الْأَعْصَار: وَيُقَال لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ (كردباد) وبالهندية (بهكولا) . نعم النَّاظِم:
(دخل اللابس الْأَحْمَر إِلَى الْوسط وَبَدَأَ بالرقص ... )
(أعصار من تُرَاب الشُّهَدَاء ارْتَفع ... )
(دخل اللابس الْأَحْمَر إِلَى الْوسط وَبَدَأَ بالرقص ... )
(أعصار من تُرَاب الشُّهَدَاء ارْتَفع ... )
نعم النَّاظِم:
(اللابسون للثياب الْخضر كَأَنَّهُمْ صور من الْبشر ... )
(بِحَمْد الله أَن مرادي من الْأَخْضَر أصبح نخيلا ... )
وَقَرِيب من هَذَا تحضرني قصَّة، كنت يَوْمًا مَعَ بعض طلبة الْعلم من الأصدقاء وَالْأَصْحَاب نتنزه باتجاه حديقة (فَرح نجش) الْوَاقِعَة إِلَى الْجِهَة الجنوبية من (أَحْمد نكر) ووصلنا إِلَى قرب مستنقع المَاء فِيهَا بِكُل نشاط وسرور وكل وَاحِد منا أَخذ يتَذَكَّر وَطنه وهواءه ويفرغ هموم الغربة وَالْهجْرَة عَن كَاهِله وَكَانَت مياه هَذَا المستنقع صَافِيَة وثمار الْمَوْسِم ناضجة، فَجْأَة قَامَ إعصار وَبَدَأَ يرقص ويهز مَا حولنا، وَوصل إِلَى مياه المستنقع الَّتِي بدأت تَدور على نَفسهَا وترتفع وتهبط متعاقبة حَتَّى لتصل إِلَى ارْتِفَاع المنارة ويشاهدها الناظرون وَلما خَافَ وارتعب الجالسون انفض مَجْلِسنَا وَنحن نذرف الدُّمُوع وَالْحَسْرَة على ذَلِك. وأصبحت كلما ذهبت إِلَى تِلْكَ الحديقة أَتَذكر بحرارة هَؤُلَاءِ الأصدقاء متألما مستشهدا بِهَذَا الْبَيْت من الشّعْر:
(أَلا أيتها الحديقة قولي إِذا كنت صَادِقَة ... )
(إِذا كنت حديقة كتلك الحديقة فَأَيْنَ أَصْحَابِي لَا أَرَاهُم ... )