(أَوَى) إِلَى الْمَكَان أَوَى وَفُلَانًا آواه
(أَوَى)
الْجرْح أويا قرب بُرْؤُهُ وَله وَإِلَيْهِ أويا ومأوية ومأواة رق لَهُ ورحمه وَعَن كَذَا تَركه وَالْمَكَان وَإِلَيْهِ أويا نزله يُقَال أَنا آوي إِلَى ظلالك أويا وَإِلَيْهِ عَاد ولجأ وَفُلَانًا أنزلهُ عِنْده أَو نزل هُوَ عِنْده
الْجرْح أويا قرب بُرْؤُهُ وَله وَإِلَيْهِ أويا ومأوية ومأواة رق لَهُ ورحمه وَعَن كَذَا تَركه وَالْمَكَان وَإِلَيْهِ أويا نزله يُقَال أَنا آوي إِلَى ظلالك أويا وَإِلَيْهِ عَاد ولجأ وَفُلَانًا أنزلهُ عِنْده أَو نزل هُوَ عِنْده
(أَوَى)
- فِيهِ «كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُخوِّي فِي سُجُودِهِ حَتَّى كنَا نَأْوِي لَهُ» .
[هـ] وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «كَانَ يُصَلِّي حَتَّى كُنْتُ آوِي لَهُ» أيْ أرِقّ لَهُ وأرْثِي.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «لَا تَأْوِي مِنْ قلَّة» أَيْ لَا تَرْحَمُ زَوْجَهَا وَلَا تَرقُّ لَهُ عِنْدَ الْإِعْدَامِ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ البَيْعة «أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَأْوُونِي وَتَنْصُرُونِي» أَيْ تَضُمُّونِي إِلَيْكُمْ وَتَحُوطُونِي بَيْنَكُمْ. يُقَالُ أَوَى وآوَى بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَالْمَقْصُورُ مِنْهُمَا لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ.
(س) وَمِنْهُ قَوْلُهُ «لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ حَتَّى يَأْوِيهِ الجَرِين» أَيْ يَضمَّه البَيْدَر ويجْمعَه.
(هـ س) ومنه «لَا يَأْوِي الضالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ» كُلُّ هَذَا مِنْ أَوَى يَأْوِي. يُقَالُ أَوَيْتُ إِلَى الْمَنْزِلِ وأَوَيْتُ غَيْرِي وآوَيْتُهُ. وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمُ الْمَقْصُورَ الْمُتَعَدِّيَ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هِيَ لُغَةٌ فَصِيحَةٌ.
وَمِنَ الْمَقْصُورِ اللَّازِمِ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَمَّا أحدُهم فَأَوَى إِلَى اللَّهِ» أَيْ رَجَعَ إِلَيْهِ.
وَمِنَ الْمَمْدُودِ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وآوَانَا» أَيْ رَدَّنَا إِلَى مَأْوًى لَنَا وَلَمْ يَجْعَلْنَا مُنْتَشِرِينَ كَالْبَهَائِمِ. والمَأْوَى: الْمَنْزِلُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ «أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: إِنِّي أَوَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أذكُرَ مَنْ ذكَرني» قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هَذَا غَلَطٌ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمَقْلُوبِ، وَالصَّحِيحُ وَأَيْتُ مِنَ الوَأْي: الوعْد، يَقُولُ: جَعَلْتُهُ وَعْدًا عَلَى نَفْسِي.
(س) وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «فاسْتَأى لَهَا» بِوَزْنِ اسْتَقى. وَرَوَى فاسْتَاء لَهَا بِوَزْنِ اسْتَاق، وَكِلَاهُمَا مِنَ الْمَسَاءَةِ، أَيْ سَاءَتْهُ. يُقَالُ اسْتَاء واسْتَأى، أَيْ سَاءَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ اسْتَالَها بِوَزْنِ اخْتَارَها، فَجَعَلَ اللَّامَ مِنَ الْأَصْلِ، أخَذَه مِنَ التَّأْوِيلِ، أَيْ طَلَبَ تأويلَها، وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ.
وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ «بَيْن نَخْلة وَضَالَّةٍ وسِدْرة وآءَة» الْآءةُ بِوَزْنِ العَاهَة، وَتُجْمَعُ عَلَى آءٍ بِوَزْنِ عَاهٍ، وَهُوَ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ، وَأَصْلُ أَلِفِهَا الَّتِي بَيْنَ الْهَمْزَتَيْنِ وَاوٌ.
- فِيهِ «كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُخوِّي فِي سُجُودِهِ حَتَّى كنَا نَأْوِي لَهُ» .
[هـ] وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «كَانَ يُصَلِّي حَتَّى كُنْتُ آوِي لَهُ» أيْ أرِقّ لَهُ وأرْثِي.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «لَا تَأْوِي مِنْ قلَّة» أَيْ لَا تَرْحَمُ زَوْجَهَا وَلَا تَرقُّ لَهُ عِنْدَ الْإِعْدَامِ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ البَيْعة «أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَأْوُونِي وَتَنْصُرُونِي» أَيْ تَضُمُّونِي إِلَيْكُمْ وَتَحُوطُونِي بَيْنَكُمْ. يُقَالُ أَوَى وآوَى بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَالْمَقْصُورُ مِنْهُمَا لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ.
(س) وَمِنْهُ قَوْلُهُ «لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ حَتَّى يَأْوِيهِ الجَرِين» أَيْ يَضمَّه البَيْدَر ويجْمعَه.
(هـ س) ومنه «لَا يَأْوِي الضالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ» كُلُّ هَذَا مِنْ أَوَى يَأْوِي. يُقَالُ أَوَيْتُ إِلَى الْمَنْزِلِ وأَوَيْتُ غَيْرِي وآوَيْتُهُ. وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمُ الْمَقْصُورَ الْمُتَعَدِّيَ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هِيَ لُغَةٌ فَصِيحَةٌ.
وَمِنَ الْمَقْصُورِ اللَّازِمِ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَمَّا أحدُهم فَأَوَى إِلَى اللَّهِ» أَيْ رَجَعَ إِلَيْهِ.
وَمِنَ الْمَمْدُودِ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وآوَانَا» أَيْ رَدَّنَا إِلَى مَأْوًى لَنَا وَلَمْ يَجْعَلْنَا مُنْتَشِرِينَ كَالْبَهَائِمِ. والمَأْوَى: الْمَنْزِلُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ «أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: إِنِّي أَوَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أذكُرَ مَنْ ذكَرني» قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هَذَا غَلَطٌ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمَقْلُوبِ، وَالصَّحِيحُ وَأَيْتُ مِنَ الوَأْي: الوعْد، يَقُولُ: جَعَلْتُهُ وَعْدًا عَلَى نَفْسِي.
(س) وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «فاسْتَأى لَهَا» بِوَزْنِ اسْتَقى. وَرَوَى فاسْتَاء لَهَا بِوَزْنِ اسْتَاق، وَكِلَاهُمَا مِنَ الْمَسَاءَةِ، أَيْ سَاءَتْهُ. يُقَالُ اسْتَاء واسْتَأى، أَيْ سَاءَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ اسْتَالَها بِوَزْنِ اخْتَارَها، فَجَعَلَ اللَّامَ مِنَ الْأَصْلِ، أخَذَه مِنَ التَّأْوِيلِ، أَيْ طَلَبَ تأويلَها، وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ.
وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ «بَيْن نَخْلة وَضَالَّةٍ وسِدْرة وآءَة» الْآءةُ بِوَزْنِ العَاهَة، وَتُجْمَعُ عَلَى آءٍ بِوَزْنِ عَاهٍ، وَهُوَ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ، وَأَصْلُ أَلِفِهَا الَّتِي بَيْنَ الْهَمْزَتَيْنِ وَاوٌ.
أَوَى
: (ي (} أَوَيْتُ مَنْزِلي، و) أَوَيْتُ (إِلَيْهِ {أُوِيَّاً) ، كعُتِيَ (بالضمِّ ويُكْسَرْ) ؛ الأخيرَةُ عَن الفرَّاء، (} وأَوَّيْتُ {تَأْوِيَةً} وتَأَوَّيْتُ {واْتَّوَيْتُ} وائتَّوَيْتُ) كِلاهُما على افْتَعَلْت: (نَزَلْتُه بنَفْسِي) وعُدْتُ إِلَيْهِ (وسَكَنْتُه) ؛ قالَ لبيدٌ:
بصَبُوحٍ صافِيةٍ وجذب كرِينَةً
بمُوَتَّرٍ يَأْتِي لَهُ إبْهامُهاإنَّما أَرادَ {يَأْتَوِي لَهُ، أَي يَفْتَعِلُ مِن أَوَيْتُ إِلَيْهِ أَي عُدْتُ، إلاَّ أنَّه قَلَبَ الواوَ أَلفاً وحُذِفَتِ الياءُ الَّتِي هِيَ لامُ الفِعْلِ؛ وقَوْلُ أَبي كبيرٍ:
وعُراضهُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها
} تَأْوِي طَوائِفُها لعجسٍ عَبْهَرِاسْتَعارَ {الأُوِيَّ للقِسِيِّ، وإِنَّما ذلِكَ للحَيَوانِ.
(} وأَوَيْتُه) ، بالقصْرِ، ( {وأَوَّيْتُه) ، بالشدِّ، (} وآوَيْتُه) ، بالمدِّ: أَي (أَنْزَلْتُه) ، فَعَلْت وأَفْعَلْت بمعْنىً، عَن أَبي زيْدٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
فأَمَّا أَبو عبيدٍ فقالَ: {أَوَيْتُه وآوَيْتُه،} وأَوَيْتُ إِلَى فُلانٍ، مَقْصورٌ لَا غَيْر. وقالَ الأزْهرُيُّ: تقولُ العَرَبُ: أَوَى فُلانٌ إِلَى مَنْزلِهِ {أَوْيّاً، على فُعولٍ، وإِواءً، ككِتابٍ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {} سآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصمُني مِن الماءِ} ، {وآوَيْتُه أَنا} إِيواءً، هَذَا الكَلامُ الجيِّدُ. قالَ: ومِن العَرَبِ مَنْ يقولُ: أَوَيْتُ فُلاناً إِذا أَنْزَلْته بكَ.
{وأَوَيْتُ الإِبِلَ: بمعْنَى} آوَيْتُها.
وأَنْكَر أَبو الهَيْثم أَنْ تقولَ أَوَيْتُ، بقَصْرِ الألِفِ، بمعْنَى {آوَيْتُ، قالَ: ويقالُ: أَوَيْتُ فُلاناً بمعْنَى أَوَيْتُ إِلَيْهِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَلم يَعْرِف أَبو الهَيْثم، رحِمَه اللَّهُ، هَذِه اللُّغَةَ، وَهِي فَصِيحَةٌ.
وَفِي حدِيثِ بَيْعَة الأَنْصار: (على أَنْ} تأووني) ، أَي تضمُّوني إلَيْكُم؛ قالَ: والمَقْصودُ مِنْهُمَا لازِمٌ ومُتَعدَ؛ وَمِنْه قَوْلُه: (لأقَطْع فِي ثَمَرٍ حَتَّى {يَأْوِيَهُ الجَرِينُ) ، أَي يَضُمَّه البَيْدَرُ ويَجْمَعَه.
وَفِي حدِيثٍ آخر: (لَا} يَأْوِي الضَّالةَ إلاَّ ضالٌّ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: هَكَذَا رَوَاهُ فُصحاءُ المُحدِّثِين بالياءِ، وَهُوَ صَحِيحٌ لَا ارْتِيابَ فِيهِ، كَمَا رَوَاهُ أَبو عبيدٍ عَن أَصْحابِهِ.
ومِن المَقْصورِ اللازِمِ الحدِيثُ: (أَما أَحدُهم {فأَوَى إِلَى اللَّهِ) ، أَي رَجَعَ إِلَيْهِ.
ومِن المَمْدودِ حدِيثُ الدُّعاءِ: (الحمْدُ للَّهِ الَّذِي كَفانا} وآوَانَا) ؛ أَي رَدَّنا إِلَى {مَأْوىً لنا وَلم يَجْعَلْنا مُنْتَشِرِين كالبَهَائِمِ.
(} والمَأْوَى) ، بفتْحِ الواوِ، ( {والمَأْوِي) ، بكسْرِها.
قالَ الجَوْهرِيُّ:} مَأْوِي الإِبلِ، بكسْرِ الواوِ، لُغَةٌ فِي مَأْوَى الإِبِلِ خاصَّة، وَهُوَ شاذٌّ، وَقد فَسَّرْناه فِي مَأْقِي العَيْن، بكسْرِ القافِ، انتَهَى.
وقالَ الفرَّاءُ: ذُكِرَ لي أنَّ بعضَ العَرَبِ يسمِّي مَأْوَى الإِبِلِ مَأْوِي، بكَسْرِ الواوِ، قالَ: وَهُوَ نادِرٌ، لم يَجِىءْ مِن ذَواتِ الياءِ والواوِ مَفْعِلٌ، بكسْرِ العَيْنِ، إلاَّ حَرْفَيْن: مَأْقِي العَيْنِ، ومَأْوِي الإِبِلِ، وهُما نادِرَانِ، واللّغَةُ العالِيَةُ فيهمَا مَأْوَى ومُوق ومَأْقٌ.
(و) قالَ الأزْهرِيُّ: سَمِعْتُ الفَصِيحَ من بَني كلابٍ يقولُ {لمأْوَى الإِبل: (المَأْوَاةُ) ، بالهاءِ، وَهُوَ (المَكانُ) تَأْوِي إِلَيْهِ الإِبِلُ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: المَأْوَى كُلُّ مَكانٍ يَأْوِي إِلَيْهِ الشيءُ ليْلاً أَو نَهَارا.
(} وتَأَوَّتِ الطَّيْرِ) {تَأَوِّياً؛ قالَ الأزْهرِيُّ: (و) يَجوزُ (} تآوَتْ) على تَفاعَلَتْ: (تَجَمَّعَتْ) بعضُها إِلَى بعضٍ، فَهِيَ {مُتَأَوِّيَةٌ} ومُتَأَوِّياتٌ.
واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على {تَأَوَّتْ.
(وطَيْرٌ أَوِيٌّ، كجُثِيَ:} مُتَأَوِّياتٌ) ، كأنَّه على حذْفِ الزائِدِ.
وَفِي الصِّحاحِ: وهُنَّ {أُوُيٌّ جَمْعُ آوٍ مثَالُ باكٍ وبُكِيَ؛ وأَنْشَدَ للعجَّاجِ يَصِفُ الأثافي:
فَخَفَّ والجَنادِلُ الثُّوِيُّ
كَمَا تُداني الحِدَأُ} الأُوِي ُّشَبّه كلَّ أثْفِيَةٍ بحِدَأَةٍ.
( {وأَوَى لَهُ، كرَوَى) ؛ وَلَو قالَ كرَمَى كانَ أَصْرَح؛ يأْوِي لَهُ (} أَوْيَةً {وإِيَّةً) ، بالكسْرِ والتَّشْديدِ.
قالَ الجَوهرِيُّ: تُقْلَبُ الواوُ ياءْ لكسْرَةِ مَا قَبْلها وتُدغَمُ، وَفِي نسخةٍ: لسكونِ مَا قَبْلِها.
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه لإجْتِماعِها مَعَ الياءِ وسبقِها بالسكونِ.
(} ومَأْوِيَةً) ، مُخَفَّفَة، ( {ومَأْواةً: رَقَّ) ورَثَى لَهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ قالَ زُهَيْر:
بانَ الخَلِيطُ وَلم يَأْوُوا لمنْ تَرَكُوا وَفِي الحدِيثِ: (كانَ يُخَوِّي فِي سجودِهِ حَتَّى كنَّا} نَأْوِي لَهُ) ، أَي نَرْثي لَهُ ونُشْفِقُ عَلَيْهِ من شدَّةِ إقْلالِه بَطْنَه عَن الأرْضِ ومَدِّه ضَبُعَيْه عَن جَنْبَيْه.
وَفِي حدِيث الْمُغيرَة: (لَا {تَأْوِي لَهُ من قلَّة) ، أَي لَا تَرْحَمُ زَوْجها وَلَا تَرِقُّ لَهُ عنْدَ الإعْدامِ؛ وشاهِدُ} إِيَّةً، قَوْلُ الشاعِرِ:
أَراني وَلَا كُفْرانَ لله أَيَّةً
لنَفْسِي لقد طالَبْتُ غيرَ مُنِيلِأَرادَ: أَوَيْتُ لنَفْسِي أَيَّةً، أَي رَحمْتُها ورَقَقْتُ لَهَا، ( {كائْتَوَى) ، افْتَعَلَ مِن أَوَى لَهُ إِذا رَحمَ لَهُ.
وَإِذا أَمَرْتَ مِن أَوعى يَأْوِي قُلْتَ:} أيو إِلَى فُلانٍ، أَي انضمَّ إِلَيْهِ.
(وابنُ {آوَى) : مَعْرفةٌ، (دُوَيْبَّةٌ) ، فارِسِيّتُها فال، وَلَا يُفْصَلُ آوَى مِن ابْن، (ج بناتُ آوَى) ،} وآوَى لَا يَنْصرِفُ وَهُوَ أَفْعَل.
وقالَ اللَّيْثُ: بَنَات لَا يُصْرَفُ على حالٍ ويُحْمَل على أَفْعَلَ مثْلُ أَفْعَى ونَحْوها.
قالَ أَبو الهَيْثم: وإِنَّما قيلَ فِي الجمِيعِ بناتُ، لتَأْنِيثِ الجماعَةِ كَمَا يقالُ للفَرَسِ إنَّه مِن بناتِ أَعْوَجَ، والجَمَل إنَّه مِن بناتِ داعِرٍ، ولذلِكَ قَالُوا: رأَيْت جمالاً يَتَهادَوْنَ وبناتَ لَبُونٍ يَتَوَقَّصْنَ وبناتِ آوَى يَعْوينَ؛ كَمَا يقالُ للنِّساءِ، وَإِن كانتْ هَذِه الأشْياءُ ذُكُورا.
(! وآوَةُ) ، بالمدِّ: (د قُرْبَ الرَّيِّ) ؛ والصَّوابُ أنَّها بُلَيدَةٌ تقابلُ سَاوَةَ على مَا اشْتُهِرَ على أَلْسِنَة العامَّة.
(ويقالُ آبَةُ) ، بالباءِ الموحَّدَةِ وَقد تقدَّمَ ذِكْرُها.
قالَ ياقوتُ: وأَهْلُها شيعَةٌ، وأَهْلُ ساوَةَ سنية.
وأَمَّا قَوْلُ المصنِّفِ: قُرْبَ الرَّيِّ، فَفِيهِ نَظَرٌ، وكأنَّه نَظَرَ إِلَى جريرِ بنِ عبدِ الحميدِ الآبي، يقالُ فِي نِسْبَتِه الرّازِي أَيضاً، فظنَّ أنَّه مِن أَعْمالِ الرّيِّ، وليسَ كَذلِكَ، فإنَّ المَذْكورَ إنَّما سَكَنَ الرَّيَّ وأَصْله مِن آبَةُ هَذِه، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قوْلُه تَعَالَى: {عِنْدهَا جنَّةٌ {المَأْوَى} ، قيلَ: جنَّةُ المَبِيتِ؛ وقيلَ: إنَّها جَنَّةُ تَصيرُ إِلَيْهَا أَرْواحُ الشُّهداءِ.
وَقد جاءَ} التَّأَوّي فِي غَيْر الطَّيْر، قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزة:
{فتَأَوَّتْ لَهُ قَراضِبةٌ من
كلِّ حَيَ كأنَّهم أَلْقاءُوفي نوادِرِ الأَعْرابِ:} تَأَوَّى الجُرْحُ {وأَوَى} وآوَى، إِذا تَقاربَ للبرءِ.
ورَوَى ابنُ شُمَيْل عَن العَرَبِ: أَوَّيْتُ بالخَيْلِ {تَأْوِيَةً، إِذا دَعَوتَها} آوُوه لتَريعَ إِلَى صَوْتِك؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
فِي حاضِرٍ لَجِبٍ قاسٍ صَواهِلُهُ
يقالُ للخيْلِ فِي أَسْلافِه {آوُو قالَ الأزْهرِيُّ: وَهُوَ صَحِيحٌ مَعْروفٌ مِنْ دُعاءِ العَرَبِ خَيْلَها؛ وَمِنْه قَوْلُ عدِيِّ بنِ الرِّقاعِ يَصِفُ الخيْلَ:
هُنَّ عَجْمٌ وَقد عَمِلْنَ من القَوْ
لِ هَبي واقْدمي} وآوُ وقُوم يقالَ ورُبَّما قيلَ لَهَا من بَعِيدٍ: آيْ، بمدَّةٍ طَويلَةٍ.
ويقالُ: أَوَّيْتُ بهَا {فتَأَوَّتْ} تَأوِّيّاً إِذا انْضمَّ بعضُها إِلَى بعضٍ كَمَا {يَتَأَوَّى الناسُ؛ وأَنْشَدَ بيتَ ابنِ حِلِّزة:
} فتَأَوَّتْ لَهُ قَراضِبةٌ.
وأَوِّ لفلانٍ: أَي ارْحَمْه.
! واسْتَأْوَاهُ: اسْتَرْحَمه؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لذِي الرُّمَّة: على أَمْرِ من لم يُشْوِني ضُرُّ أَمْرِ
وقالَ ابنُ سِيدَه: {أَوّ َلَهُ كقَوْلِك أَوْلى لَهُ، ويقالُ لَهُ} أَوِّ مِن كَذَا، على معْنَى التحزُّنِ، وَهُوَ مِن مُضاعَفِ الواوِ؛ قالَ الشاعِرُ:
{فأَوِّ لِذِكرَاها إِذا مَا ذَكَرْتُها
وَمن بُعْدِ أَرضٍ دُونَنا وسَماءوقالَ الفرَّاءُ: أَنْشَدنِيه ابنُ الجَرَّاح:
} فأَوْه مِن الذِّكْرَى إِذا مَا ذَكَرْتُها قالَ: ويَجوزُ فِي الكَلامِ لمَنْ {أَوْهِ، مَقْصوراً، أَنْ يَقولَ فِي يَتَفَعَّل} يَتَأَوَّى وَلَا يَقُولهَا بالهاءِ.
وقالَ غيرُه: أَوِّ مِن كَذَا، بمعْنَى تَشَكِّي مشقَّةٍ أَو همَ أَو حزنٍ.
: (ي (} أَوَيْتُ مَنْزِلي، و) أَوَيْتُ (إِلَيْهِ {أُوِيَّاً) ، كعُتِيَ (بالضمِّ ويُكْسَرْ) ؛ الأخيرَةُ عَن الفرَّاء، (} وأَوَّيْتُ {تَأْوِيَةً} وتَأَوَّيْتُ {واْتَّوَيْتُ} وائتَّوَيْتُ) كِلاهُما على افْتَعَلْت: (نَزَلْتُه بنَفْسِي) وعُدْتُ إِلَيْهِ (وسَكَنْتُه) ؛ قالَ لبيدٌ:
بصَبُوحٍ صافِيةٍ وجذب كرِينَةً
بمُوَتَّرٍ يَأْتِي لَهُ إبْهامُهاإنَّما أَرادَ {يَأْتَوِي لَهُ، أَي يَفْتَعِلُ مِن أَوَيْتُ إِلَيْهِ أَي عُدْتُ، إلاَّ أنَّه قَلَبَ الواوَ أَلفاً وحُذِفَتِ الياءُ الَّتِي هِيَ لامُ الفِعْلِ؛ وقَوْلُ أَبي كبيرٍ:
وعُراضهُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها
} تَأْوِي طَوائِفُها لعجسٍ عَبْهَرِاسْتَعارَ {الأُوِيَّ للقِسِيِّ، وإِنَّما ذلِكَ للحَيَوانِ.
(} وأَوَيْتُه) ، بالقصْرِ، ( {وأَوَّيْتُه) ، بالشدِّ، (} وآوَيْتُه) ، بالمدِّ: أَي (أَنْزَلْتُه) ، فَعَلْت وأَفْعَلْت بمعْنىً، عَن أَبي زيْدٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
فأَمَّا أَبو عبيدٍ فقالَ: {أَوَيْتُه وآوَيْتُه،} وأَوَيْتُ إِلَى فُلانٍ، مَقْصورٌ لَا غَيْر. وقالَ الأزْهرُيُّ: تقولُ العَرَبُ: أَوَى فُلانٌ إِلَى مَنْزلِهِ {أَوْيّاً، على فُعولٍ، وإِواءً، ككِتابٍ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {} سآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصمُني مِن الماءِ} ، {وآوَيْتُه أَنا} إِيواءً، هَذَا الكَلامُ الجيِّدُ. قالَ: ومِن العَرَبِ مَنْ يقولُ: أَوَيْتُ فُلاناً إِذا أَنْزَلْته بكَ.
{وأَوَيْتُ الإِبِلَ: بمعْنَى} آوَيْتُها.
وأَنْكَر أَبو الهَيْثم أَنْ تقولَ أَوَيْتُ، بقَصْرِ الألِفِ، بمعْنَى {آوَيْتُ، قالَ: ويقالُ: أَوَيْتُ فُلاناً بمعْنَى أَوَيْتُ إِلَيْهِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَلم يَعْرِف أَبو الهَيْثم، رحِمَه اللَّهُ، هَذِه اللُّغَةَ، وَهِي فَصِيحَةٌ.
وَفِي حدِيثِ بَيْعَة الأَنْصار: (على أَنْ} تأووني) ، أَي تضمُّوني إلَيْكُم؛ قالَ: والمَقْصودُ مِنْهُمَا لازِمٌ ومُتَعدَ؛ وَمِنْه قَوْلُه: (لأقَطْع فِي ثَمَرٍ حَتَّى {يَأْوِيَهُ الجَرِينُ) ، أَي يَضُمَّه البَيْدَرُ ويَجْمَعَه.
وَفِي حدِيثٍ آخر: (لَا} يَأْوِي الضَّالةَ إلاَّ ضالٌّ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: هَكَذَا رَوَاهُ فُصحاءُ المُحدِّثِين بالياءِ، وَهُوَ صَحِيحٌ لَا ارْتِيابَ فِيهِ، كَمَا رَوَاهُ أَبو عبيدٍ عَن أَصْحابِهِ.
ومِن المَقْصورِ اللازِمِ الحدِيثُ: (أَما أَحدُهم {فأَوَى إِلَى اللَّهِ) ، أَي رَجَعَ إِلَيْهِ.
ومِن المَمْدودِ حدِيثُ الدُّعاءِ: (الحمْدُ للَّهِ الَّذِي كَفانا} وآوَانَا) ؛ أَي رَدَّنا إِلَى {مَأْوىً لنا وَلم يَجْعَلْنا مُنْتَشِرِين كالبَهَائِمِ.
(} والمَأْوَى) ، بفتْحِ الواوِ، ( {والمَأْوِي) ، بكسْرِها.
قالَ الجَوْهرِيُّ:} مَأْوِي الإِبلِ، بكسْرِ الواوِ، لُغَةٌ فِي مَأْوَى الإِبِلِ خاصَّة، وَهُوَ شاذٌّ، وَقد فَسَّرْناه فِي مَأْقِي العَيْن، بكسْرِ القافِ، انتَهَى.
وقالَ الفرَّاءُ: ذُكِرَ لي أنَّ بعضَ العَرَبِ يسمِّي مَأْوَى الإِبِلِ مَأْوِي، بكَسْرِ الواوِ، قالَ: وَهُوَ نادِرٌ، لم يَجِىءْ مِن ذَواتِ الياءِ والواوِ مَفْعِلٌ، بكسْرِ العَيْنِ، إلاَّ حَرْفَيْن: مَأْقِي العَيْنِ، ومَأْوِي الإِبِلِ، وهُما نادِرَانِ، واللّغَةُ العالِيَةُ فيهمَا مَأْوَى ومُوق ومَأْقٌ.
(و) قالَ الأزْهرِيُّ: سَمِعْتُ الفَصِيحَ من بَني كلابٍ يقولُ {لمأْوَى الإِبل: (المَأْوَاةُ) ، بالهاءِ، وَهُوَ (المَكانُ) تَأْوِي إِلَيْهِ الإِبِلُ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: المَأْوَى كُلُّ مَكانٍ يَأْوِي إِلَيْهِ الشيءُ ليْلاً أَو نَهَارا.
(} وتَأَوَّتِ الطَّيْرِ) {تَأَوِّياً؛ قالَ الأزْهرِيُّ: (و) يَجوزُ (} تآوَتْ) على تَفاعَلَتْ: (تَجَمَّعَتْ) بعضُها إِلَى بعضٍ، فَهِيَ {مُتَأَوِّيَةٌ} ومُتَأَوِّياتٌ.
واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على {تَأَوَّتْ.
(وطَيْرٌ أَوِيٌّ، كجُثِيَ:} مُتَأَوِّياتٌ) ، كأنَّه على حذْفِ الزائِدِ.
وَفِي الصِّحاحِ: وهُنَّ {أُوُيٌّ جَمْعُ آوٍ مثَالُ باكٍ وبُكِيَ؛ وأَنْشَدَ للعجَّاجِ يَصِفُ الأثافي:
فَخَفَّ والجَنادِلُ الثُّوِيُّ
كَمَا تُداني الحِدَأُ} الأُوِي ُّشَبّه كلَّ أثْفِيَةٍ بحِدَأَةٍ.
( {وأَوَى لَهُ، كرَوَى) ؛ وَلَو قالَ كرَمَى كانَ أَصْرَح؛ يأْوِي لَهُ (} أَوْيَةً {وإِيَّةً) ، بالكسْرِ والتَّشْديدِ.
قالَ الجَوهرِيُّ: تُقْلَبُ الواوُ ياءْ لكسْرَةِ مَا قَبْلها وتُدغَمُ، وَفِي نسخةٍ: لسكونِ مَا قَبْلِها.
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه لإجْتِماعِها مَعَ الياءِ وسبقِها بالسكونِ.
(} ومَأْوِيَةً) ، مُخَفَّفَة، ( {ومَأْواةً: رَقَّ) ورَثَى لَهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ قالَ زُهَيْر:
بانَ الخَلِيطُ وَلم يَأْوُوا لمنْ تَرَكُوا وَفِي الحدِيثِ: (كانَ يُخَوِّي فِي سجودِهِ حَتَّى كنَّا} نَأْوِي لَهُ) ، أَي نَرْثي لَهُ ونُشْفِقُ عَلَيْهِ من شدَّةِ إقْلالِه بَطْنَه عَن الأرْضِ ومَدِّه ضَبُعَيْه عَن جَنْبَيْه.
وَفِي حدِيث الْمُغيرَة: (لَا {تَأْوِي لَهُ من قلَّة) ، أَي لَا تَرْحَمُ زَوْجها وَلَا تَرِقُّ لَهُ عنْدَ الإعْدامِ؛ وشاهِدُ} إِيَّةً، قَوْلُ الشاعِرِ:
أَراني وَلَا كُفْرانَ لله أَيَّةً
لنَفْسِي لقد طالَبْتُ غيرَ مُنِيلِأَرادَ: أَوَيْتُ لنَفْسِي أَيَّةً، أَي رَحمْتُها ورَقَقْتُ لَهَا، ( {كائْتَوَى) ، افْتَعَلَ مِن أَوَى لَهُ إِذا رَحمَ لَهُ.
وَإِذا أَمَرْتَ مِن أَوعى يَأْوِي قُلْتَ:} أيو إِلَى فُلانٍ، أَي انضمَّ إِلَيْهِ.
(وابنُ {آوَى) : مَعْرفةٌ، (دُوَيْبَّةٌ) ، فارِسِيّتُها فال، وَلَا يُفْصَلُ آوَى مِن ابْن، (ج بناتُ آوَى) ،} وآوَى لَا يَنْصرِفُ وَهُوَ أَفْعَل.
وقالَ اللَّيْثُ: بَنَات لَا يُصْرَفُ على حالٍ ويُحْمَل على أَفْعَلَ مثْلُ أَفْعَى ونَحْوها.
قالَ أَبو الهَيْثم: وإِنَّما قيلَ فِي الجمِيعِ بناتُ، لتَأْنِيثِ الجماعَةِ كَمَا يقالُ للفَرَسِ إنَّه مِن بناتِ أَعْوَجَ، والجَمَل إنَّه مِن بناتِ داعِرٍ، ولذلِكَ قَالُوا: رأَيْت جمالاً يَتَهادَوْنَ وبناتَ لَبُونٍ يَتَوَقَّصْنَ وبناتِ آوَى يَعْوينَ؛ كَمَا يقالُ للنِّساءِ، وَإِن كانتْ هَذِه الأشْياءُ ذُكُورا.
(! وآوَةُ) ، بالمدِّ: (د قُرْبَ الرَّيِّ) ؛ والصَّوابُ أنَّها بُلَيدَةٌ تقابلُ سَاوَةَ على مَا اشْتُهِرَ على أَلْسِنَة العامَّة.
(ويقالُ آبَةُ) ، بالباءِ الموحَّدَةِ وَقد تقدَّمَ ذِكْرُها.
قالَ ياقوتُ: وأَهْلُها شيعَةٌ، وأَهْلُ ساوَةَ سنية.
وأَمَّا قَوْلُ المصنِّفِ: قُرْبَ الرَّيِّ، فَفِيهِ نَظَرٌ، وكأنَّه نَظَرَ إِلَى جريرِ بنِ عبدِ الحميدِ الآبي، يقالُ فِي نِسْبَتِه الرّازِي أَيضاً، فظنَّ أنَّه مِن أَعْمالِ الرّيِّ، وليسَ كَذلِكَ، فإنَّ المَذْكورَ إنَّما سَكَنَ الرَّيَّ وأَصْله مِن آبَةُ هَذِه، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قوْلُه تَعَالَى: {عِنْدهَا جنَّةٌ {المَأْوَى} ، قيلَ: جنَّةُ المَبِيتِ؛ وقيلَ: إنَّها جَنَّةُ تَصيرُ إِلَيْهَا أَرْواحُ الشُّهداءِ.
وَقد جاءَ} التَّأَوّي فِي غَيْر الطَّيْر، قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزة:
{فتَأَوَّتْ لَهُ قَراضِبةٌ من
كلِّ حَيَ كأنَّهم أَلْقاءُوفي نوادِرِ الأَعْرابِ:} تَأَوَّى الجُرْحُ {وأَوَى} وآوَى، إِذا تَقاربَ للبرءِ.
ورَوَى ابنُ شُمَيْل عَن العَرَبِ: أَوَّيْتُ بالخَيْلِ {تَأْوِيَةً، إِذا دَعَوتَها} آوُوه لتَريعَ إِلَى صَوْتِك؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
فِي حاضِرٍ لَجِبٍ قاسٍ صَواهِلُهُ
يقالُ للخيْلِ فِي أَسْلافِه {آوُو قالَ الأزْهرِيُّ: وَهُوَ صَحِيحٌ مَعْروفٌ مِنْ دُعاءِ العَرَبِ خَيْلَها؛ وَمِنْه قَوْلُ عدِيِّ بنِ الرِّقاعِ يَصِفُ الخيْلَ:
هُنَّ عَجْمٌ وَقد عَمِلْنَ من القَوْ
لِ هَبي واقْدمي} وآوُ وقُوم يقالَ ورُبَّما قيلَ لَهَا من بَعِيدٍ: آيْ، بمدَّةٍ طَويلَةٍ.
ويقالُ: أَوَّيْتُ بهَا {فتَأَوَّتْ} تَأوِّيّاً إِذا انْضمَّ بعضُها إِلَى بعضٍ كَمَا {يَتَأَوَّى الناسُ؛ وأَنْشَدَ بيتَ ابنِ حِلِّزة:
} فتَأَوَّتْ لَهُ قَراضِبةٌ.
وأَوِّ لفلانٍ: أَي ارْحَمْه.
! واسْتَأْوَاهُ: اسْتَرْحَمه؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لذِي الرُّمَّة: على أَمْرِ من لم يُشْوِني ضُرُّ أَمْرِ
وَلَو أَنني {اسْتَأْوَيْتُه مَا أَوَى لياوقالَ المَازِنيُّ:} آوَّةٌ مِن الفِعْل فاعِلَةٌ، وأَصْلُه {آوِوَةٌ، أُدْغِمَتِ الواوُ فِي الواوِ وشُدَّتْ.
وقالَ أَبو حاتِمٍ: هُوَ مِن الفِعْل فَعْلَةٌ، زِيدَتِ الألِفُ؛ قالَ: وقوْمٌ مِن الأَعرابِ يَقولُونَ:} آوُوه كعاوُوه، وَهُوَ مِن الفِعْل فاعُولٌ، والهاءُ فِيهِ أَصْلِيَّة.وقالَ ابنُ سِيدَه: {أَوّ َلَهُ كقَوْلِك أَوْلى لَهُ، ويقالُ لَهُ} أَوِّ مِن كَذَا، على معْنَى التحزُّنِ، وَهُوَ مِن مُضاعَفِ الواوِ؛ قالَ الشاعِرُ:
{فأَوِّ لِذِكرَاها إِذا مَا ذَكَرْتُها
وَمن بُعْدِ أَرضٍ دُونَنا وسَماءوقالَ الفرَّاءُ: أَنْشَدنِيه ابنُ الجَرَّاح:
} فأَوْه مِن الذِّكْرَى إِذا مَا ذَكَرْتُها قالَ: ويَجوزُ فِي الكَلامِ لمَنْ {أَوْهِ، مَقْصوراً، أَنْ يَقولَ فِي يَتَفَعَّل} يَتَأَوَّى وَلَا يَقُولهَا بالهاءِ.
وقالَ غيرُه: أَوِّ مِن كَذَا، بمعْنَى تَشَكِّي مشقَّةٍ أَو همَ أَو حزنٍ.