{الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
وسأل نافع عن معنى قوله تعالى: {الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
فقال ابن عباس: السفينة الموقرة الممتلئة، واستشهد بقول عبيد بن الأبرص:
شَحَنّا أرضَهم بالخيلِ حتى. . . تركناهم أذلَّ من الضَّراطِ
(تق، ك، ط)
= الكلمتان من آيات:
الشعراء 119، في نوح: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
يس 41: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
والصافات 140: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
ومعها الفُلك بمعنى السفينة، في عشرين آية أخرى: في فُلك نوح. وفيما سخر لنا الله من فلك تَجرى في البحر.
وجاء فَلَك في آيتى الأنبياء 33 ويس 40 {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
وأما مشحون فلم تأت إلا مع الفُلك، في الآيات الثلاث.
وتفسير الفُلْكِ بالسفينة هو القريب المتبادر، ويؤنس إليه أن القرآن استعمل "السفينة" في قصة نوح والطوفان بآية العنكبوت 15: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}
وإن كنت مع أطيل التدبر في آيات الفُلْك الثلاث والعشرين، وليس في القرآن كلمة السفينة إلا في آية العنكبوت، وآيتى الكهف خبراً عن موسى وصاحبه: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} فهل يكون الفُلْك ما يربطها بالفَلَكِ في آيات القدرة الإلهية والنظام الكوني، وتكون السفينة لمجرد المركب المائي؟ ذلك ما ألمحه من بعيد.
وكذلك تفسير المشحون بالممتلئ، قريب، وإن كنت ألمح في الشحنة حِسَّ الدلالة على أقصى ما تحتمله الفلك من امتلاء. وقد نقول ملأت المكان، لا تريد إلا القدر الذي يتسع له، دون أن تشحنه بنوع من الضغط والحشد، والله أعلم.
وسأل نافع عن معنى قوله تعالى: {الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
فقال ابن عباس: السفينة الموقرة الممتلئة، واستشهد بقول عبيد بن الأبرص:
شَحَنّا أرضَهم بالخيلِ حتى. . . تركناهم أذلَّ من الضَّراطِ
(تق، ك، ط)
= الكلمتان من آيات:
الشعراء 119، في نوح: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
يس 41: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
والصافات 140: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
ومعها الفُلك بمعنى السفينة، في عشرين آية أخرى: في فُلك نوح. وفيما سخر لنا الله من فلك تَجرى في البحر.
وجاء فَلَك في آيتى الأنبياء 33 ويس 40 {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
وأما مشحون فلم تأت إلا مع الفُلك، في الآيات الثلاث.
وتفسير الفُلْكِ بالسفينة هو القريب المتبادر، ويؤنس إليه أن القرآن استعمل "السفينة" في قصة نوح والطوفان بآية العنكبوت 15: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}
وإن كنت مع أطيل التدبر في آيات الفُلْك الثلاث والعشرين، وليس في القرآن كلمة السفينة إلا في آية العنكبوت، وآيتى الكهف خبراً عن موسى وصاحبه: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} فهل يكون الفُلْك ما يربطها بالفَلَكِ في آيات القدرة الإلهية والنظام الكوني، وتكون السفينة لمجرد المركب المائي؟ ذلك ما ألمحه من بعيد.
وكذلك تفسير المشحون بالممتلئ، قريب، وإن كنت ألمح في الشحنة حِسَّ الدلالة على أقصى ما تحتمله الفلك من امتلاء. وقد نقول ملأت المكان، لا تريد إلا القدر الذي يتسع له، دون أن تشحنه بنوع من الضغط والحشد، والله أعلم.