[دجل] فيه: إن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وعدتها
لعلي ولست "بدجال" أي لست بخداع ولا ملبس عليك أمرك، وأصل الدجل الخلط، دجل إذا لبس وموه. ومنه ح: يكون في آخر الزمان "دجالون" أي كذابون مموهون.: لا تقوم الساعة حتى تبعث "دجالون" أي يخرج خلاطون بين الحق والباطل يدعون النبوة لا الإلهية، قد وجد منهم كثير في الأعصار أهلكهم الله، وكذلك يفعل بمن بقى، والدجال الأعظم خارج عن هذا العدد، وهو يدعي الإلهية، وبه فارق الدجالين، وقريب بالرفع أي عددهم قريب. ط: ستكون في أخر الزمان "دجالون" كذابون يأتونكم من الأحاديث ما لم تسمعوا، أي جماعة مزورون يقولون: نحن علماء ومشايخ ندعوكم إلى الدين، وهم كاذبون فيه ويتحدثون بأكاذيب ويبتدعون أحكامًا باطلة واعتقادات فاسدة، فإياكم وإياهم، أي احذروهم، وقيل: أراد بها أحاديث موضوعة، وقيل: علم الكلام فإنه لم يتكلم به الصحابة والتابعون، واتفق السلف على النهي عن الخوض في الصفات وعلم الكلام، وزعم
الشافعي أن الشغل بالمنهيات سوى الشرك خير من الشغل بالكلام، وحكمه بوضع الجزية في أصحاب الكلام، لا يضلونكم مستأنفة أو خبر بمعنى النهي. وفي ح فضل سورة الكهف: عصم من "الدجال" أي الذي يخرج في أخر الزمان كما عصم أصحاب الكهف من ذلك الجبار، أو من كلل يلبس لما في هذه السورة من العجائب والآيات فمن تدبرها لم يفتتن. ومنه ذكر "الدجال" فقال: أنذركموه، ليس خوفه صلى الله عليه وسلم من قبل شبهة تلحق المؤمنين العارفين بالله وصفاته فإنهم لا يعتريهم شبهة بل لأن خروجه يكون في زمان شديد وعسر أحوال، ويستولي على مواشيهم وأموالهم فيمكن أن يتبعه أقوام بأبدانهم وألسنتهم ويكذبونه بقلوبهم ويحسبون أنه رخصة كما في غيره فيصرف الله قلوبهم ولم يقبل إيمانهم القلبي إذ لم يرخص في الدجال به كما جاز في غيره، قوله: سيدركه بعض من رأني، أي وصل إليه ولو بعد حين، أو سمع كلامي أي وصل إليه كلامي ولو بعد حين. ج: سمي الدجال مسيحًا لأن إحدى عينيه ممسوحة، وعيسى مسي به لأنه كان يمسح ذا العاهة فيبرأ. غ: بعير "مدجل" مطلي بالقطران.