زرجن: الزَّرَجُون: الماء الصافي يَسْتَنقِع في الجبل، عربي صحيح.
والزَّرَجُون، بالتحريك: الكرْم؛ قال دُكَين بن رجاءٍ، وقيل هي لمنظور بن
حَبَّة:
كأَنَّ، باليُرَنَّإِ المَعْلولِ،
ماءَ دَوالي زَرَجُونٍ ميلِ.
قال الأَصمعي: هي فارسية معرّبة أَي لون الذهب، وقيل: هو صبغ أَحمر؛
قاله الجَرْميُّ، وقيل: الزَّرَجون قُضْبان الكرم، بلغة أَهل الطائف وأَهل
الغَوْر؛ قال الشاعر:
بُدِّلوا، من مَنابِتِ الشِّيحِ والإِذْ
خرِ، تِيناً ويانِعاً زَرَجُوناً
(* قوله «بدلوا من منابت إلخ» قال الصاغاني: يعني أنهم هاجروا إلى ريف
الشام).
وقال أَبو حنيفة: الزَّرَجُون القضيب يغرس من قضبان الكرم؛ وأَنشد:
إليك، أَميرَ المؤمنينَ، بَعَثْتُها
من الرَّمل تَنْوي مَنبتَ الزَّرَجونِ
يعني بمنبت الزَّرَجون الشأْم لأَنها أَكثر البلاد عنباً؛ كل ذلك عن
أَبي حنيفة. والزَّرَجون: الخمر. قال السيرافي: هو فارسي معرّب، شبه لونها
بلون الذهب لأَن زَرْ بالفارسية الذهب، وجُون اللَّون، وهم ما يعكسون
المضاف والمضاف إليه عن وضع العرب؛ قال ابن سيده وقول الشاعر:
هل تَعْرِفُ الدارَ لأُمِّ الخَزْرَجِ
منها، فَظَِلْتَ اليومَ كالمُزَرَّجِ
فإِنه أَراد الذي شَرِب الزَّرَجون، وهي الخمر، فاشتق من الزَرجون
فعلاً، وكان قياسه على هذا أَن يقول كالمُزَرْجَنِ، من حيث كانت النون في
زَرَجُون قياسها أَن تكون أَصلاً، لأَنها بإِزاء السين من قرَبوس، ولكن العرب
إذا اشتقت من الأَعجمي خلطت فيه. وذكر الأَزهري في ترجمة زرج قال:
الزَّرَجُون الخمر، ويقال: شجرتها. ابن شميل: الزَّرَجُون شجر العنب، كل شجرة
زَرَجونة؛ قال شمر: أُراها فارسية معرّبة ذردقون، قال: وليست بمعروفة في
أَسماء الخمر؛ غيره: زَرَكون
(* قوله «غيره زر كون» عبارة التهذيب: وقال
غيره. أي غير شمر، معربة زركون). فصيرت الكاف جيماً، يريدون لون الذهب.