(فَهْيَ تُبَيِّئْ زادَهُم وَتَبْكُلُ ... )
وَأَبَأَيْتُ الأَدِيْمَ وَأَبْأَيْتُ فيه جَعَلتُ فيه الدِّبَاغَ عن أَبي حنيفةَ
بأي: البَأْواءُ، يمدّ ويقصر: وهي العَظَمة، والبَأْوُ مثله، وبأَي
عليهم يَبْأَى بأْواً، مثال بَعى يَبْعى بَعْواً: فَخَرَ. والبَأْوُ:
الكِبْرُ والفخر. بأَيْتُ عليهم أَبْأَى: فَخَرْتَ عليهم، لغة في بَأَوْتُ على
القوم أَبْأى بَأْواً؛ حكاه اللحياني في باب مَحَيْتُ ومَحَوْتُ
وأَخواتها؛ قال حاتم:
وما زادَنا بَأْواً على ذي قَرابةٍ
غِنانا، ولا أَزْرى بأَحْسابنا الفَقْرُ
وبأَى نَفْسَه: رفعها وفَخَر بها. وفي حديث ابن عباس: فبَأَوْتُ بنفسي
ولم أَرْضَ بالهوان. وفيه بَأْوٌ؛ قال يعقوب: ولا يقال بَأْواء، قال: وقد
روى الفقهاء في طلحة بأْواءُ. وقال الأَخفش: البَأْوُ في القوافي كل
قافية تامة البناء سليمة من الفساد، فإذا جاء ذلك في الشعر المجزوء لم يسموه
بأْواً وإن كانت قافيته قد تمَّت؛ قال ابن سيده: كل هذا قول الأَخفش،
قال: سمعناه من العرب وليس مما سماه الخليل، قال: وإنما تؤخذ الأَسماء عن
العرب؛ قال ابن جني: لما كان أَصل البَأْوِ الفخر نحو قوله:
فإنْ تَبْأَى ببَيْتِكَ من مَعَدٍّ،
يَقُلْ تَصْديقَكَ العُلَماءُ جَيْرِ
لم يُوقَعْ على ما كان من الشعر مجزوءاً لأَن جَزْأَه علة وعيب لحقه،
وذلك ضد الفخر والتطاول؛ وقوله: فإن تبأَى مفاعيلن. وقال بعضهم: بَأَوْتُ
أْبؤُومثل أَبْعو، قال: وليست بجيدة. والناقة تبأَى: تَجْهَدُ في عدوها؛
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
أَقولُ والعِيس تَبَا بِوَهْد
فسره فقال: أَراد تَبْأَى أَي تَجْهَدُ في عَدْوها، وقيل: تَتسامى
وتَتَعالى، فأَلقى حركة الهمزة على الساكن الذي قبلها. وبَأَيْتُ الشيء: جمعته
وأَصلحته؛ قال:
فهي تُبَئِّي زادَهم وتَبْكُلُ
وأَبْأَيْتُ الأَديم وأَبْأَيْتُ فيه: جعلت فيه الدباغ؛ عن أَبي حنيفة.
ابن الأَعرابي: تَأَبَّى أَي شَقَّ شيئاً. ويقال: بأَى به بوزن بَعى به
إذا شَقَّ به. وحكى الفراء: باءَ بوزن باع إذا تكبر، كأَنه مقلوب من بأَى
كما قالوا راءَ ورأَى.