أَطْرِقا:
بكسر الراء، وقاف، وألف، بلفظ الأمر للاثنين، ومن اطرق يطرق، قال الهذلي:
على أطرقا باليات الخيا ... م، إلا الثّمام وإلّا العصيّ
وللنحويين كلام لهم فيه صناعة، قال أبو الفتح:
ويروى أطرقا جمع طريق، فمن أنّث الطريق جمعه على أطرق، مثل عناق وأعنق، ومن ذكّر جمعه على أطرقاء كصديق وأصدقاء، فيكون قد قصره ضرورة، وقال أبو عمرو: أطرقا اسم لبلد بعينه من فعل الأمر، وفيه ضمير علامته الألف كأنّ سالكه سمع نبوة فقال لصاحبيه: أطرقا، وقال الأصمعي: كان ثلاثة نفر بهذا المكان فسمعوا أصواتا، فقال أحدهم لصاحبيه: أطرقا، فسمّي بذلك، وأنشد البيت. وقال عبد الله بن أبي أميّة ابن المغيرة المخزومي يخاطب بني كعب بن عمرو بن خزاعة، وكان يطالبهم بدم الوليد بن المغيرة أبي خالد بن الوليد، لأنه مرّ برجل منهم يصلح سهاما فعثر بسهم منها فجرحه فانقضّ عليه فمات:
إني زعيم أن تسيروا وتهربوا، ... وان تتركوا الظهران تعوي ثعالبه
وان تتركوا ماء بجزعة أطرقا، ... وان تسلكوا أيّ الأراك أطايبه
وإنّا أناس لا تطلّ دماؤنا، ... ولا يتعالى صاعدا من نحاربه
وقالوا في تفسير هذا: الجزعة والجزع بمعنى واحد وهو معظم الوادي، وقال ابن الأعرابي: هو ما انثنى منه، وأطرقا: اسم علم لموضع بعينه سمّي بفعل الأمر كما قدّمنا، وهذا يؤذن بان أطرقا موضع من نواحي مكة لأن الظهران هناك، وهي منازل كعب من خزاعة، فيكون أطرقا من منازلهم بتلك النواحي، وهي من منازل هذيل أيضا، وكذلك ذكروه في شعرهم والله أعلم.