هزز: الهَزُّ: تحريك الشيء كما تَهُزُّ القَناةَ فتضطرب وتَهْتَزُّ،
وهَزَّه يَهُزُّه هَزّاً وهَزَّ به وهَزَّزَهُ. وفي التنزيل العزيز: وهُزِّي
إِليك بِجِذْعِ النخلة؛ أَي حَرِّكِي. والعرب تقول: هَزَّه وهَزَّ به
إِذا حركه؛ ومثله: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخطام وتَعلَّق زيداً وتَعَلَّق
بزيد؛ قال ابن سيده: وإِنما عَدَّاه بالباء لأَنَّ في هُزِّي معنى جُرِّي؛
وقال المتنخل الهُذَليُّ:
قد حال بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ
مِسْعٌ، لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ
مؤَوِّبة: ريح تأْتي ليلاً، وقد اهْتَزَّ؛ ويستعار فيقال: هَزَزْتُ
فلاناً لخير فاهْتَزَّ، وهَزَزْتُ الشيءَ هَزّاً فاهْتَزَّ أَي حركته فتحرك؛
قال:
كَرِيمٌ هُزَّ فاهْتَزّ،
كذاك السَّيِّدُ النَّزّ
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: اهْتَزَّ العرشُ لموت معاذ؛ قال
ابن شميل: اهْتَزَّ العرشُ أَي فَرِحَ؛ ؤأَنشد:
كريم هُزَّ فاهْتَزّ
وقال بعضهم: أُريد بالعرش ههنا السرير الذي حمل عليه سعد بن معاذ حين
نقل إِلى قبره، وقيل: هو عرش الله ارتاح واستبشر لكرامته على ربه أَي لروح
سعد بن معاذ حين رفع إِلى السماء، والله أَعلم بما أَراد. قال ابن
الأَثير: الهَزُّ في الأَصل الحركة، واهْتَزَّ إِذا تحرك، فاستعمله على معنى
الارتياح، أَي ارتاح لصعوده حين صُعِدَ به واستبشر لكرامته على ربه. وكل من
خَفَّ لأَمر وارتاح له، فقد اهتز له؛ وقيل: أَراد فَرِحَ أَهلُ العرش
بموته. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فانطلقنا بالسِّقْطَينِ نَهُزُّ أَي
نُسْرِعُ السَّيْرَ بهما، ويروى: نَهِزُ من الوَهْزِ، وهو مذكور في موضعه.
وأَخَذَتْهُ لذلك الأَمر هِزَّة أَي أَرْيَحِيَّة وحركة. واهْتَزَّ
النبات: تَحَرَّك وطال. وهَزَّتْه الريح والرِّيُّ: حَرَّكاه وأَطالاه.
واهتَزَّت الأَرضُ: تحركت وأَنبتت. وفي التنزيل العزيز: فإِذا أَنزلنا عليها
الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ؛ اهتزت أَي تحركت عند وقوع النبات بها، ورَبَتْ
أَي انتفخت وعَلَتْ. وفي الحديث: إِني سمعت هَزِيزاً كَهزِيز الرَّحَى
أَي صوت دورانها. والهَزُّ والهَزِيزُ في السير: تحريك الإِبل في
خِفَّتِها. وقد هَزَّها السيرُ وهَزَّها الحادي هَزِيزاً فاهْتَزَّتْ هي إِذا
تحركت في سيرها بِحُدائِه. الأَصمعي: الهِزَّةُ من سير الإِبل أَن يَهْتَزَّ
المَوْكِبُ. قال النضر: يَهْتَزّ أَي يُسْرِع. ابن سيده: الهِزَّة أَن
يتحرك الموكِبُ وقد اهْتَزَّ؛ قال ابن قيس الرُّقَيَّاتِ:
أَلا هَزِئَتْ بِنا قُرَشِيْـ
ـيَةٌ يَهْتَزُّ مَوْكِبُها
واهْتِزازُ الموكب أَيضاً
(* قوله« واهتزاز الموكب أيضا إلخ» عبارة
الجوهري: والهزة، بالكسر، النشاط والارتياح وصوت غليان القدر واهتزاز الموكب
أيضا إلخ) وخَلَبَتُهُم. وهَزِيزُ الريح: دَوِيُّها عند هَزِّها الشجرَ؛
يقال: الريح تُهَزِّزُ الشجر فَيَتَهَزَّزُ؛ وهَزْهَزَهُ أَي حركه
فَتَهَزْهَزَ. وهَزِيزُ الريح: صوتُ حَرَكَتِها؛ قال امرؤُ القيس:
إِذا ما جَرَى شَأْوَيْنِ وابْتَلَّ عِطْفُه،
تقولُ: هَزِيزُ الريحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ
وهِزَّانُ بن يَقْدُمَ: بطنٌ، فِعْلانٌ من الهِزَّة؛ قال الشاعر
(* قوله
« قال الشاعر» هو الأعشى يخاطب امرأة، وصدره:
« وقد كان في شبان قومك منكح») :
وفِتْيان هِزَّانَ الطِّوالُ الغَرانِقَهْ
وقيل: هِزَّانُ قبيلة معروفة، وقيل: هِزَّان قبيلة من العرب.
وهَزْهَزَ الشيءَ: كَهزَّه. والهَزْهَزَةُ: تحريك الرأْس. والهَزْهَزةُ:
تحريك البلايا والحروب للناس. والهَزاهِزُ: الفتن يَهْتَزُّ فيها الناس.
وسيف هَزْهازٌ وسيف هُزَهِزٌ وهُزاهِزٌ: صافٍ. وماء هُزْهُزٌ وهُزاهِزٌ
وهَزْهازٌ: يَهْتَزُّ من صفائه. وعَيْنٌ هُزْهُزٌ: كذلك. وماء هُزَهِزٌ
في اهْتِزازِه إِذا جَرى، ونَهْرٌ هُزْهُزٌ، بالضم؛ وأَنشد الأَصمعي:
إِذا اسْتَراثَتْ ساقياً مُسْتَوْفِزا
بَجَّتْ من البَطْحاءِ نَهْراً هُزْهُزا
قال ثعلب: قال أَبو العالية: قلت للغَنَويِّ ما كان لك بنَجْدٍفقال:
ساحاتٌ فِيحٌ وعَيْنٌ هُزْهُزٌ واسعةُ مُرْتَكَضِ المَجَمِّ، قلت: فما
أَخرجك عنهافقال: إِن بني عامر جعلوني على حِنْدِيرَةِ أَعينهم يريدون أَن
يَخْتَفُوا دَمِيَهْ؛ مَرتكض: مُضْطَرَب. والمَجَمُّ: موضع جُموم الماء أَي
توفُّره واجتماعه. وقوله: أَن يختفوا دميه أَي يقتلوني ولا يُعْلَم بي.
وبعير هُزاهِزٌ: شديد الصوت؛ وقال الباهلي في قول الراجز:
فَوَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِ الهَزْهازْ،
تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجازْ
أَراد أَن هذه الإِبل وردت ماءً هَزْهازاً كالسيف اليماني في صفائه.
أَبو عمرو: بئر هُزْهُزٌ بعيدة القَعر؛ وأَنشد:
وفَتَحَتْ للعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزا
وقول أَبي وَجْزَةَ:
والماءُ لا قَسْمٌ ولا أَقْلادُ،
هُزاهِزٌ أَرْجاؤُها أَجْلادُ،
لا هُنَّ أَمْلاحٌ ولا ثِمادُ
قيل: ماء هَزْهازٌ إِذا كان كثيراً يَتَهَزْهَزُ، واهْتَزَّ الكوكبُ يف
انْقِضاضِه، وكوكب هازٌّ. والهِزَّةُ، بالكسر: النَّشاط والارتياح وصوت
غليان القِدْرِ. ويقال: تَهَزْهَزَ إِليه قلبي أَي ارتاح وهَشَّ؛ قال
الراعي:
إِذا فاطَنَتْنا في الحديث تَهَزْهَزَتْ
إِليها قلوبٌ، دُونَهُنَّ الجَوانِحُ
والهَزائِزُ: الشدائد؛ حكاها ثعلب قال: ولا واحد لها.