَائِمُ (JK, K) and خَزُومَاتٌ (S) and [quasi-pl. n.] ↓ خَزَمٌ. (TA.) خَزَّامٌ A maker of ropes of the bark of the tree called خَزَم. (JK, S. *) [Accord. to the K, A seller of the kind of tree called خَزَم: but this is a mistake, app. caused by an omission in the K.]

اريحٌ خَازِمٌ (assumed tropical:) A cold wind; as though it pierced through the extremities: so says Kr: A'Obeyd says خَارِمٌ: accord. to the K, both signify the same. (TA.) مُخَزَّمٌ; and its fem., with ة: see what follows, in four places.

مَخْزُومٌ Anything pierced or perforated: (S, Mgh:) applied in this sense, (JK,) or as meaning pierced and tied, (TA, [see 1,]) to the [thong, of a sandal, called] شِرَاك; (JK, TA;) or, thus applied, it means cut. (Ham p. 166.) See also 1, first sentence, for its meaning as applied to a letter. b2: Any animal having the nose pierced. (Msb.) And ↓ إِبِلٌ خَزْمَى means Camels having rings such as are termed خَزَائِم (pl. of خِزَامَة) in their nostrils; (IAar, K, TA;) as also ↓ مُخَزَّمَةٌ. (IAar, TA.) All birds, also, are said to be مَخْزُومَة, (S, K,) and ↓ مُخَزَّمَة; (K;) because perforated in the partition between the nostrils: (S, K:) and particularly the ostrich is said to be مَخْزُوم (S, K *) and ↓ مُخَزَّم. (JK, K. *) One says, ↓ مَاهُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ المُخَزَّمَةِ, meaning (tropical:) They are none others than stupid, or foolish, persons. (TA. [But كَالْأَنْعَامِ is app., here, a mistranscription for كَالنَّعَامِ; for the ostrich is proverbial for stupidity: one says أَحْمَقُ مِنْ نَعَامَةٍ “ More stupid than an ostrich: ” because, as Meyd says, when an ostrich happens to see the eggs of another ostrich, it will sit upon them, and forget its own eggs.])

خزم


خَزَمَ(n. ac. خَزْم)
a. Pierced, put a ring through ( camel's nose).
b. Spitted; strung together ( grasshoppers;
pearls ).
خَزَّمَa. see I (a)
تَخَزَّمَ
a. [Fī], Pierced, ran into (thorn).
خَزَم
Tree of the bark ( of which ropes are made).
خِزَاْمخِزَاْمَة
(pl.
خَزَاْئِمُ)
a. Camel's nosering ( made of goat's hair ).

خُزَاْمَىa. Lavender-plant.
خ ز م: (خَزَمَ) الْبَعِيرَ (بِالْخِزَامَةِ) وَهِيَ حَلْقَةٌ مِنْ شَعْرٍ تُجْعَلُ فِي وَتَرَةِ أَنْفِهِ يُشَدُّ فِيهَا الزِّمَامُ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَثْقُوبٍ (مَخْزُومٌ) . وَالطَّيْرُ كُلُّهَا مَخْزُومَةٌ لِأَنَّ وَتَرَاتِ أُنُوفِهَا مَثْقُوبَةٌ. وَ (الْخُزَامَى) خِيرِيُّ الْبَرِّ. 
(خ ز م) : (خَزَمَ) الْبَعِيرَ ثَقَبَ أَنْفَهُ لِلْخِزَامَةِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَكُلُّ شَيْءٍ مَثْقُوبٍ مَخْزُومٌ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي كِتَابِ الْقَاضِي إلَى الْقَاضِي يَخْزِمُهُ وَيَخْتِمُهُ لِأَنَّ ذَلِكَ الْكِتَابَ يُثْقَبُ للسحاءة ثُمَّ يُخْتَمُ وَكِتَابٌ مَخْزُومٌ (وَالْحَاءُ) مِنْ الْحَزْمِ بِمَعْنَى الشَّدِّ تَصْحِيفٌ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ يُكَنَّى أَبُو خَازِمٍ الْقَاضِي وَهُوَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَاضِي بَغْدَادَ.
خ ز م : الْخَزَمُ شَجَرٌ يُعْمَلُ مِنْ قِشْرِهِ حِبَالٌ الْوَاحِدَةُ خَزَمَةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَبِمُصَغَّرِ الْوَاحِدَةِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَخَزَمْتُ الْبَعِيرَ خَزْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ثَقَبْتُ أَنْفَهُ وَالْخِزَامَةُ بِالْكَسْرِ مَا يُعْمَلُ مِنْ الشَّعْرِ وَيُقَالُ لِكُلِّ مَثْقُوبِ الْأَنْفِ مَخْزُومٌ وَجَمْعُ الْخِزَامَةِ خِزَامَاتٌ وَخَزَائِمُ وَالْخُزَامَى بِأَلِفِ التَّأْنِيثِ مِنْ نَبَاتِ الْبَادِيَةِ قَالَ الْفَارَابِيُّ وَهُوَ خِيرِيُّ الْبَرِّ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ بَقْلَةٌ طَيِّبَةُ الرَّائِحَةِ لَهَا نَوْرٌ كَنَوْرِ الْبَنَفْسَجِ. 
خزم الخزم الشك، شراك مخزوم. والخزامة برة في أنف الناقة، والجميع الخزائم، ونعام مخزم منه. وفي الحديث " أعطوا القرآن خزائمه " يعني حقه. وكمرة خزماء قصيرة وترتها. وفي المثل " شنشنة أعرفها من أخزم " أي قطران الماء من ذكر أخزم. وقيل قطعة من جبل. والحية الذكر أخزم. وقيل فحل كريم. والخزمة خوص المقل. والخزم شجر. والخزامى والخزم نبت. والخزام الذي يتخذ الحبال من لحاء الخزم. والخزم في الشعر أن تزيد في أول جزء حرفا. والخزوم جمع الخزومة يعني البقر، وتجمع - أيضا - خزائم. وريح خازم باردة. والمخازمة المعارضة والمضاهاة. ولقيته خزاما ومخازمة أي فجاءة ومواجهة. ورغوة خزماء. وفي المثل " أشرد من نعامة مخزومة " في سرعة العدو. والخزم الدرجة التي تدخل في حياء الناقة.
[خزم] فيه: لا "خزام" ولا زمام في الإسلام، هو جمع خزامة وهي حلقة من شعر تجعل في أحد جانبي منخري البعير، كانت بنو إسرائيل تخرم أنوفها وتخرق تراقيها ونحو ذلك من أنواع التعذيب. غ: كالخصي. نه: فوضعت عن هذه الأمة. ومنه ح: ود أبو بكر أنه وجد منه صلى الله عليه وسمل عهدًا وأنه "خزم" أنفه "بخزامة". وح: اقرأ عليهم السلام ومرهم أن يعطوا القرآن "بخزائمهم"هي جمع خزامة، يريد به الانقياد لحكم القرآن وإلقاء الأزمة إليه، ودخول الباء مع كونه متعديًا كدخوله في أعطى بيده إذا انقاد ووكل أمره إلى من أطاعه وعنا له، وفيها زيادة معنى على معنى الإعطاء المجرد، وقيل: يعطوا بفتح ياء من عطا يعطوا المتعدي إلى واحد فالمعنى أن يأخذوا القرآن بتمامه وحقه كما يؤخذ البعير بخزامه. وفيه: إن الله يصنع صانع "الخزم" ويصنع كل صنعة، الخزم بالحركة شجر يتخذ من لحائه الحبال، وبالمدينة سوق يسمى سوق الخزامين يريد أنه يخلق الصناعة وصانعها نحو "والله خلقكم وما تعملون" ويريد بصانع الخزم صانع ما يتخذ منه. ج وفيه: يقود إنسانًا "بخزامة" هو ما يجعل في أنف البعير من شعر ليقاد به.
(خزم) - في حديث أبي الدَّرْداء، رضي الله عنه: "مُرْهُم أن يُعطُوا القرآن بخَزَائِمِهم" .
الخَزائم: جمع خِزامة؛ وهي ما يُجعَل في أَنفِ البَعِير يُذَلَّل به، والباء في قوله: بِخَزائِمِهِم زَائِدَة، كَقَوله:
* نَضرِبُ بالسَّيف ونرجو بالفَرَج *
والمراد به: الانقِيادُ لِحُكم القرآن وإلقاء الأَزِمَّة إليه. وقيل الخِزامة: ما كان من شَعَرٍ أو وَبَر، والبُرَةُ من خَشَب ونَحوِه.
وقد جاء في الحَدِيث: "أَنَّ النّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أهدى جَملاً لأَبِي جَهْل، في أَنفِه بُرةٌ من فِضَّة" .
وقال غيره: خَزائِمُه: أي حَقُّه وتَمامُه، ويُنتَفَع بالبعير إذا كان مَخْزوما، أو في مَعْنَى المَخزوم، وأَصلُه شَدُّ الكِتاب بخِزامَتِه، وكل مخزوم مَثقوب.
وقيل: يعطو مفتوحة الياء من عطا يعطو، إذا تناول، وهو يتعدى إلى مفعول واحد، ويكون المعنى: أن يأخذوا القرآن بتمامه وحقّه، كما يؤخذ البعير بخزامته، والأول الوجه.
خزم: خزم الرسالة: انظر لين. ويستنتج مما قاله أن النص الذي في المقدمة (2: 56، 57) نص صحيح جيد، ولذلك فقد أخطأ دي سلان إذ غيره في ترجمته. وعليك أن تقرأ مثل ذلك في الفخري (ص 130). وكذلك الدفاتر المخزومة عند المقري (2: 359) وهذا صواب قراءتها، وهي ما نسميه: كراسة، ضبر أوراق كتاب.
وخزم: حجز العصاة، وأمسك بهم (بوشر).
خَزَّم (بالتشديد): ذكرها فوك في مادة لاتينية معناها: حبل، خيط.
وخَزَّم: انظرها في خَرَّم.
تخزَّم: ذكرها فوك في مادة لاتينية معناها: حبل، خيط.
خُزْمَة: خيط من ليف النخل (رولاند).
خَزْمَة: وجمعه خَزَم: حبل من الحلفاء. (فوك، الكالا، ابن العوام 1: 683). ويذكر اسبينا في مجلة الشرق والجزائر (13: 145) اسم خزمة في عداد الأمساد، وهو نوع من الحبال.
خزام: خزامي، خيري البر (بوشر). خُزَامَة = خَزَامي (انظر الكلمة) (دومب ص72، بوشر، تذكر في الشعر، ألف ليلة 1: 58).
خُزَامَي: ناردين، سنبل. ويقال أيضاً: خُزامي مبرومة (براكس مجلة الشرق والجزائر 8 و345) وسنبل خزامي (بوشر).
وخزامي: هو في حلب: الحدقي، السنبا البري، خيري البر (بوشر) وفيه ايضاً خزامة صفراء. وخزامي أياتي (؟): نبات شفوي الزهر (براكس 1: 1).
[خزم] الخَزَمُ، بالتحريك: شجر يُتَّخَذُ من لحائه الحبال، الواحدة خَزَمَةٌ. وبالمدينة سُوقٌ يقال لها سُوقُ الخزامين. والاخزم: الحية الذكر. وأخزم اسم رجل. قال الراجز:

شِنْشِنَةٌ أعرفها من أَخْزَمِ * قال أبو عبيدة: أخبرني ابن الكلبى أن هذا الشعر لابي أخزم الطائى، وهو جد حاتم طيئ أو جد جده، وكان له ابن يقال له أخزم، فمات وترك بنين، فوثبوا يوما في مكان واحد على جدهم فأدموه، فقال: إن بنى رملوني بالدم شنشنة أعرفها من أخزم كأنه كان عاقا. وخزمت البعير بالخِزامَةِ، وهي حَلْقة من شعَر تُجعل في وتَرة أنفِه، يُشَدُّ فيها الزمامُ. ويقال لكلِّ مثقوبٍ مَخْزومٌ. والطيرُ كلُّها مَخْزومَةٌ، لأنَّ وتَراتِ أنوفها مثقوبة، ولذلك يقال: نعامٌ مَخْزومٌ. وخَزَمْتُ الجراد في العود: نَظَمْته. وخازَمْتُ الرجل، وهو أن تأخذ في طريقٍ ويأخذ هو في طريق غيره حتَّى تلتقيا في مكانٍ واحد. والخزومة: البقرة، بلغة هذيل. قال الهذلى : إن تنتسب تنسب إلى عرق ورب أهل خزومات وشحاج صخب والخزامى: خِيريُّ البَرِّ. وقال :

وريحَ الخُزامى ونشر القطر * ومخزوم: أبو حى من قريش وهو مخزوم ابن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب. وبشر بن أبى خازم: شاعر من بنى أسد.
خ ز م

خزم البعير: ثقب وترة أنفه، وجعل فيها حلقة من شعر وهي الخزامة، والجمع الخزائم. قال يصف النساء:

ألا لا تبالي العيسُ من شد كورها ... عليها ولا من راعها بالخزائم

أي عطفها. وتقول: ما رأيت منك ولا من أبيك أحرم. وتلك شيشنة ورثتها من أخزم وأطيب من نفس النعامى، بين ورق الخزامى.

ومن المجاز: خزمت أنف فلان، وجعلت في أنفه الخزامة، وفي أنوفهم الخزائم إذا أذللته وتسخرته. وما هم إلا كالنعام المخزم أي حمقى، ومعنى التخزيم أن مناقيرها مثقوبة كما تثقب أنوف الإبل. قال:

سينهى ذوي الأحلام عني حلومهم ... وأرفع صوتي للنعام المخزم

أي أزجر الحمقى وأهتف بهم حتى يكفوا عني، وأما العقلاء فتكفينيهم عقولهم. وخزمت شراك نعلي: ثقبته وشددته، وشراك مخزوم. وخزمت الكتاب وكتاب مخزوم إذا ثبته للسحاة. وخازمته: خاصرته. وتخازم الجيشان: تعارضا. ولقيته خزاماً: وجاهاً. قال ابن فسوة يصف ناقته:

إذا هو نحّاها عن الفصد خازمت ... به الجور حتى تستقيم ضحى الغد أي ذهبت به خلاف الجور، كأنها تباري الجور حتى تغلبه، فتأخذ على القصد. وأعطوا القرآن خزائمه أي انقادوا له، وتقول: أطيعوا الله وعزائمه، وأعطوا القرآن خزائمه.
خزم
خزَمَ يَخزِم، خَزْمًا، فهو خازِم، والمفعول مَخْزوم
• خزَم البعيرَ: ثقب جانبَ أنفهِ ووضع فيه الخِزامة، وهي حلقة من الشَّعْر يُشَدّ بها الزِّمام "خزم اللؤلؤَ: شكّه ونظمه" ° خزَم أنفَ فلان: أذلَّه.
• خزَم الشَّيءَ: ثقبه "خزَم الكتابَ ليضمَّ صفحاته بعضها إلى بعض". 

خِزامة [مفرد]: ج خِزامات وخزائمُ: حَلْقة من الشَّعر توضع في ثقب أنف البعير، يشدّ بها الزِّمام ° جعل في أنف فلان الخِزامة: أذلَّه وسخَّره. 

خُزَامَى [جمع]: مف خُزاماة: (نت) نبت طيِّب الرِّيح، له زهر مختلف بعضُه أبيض، وبعضُه أصفر، نبات من الفصيلة الشفويّة أنواعه جميعها عطرة ذات أريج، تزرع للرائحة والتزيين "بريح خُزَامَى طَلَّة من ثيابها ... ومن أَرَج من جيِّد المِسْك ثاقبُ". 

خَزْم [مفرد]:
1 - مصدر خزَمَ.
2 - (عر) زيادة بحرف إلى أربعة أحرف تكون في أوّل البيت لا يُعتدُّ بها في التقطيع. 

خَزَم [جمع]: (نت) شجرٌ يتَّخذ من لِحائه الحبَالُ. 
خزم برة وَقَالَ [أَبُو عبيد -] فِي حَدِيث أبي بكر [رَضِي الله عَنهُ -] الَّذِي روى عَنهُ هزيل بن شُرَحْبِيل فِي وَصِيَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما سَأَلَ طَلْحَة بن مصرف عبد الله بن أبي أوفى: هَل أوصى رَسُول الله صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: لَا فَقَالَ طَلْحَة: فَكيف كَانَ يَأْمر الْمُسلمين بِالْوَصِيَّةِ وَلم يوص فَقَالَ: أوصى بِكِتَاب الله قَالَ وَقَالَ هزيل بن شُرَحْبِيل: أَبُو بكر يتوثب على وَصِيّ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم ودّ أَبُو بكر أنّه وَجهه عهدا من رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه خُزِم أَنفه بِخِزامة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الخِزامَة هِيَ الْحلقَة الَّتِي تجْعَل فِي أنف الْبَعِير فَإِن كَانَت من صُفْر فَهِيَ بُرِة وَإِن كَانَت من شعر فَهِيَ خِزامة وَقَالَ غير أبي عُبَيْدَة: وَإِن كَانَت عودًا فَهِيَ خِشاش قَالَ الْأَصْمَعِي: الخِشاش مَا كَانَ فِي العَظْم والعِرانُ مَا كَانَ فِي اللَّحْم فَوق المنخر والبُرَةُ مَا كَانَ فِي المنخر. [و -] قَالَ الْكسَائي: يُقَال من ذَلِك كُله: خزمت الْبَعِير وعرنته وخششته فَهُوَ مَخْزُوم ومعرون ومخشوش. قَالَ: وَيُقَال من الْبرة خَاصَّة بِالْألف: أبْرَيته فَهُوَ مُبْرا وناقة مبراة هَذَا وَحده بِالْألف وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَنه أهْدى مائَة بَدَنَة مِنْهَا جمل كَانَ لأبي جهل فِي أَنفه بُرّة من فضّة.
خزم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث حُذَيْفَة أَن الله يصنع صانع الخزم ويصنع كل صَنْعَة. فَإِن الخزم [شَيْء -] شَبيه بالخوص وَلَيْسَ بخوص وَبَعض النَّاس يَقُول: هُوَ خوص الْمقل وَهُوَ أدقّ مِنْهُ وألطف وَهُوَ الَّذِي يعْمل مِنْهُ أحفاش النِّسَاء. [وَفِي هَذَا الحَدِيث تَكْذِيب لقَوْل الْمُعْتَزلَة الَّذين يَقُولُونَ: إِن أَعمال الْعباد لَيست بمخلوقة وَمِمَّا يصدق قَول حُذَيْفَة ويكذب قَول أُولَئِكَ قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {وَاللَّهُ خَلَقَكُم وَمَا تَعْمَلُوْنَ} أَلا ترى أَنهم كَانُوا ينحتون الْأَصْنَام ويعملونها بِأَيْدِيهِم ثمَّ قَالَ لَهُم وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ. وَكَذَلِكَ قَول حُذَيْفَة ويصنع كل صَنْعَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث حُذَيْفَة فِي الَّذِي يجد البلل. حَدثنَا هشيم قَالَ أخبرنَا ابْن عون عَن ابْن سِيرِين عَن حُذَيْفَة أَنه قَالَ فِي الَّذِي يجد البلل بعد الِاسْتِبْرَاء: مَا هُوَ وَهَذَا عِنْدِي إِلَّا سَوَاء وَأخرج طرف لِسَانه. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا قد يكون فِي شَيْئَيْنِ: أَحدهمَا أَن يكون قد أَصَابَته جَنَابَة فَبَال بعْدهَا واستبرأ واغتسل ثمَّ رأى بللا فَيَقُول: لَيْسَ ذَلِك من الْجَنَابَة إِذا كَانَ بعد الْبَوْل كَمَا رُوِيَ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: إِذا اغْتسل ثمَّ رأى شَيْئا بعد ذَلِك فَإِن كَانَ بَال قبلالْغسْل فَعَلَيهِ الْوضُوء وَإِن لم يكن بَال فَهَذَا بَقِيَّة من جنابته وَعَلِيهِ إِعَادَة الْغسْل فَهَذَا أحد الْوَجْهَيْنِ وَالْوَجْه الآخر: أَن لَا تكون هَهُنَا جَنَابَة وَلكنه رجل بَال واستبرأ وَتَوَضَّأ ثمَّ رأى بللا فَيَقُول: لَيْسَ هَذَا شَيْء يذهب إِلَى مثل قَول عمر: إِنِّي أَجِدهُ يتحدّر مني مثل الخرزة فَمَا أباليه وَمثل قَول ابْن عَبَّاس: إِنَّمَا ذَلِك من الشَّيْطَان فَإِذا تَوَضَّأت فرشّ ثَوْبك فَإِن رَأَيْت شَيْئا فَقل: هُوَ مِنْهُ وَأَرَادَ حُذَيْفَة هَذَا الْمَذْهَب يَقُول: إِنَّه لَيْسَ ببول إِنَّمَا هُوَ من الشَّيْطَان] . وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث حُذَيْفَة أَنه قَالَ: مَا بَقِي من الْمُنَافِقين إِلَّا أَرْبَعَة فَقَالَ رجل: فَأَيْنَ الَّذين يُبَعِّقون لِقاحنا ويَنْقُبون بُيُوتنَا فَقَالَ حُذَيْفَة: أُولَئِكَ هم الْفَاسِقُونَ مرَّتَيْنِ.
الْخَاء وَالزَّاي وَالْمِيم

خَزَم الشيءَ يَخْزِمُه خَزْماً: شكّه.

والخِزامة: بُرْةٌ تُجعل فِي أحد جَانِبي مَنْخِرَي الْبَعِير.

وَقد خَزمه يَخزِمه خَزما، وخَزّمه.

وإبل خَزْمَى: مُخَّزمة، عَن ابْن الاعرابي، وانشد: كأنّها خَزْمَى وَلم تُخزَّم وَذَلِكَ أَن النَّاقة إِذا لَقِحَت رفعت ذَنبها ورأسها فَكَأَن الْإِبِل إِذا فعلت ذَلِك خَزْمَى، أَي: مشدودة الأنُوف بالخِزامة وَإِن لم تُخزَّم.

وَالطير كلهَا مخزومة ومُخزَّمة، لِأَن وَتَرات أنُوفها مَثقوبة، وَكَذَلِكَ النَّعام، قَالَ: وارفع صَوتي للنَّعام المُخزَّم وخزامة النَّعْل: السَّير الدَّقيق الَّذِي يَخزُم بَين الشِّراكين.

وتخزَّم الشوك فِي رجله: شَكّها وَدخل فِيهَا، قَالَ القُطاميّ:

سَرى فِي جَليد الَّليل حَتَّى كَأَنَّمَا تَخزّم بالاطراف شوكُ العَقارِب

وخازَمَة الطريقَ: اخذ فِي طَرِيق، واخذ غيرُه فِي طَرِيق، حَتَّى التقيا فِي مَكَان.

وريح خازم: بَارِدَة، عَن كرَاع، قَالَ: وانشد:

تُراوِحها إمَّا شَمالٌ مُسِفَّةٌ وَإِمَّا صَباً من آخر الَّليل خازِمُ

وَالَّذِي حَكَاهُ أَبُو عبيد بالراء، وَسَيَأْتِي ذكره.

والخَزَم: شَجر يُتخذ من لِحائه الحِبال.

قَالَ أَبُو حنيفَة: الخَزَم: شجر مثل شجر الدَّوم سَوَاء، وَله افنان وبُسْر صغَار، يَسودُّ إِذا أينع، مُرٌّ عَفِصٌ لَا ياكله النَّاس، وَلَكِن الغِربان حريصة عَلَيْهِ تنتابه، واحدته: خَزَمَة. والخَزام: بَائِع الخزم.

وسوق الخَزامين: بِالْمَدِينَةِ، مَعْرُوف.

والخَزَمَة: خوص المُقْل تُعمل مِنْهُ احفاش النِّسَاء.

والخُزامى: نَبت طيِّب الرّيح.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخُزامى: عُشبة طَوِيلَة العيدان صَغِيرَة الورقة حَمْرَاء الزهر طيِّبة الرّيح، وَلم نجد من الزهر زهرَة

أطيب نفحة من زهرَة الخُزامي، وانشد:

لقد طرقتْ أمُّ الظِّباء سحابتي وَقد جَنضحت للغَور أُخرى الكَواكب

بريحِ خُزَاَمي طَلّةٍ من ثِيَابهَا ومِن أرَجٍ من جَيِّد المِسْك ثاقِب

والخَزُومَة: الْبَقَرَة.

وَقيل: هِيَ المُسنة القصيرة من الْبَقر.

وَالْجمع: خزائم، وخزم، وخزوم.

وَقيل: الخَزُوم، وَاحِد، وَقَوله: أَرْبَاب شَاءَ وخَزُوم ونَعَم فَيدل على انه جمعٌ على حد السَّعة وَالِاخْتِيَار، وَإِن كَانَ قد يجوز أَن يكون وَاحِدًا.

والاخزم: الحيَّة الذَّكر.

وَذكر أخزمُ: قَصير الوترة.

وكمَرة خَزْماء، كَذَلِك.

والخَزْم فِي الشِّعر: زِيَادَة حرف فِي أول الجُزء أَو حرفين، أَو حُرُوف من حُرُوف الْمعَانِي، نَحْو: الْوَاو، وبل، وَهل.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَإِنَّمَا جَازَت هَذِه الزِّيَادَة فِي أَوَائِل الابيات، كَمَا جَازَ الخرم، وَهُوَ النُّقْصَان فِي أَوَائِل الابيات، وَإِنَّمَا احتملت الزِّيَادَة أَو النُّقْصَان فِي الاوائل، لِأَن الْوَزْن إِنَّمَا يستبين فِي السّمع وَيظْهر عواره إِذا ذهبت فِي الْبَيْت.

وَقَالَ مرّة: قَالَ أَصْحَاب الْعرُوض: جَازَت الزِّيَادَة فِي أول الابيات وَلم يُعتدّ بهَا، كَمَا زيدت فِي الْكَلَام حُرُوف لَا يُعتدّ بهَا، نَحْو " مَا " فِي قَوْله تَعَالَى: (فِيمَا رَحمة من الله لِنْت لَهُم) وَالْمعْنَى: فبرحمة من الله، وَنَحْو: (لِئَلَّا يعلم أهل الْكتاب) ، مَعْنَاهُ: لِأَن يعلم أهل الْكتاب.

قَالَ: واكثر مَا جَاءَ من الخزم بحروف الْعَطف، فكأنّك إِنَّمَا تعطف بِبَيْت على بَيت، فَإِنَّمَا تحتسب بِوَزْن الْبَيْت بِغَيْر حُرُوف الْعَطف، فالخزم بِالْوَاو، كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس:

وَكَأن ثَبيراً فِي أفانين وَدْقه كبيرُ أُناسٍ فِي بِجادٍ مُزمَّلِ

فقد رُويت أبياتٌ فِي هَذِه القصيدة بِالْوَاو، وَالْوَاو اجود فِي الْكَلَام، لِأَنَّك إِذا وَصفت فَقلت: كَأَنَّهُ الشَّمسُ وَكَأَنَّهُ الدّرّ، كَانَ احسن من قَوْلك: كَأَنَّهُ الشَّمْس، كَأَنَّهُ الدّرّ.

ولأنك أَيْضا إِذا لم تعطف لم يتَبَيَّن انك وَصفته بالصفين، فَلذَلِك دخل الخزم.

وَقد يَأْتِي الخزم فِي أول المصراع الثَّانِي، كَقَوْلِه، وانشده ابْن الْأَعرَابِي:

بل بُرَيقاً بتُّ أرقُبه بل لَا يُرى إِلَّا إِذا اعْتلما

فَزَاد " بل " فِي أول المصراع الثَّانِي، وَإِنَّمَا حَقه:

بل بُريقا بتُّ أرقبه لَا يُرى إِلَّا إِذا اعتلما

وَرُبمَا اعْترض فِي حَشْو النّصْف الثَّانِي بَين سَبَب ووَتِدٍ، كَقَوْل مَطَر بن اشيم:

الفخرُ اوَّله جَهلٌ وَآخره حِقدٌ إِذا تُذِكِّرتِ الأقوالُ والكَلِيمُ

" فَإِذا "، هُنَا، مُعترضة بَين السَّبب الاخر، الَّذِي هُوَ " تَفْ " وَبَين الوتد الْمَجْمُوع الَّذِي هُوَ " عِلُنْ ". وَقد يكون الخزم بِالْفَاءِ، كَقَوْلِه:

فَنَرُدُّ القِرْن بالقِرْنِ صريعَيْنَ رُدَافَي

فَهَذَا من الهزج، وَقد زيد فِي اوله حرف.

وَنَظِير الخَزم الَّذِي فِي أول الْبَيْت مَا يُلحقونه بعد تَمام الْبناء من التعدِّي والمعتدي، والغُلوّ والغالي. وَسَيَأْتِي ذكر جَمِيع ذَلِك.

والأخَزم: قِطعة من جَبل. وَأَبُو أخزم: جد حَاتِم طَيء، أَو جد جده. وَكَانَ لَهُ ابْن يُقَال لَهُ: أخزم، فَمَاتَ أخزم وَترك بَنين، فَوَثَبُوا يَوْمًا على جدهم: أبي اخزم، فادموه، فَقَالَ:

إنّ بَنيّ زمّلوني بالدّم شِنْشِنةٌ أعرفهَا من أخزم

الشنشنة: الطبيعة: اي، إِنَّهُم أشبهوا اباهم فِي طَبِيعَته وخُلُقه.

وخُزام: مَوضِع، قَالَ لَبيد:

أقْوَى فَعُرِّىَ واسطٌ فَبَرامُ من أَهله فَصُوَائِقٌ فَخُزَامُ

خزم: خَزَمَ الشيءَ يَخْزِمُهُ خَزْماً: شَكَّهُ. والخِزامَةُ: بُرَةٌ،

حَلقَةٌ تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، وقيل: هي حَلقةٌ من

شَعَرٍ تجعل في وَتَرَةِ أَنفه يُشَدُّ بها الزِّمامُ؛ قال الليث: إن كانت

من صُفْرٍ فهي بُرَة، وإِن كانت من شعر فهي خِزامةٌ، وقال غيره: كل شيء

ثَقَبْتَهُ فقد خَزَمْتَهُ: قال شمر: الخِزامَةُ إِذا كانت من عَقَبٍ فهي

ضانَةٌ. وفي الحديث: لا خِزامَ ولا زِمامَ؛ الخِزامُ جمع خِزامةٍ وهي حلقة

من شعر تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، كانت بنو إِسرائيل

تَخزِمُ أُنوفها وتَخْرِقُ تَراقِيَها ونحو ذلك من أَنواع التعذيب، فوضعه

الله عن هذه الأُمَّةِِ، أَي لا يُفْعَلُ الخِزامُ في الإِسلام، وفي الحديث:

وَدَّ أَبو بكر أَنه وجَدَ من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عَهْداً

وأَنه خُزِمَ أَنفُه بخِزامَةٍ. وفي حديث أَبي الدرداء: اقْرَأْ عليهم

السَّلام ومُرْهُمْ أَن يُعْطوا القرآن بخَزائمهم؛ قال ابن الأَثير: هي جمع

خِزامةٍ، يريد به الانقيادَ لحكم القرآن وإِلقاءَ الأَزِمَّةِ إِليهِ،

ودخولُ الباء في خَزائمهم مع كون أَعطى يتعدَّى إِلى مفعولين كقوله أعْطى

(* قوله «كقوله أعطى إلخ» أي كدخولها في قوله أعطى إلخ وقد عبر به في

النهاية) بيده إِذا انقاد ووَكَلَ أَمْرَهُ إِلى من أطاعه وعَنَا له، قال:

وفيها بيانُ ما تضَمَّنَتْ من زيادة المعنى على معنى الإِعطاء المُجَرَّدِ،

وقيل: الباء زائدة، وقيل: يَعْطوا، بفتح الياء، من عَطا يَعْطُو إِذا

تناول، وهو يتعدى إِلى مفعول واحد، ويكون المعنى أَن يأْخذوا القرآن بتمامه

وحَقّه كما يُؤخَذُ البعيرُ بِخزامَتِه، قال: والأَول الوَجْهُ.

والمُخَزَّمُ: من نعت النَّعام، قيل له مُخَزَّمٌ لثَقْب في مِنْقارِهِ،

وقد خَزَمَهُ يَخْزِمُهُ خَزْماً وخَزَّمَه. وإِبل خَزْمَى:

مُخَزَّمَةٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنها خَزْمَى ولم تُخَزَّمِ

وذلك أَن الناقة إِذا لقِحَتْ رفعت ذَنَبَها ورأْسها، فكأَنَّ الإِبل

إِذا فعلت ذلك خَزْمَى أَي مشدودةُ الأُنوف بالخِزامةِ وإِن لم تُخَزَّمْ.

والخَزْماءُ: الناقة المشقوقة المَنْخِرِ. ابن الأَعرابي: الخَزْماءُ

الناقة المشقوقة الخِنَّابَةِ وهي المَنْخِرُ، قال: والزَّخْماءُ

المُنْتِنَةُ الرائحة، وكل مثقوب مَخزُومٌ. وخَزَمْتُ الجَرادَ في العُود:

نَظَمْتُهُ. وخَزَمْتُ الكتاب وغيره إِذا ثَقَبْتَهُ، فهو مَخْزُومٌ. ابن

الأَعرابي: الخُزُمُ الخَرَّازونَ. وفي حديث حُذَيفة: إِن الله يصنع صانِعَ

الخَزَمِ ويصنع كلَّ صَنْعَةٍ؛ يريد أَن الله يخلق الصِّناعة وصانِعها سبحانه

وتعالى. قال أَبوعبيد: في قول حُذَيْفَةَ تَكذيبٌ لقول المعتزلة إِن

الأَعمال ليست بمخلوقة، ويصدّق قولَ حذيفة قولُ الله تعالى: والله خلقكم وما

تعملون؛ يعني نَحْتَهُمْ للأَصنام يعملونها بأَيديهم، ويريد بصانع

الخَزَمِ صانِعَ ما يُتَّخَذُ من الخَزَمِ، والطير كلها مَخْزُومَةٌ

ومُخَزَّمَةٌ لأَن وَتَراتِ أُنوفِها مثقوبة، وكذلك النَّعامُ؛ قال:

وأَرْفَعُ صوتي للنعام المُخَزَّمِ

وخِزامةُ النعلِ: السير الدقيق الذي يَخْزِمُ بين الشِّراكَيْنِ، وشِراك

مَخْزُومٌ ومَشْكوكٌ. وتَخَزَّمَ الشوكُ في رجله: شَكَّها ودخل فيها؛

قال القطاميّ:

سَرَى في جَلِيدِ اللَّيْلِ، حتى كأَنما

تَخَزَّمَ بالأَطْراف شَوْكُ العَقارِبِ

وخازَمَه الطريقَ: أَخذ في طريق وأَخذ غيره في طريق حتى التقيا في مكان

واحد، قال: وهي المُخاصَرَةُ. والمُخازَمَةُ: المعارضةُ في السير؛ قال

ابن فَسْوَةَ:

إِذا هو نَحَّاها عن القَصْدِ خازَمَتْ

به الجَوْرَ، حتى يستقيم ضُحَى الغَدِ

ذكر ناقته أَن راكبها إِذا جارَ بها عن القصد ذهبَتْ به خلاف الجَوْر

حتى تغلبه فتأْخذ على القَصد؛ وأَما قوله:

قطعتُ ما خازَمَ من مُزْوَرِّهِ

فمعناه ما عَرَضَ لي منه.

وريح خازِمٌ: باردة؛ عن كراع؛ وأَنشد:

تُراوِحُها إِمَّا شَمالٌ مُسِفَّةٌ،

وإِمَّا صَباً، من آخِرِ الليْلِ، خازِمُ

والذي حكاه أَبو عبيد خارِمٌ، بالراء.

والخَزَمُ، بالتحريك: شجر له ليفٌ تُتَّخذ من لحائه الحبال، الواحدة

خَزَمَةٌ؛ وأَنشد قول أُميَّة:

وانْبَعَثَتْ حَرْجَفٌ يَمانِيَةٌ،

يَيْبَسُ منها الأَراكُ والخَزَمُ

وقال ساعِدَةُ:

أَفْنادُ كَبْكَبَ ذاتِ الشَّثِّ والخَزَمِ

وأَنشد ابن بري:

مثل رِشاء الخَزَمِ المُبْتَلِّ

التهذيب: الخَزَمُ شجر؛ وأَنشد الأَصمعي:

في مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ، ولَهُ

بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَة الخَزَمِ

أَبو حنيفة: الخَزَمُ شجر مثل شجر الدَّوْمِ سواء، وله أَفنان وبُسْرٌ

صغار، يَسْوَدّ إِذا أَيْنَعَ، مُرٌّ عَفِصٌ لا يأْكله الناس ولكن

الغرْبان حريصة عليه تَنْتابُهُ، واحدته خَزَمَةٌ. والخَزَّامُ: بائع الخَزَمِ،

وسوق الخَزَّامينَ بالمدينة معروف.

والخَزَمةُ: خُوصُ المُقْل تُعمَلُ منه أَحْفاشُ النساء.

والخُزامَى: نبت طيب الريح، واحدته خُزاماة؛ وقال أَبو حنيفة: الخُزامى

عُشْبَةٌ طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهرة طيبة الريح، لها نَوْرٌ

كنَوْرِ البَنَفْسَجِ، قال: ولم نجد من الزَّهْرِ زَهْرةً أَطيبَ

نَفْحَة من نفحة الخُزامَى؛ وأَنشد:

لقد طَرَقَتْ أُمُّ الظِّباءِ سَحَابَتِي،

وقد جَنَحَتْ للغَوْرِ أُخْرى الكواكبِ

بريحِ خُزامَى طَلَّةٍ من ثِيابِها،

ومِنْ أَرَجٍ من جَيِّدِ المِسْكِ ثاقِبِ

وهي خِيرِيُّ البَرِّ؛ قال امرؤ القيس:

كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمام،

ورِيحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ

والخَزُومَةُ: البقرة، بلغة هُذَيْلٍ؛ قال أَبو دُرَّةَ الهُذَليّ

(*

قوله «أبو درة الهذلي» كذا هو بالأصل بهذا الضبط وبالدال المهملة، وعبارة

القاموس في مادة ذر ر: وأبو ذرة الهذلي الصاهلي شاعر، أو هو بضم الدال

المهملة):

إِن يَنْتَسِبْ يُنْسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ:

أَهْلِ خَزُوماتٍ وشَحَّاجٍ صَخِبْ

وقيل: هي المُسِنَّةُ القصيرة من البقر، والجمع خَزائمُ وخُزُمٌ

وخَزُومٌ، وقيل الخَزُومُ واحد؛ وقوله:

أَرْبابُ شاءٍ وخَزُومٍ ونَعَمْ

يدل على أَنه جمع على حدِّ السَّعَةِ والاختيار، وإِن كان قد يجوز أَن

يكون واحداً؛ وأَنشد ابن بري لابن دارَةَ:

يا لعنةَ الله على أَهْلِ الرَّقَمْ،

أَهلِ الوَقِيرِ والحَميرِ والخُزُمْ

والأَخزم: الحَيَّةُ الذكر. وذكَرٌ أَخْزَمُ: قصير الوَتَرَةِ،

وكَمَرَةٌ خَزْماءُ كذلك؛ قال الأَزهري: الذي ذكره الليث في الكَمَرَةِ

الخَزْماءِ لا أعرفه، قال: ولم أَسمع الأَخْزَمَ في اسم الحيَّات، وقد نظرت في كتب

الحيَّات فلم أَر الأَخْزَمَ فيها؛ وقال رجل لبُنَيٍّ له أَعجبه:

شِنْشِنَةٌ أَعْرفُها من أَخْزَمِ

أَي قَطَران الماء

(* قوله «أي قطران الماء إلخ» كذا في الأصل والتكملة،

وعبارة التهذيب: أي قطرة ماء من ذكرى الأخزم) من ذَكر أَخْزَمَ، وقيل:

أَخْزَمُ قطعة من جبل. وأَبو أَخْزَمَ: جَدُّ أَبي حاتِمِ طَيِّءٍ أَو

جَدُّ جدّه، وكان له ابن يقال له أَخْزَمُ فمات أَخْزَمُ وترك بَنين فوثبوا

يوماً في مكان واحد على جدهم أَبي أَخْزَمَ فأَدْمَوْه فقال:

إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلُوني بالدَّمِ،

شِنْشِنَةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمِ،

من يَلْقَ آسادَ الرجالِ يُكْلَمِ

كأَنه كان عاقّاً، والشِّنْشِنةُ: الطبيعة أَي أَنهم أَشبهوا أَباهم في

طبيعته وخُلُقِه.

والخَزْمُ، بالزاي، في الشعر: زيادة حرف في أَول الجزء أَو حرفين أَو

حروف من حروف المعاني نحو الواو وهل وبل، والخَرْمُ: نقصان؛ قال أَبو

إِسحق: وإِنما جازت هذه الزيادة في أَوائل الأَبيات كما جاز الخَرْمُ، وهو

النقصان في أَوائل الأَبيات، وإِنما احْتُمِلَتِ الزيادةُ والنقصانُ في ا

لأَوائل لأَن الوزن إِنما يستبين في السمع ويظهر عَوارُهُ إِذا ذهبتَ في

البيت، وقال مرة: قال أَصحاب العروض جازت الزيادة في أَول الأَبيات ولم

يُعْتَدَّ بها كما زيدت في الكلام حروفٌ لا يُعْتَدُّ بها نحو ما في قوله

تعالى: فَبما رَحْمةٍ من اللهِ لِنْتَ لهم؛ والمعنى فبرحمةٍ من الله، ونحو:

لئِلاَّ يعلم أَهلُ الكتاب، معناه لأَنْ يعلم أَهلُ الكتاب، قال: وأَكثر

ما جاء من الخَزْمِ بحروف العطف، فكأَنك إِنما تعطف ببيت على بيت فإِنما

تحتسب بوزن البيت بغير حروف العطف؛ فالخَزْمُ بالواو كقول امرئ القيس:

وكأَنَّ ثَبِيراً، في أَفانينِ وَدْقِهِ،

كبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ

فالواو زائدة، وقد رويت أَبيات هذه القصيدة بالواو، والواو أَجود في

الكلام لأَنك إِذا وَصَفْتَ فقلت كأَنه الشمسُ وكأَنه الدُّرُّ كان أَحسن من

قولك كأَنه الشمسُ كأَنه الدُّرُّ، بغير واو، لأَنك أَيضاً إِذا لم تعطف

لم يَتَبَيَّنْ أَنك وصفتَه بالصفتين، فلذلك دخل الخَزْمُ؛ وكقوله:

وإِذا خَرَجَتْ من غَمْرَةٍ بعد غَمْرَةٍ

فالواو زائدة. وقد يأْتي الخَزْمُ في أَول المِصْراعِ الثاني؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

بل بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُهُ،

بَلْ لا يُرى إِلا إِذا اعْتَلَما

فزاد بَلْ في أَول المصراع الثاني وإِنما حَقُّه:

بل بُرَيْقاً بِتُّ أَرقبه،

لا يُرى إِلا إِذا اعْتَلَما

وربما اعْتَرَضَ في حَشْوِ النصف الثاني بين سَببٍ ووَتِدٍ كقول مَطرِ

بن أَشْيَمَ:

الفَخْرُ أَوَّلُهُ جَهْلٌ، وآخره

حِقْدٌ إِذا تُذُكِّرَتِ الأَقوالُ والكَلِمُ

فإِذا هنا معترضة بين السبب الآخر الذي هو تَفْ وبين الوتد المجموع الذي

هو عِلُنْ؛ وقد زادوا الواو في أَول النصف الثاني في قوله:

كُلَّما رابَكَ مِنِّي رائبٌ،

ويَعْلَمُ العالِمُ مِني ما عَلِمْ

وزادوا الباء؛ قال لبيد:

والهَبانِيقُ قِيامٌ مَعَهُمْ

بكُلِّ مَلْثومٍ، إِذا صُبَّ هَمَل

وزادوا ياء أَيضاً؛ قالوا:

يا نَفْسِ أَكْلاً واضْطِجا

عاً، يا نَفْسِ لَسْتِ بخالِدَه

والصحيح:

يا نفسِ أَكْلاً واضطجا

عاً، نَفْسِ لَسْتِ بخالده

وكقوله:

يا مَطَرُ بن ناجِيةَ بن ذِرْوَةَ إِنني

أُجْفى، وتُغْلَقُ دوننا الأَبْوابُ

وقد يكون الخَزْمُ بالفاء كقوله:

فَنَرُدّ القِرْنَ بالقِرْنِ

صَريعَيْنِ رُدافى

فهذا من الهَزَجِ، وقد زيد في أَوله حرف؛ وخَزَمُوا بِبَلْ كقوله:

بل لم تَجْزَعُوا يا آل حُجْرٍ مَجْزَعا

وقال:

هَل تَذَكَّرُونَ إِذْ نُقاتِلكُمْ،

إِذ لا يَضُرُّ مُعْدِماً عَدَمُهْ

(* قوله «وقال هل تذكرون إلخ» هكذا بالأصل وفيه سقط يعلم من عبارة شارح

القاموس وعبارة صاحب التكملة فإنهما قالا وبهل كقوله هل تذكرون إلخ)

وخَزَمُوا بنَحْنُ قال:

نَحْنُ قَتَلْنا سَيِّدَ الخَزْرَ

جِ سَعْدَ بن عُبادَهْ

ونظير الخَزْمِ الذي في أَول البيت ما يُلْحِقُونَهُ بعد تمام البناء من

التَّعدِّي والمُتَعَدِّي، والغُلُوّ والغالي. والأَخْزَمُ: قطعة من

جبل. وخُزام: موضع؛ قال لبيد:

أَقْوَى فَعُرِّيَ واسِطٌ فبَرامُ،

من أَهله، فصُوائِقٌ فَخُزامُ

ومَخْزُومٌ: أَبو حَيٍّ من قُرَيْشٍ، وهو مَخْزُوم بن يَقَظَةَ بن

مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غالب. وبِشْرُ بن أَبي خازِمٍ: شاعر من بني

أَسَد.

المعرفة

المعرفة: عند النحاة: ما وضع ليدل على شيء بعينه وهي المضمرات والأعلام والمبهمات، وما عرف باللام، والمضاف إلى أحدهما.وعند أهل النظر: إدراك الشيء على ما هو عليه وهي مسبوقة بنسيان حاصل بعد العلم، ولذلك يسمى الحق تعالى بالعالم دون العارف.المعرفة عند القوم: سمو اليقين. وقيل سقوط الوهم لوضوح الاسم. وقيل زوال البرهان بكمال العيان. وقيل دثور الريب لظهور الغيب. وقيل هجوم الأنوار على الأبرار.
المعرفة:
[في الانكليزية] Knowledge
[ في الفرنسية] Connaissance
هي تطلق على معان. منها العلم بمعنى الإدراك مطلقا تصوّرا كان أو تصديقا. ولهذا قيل كلّ معرفة وعلم فإمّا تصوّر أو تصديق.
ومنها التصوّر كما سبق وعلى هذا يسمّى التصديق علما كما مرّ أيضا. ومنها إدراك البسيط سواء كان تصوّرا للماهية أو تصديقا بأحوالها، وإدراك المركّب سواء كان تصوّرا أو تصديقا، على هذا الاصطلاح يخصّ بالعلم، فبين المعرفة والعلم تباين بهذا المعنى، وكلاهما أخصّ من العلم بمعنى الإدراك مطلقا، وكذا الحال في المعنى الثاني للمعرفة والعلم. وبهذا الاعتبار يقال عرفت الله دون علمته. ومناسبة هذا الاصطلاح بما نسمعه من أئمة اللغة من حيث إنّ متعلّق المعرفة في هذا الاصطلاح وهو البسيط واحد ومتعلّق العلم وهو المركّب متعدّد، كما أنّهما كذلك عند أهل اللغة وإن اختلف وجه التعدّد والوحدة، فإنّ وجه التعدّد والوحدة في اللغوي يرجع إلى تقييد الاسم الأول بإسناد أمر إليه وإطلاقه عنه، سواء كان مدخوله مركّبا أو بسيطا، وفي الاصطلاحي إلى نفس المحكوم عليه. فإن كان مركّبا فهو متعلّق العلم وإن كان بسيطا فمتعلّق المعرفة. ومنها إدراك الجزئي سواء كان مفهوما جزئيا أو حكما جزئيا، وإدراك الكلّي مفهوما كلّيا كان أو حكما كلّيا على هذا الاصطلاح يخصّ بالعلم، وبالنظر إلى هذا يقال أيضا عرفت الله دون علمته، والمراد بالحكم التصديق، والنسبة بينهما على هذا على قياس المعنى الثاني والثالث، والنسبة بين تلك المعاني الثلاثة للمعرفة هي العموم من وجه، وكذا بين تلك المعاني الثلاثة للعلم، وكذا بين المعرفة بالمعنى الثاني أي بمعنى التصوّر وبين العلم بالمعنى الثالث الرابع، وكذا بين المعرفة بالمعنى الثالث والعلم بالمعنى والرابع، وكذا بين المعرفة بالمعنى الرابع والعلم بالمعنى الثالث كما لا يخفى. قيل الاصطلاح الثاني والرابع متفرّعان على الثالث لأنّ الجزئي والتصوّر أشبه بالبسيط والكلّي والتصديق بالمركّب، هذا والأقرب أن يجعل استعمال المعرفة في التصوّرات والعلم في التصديقات أصلا لأنّه عين المعنى اللغوي ثم يفرّع عليه المعنيان الآخران، هكذا في شرح المطالع وحواشيه وحواشي المطول. ومنها إدراك الجزئي عن دليل كما في التوضيح في تعريف الفقه ويسمّى معرفة استدلالية أيضا. ومنها الإدراك الأخير من الإدراكين لشيء واحد إذا تخلّل بينهما عدم بأن أدرك أولا ثم ذهل عنه ثم أدرك ثانيا. قيل المراد بالذهول هو ما يفضي إلى نسيان محوج إلى كسب جديد وإلّا فالحاصل بعد الذهول التفات لا إدراك إلّا مجازا. والحقّ أنّ الذهول زوال الصورة عن المدركة فيكون الموجود بعده إدراكا، وإن كان بلا كسب جديد. ومنها الإدراك الذي هو بعد الجهل ويعبّر عنه أيضا بالإدراك المسبوق بالعدم والعلم يقال للإدراك المجرّد من هذين الاعتبارين بمعنى أنّه لم يعتبر فيه شيء من هذين القيدين، وبالنظر إلى هذه المعاني الثلاثة يقال: الله تعالى عالم ولا يقال عارف، إذ ليس إدراكه تعالى استدلاليا ولا مسبوقا بالعدم ولا قابلا للذهول، والنسبة بين المعرفة والعلم بهذين المعنيين هي العموم مطلقا، هكذا في حواشي المطول في تعريف علم المعاني، وباقي النّسب يظهر بأدنى توجّه.
ومنها ما هو مصطلح الصوفية. قال في مجمع السلوك: المعرفة لغة العلم، وعرفا العلم الذي تقدّمه نكرة. وفي عبارة الصوفية العلم الذي لا يقبل الشكّ إذا كان المعلوم ذات الله تعالى وصفاته، ومعرفة الذات أن يعلم أنّه تعالى موجود واحد فرد وذات وشيء وقائم ولا يشبه شيئا ولا يشبهه. وأما معرفة الصفات فأن يعرف الله تعالى حيّا عالما سميعا بصيرا مريدا متكلّما إلى غير ذلك من الصفات. وإنما لا تطلق المعرفة على الله تعالى لأنّها في الأصل اسم لعلم كان بعد أن لم يكن، وعلمه تعالى قديم.
ثم المعرفة إمّا استدلالية، وهو الاستدلال بالآيات على خالقها لأنّ منهم من يرى الأشياء فيراه بالأشياء، وهذه المعرفة على التحقيق إنّما تحصل لمن انكشف له شيء من أمور الغيب حتى استدلّ على الله تعالى بالآيات الظاهرة والغائبة، فمن اقتصر استدلاله بظاهر العالم دون باطنه فلم يستدل بالدليلين فتعطّل استدلاله بالباطن وهي درجة العلماء الراسخين في العلم.
وأمّا شهودية ضرورية وهو الاستدلال بناصب الآيات على الآيات، وهي درجة الصّدّيقين وهم أصحاب المشاهدة. قال بعض المشايخ: رأيت الله قبل كلّ شيء وهو عرفان الإيقان والإحسان، فعرفوا كلّ شيء به لا أنّهم عرفوه بشيء انتهى. ويقرب من هذا ما في شرح القصيدة الفارضية من أنّ المعرفة أخصّ من العلم لأنّها تطلق على معنيين، كلّ منهما نوع من العلم، أحدهما العلم بأمر باطن يستدلّ عليه بأثر ظاهر كما توسّمت شخصا فعلمت باطن أمره بعلامة ظاهرة منه، ومن ذلك ما خوطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ. وثانيهما العلم بمشهود سبق به عهد كما رأيت شخصا رأيته قبل ذلك بمدة فعلمت أنّه ذلك المعهود، فقلت عرفته بعد كذا سنّة عهده، فالمعروف على الأول غائب وعلى الثاني شاهد. وهل التفاوت البعيد بين عارف وعارف إلّا لبعد التفاوت بين المعرفتين؟ فمن العارفين من ليس له طريق إلى معرفة الله تعالى إلّا الاستدلال بفعله على صفته وبصفته على اسمه وباسمه على ذاته، أولئك ينادون من مكان بعيد. ومنهم من يحمله العناية الأزلية فتطرقه إلى حريم الشّهود فيشهد المعروف تعالى جده بعد المشاهدة السابقة في معهد أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ويعرف به أسماءه وصفاته على عكس ما يعرفه العارف الأول، فبين العارفين بون بيّن، إذ الأول لغيبة معروفة كنائم يرى خيالا غير مطابق للواقع، والثاني لشهود معروفه كمستيقظ يرى مشهودا حقيقيا مطابقا للواقع انتهى كلامه.

قال في مجمع السلوك: أوحى الله تعالى لداود عليه السلام يا داود: أتدري ما معرفتي؟ قال:

لا. قال: حياة القلب في مشاهدتي. وقال الواسطي: المعرفة ما شاهدته حسّا والعلم ما شاهدته خبرا أي بخبر الأنبياء عليهم السلام.

وقال البعض: المعرفة اسم لعلم تقدّمه نكرة وغفلة، ولهذا لا يصحّ إطلاقه على الله تعالى.

وقال الشبلي: إذا كنت بالله تعالى متعلّقا لا بأعمالك غير ناظر إلى ما سواه فأنت كامل المعرفة. وقيل الرؤية في الآخرة كالمعرفة في الدنيا كما أنّه تعالى يعرف في الدنيا من غير إدراك كذلك يرى في العقبى من غير إدراك، لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ.
وقالوا من لم يعرف الله تعالى فالسكوت عليه حتم، ومن عرف الله تعالى فالصّمت له جزم.
ولذلك قيل من عرف الله كلّ لسانه، ولا يعارضه ما قيل: من عرف الله طال لسانه: إذ المعنى من عرف الله بالذات كلّ لسانه ومن عرف الله بالصفات طال لسانه. لأنّ الشّخص الذي له مقام التلوين يكون له معرفة الصفات، وأمّا من كان في مقام التمكين فله معرفة الذات.
وذلك مثل سيدنا موسى عند ما كان في مقام التلوين فتطاول قائلا: ربّ أرني أنظر إليك.

فجاءه الجواب: لن تراني. وأمّا نبيّنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فلكونه في مقام التمكين فلم يتطاول بلسانه ولم يطلب الرؤية لهذا حظي بالرؤية. أو يقال: المعنى من عرف الله بمعرفته الشهودية الضرورية كلّ لسانه، ومن عرف الله بمعرفته الاستدلالية طال لسانه انتهى. وفي خلاصة السلوك: المعرفة ظهور الشيء للنفس عن ثقة، قال به عليّ بن عيسى. وقال عبد الله بن يحيى إذا أراك الاضطراب عن مقام العلم بدوام الصحبة فهو معرفة. وقيل المعرفة إحاطة العلم بالأشياء، قال عليه الصلاة والسلام: «لو عرفتم الله حقّ معرفته لزال الجبال عن دعائكم». قال أبو يزيد: حقيقة المعرفة الحياة بذكر الله وحقيقة الجهل الغفلة عن الله.
حكى أبو عليّ ثمرة المعرفة إذا ابتلي صبر وإذا أعطي النّعم شكر وإذا أصابه المكروه رضي.

وقال أهل الإشارات: العارف من لا يشغله شاغل طرفة عين. قال الجنيد: العارف الذي نطق الحقّ عن سرّه وهو ساكت. وقيل الذي ضاقت الدنيا عليه بسعتها. وقيل: الناس على أربعة أصناف: الثابت الذي يعمل للدرجات، والمحبّ الذي يعمل للزلفى القريبة، والعارف الذي يعمل لرضاء ربه من غير حفظ لنفسه منه.
ومنها ما هو مصطلح النحاة وهي اسم وضع لشيء بعينه. وقيل اسم وضع ليستعمل في شيء بعينه ويقابلها النكرة. اعلم أنّ التعريف عبارة عن جعل الذات مشارا بها إلى خارج إشارة وضعية ويقابلها التنكير وهو جعل الذات غير مشار بها إلى خارج في الوضع، والمراد بالذات المعنى المستقلّ بالمفهومية الذي يصلح أن يحكم عليه وبه، وهو معنى الاسم فقط، فإنّ معنى الفعل والجملة لدخول النسبة فيه خارج عن تلك الصلاحية، وكذا معنى الحرف. ثم لا يخفى أنّ المشار به إلى خارج إنّما هو اللفظ الدالّ على الذات وإنّما نسب إليها مجازا أو أراد بالذات ما يدلّ عليها مجازا، فالتعريف والتنكير من عوارض الذات أي من عوارض ما يكون مدلوله الذات، فلا يجريان في غير الاسم. فعلى هذا لو بدّل الذات بالاسم لكان أنسب. والمراد بالخارج مقابل الذهن. وإنّما قيل إلى خارج لأنّ كلّ اسم موضوع للدلالة على ما سبق في علم المخاطب بكون ذلك الاسم دالا عليه، ومن ثمّة لا يحسن أن يخاطب بلسان إلّا من سبق معرفته بذلك اللسان، فعلى هذا كلّ لفظ فهو إشارة إلى ما ثبت في ذهن المخاطب أنّ ذلك اللفظ موضوع له، فلو لم يقل إلى خارج لدخل في الحدّ جميع الأسماء معارفها ونكراتها. وتوضيحه أنّ المعرفة يشار بها إلى ما في الذهن من حيث حضوره فيه، ولهذا قيل المعرفة يقصد بها معيّن عند السامع من حيث هو معيّن كأنه إشارة إليه بذلك الاعتبار. وأمّا النكرة فيقصد بها التفات الذهن إلى المعيّن من حيث ذاته ولا يلاحظ فيها تعيينه وإن كان معيّنا في نفسه، لكن بين مصاحبة التعيين وملاحظته فرق جلي. ولا شكّ في أنّ الأمر الحاضر في الذهن وإن كان أمرا ذهنيا إلّا أنه مع قيد الحضور في الذهن أمر خارج عن الذهن لأنّ الموجود في الذهن مجرّد ذاته لا مع قيد الحضور فيه، فالمراد بالخارج المعيّن من حيث هو معيّن، وقد يقيّد الخارج بالمختصّ ويجعل فائدته الاحتراز عن الضمائر العائدة إلى ما لم يختص بشيء قبله نحو: أرجل قائم أبوه، ونحو: ربّه رجلا وربّ رجل وأخيه، ويا لها قصة، فإنّ هذه الضمائر نكرات إذ لم يسبق اختصاص المرجوع إليه بحكم. ولو قلت ربّ رجل كريم وأخيه، وربّ شاة سوداء وسخلتها لم يجز لأنّ الضمير معرفة لرجوعه إلى نكرة مخصصة بالصفة. وفيه بحث لأنّه إن كانت هذه الضمائر إشارة إلى ما في الذهن من حيث حضوره فيه كان الظاهر كونها معرفة لا نكرة، وإن كانت إشارة إليه من حيث ذاته خرجت من قيد خارج فلم يحتج إلى قيد مختص. وأيضا معنى التعريف هو التعيين أي الإشارة إلى معلوم حاضر في ذهن السامع من حيث هو معلوم وإن كان مبهما كما سبق، وهذا المعنى موجود في الضمير العائد إلى النكرة، فلا وجه للحكم بكونه نكرة. وأيضا لمّا اعتبر مجرّد الإشارة إلى الخارج فاعتبار التخصيص الغير الواصل إلى حدّ التعيين مستبعد جدا. ولما كان الحقّ إدخال تلك الضمائر في المعارف لم يقيّد الخارج بالمختص. وإنّما قيل إشارة وضعية ليخرج عن الحدّ النكرات المعيّنة عند المخاطب نحو أتيت رجلا إذا علمه المتكلّم بعينه إذ ليس في رجلا إشارة لا وضعا ولا استعمالا إلى معيّن؛ ويدخل في الحدّ تعريف الأعلام المشتركة إذ يشار بها إلى معيّن بحسب الوضع.
فالمعرفة على هذا ما أشير به إلى خارج إشارة وضيعة. وعند من قيّد الخارج بالمختصّ هي ما أشير به إلى خارج مختصّ إشارة وضعية، والنكرة ما ليس كذلك.
ثم اعلم أنّ الجمهور على أنّ المعتبر في المعرفة التعيين عند الاستعمال دون الوضع، فعرّفوا المعرفة بما وضع ليستعمل في شيء بعينه أي متلبّس بعينه أي في شيء معيّن من حيث إنّه معيّن. وحاصله الإشارة إلى أنّه معهود ومعلوم بوجه ما، وبهذا خرج النكرة لأنّ معاني النكرات وإن أوجبت معلوميتها للسامع لكن ليس في اللفظ إشارة إلى تلك المعلومية. ولمّا اعتبر التعيين عند الاستعمال دخل في الحدّ المضمرات والمبهمات وسائر المعارف، فإنّ لفظ أنا لا يستعمل إلّا في الاشخاص المعيّنة إذ لا يصحّ أن يقال إنا ويراد به متكلّم لا بعينه، وليست موضوعة لواحد منها وإلّا لكانت في غيره مجازا، ولا لكلّ واحد منها وإلّا لكانت مشتركة موضوعة أوضاعا بعدد الأفراد. وأيضا لا قدرة على وضعها لأمور متعيّنة لا يمكن ضبطها وملاحظتها حين الوضع، فوجب أن تكون موضوعة لمفهوم كلّي شامل لكلّ الأفراد، ويكون الغرض من وضعها له استعمالها في أفراده المعيّنة دونه، فما سوى العلم معارف استعمالية لا وضعية، فالشيء المذكور في التعريف أعمّ ممّا وضع اللفظ المستعمل فيه له كالأعلام وممّا وضع لما يصدق عليه كما في سائر المعارف. وهذا هو الذي اختاره المحقّق التفتازاني. وقال في التلويح بأنّه الأحسن.
وذهب بعض المتأخّرين إلى أنّ المعتبر التعيين عند الوضع وعرّفوها بما وضع لشيء بعينه.
فالموضوع له لا بدّ أن يكون معيّنا سواء كان الوضع خاصا كما في العلم أو عاما كما في غيره من المعارف، ولا يلزم المجاز ولا الاشتراك وتعدّد الأوضاع. ويرد على قولهم لا قدرة على وضعها لأمور الخ أنّه كيف صحّ منكم اشتراط أن لا يستعمل إلّا في واحد معيّن من طائفة من المعيّنات فيما ضبطتم للمستعمل فيه يمكن أن يضبط الموضوع له ويوضع له، ولو صحّ ما ذكرتموه لكانت أنت وأنا وهذا مجازات لا حقائق لها إذ لا تستعمل فيما وضعت هي لها من المفهومات الكلّية، بل لا يصحّ استعمالها فيها أصلا، وهذا مستبعد جدا، كيف لا ولو كانت كذلك لما اختلف أئمّة اللغة في عدم استلزام المجاز الحقيقة ولما احتيج في نفي الاستلزام أن يتمسّك في ذلك بأمثلة نادرة، وهذا هو الذي اختاره السّيّد السّند وصاحب الأطول وغيرهما، وقالوا بأنّه هو الحقّ الحقيق بالتحقيق ويجيء لذلك توضيح في لفظ الوضع.
هذا كلّه خلاصة ما في المطول وحواشيه والأطول في بيان فائدة تعريف المسند إليه.

اعلم أنّ المعارف بحسب الاستقراء ستّ:
المضمرات والأعلام والمبهمات وما عرّف باللام وما عرّف بالنداء والمضاف إلى إحدى هذه الخمسة، ولم يذكر المتقدّمون ما عرّف بالنداء لرجوعه إلى ذي اللام إذ أصل يا رجل يا أيّها الرجل، ويذكر هاهنا المعرّف باللام والإضافة. فأقول اشتهر فيما بينهم أنّ لام التعريف يكون للعهد الخارجي ولتعريف الجنس وللعهد الذهني وللاستغراق وكذلك المعرّف بالإضافة. وذهب المحقّقون إلى أنّ اللام لتعريف العهد والجنس لا غير، إلّا أنّ القوم أخذوا بالحاصل وجعلوه أربعة أقسام: توضيحا وتسهيلا، وجعلوا تعريف الاستغراق من أقسام تعريف الجنس، واختلفوا في المعهود الذهني.
فبعضهم جعله من أقسام العهد الخارجي وقال إذا ذكر بعض أفراد الجنس خارجا أو ذهنا فحمل الفرد على ذلك البعض أولى من حمله على جميع الأفراد ويسمّى المعهود خارجيا أو ذهنيا، وإلى هذا ذهب صاحب التوضيح كما صرّح به الفاضل الچلپي في حاشية التلويح في بيان ألفاظ العموم، وإلى هذا يشير أيضا ما وقع في الاتقان حيث قال: التعريف باللام نوعان:

عهدية وجنسية، وكلّ منهما ثلاثة أقسام:
فالعهدية إمّا أن يكون مصحوبها معهودا ذكريا نحو كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ وضابطته أنّ يسدّ الضمير مسدّها مع مصحوبها أو معهودا ذهنيا نحو إِذْ هُما فِي الْغارِ أو معهودا حضوريا نحو الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي. قال ابن عصفور وكذا كلّ ما وقع بعد اسم الإشارة نحو جاءني هذا الرجل، وبعد أيّ في النداء نحو يا أيّها الرجل، أو إذا الفجائية نحو خرجت فإذا الأسد، أو في اسم الزمان الحاضر نحو الآن انتهى نظرك. والجنسية إمّا لاستغراق الأفراد وهي التي يخلفها لفظ كلّ حقيقة نحو وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً ومن دلائلها صحة الاستثناء من مدخولها نحو إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا أو وصفه بالجمع نحو أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا وإمّا لاستغراق خصائص الأفراد وهي التي يخلفها لفظ كلّ مجازا نحو ذلك الكتاب أي الكتاب الكامل في الهداية الجامع لصفات جميع الكتب المنزّلة وخصائصها. وإمّا لتعريف الماهية والحقيقة والجنس وهي التي لا يخلفها كلّ لا حقيقة ولا مجازا نحو جعلنا من الماء كل شيء حيّا، ومثل هذا في المغني أيضا. وبعضهم جعله أي المعهود الذهني من أقسام الجنس ولذا حقّق صاحب المفتاح أنّ لام التعريف للإشارة إلى تعيين حصّة من مفهوم مدخوله أو تعيين نفس المفهوم والعهد الذهني والاستغراق من أقسام لام تعريف الجنس. واعلم أنّ معنى التعريف مطلقا هو الإشارة إلى أنّ مدلول اللفظ معهود أي معلوم حاضر في الذهن فلا فرق بين لام الجنس ولام العهد في الحقيقة إذ كلّ منهما إشارة إلى معهود غايته أنّ المعهود في أحدهما جنس وفي الآخر حصّة منه، فتسمية أحدهما بلام الجنس والآخر بلام العهد اصطلاح عائد إلى معروض التعيين، أي التعريف، لا إلى التعيين نفسه. ولهذا قال أئمة الأصول حقيقة التعريف العهد لا غير، وإلى هذا أشار السّكّاكي واختار في اللام أنّ معناها العهد، أي الإشارة إلى أنّ مدلول اللفظ معهود أي معلوم حاضر في ذهن السامع. وإذا كانت اللام موضوعة لمعنى العهد مطلقا أي سواء كان الحاضر ماهية أو حصة منها كان تعريف الحقيقة قسما من العهد، كما أنّ ما سمّوه تعريف عهد قسم آخر منه، وهذا كلام حقّ. هكذا يستفاد من الأطول وحواشي المطول، وبهذا ظهر فساد ما في بعض شروح المغني أنّ الألف واللام عند السّكّاكي إنّما هي لتعريف العهد الذهني خاصة. وأمّا الجنسية والاستغراقية والعهدية خارجيا فكلّها داخلة في العهد الذهني انتهى. واعلم أيضا أنّه إذا دخلت اللام على اسم الجنس فإمّا أن يشار بها إلى حصّة معيّنة منه فردا كان أو أفرادا مذكورة تحقيقا أو تقديرا، ويسمّى لام العهد الخارجي والأول وهو ما كان مذكورا تحقيقا بأن يذكر سابقا في كلامك أو كلام غيرك صريحا أو غير صريح هو العهد التحقيقي، والثاني وهو ما كان مذكورا تقديرا بأن يكون معلوما حقيقة أو ادعاء لغرض وهو العهد التقديري. وأمّا أن يشار بها إلى الجنس نفسه وحينئذ إمّا أن يقصد الجنس من حيث هو كما في التعريفات وفي نحو قولنا الرجل خير من المرأة ويسمّى لام الحقيقة والطبيعة، وإمّا أن يقصد الجنس من حيث هو موجود في ضمن الأفراد بقرينة الأحكام الجارية عليه الثابتة له في ضمنها، فأمّا في جميعها كما في المقام الخطابي وهو الاستغراق أو في بعضها وهو المعهود الذهني. فإن قلت هلّا جعلت العهد الخارجي كالذهني راجعا إلى الجنس؟ قلت:
لأنّ معرفة الجنس غير كافية في تعيين شيء من أفراده، بل يحتاج فيه إلى معرفة أخرى. ثم الظاهر أنّ الاسم في المعهود الخارجي له وضع آخر بإزاء خصوصية كلّ معهود. ومثله يسمّى وضعا عاما، ولا حاجة إلى ذلك في العهد الذهني والاستغراق، والتعريف الجنسي إذا جعل أسماء الأجناس موضوعة للماهيات من حيث هي. هذا خلاصة ما قال عضد الملّة في الفوائد الغياثية، فهذا صريح في أنّ لام الحقيقة ولام الطبيعة بمعنى واحد، وهو قسم من لام الجنس مقابل للعهد الذهني والاستغراق، والمفهوم من المطول والإيضاح أنّ لام الجنس ولام الحقيقة بمعنى واحد كذا في الأطول.
فائدة:
قولهم لام الجنس تشير إلى نفس الحقيقة معناه أنّ لام الجنس تشير إلى مطلق المفهوم أي مفهوم المسمّى، سواء كان حقيقيا أو مجازيا، فإنّها كما تدخل على الحقيقة تدخل على المجاز أيضا، كقولك الأسد الذي يرمي خير من الأسد المفترس، وسواء اقتصر الحكم على المفهوم أو أفضي صرفه إلى الفرد، وليس معناه أنّها تشير إلى نفس المفهوم من غير زيادة كما توهّم، وإلّا لم يصح جعل العهد الذهني والاستغراق داخلين تحته. وقد تكون الإشارة إلى نفس الحقيقة لدعوى اتحاده مع شيء، وجعل منه قوله تعالى أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وهو الذي قصده جار الله حيث قال: إنّ معنى التعريف في «المفلحون» الدلالة على أن المتقين هم الذين إن حصلت صفة المفلحين وتحقّقوا بما هم فيه وتصوّروا بصورتهم الحقيقية فهم هم لا يعدون تلك الحقيقة، كما تقول لصاحبك هل عرفت الأسد وما جبل إليه من فرط الإقدام أنّ زيدا هو هو. وقد يشار بها إلى تعيين الجنس من حيث انتسابه إلى المسند إليه فيرجع التعيين إلى الانتساب كما في بيت حسّان ووالدك العبد أي المعروف بالعبودية، فظهر أنّ تعريف الجنس ليس تعريفا لفظيا لا يحكم به إلّا بضبط أحكام اللفظ من غير حظّ المعنى فيه، كما قال بعض محقّقي النحاة، كلّ لام تعريف سوى لام العهد لا معنى للتعريف فيها، فإنّ الناظرين في المعاني لهم شرب آخر ولا يعتبرون التعريف اللفظي، ولذلك تراهم طووا ذكر علم الجنس بأقسامه في مقام التعرض للعلم وأحكامه؛ فلام الجنس تشير إلى نفس الحقيقة باعتبار حضورها وتعيّنها وعهديتها في الذهن. ولذا قال السّكّاكي لا بدّ في تعريف الجنس من تنزيله منزلة المعهود بوجه من الوجوه الخطابية إمّا لكون ذلك الشيء محتاجا إليه على طريق التحقيق أو على طريق التحكّم، فهو لذلك حاضر في الذهن، أو لأنّه عظيم الخطر معقود به الهمم لذلك على أحد الطريقين، أو لأنّه لا يغيب عن الجنس على أحد الطريقين، وإمّا لأنّه جار على الألسن كثير الدور في الكلام على أحد الطريقين، فإن قلت لم لم يجعل علم الجنس موضوعا بجوهره لما وضع له المعرّف بلام الجنس؟ قلت: لأنّ اعتبار التعين الذهني تكلّف إذ ليس نظر أرباب وضع اللفظ إلّا على الأمور الخارجية، وذو اللام يدعو إليه لئلّا يلغو اللام، ولا داعي إليه في نحو أسامة كذا في الأطول.
فائدة:
الاستغراق مطلقا باللام كان أو غيره ضربان: حقيقي نحو عالم الغيب والشّهادة وعرفي نحو جمع الأمير الصاغة أي صاغة بلده أو مملكته. وفسّر المحقّق التفتازاني الحقيقي بالشمول لكلّ ما يتناوله اللفظ بحسب اللغة وكأنّه أراد أعم من التناول بحسب المعنى المجازي أو الحقيقي والعرفي بالشمول لما يتناوله اللفظ بحسب متفاهم العرف. والعرف إذا أطلق يراد به العرف العام فيتّجه أنّه يبقى الشمول شرعا واصطلاحا واسطة وأنّ الظاهر لغوي وعرفي. وفسّر في شرح المفتاح السّيد السند أيضا الحقيقي بما كان شموله للأفراد على سبيل الحقيقة بأن لا يخرج فرد والعرفي مما يعدّ شمولا في عرف الناس، وإن خرج عنه كثير من أفراد المفهوم. هذا ولا يخفى عليك أنّ التقسيم إلى الحقيقي والعرفي لا يختص الاستغراق بل هو تخصيص من غير مخصّص إذ المعرّف باللام أيضا لواحد منها يكون عرفيا وحقيقيا، فنحو أدخل السوق عرفي إذ المراد سوق من أسواق البلد لا أسواق الدنيا، بل الإشارة إلى الحقيقة من حيث هي أيضا كذلك لأنّك ربما تقول في بلد البطيخ خير من العنب لأنّ بطيخه خير من عنبه، فالإشارة في كلّ من البطيخ والعنب إلى جنس خاص منهما بمعونة العرف. ولذا قد يعكس ذلك في بلد آخر وهذه دقيقة قد أبدعها السّكّاكي واتخذها من جاء بعده مذهبا. والحق أن لا استغراق إلّا حقيقيا والتصرّف في أمثال هذا المثال في الاسم المعرّف حيث خصّ ببعض مفهومه بقرينة التعارف فأريد بالصاغة إحدى الصاغتين، وأدخل اللام فاستفيد العموم كذا في الأطول.
فائدة:
الفرق بين المعرّف بلام الحقيقة والطبيعة وبين أسماء الأجناس التي ليست فيها دلالة على البعضية والكلّية نحو رجعى وذكرى ونحوهما من المصادر لأنّ المصادر ليس فيها القصد إلّا إلى الحقيقة المتحدة بالإجماع هو أنّ المعرّف بلام الحقيقة يقصد فيه الإشارة إلى الحقيقة باعتبار حضورها في الذهن وليس أسماء الأجناس المذكورة كذلك. والفرق بينه وبين علم الجنس هو أنّ علم الجنس يدلّ بجوهره على حضور الماهية في الذهن بخلاف المعرّف باللام فإنّه يدلّ على الحضور بالآلة. ومثل هذا الفرق بين المعهود الخارجي وعلم الشخص. وأيضا المعرّف باللام كثيرا ما لا يدلّ على المعهود بشخصه بخلاف علم الشخص. والفرق بين المعرّف بلام الاستغراق وبين كل مضافا إلى النكرة أنّ المعرّف مستعمل في الماهية بخلاف كلّ مضافا إلى النكرة، وأيضا في المعرّف باللام إشارة إلى حضورها في الذهن دون كلّ مضافا إلى النكرة، هكذا في المطول وأبي القاسم.
والفرق بين المعهود الذهني وبين النكرة هو أنّ النكرة تفيد أنّ ذلك الاسم بعض من جملة الحقيقة نحو أدخل سوقا سواء كانت موضوعة للحقيقة مع وحدة أو كانت موضوعة للحقيقة المتحدة، لأنّها مع التنوين تفيد الماهية مع وحدة لا بعينها، فإطلاقها على الواحد حقيقة بخلاف المعرّف باللام نحو أدخل السوق فإنّ المراد به نفس الحقيقة والبعضية مستفادة من القرينة، فإنّ الدخول أفاد أنّ الحقيقة المتحدة المرادة بالمعرّف باللام متحدة مع معهود، فإطلاقه على الواحد مجاز. وبالجملة قولك أدخل سوقا يأتي لواحد من حاق اللفظ فالنكرة أقوى في الإتيان لواحد، ولذا قالوا المعهود الذهني في المعنى كالنكرة وإن كان في اللفظ معرفة صرفة لوجود اللام وعدم التنوين، ولذا يجري عليه أحكام المعارف تارة من وقوعه مبتدأ وذا حال ووصفا للمعرفة ونحو ذلك، وأحكام النكرات تارة أخرى كتوصيفه بالجملة في قول الشاعر:
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني وفي قوله تعالى كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً. هذا حاصل ما في الأطول. لكن في المطول أنّ إطلاق المعرّف بلام الحقيقة وكذا علم الجنس على الواحد حقيقة إذ لم يستعمل إلّا فيما وضع له، والفرق بين المعرّف والنكرة أنّ إرادة البعض في النكرة بنفس اللفظ، وفي المعرّف بالقرينة. واعترض عليه بأنّ الموضوع له الماهية المطلقة والمستعمل فيه هو الماهية المخلوطة، ولا شك في تغايرهما فينبغي أن يكون مجازا. وأجيب بأن الموضوع له هو الماهية لا بشرط شيء، وهي تتحقّق في ضمن المخلوطة، فالمستعمل فيه ليس إلّا الماهية لا بشرط شيء، والفرد المنتشر إنّما فهم من القرينة، وإنّما سمّي معهودا باعتبار مطابقته للماهية المعهودة فله عهد بهذا الاعتبار فسمّي معهودا ذهنيا. قال صاحب الأطول: لا يخفى أنّ المعرّف في مقام الاستغراق أيضا كالنكرة لأنّه يأتي للوحدات من غير إشارة إلى تعيينها، غايته أنّه متحد مع الماهية المعهودة كالمعهود الذهني، والمعرّف بلام الحقيقة من المصادر كالنكرة منها في المعنى، فلا وجه لتخصيص هذا الحكم بهذا القسم. ويمكن أن يقال يراد أنّ هذا في المعنى كالنكرة في اعتبار البلغاء وليس غيره كذلك. ولذا لم يعامل معه معاملة النكرة، ونظرهم في هذا التخصيص محمود لأنّ مناط الإفادة وهو الفرد في هذا القسم مبهم فلم يعتدّ بتعيين تعلّق بالمفهوم بخلاف ما إذا أريد جميع الأفراد فإنّها لتعيّنها بالعموم نائبة مناب المتعيّن.
فائدة:
اعلم أنّ التعريف باللام والنداء وبالإضافة جاء لمدلول اللفظ من الخارج. وأمّا تعريف باقي المعارف فمن جوهر اللفظ ولوضعه للأمر المأخوذ مع التعيّن. وما ذكره السّيّد السّند ناقلا عن الرّضي أنّ تعريف الموصول واسم الإشارة والضمير من الخارج كالمعرّف باللام والنداء والإضافة والانقسام إلى الخمسة بحسب تفاوت ما يستفاد منه مزيّف لأنّ الخارج في الموصول ونظيريه قرينة المراد من اللفظ لا الإشارة إلى تعيّنه كما قال، ولأنّ تفاوت ما يستفاد منه أزيد من الخمسة كذا في الأطول.

عين

بَاب الْعين

طرفِي ناظري بَصرِي مقلتي عَيْني حدقتي

عين


عَيِنَ(n. ac. عِيْنَة
عَيَن)
a. Had large, lustrous eyes.

عَيَّنَa. Determined, defined; distinguished; marked; designated;
specified, particularized; individualized, individuated.
b. [acc. & La], Marked out for, assigned, appointed, designed for.
c. Pierced, bored.
d. Budded, bloomed; formed eyes.
e. Poured water into (skin).
f. Sold on credit.
g. Reproved to his face.
h. Stirred up (war).

عَاْيَنَa. Saw, perceived, beheld; eyed, looked at.

أَعْيَنَa. see I (c)
تَعَيَّنَa. Looked at, eyed, scanned, surveyed
scrutinized.
b. Smote with the evil eye.
c. Was clear, evident, distinct; was defined, determined
specified.
d. ['Ala], Was special, peculiar to.
e. Was confounded.
f. [Fi] [ coll. ], Enlisted in (
the army ).
إِعْتَيَنَ
a. [La]
see I (d)b. Took the choice, the best of.

عَيْن (pl.
أَعْيُن
عُيُوْن أَعْيَاْن)
a. Eye; eyesight.
b. Hole, opening, aperture; mesh; link.
c. Look, glance; view; aspect, appearance, mien; form;
physiognomy.
d. Essence, substance; the best, the choice of.
e. Self.
f. Influence of the evil eye.
g. Lord, chief.
h. (pl.
أَعْيُن
عُيُوْن), Spring, course, well.
i. Property; cash, ready money; gold.
j. Usury.
k. Sun; rays of the sun.
l. Receptacle.
m. Spy, informer.
n. Certain, sure.
o. Knowledge.
P. Might.
q. Health; safety.
r. Thirst.
s. Second radical.
t. 'Ain (letter).
عَيْنِيَّة []
a. [ coll. ], Specimen, sample;
model.
عِيْنَة []
a. The best, the choice of.
b. Fine, goodly (garment).
c. Money paid in advance.

أَعْيَن [] (pl.
عِيْن)
a. Large-eyed.
b. Black.
c. Goodly, fine (sentence).
d. Receptacle.

مَعَان []
a. Place of seeing, beholding; place of alighting.

مَعِيْن []
a. Smitten.
b. Running (water).
عَائِن []
a. see 26b. Person, being.

عِيَان [] (pl.
عُيُن
أَعْيُنَة
16t)
a. Ploughshare.
b. Clear, evident, manifest, apparent.
c. see
N. Ac.
عَاْيَنَ
(عِيْن).
عِيَانِيّ []
a. Ocular.

عَيِّنa. Tearful.
b. Receptacle.

عَيُوْن [] (pl.
عِيْن
عُيُن)
a. Evil-eyed, malignant.

الاعْيَان []
a. [art.], Notables, leaders; aristocracy.
مَعْيُوْن [ N.
P.
a. I]
see 18
مُعَيَّن [ N. P.
a. II], Determinate, definite; individuated; fixed;
particularized; special, distinct, particular.
b. Figured with eyes (garment).
c. [ coll. ], Salary.
تَعْيِيْن [ N.
Ac.
a. II], Individuation, particularization
determination.
b. Appointment.

مُعَايِن [ N.
Ag.
a. III], Spectator, observer.

مُعَايَنَة [ N.
Ac.
عَاْيَنَ
(عِيْن)]
a. Beholding, viewing; view.
مُتَعَيِّن [ N.
Ag.
a. V]
see N. P.
عَيَّنَ
(a).
b. [ coll. ], Enlisted, enrolled.

مُعْتَانٍ [ N.
Ag.
a. VIII], Explorer.

عِيَانًا
a. Visibly, manifestly, publicly, openly.

بَيْع عِيْنَة
a. A sale on credit.

لَقِيْتُهُ عِيَانًا
a. I met him face to face.

عُيُوْن البَقَر
a. A species of grape.

عُيَيْنَة عُوَيْنَة
a. A small eye.
b. Eyelet.

عُوَيْنَات
a. [ coll. ], Spectacles;
eyeglasses.
رَأَيْتُهُ عَرْض عَيْن
a. I saw him nearly, obviously.

لَقِيتُهُ أَوَّل عَيْن
a. I met him the first thing.

عَلَى عَمْدِ عَيْن
a. Purposely, intentionally; earnestly.

هُو صَدِيْق عَيْن
a. He is a friend as long as he is in sight.

صَنَعَ ذَلِكَ عَلَى عَيْن
a. He did that with care.

عَلَى الرَّأْسِ والعَيْن
a. Willingly ! With pleasure!

هُوَ عَيْنُهُ
a. It is himself.

طَلَبَ أَثَرًا بَعْدَ عَيْن
a. He left the real for the unreal.

مَا بِالدَّارِ عَيْن
a. There is no one in the house.

عَيْنُ الثَّور
a. The bull's eye ( a star in Taurus ).

عَيْنُ البَقَر
a. Buphthalmum, oxeye.

عَيْنُ الهِرّ
a. Cat's-eye (stone).
عَيْنُ الشَّمْس
a. Sun-flower.
عين: {عين}: واسعة الأعين، جمع عيناء.

عين

1 عَيْنٌ [app. as inf. n. of عَانَ, agreeably with analogy, (like as أَذْنٌ is of أَذَنَ, and أَنْفٌ of أَنَفَ, &c.,) aor. ـِ signifies The hitting, or hurting, [another] in the eye. (K.) b2: And The smiting with the [evil] eye: (K:) which is said in a trad. to be a reality. (TA.) You say, عِنْتُ الرَّجُلَ I smote the man with my [evil] eye. (S.) and إِنَّكَ لَجَمِيلٌ وَلَا أَعِنْكَ, meaning [Verily thou art beautiful,] and may I not smite thee with the [evil] eye; and ولا أَعِينُكَ, meaning and I will not smite thee &c. (Lh, TA.) And المَالَ ↓ تعيّن He (a man) smote the مال [i. e. cattle, or camels, &c.,] with an [evil] eye: (S:) or الأِبِلَ ↓ تعيّن, and ↓ اعتانها, and ↓ اعانها, he raised his eyes towards the camels, looking at them, and expanded his hand over his eyebrow like as does he who shades his eyes from the sun, (K, TA,) to smite them with an [evil] eye, (K, * TA,) and he so smote them. (TA) b3: عَانَ عَلَيْنَا, (S, TA,) aor. ـِ (S,) inf. n. عَيَانَةٌ; (S, TA; [in one of my copies of the S, عِيَانَة;]) and لَنَا ↓ اعتان; both signify He was, or became, a spy, or scout, for us. (S, TA.) [Golius mentions also ↓ عاين, construed with ل, in this sense, as from the S; in which I do not find it.] And one says, لَنَا مَنْزِلًا ↓ اِذْهَبْ فَاعْتَنْ, Go thou, and look for, or seek, a place of alighting for us: (S:) and Lh says the like, making the verb trans. (TA.) And ↓ بَعَتْنَا عَيْنًا يَعْتَانُنَا, and يَعْتَانُ لَنَا; (K, TA;) and يَعِينُنَا, (K, TA, but omitted in the CK,) and يَعِينُ لَنَا, (El-Hejeree, TA,) inf. n. عَيَانَةٌ, (K, TA,) with fet-h, (TA) [in the CK عِيَانَة;]) i. e. [We sent a spy, or scout, to bring us information. (K, TA.) [See also مُعْتَانٌ.] b4: عان الدَّمْعُ, and المَآءُ, (S,) inf. n. عَيَنَانٌ (S, K) and عَيْنٌ, (K, TA,) The tears, and (tropical:) the water, flowed. (S, K. *) And عَانتِ البِئْرُ, inf n.

عَيْنٌ, The well had in it much water. (TA.) b5: And حَفَرْتُ حَتَّى عِنْتُ (assumed tropical:) I dug until I reached the springs, or sources: (S, TA:) and in like manner one says, المَآءَ ↓ أَعْيَنْتُ [I reached the water]: (S:) or, accord, to the T, one say, حَفَرَ

↓ الحَافِرُ فَأَعْيَنَ and ↓ أَعَانَ. meaning [The digger dug,] and reached the springs, or sources. (TA.) A2: عَيِنَ, (K,) inf. n. عَيَنٌ, (S, * K, [not, as in the CK, with the ى quiescent.]) and عِيْنَةٌ, (Lh, * K.) [He was wide in the eye: or large and wide therein: (see أَعْيَنُ:) or ] he was large in the black of the eye, with width [of the eye itself]. (K.) 2 عيّن اللّْؤْلُؤَةَ (assumed tropical:) He bored, perforated, or pierced, the pearl; (S, K, TA;) as though he made to it an eye. (TA.) b2: عيّن القِرْبَةَ He poured water into the skin in order that the stitchholes might become closed (S, K, TA) by swelling, (S,) it being new: and سَرَّبَهَا [q. v.] signifies the same, as mentioned by As, (TA.) A2: تَعْيِينُ الشَّئِ signifies (assumed tropical:) The individuating of a thing, or particularizing it; i. e. the distinguishing it from the generality, or aggregate. (S, Msb, TA) عيّنهُ means (assumed tropical:) He individuated it, &c.: and he particularized, or specified, it by words; mentioned it particularly, or specially. And عيّن لَه كَذَا (assumed tropical:) He appointed, or prescribed, for him, or he assigned to him, particularly, such a thing: and عيّن عَلَيْهِ كَذَا He appointed against him, or imposed upon him, particularly, such a thing]. Yousay, عَيَّنْتُ المَالَ لِزَيْدٍ (assumed tropical:) I assigned the property particularly, or specially, to Zeyd. (Msb.) and أَتَيْتُ فُلَانًا فَمَا عَيَّنَ لِى بِشَئٍْ and مَا عَيَّنَنِىبِشَئٍْ

i. e. (assumed tropical:) [I came to such a one,] and he did not give me anything: (Lh, TA:) or, as some say, he did not direct me to anything. (TA.) And عَيَّنَ عَلَى السَّارِقِ (assumed tropical:) He distinguished, or singled out, the thief from among the suspected persons: or, as some say, he manifested against the thief his theft. (TA.) And عَيَّنْتُ النِّيَّةَ فِى الصَّوْمِ (assumed tropical:) I purposed the performance of a particular fast. (Msb.) b2: عيّن فُلَانًا He told such a one to his face of his vices, or faults, or the like. (I. h, S, K.) A3: عيّن الحَرْبَ بَيْنَنَا i. q. أَدَارَهَا [He, or it, stirred war, or conflict, or the war or conflicet, between us, or among us]: so in the K in the L, ادرها [perhaps for أَدَرَّهَا, but more probably, I think, for أَدَارَهَا]. (TA.) A4: عيّن الشَّجَرُ The trees became beautiful and bright, and blossomed. (K. TA.) A5: عيّن الرَّجُلُ The man took [or bought] بِالعِينَةِ i. e. السَّلَفِ [meaning for payment in advance, accord. to all the explanations that I find of السَّلَف as used in buying and selling; but accord to the TK, upon credit, i. e. for payment at a future period, agreeably with an explanation of (??_ in the A and (??) (??) thin by reason of oldness: (TA:) [or it became lacerated, or worn in holes; as is shown by what here follows.] One says also, تَعَيَّنَتْ أَخْفَافُ الأِبِلِ, meaning (assumed tropical:) The feet of the camels became lacerated [in the soles], or worn in holes, or blistered; like the water-skin of which one says تعيّن. (IAar, TA.) A6: تعيّن also signifies (assumed tropical:) It was, or became, clear, or distinct. (KL.) b2: And (assumed tropical:) It was or became, individuated, or particularized; i. e., distinguished from the generality, or aggregate. (KL,) [Thus signifying, it is quasi-pass. of عَيَّنَهُ. Hence it means (assumed tropical:) It had, or assumed, the quality of individuality. And (assumed tropical:) It was, or became, particularized. or specified, by words; mentioned particularly, or specially. And تعيّن لَهُ It was appointed, or prescribed, for him, or was assigned to him, particularly or peculiarly. And تعيّن عَلَيْهِ (assumed tropical:) It was appointed against him, upon him, particularly. And hence.] one says, تعيّن عَلَيْهِ الشَّئْ, meaning لَزِمَهُ بِعَيْنِهِ, [i. e. : The thing was, or became, incumbent, or obligatory, on him in particular] (S, K.

A7: See also the next paragraph.8 إِعْتَيَنَ see 1, in tour places.

A2: اعتان الشَّئْ (assumed tropical:) He took the عَيْن of the thing, (S,) the (??) thereof. (S, TA.) [See also 8 in art. عون]) A3: And He bought the thing upon credit, for payment at a future (??) (S, Msb, (??) signifies he took (??) future time; (Mgh: [in which is expl. by the words أَخَذَ بِالعِينةِ, and in which عِينَة in a sale is expl. as meaning نَسِيْئَة;]) and so ↓ تعيّن; (KL;) [but Mtr says,] the saying تَعَيّنْ عَلَىّٰ حَرِيرًا as meaning اشْتَرِهْ بِبَيْعِ العِينَةِ I have not found. (Mgh,) [See also عيّن الرَّجُلُ expl. as meaning “ The man took بِالعينَةِ. ”]

عَيْنٌ is a homonym, applying to various things (Msb:) in the K. forty-seven (??) assigned to it; but it is said by MF that its meanings exceed a hundred; those occurring in the Kur-án are seventeen. (TA.,) By that which is app. its primary application, and which is by many affirmed to (??) (TA,) العَيْنُ signifies The eye: the organ of sight: (S, Mgh, Msb, K, TA [in the S expl. by حَاسَّةُ الرُّؤْيَةِ, evidently used in this sense; in the Mgh, by المُبْصِرَةُ; in the Msb and K, by البَاصِرَةُ; and in a mater place in the K. by حَاسَّةُ الرُّؤْيَة, app. as meaning the sense of sight;]) also denoted [emphatically] by the term الجَارِحَةُ [i. e. the organ]; (TA;) it is that with which the looker sees: (ISk, TA;) and is of a human being and of any other animal: (TA;) (??) is of the fem. gender; (S, K:) and the pl. [of mult.] as عُيُونٌ, (S, Mgh, Msb, K,) also pronounced عُيونٌ, (K, [in which وَتُكْسَرُ, immediately following عُيُونٌ, has been erroneously supposed by Golius and Freytag to relate to the sing.,]) and [of pause أَعْيَانٌ and أَعْيُنٌ, (S, Mgh, Msb, K,) which last is asserted by Lh to be sometimes a pl. of mult., as it is in the Kur vii. [178 and] 194; (TA.) and pl. pl. أَعْيُنَاتٌ: (K:) the dim. is ↓ عُيَيْنَةٌ, (S.) Hence the saying in a trad. of 'Alee, قَاسَ عَيْنًا بِبَيْضَةٍ جَعَلَ عَلَيْهَا خُطُوطًا [He measured the reach of an eye by means of an egg upon which he made lines]. (Mgh.) And [hence also] one says, بِعَيْنٍ

مَّا أَرَيَنَّكَ [lit. With some eye I will assuredly see thee]: it is said to one whom you send, and require to be quick; and means (assumed tropical:) pause not for anything, for it is as though I were looking at thee. (TA. [See also art. رأى.]) And لَقِيتُهُ عَيْنَ عُنَّةٍ [I met him so that] I saw him with [or before] my eye, he not seeing me. (S, TA.) [And رَأَيْتُهُ عَيْنَ عُنَّةٍ or عُنَّةَ, which see in art. عن. And أَعْطَيْتُهُ عَيْنَ عُنَّةَ and عُنَّة, which also see in art. عن.] and رَأَيْتُهُ عَرْضَ عَيْنٍ I saw him, or it, obviously; nearly. (TA, voce عَرْضٌ, q. v.) And هَا هُوَ عَرْضُ عَيْنٍ [or عَرْضَ عَيْنٍ?] i. e. [Lo, he, or it, is] near [before thee]: and in like manner, هُوَ مِنِّى عَيْنُ عُنَّةٍ [or عَيْنَ عُنَّةٍ? i. e. He is near before me]. (K.) and لَقِيتُهُ أَوَّلَ عَيْنٍ, (S, K,) and أَوَّلَ ذِى عَيْنٍ and ↓ عَائِنَةٍ, (TA,) I met him, or it, the first thing: (S, K, TA:) and before every [other] thing; as also ↓ أَوَّلَ عَائِنَةٍ and أَدْنَى عَائِنَةٍ: (S:) or this last means the nearest thing perceived by the eye. (TA.) And فَعَلْتُ ذَاكَ عَمْدَ عَيْنٍ and عَمْدًا عَلَى

عَيْنٍ (assumed tropical:) I did that purposely, with seriousness, or earnestness, and certainty: (S:) or صَنَعَ ذٰلِكَ عَلَى

عَيْنٍ and عَلَى عَيْنَيْنِ, (K, TA,) and عَمْدَ عَيْنٍ and عَمْدَ عَيْنَيْنِ, (K,) or عَلَى عَمْدِ عَيْنٍ and عَلَى عَمْدِ عَيْنَيْنِ, (TA,) (assumed tropical:) He did that purposely, (Lh, K, TA,) with seriousness, or earnestness, and certainty. (K.) And هُوَ عَبْدُ عَيْنٍ (tropical:) He is like the slave to thee as long as thou seest him, (S, K, * TA,) but not when thou art absent; and so هُوَ عَبْدُ العَيْنِ: (S:) or he is a man who pretends, or feigns, to thee, his doing that which he does not perform: (TA:) and (K, TA) in this sense, (TA,) one says also, هُوَ صَدِيقُ عَيْنٍ i. e. (assumed tropical:) [He is a friend, or a true friend,] as long as thou seest him: (K, TA:) and هُوَ أَخُو عَيْنٍ (assumed tropical:) He is one who acts as a friend hypocritically with thee. (TA.) أَنْتَ عَلَى عَيْنِى is said in relation to honouring and protecting: (S, K, TA:) [accordingly I would render it (tropical:) Thou art entitled to be honoured and protected by me above my eye: for the eye is esteemed the most excellent of the organs, (as is said in this art. in the TA,) and it is that which most needs protection:] أَنْتَ عَلَى رَأْسِى is said in relation to honouring only. (TA.) And the Arabs say, عَلَى

عَيْنِى قَصَدْتُ زَيْدًا, meaning thereby the regarding with solicitude mixed with fear [so that I would render it (assumed tropical:) As one to be regarded with solicitude mixed with fear above my eye I made Zeyd the object to which my mind was directed]. (TA.) [See another ex. of عَلَى عَيْنِى (in which it cannot be rendered as above) in a later part of this paragraph.] نَعِمَ اللّٰهُ بِكَ عَيْنًا [in the CK نَعَّمَ, which is wrong,] means the same as أَنْعَمَهَا. (K. [See both in art. نعم.]) قُرَّةُ العَيْنِ [signifying مَا قَرَّتْ بِهِ العَيْنُ, as expl. in the M and K in art. قر, i. e. That by which, or in consequence of which, the eye becomes cool, or refrigerated, or refreshed, &c.,] is a phrase used as meaning (assumed tropical:) A man's child or offspring. (TA.) فَقَأَ عَيْنَهُ [properly signifying He put out his eye, or blinded it, &c.,] means [sometimes] (tropical:) he struck him; or struck him vehemently with a broad thing, or with anything; or slapped him with his hand: (صَكَّهُ:) or he was rough, rude, or ungentle, to him in speech. (TA.) اَلَّذِى فِيهِ عَيْنَاكَ means Thy head. (TA. [There mentioned preceded by لاتحرمَن: thus dubiously, and perhaps incorrectly, written. What is means, or should be, I know not.]) b2: عَيْنُ الثَّوْرِ (assumed tropical:) (The eye of the Bull;] the great red star [a] that is upon the southern eye of Taurus, and also [more commonly] called الدَّبَرَانُ. (Kzw, Descr. of Taurus.) [and عَيْنُ الرَّامِى (assumed tropical:) The eye of Sagittarius; app. the two stars v, on the eye thereof.] b3: عَيْنُ البَقَرِ (assumed tropical:) [The buphthalmum, or ox-eye;] the [plant called] بَهَار [q. v.]. (S in art. بهر.) And عُيُونُ البَقَرِ (tropical:) A sort of grapes, (S, K, TA,) black, (K, TA,) but not intensely so, large in the berries, (TA,) and round, (K, TA,) which are converted into raisins, and are not very sweet: so says AHn: thus called as being likened to the eyes of the animals termed بَقَر: (TA:) they are found in Syria: (S:) or said by some to be peculiar to Syria. (TA.) and Certain black إِجَّاص [or plums]: (K, TA:) thus called for the same reason. (TA.) b4: عَيْنُ الهِرِّ (assumed tropical:) [Cat's-eye;] a certain stone, well known, of no utility. (TA.) A2: [فَتَحَ هَيْنَ النَّارِ means (assumed tropical:) He made an opening in the live coals of the fire, that had become compacted; in order that it might burn up well. (See 1 in art. سخو and سخى.)] b2: and عَيْنٌ signifies also (assumed tropical:) The عَيْن [i. e. eye] of the needle: such as is narrow is termed عَيْنُ صَفِيَّة [in which the latter word is app. a proper name, and, as such and of the fem. gender, imperfectly decl., i. e., in this case, written صَفِيَّةَ]. (TA.) b3: Also, as being likened to the organ [of sight] in form, or appearance, (tropical:) A [small round hole or] place of perforation in a [leathern water-bag such as is called] مَزَادَة. (TA.) And (tropical:) Thin circles, or rings, or round places, in a skin, (S, K, TA,) which are a fault therein, (S, TA,) like أَعْيُن [or eyes; or one of such thin circles &c.]; being likened to the organ [of sight] in form. (TA.) [See 10.] And (K) (tropical:) A fault, or defect, (K, TA,) of this description, in a skin. (TA.) b4: And (tropical:) The small hollow or cavity of the knee; (S, K; in [some of] the copies of the latter of which, الرَّكِيَّة is erroneously put for الرُّكْبَة; TA;) likened to the socket of the eye: (TA:) each knee has عَيْنَانِ [i. e. two small hollows or cavities, the articular depressions for the condyles of the femur], in the fore part thereof, at [the joint of] the سَاق. (S, TA.) b5: And (tropical:) The piece of skin [or small leathern receptacle] in which are put the بُنْدُق [or bullets] (K, TA) that are shot from the قَوْس [app. meaning the large kind of cross-bow, called balista, or ballista]: (K, * TA:) likened to the organ [of sight] in form. (TA.) b6: [In the B, accord. to the TA, it is also expl. as meaning the سنام: but this, I think, is most probably a mistranscription for سَام (q. v.) as signifying (assumed tropical:) The hollow, or cavity, in the ground, thus called, in which water remains, or stagnates, and collects.] And (tropical:) The place [or aperture] whence the water of a قَنَاة [i. e. pipe, or the like,] pours forth: (K, TA:) as being likened to the organ [of sight] because of the water that is in it. (TA.) And, (K, TA,) for the same reason, (TA,) (tropical:) The place whence issues the water of a well. (TA.) And, (S, Msb, K, &c.,) for the same reason, as is said by Er-Rághib, (TA,) (tropical:) The عَيْن, (S, Msb,) or source, or spring, (K, TA,) of water, (S, Msb, K, TA,) that wells forth from the earth, or ground, and runs: (TA:) [and accord. to the Msb, it app. signifies a running spring:] of the fem. gender: (TA:) pl. عُيُونٌ and أَعْيُنٌ, (Msb, K,) and accord. to ISk, sometimes the Arabs said, as a pl. thereof, أَعْيَانٌ, but this is rare. (Msb.) Hence a saying, in a trad., cited and expl. voce سَاهِرٌ. (TA.) Also (assumed tropical:) Abundance of water of a well. (TA.) And A drop of water. (TA.) عَيْنُ المَآءِ, [originally signifying “ the source of water,”] accord. to Th, means (assumed tropical:) Life for men; thus in the following verse: أُولَائِكَ عَيْنُ المَآءِ فِيهِمْ وَعِنْدَهُمْ مِنَ الخِيفَةِ المَنْجَاةُ وَالمُتَحَوَّلُ (assumed tropical:) [Those, life for men is among them; and with them are the means of safety, and the place of removal, from fear]: accord. to the A, عَيْنُ المَآءِ فِيهِمْ means good, or means of attaining good, and provision of corn, or abundance of the produce of the earth, are among them. (TA.) b7: Also (assumed tropical:) The عَيْن [meaning eye, or bud, (thus called in the present day,)] of a tree. (Es-Subkee, TA.) b8: [and (tropical:) Sprouting herbage; as being likened to the eye or eyes:] one says, نَظَرَتِ البِلَادُ بِعَيْنٍ or بِعَيْنَيْنِ [lit. (tropical:) The lands looked with an eye or with two eyes], meaning, had their herbage come forth: (K:) or it is said when their herbage comes forth: or, as in the A, when that which cattle depasture comes forth without [as yet] becoming firm [in the ground, or firmly rooted]: taken from the saying of the Arabs, إِذَا سَقَطَتِ الجَبْهَةُ نَظَرَتِ الأَرْضُ بِإِحْدَى عَيْنَيْهَا فَإِذَا سَقَطَتِ الصَّرْفَةُ نَظَرَتْ بِهِمَا جَمِيعًا (assumed tropical:) [lit. When El-Jebheh (the 10th Mansion of the Moon) sets aurorally (i. e. about the 11th of Feb., O. S.), the land looks with one of its eyes; the, when Es-Sarfeh (the 12th Mansion) sets aurorally (about the 9th of March), it looks with both of them]. (TA. [See also art. نظر.]) A3: عَيْنٌ also, (S, Msb, K, &c.,) as being likened to the organ of sight, (TA,) signifies (tropical:) A spy; and ↓ ذُو العُيَيْنَتَيْنِ [in the CK ذُو العَيْنَتَيْنِ], in like manner, signifies the spy, (S, K, TA,) and ↓ ذُو العُوَيْنَتَيْنِ likewise, and ذُو العَيْنَيْنِ: (TA:) he who looks for a people, or party: (M, TA:) the watcher, or observer; (S, * K, * TA;) or the scout: (S, * Msb, K, * TA:) masc. and fem.: (M, TA:) accord. to the opinion of ISd, made by some to accord with a part [i. e. the eye], and therefore fem.; and by some, to accord with the whole [person], and therefore masc.: (TA:) pl. عُيُونٌ and أَعْيُنٌ, and, accord. to ISk, sometimes أَعْيَانٌ. (Msb.) b2: And i. q. مُكَاشِفٌ [app. as meaning (assumed tropical:) A discoverer, or revealer, of tidings &c.]. (Es-Subkee, TA.) A4: [And (assumed tropical:) An eye as meaning a look, i. e. an act of looking: and hence, a stroke of an evil eye: or, simply, an evil eye: a meaning of frequent occurrence.] أَصَابَتْ فُلَانًا عَيْنٌ (assumed tropical:) [An evil eye smote such a one] is said of a person when an enemy or an envier has looked at him and produced such an effect upon him that he has fallen sick in consequence thereof (TA.) [عَيْنُ الكَمَالِ is applied to an eye believed to have the power of killing by its glance: see an ex. voce فَقَأَ.] b2: And (assumed tropical:) Sight with the eye [or before the eyes; or ocular view]: thus in the saying, لَا أَطْلُبُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ (assumed tropical:) [I will not seek a trace, or vestige, (or, as we rather say in English, a shadow,) after an ocular view]: (S, TA:) or the meaning is, after suffering a reality, or substance, to escape me: (Har pp. 120 and 174: [this latter rendering being agreeable with explanations of عَيْنٌ which will be found in a later part of this paragraph:]) i. e. I will not leave the thing when I see it ocularly, and seek the trace or vestige, thereof, after its [the thing's] disappearing from me: and the origin of it was the fact that a man saw the slayer of his brother, and when he desired to slay him, he [the latter] said, “ I will ransom myself with a hundred she-camels; ” whereupon he [the other] said, لَسْتُ

أَطْلُبُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ; and slew him: (TA:) it is a prov., thus, or, as some relate it, لَا تَطْلُبْ. (Har p. 120.) b3: And (assumed tropical:) Look, or view. (K, TA.) It is said in the Kur [xx. 40], وَالتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِى, (S, TA,) and it has been expl. as there having this meaning [i. e. (assumed tropical:) And this I did that thou mightest be reared and nourished in my view], as in the B; or, as Th says, that thou mightest be reared where I should see thee: (TA:) or the meaning is, (assumed tropical:) in my watch, or guard, (Bd, * Jel,) and my keeping, or protection. (Jel. [It is implied by the context in the S, that عَلَى عَيْنِى is said in this instance in relation to honouring and protecting, as it is in a phrase mentioned in the first quarter of this paragraph; but my rendering of it there is obviously inapplicable here. See also 1 in art. صنع.]) And in like manner it has been expl. as used in the Kur [xi. 39], وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا (assumed tropical:) [And make thou the ark in our view]. (TA.) [In like manner, also,] فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ, in the Kur [xxi. 62], means عَلَى مَنْظَرِهِمْ (assumed tropical:) [i. e. Then bring ye him in the view of the people; منظر being here evidently an inf. n.]; (B, TA:) or [bring ye him] openly, or conspicuously. (Jel.) A5: And (assumed tropical:) The مَنْظَر [as meaning aspect, or outward appearance], (S, K,) and شَاهِد [meaning the same as being an evidence of the intrinsic qualities], (S,) of a man. (S, K.) So in the saying of El-Hajjáj to El-Hasan [ElBasree, when he (the former) had asked مَا أَمَدُكَ

“ What was the time of thy birth? ” and the latter had answered (see أَمَدٌ)], لَعَيْنُكَ أَكْبَرُ مِنْ أَمَدِكَ (assumed tropical:) [Verily thy aspect is greater than thy age], أَمَدِكَ meaning سِنِّكَ. (S.) And it is said in a prov., إِنَّ الجَوَادَ عَيْنُهُ فُرَارُهُ (assumed tropical:) [Verily the fleet and excellent horse, his aspect is (equivalent to) the examination of his teeth]: (S, TA: [accord. to the latter, عَيْنُهُ meaning شَاهِدُهُ:]) i. e. his external appearance renders it needless for thee to try him and to examine his teeth. (S and K in art. فر, q. v.) A6: Also, [by a synecdoche, as when it means “ a spy,”] (assumed tropical:) A human being: (K:) and any one: (S, K:) [in which sense, as when it means “ a spy,” it may be masc. or fem.:] and human beings: (S:) or a company [of people]; (K;) as also ↓ عَيَنٌ: (S, K:) and the people of a house or dwelling: (K:) and so ↓ عَيَنٌ; (S, K;) and the people of a town or country; as also ↓ عَيَنٌ. (K.) One says, مَا بِهَا عَيْنٌ (assumed tropical:) There is not in it any one; (S, K, TA;) [i. e. بِالدَّارِ in the house, or dwelling;] as also ↓ عَيَنٌ, (TA,) and ↓ عَائِنٌ, (S, TA,) and ↓ عَائِنَةٌ: (TA:) and مَا بِهَا عَيْنٌ تَطْرِفُ [virtually meaning the same, but fit. There is not in it an eye twinkling]. (TA.) And ↓ مَا رَأَيْتُ ثَمَّ عَائِنَةً i. e. (assumed tropical:) [I was not there] a human being. (TA.) And بَلَدٌ قَلِيلُ العَيْنِ (assumed tropical:) [A town, or country,] having few human beings, (S.) or few people. (TA.) A7: and (assumed tropical:) A lord, chief, or chief personage: (K, TA:) in [some of] the copies of the K, السدّ or الشدّ is erroneously put for السَّيِّدُ: (TA:) the great, or great and noble, person of a people or party: (K, TA:) and the head, chief, or commander, of an army: (TA:) the pl. is أَعْيَانٌ: (TA:) which signifies [lords, chiefs, or chief personages: &c.: and] the eminent, or high-born, or noble, individuals (S, Mgh, Msb, TA) of a people, or party, (S, Mgh,) or of men; (Msb;) and the most excellent persons. (TA.) b2: Hence, (Mgh, Msb,) as pl. of عَيْنٌ, (K,) أَعْيَانٌ signifies also ا Brothers from the same father and mother: (S, Mgh, Msb, K:) this brotherhood is termed ↓ مُعَايَنَةٌ: (S, K:) and أَوْلَادُ الأَعْيَانِ means the sons of the same father and mother. (Msb in art. عل. [See عَلَّةٌ.]) b3: Also. the sing., (assumed tropical:) The choice, or best, (S, Mgh, Msb, K,) of a thing, (S, K,) or of goods, or household-goods, or furniture and utensils, (Mgh, Msb, TA,) and of camels, or cattle, or other property, (TA,) and so ↓ عِينَةٌ, (S, K, TA,) of which the pl. is عِيَنٌ, (TA,) like عِيمَةٌ: (S:) ↓ عِينَةُ الخَيْلِ signifies (assumed tropical:) the fleet and excellent of horses. (Lh, TA.) And (assumed tropical:) Highly prized, in much request, or excellent. (TA.) And, as applied to a deenár, (assumed tropical:) Outweighing, so that the balance inclines with it. (TA.) b4: And (assumed tropical:) i. q. مَالٌ, (K, TA,) [i. e. Property, or such as consists of camels or cattle,] when of a choice. or of the best, sort. (TA.) A8: and (assumed tropical:) Such as is ready, or at hand, (K, TA,) present, (TA,) or within one's power, or reach, (S, TA,) of property. (S, K, TA.) And (assumed tropical:) Anything present, or ready, (K, TA,) found before one. (TA.) You say, بِعْتُهُ عَيْنًا بِعَيْنٍ (assumed tropical:) I sold it ready merchandise for ready money. (Msb.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) Ready money; cash: or simply money: syn. نَقْدٌ: (T, Mgh, Msb, TA:) not عَرْضٌ [q. v.]: (Mgh:) and sometimes, دَرَاهِمُ. (Msb.) So in the saying عَيْنٌ غَيْرُ دَيْنِ (assumed tropical:) [Ready money, not debt]. (TA.) And [hence also] one says, اِشْتَرَيْتَ بِالدَّيْنِ أَوْ بِالعَيْنِ (assumed tropical:) [Didst thou buy on credit or with ready money?]. (Msb.) b3: And ا A present gift. (Mgh, TA.) So in the saying (Mgh, TA) of a rájiz (TA) satirizing a man, (Mgh,) وَعَيْنُهُ كَالكَالِئِ الضِّمَارِ [And his present gift is a thing not hoped for, like the unseen debt of which the payment is deferred by the creditor:] meaning, his present gift is like the absent that is not hoped for. (Mgh, TA.) [And hence, app.,] أَصَابَتْهُ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِ اللّٰهِ, occurring in a trad., means, خَاصَّةٌ مِنْ خَوَاصِّ اللّٰهِ [i. e. (assumed tropical:) A particular, or special, gift of God betided him]. (TA.) b4: Also (assumed tropical:) A deenár: (S, K:) or deenárs; (Az, TA;) [i. e.] coined gold; (Mgh, Msb; *) different from وَرِقٌ [which signifies “ coined silver or “ dirhems ”]. (Mgh.) They said, عَلَيْهِ مِائَةٌ عَيْنًا (assumed tropical:) [On him is incumbent the payment of a hundred deenars]: but properly one should say عَيْنٌ, because it is identical with what precedes it (Sb, TA.) b5: And The half of a dánik [app. deducted] from seven deenars: (K, TA:) mentioned by Az. (TA.) b6: And (tropical:) Gold, (K, TA,) in a general sense; as being likened to the organ [of sight], in that the former is the most excellent of the metals, like as the latter is the most excellence of the organs. (TA.) A9: And (tropical:) The sun itself; (A, K, TA;) as being likened to the organ [of sight], because the former is the most noble of the stars, like as the latter is the most noble of the organs. (TA:) or (K, TA) the عَيْن of the sun; (S, Msb, TA;) i. e. the شُعَاع thereof; (K, TA,) [meaning its rays, or beams,] upon which the eye will act remain fixed: (TA:) or [more commonly] the عَيْن means the قُرْص [q. v., that is disk] of the sun. (KL.) [Using it in the first of these senses.] one says, طَلَعَتِ العَيْنُ (tropical:) [The sun rose], and غَابَتِ العَيْنُ [The sun set]. (Lh, TA.) A10: And (assumed tropical:) A thing's نَفْس [i. e. its self]; (S, Mgh, Msb, K, TA;) and its ذَات [which means the same]; (K, TA:) and its شَخْص, which means nearly, or rather exactly, the same as its ذات; (TA;) [and likewise a man's person, as does also ↓ عِيَانٌ, (see exs. in Har pp. 20 and 45,) and the material substance of a thing;] and its أَصْل [as meaning its essence, or constituent substance]: (TA:) pl. أَعْيَانٌ, (Mgh, Msb, TA,) not أَعْيُنٌ nor عُيُونٌ. (Mgh, TA.) One says, هُوَ هُوَ عَيْنًا and هُوَ هُوَ بِعَيْنِهِ (assumed tropical:) (It is it itself, or he is he himself]: (S, TA:) بِ when prefixed to عَيْن, [thus] used as a corroborative, being redundant. (Mughnee in art. بِ.) and لَا آخُذُ إِلَّا دِرْهَمِى بِعَيْنِهِ (assumed tropical:) [I will not take aught save my dirhem itself]. (S.) And أَخَذْتُ مَالِى

بِعَيْنِهِ (assumed tropical:) I took my property itself. (Msb.) and هذِهِ أَعْيَانُ دَرَاهِمِكَ (Lh, TA) and دَرَاهِمُكَ بِأَعْيَانِهَا (Lh, Mgh, * Msb, TA) (assumed tropical:) These are thy dirhems themselves]. And هُمْ إِخْوَتُكَ بِأَعْيَانِهِمْ (assumed tropical:) [They are thy brothers themselves]. (Msb.) And عَيْنُ الرِّبَا occurs in a trad. as meaning (assumed tropical:) Usury itself. (TA.) [مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ, a phrase very frequently occurring in the L and TA &c., means (assumed tropical:) A certain, or particular, place: and in a similar manner بِعَيْنِهِ is used after the mention of a plant &c.] One says also جَآءَ بِالأَمْرِ مِنْ عَيْنٍ صَافِيَةٍ i. e. (assumed tropical:) [He brought forth, brought to light, or declared, the affair] from its very essence. (TA.) And بِالحَقِّ بِعَيْنِهِ means (assumed tropical:) With truth, clearly and manifestly. (TA.) [In grammar, اِسْمُ عَيْنٍ means (assumed tropical:) A real substantive; the name of a real thing; also termed اِسْمُ ذَاتٍ; and sometimes termed عَيْنٌ alone: opposed to اِسْمُ مَعْنًى i. e. an ideal substantive.]

A11: عَيْنٌ ثَاقِبَةٌ means (assumed tropical:) Certain, or sure, news or information. (A and TA in art. ثقب.) A12: And العَيْنُ [sometimes] signifies (assumed tropical:) Knowledge; [or rather sure, or certain, and manifest, knowledge;] which is also termed عَيْنُ اليَقِينِ. (TA.) A13: And (assumed tropical:) Might (العِزُّ). (TA.) b2: And (assumed tropical:) Health and safety (العَافِيَةُ). (TA.) b3: And (assumed tropical:) Thirst; and so الغَيْنُ. (TA in art. غين.) A14: And (assumed tropical:) The صُورَة [which generally means form, or the like: but it has many other significations; one of which is essence, before mentioned as a meaning of عَيْنٌ]. (TA.) A15: And it signifies also النَّاحِيَةٌ [app. as meaning (assumed tropical:) The part, or point, towards which one directs himself]: (K, TA:) or, accord. to some, particularly that of the قِبْلَة [i. e. that towards which one directs his face in prayer]: (TA:) [or] it signifies also the true direction of the قِبْلَة: (K, TA:) or the part that is on the right of the قِبْلَة of El-'Irák: [whence] one says, نَشَأَتِ السَّحَابَةُ مِنْ قِبَلِ العَيْنِ (assumed tropical:) [The cloud rose from the part on the right of the قبلة of El-'Irák]: (S: [see also خَسْفٌ:]) or this means, from the direction of the قبلة of El-'Irak; and the Arabs say that this scarcely ever, or never, breaks its promise [of giving rain]: when it rises from the direction of the sea, and then goes northward, one says عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ; and this is usually most disposed to rain: (TA:) غُدَيْقَة is a dim. of magnification, meaning abounding with water. (TA in art. غدق.) Also (assumed tropical:) The clouds (سَحَاب) that have come from the direction of the قِبْلَة: (K, * TA:) or, from the direction of the قبلة of El-'Irák: or, from the right thereof: (K, TA:) and it is said in the B to signify [simply] السَّحَابُ [the clouds]; (TA;) and so الغَيْنُ. (TA in art. غين.) And, accord. to Th, مَطَرُ العَيْنِ signifies (assumed tropical:) The rain that is from the direction of the قِبْلَة: or, from the direction of the قبلة of El-'Irák: or, from the right thereof. (TA.) The saying of the Arabs مُطِرْنَا بِالعَيْنِ (assumed tropical:) [We were, or have been, rained upon by the عين] is allowed by some, but disapproved by others. (TA.) b2: And [hence, app.,] (assumed tropical:) The rain that continues during some days, (S, K, TA,) some say five, and some say six, or more, (TA,) without clearing away. (S, K, TA.) A16: عَيْنٌ signifies also (assumed tropical:) Usury; syn. رِبًا; (K, TA; [see also عَيْنُ الرِّبَا above;]) and so ↓ عِينَةٌ. (TA.) And (assumed tropical:) An inclining in the balance; (Kh, Mgh, K, TA;) said to be the case in which one of the two scales thereof outweighs the other: (TA:) one says, فِى المِيزَانِ عَيْنٌ, meaning (assumed tropical:) In the balance is an unevenness; (S, TA;) a little inclining in the tongue thereof: and the word is fem. (TA.) b2: And (assumed tropical:) The tongue [or cock, itself,] of the balance. (TA.) b3: And (assumed tropical:) A scale of a balance; i. e. either of the two scales thereof. (TA.) Also (assumed tropical:) A small بَيْت [meaning partition, or part divided from the rest,] in a chest. (TA.) b2: And (assumed tropical:) A مِحَشَّة [app. meaning a thing in which حَشِيش, or dry herbage, is put]. (TA.) b3: [And (assumed tropical:) Either half, or one side, of a خُرْج, or pair of saddle-bags.] And A certain bird, (K, TA,) yellow in the belly, أَخْضَر [generally in a case of this kind meaning of a dingy, or dark, ash-colour or dust-colour] in the back; of the size of the [species of collared turtle-dove called]

قُمْرِىّ. (TA.) Also (assumed tropical:) [The letter ع;] one of the letters of the alphabet, (S, K,) of those termed حَلْقِيَّة and مَهْجُورَة. (K. [See art. ع.]) b2: and (assumed tropical:) The middle [radical letter] of a word [of the triliteral-radical class; the root of such a word being represented by فعل]. (TA.) b3: In the calculation by means of the letters ا, ب, ج, د, &c., it denotes Seventy. (TA.) عِينٌ, originally عُيْنٌ, pl. of أَعْيَنُ [q. v.]: (S, K: *) A2: and also, (as a contraction of عُيُنٌ, IB, TA,) pl. of عِيَانٌ: (AA, S, IB:) [and of عَيُونٌ.]

عَيَنٌ The quality denoted by the epithet أَعْيَنُ [q. v.; i. e. width in the eye; &c.]; (S;) and so ↓ عِينَةٌ. (Lh, TA.) [See also 1, last sentence; where both are mentioned as inf. ns.]

A2: See also عَيْنٌ, in the third quarter of the paragraph, in four places.

A3: And see the paragraph here following.

عِينَةٌ: see the next preceding paragraph. b2: Also The part that surrounds the eye of a ewe; (K, TA;) like the مَحْجِر of a human being. (TA.) b3: And Goodly appearance: so in the saying, هٰذَا ثَوْبُ عِينَةٍ [This is a garment of goodly appearance]. (S, K) b4: See also عَيْنٌ, latter half, in three places. b5: Also i. q. سَلَفٌ [in buying and selling; i. e. Any money, or property, paid in advance, or beforehand, as the price of a commodity for which the seller has become responsible and which one has bought on description: or payment for a commodity to be delivered at a certain future period with something additional to the equivalent of the current price at the time of such payment: or a sort of sale in which the price is paid in advance, and the commodity is withheld, on the condition of description, to a certain future period: but it seems to be in most cases used in one or another of the senses expl. in what here follows]. (S, Mgh, Msb, K, TA.) and one says, بَاعَهُ بِعِينَةٍ meaning بِنَسِيْئَةٍ [i. e. He sold it upon credit, for payment at a future time]: (A, Mgh: [see 8:]) or, as some say, [and more commonly,] العِينَةُ is the buying what one has sold for less than that for which one has sold it: and ↓ العَيَنُ signifies the same: (Mgh:) or, accord. to Az, the selling a commodity for a certain price to be paid at a certain period, and then buying it for less than that price with ready money: [see 2, last quarter:] this is unlawful when the buyer makes it a condition with the seller that he shall buy it for a certain price; but when there is no condition between them, it is allowable accord. to Esh-Sháfi'ee, though forbidden by some others; and he used to call it the sister of usury: and the sale of a commodity by the purchaser [thereof upon credit] to other than the seller of it, on the spot (lit. in the sitting-place), is also termed عِينَةٌ; but is lawful by common consent: (Msb:) or it is the case of a man's coming to another man to ask of him a loan, which the latter does not desire to grant, coveting profit, which is not to be obtained by a loan, wherefore he says, “I will sell to thee this garment for twelve dirhems upon credit, for payment at a certain time, and its value is ten [which thou mayest obtain by selling it for ready money]. ” (KT: in some copies of which the word thus expl. is [erroneously] written العَيْنِيَّةُ instead of العِينَةُ.) [See also زَرْنَقَةٌ. The word is generally held to be derived from عَيْنٌ as signifying “ ready money ” or “ ready merchandise. ”] b6: Also The مَادَّة [meaning accession to the strength or forces] of war: (K, * TA:) used in this sense in a verse of Ibn-Mukbil [in which it is shown to be so used as being likened to the accession, to the quantity of milk, which has collected and become added to that previously left in the udder: see مَادَّةٌ]. (TA.) لَقِيَهُ عِيَنَةً: see 3.

عَيْنُونٌ A certain plant, found in El-Andalus, that attenuates the humours of the body, when cooked with figs. (TA.) عِيَانٌ an inf. n. of 3. (S, Msb.) b2: [And Clear, evident, manifest, open, or public: thus, by the Pers\. word اَشْكَارْ, the KL explains عيان, which, in my copy of that work, is written عَيَان, evidently, I think, a mistranscription for عِيَان, an inf. n. of 3, used in the sense of a pass. part. n., agreeably with a well-known license, lit. meaning ocularly seen: see ضِمَارٌ, under which I have rendered its contrary by “ unseen; not apparent. ”] b3: See also عَيْنٌ, latter half.

A2: Also A certain iron thing among the appertenances of the فَدَّان, (S, K,) or فَدَان [i. e. plough], this word (فدان) written in the copies of the S, [as in the K,] with teshdeed to the د, but, as IB says, it is without teshdeed when signifying the implement with which ploughing is performed: accord. to AA, the لُؤْمَة, i. e. the سِنَّة [or share] with which the earth is ploughed up, is called the عِيَان when it is upon the فَدَان [or plough]: or, accord. to the M, the عِيَان is a ring at the extremity of the لُؤْمَة and the سليب. [app. a mistranscription] and the دُجْرَانِ [two pieces of wood upon which the share is bound]: (TA:) pl. [of pauc.] أَعْيِنَةٌ and [of mult.] عُيُنٌ, with two dammehs; (K;) or عِينٌ, originally of the measure فُعْلٌ [i. e. عُيْنٌ]; (S;) accord. to AA, عِينٌ, with kesr only; accord. to IB, عُيُنٌ, with two dammehs, and, when the ى is made quiescent, عِينٌ, not عُيْنٌ. (TA).

A3: اِبْنَا عِيَانٍ means Two birds, (K, TA,) from the flight, or alighting-places, or cries, &c., of which, the Arabs augur: (TA:) or two lines which are marked upon the ground (S, K) by the عَائِف [or augurer], by means of which one augurs, from the flight, &c., of birds; (S;) or which are made for the purpose of auguring; (TA;) then the augurer says, اِبْنَىْ عِيَانْ أَسْرِعَا البَيَانْ [O two sons of 'Iyán, hasten ye the manifestations] (K, * TA: [see 1 in art. خط:]) in the copies of the K, اِبْنَا is here erroneously put for اِبْنَى or, as some say اِبْنَا عِيانٍ means two well-known diviningarrows: (TA:) and when it is known that the gaming arrow of him who plays therewith wins, one says, جَرَى ابْنَا عِيَانٍ [app. meaning The two sons of 'Iyán have hastened. i. e. the two arrows so termed: as seems to be indicated by (??) cited in the L (in which it is followed by the words بِالشِّوَآءِ المُضَهَّبِ with the roast meat (??) thoroughly cooked), and also by what here fel-lows]: (S, L, K. TA:) these [arrows] being called اِبْنَ عِيَانٍ because by means of them the people [playing at the game called المَيْسِر see the winning and the food [i. e. the hastily cooked flesh of the slaughtered camel]. (L, TA.) رَجُلٌ عَيُونٌ (K, TA) and ↓ عَيَّانٌ (TA) A man who smites vehemently with the [evil] eye; as also ↓ مِعْيَانٌ: (K, TA,) pl. [of the first] عينٌ and عُيُنٌ. (K.) عُيَيْنَةٌ: and ذُو العُيَيْنَتَيْنِ and ذُو العُوَيْنَتَيْنِ: see عَيْنٌ, in the former half of the paragraph.

عَيَّنٌ: see the next paragraph, in two places.

رَجُلٌ عَيِّنٌ A man quick to weep. (TA.) b2: And سِقَآءٌ عَيِّنٌ, (S, K,) and ↓ عَيَّنٌ, (K,) the latter less common, and said to be the only instance of an epithet of the measure فَيْعَلٌ with an infirm [medial] radical, or it may be of the measure فَوْعَلٌ or فَوْعَلٌ, and in either of these two cases not without a parallel, (TA,) and ↓ مُتَعَيِّنٌ, (S, K,) (assumed tropical:) A skin, for water, or for milk, having thin circles, or rings, or round places, [likened to eyes,] rendering it faulty: (S:) or of which the water runs forth: (Lh, K:) or new; (K;) or thus عَيِّنٌ and ↓ عَيَّنٌ, in the dial. of Teiyi; and so قِرْبَةٌ عَيِّنٌ in that dial.: the pl. of عيّن applied to a skin is عَيَائِنُ, with hemzeh because the place thereof is near to the end. (TA.) عَيَّانٌ: see عَيُونٌ.

عَائِنٌ Smiting with the [evil] eye. (S, TA.) b2: And (assumed tropical:) Flowing water: (S:) or so مَآءٌ عَائِنٌ; from عَيْنُ المَآءِ. (TA.) b3: See also عَيْنٌ, third quarter.

عَائِنَةٌ: see عَيْنٌ, first quarter, in two places: b2: and again, third quarter, in two places. b3: One says also, رَأَيْتُ عَائِنَةً مِنْ أَصْحَابِهِ, meaning I saw a party of his companions who saw me. (TA.) b4: And رَأَيْتُهُ بِعَائِنَةِ العِدَا I saw him where the eyes of the enemy were seeing him. (TA.) b5: And عَائِنَةُ بَنِى فُلَانٍ The herds, or flocks, or herds and flocks, (أَمْوَال,) and pastors, of the sons of such a one. (S.) أَعْيَنُ A man wide in the eye: (S, Mgh:) or large and wide therein. (Lh, TA:) or large in the black of the eye, with width [of the eye itself]: (K.) fem. عَيْنَآءُ; (S:) when is applied to a woman as meaning beautiful and wide in the eyes (Msb:) pl. عِينٌ, (S, Msb,) originally عُيْنٌ (S.) b2: Hence. (S,) عينٌ is an appellation of Wild oxen; (S, K, TA:) as an epithet in which the quality of a subst. predominates: (TA:) and أَعْيَنُ, of the wild bull, (S, ISd, K,) which one should not call ثَوْرٌ أَعْيَنُ: (ISd, K:) and عَيْنَآءُ, of the (??) (S:) and women are likened to these wild animals. (TA,) b3: عَيْنَاءُ also signifies, applied to a sheep or goat (شَاة), Of which the eyes are black one the rest white; and some say, or the converse thereof: in this sense used as an epithet. (TA.) b4: (??) A good or beautiful, word or saying (??) a woman beautiful and wide on the eyes (Msb:) opposed to عَوْرآءُ. (??) b5: And. applied to a ?? i. q. ??: (K) [i. e. accord. to the TK. which is followed by Freytag, applied to a rhyme or meaning Having what is termed ??: (see De Sacy's Ar. (??), see, ed., ii. 657) but this explanation may be conjectural; and, (??) the meaning may be (assumed tropical:) (??) an effective an applied to a verse on an ode] b6: And i. q. ?? (K) [accord. to the TK as an epithet applied to land, and meaning (assumed tropical:) Black likened to the eye of the buffalo; for ?? was sometimes termed by the Arabs خُضْرَة. but this explanation also may be conjectural; and ا rather think that it is so, and that by خَضْرآءِ is here meant (assumed tropical:) a bucket with which water has been drawn long, so that it has become green or blackish; (see أَخْضرْ,) agreeably with the following explanation, which is immediately subjoined in the K]. b7: And A water-skin (قِرْبَة) ready to become lacerated, or rent, (K, TA, [see عَيْنٌ,]) and worn out. (TA.) مَعَانٌ [A place in which one is seen]. One says, القَوْمُ مِنْكَ مَعَانٌ [in which the last word is app. a mistranscription. for بِمَعَانٍ, as in Har p. 22,] The people, or party are [in a place] where thou sees them with thine eye. (TA.) b2: And A place of alighting or abode, (K, TA,) and one in which one is known to be, (TA.) So in the saying, الكُوفَةُ مَعَانٌ مِنهْا [El-Koofeh is a place of our alighting or abode, &c.,] (TA.) مَعِينٌ Smitten with the [evil] eye; as also ↓ مَعْيُونٌ, the complete form: (S, TA:) or, accord. to Ez-Zejjájee, the former has this meaning, but ↓ المَعْيُونُ means اَلَّذِى فِيهِ عَيْنٌ [in which the last word is probably a mistranscription for عَيْبٌ; so that the meaning is, in whom is a fault, or defect], (L, TA.) A poet says, (S,) namely, 'Abbás, (TA,) قَدْ كَانَ قَوْمُكَ يَحْسَبُونَكَ سَيِّدًا

↓ وَإِخَلُ أِنَّكَ سَيِّدٌ مَعْيُونُ [Thy people, or party, used to reckon thee a chief; but I think that them art a chief (??) with the evil eye, or, perhaps, in whom is a fault, or defect]. (S, TA.) b2: مَآءٌ مَعِينٌ and ↓ مَعْيُونٌ (S, K:) (assumed tropical:) Water of which one has reached the (??) or sources, by digging: (S:) or water that is apparent (ظَاهِرٌ, for which the CK has ظاهرٌ), (K, TA,) seen by the eye, (TA,) running upon the surface of the earth: (K, TA:) Bedr Ibn-(??) El-Hudhalee says.

↓ مَآءٌ يُجِمُّ لِحَافِرٍ مَعْيُونِ [meaning Water collecting for a digger of which the springs have been reached by digging]; the last word, it as said, being put by him in the gen. case because of the proximity (??) a word (??) that case, agreeably with a poetic license of which there are many (??) مَعْيُونٌ, as it is an epithet (??) Respecting the measure of مَعِينٌ, which (??) from عَيْنُ المَآءِ. and explain as meaning (??) the source apparent, (??) (??) some say that it is an (??) of مَفْعُولٌ though not having a verb; and some, that of the measure فَعِيلٌ, from المعْنُ signifying the drawing of water. (TA.) In the say إِنْ كَانَتِ البَشَرُ مَعِينًا لَا تُنْزَحُ, meaning [If the (??) one] having a running spring, (that was not (??) entirely exhausted,] معينا is made masc. to (??) with the word [??, which is masc. in form though fem. by usage]; or it is thus because (??) imagined to be of the measure فَعِيل, in the sense of the measure مَفْعُول; or because it is for ذَاتَ مَعِينٍ, i. e. [having] water running upon the surface of the earth. (Mgh.) In the Kur xxxvii.

44. [and in like manner in lvi. 18.] مَعِين is used as meaning (assumed tropical:) Wine running upon the surface of the earth, like rivers of water. (Jel.) b3: عَيْنٌ

↓ مَعْيُونَةٌ means (assumed tropical:) A spring, or source, having a continued increase of water (Aboo-Sa'eed, TA.) مُعَيَّنٌ (assumed tropical:) A garment figured with eyes (S in art. برج:) or a garment in the figuring of which are small تَرَابِيع [app. meaning quadrangular forms (in the CK تَرْبِيع)] like the eyes of wild animals. (K.) b2: And (assumed tropical:) A bull having a blackness between his eyes: (K:) or a bull; so called because of the largeness of his eyes: or so called because having spots of black and white, as though there were eyes upon his skin. (Ham p. 293.) b3: And (assumed tropical:) Locusts (جَرَاد) which, when stripped of the integument, are seen to be white and red: mentioned by Az in art. ينع, on the authority of ISh. (TA.) A2: [Also, as pass. part. n. of 2, (assumed tropical:) Individuated, or particularized; i. e. distinguished from the generality, or aggregate: &c.: see the verb. Hence] نِيَّةٌ مُعَيَّنَةٌ means [A distinct, particular, or special, purpose; lit.] a purpose made distinct: and it is allowable for one to attribute the action to the purpose, tropically; and thus to say ↓ نِيَّةٌ مُعَيِّنَةٌ [A distinguishing purpose], using the act. part. n. (Msb.) مُعَيِّنٌ: see an ex. of its fem. in what next precedes.

مِعْيَانٌ: see عَيُونٌ. [And see also مُعْتَانٌ.]

مَعْيُونٌ and its fem.: see مَعِينٌ, in six places.

مُعْتَانٌ An explorer of a people or party, who is sent before to seek for herbage and water and the places where rain has fallen, (K, TA, [in the CK, المِعْيانُ is erroneously put for المُعْتَانُ,]) and who searches for news or tidings. (TA.) مُتَعَيِّنٌ: see عَيِّنٌ.
(عين) عينا وعينة اتسعت عينه وَحسنت فَهُوَ أعين وَهِي عيناء (ج) عين
عين اليقين: ما أعطته المشاهدة والكشف.

العين الثابتة: هي حقيقة في الحضرة العلمية ليست بموجودة في الخارج، بل معدومة ثابتة في علم الله تعالى.
(عين) الرجل أَخذ أَو أعْطى بالعينة أَي السّلف والتاجر بَاعَ سلْعَته بِثمن إِلَى أجل ثمَّ اشْتَرَاهَا من المُشْتَرِي فِي الْمجْلس نَفسه بِأَقَلّ من ذَلِك الثّمن نَقْدا ليسلم من الرِّبَا وَالشَّجر نضر وَنور والقربة صب فِيهَا المَاء ليخرج من مخارزها فتنسد آثَار الخرز وَهِي جَدِيدَة وَالثَّوْب وشاه بترابيع صغَار تشبه عُيُون الْبَقر واللؤلؤة ثقبها وَالْحَرب بَينهم أدارها وَالشَّيْء خصصه من الْجُمْلَة وَالْمَال لفُلَان جعله عينا مَخْصُوصَة بِهِ وَفُلَانًا أخبرهُ بعيوبه فِي وَجهه وَيُقَال عين عَلَيْهِ إِذا أخبر السُّلْطَان بعيوبه شَاهدا أَو غَائِبا وَيُقَال أتيت فلَانا فَمَا عين لي بِشَيْء وَمَا عينني شَيْئا أَي مَا أَعْطَانِي شَيْئا وَفُلَانًا فِي وظيفته قَلّدهُ إِيَّاهَا (مو)
عين قَالَ أَبُو عبيد: عَيْنَين جبل بِأحد قَامَ عَلَيْهِ إِبْلِيس فنادَى إِن رسولَ اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قد قُتِل قَالَ أَبُو عبيد: وَفِي حَدِيث الْمَغَازِي أَن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ أَقَامَ الرُّماة يومَ أُحد على هَذَا الْجَبَل. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُثْمَان [رَحمَه الله -] وَزيد بن ثَابت فِي قَوْلهمَا: الطَّلَاق بالرِّجال والعِدّة بِالنسَاء. قَالَ أَبُو عبيد: مَعْنَاهُ أَن تكون الْحرَّة امْرَأَة مَمْلُوك فَإِن طَلقهَا اثْنَتَيْنِ بَانَتْ مِنْهُ حَتَّى تنْكح زوجا غَيره لِأَنَّهُ إِنَّمَا ينظر إِلَى الزَّوْج وَهُوَ مَمْلُوك وطلاقه ثِنْتَانِ. وَقَوله: الْعدة بِالنسَاء يَقُول: إِنَّهَا تعتدّ عدّة حرّة ثَلَاث حيض لِأَنَّهَا حرّة. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِن كَانَت مَمْلُوكَة تَحت حرّ فَإِنَّهَا لَا تَبِين مِنْهُ بأقلّ من ثَلَاث لأنّ زَوجهَا حرّ وتعتدّ بحيضتين لِأَنَّهَا مَمْلُوكَة وَأما قَول عليّ وَعبد الله [رحمهمَا الله -] فَإِنَّهُمَا قَالَا: الطَّلَاق وَالْعدة بِالنسَاء يَقُولَانِ: لَا تَبِين الْحرَّة تَحت الْمَمْلُوك بأقلّ من ثَلَاث كَمَا تكون تَحت الحرّ وتَبِين الأمَة تَحت الْحر بِاثْنَتَيْنِ لَا ينْظرَانِ الرجل فِي شَيْء من الطَّلَاق والعدّة وَإِنَّمَا ينْظرَانِ إِلَى سنّة النِّسَاء. [قَالَ أَبُو عبيد -] : هَذَا قَول أهل الْعرَاق وَأما أهل الْحجاز فَيَأْخُذُونَ بقول عُثْمَان وَزيد بن ثَابت. وَقد رُوِيَ عَن ابْن عمر خلاف هذَيْن الْقَوْلَيْنِ قَالَ: يَقع الطَّلَاق بِمن رق مِنْهُمَا

[بن قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: إِن كَانَت مَمْلُوكَة تَحت حر بانَتْ بتطليقتين لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي رقت. وَكَذَلِكَ إِن كَانَت حرَّة تَحت عبد بَانَتْ بِاثْنَتَيْنِ أَيْضا لِأَنَّهُ هُوَ الرَّقِيق وَلَيْسَ النَّاس على هَذَا. أَحَادِيث عَليّ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ -]
ع ي ن: (الْعَيْنُ) حَاسَّةُ الرُّؤْيَةِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا (أَعْيُنٌ) وَ (عُيُونٌ) وَ (أَعْيَانٌ) وَتَصْغِيرُهَا (عُيَيْنَةٌ) . وَ (الْعَيْنُ) أَيْضًا عَيْنُ الْمَاءِ وَعَيْنُ الرُّكْبَةِ. وَلِكُلِّ رُكْبَةٍ عَيْنَانِ وَهُمَا نَقْرَتَانِ فِي مُقَدَّمِهَا عِنْدَ السَّاقِ. وَالْعَيْنُ عَيْنُ الشَّمْسِ. وَالْعَيْنُ الدِّينَارُ. وَالْعَيْنُ الْمَالُ النَّاضُّ. وَالْعَيْنُ الدَّيْدَبَانُ وَالْجَاسُوسُ. وَعَيْنُ الشَّيْءِ خِيَارُهُ. وَعَيْنُ الشَّيْءِ نَفْسُهُ، يُقَالُ: هُوَ هُوَ بِعَيْنِهِ. وَلَا آخُذُ إِلَّا دِرْهَمِي بِعَيْنِهِ. وَلَا أَطْلُبُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ أَيْ بَعْدَ مُعَايَنَةٍ. وَرَأَسُ عَيْنٍ بَلْدَةٌ. وَعَيْنُ الْبَقَرِ جِنْسٌ مِنَ الْعِنَبِ يَكُونُ بِالشَّامِ. وَ (أَعْيَانُ) الْقَوْمِ أَشْرَافُهُمْ. وَبَنُو الْأَعْيَانِ الْإِخْوَةُ مِنَ الْأَبَوَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَعْيَانُ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلَّاتِ» وَفِي الْمِيزَانِ عَيْنٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ مُسْتَوِيًا. وَيُقَالُ: أَنْتَ عَلَى عَيْنِي فِي الْإِكْرَامِ وَالْحِفْظِ جَمِيعًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] وَ (تَعَيَّنَ) الرَّجُلُ الْمَالَ أَصَابَهُ بِعَيْنٍ. وَتَعَيَّنَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ لَزِمَهُ بِعَيْنِهِ. وَحَفَرَ حَتَّى (عَانَ) مِنْ بَابِ بَاعَ أَيْ بَلَغَ الْعُيُونَ. وَالْمَاءُ (مَعِينٌ) وَ (مَعْيُونٌ) . وَ (أَعْيَنْتُ) الْمَاءَ مِثْلُهُ. وَ (عَانَ) الْمَاءُ وَالدَّمْعُ يَعِينُ (عَيَنَانًا) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ سَالَ. وَ (عَانَهُ) مِنْ بَابِ بَاعَ أَصَابَهُ بِعَيْنِهِ فَهُوَ (عَائِنٌ) وَذَاكَ (مَعِينٌ) عَلَى النَّقْصِ وَ (مَعْيُونٌ) عَلَى التَّمَامِ. وَ (تَعْيِينُ) الشَّيْءِ تَخْلِيصُهُ مِنَ الْجُمْلَةِ. وَ (عَيَّنَ) اللُّؤْلُؤَةَ (تَعْيِينًا) ثَقَبَهَا. وَ (عَايَنَ) الشَّيْءَ (عِيَانًا) رَآهُ بِعَيْنِهِ. وَرَجُلٌ (أَعْيَنُ) وَاسِعُ الْعَيْنِ بَيِّنُ الْعَيَنِ وَالْجَمْعُ (عِينٌ) وَالْمَرْأَةُ (عَيْنَاءُ) . وَ (الْعِينَةُ) بِالْكَسْرِ السَّلَفُ. وَ (اعْتَانَ) الرَّجُلُ اشْتَرَى بِنَسِيئَةٍ. 
ع ي ن

فلان عيون وعيّان ومعيان. " وهو عبد عين " وصديق عين وأخو عين: لمن يخدمك ويصادقك رياءً. وأنشد الجاحظ:

ومولىً كعبد العين أماً لقاؤه ... فيُرضى وأما غيبه فظنون وتقول لن بعثته واستعجلته: " بعين ما أرينّك " أي لا تلو على شيء فكأني أنظر إليك. ولأضربن الذي فيه عيناك أي رأسك. " ولقيته أدنى عائنة " أي قبل كل شيءٍ. وعان على القوم عيانةً إذا كان عيناً عليهم، وتعيّناً عيناً يتعيّن لنا أي يتبصّر ويتجسّس. وفي الميزان عين أي ميل، وأصلح عين ميزانك، ومنه قولهم: تعين الرجل واعتان عينةً أي استسلف سلفاً. وباعه بعينة أي بنسيئة لأنها زيادة، وعن ابن دريد لأنها بيع العين بالدين. قال ابن مقبل:

فكيف لنا بالشرب إن لم تكن لنا ... دراهم عند الحانويّ ولا نقد

أندّان أم نعتان أم ينبري لنا ... أغر كنصل السيف أبرزه الغمد

وعيّنت الرجل بمساويه إذا بكّته في وجهه وعلى عينه. وعيّن قربتك: صبّ فيها ماءً حتى تنسدّ عيون الخرز، وتعين السقاء: بلي ورقّت منه مواضع. قال القطّاميّ:

ولكن الأديم إذا تفرّى ... بلًى وتعيّنا غلب الصّناعا

والقوم منك معانٌ أي بحيث تراهم بعينك. وهذا معان الحيّ. والبصر ينكسر عن عين الشمس وصيخدها وهي نفسها.

ومن المجاز: نظرت الأرض بعينٍ أو بعينين إذا طلع بأرض ما ترعاه الماشية بغير استمكان. قال:

إذا نظرت بلاد بني نمير ... بعين أو بلاد بني صباح

رميناهم بكلّ أقبّ نهد ... وفتيان العشيّة والصّباح

أي القرى والغارة. وعين الشجر: نوّر. وثوب معين: فيه ترابيع صغار تشبه العيون. وهو من أعيان الناس أي من أشرافهم. وأعيان الإخوة: الذين هم لأب وأم. وأولاد الرجل من الحرائر: بنو أعيان. وفيهم عين الماء أي النفع والخير. قال الأخطل:

أولئك عين الماء فيهم وعندهم ... من الخيفة المنجاة والمتحوّل
ع ي ن : الْعَيْنُ تَقَعُ بِالِاشْتِرَاكِ عَلَى أَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةٍ فَمِنْهَا الْبَاصِرَةُ وَعَيْنُ الْمَاءِ وَعَيْنُ الشَّمْسِ وَالْعَيْنُ الْجَارِيَةُ وَالْعَيْنُ الطَّلِيعَةُ وَعَيْنُ الشَّيْءِ نَفْسُهُ وَمِنْهُ يُقَالُ أَخَذْتُ مَالِي بِعَيْنِهِ وَالْمَعْنَى أَخَذْتُ عَيْنَ مَالِي وَالْعَيْنُ مَا ضُرِبَ مِنْ الدَّنَانِيرِ وَقَدْ يُقَالُ لِغَيْرِ الْمَضْرُوبِ عَيْنٌ أَيْضًا قَالَ فِي التَّهْذِيبِ وَالْعَيْنُ النَّقْدُ يُقَالُ اشْتَرَيْتُ بِالدَّيْنِ أَوْ بِالْعَيْنِ وَتُجْمَعُ الْعَيْنُ لِغَيْرِ الْمَضْرُوبِ عَلَى عُيُونٍ وَأَعْيُنٍ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَرُبَّمَا قَالَتْ الْعَرَبُ فِي جَمْعِهَا أَعْيَانٌ وَهُوَ قَلِيلٌ وَلَا
تُجْمَعُ إذَا كَانَتْ بِمَعْنَى الْمَضْرُوبِ إلَّا عَلَى أَعْيَانٍ يُقَالُ هِيَ دَرَاهِمُكَ بِأَعْيَانِهَا وَهُمْ إخْوَتُكَ بِأَعْيَانِهِمْ وَتُجْمَعُ الْبَاصِرَةُ عَلَى أَعْيُنٍ وَأَعْيَانٍ وَعُيُونٍ وَعَايَنْتُهُ مُعَايَنَةً وَعِيَانًا.

وَالْعِينَةُ بِالْكَسْرِ السَّلَفُ وَاعْتَانَ الرَّجُلُ اشْتَرَى الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ نَسِيئَةً وَبِعْتُهُ عَيْنًا بِعَيْنٍ أَيْ حَاضِرًا بِحَاضِرٍ وَعَايَنْتُهُ مُعَايَنَةً وَعِيَانًا وَعَيَّنَ التَّاجِرُ تَعْيِينًا وَالِاسْمُ الْعِينَةُ بِالْكَسْرِ وَفَسَّرَهَا الْفُقَهَاءُ بِأَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ مَتَاعَهُ إلَى أَجَلٍ ثُمَّ يَشْتَرِيَهُ فِي الْمَجْلِسِ بِثَمَنٍ حَالٍّ لِيَسْلَمَ بِهِ مِنْ الرِّبَا وَقِيلَ لِهَذَا الْبَيْعِ عِينَةٌ لِأَنَّ مُشْتَرِيَ السِّلْعَةِ إلَى أَجَلٍ يَأْخُذُ بَدَلَهَا عَيْنًا أَيْ نَقْدًا حَاضِرًا وَذَلِكَ حَرَامٌ إذَا اشْتَرَطَ الْمُشْتَرِي عَلَى الْبَائِعِ أَنْ يَشْتَرِيَهَا مِنْهُ بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا شَرْطٌ فَأَجَازَهَا الشَّافِعِيُّ لِوُقُوعِ الْعَقْدِ سَالِمًا مِنْ الْمُفْسِدَاتِ وَمَنَعَهَا بَعْضُ الْمُتَقَدِّمِينَ وَكَانَ يَقُولُ هِيَ أُخْتٌ لَلرِّبَا فَلَوْ بَاعَهَا الْمُشْتَرِي مِنْ غَيْرِ بَائِعِهَا فِي الْمَجْلِس فَهِيَ عِينَةٌ أَيْضًا لَكِنَّهَا جَائِزَةٌ بِاتِّفَاقِ.

وَعَيْنُ الْمَتَاعِ خِيَارُهُ.

وَأَعْيَانُ النَّاسِ أَشْرَافُهُمْ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْإِخْوَةِ مِنْ الْأَبَوَيْنِ أَعْيَانٌ وَامْرَأَةٌ عَيْنَاءُ حَسَنَةُ الْعَيْنَيْنِ وَاسِعَتُهُمَا وَالْجَمْعُ عِينٌ بِالْكَسْرِ وَيُقَالُ لِلْكَلِمَةِ الْحَسْنَاءِ عَيْنَاءُ عَلَى التَّشْبِيهِ وَعَيَّنْتُ الْمَالَ لِزَيْدٍ جَعَلْتُهُ عَيْنًا مَخْصُوصَةً بِهِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ تَعْيِينُ الشَّيْءِ تَخْصِيصُهُ مِنْ الْجُمْلَةِ وَعَيَّنْتُ النِّيَّةَ فِي الصَّوْمِ إذَا نَوَيْتُ صَوْمًا مُعَيَّنًا فَهِيَ مُعَيَّنَةٌ اسْمُ مَفْعُولٍ يُقَالُ نِيَّةٌ مُعَيَّنَةٌ مُبَيَّنَةٌ وَيَجُوزُ أَنْ يُسْنَدَ الْفِعْلُ إلَى النِّيَّةِ مَجَازًا فَيُقَالُ مُعَيِّنَةٌ بِالْكَسْرِ اسْمُ فَاعِلٍ. 
عين
العَيْنُ الجارحة. قال تعالى: وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ
[المائدة/ 45] ، لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ
[يس/ 66] ، وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ
[التوبة/ 92] ، قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ
[القصص/ 9] ، كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها
[طه/ 40] ، ويقال لذي العَيْنِ: عَيْنٌ ، وللمراعي للشيء عَيْنٌ، وفلان بِعَيْنِي، أي: أحفظه وأراعيه، كقولك: هو بمرأى منّي ومسمع، قال: فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا
[الطور/ 48] ، وقال: تَجْرِي بِأَعْيُنِنا
[القمر/ 14] ، وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا
[هود/ 37] ، أي: بحيث نرى ونحفظ. وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي
[طه/ 39] ، أي: بكلاءتي وحفظي. ومنه: عَيْنُ الله عليك أي: كنت في حفظ الله ورعايته، وقيل: جعل ذلك حفظته وجنوده الذين يحفظونه، وجمعه: أَعْيُنٌ وعُيُونٌ. قال تعالى: وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ
[هود/ 31] ، رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
[الفرقان/ 74] .
ويستعار الْعَيْنُ لمعان هي موجودة في الجارحة بنظرات مختلفة، واستعير للثّقب في المزادة تشبيها بها في الهيئة، وفي سيلان الماء منها فاشتقّ منها: سقاء عَيِّنٌ ومُتَعَيِّنٌ: إذا سال منها الماء، وقولهم: عَيِّنْ قربتك ، أي: صبّ فيها ما ينسدّ بسيلانه آثار خرزه، وقيل للمتجسّس:
عَيْنٌ تشبيها بها في نظرها، وذلك كما تسمّى المرأة فرجا، والمركوب ظهرا، فيقال: فلان يملك كذا فرجا وكذا ظهرا لمّا كان المقصود منهما العضوين، وقيل للذّهب: عَيْنٌ تشبيها بها في كونها أفضل الجواهر، كما أنّ هذه الجارحة أفضل الجوارح ومنه قيل: أَعْيَانُ القوم لأفاضلهم، وأَعْيَانُ الإخوة: لنبي أب وأمّ، قال بعضهم: الْعَيْنُ إذا استعمل في معنى ذات الشيء فيقال: كلّ ماله عَيْنٌ، فكاستعمال الرّقبة في المماليك، وتسمية النّساء بالفرج من حيث إنه هو المقصود منهنّ، ويقال لمنبع الماء: عَيْنٌ تشبيها بها لما فيها من الماء، ومن عَيْنِ الماء اشتقّ: ماء مَعِينٌ. أي: ظاهر للعيون، وعَيِّنٌ أي: سائل. قال تعالى: عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا
[الإنسان/ 18] ، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً
[القمر/ 12] ، فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ
[الرحمن/ 50] ، يْنانِ نَضَّاخَتانِ
[الرحمن/ 66] ، وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ
[سبأ/ 12] ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
[الحجر/ 45] ، مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الشعراء/ 57] ، وجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ
[الدخان/ 25- 26] . وعِنْتُ الرّجل: أصبت عَيْنَهُ، نحو: رأسته وفأدته، وعِنْتُهُ: أصبته بعيني نحو سفته: أصبته بسيفي، وذلك أنه يجعل تارة من الجارحة المضروبة نحو: رأسته وفأدته، وتارة من الجارحة التي هي آلة في الضّرب فيجري مجرى سفته ورمحته، وعلى نحوه في المعنيين قولهم:
يديت، فإنه يقال: إذا أصبت يده، وإذا أصبته بيدك، وتقول: عِنْتُ البئر أثرت عَيْنَ مائها، قال:
إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ
[المؤمنون/ 50] ، فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ [الملك/ 30] . وقيل: الميم فيه أصليّة، وإنما هو من:
معنت . وتستعار العَيْنُ للميل في الميزان ويقال لبقر الوحش: أَعْيَنُ وعَيْنَاءُ لحسن عينه، وجمعها: عِينٌ، وبها شبّه النّساء. قال تعالى: قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ
[الصافات/ 48] ، وَحُورٌ عِينٌ
[الواقعة/ 22] .
(ع ي ن) : (الْعَيْنُ) هِيَ الْمُبْصِرَةُ وَجَمْعُهَا أَعْيُنٌ وَأَعْيَانٌ وَعُيُونٌ (وَمِنْهَا) حَدِيثُ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَاسَ الْعَيْنَ بِبَيْضَةٍ جَعَلَ عَلَيْهَا خُطُوطًا وَعَنْ ابْن عَبَّاسٍ لَا يُقَاسُ الْعَيْنُ فِي يَوْمِ غَيْم إنَّمَا نَهَى عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ الضَّوْءَ يَخْتَلِفُ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ فَلَا يَصِحَّ الْقِيَاسُ (وَبِتَصْغِيرِهَا) سُمِّيَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيّ وَبِنْتُهُ أُمُّ الْبَنِينَ وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ أُسَيْدَ بْنُ حُضَيْرٍ وَقَدْ رَآهُ مَادًّا رِجْلَيْهِ بَيْن يَدَيْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَا عَيْنَ الْهَجْرَسِ أَيْ يَا صَغِيرَ وَيَا عُيَيْنُ تَحْرِيفٌ (وَرَجُلٌ أَعْيَنُ) وَاسِعُ الْعَيْنَيْنِ (وَبِهِ سُمِّيَ) مَنْ أُضِيفَ إلَيْهِ حَمَّامُ أَعْيَنَ وَهُوَ بُسْتَانٌ قَرِيبٌ مِنْ الْكُوفَةِ (وَالْعَيْنُ الْمَضْرُوب مِنْ الذَّهَبِ) خِلَاف الْوَرِقِ (وَالْعَيْنُ) أَيْضًا لِلنَّقْدِ مِنْ الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِير لَيْسَ بِعَرْضٍ (قَالَ)
وَعَيْنُهُ كَالْكَالِئِ الضِّمَارِ
يَهْجُو رَجُلًا بِأَنَّ عَطَاءَهُ النَّقْدَ الْحَاضِرَ كَالْغَائِبِ الَّذِي لَا يُرْجَى (وَمِنْهَا) عَيْنُ الشَّيْءِ نَفْسِهِ يُقَالُ خُذْ دَرَاهِمَكَ بِأَعْيَانِهَا وَلَا يُقَالُ فِيهَا أَعْيُنٌ وَلَا عُيُونٌ (وَعَيْنُ الْمَتَاعِ) خِيَارُهُ (وَأَعْيَانُ الْقَوْمِ) أَشْرَافُهُمْ إمَّا لِأَنَّهُ لَا يُنْظَرُ إلَّا إلَيْهِمْ أَوْ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُمْ عُيُونُهُمْ الْمُبْصِرَةُ (وَمِنْ) ذَلِكَ قَوْلهمْ لِلْإِخْوَةِ لِأَبٍ وَأُمٍّ (بَنُو الْأَعْيَانِ) (وَمِنْهُ) حَدِيث عَلِيٍّ أَعْيَانُ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلَّاتِ (فَالْأَعْيَانُ) مَا ذُكِرَ وَبَنُو الْعَلَّاتِ الْإِخْوَةُ لِأَبٍ وَاحِدٍ وَأُمَّهَاتٍ شَتَّى (وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَر) «الْأَنْبِيَاءُ بَنُو عَلَّاتٍ» فَمَعْنَاهُ أَنَّهُمْ لِأُمَّهَاتٍ مُخْتَلِفَة وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ (وَالْعَلَّة) الضَّرَّةُ وَقِيلَ الرَّابَّةُ وَكِلَا التَّفْسِيرَيْنِ صَحِيحٌ نِسْبَةً إلَّا أَنَّ الْأَوَّلَ أَصَحُّ وَحَقِيقَتُهَا الْمَرَّةُ مِنْ الْعَلَلِ وَهُوَ الشُّرْبُ الثَّانِي كَأَنَّ مَنْ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ ضَرَّتِهَا نَهِلَ مِنْ الْأُولَى وَعَلَّ مِنْ الثَّانِيَةِ (وَقَوْلُهُ) وَإِنْ كَانَتْ الْبِئْرُ مَعِينًا لَا تَنْزَحُ أَيْ ذَاتَ عَيْنٍ جَارِيَةٍ مِنْ قَوْلِهِمْ عَيْنٌ مَعْيُونَةٌ حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يُقَالُ مَعِينَةٌ لِأَنَّ الْبِئْرَ مُؤَنَّثَةٌ (وَإِنَّمَا) ذَكَّرَهَا حَمْلًا عَلَى اللَّفْظِ أَوْ تَوَهُّمِ أَنَّهُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ ذَاتِ مَعِينٍ وَهُوَ الْمَاءُ يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَفِيهِ كَلَامٌ ذَكَرْتُهُ فِي الْإِيضَاحِ (وَالْعِينَةُ) السَّلَفُ (وَيُقَالُ) بَاعَهُ بِعِينَةٍ أَيْ بِنَسِيئَةٍ مِنْ عَيْنِ الْمِيزَان وَهُوَ مَيْلُهُ عَنْ الْخَلِيلِ لِأَنَّهَا زِيَادَةٌ وَقِيلَ لِأَنَّهَا بَيْعُ الْعَيْنِ بِالرِّبْحِ وَقِيلَ هِيَ شِرَاءُ مَا بَاعَ بِأَقَلَّ مِمَّا ابْتَاعَ وَاعْتَانَ أَخَذَ بِالْعِينَةِ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ مُقْبِلٍ
وَكَيْف لَنَا بِالشُّرْبِ إنْ لَمْ يَكُنْ لَنَا ... دَرَاهِمُ عِنْدَ الْحَانُوتِيِّ وَلَا نَقْدُ
أَنَدَّانُ أَمْ نَعْتَانُ أَمْ يَنْبَرِي لَنَا ... أَغَرُّ كَنَصْلِ السَّيْفِ أَبْرَزَهُ الْغِمْدُ
(وَقَوْلُ) ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - إذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينِ وَاتَّبَعْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ الْحَدِيثَ (الْعِينُ) مَا ذُكِرَ وَاتِّبَاعُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ كِنَايَةٌ عَنْ الْحِرَاثَةِ (وَالْمَعْنَى) إذَا اشْتَغَلْتُمْ بِالتِّجَارَةِ وَالزِّرَاعَةِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ذَلَلْتُمْ وَطَمِعَ الْكُفَّارُ فِي أَمْوَالِكُمْ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) تَعَيَّنْ عَلَيَّ حَرِيرًا أَيْ اشْتَرِهِ بِبَيْعِ الْعِينَةِ فَلَمْ أَجِدْهُ.
[عين] العين: حاسة الرؤية، وهى مؤنَّثة، والجمع أعْيُنٌ وعُيونٌ وأعْيانٌ. قال يزيد :

دلاص كأعيان الجراد المنظم * وتصغيرها عُيَيْنَة، ومنه قيل: " ذو العيينتين " للجاسوس. ولا تقل: " ذو العُوينتين ". والعَيْنُ: عَيْنُ الماء، وعَيْنُ الركبة. ولكلِّ ركبة عينان، وهما نقرتان في مقدّمها عند الساق. والعَيْنُ: عَيْنُ الشمس. والعَيْنُ: الدينار. والعَيْنُ: المالُ الناضُّ. والعَيْنُ: الديدبان، والجاسوس. ولقيته عَيْنَ عُنَّةٍ، إذا رأيته عِياناً ولم يَرَكَ. وفعلت ذلك عمد عَيْن، إذا تعمَّدته بجدّ ويقين. قال امرؤ القيس: أبْلِغا عنِّي الشُوَيْعِرَ أنِّي * عَمْدُ عَيْنٍ قلَّدْتُهُنَّ حَريما وكذلك: فعلته عمداً على عينٍ. قال خُفاف ابن ندبة السلَميُّ: وإن تكُ خَيْلي قد أُصيبَ صَميمُها * فعَمْداً على عين تيممت مالكا (*) ولقيته أوَّل عَيْنٍ، وأوَّل عائنَةٍ، وأدنى عائنة، أي قبل كل شئ. وعين الشئ: خياره. وعين الشئ: نفسه. يقال: هو هو عَيْناً، وهو هو بعينِهِ، ولا أخذ إلا درهمي بعيْنِهِ. وفي المثل: " إن الجواد عينه فراره " . و " لا أطلب أثراً بعد عَيْن " أي بعد مُعاينة. وعائنَةُ بني فلانٍ: أموالهم ورعيانهم. وما بها عائن، وكذلك ما بها عينٌ، أي أحد. وبلدٌ قليلُ العينِ، أي قليل الناس. والعين: ما عن يمين قبلة العراق. يقال: نشأت السحابة من قبل العين. والعين: مطر أيام لا يقلع. ويقال: لقيته أوَّل عين، أي أول شئ. وأسود العين: جبل. وقال الفرزدق: إذا زال عنكم أسود العين كنتم * كراما وأنتم ما أقام الاثم ورأس عين: بلدة. وعيون البقر: جنسٌ من العنب يكون بالشام. وأعْيانُ القوم: سَراتهم وأشرافهم. والأعْيانُ: الأخوة بنو أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدة. وهذه الأخوَّة تسمَّى المُعاينة. وفي الحديث " أعْيانُ بني الأمّ يتوارثون، دون بني العَلاَّتِ ". وفي الميزان عينٌ، إذا لم يكن مستوياً. وقول الحجَّاج للحسن: " لَعَيْنُكَ أكبر من أمَدِكَ " يعني شاهدك ومنظرك أكبر من سِنّك. والعين: حرف من حروف المعجم. ويقال: هو عبدُ عينٍ، أي هو كالعبد لك ما دمت تراه، فإذا غبت فلا. قال: ومن هو عبدُ العَيْنِ إمَّا لِقاؤهُ * فحُلْوٌ وإمَّا غَيْبُهُ فظَنونُ ويقال: أنت على عَيْني، في الإكرام والحفظ جميعاً. قال الله تعالى: (ولتُصْنَعَ على عَيْني) . ويقال: بالجلد عَيْنٌ، وهي دوائر رقيقة، وذلك عيب فيه. تقول منه تعَيَّنَ الجلدُ، وسِقاءٌ عَيِّنٌ ومُتَعَيِّنٌ. قال رؤبة (*) * ما بال عينى كالشَعيبِ العَيِّنِ * وتَعَيَّنَ الرجل المالَ، إذا أصابه بعَيْن. وتَعَيَّنَ عليه الشئ: لزمه بعينه: وحفرت حتى عِنْتُ، أي بلغت العُيونَ. والماء معينٌ ومَعْيونٌ، وأعْيَنْتُ الماء مثله. وعان الدمع والماء عينانا، بالتحريك، أي سال. وشربَ من عائنِ، أي من ماء سائل. وعِنْتُ الرجل: أصبته بعينى، فأنا عائنٌ، وهو مَعينٌ على النقص ومَعْيونٌ على التمام، قال الشاعر في التمام: قد كان قومك يحْسَبونكَ سيِّداً * وإخال أنَّك سيِّدٌ معيون وتعيين الشئ: تخصيصه من الجملة. وعَيَّنْتُ القِربة، إذا صببت فيها ماءً لتنتفخ عيونُ الخرز فتنسدّ. قال جرير: بلى فارْفَضَّ دمعك غيرَ نَزْرٍ * كما عَيَّنْتَ بالسَرَبِ الطِبابا والمُعَيَّنُ: الثور الوحشي. قال جابر بن حريش ومعينا يحوى الصوار كأنه * متخمط قطم إذا ما بربرا وعَيَّنْتُ اللؤلؤة: ثقبتها. وعَيَّنْتُ فلاناً: أخبرت بمساويه في وجهه. وعايَنْتُ الشئ عيانا، إذا رأيته بعينك. وابْنا عِيانٍ: خطَّان يُخطَّان في الأرض يُزجر بهما الطير. وإذا عُلم أن القامر يفوز قِدْحُهُ قيل: " جرى ابْنا عِيان ". والعِيانُ: حديدة تكون في متاع الفدَّان، والجمع عين، وهو فعل فنقلوا لان الياء أخف من الواو. والعين، بالتحريك: أهل الدار. وقال الراجز :

تشربُ ما في وَطْبِها قبل العَيَنْ * وجاء فلان في عَيَن، أي في جماعة. وقال جندل : إذا رآني واحداً أو في عين * يعرفني أطرق إطراق الطحن  (*) ورجل أعين واسع العين بيِّن العَيَنِ، والجمع عينٌ، وأصله فُعْلٌ بالضم، ومنه قيل لبقر الوحش عينٌ. والثور أعْيَنُ، والبقرة عَيْناءُ. والعينةُ بالكسر: السَلَفُ. واعْتانَ الرجل، إذا اشترى الشئ بنسيئة. وعينَةُ المال أيضاً: خِياره: مثل العيمَةِ. وهذا ثوبُ عِينَةٍ، إذا كان حسَناً في مَرآة العَيْنِ. واعتان فلان الشئ، إذا أخذ عينه وخياره. واعتان فلان، أي صارَ عَيْناً، أي ربيئة. وربَّما قالوا: عانَ علينا فلان يَعينُ عِيانَةً، أي صار لهم عَيْناً. ويقال: اذهبْ فاعْتَنْ لي منزلا، أي ارتده.
[عين] فيه: بعث بسبسة "عينا" يوم بدر، أي جاسوسًا، واعتان له إذا أتاه الخبر. ومنه ح الحديبية: كان الله قد قطع "عينا" من المشركين، أي كفى الله منهم من كان يرصدنا ويتجسس علينا أخبارنا. وفيه: خير المال "عين" ساهرة لعين نائمة،لصاحب العينة لأن العين هو المال الحاضر من النقد. ط: العينة بفتح عين وسكون ياء. نه: وقال عبد الرحمن معرضًا بعثمان: إني لم أفر يوم "عينين"، فقال: لم تعيرني بذنب قد عفا الله عنه؟ هو جبل بأحد قام عليه الرماة يوم أحد. ك: ومنه: عام عينين- بلفظ مثنى عين وجمعه وعليهما نونه معتقب إعراب بصرفه وتركه. وح: فاشتكت "عينها"، بالرفع والنصب. وح: لكان "عينًا معينًا"- بفتح عين، أي جاريًا أي لو لم تشح ولم تدخر سارة ولم تغرف منها إلى القربة لكان ظاهرًا جاريًا. غ: معين مفعول، من عان الماء ظهر، أو فعيل من الإمعان. وسترون ربكم "عيانًا"، أي معاينًا أو معاينين. وح: فتخلف رجل "بأعيانهم"، أي ترك القوم المسؤل عنهم خلفه وتقدم فأعطاه سرًا، والمراد من الأعيان الأشخاص. وح اليهود: لو سمعك كانت له أربعة "أعين"، أي يسر بقولك هذا النبي سرورًا يزداد به نور إلى نوره كذي عينين أصبح يبصر بأربع أعين فإن السرور يمد الباصرة كما أن الهم يخل بها ولذا يقال للمهموم: أظلمت عليه الدنيا وابيضت عيناه من الحزن، فهو كناية عن السرور المضاعف والتثنية للتكرير. غ: "بأعيننا"، بحفظنا أي بحيث نراك، "ووحينا" بإعلامنا إليك كيف تصنع. و"فاتوا به على "أعين" الناس" أي مشهد منهم. و"كافورا" عينا"" أي من عين. ك: يخادعون الله كأنما يخادعون آدميًا لو أتوا الأمر "عيانا"، أي لو عملوا هذه الأمور بأن أخذوا الزائد على الثمن بلا تدليس لكان أسهل لأنه ما جعل الدين آلة له.
عين
تعيَّنَ على/ تعيَّنَ في/ تعيَّنَ لـ يتعيَّن، تعيُّنًا، فهو متعيِّن، والمفعول متعيَّن عليه
• تعيَّن عليه أن يغيِّر سلوكَه: لَزِمه، وَجَب عليه "تعيّن عليه أن يعمل ليلَ نهار ليعوِّض خسارَته- تعيَّن عليه الكفاحُ ليحقِّق أهدافَه".
• تعيَّن في مَنْصِب عميد: مُطاوع عيَّنَ: تقلَّده وتولَّى مسئوليّته "تعيَّن في وظيفة رسميَّة/ في شركة خاصَّة".
• تعيَّنت هذه الأرض للبناء: تحدَّدت وتخصَّصت "تعيَّنت له عمليّة جراحيَّة- تعيَّن عليه الكفاح ليحقِّق أهدافَه- من المتعيَّن حدوث السَّلام". 

عاينَ يعاين، معاينةً وعِيانًا، فهو مُعايِن، والمفعول مُعايَن
• عايَن الموقِعَ: رآه أو شاهده بعينه، تحقَّق منه بنفسه بنظرة عامَّة أو شاملة عليه "عاين الجريمةَ/ البضاعةَ/ الأثاثَ- عاين حالةَ المريض: فحصها" ° رآه عِيانًا: رآه مشاهدة، ووقف عليه- شاهد عِيان: شاهد يشهد بشيء رآه- ظهَر للعيان: اتَّضح، بدا للنّظر. 

عيَّنَ يعيِّن، تعيينًا، فهو مُعيِّن، والمفعول مُعيَّن
• عيَّن الهدفَ: خصَّصه وحدَّده "عيَّن مجالَ العمليّات العسكريّة- عيَّن يوم الجمعة موعدًا للاجتماع- عيَّنت له الحكومةُ مبلغًا من المال- عيَّن ابنَه وريثًا له- تعيين الأطراف المتعاقدة" ° إلى حدٍّ معيَّن: إلى حدٍّ محدَّد.
• عيَّن شخصًا في وظيفة: قلّده إيَّاها، أسندها إليه "عيَّن فلانًا في منصب مدير". 

أعيان [مفرد]: ج عَيْن
• أعيان البلد: سادتُها وأشرافها "إنّه من أعيان البلد/ المدينة".
• مجلس الأعيان: مجلسٌ يضمّ مجموعة من الأشخاص يعيِّنهم الحاكُم أو ينتخبهم الشَّعبُ "كان عُضوًا في مجلس الأعيان". 

أَعْيَنُ [مفرد]: مؤ عيناءُ، ج مؤ عيناوات وعِين: من اتّسعت عيناه وحسُنت " {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} ". 

عَيْن [مفرد]: ج أعيُن وعُيون:
1 - (شر) عُضو الإبصار في الإنسان والحيوان "له عينان كعَيْنَيْ الصقر- ألا إنّما العينان للقلب رائدٌ ... فما تألفُ العينان فالقلب آلِفُ- {فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا} - {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}: لتصنع تحت رعايتي وحفظي وإكرامي" ° أخَذ بعَيْن الاعتبار: قدّر، راعى أمرًا ما- أصابته العَيْنُ: حُسِد- أغمض عَيْنه عنه: تجاهله، تغافله- أنت على عَيْني: يقال في الإكرام والحفظ جميعًا- إنسان العَيْن: نظرها الذي يبصر به الإنسان- اسودَّتِ الدُّنيا في عَيْنيه: اغتمّ، حزن- بأعيننا:
 برعايتنا وتعليمنا- بنت العَيْن: الدّمعة- تحت أعيننا: على مرأى منّا ومنظر- خائنة الأعين: النّظرة المريبة أو المختلسة، استراق النظر إلى ما لا يحلّ- رآه بالعَيْن المجرَّدة: رآه بدون الاستعانة بأجهزة مساعدة- رآه رأي العَيْن/ رآه بأمِّ عَيْنه: لا مجال للشكّ في أنّه رآه- زهيد العَيْن: يقنع بالقليل- زوى ما بين عَيْنيه: قطّب، عبس- سخين العَيْن: حزين ومُغْتمّ- سقَط من عَيْني: فقَد احترامَه ومكانته عندي- سواد العَيْن: ما أحاط بإنسانها- صديق عَيْن: منافق غدّار- عَبْد عَيْن: الذي يخدمك ما دامت عينك تراه فإذا زال عن عينك زال عن خدمتك- على الرأس والعَيْن: بكلّ سرور، برغبة وحبّ- عَيْنا الميزان: الكفَّتان- عَيْن الإبرة: ثَقْبُها- عَيْن الدِّيك: يضرب بها مثلا في الصفاء- عَيْناه في قفاه: منهزم، خائف- فاضت عَيْنه: سال دمعها، بكى- فاغر العَيْنين: ذو عينين مفتوحتين بشكل كامل كما هو الحال عند التّعجّب- فتَّح عَيْنَيْ فلان: نبَّهه ونوّره، حذّره- فتّح فلان عَيْنيه على كذا: نشأ وتربَّى عليه منذ الصغر- فعله على عَيْن وعمد: تعمَّده بجدٍّ ويقين- فقأ عَيْنُه: صكّه، أغلظ له في القول- في غمضة عَيْن/ في طرفة عَيْن: في لمحة بصر، بسرعة شديدة، في وقت قصير جدًّا- قد تبيَّن الصُّبحُ لذي عَيْنين: قد وضح الأمرُ وظهر جليًّا- قُرَّة العَيْن: ولد الإنسان- قرَّت عَيْنُه: سُرَّ وسُعِد ورضي- كانت عَيْنُه على الشَّيء: اشتهاه في سِرِّه- كسَر عَيْنه: ذلّه- لا تُفتح العَيْن على مثله: فريد، لا نظير له- لم يصدّق عَيْنيه: أنكر، دُهش، استغرب- ما اكتحلت عَيْنُه بغمض: لم ينم- ما اكتحلت عَيْنُه بفلان: ما رآه- ما بقيت منهم عَيْنٌ تَطرِف: هلكوا جميعًا أو قُتلوا، بادوا، ماتوا- ما غمضت عَيْناه: ما نام- مَدَّ عَيْنه إلى كذا: طمع إليه، تطلَّع إليه- ملأ عَيْنَه/ راق في عَيْنه/ حلا في عَيْنه: وقَع في نفسه موقع الاحترام والتّقدير، أرضاه وأعجبه- نور العَيْن: الحبيب- هدأت الرِّجلُ والعَيْن: نام النّاسُ وسكنت حركتهم- هذا نُصْب عَيْني: أمامها، موضع اهتمامي- يُبْقي عَيْنيه مَفْتوحتين: يَبْقى حذِرًا أو متيقِّظًا- يسرق الكحلَ من العَيْن: ماهر في الاختلاس.
2 - جاسوس "كان عينًا لدولةٍ أجنبيَّة" ° بثَّ العيون: تجسَّس، راقب- فلانٌ عَيْن على فلان: ناظر عليه.
3 - أجود كلّ شيء وأحسنه ونفيسُه "قصيدة من عيون الشّعر- عيونُ الفنِّ".
4 - حارس "فلان عين على المكان".
5 - الحاضر من كل شيء "بعته عينًا بعين: بعته حاضرًا بحاضر" ° أصبح أثرًا بعد عين/ صار أثرًا بعد عين: غاب بعد أن كان حاضرًا، زال، اندثر واختفى- اشتريت بالعَيْن لا بالدَّين: اشتريت نقدًا- فَرْضُ عَيْن: ما أوجبه اللهُ على كُلِّ فرد من عباده.
6 - ما ضُرب نقدًا من الأوراق الماليّة.
• طبقات العَيْن: (شر) صفحائها المتداخلة، وهن سبع: الصلبة والمشيميَّة والشبكيَّة والعنكبوتيَّة والعنبيَّة والقَرْنيَّة والملتحمة وهي الطبقة الظاهرة.
• العَيْن البيضاء: (طب) عين فاتحة لون القزحيّة أو بيضاء أو معتِمة.
• عَيْنُ الماء: ينبوعه "تُحلِّق الطّيورُ فوق عيون الماء- {وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا} ".
• عَيْن الشَّيء: نفسه، ذاته (تستعمل للتوكيد) "جاء القوم أعينهم- كنّا في المكان عينه".
• عَيْن العقل: قدرة ذهنيَّة مَوْروثة على التخيُّل وتذكّر الأحداث.
• عَيْن السَّمكة: (طب) غِلَظ في صلابة، يكون في الجلد من ضَغط أو احتكاك، كما يحدث في أصابع القدم من ضغط الحذاء.
• جفاف العَيْن: (طب) جفاف شديد وازْدياد سماكة الملتحمة ينتج عن نقص فيتامين أ.
• تنظير العَيْن: (طب) فحصها.
• عَدَسَةُ العَيْن: (شر) جسم شفّاف مرن محدَّب الوجهين، يقع بين القزحيَّة والجسم الزُّجاجيّ، يجمع الضّوء السّاقط على القرنيَّة في نقطة واحدة تقع على الموضع المناسب من الشّبكيَّة لتتضح الرُّؤية.
• طبّ العيون: (طب) فرع من فروع الطبّ والجراحة يُعنى بأمراض البصر والعين. 

عَيْنِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَيْن: مُشخَّص، عكسه مُجرَّد "دفع له مقابلاً عينيًّا- ضريبة عينيَّة- حقُّ المِلكيَّة حقٌّ عينيّ". 

عَيِّنة [مفرد]: ج عيِّنات:
1 - مجموعة من العناصر مُستقاة ومُحَلَّلَة لتقدير صفات السُّكّان.
2 - (جر) كميَّة من البضائع تُعَدّ إعدادًا خاصًّا وتوزّع للإعلان عن بضاعة جديدة أو للترويج لها.
3 - (كم) جزء من مادّة يُؤخذ نموذجًا لسائرها "عَيِّنة بضاعة/ غِلال- توزِّع شركة الأدوية عيِّنات من إنتاجها على الأطبّاء- أخذ منه عيِّنة دم لفحصها". 

معايَنة [مفرد]:
1 - مصدر عاينَ.
2 - (قن) رؤية الشّيء المتنازع عليه في مكان وجوده من كلّ أوجهه. 

مَعين [مفرد]: خَمْر جارية في نهر " {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}: المراد أن خمر الجنة تجري كالماء ظاهرة للعيون، أو تخرج من العيون".
• ماءٌ مَعين: ظاهر، تراه العين جاريًا على وجه الأرض " {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} ". 

مُعيَّن [مفرد]: ج معيَّنون ومعيَّنات (لغير العاقل)، مؤ مُعَيَّنة ومعيَّنات:
1 - اسم مفعول من عيَّنَ.
2 - (هس) شكل مُسطَّح متساوي الأضلاع الأربعة المستقيمة المحيطة به غير قائم الزَّوايا.
• المعيَّن المنحرف: (هس) شكل ذو أربعة أضلاع ليس بينها اثنان مُتَوازيان. 
عين: عَيَّن (بالتشديد): خصص أعد. (هلو ابن جبير ص38، 48، تاريخ البربر 1: 32).
عَيَّنَه لحُجَّة: أعَّده ليحكم في القضية. (ميرسنج) ص26، ص42 رقم 174).
عَيَّن: حدد التبلغ الذي يجب على دافع الضريبة دفعه وقدَّره تعسفاً. (معجم البيان).
عَيَّن: عني باختيار عبارة من كتاب. ففي المقري (3: 255): فقال الشيخ بعد أن أردت القراءة من أوله افتح أثناء الأوراق ولا تعين وما خرج لك من ترجمة من جهة اليمين فاقرأها.
عَيَّن فلاناً: أصابه بالعين، عانه. ففي ديوان الاخطل (ص16 ق): فقالت ما أجمل هذا فعينته فسقط من دابته فمات. (رايت) وكذلك عند بوسييه.
عَيَّن على فلان: وضع عليه عيناً أي جاسوساً. (مملوك 1،1: 182).
عَيَّن على: سدَّد، صوَّب إلى. (دلابورت ص140، بوشر بربرية، هلو) وسدد البندقية أو المدفع. (هلو).
عينّ: عينه له: قاومه، ثبت له، صمد له.
عَيَّن: شرّف، جعله من الأعيان. (فوك).
عَيَّن: أخرج عيناً، أخرج برعماً، كمم، برعم. (ابن العوام 1: 539).
عَينَّ: عينَّ الثمر: تلف، فسد، تعفن (بوشر).
عاين إلى فلان: نظر إليه. (معجم مسلم).
عاين: حدد، قدر يقال مثلاً: عاين المكيال أي حدد مقداره. (المقري 1: 810).
تعينّ: قاوم، ثبت، صمد. (فوك).
متعين: أكيد، ثابت، واضح، جلي، شائع، علني، متحقق، معروف. (هلو).
تعين: مرادف تبين. ففي كرتاس (ص192): ورأى أن ضلالهم قد تبين. وفي كتاب عبد الواحد (ص 34). بأي حق نحبس مسلماً ولم يتعين لنا عليه حق.
انظر: (معجم الماوردي والمقدمة 1: 18).
تعين: شرف. صار شريفاً وجيها عليّ المنزلة: (دي ساسي طرائف 2: 29) ولم يعرف الناشر هذا المعنى فاتهم المقريزي (ص125 رقم 33) بأنه قد أفصح عن أفكاره بصورة مبهمة، وهو مخطئ في ذلك. (عبد الواحد ص18، المقري 3: 414).
ومن هذا: متعين أي شريف، وجيه، خطير، معتبر. (ابن جبير ص306) ورجل كريم (فوك)., ويقال أيضاً: ذو التعين. (المقري 2: 764).
تعين: تحدد. تهدد. ففي المقدمة (2: 51): المباني المتعينة للسقوط. أي المباني المهددة بالسقوط (المقدمة 1: 406).
التعين مصدر تعين: الجرد، وضع قائمة جرد، إحصاء. (أماري ديب ص177) وعليك أن تقرأ فيه: فعلى البلد تعين تركته بالشهادة.
تعاين. تعاين لها: رآها رأي العين. (المقدمة 3: 430).
تعاين على فلان: راقبه. ففي ألف ليلة (برسل 2: 484): فقالوا له أنت تتعاير علينا، والصواب تتعاين. وفي طبعة بولاق: تراقبنا.
اعتان. اعتيانهم البحر: خوضهم أخطار البحر ومجابهتم لها. (دي سلان تاريخ البربر 1): عين: العين قائمة: العين التي لا ترى ولا تبصر مع أن حدقتها صحيحة سالمة. (أبو الوليد ص630). وانظر ما يأتي بعد ذلك من معاني أخرى لهذا القول.
على الراس والعين: أقسم برأسي وعيني. (ألف ليلة 1: 60).
نصب العين: رأى العين، على عيني بحضوري. (فوك).
بالعين: يظهر أن معناها شخصياً، بالذات. ففي الجريدة الآسيوية (851، 1: 58): وكان السلطان رحمه يسأل عن أهل قسنطينة بالعين والاسم ويسأل عن أحوالهم.
سقط من أعين الناس: فقد تقدير الناس واعتبارهم له واحترامهم. (معجم الطرائف).
نزل من عين الملك: زالت حظوته عند الملك ونزول من العين: زوال الحظوة. (بوشر).
اجتمع العين بالعين: بلغ الأمر حد القتال، بدأ القتال. ففي كرتاس (ص161): فلم تجتمع العين بالعين إلا والمسلمون قد خامر قلوبهم الرعب وولوا الأدبار واخذوا في الفرار.
وكذلك التقى الأعيان بالأعيان، وهذا صواب قراءة العبارة وفقاً لما جاء في مخطوطتنا (كرتاس ص217). وفي المطبوع منه: فلما تقارب الجمعان والتقى العيان بالعيان. وكذلك: وقعت العين على العين (كوسج طرائف ص110).
اخذتني عيني: غلبني النوم. ففي رياض النفوس (ص41 و): فأخذتني عيني فنمت ثم انتبهت. وفيه (ص79 ق): بعدما خرجت عني بساعة أخذتني عيني فنمت. ويقال كذلك: غلبتني عيني. (القزويني 2: 13،2، ابن بطوطة 4: 20). وكذلك: ثم مرت بي عيني فرقدت.
غلبتني عيني بالدموع: لم استطع الامتناع عن البكاء. (رياض النفوس ص85 و).
عين: عيون غائرة. (ألكالا) وقد اتبعت في هذا المعنى ما قاله فكتور. وعند نبريجا: عيون متقلصة.
عَيْن: جاسوس. ومنها: العيون وهو اللذين يطلعون على مواضع العدو أثناء الحرب. ففي ياقوت (3: 755): العين الطليعة للعسكر. وفي تاريخ البربر (2: 296): والتقت عيون القوم فكانت بينهم حرب.
عين: برج الإنذار، برج الرصد والمراقبة. ففي تاريخ البربر (2: 302): واقتحم برجاً كان هنالك عيناً على المسلمين. وفي ابن خلدون (4: 33و): حين استولى القسطلانيون على طريف صارت عينا على من يروم الجواز من الغزاة.
عين: شيء جوهري أصلي. ففي شكوري (ص177 ق): وقد ألفت له هذا الكتاب لكي يطلع منه على عيون ما ألفيته في مرضه من أقوال الحكماء وفيه بعد ذلك: القول في عيون من تشريح المعدة.
وقد تستعمل كلمة عين أحياناً مضافة إلى اسم لتدل على شيء مفضل، ففي حيان- بسام (1: 78و) مثلاً: وحمل معه عيون ذخائره وخاصَّة حرمه وفي ديوان مسلم بن الوليد. يمضي الأمور المشكلات عيونها. أي عيون الأمور المشكلات بمعنى أصعب الأمور. وما يقوله شارح الديوان ليس صحيحاً. وقد تبنى السيد دي غويه التفسير الذي ذكرته.
بعينه: بذاته. (بوشر).
عيناً عينا: إرباً إرباً، جزءاً جزءا. (رولاند).
عين النبات: لا يعني البرعم والكم فقط (لين، بوشر) بل: نامية، قضيب فتي ناشئ على جذر النبات، فسيلة. وزمعة أيضاً. (فوك، ألكالا، ابن بطوطة 4: 335، ابن العوام 1:13،2: 155، 187) واقرأ في ابن العوام عين وفقاً لما جاء في مخطوطتنا بدون أداة التعريف.
عَيْن: زردة. حلقة. (ألكالا) وفيه عين الشبكة. (بوشر، ألف ليلة 1: 632).
عين: ربقة، أنشوطة. (ابن العوام 1: 151).
عين: عروة الزر. (ألكالا، همبرت ص19).
عَيْن في المغرب: إجاص وشجرة الأجاص. (معجم الادريسي، باجني مخطوطات، باربييه، دلابورت ص146، بليسييه ص348) وهي اختصار عيون البقر الذي يعني الأجاص الأسود ويقال بدل هذه الأخيرة العيون بقر. وعين عند المستعيني ميعة يابسة وصمغ الأجاص.
والعامة في الأندلس تسمية عنبقر وعيبقر. (انظر الكلمتين).
ومن أصناف الأجاص، عين بر النصارى. أي شاهلوج، أجاص أخضر. (مارتن ص102).
وعين الثور: صنف من الأجاص المخمَّل. (عشر سنوات ص366) وهو أجاص كبير أزرق كما توحي به الكلمة العربية. وعين الغزال وهو أجاص كبير الحجم قاتم اللون. (عشر سنوات ص366).
وعين القطوس (عين القط) وهو أجاص أخضر (عشر سنوات ص366).
عين: أوراق الكراث الخضر. (ألكالا).
عين: حفرة صغيرة للعبة يقال لها سيجة. (لين عادات 2: 64).
عَيْن: نقطة براقة. لماعة (انظرها في مادة زئبق). وفي ابن البيطار (2: 411): حجر اللازورد الذي فيه عيون الذهب.
عين: عينة، مسطرة، نموذج. (فان دن برج ص48).
عين: إحدى جيبي الخُرج (لين دون شاهد، ألف ليلة 3: 200، 214).
ذهب عين: دينار من الذهب الخالص. (ألكالا) وفي رحلة ابن بطوطة (4: 350): بخمسين ألف دينار من الذهب العين. وفي عقود غرناطة: في ستة عين قشتالية ريقية.
العينان: نقود الذهب والفضة. ففي العبدري (ص37 و): فبدو برقة يتقايضون - لا يجري بينهم فيها درهم ولا دينار وهذا حالهم في العينين يجهلون بها أثمان الأشياء.
عين قائمة: عقار، مال ثابت. (معجم الماوردي). عين: صنبور، حنفية. (دلابورت ص165).
عين: احتفال قديم على شرف الينابيع والآبار. (الكالا).
عيون: بيض يوضع في ماء غالٍ من غير أن يمزج، بيض مغلي. ففي ابن البيطار (1: 197 مادة بيض) والرعاد منه والعيون معتدلة بين هذين في كثرة الغذاء وسرعة النزول، والهولنديون يسمونها بما معناه عيون العجل.
عيون: حلي من النحاس والفضة مربوطة بشريط من الحرير تعلقها النساء في أطراف البرقع. (لين عادات 1: 67).
عيون: نظارات، عوينات. (بوشر، هلو).
أعيان من مصطلح الكيمياء القديمة؟ ففي أماري (654): صححت لديه صنعة الكيمياء
ألا إنها الأدب وقلب الأعيان
لانه بدل الحديد بالذهب. والكلمات التي وضعتها بين النجمتين غير مفهومة ولا واضحة عندي.
ذات الأعين: انظرها في ذات.
عين البقرة، مثل عين البقر: بهار. العرار (بهار البر)، كارجشم ومعناه عين البقر، خطم العجل. (بوشر).
عين النبت: هو في القاهر: بثور في الوجه. ولعله يشبه الصدأ. (نيبور رحلة ص34).
عين الثمرة: سرة الثمرة، تجويف الثمرة المقابل لذنبها. (بوشر).
عين الحجل: هو في الشام نوع صغير الشكل من البهار. (ابن البيطار 1: 182).
عين الحجلة: نبات اسمه العلمي: Adonis autaumnalisL.. ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 345).
عين الحوت: عرق اللؤاؤ. (ألكالا).
عين الحية: انجرة، حريق، قريص.
(المستعيني مادة انجرة). وغشاش الأدوية يخلطون بذوره مع الكمون البري الذي يشبهه في الشكل، غير أن بذوره أكبر منه قيلا وليس لها رائحة. (الجريد الآسيوية 1861، 1: 19).
العين الأخضر: نيلة (المستعيني في مادة طين اخضر).
عيون الديكة: هوحب شبيه بحب الخرنوب (ابن البيطار 2: 226) ويستعمل بدلاً من العيار للوزن كما يستعمل حب الخرنوب. يقول ليون (ص278) إنه حب لوبيا غرب الهند الصغير الأحمر والأسود المعروف بإنجلترا يسمى هنا عين الديك، وهو نصف خرنوبة.
عين زهرة: وسط الزهرة الشعاعية الشكل كزهرة الأقحوان. (بوشر).
عين السردوك (عين الديك): اسم النرجس في قرى المغرب. (باجني ص32).
(أعين السرطان = سنجسبويه، ابن البيطار 1: 57) نقلاً عن ابن جزلة.
عين السُمّاقة: ذكرت في مخطوطة الاسكوريال بين الأشياء التي يبيعها النقلي، أي بائع النقل وهو ما ينتقل به على الشراب. (سيمونه).
عين الطاحونة: قادوس، وهو ثقب كبير واسع الأعلى ضيق الأسفل يلقن الحب الذي يمر به شيئاً فشياً في الطاحونة. (بوشر).
عين العقل: شعور، إحساس، عاطفة، وجدان، رأي، مَيْل، هوى، قوة الإدراك. (بوشر).
عين أعلى: اسم البهار بالسريانية حسب ما يقول ابن البيطار (1: 18) أو عين البقر.
عين القحبة: صنف من حبوب الزجاج. (بركهارت نويبه ص269).
عينه في قرنه: نبات اسمه العلمي: Squalus Zygaena يكتبها (هيني في كُرْنه). عين القط= بابونج (سنج).
عين القط: نوع من الحجارة الكريمة. ففي قائمة أموال اليهودي: ومن عتيق غليظ ردى يسمى عين القط (كذا). فهل هو عين الهر؟ عين من كرنب: صنف من الملفوف (اللهانة) إذا قطع نما واستمر طول السنة، ملفوف مكور أو تفاحي أي مسدير كالتفاح. (ألكالا).
عين النعجة: صنف من العنب. (هويست ص30).
عين النور: هي الشمس عند الشعراء. (دوماس عادات ص290).
عين الهدهد: اسم بافريقية لنبات اسمه العلمي: Myosotis Palustris. ( ابن البيطار 1: 22،2: 226).
عين الهر: صنف من اللازورد وهو الياقوت الأزرق نجمي الشكل أو على شكل جديلة زرقاء فاتحة اللون تضرب إلى البياض، ويكون على شكل نجمة إذا قطع ولم يصقل. ويسمى بالألمانية Sternsaphir. ( انظر هيلجن في (زيشر مجلة لغة مصر مايس 1868 ص54، تموز 1868 ص83). وقدذكر في المقدمة (1: 325) مع أحجار كريمة أخرى، كما ذكر في مجموعة تاريخ أرمينية ليروسيه (1: 544).
عَيْني: بحصر المعنى. (المقدمة 3: 100).
عَيْنِيَّة: هي بالأندلس نبات اسمه العلمي: Lonicera Periclymenon ( ابن البيطار 1: 120). عَينْيَّة: عينية، مسطره نموذج. (محيط المحيط).
عينون: كحلة، سنبل الكلب، السنا البلدي، ألوين، غسلة، (ابن البيطار 2: 226، 237، 278).
عيان: رآه بعين البصيرة. (زيشر 20: 26 رقم 7).
عيان: حقيقة الشيء، واقع الشيء. (عبد الواحد ص72).
عوين: واحدته عوينة: أجاص. (همبرت ص52 تونسية).
عوينات (جمع): محار بحري، محارات. (بوشر).
عوينات: نظارات. (بوشر، محيط المحيط).
عياني: شاهد عياني: شاهد رأي الشيء بعينه. (بوشر).
عيّنة: عينه، مسطرة، نموذج. (بوشر).
عينة: جند، مفرزة من الجند، تجريدة. (روتجرز) (ص166، وانظر ص172).
عينة: فتى جميل، غلام جميل. (ألف ليلة برسل 7: 52).
أعين: ظبي. وعل. حسب ما يقول كاترمير في الجريدة الآسيوية (1838، 2: 488 - 489).
وانظر في مادة بقر الوحش.
تعيين: تعين، جراية، حصة الجندي اليومية من الطعام والشراب. (بوشر، مارسيل، هلو ويرن ص11).
تعيين: عمل مفروض، سخرة. (همبرت ص222).
تعيين: تعريفة، بيان الأسعار. (هلو).
تعيين: دخل، إيراد، ريع، وما يجب دفعه سنويا عن الأرض المستأجرة. ففي العقد الغرناطي: الرندة والتعيين. وقد كتبت الكلمة الأولى فيه رنطة أيضاً، وهي الكلمة الأسبانية renta.
معين (ضبط الكلمة غير معروف): وهو نبات اسمه العلمي Daphn oleoides ( المستعيني مادة مازريون، ابن البيطار 2: 522). معين: المعينون. (ابن جبير ص150) = الأعيان أي الرؤساء، وكذلك في (ص152).
معينون: حامية، حراس البيوت والعمارات المحجوزة. (بوشر).
مُعينّ: شكل ذو أربعة أضلاع متساوية له زاويتان حادتان متقابلتان وزاويتان منفرجتان.
معين: رومب (آلة موسيقية).
شبيه بالمعين: سطح لا تكون أضلاعه الأربعة المحيطة به متساوية ولا الزوايا قوائم بل يكون كل متقابلين من أضلاعه وزواياه متساويين. (بوشر، محيط المحيط).
معينة: صنف من السمك. (ياقوت 1: 886) غير إنه عند القزويني (1: 119) معية.
معيون: ذكرت في ديوان الهذليين (ص124 البيت الرابع). حرف الغين:
(ع ي ن)

الْعين: حاسة الْبَصَر: أُنْثَى تكون للْإنْسَان وَغَيره من الْحَيَوَان، وَالْجمع أعيانٌ وأعْين وأعْيُناتٌ، الْأَخِيرَة جمع الْجمع، وَالْكثير عُيون. وَزعم اللحياني أَن أعينا قد يكون للكثير أَيْضا قَالَ الله عز وَجل (أم لهُمْ أعْينٌ يُبصرون بهَا) وَإِنَّمَا أَرَادَ الْكثير. وَقَوْلهمْ: بِعَين مَا أرَينَّك مَعْنَاهُ عجل حَتَّى أكون كَأَنِّي أنظر إِلَيْك بعيني وَقَول الْعَرَب: إِذا سَقَطت الْجَبْهَة نَظَرَت الأَرْض بِإِحْدَى عينيها فَإِذا سَقَطت الصرفة نظرت بعينيها جَمِيعًا. إِنَّمَا جعلُوا لَهَا عينين على الْمثل وَقَوله تَعَالَى (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: لترى من حَيْثُ أَرَاك.

وعانَ الرجل عَيْنا فَهُوَ مَعِينٌ ومَعْيُونٌ: أَصَابَهُ بالعيِن، قَالَ الزجاجي الْمعِين: الْمُصَاب بالعَيْنِ والمَعْيُونُ: الَّذِي فِيهِ عين وَحكى اللحياني: إِنَّك لجميل وَلَا أعِنْكَ وَلَا أعِينُك. الْجَزْم على الدُّعَاء وَالرَّفْع على الْإِخْبَار أَي لَا أصبك بعينٍ.

وَرجل مِعْيانٌ. وعَيُونٌ: شَدِيد الْإِصَابَة بالعَينِ.

وَالْجمع عِينٌ وعُيُنٌ وَمَا أعْيَنَهُ.

وتعَّينَ الْإِبِل واعْتانَها: استشرفها ليَعينها، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ ... خَيْفٌ قَريبٌ العَهْدِ بالحِيرَانِ

أَي إِذا كَانَ عهدها بالولاد قَرِيبا كَانَ أضخم لضرعها وَأحسن وَأَشد امتلاء. وأعانها: كاعتْانها.

والعَيْنُ والمُعَايَنَةُ: النّظر وَقد عايَنَه مُعاينَةً وعِيانا، وَرَآهُ عِيانا: لم يشك فِي رُؤْيَته إِيَّاه ولقيه عِيانا أَي مُعايَنَةً وَلَيْسَ فِي كل شَيْء قيل مثل هَذَا، وَلَو قلت لَقيته لحاظا لم يجز، إِنَّمَا يحْكى من ذَلِك مَا سمع.

وَرَأَيْت عائنَةً من أَصْحَابه أَي قوما عَايَنُوني.

وَهُوَ عبد عَيْنٍ أَي مَا دَامَ مَوْلَاهُ يرَاهُ فَهُوَ فاره وَأما بعده فَلَا، عَن اللحياني، قَالَ: وَكَذَلِكَ نصرفه فِي كل شَيْء من هَذَا، كَقَوْلِك هُوَ صديق عَيْنِ.

ونَعِمَ الله بك عينا أَي أنعمها.

ولقيته أدنى عائنة أَي أدنى شَيْء تُدْرِكهُ العينُ.

والعَيَنُ: عظم سَواد العَيْنِ وسعتها. عَيِنَ عينا وعِينَةً، الأخرة عَن اللحياني، وَهُوَ أعْيَنُ، وانه لبين العِينَةِ، عَن اللحياني.

والعِينُ: بقر الْوَحْش كَذَلِك صفة غالبة. بقرة عيناء، وَلَا يُقَال ثَوْر أعينُ، وَلَكِن يُقَال: الأعَينَ غير مَوْصُوف كَأَنَّهُ نقل إِلَى حد الاسمية.

وعُيُونُ الْبَقر: ضرب من الْعِنَب على التَّشْبِيه بعيونِ الْبَقر من الْحَيَوَان، قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ عِنَب أسود لَيْسَ بالحالك، عِظَام الْحبّ، مدحرج، يزبب، وَلَيْسَ بصادق الْحَلَاوَة.

وثوب مُعَيَّنٌ: فِي وشيه ترابيع صغَار تشبه بعيون الْوَحْش.

وثور مُعَيَّنٌ: بَين عَيْنَيْهِ سَواد، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

فكأنَّه لَهَقُ السَّراةِ كأنَّه ... مَا حاجِبَيْهِ معَيَّنٌ بسوَاد

والعِيْنَةُ للشاة: كالمحجر للْإنْسَان، وشَاة عَيناءُ إِذا أسود ذَلِك مِنْهَا وأبيض سائرها، أَو كَانَ بكس ذَلِك.

وعَيْنُ الرجل: منظره.

والعَيْنُ: الَّذِي نظر للْقَوْم، يذكر وَيُؤَنث سمي بذلك لِأَنَّهُ إِنَّمَا ينظر بِعَيْنيهِ وَكَأن نَقله من الْجُزْء إِلَى الْكل هُوَ الَّذِي حملهمْ على تذكيره، وَإِلَّا فَإِن حكمه التانيث، وَقِيَاس هَذَا عِنْدِي أَن من حمله على الْجُزْء فَحكمه أَن يؤنثه وَمن حمله على الْكل فَحكمه أَن يذكرهُ. وَكِلَاهُمَا قد حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَقَول أبي ذُؤَيْب:وَلَو إنَّنِي استودَعْتُه الشمسَ لارْتَقَتْ ... إِلَيْهِ المَنايا عَيْنُها ورسولُها

أَرَادَ نَفسهَا، وكا يجب أَن يَقُول: أعينها ورسلها لِأَن المنايا جمع، فَوضع الْوَاحِد مَوضِع الْجمع.

والعَيْنُ: الَّذِي يبْعَث ليتحسس الْخَبَر، وَيُسمى ذَا الْعَينَيْنِ.

وبعثنا عَيْنا يَعْتانُنا ويَعْتانُ لنا أَي ياتينا بالْخبر.

والمُعْتان: الَّذِي يَبْعَثهُ الْقَوْم رائدا، حكى اللحياني: ذهب فلَان فاعْتانَ لنا منزلا مكلئا - فعداه - أَي ارتاده.

وعان لَهُم: كاعْتان، عَن الهجري، وَأنْشد لنا هض بن ثومة الْكلابِي:

يُقاتِل مرَّةً ويَعِينُ أخْرَى ... فَفَرَّتْ بالصَّغار وبَالهَوَانِ

وأعيانُ الْقَوْم: اشرافهم، على الْمثل بشرف العِينِ الحاسة.

وابْناعِيانٍ: طائران تزجر بهما العب، كَأَنَّهُمْ يرَوْنَ مَا يتَوَقَّع أَو ينْتَظر بهما عِيانا. وَقيل: ابْناعِيانٍ خطان يخطونهما للعيافة. ثمَّ يَقُول الَّذِي يخطهما: ابْني عيان اسرعا الْبَيَان، قَالَ الرَّاعِي:

وأصْفَر عَطَّافٍ إِذا رَاح رَبُّه ... جَرَى ابْنا عِيانٍ بالشِّواء المَضَّهبِ

والعَيْنُ: ينبوع المَاء، أُنْثَى، والجمعْ أعْينٌ وعُيُونٌ.

وعَيْنُ الرَّكية: مفجر مَائِهَا.

وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

أولئكَ عَيْنُ الماءِ فيهم وعِنْدَهمْ ... منَ الخِيفَةِ المَنْجاةُ والمُتَحَوَّلُ

فسره فَقَالَ: عينُ المَاء: الْحَيَاة للنَّاس.

وعان وأعْينَ: حفر فَبلغ العُيثونَ.

وعَيْنُ الْقَنَاة: مصب مَائِهَا. وَمَاء مَعْيُونٌ: ظاهِرٌ جَار على وَجه الأَرْض وَقَول بدر بن عمار الْهُذلِيّ

ماءٌ يَجِمُّ لحافرٍ مَعْيُونِ

قَالَ بَعضهم: جَرّه على الْجوَار، وَإِنَّمَا حكمه معْيُونٌ بِالرَّفْع لِأَنَّهُ نعت لماء. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ مفعول بِمَعْنى فَاعل.

وَمَاء مَعِين: كمَعْيُونٍ، وَقد اخْتلف فِي وَزنه، فَقيل: هُوَ مفعول وَإِن لم يكن لَهُ فعل، وَقيل هُوَ فعيل من المعن وَهُوَ الاستقاء وَقد تقدم فِي الصَّحِيح.

وعانت الْبِئْر عَيْنا: كثر مَاؤُهَا.

وعان المَاء عَيْنا وعِيانا جرى.

وسقاء عَيَّنٌ وعَيِّنٌ - وَالْكَسْر أَكثر -: كِلَاهُمَا إِذا سَالَ مَاؤُهُ عَن اللحياني، وَقيل العَيِّن والعَيِّن: الْجَدِيد، طائية. وَكَذَلِكَ قربَة عَيِّنٌ: جَدِيد، طائية أَيْضا قَالَ:

مَا بالُ عَيْنِي كالشَّعيبِ العَيَّنِ

وَحمل سِيبَوَيْهٍ عينا على انه فعيل مِمَّا عينه يَاء، وَقد كَانَ يُمكن أَن يكون فوعلا وفعولا من لفظ العَينِ وَمَعْنَاهَا، وَلَو حكم بِأحد هذَيْن المثالين لحمل على مألوف غير منكور، أَلا ترى أَن فوعلا وفعولا لَا مَانع لكل وَاحِد مِنْهُمَا أَن يكون فِي المعتل كَمَا يكون فِي الصَّحِيح، وَأما فيعل بِفَتْح العينِ مِمَّا عيْنَه يَاء فعزيز، ثمَّ لم تَمنعهُ عزة ذَلِك أَن حكم بذلك على عَيَّنٍ وَعدل عَن أَن يحملهُ على أحد المثالين اللَّذين كل وَاحِد مِنْهُمَا لَا مَانع لَهُ من كَونه فِي المعتل العْين كَونه فِي الصحيحها فَلَا نَظِير لِعَيَّنٍ. وَالْجمع عيائن همزوا لقربها من الطّرف.

وعَيْنُ الْقبْلَة: حَقِيقَتهَا.

والعَيْنُ من السَّحَاب: مَا اقبل من نَاحيَة الْقبْلَة وَعَن يَمِينهَا يَعْنِي قبْلَة الْعرَاق، يُقَال: هَذَا مطر العَيْنِ، وَلَا يُقَال: مُطِرْنَا بالعَين. وَقَالَ ثَعْلَب: إِذا كَانَ الْمَطَر من نَاحيَة الْقبْلَة فَهُوَ مطر العَيْن.

والعَيْنُ: مطر أَيَّام لَا يقْلع. وَقيل: هُوَ الْمَطَر يَدُوم خَمْسَة أَيَّام أَو سِتَّة قَالَ الرَّاعِي: وأنآءُ حَتىٍّ تَحْتَ عَيْنِ مَطِيرَةٍ ... عِظامِ البُيوت يَنزِلون الرَّوابيا

يَعْنِي حَيْثُ لَا تخفى نيرانهم، يُرِيدُونَ أَن تأتيهم الآضياف.

والعَيْنُ: النَّاحِيَة.

وعَيْنُ الرّكْبَة: نقرة فِي مقدمتها.

وعَيءنُ الشَّمْس: شعاعها الَّذِي لَا تثبت عَلَيْهِ العينُ. وَقيل: العَيْنُ، الشَّمْس نَفسهَا، يُقَال: طلعت العينُ وَغَابَتْ العينُ، حَكَاهُ اللحياني.

والعَيْنُ: المَال العتيد الْحَاضِر. وَمن كَلَامهم: عَيْنٌ غير دين.

والعَيْنُ: الدِّينَار كَقَوْل أبي الْمِقْدَام:

حَبَشِيّ لَهُ ثَمانُونَ عَيْنا ... بينَ عَيْنَيْهِ قد يَسُوقُ إفالا

والعَيْنُ: الذَّهَب عَامَّة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: عَلَيْهِ مائَة عَيْنا، وَالرَّفْع الْوَجْه لِأَنَّهُ يكون من اسْم مَا قبله، وَهُوَ هُوَ.

والعَيْنُ فِي الْمِيزَان: الْميل قيل هُوَ أَن ترجح إِحْدَى كفتيه على الْأُخْرَى، وَهِي أُنْثَى.

وَجَاء بالامر من عَيْنٍ صَافِيَة أَي من فصه.

وَجَاء بِالْحَقِّ بِعَيْنه أَي خَالِصا وَاضحا.

وعَيْنُ الْمَتَاع وَالْمَال وعِينَتُه: خِيَاره، وَقد اعْتانَه، وَخرج فِي عينة ثِيَابه أَي فِي خِيَارهَا.

وعِينَهُ الْخَيل: جيادها، عَن اللحياني.

وعَيْنُ الشَّيْء: نَفسه وشخصه وَأَصله، وَالْجمع أعَيْانٌ.

وَهَذِه أعَيانُ دراهمك ودراهمك بأعْيانها عَن اللحياني، قَالَ: وَلَا يُقَال فِيهَا: أعْيُنٌ وَلَا عُيُونٌ. وَهَؤُلَاء إخْوَتك بأعْيِانهِم. وَلَا يُقَال فِيهِ: بأعْيُنهمْ - وَلَا عيونهم.

وعَيْنُ الرجل: شَاهده، وَمِنْه قَوْلهم: الْفرس الْجواد عينه فراره. وفراره أَي إِذا رايته تفرست فِيهِ الْجَوْدَة من غير أَن تفره عَن عَدو أَو غير ذَلِك.

وَمَا بهَا عَيْنٌ وعَيَنٌ وعائنٌ وعائنَة أَي أحد.

والأعْيانُ: اخوة يكونُونَ لأَب وَأم، وَلَهُم اخوة لعَلَّات. وعَيَّن عَلَيْهِ: اخبر السُّلْطَان بمساوئه شَاهدا كَانَ أَو غَائِبا.

والعَيْنُ والعينَةُ: الرِّبَا.

وعَيَّنَ التَّاجِر: أَخذ بالعِينَةِ أَو أعْطى بهَا.

والعِينَةُ: السّلف، تَعَيَّن عِينَةً، وعَيَّنَهُ إِيَّاهَا.

والعَيَنُ: أهل الدَّار: قَالَ:

تَشْرَبُ مَا فِي وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ

والعَيَنُ: الْجَمَاعَة، قَالَ:

إِذا رَآني وَاحِدًا أَو فِي عَيَنْ ... يَعْرِفُنِي أطْرَقَ إطْراقَ الطُّحَنْ

وصَنع ذَلِك على عَيْنٍ وعَلى عَيْنَيْنِ وعَلى عمد عَيْنٍ وعَلى عمد عينين، كل ذَلِك بِمَعْنى وَاحِد أَي عمدا عَن اللحياني.

ولقيته قبل كل عائنة وعَيْنٍ أَي قبل كل شَيْء.

ولقيته أول ذِي عينين وعائنة وَأول عين أَي أول شَيْء ولقيته مُعَاينَة ولقيته عَيْنَ عنة ومعاينة كل ذَلِك بِمَعْنى.

وَأَعْطَاهُ ذَاك عَيْنَ عنة أَي خَاصَّة من بَين أَصْحَابه.

والعَيْنُ: طَائِر أصفر الْبَطن اخضر الظّهْر بِعظم القمرى.

والعِيَانُ: حَلقَة تجْعَل على طرف اللؤمة وَالسَّلب والدجرين، وَالْجمع أعْيِنَةٌ وعُيُنٌ سِيبَوَيْهٍ: ثقلوا لِأَن الْيَاء أخف عَلَيْهِم من الْوَاو، يَعْنِي انه لَا يحمل بَاب عُيُنٍ على بَاب خون بالاجماع لخفة الْيَاء وَثقل الْوَاو، وَمن قَالَ أزر فَخفف وَهِي التميمية لزمَه أَن يَقُول عِينٌ فيكسر الْعين فَتُصْبِح الْيَاء وَلم يَقُولُوا: عُيْنٌ كَرَاهِيَة الْيَاء الساكنة بعد الضمة.

والمَعانُ: الْمنزل. يُقَال الْكُوفَة معَان منا، وَقد تقدم فِي الصَّحِيح لِأَنَّهُ يكون فعالاً ومفعلاً.

وتَعَيَّنَ السقاء: رق من الْقدَم. وَقيل: التعَيُّن فِي الْجلد: أَن تكون فِيهِ دوائر رقيقَة مثل الأعْيُنِ. وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.

وَشُعَيْب عَيِّنٌ وعَيَّنٌ: يسيل مِنْهَا المَاء. وَقد تقدم ذَلِك فِي السقاء.

وعَيَّنَ الْقرْبَة إِذا صب فِيهَا المَاء حَتَّى تنسد آثَار الخرز.

والمُعَيَّنُ من الْجَرَاد: الَّذِي يسلخ فتراه أَبيض وأحمر.

وأتيت فلَانا وَمَا عين لي بِشَيْء وَمَا عينني بِشَيْء أَي مَا أَعْطَانِي شَيْئا، عَن اللحياني.

وعَّينَ فلَانا: اخبره بمساوئه فِي وَجهه، عَنهُ أَيْضا.

وعَيْنٌ مَوضِع. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِيا ... مَا بَينَ عَيْنَ الى نَباتي الأثْأبُ

وعَيْنُونَةُ: مَوضِع وروى بَعضهم فِي الحَدِيث عِينَيْنِ بِكَسْر الأول جبل وروى عينين بفتحة وَهُوَ الْجَبَل الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ ابليس يَوْم أحد فَنَادَى: إِن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قتل. وَفِي الحَدِيث عُثْمَان إِن رجلا قَالَ لَهُ: إِنِّي لم افر يَوْم عَيْنَيْنِ. قَالَ عُثْمَان: فَلم تعيرني بذنب قد عَفا الله عَنهُ: حكى الحَدِيث الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وعَيْنُ التَّمْر: مَوضِع.

وَرَأس عَيْنٍ وَرَأس العَيْنِ: مَوضِع بَين حران ونصيبين. وَقيل بَين ربيعَة وَمر. قَالَ المخبل:

وأنُكحْتَ هَزَّالاً خُلَيْدَةَ بَعْدَ مَا ... زَعمْتَ برأسِ العَيْنِ أَنَّك قاتلُه

وعُيَيْنَةُ: اسْم مَوضِع.

وعَيْنانِ: اسْم مَوضِع بشق الْبَحْرين كثير النّخل قَالَ الرَّاعِي:

يَحُثُّ بهنَّ الحادِياتِ كأَّنما ... يَحُثَّان جَبَّارًا بِعَيْنَيْنِ مُكرَعا

والعَيْنُ: حرف هجاء وَهُوَ حرف مجهور يكون أصلا وَيكون بَدَلا كَقَوْل ذِي الرمة:

اعَنْ تَرَسَّمْتَ مِنْ خَرْقاءَ مَنزلَةً ... ماءُ الصَّبابَةِ من عَينَيْكَ مَسْجُومُ

يُرِيد أأَن. قَالَ ابْن جني: وَوزن عَيْنٍ فعل. وَلَا يجوز أَن يكون فيعلا كميت وهين ولين ثمَّ حذفت عَيْنُ الْفِعْل مِنْهُ، لِأَن ذَلِك هُنَا لَا يحسن من قبل أَن هَذِه حُرُوف جوامد بعيدَة عَن الْحَذف وَالتَّصَرُّف، وَكَذَلِكَ الْغَيْن.

وعَيَّنَ عَيْنا حَسَنَة. عَملهَا عَن ثَعْلَب.
عين
: ( {العَيْنُ) :
أَوْصلَ معانِيها الشيْخُ بهاءُ الدِّيْن السَّبكيّ فِي قصِيدَةٍ لَهُ عَيْنِيّة مَدَحَ بهَا أَخَاهُ الشيْخ جَمَال الدِّيْن الحُسَيْن إِلَى خَمْسة وثَلاثِين معْنًى وأَوَّلها:
هنيأ قد أقرّ الله عينيفلا رمت العدا أَهلِي} بِعَين وَهِي طَويلَةٌ، وأَوْصَلَها المصنِّفُ، رحِمَه الله تعالَى فِي كتابِهِ هَذَا إِلَى سَبْعة وأَرْبَعِين مُرَتَّبَة على الحُرُوفِ.
وَفِي كتابِ البَصائِرِ مَا ينيفُ على خَمْسين رَتَّبها على حُرُوفِ التَّهَجِّي، وللنَّظَر مَجالُ المُناقَشَة فِي بعضِ مَا ذَكَرَه.
قالَ: والمَذْكورُ فِي القُرآنِ سَبْعة عَشَرَ.
وقالَ شيْخُنا، رحِمَه الله تَعَالَى: معانِي العَيْن زادَتْ عنِ المَائَةِ، قصرَ المصنِّفُ، رحِمَه الله تَعَالَى، عَن اسْتِيفائِها.
قلْتُ: وتَفْصِيلُ مَا ذَكَرَه البهاءُ السَّبكي: هِيَ العَيْنُ والمُكاشِفُ والناحِيَةُ والذَّهَبُ وبمعْنَى أَحَد وأَهْل الدَّارِ والأَشْرَف وجَرَيان المَاءِ، وينْبُوع الماءِ، ووَسَطِ الكَلِمَة، والجَاسُوس وعَيْن الإبْرَةِ والشَّمْس، والنقد، وشُعاعُ الشَّمْس، وقبْلَة العِراقِ، واسمُ بَلَدٍ، وَهُوَ رأْسُ عَيْن، والدِّينارُ خاصَّةً، والخرمُ مِن المَزادَةِ، ومَطَرُ أَيَّام لَا يُقْلِعُ، والعافِيَةُ، والنَّظَرُ، ونقْرَةُ الركبةِ، والشَّخْصُ، والصُّورَةُ، وعَيْنُ النَّظْرَةِ، وقَرْيةٌ بمِصْرَ، والأخُ الشَّقِيقُ، والأَصْلُ، وعَيْنُ الشَّجَرِ، وطائِرٌ، والركية، والضَّرَر فِي العَيْنِ، وكِتابٌ فِي اللُّغَةِ، وحَرْفٌ مِن المعْجَمِ.
وأَمَّا الَّتِي ساقَها المصنِّفُ فِي البَصائِرِ مُرَتَّبَة على حُرُوفِ الهِجاءِ فَهِيَ: أَهْلُ البَلَدِ، وأَهْلُ الدَّارِ، والإصابَةُ! بالعَيْنِ، والإِصابَةُ فِي العَيْنِ، والإِنْسانُ، والباصِرَةُ، وبلدٌ لهُذَيْل، والجَاسُوسُ، والجَريانُ، والجلْدَةُ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا البنْدَقُ، وحاسَّةُ البَصَرِ، والحاضِرُ مِن كلِّ شيءٍ، وحَقيقَةُ القبْلَةِ، وخيارُ الشيءِ، ودَوائِرُ رَقِيقَة على الجلْدِ، والدَّيْدَبان، والدِّينارُ، والذّهَبُ، وذاتُ الشيءِ، والرِّبا، والسيِّدُ، والسَّحابُ، والسَّنامُ، واسمُ السَّبعين فِي حسابِ أَبْجد، والشَّمْسِ، وشُعاعُ الشَّمْس، وصديقُ عَيْن أَي مَا دامَ ترَاهُ، وطائِرٌ، والعَتِيدُ مِن المالِ، والعَيْبُ، والعِزُّ، والعلمُ، وقَرْيةٌ بالشامِ، وقرْيَةٌ باليمنِ، وكبيرُ القوْمِ. ولَقِيْتُه أَوّل عَيْن: أَي أَوّل شيءٍ؛ وبجوزُ ذِكْرُه فِي الشيءِ والمالِ؛ ومصبُّ القناةِ، ومَطَرُ أَيّامٍ لَا يقلعُ، ومفجرُ الرّكية، ومنظرُ الرَّجل، والميلُ فِي المِيزانِ، والناحِيَةُ، ونصفُ دانِقٍ مِن سَبْعةِ دَنانِير، والنَّظَرُ، ونفسُ الشيءِ، ونقرَةُ الرّكْبَة، وأحدُ الأعْيانِ للأُخْوةِ مِن أَبٍ وأُمَ، وَهُوَ عرضُ عَيْن أَي قَرِيب؛ وَقد يُذْكَرُ فِي القافِ، يُنْبوعُ الماءِ.
وَهَذَا أَوانُ الشُّروعِ فِي بيانِ مَعانِيها على التَّفْصيل فأَشْهَرها: (الباصِرَةُ) ، وتعبرُ بالجارِحَةِ أَيْضاً.
وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: { {والعَيْنَ} بالعَيْنِ} ، وظاهِرُه أَنَّ الباصِرَةَ أَصْلٌ فِي معْناها، وَهُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ كَثيرُونَ.
قالَ الرَّاغبُ: وتُسْتعارُ العَيْن لمعانٍ هِيَ مَوْجودَةٌ فِي الجارِحَةِ بَنَظَرَاتٍ مُخْتلفَةٍ؛ وَلَكِن فِي رَوْض السَّهيليّ مَا يَقْتَضِي أَنَّها مجازٌ سُمّيت لحلول الأبْصارِ فِيهَا فتأَمَّل. (مُؤَنَّثَةٌ) تكونُ للإِنسانِ وغيرِهِ مِن الحيوانِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: العَيْنُ الَّتِي يبصرُ بهَا الناظِرُ؛ (ج {أَعْيانٌ،} وأَعْيُنٌ) فِي الكَثيرِ، ( {وعُيونٌ، ويُكْسَرُ) ، شاهِدُ} الأَعْيانِ قوْلُ يَزيدِ بنِ عبْدِ المَدانِ:
ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ مُفاضَةٌ دِلاصٌ {كأَعْيانِ الْجَرَاد المُنظَّمِ وشاهِدُ} الأَعْيُن قوْلهُ تعالَى: {قُرَّة أعين} و {فَإنَّك {بأعيننا} .
وزَعَمَ اللَّحْيانيُّ أنَّ} أَعْيُناً قد يكونُ جَمْع الكَثيرِ أَيْضاً. وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَلهُمْ {أَعْيُنٌ يبْصِرُونَ بهَا} ؛ وإِنَّما أَرَادَ الكَثيرَ؛ (جج} أَعْيُناتٌ) ، أَي جَمْعُ الجَمْع؛ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
{بأَعْيُنات لم يُخالِطْها القَذى (و) العَيْنُ. (أَهْلُ البَلَدِ) . يقالُ: بَلَدٌ قَليلُ العَيْنِ؛ (ويُحَرَّكُ) ؛ يقالُ: مَا بهَا} عَيْنٌ! وعَيَنٌ وشاهِدُ التّحْريكِ قوْلُ أَبي النَّجْم:
تَشْرَبُ مَا فِي وَطْبها قَبْلَ العَيَن ْتُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ (و) العَيَنُ: (أَهْلُ الدَّارِ) . يقالُ: مَا بهَا عينٌ.
(و) العَيْنُ: (الإصابَةُ بالعَيْنِ.
(و) العَيْنُ: (الإِصابَةُ فِي {بالعَيْنِ) .
قالَ الرَّاغبُ: يُجْعَلُ تارَةً مِن الجارِحَةِ الَّتِي هِيَ آلةُ فِي الضَّرب فَيجْرِي مجْرى سفته ورَمَحْته أَصَبْته بسَيْفي ورمْحِي، وعَلى نحْوِه فِي المَعْنَيَيْن قوْلُهم: يديتُ إِذا أَصَبْتَ يَدَه وَإِذا أَصَبْته بيدِكَ.
وحَكَى اللّحْيانيّ إنَّك لجمِيلٌ وَلَا} أَعِنْكَ وَلَا {أَعِينُك، الجَزْم على الدّعاء، والرَّفْع على الإِخْبارِ، أَي لَا أُصِيبُك} بعَيْنٍ.
وَفِي الحدِيثِ: (العينُ حقٌّ وَإِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلُوا) . يقالُ: أَصابَتْ فلَانا عينٌ إِذا نَظَرَ إِلَيْهِ عدوٌّ أَو حاسِدٌ فأَثَّرت فِيهِ فمَرِضَ بسَبِبِها.
وَفِي حدِيثٍ آخر: (لَا رُقْيَةَ إلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَو حُمَةٍ) .
(و) العينُ: (الإِنسانُ وَمِنْه مَا بهَا عَيْنٌ، أَي أَحَدٌ.
(و) العينُ: (د لهُذَيْلٍ) فِي الحجازِ؛ والأَوْلى حَذْف لهُذَيْل، لأنَّه سَيَأْتي لَهُ فيمَا بَعْد أَنَّها موْضِعٌ لهُذَيْلٍ، والمُرادُ بالبَلَدِ هُنَا هُوَ رأْسُ عَيْنٍ.
(و) العَيْنُ: (الجاسُوُسُ) ، تَشْبيهاً بالجارِحَةِ فِي نَظَرِها، وذلِكَ كَمَا تُسَمَّى المرْأَةُ فَرْجاً، والمَرْكُوبُ ظَهْراً، لما كانَ المَقْصودُ مِنْهُمَا العُضْوَيْن.
وَفِي المُحْكَم: العَيْنُ الَّذِي ينْظُرُ للقَوْمِ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، سُمِّي بذلِكَ لأنَّه ينْظُرُ! بعَيْنِه، وكأَنه نَقله عَن الجزْءِ إِلَى الكلِّ هُوَ الَّذِي حَمَلَه على تَذْكِيرِه، فإنَّ حكْمَه التأْنِيث.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وقِياسُ هَذَا عنْدِي أَنَّ مَنْ حَمَلَه على الجزْءِ فحكْمُه أَنْ يُؤَنِّثه، ومَنْ حَمَلَه على الكُلِّ فحكْمُه أَنْ يُذَكِّره، وكِلاهُما قد ذَكَرَ سِيْبَوَيْه.
وَفِي الحدِيثِ: أَنَّه بعثَ بسْبَسَةً عَيْناً يوْمَ بَدْرٍ، أَي جاسُوساً.
وَفِي حدِيثِ الحُدَيْبية: (كأَنَّ الله قد قطَعَ {عَيْناً مِنَ المُشْرِكِيْن) ، أَي كَفَى الله مِنْهُم مَنْ كانَ يَرْصُدنا ويَتَجَسَّسُ علينا أَخْبارَنا.
(و) العَينُ: (جَرَيانُ الماءِ) والدَّمْعِ، (} كالعَيَنانِ، محركةً) . يقالُ: عانَ الماءُ والدَّمْعُ يَعِينُ {عَيْناً} وعَيْناناً: جَرَى وسالَ.
(و) العينُ: (الجِلْدَةُ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا البُنْدُقُ من القَوْسِ) ؛ والمُرادُ بالبُنْدُقِ الَّذِي يرمَى بِهِ، وَهُوَ على التَّشْبيهِ بالجارِحَةِ فِي هَيْئتِها وشَكْلِها.
(و) العَيْنُ: (الجَماعَةُ؛ ويُحَرَّكُ) والعَيْنُ: (حاسَّةُ البَصَرِ) والرُّؤْيَةِ، أُنْثى تكونُ للإِنسانِ وغيرِهِ مِنَ الحَيوانِ.
(و) العَينُ: (الحاضِرُ مِن كلِّ شيءٍ) وَهُوَ نَفْسه المَوْجُود بينَ يَدَيْك.
(و) العَيْنُ هُنَا: (حَقيقَةُ القِبْلَةِ.
(و) العَيْنُ: (حَرْفُ هِجاءٍ حَلْقِيَّةٌ) ، من المخرجِ الثَّانِي مِنْهَا ويَلِيها الحاءُ فِي المخْرج، (مَجْهورَةٌ) .
قالَ الزجَّاجُ: المَجْهورُ حَرْفٌ أشْبع الِاعْتِمَاد فِي موْضِعِه وَمنع النَّفس أَنْ يَجْرِي مَعَه، (ويَنْبَغِي أَنْ تُنْعَمَ أبانَتُه وَلَا يُبالَغَ فِيهِ فَيَؤُولُ إِلَى الاسْتِكْراهِ) ، كَمَا بَيَّنه أَبو محمدٍ مكي فِي كتابِ الرّعايَةِ، ومَرَّ بعض عَنهُ فِي حَرْف العَيْن. ( {وعَيَّنَها) } تَعْييناً: (كَتَبَها) . يقالُ {عَيَّنَ} عَيْناً حَسَنَةً: أَي عملَها، عَن ثَعْلَب.
قالَ ابنُ جَنيِّ: وزن عين فَعْل، وَلَا يَجوزُ أَنْ يكونَ فَيْعِلاً كميتٍ وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ، ثمَّ حذفَتُ عَيْن الفِعْل مِنْهُ، لأنَّ ذلِكَ هُنَا لَا يَحْسُن مِن قِبَلِ أَنَّ هَذِه حُرُوفٌ جوامِدٌ بَعِيدَةٌ عَن الحَذْفِ والتَّصَرّف، وكذلِكَ الغَيْن.
(و) العَيْنُ: (خِيارُ الشَّيءِ) . يقالُ: هُوَ عَيْنُ المالِ والمَتاعِ، أَي خِيارُه.
(و) العينُ: (دَوائرُ رَقيقَةٌ على الجِلْدِ) ، {كالأعين تَشْبيهاً بالجارِحَةِ فِي الهَيْئةِ والشَّكْل، وَهُوَ عَيْبٌ بالجِلْدِ.
(و) العينُ: (الدَّيْدَبانُ) ، وَهُوَ الرَّقيبُ؛ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ لأبي ذُؤَيْب:
وَلَو أَنَّني استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ إِلَيْهِ المَنايا} عَيْنُها ورَسُولُهاوأَنْشَدَ أَيْضاً لجميل:
رَمَى اللهاُ فِي {عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وَفِي الغُرِّ من أَنْيابِها بالقَوادِحقالَ: مَعْناه رَقِيبَيْها اللَّذين يَرْقُبانها ويَحُولان بَيْني وبَيْنها.
قلْتُ: وَهَذَا مَكانٌ يَحْتاجُ إِلَى مُوافَقَة الأَزْهرِيّ عَلَيْهِ، وإلاَّ فَمَا الجَمْع بَيْنَ الدّعاءِ على رَقيبَيْها وعَلى أَنْيابِها، وفيمَا ذَكَرَه تَكَلَّفٌ ظاهِرٌ.
(و) العَيْنُ: (الدِّينارُ) ؛ قالَ أَبو المِقْدام:
حَبَشيٌّ لَهُ ثَمانون عيْناً بينَ} عَيْنَيْهِ قد يَسُوق إِفالا أَرادَ ثَمانُونَ دِيناراً بينَ! عَيْنَيْ رأْسِه.
وقالَ سِيْبَوَيْه: قَالُوا عَلَيْهِ مائةٌ {عَيْناً، والرفْعُ الوَجْه لأنّه يكونُ مِن اسْم مَا قبْله، ويكونُ هُوَ هُوَ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى: العَيْنُ: الدَّنانيرُ.
(و) العَيْنُ: (الذَّهَبُ) عامَّةً، تَشْبيهاً بالجارِحَةِ فِي كوْنِها أَفْضَل الجَواهِرِ، كَمَا أنَّها أَفْضَل الجَوارِح.
(و) العَيْنُ: (ذاتُ الشَّيءِ) ونفْسُه وشَخْصُه، وأَصْلُه، والجَمْعُ أَعْيانٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (أَو عَيْنُ الرِّبا) ، أَي ذاتُه ونفْسُه. ويقالُ: هُوَ هُوَ} عَيْنًا، وَهُوَ هُوَ بعَيْنِه، وَهَذِه أَعْيانُ دَراهمِك ودراهِمُك {بأَعْيانِها، عَن اللّحْيانيّ، وَلَا يقالُ فِيهَا أَعْيُنٌ وَلَا} عُيُونٌ. ويقالُ: لَا أَقْبَل إلاَّ درْهمِي {بَعيْنِه.
وقالَ الرَّاغبُ: قالَ بعضُهم: العَيْنُ اسْتُعْمل فِي ذاتِ الشيءِ فيُقالُ. كلُّ مالٍ عَيْنٌ، كاسْتِعْمال الرَّقَبةِ فِي المَمَالِيكِ، وتَسْمِيَة النِّساء بالفَرْجِ، مِن حيثُ أنَّه المَقْصودُ مِنْهُ.
(و) العَيْنُ: (الرِّبا) } كالعِيْنَةِ، بالكسْرِ كَمَا سَيَأْتِي إنْ شاءَ اللهاُ تَعَالَى.
(و) العَيْنُ: (السَّدُّ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، وَفِي بعضِها بالشينِ المعْجمَةِ، وكِلاهُما غَلَطٌ، والصَّوابُ: السَّيِّدُ، يقالُ: هُوَ عَيْنُ القَوْمِ أَي سَيِّدُهُم.
(و) العَيْنُ مِن (السَّحابِ) : مَا أَقْبَل (مِن ناحِيَةِ القِبْلَةِ) .
وقالَ ثَعْلَب: إِذا كانَ المَطَرُ من ناحِيَةِ القِبْلَةِ فَهُوَ مَطَرُ العَيْنِ، (أَو) مِن (ناحِيَةِ قِبْلَةِ العِراقِ، أَو عَن يَمِينِها) ، وَهُوَ قولٌ واحِدٌ فَلَا يُحْتاجُ فِيهِ للتَّرْديدِ بأَو كَمَا صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحِدٍ، وكانتِ العَرَبُ تقولُ: إِذا نَشَأَتِ السْحابَةُ مِن قِبَلِ العَيْن فإنَّها لَا تكادُ تُخْلِفُ، أَي مِن قِبَلِ قِبْلَةِ أَهْلِ العِراقِ.
وَفِي الحدِيثِ: (إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّة ثمَّ تَشاءَمَتْ فتِلْك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ، وَذَلِكَ أَخْلَقُ للمَطَرِ فِي العادَةِ) .
وقولُ العَرَبِ: مُطِرْنا! بالعَيْنِ، جوَّزَه بعضٌ وأَنْكَره بعضٌ.
(و) العَيْنُ: (الشَّمسُ) نفْسُها، يقالُ: طَلَعَتِ العَيْنُ وغابَتِ العَيْنُ: حَكَاه اللّحْيانيُّ تَشْبيهاً لَهَا بالجارِحَةِ لكَوْنِها أَشْرَف الكَواكِبِ كَمَا هِيَ أَشْرَف الجَوارِحِ (أَو) العَيْنُ مِن الشمسِ: (شُعاعُها) الَّذِي لَا تثبتُ عَلَيْهِ العَيْن.
وَفِي الأساسِ: والبَصَرُ يَنْكسِرُ عَن عَيْنِ الشمسِ وصَيْخَدِها وَهِي نفْسُها.
(و) يقالُ: (هُوَ صَديقُ عَيْنٍ: أَي مَا دُمْتَ تَراهُ) ، يقالُ ذلِكَ للرَّجُلِ يُظْهِرُ لَكَ مِن نفْسِه مَا لَا يَفِي بِهِ إِذا غابَ.
عَدَّ المصنِّفُ هَذَا مِن جملَةِ مَعَاني العَيْنِ هُنَا وَفِي البَصائِرِ حيثُ أَوْرَدَه فِي الصَّاد بعد الشِّين وقَبْل الطَّاء، وَفِيه نَظَرٌ فإنَّ المُرادَ بالعَيْنِ هُنَا هِيَ الباصِرَةُ بدَليلِ قوْلِه فِي تفْسِيرِه مَا دُمْتَ تَراهُ، فتأَمَّل.
(و) العَيْنُ: (طائِرٌ) أَصْفَر البَطْنِ أَخْصَر الظَّهْر بعِظَم القُمْرِيِّ.
(و) العينُ: (العَتيدُ من المالِ) الحاضِر الناضّ.
(و) العَيْنُ: (العَيْبُ) بالجلْدِ من دَوائِر رَقِيقَة مِثْل الأَعْيَن.
(و) العَيْنُ: (ع ببِلادِ هُذَيْلٍ) ؛ قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الهُذَليُّ:
فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِ رَطافِياً مَا بَيْنَ عَيْنَ إِلَى نَباتَى الأَثْأبُ وَلم أَجِدْه فِي شعْرِه، ثمَّ ينظرُ هَذَا مَعَ قوْلِه فيمَا تقدَّمَ: العَيْن: بلَدٌ لهُذَيْلٍ؛ فَالَّذِي يظهرُ أنَّهما واحِدٌ وَينظر مَا وَجْه ذِكْره هُنَا وَقبل قَاف الْقرْيَة، وَكَانَ المُناسِب إِيرَاده فِي الميمِ لمناسَبَةِ الموْضِع كَمَا عمله فِي البَلَدِ، ولعلَّه راعَى الإشارَة.
(و) العَيْنُ: (ة بالشَّامِ تَحْتَ جَبَلِ اللُّكامِ.
(و) العَيْنُ: (ة باليَمَنِ بمِخْلافِ سِنْحانَ.
(و) العَيْنُ: (كبيرُ القَوْمِ) ؛ والجَمْعُ {أَعْيانٌ، وهم الأَشْرافُ والأَفاضِلُ، وَهُوَ قَرِيبٌ ممَّا ذَكَرَه آنِفاً.
(و) العَيْنُ: (المالُ) نفْسُه إِذا كانَ خياراً.
(و) العَيْنُ: (مَصَبُّ ماءِ القَناةِ) ، تَشْبيهاً بالجارِحَةِ لمَا فِيهَا مِنَ الماءِ.
(و) العَيْنُ: (مَطَرُ أَيامٍ) ، قيلَ: خَمْسَة، وقيلَ: ستَّة أَو أَكْثر، (لَا يُقْلِعُ) ؛ قالَ الرَّاعِي:
وَأَنْآءُ حَيَ تحتَ عَيْنٍ مَطِيرَةٍ عِظامِ البُيوتِ يَنْزلُونَ الرَّوابِيايعْنِي حيثُ لَا تَخْفى بيوتُهم، يُريدُونَ أَن تأْتِيَهم الأَضْياف.
(و) العَيْنُ: (مَفْجَرُ ماءِ الرَّكِيَّةِ) ومَنْبَعُها. يقالُ: غارَتْ عَيْنُ الماءِ تَشْبيهاً بالجارِحَةِ لمَا فِيهَا مِنَ الماءِ.
(و) العَينُ: (مَنْظَرُ الرَّجُلِ) : وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {فَأتوا بِهِ على} أَعْيُن الناسِ} ، أَي مَنْظرهم، كَمَا فِي البَصائِرِ.
(و) العَيْنُ: (المَيَلُ فِي المِيزانِ) ، قيلَ: هُوَ أَنْ تَرْجحَ إحْدَى كَفَّتَيْه على الأُخْرى، وَهِي أُنْثى. يقالُ: مَا فِي المِيزانِ عَيْنٌ، والعَرَبُ تقولُ: فِي هَذَا المِيزانِ عَيْنٌ، أَي فِي لسانِهِ مَيَلٌ قَليلٌ إِذا لم يكنْ مُسْتوياً.
(و) العَيْنُ: (النَّاحِيَةُ) ، وخَصّ بعضُهم: ناحِيَة القِبْلَة.
(و) العَيْنُ: (نِصْفُ دانِقٍ من سَبْعَةِ دَنانيرَ) ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.
(و) العَيْنُ. (النَّظَرُ) ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {ولتُصْنع على {عَيْني} ، كَمَا فِي البَصائِرِ.
وقالَ ثَعْلَب: أَي لتُرَبَّى حيثُ أَراكَ؛ وَكَذَا قوْلُه تعالَى: {واصْنَعِ الفُلْك} بأَعْيُنِنا} وللمُفَسِّرين هُنَا كَلامٌ طويلٌ محلّه غيرُ هَذَا.
(و) العَيْنُ: (نَفْسُ الشَّيءِ) وشَخْصُه، وَهُوَ قَرِيبٌ مِن ذاتِ الشَّيءِ كَمَا تقدَّمَ، بل هُوَ هُوَ، والجَمْعُ أَعْيانٌ.
(و) العَيْنُ: (نُقْرَةُ الرُّكْيةِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: نُقْرَةُ الرُّكْبَةِ، وَهِي نُقْرَةٌ فِي مُقَدَّمِها عنْدَ السَّاقِ، ولكلِّ رُكْبَةٍ {عَيْنان على التشبيهِ بنُقْرَةِ العَيْن الحاسَّة.
(و) العَيْنُ: (واحِدُ} الأعْيانِ للإِخْوَةِ) يكونُونَ (من أَبٍ وأُمَ) ؛ قالَهُ الجَوْهرِيُّ؛ (وَهَذِه الإِخْوَةُ تُسَمَّى {المُعايَنَةَ) . والأَقْرانُ: بنُو أُمَ مِن رِجالٍ شتَّى، وبنُو العَلاَّتِ: بنُو رجُلٍ مِن أُمَّهاتٍ شتَّى.
وَفِي الحدِيثِ: أَنَّ} أَعْيانَ بَني الأُمِّ يتَوارَثُونَ دُونَ الإِخْوَةِ للأَبِ.
(و) العَيْنُ: (يَنبُوعُ الماءِ) الَّذِي يَنْبعُ مِن الأرضِ ويَجْرِي، أُنْثى، (ج {أَعْيُنٌ} وعُيُونٌ.
(قالَ الرَّاغبُ: تَشْبيهاً لَهَا بالجارِحَةِ لمَا فِيهَا مِن الماءِ.
(وَفِي الحدِيثِ: (خيرُ المالِ {عَيْنٌ ساهِرَةٌ} لعَيْنٍ نائِمَةٍ) ، أَرادَ عَيْنَ الماءِ الَّتِي تَجْرِي وَلَا تَنْقطِعُ لَيْلاً وَلَا نَهاراً، {وعينُ صاحِبِها نائِمَة فجعَلَ السَّهَر مثَلاً لجرْيِها.
(فَهَذِهِ سَبْعةٌ وأَرْبَعُونَ معْنًى مِن معانِي} العَيْن، وسَنْذكُرُ مَا فَتَحَ الّلهُ تعالَى بِهِ عَلَيْنا فِي المُسْتدرَكات.
(و) مِن المجازِ: (نَظَرَتِ البلادُ بعَيْنٍ أَو بعَيْنَيْنِ) : إِذا (طَلَعَ نَباتُها) .
وَفِي الأساسِ: إِذا طَلَعَ مَا تَرْعاهُ الماشِيَةُ بغيرِ اسْتمْكانٍ، وَهُوَ مأْخُوذٌ مِن قوْلِ العَرَبِ: إِذا سَقَطتِ الْجَبْهَة نَظَرَتِ الأرضُ بإحْدَى عَيْنَيْها، فَإِذا سَقَطَتِ الصّرْفَةُ نَظَرَتْ بهما جَمِيعاً، إنّما جَعَلُوا لَهَا {عَيْنَيْنِ على المَثَلِ.
(و) مِن المجازِ: (أَنتَ على} عَينِي: أَي فِي الإِكْرامِ والحِفْظِ جَمِيعاً) . وقوْلُهم: أَنتَ على رأْسِي، أَي فِي الإِكْرامِ فَقَط.
(و) مِن المجازِ: (هُوَ عَبْدُ عَيْنٍ: أَي) هُوَ (كالعَبْدِ مَا دَامَ تَراهُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: مَا دُمْتَ تَراهُ؛ وقيلَ: مَا دَامَ مَوْلاه يَراهُ فَهُوَ فارِهٌ وأمَّا بعده فَلَا، عَن اللّحْيانيّ.
قالَ: وكذلِكَ تُصَرِّفه فِي كلِّ شيءٍ كقوْلِكَ: هُوَ صديقُ {عَيْنٍ.
وقيلَ: يقالُ عَبْدُ عَيْنٍ وصديقُ عَيْنٍ للرجُلِ يُظْهِرُ لكَ مِن نفْسِه مَا لَا يَفِي بِهِ إِذا غابَ؛ قالَ الشاعِرُ:
ومَنْ هُوَ عبْدُ} العَينِ أما لِقاؤُه فَحُلْوٌ وأَمَّا غَيْبُه فظَنُونُ (ورأْسُ عَيْنٍ، أَو) رأْسُ (العَيْنِ: د بَين حَرَّانَ ونَصِيبينَ) ؛ وقيلَ: بينَ ربيعَةَ ومُضَر.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: يقالُ: قَدِمَ فلانٌ من رأْسِ عَيْنٍ، وَلَا يقالُ من رأْسِ العَيْنِ.
وحَكَى ابنُ بَرِّي عَن ابنِ دَرَسْتَوَيْه: رأْسُ عَيْنٍ قَرْيةٌ بينَ نَصِيبين؛ وأَنْشَدَ:
نَصِيبينُ بهَا إخْوانُ صِدْقٍ وَلم أَنْسَ الَّذين برأْسِ عَيْنٍ وقالَ ابنُ حَمْزَةَ: لَا يقالُ فِيهَا إلاَّ رأْسُ العَيْنِ، بالألفِ واللامِ، وأَنْشَدَ للمُخَبَّل:
وأَنْكحتَ هَزَّالاً خُليْدَة بعدمازَعمْتَ برأْسِ العَيْنِ أنَّك قاتِلُهْوأَنْشَدَ أَيْضاً لامْرأَةٍ قَتَلَ الزِّبْرقانُ زَوْجَها:
تَجَلَّلَ خِزْيَها عوفُ بنُ كعبٍ فليسَ لخُلْفِها مِنْهُ اعْتِذارُبرأْسِ العَيْنِ قَاتل من أَجَرْتممن الخابُورِ مَرْتَعُه السِّرارُ (وَهُوَ رَسْعَنِيٌّ) فِي النِّسْبة إِلَيْهِ.
(وعَيْنُ شَمْسٍ: بمِصْرَ) ، وسَبَقَ فِي (ش م س) أنَّه مَوْضِعٌ بالمطرية، وَهِي خارِجُ القاهِرَة، قد وَرَدْتُها مِرَاراً.
( {وعَيْنُ صَيْدٍ، وعَيْنُ تَمْرٍ، وعَيْنُ أَنَّى) ، كحتَّى: (مَواضِعُ) .
وقالَ الحافِظُ: العَيْنُ: خَمْسةُ وعشْرُونَ موْضِعاً وذَكَرَ مِنْهَا: عَيْنُ جَالُوت، وعَيْنُ رزبَةَ، وعَيْنُ الوردَةِ، وعَيْنُ تَابَ وغيرُها.
وممَّنْ نُسِبَ إِلَى عَيْنِ التَّمْرِ: أَبو إسْحق إسْمعيلُ بن الْقَاسِم بن سويدِ بنِ كَيْسان الغَنَويُّ العَيْنيُّ المُلَقَّبُ أَبا العتاهِيَة الشاعِرَ، مَشْهورٌ أَصْلُه مِنْهَا، وَهِي بليْدَةٌ بالحِجازِ ممَّا يلِي المَدينَةَ المُنوَّرَةَ، هَكَذَا هُوَ فِي أَنْسابِ السَّمعانيّ، والصَّوابُ أنَّها مِن أَعْمالِ العِراقِ مِن فتوحِ خالِدِ بنِ الوليدِ، رضِيَ الله تعالَى عَنهُ؛ ثمَّ قالَ: ومَنْشؤُه بالكُوفَة وسَكَنَ بَغْدادَ، ماتَ سَنَة 211.
(ورجلٌ} مِعْيانٌ {وعَيُونٌ: شديدُ الإصابَةِ} بالعَيْنِ، (ج {عِينٌ بالكسْرِ وككُتُبٍ.
(و) يقالُ: (مَا} أَعْيَنَهُ. (و) يقالُ: (صَنَعَ ذَلِك على عَيْنٍ، و) على ( {عَيْنَيْنِ، و) على (عَمْدَ عَيْنٍ، و) على (عَمْدَ عَيْنَيْنِ) ، كلُّ ذَلِك بمعْنًى واحِدٍ، (أَي) عَمْداً، عَن اللّحْيانيّ.
وقالَ غيرُهُ: فعَلْتُ ذَلِك عَمْدَ عَيْنٍ إِذا (تَعَمَّدَهُ بِجِدَ ويَقِينٍ) ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:
أَبْلِغا عنِّي الشُّوَيْعِرَ أَنيعَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيما وكذلِكَ: فَعَلْته عَمداً على عَيْنٍ؛ قالَ خُفَافُ بنُ نُدْبة السُّلَميُّ:
فَإِن تَكُ خَيْلي قد أُصِيبَ صَميمُهافعمداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكَا (وَهَا هُوَ عَرْضُ عَيْنٍ: أَي قريبٌ؛ وَكَذَا هُوَ مِنِّي عَيْنُ عُنَّةَ) ، بضمِّ العَيْنِ وتَشْديدِ النُّون مجْرى وَغير مجْرى. ويقالُ: لَقِيتُه عَينَ عُنَّةَ إِذا رأَيْتَه عِياناً، وَلم يَرَك.
وأَعْطاهُ ذَلِك عَيْنَ عُنَّةٍ: أَي خاصَّةُ مِن بَين أَصْحابِه، وَقد تقدَّمَ فِي (ع ن ن) .
(ولَقِيتُه أَوَّلَ عَيْنٍ) : أَي (أَوَّلَ شيءٍ) وقبْلَ كلِّ شيءٍ.
(} وتَعَيَّنَ الإِبِلَ {واعْتانَها} وأَعانَها: اسْتَشْرَفَها {ليَعِينَها) ، أَي ليَعِينَها بعَيْنٍ، وَقد} عانَها {عَيْناً فَهُوَ} عائِنٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيّ:
يَزِينُها للناظِرِ {المُعْتان ِخَيْفٌ قرِيبُ العهْدِ بالحَيْرانِأَي إِذا كانَ عَهْدها قَرِيباً بالوِلادَةِ كانَ أَضْخَم لضرْعِها وأَحْسَن وأَشَدّ امْتِلاءً.
(ولَقِيتُه} عِياناً: أَي {مُعايَنَةً لم يَشُكَّ فِي رُؤْيَتِه إيَّاهُ.
(ونَعِمَ اللهاُ بك} عَيْناً: أَنْعَمَها. ( {وعَيِنَ، كفَرِحَ، عَيْناً وعِيْنَةً، بالكسْرِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، وَفِي بعضِ النسخِ: عِيَنَةً بالتَّحْريكِ مَعَ كسْرِ العَيْنِ وَهُوَ نَصُّ اللّحْيانيّ: (عَظُمَ سَوادُ} عَيْنِه فِي سَعَةٍ، فَهُوَ {أَعْيَنُ) . وإنَّه لبَيِّن العِينَةِ، عَن اللّحْيانيّ.
} والأعْيَنُ: ضخمُ العَيْنِ واسِعُها، والأنْثى {عَيْناءُ، والجَمْعُ مِنْهَا} العِينُ، بالكسْرِ، وأَصْلُه فُعْل بالضمِّ، وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وحُورٌ عِينٌ} .
وَفِي الحدِيثِ: (أَمَرَ بقَتْلِ الكِلابِ العِينِ) .
وَفِي حدِيثِ اللِّعَانِ: (إنْ جاءَتْ بِهِ أَدْعَجَ {أَعْيَنَ) .
(} والعِينُ، بالكسْرِ: بَقَرُ الوَحْشِ) ، وَهُوَ مِن ذلِكَ صفَةٌ غالِبَةٌ وَبِه شُبِّهَتِ النِّساءُ. وبَقَرَةٌ عَيْناءُ. ( {والأَعْيَنُ: ثَوْرُهُ) .
قالَ ابنُ سِيْدَه: (وَلَا تَقُلْ ثَوْرٌ أَعْيَنُ) وَلَكِن يقالُ:} الأَعْيَنُ غَيْرُ مَوْصُوفٍ بِهِ كأَنَّه نقل إِلَى حدِّ الاسْمِيَّة.
( {وعُيونُ البَقَرِ: عِنَبٌ أَسْودُ) ليسَ بالحالِكِ، عِظامُ الحَبِّ (مُدَحْرَجٌ) يُزَبَّبُ وليسَ بصادِقِ الحلاوَةِ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ على التَّشْبيهِ} بعُيونِ البَقَرِ مِنَ الحَيوانِ، وَمِنْهُم مَنْ خَصَّ هَذَا النَّوعَ بالشامِ.
(و) أَيْضاً: (إجَّاصٌ أَسْودُ) ، يُسَمَّى بذلِكَ على التَّشْبيهِ أَيْضاً.
( {والمُعَيَّنُ، كمُعَظَّمٍ: ثَوْبٌ فِي وشْيِه تَرابيعُ صِغارٌ} كعُيونِ الوَحْشِ.
(و) {المُعَيَّنُ: (ثوْرٌ بَين عَيْنَيْه سَوادٌ) ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
فكأَنَّه لَهِقُ السَّراةِ كأَنَّهما حاجِبَيْهِ} مُعَيَّنٌ بسَوَادِ (و) ! المُعَيَّنُ: (فَحْلٌ من الثِّيرانِ، م) مَعْروفٌ، قالَ جابرُ بنُ حُرَيْش: {ومُعَيَّناً يَحْوِي الصِّوارَ كأَنَّه مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إِذا مَا بَرْبَرا (وبَعَثْنا} عَيْناً {يَعْتانُنا و) } يَعْتانُ (لنا {ويَعِينُنا) } ويَعِينُ لنا، وَهَذِه عَن الهَجَرِيّ، و ( {عَيانَةً) ، بالفتْحِ مَصْدَرُه، أَي (يأْتِينا بالخَبَرِ) .
وحَكَى اللّحْيانيُّ: ذَهَبَ فلانٌ} فاعْتانَ لنا مَنْزلاً مُكْلِئاً فعَدَّاهُ، أَي ارْتادَ لنا مَنْزلاً ذَا كَلَإٍ كَزٍ؛ وأَنْشَدَ الهَجَرِيُّ لناهِض بن ثُومة الكِلابِيّ:
يُقاتِلُ مَرَّةً {ويُعِينُ أُخْرَى ففَرَّتْ بالصِّغارِ وبالهَوَان ِوقيلَ:} اعْتانَ لنا فلانٌ: صارَ {عَيْناً رَبِيئةً. وَكَذَا} عانَ علينا {عِيانَةً: صارَ لَهُم} عَيْناً.
ويقالُ: اذْهَبْ واعْتَنْ لي مَنْزلاً: أَي ارْتَدْهُ.
( {والمُعْتانُ: رائدُ القوْمِ) يَتَجَسَّسُ بالأَخْبارِ.
(وابْنا عِيانٍ، ككِتابٍ: طائرانِ) يَزْجُرُ بهما العَرَبُ كأنَّهم يَرَوْنَ مَا يُتَوَقَّعُ أَو يُنْتَظَرُ بهما} عِياناً.
(أَو) هُما (خَطَّانِ يَخُطُّهُما العائِفُ فِي الأرضِ) يَزْجُرُ بهما الطَّيرَ.
وقيلَ: يُخَطَّان للعِيافَةِ.
(ثمَّ يقولُ: ابْنا) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ ابْني، ( {عِيانٍ أَسْرِعَا البَيانَ) .
وقيلَ: ابْنا عِيانٍ قِدْحانِ مَعْروفانِ، (وَإِذا عَلِمَ أنَّ المُقامِرَ يفوزُ بِقِدْحِه قيلَ جَرَى ابْنا عِيانٍ) ؛ قالَ الراعِي:
وأَصْفَرَ عَطَّافٍ إِذا راحَ رَبُّهجَرَى ابْنا عِيانٍ بالشِّواءِ المُضَهَّبِوإنَّما سُمِّيا ابْني عِيَانٍ لأنَّهم يُعايِنُونَ الفَوْزَ والطعامَ بهما.
(} والعِيانُ أَيْضاً: حديدَةٌ فِي مَتاعِ الفَدَّانِ) ، هَكَذَا هُوَ فِي نسخِ الصِّحاحِ بتَشْديدِ الدالِ مِن الفَدَّان؛ وضَبَطَه ابنُ بَرِّي بتَخْفِيفِها.
ونُقِلَ عَن أَبي الحَسَنِ الصقليّ: الفَدَان، بالتّخْفِيفِ؛ الآلَةُ الَّتِي يُحْرَثُ بهَا، وبالتَّشْديدِ: المَبْلَغُ المَعْروفُ.
وقالَ أَبو عَمْرو: اللُّومَةُ: السِّنَّةُ الَّتِي تحْرَثُ بهَا الأرضُ، فَإِذا كانتْ على الفَدَّانِ فَهِيَ العِيانُ.
وَفِي المُحْكَم: العِيانُ: حَلْقَةٌ على طَرَفِ اللُّومَةِ والسِّلْبِ والدُّجْرَيْنِ، (ج أَعْيِنَةٌ وعُيُنٌ، بضمَّتينِ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرَةِ، فقالَ: هُوَ فُعْلٌ فثقلوا لأنَّ الياءَ أَخَفُّ مِن الواوِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: ثَقَّلوا لأنَّ الياءَ أَخَفُّ عَلَيْهِم مِن الواوِ، يعْنِي أنَّه لَا يُحْمَلُ بَاب {عُيُنٍ على بابِ خُونٍ بالإِجْماعِ لخِفَّةِ الياءِ وثقلِ الواوِ.
وقالَ أَبو عَمْرو: جَمْعُه عِينٌ بالكسْرِ لَا غَيْرِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: جَمْعُه} عِينٌ بضمَّتَيْن، وَإِن سَكَّنْت قلْتَ: عُيْنٌ مثْلُ رُسْلٍ.
قلْتُ: وَهِي لُغَةُ بَني تَمِيمٍ يُصَحِّحونَ الياءَ وَلَا يقُولُونَ عُيْنٌ كَراهِيَة الْيَاء الساكِنَة بعْدَ الضمَّة.
(وماءٌ {مَعْيونٌ} ومَعِينٌ: ظاهِرٌ) تَراهُ العَيْنُ (جارِ) يَا (على وَجْهِ الأرضِ) ؛ وقوْلُ بَدْر ابنِ عامِرٍ الهُذَليّ:
ماءٌ يَجمُّ لحافِرٍ مَعْيُون قالَ بعضُهم: جَرَّه على الجِوارِ، وإنَّما حكْمُه مَعْيُونٌ بالرَّفْعِ لأنَّه نعْتٌ للماءِ.
وقالَ بعضُهم: هُوَ مَفْعولٌ بمعْنَى فاعِلٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَمن {عينَ الماءِ اشْتُقَّ} مَعِينٌ أَي ظاهِرُ العَيْن.
قلْتُ: واخْتُلِفَ فِي وَزْنِه فَقيلَ: هُوَ مَفْعولٌ وإنْ لم يكنْ لَهُ فعْلٌ؛ وقيلَ: هُوَ فَعِيلٌ مِن المَعْنِ، وَهُوَ الاسْتِقاءُ، وسَيَأْتي فِي موْضِعِه.
(وسِقاءٌ {عَيِّنٌ، ككَيِّسٍ وتُفْتَحُ ياؤُهُ) ، والكَسْرُ أَكْثَر.
قالَ شيْخُنا: وعَدَّه أَئِمَّةُ الصَّرْفِ من الأفْرادِ وَقَالُوا لم يَجِىء فَيْعَل، بفتْح العَيْنِ، مُعْتلاً من الصِّفَة المشبَّهَةِ غَيْره.
(و) كذلِكَ: سِقاءٌ (مُتَعَيِّنٌ) : إِذا (سالَ ماؤُهُ) ؛ عَن اللّحْيانيّ.
وقالَ الرَّاغبُ: ومِن سَيَلانِ الماءِ فِي الجارِحَةِ اشْتُقَّ سِقاءٌ} عَيِّنٌ {ومُتَعَيِّنٌ إِذا سالَ مِنْهُ الماءُ.
(أَو) } عَيِّنٌ {وعَيَّنٌ: (جَديدٌ) ؛ طائِيَّةٌ؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:
قد اخْضَلَّ مِنْهَا كلُّ بالٍ} وعَيِّن ِوجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المُتَباطِنِوكذلِكَ قرْبَةٌ عَيّنٌ: جَديدَةٌ، طائِيّة أَيْضاً؛ قالَ:
مَا بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ {العَيّنِ قالَ: وحَمَلَ سِيْبَوَيْه} عَيَّناً على أنَّه فَيْعَلٌ ممَّا عَيْنُه ياءٌ، وَقد يمكنُ أَنْ يكونَ فَوْعَلاً وفَعْولاً مِن لَفْظِ العينِ ومَعْناها، وَلَو حكمَ بأَحَدِ هذَيْن المِثالَيْن لحملَ على مأْلُوف غَيْر منكرٍ، أَلاَ تَرَى أَنَّ فَعْولاً وفَوْعَلاً لَا مَانِع لكلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا أَن يكونَ فِي المُعْتل، كَمَا يكونُ فِي الصَّحِيح، وأَمَّا فَيْعَل، بفتْح العَيْن، ممَّا عَيْنُه ياءٌ فعَزِيزٌ.
{وتَعَيَّنَ السِّقاءُ: رَقَّ مِن القِدَمِ.
وقالَ الفرَّاءُ:} التَّعَيُّنُ: أنْ يكونَ فِي الجلْدِ دَوائِر رَقِيقَة؛ قالَ القَطاميُّ: ولكنَّ الأدِيمَ إِذا تَفَرَّى بِلًى {وتَعَيُّناً غَلَبَ الصَّناعا (} وعَيَّنَ) الرَّجُل: (أَخَذَ بالعِينةِ، بالكسْرِ، أَي السَّلَفِ، أَو أَعْطَى بهَا.
(و) مِن المجازِ: ( {عَيَّنَ (الشَّجَرُ) : إِذا (نَضِرَ ونَوَّرَ.
(و) قالَ الأَزْهرِيُّ:} عَيَّنَ (التَّاجِرُ) {تَعْييناً} وعِينَةً، قَبِيحَة وَهِي الاسمُ، وذلِكَ إِذا (باعَ) مِن رجُلٍ (سِلْعَتَهُ بثَمَنٍ) مَعْلومٍ (إِلَى أَجلٍ) مَعْلومٍ، (ثمَّ اشْتَرَاها مِنْهُ بأَقَلَّ مِن ذلِكَ الثّمَنِ) الَّذِي باعَها بِهِ. قالَ: وَقد كَرِهَ العِينَةَ أَكْثَر الفُقَهاءِ، ورُوِي فِيهَا النَّهْيُ عَن عائِشَةَ وابنِ عبَّاسٍ، رضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا. وَفِي حدِيثِ ابنِ عبَّاس: أنَّه كَرِهَ العِينَةَ.
قالَ: فإنِ اشْتَرَى التاجِرُ بحَضْرَةِ طالِبِ العِينَةِ سِلْعَة من آخر بثَمَنٍ مَعْلومٍ وقَبَضَها، ثمَّ باعَها مِن طالِبِ {العِينَةِ بثمنٍ أَكْثَر ممَّا اشْتَرَاهُ إِلَى أَجلٍ مُسمًى، ثمَّ باعَها المُشْترِي مِن البائِعِ الأوَّل بالنَّقْدِ بأَقَلّ مِنَ الثّمَنِ الَّذِي اشْتَرَاها بِهِ، فَهَذِهِ أَيْضاً عِينَةٌ، وَهِي أَهْوَن مِن الأُوْلى، وأَكْثَر الفُقَهاءِ على إجازَتِها على كَراهَة من بعضِهم لَهَا، وجملَةُ القَوْل فِيهَا أنَّها إِذا تَعَرَّت من شرْطٍ يفْسدُها فَهِيَ جائِزَةٌ، وَإِن اشْتَراها المُتَعَيِّنُ بشرْطِ أَن يبيعَها مِن بائعِها الأوّل فالبَيْع فاسِدٌ عنْدَ جميعِهم، وسُمِّيت عِينةً لحصولِ النَّقْدِ لطالِبِ العِينةِ، وَذَلِكَ أنَّ} العِينَةَ اشْتِقاقُها من العَيْنِ، وَهُوَ النَّقْدُ الحاضِرُ ويحْصُلُ لَهُ من فَوْرهِ، والمُشْترِي إنَّما يَشْتريها ليبيعَها {بعَيْنٍ حاضِرَةٍ تَصِلُ إِلَيْهِ مُعَجَّلة.
وَفِي الأساسِ: باعَه} بعِينَةٍ: بنسِيئةٍ لأنَّها زيادَةٌ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لأنَّها بَيعُ العَينِ بالدَّيْن.
(و) {عَيَّنَ (الحَرْبَ بَيْننا: أَدارَها) .
وَفِي اللّسانِ: أَدَرَّها.
(و) عَيَّنَ (اللُّؤْلُؤَةَ: ثَقَبَها) ، كأنَّه جَعَلَ لَهَا عَيْناً.
(و) عَيَّنَ (فلَانا: أَخْبَرَهُ بِمَساوِيهِ فِي وجْهِه) ؛ عَن اللّحْيانيّ.
وَفِي الأَساسِ: بَكَّتَه فِي وجْهِه وعَلى} عينِهِ، إِذا أَخْبَرَ السُّلْطان بِمَساوِيه شاهِداً كانَ أَو غائِباً.
(و) {عَيَّنَ (القِرْبَةَ) : إِذا (صَبَّ فِيهَا الماءَ) ليخْرجَ مِن مَخارِزِها و (لتَنْسَدَّ عُيونُ الخُرَزِ) وآثَارُها وَهِي جَديدَةٌ، وَكَذَلِكَ سَرَّبَها؛ نَقَلَهُ الأصْمعيُّ.
وقالَ الرَّاغبُ: ومِن سيلانِ الماءِ مِن الجارِحَةِ أُخِذَ قوْلُهم عَيِّنْ قِرْبَتك أَي صبَّ فِيهَا مَاء تَنْسَدُّ بسيلانِهِ آثارُ خُرَزِها.
(} والعِينَةُ، بالكسْرِ: السَّلَفُ) ؛ وَهَذَا قد تقدَّمَ فِي كَلامِهِ قَرِيباً فَهُوَ تكْرارٌ.
(و) العِينَةُ: (خِيارُ المالِ) ، مثْلُ العِيمَةِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ والجَمْعُ عِيَنٌ، كعِنَبٍ.
(و) {العِينَةُ: (مادَّةُ الحَرْبِ) ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل:
لَا تَحْلُبُ الحربُ مِنّي بعد} عِينتِها إلاَّ عُلالَةَ سِيدٍ مارِدٍ سَدِمِ (و) العِينَةُ (من النَّعْجَةِ: مَا حَوْلَ {عَيْنَيْها) كالمحْجَرِ للإِنْسانِ.
(و) يقالُ: هَذَا (ثَوْبُ عينةٍ مُضافَةً) إِذا كَانَ (حَسَنُ المَرْآةِ) فِي العَيْنِ.
(} والمَعانُ: المَنْزِلُ) . يقالُ: الكُوفَةُ! مَعانٌ مِنَّا، أَي مَنْزلٌ ومَعْلَم.
(و) مَعانٌ أَيْضاً: (مَنْزِلَةٌ) قُرْبَ موتَةَ (لحاجِّ الشَّامِ) ؛ قالَ عبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَة، رضِيَ اللهِ تَعَالَى عَنهُ: أَقَامَت لَيْلَتَيْنِ على مُعانٍ وأعقبَ بعد فترَتها جُمومُقالَ ابنُ سِيْدَه: وَقد ذُكِرَ فِي الصَّحِيحِ لأنَّه يكونُ فَعَالاً ومَفْعَلاً.
( {وعَيْنونُ، ويُقالُ: عَيْنونَى) ، ويقالُ فِيهَا أَيْضاً} عَيْنونَة: ة ( {وعَيْنَيْنِ، بكسْرِ العينِ وفتحِها مُثَنَّى) عَيْن، ويقالُ} عَيْنَان وَذُو {عَيْنَيْنِ، وبالوَجْهَيْن رُوِيَ حدِيثُ عُثْمان، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ، قالَ لَهُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ يُعَرِّضُ بِهِ: (إنِّي لم أَفِرَّ يومَ} عَيْنَيْنِ) ؛ وَهُوَ (جَبَلٌ) ، أَو قلتٌ، أَو هضبَةٌ فِي جَبَلٍ (بِأُحُدٍ) قبْلَ مَشْهَد الإمَام حَمْزَةَ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ، (قامَ عَلَيْهِ إبليسُ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهاُ تعالَى، فَنادَى أنَّ مُحَمَّدًا، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد قُتِلَ.
(قالَ الهَرَويُّ: وَهُوَ الجَبَلُ الَّذِي أَقامَ عَلَيْهِ الرُّماةُ يومَ أُحُدٍ؛ ويقالُ ليَوْم أُحُدٍ يَوْم {عَيْنَيْن. وَفِي ركْنِه الغَرْبي مَسْجدٌ نَبَويٌّ وعنْدَه قَنْطرَةُ عَيْن.
(و) } عَيْنَيْن، (بفتْحِ العَيْنِ: ة بالبَحْرَيْنِ) فِي دِيارِ عبْدِ القَيْسِ، كثيرَةُ النَّخْلِ؛ قالَ الرَّاعِي:
يَحُثُّ بهنَّ الحادِيانِ كأنَّما يَحُثَّانِ جَبّاراً {بعَيْنَيْنِ مُكْرَعاقالَ الأَزْهريُّ: وَقد دَخَلْتها أَنا. (مِنْهُ) ، كَذَا فِي النسخِ، وصَوابُه: مِنْهَا، (خُلَيْدُ} عَيْنَيْنِ) ، وَهُوَ رَجُلٌ يُهاجِي جَريراً؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
ونحْنُ مَنَعْنا يومَ عَيْنَيْنِ مِنْقَراً ويومَ جَدُودٍ لم نُواكِلْ عَن الأصْلِ ( {وعَيْنانِ: ع) فِي ديارِ هوَازن فِي الحِجازِ، فيمَا يَراهُ أَبو نَصْرِ.
(} وعَيَّانُ، كجَيَّانَ: د) باليَمَنِ مِن مِخْلافِ جَعْفَر أَو قَرِيب مِنْهُ؛ عَن نَصْر.
(و) {العِيانَةُ، (ككِتابةٍ: ع) فِي دِيارِ الحارِثِ بنِ كَعْبٍ، عَن نَصْرِ.
(} والعُيونُ، بالضَّمِّ: د بالأنْدَلُسِ.
(و) أَيْضاً: (ة بالبَحْرَيْنِ.
(و) {أَعْيَنُ} وعَيانَةُ، (كأَحْمَدَ وثُمامَةٍ: حِصْنانِ باليَمَنِ) ؛ وقيلَ: قَرْيتانِ، وَإِلَى الأَخيرَةِ نُسِبَ أَبو بكْرِ بنُ يَحْيَى بنِ عليِّ بنِ إسْحق السّكْسّكيُّ {العَيانيُّ الفَقِيهُ المُدَقِّقُ صاحِبُ الكَرَامات، ماتَ سَنَة 628؛ ضَبَطَه الجنْدِيُّ فِي تارِيخِه.
(} والمَعِينَةُ) ، بفتْحِ الميمِ: (ة) بينَ الكُوفَةِ والشامِ.
قلْتُ: الصَّوابُ فِيهَا: المَعنيةُ، نُسِبَتْ إِلَى مَعْن بنِ زائِدَةَ كَمَا حَقَّقه نَصْر، وَقد صحَّفه المصنِّفُ.
( {والعَيْناءُ الخَضْراءُ.
(و) أَيْضاً: (القِرْبَةُ المُتَهَيِّئَةُ للخَرْقِ) والبلى.
(و) أَيْضاً: (النَّافِذَةُ من القوافِي.
(و) أَيْضاً: اسمُ (بِئْرٍ) سُمِّيت لكثْرَةِ مائِها.
(و) } العَيْنا، (بالقَصْرِ: قُنَّةُ جَبَلِ ثَبِير) ، هَكَذَا ذَكَرَه بعضٌ، (والصَّوابُ بالمعْجمةِ.
(وذُو العَيْنِ) : لَقَبُ (قَتَادَةَ بن النُّعْمانِ) بنِ زيْدٍ الصَّحابيّ الَّذِي (رَدَّ رسولُ اللهاُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {عَيْنَهُ السَّائِلَةَ على وَجْهِه فكانَتْ أصَحَّ} عَيْنَيْهِ) ، وَقد ذَكَرَه أَصْحابُ السِّيَرِ فِي المعْجزاتِ.
(وذُو {العَيْنَيْنِ: مُعاوِيَةُ بنُ مالِكٍ شاعِرٌ فارِسٌ.
(وذُو} العُيَيْنَتَيْنِ) ، مصَغَّراً: (الجاسوسُ) لأنَّ العَيْنَ تَصْغيرُها {عُيَيْنَة؛ ويقالُ لَهُ أَيْضاً. ذُو العَيْنَيْن وَذُو} العُوَيْنَتَيْن، كلُّ ذلِكَ قد سُمِعَ.
( {وتَعَيَّنَ الرَّجُلُ: تَشَوَّهَ) ؛ كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ تَشَوَّرَ؛ (وتأَنَّى ليُصِيبَ شَيْئا بعَيْنِه.
(و) } تعيَّنَ (فلَانا: رآهُ يَقِيناً.
(و) تعيَّنَ (عَلَيْهِ الشَّيءُ: لَزِمَهُ {بعَيْنِه.
(وأَبو} عَيْنانِ: جَدُّ نَهارِ بنِ تَوْسِعَةِ) الشَّاعِر، ذَكَرَه المُسْتَغْفريُّ.
(وعبدُ اللهاِ بنُ أَعْيَنَ، كأَحْمَدَ، محدِّثٌ.
(وابنُ {مَعينٍ) ، يأْتي ذِكْرُه (فِي (م ع ن)) على أنَّ الميمَ أَصْلِيَّة وَمِنْهُم مَنْ جَعَلَها زائِدَةِ، فذَكَرَه هُنَا، وتقدَّمَ للمصنِّفِ رحِمَه الّلهُ تَعَالَى فِي ع ون مِن جملَةِ الأَسْماء، وذَكَرْنا هُنَاكَ مَا يُناسِبُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} العَيْنُ رَئيسُ الجَيْش: وأَيْضاً: طَلِيعَتُه {وعَيْنُ الماءِ: الحياةُ للناسِ؛ وَبِه فَسَّرَ ثَعْلَب:
أُولئِك عَيْنُ الماءِ فيهم وعِنْدَهمْمن الخِيْفَةِ المَنْجاةُ والمُتَحَوَّلُوفي الأساسِ: فيهم عَيْنُ الماءِ، أَي فيهم نَفْعٌ وخَيْرٌ.
} والعَيْنُ: النَّقْدُ؛ ومِن كَلامِهم: عَيْنٌ غَيْر دَيْنٍ.
والعَيْنُ: حَقيقَةُ الشيءِ. يقالُ: جاءَ بالأَمْرِ مِن عَيْنٍ صافِيَةٍ، أَي مِن قَصِّه وحَقِيقَتِه.
والعَيْنُ: الخالِصُ الواضِحُ. يقالُ: جاءَ بالحقِّ بعَيْنِه، أَي خالِصاً واضِحاً.
{والعَيْنُ: الشَّخْصُ.
والعَيْنُ: الأَصْلُ.
والعَيْنُ: الشاهِدُ؛ وَمِنْه الجَوادُ} عَيْنُه فِرَارُه، إِذا رأَيْته تَفَرَّسْتَ فِيهِ الجَوْدَةَ مِن غَيْر أَن تَفِرَّه.
والعَيْنُ:! المُعايَنَةُ. يقالُ: لَا أَطْلُبُ أَثَراً بعْدَ عَيْنٍ أَي لَا أَتْركُ الشيءَ وأَنا {أُعاينُه وأَطْلُبُ أَثَرَه بعْدَ أَن يغيبَ عنِّي، وأَصْلُه أنَّ رجُلاً رأَى قاتِلَ أَخِيهِ فلمَّا أَرادَ قَتْلَه قالَ: أَفْتَدي بمائَةِ ناقَةٍ، فقالَ: لسْتُ أَطْلُبُ أَثَراً بعْدَ عَيْنٍ وقَتَلَه.
والعَيْنُ: النَّفِيسُ.
والعَيْنُ: العطيةُ الحاضِرَةُ؛ وَمِنْه قوْلُ الرَّاجزِ:
} وعَيْنُه كالكَالِىءِ الضِّمَارِ والضِّمَارُ: الغائِبُ الَّذِي لَا يُرْجَى.
والعَيْنُ: الناسُ.
والعَيْنُ: الخاصَّةُ مِن خواصِّ اللهاِ تعالَى؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَصابَتْه عَيْنٌ مِن! عُيونِ اللهاِ) .
والعَيْنُ: كفَّةُ المِيزانِ، وهما عَيْنانِ.
والعَيْنُ: لِسانُ المِيزانِ.
والعَيْنُ: المُكاشِفُ.
وَمَا بالدَّارِ عَيْنٌ: أَي أَحَدٌ؛ وَمِنْه قوْلُهم: مَا بهَا عَيْنٌ تطرفُ.
والعَيْنُ: وَسَطُ الكَلِمَةِ.
والعَيْنُ: الخرمُ فِي المَزادَةِ تَشْبيهاً بالجارِحَةِ فِي الهَيْئةِ.
والعَيْنُ: العافِيَةُ.
والعَيْنُ: الصُّورَةُ.
والعَيْنُ: قُطْرَةُ الماءِ.
والعَيْنُ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ.
والعينُ: اسمُ السَّبعينِ مِن حِسابِ الجملِ.
والعَيْنُ: العِزُّ.
والعينُ: العلْمُ،؛ وَهُوَ عَيْنُ اليَقِينِ.
والعَيْنُ: اسمُ كتابٍ ألَّفَهُ الخَلِيلُ وأَكْمَلَهُ اللَّيْثُ.
والعَيْنُ: كثْرَةُ ماءِ البِئْرِ؛ وَقد عانَتْ عَيْناً إِذا كَثُرَ ماؤُها.
والعَيْنُ: سَيَلانُ الدَّمْعِ مِنَ العَيْنِ. يقالُ: عانَ الدَّمْعُ عَيْناً: إِذا سالَ وجَرَى. والعَيْنُ: عَيْنُ الإِبْرَةِ. ويقالُ للضَّيِّقةِ العَيْنِ مِنْهَا: عَيْنُ صَفِيَّة.
والعَيْنُ: موْضِعٌ فِي جَبَلِ عَيْنَيْن نُسِبَتْ إِلَيْهِ القَنْطَرَةُ.
والعَيْنُ: المحسةُ.
والعَيْنُ: بيتٌ صغيرٌ فِي الصّنْدوقِ.
وفَقَأَ {عَيْنَه: صَكَّه أَو أَغْلَظَ لَهُ فِي القوْلِ، وَهُوَ مجازٌ.
وتقولُ العَرَبُ: على} عَيْني قَصَدْتُ زيْداً: يُرِيدُونَ الإِشْفاقَ.
{والعائِنُ: المُصِيبُ} بالعَيْنِ، والمُصابُ: {مَعِينٌ، على النَّقْصِ،} ومَعْيونٌ، على التَّمامِ.
وقالَ الزجَّاجِيُّ: {المَعِينُ المُصابُ بالعَيْنِ،} والمَعْيونُ الَّذِي فِيهِ عَيْنٌ؛ قالَ عبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ:
قد كانَ قوْمُكَ يحْسَبونَك سيِّداً وإِخالُ أَنَّك سَيِّدٌ مَعْيون ُويقالُ: أَتَيْتُ فلَانا فَمَا {عَيَّنَ لي بشيءٍ وَمَا} عَيَّنَنِي بشيءٍ، أَي مَا أَعْطانِي شَيْئا {وتَعْيِينُ الشيءِ: تَخْصِيصُه مِن الجملَةِ.
} والمُعايَنَةُ النَّظَرُ والمُواجَهَةُ.
{وتَعَيَّنَه: أَبْصَرَه؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
تُخَلَّى فَلَا يَنْبُو إِذا مَا} تعَيَّنَتْ بهَا شَبَحاً أَعْناقُها كالسَّبائك ورأَيْتُ {عائِنَةً مِن أَصْحابِي؛ أَي قوْماً} عايَنُوني.
وَهُوَ أَخُو عَيْنٍ: يُصادِقُك رِياءً.
{والعَيَّانُ، كشَدَّادٍ: المعيان؛ ولأَضْرِبَنَّ الَّذِي فِيهِ} عَيْناكَ: أَي رأْسَك.
ولَقِيْته أَدْنَى {عائِنَةٍ: أَي أَدْنَى شيءٍ تدْركُه العينُ.
وأَوَّلُ عائِنَةٍ: أَي قبْلَ كلِّ شيءٍ.
} والعَيْناءُ: المرْأَةُ الواسِعَةُ العَيْنِ. وأَبو {العَيْناءِ: إخْبارِيٌّ صاحِبُ نَوداِر مَعْروفَةٍ.
وشاةٌ} عَيْناءُ: اسْوَدَّتْ عَيْنُها وابْيضَّ سائِرُها؛ وقيلَ: أَو كانَ بعكسِ ذلِكَ.
{وأَعْيانُ القوْمِ: أَفاضِلُهم.
وحَفَرْتُ حَتَّى} عِنْتُ {وأَعَنْتُ: بلغْتُ} العُيونَ.
وَفِي التَّهْذيبِ: حَفَرَ الحافرُ {فأَعْيَنَ وأَعانَ: بَلَغَ العُيونَ.
وقالَ أَبو سعيدٍ: عَيْنٌ} مَعْيُونَة: لَهَا مادَّةٌ مِنَ الماءِ؛ وأَنْشَدَ للطِّرمَّاح:
ثمَّ آلَتْ وَهِي مَعْيُونَةٌ من بَطِيءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهام ِوجَمْعُ العَيْنِ مِن السِّقاءِ: {عَيَائِنُ؛ هَمَزُوا لقُرْ بِها مِن الطَّرَفِ.
} وتَعَيَّنَتْ أَخْفافُ الإِبِلِ: إِذا نَقِبَتْ مِثْل {تَعَيُّنِ القِرْبةِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
ويقُولُونَ: هَذَا دِينارٌ عَيْنٌ إِذا كانَ مَيَّالاً أَرْجَحَ بمقْدَارِ مَا يميلُ بِهِ اللِّسانُ.
واعْتانَ الشيءَ: أَخَذَ} عِينَتَه خِيارَه؛ قالَ الرَّاجزُ:
{فاعْتانَ مِنْهَا عِينَةً فاخْتارَهاحتى اشْتَرى بعَيْنِه خِيارَها} واعْتانَ الشيءَ: اشْتَراهُ بنَسِيئَةٍ.
{وعِينَةُ الخَيْلِ: جِيادُها؛ عَن اللَّحْيانيِّ.
ويقالُ لولدِ الإِنْسانِ: قرَّةُ العَيْنِ.
وقرَّةُ العَيْنِ: امْرَأَةٌ.
وَمَا بالدَّارِ} عائِنٌ أَو {عائِنَةٌ: أَي أَحَدٌ.
} والعِينَةُ: الرِّبا.
ولَقِيتة أَوَّلَ ذِي عَيْنٍ {وعائِنَةٍ: أَي أَوَّل كلِّ شيءِ.
ورأَيْته} بعائِنَةِ العَدُوِّ: أَي بحيثُ تَراهُ عُيونُ العَدُوِّ. وَمَا رأَيْتُ ثَمَّ {عائِنَةٍ: أَي إنْسَانا.
ورجُلٌ} عَيِّنٌ، ككَيِّسٍ: سَرِيعُ البُكاءِ.
والقوْمُ منْك {مَعَانٌ: أَي بحيثُ تَراهُم بعَيْنِك.
} والمُعَيَّنُ مِن الجَرادِ، كمُعَظَّمٍ: الَّذِي يُسْلخُ فتَراهُ أَبْيضَ وأَحْمر؛ ذَكَرَه الأَزْهرِيُّ فِي ترْجَمَةِ ينع عَن ابنِ شُمَيْل وأَتَيْتُ فلَانا وَمَا {عَيَّنَ لي بشيءٍ وَمَا عَيَّنَني بشيءٍ: أَي مَا أَعْطاني شَيْئا؛ عَن اللّحْيانيِّ.
وقيلَ: لم يدُلَّني على شيءٍ.
} وعُيَيْنَة، مُصَغَّراً: اسمُ مَوْضِعٍ.
وعُيَيْنَةُ بنُ حصْنٍ الفَزَاريُّ: اسمُه حُذَيْفَة لُقِّبَ بِهِ لشزرِ عَيْنَيْه؛ وعُيَيْنَةُ بنُ عائِشَةَ المريُّ صَحابيَّان.
وسُفيانُ بنُ! عُيَيْنَة: العالِمُ الإِمامُ المَشْهورُ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ: وإخْوَتُه الخَمْسَة إبْراهيم وعمْرَانَ وآدَمُ وأَحْمدُ ومحمدُ حدَّثوا.
وعُيَيْنَةُ بنُ غصنٍ عَن سُلَيْمن بنِ صُرَدٍ.
وعُيَيْنَةُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ جوْشَنَ شيْخُ وكِيعٍ.
وعُيَيْنَةُ بنُ عاصِمٍ الأَسَديُّ عَن أَبيهِ.
وعُيَيْنَةُ اللخميُّ شيخٌ ليَزِيدِ بنِ سِنانٍ.
وأَبو عُيَيْنَة بنُ المُهَلَّب بنِ أَبي صفْرَةَ مَشْهورٌ؛ قالَ المبرِّدُ فِي الكامِلِ: كلُّ مَنْ يُدْعَى أَبا عُيَيْنَةَ مِن آلِ المُهَلّب فَهُوَ اسْمُه وكُنْيَتُه أَبو المنْهالِ. وموسَى بنُ كَعْبِ بنِ عُيَيْنَةَ: أَوَّل مَنْ بايَعَ السَّفَّاح.
ومحمدُ بنُ عُيَيْنَة عَن المُبارَك.
وسعيدُ بنُ محمدِ بنِ عُيَيْنَةَ شيخُ غُنْجَار.
ومحمدُ بنُ أَبي عُيَيْنَةَ المُهَلَّبيُّ تولَّى الرَّيَّ للمَنْصورِ؛ وابْنُه أَبو عُيَيْنَةَ شاعِرٌ زَمَنَ الأَمِين.
وعُيَيْنَةُ بنُ الحكَمِ الخلجيُّ شاعِرٌ ذَكَرَه المرزبانيُّ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ عُيَيْنَةَ، ثَبَتَ ذِكْرُه فِي صحيحِ مُسْلم.
{وعاينةُ بَني فلانٍ: أَمْوالُهم ورُعْيانُهم.
وأَسْوَدُ العَيْنِ: جَبَلٌ؛ قالَ الفَرَزْدقُ:
إِذا زالَ عَنْكُم أَسْوَدُ العينِ كنتُمُكِراماً وأَنتم مَا أَقامَ أَلائمُوقالَ ياقوت: هُوَ بنَجْدٍ يُشْرِفُ على طريقِ البَصْرةِ إِلَى مكَّةَ؛ أَنْشَدَ القالي عَن ابنِ دُرَيْدٍ عَن أَبي عُثْمان:
إِذا مَا فقَدْتُمْ أَسْوَدَ العَيْنِ كنتُمُ الخ.
} والأَعْيانُ: مَوْضِعٌ فِي قوْلِ عُيَيْنة بن شهابٍ اليَرْبُوعيّ:
تَرَوَّحْنَا من الأَعْيان عَصْراً فَأمحلنا الإلاهَةَ أَنْ تَؤُوباهكذا رَواهُ أَبو الحَسَنِ العمراني؛ ورَواهُ الأَزْهريُّ: تَرَوَّحْنا مِن اللعْباءِ. {وعَيَّنْ على السَّارِق تَعْييناً: خَصَّصَه مِن بَين المُتَّهَمِين؛ وقيلَ: أَظْهَرَ عَلَيْهِ سَرِقَته.
وماءٌ} عائِنٌ: سائِلٌ؛ مُشْتَقٌّ مِن عَيْنِ الماءِ.
{وعُيونُ القَصَبِ: مَضِيقٌ وعرٌ مُسْتطِيلٌ بينَ عقبَة أَيْلَة والينبع.
} والعيونُ: قَرْيةٌ بمِصْرَ.
وأَيْضاً: موْضِعٌ بنَجْدٍ؛ قالَ بدرُ بنُ عامِرٍ، الهُذَليُّ:
أَسدٌ تَفُرُّ الأُسْدُ من عُرَوَائِهِبعَوارِض الرُّجَّاز أَوْ {بعُيُونِ وَقد ذُكِرَ فِي (ر ج ز) .
وأُمُّ العَيْن: ماءٌ دونَ سميراءَ عَذْبٌ للمصعِّدِ إِلَى مكَّةَ؛ عَن ياقوت، رحِمَهُ اللهاُ تَعَالَى.
وعينُ إضم، وعينُ الحَديدِ، وعينُ الغورِ: مَواضِعِ حِجازِيَّة.
وقنْطَرَةُ العَيْنِ: قبْلَ مَشْهَدِ الإِمَام حَمْزَةَ عنْدَ أحد فِي مَسْجِد جبل} عينين.
وعينُ أَبي الدّيلم: فِي حمى فيد.
وعينُ أَبي زِيادٍ: عنْدَ وادِي نُعْمانَ.
وعينُ مُعاوِيَةَ: بالقَاعِ.
وعينُ صَارِخ: بينَ مكَّةَ واليَمَنِ.
وعينُ شمْسٍ: بالحُدَيْبِيّة.
وعينُ بولا: بالينبع.
وتقولُ لمَنْ بَعَثْتَه واسْتَعْجَلْتَه: (بعينٍ مَا أَرَيَتَّكَ) : أَي لَا تَلْوِ على شيءٍ فكأَنِّي أَنْظُرُ إليكَ.
! والعَيانيُّ، بالفتْح: لَقَبُ الرَّئيسِ عليِّ بنِ عبْدِ اللهاِ بنِ محمدِ بنِ القاسِمِ بنِ طَبَاطَبَا العلويّ، وَهُوَ جَدُّ بَني الأَميرِ باليَمَنِ؛ ومِن ولدِهِ الأَميرُ ذُو الشَّرَفَيْن جَعْفرُ بنُ محمدِ الحجافِ بنِ جَعْفرِ بنِ القاسِمِ بنِ عليَ العَيانيّ صاحِبُ شهارَةٍ كانَ فِي أَثْناء سَنَة 553؛ مِنْهُم شيْخُنا العلاَّمَةُ محمدُ بنُ إسْماعيل بنِ الأَميرِ، عالِمُ صَنْعاءَ رَوَى عَن عبدِ اللهاِ بنِ سالِمٍ البَصْريّ.
{وعينونُ: نَبْتٌ مَغْربيٌّ يكونُ بالأَنْدَلُس يسهلُ الأَخْلاطَ إِذا طُبِخَ بالتِّين.
} وعينُ الدِّيك: نباتٌ يُقَارِبُ شَجَرُه شَجَرَ الفلفلِ يكثرُ بجبالِ الدّكْنِ، وأَهْلُ الهنْدِ تصطنعُه لنفْسِها.
{وعينُ الهُدْهُدِ آذان الفأر لنباتٍ.
وعينُ الهرِّ: حَجَرٌ مَشْهورٌ لَا نَفْعَ فِيهِ.
وعينُ ران: الزعرور.
} والأَعْيَنُ: لَقَبُ أَبي بكْرِ بنِ أَبي عتاب بنِ الحَسَنِ بنِ طريف البَغْدادِيّ المحدِّثِ، تُوفي سَنَة 240، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
وأَبو عليَ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الطَّالقانيُّ! الأَعْينيُّ الشافِعِيُّ المحدِّثُ تُوفي بكرْمان سَنَة نَيِّف وثَلاثِيْن وخَمْسُمائةٍ، رحِمَهُ اللهاُ تَعَالَى
(عين) - في الحديث: "أَنَّه بَعَث بَسْبَسَةَ عَيْنًا"
: أي جَاسُوسًا. واعْتَان له: أَتَاه بالخَبَر.
- وفي الحديث: "أَنَّ مُوسىَ - عليه الصَّلاةُ والسَّلام - فَقَأَ عَينَ مَلَكِ المَوتِ بِصَكَّةٍ صَكَّه"
قال ابنُ عائشةَ: أي كلَّمه فأَغلَظ له، كما يُقالُ: أَتَيتُه فلَطَمَ وَجْهِي بكلَامٍ غَليظٍ. والكَلامُ الغَلِيظ الذي كان من مُوسى - عليه الصّلاة والسّلام - له، أن قال له: أُحَرِّجُ عليك أن تَدنُوَ مِنّي، فإني أُحرّج دَارِي ومنزلي، فَجَعَل هذا تغلِيظًا من مُوسىَ عليه السلام له ، قال: فإنْ كَانَ أَرادَ من هَذِه الجهة وإلَّا فلا نَعْرِف وَجْهَه.
وقال الإمَامُ إسماعيلُ - رحمه الله -: هذا مما يُؤْمَن به، ولا يَدخُل في كَيْفِيَّته.
- في الحَديثِ: "خَيْرُ المَالِ عَينٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائِمَةٍ"
أَرادَ بالسَّاهِرَة: عَينَ ماءٍ تَجرِي لا تَنقَطَع ليلاً ولا نهارًا لعَيْن نائِمَةٍ: أي صَاحِبُها يَنامُ وهي تَجرِي، فجَعَل السَّهر مَثَلاً لِجَرْيِها.
- في حَدِيثِ عُثْمانَ - رِضيَ الله عنه -: "إنّي لم أفِرَّ يوم عَيْنَيْن" .
هو اسم جَبَل بأُحُد قام عليه إبلِيسُ، فَنادَى: إنَّ رَسُولَ الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - قد قُتِل.
وفي المغَازِي: "أَنَّ رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أقامَ الرُّماةَ يَومَ أُحُد على هذا الجَبَل" فقيل: هو جَبَل بِبَطْنِ مَكَّة على شَفِير الوَادِي مِمَّا يَلي المَدينَة، وهي جبالُ أُحُد بَيْنَهما وَادٍ، ويُقال لِيَوم أُحُد يَوْم عَيْنَيْن. 

التّرتيب

التّرتيب:
[في الانكليزية] Hierarchy ،arrangement ،order
[ في الفرنسية] Hierarchie ،arrangement ،ordre
بالمثناة الفوقانية في اللغة جعل كلّ شيء في مرتبته. وبعبارة أخرى وضع كل شيء في مرتبته. والمعنى أنّ الترتيب بين الأشياء وضع كل شيء منها في مرتبة له عند المرتّب، فيشتمل الفكر الفاسد، وفيه إشارة إلى أنّه لا بدّ في الترتيب من اعتبار المرتّب تلك المرتبة فلو وضع شيئا منها في مرتبته ولم يلاحظها لا يكون ترتيبا. قيل الضمير إما أن يرجع إلى كل أو إلى شيء، وعلى التقديرين يفسد المعنى إذ الترتيب ليس وضع كلّ شيء في مرتبة كلّ شيء ولا في مرتبة شيء ما، وقد تحيّر الناظرون في حلّه.
والجواب أنّه ذكر الرضي في بحث المعرفة أنّ الضمير الراجع إلى النكرة المذكورة التي لا يحكم سابقا عليها معرفة لصيرورته معهودا به فيختار أنّ الضمير راجع إلى كل شيء، والمعنى وضع كل شيء من الأشياء في مرتبة كلّ شيء يتعلق به الوضع. ولا شكّ أنّ الأوضاع متعدّدة بحسب تعدّد الأشياء، ولكل واحد منها مرتبة مختصّة به عند الوضع ليس لغيره، فاندفع المحذور، وصار مآل المعنى ما في التاج:
الترتيب نهادن جيزيراپس جيزي ديكر. والأظهر أن يقال وضع شيء بعد شيء إلّا أنّه زاد لفظ كلّ إشارة إلى أنّ الترتيب اللغوي إنّما يتحقّق إذا وضع كل شيء منها في موضعه، حتى لو انتفى في شيء منها انتفى الترتيب. فاندفع ما قيل إنّ هذا التعريف يقتضي الترتيب بحسب تعدد الأشياء الموضوعة، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية في تعريف الفكر في مبحث ليس الكل من كلّ من التصوّر والتصديق بديهيّا ولا نظريّا.
وفي الاصطلاح كما وقع في شرح الشمسية جعل الأشياء الكثيرة بحيث يطلق عليها اسم الواحد ويكون لبعضها نسبة إلى بعض بالتقديم والتأخير. وذكر أحمد جند في حاشيته أنّ هذا المعنى عرفي إذ في كونه من مصطلحات العلوم تردّد انتهى. وفي التعريف إشارة إلى بقاء تعدّدها حال الترتيب، فإذا جعل الماء الذي في الإنائين في إناء واحد لا يكون ذلك ترتيبا، ولذلك لا يكون التركيب من الأجزاء المحمولة عند من قال بوجود الكلّي في الخارج ترتيبا. وقولهم بحيث يطلق عليها اسم الواحد أي يطلق عليها هذا الاسم بوجه ما لا من كلّ وجه، إذ لا يتصوّر ذلك في الأشياء الكثيرة إذ لا تعرض لها الوحدة باعتبار ذواتها، لأنها بهذا الاعتبار معروضة للكثرة وإنّما تعرض لها الوحدة باعتبار عروض الهيئة الوحدانية لها، والوحدة من كل وجه إنّما تعرض للبسيط من كل وجه. ولئن تصوّر ذلك فليس بواجب في الترتيب، سواء كان ذلك المجموع واحدا حقيقيّا بأن يصير بحيث لا يبقى بين الأجزاء تمايز في الوجود أو غير حقيقي بل اعتباريّا بأن لا تصير هذه الحيثية. وقولهم ويكون لبعضها إلخ أي بحيث يمكن الإشارة حسّا أو عقلا إلى كلّ واحد من الأجزاء بأنّه أين هو من صاحبه، يخرج الواحد الحقيقي من التعريف، إذ الظاهر أنّ الضمير في بعضها راجع إلى الأشياء المجعولة بالحيثية المذكورة، والأشياء المجعولة بحيث يطلق عليها الواحد الحقيقي لا تكون لبعضها نسبة إلى البعض بالتقديم والتأخير بعد الجعل كذلك، وهو ظاهر. وإلى هذا ذهب السيّد الشريف وقال واحترز به عن مثل ترتيب الأدوية.
ثم الترتيب أخصّ مفهوما من التأليف إذ لم يعتبر في التأليف نسبة بعض الأجزاء إلى بعض بالتقديم والتأخير، بل أكتفي فيه بالجزء الأوّل من مفهوم الترتيب، والعقل إذا لاحظه جوّز تحقّقه في شيء بدون المقيّد من غير عكس، وكذا أخصّ منه صدقا إذ قد يوجد التأليف بين أشياء لا وضع لها أصلا لا حسّا ولا عقلا بأن لا تكون هي قابلة للإشارة الحسّية ولا العقلية، كما إذا لوحظت دفعة مفهومات اعتبارية على هيئة وحدانية هذا.
وقيل الضمير في بعضها راجع إلى ذات الأشياء المتعددة من غير اعتبار وصف المجعولية المذكورة معها، والمعنى ويكون لبعض تلك الأشياء نسبة إلى البعض بالتقديم والتأخير، إمّا حين حدوث تعلّق المجعولية المذكورة لها فقط أو بعده أيضا. وظنّ هذا القائل أنّ الأشياء لتعددها متمايزة بالوجود لا محالة، فيكون لها وضع حين حدوث تعلّق المجعولية لها البتة. فكلّ تأليف ترتيب وبالعكس، فهما متساويان صدقا. وردّ بأنّه ليس من لوازم التمايز في الوجود بوجه ما حين حدوث تعلّق المجعولية لها قبول الإشارة الحسّية أو العقلية، لتوقّف قبول الإشارة على ملاحظة تلك الأشياء تفصيلا لتمايز تلك الأشياء في الوجود العقلي تفصيلا، إذ الإجمالي لا يكفي لقبولها، فيجوز أن لا تكون الأشياء المتمايزة بالوجود الإجمالي متمايزة بالوجود التفصيلي حين حدوث تعلّق المجعولية بها، فلا يكون لها وضع كالمفهومات الاعتبارية الملحوظة دفعة على هيئة وحدانية حين إطلاق الألفاظ الموضوعة بإزائها وهذه الملحوظية الدفعية هي المجعولية. وحين حدوث تعلّق هذه المجعولية بأجزاء تلك المفهومات وإن كانت تلك الأجزاء مجعولة في العقل لوجوب سبق العلم بالوضع، إلّا أنّ تحقّقها فيه كان بطريق الإجمال على وجه لا يمكن للعقل على هذا الوجه أن يشير إلى كلّ منها بأين هو من صاحبه هذا. نعم التأليف الواقع في أمور تعلّق بها نظر لا يمكن بدون الترتيب لأنّه تأليف المبادي بحسب حركة الذهن، فلا بدّ أن يقع بعضها في أول الحركة والبعض في آخرها.
وبالجملة فالمراد بقابلية الأشياء للإشارة الحسية أو العقلية هو الاستعداد القريب فقط كما هو الأظهر لا مطلق الاستعداد قريبا كان أو بعيدا كما ظنّ هذا البعض. هذا كله إذا أخذ الترتيب والتأليف مطلقين. وأمّا إذا أخذا معيّنين فالترتيب المعيّن يستلزم التأليف المعيّن من غير عكس، لأن خصوص التأليف لخصوص المادة فقط، وخصوص الترتيب باعتبار خصوص المادّة والصورة معا، فالتأليف من أب ج مع تعيّنه يمكن أن يقع على هذا الترتيب المعيّن وأن يقع على ترتيبات السّتّ الممكنة فيها. فهذا التأليف أعمّ من كلّ واحد من تلك الترتيبات، ولا يستلزم شيئا منها بل يستلزم واحدا منها لا بعينه، إذا كان لتلك الأمور وضع حسّي أو عقلي. هذا كله خلاصة ما في حواشي شرح المطالع وشرح الشمسية. قال أحمد جند: هذا الذي ذكر هو معنى الترتيب المطلق. ومعنى ترتيب الكتاب لغة وضع أجزائه في مواقعها، وعرفا جعل أجزائه بحيث يطلق عليها اسم الواحد على قياس ما عرفت في الترتيب المطلق.
ثم الترتيب في اصطلاح أهل البديع هو أن يورد أوصاف الموصوف بها على ترتيبها في الخلقة الطبيعية، ولا يدخل فيها وصفا زائدا، ومثّله عبد الباقي اليميني بقوله تعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وبقوله تعالى فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها الآية كذا في الإتقان في نوع بديع القرآن.

طَرِيق صَلَاة الْعِيدَيْنِ

طَرِيق صَلَاة الْعِيدَيْنِ: وَهِي رَكْعَتَانِ أَن يكبر تَكْبِير التَّحْرِيم ثمَّ يقْرَأ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ إِلَى آخِره ثمَّ يكبر ثَلَاثًا ثمَّ يقْرَأ جَهرا ثمَّ يكبر تَكْبِير الرُّكُوع ثمَّ يرفع رَأسه بالتسميع أَو التَّكْبِير ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ ثمَّ يقوم إِلَى الرَّكْعَة الثَّانِيَة فَيقْرَأ جَهرا ثمَّ يكبر ثَلَاثًا ثمَّ يكبر للرُّكُوع فَيتم صلَاته فتكبيرات الزَّوَائِد سِتّ ثَلَاث فِي الرَّكْعَة الأولى بعد الاستفتاح وَثَلَاث فِي الثَّانِيَة بعد الْقِرَاءَة وَثَلَاث أصليات تَكْبِير التَّحْرِيم أَي الِافْتِتَاح وتكبيرتان للرُّكُوع، وَهَذَا الَّذِي ذكرنَا من طَرِيق صَلَاة الْعِيدَيْنِ معنى قَوْلهم ويوالي بَين الْقِرَاءَتَيْن أَي لَا يفصل بَينهمَا بالتكبيرات الزَّوَائِد وَيرْفَع يَدَيْهِ فِي الزَّوَائِد ويسكت بَين كل تكبيرتين مِقْدَار ثَلَاث تسبيحات وَيُرْسل الْيَدَيْنِ بَين التكبيرتين، ثمَّ يخْطب بعد الصَّلَاة خطبتين وَيجْلس بَينهمَا جلْسَة خَفِيفَة وافتتاح الْخطْبَة الأولى بتسع تَكْبِيرَات وَالثَّانيَِة بِسبع مُسْتَحبّ ويخطب يَوْم الْفطر بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيح والتهليل والتحميد وَالصَّلَاة على النَّبِي الْأُمِّي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَيعلم النَّاس صَدَقَة الْفطر وأحكامها وَهِي خَمْسَة على من تجب وَلمن تجب وَمَتى تجب وَكم تجب وَمِمَّا تجب وَقد ذَكرنَاهَا فِي صَدَقَة الْفطر.وَفِي عيد الْأَضْحَى يكبر الْخَطِيب ويسبح ويعظ النَّاس وَيُعلمهُم أَحْكَام الذّبْح والنحر والقربان وَيعلم تَكْبِيرَات التَّشْرِيق وَإِذا كبر الإِمَام فِي الْخطْبَة يكبر الْقَوْم مَعَه وَإِذا صلى على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي النَّاس فِي أنفسهم امتثالا لِلْأَمْرِ - وسنيته الْإِنْصَات، وتؤخر بِعُذْر صَلَاة الْفطر إِلَى الْغَد فَقَط وَصَلَاة الْأَضْحَى إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ الْعذر مِنْهَا لنفي الْكَرَاهَة حَتَّى لَو أخروها إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام من غير عذر جَازَت الصَّلَاة وَقد أساؤوا. وَفِي الْفطر للْجُوَاز حَتَّى لَو أخروها إِلَى الْغَد من غير عذر لَا تجوز هَكَذَا فِي التَّبْيِين، وَإِذا نسي الإِمَام تَكْبِير الْعِيد حَتَّى قَرَأَ فَإِنَّهُ يكبر بعد الْقِرَاءَة أَو فِي الرُّكُوع مَا لم يرفع رَأسه كَذَا فِي التاتارخانية.
وَالسَّمَاء لَا تَخْلُو إِمَّا أَن يكون فِيهَا عِلّة مَانِعَة من رُؤْيَة الْهلَال كالغيم وَالْغُبَار أَو لَا فَإِن كَانَ يقبل خبر عدل وَلَو قِنَا أَو انثى لأجل صَوْم رَمَضَان وَشَهَادَة حُرَّيْنِ أَو حرَّة وحرتين للفطر وَيشْتَرط لفظ الشَّهَادَة كَذَا فِي خزانَة المفتيين وتشترط الْعَدَالَة كَذَا فِي النقاية. وَإِن لم يكن فِي السَّمَاء عِلّة لم تقبل إِلَّا شَهَادَة جمع كثير يَقع الْعلم بخبرهم فِي هِلَال رَمَضَان وَالْفطر، وهلال الْأَضْحَى كهلال الْفطر فِي ظَاهر الرِّوَايَة وَهُوَ الْأَصَح كَذَا فِي الْهِدَايَة، فِي فَتَاوَى عالمكيري إِن كَانَ بالسماء عِلّة فشهادة الْوَاحِد على رُؤْيَة هِلَال رَمَضَان مَقْبُولَة إِذا كَانَ عدلا مُسلما عَاقِلا بَالغا حرا كَانَ أَو عبدا ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى وَكَذَا شَهَادَة الْوَاحِد على شَهَادَة الْوَاحِد وَشَهَادَة الْمَحْدُود فِي الْقَذْف بعد التَّوْبَة فِي ظَاهر الرِّوَايَة كَذَا فِي فَتَاوَى قاضيخان.
وَأما مَسْتُور الْحَال فروى الْحسن عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى أَنه تقبل شَهَادَته وَهُوَ الصَّحِيح كَذَا فِي الْمُحِيط وَبِه أَخذ الحلوائي كَذَا فِي شرح النقاية وَتقبل شَهَادَة عبد على عبد فِي هِلَال رَمَضَان وَكَذَا الْمَرْأَة على الْمَرْأَة وَلَا يشْتَرط فِي هَذِه الشَّهَادَة لفظ الشَّهَادَة وَلَا الدَّعْوَى وَلَا حكم الْحَاكِم حَتَّى أَنه لَو شهد عِنْد الْحَاكِم وَسمع رجل شَهَادَته عِنْد الْحَاكِم وَظَاهره الْعَدَالَة وَجب على السَّامع أَن يَصُوم وَلَا يحْتَاج إِلَى حكم الْحَاكِم وَهل يستفسره فِي رُؤْيَة الْهلَال قَالَ أَبُو بكر الإسكاف إِنَّمَا تقبل إِذا فسر بِأَن قَالَ رَأَيْته خَارج الْمصر فِي الصَّحرَاء أَو فِي البلدتين خلال السَّحَاب وَفِي ظَاهر الرِّوَايَة أَنه يقبل بِدُونِ هَذَا كَذَا فِي السراج الْوَهَّاج وَإِن لم يكن فِي السَّمَاء عِلّة لم تقبل إِلَّا شَهَادَة جمع يُوجب إخباركم الْعلم كَذَا فِي الْمجمع وَهُوَ مفوض إِلَى رَأْي الإِمَام وَهُوَ الصَّحِيح كَذَا فِي الْمُخْتَار شرح الِاخْتِيَار وَسَوَاء فِي ذَلِك رَمَضَان وشوال وَذُو الْحجَّة كَذَا فِي السراج الْوَهَّاج. وَذكر الطَّحَاوِيّ أَنه تقبل شَهَادَة الْوَاحِد إِذا جَاءَ من خَارج الْمصر وَكَذَا إِذا كَانَ على مَكَان مُرْتَفع. وَفِي الْهِدَايَة وعَلى قَول الطَّحَاوِيّ اعْتمد الإِمَام المرغيناني وَصَاحب الْأَقْضِيَة والفتاوى الصُّغْرَى كَذَا فِي الدِّرَايَة، وَلَو رأى الإِمَام وَحده أَو القَاضِي وَحده هِلَال رَمَضَان فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَين أَن ينصب من شهد عِنْده وَبَين أَن يَأْمر النَّاس بِالصَّوْمِ بِخِلَاف هِلَال الْفطر والأضحى كَذَا فِي السراج الْوَهَّاج. إِذا رأى الْوَاحِد الْعدْل هِلَال رَمَضَان يلْزمه أَن يشْهد بهَا فِي ليلته حرا كَانَ أَو عبدا ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى حَتَّى الْجَارِيَة المخدرة تخرج وَتشهد بِغَيْر إِذن مَوْلَاهَا وَالْفَاسِق إِذا رَآهُ وَحده يشْهد لِأَن القَاضِي رُبمَا يقبل شَهَادَته لَكِن القَاضِي يردهُ كَذَا فِي الْوَجِيز للكردي انْتهى.
وَاعْلَم أَنه إِذا رَآهُ الْحَاكِم وَحده وَلم يصم فَإِنَّهُ لَا كَفَّارَة عَلَيْهِ وَلَا يَنْبَغِي للْإِمَام إِذا رَآهُ وَحده أَن يَأْمر النَّاس بِالصَّوْمِ وَلَو شهد فَاسق وَقبلهَا الإِمَام وَأمر النَّاس بِالصَّوْمِ فَأفْطر الشَّاهِد أَو غَيره يلْزمه الْكَفَّارَة وَمن رأى هِلَال شَوَّال فِي تَاسِع وَعشْرين من رَمَضَان لَا يفْطر احْتِيَاطًا فِي الْعِبَادَة وَإِن أفطره قَضَاهُ وَلَا كَفَّارَة وَلَو رأى الإِمَام وَحده أَو القَاضِي وَحده هِلَال شَوَّال لَا يخرج إِلَى الْمصلى وَلَا يَأْمر النَّاس بِالْخرُوجِ وَلَا يفْطر لَا سرا وَلَا جَهرا كَذَا فِي السراج الْوَهَّاج وَسَائِر التفاصيل فِي كتب الْفِقْه، حُكيَ أَن صَبيا من الْعَرَب سَأَلَ يَا أبي مَتى الْعِيد فَأَجَابَهُ أَبوهُ مَتى كَانَ الْعين على الْيَد، وَلَا يخفى لطفه وَإِنَّمَا سمي كل من هذَيْن الْيَوْمَيْنِ الْمَذْكُورين عيدا لعوده فِي كل سنة وَللَّه در الشَّاعِر.
(در روز عيد وصلت من هم براي زينت ... )

(بوشيده أم بصد رنكك حَال خراب خودرا ... )

العموم

العموم:
[فى الانكليزية] General ،generality ،common -
[ في الفرنسية] General ،generalite ،commun بالفتح وضم الميم في اللغة الشّمول. يقال مطر عامّ أي مشتمل الأمكنة. وعند المنطقيين هو كون أحد المفهومين اشتمل أفرادا من المفهوم الآخر، إمّا مطلقا بأن يصدق على جميع ما يصدق عليه الآخر من غير عكس كلّي ويسمّى عموما مطلقا، وذلك المفهوم يسمّى عاما مطلقا وأعمّ مطلقا، وذلك المفهوم الآخر يسمّى خاصّا مطلقا وأخصّ مطلقا، كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان فإنّه أعمّ منه مطلقا. وإمّا من وجه بأن يصدق على بعض ما يصدق عليه الآخر ويسمّى عموما من وجه وذلك المفهوم يسمّى عاما من وجه وأعمّ من وجه، والمفهوم الآخر يسمّى خاصا من وجه وأخصّ من وجه، كالحيوان بالنسبة إلى الأبيض. وأمّا ما وقع في العضدي من أنّ المنطقي يقول العامّ ما لا يمنع تصوّره من الشركة والخاص بخلافه فليس بصحيح، صرّح به المحقق التفتازاني في حاشيته. ويجيء العموم والخصوص بمعنى آخر أيضا يذكر في لفظ النسبة.
وعند الأصوليين هو كون اللفظ موضوعا بالوضع الواحد لكثير غير محصور مستغرقا لجميع ما يصلح له، وذلك اللفظ يسمّى عاما.
والمراد بالوضع أعمّ من الوضع الشخصي والنوعي، فدخل النكرة المنفية إذ قد ثبت من استعمالهم لها أنّ الحكم منفي عن الكثير الغير المحصور واللفظ مستغرق لكلّ فرد في حكم النفي، بمعنى عموم النفي عن الآحاد في المفرد وعن الجموع في الجمع، لا نفي العموم. وهذا معنى الوضع النوعي لذلك. ولا يرد أنّ النكرة المنفية مجاز في العموم لتصريحهم بأنّها حقيقة فيه. والمراد بالوضع لكثير أعمّ من الوضع لكلّ واحد من وحدان الكثير، أو لأمر يشترك فيه وحدان الكثير أو لمجموع وحدان الكثير من حيث هو مجموع، فيكون كلّ من الوحدان نفس الموضوع له أو جزئيا من جزئياته أو جزءا من أجزائه، فيندرج فيه المشترك والعلم وأسماء العدد.
إن قيل فيندرج فيه مثل زيد ورجل لأنّه موضوع لكثير بحسب الأجزاء؟ قلنا المعتبر هو الأجزاء المتفقة في الاسم كآحاد المائة. ومعنى كون الكثير غير محصور أن لا تكون في اللفظ دلالة في عدد معين وإلّا فالكثير المتحقّق محصور لا محالة. فبتقييد الوضع بالواحد خرج المشترك بالنسبة إلى معانيه المتعدّدة، وأمّا بالنسبة إلى أفراد معنى واحد كالعين لأفراد العين الجارية فهو عام مندرج تحت الحدّ.
وبقيد الكثير يخرج ما لم يوضع لكثير كزيد ورجل. وبقيد غير محصور يخرج أسماء العدد فإنّ المائة مثلا وضعت وضعا واحدا لكثير وهي مستغرقة لجميع ما تصلح له، لكن الكثير محصور، ومعنى الاستغراق التناول، وخرج منه الجمع المنكّر فإنّه واسطة بين العام والخاص على ما هو اختيار المحقّقين، وأمّا عند من جعله من العام كفخر الإسلام وبعض المشايخ فلم يشترط هذا القيد. فعلى هذا الخاص ما وضع للواحد شخصيا كان كزيد أو نوعيا كرجل وفرس، أو لكثير محصور كالعدد والتثنية. لا يقال قيد غير محصور مستدرك لأنّ الاحتراز عن أسماء العدد حاصل بقيد الاستغراق لأنّ لفظ المائة مثلا إنّما يصلح لجزئيات المائة لا لما يتضمنه المائة من الآحاد، لأنّا نقول أراد بالصلوح صلوح اسم الكلّي لجزئياته أو الكل لأجزائه، فحينئذ يصلح لفظ المائة لما تتضمنه من الآحاد. وبهذا الاعتبار صيغ الجموع وأسماء الجموع بالنسبة إلى الآحاد مستغرقة لما تصلح له فتدخل في الحدّ.

وقال أبو الحسن البصري: العام هو اللفظ المستغرق لما يصلح له. وزاد بعض المتأخّرين بوضع واحد احترازا عن خروج المشترك إذا استغرق جميع أفراد معنى واحد، وكذا عن خروج اللفظ الذي له معنى حقيقي ومجازي باعتبار استغراقه لأفراد معنى واحد فإنّ عمومهما لا يقتضي أن يتناولا مفهوميه معا، وترك هذا القيد إنّما هو بالنظر إلى أنّ ما يصلح له المشترك بحسب إطلاق واحد ليس هو جميع أفراد المفهومين بل أفراد مفهوم واحد.
واعترض عليه بأنّه إن أريد بصلوحه للجميع أن يكون الجميع جزئيات مفهومه لم يصدق على مثل الرجال والمسلمين المتناول لكل فرد فرد، وإن أريد أن يكون الجميع أجزاءه لم يصدق على مثل الرجل ولا رجل ونحو ذلك مما الجميع جزئياته لا أجزاؤه، فتعيّن أن يراد الأعمّ فيصدق على مثل العشرة والمائة من أسماء العدد، ومثل ضرب زيد عمروا من الجمل المذكور فيها ما هو أجزاؤها من الفعل والفاعل والمفعول. ويمكن أن يقال المراد صلوح اسم الكلّي للجزئيات وعموم مثل الرجال والمسلمين إنّما هو باعتبار تناوله للجماعات دون الآحاد.
وقال الغزالي العام اللفظ الواحد الدّال من جهة واحدة على شيئين فصاعدا. فاللفظ بمنزلة الجنس وفيه إشعار بأنّ العموم من عوارض الألفاظ خاصة، واحترز بالواحد عن سائر المركّبات الدّالة على معاني مفرداتها كضرب زيد عمروا. وبقوله من جهة واحدة عن المشترك إذ دلالته على معنيين باعتبار تعدّد الوضع. وقيل عن مثل رجل فإنّه يدلّ على كلّ واحد على سبيل البدلية، لكن من جهات، أي إطلاقات متعدّدة. وبقوله على شيئين عن مثل زيد ورجل مما مدلوله شيء واحد. وقوله فصاعدا ليدخل فيه العام المستغرق مثل الرجال والمسلمين ولا رجل إذ المتبادر من قولنا شيئين أن مدلوله لا يكون فوق الاثنين، والمراد بالشيء معناه اللغوي الشامل للموجود والمعدوم والموصول، مثل من وما من ألفاظ العموم وحده لا مع الصلة. ولو سلّم فالمراد باللفظ الواحد أن لا يتعدّد بتعدّد المعاني، فإنّ قولنا الذي في الدار لا يتغيّر سواء أريد به زيد أو عمرو أو غيرهما، ولا يرد عليه دخول جمع المعهود والنكرة، إذ الغزالي يرى أنّ جمع المعهود والنكرة عامان، ولا يرد أيضا دخول المثنّى إذ لا يصدق عليه أنّه يدلّ على معنيين فصاعدا إذ لا يصلح لما فوق اثنين. وفيه أنّ مبنى هذا على أنّ قولنا بع بدرهمين فصاعدا معناه الأمر بأن يبيعه بما فوق درهمين حتى لو باعه بدرهمين لم يكن متمثلا، والحقّ خلاف ذلك كما لا يخفى. وتحقيقه أنّه حال محذوف العامل أي فيذهب الثمن صاعدا بمعنى أنّه قد يكون فوق درهمين. فالعام ما يدلّ على شيئين ويذهب المدلول صاعدا أي قد يكون فوق الشيئين فيدخل المثنى في الحدّ لا محالة مع أنّه ليس عاما.

وقال ابن الحاجب: العامّ ما دلّ على مسمّيات باعتبار أمر اشتركت فيه مطلقا ضربة.
فقوله ما دلّ كالجنس يدخل فيه الموصول مع الصّلة، وفيه إشعار بأنّ العموم لا يخصّ الألفاظ، والمسمّيات تعمّ الموجود والمعدوم وتخرج المثنّى ومثل زيد، والمراد المسمّيات التي يصدق على كلّ منها ذلك الأمر المشترك فيخرج أسماء الأعداد لأنّ دلالتها على الآحاد ليست باعتبار أمر تشترك هي فيه بمعنى صدقه عليها، ويدخل المشترك باعتبار استغراقه لأفراد أحد مفهوميه دون أفراد المفهومين، وكذا المجاز باعتبار نوع من العلاقات. فقوله باعتبار متعلّق بقوله دلّ، وكذا قوله ضربة وقوله مطلقا قيد لما اشتركت فيه فيخرج جمع المعهود، مثل جاءني رجال فأكرمت الرجال، فإنّه يدلّ على مسمّيات باعتبار ما اشتركت فيه مع قيد خصّصه بالمعهودين ويشكل بالجموع المضافة مثل علماء البلد فإنّه أيضا مع قيد التخصيص. والجواب أنّ الأمر المشترك فيه هو العام المضاف إلى ذلك البلد، وهو في هذا المعنى مطلق بخلاف الرجال المعهودين فانه لم يرد به افراد الرجل المعهود على (إطلاقه بل مع خصوصية العهد فليتأمل.
وقوله ضربة أي دفعة واحدة ليخرج نحو رجل وامرأة فإنّه يدلّ على مسمّياته لا دفعة بل دفعات على سبيل البدل. ثم الظاهر أنّ جمع النكرة داخل في الحدّ مع أنّ عمومه خلاف ما اختاره.
وقد يقال المراد مسمّيات الدّال حتى كأنّه قال ما دلّ على مسمّياته أي جزئيات مسمّاة، ورجال ليس كذلك، وأنت خبير بأنّه لا حاجة حينئذ إلى قوله باعتبار أمر اشتركت فيه لأنّ عشرة مثلا لا تدلّ على جميع مسمّياته، وأنّه لا يتناول مثل الرجال والمسلمين باعتبار شموله أفراد الرجل والمسلم. وغاية ما يمكن أن يقال إنّ المراد مسمّيات ذلك اللفظ كمن وما، أو مسمّيات ما اشتمل عليه ذلك اللفظ تحقيقا كالرجال والمسلمين أو تقديرا كالنساء لأنّه بمنزلة الجمع للفظ يرادف المرأة، وحينئذ يكون قيد باعتبار أمر اشتركت فيه للبيان والإيضاح.
فائدة:
العموم من عوارض الالفاظ حقيقة فإذا قيل هذا لفظ عام صدق على سبيل الحقيقة. وأمّا في المعنى فإذا قيل هذا المعنى عام فهل هو حقيقة؟
فيه مذاهب. أحدها لا يصدق حقيقة ولا مجازا.
وثانيها يصدق مجازا. وثالثها هو المختار يصدق حقيقة كما في الألفاظ. قيل النزاع لفظي لأنّه إن أريد بالعموم استغراق اللفظ لمسمّياته على ما هو مصطلح الأصول فهو من عوارض الألفاظ خاصة. وإن أريد به شمول أمر لمتعدّد عمّ الألفاظ والمعاني. وإن أريد شمول مفهوم لأفراد كما هو مصطلح أهل الاستدلال اختصّ بالمعاني.
فائدة:
اختلف في عموم المفهوم والنزاع فيه أيضا لفظي. فمن فسّر العام بما يستغرق في محلّ النطق لم يجعل المفهوم عاما ضرورة أنّه ليس في محلّ النطق. ومن فسّره بما يستغرق في الجملة أي سواء كان في محلّ النطق أولا في محلّ النطق جعل المفهوم عاما، هذا كلّه خلاصة ما في التلويح وشرح مختصر الأصول وحواشيه.

التقسيم:
العام على ثلاثة أقسام. الأول الباقي على عمومه. قال القاضي جلال الدين البلقيني: مثاله في القرآن عزيز، إذ ما من عام إلّا وقد خص منه البعض. وذكر الزركشي في البرهان أنّه كثير، منه قوله تعالى: وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً. وأمثال ذلك.
والظاهر أنّ مراد القاضي أنه عزيز في الأحكام الفرعية لا في غير الأحكام الفرعية. وقوله تعالى حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ الآية باق على عمومه مع كونه من الأحكام الفرعية.
الثاني العام المراد به الخصوص. الثالث العام المخصوص، وللناس بينهما فروق، منها أنّ الأول لم يرد شموله لجميع أفراده لا من جهة تناول اللفظ ولا من جهة الحكم، بل هو ذو أفراد استعمل في فرد منها. والثاني أريد شموله وعمومه لجميع الأفراد من جهة تناول اللفظ لها لا من جهة الحكم. ومنها أنّ الأول مجاز قطعا لنقل اللفظ عن موضوعه الأصلي بخلاف الثاني، فإنّ فيه مذاهب أصحّها أنّه حقيقة، وعليه أكثر الشافعية وكثير من الحنفية وجميع الحنابلة، ونقله إمام الحرمين عن جميع الفقهاء لأنّ تناول اللفظ للبعض الباقي بعد تخصيص كتناوله بلا تخصيص، وذلك التناول حقيقي اتفاقا، فليكن هذا التناول حقيقيا أيضا. ومنها أنّ قرينة الأول عقلية والثاني لفظية. ومنها أنّ الأول يصحّ أن يراد به واحد اتفاقا وفي الثاني خلاف. أمّا المخصوص فأمثلته كثيرة في القرآن. ومن المراد به الخصوص قوله تعالى:
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ أي رسول الله صلّى الله عليه وسلم لجمعه عليه الصلاة والسّلام ما في الناس من الخصال الحميدة، وقوله تعالى الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ الآية، والقائل به واحد نعيم بن مسعود الأشجعي. وقوله: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي الآية أي جبرئيل كما في قراءة ابن مسعود كذا في الاتقان.

برر

برر


بَرَّ(n. ac. بِرّ
مَبْرَرَة)
a. Was kind to.
b.(n. ac. بَرّ
بِرّ
بُرُوْر), Was true to.
c. Was pious.
d. Was truthful.

بَرَّرَa. Justified.

بَاْرَرَa. Behaved kindly to.

أَبْرَرَa. Was true ( to his oath ).
b. Travelled by land.
c. ['Ala], Subdued.
تَبَرَّرَa. Became good, just, pious.

بَرّ
(pl.
بُرُوْر)
a. Terra firma, mainland.
b. Province, Continent.

بَرَّةa. Obedience.

بَرِّيّa. Savage, wild.
b. Flat land; uncultivated, barren.

بَرِّيَّة
(pl.
بَرَاْرِيّ)
a. Country; moor-land.

بِرّa. Piety, benevolence.
b. Innocence.
c. Good faith.

بُرّa. Wheat.

بَاْرِر
(pl.
أَبْرَاْر)
a. Pious.

بَرَّاْنِيّa. Exterior, external. — (b,) Foreigner.

بَرَّا
a. Outside.

بَرَّانِيّ
a. Exterior.
b. Foreign.
(برر) عمله زَكَّاهُ وَذكر من الْأَسْبَاب مَا يبيحه (محدثة)
برر
عن اللغة الفارسية برار: اسم مقاطعة في الدكن بالهند، أو بمعنى السلام والاتحاد والوفاق والاتفاق.
برر
عن اللغة الإنجليزية القديمة بمعنى قوس وبوابة وإطار.
برر
بررة من (ب ر ر) بحذف التاء المربوطة جمع البار الصادق والصالح والكامل.
(ب ر ر) : (الْبِرُّ) الصَّلَاحُ وَقِيلَ الْخَيْرُ قَالَ شِمْرٌ وَلَا أَعْلَمُ تَفْسِيرًا أَجْمَعَ مِنْهُ قَالَ وَالْحَجُّ (الْمَبْرُورُ) الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْبَيْعُ الْمَبْرُورُ الَّذِي لَا شُبْهَةَ فِيهِ وَلَا كَذِبَ وَلَا خِيَانَةَ (وَيُقَالُ) صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَمِنْهُ) بَرَّتْ يَمِينُهُ صَدَقَتْ وَبَرَّ الْحَالِفُ فِي يَمِينِهِ وَأَبَرَّهَا أَمْضَاهَا عَلَى الصِّدْقِ عَنْ ابْنِ فَارِسٍ وَغَيْرِهِ.
ب ر ر

هو بر بوالديه، وبار بهما. ويقال: صدقت وبررت " ولا يعرف هراً من بر " وحج مبرور، وبر حجك، وبر الله حجك. وبرت يمينه، وأبرها صاحبها: أمضاها على الصدق. ولو أقسم على الله لأبره. ونزلوا بالبرية. وجلست براً وخرجت براً إذا جلس خارج الدار أو خرج إلى ظاهر البلد. وافتح الباب الراني و" من أصلح جوانبه، أصلح الله برانيه " ويقال: أريد جواً، ويريد براً أي أريد خفية وهو يريد علانية. وقد أبر فلان وأبحر أي هو مسفار قد ركب البر والبحر. وأبر على خصمه. وجواد مبر، وهو أقصر من برة. وأطعمنا ابن برة وهو الخبز.

ومن المجاز: فلان يبر ربه أي يطيعه. قال:

لا هم لولا أن بكراً دونكا ... يبرك الناس ويفجرونكا

وبرت بي السلعة إذا نفقت وربحت فيها. قال الأعشى:

ورجى برها عاماً فعاما
برر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أبي قلَابَة حِين قَالَ لخَالِد الحذّاء وقَدِم من مكّة: بُرَّ العَمَلُ قَالَ حدّثنَاهُ ابْن علية عَن خَالِد الْحذاء قَالَ: قَدمت من مَكَّة فلقيني أَبُو قلَابَة فَقَالَ لي: بر الْعَمَل. قَوْله: بُرَّ الْعَمَل إِنَّمَا دَعَا لَهُ بِالْبرِّ يَقُول بَرَّ الله عَمَلك أَي جعل حجَّك مبرورا والمبرور إِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذ من البِّر يَعْنِي ألاَّ يُخالطه غَيره من الْأَعْمَال الَّتِي فِيهَا المآثِمُ. وَكَذَلِكَ غَيْرُ الحَجِّ أَيْضا وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع قَالَ حدّثنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة ومروان بن مُعَاوِيَة كِلَاهُمَا عَن وَائِل ابْن دَاوُد عَن سعيد بن عُمير قَالَ: سُئِلَ النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: أيّ الكَسْبِ أفضلُ فَقَالَ: عَمَلُ الرجل بِيَدِهِ وكلّ بيع مَبْرور.

بن قَالَ أَبُو عبيد: فَجعل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام البِرَّ فِي البيع أَلا يخالطه كذب وَلَا شَيْء من الْإِثْم] .

أَحَادِيث عَطاء أبي رَبَاح رَحمَه الله
(برر) - في الحديث: "ما لَنا طَعامٌ إلا البَرِيرَ".
قال ابنُ الأَعرابِىّ: الأَسودُ من ثَمَر الأَراكِ بَرِير، وما لم يَسوَدَّ: كَباثٌ، وجِماعُه المَرْدُ، وقال الأَصْمَعِىُّ: الكَبَاثُ: ثَمَر الأَراك، والبَرِيرُ: الغَضّ، ويانِعُه المَرْد، وقيل: البَرِيرُ: اسمٌ للجميع.
- في حديث سَلْمان: "مَنْ أصَلح جَوَّانِيَّه أَصلَح اللهُ بَرانِيَّة"
يريد بالبَرَّانى: العَلانِيةَ: والألف والنون للتّأْكِيد، من قولهم: خرج فلان بَرًّا: أي خَرَج من الكِنِّ إلى الصحراء، وليس من كلامهم القَدِيم. يقال رجل بَرٌّ: أي خارج، وتَبابَر: رَكِب البَرِّ، كما يقال: أَبحَر: رَكِبَ البَحر، وأَبَّر أيضا: رَكِبَ البَرَّ على قِياس أَبحَر. - في الحديث: "أبرَّ اللهُ تَعالى قَسَمه" .
يقال: بَرَّ قَسَمَه وأَبرَّها: صَدَّقَها.
- في الحديث : "الحَجُّ المَبْرورُ".
: أي المَقْبوُل، المُقابَل بالبِرِّ.
- في الحديث: "أَبرَّ ناضِحُهم" .
: أي غَلَب واستَصْعَب.
- في حديث أبى بَكْر: "لم يَخرُجْ من إِلَّ ولا بِرٍّ"
: أي صَدَق، من قولهم: بَرَّ في يَمِينِه.
[برر] البِرُّ: خلاف العُقوقِ، والمَبَرَّةُ مثْله. تقول: بَرِرْتُ والدي بالكسر، أَبَرُّهُ بِرّاً، فأنا بَرٌّ به وبارٌّ. وجمع البَرَّ أَبْرارٌ، وجمع البار البررة. وفلان يبر خالقه ويَتَبَرَّرُهُ، أي يطيعه . والأمُّ بَرَّةٌ بولدها. وبَرَّ فلانٌ في يمينه، أي صَدَقَ. وبَرَّ حَجُّهُ، وبُرَّ حجه، وبر الله حجه، براء، بالكسر في هذا كلِّه. وتَبارُّوا: تفاعَلوا من البِرِّ. وفي المثل: " لا يَعْرِفُ هِرّاً من بِرٍّ "، أي لا يعرف مَن يكرهه ممن يبره. وقال ابن الاعرابي: الهر: دعاء الغنم، والبر: سوقها. والبر بالفتح: خلاف البحر. والبَرِّيَّةُ بالفتح: الصحراء والجمع البراري. والبريت بوزن فعليت: البرية، فلما سكنت الياء صارت الهاء تاء، مثل عفريت وعفرية، والجمع البراريت. وبَرَّةُ: اسمُ البرِّ، وهو معرفة. قال النابغة : إنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بيننا * فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ - وبرة بنت مر: أخت تميم بن مر، وهى أم النضر بن كنانة. والبربرة: الصوت، وكلام في غضبٍ. تقول: بَرْبَرَ فهو بَرْبارٌ، مثل ثرثر فهو ثرثار. وبربر: جيل من الناس، وهم البرابرة. والهاء للعجمة والنسب، وإن شئت حدفتها. والبَريرُ: ثمرُ الأراكِ، واحدتها بَريرَةٌ. وبريرة: اسم امرأة. والبُرُّ: جمع بُرَّةٍ من القمح. ومنع سيبويه أن يجمع البُرُّ على أَبْرارٍ، وجوَّزه المبرِّد قياساً. والبربور: الجشيش من البر. وأَبَرَ اللهُ حَجَّكَ، لغةٌ في بَرَّ اللهُ حَجَّكَ، أي قَبِلَهُ. وأَبَرَّ فلانٌ على أصحابه، أي علاهُم. ابن السكيت: أَبَرَّ فلانٌ، إذا ركب البر. 
ب ر ر: الْبِرُّ ضِدُّ الْعُقُوقِ وَكَذَا (الْمَبَرَّةُ) تَقُولُ: (بَرِرْتُ) وَالِدِي بِالْكَسْرِ أَبَرُّهُ (بِرًّا) فَأَنَا (بَرٌّ) بِهِ وَ (بَارٌّ) وَجَمْعُ الْبَرِّ (أَبْرَارٌ) وَجَمْعُ (الْبَارِّ) بَرَرَةٌ وَفُلَانٌ (يَبَرُّ) خَالِقَهُ وَ (يَتَبَرَّرُهُ) أَيْ يُطِيعُهُ قُلْتُ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَ (التَّبَرُّرَ) بِمَعْنَى الطَّاعَةِ غَيْرَهُ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَالْأُمُّ (بَرَّةٌ) بِوَلَدِهَا. وَ (بَرَّ) فِي يَمِينِهِ صَدَقَ، وَبَرَّ حَجُّهُ بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَبُرَّ حَجُّهُ بِضَمِّهَا، وَبَرَّ اللَّهُ حَجَّهُ يَبُرُّ بِالضَّمِّ فِيهِمَا بِرًّا بِالْكَسْرِ فِي الْكُلِّ وَ (تَبَارُّوا) تَفَاعَلُوا مِنَ الْبِرِّ، وَفِي الْمَثَلِ «لَا يَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرٍّ» أَيْ لَا يَعْرِفُ مَنْ يَكْرَهُهُ مِمَّنْ يَبَرُّهُ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْهِرُّ دُعَاءُ الْغَنَمِ وَالْبِرُّ سَوْقُهَا. وَ (الْبَرُّ) ضِدُّ الْبَحْرِ وَ (الْبَرِّيَّةُ) الصَّحْرَاءُ، وَالْجَمْعُ (الْبَرَارِيُّ) وَ (الْبَرِّيتُ) بِوَزْنِ فَعْلِيتٍ الْبَرِّيَّةُ. وَ (الْبَرْبَرَةُ) صَوْتٌ وَكَلَامٌ فِي غَضَبٍ، تَقُولُ مِنْهُ (بَرْبَرَ) فَهُوَ (بَرْبَارٌ) . وَ (بَرْبَرُ) جِيلٌ مِنَ النَّاسِ وَهُمُ (الْبَرَابِرَةُ) وَالْهَاءُ لِلْعُجْمَةِ أَوِ النَّسَبِ وَإِنْ شِئْتَ حَذَفْتَهَا. وَ (الْبُرُّ) جَمْعُ (بُرَّةٍ) مِنَ الْقَمْحِ وَمَنَعَ سِيبَوَيْهِ أَنْ يُجْمَعَ الْبُرُّ عَلَى (أَبْرَارٍ) وَجَوَّزَهُ الْمُبَرِّدُ قِيَاسًا. وَ (أَبَرَّ) اللَّهُ حَجَّهُ لُغَةٌ فِي بَرَّهُ أَيْ قَبِلَهُ. وَأَبَرَّ الرَّجُلُ عَلَى أَصْحَابِهِ أَيْ عَلَاهُمْ وَأَبَرَّ الرَّجُلُ رَكِبَ الْبَرَّ. 
ب ر ر : الْبَرُّ بِالْفَتْحِ خِلَافُ الْبَحْرِ وَالْبَرِّيَّةُ نِسْبَةٌ إلَيْهِ هِيَ الصَّحْرَاءِ.

وَالْبُرُّ بِالضَّمِّ الْقَمْحُ الْوَاحِدَةُ بُرَّةٌ.

وَالْبِرُّ بِالْكَسْرِ الْخَيْرُ وَالْفَضْلُ.

وَبَرَّ الرَّجُلُ يَبَرُّ بِرًّا وِزَانُ عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْمًا فَهُوَ بَرٌّ بِالْفَتْحِ وَبَارٌّ أَيْضًا أَيْ صَادِقٌ أَوْ تَقِيٌّ وَهُوَ خِلَافُ الْفَاجِرِ وَجَمْعُ الْأَوَّلِ أَبْرَارٌ وَجَمْعُ الثَّانِي بَرَرَةٌ مِثْلُ: كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ.

وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِلْمُؤَذِّنِ صَدَقْت وَبَرَرْت أَيْ صَدَقْت فِي دَعْوَاك إلَى الطَّاعَاتِ وَصِرْت بَارًّا دُعَاءٌ لَهُ بِذَلِكَ وَدُعَاءٌ لَهُ بِالْقَبُولِ وَالْأَصْلُ بَرَّ عَمَلُك وَبَرَرْت وَالِدِي أَبُرُّهُ بِرًّا وَبُرُورًا أَحْسَنْت الطَّاعَةَ إلَيْهِ وَرَفَقْت بِهِ وَتَحَرَّيْت مَحَابَّهُ وَتَوَقَّيْت مَكَارِهَهُ وَبَرَّ الْحَجُّ وَالْيَمِينُ وَالْقَوْلُ بِرًّا أَيْضًا فَهُوَ بَرٌّ وَبَارٌّ أَيْضًا وَيُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّيًا أَيْضًا بِنَفْسِهِ فِي الْحَجِّ وَبِالْحَرْفِ فِي الْيَمِينِ وَالْقَوْلِ فَيُقَالُ بَرَّ اللَّهُ تَعَالَى الْحَجَّ يَبَرُّهُ بُرُورًا أَيْ قَبِلَهُ وَبَرِرْتُ فِي الْقَوْلِ وَالْيَمِينِ أَبَرُّ فِيهِمَا
بُرُورًا أَيْضًا إذَا صَدَقْت فِيهِمَا فَأَنَا بَرٌّ وَبَارٌّ وَفِي لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَبَرَّ اللَّهُ تَعَالَى الْحَجَّ وَأَبْرَرْت الْقَوْلَ وَالْيَمِينَ وَالْمَبَرَّةُ مِثْلُ: الْبِرِّ وَالْبَرِيرُ مِثَالُ كَرِيمٍ ثَمَرُ الْأَرَاكِ إذَا اشْتَدَّ وَصَلُبَ الْوَاحِدَةُ بَرِيرَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْمَرْأَةُ.

وَأَمَّا الْبَرْبَرُ بِبَاءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ وَرَاءَيْنِ وِزَانُ جَعْفَرٍ: فَهُمْ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ كَالْأَعْرَابِ فِي الْقَسْوَةِ وَالْغِلْظَةِ وَالْجَمْعُ الْبَرَابِرَةُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ. 
[برر] نه فيه: "البر" هو العطوف على عباده ببره ولطفه، والبار بمعناهلم يبلغني كفارة يعني لم يبلغني أنه كفر قبل الحنث فإن وجوبها مجمع عليه. نه وفيه: ناضح آل فلان قد "أبر عليهم" أي استصعب وغلبهم. وفي ح زمزم: احفر "برة" سميت بها لكثرة منافعها وسعة مائها. وفيه: من أصلح جوانيه أصلح الله "برانيه" أي علانيته، والألف والنون زيدتا في النسب من قولهم: خرج برا أي إلى البر والصحراء. وفيه: نستعضد "البرير" هو ثمر الأراك أي نجنيه للأكل. ومنه: ما لنا طعام إلا "البرير". در: و"البريرة" رفع الصوت بكلام لا يكاد يفهم. ك: فدعا "بريرة" أشكل بأن عائشة لم تشترها إلا بعد قصة الإفك ولعل تفسير الجارية بها من بعض الرواة. وح: "ليبر" يعني الكفارة يجيء في "لجج".
[ب ر ر] البِرُّ الصِّدْقُ والطّاعَةُ وفي التَّنْزِيلِ {لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُولُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ولَكِنَّ الْبِرَّ مَنْءَامَنَ بِاللهِ} البقرة 177 أرادَ ولكِنَّ البِرًّ بِرٌّ مَنْ آمَنَ باللهِ وهو قَوْل سِيبَوَيْهِ وقالَ بَعْضُهم ولَكنَّ ذا البِرِّ مَنْ آمن بالله قالَ ابنُ جِنِّي والأوَّلُ أَجْوَدُ لأَنَّ حَذْفَ المُضافِ ضَرْبٌ من الاتِّساعِ والخَبَرُ أَوْلَى بذلِكَ من المُبْتَدَأَ لأَنَّ الاتِّساعَ بالأَعْجازِ أَوْلَى منه بالصُّدُورِ وأَمّا ما رُوِيّ من أَنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَيْسَ مِنَ امْبِرٍّ امْصِيامُ في امْسَفَر يريدُ لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيامُ فِي السَّفَرِ فإنَّه أَبْدَلَ لامَ المَعْرِفَةِ مِيمًا وهو شاذٌّ لا يَسُوغُ حَكاهُ ابنُ جِنِّي عَنْه قالَ ويُقالُ إِنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ لَمْ يَرْوِ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غيرَ هذا الحدِيثِ ونَظِيرُه في الشُّذُوذِ ما قَرَأْتُه عَلَى أَبِي عَلِيٍّ بإِسْنادِهِ إِلى الأَصْمَعِيِّ قالَ يُقالُ بَناتُ مَخْرٍ وبَناتُ بَخْرٍ وهُنَّ سَحائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ بِيضٌ مُنْتَصِباتٌ في السَّماء وبَرَّةُ اسمٌ عَلَمٌ لمَعْنَى البِرِّ فلذلِك لم يُصْرَف لأَنَّه اجْتَمَعَ فيه التَّعْرِيفُ والتَّأْنِيثُ وقد تَقَدَّمَ في فَجارِ قالَ النّابِغَةُ

(إِنّا احْتَمَلْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا ... فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ)

وقَدْ بَرَّ رَبَّه وبَرَّتْ يَمِينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّا وبِرّا وبُرُورًا صَدَقَتْ وأَبَرَّها أَمْضاهَا عَلَى الصِّدْقِ والبَرُّ الصّادِقُ وفي التَّنْزِيلِ {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} الطور 28 وبُرَّ عَمَلُه وبَرَّ بَرّا وبُرُورًا وأَبَرَّ وأَبَرَّهُ اللهُ قالَ الفَرّاءُ بُرَّ حَجُّه فإِذا قالُوا أَبَرَّ الله حَجَّكَ قالُوه بالأَلِفِ قال والبِرُّ في اليَمِينِ مِثْلُه وقالُوا في الدُّعاءِ مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ومَبْرُورًا مَأْجُورًا تِميمُ تَرْفَعُ على إِضمارِ أَنْتَ وأَهْلُ الحِجازِ يَنْصِبُون على تقدير اذْهَبْ مَبْرُورًا ورَجُلٌ بَرٌّ من قَوْمٍ أَبْرارٍ وبارٌّ من قَوْمٍ بَرَرَةٍ والبِرٌّ ضِدُّ العُقُوقِ وقَدْ بَرَّ والِدَه يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرّا فيَبَرُّ على بَرِرْتُ ويَبِرُّ على بَرَرْتُ على حَدِّ ما تَقَدَّمَ في اليَمِينِ وهو بَرٌّ به وبارٌّ عن كُراع وأنكَرَ بَعْضُهم بارٌّ وفي الحَدِيثِ تَمَسَّحُوا بالأَرْضِ فإِنَّها بِكم بَرَّةٌ أَي تكونُ بُيُوتُكمُ عليها وتُدْفَنُون فيها وامْرَأَةٌ بارَّةٌ وبَرَّةٌ عن اللَّحيانِيِّ واللهُ يَبَرُّ عِبادَه يَرْحَمُهُم وهو البَرُّ وبَرَرْتُه بِرّا وَصَلْتُه وفِي التَّنْزِيل {أن تبروهم وتقسطوا إليهم} الممتحنة 8 وقَوْلُهُم ما يَعْرِفُ هِرّا من بِرَّ مَعْناهُ ما يَعْرِفُ من يَهُرُّه أَى يَكْرَهُهُ ممن يَبِرُّه وقِيلَ الهِرُّ السَّنَّوْرُ والبِرُّ الفَأْرَةُ في بعضِ اللُّغاتِ أَو دُوَيْبَّةٌ تُشْبهُها وقَدْ أَنْعَمْنا شَرْحَ هذا فِيما تَقَدَّمَ وأَبَرَّ الرَّجُلُ كثُرَ ولَدُه وأَبَرَّ القَوْمُ كَثُرُوا وكذلِكَ أَعَرُّوا فأَبَرُّوا أَبَرُّوا في الخَيْرِ وأَعَرُّوا في الشَّرِّ وقد تَقدَّم أَعَرُّوا في مَوْضِعِه والبَرُّ خِلافُ البَحْرِ والبَرِّيَّةُ من الأَرْضِينَ بفَتْحِ الباءِ خِلافُ الرِّيفِيَّةِ والبَرِّيَّةُ الصَّحْراءُ نُسِبَتْ إلى البَرِّ كذلِك رَواهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ بالفَتْحِ كالَّذِي قَبْلَه وإِنَّه لمُبِرٌّ بذلكِ أَي ضَابِطٌ له وأَبَرَّ عَلَيْهِم غَلَبَهُم وأَبَرّ عليهم شَرّا حكاهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(إِذا كنتُ مِنْ حِمّانَ في قَعْرِ دارِهِمْ ... فلَسْت أُبالِي مَنْ أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ)

ثم قالَ أَبَرَّ من قَوْلِهم أَبَرَّ عَلَيْهِم شَرّا وأَبرَّ وفَجَرَ واحِدٌ فجَمعَ بينَهما وابْتَرَّ الرَّجُلُ انْتَصَبَ مُنْفَرِدًا من أَصْحابِه والبَرِيرُ ثَمَرُ الأَراكِ عامَّةً فالمَرْدُ غَضُّه والكَباثُ نَضِيجُه وقِيل البَرِيرُ أَوَّلُ ما يَظْهَرُ من ثَمَرِ الأَراكِ وهُوَ حُلْوٌ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ البَرِيرُ أَعْظَمُ حَبّا من الكباثِ وأَصْغَرُ عُنْقُودًا منه وله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صَغِيرةٌ صُلْبَةٌ أكبرُ من الحِمَّصِ قَلِيلاً وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ الواحِدَةُ من جَمِيع ذلك بَرِيرَةٌ والبُرُّ الحِنْطَةُ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ

(لا دَرَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعِنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ)

ورَواهُ ابنُ دُرَيْدٍ رائِدَهُم قالَ ابنُ دُرَيْدٍ البُرُّ أَفْصَحُ من قَوْلِهم القَمْحُ والحِنْطَةُ واحِدَتُه بُرَّةٌ قال سِيبَوَيْهِ ولا يُقالُ لصاحِبِه بَرّارٌ علَى ما يَغْلِبُ في هذا النَّحْوِ لأَنَّ هذا الضَّرْبَ إِنَّما هو سَماعِيٌّ لا اطِّرادِيٌّ والبُرْبُورُ الجَشِيشُ من البُرِّ والبَرْبَرَةُ كثرةُ الكَلامِ والجَلَبَةُ باللِّسانِ وقِيلَ الصِّياحُ رَجُلٌ بَرْبارٌ وقَدْ بَرْبَرَ وبَرْبَرٌ جِيلٌ يُقالُ إِنَّهُم من وَلَدِ بَرِّ بنِ قَيْسِ بنِ عَيْلانَ ولا أَدْرِي كَيْفَ هذا والبَرابِرَةُ الجَماعَةُ مِنْهُم زادُوا الهاءَ فيه إِمّا للعُجْمَةِ وإِمّا للنَّسَبِ وهُوَ الصَّحِيحُ وبَرْبَرَ التَّيْسُ للهِياج نَبَّ ودَلْوٌ بَرْبارٌ لَها في الماءِ بَرْبَرَةٌ أَي صَوْتٌ قالَ رُؤْبَةُ

(أَرْوِي ببَرْبارَيْنِ في الغِطْماطِ ... )

والبُرَيْراءُ على لَفْظِ التَّصْغِير مَوْضِعٌ قال (إِنَّ بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى ... فوَكْزٍ إلى النَّقْبَيْنِ من وَبِعَانِ)

ومَبَرَّةُ أكَمَةٌ دُونَ الجارِ إلى المَدِينَةِ قالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ

(أَقْوَى الغِياطِلُ من حِراجِ مَبَرَّةٍ ... فجُنُوبُ سَهْوَةَ قد عَفَتْ فرِمالُها)
برر
برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في بَرَرْتُ، يَبِِرّ، ابْرِرْ/ بِرَّ، بِرًّا وبُرورًا، فهو بارّ وبَرّ، والمفعول مَبْرور (للمتعدِّي)
• بَرَّ حَجُّه: قُبِلَ.
• برَّتِ اليمينُ: صدَقت "برّت عينُه- برَّ في قوله" ° فعل مبرور: ما لا شبهة فيه ولا كذب ولا خيانة.
• برَّ والِدَيْه: توسَّع في الإحسان إليهما ووصلَهما ورفق بهما وأحسن معاملتهما، عكس عقَّ "ابن بار: مطيع، يُحسن معاملة والديه عن حبّ- {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} ".
• برَّ اللهُ حجَّه: قَبِلَه "حج مبرور: لا يخالطه شيءٌ من المآثم- برَّ اللهُ صلاتَه".
• برّ اللهُ قَسَمَه: أجابه إلى ما أقسم عليه.
• برَّ الشَّخصُ ربَّه: توسّع في طاعته "برّ خالقَه: أطاعه- الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ [حديث]- {وَلَكِنَّ الْبَارَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [ق] ".
• برَّ بيمينه/ برَّ في يمينه: وفّى بها، صدق فيها "برَّ بوعده". 

برَّ2 بَرِرْتُ، يَبَرّ، ابْرَرْ/ بَرَّ، بِرًّا، فهو بَارّ وبَرّ
• بَرَّ الشَّخصُ: صلَح، ضدّ فجَر.
• برَّ حَجُّه ونحوه: قُبِلَ "برَّتِ الصَّلاةُ".
• برَّتِ اليمينُ: صَدَقَت.
• برَّتِ السِّلعةُ: راجتْ.
• برَّ البيعُ: خَلا من الشّبهة والكذب والخيانة. 

أبرَّ يُبرّ، أبرِرْ/ أبِرَّ، إبْرارًا، فهو مُبِرّ، والمفعول مُبَرّ (للمتعدِّي)
• أبرَّ الجنودُ: نزلوا إلى البَرِّ (إمّا من البحر أو من الجوّ بالمظلات).

• أبرَّ اليمينَ: صَدَق في تنفيذها ولم يحنث "أبرَّ وعده ولم يُخْلفه: وفَّى به".
• أبرَّ اللهُ حَجَّه: برَّه، قَبِلَه.
• أبرَّ اللهُ قسمَه: برّه، أجابه إلى ما أقسم عليه "رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ [حديث] ". 

برَّرَ يبرِّر، تَبْريرًا، فهو مُبرِّر، والمفعول مُبرَّر
• برَّر العملَ ونحوَه: سوَّغه؛ زكّاه وذكَر مايبيحه من الأسباب والمعاذير "برَّرت إسرائيلُ عدوانَها بدعوى الدِّفاع عن أمنها- تبرير جريمة- برَّر موقفَه- الغاية تبرِّر الوسيلة: قول يتذرَّع به بعض المخطئين لتبرير ارتكابهم الخطأ". 

بارّ [مفرد]: ج بارّون وبَرَرة:
1 - اسم فاعل من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2.
2 - صادق وفيّ "عرفته بارًّا في يمينه".
3 - كثير الخير والإحسان، صالح، حسن الخلق، عارِف بالجميل، رحيم بوالديه " {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرَامٍ بَرَرَةٍ}: والمراد هنا الملائكة".
• البارّ: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: فاعل البرّ والإحسان إلى عباده في الدُّنيا والدِّين وإصلاح أحوالهم. 

بَرّ [مفرد]: ج أبرار (للعاقل) وبُرور:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2.
2 - طائع ومخلص الود، كثير الطاعة لوالديه، محسن " {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} - {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ} ".
3 - أرض يابسة، ما انبسط من سطح الأرض ولم يغطِّه ماء، عكس بَحْر "يَشغل البَرُّ حوالي ثُلث الكرة الأرضيّة- {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} " ° بَرّ الأمان: بعيد عن الخطر ومصدر التَّهديد- بَرًّا وبحرًا: عن طريق البَرِّ والبحر- جلَسَ بَرًّا: خارجًا.
• البَرُّ: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: فاعل البرّ والإحسان، الذي يُصلح أحوال عباده، ويُحسن إليهم في دينهم ودُنياهم " {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} ". 

بُرّ [جمع]: مف بُرَّة: (نت) حَبّ القمح، قمح صُلْب. 

بِرّ [مفرد]:
1 - مصدر برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2 ° بِرُّ الوالدَيْن: إطاعتهما وإخلاص الودّ لهما- خيرُ البِرِّ عاجلُه: أفضل أعمال البرّ ما كان سريعًا.
2 - خير واتساع في الإحسان، فَضْل، صدق، طاعة، صلاح، عطاء، كلمة جامعة لكلِّ صفات الخير كالتَّقوى والطَّاعة والصِّلة والصِّدق "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ [حديث]- {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ".
3 - ثواب الله ورحمته " {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ". 

بَرّانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَرّ: على غير قياس.
2 - خارجيّ ظاهر، خلاف جَوّانيّ "مَنْ أَصْلَحَ جَوَّانِيَّه أَصْلَحَ الله بَرَّانيَّه [حديث] ". 

برّمائِيّ [مفرد]: ج برّمائيات:
1 - بَرْمائيّ، قادر على العيش في الماء وعلى اليابسة، وهي كلمة مركّبة من كلمتي بَرّ وماء ° دبَّابة برّمائيَّة: مُعَدَّة للسير في الماء واليابسة- طائرة برّمائيَّة: طائرة مُعَدَّة للإقلاع من البرّ والبحر وللهبوط في أيٍّ منهما على السَّواء.
2 - (حن) كائن حيّ يعيش طورًا من حياته في الماء متنفسًا بالخياشيم، ويقضي طورًا آخر على البرّ متنفسًا بالرئتين، مثل الضفدع. 

برّمائيَّات [جمع]: مف بَرّمائيّ: (حن) بَرّمائيّات، حيوانات تعيش طورًا من حياتها في الماء متنفِّسة بالخياشيم، وتقضي طورًا آخر على البرّ متنفِّسة بالرئتين منها الضفادع (انظر: ب ر م ا ء - بَرْمائيّات). 

بَرِّيّ [مفرد]: مؤ بَرِّيَّة، ج مؤ بَرِّيَّات وبَرارٍ: اسم منسوب إلى بَرّ: خلاف البحرِيّ ° برّيّ الطِّباع: غير اجتماعي يتجنّب الناس أو يخافهم، ويبتعد عن الاختلاط بهم وعن معاشرتهم- جوّيّ برّيّ: خاصّ بالقوات الجوّيّة والبّريّة معًا.
• حيوان بَرِّيّ: (حن) حيوان يعيش في البَرّ، مُتوحِّش ليس أليفًا، كالأرنب البَرّي.
• نبات بَرّيّ: (نت) ما لا يُزرع عادة، عكسه نبات بُستانيّ.
• سلحفاة بَرِّيَّة: (حن) نوع من السلاحف لها أطراف خلفيّة غليظة ودرع عظميّ يغطِّي ظهرها. 

بَرِّيَّة [مفرد]: ج بَرارٍ وبراريّ وبرّيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَرّ: خلاف البحريَّة.
2 - مصدر صناعيّ من بَرّ: صحراء، بادية، مفازة، قفر "خرج إلى البرِّيَّة".
• الخطوط البَرِّيَّة: الطُّرق التي تسلكها القطاراتُ أو السَّيَّاراتُ وغيرها.
• قوَّات برِّيَّة: جيوش ميدانها البرَّ "موقعة/ معركة برِّيَّة". 

بُرور [مفرد]: مصدر برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في. 

تَبْرير [مفرد]: ج تبريرات (لغير المصدر):
1 - مصدر برَّرَ.
2 - تفسيرُ المرء سلوكَه بأسباب معقولة أو مقبولة ولكنَّها غير صحيحة "كانت تبريراته مقْنعة". 

مَبَرَّة [مفرد]: ج مَبَرَّات ومَبارّ:
1 - مصدر ميميّ من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في وبرَّ2.
2 - اسم مكان من برَّ1/ برَّ بـ/ برَّ في: مكان البرّ والأعمال الخيريَّة.
3 - مؤسسة خيريّة كالمستشفى والمَلْجَأ "تَأْوي المَبَرَّة المرضى والأيتام".
4 - عمل خيريّ "احتفى أصدقاء الفقيد بطيِّب أعماله ومَبرّاته". 

مُبرِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من برَّرَ.
2 - سبب أو عذر يدعو إلى التبرير، مُسوِّغ، شيء موجب للقيام بفعل أو ردّ فعل "قدَّم مُبرِّرات طَلَبه" ° لا مُبرِّر له/ بدون مُبرِّر: لا عُذْر له أو لا مُسوّغَ له. 

برر: البِرُّ: الصِّدْقُ والطاعةُ. وفي التنزيل: ليس البِرَّ أَنْ

تُوَلُّوا وجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ ولكنْ البِرَّ مَنْ آمنَ

باللهِ؛ أَراد ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمن بالله؛ قال ابن سيده: وهو

قول سيبويه، وقال بعضهم: ولكنَّ ذا الْبِرّ من آمن بالله؛ قال ابن جني:

والأَول أَجود لأَن حذف المضاف ضَرْبٌ من الاتساع والخبر أَولى من المبتدإ

لأَن الاتساع بالأَعجاز أَولى منه بالصدور. قال: وأَما ما يروى من أَن

النَّمِرَ بنَ تَوْلَب قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: ليس

من امْبِرِّ امْصِيامُ في امْسَفَرِ؛ يريد: ليس من البر الصيام في

السفر، فإِنه أَبدل لام المعرفة ميماً، وهو شاذ لا يسوغ؛ حكاه عنه ابن جني؛

قال: ويقال إِن النمر بن تولب لم يرو عن النبي، صلى الله عليه وسلم، غير

هذا الحديث؛ قال: ونظيره في الشذوذ ما قرأْته على أَبي عليّ بإِسناده إِلى

الأَصمعي، قال: يقال بَناتُ مَخْرٍ وبَناتُ بَخْرٍ وهن سحائب يأْتين

قَبْلَ الصيف بيضٌ مُنْتَصِباتٌ في السماء. وقال شمر في تفسير قوله، صلى الله

عليه وسلم: عليكم بالصِّدْق فإِنه يَهْدي إِلى البِرِّ؛ اختلف العلماء

في تفسير البر فقال بعضهم: البر الصلاح، وقال بعضهم: البر الخير. قال: ولا

أَعلم تفسيراً أَجمع منه لأَنه يحيط بجميع ما قالوا؛ قال: وجعل لبيدٌ

البِرَّ التُّقى حيث يقول:

وما البِرُّ إِلا مُضْمَراتٌ مِنَ التُّقى

قال: وأَما قول الشاعر:

تُحَزُّ رؤُوسهم في غيرِ بِرّ

معناه في غير طاعة وخير. وقوله عز وجل: لَنْ تنالوا البِرَّ حتى

تُنْفِقُوا مما تُحِبُّونَ؛ قال الزجاج: قال بعضهم كلُّ ما تقرّب به إِلى الله

عز وجل، من عمل خير، فهو إِنفاق. قال أَبو منصور: والبِرُّ خير الدنيا

والآخرة، فخير الدنيا ما ييسره الله تبارك وتعالى للعبد من الهُدى

والنِّعْمَةِ والخيراتِ، وخَيْرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنعيم الدائم في الجنة، جمع

الله لنا بينهما بكرمه ورحمته.

وبَرَّ يَبَرُّ إِذا صَلَحَ. وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ إِذا صدقه ولم

يَحْنَثْ. وبَرَّ رَحِمَهُ

(* قوله «وبرّ رحمه إلخ» بابه ضرب وعلم). يَبَرُّ

إِذا وصله. ويقال: فلانٌ يَبَرُّ رَبَّهُ أَي يطيعه؛ ومنه قوله:

يَبَرُّك الناسُ ويَفْجُرُونَكا

ورجلٌ بَرٌّ بذي قرابته وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وأَبْرَارٍ، والمصدر

البِرُّ. وقال الله عز وجل: لَيْسَ البِرِّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكم قِبَلَ

المشرق والمغرب ولكنَّ البِرَّ من آمن بالله؛ أَراد ولكن البِرَّ بِرُّ

من آمن بالله؛ قول الشاعر:

وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ

خِلالَتُهُ كأَبي مَرْحَبِ؟

أَي كخِلالَةِ أَبي مَرْحَبٍ. وتَبارُّوا، تفاعلوا: من البِرّ. وفي حديث

الاعتكاف: أَلْبِرَّ تُرِدْنَ؛ أَي الطاعةَ والعبادَةَ. ومنه الحديث:

ليس من البر الصيام في السفر. وفي كتاب قريش والأَنصار: وإِنَّ البِرَّ دون

الإِثم أَي أَن الوفاء بما جعل على نفسه دون الغَدْر والنَّكْث.

وبَرَّةُ: اسْمٌ عَلَمٌ بمعنى البِر، مَعْرِفَةٌ، فلذلك لم يصرف، لأَنه

اجتمع فيه التعريف والتأْنيث، وسنذكره في فَجارِ؛ قال النابغة:

إِنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْنَنا،

فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ

وقد بَرَّ رَبَّه. وبَرَّتْ يمينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّاً وبِرّاً

وبُرُوراً: صَدَقَتْ. وأَبَرَّها: أَمضاها على الصِّدْقِ والبَرُّ: الصادقُ.

وفي التنزيل العزيز: إِنه هو البَرُّ الرحيمُ. والبَرُّ، من صفات الله

تعالى وتقدس: العَطُوفُ الرحيم اللطيف الكريم. قال ابن الأَثير: في أَسماء

الله تعالى البَرُّ دون البارِّ، وهو العَطُوف على عباده بِبِرَّهِ

ولطفه. والبَرُّ والبارُّ بمعنًى، وإِنما جاء في أَسماء الله تعالى البَرُّ

دون البارّ. وبُرَّ عملُه وبَرَّ بَرّاً وبُرُوراً وأَبَرَّ وأَبَرَّه

الله؛ قال الفراء: بُرَّ حَجُّه، فإِذا قالوا: أَبَرَّ الله حَجَّك، قالوه

بالأَلف. الجوهري: وأَبَرَّ اللهُ حَجَّك لغة في بَرَّ اللهُ حَجَّك أَي

قَبِلَه؛ قال: والبِرُّ في اليمين مثلُه. وقالوا في الدعاء: مَبْرُورٌ

مَأْجُورٌ ومَبرُوراً مَأْجوراً؛ تميمٌ ترفع على إِضمار أَنتَ، وأَهلُ

الحجاز ينصبون على اذْهَبْ مَبْرُوراً. شمر: الحج المَبْرُورُ الذي لا يخالطه

شيء من المآثم، والبيعُ المبرورُ: الذي لا شُبهة فيه ولا كذب ولا خيانة.

ويقال: بَرَّ فلانٌ ذا قرابته يَبَرُّ بِرّاً، وقد برَرْتُه أَبِرُّه،

وبَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً، وبَرَّ الحجُّ يَبِرُّ بِرّاً، بالكسر،

وبَرَّ اللهُ حَجَّهُ وبَرَّ حَجُّه. وفي حديث أَبي هريرة قال: قال رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم: الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إِلا الجنةُ؛

قال سفيان: تفسير المبرور طِيبُ الكلام وإِطعام الطعام، وقيل: هو المقبولُ

المقابَلُ بالبرِّ وهو الثواب؛ يقال: بَرَّ اللهُ حَجَّه وأَبَرَّهُ

بِرّاً، بالكسر، وإِبْرَاراً. وقال أَبو قِلابَةَ لرجل قَدِمَ من الحج: بُرَّ

العملُ؛ أَرادَ عملَ الحج، دعا له أَن يكون مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فيه

فيستوجب ذلك الخروجَ من الذنوب التي اقْتَرَفَها. وروي عن جابر بن

عبدالله قال: قالوا: يا رسول الله، ما بِرُّ الحجِّ؟ قال: إِطعامُ الطعام

وطِيبُ الكلامِ.

ورجل بَرٌّ من قوم أَبرارٍ، وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ؛ وروي عن ابن عمر

أَنه قال: إِنما سماهم الله أَبْراراً لأَنهم بَرُّوا الآباءَ والأَبناءَ.

وقال: كما أَن لك على ولدك حقّاً كذلك لولدك عليك حق. وكان سفيان يقول:

حقُّ الولدِ على والده أَن يحسن اسمه وأَن يزوّجه إِذا بلغ وأَن يُحِجَّه

وأَن يحسن أَدبه. ويقال: قد تَبَرَّرْتَ في أَمرنا أَي تَحَرَّجْتَ؛ قال

أَبو ذؤيب:

فقالتْ: تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا،

وما كنتَ فينا حَدِيثاً بِبِرْ

أَي تَحَرَّجْتَ في سَبْيِنا وقُرْبِنا. الأَحمَر: بَرَرْتُ قسَمي

وبَرَرْتُ والدي؛ وغيرُه لا يقول هذا. وروي المنذري عن أَبي العباس في كتاب

الفصيح: يقال صَدَقْتُ وبَرِرْتُ، وكذلك بَرَرْتُ والدي أَبِرُّه. وقال

أَبو زيد: بَرَرْتُ في قسَمِي وأَبَرَّ اللهُ قَسَمِي؛ وقال الأَعور

الكلبي:

سَقَيْناهم دِماءَهُمُ فَسالَتْ،

فأَبْرَرْنَا إِلَيْه مُقْسِمِينا

وقال غيره: أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فلان وأَحْنَثَهُ، فأَما أَبَرَّه

فمعناه أَنه أَجابه إِلى ما أَقسم عليه، وأَحنثه إِذا لم يجبه. وفي الحديث:

بَرَّ اللهُ قَسَمَه وأَبَرَّه بِرّاً، بالكسر، وإِبراراً أَي صدقه؛ ومنه

حديث أَبي بكر: لم يَخْرُجْ من إِلٍّ ولا بِرٍّ أَي صِدْقٍ؛ ومنه الحديث:

أَبو إِسحق: أُمِرْنا بِسَبْعٍ منها إِبرارُ القَسَمِ.

أَبو سعيد: بَرَّتْ سِلْعَتُه إِذا نَفَقَتْ، قال والأَصل في ذلك أَن

تُكافئه السِّلْعَةُ بما حَفِظها وقام عليها، تكافئه بالغلاء في الثمن؛ وهو

من قول الأَعشى يصف خمراً:

تَخَيَّرَها أَخو عاناتَ شَهْراً،

ورَجَى بِرَّها عاماً فعاما

والبِرُّ: ضِدُّ العُقُوقُ، والمَبَرَّةُ مثله. وبَرِرْتُ والدي،

بالكسر، أَبَرُّهُ بِرّاً وقد بَرَّ والدَه يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرّاً،

فَيَبَرُّ على بَرِرْتُ ويَبِرُّ على بَرَرْتُ على حَدِّ ما تقدَّم في اليمين؛

وهو بَرٌّ به وبارٌّ؛ عن كراع، وأَنكر بعضهم بارٌّ. وفي الحديث:

تَمَسَّحُوا بالأَرضِ فإِنها بَرَّةٌ بكم أَي تكون بيوتكم عليها وتُدْفَنُون

فيها. قال ابن الأَثير: قوله فإنها بكم برة أي مشفقة عليكم كالوالدة البَرَّة

بأَولادها يعني أَن منها خلقكم وفيها معاشكم وإِليها بعد الموت معادكم؛

وفي حديث زمزم: أَتاه آتٍ فقال: تحْفِرْ بَرَّة؛ سماها بَرَّةً لكثرة

منافعها وسعَةِ مائها. وفي الحديث: أَنه غَيَّرَ اسْمَ امرأَةٍ كانت

تُسَمَّى بَرَّةَ فسماها زينب، وقال: تزكي نفسها، كأَنه كره ذلك. وفي حديث حكِيم

بن حِزامٍ: أَرأَيتَ أُموراً كنتُ أَبْرَرْتُها أَي أَطْلُبُ بها

البِرِّ والإِحسان إِلى الناس والتقرّب إِلى الله تعالى. وجمعُ البَرّ

الأَبْرارُ، وجمعُ البارّ البَرَرَةُ. وفلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرهُ أَي

يطيعه؛ وامرأَة بَرّةٌ بولدها وبارّةٌ. وفي الحديث، في بِرّ الوالدين: وهو

في حقهما وحق الأَقْرَبِين من الأَهل ضِدُّ العُقوق وهو الإِساءةُ

إِليهم والتضييع لحقهم. وجمع البَرِّ أَبْرارٌ، وهو كثيراً ما يُخَصُّ

بالأَولياء، والزُّهَّاد والعُبَّدِ، وفي الحديث: الماهِرُ بالقرآن مع

السَّفَرَةِ الكرامِ البَرَرَةِ أَي مع الملائكة. وفي الحديث: الأَئمةُ من قريش

أَبْرارُها أُمراءُ أَبْرارِها وفُجَّارُها أُمراءُ فُجَّارها؛ قال ابن

الأَثير: هذا على جهة الإِخبار عنهم لا طريقِ الحُكْمِ فيهم أَي إِذا صلح

الناس وبَرُّوا وَلِيَهُمُ الأَبْرارُ، وإِذا فَسَدوا وفجَرُوا وَلِيَهُمُ

الأَشرارُ؛ وهو كحديثه الآخر: كما تكونون يُوَلَّى عليكم. والله يَبَرُّ

عبادَه: يَرحَمُهم، وهو البَرُّ. وبَرَرْتُه بِرّاً: وَصَلْتُه. وفي

التنزيل العزيز: أَن تَبَرُّوهم وتُقْسِطوا إِليهم. ومن كلام العرب السائر:

فلانٌ ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ؛ معناه ما يعرف من يَهُرِهُّ أَي من

يَكْرَهُه ممن يَبِرُّه، وقيل: الهِرُّ السِّنَّوْرُ، والبِرُّ الفأْرةُ في بعض

اللغات، أَو دُوٍيْبَّة تشبهها، وهو مذكور في موضعه؛ وقيل: معناه ما

يعرف الهَرْهَرَة من البَرْبَرَةِ، فالهَرْهَرة: صوتُ الضأْن،

والبَرْبَرَةُ: صوتُ المِعْزى. وقال الفزاري: البِرُّ اللطف، والهِرُّ العُقُوق. وقال

يونس: الهِرُّ سَوْقُ الغنم، والبِرُّ دُعاءُ الغَنَمِ. وقال ابن

الأَعرابي: البِرُّ فِعْلُ كل خير من أَي ضَرْبٍ كان، والبِرُّ دُعاءُ الغنم

إِلى العَلَفِ، والبِرُّ الإِكرامُ، والهِرُّ الخصومةُ، وروى الجوهري عن ابن

الأَعرابي: الهِرُّ دعاء الغنم والبِرُّ سَوْقُها. التهذيب: ومن كلام

سليمان: مَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِيَّتَهُ بَرَّ اللهُ بَرَّانِيَّته؛ المعنى:

من أَصلح سريرته أَصلح الله علانيته؛ أُخذ من الجَوِّ والبَرِّ،

فالجَوُّ كلُّ بَطْن غامضٍ، والبَرُّ المَتْنُ الظاهر، فهاتان الكلمتان على

النسبة إِليهما بالأَلف والنون. وورد: من أَصْلحَ جُوَّانيَّهُ أَصْلح الله

بَرَّانِيَّهُ. قالوا: البَرَّانيُّ العلانية والأَلف والنون من زياداتِ

النَّسبِ، كما قالوا في صنعاء صنعاني، وأَصله من قولهم: خرج فلانٌ بَرّاً

إِذا خرج إِلى البَرِّ والصحراء، وليس من قديم الكلام وفصيحه. والبِرُّ:

الفؤاد، يقال هو مُطمْئَنِنُّ البِرِّ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

أَكُونُ مَكانَ البِرِّ منه ودونَهُ،

وأَجْعَلُ مالي دُونَه وأُؤَامِرُهْ

وأَبَرَّ الرجُلُ: كَثُرَ ولَدهُ. وأَبَرّ القومُ: كثروا وكذلك

أَعَرُّوا، فَأَبَرُّوا في الخير وأَعَرُّوا في الشرّ، وسنذكر أَعَرُّوا في

موضعه.والبَرُّ، بالفتح: خلاف البُحْرِ. والبَرِّيَّة من الأَرَضِين، بفتح

الباء: خلاف الرِّيفِيَّة. والبَرِّيَّةُ: الصحراءُ نسبت إِلى البَرِّ، كذلك

رواه ابن الأَعرابي، بالفتح، كالذي قبله. والبَرُّ: نقيض الكِنّ؛ قال

الليث: والعرب تستعمِله في النكرة، تقول العرب: جلست بَرّاً وخَرَجْتُ

بَرّاً؛ قال أَبو منصور: وهذا من كلام المولَّدين وما سمعته من فصحاء العرب

البادية. ويقال: أَفْصَحُ العرب أَبَرُّهم. معناه أَبعدهم في البَرِّ

والبَدْوِ داراً. وقوله تعالى: ظهر الفَسادُ في البَرِّ والبَحْرِ؛ قال

الزجاج: معناه ظهر الجَدْبُ في البَرِّ والقَحْطُ في البحر أَي في مُدُنِ

البحر التي على الأَنهار. قال شمر: البَرِّيَّةُ الأَرضَ المنسوبةُ إِلى

البَرِّ وهي بَرِّيَّةً إِذا كانت إِلى البرِّ أَقربَ منها إِلى الماء،

والجمعُ البرَارِي. والبَرِّيتُ، بوزن فَعْلِيتٍ: البَرِّيَّةُ فلما سكنت

الياء صارت الهاء تاء، مِثْل عِفرِيتٍ وعِفْرِية، والجمع البَرَارِيتُ. وفي

التهذيب: البَرِّيتُ؛ عن أَبي عبيد وشمر وابن الأَعرابي. وقال مجاهد في

قوله تعالى: ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ؛ قال: البَرُّ القِفارُ

والبحر كلُّ قرية فيها ماءٌ. ابن السكيت: أَبَرَّ فلانٌ إِذا ركب البَر. ابن

سيده: وإِنه لمُبِرٌّ بذلك أَي ضابطٌ له. وأَبَرَّ عليهم: غلبهم.

والإِبرارُ: الغلبةُ؛ وقال طرفة:

يَكْشِفُونَ الضُّرَّ عن ذي ضُرِّهِمْ،

ويُبِرُّونَ على الآبي المُبرّ

أي يغلبون؛ يقال أَبَرَّ عليه أَي غلبه. والمُبِرُّ: الغالب. وسئل رجل

من بني أَسَد: أَتعرف الفَرَسَ الكريمَ؟ قال: أَعرف الجوادَ المُبَِّر من

البَطِيءِ المُقْرِفِ؛ قال: والجوادُ المُبِرُّ الذي إِذا أُنِّف

يَأْتَنِفُ السَّيْرَ، ولَهَزَ لَهْزَ العَيْرِ، الذي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ،

وإِذا قِيد اجْلَعَبَّ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ. ويقال: أَبَرَّهُ

يُبِرُّه إِذا قَهَره بفَعالٍ أَو غيره؛ ابن سيده: وأَبَرَّ عليهم شَرّاً؛

حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد:

إِذا كُنْتُ مِنْ حِمَّانَ في قَعْرِ دارِهِمْ،

فَلَسْتُ أُبالي مَنْ أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ

ثم قال: أَبرَّ من قولهم أَبرَّ عليهم شَرّاً، وأَبرَّ وفَجَرَ واحدٌ

فجمع بينهما. وأَبرّ فلانٌ على أَصحابه أَي علاهم. وفي الحديث: أَن رجلاً

أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إِنَّ ناضِح فلان قد أَبرّ عليهم

أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهُم.

وابْتَرَّ الرجل: انتصب منفرداً من أَصحابه. ابن الأَعرابي:

البَرَابِيرُ أَن يأْتي الراعي إِذا جاع إِلى السُّنْبُلِ فَيَفْرُكَ منه ما أَحبَّ

وَينْزِعَه من قُنْبُعِه، وهو قشره، ثم يَصُبَّ عليه اللبنَ الحليبَ

ويغْليَه حتى يَنْضَجَ ثم يجعَله في إِناءِ واسع ثم يُسَمِّنَه أَي

يُبَرِّدَه فيكون أَطيب من السَّمِيذِ. قال: وهي الغَديرَةُ، وقد

اغْتَدَرنا.والبَريرُ: ثمر الأَراك عامَّةً، والمَرْدُ غَضُّه، والكَباثُ نَضِيجُه؛

وقيل: البريرُ أَوَّل ما يظهر من ثمر الأَراك وهو حُلْو؛ وقال أَبو

حنيفة: البَرِيرُ أَعظم حبّاً من الكَبَاث وأَصغر عُنقُوداً منه، وله

عَجَمَةٌ مُدَوّرَةٌ صغيرة صُلْبَة أَكبر من الحِمَّص قليلاً، وعُنْقُوده يملأُ

الكف، الواحدة من جميع ذلك بَرِيرَةٌ. وفي حديث طَهْفَةَ: ونستصعد

البَريرَ أَي نَجْنيه للأَكل؛ البَريرُ: ثمر الأَراك إِذا اسوَدَّ وبَلَغَ،

وقيل: هو اسم له في كل حال؛ ومنه الحديث الآخر: ما لنا طعامٌ إِلاَّ

البَريرُ.

والبُرُّ: الحِنْطَةُ؛ قال المتنخل الهذلي:

لا درَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ

قِرْفَ الحَتِيِّ، وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ

ورواه ابن دريد: رائدهم. قال ابن دريد: البُرُّ أَفصَحُ من قولهم

القَمْحُ والحنطةُ، واحدته بُرَّةٌ. قال سيبويه: ولا يقال لصاحبه بَرَّارٌ على

ما يغلب في هذا النحو لأَن هذا الضرب إِنما هو سماعي لا اطراديّ؛ قال

الجوهري: ومنع سيبويه أَن يجمع البُرُّ على أَبْرارٍ وجوّزه المبرد قياساً.

والبُرْبُورُ: الجشِيشُ من البُرِّ.

والبَرْبَرَةُ: كثرة الكلام والجَلَبةُ باللسان، وقيل: الصياح. ورجلٌ

بَرْبارٌ إِذا كان كذلك؛ وقد بَرْبَر إِذا هَذَى. الفراء: البَرْبرِيُّ

الكثير الكلام بلا منفعة. وقد بَرْبَرَ في كلامه بَرْبَرَةً إِذا أَكثر.

والبَرْبَرَةُ: الصوتُ وكلامٌ من غَضَبٍ؛ وقد بَرْبَر مثل ثَرثَرَ، فهو

ثرثارٌ. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، لما طلب إِليه أَهل الطائف أَن يكتب

لهم الأَمانَ على تحليل الزنا والخمر فامتنع: قاموا ولهم تَغَذْمُرٌ

وبَرْبَرةٌ؛ البَرْبَرَةُ التخليط في الكلام مع غضب ونفور؛ ومنه حديث أُحُدٍ:

فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ.

وبَرْبَرٌ: جِيلٌ من الناس يقال إِنهم من ولَدِ بَرِّ ابن قيس بن عيلان،

قال: ولا أَدري كيف هذا، والبَرابِرَةُ: الجماعة منهم، زادوا الهاء فيه

إِما للعجمة وإِما للنسب، وهو الصحيح، قال الجوهري: وإِن شئت حذفتها.

وبَرْبَرَ التَّبْسُ لِلهِياجِ: نَبَّ. ودَلْوٌ بَرْبارٌ: لها في الماء

بَرْبَرَةٌ أَي صوت، قال رؤْبة:

أَرْوي بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْماطِ

والبُرَيْراءُ، على لفظ التصغير: موضع، قال:

إِنَّ بِأَجْراعِ البُرَيْراءِ فالحِسَى

فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَينِ مِن وَبِعانِ

ومَبَرَّةُ: أَكَمَةٌ دون الجارِ إِلى المدينة، قال كيير عزة:

أَقْوَى الغَياطِلُ مِن حِراجِ مَبَرَّةٍ،

فَجُنوبُ سَهْوَةَ

(* قوله: «فجنوب سهوة» كذا بالأَصل، وفي ياقوت فخبوت،

بخاء معجمة فباء موحدة مضومتين فمثناة فوقية بعد الواو جمع خبت، بفتح

الخاء المعجمة وسكون الموحدة، وهو المكان المتسع كما في القاموس). قد

عَفَتْ، فَرِمالُها

وبَرُيرَةُ: اسم امرأَة. وبَرَّةُ: بنت مُرٍّ أُخت تميم بن مُرٍّ وهي

أُم النضر بن كنانة.

برر
: ( {البِرُّ) ، بِالْكَسْرِ: (الصِّلَةُ) ، وَقد} بَرَّ رَحِمَه {يَبَرُّ، إِذا وَصَلَه، ورجلٌ} بَرٌّ بِذِي قَرابَتِه، وَعَلِيهِ خُرِّجَتْ هاذه الآيةُ: {لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَارِكُمْ أَن! تَبَرُّوهُمْ} (الممتحنة: 8) ، أَي تَصِلُوا أَرحامَهم، كَذَا فِي البَصائر، (و) قولهُ عَزَّ وجَلَّ: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمرَان: 92) قَالَ أَبو منصورٍ: البِرُّ خَيرُ الدُّنيا والآخِرةِ؛ فخَيرُ الدُّنيا مَا يُيَسِّرُه اللهُ تعالَى للعَبْدِ من الهُدَى والنِّعْمَةِ والخَيْرَاتِ، وخيرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنَّعِيم الدّائِمِ فِي (الجَنَّة) ، جَمَعَ اللهُ لنا بَينهمَا برَحْمَتِه وكَرَمِه، (و) قَالَ شَمِرٌ فِي قَوْله صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: (عَلَيْكُم بالصِّدْق فإِنّه يَهْدِي إِلى البِرّ) ، واختلفَ العلماءُ فِي تَفْسِير البِرّ، فَقَالَ بعضُهم: البِرُّ الصَّلاحُ، وَقَالَ بعضُهم: البِرُّ: (الخَيْرُ) ، قَالَ: وَلَا أَعلمُ تَفْسِيرا أَجْمَعَ مِنْهُ؛ لأَنه يُحِيط بجميعِ مَا قالُوا، وَقَالَ الزَّجّاجُ فِي تَفْسِير قولِه تعالَى:
{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ} : قَالَ بعضُهُم كل مَا تُقُرِّب بِهِ إِلى الله عزَّ وجلَّ مِن عَمَلِ خَيْرٍ فَهُوَ إِنفاقٌ.
(و) البِرُّ: (الاتِّساعُ فِي الإِحسان) إِلى النّاس، وَقَالَ شيخُنَا: قَالَ بعضُ أَربابِ الاشْتِقَاقِ: إِن أَصلَ معنَى البِرِّ السَّعَةُ، وَمِنْه أُخِذَ البَرُّ مُقَابِل البَحْرِ، ثمّ شاع فِي الشَّفَقَة والإِحسانِ والصِّلَةِ، قَالَه الشِّهَابُ فِي الْعِنَايَة. قلتُ: وَقد سَبَقَه إِلى ذَلِك المُصَنِّفُ فِي البَصَائِرِ، قَالَ مَا نصُّه ومادَّتُها أعْنِي ب ر ر مَوضوعةٌ للبَحْر، وتُصُوِّر مِنْهُ التوسُّعُّ فاشتُقَّ مِنْهُ البَرّ، أَي التوسُّع فِي فِعْل الخَيرِ، ويُنسَب ذالك تارةٌ إِلى الله تعالَى فِي نَحْو: {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطّور: 28) وإِلى العَبْد تَارَة فَيُقَال: {بَرَّ العَبْدُ رَبَّه، أَي تَوَسَّعَ فِي طاعَته، فمِنَ الله تعالَى الثَّوابُ، وَمن العَبدِ الطّاعةُ، وذالك ضَرْبانِ: ضَرْبٌ فِي الِاعْتِقَاد، وضَرْبٌ فِي الأَعمال. وَقد اشتملَ عَلَيْهِمَا قولُه تَعَالَى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ} (الْبَقَرَة: 177) الْآيَة، وعَلى هاذا مَا رُوِيَ أَنه صلَّى الله عليْه وسلّم سُئلَ عَن البِرّ فتَلَا هاذه الآيةَ؛ فإِنْ الآيةَ متضمِّنةٌ للاعتقادِ والأَعمالِ: الفَرائضِ والنَّوَافِلِ.
} وبِرُّ الوالدَيْنِ: التَّوسُّعُ فِي الإِحسان إِليهما.
(و) البِرُّ: (الحجُّ) : عَن الصّغانِيِّ.
(ويُقَال: بَرَّ حَجُّكَ) يَبَرُّ بُرُوراً ( {وبُرَّ) ، الحَجُّ} يُبَرُّ {بِرًّا بِالْكَسْرِ، (بفَتْح الْبَاء وضَمِّهَا، فَهُوَ} مَبْرُورٌ) : مَقْبُولٌ.
قَالَ الفَرّاءُ: {بُرَّ حَجُّه، فإِذا قَالُوا: أَبَرَّ اللهُ حَجَّكَ قَالُوهُ بالأَلف، وَفِي الصِّحَاح:} وأَبَرَ اللهُ حَجَّكَ، لغةٌ فِي بَرَّ اللهُ حَجَّكَ، أَي قَبِلَه.
وَقَالَ شَمِرٌ: الحَجُّ المَبْرُورُ: الَّذِي لَا يُخالِطُه شيْءٌ من المآثِم. وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيرةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: (الحَجُّ {المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جزاءٌ إِلا الجَنَّةُ) . قَالَ سُفْيانُ: تَفْسِيرُ المَبْرُورِ طِيبُ الكلامه وإِطعامُ الطَّعَامِ، وَقيل: هُوَ المَقْبُولُ المُقَابَلُ بالبِرِّ، وَهُوَ الثَّوَابُ. وَقَالَ أَبو قِلابةَ لرجلٍ قَدِمَ من الحَج: بُرَّ العَمَلُ. أَراد عَملَ الحَجِّ؛ دَعا لَهُ أَن يكونَ مَبْرُوراً لَا مَأْثَمَ فِيهِ، فيستوجبُ ذالك الخُرُوجَ من الذنُوب الَّتِي اقْتَرَفها. ورُوِيَ عَن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قَالَ: (قَالُوا: يَا رسولَ الله، مَا} بِرُّ الحَجِّ؟ قَالَ: إِطعامُ الطَّعَمِ وطِيبُ الكلامِ) .
(و) فِي البَصَائِرِ: ويُستَعْمَلُ البِرُّ فِي (الصِّدْقِ) لكَوْن بعضَ الخَيرِ، يُقَال: بَرَّ فِي قَولِه، وَفِي يَمِينه، وَمِنْه حديثُ أَبي بكْرٍ: (لم يَخْرُجْ مِن إِلَ وَلَا بِرَ) أَي صِدْق.
(و) البِرُّ: (الطّاعةُ) ، وَبِه فُسِّرت الآيةُ: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ {بِالْبِرّ} (الْبَقَرَة: 44) ، وَفِي حَدِيث الإعتكافِ: (} أَلْبِرَّ تُرِدْنَ؟) ، أَي الطّاعَةَ والعبادةَ، وَمِنْه الحَدِيث: (لَيْسَ مِن البِرِّ الصِّيامُ فِي السَّفَر) ( {كالتَّبَرُّرِ) ، يُقال: فلانٌ} يبَرُّ خالِقَه ويَتَبَرَّرُه، أَي يُطِيعُه، وَهُوَ مَجازٌ.
(اسمُه) أَي البِرُّ ( {بَرَّةُ) ، بالفَتْح، اسمُ عَلَمٍ بِمَعْنى البِرِّ، (مَعْرِف) ، فلذالك لم يُصْرَف؛ لأَنّه اجتمعَ فِيهِ التَّعْرِيفُ والتَّأنِيثُ، وسيُذكَر فِي فَجَارِ، قَالَ النّابِغَة:
إِنَّا اقْتسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَينَنَا
فحمَلْتُ} بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ
(و) فِي الحَدِيث فِي بِر الوالِدَيْن: (وَهُوَ فِي حَقِّهما وحَق الأَقْرَبِينَ مِن الأَهْلِ) : (ضِدُّ العُقُوقِ) وَهُوَ الإِساءَةُ إِليهم والتَّضْيِيعُ لحَقِّهم، ( {كالمَبَرَّةِ) .
(} وبَرِرْتُه) أَي الوالِدَ {وبررته (} أَبَرُّه) ! بِرًّا، (كعَلِمتُه وضَرَبْتُه) ، أَي أَحسنتُ إِليه ووَصَلْتُه.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: البِرُّ: (سَوْقُ الغَنَمِ) ، والهِرُّ: دُعَاؤُهَا، قَالَه فِي المَثَل السَّائرِ: (فلانٌ مَا يَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرَ) . وعَكَسَه يُونُسُ فَقَالَ: الهِرُّ: سَوْقُ الغَنَمِ، والبِرُّ: دُعَاؤُها.
(و) البِرُّ: (الفُؤادُ) ، يُقَال: هُوَ مُطْمَئِنُّ البِرُّ، وأَنشدَ ابنُ لأَعرابيِّ لخِدَاش بنِ زُهَيْرٍ:
يكونُ مَكانَ البِرِّ منِّي ودُونَه
وأَجْعَلُ مالِي دُونَه وأُوأَمِرُهْ
(و) البِرُّ: (وَلَدُ الثَّعْلبِ) ، نقلَه الصّغَانيُّ.
(و) قَالَ بعضُهم فِي معنى المثلِ السّابِقِ: الهِرُّ: السِّنَّوْرُ، والبِرُّ: (الفَأْرَةُ) فِي بعض اللُّغَاتِ.
(و) قيل: هُوَ (الجُرَذُ) ، أَو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفَأْرَةَ. (و) البَرُّ (بالفَتْح: من الأَسْماءِ) الحُسْنَى وَهُوَ العَطُوفُ على عِبادِهِ {ببِرِّه ولُطْفِه، قَالَه ابْن الأَثير.
(و) البَرُّ: (الصّادقُ) .
(و) البَرُّ: (الكَثِيرُ البِرِّ،} كالبارّ) . وَقَالَ ابنُ الأَثِير: وإِنما جاءَ فِي أَسمائِه تعالَى البَرُّ، دُونَ {البارِّ، قلتُ: وَقد فَسَّرُوا قولَه تعالَى: {وَلَاكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ} (الْبَقَرَة: 177) وَقَالُوا: أَي البارّ. (ج} أَبْرارٌ {وَبَرَرَةٌ) ، الأَخِيرُ محرَّكَةَ، رجلٌ بَرٌّ من قومٍ أَبْرَارٍ،} وبارٌّ من قوم بَرَرةٍ. والأَبرارُ كثيرا مَا يُخَصُّ بالأَوْلِيَاءِ والزُّهَّادِ والعُبّاد. وَفِي الحَدِيث (الأَئِمَّةُ مِن قُرَيْشٍ، {أَبْرَارُهَا أُمرَاءُ أَبْرارِهَا، وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجّارِهَا) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هَذَا على جِهَة الإِخبارِ عَنْهُم لَا على طَرِيقِ الحُكْمِ فيهم. وَفِي حديثٍ آخَر: (الماهِرُ بالقُرآنِ مَعَ السَّفَرةِ الكِرَامِ} البَرَرَةِ) . وَفِي البَصَائِر: وخُصَّ المَلائِكَةُ {بالبَرَرَةِ؛ من حيثُ إِنه أَبلغُ من الأَبرار، فإِنه جَمْعُ بَرَ، والأَبرارُ جمعُ بارَ، وبَرٌّ أَبلغُ مِن بارَ، كَمَا أَن عَدْلاً أَبلغُ مِن عادلٍ.
(و) البَرّ: (الصِّدْقُ فِي اليَمِين، ويُكسر) .} بَرَّ فِي يَمينِه {يَبَرُّ، إِذا صَدَقَه، وَلم يَحنثْ.
(وَقد} بَرِرتَ) ، بِالْكَسْرِ، ( {وبَرَرْتَ) ، بالفَتْحِ، وهاذه عَن الصّغانِّي. (} وبَرَّتِ اليَمِينُ {تَبَرُّ، كيمَلُّ، و) } تَبِر مثْلُ (يَحِلُّ، {بِرًّا) ، بِالْكَسْرِ، (} وبَرًّا) ، بِالْفَتْح، ( {وبُرُوراً) ، بالضَّمّ: صَدَقَتْ.
(} وأَبرَّهَا) هُوَ: (أَمْضَاها على الصِّدْق) وَعَن الأَحْمر: {بَرَرْتُ قَسمِي،} وبَررْتُ والدِي، وغيرُه لَا يقولُ هاذا. ورَوى المُنْذِريُّ عَن أَبي العَبَّاس فِي كتاب الفصيح: يُقَال: صَدَقْتَ وبَرِرْتُ، وكذالك بَرَرْتُ وَالِدي! أَبِرّه. وَقَالَ أَبو زَيْد: بَرَرْتُ فِي قَسَمِي، وأَبَرَّ اللهُ قَسَمِي. وَقَالَ الأَعور الكَلْبِيّ:
سَقَيْنَاهُمْ دِمَاءَهُمُ فسالتْ
فأبْرَرْنَا إِليهِ مُقَسّمِينا
وَقَالَ غيرُه أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فُلانٍ وأَحْنَثَه؛ فأَمَّا {أَبَرَّه فَمَعْنَاه أَنه أَجَابَه إِلى مَا أقْسَمَ عَلَيْهِ، وأَحْنَثَه، إِذا لم يُجِبْه. وَفِي الحَدِيث: (بَرَّ اللهُ قَسَمَهُ) } وأَبَرَّه {بِرًّا بِالْكَسْرِ} وإِبراراً، أَي صَدَقَه.
(و) {البَرُّ: (ضِدُّ البَحْرِ) ، وَفِي التَّنْزِيل العزيزِ: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ} (الرّوم: 41) ، {وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ} (الْإِسْرَاء: 70) ، {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ} (لُقْمَان: 32) وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْله تعالَى: {وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ} (الْأَنْعَام: 59) قَالَ: البَرُّ القِفَارُ، والبَحْرُ كلُّ قريةٍ فِيهَا ماءٌ.
(و) الحافظُ (أَبو عَمْرٍ و) يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بن محمّدِ (بنِ عبد البَرِّ) النمريّ، (عالِمُ الأَنْدَلُسِ) وَفِي نُسْخَةِ شيخِنا: حافظُ الأَندلِس، قَالَ: قلتُ: بل هوحافظُ الدُّنيا غير منازَعٍ، وَهُوَ صاحبُ الاستيعابِ والاستذكارِ والتَّمهيدِ وغيرِها، تُوُفِّيَ سنة 46 هـ.
(وبَرُّ بنُ عبدِ اللهِ الدّارِيُّ صَحابيٌّ) ، وكنيتُه أَبو هِنْدٍ، وَهُوَ أَخو تَمِيم، وَقيل ابنُ عَمِّه وَقيل اسْمه يَزِيدُ، وبخطِّ أعبي العَلاءِ القُرْطُبِيِّ: بربر.
(والأَدِيبُ أَبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنُ بَرِّيّ) بنِ عبد الجَبّارِ المَقْدِسِيُّ، النحويُّ اللغويُّ، نَزِيلُ مصر، صاحبُ الحَواشِي على الصّحاح فِي مُجلَّدات، سَمِعَ من أَبي صادقٍ المَدِينيّ، وَعنهُ ابْن الجُمَّيزيّ، تُوُفِّيَ سنة 582 هـ. (وعليُّ بنُ} - بَرِّيَ) وَهُوَ عليُّ بنُ محمّدِ بنِ عليّ بنِ بَرِّيَ البَرِّيُّ. (و) أَبو الحَسَنِ (عليِّ بنُ بَحْرِ بنِ بَرِّيَ! - البَرِّيُّ) القَطّان، مِن طَبقة عليِّ بن المَدِينيّ، (وحَفِيدُه محمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ) بنِ بَحْرِ بنِ بَرِّيَ البَرِّيُّ، شيخٌ لِابْنِ المقرِىء. قلتُ: ورَوَى عَنهُ أَيضاً بنُ عَدِيَ فِي الْكَامِل، (وابنُ أَخيه حَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ بَحْرِ بن بَرِّيَ) البرِّيُّ: (محدِّثون) .
وأَبو عبد اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَبي القاسِم بنِ البَرِّيِّ، حَدَّثَ.
(وأَمّا) أَبو محمّدٍ (الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الوَاحِدِ) بنِ موحدٍ السُّلميُّ الدِّمشقيُّ، رَوَى عَنهُ أَبو بكرٍ الخَطِيبُ، وَهُوَ أَكبرُ مِنْهُ، والفَقِيهُ نَصْرٌ المَقْدسِيُّ، وأَبو الفَضْلِ يحيى بنُ عليَ القُرَشِيُّ، وتوُفِّي سنة 482 هـ، وَله إِخوةٌ مِنْهُم: أَبو الفَرَجِ موحد بن عليّ، رَوَى عَنهُ أَبو بكرٍ الخَطِيبُ، توفّي سنة 455 هـ، وأَبو الفَضْلِ عبدُ الواحدِ بنُ عليَ، سَمِعَ مِنْهُ الخَطِيبُ، وَقد ذَكَرهم ابنُ ماكُولَا، وَضبط فِي الكلِّ بالفَتْح، وَقَالَ ابنُ عَسَاكِر بالضَّمِّ.
قلت: وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ عبد الواحدِ بنِ البرّيّ، سمع عمَّه عبدَ الواحدِ بن عليّ، وَتُوفِّي سنة 461 هـ. (و) أَبو مَسْلَمَةَ (عثمانُ بنُ مِقْسَمٍ) وَيُقَال: الْقَاسِم الكِنْدِيُّ، مَوْلَاهُم، عَن سَعيدٍ المَقْبُرِيّ (البُرِّيَّانِ، فالبضَّمِّ) ، إِلى بَيْعِ البُرِّ.
وَفَاته:
أَبو ثمامَةَ {- البُرِّيُّ، وَيُقَال لَهُ: القَمُّاحُ، عَن كَعْبِ بنِ عجرةَ. ومَسْلَمَةُ بنُ عُثمانَ البُرِّيُّ، عَن محمّدِ بن المُغِيرَةِ.
(و) } البُرُّ: بالضّمِّ الحِنْطَةُ) ، قَالَ المصنِّف فِي البَصائر: وتَسْمِيَتُه بذالك لكونهِ أَوسعَ مَا يُحتاجُ إِليه فِي الغِذاءِ، انْتهى. قَالَ المُتنخِّل الهُذليُّ:
لَا دَرَّ دَرِّيَ إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ
قِرْفَ الحَتِيَّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنُزُ
قَالَ ابنُ دُرَيْد: البُرُّ أَفصحُ مِن قَوْلهم: القَمْحُ والحِنْطَةُ، واحدتُه بُرَّةٌ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُقَال لصاحِبه: بَرّارٌ، على مَا يَغْلِبُ فِي هاذا النَّحْو؛ لأَنّ هاذا الضَّرْبَ إِنّما هُوَ سَماعِيٌّ لَا اطِّرادِيٌّ. (ج! أَبْرارٌ) ، قَالَ الجوهريُّ: ومَنَعَ سيبويهِ أَن يُجْمَع البُرُّ على أَبْرارٍ، وجَوَّزَه المبَرّد، قِيَاسا.
(و) البِرُّ (بِالْكَسْرِ) أَبو بكرٍ (محمّد بنُ عليِّ) بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ (بنِ البِرِّ اللغويّ) ، والبِرُّ لَقب جَدِّ أَبِيه عليَ التَّمِيمِيِّ الصِّقِلّيِّ القَيْرَوانِيِّ، أَحد أَئِمَّةِ اللِّسَان، روَى عَن أَبي سَعْد المالِينيِّ، وَكَانَ حيًّا فِي سنة 469 هـ، وَهُوَ (شيخُ) أَبي القاسمِ عليّ بنِ جعفرِ بنِ عليّ (بنِ القَطَّاع) السَّعْديِّ المصريِّ المتوفَّى سنة 515 هـ.
(و) أَبو نَصْرٍ (إِبراهيم بنُ الفضلِ {البارُّ، حافظٌ) أَصْبهَانيٌّ، (لاكنه كذّابٌ) يَقْلِبُ المُتونَ، قالَه نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ، وتُوفِّيَ سنة 530 هـ، من هم مَن قَالَ فِي نسبته: البَآرُ كشَدّاد، أَي إِلى حَفر الآبارِ، وَهُوَ الصَّوابُ، وهاكذا ضَبَطَه الذَّهَبِيُّ فِي الدِّيوَان (و) عَن ابْن السِّكِّيت: (} أَبَرَّ) فلانُ، إِذا كَانَ مُسَافِرًا، و (رَكِبَ البَرِّ) ، كَمَا يُقَال: أَبْحرَ، إِذَا رَكِبَ البَرَ.
(و) أَبَرَّ الرجلُ: (كَثُرَ وَلَدُه) .
(و) أَبَرَّ (القَومُ: كَثُرُوا) ، وكذالك أَعَرُّو؛ {فأَبَرُّوا فِي الخَيْرِ، وأَعَرُّوا فِي الشَّرِّ، وسيُذْكَرُ أَعَرُّوا فِي الشَّرِّ، وسيُذْكَرُ أَعَرُّوا فِي موضِعِه.
(و) أَبَرَّ (عَلَيْهِم: غَلَبَهم) ،} والإِبرارُ: الغَلَبَةُ، قَالَ طَرَفَةُ:
يَكْشِفُونَ الضُّرُّ عنْ ذِي ضُرِّهِمْ
{ويُبِرُّونَ على الآبِي المُبِرّ
أَي يَغْلِبُون.
والمُبِرُّ: الغالِب.
وسُئلَ رجلٌ من بَنِي أَسَدٍ: أَتعرفُ الفَرَسَ الكريمَ؟ قَالَ: أَعرفُ الجَوادَ} المُبِرِّ من البَطِيءِ المُقْرِفِ. قَالَ: والجَوادُ المُبِرُّ: الَّذِي إِذا أُنِّفَ تَأَنَّفَ السَّيْر، ولُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ، الَّذِي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ، وإِذا قِيدَ اجْلَعَبَّ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ.
وَيُقَال: {أَبَرَّهُ} يُبِرُّهُ، إِذا قَهَرَه بفِعَالٍ أَو غيرِه.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وأَبَرَّ عَلَيْهِم شَرًّا، حَكاه ابنُ الأَعرابيِّ، وأَنشدَ:
إِذا كنتُ مِن حِمّانَ فِي قَعْرِ دارِهمْ
فلستُ أُبالِي مَنْ {أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ
ثمَّ قَالَ: أَبَرَّ، مِن قَوْلهم: أَبَرَّ عَلَيْهِم شَرًّا، وأَبَرَّ وفَجَر واحدٌ، فجَمَعَ بَينهمَا.
وَفِي المُحَكْم أَيضاً: وإِنّه} لَمُبِرٌّ بذالك، أَي ضابِطٌ لَهُ.
وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ رجلا أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فَقَالَ: (إِنَّ ناضِحَ فُلانٍ قد أَبَرَّ عَلَيْهِم) ، أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهم.
(و) أَبَرَّ (الشّاءَ: أَصْدَرَها) إِلى البَرِّ.
( {والبَرِيرُ. كأَمِيرٍ) : ثَمَرُ الأَراكِ عامَّةً، والمَرْدُ: غَضُّه، والكَبَاثُ: نَضِيجُه. وَقيل: البَرِيرُ (الأَوّلُ) ، أَي أَولُ مَا يَظْهَرُ (مِن ثَمَرِ الأَراكِ) ، وَهُوَ حُلْوٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَريرُ: أَعظمُ حَبًّا مِن الكَبَاثِ، وأَصغرُ عُنقُوداً مِنْهُ، وَله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صغيرةٌ صُلْبَةٌ، أَكبرُ مِن الحمَّص قَلِيلا، وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ. الواحدةُ مِن جميعِ ذالك بَرِيرَةٌ، وَفِي حَدِيث طَهْفَةَ: (ونَسْتَصْعِدُ البَرِيرَ) ، أَي نَجْنِيه للأَكْلِ. وَفِي آخَرَ: (مَا لَنَا طعامٌ إِلّا البَرِير) .
(} وبرِيرَةُ) بنتُ صَفْوانَ، مولاةُ عائشةَ رضيَ اللهُ عَنْهُمَا: (صَحَابيَّةٌ) ، يُقَال إِنّ عبدَ الملِكِ بنَ مَرْوَانَ سَمِعَ مِنْهَا.
( {والبَرِّيَّةُ: الصَّحراءُ) نُسِبَتْ إِلى البَرِّ، رَوَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ بِالْفَتْح. وَقَالَ شَمِرٌ:} البَرِّيَّةُ: المَنْسُوبَةُ إِلى البَرِّ، وَهِي {بَرِّيَّةٌ إِذا كَانَت إِلى البَرِّ أَقربَ مِنْهَا إِلى الماءِ، والجمعُ} - البَرارِي، (كالبَرِّيتِ) بوزنِ فَعْلِيتٍ، عَن أَبي عُبَيْدٍ وشَمِرٍ وابنِ الأَعرابيِّ؛ فلمَّا سُكِّنَتِ الياءُ صارتِ الهاءُ تَاء، مثل عِفْريت وعِفْرِيَة، والجمعُ البَرارِيتُ.
(و) البَرِّيَّةُ مِن الأَرَضِين بِالْفَتْح: (ضِدُّ الرِّيفِيَّةِ) ، رَوَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ.
( {والبُرْبُورُ، بالضَّمِّ: الجَشِيشُ من البُرِّ) ، والجمعُ} البَرَابِيرُ.
( {والبَرْبَرةُ: صَوتُ المعزِ) ، يُقَال: بَرْبَرَ التَّيْسُ للهِيَاجِ، إِذا نَبَّ.
(و) } البَرْبَرةُ: (كثرةُ الكلامِ والجَلَبةُ) باللِّسانِ، (و) قيل: (الصِّياحُ) والتَّخْلِيطُ فِي الْكَلَام مَعَ غَضَبٍ ونُفُورٍ. وَفِي حَدِيث عليَ كرَّم اللهُ وجهَه (لمّا طَلَبَ إِليه أَهلُ الطَّائفِ أَن يَكْتُبَ لَهُم الأَمانَ على تَحْلِيلِ الزِّنا والخَمْرِ، فامْتَنَعَ، قامُوا وَلَهُم تَغَذْمُرٌ {وبَرْبَرَةٌ) . وَفِي حَيْثُ أُحُدٍ: (فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه} وبَرْبَرَ) .
يُقَال: ( {بَرْبَرَ) الرجلُ، إِذا هَذَى (فَهُوَ} بَرْبَارٌ) ، كصَلْصالٍ، مثل ثعْثَرَ فَهُوَ ثَرْثَارٌ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: {البَرْبَرِيُّ: الكثيرُ الكلامِ بِلَا مَنْفَعَةٍ، وَقد بَرْبَرَ فِي كلامِه} بَرْبَرَةً، إِذا أَكْثَرَ.
(ودَلْوٌ {بَرْبَارٌ. لَهَا) فِي الماءِ بَرْبَرَةٌ، أَي (صَوتٌ) فِي الماءِ، قَالَ رُؤْبة:
أَرْوَى} بِبَرْبارَيْنِ فِي الغِطْمَاطِ
إِفْراغَ ثَجّاجَيْنِ فِي الأَغْواطِ
هاكذا فسّر قَوْله هاذا بِمَا تقدّم، نقلَه الصّاغانِيُّ.
(! وَبَرْبرٌ: جِيلٌ) من النَّاس لَا تكادُ قبائلُه تَنْحَصِرُ، كَمَا قالَه ابنُ خَلْدُون فِي التّاريخ، وَفِي الرَّوْض للسُّهَيْلِيّ: إِنّهم والحَبَشَةَ مِن وَلَدِ حامٍ، وَفِي المِصْباح إِنه مُعَرَّبٌ، وَقيل: إِنهم بَقِيَّةٌ مِن نَسْلِ يُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن العَمَالِيقِ الحِمْيَرِيَّةِ، وهم رَهْطُ السَّمَيْدَعِ، وإِنه سَمِعَ لَفْظَهم، فَقَالَ: مَا أَكثَرَ {بَرْبَرَتَكم، فسُمُّوا} البَرْبَرَ، وَقيل غيرُ ذالك. (ج {البَرابِرَةُ) ، زادُوا الهاءَ فِيهِ؛ إِما للعُجْمَةِ، وإِمّا للنَّسَبِ وَهُوَ الصحيحُ. قَالَ الجوهَرِيُّ: وإِن شئتَ حَذَفْتَها، (وهم) أَي أَكثرُ قبائلِهم (بالمَغْرِبِ) فِي الجِبال، مِن سُوسَ وغيرِهَا، متفرِّقَةٌ فِي أَطرافِها، وهم زَنَانَةُ وهَوّارة وصِنْهَاجَةَ ونبزةُ كُتَامةُ ولَواتهَ ومديونة وشباتة، وَكَانُوا كلُّهم بفِلَسْطِينَ مَعَ جالُوتَ، فَلَمَّا قُتِلَ تَفَرَّقُوا، كَذَا فِي الدُّرَرِ الكَامِنَة للحافظِ ابنِ حَجَر.
(و) } بَرْبَرٌ: (أُمَّةٌ أُخْرى) ، وبلادُهم (بَين الحُبُوشِ والزَّنْجِ) ، على سَاحل بحرِ الزَّنْجِ وبحْرِ اليمنِ، وهم سُودانٌ جِدًّا، وَلَهُم لُغَةٌ بِرَأْسِها لَا يَفْهَمُهَا غيرُهم، ومَعِيشَتُهم مِن صَيْدِ الوَحْشِ، وَعِنْدهم وُحُوشٌ غريبةٌ لَا تُوجَدُ فِي غَيرهَا، كالزَّرافَةِ والكَرْكَدَّنِ والبَبْرِ والنَّمِرِ والفِيلِ، ورُبَّما وُجِدَ فِي سَواحِلِهم العَنْبَرَ، وهم الَّذين (يَقْطَعُون مَذاكِيرَ الرِّجال ويجعلُونها مُهُورَ نِسائِهم) وَقَالَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ يعقوبَ الهَمْدَانِيُّ: وجَزِيرتُهم قاطِعَةٌ مِن حَدِّ ساحِلِ أَبْيَنَ، مُلْتَحِقَةٌ فِي البَحْرِ بِعَدَنَ، من نَحْو مَطالِع سُهَيْلٍ إِلى مَا يُشرقُ عَنْهَا، وَفِيمَا حاذَى مِنْهَا عَدَنَ وقابلَه جَبَل الدُّخَانِ، وَهِي جزيرةُ سُقُوطْرى، ممّا يَقْطَعُ مِن عَدَنَ ثابِتاً على السَّمْتِ، (وكلُّهُم مِن وَلَدِ قَيْسِ عيْلانَ) . قَالَ أَبو منصورٍ: وَلَا أَدْرِي كَيفَ هاذا.
وَقَالَ البَلاذريّ: حَدَّثَنِي بكرُ بنُ الهَيْثَمِ قَالَ: سأَلْتُ عبدَ اللهِ بنَ صالحٍ عَن البَرْبَرِ، فَقَالَ: هم يَزْعُمُون أَنَّهُم مِن وَلَدِ! بَرِّ بنِ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَمَا جَعَلَ اللهُ لقَيْسٍ مِنْ وَلَدٍ اسمُه بَرٌّ.
وَقَالَ أَبو المُنْذِرِ: هم مِن وَلَدِ فارانَ بنِ عِمليق بن يلمعَ بنِ عابَرَ بنِ سليخَ بنِ لاوَذَ بنِ سامِ بن نُوحٍ، والأَكثرُ الأَشهرُ أَنهُمْ مِن بَقِيَّةِ قومِ جالُوت، وكَانت منازلُهُم فِلَسْطِينَ، فلمّا قُتِل جالُوتُ تَفَرَّقا إِلى المَغْرِب.
(أَو هم بَطْنَانِ من حِمْيَرَ: صنْهَاجةُ وكُتَامَةُ، صارُوا إِلى البَرْبَرِ أَيام فَتْحِ) والدِهِم (أَفْرِقَشَ المَلِكِ) ابنِ قَيْسِ بنِ صَيْفِيِّ بنِ سبأَ الأَصغَرِ، كَانُوا مَعَه لما قَدِمَ المَغْرِبَ، وَبنى (أَفْرِيقِيَّةَ) فَلَمَّا رَجَعَ إِلى بِلَاده تَخَلَّفُوا عَنهُ عُمَّالاً لَهُ على تِلْكَ البلادِ، فبَقُوا إِلى الْآن وتَنَاسَلُوا.
(و) أَبو سَعِيدٍ (سابِقُ) بنُ عبدِ اللهِ الشاعِرُ المطبوعُ، رَوَى عَن مَكْحُولٍ، وَعنهُ الأَوزاعِيُّ. (وَمَيْمُونٌ) مَوْلَى عَفّانَ بنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، عَن ابنِ سِيرِينَ، (ومحمَّدُ بنُ مُوسَى) بنِ حَمّادٍ، حَدَّث عَنهُ أَبو عليَ الكاتبُ، (وعبدُ الله بنُ محمّدِ) بنِ ناجِيَةَ الحافظُ، (والحَسَنُ بنُ سَعْدٍ) ، الأَخِيرُ رَوى عَنهُ أَبو القاسمِ سَهْلُ بنُ إِبراهِيمَ {- البَرْبَرِيُّ، (} البَرْبَرِيّونَ) ، وَكَذَا أَبو محمّدٍ هارُون بنُ محمّدٍ، وهانىءَ بنُ سَعِيد مَوْلَى عُثْمَانَ، {البَرْبَرِيّانِ، (} وَبَرْبَرٌ المُغُنِّي: مُحَدِّثون) ، الأَخِيرُ رَوَى عَن مالِكٍ، وَعنهُ يحيى بنُ مُعين.
( {والمُبِرُّ: الضّابِطُ) ، يُقَال: إِنّه} لَمُبِرٌّ بذالك، أَي ضابِطٌ لَهُ، كَذَا فِي المُحْكَم.
( {والبَرَيْرَاءُ، كحُمَيْرَاءَ) من أَسماءِ (جِبَال بني سُلَيْم) بنِ مَنْصُور، قَالَ:
: (إِنَّ بأَجْرَاعِ} البُرَيْرَاءَ فالحِسَى فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ ( {والبَرَّةُ: عَن قَتَلَ فِيهِ قابِيلُ هابِيلَ ابْنَيّ آدَمَ عَلَيْهِ السّلامُ، نقلَه الصغانيّ.
(و) } بَرَّةُ، (بِلَا لامٍ: اسمُ زَمْزَمَ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَتاه آتٍ فَقَالَ: احْفِرْ بَرَّةَ) ، سَمّاهَا بَرَّةَ، لِكَثْرَةِ مَنافِعِها وسَعَةِ مائِها.
(و) بَرَّةُ ابنةُ عبدِ المُطَّلبِ، (عَمَّةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليّه وسلَّم) أُختُ أَرْوَى والحارثِ. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه غَيَّرَ اسمَ امرأَةٍ كَانَت تُسَمَّى بَرَّةَ، فسمّاهَا زَينَبَ، وَقَالَ: تُزَكِّي نَفْسَها) ؛ كأَنَّه كَرِهَ (لَهَا) ذالك.
(و) بَرَّةُ (جَدُّ إِبراهِيمَ بن محمّد الصَّنْعَانِيِّ والدِ الرَّبِعيِ شيخِ مُعَاذِ بنِ مُعَاذ) بنِ نصرِ بنِ حَسّانَ العَنْبَرِيّ، وَفِي سِيَاق الذهبيِّ مَا يقتضِي أَنّ الربيعَ بنَ بَرَّةَ، الَّذِي يَرْوِي عَنهُ مُعاذِ لَيْسَ بوَلَدٍ لإِبراهِيمَ؛ فإِنه ذَكَرَ إِبراهيمَ بنَ محمّدِ بنِ بَرَّةَ الصَّنْعانِيَّ، وَقَالَ عَن عبد الرزّاقِ: ثمَّ قَالَ: والرَّبيعُ بنُ بَرَّةَ شيخٌ لمُعاذِ بنِ مُعاذ. فتَأَمَّلْ.
(و) بَرَّةُ: (قَريتانِ باليَمَامَةِ، عُلْيَا وسُفْلَى) ، وَيُقَال لَهما: {البَرَّتانِ، وَكَانَت} البَرَّةُ العُلْيَا مَنزلَ يحيى بنِ طالبٍ الحَنفيِّ، ومِن قَوْله يَتشوَّق إِليها:
خَلِيلَيَّ عُوجَا بارَكَ اللهُ فيكما
على {البَرَّةِ العُلْيَا صُدُورَ الرُّكائب
وقُولَا إِذا مَا نَوَّه القَوْمُ للقِرَى
أَلَا فِي سبيلِ الله يَحْيَى بنُ طَالبِ
(وبالضمِّ:} بُرَّةُ بنُ رِائبٍ، ويُدْعَى جِحش بنَ رِئابٍ أَيضاً: والدُأُمِّ المُؤمِنينَ زَينَبَ) الأَسَدِيَّةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وفاتَه:
بَرَّةُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ، مِن أَولادِه أُمَيْمَةُ بنتُ عُبَيْده بنِ النَّاقِهِ بنِ بَرَّةَ، ذَرَكَره الحافظُ.
( {ومَبَرَّةُ: أَكَمَةٌ قُرْبَ المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ) دُونَ الجارِ إِليها، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
أَقْوَى الغَيَاطِلُ مِن حِرَاجِ} مَبَرَّةٍ
فجُنُوبُ سَهْوَةَ قَد عَفَتْ فرِمالُهَا
( {والبُرَّى، كقُرَّى: الكلمةُ الطَّيِّبَةُ) ، من البِرِّ، وَهُوَ اللُّطْفُ والشَّفَقَةُ.
(} والبَرْبارُ) ، بِالْفَتْح، (! والمُبَرْبِرُ) بالضمِّ:) الأَسَدُ) ؛ {لِبَرْبَرَتِه وجَلَبَتِه ونُفُورِهِ وغَضَبِه.
(و) يُقَال: (} أُبْتَرَّ) الرجلُ، إِذا (انتصبَ منفرِداً عَن) وَفِي بعض النسَخِ من (أَصابِه) ، نقلَه الصّغانِيُّ.
( {والمُبَرِّرُ من الضَّأْن) كالمُرَمِّدِ، وَهِي (الَّتِي فِي ضَرْعِها لُمَعٌ) سُودٌ وبِيضٌ عِنْد الأَقرابِ، تَشْبِيها} بالبَرِيرِ: ثَمَرِ الأَراكِ.
(وسَمَّوْا بَرًّا {وبَرَّة) ، بالفتحِ فيهمَا، (} وبُرَّة) ، بالضَّمِّ، ( {وبَرِيراً) ، كَأَمِيرٍ.
(و) يُقَال (أَصْلَحُ العَرَبِ) هاكذا فِي النُّسَخ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب والتَّكْمِلَةِ: أَفْصَحُ العَرَبِ (} أَبَرُّهم، أَي أَبْعَدُهُم فِي البَرِّ) والبَدْوِ دَارا.
(و) وَردَ فِي كَلَام سَلْمَانَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: (مَن أصْلَحَ جَوّانِيَّه أَصلَحَ اللهُ {بَرانِيَّه) ، بِالْفَتْح فيهمَا، قَالُوا:} - البَرَّانِيُّ: العَلَانِيَةُ، (نِسْبةٌ على غير قياسٍ) ، كَمَا قَالُوا فِي صَنْعاءَ: صنْعَانِيٌّ؛ وأَصلُه مِن قَوْلهم: خَرَج فلانٌ {برًّا؛ إِذا خَرَجَ إِلى} البَرِّ والصَّحراءِ، وَلَيْسَ من قديم الكلامِ وفَصِيحِه كَمَا فِي التَّهْذِيب.
وَفِي اللِّسان {والبَرُّ: نَقِيضُ الكِنِّ. قَالَ اللَّيْثُ: والعَربُ تَستعملُه فِي النَّكِرة، تقولُ العَربُ: جلَستُ بَرًّا وخرجتُ (بَرًّا) . قَالَ أَبو منصورٍ: وهاذا من كلامِ المُوَلَّدِين، وَمَا سمعتُه من فُصحاءِ العربِ البادِيَةِ، والمعنَى: مَن أَصْلَحَ سَرِيرَتَه أَصلَحَ اللهُ عَلانِيَتَه؛ أُخِذَ مِن الجوِّ والبَرِّ، فالجَوُّ: كُلُّ بَطْن غامِضٍ،} والبَرُّ: المَتْنُ الظَّاهِرُ، فهاتان الكَلِمَتَانِ على النِّسْبَة إِليهما بالأَلفِ والنونِ.
وَفِي الأَساس: افْتَتِحِ البَابَ {- البَرّانِيَّ. وَيُقَال: تُرِيدُ جَوًّا ويُرِيدُ} بَرًّا، أَي أُرِيدُ خُفْيَةً ويُرِيدُ عَلَانِيَةً. ( {والبَرّانِيَّة: ة ببُخَاراءَ) على خمسةِ فَرَاسِخَ مِنْهَا، وَيُقَال لَهَا: فُورانُ، (مِنْهَا) أَبو المَعَالِي (سَهْلُ بنُ) أَبي سَهْلٍ (محمودِ) بنِ أَبي بكرٍ محمّد بن إِسماعيلَ (} - البَرّانِيُّ الفَقِيهُ) الشافعيُّ الواعِظُ، سَمِعَ أَباه وغيرَه، ورَوَى عَنهُ ابنُه، وَمَات ببُخاراءَ سنة 524 هـ، قَالَه أَبو سَعْدٍ.
(والنَّجِيبُ) أَبو بكرٍ (محمّدُ بنُ محمّدِ) بنِ أَي القاسمِ (البَرّانِيُّ: محدِّثٌ) ، سَمِعَ أَباه، وَعنهُ أَبو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانِيِّ، مَاتَ سنة 542 هـ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: ( {البَرابِيرُ: طعامٌ يُتَّخَذُ مِن فَرِيكِ السُّنْبُل والحَلِيبِ) . وذالك أَنَّ الرّاعِيَ إِذا جاعَ يَأْتِي إِلى السّنْبُلِ فيَفْرُكُ مِنْهُ مَا أَحَبَّ، ويَنْزِعُه مِن قُنْبُعِه (وَهُوَ قِشْرُه) ، ثمَّ يَصُبُّ عَلَيْهِ اللَّبَنَ الحَلِيبَ، ويُغْلِيه حَتَّى يَنْضَجَ، ثمَّ يَجعلُه فِي إِناءٍ واسعٍ، ثمَّ يُبَرِّدُه، فيكونُ أطْيبَ من السَّمِيذِ. قَالَ: وَهِي العَذِيرَةُ، وَقد اعتَذَرْنا، الوَاحِدُ} بُرْبُورٌ، وَقد ذَكَره المصنِّف قَرِيبا.
(و) يُقَال: (بَرَّه، كمَدَّه) ، إِذا (قَهَرَه بِفِعالٍ أَو مَقَالٍ) ، كأَبَرَّه، والإِبرارُ: الغَلَبَةُ.
(و) فِي الأَمثال: (فُلانٌ لَا يَعرِفُ هِرًّا مِن بِرَ، أَي مَا يُهِرّه ممّا {يَبِرُّه) ، أَي مَن يَكْرَهُهُ مِمَّنْ} يَبِره، (أَو) مَا يعرفُ (القِطَّ من الفَأْرِ) وَقد تقدَّم، (أَو) مَا يَعرِفُ (دُعاءَ الغَنَمِ مِن سَوْقِها) ، رَوَاهُ الجوهريُّ عَن ابْن الأَعرابيِّ. وَقَالَ يُونُس: الهِرُّ: سَوْقُ الغَنَمِ، والبِرُّ: دُعاؤُها، (أَو) مَا يعرفُ (دُعاءَهَا إِلى الماءِ مِن دُعَائِها إِلى العَلَف) ، يُروَى عَن ابْن الأَعرابيِّ أَنَّ البِرَّ: دُعَاءُ الغَنَمِ إِلى العَلَف. (أَو) مَا يَعْرِفُ (العُقُوقَ مِن اللُّطْفُ) ؛ فالهِرُّ: العُقُوقُ، والبِرُّ: اللطْفُ، وَهُوَ قَولُ الفَزارِيِّ، (أَو) مَا يَعرفُ (الكَرَاهِيةَ من الإِكرام) ، فالهِرُّ: الخُصُومَةُ والكراهيَة، والبِرُّ: الأَكرام، أَو) مَعْنَاهُ مَا يَعرفُ (الهَرْهَرَةَ مِن {البَرْبَرَةِ) ؛ فالهَرْهَرَةُ: صَوتُ الضَّأْنِ، والبَرْبَرَةُ: صَوتُ المِعْزَى.
(} والبُرْبُر، بالضَّمِّ) : الرجلُ (الكثيرُ الأَصواتِ) ، كالبَرْبارِ.
(و) {البِرْبِرُ (بالكسْر: دُعَاءُ الغَنَمِ) إِلى العَلَف، نقلَه الصّغانِيُّ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
} البِرُّ، بِالْكَسْرِ: التُّقَى، وَهُوَ فِي قَولِ لَبِيد:
وَمَا البِرُّ إِلَّا مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى
{وتَبارُّوا: تَفاعَلُوا مِن البِرِّ، وَفِي كتاب قُرَيْشٍ والأَنصارِ: (وإِنّ البِرَّ دُونَ الإِثْمِ) ، أَي إِنْ الوفاءَ بِمَا جَعَلَ على نفْسِه دُونَ الغَدْرِ والنَّكْثِ.
وَيُقَال: قد تَبَرَّرْتَ فِي أَمْرِنا، أَي تَحَرَّجْتَ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فقالتْ} تَبَرَّرْتَ فِي جَنْبِنا
وَمَا كنتَ فِينا حَدِيثاً {بِبَرّ
أَي تَحَرَّجْتَ فِي سَبَبِنا وقُرْبِنا.
وَعَن أَبي سَعِيد: بَرَّتْ سِلْعَتُه، إِذا نَفَقَتْ، وَهُوَ مَجازٌ؛ قَالَ: والأَصلُ فِي ذَلِك أَن تُكَافِئَه السِّلْعَةُ بِمَا حَفِظَها وقامَ عَلَيْهَا، تُكَافئه بَالغ 2 لَاءِ فِي الثَّمَنِ، وَهُوَ من قولِ الأَعْشَى يَصفُ خَمْراً:
تَخَيَّرَهَا أَخُو عَانَاتِ شَهْراً
ورَجَّى بِرَّها عَاما فعَامَا
وَهُوَ} بَر بوالِدِهِ! وبارٌّ، عَن كُرَاع، وأَنكرَ بَعْضُهُم {بارٌّ، وَفِي الحَدِيث: (تَمَسَّحُوا بالأَرْض فإِنَّها} بَرَّةٌ بكم) ، قَالَ ابْن الأَثِير: أَي مُشْفِقَةٌ عَلَيْكُم، كالولادةِ {البَرَّةِ بأَولادِهَا؛ يَعْنِي أَنّ مِنْهَا خَلْقَكم، وفيهَا مَعاشكم، وإِليها بعدَ الموتِ معادكم.
وَفِي حَدِيث حَكِيمِ بنِ حِزامٍ: (أَرأَيْتَ أُمُوراً كنتُ} أَبْرَرْتُهَا) ، أَي أَطلبُ بِهَا البِرَّ والإِحسانَ إِلى النَّاس، والتَّقرُّبَ إِلى الله تعالَى.
واللهُ {يَبَرُّ عِبادَه، أَي يَرْحَمُهم.
وبَرَّةُ بنتُ مُرِّ، وَهِي أُمُّ النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ.
وَمن الأَمثال: (هُوَ أَقْصَرُ مِن بُرَّةٍ) . وَيُقَال: أَطْعَمنا ابنَ بُرَّةٍ، وَهُوَ الخُبْز.
} والبَرّانِيَّةُ، بِالْفَتْح: قريةٌ بِمصْر.
وبَرَّةُ بنتُ عامرِ بن الحارثِ القُرَشِيَّةُ العَبْدَرِيّةُ، وبَرَّةُ بنتُ أبيْ تُجْرَاة العَبدريَّة: صَحابِيّتانِ.
وأَبو! البِرِّ بِالْكَسْرِ صَدَقَةُ بنِ جروانَ البَوّاب، المعروفُ بِابْن البيعِ، حَدَّثَ عَن أَبي الوَقْتِ، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ.
والبَرَابِرُ: الجِدَاءُ.

الخبر

الخبر: لفظ مجرد عن العوامل اللفظية مسند إلى ما تقدمه لفظا، نحو زيد قائم، أو تقدير، نحو أقائم زيد.
الخبر: بالتحريك، الحديث المنقول، وبضم فسكون العلم بالأشياء من جهة الخبر. والخبرة بالكسر المعرفة ببواطن الأمور.
الخبر:
[في الانكليزية] Information ،news ،predicate
[ في الفرنسية] Information ،nouvelle ،attribut ،predicat
بفتح الخاء والباء الموحّدة هو عند بعض المحدّثين مرادف للحديث. وقيل مباين له.
وقيل أعمّ من الحديث مطلقا وقد سبق. وعند النحاة هو المجرّد المسند إلى المبتدأ وسيأتي في لفظ المبتدأ. وخبر إنّ وأخواتها عندهم هو المسند من معمولها وعلى هذا فقس خبر لا التي لنفي الجنس وخبر ما ولا المشبّهتين بليس وخبر كان وأخواتها وغير ذلك كما في الكافي.
وقد أطلق لفظ الخبر عند أهل البيان والأصوليين والمنطقيين والمتكلّمين وغيرهم على الكلام التّام الغير الإنشائي، فمن لم يثبت الكلام النفسي يطلقه على الصيغة التي هي قسم من الكلام اللفظي اللساني لا غير. وأمّا من أثبت الكلام النفسي فيطلقه على الصيغة وعلى المعنى الذي هو قسم من الكلام النفسي أيضا.
فعلى هذا الخبر هو الكلام المخبر به. وقد يقال بمعنى الإخبار أي الكشف والإعلام كما في قولهم الصدق هو الخبر عن الشيء على ما هو به صرّح بذلك في المطول. والمفهوم من بعض كتب اللغة كالمنتخب أنّ هذين المعنيين لغويان، حيث ذكر فيه خبر بفتحتين: آگاهى، وسخن كه بدان اعلان كنند- هو الاطّلاع، والكلام الذي به يعلمون- ولا يبعد أن يكون ما ذكره العلماء تحقيقا للمعنى اللغوي فإنّهم كثيرا ما يحقّقون المفهومات اللغوية كتعريف الحكماء للحرارة والبرودة كما مرّ. وتفسيرهم للوجود والإمكان والامتناع والوجوب والقدم ونحو ذلك. ويؤيّد ذلك ما قيل من أنّ العلماء اختلفوا في تحديد الخبر، فقيل لا يحد لعسره، وقيل لأنّه ضروري، وقيل يحدّ. واختلفوا في تحديده فقال القاضي والمعتزلة هو الكلام الذي يدخل فيه الصدق والكذب. واعترض عليه بأنّ الواو للجمع فيلزم الصدق والكذب معا وذلك محال.
وأيضا يرد كلام الله تعالى سواء أريد الاجتماع أو اكتفي بالاحتمال لأنّه لا يحتمل الكذب.
وأجيب بأنّ المراد دخوله لغة، أي لو قيل فيه صدق أو كذب لم يخطأ لغة، وكل خبر كذلك.
وإن امتنع صدق البعض أو كذبه عقلا، لكن يرد عليه أنّ الصدق لغة الخبر الموافق للمخبر به والكذب خلافه، وهو الخبر المخالف للمخبر به، فبهذا عرّفهما أهل اللغة، فهما لا يعرفان إلّا بالخبر فتعريف الخبر بهما دور. وأمّا ما قيل في جوابه أنّ ذلك إنّما يرد لو فسّر الصدق والكذب بما ذكرتم. أمّا لو فسّرا بمطابقة النسبة الإيقاعية والانتزاعية للواقع وعدم مطابقتها للواقع فلا دور أصلا فلا يجدي نفعا، إذ هذا إنّما يصحّ لو لم يعرفوا الخبر بما يدخله الصدق والكذب لغة، فبعضهم عدل عن ذلك للزوم الدور فقال هو الكلام الذي يدخله التصديق والتكذيب، ولا ينفعه إذ يرد عليه أنّهما الحكم بالصدق والكذب. فما فعل إلّا أن أوسع الدائرة. وقيل هو ما يحتمل الصدق والكذب وبهذا عرّفه المنطقيون أيضا، ولا يلزم الدور ولا خروج كلام الله تعالى إذ المعتبر الاحتمال بالنظر إلى ماهية مفهوم الخبر مع قطع النظر عمّا عداه. ومختار بعض المتأخرين أنّ الخبر هو ما تركّب من أمرين حكم فيه بنسبة أحدهما إلى الآخر نسبة خارجية يحسن السكوت عليها.
وإنّما قال أمرين دون كلمتين أو لفظين ليشتمل الخبر النفسي. وقال حكم فيه بنسبة ليخرج ما تركّب من غير نسبة. وقال يحسن السكوت عليها ليخرج المركّبات التقييدية. وقيد النسبة بالخارجية ليخرج الأمر وغيره لأنّ المراد بالخارجية أن يكون لتلك النسبة أمر خارجي بحيث يحكم بصدقها إن طابقته وبكذبها إن خالفته، وليس الأمر ونحوه كذلك. هكذا يستفاد من كشف البزدوي والعضدي وحواشيه وسيتضح ذلك غاية اتضاح في لفظ الصدق، ولفظ القضية.
فائدة:
لا شكّ أنّ قصد المخبر بخبره إفادة المخاطب. أمّا الحكم كقولك زيد قائم لمن لا يعرف أنّه قائم أو كون المخبر عالما به أي بالحكم كقولك قد حفظت التوراة لمن حفظ التوراة. ويسمّى الأول أي الحكم من حيث إنّه يستفيده المخاطب من الخبر فائدة الخبر لا من حيث إنّه يفيد المخاطب كما تشعر به عبارة البعض، لأنّ الفائدة لغة ما استفدته من علم أو غيره. ويسمّى الثاني أي كون المخبر عالما به لازم فائدة الخبر كذا في الأطول في بحث الإسناد.
فائدة:
اعلم أنّ الحذّاق من النحاة وأهل البيان وغيرهم قاطبة متّفقون على انحصار الكلام في الخبر والإنشاء وأنّه ليس له قسم ثالث. وادّعى قوم أنّ أقسام الكلام عشرة: نداء ومسألة وأمر وتشنّع وتعجب وقسم وشرط ووضع وشك واستفهام. وقيل تسعة بإسقاط الاستفهام لدخوله في المسألة. وقيل ثمانية بإسقاط التشنع لدخوله فيها. وقيل سبعة بإسقاط الشكّ لأنه من قسم الخبر. وقال الأخفش هي ستة: خبر واستخبار وأمر ونهي ونداء وتمنّ. وقال بعضهم خمسة: خبر واستخبار وأمر وتصريح طلب ونداء. وقال قوم أربعة خبر واستخبار وطلب ونداء. وقال كثيرون ثلاثة خبر وطلب وإنشاء.
قالوا لأنّ الكلام إمّا أن يحتمل التصديق والتكذيب أو لا. الأول الخبر، والثاني إن اقترن معناه بلفظه فهو الإنشاء وإن لم يقترن بلفظه بل تأخّر عنه فهو الطلب. والمحققون على دخول الطلب في الإنشاء وإنّ معنى اضرب مثلا وهو طلب الضرب مقترن بلفظه. وأمّا الضرب الذي يوجد بعد ذلك فهو متعلّق الطلب لا نفسه. وقال بعض من جعل الأقسام ثلاثة:
الكلام إن أفاد بالوضع طلبا فلا يخلوا إمّا أن يطلب ذكر الماهية أو تحصيلها أو الكفّ عنها.
الأول الاستفهام والثاني الأمر والثالث النهي.
وإن لم يفد طلبا بالوضع فإن لم يحتمل الصدق والكذب يسمّى تنبيها وإنشاء، لأنّك نبّهت به على مقصودك وأنشأته أي ابتكرته من غير أن يكون موجودا في الخارج، سواء أفاد طلبا باللازم كالتمنّي والترجّي والنداء والقسم أو لا كأنت طالق، وإن احتملهما من حيث هو فهو الخبر، كذا في الإتقان ويجيء ما يتعلّق بهذا في لفظ المركّب. ويسمّي ابن الحاجب في مختصر الأصول غير الخبر بالتنبيه وأدخل فيه الأمر والنهي والتمنّي والترجّي والقسم والنداء والاستفهام. قال المحقّق التفتازاني هذه التسمية غير متعارف.
فائدة:
صيغ العقود نحو بعت واشتريت وطلّقت وأعتقت لا شكّ أنها في اللغة إخبار، وفي الشرع تستعمل إخبارا أيضا. إنّما النزاع فيها إذا قصد بها حدوث الحكم وإيجاده، وقد اختلف فيها، والصحيح أنها إنشاء لصدق حدّ الإنشاء عليها لأنّها لا تدل على الحكم بنسبة خارجية.
فإنّ بعت لا يدلّ على بيع آخر غير البيع الذي يقع به، ولا يوجد فيه احتمال الصدق والكذب، إذ لو حكم عليه بأحدهما كان خطأ قطعا.
وتحقيقه يطلب من العضدي وحواشيه.

التقسيم:
يقسم الخبر إلى ما يعلم صدقه وإلى ما يعلم كذبه وإلى ما لا يعلم صدقه ولا كذبه.
القسم الأول وهو ما يعلم صدقه إما ضروري أو نظري. والضروري إمّا ضروري بنفسه أي بنفس الخبر فإنّه هو الذي يفيد العلم الضروري لمضمونه وهو المتواتر، وإمّا ضروري بغيره أي أستفيد العلم الضروري لمضمونه من غير الخبر وهو الموافق للعلم الضروري نحو الواحد نصف الاثنين. والنظري مثل خبر الله وخبر رسوله وخبر أهل الإجماع، والخبر الموافق للنظر الصحيح في القطعيات، فإنّ ذلك كله قد علم وقوع مضمونه بالنظر. القسم الثاني وهو ما علم كذبه وهو كل خبر مخالف لما علم صدقه من الأقسام المذكورة.
القسم الثالث وهو ما لا يعلم صدقه ولا كذبه، فقد يظنّ صدقه كخبر العدل وقد يظنّ كذبه كخبر الكذوب، وقد لا يظن صدقه ولا كذبه كخبر مجهول الحال.
وقد خالف في هذا التقسيم بعض الظاهرية، فقال كلّ خبر لا يعلم صدقه فهو كذب قطعا وفساده ظاهر. وأيضا ينقسم إلى متواتر وآحاد. فالمتواتر خبر بلغت رواته مبلغا أحالت العادة توافقهم على الكذب كما يجيء في محله. والآحاد خبر لم ينته إلى هذه المرتبة. وفي شرح النخبة خبر الواحد في اللغة ما يرويه شخص واحد. وفي اصطلاح المحدّثين خبر لم يجمع بشروط التواتر فيه، وهو يشتمل المشهور والعزيز والغريب والمقبول والمردود.
اعلم أنّ خبر الرسول صلّى الله عليه وسلم في اصطلاح الأصوليين على ثلاثة أقسام. الأول المتواتر وهو الخبر الذي رواه قوم لا يتوهّم توافقهم على الكذب عادة، ويدوم هذا الحدّ من قرن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى يومنا هذا، فيكون آخره كأوله وأوله كآخره، وأوسطه كطرفيه. يعني يستوي فيه جميع الأزمنة من أول ما نشأ ذلك الخبر إلى آخر ما بلغ إلى الناقل الأخير، كنقل القرآن والصلاة الخمس، وأنه يوجب علم اليقين كالعيان علما ضروريا.
والثاني المشهور وهو ما كان من الآحاد في القرن الأول ثم انتشر حتى ينقله قوم لا يتوهم توافقهم على الكذب، وهو القرن الثاني ومن بعدهم، وأنه يوجب علم طمأنينة أي يرجّح جهة الصدق فهو دون المتواتر وفوق الواحد.
والثالث الخبر الواحد وهو كل خبر يرويه الواحد أو الاثنان فصاعدا، ولا عبرة للعدد فيه بعد أن يكون دون المتواتر والمشهور وأنّه يوجب العمل دون العلم اليقين، هكذا في نور الأنوار.
اعلم أنّ أهل العربية اتفقوا على أنّ الخبر محتمل للصدق والكذب، وهذا الكلام أيضا يحتمل الصدق والكذب ولا تفضي عنه إلّا بأن يقال إنّ هذا القول فرد من أفراد مطلق الخبر، فله اعتباران: أحدهما من حيث ذاته مع قطع النظر عن خصوصية كونه خبرا جزئيا. وثانيهما من حيث عروض هذا المفهوم له، فثبوت الاحتمال له بالاعتبار الثاني لا ينافي عدم لزوم الاحتمال بالاعتبار الأول كاللاتصوّر المتصوّر، وإذا عرفت هذا فاعرف أنّ الخبر هو الكلام الذي يقبل الصدق والكذب لأجل ذاته أي لأجل حقيقته أي من حيث إنّ فيه إثبات شيء لشيء أو نفيه عنه من غير نظر الى الخارج، وإلى خصوصية الخبر نحو خبر الله تعالى، وإلى البرهان الذي يخصّه بالصدق ويرفع احتمال الكذب نحو العالم حادث وبالعكس نحو العالم قديم، وأيضا من غير نظر إلى خصوص المادّة التي تعلّق بها الكلام كأن يكون من الأمور الضرورية التي لا يقبل إثباتها إلّا الصدق، ولا يقبل نفيها إلّا الكذب نحو اجتماع النقيضين باطل. ثم إنّ الخبر بالنظر لما يعرض له إمّا مقطوع بصدقه كالمعلوم ضرورة كالواحد نصف الاثنين، أو استدلالا نحو العالم حادث وكخبر الصادق وهو الله تعالى ورسوله، وإمّا مقطوع بكذبه كالمعلوم خلافه ضرورة نحو والسماء أسفل والأرض فوق، أو استدلالا نحو العالم القديم. هكذا في كليات أبي البقاء.

فلك

(فلك) ثدي الفتاة مُبَالغَة فلك وَفُلَان فِي الْأَمر أَفَلَك والفصيل شدّ لِسَانه بِمَا يشبه الفلكة حَتَّى لَا يرضع
فلك
الْفُلْكُ: السّفينة، ويستعمل ذلك للواحد والجمع، وتقديراهما مختلفان، فإنّ الفُلْكَ إن كان واحدا كان كبناء قفل، وإن كان جمعا فكبناء حمر.
قال تعالى: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ [يونس/ 22] ، وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ [البقرة/ 164] ، وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ [فاطر/ 12] ، وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ [الزخرف/ 12] . والفَلَكُ: مجرى الكواكب، وتسميته بذلك لكونه كالفلك، قال: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس/ 40] . وفَلْكَةُ المِغْزَلِ، ومنه اشتقّ: فَلَّكَ ثديُ المرأة ، وفَلَكْتُ الجديَ: إذا جعلت في لسانه مثل فَلْكَةٍ يمنعه عن الرّضاع.
ف ل ك

فلّك ثدي الجارية وتفلّك واستفلك: صار كالفلكة. قال امرؤ القيس:

ومستفلك الذّفرى كأن عنانه ... ومثناته في رأس جذع مشذّب

وقال عتيبة بن مرداس:

تطالع أهل السوق والباب دونها ... بمستفلك الذّفرى إسيل المذمر

صغر الذّفرى: مدح في الإبل. ويقال: تركته كأنه يدور في فلك، وتركته يدور كأنه فلك إذا تركته مضطرباً لا يقرّ به قرار كالكوكب الذي لايزال في فلكه أو كما يدور الفلك، وقيل: الفلك: الماء الذي تضر به الريح فيتموّج ويجيء ويذهب. وكل مستدير من أرض أو غيرها: فلك. قال ذو الرمة:

حتى أتى فلك الخلصاء دونهم ... واعتّم قور الفلا بالآل واختدرا

ومن المجاز: ما طلعت كواكب حسناته في فلك هممه، إلا أسالت غيوث أنوائه شعاب خدمه.
(فلك)
ثدي الفتاة فلكا اسْتَدَارَ فَصَارَ كالفلكة وَيُقَال فلكت الفتاة فَهِيَ فالك (ج) فوالك

(فلك) فلكا يَبِسَتْ مفاصله وعظمت أليته فَهُوَ فلك
ف ل ك : فَلْكَةٌ الْمِغْزَلِ مِثَالُ تَمْرَةٍ مَعْرُوفَةٌ وَالْفَلَكُ جَمْعُهُ أَفْلَاكٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَالْفُلْكُ مِثَالُ قُفْلٍ السَّفِينَةُ يَكُونُ وَاحِدًا فَيُذَكَّرُ وَجَمْعًا فَيُؤَنَّثُ. 
[فلك] فيه: تركت فرسك كأنه يدور في "فلك"، شبهه في دورانه بدوران الفلك وهو مدار النجوم من السماء، وذلك أنه كان قد أصابته عين فاضطرب، وقيل: الفلك موج البحر، شبه به الفرس في اضطرابه. ك: الفلك والفلك واحد، أي مفرده وجمعه سواء في اللفظ.
(ف ل ك) : (فِي حَدِيثِ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - (وَلَوْ بِفَلَكَةِ) مِغْزَلٍ هَذَا عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَقَدْ جَاءَ صَرِيحًا فِي شَرْحِ الْإِرْشَادِ وَلَوْ بِدَوْرِ فَلَكَةِ مِغْزَلٍ وَهُوَ مَثَلٌ فِي الدَّوَرَانِ وَالْغَرَضُ لَقَلِيل الْمُدَّةِ.
فلك [قَالَ أَبُو عبيد -] : وَفِي بعض الحَدِيث أَنه قَالَ لَهُ: إِن فلَانا لقع فرسك أَي أَصَابَهُ بِعَين وَيُقَال: لقعت فلَانا بالبعرة إِذا رميته بهَا وَلم نَسْمَعهُ إِلَّا فِي إِصَابَة الْعين والبعرة. قَوْله: / فِي فَلَك فِيهِ قَولَانِ: فَأَما الَّذِي تعرفه الْعَامَّة فَإِنَّهُ شبهه بفلك 5 / الف السَّمَاء الَّذِي تدر عَلَيْهِ النُّجُوم وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: القُطْب شُبّه بِقُطْب الرَّحى وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: الْفلك هُوَ الموج إِذا ماج فِي الْبَحْر فاضطرب وَجَاء وَذهب فشبّه الْفرس فِي اضطرابه بذلك وَإِنَّمَا كَانَت عينا أَصَابَته.

فلك


فَلَكَ(n. ac. فَلْك)
a. Was round, spherical.
b. Had well-rounded breasts.

فَلَّكَa. see I (a) (b).
c. [ coll. ], Practised astrology.
d. [ coll. ], Persisted
persevered.
أَفْلَكَa. see I (b)
تَفَلَّكَa. see I (a)
& II (c).
فَلْكَة
(pl.
فَلَك)
a. Whirl ( of a spindle ).
فُلْكa. Ship, vessel; barque, skiff; felucca.
b. Ark ( of Noah ).
فَلَك
(pl.
فُلْك
فُلُك
أَفْلَاْك
38)
a. Ball, sphere; globe.
b. Firmament, sky, heaven; atmosphere.
c. Circling, agitated (waves).
d. Circuit.
e. Weather.
f. (pl.
فِلَاْك), Hill, mound, hillock.
فَلَكِيّa. Round, circular, spherical.
b. Celestial, heavenly.
c. Astronomical.
d. (pl.
فَلَكِيَّة), Astronomer; astrologer.
فُلُوْكَة
(pl.
فَلَاْئِكُ)
a. [ coll. ]
see 3 (a)
N. Ag.
فَلَّكَa. see 4yi (a)b. [ coll. ], Star-gazer, dreamer
visionary.
أَلْإِفْلِيْكَانِ
a. The tonsils.

عِلْم الفَلَك
a. Astronomy; astrology.
فلك
الفَلَكُ: فَلَكُ السَّمَاءِ سُمِّيَ لاسْتِدارَتِه، واحِدَتُه فَلْكَةٌ. وقيل: الفَلَكُ جَمْعٌ واحِدَتُه فَلَكَةٌ وهي مَجْرى النُّجُوْم.
والفُلْكُ: السَّفِينةُ، يُذَكَرُ ويُؤنَّث. ويكونُ جَمْعاً للسٌّفُن. ويُجْمَعُ على الفُلُوْكِ أيضاً.
ويُقال للمَوْج إِذا اضْطَرَبَ وجاءَ وذَهَبَ: فَلَكٌ. وسُمَّيَ السَّفِيْنَةُ فُلْكاً لأنَّه يَفْتَلِكُ في البَحْرِ: أي يَجْري فيه ويَشُقه.
وفِلْكَةُ المِغْزَلِ: جَمْعُها فِلَكٌ.
وفلَّكَتِ الجارِيَةُ وَتَفلَّكَتْ: إِذا تَفلَكَ ثَدْيُها فهيَ مُفَلَّكٌ. وفلَّكَ ثَدْيُ المَرْأةِ وأفْلَكَ وفَلَكَ ثلاثُ لُغَاتٍ.
وفَلَّكْتُ الجَدْيَ: وهو قَضِيْبٌ يُدَارُ على لِسَانِه لِئلاّ يَرْضَعَ.
والفَلَكَةُ: أكَمَةٌ من حَجَرٍ واحدٍ مُسْتَدِيرةٌ كأنَّها فَلْكَةً مِغْزَلٍ، والجميع الفِلَكُ والفَلَكاتُ والفِلاَكُ.
ورَجُل فَلِكٌ: ضَعِيفٌ مُتَخَلِّعُ العِظَام مُسْتَرْخٍ. وقيل: هو الذي به وَجَعٌ في فلكَةِ رُكْبَتِه.
وفَلَّكَتِ الكَلْبَةُ: أجْعَلَتْ وحاضَتْ. وقيل: ضَخُمَ ثَفْرُها.
والإفْلِيْكانِ: لَحْمَتَانِ يَكْتَنِفانِ اللَّهَاةَ.
ف ل ك: (فَلْكَةُ) الْمِغْزَلِ بِالْفَتْحِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاسْتِدَارَتِهَا. وَ (الْفُلْكُ) السَّفِينَةُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [الشعراء: 119] فَأَفْرَدَ وَذَكَّرَ. وَقَالَ تَعَالَى: {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ} [البقرة: 164] فَأَنَّثَ. وَيَحْتَمِلُ الْإِفْرَادَ وَالْجَمْعَ. وَقَالَ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس: 22] فَجَمَعَ وَكَأَنَّهُ يُذْهَبُ بِهَا إِذَا كَانَتْ وَاحِدَةً إِلَى الْمَرْكَبِ فَيُذَكَّرُ وَإِلَى السَّفِينَةِ فَيُؤَنَّثُ. وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يَقُولُ: الْفُلْكُ الَّتِي هِيَ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْفُلْكِ الَّتِي هِيَ وَاحِدٌ. وَلَيْسَ مِثْلَ الْجُنُبِ الَّذِي هُوَ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ وَالطِّفْلِ وَمَا أَشْبَهَهُمَا مِنَ الْأَسْمَاءِ: لِأَنَّ فُعْلًا وَفَعَلًا يَشْتَرِكَانِ فِي شَيْءٍ وَاحِدٍ مِثْلِ الْعُرْبِ وَالْعَرَبِ وَالْعُجْمِ وَالْعَجَمِ وَالرُّهْبِ وَالرَّهَبِ فَلَمَّا جَازَ أَنْ يُجْمَعَ فَعَلٌ عَلَى فُعْلٍ مِثْلَ أَسَدٍ وَأُسْدٍ لَمْ يَمْتَنِعْ أَنْ يُجْمَعَ فُعْلٌ عَلَى فُعْلٍ. وَ (الْفَلَكُ) وَاحِدُ (أَفْلَاكِ) النُّجُومِ قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى فُعْلٍ مِثْلُ أَسَدٍ وَأُسْدٍ وَخَشَبٍ وَخُشْبٍ. 
(ف ل ك)

الفَلَك: مَدَار النُّجُوم.

وَالْجمع: أفلاك.

وفَلَكَ كل شَيْء: مُستداره ومٌعظَمه.

وفَلَكَ الْبَحْر: مَوْجه المستدير المتردّد، وَفِي حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود: " تركت فرسك يَدُور كَأَنَّهُ فِي فَلَك ". قيل: الفَلَك هُنَا: السَّمَاء. وَقيل: هُوَ موج الْبَحْر إِذا تردد، وَهُوَ الصَّحِيح عِنْد أبي عبيد.

والفَلَك: قطع من الأَرْض تستدير وترتفع عَمَّا حولهَا. الْوَاحِدَة: فَلَكة، بِفَتْح اللَّام.

والفَلْكة، بِسُكُون اللَّام: المستدير من الأَرْض فِي غِلَظ أَو سهولة، وَهِي كالرَّحى.

والفَلَك: اسْم للْجمع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ بِجمع: فَلْكة، لِأَن فعلا لَيْسَ مِمَّا يكسَّر عَلَيْهِ فَعْلة. وَقَالَ مرّة: قَالُوا: فَلَك، فحركوا اللَّام فَلَمَّا الحقوا الْهَاء فِي الْوَاحِد خفَّفوه.

والفِلاَك: جمع لاسم الْجمع، وَقد يكون جمع: فلْكة كصَحْفة وصِحاف.

والفَلَك من الرمال: أجوبة غِلَاظ مستديرة كالكَذّان أَن تحتفرها الظِباء.

والفَلْكة من الْبَعِير: موصل مَا بَين الفقرتين.

وفلَكْة اللِّسَان: الهَنَة النائسة على رَأس أصل اللِّسَان.

وفَلْكة الزَّوْر: جَانِبه وَمَا اسْتَدَارَ مِنْهُ.

وفَلْكة المِغْزَل: مَعْرُوفَة.

وكل مستدير: فَلْكة.

وَالْجمع من ذَلِك كلّه: فِلَك، إلاّ الفَلْكَة من الأَرْض.

وفلَّك الفصيل: عَمِل لَهُ من الهُلْب مثل فَلْكة المِغْزَل ثمَّ شَقَّ لِسَانه فَجَعلهَا فِيهِ لِئَلَّا يرضع قَالَ ابْن مُقْبِل:

رُبَيِّب لم تفلِّكه الرِّعَاء وَلم ... يُقْصَرْ، بحَوْمَلَ أدنى شِرْبه وَرَعُ

والثُّدِىّ الفَوالك: دون النواهد.

وفَلَك ثَدْيُها، وفَلّك، وأفلك: وَهُوَ دون النهود، الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب.

وفَلَكت الْجَارِيَة، وَهِي فالك.

وفلَّكت، وَهِي مُفلِّك.

والفُلْك: السَّفِينَة، يذكَّر ويؤنَّث، وَهُوَ يَقع على الْوَاحِد والاثنين والجميع، فَإِن شِئْت جعلته من بَاب: جُنُب، وَإِن شِئْت من بَاب: دِلاص وهِجَان. وَهَذَا الْوَجْه الْأَخير هُوَ مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ، أَعنِي أَن تكون ضمة الْفَاء من الْوَاحِد بِمَنْزِلَة ضمة بَاء بُرْد وخاء: خُرْج، وضمَّة الْفَاء فِي الْجمع بِمَنْزِلَة ضمة حاء: حُمْر، وصاد: صُفْر جمع: أَحْمَر وأصفر وَقد انعمت شرح ذَلِك فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وفَلَّك الرجل فِي الْأَمر، وأفلك: لجَّ.

وَرجل فَلِكٌ: جافي المفاصل.

وَهُوَ أَيْضا: الْعَظِيم الأليَتين، قَالَ رؤبة:

وَلَا شَظٍّ فَدْمٍ وَلَا عبدٍ فَلِكْ ... يَرْبِض فِي الرَّوْث كبِرْذَونٍ رَمِكْ

والإفْلِيكان: لحمتان تكتنفان اللَّهاة.
فلك
فلَكَ يفلِك، فَلْك، فهو فَالِك
• فلَك ثَديُ الفتاة: استدار، انتفخ.
• فلَكتِ الفتاةُ: استدار ثَديُها وانتفخ. 

تفلَّكَ يتفلَّك، تفلُّكًا، فهو مُتفلِّك
• تفلَّك فلانٌ: أخبر بالغيب كأنه يتكلَّم عن أحوال الفَلَك.
• تفلَّكَ الثَّديُ: استدار، انتفخ. 

فلَّكَ يفلِّك، تفليكًا، فهو مُفلِّك
• فلَّك الرَّجلُ: أخبر بالغيب.
• فلَّكَ الثَّديُ: استدار، انتفخ. 

فلائكيّ [مفرد]: ج فلائكيّة: بحّار. 

فَلْك [مفرد]: مصدر فلَكَ. 

فَلَك [مفرد]: ج أفلاك وفُلْك وفُلُك: مدار الشَّمس والقمر والنجوم والكواكب "كل كوكب يدور في فَلَكه- {لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} " ° فلك البروج: دائرة ترسمها الشمس في سيرها في السماء في سنة واحدة.
• علم الفَلَك: (فك) علم يبحث في الأجرام السَّماوية من حيث تكوينها ومواقعها وقوانين سيرها، وهو أقدم العلوم "درَس علم الفلك". 

فُلْك [مفرد]: سفينة (للمذكَّر والمؤنَّث والمفرد والجمع) " {فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ}: السَّفينة- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللهِ} - {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ} ". 

فَلْكَة [مفرد]: ج فَلَكات وفَلْكات وفِلَك: كل ما ارتفع أو نتأ واستدار "فَلْكَة الركبة".
• فَلْكَة المِغزَل: قطعة مستديرة من الخشب تُجعل في أعلى المغزل وتثبَّت الصِّنّارةُ من فوقها وعودُ المِغْزَل من تحتها. 

فَلَكيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فَلَك: "رَصْد/ طيران فَلَكِيّ".
2 - (فك) مشتغل بدراسة المواقع والحركات والأحجام والظواهر الفيزيقيّة للأجرام السماويّة "تمنَّى أن يكون فَلَكيًّا مُنْذ نعومة أظافره". 

فلكيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى فَلَك ° الصُّور الفلكيّة: رموز يمثّل بها الفلكيُّون عناصر النظام الشمسيّ المختلفة.
• الوَحْدة الفلكيَّة: معدَّل بُعد الشَّمس عن الأرض ويساوي: 149.500.000 كم.
• الكيمياء الفلكيَّة: فرع من الكيمياء يبحث في النُّجوم والفضاء الواقع بين النُّجوم. 

فَلُوكة [مفرد]: ج فلائكُ: فُلْك؛ سفينة "يمتلك فَلُوكة". 

فُلَيْكة [مفرد]: سفينة صغيرة "ركِبا فُلَيْكة في النِّيل". 
فلك: فلك (بالتشديد): مأخوذ من الفلك، والعامة تقول: فلك فلان وتفلك: أخبر بالغيب (محيط المحيط).
تفلك: استدار فصار كالفلكة وهي القطعة المستديرة من الخشب. ففي كليلة ودمنة (ص20) ومد إلى الفلك بصره وتفكر في تفلك الفلك وحركات الكواكب.
تفلك، مأخوذ من الفلك، أخبر بالغيب عند العامة. (محيط المحيط).
استفلك: استدار فصار كالفلكة. (ديوان امرئ القيس ص24 البيت العاشر، معجم البكري ص314).
استفلك على فلان: ظلمه وجار عليه. (فوك).
فلك: عجلة، دولاب (المعجم اللاتيني العربي) ودولاب العربة (المعجم اللاتيني العربي) وفيه: ( quadriga: رخ ذو أربعة أفلاك). ودولاب وهي آلة تديرها الدابة ليستقي بها (ابن العوام 1: 146).
فلك الساقين والركبتين: داخصة، رضفة، العظم المدور المتحرك في رأس الركبة. (المعجم اللاتيني- العربي).
علم الفلك: علم يبحث فيه عن أحوال الأجرام العلوية. (بوشر، محيط المحيط دوماس قبيل ص63).
علم الأفلاك: علم التنجيم. (المعجم اللاتيني العربي).
الأفلاك: علم الفلك أو علم التنجيم.
أنظرها في مادة أثر.
دائرة فلك البروج: فلك البروج، دائرة البروج. سمت الشمس. (دورن، المقدمة 1: 83) شك فلك: انظرها في مادة شك.
فلكة، والجمع فُلك: دولاب العربة. (المقري 1: 365).
فلكة الركبة: داحضة، رضفة، العظم المدور المتحرك في رأس الركبة. (لين، بوشر، محيط المحيط).
فلكة، والجمع، فلك: فلقة، كسرة (فوك، الكالا).
فلكة: ردف، كفل، عجيزة. (فوك، بوشر).
فلكة: عجز الدجاجة. زمكى. (الكالا).
فلكة: جاءت في معجم المنصوري هذه الكلمة التي لا ادري كيف أفسرها في قوله: فلكة دبوق، في المحكم الدبوق لعبة الصبيان والفلكة الشيء المستدير والمراد به شيء يوضع على الرفادة يستحكم عليها (كذا) الرباط.
فلكي: عالم لعلم الفلك، وهو العلم الذي يبحث فيه عن الأجرام العلوية. (بوشر).
الفلكية أو النجومية: نوع من لعب الشطرنج (فان دن لند، تاريخ الشطرنج 1: 108).
فلوكة والجمع فلائك: قارب المركب، زورق، سفينة صغيرة، مربعة الأشرعة وهي سفينة تجارية أشرعتها من قطعة واحدة مربعة، ضرب من سفن المتوسط. (بوشر).
وحين بنيت هذه الكلمة في معجم الأسبانية (ص264 - 266) رفضت أن تكون لهذه الكلمة أية علاقة بالكلمة القديمة فلك التي يربطونها بها عادة. ولئن كان السيد دفيك (ص118) يقول: (إن علماء الاشتقاق غير مقتنعين بهذا وأنهم مصرون على رأيهم الأول) فيجب على أن أقول إني مصر على رأيي. وكان من العبث أن أشير، كما فعل هذا العالم (ص117)، أن مترجمي التوراة لم يخشوا أن يختاروا كلمة فلك للدلالة على سفينة نوح، لأن كل المستعربين يعلمون أيضا أن هذه الكلمة وردت في القرآن اسما لسفينة نوح. وأصر على القول أيضا أن هذه الكلمة لا علاقة لها بلغة الكلام في القرون الوسطى، إذ لم يستعملها الكتاب لا في هذا المعنى العام للسفينة ولا اسما لنوع خاص من السفن.
والسيد دي غويه يشاركني في هذا الرأي، وكل العالم يعلم أن هذا العالم يعرف الجغرافيين والرحالة العرب أحسن من أي شخص آخر، فهو قد درس دراسة خاصة المؤلفين الذين يعرفون جيدا أسماء السفن، وقد قال لي إنه لم يصادف هذه الكلمة إلا مرتين، على الرغم من شدة تتبعه. الأول في المسعودي (1: 292) الذي عليك أن تقرأ فيه فاحدث بدل فأخذت. ولا شك في أن في هذه الكلمة من تذكرة للقرآن (الكريم) حيث تكررت فيه هذه الكلمة، والمسعودي بعد ذلك بالكلمة المألوفة مراكب. والثانية في عبارة الزمخشري النحوي الذي يقول في أساس البلاغة (مادة قرب): وركبت في القارب إلى الفلك. وفسرها بعد ذلك بأنها الزورق.
بقيت ملاحظتان: الأولى إن فلوكة قد اشتقت من الجمع فلوك وأضيفت إليها الهاء على طريقة العامة في الاشتقاق، غير أن وجود مثل هذه الجمع مشكوك فيه (انظر لين)، فإن كلمة فلك تدل على المفرد وعلى الجمع.
ثانيا: لم ترد في المعجم اللاتيني العرب ومعجم فوك ومعجم الكالا كلمة فلك بمعنى سفينة.

فلك: الفَلَك: مَدارُ النجوم، والجمع أَفْلاك. والفَلَكُ: واحد أَفْلاك

النجوم، قال: ويجوز أَن يجمع على فُعْل مثل أَسَدٍ وأُسْدٍ، وخَشَب

وخُشْب. وفَلَكُ كل شيء: مُسْتداره ومُعْظمه. وفَلَكُ البحر: مَوْجُه

المسْتَدير المترَدّد. وفي حديث عبد الله بن مسعود: أَن رجلاً أَتى رجلاً وهو

جالس عنده فقال: إني تَرَكْتُ فَرَسَك كأنه يدورفي فَلَكٍ، قال أَبو عبيد:

قوله في فَلَكٍ فيه قولان: فأَما الذي تعرفه العامّة فإنه شبهه بفَلَكِ

السماء الذي تدور عليه النجوم وهو الذي يقال له القُطْب شُبِّه بقُطْب

الرَّحى، قال: وقال بعض العرب الفَلَكُ هو الموج إذا ماج في البحر فاضطرب

وجاء وذهب فشبَّه الفرس في اضطرابه بذلك، وإنما كانت عَيْناً أَصابته، قال:

وهو الصحيح. والفَلَكُ: موج البحر. والفَلَكُ: جاء في الحديث أَنه

دَورَانُ السماء، وهو اسم للدوَران خاصةً، والمنجمون يقولون سبعة أَطْواقٍ دون

السماء قد رُكِّبَت فيها النجوم السبعة، في كل طَوْقٍ منها نجم، وبعضها

أَرفع من بعض يَدُور فيها بإذن الله تعالى. الفراء: الفَلَكُ استدارة

السماء. الزجاج في قوله: كلٌّ في فَلَك يَسْبحون؛ لكل واحد وترتفع عما حولها،

الواحدة فَلَكةٌ، بفتح اللام؛ قال الراعي:

إذا خِفْنَ هَوْل بُطونِ البِلاد،

تَضَمَّنها فَلَكٌ مُزْهِرُ

يقول: إذا خافت الأدغالَ وبُطونَ الأَرض ظهرتِ الفَلَكُ. والفَلْكةُ،

بسكون اللام: المستدير من الأَرض في غلظ أَو سهولة، وهي كالرَّحى.

والفَلََكُ: اسم للجمع؛ قال سيبويه: وليس بجمع، والجمع فلاكٌ كصحفة وصِحاف.

والفَلَكُ من الرمال: أَجْوِية غلاظ مستديرة كالكَذَّانِ يحتفرها الظباءُ. ابن

الأَعرابي: الأَفْلَكُ الذي يدور حول الفَلَك، وهو التَّل من الرمل حوله

فضاء.

ابن شميل: الفَلْكَةُ أَصاغِر الآكام، وإنما فَلَّكها اجتماعُ رأسها

كأَنه فَلْكَةُ مِغْزَل لا يُنْبت شيئاً. والفَلْكَة: طويلة قدر رُمْحين أَو

رمح ونصف؛ وأَنشد:

يَظَلاَّنِ، النهارَ، برأسِ قُفٍّ

كُمَيْتِ اللَّوْنِ، ذي فَلَكٍ رَفيعِ

الجوهري: والفَلْكة قطعة من الأَرض تستدير وترتفع على ما حولها؛ قال

الشاعر:

خِوانُهم فَلْكَةٌ لَمِغْزَلهم،

يحَارُ فيه، لحُسْنِه، البَصَرُ

والجمع فَلْكٌ؛ قال الكميت:

فلا تَبْكِ العِراصَ ودِمْنَتَيْها

بناظِرةٍ، ولا فَلْكَ الأَميلِ

قال ابن بري: وفي غريب المصنف فَلَكةٌ وفَلَك، بالتحريك، وفي كتاب

سيبويه: فَلْكَة وفَلَكٌ مثل حَلْقة وحَلَقٍ ونَشْفَة ونَشَفٍ، ومنه قيل:

فَلَّكَ ثديُ الجارية تَفْليكاً، وتَفَلَّك: استدار. والفَلْكة من البعير:

مَوْصِل ما بين الفَقْرتين. وفَلْكة اللسان: الهَنَةُ الناتئة على رأس أَصل

اللسان. وفَلْكةُ الزَّوْر: جانِبُه وما استدارمنه. وفَلْكة المِغْزَلِ:

معروفة سميت لاستدارتها، وكلُّ مستدير فَلْكة، والجمع من ذلك كله فِلَكٌ

إلا الفَلْكَة من الأَرض. وفَلَّك الفصيلَ: عمل له من الهُلْبِ مثل

فَلْكَة المغزل، ثم شق لسانه فجعلها فيه لئلا يَرْضَع؛ قال ابن مُقبل

فيه:رُبَيِّبٌ لم تُفَلِّكْهُ الرّعاءُ، ولم

يَقْصُرْ بحَومَلَ، أَدْنى شُرْبه ورَعُ

أَي كَفٌّ. التهذيب: أَبو عمرو والتَّفْلِيك أَن يجعل الراعي من الهُلْب

مثلَ فَلْكة المِغْزل ثم يثقب لسان الفصيل فيجعله فيه لئلا يرضع أُمه.

الليث: فَلَّكْتُ الجَدْيَ، وهو قَضِيب يُدارعلى لسانه لئلا يرضع؛ قال

الأَزهري: والصواب في التَّفْليك ما قال أَبوعمرو. والثُّدِيُّ الفَوالك:

دون النَّواهِد. وفَلَكَ ثديُها وفَلَّكَ وأَفْلَكَ: وهو دون النهود؛

الأَخيرة عن ثعلب. وفَلَّكَتِ الجارية تَفْلِيكاً، وهي مُفَلِّكٌ، وفَلَّكَتْ،

وهي فالك إذا تَفَلَّكَ ثديُها أَي صار كالفَلْكة؛ وأَنشد:

جاريةٌ شَبَّتْ شباباً هَبْرَكا،

لم يَعْدُ ثَدْيا نَحْرِها أَن فَلَّكا،

مُسْتَفْكِرانِ المَسَّ قَدْ تَدَمْلَكا

والفُلْكُ: بالضم: السفينة، تذكر وتؤنث وتقع على الواحد والاثنين

والجمع، فإن شئت جعلته من باب جُنُبٍ،وإن شئت من بابِ دلاصٍ وهِجانٍ، وهذا

الوجه الأَخير هو مذهب سيبويه، أَعني أَن تكون ضمة الفاء من الواحد بمنزلة

ضمة باء بُرْد وخاء خُرْج، وضمة الفاء في الجمع بمنزل ضمة حاءُ حُمْر وصاد

صُفْر جمع أَحمر وأَصفر، قال الله في التوحيد والتذكير: في الفُلْك

المشحون، فذكَّر الفُلْك وجاء به مُوَحّداً، ويجوز أَن يؤنث واحده كقول الله

تعالى: جاءتها ريح عاصف، فقال: جاءتها فأنث، وقال: وترى الفُلْك فيه مواخر،

فجمع، وقال تعالى: والفُلْكِ التي تجري في البحر، فأَنث ويحتمل أَن يكون

واحداً وجمعاً، وقال تعالى: حتى إذا كنتم في الفُلْكِ وجَرَيْنَ بهم،

فجع وأَنث فكأَنه يُذْهب بها إذا كانت واحدة إلى المَرْكَب فيذكر وإلى

السفينة فيؤنث؛ وقال الجوهري: وكان سيبويه يقول الفُلْكُ التي هي جمع تكسير

للفُلْك التي هي واحد؛ وقال ابن بري: هنا صوابه الفُلْكُ الذي هو واحد.

قال الجوهري: وليس هو مثل الجُِنُبِ الذي هو واحد وجمع والطِّفْلِ وما

أَشبههما من الأَسماء لأَن فُعْلاً وفَعَلاً يشتركان في الشيء الواحد مثل

العُرْب والعَرَب والعُجْم والعَجَم والرُّهْب والرَّهَب، ثم جاز أَن يجمع

فَعَل على فُعْل مثل أَسَدٍ وأُسْدٍ، ولم يمتنع أَن يجمع فُعْل على

فُعْلٍ؛ قال ابن بري: إذا جعلت الفلك واحداً فهو مذكر لا غير، وإن جعلته جمعاً

فهو مؤنث لا غير، وقد قيل: إن الفلك يؤنث وإن كان واحداً؛ قال الله

تعالى: قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين.

وفَلَّكَ الرجلُ في الأَمر وأَفْلَك: لَجَّ. ورجل فَلِكٌ: جافي

المَفاصِل، وهو أَيضاً العظيم الأَلْيتين؛ قال رؤبة:

ولا شَظٍ فَدْمٍ ولا عَبْدٍ فَلِكْ،

يَرْبِضُ في الرَّوْثِ كبِرْذَوْنٍ رَمَكْ

قال أَبو عمرو: الفَلِكُ العبد الذي له أَلية على خلقة الفَلْكَة،

وأَلْياتُ الزِّنْج مُدوَّرة.

والإفْلِيكانِ: لَحْمتانِ تكتنفان اللَّهاةَ.

ابن الأَعرابي: الفَيْلَكُون الشُّوْبَقُ؛ قال أَبو منصور: وهو مُعَرَّب

عندي. والفَيْلَكُونُ: البَرْدِيّ.

فلك

1 فَلڤكَ see the next paragraph, in two places.2 فلّك, (S, O, K,) inf. n. تَفْكِيكٌ, (S,) said of a girl's breast, It became round, (S, O, K, TA,) like the فَلْكَة [or whirl (of a spindle)], but less than is denoted by نُهُودٌ [inf. n. of نَهَدَ, q. v.]; (TA;) as also ↓ تفلّك, (S, O, K,) and ↓ افلك, (Th, O, K,) and ↓ فَلَكَ. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: And فلّكت, (K,) inf. n. as above, (TA,) She became round in the breast; as also ↓ فَلَكَتْ. (K, TA. [For the latter verb, the CK has فَلِكَت.]) A2: See also فَلْكَةٌ, second sentence. b2: التَّفْكِيكُ also signifies The pastor's making, of course hair (هُلْب), a thing like the فَلْكَة (AA, T, S, O, TA) of the spindle, (AA, T, TA,) and inserting it into the tongue of the young unweaned camel, (AA, T, S, O, TA,) having perforated the tongue [for that purpose], (AA, T, TA,) in order that he may not such: (AA, T, S, O, TA:) accord. to Lth, فَلَّكْتُ الجَدْىَ signifies I put a twig around the tongue of the kid in order that it might not suck: but Az says that the right explanation of التفكيك is that of AA [given above]. (TA.) [See also 4 in art. جر, and 4 in art. لهج.]

A3: And فلّك, inf. n. as above, He (a man) persisted, or persevered, (لَجَّ,) in an affair; (K, TA;) and so ↓ افلك. (TA.) A4: and فلّكت She (a bitch) desired copulation, and discharged blood from the womb; syn. اجعلت وحاضت. (O, K.) 4 أَفْلَكَ see 2, first sentence: b2: and فَلْكَةٌ, second sentence: A2: and see also 2, last sentence but one.5 تَفَلَّكَ see 2, first sentence.

فُلْكٌ A ship: (S, O, Msb, K, &c.:) [also particularly applied to the ark of Noah; as in the Kur-án vii. 62, &c.:] the word is generally thus only; but some say ↓ فُلُكٌ also, with two dammehs; and it is held that this may be the original form; and that فُلْكٌ may be a contraction, like as عُنْقٌ is [of غُنُقٌ accord. to Sb]: (MF, TA:) it is masc. and fem., (S, O, K, *) and sing. and pl., (S, O, K,) and Ibn-'Abbád says that it has فُلُوكٌ also for a pl.: (O:) [it is said that] it may be sing., and in this case masc.; and pl., and in this case fem.: (IB, Msb:) [but see what here follows:] it occurs in the Kur-án in the following (and other) places: in xxvi. 119, &c.; where it is sing. and masc.: (S, O, TA:) and in [xvi. 14 and] xxxv. 13; where it is pl. [and fem.]: (TA:) and in ii. 159; where it is fem., and may be either pl. or sing.: it seems that, when it is sing., it is regarded as meaning the مَرْكَب, and is therefore made masc.; or the سَفِينَة, and is therefore made fem.: (S, O, TA:) or, (K,) as Sb used to say, (S, O, TA,) the فُلْك that is a pl. [in meaning] is a broken pl. of that, (S, O, K, TA,) i. e. of the فُلْك, (IB, O, K, TA,) that is a sing. [in meaning]: and it is not like الجُنُبُ, which is sing. and pl. [in meaning], and the like thereof (S, O, K, TA) among substs., such as الطِّفْلُ &c.; (S, O, TA;) for فُلْكَانِ has been heard from the Arabs as dual of فُلْكٌ, but not جُنُبَانِ [or the like] as dual of جُنُبٌ [or the like]; and they say that what has not been dualized is not a pl. [form], but [is, or may be,] a homonym, and what has been dualized [is, or may be,] a pl. [form]: (MF, TA:) Sb then says in continuation, (TA,) for فُعْلٌ and فَعَلٌ share in application to one thing [or meaning], as العُرْبُ and العَرَبُ, (S, O, K, TA,) &c.; (S, O, TA;) and as it is allowable for فَعَلٌ to have for its pl. فُعْلٌ, as in the instance of أَسَدٌ and أُسْدٌ, so too فُعْلٌ may have for its pl. فُعْلٌ. (S, O, K, TA.) ↓ فُلْكِىٌّ is a dial. var. of فُلْكٌ; and Abu-d-Dardà read, [in the Kur x. 23,] كُنْتُمْ فِى الْفُلْكِىِّ [When ye are in the ships; where others read فى الفُلْكِ; and where the context shows that the pl. meaning is intended]. (IJ, TA.) A2: [It may also be a pl. of the word next following].

الفَلَكُ The place of the revolving of the stars; (O, K, TA;) [the celestial sphere: but generally imagined by the Arabs to be a material concave hemisphere; so that it may be termed the vault of heaven; or the firmament:] the astronomers say that it is [a term applied to every one, by itself, of] seven أَطْوَاق [by which they mean surrounding spheres], exclusive of the سَمَآء [or sky, as meaning the region of the clouds]; wherein have been set the seven stars [i. e. the Moon, Mercury, Venus, the Sun, Mars, Jupiter, and Saturn], in every طَوْق [or surrounding sphere] a star, some being higher than others; revolving therein: (TA:) [it is also commonly imagined that above these is an eighth sphere, called by the astronomers فَلَكُ الثَّوَابِتِ (the sphere of the fixed stars), and by others فَلَكُ الكُرْسِىِّ; and above this, a ninth, called فَلَكُ الأَطْلَسِ and فَلَكُ العَرْشِ, and also called الأَثِيرُ (q. v.):] the pl. is أَفْلَاكٌ [a pl. of pauc.] (S, O, Msb, K, TA) and فُلُكٌ (K, TA) and فُلْكٌ may be another pl., like as أُسْدٌ and خُشُبٌ are pls. of أَسَدٌ and خَشَبٌ (S, O, TA. [Thus accord. to both of my copies of the S, as well as the O and TA: but it may be that أُسْدٌ and خُشْبٌ are mistranscriptions for أُسُدٌ and خُشُبٌ; and therefore that for فُلْكٌ (which is not mentioned as a pl. of فَلَكٌ in the K) we should read فُلُكٌ.]) And فَلَكُ السَّمآءِ signifies The pole of heaven; [generally the north celestial pole;] likened to the pivot, or axis, of the mill-stone. (TA.) b2: Also (i. e. الفَلَكُ) The revolving of the heaven [or celestial sphere]. (TA.) b3: And فَلَكٌ signifies also The circuit, and main part, of any-thing. (K.) b4: And Waves of the sea in a state of commotion, (O, K, TA,) circling, (TA,) and going to and fro. (O, TA.) This, (O, TA,) or what is next mentioned, (TA,) or the place of revolving of the stars, (O,) or the pole of heaven, (TA,) is meant in a trad. where it is said of a horse smitten by the [evil] eye, that he was as though he were turning in a فَلَك. (O, TA.) and Water put in motion by the wind, (O, K, TA,) going to and fro, in a state of commotion: (O, TA:) mentioned by Z. (TA.) b5: Also A hill, or mound, of sand, having around it a wide expanse of land: (IAar, O, K, TA:) or فَلَكٌ مِنَ الرَّمْلِ signifies rugged, round أَجْوِبَة [app. a pl. of جَوْبَة (though I do not find it mentioned as such), and meaning depressed and clear places], of the sands, like [tracts of] what are termed كَذَّان [or soft stones resembling dry pieces of clay], hollowed out by the gazelles. (TA.) b6: And Pieces of land, (S, O, K, TA,) or of sand, (S,) having a circular form, and elevated above what is around them, (S, O, K, TA,) with ruggedness and evenness; (TA;) one whereof is termed ↓ فَلْكَةٌ, (S, O, K, TA,) with the ل quiescent; pl. فِلَاكٌ; (K, TA;) i. e. [this is pl. of فَلْكَةٌ,] like قَصْعَةٌ and قِصَاعٌ: (TA:) in [the book entitled] El-Ghareeb ElMusannaf, [by Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, we find] ↓ فَلَكَةٌ and فَلَكٌ, [each] بِالتَّحْرِيك; [accord. to which, فَلَكَةٌ is a n. un., and فَلَكٌ is a coll. gen. n.;] but in “ the Book ” of Sb, [agreeably with the K, we find] ↓ فَلْكَةٌ [as a sing.] and فَلَكٌ [as a quasi-pl. n.], like حَلْقَةٌ and حَلَقٌ. (IB, TA.) b7: See also فَلْكَةٌ, in two places.

فَلِكٌ A slave (AA, O) having a buttock like the فَلْكَة [or whirl] of a spindle (AA, O, K) in shape; (AA, O;) resembling the Zenj; (K;) [for] the buttocks of the Zenj are round: (AA, O:) or large in the buttocks. (TA.) And (O, K) it is said to signify (O) Thick, or coarse of make, in the joints: (O, K:) and loose in the bones; (K;) or weak, loose in the bones, and flaccid; thus expl. by Ibn-'Abbád: (O:) and having a pain in his patella (فِى فَلْكَةِ رُكْبَتِهِ). (O, K.) فُلُكٌ: i. q. فُلْكٌ, q. v.

A2: And a pl. of فَلَكٌ. (K, TA.) فَلْكَةٌ The whirl of a spindle: (MA:) [this is what is meant by the saying that] the فَلْكَة of the مِغْزَل is well known; (K;) [and] is thus called because of its roundness: (S, O:) [it is a piece of wood, generally of a hemispherical form, or nearly so, through the middle of which the upper part of the spindle-pin is inserted:] also pronounced ↓ فِلْكَة: (O, K:) the pl. [of the former] is ↓ فَلَكٌ [or rather this is a quasi-pl. n.] and [that of the latter sing. is] فِلَكٌ. (TA.) b2: And A thing that is made round, or hemispherical, (↓ يُفَلَّكُ, or ↓ يُفْلَكُ, accord. to different copies of the K,) like the فَلْكَة of the spindle, of coarse hair (هُلْب), then the tongue of the young unweaned camel is perforated, [and this thing is inserted into it, (see 2, and see also 4 in art. لهج,)] in order that he may be prevented from sucking. (K. [For فتَخْرِقُ لِسانُ الفَصِيلِ in the CK, I read فَيُخْرَقُ لِسَانُ الفَصِيلِ, as in other copies of the K and in the TA: after these words, the copies of the K have فَيُعْضَدُ بِهِ, app a mistranscription for some phrase meaning فَيُجْعَلُ فِيهِ, which is necessary to complete the explanation.]) b3: And An [eminence such as is termed] أَكَمَهٌ [formed] of one mass of stone; (K, TA;) accord. to ISh, [of] the smaller of the [eminences termed] إِكَام, compact in its head, as though this were the فَلْكَة of a spindle, not giving growth to anything, in height of the measure of two spears or a spear and a half. (TA.) b4: See also فلَكٌ, near the end, in two places. b5: Also Anything circular, (K.) b6: And [particularly] The joint [or cartilaginous disk] between the two vertebræ [i. e. between any one of the vertebrœ and that next to it] of the camel: (K, TA:) and the pl. [or rather quasi-pl. n.] thereof, in this sense and in the last two of the sense following, is ↓ فَلَكٌ. (TA.) b7: [and The cap of the knee; (see فَلِكٌ;) فَلْكَةُ الرُّكْبَةِ signifying the patella: so in the present day.] b8: And The small thing (الهَنَةُ [app. the foramen cæcum, from its round form, for, though the TA adds the epithet النَّاشِئَةُ, which means “ rising,” I think that this addition may be conjectural,]) upon the head of the root of the tongue. (K.) b9: And The side of the [portion of the breast called the] زَوْر [q. v.], and the part thereof that is round, or circular. (K. [K. [But see بَلْدَةٌ: where it is said that “ the فَلَك of the زَوْر of a horse are six in number: ” what they are I have been unable to determine: I incline to think that they may be spiral curls, such as are termed دَوَائِر, pl. of دَائِرَةٌ.]) فِلْكَةٌ: see فَلْكَةٌ, first sentence.

فَلَكَةٌ: see فَلَكٌ, near the end.

فُلْكِىٌّ: see فُلْكٌ, last sentence but one.

فَلَكِىٌّ [Of, or relating to, the فَلَك as meaning the celestial sphere. b2: And] One who occupies himself [as an astronomer, or astrologer] with the science of the stars. (TA.) فُلَيْكَةٌ [dim. of فُلْكٌ, which is sometimes fem. when used as a sing. as well as when used as a pl.,] A small ship: the vulgar say فلوكة [i. e.

فَلُوكَة; whence the Italian “ feluca ”]. (TA.) فَالِكٌ and ↓ مُفَلِّكٌ A girl whose breast is becoming round, (K, TA,) like the فَلْكَة [or whirl (of a spindle)]. (TA.) [And the former is also applied as an epithet to the breast: for] AA says that [the pl.] فَوَالِكُ is applied to breasts (ثُدِىّ) that are less than such as are termed نَوَاهِدُ. (TA.) فَيْلَكُونٌ The شُوبَق [or baker's rolling-pin: see the latter word]: (O, K, TA: [in the CK, السَّوِيقُ is erroneously put for الشُّوبَقُ:]) Az holds both of these words to be arabicized. (O.) b2: And (TA) The بَرْدِىّ [or papyrus]. (S; and K in art. فلكن.) A2: And Tar, or pitch; syn. قَارٌ, or زِفْتٌ. (K. n art. فلكن.) A3: And قَوْسٌ فَيْلَكُونٌ A great bow. (TA in art. فلكن.) أَفْلَكُ One who goes round about the فَلَك, (IAar, O, K,) i. e. the hill, or mound, of sand that has around it a wide expanse of land. (IAar, O.) الإِفْلِيكَانِ Two portions of flesh which border, on each side, the لَهَاة; (IDrd, O, K;) i. e. they are the غُنْدُبَتَانِ [q. v.]. (IDrd, O.) مُفَلِّكٌ: see فَالِكٌ.
فلك
الفَلَكُ، مُحَرَكَةً: مَدارُ النّجُومِ ويَقُولُ المُنَجِّمُونَ: إِنّه سَبعَةُ أَطْواقٍ دُونَ السّماءِ قد رُكِّبَتْ فِيها النّجُومُ السَّبعَةُ فِي كُلِّ طَوْقٍ مِنْهَا نَجْمٌ، وبَعْضها أَرْفَعُ من بَعض، يَدُورُ فِيها بإِذْن الله تَعالَى، وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَوْلِه تَعالَى: كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسبَحُونَ لكُلِّ وَاحِد مِنْهَا فَلَكٌ أَفْلاكٌ، وفُلُكٌ بضَمَّتَين ويَجُوزُ أَن يُجْمَعَ على فُلْك بالضّمِّ، كأَسَد وأسْد، وخَشَب وخُشْب. والفَلَكُ من كُلِّ شَيءٍ: مُستَدارُه ومُعْظَمُه. والفَلَكُ: مَوْجُ البَحْر المُضْطَرِب المُستَدِيرُ المُتَرَدِّدُ، وَفِي حَدِيثِ عَبدِ اللَّهِ ابنِ مَسعُودٍ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَجُلاً وَهُوَ جالِسٌ عِنْدَه فقَالَ: إِنّي تَرَكْتُ فَرَسَكَ كأَنَّه يَدُورُ فِي فَلَك قَالَ أَبو عبَيد: فِيهِ قَوْلان: فأَمّا الَّذِي تَعْرفُه العامَّةُ فإِنّه شَبَّهَه بفَلَكِ السَّماءِ الّذِي يَدُورُ عَلَيْهِ النُّجُومُ، وَهُوَ الَّذِي يُقالُ لَهُ القُطْبُ، شُبِّه بقُطْبِ الرَّحَى، قالَ: وقالَ بعضُ العَرَبِ: الفَلَكُ هُوَ المَوجُ إِذا ماجَ فِي البَحْرِ فاضْطَرَبَ وجاءَ وذهَب، فشَبَّه الفَرَسَ فِي اضْطِرابِه بذلِكَ، وإِنّما كانَتْ عَينًا أَصابَتْه، قالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ.
والفَلَكُ: الماءُ الّذِي حَرَّكَتْه الرِّيحُ فتَمَوَّجَ وجاءَ وذَهَب، نقَلَه الزَّمَخْشَريُّ، وَبِه فُسِّر قولُهمِ: تَرَكْتُه كأَنَّه يَدُورُ فِي فَلَك ويَدُورُ كأنَّه فَلَكٌ: إِذا تَرَكْتَه لَا يَقَرُّ بهِ قَرارٌ، شَبَّهَه بِهَذَا الماءِ. والفَلَكُ: اِلتَّلُّ من الرَّمْلِ حولَه فَضاءٌ عَن ابنِ الْأَعرَابِي، وقِيلَ: الفَلَكُ من الرَّمْلِ أَجْوِيَةٌ غِلاظٌ مُستَدِيرةٌ كالكَذّانِ تَحْفِرُها الظِّباءُ. والفَلَكُ: قِطَعٌ من الأَرْض تَستَدِيرُ وتَرتَفِعُ عمّا حَوْلَها فِي غِلَط أَو سُهُولَةٍ الواحِدَةُ فَلْكَةٌ ساكِنَةَ اللاّمِ، فِلاكٌ كرِجال كقَصْعَةٍ وقِصاعٍ، قَالَ ابنُ بَرّيّ: وَفِي الغَرِيبِ المُصَنَّف: فَلَكَةٌ وفَلَكٌ بالتَّحْرِيكِ، وَفِي كتابِ سِيبَوَيه فَلْكَةٌ وفَلَكٌ مثل حَلْقَة وحَلَقٍ. والأَفْلَكُ: من يَدُورُ حَوْلَها أَي: الفَلْكَةِ، ونصُّ ابنِ الأَعْرابي: من يَدُورُ حَوْلَ الفَلَكِ، وَهُوَ التَّلّ من الرَّمْل حَوْلَه فَضاءٌ. وفَلَكَ ثَدْيُها، وأَفْلَكَ، وفَلَّكَ تَفْلِيكًا وتَفَلَّكَ الأولَى عَن ابنِ عَبّادٍ، والثانِيَةُ عَن ثَعْلَبٍ، وَمَا بَعْدَها من كِتابِ سِيبَوَيْهِ: اسْتَدارَ كالفَلْكَةِ، وَهُوَ دُونَ النُّهُودِ، قَالَ: جارِيَةٌ شَبَّتْ شَبابًا هَبرَكَا لم يَعْدُ ثَدْيَا نَحْرِها أَنْ فَلَّكَا مُستَنْكِرانِ المَسَّ قَدْ تَدَمْلَكَا وَقَالَ أَبو عَمرو: الثُّدِيُّ الفَوالِكُ دُونَ النَّواهِدِ. وفَلَكَت الجَارِيَةُ وفَلَّكَت تَفْلِيكًا فَهِيَ فالِكٌ ومُفَلِّكٌ إِذا تَفَلَّكَ ثَدْيُها. وفَلْكَةُ المِغْزَلِ بالفَتْحِ مَعْرُوفَةٌ وتُكْسر وَهَذِه عَن الصّاغاني، والجَمعُ فِلَكٌ وفَلَكٌ سُمِّيَت لاسْتِدارَتِها. والفَلْكَةُ: مَوْصِلُ مَا بَيْنَ الفَقْرَتَين من البَعِيرِ. والفَلْكَةُ: الهَنَةُ الناتِئَةُ على رَأْسِ أَصْلِ اللِّسانِ. والفَلْكَةُ: جانِب الزَّوْرِ وَمَا اسْتَدارَ مِنْه، والجَمْعُ من كُلِّ ذلِكَ فِلَكٌ إِلاّ الفَلْكَةُ من الأرضِ. والفَلْكَةُ: أَكَمَةٌ من حَجَرٍ واحِد مَستَدِيرَةٌ وَقَالَ ابنُ شُمَيلٍ: الفَلْكَةُ: أَصاغِرُ الآكامِ وإِنَّما فَلَّكَها اجْتِماعُ رَأْسِها كأَنَّه فَلْكَةُ مِغْزَلٍ لَا تُنْبِتُ شَيئًا، والفَلْكَةُ طَوِيلَةٌ قدرَ رُمْحَيْنِ أَو رُمْح ونِصْف،)
وأَنْشَد:
(يَظَلاّنِ النَّهارَ برَأْسِ قُف ... كُمَيتِ اللَّوْنِ ذِي فَلَكٍ رَفِيعِ)
والفَلْكَةُ: شَيءٌ يُفْلَكُ من الهُلْبِ فيُخْرَقُ لِسانُ الفَصِيلِ فيُعْضَدُ بِهِ. وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ أَبو عَمْرو: التَّفْلِيكُ أَنْ يَجْعَلَ الرّاعِي مِن الهُلْبِ مثْلَ فَلْكَةِ المِغْزَلِ ثمَّ يَثْقُبَ لِسانَ الفَصِيلِ فيَجْعَلَه فِيهِ ليَمْتَنِعَ من الرَّضاعِ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(رُبَيِّبٌ لم تُفَلِّكْهُ الرِّعاءُ ولَم ... يُقْصر بحَوْمَلَ أَدْنَى شُربه وَرَعُ)
وَقَالَ اللَّيثُ: فَلَّكْتُ الجَدْيَ، وَهُوَ قَضِيبٌ يُدارُ على لِسانِه لِئلاّ يَرضَع، قالَ الأَزْهَرِيّ: والصّوابُ فِي التَّفْلِيكِ مَا قالَ أَبو عَمْرو.بالتّحْريكِ يَشْتَرِكانِ فِي الإِطْلاقِ على الشّيءِ الواحِدِ كالعُرب والعَرَب والعُجْمِ والعَجَمِ والرهْبِ والرَّهَبِ، قَالَ شَيخُنا: كاشْتِراكِهِما فِي جَمْعِهما على أَفْعال، وَفِي وُرُودِهِما مَصْدَرَيْنِ لكَثِير من الأَفْعالِ كبُخْلٍ وبَخَلٍ وسُقْمٍ وسَقَم ورُشْدٍ ورَشَد، ولمّا جازَ أَنْ يُجْمَعَ فَعَلٌ بالتَّحْرِيكِ على فُعْلٍ بالضّمِّ كأَسَدٍ وأُسْدٍ جازَ أَنْ يُجْمَعَ فُعْلٌ على فُعْلٍ بالضَّمِّ فِيهما أَيضًا. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: إِذا جَعَلْتَ الفُلْكَ واحِدًا فَهُوَ مُذَكَّرٌ لَا غيرُ، وِإنْ جَعَلْتَه جَمْعًا فَهُوَ مُؤنَّثٌ لَا غَيرُ، وَقد قِيلَ: إِنَّ الفُلْكَ يُؤَنَّثُ وِإن كانَ واحِدًا، قَالَ اللَّهُ تَعالَى: قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُل زَوْجَين اثْنَين. وَقَالَ ابنُ جِني فِي الشَّواذِّ: الفُلْكُ عِنْدنا اسمٌ مكَسَّرٌ، وليسَ عِنْدَنا كَمَا ذَهَبَ إِليه الفَرّاءُ فيهِ من أَنّه اسمٌ مُفْرَدٌ)
يَقع على الواحِدِ والجَمِيعِ، كالطّاغوتِ ونَحْوِه، وِإذا كانَ جَمْعًا مُكَسَّرًا أَشبهَ الفِعْلَ من حيثُ كَانَ التَّكْسِيرُ ضَربًا من التَّصَرُّفِ، وأَصلُ التَّصَرّفِ للْفِعْل، أَلا ترى أَن ضرَبًا من الجمَعِ أَشبهَ الفعلَ فمُنِعَ من الصّرفِ، وَهُوَ بَاب مَفاعِلَ ومَفاعِيل إِلى آخر مَا قَالَ، قَالَ شَيخُنا: واخْتَلَفوا فِيهِ، فَقَالَ بعضٌ، إِنّه جمعٌ، وَقيل: اسمُ جَمْعٍ، وَبِه جَزَم الأَخْفَشُ، وقِيلَ: مشتَرَكٌ بينَ الواحِدِ والجَمعِ، وَهَذَا أَوْلَى من اعْتِبار سُكُونِ الواحِدِ غير سُكُون الجَمْعِ لأَنَّ السكونَ أَمْرٌ عَدَمِي، كَمَا قالَه عبدُ الحَكِيمِ فِي حَواشِي البَيضَاوِيِّ. وفَلَّكَ الرّجُلُ تَفْلِيكًا: لَجَّ فِي الأَمْر. وفَلَّكَت الكَلْبَةُ: أَجْعَلَتْ وحاضَتْ نَقله الصَّاغَانِي. والفَلِكُ، ككَتِفٍ: المُتَفَكِّكُ العِظامِ وَقَالَ ابنُ عَبّاد: هُوَ الضَّعِيفُ المُتَخَلِّعُ العِظامِ المُستَرخِي.
وقِيلَ: هُوَ الجافي المَفاصِلِ. وقِيل: مَنْ بهِ وَجَعٌ فِي فَلْكَة رُكْبته وَهَذِه عَن ابنِ عَبّادٍ. وقِيلَ: هُوَ من لهُ أَلْيَةٌ كفَلْكَة، أَي على هَيئَتِها كالزَّنْج، قَالَ أَبو عَمرو: وأَلَيَاتُ الزِّنْجِ مُدَوَّرَة، قَالَ رُؤْبَةُ: لَا تَعْدِلِيني بالرذالاتِ الحَمَكْ وَلَا شَظٍ فَدْمٍ وَلَا عَبدٍ فَلِكْ أَي عَظيمِ الأَلْيتين.
وفَلَكُ كجَبَل: بسَرَخْسَ وضبَطَها الحافِظُ بسكونِ اللاّم، ومِنْها محمَّدُ بنُ أَبي الرَّجاءِ الفَلكِيُّ، رَوَى عَن أَبي مُسلِمٍ الكَجِّي ومُطَيَّنٍ وغيرِهما. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الفَيلَكُونُ: الشُّوبَقُ قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهُوَ مُعَرَّب عِنْدِي. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: الإِفْلِيكانِ بالكَسرِ: لَحْمَتان تَكْتَنِفانِ اللَّهاةَ وهُما الغُنْدُبَتانِ وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: الفَلَكُ: دَوَرَانُ السَّماءِ خاصَّةً، كَمَا جاءَ فِي الحَدِيثِ. وفَلَكُ السَّماءِ: القُطْبُ. وأَفْلَكَ الرجلُ فِي الأَمْرِ: لَجَّ فيهِ.
والفَيلَكُون: البَردِيُّ، نَقله الجَوْهَرِيُّ.
والفُلْكِي بزيادَة ياءٍ: لغةٌ فِي الفُلْكِ، وَبِه قَرأَ أَبو الدَّرْداءِ رَضِي الله تعالَى عَنهُ: حَتّى إِذا كُنْتُم فِي الفُلْكِي نَقَله ابنُ جِنِّي فِي الشّواذِّ، ومَثَّلَه بأَحْمَرَ وأَحْمَرِي، ودَوّار ودَوّاريّ، وأَطالَ فِي التَّوْجِيهِ. ويُجْمَعُ الفُلْكُ أَيْضًا على فُلُوكٍ، عَن ابنِ عَبّاد. والفُلُكُ، كعُنُق: لغةٌ فِي الفُلْكِ، وَبِه قَرَأَ مُوسَى بنُ الزّبَيرِ نَقَله ابنُ جِنِّي أَيْضًا، وقالَ: حَكَى أَبو الحَسَنِ عَن عِيسَى بنِ عُمَرَ أَنّه قالَ: مَا سُمِعَ فُعْلٌ إِلاّ وَقد سَمِعْنا فِيهِ فُعل، فقد يَكُونُ هَذَا مِنْهُ أَيضًا. والفُلَيكَةُ، كجُهَينَةَ: السَّفِينَةُ الصغيرةُ، والعامَّةُ تَقُول فُلُوكَة. والفَلَكِي: من يَشْتَغِلُ بعِلْمِ النّجُوم، وَقد نُسِبَ هَكَذَا جَماعَةٌ. وعَلِيّ بنُ مُحمَّدِ بنِ حَمْزَةَ الفِلَكي بالكسرِ: حَدَّثَ بالحِلْيَةِ عَن الحَدّادِ بسَمَرقَنْدَ، سَمِعَها مِنْهُ عبدُ الرَحِيمِ بنُ السَّمْعانِي، هَكَذَا قَيَّدَهالضِّياءُ، قَالَ الحافِظُ: وَهُوَ فِي أنْسابِ السَّمْعَانِيّ، ولامُه مَفْتُوحَة.
فلك: {فلك}: سفينة. {فلك}: القطب الذي تدور به النجوم.
الفلك: جسم كرِّي يحيط به سطحان: ظاهري وباطني، وهما متوازيان مركزهما واحد.

ثلث

ثلث
الثَّلَاثَة والثَّلَاثُون، والثَّلَاث والثَّلَاثُمِائَة، وثَلَاثَة آلاف، والثُّلُثُ والثُّلُثَان.
قال عزّ وجلّ: فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ [النساء/ 11] ، أي: أحد أجزائه الثلاثة، والجمع أَثْلَاث، قال تعالى: وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً [الأعراف/ 142] ، وقال عزّ وجل: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ [المجادلة/ 7] ، وقال تعالى: ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ [النور/ 58] ، أي: ثلاثة أوقات العورة، وقال عزّ وجلّ: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ [الكهف/ 25] ، وقال تعالى: بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ [آل عمران/ 124] ، وقال تعالى:
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ [المزمل/ 20] ، وقال عزّ وجل:
مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ
[فاطر/ 1] ، أي: اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة. وثَلَّثْتُ الشيء: جزّأته أثلاثا، وثَلَّثْتُ القوم: أخذت ثلث أموالهم، وأَثْلَثْتُهُمْ:
صرت ثالثهم أو ثلثهم، وأَثْلَثْتُ الدراهم فأثلثت هي ، وأَثْلَثَ القوم: صاروا ثلاثة وحبل مَثْلُوث: مفتول على ثلاثة قوى، ورجل مَثْلُوث:
أخذ ثلث ماله، وثَلَّثَ الفرس وربّع جاء ثالثا ورابعا في السباق، ويقال: أثلاثة وثلاثون عندك أو ثلاث وثلاثون؟ كناية عن الرجال والنساء، وجاؤوا ثُلَاثَ ومَثْلَثَ، أي: ثلاثة ثلاثة، وناقة ثَلُوث : تحلب من ثلاثة أخلاف، والثَّلَاثَاء والأربعاء من الأيام جعل الألف فيهما بدلا من الهاء، نحو: حسنة وحسناء، فخصّ اللفظ باليوم، وحكي: ثَلَّثْتُ الشيء تَثْلِيثاً: جعلته على ثلاثة أجزاء، وثَلَّثَ البسر: إذا بلغ الرطب ثلثيه، أو ثَلَّثَ العنب: أدرك ثلثاه، وثوب ثُلَاثِيٌّ: طوله ثلاثة أذرع.
(ثلث)
الْحَبل وَنَحْوه ثلثا فتله من ثَلَاث قوى وَالْعَمَل عمله ثَلَاث مَرَّات وَالشَّيْء أَخذ ثلثه فَهُوَ مثلوث والاثنين ثلثا كملها ثَلَاثَة
(ثلث) جَاءَ ثَالِثا وَيُقَال ثلث الْفرس جَاءَ بعد الْمُصَلِّي والبسر أرطب ثلثه وَالشَّيْء جزأه ثَلَاثَة وصيره ذَا ثَلَاثَة أَجزَاء وَالشرَاب طبخه حَتَّى ذهب ثُلُثَاهُ
(ث ل ث) : (قَوْلُهُ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ) يَعْنِي إذَا عَمِلَ عَمَلَ أَبَوَيْهِ لِأَنَّهُ نَتِيجَةُ الْخَبِيثَيْنِ قَالَ إنَّ السَّرِيَّ هُوَ السَّرِيُّ بِنَفْسِهِ وَابْنُ السَّرِيِّ إذَا أَسْرَى أَسْرَاهُمَا (وَالْمُثَلَّثُ) مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ مَا طُبِخَ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثَاهُ (وَالْمُثَلَّثَةُ) مِنْ مَسَائِلِ الْجَدِّ هِيَ الْعُثْمَانِيَّةُ (أَحَدُ) الثَّلَاثَةِ أَحْمَقُ (فِي قح) شِبْهُ الْعَمْدِ (أَثْلَاثًا) فِي ذَيْلِ الْكِتَابِ.
(ثلث) - قَولُه تَعالَى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}
: أي ثَلاثًا من النِّساءِ.
- وقَولُه تَعالَى: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} .
: أي ثَلَاثة من الأَجْنِحَة، لأَنَّ الجَناحَ مُذَكَّر، والأولُ مُؤنَّث وثَلاثٌ يُستَعْمَل فيهما على لَفْظٍ وَاحِدٍ لا يُصرَف ولا يَدخُل عليه الأَلِفُ واللَّامُ، وكَذَا أَخَواتها.
- وقَولُه تَعالى: {ثَلَاثُونَ شَهْرًا} .
قيل: هو جَمْع ثَلَاثَةٍ وثَلَاثَةٍ عَشْر مَرَّات.

ثلث


ثَلَثَ(n. ac.
ثَلْث)
a. Took a third of.
b. Was the third.
c. Did three times, or the third time.

ثَلَّثَa. Made, or counted, or took three; tripled; trisected
made triangular, trilateral; made three-pointed; did one third of
did three times.

أَثْلَثَa. Was, or became, three.
ثِلْثa. Third, the third; tertian (fever).

ثُلْث
ثُلُثa. A third, third part.

ثُلُثِيّa. Large ornamental writing.

ثَاْلِثa. Third; the third.

ثَاْلِثَة
(pl.
ثَوَاْلِثُ)
a. see 21 (a)b. Sixteenth part of a second ( astronomical).
ثَلَاْث
[ fem. ]
a. Three.

ثَلَاْثَة
[ mas. ]
a. Three.

ثُلَاْثa. By threes, three & three.
b. Thrice, three times.

ثُلَاْثِيّa. Threefold.
b. Triliteral (verb).
ثَلِيْثa. see 3
ثَاْلُوْث
a. [art.], The Trinity.
ثَالِثًا
a. Thirdly.

ثَلَاثُوْن
a. Thirty.

ثَلَاثًَا
a. Thrice, three times.

ثَلَاث عَشَرِة
a. Thirteen [ mas.].
ثَلَاثَة عَشَر
a. Thirteen [ fem.].
مُثَلَّث
a. Triangular; triangle.
b. Tripled.
c. [], Tertian (fever).
الثَُّلَاثَآء
a. Tuesday, the third day of the week.

تَثْلِيْثِيُّوْن
a. Trinitarians.

تَثْلِيْثِيَّة
a. Trinitarianism.
ث ل ث: يَوْمُ (الثُّلَاثَاءِ) بِالْمَدِّ وَيُضَمُّ وَجَمْعُهُ (ثَلَاثَاوَاتٌ) وَ (الثَّلِيثُ الثُّلُثُ) وَأَنْكَرَهُ أَبُو زَيْدٍ.
وَ (ثُلَاثُ) بِالضَّمِّ وَ (مَثْلَثُ) بِوَزْنِ مَذْهَبٍ غَيْرُ مَصْرُوفَيْنِ لِلْعَدْلِ وَالصِّفَةِ. وَ (ثَلَثَ) الْقَوْمَ مِنْ بَابِ نَصَرَ، أَخَذَ ثُلُثَ أَمْوَالِهِمْ. وَ (ثَلَثَهُمْ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا كَانَ (ثَالِثَهُمْ) أَوْ كَمَّلَهُمْ ثَلَاثَةً بِنَفْسِهِ. قُلْتُ: فِي التَّهْذِيبِ وَغَيْرِهِ وَكَمَّلَهُمْ بِغَيْرِ أَلِفٍ. قَالَ: وَكَذَلِكَ إِلَى الْعَشَرَةِ إِلَّا أَنَّكَ تَفْتَحُ أَرْبَعَهُمْ وَأَسْبَعَهُمْ وَأَتْسَعَهُمْ فِي الْمَعْنَيَيْنِ جَمِيعًا لِمَكَانِ الْعَيْنِ. وَ (أَثْلَثَ) الْقَوْمُ صَارُوا ثَلَاثَةً وَأَرْبَعُوا صَارُوا أَرْبَعَةً وَهَكَذَا إِلَى الْعَشَرَةِ. وَ (الْمُثَلَّثُ) مِنَ الشَّرَابِ الَّذِي طُبِخَ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثَاهُ مِنْهُ. 
ث ل ث : الثُّلْثُ جُزْءٌ مِنْ ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ وَتُضَمُّ اللَّامُ لِلْإِتْبَاعِ وَتُسَكَّنُ وَالْجَمْعُ أَثْلَاثٌ مِثْلُ: عُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ وَالثَّلِيثُ مِثْلُ: كَرِيمٍ لُغَةٌ فِيهِ وَحُمَّى الثِّلْثِ قَالَ الْأَطِبَّاءُ هِيَ حُمَّى الْغِبِّ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَأْخُذُ يَوْمًا وَتُقْلِعُ يَوْمًا ثُمَّ تَأْخُذُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَهِيَ بِوَزْنِهَا قَالُوا وَالْعَامَّةُ تُسَمِّيهَا الْمُثَلَّثَةُ وَالثَّلَاثَةُ عَدَدٌ تَثْبُتُ الْهَاءُ فِيهِ لِلْمُذَكَّرِ وَتُحْذَفُ لِلْمُؤَنَّثِ فَيُقَالُ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَثَلَاثُ نِسْوَةٍ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ» أَنَّثَ عَلَى مَعْنَى الْأَنْفُسِ وَلَوْ أُرِيدَ الْأَشْخَاصُ ذُكِرَ بِالْهَاءِ فَقِيلَ ثَلَاثَةٌ وَثَلَثْتُ الرَّجُلَيْنِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ ثَالِثَهُمَا وَثَلَثْتُ الْقَوْمَ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُ ثُلْثَ أَمْوَالِهِمْ وَيَوْمُ الثُّلَاثَاءِ مَمْدُودٌ وَالْجَمْعُ ثَلَاثَاوَاتٌ بِقَلْبِ الْهَمْزَةِ وَاوًا. 
ث ل ث

حبل مثلوث: فتل على ثلاث قوًى. ومزادة مثلوثة: عملت من ثلاثة جلود. قال:

هل لكم في سلعة نبيلهْ ... مزادة مثلوثة ثقيلهْ

وقال أبو دؤاد:

فكأن العين من مثلوثة ... نضح الماء كلاها فهمل

وما مثلوث: أخذ ثلثه. تقول: ثلثت التركة.

وأرض مثلوثة: كربت ثلاث مرات، ومثنية: كربت مرتين، وقد ثنيتها وثلثتها. وفلان يثني ولا يثلث أي يعد من الخلفاء اثنين وهما الشيخان، ويبطل غيرهما وفلان يثلث ولا يربع أي يعد منهم ثلاثة ويبطل الرابع. وهذا شيخ لا يثني ولا يثلث أي لا يقدر في المرة الثانية ولا الثالثة أن ينهض. وهو يسقى نخلة الثلث بالكسر أي مرة في ثلاثة أيام. وهؤلاء بكرها، وثنيها، وثلثها أي ولدها الأول والثاني والثالث وكذلك إلى العشرة. وثوب ثلاثي: طوله ثلاث أذرع. وناقة ثلوث: تملأ ثلاثة آنية في حلبة، وهي التي يبس ثلاثة من أخلافها. ويقال: خلف بناقته: صر خلفاً واحداً من أخلافها، وشطر بها: صر خلفين، وثلث بها: صر ثلاثة، وأجمع بها: صر جمعها.

ومن المجاز: التقت عرى ذي ثلاثها إذا ضمرت. قال الممزق:

وقد ضمرت حتى التقى من نسوعها ... عرى ذي ثلاث لم تكن قبل تلتقي

يريد عرى وضينها، وذلك أن له ثلاث عرى في طرفيه ووسطه، وانطوى ذو ثلاثها إذا لحق بطنها، والثلاث: الخرصيان. والجلد، والكرش. قال الطرماح:

طواها السرى حتى انطوى ذو ثلاثها ... إلى أبهري درماء شعب السناسن

وروى: حتى ارتقى ذو ثلاثها أي ولدها، والثلاث السلى، والسابياء، والرحم أي صعد إلى الظهر، وعليه ذو ثلاث أي كساء عمل من صوف ثلاث من الغنم. قال:

وأبردنا لهفي عليها وندم ... من خير ما يعمل من صوف الغنم

ذات ثلاث لونها لون الحمم ... صوف اللقاع والبيهم والفحم

وهي أعلام لشاءٍ.
ثلث: ثلَّث: حرث الأرض مرة ثالثة لتطيب (الكالا) وهو يذكر في مادة barvechar: عمر وثنّى وثَلَّث، أي حرث الأرض أول مرة وثاني مرة وثالث مرة، ومنه: التثليث (ابن العوام 2: 128).
وفي ابن حيان: وثلَّث بالأمير عبد الله أي كان الأمير عبد الله ثالث من مدحهم بشعره. تثلث: أصبح ثلاثة أضعاف (فوك).
ثلث (؟): اسم نبات، أنظر ثلب.
ثُلُث: حرف تاجي (حرف كبير تبدأ به العبارة وأسماء الأعلام. وقلم ثلث. حرف تاجي، وهو حرف كبير تبدأ به العبارة وأسماء الأعلام (بوشر) وقلم الثلث خط حروفه كبيرة غليظة (المقري 2: 750، ألف ليلة 1: 94).
ثُلْثى: النمر بلغه أهل أفريقية (هلو، محيط المحيط) وعند آخرين: تلتي (انظر الكلمة) ثُلْثي، وجمعها ثلاثي: غليونة (مركب شراعي صغير؟ (ألكالا) وفي ابن بطوطة (4: 92): ويتبع كل مركب كبير منها ثلاثة: النصفي والثلثي والربعي.
ثَلاثَ. ثلاث الرفاع: ثلاثاء المرفع عند الغربيين يوم الكرنفال (بوشر).
ثلاثة في مثله، أو ثلاثة: مربع يشتمل على تسع مربعات (بوشر).
ثُلاّثي: جمل يقطع مسافة ثلاثة أيام في يوم واحد (جاكسون 40).
ثلاثيات: أحاديث يرويها ثلاث رواة متتابعين، ففي العبدري ص98و: قرأت عليه ثلاثيات البخاري وكتبتها من اصله (انظر تساعي الخ).
ثلوثية: ثالوث (إله واحد في ثلاثة أشخاص (فوك).
ثالوث زهرة الثالوث: ضرب من الأزهار (بوشر).
تَثْلِيث: مثلث (باين سميث 1511، 1516) والتثليث عند المنجمين (أربعة مثلثات أو عدد من المثلثات يتألف كل واحد منها من ثلاث صور من صور البروج، تبعد كل صورة عن الأخرى مائة وعشرين درجة.
والتثليث: أن يبعد كوكب عن كوكب أو نجم آخر ثلث فلك البروج.
والتثليث الأيسر: هو الذي تحسب درجاته تبعا لنظام سير الفلك.
والتثليث الأيمن على الضد من الأيمن). (تعليق دي سلان على المقدمة 2: 186). تَثْلِيثيّ: القائل بالتثليث (محيط المحيط) مُثلَّث: بمعنى ذو ثلاثة أضلاع يجمع على مثلثات (فوك، بوشر) يقال: مساحة المثلثات: علم حساب المثلثات.
والمثلّث: كوكبة نجوم على شكل مثلث.
ويسمى النجم الذي في قمة المثلث: رأس المثلث (القزويني 1: 35، دورن 51، بوشر، ألف أسترون 1: 13 وقد حرفت فيه الكلمة إلى السيد يلس alcedeles والمثلث: شراب مسكر اساسه العرق، روح النبيذ، عرق عنبري (بوشر).
والمثلث: مذنب الكوكب (فوك) والمثلث نبات اسمه العلمي: Tragopogon Crocifolium ( ابن البيطار 2: 160، 329).
والحب المثلث: مركب من الصبر والمر والراوند (محيط المحيط).
مُثَّلثَة: مرادف مُثَلَّث وهو ضرب من مركبات الطيب (أنظر المقري 2: 231، وفي ابن البيطار (1: 57): والأظفار القرشية تدخل في الندود والاعواء والبرمكية والمثلثة. وفي (2: 145) منه: في كلامه عن صمغ الضرو: ويقع منه يسير في الند والبرمكية والمثلثة.
ومثلثة: طعام يتخذ من الأرز والعدس والقمح (باين سميث 1174).
والمثلثة عند المنجمين: المثلث (المقدمة 2: 186، معجم أبي الفداء) وانظر: تثليث.
مثْلاث. قسّم مثلاثة: قسم الشيء ثلاثة أقسام (بوشر).
مُثْلُوث: مبرد أخشبية ذو ثلاثة أضلاع (محيط المحيط)
[ثلث] الثلاثة في عدد المذكر، والثلاث في عدد المؤنث. والثلاثاء من الأيام ويجمع على ثَلاثاواتٍ. والثُلُثُ: سهمٌ من ثلاثة، فإذا فتحت الثاء زدت ياءً فقلت ثَليثٌ، مثل ثَمينٍ، وسَبيعٍ وسَديسٍ وخميس ونصيف. وأنكر أبو زيد منها خميسا وثليثا. والثلث، بالكسر، من قولهم هو يَسْقي نخْلة الثِلْثِ، لا يُستعملُ الثِلْثُ إلا في هذا الموضع. وليس في الورد ثلث، لان أقصر الورد الرفه وهو أن تشرب الابل كل يوم، ثم الغب وهو أن ترد يوما وتدع يوما، فإذا ارتفع من الغب فالظمء الربع ثم الخمس، وكذلك إلى العشر. قاله الاصمعي. وثلاث ومثلث غير مصروف للعدل والصفة، لأنه عدل من ثَلاثَةٍ إلى ثُلاثَ ومَثْلَثَ، وهو صفةٌ لأنّك تقول: مررت بقوم مثنى وثلاث. وقال تعالى: (أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع) فوصف به. وهذا قول سيبويه، وقال غيره: إنما لم ينصرف لتكرر العدل فيه في اللفظ والمعنى، لانه عدل عن لفظ اثنين إلى لفظ مثنى وثناء، وعن معنى اثنين إلى معنى اثنين اثنين، لانك إذا قلت جاءت الخيل مثنى فالمعنى اثنين اثنين، أي جاءوا مزدوجين. وكذلك جميع معدول العدد. فإن صغرته صرفته فقلت أحيد، وثنيى ، وثليث، وربيع، لانه مثل حمير فخرج إلى مثال ما ينصرف. وليس كذلك أحمد وأحسن، لانه لا يخرج بالتصغير عن وزن الفعل، لانهم قد قالوا في التعجب: ما أميلح زيدا وما أحيسنه. وثلثت القوم أَثْلَثُهُمْ بالضم، إذا أخذتَ ثُلُثَ أموالهم. وأَثْلِثُهُمْ بالكسر، إذا كنت ثالِثَهُمْ أو كَمَّلْتَهُمْ ثلاثةً بنفسك . قال الشاعر: فإنْ تَثْلِثوا نَرْبَعْ وإنْ يَكُ خامسٌ * يَكُنْ سادسٌ حتى يبيركم القتل وكذلك إلى العشرة، إلا أنك تفتح أربعهم وأسبعهم وأتسعهم فيهما جميعا لمكان العين. وتقول: كانوا تسعة وعشرين فثلثتهم، أي صرت بهم تمام ثلاثين. وكانوا تسعة وثلاثين فربعتهم، مثل لفظ الثلاثة والاربعة، وكذلك إلى المائة، قاله أبو عبيدة. وثالثة الاثافي: الحيد النادر من الجبل، يجمع إليه صخرتان ثم تنصب عليهما القدر. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة. وكانوا ثلاثة فأربَعوا كذلك، إلى العشرة. قال ابن السكيت: يقال هو ثالث ثلاثة مضاف، إلى العشرة، ولا ينون. فإن اختلفا فإن شئت نونت وإن شئت أضفت، قلت: هو رابع ثلاثة ورابع ثلاثة، كما تقول هو ضارب عمرو وضارب عمرا، لان معناه الوقوع، أي كملهم بنفسه أربعة. وإذا اتفقا فالاضافة لا غير لانه في مذهب الاسماء، لانك لم ترد معنى الفعل وإنما أردت هو أحد الثلاثة وبعض الثلاثة، وهذا لا يكون إلا مضافا. وتقول: هذا ثالث اثنين وثالث اثنين . المعنى هذا ثلث اثنين أي صيرهما ثلاثة بنفسه. وكذلك هو ثالث عشر وثالث عشر بالرفع والنصب، إلى تسعة عشر. فمن رفع قال: أردت ثالث ثلاثة عشر فحذفت الثلاثة وتركت ثالثا على إعرابه. ومن نصب قال: أردت ثالث ثلاثة عشر، فلما أسقطت منه الثلاثة ألزمت إعرابها الاول ليعلم أن هاهنا شيئا محذوقا. وتقول: هذا الحادى عشر والثانى عشر إلى العشرين، مفتوح كله، لما ذكرناه. وفى المؤنث هذه الحادية عشرة وكذلك إلى العشرين، تدخل الهاء فيها جميعا. وأهل الحجاز يقولون: أتونى ثلاثتهم وأربعتهم إلى العشرة فينصبون على كل حال، وكذلك المؤنث أتيننى ثلاثهن وأربعهن. وغيرهم يعربه بالحركات الثلاث، يجعله مثل كلهم. فإذا جاوزت العشرة لم يكن إلا النصب، تقول: أتونى أحد عشرهم، وتسعة عشرهم. وللنساء: أتيننى إحدى عشرتهن، وثماني عشرتهن. والثَلوثُ من النوق: التي تجمع بين ثَلاثِ آنية تملؤها إذا حُلِبَتْ، وكذلك التي تَيْبَسُ ثلاثةٌ من أخلافها. والمثلوثة: مَزادةٌ تكون من ثلاثة جلود. وحبلٌ مثلوثٌ، إذا كان على ثَلاثِ قُوىً. وشئ مثلث، أي ذو أركان ثلاثة. والمثلَّثَّ من الشراب: الذي طُبِخَ حتَّى ذهب ثُلُثاهُ. ويقال أيضاً: ثَلَّثَ بناقته، إذا صَرَّ منها ثلاثةَ أخلافٍ. فإن صَرَّ خلفين قيل: شطر بها. فإن صر خلفا واحدا قيل: خلف بها. فإن صر أخلافها كلها جمع قيل: أجمع بناقته وأكمش.
[ث ل ث] الثَّلاثَةُ من العَدَدِ مَعْرُوفٌ والمُؤَنَّثُ ثَلاثٌ وثَلَثَ الاثْنَيْنِ يَثْلِثُهما ثَلْثًا صارَ لَهُما ثالِثًا فأَمّا قَوْلُه

(يَفْدِيكِ يا زُرْعَ أَبِي وخَالِي ... )

(قَدْ مَرًّ يَومانِ وهذا الثّالِي ... )

(وأَنْتِ بالهِجْرانِ لا تُبالِي ... )

أَرادَ الثّالثَ فأَبْدَل الياءَ من الثّاءِ وأَثْلَثَ القَوْمُ صارُوا ثَلاثَةً عن ثَعْلَبٍ وقَوْلُهم فُلانٌ لا يَثْنِي ولا يَثْلِثُ أَي هُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ فإِذا أَرادَ النُّهُوضَ لم يَقْدِرْ في مَرَّةٍ ولا في مَرَّتَيْن ولا في ثَلاثٍ والثَّلاثُونَ من العَدَد لَيْسَ على تَضْعِيفِ الثَّلاثَةِ ولكن على تَضْعِيفِ العَشَرَةِ ولذلك إِذا سَمَّيْتَ رَجُلاً ثلاثِين لم تَقُل في تَحْقِيره ثُلَيِّثُونَ علَّلَ ذلك سِيبَوَيْهِ وقالُوا كانُوا تِسْعَةً وعِشْرِين فَثَلَثْتُهم أَثْلِثُهُم أَي صِرْت لهم تَمامَ الثًّلاثِين وأَثْلَثُوا صارُوا ثَلاثِين كلُّ ذلك على لَفْظِ الثَّلاثَةِ وكذلك جميعُ العُقُودِ إِلى المِئَةِ تَصْرِيفُ فِعْلِها كتَصْريف الآحادِ والثًّلاثاءُ من الأيّامِ كانَ حَقُّه الثّالِثَ ولكِنّه صِيغَ له هذا البِناءُ ليَتَفَرَّدَ به كما فُعٍ لَ ذلك بالدَّبَرانِ والسِّماكِ هذا مَعْنَى قَوْلِ سِيبَويْهِ قال اللِّحْيانِيُّ كانَ أَبُو زِيادٍ يَقُول مَضَى الثَّلاثاءُ بما فِيه فيُفْرِدُ ويُذَكِّر وحُكِيَ عن ثَعْلِبٍ مَضَت الثَّلاثاءُ بما فِيها فأَنَّثَ وكانَ أَبُو الجَرّاحِ يَقُولُ مَضَت الثَّلاثاءُ بما فِيهنَّ يُخْرِجُها مُخْرَجَ العَدد والجمُع ثَلاثَاواتٌ وأَثالِثُ حَكَى الأَخِيرَةَ المُطَرِّزِيُّ عن ثَعْلبٍ وحَكى ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ لا تَكُنْ ثَلاثَاوِيّا أَي ممن يَصُومُ الثَّلاثاءَ وَحْدَه وشيْءٌ مُثَلَّثٌ مَوْضُوعٌ على ثَلاثِ طاقاتٍ ومَثْلُوثٌ مَفْتُولٌ على ثَلاثِ قُوًى وكذلك في جَمِيع ما بَيْنَ الثَّلاثَةِ إِلى العَشَرَةِ إِلاَّ الثًّمانِيَة والعَشَرَةَ وثَلَّثَ الفَرَسُ جاءَ بعدَ المُصَلِّي ثُمَّ رَبَّعَ ثُمَّ خَمَّسَ والتَّثْلِيثُ أَنْ يَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيَةً أُخْرَى بعد الثُّنْيَا والثُّلاثِيُّ مَنْسُوبٌ إِلى الثَّلاثَةِ على غَيْرِ قياسٍ ونَاقَةٌ ثَلُوثٌ يَبِسَت ثَلاثَةٌ من أَخْلافِها وقِيلَ هِي الَّتِي صُرِمَ أَحَدُ أَخْلاَفِها وذَلك أَنْ يُكْوَى بنارٍ حَتَّى يَنْقَطِع ويكونَ وَسْمًا لَها هذه عن ابنِ الأَعْرابِيِّ والثَّلُوثُ أَيضًا التي تَمْلأُ ثَلاثَةَ أَقْداحٍ إِذا حًلِبت ولا يَكُونُ أكثرَ من ذلك عن ابنِ الأَعْرابِيِّ يَعْنِي ولا يكُونُ المَلْءُ أكثرَ من ثَلاثةٍ وجاؤُوا ثُلاثَ ثُلاثَ ومَثْلَتَ مَثْلَتَ أَي ثَلاثَةً ثَلاثَةً والثُّلاثَةُ بالضَّمِّ الثًّلاثَةُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(فما حَلَبَتْ إِلاَّ الثُّلاثَةَ والثُّنَى ... ولا قُيِّلَت إِلاّ قَرِيبًا مَقالُها)

هكذا أَنْشَدَه بضَمِّ الثاء الثُّلاثَة وفَسَّرَه بأَنَّه ثَلاثَةُ آنِيَةٍ وكذا رواه قُيِّلَتْ بضمِّ القاف ولم يُفَسٍّ رْهُ وقالَ ثَعْلَبٌ إِنَّما هُو قَيَّلَتْ بفتحها وفَسَّرَه بأّنَّها الَّتِي تُقَيِّلُ الناسَ أَي تَسْقِيهِمْ لَبَن القَيْلِ وهو شُرْبُ نِصْف النَّهارِ والمَفْعُولُ عَلَى هذا مَحْذُوفٌ وثِلْثُ النّاقَةِ وَلَدُها الثالثُ وأَطْرَدَه ثَعْلَبٌ في وَلَدِ كُلِّ أُنْثَى وقد أَثْلَثَتْ وهي مُثْلِثٌ ولا يُقالُ ناقَةٌ ثِلْثٌ والمُثَلِّثُ السّاعِي بأَخِيه لأنه يُهْلِكُ ثَلاثةً نَفْسَه وأَخاه وإِمَامَهُ وفي الحَدِيثِ شَرُّ النّاسِ المُثَلِّثُ التَّفْسِيرُ للهَرَوِيِّ في الغَرِيبَيْن والثُّلُثُ والثَّلِيثُ من الأَجْزاءِ مَعْرُوفٌ يَطَّرِدُ ذلِكَ عِنْدَ بَعْضِهِم في هذه الكُسُورِ وجَمْعُها أثلاث وثَلَثَهُمْ يَثْلُثُهُم أَخَذَ ثُلُثَ أَمْوالِهم وكذلك جَمِيعُ الكُسُورِ إِلى العُشْر والمَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثُه وكُلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوكٌ وقِيلَ المَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثُه والمَنْهُوكُ ما أُخِذَ ثُلُثاه وهو رَأْيُ العَرُوضِيِّينَ في الرَّجَزِ والمَنْسَرِح والمِثلاثُ من الثُلُثِ كالمِرْباعِ من الرُّبُعِ وأَثْلَثَ الكَرْمُ فَضَلَ ثُلُثُه وأُكِلَ ثُلثاه وثَلَّثَ البُسْرُ أَرْطَب ثُلُثُه وإِناءٌ ثَلْثانٌ بَلَغَ الكَيْلُ ثُلُثَه وكذلك هُوَ في الشًّرابِ وغَيْرِه والثَّلِثانُ شَجَرَةُ عِنَبِ الثًّعْلَبِ وتَثْلِيثُ وادٍ عَظِيمٌ مَشْهُورٌ قالَ الأَعْشَى

(كخَذُولٍ تَرْعَى النَّواصِفَ من تَثْلِيثَ ... قَفْرًا خَلاَ لها الأَسْلاقُ)
[ثلث] فيه: دية شبه العمد "أثلاثاً" أي ثلاث وثلاثون حقة، وثلاث وثلاثون جذعة، وأربع وثلاثون ثنية. وفيه: قل هو الله أحد لتعدل "ثلث" القرآن، وهذا"بثلاث" تعني قبل أن يدخل بها لا قبل العقد، وإنما كان قبل العقد بنحو سنة ونصف. ك: يتوفى له "ثلاث" مفهوم العدد عند مثبتيه حجة ضعيفة يعارضه ما هو أقوى منها يدل على ثبوت الفضيلة لمن مات له اثنان وواحد، وهل تثبت لمن مات له في الكفر اختلفت فيها الأخبار، وهل تدخل أولاد الأولاد البنات والبنين محل تردد، وضمير إياهم للأولاد، وقيل للآباء. وفيه: لم يتكلم إلا "ثلاثة" فإن قيل: تكلم غير الثلاثة شاهد يوسف، وصبي ماشطة فرعون، قلت: لعل ذلك قبل علمه صلى الله ويتم في ك.
ثلث
ثلَثَ يَثلُث ويَثلِث، ثَلْثًا، فهو ثالِث، والمفعول مَثْلوث
• ثلَث الشَّيءَ: أخذ ثُلُثه، أي جزءًا من ثلاثة أجزاء متساوية.
• ثلَث فلانًا: أخذ ثُلث ماله.
• ثلَث القومَ: صار ثالثهم، كمَّلهم بنفسه ثلاثة. 

أثلثَ يُثلث، إثلاثًا، فهو مُثْلِث، والمفعول مُثْلَثٌ (للمتعدِّي)
• أثلث الشَّيءُ: بقي ثلثه، وذهب ثلثاه "رقدنا بعد أن أثلث الليلُ".
• أثلث القومُ: تقسَّموا ثلاث فرق.
• أثلثت الحاملُ: ولدت الولد الثالث.
• أثلث الشَّيءَ: صيَّره ثلاثةً "أثلث الرسمَ: صيَّره ذا ثلاثة أركان". 

ثلَّثَ يثلِّث، تَثْليثًا، فهو مُثلِّث، والمفعول مُثلَّث (للمتعدِّي)
• ثلَّث فلانٌ: جاء ثالثًا "ثلَّث المتسابِقُ: جاء في المركز الثالث".
 • ثلَّث الشَّيءَ:
1 - جعله ذا ثلاثة أركان أو أجزاء "ثلّث الرَّسمَ: قسَّمه إلى مثلّثات".
2 - صيَّره ثلاثة "ثلَّث دَخْلَه/ رِبْحه: ضاعفه ثلاث مرّات".
• ثلَّثَ الاثنين: ثلَثهم، جعلهما ثلاثةً بانضمامه إليهما. 

تثليث [مفرد]:
1 - مصدر ثلَّثَ.
2 - تقسيم منطقة ما إلى عناصر مثلثة تعتمد على خط معلوم الطول حتى يُتمكن من قياس باقي الأضلاع باستخدام علم المثلثات.
• التَّثليث: (دن) عند النَّصارى: القول بوجود ثلاثة أقانيم في الذَّات الإلهيّة. 

ثالِث [مفرد]: ج ثوالثُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من ثلَثَ.
2 - عدد ترتيبي يوصف به يدل على فرد واحد جاء ثالثًا، ما بعد الثاني وقبل الرابع " {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} " ° ثالثًا: الواقع بعد الثاني، ويستعمل في العدّ، فيقال: ثانيًا، ثالثًا، ... - حَرْق من الدَّرجة الثَّالثة: حرق شديد يدمِّر الجلد والأنسجة التحتيّة.
• الثَّالث عَشرَ: عدد ترتيبي يوصف به، يلي الثَّاني عشر ويسبق الرابع عشر مبني على فتح الجزأين "القرن الثالث عشر الهجري".
• ثالث اثنين: مَنْ أو ما يضاف إلى الاثنين فيجعلهما ثلاثة.
• ثالث ثلاثة: أحدهم " {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} "? رماه بثالثة الأثافيّ: رماه بالشَّرّ كُلِّه.
• العالم الثَّالث: الدُّول النامية التي لديها معدلات عالية من الفقر والأميّة والجهل والنِّسب العالية لزيادة السُّكان والمرض ومشاكل التَّغذية والفقيرة في التِّكنولوجيا واستخداماتها، وقيل هي الدُّول المحايدة التي لم تكن تنتمي إلى المعسكرين الشرقيّ والغربيّ زمن الحرب الباردة. 

ثالوث [مفرد]: ما رُكِّب من ثلاثة "القصيدة نتاج تفاعل ثالوثٍ مكوَّنٍ من الشاعر والكون واللغة" ° الثَّالوث الحكوميّ: الجيش والقضاء والإدارة.
• الثَّالوث الأقدس: (دن) الآب والابن والروح القدس، اتحاد الأقانيم الثَّلاثة في لاهوت واحد. 

ثُلاثَ [مفرد]: ثلاثةً ثلاثة، معدول عن ثلاثة ثلاثة بالتكرار يستوي فيها المذكر والمؤنث، وهي ممنوعة من الصرف "جاءوا ثُلاثَ- {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} ". 

ثُلاثاء [مفرد]: ج ثُلاثاءات وثُلاثاوات، مث ثُلاثاءان وثُلاثاوان
• الثُّلاثاء: رابع أيّام الأسبوع، يأتي بعد الإثنين، ويليه الأربعاء. 

ثَلاثة [مفرد]: اسم عدد أصلي فوق الاثنين ودون الأربعة تخالف المعدود في التذكير والتأنيث إفرادًا وتركيبًا وعطفًا "ثلاث طالبات- ثلاثة طلاب- في مكتبتي ثلاثة عشر كتابًا- {قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إلاَّ رَمْزًا} " ° الطَّلاق بالثَّلاثة: الطلاق النهائي.
• ثلاثةَ عشرَ: عدد مركَّب من ثلاثة وعشر يلي اثني عشر ويسبق أربعة عشر، مبنيّ على فتح الجزأين "ثلاثة عشر رجلاً- ثلاث عشرة امرأة". 

ثَلاثون [مفرد]:
1 - عدد بين تسعة وعشرين وواحدٍ وثلاثين، يساوي ثلاث عشرات، وهو من ألفاظ العقود يستوي فيه المذكر والمؤنث ويعامل معاملة جمع المذكر السالم "حضر الندوة ثلاثون أستاذًا- {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً} ".
2 - وصف من العدد ثلاثين، المتمِّم للثلاثين "جاوز العام الثلاثين من عمره- الصفحة الثلاثون". 

ثَلاثينيّات [جمع]
• الثَّلاثينيَّات: السَّنتان الثلاثون والتاسعة والثلاثون ومابينهما، العقد الرابع من قرن ما "حصل على الدكتوراه في الثلاثينيّات". 

ثُلاثيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ثُلاثَ.
2 - ما كان له ثلاثة أركان أو أجزاء "تشكيلات ثلاثيّة: يؤدِّيها مجموعات يتكون كل منها من ثلاثة أشخاص- مؤتمر ثُلاثيّ: يضمّ ممثلين عن ثلاث دول" ° الحِلْف الثُّلاثيّ:

المكوّن من ثلاثة أقسام أو الذي يجمع ثلاثة أطراف- العُدوان الثُّلاثيّ: العدوان الذي كان على مصر عام 1956م وشاركت فيه إسرائيل وبريطانيا وفرنسا- ثُلاثيّ الأبعاد/ ثُلاثيّ الجوانب: متكوّن من ثلاثة أبعاد أو جوانب، طول وعرض وارتفاع- ثُلاثيّ العناصر: نظام من ثلاثة عناصر لمجموع معيَّن- خُطَّة ثلاثيَّة: تشمل ثلاث سنوات.
• ثلاثيّ التَّجزيء: (حي) نعت يطلق على الأعضاء النباتيَّة والحيوانيَّة المؤلَّفة من ثلاثة أجزاء.
• ثلاثيّ الأدوار: (فز) التيار الكهربيّ ذو الأدوار الثلاثة.
• فعل ثُلاثيّ: (نح) مكوّن من ثلاثة أحرف أصول.
• ثلاثيّ الفصوص: ما كان مركَّبًا من ثلاثة فصوص أو أفلاق من النباتات.
• ثلاثيّ الأضلاع: (هس) مثلّث، شكل هندسيّ محدود بثلاثة أضلاع مستقيمة يتلاقى كلّ ضلعين متجاورين في نقطة تسمّى بالرأس.
• ثلاثيّ السُّطوح: مجسَّم مكوّن من ثلاثة سطوح تلتقي في نقطة واحدة. 

ثُلاثيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ثُلاثَ: "خُطُّة ثلاثيّة".
2 - مصدر صناعيّ من ثُلاثَ: سلسلة من ثلاثة مؤلفات كل منها قائم بذاته وإن كانت تربطها فكرة أو موضوع واحد، مثالها في الأدب العربيّ الحديث: ثُلاثيَّة نجيب محفوظ الشهيرة، حيث تتألف من بين القصرين، وقصر الشوق، والسكّريّة "تغطِّي ثلاثيّة نجيب محفوظ جوانب مهمّة من حياة الأسرة المصريّة في فترة ما قبل قيام الثورة".
3 - رميّة- في كرة السَّلَّة- يسدِّدها اللاعب من مكان محدَّد "حسمت الثلاثيَّات مباراة الأمس".
• ثُلاثيَّة صوتيَّة: قطعة لثلاثة أصوات أو ثلاث آلات.
• الزَّهرة الثُّلاثيَّة: (نت) نوع من النَّباتات التي لها عنقود واحد من ثلاثة أوراق وأزهارها ثلاثيَّة الأوراق. 

ثَلْث [مفرد]: مصدر ثلَثَ. 

ثُلْث/ ثُلُث [مفرد]: ج أثلاث: جزء واحد من ثلاثة أجزاء متساوية من الشيء " {فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ} ".
• خطُّ الثُّلُث: نوع من أنواع الخط العربيّ، يُستعمل في كتابة عناوين الأبواب والفصول. 

ثِلْث [مفرد]: ج أثلاث
• الثِّلْث: المرّة الثَّالثة مما يُعتاد أن يتكرَّر.
• حمَّى الثِّلث: (طب) الحمى التي تأتي المريض يومًا وتفارقه يومًا وتأتيه في اليوم الثالث. 

ثلثمائة/ ثلاث مائة [مفرد]: عدد يساوي ثلاث مئات، وهو مركب من ثلاث ومائة، ويجوز فصلهما فيقال ثلاث مائة " {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} ". 

مُثلَّث [مفرد]: ج مثلَّثات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من ثلَّثَ.
2 - (سق) آلة نقر موسيقيَّة مفتوحة عند زاوية واحدة.
3 - (هس) شكل هندسيّ يتكوّن من ثلاثة أضلاع وثلاث زوايا داخليَّة "مثلَّث متساوي الأضلاع: مثلَّث أضلاعه الثلاثة متساوية- مثلَّث حادّ: مثلَّث إحدى زواياه حادَّة- مثلَّث قائم الزاوية: مثلَّث إحدى زواياه قائمة أي تسعون درجة".
• حساب المُثلَّث/ حساب المثلَّثات: (جب) فرع من الرياضيَّات يتعامل مع كلّ ما يتعلَّق بالمثلَّثات من أضلاع وزوايا والحسابات المبنيّة عليها خاصة الدالاّت المثلثيَّة.
• حرف مثلَّث: ذو ثلاث نقط "الثاء والشين حرفان مثلّثان". 

مُثلّثانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مُثلَّث: على غير قياس: مؤلّف من مثلَّثات أو متميّز بها. 

ثلث: الثَّلاثة: مِن العدد، في عدد المذكر، معروف، والمؤَنث ثلاث.

وثَلَثَ الاثنينِ يَثْلِثُهما ثَلْثاً: صار لهما ثالثاً. وفي التهذيب:

ثَلَثْتُ القومَ أَثْلِثُهم إِذا كنتَ ثالِثَهم. وكَمَّلْتَهم ثلاثةً

بنفسك، وكذلك إِلى العشرة، إِلاَّ أَنك تفتح أَرْبَعُهم وأَسْبَعُهم

وأَتْسَعُهم فيها جميعاً، لمكان العين، وتقول: كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَي

صِرْتُ بهم تمامَ ثلاثين، وكانوا تسعة وثلاثين فربَعْتُهم، مثل لفظ

الثلاثة والأَربعة، كذلك إِلى المائة. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة؛ وكانوا

ثلاثة فأَرْبَعُوا؛ كذلك إِلى العشرة. ابن السكيت: يقال هو ثالث ثلاثة،

مضاف إِلى العشرة، ولا ينوّن، فإِن اختلفا، فإِن شئت نوَّنت، وإِن شئت

أَضفت، قلت: هو رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً، كما تقول: ضاربُ زيدٍ، وضاربٌ

زيداً، لأَن معناه الوقوع أَي كَمَّلَهم بنفسه أَربعة؛ وإِذا اتفقا

فالإِضافة لا غير لأَنه في مذهب الأَسماء، لأَنك لم ترِد معنى الفعل، وإِنما

أَردت: هو أَحد الثلاثة وبعضُ الثلاثة، وهذا ما لا يكون إِلا مضافاً،

وتقول: هذا ثالثُ اثنين، وثالثٌ اثنين، بمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي

صَيَّرهما ثلاثة بنفسه؛ وكذلك هو ثالثُ عَشَر، وثالثَ عَشَرَ، بالرفع والنصب

إِلى تسعة عشر، فمن رفع، قال: أَردتُ ثالثٌ ثلاثة عَشر؛ فحذفتُ الثلاثة،

وتركتُ ثالثاً على إِعرابه؛ ومن نصب قال: أَردت ثالثٌ ثلاثةَ عَشَر، فلما

أَسقطتُ منها الثلاثة أَلزمت إِعرابها الأَوّل ليُعْلَم أَن ههنا شيئاً

محذوفاً. وتقول: هذا الحادي عَشَرَ، والثاني عَشَرَ، إِلى العشرين مفتوح

كله، لِما ذكرناه. وفي المؤَنث: هذه الحاديةَ عَشْرَة، وكذلك إِلى العشرين،

تدخل الهاء فيهما جميعاً، وأَهل الحجاز يقولون: أَتَوْني ثلاثَتَهم

وأَرْبَعَتَهم إِلى العشرة، فينصبون على كل حال، وكذلك المؤنث أَتَيْنَني

ثلاثَهنَّ وأَرْبَعَهنَّ؛ وغيرُهم يُعْربه بالحركات الثلاث، يجعله مثلَ

كُلّهم، فإِذا جاوزتَ العشرةَ لم يكن إِلا النصبَ، تقول: أَتوني أَحَدَ

عَشرَهُم، وتسعةَ عشرَهُم، وللنساء أَتَيْنَني إِحدى عَشْرَتَهنَّ، وثمانيَ

عَشْرَتَهنَّ. قال ابن بري، رحمه الله: قول الجوهري آنفاً: هذا ثالثُ

اثْنين، وثالثٌ اثنين، ويالمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثةً بنفسه؛

وقوله أَيضاً: هذا ثالثُ عَشَر وثالثَ عَشَر، بضم الثاء وفتحها، إِلى

تسعة عشر وَهَمٌ، والصواب: ثالثُ اثنينِ، بالرفع، وكذلك قوله: ثَلَّثَ

اثْنين وَهَمٌ، وصوابه: ثَلَثَ، بتخفيف اللام، وكذلك قوله: هو ثالثُ عَشَر،

بضم الثاء، وَهَمٌ لا يُجيزه البصريون إِلاَّ بالفتح، لأَنه مركب؛ وأَهل

الكوفة يُجيزونه، وهو عند البصريين غلط، قال ابن سيده وأَما قول الشاعر:

يَفْديكِ يا زُرْعَ أَبي وخالي،

قد مَرَّ يومانِ، وهذا الثالي

وأَنتِ بالهِجْرانِ لا تُبالي

فإِنه أَراد الثالث، فأَبدل الياء من الثاء. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا

ثلاثة، عن ثعلب. وفي الحديث: دِيةُ شِبْهِ العَمْد أَثلاثاً؛ أَي ثلاثٌ

وثلاثون حقةً، وثلاثٌ وثلاثون جذعةً، وأربعٌ وثلاثون ثَنِيَّةً.

وفي الحديث: قل هو ا لله أَحد، والذي نفسي بيده، إِنها لَتَعْدِلُ

ثُلُثَ القرآن؛ جعلها تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن، لأَن القرآن العزيز لا يَتَجاوز

ثلاثةَ أَقسام، وهي: الإِرْشاد إِلى معرفة ذات ا لله، عز وجل، وتقديسه

أَو معرفة صفاته وأَسمائه، أَو معرفة أَفعاله، وسُنَّته في عباده، ولما

اشتملت سورة الإِخلاص على أَحد هذه الأَقسام الثلاثة، وهو التقديس،

وازَنَها سيدُنا رسولُ ا لله، صلى ا لله عليه وسلم، بثُلُثِ القرآن، لأَن

مُنْتَهى التقديس أَن يكون واحداً في ثلاثة أُمور، لا يكون حاصلاً منه من هو من

نوعه وشِبْهه، ودَلَّ عليه قولُه: لم يلد؛ ولا يكون هو حاصلاً ممن هو

نظيره وشبهه، ودلَّ عليه قوله: ولم يولد؛ ولا يكون في درجته وإِن لم يكن

أَصلاً له ولا فرعاً مَن هو مثله، ودل عليه قوله: ولم يكن له كفواً أَحد.

ويجمع جميع ذلك قوله: قل هو ا لله أَحد؛ وجُمْلَتُه تفصيلُ قولك: لا إِله

إِلا الله؛ فهذه أَسرار القرآن، ولا تَتناهَى أَمثالُها فيه، فلا رَطْب

ولا يابس إِلا في كتاب مبين.

وقولهم: فلان لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أَي هو رجل كبير، فإِذا أَراد

النُّهوضَ لم يقدر في مرَّة، ولا مرتين، ولا في ثلاث.

والثلاثون من العدد: ليس على تضعيف الثلاثة، ولكن على تضعيف العشرة،

ولذلك إِذا سميت رجلاً ثلاثين، لم تقل ثُلَيِّثُون، ثُلَيْثُونَ؛ عَلَّل ذلك

سيبويه. وقالوا: كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَثْلِثُهم أَي صِرْتُ

لهم مَقام الثلاثين. وأَثْلَثوا: صاروا ثلاثين، كل ذلك على لفظ الثلاثة،

وكذلك جميعُ العُقود إِلى المائة، تصريفُ فعلها كتصريف الآحاد.

والثَّلاثاء: من الأَيام؛ كان حَقُّه الثالث، ولكنَّه صيغ له هذا البناء

ليَتَفَرَّد به، كما فُعِلَ ذلك بالدَّبَرانِ. وحكي عن ثعلب: مَضَت الثَّلاثاءُ بما

فيها فأَنَّث. وكان أَبو الجرّاح يقول: مَضَت الثلاثاءُ بما فيهن،

يُخْرِجُها مُخْرَج العدد، والجمع ثَلاثاواتُ وأَثالِثُ؛ حكى الأَخيرَة

المُطَرِّزِيُّ، عن ثعلب. وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تكن ثَلاثاوِيّاً أَي

ممن يصوم الثَّلاثاءَ وحده. التهذيب: والثَّلاثاء لمَّا جُعِلَ اسماً،

جُعلت الهاء التي كانت في العدد مَدَّة فرقاً بين الحالين، وكذلك

الأَرْبِعاء من الأَرْبعة؛ فهذه الأَسماء جُعلت بالمدّ توكيداً للاسم، كما قالوا:

حَسَنةٌ وحَسْناء، وقَصَبة وقَصْباء، حيث أَلْزَمُوا النعتَ إِلزام

الاسم، وكذلك الشَّجْراء والطَّرْفاء، والواحدُ من كل ذلك بوزن فعلة.

وقول الشاعر، أَنشده ابن الأَعرابي؛ قال ابن بري: وهو لعبد ا لله بن

الزبير يهجو طَيِّئاً:

فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ، وإِن يَكُ خامِسٌ،

يكنْ سادِسٌ، حتى يُبِيرَكم القَتْلُ

أَراد بقوله: تَثْلِثُوا أَي تَقْتُلوا ثالثاً؛ وبعده:

وإِن تَسْبَعُوا نَثْمِنْ، وإِن يَكُ تاسِعٌ،

يكنْ عاشرٌ، حتى يكونَ لنا الفَضْلُ

يقول: إِن صرْتم ثلاثة صِرْنا أَربعة، وإِن صِرْتم أَربعةً صِرْنا خمسة،

فلا نَبْرَحُ نَزيد عليكم أَبداً. ويقال: فلانٌ ثالثُ ثلاثةٍ، مضاف.

وفي التنزيل العزيز: لقد كفر الذين قالوا إِن ا لله ثالثُ ثلاثةٍ. قال

الفراء: لا يكون إِلا مضافاً، ولا يجوز ثلاثةٍ. قال الفراء: لا يكون إِلا

مضافاً، ولا يجوز التنوين في ثالث، فتنصب الثلاثةَ؛ وكذلك قوله: ثانيَ

اثْنَين، لا يكون إِلا مضافاً، لأَنه في مذهب الاسم، كأَنك قلت واحد من

اثنين، وواحد من ثلاثة، أَلا ترى أَنه لا يكون ثانياً لنفسه، ولا ثالثاً

لنفسه؟ ولو قلت: أَنت ثالثُ اثنين، جاز أَن يقال ثالثٌ اثنين، بالإِضافة

والتنوين ونَصْب الاثنين؛ وكذلك لو قلت: أَنت رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً،

جاز ذلك لأَنه فِعْلٌ واقع. وقال الفراء. كانوا اثنين فثَلَثْتُهما، قال:

وهذا مما كان النحويون يَخْتارونه. وكانوا أَحد عشر فثَنَيْتُهم، ومعي

عشرةٌ فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ، واثْنِيهِنَّ، واثْلِِثْهُنَّ؛ هذا فيما بين

اثني عشر إِلى العشرين. ابن السكيت: تقول هو ثالثُ ثلاثةٍ، وهي ثالثةُ

ثلاثٍ، فإِذا كان فيه مذكر، قلت: هي ثالثُ ثلاثةٍ، فيَغْلِبُ المذكرُ

المؤَنثَ. وتقول: هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ؛ يعني هو أَحدهم، وقي المؤَنث: هو

ثالثُ ثلاثَ عَشْرَة لا غير، الرفع في الأَوّل. وأَرضٌ مُثَلَّثة: لها

ثلاثةُ أَطرافٍ؛ فمنها المُثَلَّثُ الحادُّ، ومنها المُثَلَّثُ القائم. وشيء

مُثَلَّثٌ: موضوع على ثلاثِ طاقاتٍ. ومَثْلُوثٌ: مَفْتُولٌ على ثلاثِ

قُوًى؛ وكذلك في جميع ما بين الثلاثة إِلى العشرة، إِلا الثمانية والعشرة.

الجوهري: شيء مُثَلَّث أَي ذو أَركان ثلاثة. الليث: المُثَلَّثُ ما كان من

الأَشياء على ثلاثةِ أَثْناءِ.

والمَثْلُوثُ من الحبال: ما فُتِلَ على ثلاثِ قُوًى، وكذلك ما يُنْسَجُ

أَو يُضْفَر.

وإِذا أَرْسَلْتَ الخيلَ في الرِّهان، فالأَوّل: السابقُ، والثاني:

المُصَلِّي، ثم بعد ذلك: ثِلْثٌ، ورِبْعٌ، وخِمْسٌ. ابن سيده: وثَلَّثَ

الفرسُ: جاء بعد المُصَّلِّي، ثم رَبَّعَ، ثم خَمَّسَ. وقال علي بن أَبي طالب،

عليه السلام: سَبَقَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وثَنَّى أَبو بكر،

وثَلَّثَ عمرُ، وخَبَطَتْنا فتنةٌ مما شاء الله. قال أَبو عبيد: ولم

أَسمع في سوابق الخيل ممن يُوثَقُ بعلمه اسماً لشيء منها، إِلاَّ الثانيَ

والعاشِرَ، فإِن الثانيَ اسمه المُصَلِّي، والعاشرَ السُّكَيْتُ، وما سوى

ذَيْنِكَ إِنما يقال: الثالثُ والرابعُ وكذلك إِلى التاسع. وقال ابن

الأَنباري: أَسماءُ السُّبَّقِ من الخيل: المُجَلِّي، والمُصَلِّي،

والمُسَلِّي، والتالي، والحَظِيُّ، والمُؤمِّلُ، والمُرْتاحُ، والعاطِفُ،

واللَّطِيمُ، والسُّكَيْتُ؛ قال أَبو منصور: ولم أَحفظها عن ثقة، وقد ذكرها ابن

الأَنباري، ولم ينسبها إِلى أَحد؛ قال: فلا أَدري أَحَفِظَها لِثِقةٍ أَم

لا؟

والتَّثْلِيثُ: أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيةً أُخْرى، بعد الثُّنْيا.

والثِّلاثيُّ: منسوب إِلى الثَّلاثة على غير قياس. التهذيب: الثُّلاثيُّ

يُنْسَبُ إِلى ثلاثة أَشياء، أَو كان طُولُه ثلاثةَ أَذْرُع: ثوبٌ

ثُلاثيٌّ ورُباعِيٌّ، وكذلك الغلام، يقال: غلام خُماسِيٌّ، ولا يقال

سُداسِيٌّ، لأَنه إِذا تَمَّتْ له خَمْسٌ، صار رجلاً. والحروفُ الثُّلاثيَّة: التي

اجتمع فيها ثلاثة أَحرف.

وناقة ثَلُوثٌ: يَبِسَتْ ثلاثةٌ من أَخْلافها، وذلك أَن تُكْوَى بنار

حتى ينقطع خِلْفُها ويكون وَسْماً لها، هذه عن ابن الأَعرابي.

ويقال: رماه اللهُ بثالِثةِ الأَثافي، وهي الداهيةُ العظيمة، والأَمْرُ

العظيم، وأَصلُها أَن الرجل إِذا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْن لقِدْرهِ، ولم

يجد الثالثةَ، جعل رُكْنَ الجبل ثالثةَ الأُثْفِيَّتَيْن. وثالثةُ

الأَثافي: الحَيْدُ النادِرُ من الجبل، يُجْمَعُ إِليه صَخْرتان، ثم يُنْصَبُ

عليها القِدْرُ.

والثَّلُوثُ من النُّوق: التي تَمْلأُ ثلاثةَ أَقداح إِذا حُلِبَتْ، ولا

يكون أَكثر من ذلك، عن ابن الأَعرابي؛ يعني لا يكون المَلْءُ أَكثَر من

ثلاثة.ويقال للناقة التي صُرِمَ خِلْفٌ من أَخْلافها، وتَحْلُب من ثلاثة

أَخْلافٍ: ثَلُوثٌ أَيضاً؛ وأَنشد الهُذَلي:

أَلا قُولا لعَبدِ الجَهْل: إِنَّ الـ

ـصَّحِيحةَ لا تُحالِبها الثَّلُوثُ

وقال ابن الأَعرابي: الصحيحة التي لها أَربعة أَخْلاف؛ والثَّلُوث: التي

لها ثَلاثةُ أَخْلاف. وقال ابن السكيت: ناقة ثَلُوثُ إِذا أَصاب أَحد

أَخْلافها شيءٌ فيَبِسَ، وأَنشد بيت الهذلي أَيضاً.

والمُثَلَّثُ من الشراب: الذي طُبِخَ حتى ذهب ثُلُثاه؛ وكذلك أَيضاً

ثَلَّثَ بناقته إِذا صَرَّ منها ثلاثةَ أَخْلاف؛ فإِن صَرَّ خِلْفين، قيل:

شَطَّرَ بها؛ فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً، قيل: خَلَّفَ بها؛ فإِن صَرَّ

أَخلافَها جَمَعَ، قيل: أَجْمَعَ بناقته وأَكْمَش. التهذيب: الناقة إِذا

يَبِسَ ثلاثةُ أَخلافٍ منها، فهي ثَلُوثٌ. وناقةٌ مُثَلَّثَة: لها ثلاثة

أَخْلافٍ؛ قال الشاعر:

فتَقْنَعُ بالقليل، تَراه غُنْماً،

وتَكْفيكَ المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ

ومَزادة مَثْلُوثة: من ثلاثة آدِمةٍ؛ الجوهري: المَثْلُوثة مَزادة تكون

من ثلاثة جلود. ابن الأَعرابي: إِذا مَلأَتِ الناقةُ ثلاثةً آنيةٍ، فهي

ثَلُوثٌ.

وجاؤُوا ثُلاثَ ثُلاثَ، ومَثْلَثَ مَثْلَثَ أَي ثَلاثةً ثلاثةً.

والثُّلاثةُ، بالضم: الثَّلاثة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فما حَلَبَتْ إِلاّ الثُّلاثةَ والثُّنَى،

ولا قُيِّلَتْ إِلاَّ قَريباً مَقالُها

هكذا أَنشده بضم الثاء: الثُّلاثة، وفسره بأَنه ثَلاثةُ آنيةٍ، وكذلك

رواه قُيِّلَتْ، بضم القاف، ولم يفسره؛ وقال ثعلب: إِنما هو قَيَّلَتْ،

بفتحها، وفسره بأَنها التي تُقَيِّلُ الناسَ أَي تَسْقيهم لبنَ القَيل، وهو

شُرْبُ النهار فالمفعول، على هذا محذوف.

وقال الزجاج في قوله تعالى: فانْكِحُوا ما طابَ لكم من النساء مَثْنى

وثُلاثَ ورُباعَ؛ معناه: اثنين اثنين، وثَلاثاً ثَلاثاً، إِلا أَنه لم

ينصرف لجهتين، وذلك أَنه اجتمع علتان: إِحداهما أَنه معدول عن اثنين اثنين،

وثَلاثٍ ثَلاثٍ، والثانية أَنه عُدِلَ عن تأْنيثٍ.

الجوهري: وثُلاثُ ومَثْلَثُ غير مصروف للعدل والصفة، لأَنه عُدِلَ من

ثلاثةٍ إِلى ثُلاثَ ومَثْلَث، وهو صفة، لأَنك تقول: مررت بقوم مَثْنَى

وثُلاثَ. قال تعالى: أُولي أَجْنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ؛ فوُصِفَ به؛

وهذا قول سيبويه. وقال غيره: إِنما لم يَنْصرِفْ لتَكَرُّر العَدْل فيه في

اللفظ والمعنى، لأَنه عُدِلَ عن لفظ اثنين إِلى لفظ مَثْنى وثُناء، عن

معنى اثنين إِلى معنى اثنين اثنين، إِذا قلت جاءت الخيلُ مَثْنَى؛

فالمعنى اثنين اثنين أَي جاؤُوا مُزدَوجِين؛ وكذلك جميعُ معدولِ العددِ، فإِن

صَغَّرته صَرَفْته فقلت: أَحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ، لأَنه

مثلُ حَمَيِّرٍ، فخرج إِلى مثال ما ينصرف، وليس كذلك أَحمد وأَحْسَن،

لأَنه لا يخرج بالتصغير عن وزن الفعل، لأَنهم قد قالوا في التعجب: ما

أُمَيْلِحَ زيداً وما أُحَيْسِنَهُ وفي الحديث: لكن اشْرَبُوا مَثْنَى

وثُلاثَ، وسَمُّوا الله تعالى. يقال: فَعَلْتُ الشيء مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ،

غير مصروفات، إِذا فعلته مرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، وأَربعاً

أَربعاً.والمُثَلِّثُ: الساعي بأَخيه. وفي حديث كعب أَنه قال لعمر: أَنْبِئْني

ما المُثَلِّثُ؟ فقال: وما المُثَلِّثُ؟ لا أَبا لكَ فقال: شَرُّ الناسِ

المُثَلِّثُ؛ يعني الساعي بأَخيه إِلى السلطان يُهْلِك ثلاثةً: نفسَه،

وأَخاه، وإِمامه بالسعي فيه إِليه. وفي حديث أَبي هريرة؛ دعاه عمرُ إِلى

العمل بعد أَن كان عَزَلَه، فقال: إِني أَخاف ثلاثاً واثنتين. قال: أَفلا

تقول خمساً؟ قال: أَخاف أَن أَقولَ بغير حُكم، وأَقْضِيَ بغير عِلْم،

وأَخافُ أَن يُضْربَ ظَهْري، وأَن يُشْتَمِ عِرْضي، وأَن يُؤْخَذَ مالي،

الثَّلاثُ والاثنتان؛ هذه الخلال التي ذكرها، إِنما لم يقل خمساً، لأَن

الخَلَّتين الأَوَّلَتَين من الحقِّ عليه، فخاف أَن يُضِيعَه، والخِلالُ

الثلاثُ من الحَقِّ له، فَخاف أَن يُظْلَم، فلذلك فَرَّقَها.

وثِلْثُ الناقةِ: وَلدُها الثالثُ، وأَطْرَده ثعلب في وَلَد كل أُنثى.

وقد أَثْلَثَتْ، فهي مُثْلِثٌ، ولا يقال: ناقةٌ ثِلْث.

والثُّلُثُ والثَّلِيثُ من الأَجزاء: معروف، يَطَّرِدُ ذلك، عند بعضهم،

في هذه الكسور، وجمعُهما أَثلاثٌ. الأَصمعي: الثَّلِيثُ بمعنى الثُّلُثِ،

ولم يَعْرِفْه أَبو زيد؛ وأَنشد شمر:

تُوفي الثَّلِيثَ، إِذا ماكانَ في رَجَبٍ،

والحَيُّ في خائِرٍ منها، وإِيقَاعِ

قال: ومَثْلَثَ مَثْلَثَ، ومَوْحَدَ مَوْحَدَ، ومَثْنَى مَثْنى، مِثْلُ

ثُلاثَ ثُلاثَ. الجوهري: الثُّلُثُ سهم من ثَلاثةٍ، فإِذا فتحت الثاء

زادت ياء، فقلت: ثَلِيث مثلُ ثَمِين وسَبيع وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ؛

وأَنكر أَبو زيد منها خَمِيساً وثَلِيثاً. وثَلَثَهم يَثْلُثهم ثَلْثاً:

أَخَذَ ثُلُثَ أَموالِهم، وكذلك جميعٌ الكسور إِلى العَشْرِ.

والمَثْلُوثُ: ما أُخِذَ ثُلُثه؛ وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوك؛ وقيل:

المَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثه، والمَنْهوكُ ما أُخِذَ ثُلُثاه، وهو رَأْيُ

العَروضِيِّين في الرجز والمنسرح. والمَثْلُوثُ من الشعر: الذي ذهب جُزْآنِ

من ستة أَجزائه.

والمِثْلاثُ من الثُّلُثِ: كالمِرْباع من الرُّبُع.

وأَثْلَثَ الكَرْمُ: فَضَلَ ثُلُثُه، وأُكِلَ ثُلُثاه. وثَلَّثَ

البُسْرُ: أَرْطَبَ ثُلُثه. وإِناءٌ ثَلْثانُ: بَلَغ الكيلُ ثُلُثَه، وكذلك هو

في الشراب وغيره. والثَّلِثانُ: شجرة عِنبِ الثَّعْلب.

الفراء: كِساءٌ مَثْلُوثُ مَنْسُوجٌ من صُوف وَوَبَرٍ وشَعَرٍ؛ وأَنشد:

مَدْرَعَةٌ كِساؤُها مَثْلُوثُ

ويقال لوَضِين البَعير: ذو ثُلاثٍ؛ قال:

وقد ضُمِّرَتْ، حتى انْطَوَى ذو ثَلاثِها،

إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءِ شَعْبِ السَّناسِنِ

ويقال ذو ثُلاثها: بَطْنُها والجِلدتانِ العُلْيا والجِلدة التي تُقْشَر

بعد السَّلْخ.

الجوهري: والثِّلْثُ، بالكسر، من قولهم: هو يَسْقِي نَخْله الثِّلْثَ؛

ولا يُستعمل الثِّلْثُ إِلاَّ في هذا الموضع؛ وليس في الوِرْدِ ثِلْثٌ

لأَن أَقصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ، وهو أَن تَشْربَ الإِبلُ كلَّ يوم؛ ثم

الغِبُّ، وهو أَن تَرِدَ يوماً وتَدعَ يوماً؛ فإِذا ارْتَفَعَ من الغِبّ

فالظِّمْءُ الرِّبْعُ ثم الخِمْسُ، وكذلك إِلى العِشْر؛ قاله الأَصمعي.

وتَثْلِيثُ: اسم موضع؛ وقيل: تَثْلِيثُ وادٍ عظيمٌ مشهور؛ قال الأَعشى:

كخَذُولٍ تَرْعَى التَّواصِفَ، مِن تَثْـ

لِيثَ، قَفْراً خَلا لَها الأَسْلاقُ

ثلث

1 ثَلَثَ القَوْمَ, aor. ـُ (S, M, Msb, K,) inf. n. ثَلْثٌ, (TA,) He took the third of the goods, or property, of the people, or company of men. (S, M, Msb, K.) And ثُلِثَتِ التَّرِكَةُ The property left at death had a third of it taken. (A.) and ثَلَثَ, aor. ـِ [but in this case it seems that it should be ثَلُثَ, as above,] is also said to signify He slew a third. (L.) b2: ثَلَثَ القَوْمَ, (T, S, K,) or الاِثْنَيْنِ, (Fr, T, M,) or الرَّجُلَيْنِ, (Msb,) aor. ـِ (S, M, Msb, K,) [thus distinguished from the verb in the first sense explained above,] inf. n. ثَلْثٌ, (TA,) signifies He was, or became, the third of the people, (T, S, K,) or a third to the two, (Fr, T, M,) or to the two men: (Msb:) or he made them, with himself, three: (T, S, K:) and similar to this are the other verbs of number, to ten [inclusive], except that you say, أَرْبَعُهُمْ and أَسْبَعُهُمْ and أَتْسَعُهُمْ, with fet-h, because of the ع. (S.) A poet says, (IAar, S,) namely, AbdAllah Ibn-Ez-Zubeyr El-Asadee, satirizing the tribe of Teiyi, (IB, TA,) فَإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ وَإِنْ يَكُ خَامِسٌ يَكُنْ سَادِسٌ حَتَّى يُبِيرَكُمُ القَتْلُ [And if ye make up the number of three, we will make up the number of four; and if there be a fifth of you, there shall be a sixth of us; so that slaughter shall destroy you]: (IAar, S, IB:) he means, if ye become three, we will become four: or if ye slay three. (IB, TA.) b3: Also; (S, M, TA;) in the K, “or,” but this is wrong; (MF, TA;) ثَلَثَ القَوْمَ signifies He made the people, with himself, thirty; (A 'Obeyd, S, M, K;) they being twenty-nine: and in like manner one uses the other verbs of number, to a hundred [exclusive]. (A 'Obeyd, S.) And ثَلَثَ also signifies He made twelve to be thirteen. (T.) b4: ثَلَثَ الأَرْضَ He turned over the ground three times for sowing, or cultivating. (A, TA.) b5: See also 2. b6: ثَلَثَ, (T, M, L, TA,) [as though intrans., an objective complement being app. understood,] or ↓ ثلّث, (K, [but the former is app. the right reading, unless both be correct,]) said of a horse, He came [third in the race; i. e., next] after that which is called المُصَلِّى: (T, M, L, K: [in the CK, الذى, after الفَرَسُ, should be omitted:]) then you say رَبَعَ: then, خَمَسَ. (T, M, L.) And in like manner it is said of a man [as meaning He came third]. (T.) b7: لَا يَثْنِى

وَلَا يَثْلِثُ, (so in a copy of the M in art. ثنى, but in the present art. in the same copy written لا يثنِى ولا يثْلِثُ,) or ↓ لَا يُثَنِّى وَلَا يُثَلِّثُ, (so in a copy of the A, [in the CK in art. ثنى, and in Freytag's Arab. Prov. ii. 545, لَا يُثَنَّى وَلَا يُثَلَّثُ,]) or ↓ لَا يُثْنِى وَلَا يُثْلِثُ, (so in a copy of the K in art. ثنى, [in the TA, in the present art. and in art. ثنى, without any syll. signs,]) said of an old man, meaning He cannot rise, (M, A, TA,) when he desires to do so, a first time, nor can he (M, TA) the second time, nor the third. (M, A, TA.) 2 ثلّثهُ He made it three; or called it three: (Esh-Sheybánee, and K in art. وحد:) تَثْلِيثٌ signifies the making [a thing] three [by addition or multiplication or division]; as also ↓ ثَلْثٌ [inf. n. of ثَلَثَ]: and the calling [it] three. (KL.) b2: [Hence, ثلّث, inf. n. تَثْلِيثٌ, He asserted the doctrine of the Trinity.] b3: [Hence also,] فُلَانٌ يُثَنِّى وَلَا يُثَلِّثُ Such a one counts two Khaleefehs, namely, the two Sheykhs [Aboo-Bekr and 'Omar], and [does not count three, i. e.,] rejects the other [that succeeded them]: and فُلَانٌ يُثَلِّثُ وَلَا يُرَبِّعُ Such a one counts three Khaleefehs, [namely, those mentioned above and 'Othmán,] and [does not count a fourth, i. e.,] rejects ['Alee,] the fourth. (A, TA.) b4: لَا يُثَنِّى وَلَا يُثَلِّثُ: see 1. b5: ثلّث لِامْرَأَتِهِ, or عِنْدَهَا, He remained three nights with his wife: and in like manner the verb is used in relation to any saying or action. (TA voce سَبَّعَ.) b6: ثلّث بِنَاقَتِهِ He tied, or bound, three of the teats of his she-camel with the صِرَار. (S.) b7: ثَلَّثَتْ said of a she-camel, and of any female: see 4. b8: ثلّث said of a horse in a race: see 1. b9: ثلّث البُسْرُ, (M, K,) inf. n. as above, (K,) The full-grown unripe dates became, to the extent of a third part of them, ripe, or in the state in which they are termed رُطَب. (M, K.) b10: تَثْلِيثٌ also signifies The watering seed-produce [on the third day, i. e.,] another time بَعْدَ الثُّنْيَا [which app. means after excepting, or omitting, one day]. (M.) b11: And The making [a thing] triangular [or trilateral]. (KL.) b12: [The making a letter three-pointed; making it to have three dots.] b13: The making [a thing] to be a third part. (KL.) b14: The making the electuary, or confection, of aromatics, or perfumes, that is called مُثَلَّث. (KL.) 4 اثلث القَوْمُ The party of men became three: (Th, S, M, L, K:) and similar to this are the other verbs of number, to ten [inclusive]: (S:) also The party of men became thirty: and so in the cases of other numbers, to a hundred [exclusive]. (M, L.) b2: اثلثت She (a camel, and any female,) brought forth her third young one, or offspring; (Th, M;) and so ↓ ثلّثت, or ↓ اثتلثت. (TA in art. بكر.) b3: لَا يُثْنِى وَلَا يُثْلِثُ: see 1. b4: اثلث said of a grape-vine, It had one third of its fruit remaining, two thirds thereof having been eaten. (M.) 8 إِثْتَلَثَ see 4.

ثُلْثٌ: see ثُلُثٌ.

ثِلْثٌ The third young one or offspring, (M, A, K,) of a she-camel, (M, K,) and, accord, to Th, of any female: (M:) and in like manner others are termed, to ten [inclusive]. (A.) But one should not say نَاقَةٌ ثِلْثٌ [after the manner of ثِنْىٌ, q. v.]. (M.) b2: سَقَى نَخْلَهُ الثِّلْثَ He watered his palm-trees once in three days: (A:) or he watered them بَعْدَ الثُّنْيَا [which app. means after excepting, or omitting, one day]. (K.) ثِلْثٌ is not used [thus] except in this case: there is no ثِلْث in the watering of camels; for the shortest period of watering is the رِفْه when the camels drink every day; then is the غِبّ, which is when they come to the water one day and not the next day; and next after this is the رِبْع; then, the خِمْس; and so on to the عِشْر: so says As: (S, TA:) and this is correct, though J's assertion that ثِلْث is not used except in this case is said by F to require consideration. (TA.) b3: حُمَّى الثِّلْثِ i. q. حُمَّى الغِبِّ, [The tertian fever;] the fever that attacks one day and intermits one day and attacks again on the third day; called by the vulgar ↓ المُثَلِّثَةُ. (Msb.) ثُلَثٌ: see what next follows.

ثُلُثٌ (T, S, M, A, Msb, K) and ↓ ثُلْثٌ (Msb, K) and ↓ ثُلَثٌ, which last is either a dial. var. or is so pronounced to make the utterance more easy, (MF,) A third; a third part or portion; (S, A, Msb, K;) as also ↓ ثَلِيتٌ, (As, T, S, M, Msb, K,) like ثَمِينٌ and سَبِيعٌ and سَدِيسٌ and خَمِيسٌ and نَصِيفٌ, (S,) though Az ignored ثَلِيثٌ (T, S) and خَمِيسٌ: (S:) [and ↓ مِثْلَاثٌ, q. v., app, signifies the same:] the pl. of ثلث, (M, Msb,) and of ثليث also, (M,) is أَثْلَاثٌ. (M, Msb.) It is said in a trad., دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلَاثًا [The expiatory mulct for that homicide which resembles what is intentional shall be thirds]; i. e., thirty-three she-camels each such as is termed حِقَّة, and thirtythree of which each is such as is termed جَذَعَة, and thirty-four of which each is what is termed ثَنِيَّة. (TA.) إِنَآءٌ ثَلْثَانُ A vessel in which the corn &c. that is measured therein reaches to one third of it: and in like manner one uses this expression in relation to beverage, or wine, &c. (M, L.) ثِلْثَانٌ, (so in a copy of the M,) or ثَلِثَانٌ, and ثَلَثَانٌ, (K,) I. q. عِنَبُ الثَّعْلَبِ; (K;) the tree thus called. (M, TA.) ثَلَاثٌ, also written ثَلٰثٌ: see ثَلَاثَةٌ, in six places: and ثُلَاثُ, in two places.

ثُلَاثُ and ↓ مَثْلَثُ (S, L, K) Three and three; three and three together; or three at a time and three at a time; (L;) imperfectly decl. [because] changed from the original form of ثَلَاثَةٌ ثَلَاثَةٌ; (K;) or because of their having the quality of epithets and deviating from the original form of ثَلَاثَةٌ: they are epithets; for you say, مَرَرْتُ بِقَوْمٍ

مَثْنَى وَثُلَاثَ [I passed by a party of men two and two, and three and three, together]: (Sb, S:) or they are imperfectly decl. because they deviate from their original as to the letter and the meaning; the original word being changed as above stated, and the meaning being changed to ثَلَاثَةٌ ثَلَاثَةٌ: but the dim. is ↓ ثُلَيِّثٌ, perfectly decl., like أُحَيِّدٌ &c., because it is like حُمَيِّرٌ [dim. of حِمَارٌ], assuming the form of that which is perfectly decl., though it is not so in the cases of أَحْسَنُ and the like, as these words, in assuming the dim. form, do not deviate from the measure of a verb, for مَا أُحَيْسِنَهُ [How goodly is he!] is sometimes said. (S.) It is said in the Kur [iv. 3], فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَآءِ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ, i. e. Then marry ye such as please you, of women, two [and] two, and three [and] three, and four [and] four: [meaning, two at a time, &c.:] here مثنى &c. are imperfectly decl. because deviating from the original form of اِثْنَيْنِ اِثْنَيْنِ, &c., and from the fem. form. (Zj, T, L.) And one says ↓ مَثْلَثَ مَثْلَثَ, like ثُلَاثَ ثُلَاثَ. (T.) You say also, فَعَلْتُ الشَّىْءَ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ, meaning I did the thing twice and twice, and thrice and thrice, and four times and four times. (L.) b2: [ثُلَاثٌ is app. fem. of ثُلَاثَةٌ, a dial, var. of ثَلَاثَةٌ, of which the fem. is ثَلَاثٌ: and hence,] ذُو ثُلَاثٍ, with damm [to the initial ث], A camel's [girth of the kind called]

وَضِين. (K.) You say, اِلْتَقَتْ عُرَا ذِى ثُلَاثِهَا (tropical:) [lit., The loops of her girth met together]; (A, TA; [but in a copy of the former, ↓ ذى ثَلَاثِهَا;]) meaning, she was, or became, lean, or lank in the belly. (A. [See a similar saying voce بِطَانٌ.]) And a poet says, وَقَدْ ضَمَرَتْ حَتَّى بَدَا ذُو ثُلَاثِهَا [And she had become lean, or lank in the belly, so that her girth appeared]: but some say that ذو ثلاثها [here] means her belly, and the two skins, [namely,] the upper, and that which is pared, or scraped off, after the flaying: (TA:) or, accord. to some, the phrase is حَتَّى ارْتَقَى ذو ثلاثها, meaning, so that her fœtus rose to her back; the ثلاث [here again in a copy of the A written with fet-h to the initial ث, and in like manner ثلاثها,] being the سَابِيَآء and the سَلَا and the womb. (A, TA.) You say also ↓ عَلَيْهِ ذُو ثَلَاثٍ, [so I find it written, but perhaps it should be ذو ثُلَاثٍ,] meaning, (tropical:) Upon him is a [garment of the kind called]

كِسَآء made of the wool of three sheep. (A, TA. [In the latter without any syll. sign to show that ثلاث here differs from the form in the exs. cited before.]) ثِلَاث: see ثَالِثٌ.

ثَلُوثٌ A she-camel that fills three vessels (S, M, A, L, K) such as are called أَقْدَاح, (M, L,) when she is milked, (S, K,) [i. e.,] at one milking. (A.) This is the utmost quantity that the camel yields at one milking. (IAar, M.) b2: Also A she-camel three of whose teats dry up: (S, M, A, K: [accord. to the TA, it is said in the T that such is termed ↓ مَثْلُوثٌ; but I think that this is a mistranscription:]) or that has had one of her teats cut off (IAar, T, M, L, K) by cauterization, which becomes a mark to her, (IAar, M,) and [in some copies of the K “ or ”] is milked from three teats: (T, M, L, K:) or that has three teats; (IAar, TA;) [and] so ↓ مُثَلِّثَةٌ: (T, TA:) or a she-camel having one of her teats dried up in consequence of something that has happened to it. (ISk.) ثَلِيثٌ: see ثُلُثٌ.

ثَلَاثَةٌ, also written ثَلٰثَةٌ, a noun of number, [i. e. Three,] is masc., (S, M, Msb,) and is also written and pronounced ↓ ثُلَاثَةٌ, with damm: (IAar, M, TA:) the fem. is ↓ ثَلَاثٌ, also written ثَلٰثٌ; (S, M, Msb;) [and app. ثُلَاثٌ also, mentioned above, under the head of ثُلَاثُ, but only as occurring with ذُو prefixed to it.] You say ثُلَاثَةُ رِجَالٍ [Three men]: and نِسْوَةٍ ↓ ثَلَاثُ [three women]. (Msb.) In the saying of Mohammad, ↓ رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ [The pen of the recording angel is withheld from three persons] ثلاث is for ثَلَاثِ أَنْفُسٍ. (Msb. [See art. رفع.]) [In like manner, ↓ ثَلَاثٌ occurs in several trads. for ثَلَاثُ خِصَالٍ; as, for instance, in the saying,] ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَاسَبَهُ اللّٰهُ حِسَابًا يَسِيرًا [There are three qualities: in whomsoever they be, God will reckon with him with an easy reckoning]: these are, thy giving to him who denies thee, and forgiving him who wrongs thee, and being kind to him who cuts thee off from him. (El-Jámi' es-Sagheer.) The people of El-Hijáz say, أَتَوْنِى ثَلَاثَتَهُمْ [The three of them came to me], and أَرْبَعَتَهُمْ, and so on to ten [inclusive], with nasb in every case; and in like manner in the fem., ↓ أَتَيْنَنِى ثَلَاثَهُنَّ, and أَرْبَعَهُنَّ: but others decline the word with the three vowels, making it like كُلُّهُمْ: after ten, however, only nasb is used; so that you say, أَتَوْنِى أَحَدَ عَشَرَهُمْ [and ثَلَاثَةَ عَشَرَهُمْ], and إِحْدَى عَشْرَتَهُنَّ [and ثَلَاثَ عَشْرَتَهُنَّ]. (S.) The saying وَلَدُ الزِّنَا شَرٌ الثَّلَاثَةِ means [The offspring of adultery, or fornication, is the worst of the three] if he do the deeds of his parents. (Mgh.) [It is said that when ثلاثة means the things numbered, not the amount of the number, it is imperfectly decl., being regarded as a proper name; and so are other ns. of number. (See ثُمَانِيةٌ.) See also سِتَّةٌ.] b2: ثَلَاثَةَ عَشَرَ [indecl. in every case, meaning Thirteen,] is pronounced by some of the Arabs ثَلَاثَةَ عْشَرَ: and [the fem.] عَشْرَةَ ↓ ثَلَاثَ, thus in the dial. of El-Hijáz [and of most of the Arabs], is pronounced ثَلَاثَ عَشِرَةَ in the dial. of Nejd. (S in art. عشر.) ثُلَاثَةٌ: see ثَلَاثَةٌ.

الثَّلَاثَآءُ, also written الثَّلٰثَآءُ, (Lth, T, S, M,) or يَوْمُ الثَّلَاثَآءِ or الثَّلٰثَآءِ, (A, Msb, K,) and ↓ الثُّلَاثَآء, with damm, (A, K,) [meaning The third day of the week, Tuesday,] has this form for the sake of distinction; for properly it should be الثَّالِثُ: (S, M:) or it has meddeh in the place of the ة in the noun of number [ثَلَاثَةٌ] to distinguish it from the latter: (Lth, T:) [it is without tenween in every case; when indeterminate as well as when determinate; being fem.:] the pl. is ثَلَاثَاوَاتٌ (S, M, Msb) and أَثَالِثُ. (Th, M.) It has no dim. (Sb, S in art. امس.) Lh relates that Aboo-Ziyád used to say, مَضَى الثَّلَاثَآءُ بِمَا فِيهِ [Tuesday passed with what occurred in it]; making ثلاثاء sing. and masc.; [but this he did because he meant thereby يَوْمُ الثَّلَاثَآءِ; يوم being masc.:] Th is related to have said, بِمَا فِيهَا; making it fem.: and Abu-l-Jarráh used to say, مَضَتِ الثَّلَاثَآءُ بِمَا فِيهِنَّ, treating the word as a numeral. (M.) الثُّلَاثَآءُ: see الثَّلَاثَآءُ.

ثُلَاثِىٌّ a rel. n. from ثَلَاثَةٌ, anomalously formed, (M,) [or regularly formed from ثُلَاثَةٌ,] Of, or relating to, three things. (T, TA.) b2: Three cubits in length, or height; applied in this sense to a garment, or piece of cloth; (T, A;) and to a boy. (T.) b3: A word comprising, or composed of, three letters [radical only, or of three radical letters with one or more augmentative; i. e., of three radical letters with, or without, an augment]. (T, TA.) ثَلَاثُونَ, [also written ثَلٰثُونَ,] the noun of number, [meaning Thirty, and also thirtieth,] is not considered as a multiple of ثَلَاثَةٌ, but as a multiple of عَشَرَةٌ; and therefore, if you name a man ثَلَاثُونَ, you do not make the dim. to be ثَلِيِّثُون, but [you assimilate the noun from which it is formed to a pl. with و and ن from عَشَرَةٌ, or to عِشْرُونَ, and say] ↓ ثُلَيْثُونَ. (Sb, M.) ثُلَيْثُونَ: see what immediately precedes.

ثَلَاثَاوِىٌّ: One who fasts alone on the third day of the week. (IAar, Th, M.) ثُلَيِّثٌ: see ثُلَاثُ.

ثَالِثٌ [Third]: fem. with ة. (T, &c.) The final ث in الثَّالِثُ is sometimes changed into ى. (M.) You say, هُوَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ [He, or it, is the third of three]: thus you say when the two [terms] agree, each with the other; but not ثَالِثٌ ثَلَاثَةً; ثالث being regarded in the former case as though it were a subst.; for you do not mean to convey by it a verbal signification, but only mean that he, or it, is one of the three, or a portion of the three: (Fr, ISk, T, S:) and in like manner you say, هِىَ ثَالِثَةُ ثَلَاثَ [She is the third of three]; but when there is among the females a male, you say, هِىَ ثَالِثَةُ ثَلَاثَةٍ, making the masc. to predominate over the fem. (T.) When the two [terms] are different, you may make the former to govern the gen. case or to govern as a verb; saying, هُوَ رَابِعُ ثَلَاثَةٍ or هُوَ رَابِعٌ ثَلَاثَةً, like as you say ضَارِبُ زَيْدٍ and ضَارِبٌ زَيْدًا; and thus you also say, هٰذَا ثَالِثُ اثْنَيْنِ and هٰذَا ثَالِثٌ اثْنَيْنِ, meaning This makes two to be three, with himself, or itself. (ISk, T, * S. [In most copies of the S, for ثَالِثٌ اثْنَيْنِ is put ثَالِثَ اثْنَيْنِ; and, in the explanation of this phrase, ثَلَّثَ اثْنَيْنِ for ثَلَثَ اثْنَيْنِ: IB has remarked that these are mistakes.]) ↓ ثِلَاث occurs in the sense of ثَالِث in a trad. cited voce ثَانٍ in art. ثنى. (Sh, T in art. ثنى.) b2: ثَالِثَةُ الأَثَافِى meansA projecting portion of a mountain, by which are placed two pieces of rock, upon all which is placed the cooking-pot. (S, K.) Hence the saying, رَمَاهُ اللّٰهُ بِثَالِثَةِ الأَثَافِى [explained in art. اثف]. (TA.) b3: [ثَالِثَ عَشَرَ and ثَالِثَةَ عَشْرَةَ, the former masc. and the latter fem., meaning Thirteenth, are generally held to be indecl. in every case without the art.; but with the art., most say in the nom. الثَّالِثُ عَشَرَ, accus. الثَّالِثَ عَشَرَ, and gen. الثَّالِثِ عَشَرَ; and in like manner in the fem. Accord. to some,] you say, هُوَ ثَالِثُ عَشَرَ as well as هُوَ ثَالِثَ عَشَرَ [He, or it, is a thirteenth]: he who uses the former phrase says that he means هُوَ ثَالِثُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ, (T, S,) i. e. He, or it, is one of thirteen, (T,) and that he suppresses ثلاثه, and leaves ثالث decl. as it was; and he who uses the latter phrase says that he likewise means this, but that, suppressing ثلاثة, he gives its final vowel to the word ثالث, (T, S,) to show that there is a suppression: (S:) but IB says that the former of these two phrases is wrong; that the Koofees allow it, but that the Basrees disallow it, and pronounce it a mistake. (L.) [And accord. to J, one says, هٰذَا الثَّالِثَ عَشَرَ and هٰذِهِ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ This is the thirteenth, or this thirteenth: for he adds,] and you say, هذَا الحَادِى عَشَرَ and الثَّانِىَ عَشَرَ and so on to twenty [exclusive]; all with fet-h; for the reason which we have mentioned: and in like manner in the fem., in which each of the two nouns is with ة. (S.) You say also, ثَالِثَ عَشَرَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ [The thirteenth of thirteen]; and so on to تَاسِعَ عَشَرَ تِسْعَةَ عَشَرَ: and in like manner in the fem. (I' AK p. 316.) الثَّالُوثُ The Trinity.]

مَثْلَثُ and مَثْلَثَ: see ثُلَاثُ. b2: مثلث [i. e.

مَتْلَثٌ] signifies A chord [of a lute] composed of three twists: that which is of two twists is called مثنى [i. e. مَثْنًى]: or, as some say, these two words signify [respectively] the third chord and the second: their pls. are مَثَالِثُ and مَثَانٍ. (Har p.244.) مُثْلِثٌ A she-camel, and any female, bringing forth her third young one, or offspring: one should not say نَاقَةٌ ثِلْثٌ. (M.) b2: See also مُثَلِّثٌ.

مُثَلَّثٌ A thing having three angles or corners, triangular [or trilateral]; a triangle. (S, K.) You say مُثَلَّثٌ حَادٌّ [An acute-angled triangle]: and مُثَلَّثٌ قَائِمٌ [A right-angled triangle]. (TA.) And أَرْضٌ مُثَلَّثَةٌ A three-sided piece of land. (TA.) b2: A thing composed of three layers or strata, or of three distinct fascicles or the like; (M, TA;) [see also مَثْلُوثٌ;] and in like manner what are composed of four, and more, to ten [inclusive], are called by similar epithets: (TA:) or a thing of three folds. (Lth, T.) b3: [As a conventional term in lexicology, A word having a letter which has any of the three vowels: ex. gr., بَدْأَةٌ is مُثَلَّثَةُ البَآءِ; i. e., it is written بَدْأَةٌ and بُدْأَةٌ and بِدْأَةٌ. As such also, A verb having its عَيْن (or middle radical letter) movent by any of the three vowels: ex. gr., بَهَأَ بِهِ is مُثَلَّثٌ; i. e., it is written بَهَأَ and بَهُؤَ and بَهِئَ. And as such, مُثَلَّثَةٌ (not مُثْلَثَةٌ) signifies Three-pointed; having three diacritical points: it is an epithet added to ثَآء, to prevent its being mistaken for بَآء or تَآء or يَآء.]

b4: Wine (شَرَاب) cooked until the quantity of two thirds of it has gone; (S, K;) the expressed juice of grapes so cooked. (Mgh.) b5: And A certain electuary, or confection, of aromatics, or perfumes. (KL.) مُثَلِّثٌ A calumniator, or slanderer, of his brother [or fellow] to his prince; because he destroys three; namely, himself and his brother and his prince: (Sh, T, M, * K:) as also ↓ مُثْلِثٌ; (K;) or thus accord. to Aboo-'Owáneh. (Sh, T.) b2: See also ثِلْثٌ, last sentence: b3: and see ثَلُوثٌ.

مِثْلَاثٌ from ثُلُثٌ is like مِرْبَاعٌ from رُبْعٌ. (M.) See ثُلُثٌ and مِرْبَاعٌ.

مَثْلُوثٌ Property of which a third part has been taken. (A.) b2: [Applied to a verse,] That of which a third has been taken away: (M, K:) whatever is مَثْلُوث is مَنْهُوك: (TA:) or the former word signifies as above, and the latter signifies that of which two thirds have been taken away: this is the opinion of the authors on versification with respect to the metres called رَجَز and مُنْسَرِح: (M, TA:) the مثلوث in poetry is that whereof two feet out of six have gone. (TA.) b3: A rope composed of three strands (Lth, T, S, M, A, K) twisted together, (Lth, T, A,) and in like manner woven, or plaited: (Lth, T:) and ropes composed of four, five, six, seven, and nine, strands, but not of eight nor of ten, are similarly called. (M.) b4: A garment of the kind called كِسَآء woven of wool and camels' hair (وَبَر) and goats' hair (شَعَر). (Fr, T.) b5: مَزَادَةٌ مَثْلَوثَةٌ A مزادة [or leathern water-bag] made of three skins. (T. S, A, K.) b6: أَرْضٌ مَثْلُوثَةٌ Land turned over three times for sowing or cultivating. (A.) b7: See also ثَلُوثٌ.
ثلث
: (الثُّلثُ) ، بضمّ فَسُكُون (وبِضَمَّتَيْنِ) ويُقَال: بضَمَّة ففَتْحَة كأَمثاله: لُغَةً أَو تَخْفِيفاً، وَهُوَ كَثِير فِي كَلَامهم، وإِنْ أَغْفَلَه المُصَنِّفُ تَبَعاً للجوهريّ، كَذَا قَالَه شيْخُنَا (: سَهْمٌ) أَي حَظٌّ ونَصِيبٌ (من ثَلاثَةِ) أَنْصِباءَ (كالثَّلِيثِ) يَطَّرِدُ ذالك عِنْد بعضِهم فِي هاذِه الكُسُورِ، وجَمْعُها، أَثْلاَثٌ.
ونَصُّ الجوهَرِيّ: فإِذا فتَحْتَ الثَّاءَ زِدْت يَاء، فَقلت: ثَلِيثٌ، مثل: ثَمِينٍ وسَبِيعٍ وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ، وأَنْكَرَ أَبو زَيْدٍ مِنْهَا خَمِيساً وثَلِيثاً.
قلت: وقَرَأْتُ فِي مُعْجَمِ الدِّمْياطِيِّ مَا نَصُّه: قَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: قَالَ اللُّغَوِيُّون: فِي الرُّبعِ ثلاثُ لُغاتٍ: يُقَال: هُوَ الرُّبْعُ والرُّبُعُ والرَّبِيعُ، وَكَذَلِكَ العُشْرُ والعُشُرُ والعَشِيرُ، يَطَّرِدُ فِي سائِرِ العَدَدِ، وَلم يُسْمَع الثَّلِيثُ، فَمن تَكَلَّمَ بِهِ أَخْطَأَ، فالمصنّف جَرَى على رَأَيِ الأَكْثَرِ، وَقَالُوا: نَصِيفٌ بِمَعْنى النِّصْف، لاكِن الْمَعْرُوف فِي النِّصْفِ الكَسْرُ، بخلافِ غيرِه من الأَجزاءِ، فإِنّهَا على مَا قُلْنَا.
وَعَن الأَصمعيّ: الثَّلِيثُ: بِمَعْنى الثُّلُثِ، وَلم يَعْرِفْه أَبو زيد، وأَنشدَ شَمِرٌ: تُوفِي الثَّلِيثَ إِذا مَا كانَ فِي رَجَبٍ
والحَيُّ فِي خَاثِرٍ مِنْهَا وإِيقاعِ
الثِّلْثُ بالكَسْرِ من قَوْلِهِم: (سَقَى نَخْلَهُ الثِّلْثَ بِالْكَسْرِ أَي بَعْدَ الثُّنْيَا) .
(وثِلْثُ النّاقَةِ أَيضاً: وَلَدُهَا الثَّالِثُ) ، وطَرَدَه ثَعْلَب فِي وَلَدِ كلِّ أُنْثَى، وَقد أَثْلَثَت، فَهِيَ مُثْلِثٌ، وَلَا يُقَال: نَاقَةٌ ثِلْثٌ.
(وَفِي قولِ الجَوْهَرِيّ: وَلَا تُسْتَعْمَلُ) أَي الثِّلْث (بالكَسْره إِلاّ فِي الأَوَّلِ) يَعْنِي فِي قَوْلهم: هُوَ يَسْقى نَخْلَه الثِّلْثَ (نَظَرٌ) كأَنَّه نَقَضَ كلامَه بِمَا حَكَاه من ثلْث النَّاقَةِ: وَلدِها الثَّالِث، وَهَذَا غَيْرُ وارِد عَلعيْه؛ لأَنَّ مُرادَ الجَوْهَرِيّ أَنّ الثِّلْثَ فِي الأَظْماءِ غيرُ وارِدٍ، ونَصُّ عبارَتهِ: والثِّلْثُ بالكَسْرِ من قَوْلِهِمْ: هُوَ يَسْقِي نَخْلَه الثِّلْثع، وَلَا يُسْتَعْمَلُ الثِّلْثُ إِلا فِي هاذا المَوْضِع، وَلَيْسَ فِي الوِرْدِ ثِلْثٌ؛ لأَنَّ أَقْصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ: وَهُوَ أَنْ تَشْرَبَ الإِبِلُ كلَّ يومٍ، ثمَّ الغِبُّ: وَهُوَ أَنْ تَرِدَ يَوْمًا وتَدَعَ يَوْمًا، فإِذا ارتَفَعَ من الغبِّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ، ثُمّ الخِمْسُ، وَكَذَلِكَ إِلى العِشْرِ، قَالَه الأَصْمَعِيّ. انْتهى.
فعُرِف من هَذَا أَنَّ مُرَادَه أَنّ الأَظْماءَ ليسَ فِيهَا ثِلْثٌ، وَهُوَ صحيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْه، ووجودُ ثِلْثِ النَّخْلِ، أَو ثِلْثِ النَّاقَةِ لِوَلدِهَا الثَّالِث لَا يُثْبِتُ هَذا، وَلَا يَحُومُ حَوْلَهُ، كَمَا هُو ظاهِرٌ، فَقَوله: فِيهِ نَظرٌ، فِيهِ نَظَرٌ. كَمَا حَقَّقه شيخُنا.
(و) جَاءُوا (ثُلاثَ) ثُلاثَ (ومَثْلَثَ) مَثْلَثَ، أَي ثَلاَثَةً ثَلاثَةً.
وَقَالَ الزَّجّاج: فِي قولِه تَعالى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ النّسَآء مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 3) مَعْنَاهُ: اثْنَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ، وثَلاَثاً ثَلاثاً، إِلاَّ أَنَّهُ لمْ يَنْصَرِفْ؛ لِجِهَتَيْنِ: وَذَلِكَ أَنَّهُ اجتمَعَ عِلَّتانِ: إِحداهما أَنه مَعْدُولٌ عَناثْنَيْن اثْنَيْن وثَلاثٍ ثلاثٍ، وَالثَّانيَِة أَنّه عُدِلَ عَن تَأْنِيثٍ.
وَفِي الصّحاح: ثُلاثُ ومَثْلَثُ (غيرُ مَصْرُوفٍ) للعَدْلِ والصِّفَة، والمُصَنِّف أَشار إِلى عِلَّة واحدةٍ، وَهِي العَدْل، وأغْفَلَ عَن الوَصْفِيّة فَقَالَ: (مَعْدُولٌ من ثَلاثةٍ ثلاثَةٍ) إِلى ثُلاثَ وَمَثْلَثَ، وَهُوَ صِفَةٌ؛ لأَنَّك تقُول: مَرَرْتُ بقومٍ مَثْنَى وثُلاَثَ، وَهَذَا قولُ سِيبَوَيْهٍ.
وَقَالَ غيرُه: إِنّمَا لَمْ يُصْرَفْ لِتَكعرُّرِ العَدْلِ فِيهِ: فِي اللَّفْظِ، والمعنَى لأَنَّهُ عُدِلَ عَن لفظِ اثْنَينِ إِلى لفظِ مَثْنَى وثُنَاءَ، وَعَن معنى اثْنَيْنِ إِلى معنَى اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ إِذا قُلْتَ: جاءَتِ الخيلُ مَثْنَى، فالمَعْنَى: اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، أَي جَاءُوا مُزْدَوِجين، وَكَذَلِكَ جميعُ معدولِ العَدَدِ، فإِنْ صَغَّرْتَه صَرَفْتَه، فقلتَ: أُحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ؛ لأَنَّه مثل حُمَيِّر، فَخرج إِلى مِثَالِ مَا يَنْصَرِف، وَلَيْسَ كذالك أَحْمَدُ وأَحْسَنُ؛ لأَنَّه لَا يَخْرُجُ بالتَّصْغِير عَن وزْنه الفِعْل؛ لأَنَّهم قد قَالُوا فِي التَّعَجّب: مَا أُمَيْلِحَ زَيْداً، وَمَا أُحَيْسِنَهُ.
وَفِي الحَدِيث: (لاكن اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ وسَمُّوا الله تَعالَى) يُقَال: فعلت الشيءَ مَثْنَى وثُلاثَ ورُبَاعَ، غيرَ مصروفاتٍ، إِذا فَعْلَتَه مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ، وثَلاثاً ثَلاثاً، وأَربعاً أَرْبَعاً.
(وثَلَثْتُ القَوْمَ) أَثْلُثُهُم ثَلْثاً، (كنَصَرَ: أَخَذْتُ ثُلُثَ أَمْوَالِهِم) ، وكذالك جَمِيع الكُسور إِلى العُشْر.
(و) ثَلَثْتُ (، كَضَرَبَ) أَثْلِثُ ثَلْثاً (: كُنْتُ ثَالِثَهُم، أَو كَمَّلْتُهم ثَلاثَةً، أَو ثَلاثِينَ، بِنَفْسِي) .
قَالَ شيخُنا: (أَو) هُنَا بِمَعْنى الْوَاو، أَو للتَّفْصِيل والتّخْيِير، وَلَا يَصحّ كونُهَا لتَنْويعِ الخِلاف. انْتهى.
قَالَ ابْن مَنْظُور: وَكَذَلِكَ إِلى العَشَرَة، إِلاّ أَنّك تَفْتَح: أَرْبْعُهُم وأَسْبَعُهُم وأَتْسَعُهُم فِيهَا جَمِيعًا؛ لِمَكَانه العَيْن.
وتقولُ: كَانُوا تِسْعَةً وعِشرِينَ فَثَلَثْتُهم، أَي صِرْتُ بهم تَمَامَ ثلاَثِينَ وَكَانُوا تِسعَةً وثَلاثِين فَرَبَعْتُهم، مثل لفظ الثّلاثةِ والأَرْبَعَة، كَذَلِك إِلى المائةِ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ قولَ الشَّاعِر فِي ثَلَثَهُم إِذا صارَ ثالِثَهُم، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ لعَبْدِ الله بنِ الزَّبِيرِ الأَسَدِيّ يهجو طَيّئاً:
فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ وإِنْ يَكُ خَامِسٌ
يَكنْ سَادِسٌ حتّى يِبِيرَكُمُ القَتْلُ
أَرادَ بقَوْله: تَثْلِثُوا، أَي تَقْتُلوا ثالِثاً. وبعدَه:
وإِنْ تَسْبَعُوا نَثْمِن وإِن يَكُ تَاسِعٌ
يَكُنْ عاشِرٌ حتّى يَكُونَ لنا الفَضْلُ
يَقُول: إِن صِرْتُم ثَلاثَةً صِرْنا أَرْبَعَةً، وإِن صِرْتُم أَربعةً صِرْنا خَمْسَة، فَلَا نَبْرَحُ نَزيدُ عَلَيْكُم أَبداً.
(و) يقالُ: (رَماهُ الله بثَالِثَةِ الأَثَافِي) ، وَهِي الدّاهِيَةُ العَظِيمَةُ، والأَمْرُ العَظِيم، وأَصلُهَا أَنّ الرّجُلَ إِذَا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْنِ لِقِدْرِهِ، وَلم يَجدِ الثَّالِثَةَ جَعلَ رُكْنَ الجَبَل ثَالِثَةَ الأُثْفِيَّتَيْنِ.
و (ثالِثَةُ الأَثافِي: الحَيْدُ النَّارِدُ من الجَبَلِ يُجْمَعُ إِليهِ صَخْرَتَانِ، فَيُنْصَبُ عَلَيْها القِدْرُ) .
(وأَثْلَثُوا: صارُوا ثَلاثَةً) ، عَن ثَعْلَب، وكانُوا ثَلاثَةً فأَرْبَعُوا، كَذَلِك إِلى العَشَرة.
وَفِي اللِّسَان: وأَثْلَثُوا: صارُوا ثَلاثِين، كلُّ ذَلِك عَن لفظِ الثَّلاثة، وَكَذَلِكَ جميعُ العُقُودِ إِلى المِائَة، تصريفُ فِعْلِهَا كتَصْرِيفِ الآحادِ.
(والثَّلُوثُ) من النُّوق (: ناقَةٌ تَمْلأُ ثَلاثَةَ أَوَانٍ) ، وَفِي اللِّسَان: ثَلاثَة أَقْدَاحٍ (إِذا حُلِبَتْ) ، وَلَا يَكُون أَكْثَرَ من ذالك، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ؛ يَعْنِي لَا يكونُ المَلْءُ أَكثَرَ من ثَلاثَةِ.
(و) هِيَ أَيضاً: (ناقَةٌ تَيْبَسُ ثَلاثَةٌ من أَخْلافِها) وَذَلِكَ أَن تُكْوَى بِنارٍ حتّى يَنْقَطِع، ويكُونَ وَسْماً لَهَا، هاذه عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. (أَو) هِيَ الَّتِي (صُرِمع خِلْفٌ من أَخْلافها، أَو) بِمَعْنى الْوَاو، وَلَيْسَت لتَنْوِيع الخِلاف، فإِنّها مَعَ مَا قبلهَا عبارةٌ واحدةٌ، (تُحْلَبُ من ثلاثَةِ أَخْلافٍ) ، وَعبارَة اللِّسَان: وَيُقَال للنّاقَةِ الَّتِي صُرِمع خِلْفٌ من أَخْلافِها، وتُحْلَبُ من ثَلاثَة أَخْلاف: ثَلُوثٌ أَيضاً، وَقَالَ أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِيّ:
أَلاَ قولاَ لِعَبْدِ الجَهْل إِنّ ال
صَّحيحَةَ لَا تُحَالِبُها الثَّلُوثُ
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الصَّحِيحَةُ: الَّتِي لَهَا أَرْبَعَةُ أَخْلافٍ، والثَّلُوثُ: الَّتِي لَهَا ثلاثةُ أَخْلافٍ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: نَاقةٌ ثَلُوثٌ إِذا أَصابَ أَحَدَ أَخْلافِها شيءٌ فَيَبِسَ وأَنشدَ قولَ الهُذَليّ أَيضاً.
وكذالك أَيضاً ثَلَّثَ بِنَاقَتِه، إِذا صَرَّ مِنْهَا ثَلاثَةَ أَخْلاف، فإِن صَرَّ خِلْفَيْنِ قيل: شَطَّرع بِها، فإِن صَرَّ خِلْفاً واحِداً قيل: خَلَّفَ بهَا، فإِن صَرَّ أَخْلافَها جُمَعَ قيل: أَجْمَعَ بِنَاقَتِه وأَكْمَشَ.

وَفِي التَّهْذِيب: النَّاقَةُ إِذَا يَبِسَ ثَلاَثةُ أَخْلافٍ منْهَا، فَهِيَ ثَلُوثٌ. ونَاقَةٌ مُثَلَّثَةٌ: لَهَا ثلاثَةُ أَخْلافٍ، قَالَ الشَّاعِر:
فتَقْنَعُ بالقَلِيلِ تَرَاهُ غُنْماً
ويَكْفِيك المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ
(والمَثْلُوثَةُ: مَزَادَةٌ) من ثَلاثةِ آدِمَةٍ، وَفِي الصّحاح: (من ثَلاَثَةِ جُلُودٍ) .
(والمَثْلُوثُ: مَا أُخِذَ ثُلُثُه) ، وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوكٌ.
وقِيل: المَثْلُوثُ: مَا أُخِذَ ثُلُثُه، والمَنْهُوكُ: مَا أُخِذَ ثُلُثاهُ، وَهُوَ رَأْيُ العَرُوضِيِّينَ فِي الرَّجَزِ والمُنْسَرِح.
والمَثْلُوثُ من الشِّعْرِ: الَّذِي ذَهَبَ جُزآنِ من سِتَّةِ أَجزائِه.
(و) المَثْلُوثُ (: حَبْلٌ ذُو ثَلاثِ قُوًى) ، وكذالك فِي جَمِيع مَا بَيْنَ الثّلاثَةِ إِلى العَشَرَة، إِلاّ الثَّمَانِيةَ والعشرةَ.
وَعَن اللَّيْث: المَثْلُوثُ من الحبال: مَا فُتِلَ على ثَلاث قُوًى، وكذالك مَا ينْسَج أَو يُضْفَرُ.
(والمُثَلَّثُ) ؛ كمُعَظَّمٍ (: شَرابٌ طُبِخَ حتّى ذَهَبَ ثُلُثاه) ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث.
(و) أَرْضٌ مُثَلَّثَةٌ: لَهَا ثَلاثةُ أَطرافٍ، فمِنْهَا المُثَلَّثُ الحَادُّ، وَمِنْهَا المُثَلَّثُ القائِم.
و (شَيْءٌ) مُثَلَّثٌ: (ذُو ثَلاَثَةِ أَرْكَان) قَالَه الجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ غيرُه: شَيْءٌ مُثَلَّثٌ: مَوْضُوعٌ على ثَلاثِ طاقَاتٍ، وكذالك فِي جَمِيع العَدَدِ مَا بَين الثّلاثَة إِلى العَشَرة.
وقالَ اللَّيْثُ: المُثَلَّثُ: مَا كَانَ من الأَشْيَاءِ على ثَلاثَةِ أَثْنَاءِ.
(ويَثْلَثُ، كيَضْرِبُ أَو يَمْنَع، وتَثْلِيثُ، وثَلاثٌ، كسَحَاب، وثُلاثَانُ بالضَّمّ: مواضعُ) ، الأَخيرُ قيلَ: ماءٌ لبَنِي أَسَدٍ. قَالَ امرُؤُ القَيْس:
قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ
وبينَ تِلاعِ يَثْلِثَ فالعَرِيضِ وَقَالَ الأَعشى:
كَخَذُولٍ تَرْعَى النَّواصِفَ من تَثْ
لِيثَ قَفْراً خَلاَ لَهَا الأَسْلاقُ
وَفِي شرحِ شيخِنَا، قَالَ الأَعْشَى:
وجَاشَتِ النَّفْسُ لمَّا جَاءَ جَمْعُهُمُ
ورَاكِبٌ جَاءً من تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ
وَقَالَ آخر:
أَلاَ حَبَّذا وادِي ثُلاَثَانَ إِنَّنِي
وَجَدْتُ بِهِ طَعْمع الحَيَاةِ يَطِيبُ
(والثَّلِثَانُ، كالظَّرِبَانِ) ، نقل شَيخنَا عَن ابْن جِنِّى فِي الْمُحْتَسب، أَنَّ هاذا من الأَلْفَاظِ الَّتِي جاءَت على فَعِلانَ بِفَتْح الفاءِ وكَسْرِ العَيْنِ وَهِي: ثَلثَانُ، وبَدِلانُ، وشَقِرَانُ، وقَطِرَانُ، لَا خامِسَ لَهَا، (ويَحَرَّكُ) : شَجعرةُ (عِنَب الثَّعْلبِ) ، قَالَ أَبو حنيفَةَ: أَخبرنِي بذالك بعضُ الأَعْرَاب، قَالَ: وَهُوَ الرَّبْرَقُ أَيضاً، وَهُوَ ثُعَالَةُ، وقولُه: ويُحَرَّك، الصَّواب ويُفْتَح، كَمَا ضَبَطَه الصّاغانيّ.
(و) من الْمجَاز: الْتَقَتْ عُرَى ذِي ثَلاثها.
(ذُو ثُلاث. بالضَّمِّ) هُوَ (وَضِينُ البَعِيرِ) . قَالَ الطِّرِمّاح:
وَقد ضُمِّرَتْ حَتَّى بَدا ذُو ثَلاثِها
إِلى أَبْهَرَىْ دَرْمَاءَ شَعْبِ السَّنَاسِنِ
ويُقَال: ذُو ثُلاثِها: بَطْنُها، والجِلْدَتَانِ العُلْيَا، والجِلْدَةُ الَّتِي تُقْشَر بَعْدَ السَّلْخِ.
وَفِي الأَسَاس: وروى (حَتَّى ارْتَقَى ذُو ثَلاثِها) أَي وَلَدُها، والثَّلاثُ: السَّابِياءُ، والرَّحِم، والسَّلَى، أَي صَعِدَ إِلى الظَّهْرِ.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: (يَومُ الثَّلاثَاء) وَهُوَ (بالمَدِّ، ويُضَمُّ) كَانَ حَقُّه الثّالث، ولاكنه صِيغَ لَهُ هاذا البِناءُ، ليَتَفَرَّدَ بِهِ، كَمَا فُعِل ذَلِك بالدَّبَرَانِ، وحُكِيَ عَن ثَعْلَب: مَضت الثَّلاثَاءُ بِمَا فِيها، فَاينَّثَ، وَكَانَ أَبُو الجَرَّاحِ يَقُول: مَضَت الثَّلاثَاءُ بِمَا فِيهِنَّ، يُخْرِجُهَا مُخْرَج العَدَد، والجَمْع: ثَلاثَاوَاتٌ وأَثَالِثُ. حَكَى الأَخِيرَةَ المُطَرِّزِيُّ عَن ثَعْلَب.
وَحكى ثعلبٌ عَن ابْن الأَعرابيّ: لاَ تَكُنْ ثَلاَثاوِيًّا، أَي مِمّن يَصُوم الثَّلاثَاءَ وَحْدَه.
وَفِي التَّهْذِيب: والثَّلاثَاءٌ لمّا جُعِل اسْماً جُعِلَت الهَاءُ الَّتِي كَانَت فِي العَدد مَدّةً، فَرْقاً بَين الحَالَيْنِ، كذالك الأَرْبِعَاءُ من الأَرْبَعَة، فَهَذِهِ الأَسمَاءُ جُعلت بالمَدّ تَوْكِيداً لِلاسمِ، كَمَا قَالُوا: حَسَنَةٌ وحَسْنَاءُ، وقَصَبَةٌ وقَصْبَاءُ، حيثُ أَلْزَمُوا النَّعْتَ إِلزامَ الاسمِ، وَكَذَلِكَ الشَّجْراءُ والطَّرْفَاءُ، والواحِدُ من كلّ ذالك بوزْن فَعَلَة.
(وَثَلَّثَ البُسْرُ تَثْلِيثاً: أَرْطَبَ ثُلُثُه) وَهُوَ مُثَلِّثُ. (و) قَالَ ابنُ سيدَه ثَلَّثَ (الفَرَسُ: جاءَ بَعْدَ المُصَلِّي) ، ثُمَّ رَبَّع، ثمّ خَمَّسَ. وَقَالَ عَلِيُّ رَضِي الله عَنهُ (سَبَقَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وثَنَّى أَبُو بكرٍ، وثَلَّثَ عُمَرُ، وخَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ، فَمَا شَاءَ الله) .
قَالَ أَبو عُبَيْد: وَلم أَسمَعْ فِي سَوَابِقِ الخَيْلِ مِمّن يوثَق بِعِلمِه اسْماً لشيْءٍ مِنْهَا إِلاّ الثّانَي، والعَاشِرَ، فإِنّ الثَّانيَ اسمُه المُصَلِّي، والعَاشرَ السُّكَيْتُ، وَمَا سَوِي ذَيْنك إِنما يُقَال: الثّالِثُ والرَّابع، وَكَذَلِكَ إِلى التّاسع.
وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: أَسماءُ السُّبَّقِ من الخَيْلِ: المُجعلِّي، والمُصَلِّي، والمُسَلِّي، والتَّالِي، والحَظِيُّ، والمُؤَمِّلُ، والمُرْتَاحُ، والعَاطِفُ، واللَّطِيمُ، والسّكَيْتُ. قالَ أَبو مَنْصُور: وَلم أَحْفَظْهَا عَن ثِقَةٍ، وَقد ذكرهَا ابنُ الأَنْبَارِيّ، وَلم يَنْسُبْهَا إِلى أَحَدٍ، فَلَا أَدْرهي أَحفِظَهَا لِثِقَةٍ أَمْ لَا.
(و) فِي حَدِيثِ كَعْبٍ أَنه قالَ لعُمر: أَنْبِئني مَا (المُثَلِّثُ) ؟ حِين قَالَ لَهُ: (شَرُّ النَّاسِ المُثَلِّثُ) . أَي كمُحَدّثٍ (ويُخَفَّفُ) قَالَ شَمرٌ: هَكَذَا رَوَاهُ لنا البَكحرَاوِيّ عَن عَوَانَةَ بالتَّخْفِيفِ وإِعْرَابُه بالتَّشْديد. مُثَلِّثٌ من تَثْلِيثِ الشَّيْء فَقَالَ عُمر: المُثَلِّث لَا أَبَالك، هُوَ (السَّاعِي بأَخيه عندَ) وَفِي نُسْخَة إِلى (السُّلْطَان، لأَنّه يُهْلِكُ ثلاثَةً: نَفْسَه وأَخاه والسُّلْطَانَ) وَفِي نُسخَةٍ: وإِمَامَهُ، أَي بالسَّعْيِ فِيهِ إِليه. والرّواية: هُوَ الرَّجُلُ يَمْحَلُ بأَخِيه إِلى إِمَامه، فيبْدَأُ بنَفْسه فيُعْنِتُهَا، ثمّ بأَخِيهِ ثمَّ بإِمامهِ، فذَلِك المُثَلِّثُ، وَهُوَ شَرُّ النَّاسِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الثَّلاثَةُ من العَدَدِ: فِي عَدَدِ المذَكَّرِ معروفٌ، والمُؤَنَّثُ ثَلاثٌ.
وَعَن ابْن السِّكِّيت: يُقَال: هُوَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ، مضافٌ إِلى العَشَرَة، وَلَا ينَوَّن، فإِن اخْتَلَفَا: فإِن شِئتَ نَوَّنْتَ، وإِن شِئْتَ أَضَفْتَ، قلت: هُوَ رابِعٌ ثَلاثةٍ، ورَابِعٌ ثَلاثَةً، كَمَا تَقول: ضارِبُ زَيْدٍ، وضَارِبٌ زَيْداً؛ لأَن مَعْنَاهُ الوُقُوع، أَي كَمَّلَهُم بنَفْسِه أَرْبَعَةً.
وإِذَا اتَّفقَا، فالإِضافَةُ لَا غَيْرُ، لأَنه فِي مذهَبِ الأَسماءِ، لأَنك لم تُرِدْ معنَى الفِعْلِ، وإِنّمَا أَردْتَ هُوَ أَحدُ الثَّلاثَةِ، وبعضُ الثلاثةُ، وَهَذَا مَا لَا يكونُ إِلا مُضَافاً.
وَقد أَطَالَ الجوهَريّ فِي الصّحاح، وتَبِعَهُ ابنُ مَنْظُور، وغيرُه، ولابنِ بَرِّيّ هُنَا فِي حَوَاشِيه كلامٌ حَسَن.
قل بن سَيّده: وأَمّا قولُ الشّاعر:
يَفْدِيكِ يَا زُرْعَ أَبِي وخَالِي
قَدْ مَرَّ يومَانِ وهاذا الثَّالِي
وأَنتِ بالهِجْرَانِ لَا تُبَالِي
فإِنّه أَرادَ الثَّالِثَ، فأَبْدلَ الياءَ من الثَّاءِ.
وَفِي الحَدِيث: (دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثاً) أَي ثلاثٌ وثَلاثُونَ حِقَّةً، وثلاثٌ وثلاثُونَ جَذَعَةً، وأَربعٌ وثلاثُون ثَنِيَّةً.
والثُّلاَثَةُ بالضَّمّ: الثَّلاثةُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. وأَنشد:
فمَا حَلَبَتْ إِلاَّ الثُّلاثَةَ والثُّنَى
وَلَا قُيِّلَتْ إِلا قَرِيباً مَقَالُهَا
هَكَذَا أَنشدَه بِضَم الثّاءِ من الثَّلاثَة.
والثَّلاثُون مِنَ العَدَدِ ليْسَ على تَضْعِيفِ الثَّلاثَةِ، وَلَكِن على تَضْعِيفِ العَشَرَة، قالَهُ سيبويهِ.
والتَّثْلِيثُ: أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيَةً أُخْرَى بعد الثُّنْيَا.
والُّلاثِيّ: منسوبٌ إِلى الثَّلاثَة، على غيرِ قياسٍ.
وَفِي التَّهْذيب: الثُّلاثِيُّ: ينْسَب إِلى ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ، أَو كانَ طُولُه ثلاثَةَ أَذْرُعٍ: ثَوْبٌ ثُلاثِيّ ورُبَاعِيّ، وَكَذَلِكَ الغلامُ، يُقَال: غُلامٌ خُمَاسِيّ وَلَا يُقَال: سُدَاسِيّ؛ لأَنَّه إِذا تَمَّت لَهُ خَمْسٌ صَار رَجُلاً.
والحُرُوف الثُّلاثِيَّة: الَّتِي اجْتَمَع فِيهِ ثَلاَثَةُ أَحْرُفٍ. والمِثْلاثُ: من الثُّلُثِ، كالمِرْباعِ من الرُّبُع.
وأَثْلَثَ الكَرْمُ: فَضَلَ ثُلُثُه وأُكِلَ ثُلُثاه.
وإِناءٌ ثَلْثَانُ: بَلَغَ الكَيْلُ ثُلُثَه، وكذالك هُوَ فِي الشَّرَابِ وغيرِه.
وَعَن الفرَّاءِ: كِساءٌ مَثْلُوثٌ: مَنْسُوجٌ من صُوفٍ ووَبَرٍ وشَعَرٍ، وأَنشد:
مَدْرَعَةٌ كِسَاؤُهَا مَثْلُوثُ
وَفِي الأَساس: أَرْضٌ مَثْلُوثَةٌ: كُرِبَتْ ثَلاَثَ مَرّاتٍ، ومَثْنِيَّة: كُرِبَتْ مَرّتَيْنِ. و (قد) ثَنَيْتُهَا وثَلَثْتُها. وفُلان يَثْنِي وَلَا يَثْلِثُ، أَي يَعُدّ من الخُلفاءِ اثْنَيْن، وهما الشَّيْخَانِ، ويُبْطِلُ غيرَهُما. وفلانٌ يَثْلِثُ وَلَا يَرْبَعُ، أَي يَعُدُّ مِنْهُم ثَلاثَةً، ويُبْطِلُ الرّابِعَ.
وشَيْخٌ لَا يَثْنهي وَلَا يَثْلِثُ، أَي لَا يَقْدِرُ فِي المَرّةِ الثّانِيَةِ وَلَا الثَّالِثَةِ أَنْ يَنْهَضَ.
وَمن الْمجَاز: عَلَيْهِ ذُو ثَلاثٍ، أَي كِسَاءٌ عُمِلَ من صُوفِ ثَلاثغ من الغَنَمِ.
وتَثْنِيَةُ الثَّلاثاءِان، عَن الفَرّاءِ، ذهبَ إِلى تَذْكِير الِاسْم.
وثُلَّيْث مُصَغَّراً مُشَدَّداً مَوضِعٌ على طريقِ طَيِّىء إِلى الشّامِ.
(ثلث - نصف) : إناءٌ ثَلْثانُ: إلى الثُّلُثِ، كالنَّصْفان: إلى النِّصْفِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.