ذرق: ذَرْقُ الطائرِ: خُرْؤُه. وذَرقَ الطائرُ يَذْرُق ويَذْرِقُ
ذَرْقاً، وأذْرَقَ: خَذَق بِسَلْحه وذَرَقَ، وقد يستعار في السبُع والثعلب؛
أنشد اللحياني:
إلا تِلكَ الثَّعالِبُ قد تَوَالَتْ
عَلَيَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا
لِتَأْكُلَني، فَمَرَّ لهُنَّ لَحْمي،
فأذْرَقَ من حِذاري أو أتاعا
واسم ذلك الشيء الذُّراق؛ عن أبي زيد. وقال حسان بن ثابت لما سأله عمر،
رضي الله عنه، عن هجاء الحطيئة للزِّبْرِقان بقوله:
دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها،
واقْعُدْ فإنَّك أنتَ الطَّاعِمُ الكاسي
ما هَجاه بل ذَرق عليه. والذَّرْقُ: ذَرْقُ الحُبارَى بسلحه، والخَذْقُ
أشدُّ من الذَّرْق. وفي نوادر الأَعراب: تَذَرَّقَتْ فلانة بالكُحل
وأذْرَقَتْ إذا اكْتحلت.
والذُّرَقُ: نبات كالفِسْقِسة تسميه الحاضرةُ الحَنْدَقُوقى. وقال أبو
عمرو: الذُّرَق الحندقوقى؛ غيره: واحدتها ذُرَقة، ويقال لها:
حَنْدَقَوْقَى وحِنْدَقَوْقَى وحِنْدَقُوقَى؛ قال أبو حنيفة: لها نُفَيْحة طيبة فيها
شَبه من الفَثِّ تطول في السماء كما ينبُت الفَثُّ، وهو ينبت في القِيعان
ومَناقِع الماء. وقال مُرّة: الذُّرَقُ نبات مثل الكُرّاث الجبليّ
الدِّقاق له في رأسه قَماعِل صغار فيها حبٌّ أغبر حُلو، يؤْكلُ رَطباً تُحبه
الرِّعاء ويأتون به أهليهم فإذا جفَّ لم تَعرِض له، وله نِصال صِغار لها
قشرة سوداء فإذا قُشرت قُشرت عن بياض، قال: وهي صادِقةُ الحَلاوة كثيرة
الماء يأكلها الناس؛ قال رؤبة:
حتى إذا ما هاجَ حِيرانُ الذُّرَقْ
وأهْيَجَ الخَلْصاء من ذاتِ البُرَقْ
(* قوله «الذرق» تقدم لنا هذا البيت في مادتي حجر وحير بلفظ الدرق بدال
مهملة مفتوحة وهو خطأ والصواب ما هنا).
وأذْرَقَت الأَرض: أنْبَتت الذُّرَق. وفي الحديث: قاع كثير الذُّرَق،
بضم الذال وفتح الراء، الحندقوق وهو نبت معروف. وحكى أبو زيد: لبن مُذَرَّق
أي مَذيق.