غتت: غَتَّ الضَّحِكَ يَغُتُّه غَتًّا: وَضَع يدَه أَو ثوبه على فيه،
ليُخْفِيَهُ. وغَتَّ في الماء يَغُتُّ غَتّاً: وهو ما بين النَّفَسين من
الشُّرْب، والإِناءُ على فيه. أَبو زيد: غَتَّ الشاربُ يَغُتُّ غَتّاً، وهو
أَن يَتَنَفَّسَ من الشَّراب، والإِناءُ على فيه؛ وأَنشد بيت الهذلي:
شَدَّ الضُّحَى، فغَتَتْنَ غَيْرَ بَواضِعٍ،
غَتَّ الغَطَاطِ مَعاً على إِعْجالِ
أَي شَرِبْنَ أَنْفاساً غير بَواضِعٍ أَي غَيْرَ رِواءٍ. وفي حديث
المَبْعَثِ: فأَخَذَني جبريلُ فغَتَّني؛ الغَتُّ والغَطُّ سواء، كأَنه أَراد
عَصَرني عَصْراً شديداً حتى وَجَدْتُ منه المَشَقَّةَ، كما يَجِدُ من
يُغْمَسُ في الماء قَهْراً. وغَتَّهُ خَنِقاً يَغُتُّه غَتّاً: عَصَر حَلْقَه
نفَساً، أَو نَفَسين، أَو أَكثر من ذلك. وغَتَّه في الماءِ يَغُتُّه
غَتّاً: غَطَّه، وكذلك إِذا أَكرهه على الشيء حتى يَكْرُبَه. ويقال: غَتَّه
الكلامَ غَتّاً إِذا بَكَّتَه تَبْكيتاً. وفي حديث الدُّعاء: يا مَنْ لا
يَغُتُّه دعاءُ الداعِينَ أَي يَغْلِبُه ويَقْهَرُه. وفي حديث ثَوْبانَ
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أَنا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي،
أَذُودُ الناس عنه لأَهل اليَمن أَي لأَذُودَهم بعَصايَ حتى يَرْفَضُّوا
عنه، وإِنه ليَغُتُّ فيه ميزابانِ من الجنة: أَحدُهما من وَرِقٍ، والآخرُ من
ذهبٍ، طولُه ما بين مُقامِي إِلى عُمانَ؛ قال الليث: الغَتُّ
كالغَطِّ.وروي في حديث ثوبان أَيضاً عن النبي، صلى الله عليه وسلم: في الحَوْض
يَغُتُّ فيه ميزابانِ، مِدادُهما من الجنة؛ قال الأَزهري: هكذا سمعته من محمد
بن إِسحق يَغُتُّ، بضم الغين، قال: ومعنى يَغُتُّ، يَجْري جَرْياً له
صَوْتٌ وخَريرٌ؛ وقيل: يَغُطُّ؛ قال: ولا أَدري ممن حَفِظَ هذا التفسير.
قال الأَزهري: ولو كان كما قال، لقيل يَغُتُّ ويَغِطُّ، بكسر الغين، ومعنى
يَغُتُّ يُتابعُ الدَّفْقَ في الحوض لا يَنْقَطِعُ،مأْخوذ من غَتَّ
الشاربُ الماءَ جَرْعاً بعد جَرْع، ونَفَساً بعد نَفَس، من غير إِبانةِ
الإِناء عن فيه؛ قال: فقوله يَغُتُّ فيه مِيزابانِ أَي يَدْفُقانِ فيه الماءَ
دَفْقاً مُتتابعاً دائماً، مِن غير أَن يَنْقَطِعَ، كما يَغُتُّ الشاربُ
الماءَ، ويَغُتُّ مُتَعَدٍّ ههنا، لأَن المُضاعف إِذا جاء على فَعَلَ
يَفْعُل، فهو متعدّ، وإِذا جاء على فَعَلَ يَفْعِلُ، فهو لازم، إِلا ما شَذَّ
عنه؛ قال ذلك الفراء وغيره. وقال شمر: غُتَّ، فهو مَغْتُوتٌ؛ وغُمَّ،
فهو مَغْمومٌ، قال رؤْبة يذكر يونس والحُوتَ:
وجَوْشَنُ الحُوتِ له مَبيتُ،
يُدْفَع عنه جوفُه المَسْحُوتُ
كِلاهُما مُغْتَمِسٌ مَغْتُوتُ،
والليلُ فَوْقَ الماء مُسْتَمِيتُ
(* قوله «المسحوت» أَي الذي لا يشبع، وقوله مستميت أَي خاشع خاضع.)
قال: والمَغْتُوت المَغْموم.
وغَتَّ الدابةَ طَلَقاً أَو طَلَقَيْن يَغُتُّها: رَكَضَها، وجَهَدَها،
وأَتْعَبها. وغَتَّهم اللهُ بالعذاب غَتّاً كذلك. وغَتَّ القَوْلَ
بالقَوْل، والشُّربَ بالشُّرْب، يَغُّتُّه غَتّاً: أَتْبَعَ بَعْضَه بعضاً.
وغَتَّه بالأَمْر: كَدَّه. وفي الحديث: يَغُتُّهم اللهُ في العذاب أَي
يَغْمِسُهم فيه غَمْساً مُتَتابعاً. قال: والغَتُّ أَن تُتْبِعَ القولَ
القَوْلَ، أَو الشُّرْبَ الشُّرْبَ؛ وأَنشد:
فغَتَتْنَ غير بَواضِعٍ أَنفاسَها،
غَتَّ الغَطاطِ مَعاً على إِعْجالِ
وفي حديث أُم زَرْعٍ في بعض الروايات: ولا تُغَتِّتْ طَعامَنا
تَغْتيتاً؛ قال أَبو بكر أَي لا تُفْسده. يقال: غَتَّ الطعامُ يَغُّتُّ،
وأَغْتَتُّه أَنا، وغَتَّ الكلامُ: فَسَدَ؛ قال قَبْسُ بن الخَطيم:
ولا يَغُتُّ الحديثُ إِذْ نَطَقَتْ،
وهو، بفِيها، ذو لَذَّةٍ طَرَبُ