زَهْدَم اذن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَائِشَة رَحمهَا الله لقد رَأَيْتنَا وَمَا لنا طَعَام إِلَّا الأسودان: التَّمْر وَالْمَاء قَالَ: حدّثنَاهُ يزِيد عَن مُحَمَّد بْن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة. قَالَ الْأَصْمَعِي والأحمر وَابْن الْكَلْبِيّ وعدة من أهل الْعلم ذكر كل سود وَاحِد مِنْهُم بعض هَذَا الْكَلَام دون بعض: قَوْلهَا: الأسودان وَإِنَّمَا السوَاد للتمر خَاصَّة دون المَاء فنعتتهما جَمِيعًا بنعت أَحدهمَا وَكَذَلِكَ تفعل الْعَرَب فِي الشَّيْئَيْنِ يكون أَحدهمَا مضموما مَعَ الآخر كالرجلين يكونَانِ صديقين لَا يفترقان أَو أَخَوَيْنِ وَغير ذَلِك من الْأَشْيَاء فَإِنَّهُم يسمونهما جَمِيعًا باسم الْأَشْهر مِنْهُمَا وَلِهَذَا قَالَ النَّاس: سنة العمرين وَإِنَّمَا هما أَبُو بكر وَعمر قَالَ: وأنشدني الْأَصْمَعِي وَابْن الْكَلْبِيّ جَمِيعًا فِي مثل هَذَا لقيس بن زُهَيْر بن جذيمة يُعَاتب زهدما وقيسا ابْني جُزْء: (الوافر)
جزاني الزهدمان جَزَاء سوء ... وَكنت الْمَرْء يُجْزَي بالكرامةْ
فَقَالَ: الزهدمان وَإِنَّمَا هما زَهْدَم وَقيس وأنشدني الْأَصْمَعِي لشاعر آخر يُعَاتب أَخَوَيْنِ يُقَال لأَحَدهمَا الحُرّ وَالْآخر أبيّ فَقَالَ:
(الوافر)
أَلا من مُبْلِغُ الحُرَّين عَنِّي ... مُغَلْغَلةً وخَصّ بهَا أُبيّا
فقد بَين لَك أَن أَحدهمَا أبي وَقد سماهما الحُرَّين وأبْيَنُ من هَذَا كُله قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {كَمَا أَخْرَجَ أبَوَيْكُمْ مِّنَ الْجنَّة} وَإِنَّمَا هما أَب وَأم وَقَالَ: {وَلأَبَوَيْهِ لِكُلَّ وَاحِدٍ مّنُهُمَا السُّدُسُ} فَكثر هَذَا فِي كَلَامهم حَتَّى قَالُوا فِي الْأَرْضين وَغَيرهَا وأنشدني الْأَحْمَر:
(الرجز)
نَحن سبينَا أمّكم مقربا ... حِين صبحنا الحيرتين المنّونْ
يُرِيد الْحيرَة والكوفة وَمِنْه قَول سلمَان: أحيوا مَا بَين العشاءين وَإِنَّمَا هما الْمغرب وَالْعشَاء وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: بَين كل أذانين صَلَاة لمن شَاءَ وَإِنَّمَا هُوَ الْأَذَان وَالْإِقَامَة وَمِنْه: البيّعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَفْتَرقا وَإِنَّمَا هُوَ البايع وَالْمُشْتَرِي. فَكل هَذَا حجَّة لمن قَالَ إِن العمرَين أَبُو بكر وَعمر رحمهمَا الله وَلَيْسَ قَول من يَقُول: إنَّهُمَا عمر بن الْخطاب وَعمر بن عبد الْعَزِيز بِشَيْء إِنَّمَا هَذَا من قلَّة الْمعرفَة بالْكلَام وَإِنَّمَا قَالُوا: العمرين فِيمَا نرى وَلم يغلبوا أَبَا بكر وَهُوَ الْمُقدم على عمر لِأَنَّهُ أخفّ فِي اللَّفْظ من أَن يَقُولُوا: أَبُو بكرين وَأَصَح فِي الْمَعْنى وَإِنَّمَا شَأْن الْعَرَب مَا خفّ على ألسنتها من الْكَلَام وَقد حَدثنِي الفرّاء مَعَ هَذَا عَن معَاذ الهرّاء كَانَ يتبع الْهَرَوِيّ وَكَانَ ثِقَة قَالَ لقد قيل: سنة العمرين قبل خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز.
جزاني الزهدمان جَزَاء سوء ... وَكنت الْمَرْء يُجْزَي بالكرامةْ
فَقَالَ: الزهدمان وَإِنَّمَا هما زَهْدَم وَقيس وأنشدني الْأَصْمَعِي لشاعر آخر يُعَاتب أَخَوَيْنِ يُقَال لأَحَدهمَا الحُرّ وَالْآخر أبيّ فَقَالَ:
(الوافر)
أَلا من مُبْلِغُ الحُرَّين عَنِّي ... مُغَلْغَلةً وخَصّ بهَا أُبيّا
فقد بَين لَك أَن أَحدهمَا أبي وَقد سماهما الحُرَّين وأبْيَنُ من هَذَا كُله قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {كَمَا أَخْرَجَ أبَوَيْكُمْ مِّنَ الْجنَّة} وَإِنَّمَا هما أَب وَأم وَقَالَ: {وَلأَبَوَيْهِ لِكُلَّ وَاحِدٍ مّنُهُمَا السُّدُسُ} فَكثر هَذَا فِي كَلَامهم حَتَّى قَالُوا فِي الْأَرْضين وَغَيرهَا وأنشدني الْأَحْمَر:
(الرجز)
نَحن سبينَا أمّكم مقربا ... حِين صبحنا الحيرتين المنّونْ
يُرِيد الْحيرَة والكوفة وَمِنْه قَول سلمَان: أحيوا مَا بَين العشاءين وَإِنَّمَا هما الْمغرب وَالْعشَاء وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: بَين كل أذانين صَلَاة لمن شَاءَ وَإِنَّمَا هُوَ الْأَذَان وَالْإِقَامَة وَمِنْه: البيّعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَفْتَرقا وَإِنَّمَا هُوَ البايع وَالْمُشْتَرِي. فَكل هَذَا حجَّة لمن قَالَ إِن العمرَين أَبُو بكر وَعمر رحمهمَا الله وَلَيْسَ قَول من يَقُول: إنَّهُمَا عمر بن الْخطاب وَعمر بن عبد الْعَزِيز بِشَيْء إِنَّمَا هَذَا من قلَّة الْمعرفَة بالْكلَام وَإِنَّمَا قَالُوا: العمرين فِيمَا نرى وَلم يغلبوا أَبَا بكر وَهُوَ الْمُقدم على عمر لِأَنَّهُ أخفّ فِي اللَّفْظ من أَن يَقُولُوا: أَبُو بكرين وَأَصَح فِي الْمَعْنى وَإِنَّمَا شَأْن الْعَرَب مَا خفّ على ألسنتها من الْكَلَام وَقد حَدثنِي الفرّاء مَعَ هَذَا عَن معَاذ الهرّاء كَانَ يتبع الْهَرَوِيّ وَكَانَ ثِقَة قَالَ لقد قيل: سنة العمرين قبل خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز.