Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: همزة

دَرَجَ

(دَرَجَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ «قَالَ لبَعض المُنافقين وَقَدْ دَخَلَ المَسْجد: أَدْرَاجَك يَا مُنافق مِنْ مَسْجِد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الْأَدْرَاجُ: جَمْعُ دَرَجٍ وَهُوَ الطَّريق: أَيِ اخْرُجْ مِنَ الْمَسْجِدِ وخُذْ طَريقَك الَّذِي جئتَ مِنْهُ. يُقَالُ رجَع أَدْرَاجَهُ. أَيْ عَادَ مِنْ حيثُ جَاءَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ ذِي البِجَادَين، يُخاطبُ ناقةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
تَعَرَّضي مَدَارِجاً وسُومِي ... تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ
هَذَا أَبُو القاسمِ فاسْتَقِيمي الْمَدَارِجُ: الثّنَايَا الغِلاظُ، وَاحِدَتُها مَدْرَجَةٌ، وَهِيَ المواضعُ الَّتِي يُدْرَجُ فِيهَا: أَيْ يُمْشَى.
وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ «لَيْسَ هَذَا بعُشِّكِ فَادْرُجِي» ، أَيِ اذْهَبِي، وَهُوَ مَثلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَتعرّضُ إِلَى شَيْءٍ لَيْسَ منْه، وللمُطْمَئِنّ فِي غير وقْتِه فيؤمَرُ بالْجِدِّ والحركةِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ «قَالَ لَهُ عُمر: لِأَيِّ ابْنيْ آدَمَ كَانَ النَّسْلُ. فَقَالَ: لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا نَسْلٌ، أَمَّا المَقْتُولُ فَدَرَجَ، وَأَمَّا القاتِل فَهلك نَسْلُهُ فِي الطُّوفان» دَرَجَ أَيْ مَاتَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «كُنَّ يَبْعثن بِالدِّرَجَةِ فِيهَا الكُرْسُف» هَكَذَا يُروى بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِ الرَّاءِ. جَمْعُ دُرْجٍ، وَهُوَ كَالسَّفَطِ الصَّغير تضعُ فِيهِ المرأةُ خِفَّ مَتاعها وطيبَها. وَقِيلَ: إنَّما هُوَ بِالدُّرْجَةِ تَأْنِيثُ دُرْجٍ. وَقِيلَ إِنَّمَا هِيَ الدُّرْجَة بِالضَّمِّ، وجمعُها الدُّرَجُ، وَأَصْلُهُ شَيْءٌ يُدْرَجُ: أَيْ ُيَلُّف، فيُدخل فِي حَيَاء النَّاقة؛ ثُمَّ يُخْرج ويُتْرك عَلَى حُوار فتَشُمُّه فتَظُنُّه ولدَها فتَرْأَمُه.
دَرَجَ دُروجاً ودَرَجَاناً: مشى،
وـ القومُ: انْقَرَضُوا،
كانْدَرَجُوا،
وـ فلانٌ: لم يُخَلِّفُ نَسْلاً، أو مَضى لسبيلِهِ،
كدَرِجَ، كَسَمِعَ،
وـ الناقَةُ: جازَتِ السَّنة ولم تُنْتَجْ،
كأدْرَجَتْ، وطَوى،
كدَرَّجَ وأَدْرَجَ. وكَسَمِعَ: صَعِدَ في المَرَاتِبِ، ولَزِمَ المَحَجَّةَ من الدِّينِ أو الكلامِ.
والدَّرَّاجُ، كَشَدَّادٍ: النَّمَّامُ، والقُنْفُذُ،
وع. وكرُمَّانٍ: طائِرٌ،
ودَرِجَ، كَسَمِعَ: دامَ على أكْلِهِ.
والدَّروجُ: الرِّيحُ السَّريعةُ المَرِّ.
والمَدْرَجُ: المَسْلَكُ.
والدُّرْجُ، بالضم: حِفْشُ النِّساءِ، الواحِدَةُ بهاءٍ، ج: كعِنَبَةٍ وأتْراسٍ، وبالفتح: الذي يُكْتَبُ فيه، ويُحَرَّكُ، وبالتحريكِ: الطريقُ.
ورجَعَ أدْرَاجَهُ، ويُكْسَرُ، أي في الطريقِ الذي جاءَ منه.
وذَهَبَ دَمُهُ أَدْرَاجَ الرِّياحِ، أي: هَدَراً.
ودَوَارِجُ الدَّابَّةِ: قوائمُها.
والدُّرْجَةُ، بالضم: شيء يُدْرَجُ فَيُدْخَلُ في حَياءِ الناقَةِ ودُبُرِها، وتُتْرَكُ أيَّاماً مشدودَةَ العينِ والأَنْفِ، فيأخذها لذلك غَمٌّ كَغَمِّ المَخَاضِ، ثم يَحُلُّونَ الرِّباطَ عنها، فَيَخْرُجُ ذلك منها، ويُلْطَخُ به ولدُ غيرِها، فَتَظُنُّ أنه ولدُها فَتَرْأَمُه، أو خِرْقَةٌ يُوضَعُ فيها دواءٌ، فَيُدْخَلُ في حيائها إذا اشْتَكَتْ منه، ج: كصُرَدٍ. وفي الحديث: " يَبْعَثْنَ بالدُّرْجَة": شَبَّهُوا الخِرَقَ تَحْتَشِي بها الحائِضُ، مَحْشُوَّةً بالكُرْسُفِ، بدُرْجَةِ الناقَةِ، ورُوي: بالدِّرَجَةِ، كعِنَبَةٍ، وتقدَّمَ، وضَبَطَه الباجِيُّ بالتحريكِ، وكأنه وهَمٌ.
والدَّرَّاجَةُ، كجَبَّانةٍ: الحالُ التي يَدْرُج عليها الصَّبِيُّ إذا مَشى، والدَّبَّابَةُ تُعْمَلُ لِحَرْبِ الحِصارِ، تَدْخُلُ تَحْتَها الرجالُ.
والدُّرْجَةُ، بالضم، وبالتحريك، وكــهُمَزَةٍ وتُشدَّدُ جيمُ هذه،
والأُدْرُجَّةُ، كأُسْكُفَّةٍ: المِرْقاةُ. وكسُكَّرٍ: الأُمورُ العظيمَةُ الشَّاقَّةُ. وكسِكِّينٍ: شيءٌ كالطُّنْبُورِ يُضْرَبُ به.
ودَرَّجَنِي الطعامُ والأَمْرُ تَدْرِيجاً: ضِقْتُ به ذَرْعاً.
واسْتَدْرَجَهُ: خَدَعَهُ وأدْنَاهُ،
كدَرَّجَه، وأقْلَقَهُ حتى ترَكَهُ يَدْرجُ على الأَرْضِ،
وـ الناقَةُ: اسْتَتْبَعَتْ ولَدَها بعدَ ما ألْقَتْهُ من بَطْنِهَا.
واسْتِدْرَاجُ اللَّهِ تعالى العَبْدَ: أنه كُلَّما جَدَّدَ خَطِيئةً جَدَّدَ لَهُ نِعْمَةً، وأنْساهُ الاسْتِغْفَارَ، أو أنْ يأخذَه قليلاً قليلاً، ولا يُباغِتَهُ.
وأَدْرَجَ الدَّلْوَ: مَتَحَ بها في رِفْقٍ،
وـ بالناقَةِ: صَرَّ أخْلافَها. وكــهُمَزَةٍ: طائِرٌ.
وحوْمانَةُ الدُّرَّاجِ، وقد تُفْتَحُ: ع.
وكمُعَظَّمٍ: ع بينَ ذاتِ عِرْقٍ وعَرَفاتٍ. وابنُ دُرَّاجٍ، كرُمَّانٍ: علِيُّ بنُ محمدٍ، مُحَدِّثٌ.
والدُّرَّجُ، كقُبَّرٍ: الأُمورُ التي تُعْجِز. وكَجَبَلٍ: السَّفيرُ بينَ اثْنَيْنِ لِلْصُّلْحِ. وكَزُبَيْرٍ: جَدٌّ لِشُعَيْب بنِ أحمدَ.
والدَّرجاتُ، محركةً: الطَّبقاتُ من المراتِبِ.
ودَرَجَتِ الريحُ بالحَصى: أي جَرَتْ عليه جَرْياً شديداً،
واسْتَدْرَجَتْهُ: جَعَلَتْهُ كأنَّهُ يَدْرُجُ بِنَفْسِهِ.
وتُرابٌ دارِجٌ: تُغَشِّيهِ الرِّياحُ رُسومَ الدِّيارِ، وتُثِيرهُ، وتَدْرُجُ به.

مُصَان

مُصَان
من (ص و ن) الشيء المحفوظ.
مُصَان
الجذر: ص و ن

مثال: حَقُّك مُصَان
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال اسم المفعول من الفعل «أصانَ»، مع عدم وروده في المعاجم، بدلاً من اسم المفعول من الفعل «صانَ».

الصواب والرتبة: -حَقُّك مَصُون [فصيحة]-حَقُّك مُصَان [صحيحة]
التعليق: أوردت المعاجم الفعل الثلاثي المجرَّد ومشتقاته للسياق المذكور «صانَ». ويمكن تصحيح الاستعمال المرفوض اعتمادًا على إجازة مجمع اللغة المصري ما شاع استعماله من الأفعال الثلاثية المزيدة بالــهمزة «أفعل»، التي جاءت بمعنى «فَعَل» الثلاثي المجرَّد، على أن تكون الــهمزة لتقوية المعنى وإفادة التأكيد. وقديمًا ذكر ابن منظور أنَّ فَعَل وأفعل كثيرًا ما يعتقبان على المعنى الواحد، نحو: جَدَّ الأمر وأجدَّ، وصددته عن كذا وأصددته، وقصر عن الشيء وأقصر
... وعَقَد ابن قتيبة في كتابه: أدب الكاتب بابًا بعنوان: فَعَلتُ وأَفْعلتُ باتفاق المعنى. وذكر في هذا الباب أكثر من مئتي فِعل مسموع عن العرب، فضلاً عمَّا في صيغة «أفعل» المزيدة بالــهمزة من الإسراع إلى إفادة التعدية.

لَأَمَ

(لَأَمَ)
- فِيهِ «لّمَّا انْصًرف النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الخَنْدق وَوَضَع لَأْمَتَه أَتَاهُ جبْريل فأمَره بِالْخُرُوجِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَة» اللَّأْمَة مَهْموزة: الدِّرْع. وَقِيلَ: السِّلاح. ولَأْمَةُ الحَرب: أدّاتُه.
وَقَدْ يُتْرك الْهَمْزُ تَخفيفاً. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «كَانَ يُحَرِّض أصحابَه وَيَقُولُ: تَجَلْبَبُوا السَّكينة، وأكْمِلوا اللُّؤَم» هُو جَمْع لَأْمَة، عَلَى غَيْرِ قِياس. فَكَأَنَّ واحِدَه لُؤْمَة .
وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ «أنَّه أمَر الشَّجَرتين فجاءتَا، فَلَمَّا كانَتَا بِالمَنْصَفِ لَأَمَ بَيْنَهُما» .
يُقَالُ: لَأَمَ ولَاءَمَ بَيْنَ الشَّيئين، إِذَا جَمَع بَيْنَهُما وَوَافَقَ، وتَلَاءَمَ الشَّيْآنِ والْتَأَمَا، بِمَعْنىً.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ «لِي قائدٌ لَا يُلَائِمُني» أَيْ يُوافِقني ويُسَاعِدُني. وقد تُخَفَّف الــهمزة فتصير يَاء. ويُرْوَى «يُلاَوِمُني» بِالْوَاوِ، وَلاَ أصْل لَهُ، وَهُوَ تَحْرِيف مِنَ الرُّواة، لِأَنَّ المُلاَوَمة مُفَاعَلةٌ مِنَ اللَّوْمِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ «مَنْ لَايَمَكُم مِن مَملُوكِيكُم فأطْعِمُوه مَمَّا تأكُلون» هَكَذَا يُروَى بِالْيَاءِ، مُنْقَلبة عَنِ الــهَمْزة. والأصْل: لَاءَمَكم.

حبط

حبط


حَبَطَ(n. ac. حَبْط
حُبُوْط)
حَبِطَ(n. ac. حَبَط)
a. Was fruitless, useless; went for nothing, was of no
avail ( labour, blood & c. ).
b. Was swollen, inflated, blown out.

أَحْبَطَa. Rendered fruitless, nullified.
b. ['An], Shunned, turned away from.
حَبَطa. Mark, trace; scar.
b. Tumour, swelling.
ح ب ط : حَبِطَ الْعَمَلُ حَبَطًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَحُبُوطًا فَسَدَ وَهَدَرَ وَحَبَطَ يَحْبِطُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ وَقُرِئَ بِهَا فِي الشَّوَاذِّ وَحَبِطَ دَمُ فُلَانٍ حَبَطًا مِنْ بَابِ تَعِبَ هَدَرَ وَأَحْبَطْتُ الْعَمَلَ وَالدَّمَ بِالْأَلِفِ أَهْدَرْتُهُ. 
ح ب ط

حبط بطنه: انتفخ حبطاً بالتحريك. وفرس حبط القصيري: مجفر. وحبط جلده من السياط.

ومن المجاز: حبط عمله حبوطاً وحبطاً بالسكون، وأحبط الله عمله. وتقول: إن عمل عملاً صالحاً أتبعه ما يحبطه، وإن أصعد كلماً طيباً أرسل خلفه ما يهبطه؛ استعير من حبط بطون الماشية إذا أكلت الخضر فاستوبلته وهلكت به. ومنه حبط دم القتيل: هدر وبطل.
[حبط] نه فيه: "أحبط" الله عمله، أبطله، حبط عمله وأحبطه غيره، من حبطت الدابة حبطاً بالتحريك إذا أصابت مرعى طيباً فأفرطت في الأكل حتى تنتفخ فتموت. ومنه: أن مما ينبت الربيع ما يقتل "حبطاً" وروى بخاء معجمة من التخبط وهو الاضطراب، ويتم في زهرة، ويجمع شرحه في موضع فإنه حديث طويل لا يكاد يفهم إذا فرق. ن: الحبط بفتح مهملة وموحدة التخمة، أو يلم أي يقارب القتل، إن كل ما ينبت الربيع أي بعضه لرواية إن مما ينبته. ك: خوف المؤمن أن "تحبط" عمله، بصيغة معروف من باب علم أي من حبط ثوابه بعدم إخلاصه. ومن ترك صلاة العصر "حبط" عمله، أي بطل ثواب عمله، أو المراد من يستحل تركه، أو هو تغليظ. ط: يحمل على نقصان عمله في يومه سيما في وقت يرفع الأعمال إلى الله وإلا فإحباط عمل سبق إنما هو بالردة. ومنه إن عامراً "حبط" عمله، لأنه قتل نفسه، فقال: له أجران أجر الجهد في الطاعة وأجر المجاهدة- ومر في الجيم.
حبط: هُوَ أَن تَأْكُل الدَّابَّة فتكثر حَتَّى ينتفخ لذَلِك بَطنهَا وتمرض عَنْهُ يُقَال مِنْهُ: حَبِطَت تَحبَط حَبطًا. [و -] قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مثل ذَلِك أَو نَحوه. [و -] قَالَ: إِنَّمَا سمى الْحَارِث بْن مَازِن بْن [مَالك بْن -] عَمْرو بْن تَمِيم الحبط لِأَنَّهُ كَانَ فِي سفر فَأَصَابَهُ مثل هَذَا وَهُوَ أَبُو هَؤُلَاءِ الَّذين يسمون الحبطات من بني تَمِيم فينسب إِلَيْهِ فلَان الحبطي. قَالَ: إِذا نسبوا إِلَى الحبط حبطي وإلي سَلمَة سلمى وإلي شقرة شقري وَذَلِكَ أَنهم كَرهُوا كَثْرَة الكسرات ففتحوا. وَأما الَّذِي رَوَاهُ يزِيد: [يقتل -] خبطا - بِالْخَاءِ فَلَيْسَ بِمَحْفُوظ إِنَّمَا ذهب إِلَى التخبط وَلَيْسَ لَهُ وَجه. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَأما قَوْله: أَو يلم فَإِنَّهُ يَعْنِي يقرب من ذَلِك. وَمِنْه الحَدِيث الآخر فِي ذكر أهل الْجنَّة قَالَ: فلولا أَنه شَيْء قَضَاهُ اللَّه لألم أَن يذهب بَصَره. يعْنى لما يرى فِيهَا يَقُول: لقرب أَن يذهب بَصَره. 
حبط
قال الله تعالى: حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ
[المائدة/ 53] ، وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام/ 88] ، وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ [محمد/ 32] ، لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [الزمر/ 65] ، وقال تعالى: فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ [الأحزاب/ 19] ، وحَبْط العمل على أضرب:
أحدها: أن تكون الأعمال دنيوية فلا تغني في القيامة غناء، كما أشار إليه بقوله: وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً [الفرقان/ 23].
والثاني: أن تكون أعمالا أخروية، لكن لم يقصد بها صاحبها وجه الله تعالى، كما روي:
«أنه يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له: بم كان اشتغالك؟ قال: بقراءة القرآن، فيقال له: قد كنت تقرأ ليقال: هو قارئ، وقد قيل ذلك، فيؤمر به إلى النار.
والثالث: أن تكون أعمالا صالحة، ولكن بإزائها سيئات توفي عليها، وذلك هو المشار إليه بخفّة الميزان.
وأصل الحبط من الحَبَطِ، وهو أن تكثر الدابة أكلا حتى ينتفخ بطنها، وقال عليه السلام: «إنّ ممّا ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلمّ» . وسمّي الحارث الحَبَطَ ، لأنه أصاب ذلك، ثم سمي أولاده حَبَطَات. 
[حبط] حَبِطَ عملُهُ حَبْطاً بالتسكين، وحُبوطاً: بطَلَ ثوابه. وأَحْبَطَهُ الله تعالى. قال أبو عمرو: الاحباط: أن يذهب ماء الرَكِيَّةِ فلا يعودَ كما كان. ويقال أيضاً: حَبِطَ الجُرحُ حَبَطاً بالتحريك، أي عَرِبَ ونُكِسَ. والحَبَطُ أيضاً: أن تأكل الماشيةُ فتُكْثِرَ * حتَّى تنتفخ لذلك بطونُها ولا يخرج عنها ما فيها * وقال ابن السكيت: هو أن ينتفخ بطنها عن أكل الذرق، وهو الحندقوق. يقال: حبطت الشاةُ بالكسر. وفي الحديث " إنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقتُل حبطا أو يلم ". ومنه سمى الحارث بن عمرو بن تميم الحبط، لانه كان في سفر فأصابه مثل ذلك. وولده هؤلاء الذين يسمون الحبطات، من بنى تميم. والنسبة إليهم حبطى. والحبنطى: القصير البطين، يهمز ولا يهمز، والنون والالف للالحاق بسفرجل. يقال رجل حبنطى بالتنوين، وحبنطأ وحبنطأة، ومحبنط، وقد احبنطيت. فإن حقرت فأنت بالخيار، إن شئت حذفت النون وأبدلت من الالف ياء وقلت حبيط بكسر الطاء منونا، لان الالف ليست للتأنيث فتفتح ما قبلها كما يفتح في تصغير حبلى وبشرى، وإن شئت بقيت النون وحذفت الالف وقلت حبينط. وكذلك كل اسم فيه زيادتان للالحاق فاحذف أيتهما شئت. وإن شئت أيضا عوضت من المحذوف في الموضعين، وإن شئت لم تعوض، فإن عوضت في الاول قلت حبيط بتشديد الياء والطاء مكسورة، وقلت في الثاني حبينيط. وكذلك القول في عفرنى.
حبط
حبَطَ يَحبِط، حَبْطًا وحُبُوطًا، فهو حابِط
• حبَط عملُه/ حبَط سعيُه: بطَل ولم يحقِّق ثمرتَه، فسد وذهب سُدًى " {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبَطَتْ أَعْمَالُهُمْ} [ق] ". 

حبِطَ يَحبَط، حَبَطًا، فهو حابِط
• حبِط العملُ: حَبَط، فسد، بَطَل وذهب سُدًى " {فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} ". 

أحبطَ يُحبِط، إحْباطًا، فهو مُحبِط، والمفعول مُحبَط
• أحبَط اللهُ العملَ: أبْطله وأضاع ثوابَه "أحبَط خططَ خصمه: أفسدها- {أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ} " ° أحبط مساعيه: حال دون نجاحها، جعلها تفشل. 

إحْباط [مفرد]: ج إحباطات (لغير المصدر):
1 - مصدر أحبطَ.
2 - إعاقة النَّشاط المتّجه نحو هدف إمّا بإيقافه أو التَّهديد بإيقافه أو الإيحاء بأنّ مآله إلى الهزيمة والخيبة "يتعرّض الشبابُ للعديد من الإحباطات نتيجة التناقض بين الواقع والمثال".
3 - شعور بالحزن واليأس والعجز نتيجة للفشل في تحقيق هدفٍ كان يُرجى تحقيقه "أدت المقاومة الشعبيّة الباسلة إلى إصابة القوات المعادية بمزيد من الإحباط". 

حَبْط [مفرد]: مصدر حبَطَ. 

حَبَط [مفرد]: مصدر حبِطَ. 

حُبوط [مفرد]: مصدر حبَطَ. 
(ح ب ط)

الحَبَطُ، مثل الْعَرَب: من آثَار الجروح. وَقد حَبِطَ حَبَطا، وأحْبَطَه الضَّرْب.

والحبَطُ: وجع يَأْخُذ الْبَعِير فِي بَطْنه من كلإٍ يستوبله. وَقد حَبِط حَبَطا فَهُوَ حَبِيطٌ. وإبل حَباطَي وحَبِطَةٌ.

وحَبِطَت الشَّاة حَبَطا: انتفخ بَطنهَا عَن أكل الذرق. وَفِي الحَدِيث: " إِن مِمَّا ينْبت الرّبيع مَا يقتل حَبَطا أَو يلم " وَذَلِكَ الدَّاء الحُباطُ.

والحَبَطُ فِي الضَّرع: أَهْون الورم. وَقيل: الحبَطُ، الانتفاخ أَيْنَمَا كَانَ من دَاء أَو غَيره. وحَبِطَ جلده: ورم.

والحَبَنْطأُ، يهمز وَلَا يهمز: الغليظ الْقصير البطين، وَامْرَأَة حَبَنْطأةٌ: قَصِيرَة دَمِيمَة عَظِيمَة الْبَطن.

والحَبَنْطَي: الممتلئ غَضبا أَو بطنة وَحكى الَّلحيانيّ عَن الْكسَائي: رجل حَبَنْطيً، مَقْصُور، وحِبَنْطيً، مكسور مَقْصُور، وحَبَنْطأ وحِبَنْطَأٌ: أَي ممتلئ، غيظا أَو بطنة. وَقد احْبَنَطأْتُ واحْبَنْطَيتُ. وكل ذَلِك من الحَبَطِ الَّذِي هُوَ الورم، وَلذَلِك حكم على نونه وهمزته، أَو يائه، انهما ملحقتان لَهُ بِبِنَاء سفرجل.

والمُحْبَنْطِئُ: اللازق بِالْأَرْضِ. وَفِي الحَدِيث " إِن السقط ليظل مُحْبَنْطِياًّ على بَاب الْجنَّة " فسروه: متغضبا، وَقيل: المُحْبَنْطي، بِغَيْر همز، المتغضب المُستبطئُ للشَّيْء، وبالهمز: الْعَظِيم الْبَطن.

وحَبِطَ عمله حَبْطا وحُبُوطا: فسد. وَالله أحْبَطَه. وَفِي التَّنْزِيل: (فأحْبَطَ أَعْمَالهم) .

والحَبِطْ الْحَارِث بن مَازِن بن مَالك بن عَمْرو بن تَمِيم، سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ فِي سفر فَأَصَابَهُ مثل الحَبَطِ. وَقيل: إِنَّمَا سمي بذلك لِأَن بَطْنه ورم من شَيْء أكله. والحَبِطاتُ والحَبَطاتُ: أبناؤه، على جِهَة النّسَب، وَالْقِيَاس الْكسر. وَقيل: الحَبِطاتُ: الْحَارِث بن عَمْرو بن تَمِيم، والعنبر بن عَمْرو، والقليب بن عَمْرو، ومازن بن مَالك بن عَمْرو، وَكَعب ابْن عَمْرو، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ولقى دَغْفَل رجلا فَقَالَ لَهُ: مِمَّن أَنْت؟ فَقَالَ: من بني عَمْرو بن تَمِيم. قَالَ: إِنَّمَا عَمْرو عِقَاب جاثمة: فالحَبِطاتُ عُنُقهَا، والقليب رَأسهَا، وَأسيد والهجيم جناحاها، والعنبر جثوتها ومازن مخلبها، وَكَعب ذنبها، يَعْنِي بالجثوة بدنهَا ووسطها.
حبط
حَبِطَ عَمَلُه، وزادَ أبو زَيْدٍ: حَبَطَ - يفَتْح الباء - وقَرَأ أعْرابيّ: " فقد حَبَطَ عَمَلُه " حَبْطأً وحُبُوْطلً. والحبُط - بالّتحريك -: أن تأكُلَ الماشِيةُ فَتُكثرِ حتّى تَنْتَفِخَ لذلك بُطُونْها ولا يَخْرجَ عنها ما فيها، وقال ابنُ السكيتِك هو أن تَنْتَفخَ بُطُوْنها عن أكلِ الذّرَقِ وهو الحَنْدقُوْقُ، يُقال: حَبِطَتِ الشّاةُ - بالكسْرِ -، ومنه حَديُث النبي - صلى الله عليه وسلم -: وان مماِ يُنْبِتُ الربيعُ ما يقَتُلُ حَبَطَاً أو يُلمّ، وقد كُتِبَ الحَديُث بتمامِه في ترْكيب خ ض ر، وقال الناّبِغَةُ الجَعْدِيّ - رَضيَ الله عنه - يَصفُ فَرَساً:
فَليْقُ النّسا حَبُط الموْقفَينِ ... يَسْتَنّ كالصّدَعِ الأشْعَبِ
الموْقُف: نُقرةُ الخاصِرِة، وأنْشَدَ الأصمعيّ:
أقولُ لّما أنْ رَبَا من حَبَطْه ... مثرَ نطم ببوْله وضَرِطِهْ
وحَبِطَ الجُرْحُ إذا بقيتْ له آثارّ بعد البرءِ، قال: والحبطُ: اللحْمُ الزّائدُ على النّدُوبِ.
وقال العامِرِيُّ: الحَبُط: آثارُ السيَاطِ الوارِمَةُ التي لم تَشَقّقْ؛ فإنْ تَقَطّعَتُ ودميِتْ فهي العُلُوْبُ. ومن الحَبط، ويقاُل: الحبط؛ لأنه كان بنُ عَمْرو بن تَميمٍ: الحَبط، ويقاُل: الحبط؛ لأنه كان في سفرٍ فأصاَبه مثُلُ ذلك، وقال ابنُ الكلْبيّ: كان أكلّ طَعاماًً فأصَابَتْه منه هَيْضةُ، وقال ابنُ دُرَيدِ: كان أكلَ صَمْغاً فَحَبِط عنه وقال: الحارِثُ بن مالكِ بن عمرو ابن تَميم؛ ذَكَرَه في الرّباعيّ وزادَ في نَسبِه مالكا بين الحارث وعمرو. وولدُه هؤلاء الذين يسُمونَ الحَبَطاتِ من بني تَميم، والنسبةِ إليهم حَبطيّ - بفتْح الباء -؛ كالنسبِة إلى بني سلمةَ وبني " 15 - ب " شقرةَ، فتقول: سلَميّ وشقرِيّ - بفَتْح اللام والقاف -، وذلك لأنهم كرِهُوا كثرَة الكَسَراتِ فَفَتحواْ.
ويقال: حَبِطَ دَمُ القتيِل يَحْبُط حبَطاً: إذا هَدَر.
وحَبَطَ ماءُ البِئرِ حَبَطاً: إذا ذَهَبَ، قال:
فَحَبِط الجفْرُ وما إن جَمّا
والحبنْطي: القَصيرُ، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ ولا يُهْمزُ، والنّوْنُ والألُف للإلْحاقِ بِسَفرْجَلٍ، يقال: رَجُلّ حَبَنْطىً - بالتنوْين - وحَبَنْطاةُ، فإن حَقّرْتَ فأنتَ بالخيار: إنْ شئتَ حَذَفْتَ النونَ وأبْدَلتَ من الألفِ ياءِ وقلتَ: حُبَيْطِ بكَسْرِ الطاء مُنَوّناً؛ لأن الألَف ليستْ للتأنيث فَتَفَتْحَ ما قَبْلها كما تفْتح في تصغير حبُلى وبشرى، وإن بقيْت النون وحذفت الألف قلت: حُبْيَط، وكذلك كل اسم فيه زيادَتانِ للإلحاقِ فاحذفْ أيّتُهما شئتَ. وانْ شئت لم تُعَوضْ، فإن عوضْتَ في الأوّل قُلتَ حُبَيِطّ؟ بتشديد الياءِ والطاءُ مكسورة - وقلت في الثاني حُبيْنيط، وكذلك القولُ في عَفرْني.
وقال ابنُ عبّادٍ: الحبطةُ: بقيةُ الماءِ في الحوْض. قال الصغَانيّ مُؤلفُ هذا المتاب: هي الخبطةُ - بالخاء المعْجَمةِ بكسْرِها، وأجازَ ابنُ الأعرابيّ فَتْحَها - وستذكَرُ إن شاءَ الله تعالى في موْضعِها.
ويقال للشيء الحقير الصغير: حَبَطْيطٌةٌ كَحَمَصِيصًةٍ.
وأحْبَطَ الله عمله: أي أبْطَله. وقال أبو عمرو: الإحْبَاطُ: أن يذهب ماءُ الرِكَّيَّة فلا يعود كما كان. وقال أبو زيد: أحْبَطَ فُلان عن فلانِ: إذا تركه وأعرض عنه؛ يقال: قد تَعلقَ به ثم أحْبَطَ عنه.
واحْبَنْطي الرجل: انْتَفَح بَطْنُه، ومنه حديث النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -: في السقْطِ يظل مُحْبَنْطِياً على باب الجنة، ويروى بالهمزِ وبغير الهمزِ والمحْبَوْبطُ: الجَهُولُ السريع الغضب والتركيب يدل على بطلان أو ألم.

حبط

1 حَبِطَ, aor. ـَ inf. n. حَبَطٌ, (Az, S, K, &c.,) He (a beast, Az, S, or a camel, ISd, K) ate much, (S,) or had pain in his belly from pasture which he found unwholesome, or from eating much of herbage, (ISd, K,) so that he became swollen, or inflated, thereby (S, ISd, K) in his belly, (S,) and there would not come forth from him (S, ISd, K) what was in it, (S,) or anything; (ISd, K;) he did not void either thin dung or urine, his belly being bound: (Az:) or he (a sheep, or goat, ISk, S) became swollen, or inflated, in his belly, in consequence of eating [the herb called] ذُرَق, (ISk, S, K, *) which is the حَنْدَ قُوق [i. e. the herb lotus, melilot, or bird's-foot-trefoil]: (ISk, S:) or he (a beast) lighted upon good pasturage, and ate immoderately, so that he became swollen, or inflated, and died: (Z, IAth:) or, in speaking of a horse, you do not say, حَبِطَ الفَرَسُ, but حَبِطَ قُصَيْرَى الفَرَسِ, or خَاصِرَتُهُ, or مَوْقِفُهُ, because it means that the horse's belly became swollen, or inflated: (ISd, Z, L:) you say also, حَبِطَ بَطْنُهُ his belly became swollen, or inflated, so that he died: (Az, TA:) or his (a man's) belly became swollen, or inflated, by food &c.: (Mbr, TA in art. حبطأ:) and حَبِطَ is also said of the skin, meaning it became swollen, or inflated. (TA.) [See also Q. Q. 3; and see حَبَطٌ below.] b2: Hence, app., i. e. from حَبِطَ said of the belly, (Az, TA,) or it is from this verb said of a beast, (Z, IAth, TA,) حَبِطَ عَمَلُهُ, (Az, S, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (Az, Msb, K;) and حَبَطَ, aor. ـِ (Az, Az, Msb, K;) the latter, says Az, heard by Az from an Arab of the desert, but I have not heard it on any other authority; (TA;) inf. n. حَبْطٌ, (Az, S, K, [but in the Msb it seems to be indicated that it is حَبَطٌ,]) with the ب quiescent, (Az, S,) thus differing from the inf. n. of حَبِطَ said of the belly, (Az, TA,) and حُبُوطٌ, (Az, S, Msb, K,) which latter, accord. to Az, is the inf. n. of حَبَطَ like ضَرَبَ; (T, TA;) (tropical:) His work, or deed, became null, or void, or of no account; it went for nothing; it perished; (Az, Msb, TA;) for like as he of whom one says حَبِطَ بَطْنُهُ perishes, so does the work, or deed, of the hypocrite: (Az, TA:) or it became ineffective of reward; its reward became annulled. (S, K.) And hence also, (Z, TA,) حَبِطَ دَمُهُ, aor. ـَ (Z, Msb, K, TA,) but not حَبَطَ also, as is implied in the K, (TA,) and in this case the inf. n. is حَبَطٌ, (Msb, * TA,) with the ب movent, (TA,) (tropical:) His blood (the blood of one slain, K) went for nothing; unretaliated, and uncompensated by a mulct. (Msb, K, TA.) b3: حَبِطَ said of the water of a well, i. q. أَحْبَطَ, q. v. (TA.) b4: Said of a wound, (S, Ibn-' Abbád, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. حَبَطٌ, with fet-h to the ب, (S, K,) It had scars remaining after having healed: (Ibn-' Abbád, K: *) or it broke open again; or became recrudescent; syn. عَرِبَ [which has the signification given above on the authority of Ibn-' Abbád as well as what follows it] and نُكِسَ. (S.) [See also حَبَطٌ below.]4 أَحْبَطَ [احبطهُ seems to signify, in its primary acceptation, He made him, (namely a beast,) or it, (the belly,) to be in the state termed حَبَطٌ, which see below. b2: And hence,] احبط عَمَلَهُ (tropical:) He (God, S, K, or a man, Msb) made his work, or deed, to become null, or void, or of no account; to go for nothing; to perish; (Msb, K, * TA;) to be ineffective of reward; or he annulled its reward. (S.) So it signifies in the Kur [xxxiii. 19, &c.]: and you say, إِنْ عَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا أَتْبَعَهُ مَا يُحْبِطُهُ وَ إِنْ أَرْسَلَ كَلِمًا طَيِّبًا أَرْسَلَ خَلْفَهُ مَا يُحْبِطُهُ (tropical:) [If he do a good deed, he makes to follow it that which annuls it; and if he send forth good words, he sends forth after them that which annuls them]. (TA.) And hence also, (Z, TA,) احبط الدَّمَ (tropical:) He made the blood to go for nothing; unretaliated, and uncompensated by a mulct. (Msb, K, * TA. *) b3: احبطهُ الضَّرْبُ The beating made a mark or scar, or marks or scars, upon him. (TA.) A2: احبط مَآءُ الرَّكِيَّةِ, (K,) inf. n. إِحْبَاطٌ, (AA, S,) The water of the well went away, and did not return (AA, S, K) as it was; (AA, S;) as also ↓ حَبِطَ, aor. ـَ (TA.) b2: احبط عَنْ فُلَانٍ He turned away from, avoided, shunned, and left, such a one. (IDrd, K.) Q. Q. 3 اِحْبَنْطَى He (a man, TA) was, or became, swollen, or inflated, in his belly: (K, TA:) he (a man) was short and bigbellied: (S:) he (a man) was, or became, filled with wrath, or rage; or by repletion of the belly; as also اِحْبَنْطَأَ: from حَبَطٌ. (TA.) [See 1.]

حَبَطٌ [inf. n. of حَبِطَ, q. v.:] A beast's having the belly swollen, or inflated, so that what is in it does not come forth, in consequence of eating much: (S:) or pain in the belly, of a camel, from pasture which he finds unwholesome, or from herbage of which he has eaten much, so that he becomes swollen, or inflated, therefrom, (ISd, K,) in his belly, (TA,) and nothing comes forth from him: (ISd, K:) or a swelling, or inflation, of the belly, (K,) or a beast's having the belly swollen, or inflated, (ISk, S,) from eating [the herb called] ذُرَق: (ISk, S, K:) [see 1:] and a swelling in the udder or other thing: (K:) or, accord. to the M, the slightest swelling in the udder: or, as some say, swelling, or inflation, wherever it be, from disease or other cause. (TA.) It is said in a trad., إِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مضا يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ [Verily, of what the (rain, or season, called) ربيع causes to grow, is what kills by inflation of the belly, or nearly does so]. (S, TA.) b2: The scars, or marks, of a wound, or of whips, upon the body, after healing: or the swollen scars, or marks, (of whips, TA,) not lacerated: when mangled and bleeding, they are termed عُلُوب [pl. of عَلْب]: (K:) the excrescent flesh upon the scars of wounds. (Sgh.) حَبِطٌ part. n. of حَبِطَ; A camel [or other beast having his belly swollen, or inflated, so that what is in it does not come forth, in consequence of eating much: or] having pain in the belly, from pasture which he finds unwholesome, or from herbage of which he has eaten much, so that he is swollen, or inflated, therefrom, [in his belly,] and nothing comes forth from him: (K:) [see حَبَطٌ:] pl. حَبَاطَى (K) and حَبَطَةٌ. (M, TA.) You say also فَرَسٌ حَبِطُ القُصَيْرَى A horse swollen, or inflated, in the flanks. (TA.) حُبَاطٌ The disease in which the belly is swollen, or inflated, from eating [the herb called] ذُرَق: (K:) or, as Az says, accord. to some, it is with the pointed خ, from التَّخَبُّطُ signifying “ the being in a state of commotion, agitation, convulsion, tumult, or disturbance. ” (TA.) حُبَيْطٍ: see حَبَنْطًى.

حُبَيْطِىٌّ: see حَبَنْطًى.

حَبَنْطًى, with tenween, and حَبَنْطَأٌ, the ن and the ا [which latter is written in the former word ى being added to render the word quasi-coordinate to سَفَرْجَلٌ, (S, TA,) the derivation being from حَبَطٌ, (TA,) A man short and bigbellied; (S, TA;) as also حَبَنْطَاةٌ and ↓ مُحْبَنْطٍ: (S:) [see the last of these words below:] or filled with wrath, or rage; or by repletion of the belly; (K;) as also حِبَنْطًى and حَبَنْطَاةٌ: (Ks, Lh:) and this last, a woman short, ugly, and bigbellied; (K;) also related with ء [i. e. حَبَنْطَأَةٌ, or, as it is written in the L, حَبَنْطَآءَةٌ, but this I think a mistranscription]. (TA.) When you form the dim., you may reject the ن, and change the ا [which is the final letter] into ى, so that [the dim. becomes originally حُبَيْطِىٌ, for which, accord. to a wellknown rule,] you say ↓ حُبَيْطٍ, with kesr to the ط, and with tenween; for the ا is not to denote the fem. gender, that the letter preceding it should be with fet-h, as in [حُبَيْلَى and بُشَيْرَى] the dims. of حُبْلَى and بُشْرَى: you may also retain the ن, and reject the ا; saying ↓ حُبَيْنِطٌ: and thus you may do in the case of any noun having two letters added for the purpose of quasi-coordination: you may also put a compensation for the letter rejected in either place, or not: if you put a compensation in the former instance, you say ↓ حُبَيْطِىٌّ, with teshdeed to the ى, and with kesr to the ط; and in the latter instance, you say ↓ حُبَيْنِيطٌ. (S, O, TA.) حُبَيْنِطٌ: see حَبَنْطًى.

حُبَينِيطٌ: see حَبَنْطًى.

مُحْبَنْطٍ and مُحْبَنْطِئٌ A man, or child, swollen, or inflated, in his belly: (TA:) or filled with anger: (Az, TA:) or who becomes angry, deeming a thing slow or tardy or late: (IAth, TA:) or refraining as one who seeks or desires, not as one who refuses: (TA:) or the former, becoming angry; and the latter, swollen, or inflated: (IB, TA:) or the former, deeming a thing slow or tardy or late; and the latter, bigbellied: and the latter also signifies cleaving to the ground. (TA.) See also حَبَنْطًى.

حبط: الحَبَط مثل العَرَبِ: من آثارِ الجُرْحِ. وقد حَبِطَ حَبَطاً

وأَحْبَطَه الضرْبُ. الجوهري: يقال حَبِط الجرحُ حَبَطاً، بالتحريك، أَي

عَرِب ونُكس. ابن سيده: والحَبَطُ وجع يأْخذ البعير في بطْنه من كَلإٍ

يَسْتَوْبِلُه، وقد حَبِطَ حَبَطاً، فهو حَبِطٌ، وإِبِل حَباطَى وحَبَطةٌ،

وحَبِطَت الإِبلُ تَحْبَطُ. قال الجوهري: الحَبَطُ أَن تأْكل الماشية

فتُكْثِرَ حتى تَنْتَفِخَ لذلك بطونُها ولا يخرج عنها ما فيها. وحَبِطتِ الشاة،

بالكسر، حَبَطاً: انتفخ بطنها عن أَكل الذُّرَقِ، وهو الحَنْدَقُوقُ.

الأَزهري: حَبِطَ بطنُه إِذا انتفخ يحبَطُ حَبَطاً، فهو حَبِطٌ. وفي الحديث:

وإِنَّ ممّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ، وذلك

الدَّاء الحُباطُ، قال: ورواه بعضهم بالخاء المعجمة من التَّخَبُّطِ،

وهو الاضْطِرابُ. قال الأَزهريّ: وأَما قول النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم:

وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلمّ، فإِن أَبا عبيد

فسر الحَبَطَ وترك من تفسير هذا الحديث أَشياء لا يَستغْني أَهلُ العلمِ

عن مَعْرِفتها، فذكرت الحديث على وجهه لأُفَسِّر منه كلَّ ما يحتاجُ من

تفسيره، فقال وذَكره سنده إِلى أَبي سعيد الخدري انه قال: جلس رسولُ

اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، على المِنْبر وجَلسنا حولَه فقال: إِني أَخاف

عليكم بَعْدِي ما يُفْتَحُ عليكم من زَهرةِ الدنيا وزِينتِها، قال: فقال

رجل أَوَيَأْتي الخيرُ بالشرّ يا رسول اللّه؟ قال: فسكت عنه رسولُ اللّه،

صلّى اللّه عليه وسلّم، ورأَيْنا أَنه يُنْزَلُ عليه فأَفاقَ يَمْسَحُ

عنه الرُّحضاء وقال: أَين هذا السائلُ؟ وكأَنه حَمِدَه؛ فقال: إِنه لا

يأْتي الخيرُ بالشرّ، وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يَقتل حبَطاً أَو يُلمّ

إِلاّ آكِلةَ الخَضِر، فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَت خاصرتاها

استَقْبَلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتَعَتْ، وإِن هذا المال خَضِرةٌ

حُلوةٌ، ونِعْم صاحبُ المُسْلمِ هو لمن أَعْطى المِسْكينَ واليتيمَ وابنَ

السبيلِ؛ أَو كما قال رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: وإِنه مَن

يأْخذه بغير حقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة. قال

الأَزهري: وإِنما تَقَصَّيْتُ رواية هذا الخبر لأَنه إِذا بُتِرَ

اسْتَغْلَقَ معناه، وفيه مثلان: ضرَب أَحدَهما للمُفْرِط في جمع الدنيا مع

مَنْعِ ما جمَع من حقّه، والمثل الآخر ضربه للمُقْتَصِد في جمْعِ المال

وبذْلِه في حقِّه، فأَما قوله: صلّى اللّه عليه وسلّم: وإِنَّ مما يُنبت

الربيعُ ما يقتل حبَطاً، فهو مثل الحَرِيصِ والمُفْرِط في الجمْع والمنْع،

وذلك أَن الربيع يُنبت أَحْرار العشب التي تَحْلَوْلِيها الماشيةُ فتستكثر

منها حتى تَنْتَفِخَ بطونها وتَهْلِكَ، كذلك الذي يجمع الدنيا ويَحْرِصُ

عليها ويَشِحُّ على ما جمَع حتى يمنَعَ ذا الحقِّ حقَّه منها يَهْلِكُ في

الآخرة بدخول النار واسْتِيجابِ العذابِ، وأَما مثل المُقْتَصِد المحمود

فقوله، صلّى اللّه عليه وسلّم، إِلاَّ آكِلةَ الخَضِر فإِنها أَكلت حتى

إِذا امتلأَتْ خَواصِرُها استقبلت عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتعت،

وذلك أَن الخَضِرَ ليس من أَحْرارِ البقول التي تستكثر منها الماشية

فتُهْلِكه أَكلاً، ولكنه من الجَنْبةِ التي تَرْعاها بعد هَيْجِ العُشْبِ

ويُبْسِه، قال: وأَكثر ما رأَيت العرب يجعلون الخَضِرَ ما كان أَخْضَرَ من

الحَلِيِّ الذي لم يصفَرّ والماشيةُ تَرْتَعُ منه شيئاً شيئاً ولا تستكثر

منه فلا تحبَطُ بطونُها عنه؛ قال: وقد ذكره طرَفةُ فبين أَنه من نبات

الصيف في قوله:

كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ، إِذا

أَنْبَتَ الصيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ

فالخَضِرُ من كَلإِ الصيفِ في القَيْظِ وليس من أَحرارِ بُقولِ

الرَّبيع، والنَّعَمُ لا تَسْتَوْبِلُه ولا تَحْبَطُ بطونُها عنه، قال: وبناتُ

مَخْرٍ أَيضاً وهي سحائبُ يأْتِينَ قُبُلَ الصيف، قال: وأَما الخُضارةُ فهي

من البُقول الشَّتْوِيّة وليست من الجَنْبة، فضرب النبي، صلّى اللّه

عليه وسلّم، آكِلةَ الخَضِرِ مثلاً لمن يَقْتَصِد في أَخذ الدنيا وجمْعِها

ولا يُسْرِفُ في قَمِّها

(* قوله «قمها» أي جمعها كما بهامش الأصل.)

والحِرص عليها، وأَنه ينجو من وَبالِها كما نَجَتْ آكلةُ الخَضِر، أَلا تراه

قال: فإِنها إِذا أَصابت من الخَضِر استقبلت عين الشمس فثَلطت وبالت؟

وإِذا ثلطت فقد ذهب حبَطُها، وإِنما تَحْبَطُ الماشيةُ إِذا لم تَثْلِطْ ولم

تَبُلْ وأْتُطِمَت عليها بطونها، وقوله إِلا آكلة الخضر معناه لكنَّ آكلة

الخضر. وأَما قول النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: إِن هذا المال خَضِرةٌ

حُلْوة، ههنا الناعمة الغَضّةُ، وحَثَّ على إِعطاء المِسكين واليتيم منه

مع حَلاوتِه ورَغْبةِ الناس فيه، ليَقِيَه اللّهُ تبارك وتعالى وبالَ

نَعْمَتِها في دنياه وآخرته. والحَبطُ: أَن تأْكل الماشية فتكثر حتى تنتفخ

لذلك بطونها ولا يخرج عنها ما فيها. ابن سيده: والحَبطُ في الضَّرْعِ

أَهْونُ الورَمِ، وقيل: الحَبطُ الانْتِفاخُ أَين كان من داء أَو غيره.

وحَبِطَ جِلدُه: وَرِمَ. ويقال: فرس حَبِطُ القُصَيْرَى إِذا كان مُنْتَفِخَ

الخاصرتين؛ ومنه قول الجعدي:

فَلِيق النَّسا حَبِيط المَوْقِفَيْـ

ـنِ، يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعَبِ

قال: ولا يقولون حَبِط الفرسُ حتى يُضِيفُوه إِلى القُصَيْرَى أَو إِلى

الخاصِرةِ أَو إِلى المَوْقِفِ لأَن حبَطَه انتفاخُ بطنِه.

واحْبَنْطَأَ الرجلُ: انتفخ بطنه.

والحَبَنْطَأُ، يهمز ولا يهمز: الغَلِيظ القَصِير البطِينُ. قال أَبو

زيد: المُحْبَنْطِئ، مهموز وغير مهموز، الممْتَلئ غضَباً، والنون والــهمزة

والأَلف والباء زَوائدُ للإلحاق، وقيل: الأَلف للإلحاق بسفرجل. ورجل

حَبَنْطىً، بالتنوين، وحَبَنْطاةٌ ومُحْبَنْطٍ، وقد احْبَنْطَيْتَ، فإِن

حَقَّرْتَ فأَنت بالخيار إِن شئت حذفت النون وأَبدلت من الأَلف ياء وقلت

حُبَيْطٍ، بكسر الطاء منوناً لأَن الأَلف ليست للتأْنيث فيفتح ما قبلها كما

نفتح في تصغير حُبْلى وبُشْرى، وإِن بقَّيت النون وحذفت الأَلف قلت

حُبَيْنِطٌ، وكذلك كل اسم فيه زيادتان للإلحاق فاحذف أَيَّتَهما شئت، وإِن

شئتَ أَيضاً عوَّضْتَ من المحذوف في الموضعين، وإِن شئتَ لم تُعَوِّضْ، فإِن

عوَّضت في الأَوّل قلت حُبَيِّطٍ، بتشديد الياء والطاء مكسورة، وقلت في

الثاني حُبَيْنِيطٌ، وكذلك القول في عَفَرْنى. وامرأَة حَبَنْطاةٌ: قصيرة

دَمِيمةٌ عَظيمةُ البطْنِ. والحَبَنْطى: المُمْتلئ غضَباً أَو بطنة.

وحكى اللحياني عن الكسائي: رجل حَبَنْطىً، مقصور، وحِبَنْطىً، مكسور مقصور،

وحَبَنْطأٌ وحَبَنْطَأَةٌ أَي مُمْتلئ غيظاً أَو بِطنة؛ وأَنشد ابن بري

للراجز:

إِني إِذا أَنْشَدْتُ لا أَحْبَنْطِي،

ولا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّي

قال وقال في المهموز:

ما لك تَرْمِي بالخَنى إِلينا،

مُحْبَنْطِئاً مُنْتَقِماً علينا؟

وقد ترجم الجوهري على حَبْطَأَ. قال ابن بري: وصوابه أَن يذكر في ترجمة

حبط لأَن الــهمزة زائدة ليست بأَصلية، وقد احْبَنْطَأْت واحْبَنْطَيْت،

وكل ذلك من الحبَطِ الذي هو الورَمُ، ولذلك حكم على نونه وهمزته أَو يائه

أَنهما مُلْحِقتان له ببناء سَفَرْجل.

والمُحْبَنْطِئُ: اللاَّزِقُ بالأَرض. وفي الحديث: إِن السِّقط

ليَظَلُّ مُحْبَنْطِياً على باب الجنة، فسروه مُتَغَضِّباً، وقيل: المُحْبَنْطِي

المُتغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء، وبالهمز العظيم البطن، قال ابن

الأَثير: المُحْبَنْطِئُ، بالهمز وتركه، المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ

للشيء، وقيل: هو الممتنِعُ امتِناعَ طلَبٍ لا امتناع إِباء. يقال: احبنطأْت

واحْبَنْطَيْت، والنون والــهمزة والأَلف والياء زوائد للإلحاق. وحكى ابن

بري المُحْبَنطِي، بغير همز، المتغضِّبُ، وبالهمز المنتفخ.

وحَبِطَ حبْطاً وحُبوطاً: عَمِلَ عَملاً ثم أَفْسَدَه، واللّه أَحْبَطه.

وفي التنزيل: فأَحْبَطَ أَعمالَهم. الأَزهري: إِذا عمل الرجل عملاً ثم

أَفْسَدَه قيل حَبِطَ عَمَلُه، وأَحْبَطَه صاحبُه، وأَحْبَطَ اللّه

أَعمالَ من يُشْرِكُ به. وقال ابن السكيت: يقال حَبِطَ عملُه يَحْبَطُ حبْطاً

وحُبُوطاً، فهو حَبْطٌ، بسكون الباء، وقال الجوهري: بطل ثوابه وأَحبطه

اللّه. وروى الأَزهري عن أَبي زيد أَنه حكى عن أَعرابي قرأَ: فقد حبَط

عملُه، بفتح الباء، وقال: يَحْبِطُ حُبوطاً، قال الأَزهري، ولم أَسمع هذا

لغيره، والقراءة: فقد حَبِط عملُه. وفي الحديث: أَحْبَط اللّه عمله أَي

أَبْطَلَه، قال ابن الأَثير: وأَحْبَطه غيرُه، قال: وهو من قولهم حَبِطَت

الدابةُ حَبطاً، بالتحريك، إِذا أَصابت مَرْعىً طيِّباً فأَفرطت في الأَكل

حتى تنتفخ فتموت.

والحَبَطُ والحَبِطُ: الحرث بن مازِنِ بن مالك بن عمرو بن تَميم، سمي

بذلك لأَنه كان في سفر فأَصابه مثل الحَبَط الذي يصيبُ الماشية فنَسَبُوا

إليه، وقيل: إِنما سمي بذلك لأَن بطنه وَرِمَ من شيء أَكله، والحَبِطاتُ

والحَبَطاتُ: أَبناؤه على جهة النسَب، والنِّسْبة إِليهم حُبَطِيٌّ، وهم

من تميم، والقياس الكسر؛ وقيل: الحَبِطاتُ الحرثُ بن عمرو بن تَميم

والعَنْبَرُ بن عمرو والقُلَيْبُ بن عمرو ومازِنُ بن مالك بن عمرو. وقال ابن

الأَعرابي: ولقي دَغْفَلٌ رجلاً فقال له: ممن أَنت؟ قال: من بني عمرو بن

تميم، قال: إِنما عمرو عُقابٌ جاثِمةٌ، فالحبطات عُنُقُها، والقُلَيْبُ

رأْسها، وأُسَيِّدٌ والهُجَيْمُ جَناحاها، والعَنْبَرُ جِثْوتُها وجَثوتُها،

ومازنٌ مِخْلَبُها، وكَعْب ذنبها، يعني بالجثوة بدنها ورأَْسها.

الأَزهري: الليث الحَبِطاتُ حيّ من بني تميم منهم المِسْوَرُ بن عباد

الحَبَطِيُّ، يقال: فلان الحبطي، قال: وإِذا نسبوا إِلى الحَبِطِ قالوا حَبَطِيٌّ،

وإِلى سَلِمةَ سَلَمِيّ، وإِلى شَقِرةَ شَقَرِيٌّ، وذلك أَنهم كرهوا كثرة

الكسرات ففتحوا؛ قال الأَزهري: ولا أَرى حَبْط العَمل وبُطْلانه

مأْخوذاً إِلا من حبَط البطن لأَن صاحب البطن يَهْلِكُ، وكذلك عملُ المنافق

يَحْبَطُ، غير أَنهم سكنوا الباء من قولهم حَبِطَ عمله يَحْبَطُ حبْطاً،

وحركوها من حَبِطَ بطنه يَحْبَطُ حَبَطاً، كذلك أُثبت لنا؛ عن ابن السكيت

وغيره. ويقال: حَبِطَ دم القتيل يَحْبَطُ حَبْطاً إِذا هُدِرَ. وحَبِطَتِ

البئر حبْطاً إِذا ذهب ماؤُها. وقال أَبو عمرو: الإِحْباطُ أَن تُذْهِب ماء

الرّكيّة فلا يعود كما كان.

حبط
الحَبَطُ مُحَرَّكَةً: آثارُ الجُرْحِ أَو السِّياطِ بالبَدَنِ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: حَبِطَ الجُرْحُ حَبَطاً، بالتَّحريكِ، أَي عَرِب ونُكِسَ. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: حَبِطَ الجُرْحُ، إِذا بقِيَتْ لَهُ آثارٌ بعدَ البُرْءِ، أَو الآثارُ، أَي آثارُ السِّياطِ الوارِمَةُ الَّتِي لم تَشَقَّقْ، فإِنْ تَقَطَّعَتْ ودَمِيَتْ فعُلُوبٌ، بالضَّمِّ، وَقَدْ تَقَدَّم فِي موضِعِهِ، وَهَذَا قَوْلُ العامِرِيِّ، وَنَقله الصَّاغَانِيُّ. وقالَ ابنُ سِيدَه: الحَبَطُ: وَجَعٌ ببَطْنِ البَعيرِ من كَلإٍ يَسْتَوْبِلُهُ، أَي يسْتَوْخِمُهُ، كَذَا فِي المُحْكَمِ، أَو من كلإٍ يُكْثِرُ مِنْهُ، فيَنْتَفِخَ مِنْهُ بُطُونُها فَلَا يَخْرُجُ مِنْهَا شيءٌ، وَهَذَا قَوْلُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: وإِنَّما تَحْبَطُ الماشِيَةُ إِذا لم تَثْلِطْ، وَلم تَبُلْ، واعْتُقِلَ بطْنُها. وَقَدْ حَبِطَ بطْنُه كفَرِحَ، إِذا انْتَفَخَ، فيهِنَّ، يَحْبَطُ حَبَطاً فَهُوَ حَبِطٌ، من إبِلٍ حَبَاطَى وحَبِطَةٍ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. أَو حَبَطُ الماشِيَةِ: انْتِفاخُ البطنِ عَن أَكلِ الذُّرَقِ وَهُوَ الحَنْدَقُوقُ، يُقَالُ: حَبِطَت الشَّاةُ، بالكَسْرِ، كَمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ، قالَ: ومِنْهُ الحديثُ: وإِنَّ ممَّا يُنْبِتُ الرَّبيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ وَاسم ذَلِك الدَّاءِ: حُبَاطٌ، بالضَّمِّ، قالَ الأّزْهَرِيّ: ورَواه بَعضهم بالخَاءِ المُعْجَمَة، من التَّخَبُّط، وَهُوَ الاضْطِرابُ. والحَبَطُ: وَرَمٌ فِي الضَّرْعِ أَو غيرِه، والَّذي فِي المُحْكَمِ: الحَبَطُ فِي الضَّرْعِ: أَهْوَنُ الوَرَمِ، وَقيل: الحَبَطُ: الانْتِفاخُ أَينَ كانَ من داءٍ أَو غيرِه.)
وحَبِطَ جِلْدُه: وَرِمَ. وَمن المَجَازِ: حَبِطَ عَمَلُهُ، كسَمِعَ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ وغيرُهُ من الأَئِمَّة،دَغْفَلٌ رَجُلاً فَقَالَ لَهُ: ممَّنْ أَنْتَ قالَ: من بَني عَمْرو بنِ تَميمٍ. قالَ: إنَّما عَمْرٌ وعُقابٌ جاثِمَة، فالحَبِطاتُ عُنُقُها، والقُلَيْبُ رَأْسُها، وأُسَيِّدٌ والهُجَيْمُ جَنَاحاها، والعَنْبَرُ جِثْوَتُها، ومازِنٌ مِخْلَبُها، وكَعْبٌ ذَنَبُها.
يَعْنِي بالجثْوَةِ بَدَنَها. قُلْتُ: وَهَذَا هُوَ الَّذي صرَّحَ بِهِ النَّسَّابَةُ، والهُجَيْمُ وأُسَيِّدٌ هُما إِخْوَةُ العَنْبَرِ، وكَعْبٌ، والقُلَيْبُ، وأُلَيْهَةُ، وكَذلِكَ بَنو الهُجَيْم الخمسَةُ: عامِرٌ وسَعْدٌ ورَبيعَةُ وأَنْمارٌ وعمرٌ و، يُعْرَفُون بالحَبِطاتِ. والمُحْبَوْبِطُ: الجَهُولُ السَّريعُ الغَضَبِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. والحَبَطِيطَةُ، مُحَرَّكَةً، كحَمَصِيصَةٍ: الشَّيْءُ الحَقيرُ الصَّغيرُ. يُقَالُ: احْبَنْطَى الرَّجُلُ، إِذا انْتَفَخَ بطنُهُ، ومِنْهُ)
الحديثُ فِي السِّقْطِ يَظَلُّ مُحْبَنْطِئاً عَلَى بابِ الجَنَّةِ يُروى بالهَمْزِ وبغَيْرِ الهَمْزِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: المُحْبَنْطِئُ، مهموزٌ وغيرُ مَهْمُوز: المُمْتَلِئُ غَضَباً، وَقَالَ غيرُه فِي تفسيرِ الحَديث: المُحْبَنْطِي، هُوَ المُتَغَضِّبُ، وَقيل: هُوَ المُسْتَبْطِئُ للشَّيءِ، وبالهمزِ: العَظيمُ البطنِ. وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: المُحْبَنْطِئُ، بالهَمْزِ وتَرْكِه: المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشَّيءِ، وَقيل: هُوَ المُمْتَنِعُ امْتِناعَ طَلَبٍ لَا امْتِناعَ إِباءٍ. وَحكى ابنُ بَرِّيّ: المُحْبَنْطِي، بغيرِ همْزٍ: المُتَغَضِّبُ، وبالهمزِ: المُنَتَفِخُ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: أَحْبَطَه الضَّربُ: أَثَّرَ فِيهِ. وإِبِلٌ حَبَطَةٌ، مُحَرَّكَةً، كحَبَاطَى، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
والحَبَطُ، مُحَرَّكَةً: اللَّحْمُ الزَّائِدُ عَلَى النُّدُوب، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وحُبَطَ ماءُ البئرِ، كفَرِحَ: مِثْلُ أَحْبَطَ، قالَ: فَحَبِطَ الجَفْرُ وَمَا إِنْ جَمَّا ويُقَالُ: فَرَسٌ حَبِطُ القُصَيْرَى، إِذا كانَ مُنْتَفِخَ الخاصِرَتَيْنِ، ومِنْهُ قَوْلُ الجَعْدَيِّ:
(فَلِيقُ النَّسَا حَبِطُ المَوْقِفَيْ ... نِ يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعَبِ)
وَلَا يَقُولُونَ: حَبِطَ الفَرَسُ، حتَّى يُضِيفُوه إِلَى القُصَيْرَى، أَو إِلَى الخاصِرَةِ، أَو إِلَى المَوْقِفِ لأَنَّ حَبَطَه: انْتِفاخُ بَطْنِه، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشَرِيُّ. ورَجُلٌ حِبَنْطًى، بالكَسْرِ مقصورٌ: لغةٌ فِي حَبَنْطًى، بالفَتْحِ، حَكاهُ اللِّحْيانِيّ عَن الكِسَائِيّ. والمُحْبَنْطِي: الَّلازِقُ بالأَرْضِ. وحَبَطَةُ، مُحَرَّكَةً: ابنٌ للفَرَزْدَقِ، وَهُوَ أَخو كَلَطَةَ ولَبَطَةَ، وَقَدْ ذَكَرَهُ المُصَنِّفِ فِي ل ب ط اسْتِطْراداً.
ح ب ط: (حَبِطَ) عَمَلُهُ بِطَلَ ثَوَابُهُ وَبَابُهُ فَهِمَ وَ (حُبُوطًا) أَيْضًا وَ (أَحْبَطَهُ) اللَّهُ. وَ (الْحَبَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ
أَنْ تَأْكُلَ الْمَاشِيَةُ فَتُكْثِرَ حَتَّى تَنْتَفِخَ لِذَلِكَ بُطُونُهَا وَلَا يَخْرُجُ عَنْهَا مَا فِيهَا. وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَنْتَفِخَ بَطْنُهَا عَنْ أَكْلِ الذُّرَقِ وَهُوَ الْحَنْدَقُوقُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ» . 

أمو

(أ م و) : (الْأَمَةُ) وَاحِدَةُ الْإِمَاءِ وَبِتَصْغِيرِهَا حَكَى شُرَيْحٌ الْقَاضِي وَهُوَ الْمُرَادُ فِي قَوْلِهِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا أُمَيَّةَ (أُمَوِيَّةٌ) فِي (ع ب) .
أمو
أَمَة [مفرد]: ج إماء:
1 - جارية، امرأةٌ مملوكة عكسها حُرَّة " {وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} " ° يا أمةَ الله: للحرَّة والمملوكة، كما يُقال: ياعبدَ الله.
2 - خادمة "أَمةٌ أمينة". 
[أم و] الأَمَةُ المَملُوكَةُ تَقولُ العَربُ في الدُّعَاءِ على الإِنسانِ رماهُ اللهُ من كُلِّ أَمَةٍ بحَجَرٍ حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابي وأُرَاهُ من كلِّ أَمْتٍ بحَجَرٍ وجَمْعُ الأَمَةِ أَمَوَاتٌ وإِماءٌ وآمٍ وإِمْوَانٌ وأُمْوَانٌ كِلاهُما على طَرْحِ الزَّائدِ ونَظِيرُهُ عند سِيبَوَيهِ أَخٌ وإِخْوانٌ قالَ القَتَّالُ الكِلابِيُّ

(أمَّا الإِماءُ فَلا يَدْعُونَنِي وَلَدًا ... إذا تَرَامَى بَنُو الإِمْوَانِ بالعَارِ)

ويُرْوَى بَنُو الأُمْوَانِ رواهُ اللِّحْيَانيُّ وحَمَل سِيبَوَيهِ أَمَةً على أنَّها فَعَلَةٌ لِقولِهم في تَكسيرِها آمٍ كقولهم أَكَمَةٌ وآكُمُ قال ابنُ جِنِّي القولُ فيه عِندي أنّ حَرَكَةَ العين قد عَاقَبَتْ في بَعْضِ المَوَاضِعِ تاءَ التَّأنيثِ وذلِكَ في الأَدْوَاءِ نَحْو رَمِثَ رَمَثًا وحَبِطَ حَبَطًا فإِذا أَلْحَقُوا التَّاءَ أَسْكَنُوا العَيْنَ فَقَالُوا حَقِلَ حَقْلَةً ومَغِلَ مَغْلَةً فقد تَرَى إلى مُعاقَبَة حَرَكَةِ العَيْنِ تَاءَ التأنيثِ ومن ذلك قَولُهُم جَفْنَةٌ وجَفَنَاتٌ وقَصْعةٌ وقَصَعَاتٌ لما حَذَفُوا التَّاءَ حَرَّكُوا العَيْنَ فلمَّا تَعَاقَبَتِ التَّاءُ وحَركَةُ العَيْنِ جَرَتَا في ذلِكَ مَجْرَى الضِّدَّينِ المُتَعاقِبينِ فلمَّا اجتَمَعا في فَعَلَةٍ ترافَعَا أحْكامَهُما فَأَسْقَطَتِ التَّاءُ حُكْمَ الحَرَكَةِ وأَسْقَطَتِ الحَرَكَةُ حُكْمَ التَّاءِ فَآلَ الأَمرُ بالمثالِ إِلى أَنْ صارَ كأَنَّهُ فَعْلٌ وفَعْلٌ بابُ تكسِيرِه أَفْعُلٌ وتأَمَّى أَمَةً اتَّخَذَها وأَمَّاها جَعَلَها أَمَةً وأَمَتِ المَرْأةُ وأَمِيَتْ وأَمُوتْ الأَخيرَةُ عن اللِّحْياني أُمُوَّةً صَارَتْ أَمَةً وقالَ مَرَّةً ما كَانَتْ أَمَةً ولقد أَمُوَتْ أُمُوَّةً وبنو أُمَيَّةَ بَطْنٌ من قُرَيْشٍ النَّسَبُ إليهم أُمَوِيٌّ على القياسِ وعلى غيرِ القِياسِ أَمَوِيٌّ وحكى سِيبَوَيهِ أُمَييٌّ على الأصلِ أَجْرَوْهُ مُجْرَى نُمَيْرِيٍّ وعُقَيْلِيٍّ ولَيْسَ أُمَيِّيٌّ بأكثر في كلامِهم إنما يَقُولُها بعضُهُم وبَنُو أَمَةَ بَطنٌ من بني نَصْرِ بنِ مُعاوِيَة
أمو
: (و {الأَمَةُ: المَمْلوكَةُ) وخِلافُ الحُرَّةِ.
وَفِي التهْذِيبِ: الأَمَةُ المرأَةُ ذاتُ العُبُودَةِ، (ج} أَمَواتٌ) ، بالتَّحْرِيكِ، ( {وإماءٌ) ، بالكسْرِ والمدِّ، (} وآمٍ) ، بالمدِّ، ذَكَرَهُما الجَوْهرِيُّ، ( {وأَمْوانٌ مُثَلَّثَةً) على طَرْحِ الزائِدِ، اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الكسْرِ، ونَظِيرُه عنْدَ سِيْبَوَيْه أَخٌ وإِخْوانٌ،والضمّ عَن اللَّحْيانيّ. وقالَ الشاعِرُ فِي} آمٍ أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ:
مَحَلَّةُ سَوْءٍ أَهْلَكَ الدَّهْرُ أَهْلَها
فَلم يَبْقَ فِيهَا غَيْرُ آمٍ خَوالِفِ وقالَ السُّلَيْك:
يَا صاحِبَيَّ أَلالا حَيَّ بالوادِي
إلاَّ عبيدٌ وآمٍ بَين أَذْوادِوقالَ عَمْرُو بنُ مَعْد يكرب:
وكُنْتُمْ أَعْبُداً أَوْلادَ غَيْلٍ
بَني آمٍ مَرَنَّ على السِّفادِوقالَ آخرُ:
تَرَكْتُ الطيرَ حاجِلَةً عَلَيْهِ
كَمَا تَرْدي إِلَى العُرُشاتِ آمِوأَنْشَدَ الأزْهرِيُّ للكُمَيْت:
تَمْشي بهَا رُبْدُ النَّعا
م تَماشِيَ {الآمِ الزَّوافِروأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي فِي ترْكيبِ خَ ل ف لمتمِّم:
وفَقْدُ بَني آم تداعوا فَلم أكُنْ
خلافهُمُ أَن أستكينَ واضرَعَاوشاهِدُ} إمْوان قَوْلُ الشاعِرِ، وَهُوَ القَتَّالُ الكِلابيّ جاهِلِيٌّ: أَنا ابنُ أَسْماءَ أَعْمامي لَهَا وأَبي
إِذا تَرامَى بَنُو {الإمْوانِ بالعارِوأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ: عجزَ هَذَا البيتَ وضَبَطَه بكسْرِ الــهَمْزَةِ. ورَواهُ اللّحْيانيُّ بضمِّها؛ ويقالُ: إنَّ صدْرَ بيتِ القَتَّال:
أما} الإماءُ فَلَا تَدْعُونَني أَبداً إِذا تَرامَى الخ.
(وأَصْلُها {أَمَوَةٌ) ، بالتَّحْرِيكِ، لأنَّه جمع على آمٍ، وَهُوَ أَفْعُل مِثْلُ أَيْنُقٍ، وَلَا تُجْمَعُ فَعْلَه بالتَّسْكِين على ذلِكَ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ المبرِّدِ، قالَ: وليسَ شَيْء مِن الأَسْماءِ على حَرْفَيْن إلاَّ وَقد سَقَطَ مِنْهُ حَرْفٌ يُسْتَدَل عَلَيْهِ بجَمْعِه أَو تَثْنيتِه أَو بفعْلٍ إِن كانَ مُشْتقاً مِنْهُ، لأنَّ أقلَّ الأُصولِ ثلاثَةُ أَحْرُف،} فأَمَةٌ الذّاهِبُ مِنْهُ وَاو لقَوْلِهم أُمْوانٌ.
(و) قالَ أَبو الهَيْثم: أَصْلُها ( {أَمْوَةٌ) ، بالتّسْكِينِ، حَذَفُوا لامَها لمَّا كانتْ مِن حُرُوفِ اللِّين، فلمَّا جَمَعُوها على مِثالِ نَخْلَة ونَخْل لَزِمَهم أَنْ يَقُولُوا} أَمَةٌ! وأَمٌ، فكَرهوا أَن يَجْعَلُوها على حَرْفَيْن، وكَرِهُوا أَنْ يَرُدُّوا الواوَ المَحْذوفَةَ لما كَانَت آخِرَ الِاسْم، يَسْتَثْقلونَ السّكوتَ على الواوِ فقدَّموا الواوَ فجعَلُوها ألِفاً فيمَا بينَ الألِفِ والميمِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا قَوْلٌ حَسَنٌ.
قُلْتُ: واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على قَوْلِ المبرِّدِ، وَهُوَ أَيْضاً قَوْلُ سِيْبَوَيْه فإنَّه مَثَّل أَمَةٍ وآمٍ بأَكَمَةٍ وأَكَمٍ. وقالَ الليْثُ: تقولُ ثَلَاث آمٍ، وَهُوَ على تَقْديرِ أَفْعُل.
قالَ الأزْهرِيُّ: أُراهُ ذَهَبَ إِلَى أنَّه كانَ فِي الأصْل ثَلَاث {أَمْوُيٍ.
وقالَ ابنُ جنِّي: القولُ فِيهِ عنْدِي أنَّ حركَةَ العَيْن قد عاقَبَتْ فِي بعض المواضِعِ تاءَ التّأْنِيثِ، وذلكَ فِي الأَدْواءِ نَحْو رَمِث رَمَثاً وحَبِطَ حَبَطاً، فَإِذا أَلْحَقُوا التاءَ أَسْكَنوا العَيْنَ فَقَالُوا جَفِل جَفْلَةً ومَغِلَ مَغْلَةً، فقد تَرى إِلَى مُعَاقَبَة حركَةِ العَيْن تاءَ التَّأْنِيثِ، وَفِي نحْوِ قَوْلهم: جَفْنة وجَفَنات وقَصْعة وقَصَعات، لمَّا حَذَفُوا التاءَ حَرّكُوا العَيْن، فلمَّا تعاقَبَتِ التاءُ وحَرَكَة العَيْن جَرَتا فِي ذلكَ مَجْرَى الضِّدَّيْن المُتَعاقِبَيْن، فلمَّا اجْتَمَعا فِي فَعَلةٍ تَرافَعا أَحْكامَهما، فأَسْقَطَتِ التاءُ حُكْمَ الحَرَكَةِ، وأَسْقَطَتِ الحركَةُ التاءَ، وآلَ الأَمْر بالمِثالِ إِلَى أنْ صارَ كأنَّه فَعْلٌ، وفَعْلٌ بابٌ تَكْسِيره أَفْعَل.
(} وتأَمَّى {أَمَةً: اتَّخَذَهَا) ؛) عَن ابنِ سِيدَه والجَوْهرِيُّ؛ قالَ رُؤْبَة:
يَرْضَوْن بالتَّعْبِيدِ} والتَّأمِّي ( {كاسْتَأْمَى؛) قالَ الجَوْهرِيُّ: يقالُ} اسْتَأْم أَمَةً غَيْر {أَمَتِك، بتَسْكِين الــهَمْزةِ، أَي اتَّخِذْ.
(} وأَمَّاها {تَأْمِيَةً: جَعَلَها أَمَةً؛) عَن ابْن سِيدَه.
(} وأَمَتِ) المرْأَةُ، كرَمَتْ، ( {وأَمِيَتْ، كسَمِعَتْ،} وأَمُوَتْ، ككَرُمَتْ) ، وَهَذِه عَن اللّحْيانيّ، ( {أُمُوَّةً) ، كفُتُوَّةٍ: (صارَتْ أَمَةً.
(وأَمَتِ السِّنَّوْرُ) ، كرَمَتْ، (} تَأْمُو {إِماءً) :) أَي (صاحَتْ؛) وكَذلِكَ} ماءت {تموء} مواءً: وَقد ذُكِرَ فِي الــهَمْزَةِ. (وبَنُو {أُمَيَّةَ) ، مُصَغَّر أَمَة: (قَبيلَةٌ من قُرَيْشٍ) ، وهُما} أُمَيَّتانِ الأَكْبَر والأصْغَر، ابْنا عَبْدِ شمسِ بنِ عبْدِ مَنَافٍ، أَوْلاد عَلَّةٍ، فمِنْ أُمَيَّة الكُبْرى أَبو سُفْيان بنُ حَرْب والعَنابِسُ والأعْياضُ، {وأُمَيَّةُ الصُّغْرى هُم ثلاثَةُ إخْوة لأُمِّ اسْمُها عَبْلَة، يقالُ لَهُم العَيَلات، بالتَّحْريك؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْتُ: وعَبْلَةُ هَذِه هِيَ بنتُ عبيدِ مِن البَراجِم مِن تَميِم.
وقالَ ابنُ قدامَةَ: وَلَدَ أَمَيَّة أَبا سُفْيان واسْمُه عَنْبَسَة وَهُوَ أَكْبَر ولدِه، وسُفْيان وحَرْب وَالْعَاص وأَبو العاصِ وأَبو الْعيص وأَبو عَمْرو؛ فَمن ولِد أَبي العاصِ أَمِيرُ المُؤْمِنِين عُثْمانُ بنُ عَفَّان بنِ أَبي العاصِ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، وأَمَّا العَنابِسُ فهُم ستَّة أَو أَرْبَعَة وَقد تقدَّمَ ذِكْرُهم فِي السِّين.
(والنّسْبَةُ) إِلَيْهِم (} أُمَوِيٌّ) ، بضمّ ففتحٍ على القِياسِ؛ ( {وأَمَوِيٌّ) بالتَّحْرِيكِ على التَّخْفيفِ، وَهُوَ الأَشْهَر عنْدَهم، كَمَا فِي المِصْباح؛ وَإِلَيْهِ أَشارَ الجَوْهرِيُّ بقوْلِه ورُبَّما فَتَحوا.
قالَ: (و) مِنْهُم مَنْ يقولُ: (} أُمَيِّيٌّ) ، أَجْراهُ مَجْرى نُمَيْريّ وعُقَيْليّ، حَكَاه سِيْبَوَيْه.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: يجمعُ بينَ أَرْبَع ياآتٍ.
(وأَما قَوْلُ بعضِهِم: عَلْقَمَةُ بنُ عُبَيْدٍ، ومالِكُ بنُ سُبَيْعٍ {الأَمَوِيَّانِ، محرَّكةً: نِسْبَةٌ إِلَى بَلَدٍ يقالُ لَهُ} أَمَوَةٌ) ، بالتَّحْرِيكِ، (ففِيهِ نَظَرٌ) ، لأنَّ الصَّوابَ فِيهِ أنَّهما مَنْسوبان إِلَى أَمَة بنِ بجالَةَ بنِ مازنِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بنِ ذبيانِ، وعَلْقمةُ المَذْكُور هُوَ ابنُ عبيدِ بنِ قنيةَ بنِ أَمَة، ومالِكُ هُوَ ابنُ سُبَيْعِ بنِ عَمْرو بنِ قنيةَ بنِ أَمَة وَهُوَ صاحِبُ الرُّهُنِ الَّتِي وَضِعَتْ على يدِهِ فِي حَرْبِ عَبْسٍ وذبْيان.
وأَمَّا البَلَدُ الَّذِي ذَكَره فَفِيهِ ثلاثُ لُغاتٍ: {آمو بالمدِّ،} وآمُويه بضمِّ الميمِ أَو فَتْحها كخَالَوَيْه كَذَا ضَبَطَها أَبو سعْدٍ المَالِيني والرَّشاطيُّ تِبْعاً لَهُ وابنُ السّمعاني وابنُ الأثيرِ تِبْعاً لَهُ؛ ويقالُ {أَمُّوَيْه بتَشْديدِ الميمِ ضَبَطَه ياقوت، وَقَالُوا إنَّها مَدينَةٌ بشطِّ جيحونَ وتُعْرَفُ بآمُل أَيْضاً.
وأَمَّا} أَمَوَه بالتَّحْريكِ فَلم يَضْبطْه أَحَدٌ، وأَحْربه أَن يكونَ تَصْحيفاً.
(و) أُمُّ خالِدٍ (أَمَةُ بنتُ خالِدٍ) بنِ سعيدِ بنِ العاصِ {الأُمَوَيَّة، وُلِدَتْ بالحَبَشةِ تَزَوَّجَها الزُّبَيْرُ بنُ العوامِ فوَلَدَتْ لَهُ خالِداً وعَمْراً، رَوَى عَنْهَا موسَى وإبراهيمُ ابْنا عقبَةَ وكُرَيْبُ بنُ سُلَيْمَان.
(و) أَمَةُ (بنْتُ خليفَةَ) بنِ عدِيَ الأنْصارِيَّة مَجْهولَة.
(و) أَمَةُ (بنْتُ الفارِسِيَّةِ) ، صَوابُه بنْتُ الفارِسِيّ، وَهِي الَّتِي لَقِيها سلمانُ بمكَّةَ مَجْهولَة.
(و) أَمَةُ (بنْتُ أَبي الحَكَمِ) الغفارِيَّة، ويقالُ آمِنَةُ؛ (صَحابيَّاتٌ) ، رضِيَ اللَّهُ عَنْهُن.
(} وأَمَّا) ، بالفَتْحِ والتَّشْديدِ، ذُكِرَ (فِي الميمِ) ، وَهنا ذَكَرَهُ الجَوْهرِيُّ والأَزْهرِيُّ وابنُ سِيدَه.
وكَذلِكَ {إمَّا بالكَسْر والتَّشْديدِ تقدَّم ذِكْرُه فِي الميمِ.
(و) } أَمَا، (بالتّخْفيفِ: تَحْقيقُ الكَلامِ الَّذِي يَتْلُوه) ، تقولُ: أَمَا إنَّ زيدا عاقِلٌ، يَعْنِي أنَّه عاقِلٌ على الحَقِيقَةِ لَا على المجازِ. وتقولُ: أَمَا واللَّهِ قد ضَرَبَ زيدٌ عَمْراً؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تقولُ العَرَبُ فِي الدّعاءِ على الإنسانِ: رَماهُ اللَّهُ من كلِّ أَمَةٍ بحَجَرٍ؛ حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأَراهُ مِن كلِّ أَمْتٍ بحَجَرٍ.
وقالَ ابنُ كيسَان: يقالُ: جاءَتْني أَمَةُ اللَّهِ، فَإِذا ثنَّيْت قُلْتُ: جاءَتْنِي {أَمَتا اللَّهِ، وَفِي الجمْعِ على التكْسِيرِ: جاءَني} إماءُ اللَّهِ {وإِمْوانُ اللَّهِ} وأَمَواتُ اللَّهِ، ويَجوزُ {أَماتُ اللَّهِ على النَّقْصِ.
} وأَمَةُ اللَّهِ بنْتُ حَمْزَةَ بنِ عبْدِ المطَّلبِ أُمُّ الفَضْلِ؛ وأَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رزينَةَ خادِمَةُ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهما صحْبَةٌ.
وأَمَةُ اللَّهِ بنْتُ أَبي بكْرَةَ الثَّقَفيّ تابعِيَّةُ بَصْريَّةٌ.
وَهُوَ {يأْتَمِي بفلانٍ، أَي يَأْتَمُّ بِهِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للشاعِرِ:
نَزُورُ امْرأً أَمَّا الإلَه فَيُتَّقَى
وأَمَّا بِفِعْل الصَّالِحينَ} فيَأْتَمي وبَنُو أُمَيَّة: قَبيلَتَانِ مِن الأوْسِ، إحْداهُما: أُمَيَّةُ بنُ زيدِ بنِ مالِكِ بنِ عوفِ بنِ عَمْرو؛ والثانِيَةُ: أُمَيَّةُ بنُ عوفِ بنِ مالِكِ بنِ أَوْسٍ.
وأَبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ عليَ الوَزِيري! الآمُويُّ، بالمدِّ وضمِ الميمِ، إِلَى البَلَدِ المَذْكُورِ.
قالَ الحافِظُ: نَقَلْته مجوداً مِن خطِّ القاضِي عزِّ الدِّيْن بنِ جماعَةَ.
قلت: وذَكَرَ ياقوتُ وقالَ فِي نِسْبَتِه الآملي، قالَ: وذَكَرَ أَبو القاسِمِ الثلاج أنَّه حَدَّثَهم فِي سوقِ يَحْيَى سَنَة 338، عَن محمدِ بنِ مَنْصورٍ الشاشِيّ عَن سُلَيْمان الشَّاذكُونِي، ومثْلُه الحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ مَحْمُود الآمُويُّ الزاهِدُ، شيخٌ لأَبي سعدٍ المَالِينيّ.
وأمُّه: جَبَلٌ بالمَغْرِبِ، مِنْهُ أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ خيرٍ الحافِظُ {الأمَوَيُّ، بالتَّحْريكِ، وَهُوَ خالُ أَبي القاسِمِ السَّهيليّ صاحِبِ الرَّوض.
وقالَ ابنُ حبيبٍ: فِي الأنْصار أَمَة بن ضبيعَةَ بنِ زَيْدٍ؛ وَفِي قَيْس: أَمَةُ بنُ بجالَةَ قَبيلَتَان.

هكع

[هكع] هَكَعَ هُكوعاً، أي سكن واطمأنَّ. يقال: هَكَعَتِ البقرة تحت ظلِّ الشجرة من شدَّة الحرّ. وذهب فلان فما يُدرى أين سَكَعَ وأين هَكَعَ، أي أين توجه وأين أقام. والهكعة، مثال الــهمزة: الاحمق.
هكع
الهُكاع والهَكْع: السعال؛ وقد هَكَعَ. وهَكَعَ البعيرُ هُكُوعاً: بَرَكَ، وهو السكون. والركوع. والخُشوع أيضاً. وهَكَعَ: نام. وهكَهعَ العَظْمُ: انكسر بعد الجَبْر.
وناقة هَكِعَة: ضَبِعَة. وإنه لهُكَعَةٌ نُكَعَة: أي لا يبرح مجلساً حمقاً. وهَكَعَ بالبلد: نَزَلَ به.

هكع


هَكَعَ(n. ac. هُكُوْع)
a. Rested; was quiet.
b. Halted.
c. [Ila], Lay down.
d. [Bi], Visited.
e. Coughed.
f. Fell (night).
g. Was broken (bone).
هَكِعَ(n. ac. هَكَع)
a. Was submissive.
b. Was impatient.

إِهْتَكَعَa. see (هَكِعَ)

هُكَعَةa. Idiot, dolt.

هُكَاْعa. Cough.
b. Rest, sleep.
c. Lust.

هُكَاْعِيّa. Libidinous.
باب العين والهاء والكاف (هـ ك ع يستعمل من وجوهها هكع)

هكع: يقال: هَكَعَ يَهُكَعُ هُكُوعاً: أي سكن واطمأنَّ، قال الطرماح

ترى العِين فيها من لَدُنْ مَتَعَ الضُّحى ... إلى اللَّيل في الغَيْضَاتِ وهي هُكُوعُ
(هكع)
هكوعا سكن وَاطْمَأَنَّ وَأقَام وَالْبَقر وَنَحْوه تَحت الشّجر استظل تَحْتَهُ فِي شدَّة الْحر وَفُلَان إِلَى الْقَوْم نزل بهم بَعْدَمَا أَمْسَى وَإِلَى الأَرْض أكب والعظم انْكَسَرَ بَعْدَمَا انجبر وَاللَّيْل أرْخى سدوله وَفُلَان هكعا نَام قَاعِدا

(هكع) الرجل هكعا جزع وخشع وأطرق من حزن أَو غضب

هكع: هَكَعَ يَهْكَعُ هُكُوعاً: سَكَنَ واطْمأَنَّ. والبقرةُ تَهْكَعُ

في كِناسِها إِذا اشتدّ حرّ النهار. والهُكُوعُ: نَوْمُ البقرة تحت

السِّدْرَةِ. وهَكَعَتِ البقرُ تحت الشجر تَهْكَعُ، فهنّ هُكُوعٌ: اسْتَظَلَّت

تحته في شدَّة الحرّ؛ قال الطرمّاحُ:

تَرَى العِينَ فيها، مِن لَدُنْ مَتَعَ الضُّحَى

إِلى اللَّيْلِ، في الغَيْضاتِ، وهْيَ هُكُوعُْ

ويروى:

في الغَيْضا وهُنَّ هُكُوعُ

أَي نِيامٌ، وقيل: مُكِبَّاتٌ على الأرض، وقيل: ساكِناتٌ

مُطْمَئِنَّاتٌ، والمعنى واحد. وهَكِعَ هَكَعاً، وهو شبيه بالجَزَعِ والإِطْراقِ من

حُزْنٍ أَو غَضَبٍ. وهَكَعَ هَكْعاً: نام قاعِداً. والهُكاعُ: النومُ بعد

التعبِ. وقال أَعرابي: مَرَرْتُ بِإِراخٍ هُكَّعٍ في مِئْرانِها أَي نِيامٍ

مَأْواها. والهَكَعُ: شَهْوةُ الناقةِ للضِّرابِ. وهَكِعَتِ الناقةُ

هَكَعاً، فهي هَكِعةٌ: اسْتَرْخَتْ من شدَّةِ الضَّبَعةِ، وقيل: هو أَن لا

تَسْتَقِرَّ في مكانٍ من شدَّة الضَّبَعة ِ. والهُكاعِيُّ: مأْخُوذٌ من

الهُكاعِ وهو شهوةُ الجِماعِ. والهَكعةُ والهُكَعَةُ الأَحْمَقُ الذي إِذا

جلس لم يَكَدْ يَبْرَحُ، وقيل: الأَحمق، ولم يُقَيَّدْ.

والهُكاعُ: السُّعالُ. وهَكَعَ البيعرُ والناقةُ يَهْكَعُ هَكْعاً

وهُكاعاً: سَعَلَ؛ قال أَبو كبير:

وتبَوَّأ الأَبْطالُ، بَعْدَ حَزاحِزٍ،

هَكْعَ النَّواحِزِ في مُناخِ المَوْحِفِ

الحَزاحِزُ: الحَركاتُ، ومعناه أَنهم تَبَوَّأُوا مَراكِزَهم في الحرب

بعد حَزاحِزَ كانت لهم حتى هَكَعُوا بعد ذلك، وهُكوعُهم بُرُوكُهم للقتال

كما تَهْكَعُ النواحِز من الإِبل في مبَارِكها أَي تسكن وتطمئن، وهَكَعَ

عَظْمُه إِذا انكسر بعدما انجبر. وهَكَعَ الرجلُ إِلى القوْمِ إِذا نَزَل

بهم بعدما يُمْسِي؛ وأَنشد:

وإِنْ هَكَعَ الأَضْيافُ تَحْتَ عشِيّةٍ

مُصَدّقةِ الشَّفَّانِ كاذِبةِ القَطْرِ

وهَكَعَ الليلُ هُكُوعاً إِذا أَرْخَى سُدُولَه، ولَيْلٌ هاكِعٌ؛ قال

بِشْرُ بن أَبي خازم:

قَطَعْتُ إِلى مَعْرُوفِها مُنْكَراتِها

بِعَيْهَمةٍ تَنْسَلُّ، والليلُ هاكِعُ

والليلُ هاكِعٌ أَي بارِكٌ مُنِيخٌ. ورأَيتُ فلاناً هاكِعاً أَي

مُكِبّاً. وقد هَكَعَ إِلى الأَرض إِذا أَكَبَّ. وذهَب فلان فما أَدري أَين

سَكَعَ وهَكَعَ أَي أَين ذهَب وأَين توجَّه وأَين أَقام.

هكع
هَكَعَ البَقَرُ تَحْتَ ظِلِّ الشَّجَرِ، كَمَنَعَ، هُكُوعاً، بالضَّمِّ: سَكَنَ واطْمَأنَّ منْ شِدَّةِ الحَرِّ، وكذلكَ فِي كِناسِهِ إِذا اشْتَدَّ حَرُّ النَّهَارِ.
ويُقَالُ: ذَهَبَ فُلانٌ فَمَا يُدْرَى أيْنَ سَكَعَ، وأيْنَ هَكَعَ، أَي: أيْنَ تَوَجَّهَ، وأيْنَ أقامَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وهَكَعَ البَعِيرُ: سَعَلَ فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ، هَكْعاً وهُكَاعاً.
وهَكَعَ اللَّيْلُ هُكُوعاً: أرْخَى سُدُولَه، ولَيْلٌ هاكِعٌ، قالَ بِشْرُ بنُ أبي خازِمٍ:
(قَطَعْتُ إِلَى مَعْرُوفِهَ مُنْكَرَاتِها ... بعَيْهَمَةٍ تَنْسَلُّ واللَّيْلُ هاكِعُ)
وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَيْلٌ هاكِعٌ، أَي: بارِكٌ مُنِيخٌ، فيكونُ مَجازاً.
وهَكَعَ الرَّجُلُ بالقَوْمِ: نَزَلَ بهِمْ بَعْدَ مَا يُمْسِيَ، وأنْشَدَ الفَرّاءُ: (وإنْ هَكَعَ الأضْيافُ تَحْتَ عَشِيَّةِ ... مُصَدِّقَةِ الشَّفّانِ كاذَبَةِ القَطْرِ)
وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: هَكَعَ إِلَى الأرْضِ، أَي: أكَبَّ، يُقَالُ: رَأيْتُ فُلاناً هاكِعاً، أَي: مُكِبّاً.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هَكَعَ عَظْمُه: إِذا انْكَسَرَ بَعْدَما انْجَبَرَ.
وقالَ الجَوْهَرِيُّ: الهُكَعَةُ، كــهُمَزَةٍ: الأحْمَقُ، زادَ غَيْره: الّذِي إِذا جَلَسَ لمْ يَكَدْ يَبْرَحُ، يُقَالُ: إنَّهُ لُهكَعَةٌ) نُكَعَةٌ، رَواهُ الأزْهَرِيُّ عَن الفَرّاءِ.
وقالَ الفَرّاءُ أيْضاً: الهَكِعَةُ، كفَرِحَةٍ: النّاقَةُ المُسْتَرْخِيَةُ منْ شِدَّةِ الضَّبْعَةِ، وَقد هَكِعَتْ هَكَعاً، وكذلكَ الهَقِعَةُ، بالقَافِ عَن أبي عُبَيدٍ، وقيلَ: الهَكِعَةُ: هِيَ الّتِي لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ من شِدَّةِ شَهْوَةِ الضِّرابِ.
وقالَ ابنُ دُرَيدٍ: هَكِع الرَّجُلُ كفَرِحَ هَكَعاً: جَزِعَ، وأطْرَقَ منْ حُزْنٍ أَو غَضَبٍ، وخَشَعَ كاهْتَكَعَ، ونَصُّ الجَمْهَرَةِ: الهَكَعُ: شَبِيهٌ بالجَزَعِ، يُقَالُ: هَكِعَ بالكَسْرِ هَكَعاً، واهْتَكَعَ الرَّجُلُ: خَشَع.
والهُكَاعُ: كغُرَابٍ: السُّعالُ، هُذَلِيَّةٌ، نَقَلَه اللَّيْثُ.
وقالَ الفَرّاءُ: الهُكَاعُ: النَّوْمُ بَعْدَ التَّعَبِ.
قالَ: وأيْضاً: شَهْوَةُ الجِمَاعِ، قالَ: ومنْهُ الهُكاعِيُّ، أَي: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الشَّهْوَةِ.
واهْتَكَعَهُ عِرْقُ سُوْءٍ، مِثْلُ: اهْتَقَعَه، نَقَلَه الأزْهَرِيُّ عنْ بَعْضِ الأعْرَابِ، وَقد تقَدَّمَ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: الهُكُوعُ، بالضَّمِّ: جماعَةُ البَقَرِ مُسْتَظِلاتٍ تَحْتَ الشَّجَرِ، قالَ الطِّرِمّاحُ يَصِفُ مَنْزِلَهُ:
(تَرَى العِينَ فيهَا منْ لَدُنْ مَتَعَ الضُّحَى ... إِلَى اللَّيْلِ فِي الغَيْضاتِ وَهْيَ هُكُوعُ) أَي ساكِنَاتٌ مُطْمِئنّاتٌ على الأرْضِ، وقيلَ: نائِمَاتٌ، والمَعْنَى واحِدٌ.
وقالَ أعْرَابِيٌّ: مَرَرْتُ بإراخٍ هُكَّعٍ فِي مِئرانِها، أَي: نِيَامٍ فِي مَأْواها.
وهَكَعَ هَكْعاً: نامَ قاعِداً.
وهَكِعَ، كفَرِحَ: أطْرَقَ منْ حُزْنٍ أَو غَضَبٍ.
والهُكْعَةُ، بالضَّمِّ: لُغَةٌ فِي الهُكَعَةِ، كــهُمَزَةٍ.
وهَكَعَ البَعِيرُ هُكُوعاً: بَرَكَ، عَن الفَرّاءِ.
والهَكْعُ: بالفَتْحِ: السُّعالُ، قالَ أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(وتَبَوَّأَ الأبْطَالُ بَعْدَ حَزاحِزٍ ... هَكْعَ النَّواحِزِ فِي مُنَاخِ المَوْحِفِ)
والنَّوَاحِزُ: الّتِي بهَا أيْضاً سُعالٌ منَ الإبِلِ، أرادَ أنَّهُمْ يَزْفِرُونَ كَمَا تَزْفِرُ الإبِلُ الّتِي بهَا سُعالٌ، كَمَا فِي شَرْحِ الدِّيَوانِ، وقيلَ: أرادَ هُكُوعَهُمْ، أَي: بُرُوكَهُم للقِتالِ، كَمَا تَهْكَعُ النَّوَاحِزُ فِي مَبَارِكَها، أَي: تَسْكُنُ وتَطْمَئِنُّ.
والهَكْعُ أيْضاً: غَمُّ الوَجَعِ إِذا لم يَسْتَقِرّ.
وهَكَعَ هُكُوعاً: ذهَبَ.)
والهَكَعُ، بالتَّحْرِيكِ: السُّعالُ، عَن الفَرّاءِ.
وناقَةٌ مِهْكاعٌ: تَكادُ يُغْشَى عَلَيْهَا منْ شِدَّةِ الضَّبَعَةِ.

قِياسِيَّة استعمال «أَفْعَل» بمعنى «فَعَل»

قِياسِيَّة استعمال «أَفْعَل» بمعنى «فَعَل»
الأمثلة: 1 - أَحَاطَه الله بعنايته 2 - أَذْرَفَ دمعًا سخينًا 3 - أَرْعَبَ المشهد الأطفال 4 - أَسَاءَه الخَبَرُ 5 - إِسْدَال عناصر الإِبْهَار على الفكرة 6 - أَسْفَرَت المرأة 7 - أَشْغَلَني الأمر عن المجيء إليك 8 - أَضَرَّهُ الأمرُ 9 - أَعَاقَه عن العمل 10 - أَعْمَرَ الله بك الدّار 11 - أَكْرَبَه الدَّيْنُ 12 - أَمْر مُرْعِب 13 - أَهَاجَهم مَشْهد القتل 14 - الفَقِير بحاجة لمن يُكْسِيه 15 - المجرم مُقاد إلى السجن 16 - الواقع المُعَاش 17 - بالصفحة سطْرٌ مُمْحًى 18 - حَادِث مُرِيع 19 - حَقُّك مُصَان 20 - ضَوْء مُبْهِر 21 - طَرِيق مُخِيف 22 - فِعْلٌ مُشِين 23 - فِعْل مُعاب 24 - كَلام مُقَال 25 - لَمْ يكن عندي علم مُسْبَق بهذا الموضوع 26 - مُلْفِت للنّظر 27 - هَذَا بيت مُزار 28 - هَذَا تصرّف يُضِيرُه 29 - هَذَا شيء يُلْفِت النَّظرَ 30 - هَذَا كلام مُزَاد فيه 31 - هَذَا هو الشيء المُرَام 32 - هُوَ مُسْعَد برزق وفير
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال «أفعل» مع عدم وروده في المعاجم، بدلاً من «فَعَل».

الصواب والرتبة:
1 - حَاطَه الله بعنايته [فصيحة]-أَحَاطَه الله بعنايته [صحيحة]
2 - ذَرَفَ دمعًا سخينًا [فصيحة]-أَذْرَفَ دمعًا سخينًا [صحيحة]
3 - رَعَب المشهدُ الأطفال [فصيحة]-أَرْعَب المشهدُ الأطفال [صحيحة]
4 - أساءَه الخَبَرُ [فصيحة]-ساءَه الخَبَرُ [فصيحة]
5 - إسدال عناصر الإبهار على الفكرة [صحيحة]-إسدال عناصر البَهْر على الفكرة [فصيحة مهملة]-إسدال عناصر البُهُور على الفكرة [فصيحة مهملة]
6 - سَفَرَت المرأة [فصيحة]-أَسْفَرَت المرأة [صحيحة]
7 - شَغَلَني الأمر عن المجيء إليك [فصيحة]-أَشْغَلَني الأمر عن المجيء إليك [صحيحة]
8 - ضَرَّهُ الأمرُ [فصيحة]-أَضَرَّهُ الأمرُ [صحيحة]
9 - عاقَه عن العمل [فصيحة]-أعاقَه عن العمل [صحيحة]
10 - عَمَرَ الله بك الدّارَ [فصيحة]-أَعْمَرَ الله بك الدّارَ [صحيحة]
11 - كَرَبَه الدَّيْنُ [فصيحة]-أكْرَبَه الدَّيْنُ [صحيحة]
12 - أَمْرٌ مُرْعِب [صحيحة]-أَمْرٌ راعِب [فصيحة مهملة]
13 - هاجَهم مَشْهد القتل [فصيحة]-أهاجَهم مَشْهد القتل [صحيحة]
14 - الفقير بحاجة لمن يَكْسُوه [فصيحة]-الفقير بحاجة لمن يُكْسِيه [صحيحة]
15 - المجرم مقود إلى السجن [فصيحة]-المجرم مُقاد إلى السجن [صحيحة]
16 - الواقع المعيش فيه [فصيحة]-الواقع المُعَاش [صحيحة]
17 - بالصَّفحة سطْرٌ مَمْحُوّ [فصيحة]-بالصَّفحة سطْرٌ مَمْحِيّ [فصيحة]-بالصَّفحة سطْرٌ مُمْحًى [صحيحة]
18 - حادث مُرِيع [صحيحة]-حادث رائع [فصيحة مهملة]
19 - حَقُّك مَصُون [فصيحة]-حَقُّك مُصَان [صحيحة]
20 - ضوء باهِر [فصيحة]-ضوء مُبْهِر [صحيحة]
21 - طريق مَخُوف [فصيحة]-طريق مُخِيف [صحيحة]
22 - فِعْلٌ شائِن [فصيحة]-فِعْلٌ مُشِين [صحيحة]
23 - فِعْل مَعِيب [فصيحة]-فِعْل مُعاب [صحيحة]
24 - كَلام مَقُول [فصيحة]-كَلام مُقَال [صحيحة]
25 - لم يكن عندي علم سابِق بهذا الموضوع [فصيحة]-لم يكن عندي علم مُسْبَق بهذا الموضوع [صحيحة]
26 - لافِت للنّظر [فصيحة]-مُلْفِت للنّظر [صحيحة]
27 - هذا بيت مَزُور [فصيحة]-هذا بيت مُزار [صحيحة]
28 - هذا تصرّف يَضِيرُه [فصيحة]-هذا تصرّف يُضِيرُه [صحيحة]
29 - هذا شيء يَلْفِتُ النَّظرَ [فصيحة]-هذا شيء يُلْفِتُ النَّظرَ [صحيحة]
30 - هذا كلام مَزيد فيه [فصيحة]-هذا كلام مُزَاد فيه [صحيحة]
31 - هذا هو الشيء المَرُوم [فصيحة]-هذا هو الشيء المُرَام [صحيحة]
32 - هو مَسْعود برزق وفير [فصيحة]-هو مُسْعَد برزق وفير [صحيحة]
التعليق: أوردت المعاجم صيغة الثلاثي المجرَّد ومشتقاتها للأفعال المذكورة. ويمكن تصحيح الاستعمالات المرفوضة اعتمادًا على إجازة مجمع اللغة المصري ما شاع استعماله من الأفعال الثلاثية المزيدة بالــهمزة «أفعل»، التي جاءت بمعنى «فَعَل» الثلاثي المجرَّد، على أن تكون الــهمزة لتقوية المعنى وإفادة التأكيد. وقديمًا ذكر ابن منظور أنَّ فَعَل وأفعل كثيرًا ما يعتقبان على المعنى الواحد، نحو: جَدَّ الأمر وأجدَّ، وصددته عن كذا وأصددته، وقصر عن الشيء وأقصر. وعَقَد ابن قتيبة في كتابه: أدب الكاتب بابًا بعنوان: فَعَلتُ وأَفْعلتُ باتفاق المعنى، وذكر في هذا الباب أكثر من مئتي فِعل مسموع عن العرب، فضلاً عمَّا في صيغة «أفعل» المزيدة بالــهمزة من الإسراع إلى إفادة التعدية.

الْعرض

(الْعرض) الْمَتَاع وكل شَيْء سوى الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير يُقَال أخذت فِي هَذِه السّلْعَة عرضا أَعْطَيْت فِي مقابلها سلْعَة أُخْرَى وَخلاف الطول والجبل والجيش الْعَظِيم وَعرض الْحَال طلب مَكْتُوب يقدم إِلَى صَاحب الْأَمر أَو صَاحب السُّلْطَان دفعا لظلم أَو جرا لغنم (محدثة) (ج) عرُوض وعراض وأعراض
و (الْعرض العسكري) مُرُور فرق نموذجية من القوات المسلحة أَمَام رَئِيس الدولة فِي يَوْم يجْتَمع فِيهِ الشّعب (محدثة)

(الْعرض) الْبدن وَالنَّفس وَمَا يمدح ويذم من الْإِنْسَان سَوَاء كَانَ فِي نَفسه أَو سلفه أَو من يلْزمه أمره والحسب والرائحة أيا كَانَت والسحاب الْعَظِيم والوادي فِيهِ الشّجر (ج) أَعْرَاض

(الْعرض) عرض الشَّيْء جَانِبه وناحيته يُقَال عرض الْجَبَل سفحه وَعرض السَّيْف صفحه وَعرض الْعُنُق وَالْوَجْه جَانِبه وَنظر إِلَيْهِ عَن عرض من جَانب وَخَرجُوا يضْربُونَ النَّاس عَن عرض عَن شقّ وناحية كَيْفَمَا اتّفق لَا يبالون من ضربوا يُقَال اضْرِب بِهِ عرض الْحَائِط إلزم بِهِ إِلَى أَي نَاحيَة كَانَت وَالْمرَاد أهمله وَعرض الْبَحْر وَالنّهر وَسطه وَعرض الحَدِيث معظمه وَعرض النَّاس معظمهم وَهُوَ من عرض النَّاس من عامتهم وناقة عرض أسفار قَوِيَّة على السّفر

(الْعرض) يُقَال نظر إِلَيْهِ عَن عرض من جَانب

(الْعرض) مَا يطْرَأ وَيَزُول من مرض وَنَحْوه ومتاع الدُّنْيَا قل أَو كثر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لتبتغوا عرض الْحَيَاة الدُّنْيَا} وَيُقَال جَاءَ هَذَا الرَّأْي عرضا بِلَا روية وعلقتها عرضا اعترضت لي فهويتها و (فِي علم الْمنطق) مَا قَامَ بِغَيْرِهِ (ضد الْجَوْهَر) كالبياض والطول وَالْقصر و (فِي الطِّبّ) مَا يحسه الْمَرِيض من الظَّوَاهِر الدَّالَّة على الْمَرَض (ج) أَعْرَاض (مج)
الْعرض: بِكَسْر الأول وَسُكُون الثَّانِي (آبرو وعزت وَحرمت) وبفتح الْعين وَسُكُون الثَّانِي فِي اللُّغَة الْإِظْهَار والكشف. وَمِنْه قَول الْفُقَهَاء وَلَا تعرض الْأمة إِذا بلغت فِي إِزَار وَاحِد أَي لَا تظهر فِي السُّوق للْبيع فِي إِزَار وَاحِد. وبفتح الثَّانِي أَيْضا مَتَاع خانه غير دِرْهَم ودينار وَجمعه الْعرُوض. وَفِي الصِّحَاح الْعرض الْأَمْتِعَة الَّتِي لَا يدخلهَا كيل وَلَا وزن وَلَا تكون حَيَوَانا وَلَا عقارا.
وَالْعرض الْمُقَابل للجوهر هُوَ الْمَوْجُود فِي الْمَوْضُوع أَي الْمُمكن الْوُجُود الَّذِي يحْتَاج فِي وجوده إِلَى مَوْضُوع أَي مَحل مقوم يقوم بِهِ وَلذَا قَالُوا الْعرض هُوَ الْحَال فِي المتحيز بِالذَّاتِ وَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى يُقَابل الْجَوْهَر وَجمعه الْأَعْرَاض. ثمَّ الْعرض على نَوْعَيْنِ قار الذَّات وَهُوَ الَّذِي تَجْتَمِع أجزاؤه فِي الْوُجُود كالبياض والسواد - وَغير قار الذَّات وَهُوَ الَّذِي لَا تَجْتَمِع أجزاؤه فِي الْوُجُود كالحركة والسكون. قيل هَذَا التَّعْرِيف غير مَانع لصدقه على الصُّورَة الْعَقْلِيَّة للجوهر فَإِنَّهَا جَوْهَر على مَذْهَب من يَقُول بِحُصُول الْأَشْيَاء فِي الذِّهْن بِأَعْيَانِهَا مَعَ أَنَّهَا مَوْجُودَة فِي الْمَوْضُوع وَأجِيب بِأَن تِلْكَ الصُّورَة جَوْهَر وَعرض مَعًا بِنَاء على صدق تعريفهما بِحَسب الظَّاهِر عَلَيْهَا وَأما بِحَسب الْمَعْنى المُرَاد فَلَيْسَتْ عرضا قطعا. وَالْعرض بِمَعْنى أقصر الامتدادين وَلَو فَرضنَا يُقَابل الطول فَهَذَا الْعرض هُوَ الانبساط فِي غير جِهَة الطول.
وَأما الْعرض عِنْد النُّحَاة وَإِن عدوه من أحد الْأَشْيَاء الَّتِي يقدر بعْدهَا الشَّرْط وينجزم فِي جَوَابه الْمُضَارع مثل أَلا تنزل بِنَا فتصيب خيرا فمولد من الِاسْتِفْهَام أَي لَيْسَ هُوَ بَابا على حِدة بل الْــهمزَة فِيهِ همزَة الِاسْتِفْهَام دخلت على الْفِعْل الْمَنْفِيّ وَامْتنع حملهَا على حَقِيقَة الِاسْتِفْهَام لِأَنَّهُ يعرف عدم النُّزُول مثلا فالاستفهام عَنهُ يكون طلبا للحاصل فتولد مِنْهُ بِقَرِينَة الْحَال عرض النُّزُول على الْمُخَاطب وَطَلَبه مِنْهُ وَهَذِه فِي التَّحْقِيق همزَة إِنْكَار أَي لَا يَنْبَغِي لَك أَن لَا تنزل وإنكار النَّفْي إِثْبَات فَلهَذَا صَحَّ تَقْدِير الشَّرْط الْمُثبت بعده نَحْو أَن تنزل. فَالْحَاصِل أَن الْعرض وَإِن تولد من الِاسْتِفْهَام لَكِن لم يبْق عَلَيْهِ بل لَهُ معنى على حِدة وفرقه من التَّمَنِّي فِي التَّمَنِّي.

نسأ

نسأ: {ننسأها}: نؤخرها. {منسأته}: عصاه. {النسيء}: تأخير تحريم المحرم، وكانوا يؤخرون تحريمه لحاجتهم ويحرمون غيره مكانه. 

نس

أ1 نَسَأَ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. نَسْءٌ; (S;) and ↓ نسّأ, (S, K,) inf. n. تَنْسِئَةٌ, (S,) He chid (S, K) a camel (S) &c. (L) he urged, or drove, it. (S, K.) b2: نَسَأَ, aor. ـَ inf. n. نَسْءٌ (S, K) and مَنْسَأَةٌ (K) [and نَسُوْءٌ, mentioned in the TA, art. وضأ;] and ↓ انسأ; (S, K;) He postponed, or delayed, a thing. (S, K. Explained in the S, K by أَخَّرَ, and in the K by كَلَأَ, also, both of which words, accord. to the TA, are syn.) [See an ex. of the use of انسا, without a final ء, in art. عقب, voce عُقْبَة.] b3: نَسَأَ اللّٰهُ فى أَجَلِهِ, and اللّٰهُ أَجَلَهُ ↓ انسأ, God postponed the end of his life; i. e., prolonged his life: (so in the Fs:) accord. to IKtt, نسأ اللّٰهُ اجله, and انسأ ↓ فى اجله. (TA.) All of these four modes of expression are allowable: (MF:) as also نسّأ ↓ اللّٰه اجله: (Z:) and نَسَأَهُ اللّٰه فى اجله, and ↓ أَنْسَأَهُ اللّٰه أَجَلَهُ. (As, S.) b4: أُنْسِئَ لَهُ فِى عُمُرِهِ, His life was prolonged. (TA, from a trad.) b5: نَسَأَ الإِبِلَ, inf. n. نَسْءٌ, He delayed or deferred the watering of the camels; or kept them from water beyond the accustomed time. (L.) b6: نَسَأَ فِى

ظِمْءِ الإِبِلِ, (S, K,) inf. n. نَسْءٌ, (S,) He increased the time between the two drinkings, or waterings, of the camels, by a day: (A:) or by a day, or two days, or more. (A, L, K.) b7: نَسَأَ الإِبِلَ عَنِ الحَوْضِ He kept back, or put back, or drove back, the camels from the tank, or cistern. (S, L, K. *) b8: مَالَهُ نَسَأَهُ اللّٰهُ What aileth him! May God render him ignominious! (Kr, L,) or put him backward! (L.) Whom he puts backward, He renders ignominious. (L.) b9: نَسَأَ, inf. n. نَسْءٌ, He sold a thing with postponement of the payment; he sold it upon credit. (TA.) b10: نَسَأَهُ البَيْعَ, and البيع ↓ انسأَهُ, He made the sale to him to be on credit. (S, K.) المَبِيعَ ↓ انسأَهُ He postponed for him the period of the payment of the price of the thing sold. (A.) b11: نَسَأَ عَنْهُ دَيْنَهُ, inf. n. نَسَآءٌ; (Akh, S;) and دينه ↓ انسأهُ, (S, * K,) and انسأهُ ↓ الدَّيْنَ ; (Akh, S;) He postponed for him the period of the payment of his debt. (S, TA.) b12: نُسِئَتْ, a verb like عُنِىَ, [i. e., pass. in form, but neut. in sense,] aor. ـْ inf. n. نَسْءٌ, Her menstrual discharge was later than its usual time, and it was therefore hoped that she was pregnant: (Kh, S, K:) or her menstrual discharge was later than its usual time, and her pregnancy commenced: (TA:) or she began to be pregnant: (As, S:) or she conceived. (As.) A2: نَسَأَ اللَّبَنَ, (S, K, *) inf. n. نَسْءٌ, (TA,) He mixed the milk with water. (S, K. *) b2: نسأ لَهُ اللَّبَنَ, and نسأهُ اللّبن, He mixed the milk with water for him. (TA.) b3: نَسَأَهُ He gave him to drink نَسْء, q. v.; (K;) i. e. wine, or milk. (TA.) b4: نَسَأَتْ She (an antelope) licked her young one just after its birth. (K.) A3: نَسَأَ, (S, K,) inf. n. نَسْءٌ, (S,) It (a camel, sheep, &c.,) became fat: (TA:) or began to grow fat; when its soft hair (وَبَر), after falling off, began to grow again. (S, K.) 2 نَسَّاَ see 1.4 أَنْسَاَ see 1. b2: انسأهُ He granted him a delay of payment, or granted him credit, in a sale, or in the case of a debt. (A.) b3: أَنْسَأْتُ سُرْبَتِى I made my way to lead me far off. (S.) [See art. سرب.]5 تَنَسَّاَ see 8.8 انتسأ It was postponed, or delayed; syn. تَأَخَّرَ. (A.) b2: انتسأ He (a camel, S,) went far off in the pasture. (S, K.) b3: It (a party of people) went far off. (TA.) b4: انتسأ عَنْهُ He retired, or withdrew far off, from him or it. (S.) انْتَسُوا and تَنَسَّوا occur in two readings of a trad., for انْتَسِئُوا, (which is the correct reading,) in this sense. (TA.) [Hence it appears that ↓ تنسّأ, accord. to some, also signifies he retired, &c.]10 استنسأهُ He asked him to postpone or to grant him a delay in, the payment of his debt. (S, K.) [See also 1.] b2: استنسأهُ البَيْعَ He asked him to make the sale to be on credit, or for payment at a future period. (A.) b3: استنسأ غَرِيمَهُ He asked his creditor to grant him a delay in the payment of his debt. (A.) نَسْءٌ and ↓ نُسْءٌ and ↓ نِسْءٌ A woman who is supposed to be pregnant; (K;) as also ↓ نَسُوْءٌ (A, K) and ↓ نُسُوْءٌ: (A:) or in whom pregnancy has appeared: (K:) or, نَسْءٌ (K) and ↓ نَسُوْءٌ, (TA,) as also ↓ نَسِىْءٌ, accord. to J and IM, but this is rejected by F, (TA,) a woman whose menstrual discharge is later than its usual time, and who is therefore hoped to be pregnant: (S, K:) pl. [of نسء] أَنْسَآءٌ and نُسُوْءٌ: and نِسْوَةٌ نِسَآءٌ is also said; and sometimes the sing. (نَسْءٌ), being originally an inf. n., is used as a pl. (TA.) A2: نَسْءٌ and ↓ نَسِىْءٌ Thin, watery, milk: (K:) or milk mixed with water. (T, S.) [See 1.] b2: Also, both words, (TA,) or the former only; (K, MF;) but ↓ نِسِىْءٌ is quoted in this sense, from IAar, who is said to have pronounced it thus, erroneously, for نَسِىْءٌ; (TA;) Wine; (IAar;) drink that dispels the reason. (K.) A3: نَسْءٌ Fatness: or its commencement; (K;) its completeness, (consequent upon eating dry food, being called إِقْتِرَارٌ. (S.) b2: جَرَى النَّسْءُ فى

الدَّوَابِّ, (S,) or مَارَ, (TA,) [Fatness, or its commencement, ran through the beasts of carriage].

نِسْءٌ One who mixes, or converses, with others: ex. هُوَ نِسْءُ نِسَآءٍ He is one who mixes, or converses, with women. (K.) b2: See نَسْءٌ.

نُسْءٌ and نَسُوْءٌ and نُسُوْءٌ and نَسِىْءٌ and نِسِىْءٌ: see نَسْءٌ.

نَسَآءٌ Length of life. (Akh, S, K.) b2: The Fakeeh of the Arabs [El-Hárith Ibn-Keledeh, as said in the Mz, close of 39th نوع, where the following is quoted,] says, مَنْ سَرَّهُ النَّسَآءُ وَلَا نَسَآءَ فَلْيُخَفِّفِ الرِّدَآءَ وَلْيُبَاكِرِ الغَدَآءَ وَلْيُؤَخِّرِ العَشَآءَ وَلْيُقِلَّ غِشْيَانَ النِّسَآءِ [Let him whom length of life rejoiceth (but there is no long endurance in life) lighten his debts, and make his morning-meal early, and delay his evening-meal, and take little enjoyment in women]: (S, * TA:) الرداء here means debt. (T, M, TA, in art. ردى, where this saying is cited with some variations.) نَسِىْءٌ, of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (S,) A month which the Arabs, in the time of paganism, postponed: (K:) the doing of which is forbidden in the Kur, ix. 37. (S.) b2: Also, as an inf. n. of نَسَأَ, (which it is also said to be in the L,) The postponing of a month: i. e., the postponing of the sacredness of a month; transferring it to another month. When the Arabs returned from Mina, [after the accomplishment of the pilgrimage,] it was customary for a man of the tribe of Kináneh to arise and say, أَنَا الَّذِى لَا يُرَدُّ لِى قَضَآءٌ [“ I am he whose decree is not to be rejected ”]; (S;) or إِنِّى لَا أُحَابُ وَلَا أُعَابُ وَلَا يُرَدُّ قَوْلِى, or ولا يردّ مَا قَضَيْتُ بِهِ; [“ Verily I am not to be accused of a sin, nor am I to be charged with a fault, nor is my saying, (or decree,) to be rejected; ”] (TA;) whereupon they would say, أَنْسِئْنَا شَهْرًا [“ Postpone for us a month ”]; i. e., “ Postpone for us the sacredness of El-Mo- harram, and transfer it to Safar: ” for they disliked that three months during which they might not make predatory expeditions should come upon them consecutively, as their subsistence was obtained by such expeditions: so he made ElMoharram free from restriction to them. (S.) [But this, as appears from what is said in the Kur, ix. 37, was not done every year.] The tribes of Teiyi and Khath'am did not observe the sacred months; therefore the نَاسِئ (or postponer) proclaimed it lawful to slay them therein, when they were aggressors. (TA.) b3: [The term نَسِىْء appears also to have been applied to The postponement of the time of the pilgrimage; which was another custom of the Pagan Arabs, mentioned under this word in the TA.] The Arabs, liking that the day of their return from pilgrimage should always be at one season of the year, postponed it every year eleven days; at the same time keeping sacred the two months in which the pilgrimage took place, and the month next after those two, and also the month of Rejeb, at whatever season this fell. (TA.) [For the same purpose, at one time, they used to intercalate a month in the third and sixth and eight of every eight years. See Kur, ix. 36, where the prohibition of this custom is implied; and Sale's Prel. Disc., § vii.]. b4: See نَسْءٌ. b5: نَسِىْءٌ (K, TA) and ↓ نَسِيْئَةٌ and ↓ نُسْأَةٌ, (S, K,) like كُلْأَةٌ, (S,) A postponement, or delay, as to the time of the payment of a debt, or of the price of a thing sold, &c. (S, K, TA.) The first is a subst.; (K;) and also an inf. n.; (L;) [and each of the others seems to be sometimes used as such]. b6: ↓ بَاعَهُ بِنَسِيْئَةٍ, and ↓ بِنُسْأَةٍ, (as also بِكُلْأَةٍ, S,) He sold it on credit; for payment to be made at a future period. (S, K, TA.) نَسِيْئَةٌ: see نَسِىْءٌ. b2: Also, A debt of which the payment is deferred by the creditor to a future period. (TA.) b3: A sale upon credit, in which the payment is deferred to a certain, or definite, period. (TA.) نَاسِئٌ, pl. نَسَأَةٌ (S) and نَاسِئُونَ, (TA,) One whose office it was to perform the act called نَسِىْء; i. e., the postponing of a month: (S, TA:) he was also called قَلَمَّسٌ, pl. قَلَامِسُ. (TA.) A2: نَاسِئٌ Anything fat: or beginning to grow fat: in the K it is said, كُلُّ نَاسِئٍ سَمِينٌ: in the L, كلّ سمين ناسئ, which is more proper. (TA.) مَنْسَأَةٌ: see 1. b2: صِلَةُ الرَّحِمِ مَثْرَاةٌ فِى المَالِ مَنْسَأَةٌ فِى الأَثَرِ [Union with kindred is a means of multiplying wealth, a means of prolonging one's memorial]. (TA, from a trad.) A2: See مِنْسَأَةٌ.

مِنْسَأَةٌ (S, K) and ↓ مَنْسَأَةٌ, (K,) and also without ء, (S, K,) A staff, or stick: so called because a beast is urged or driven with it: (K:) a pastor's great staff. (TA.) For مِنْسَأَتَهُ, in the Kur, xxxiv. 13, some read مِنْ سَأَتِهِ; i. e. “ from, or of, the end of his staff; ” سأَة originally signifying the “ bent part at each end of a bow; ” (Fr, TA, &c.;) and being here used tropically. (TA.) This reading is disapproved by the author of the K. but is supported by good authorities. (TA.) مُنْتَسَأٌ An interval; a distance; a space. (S.) إِنَّ لِى عَنْكَ لَمُنْتَسَأٌ Verily I am far from thee. (S.)
(نسأ) الدَّابَّة فِي السّير مُبَالغَة فِي نسأها
نسأ: نُسء ونِسء ب: حامل بطفل (الازرقي 174: 10): قبل أن ألد زيد بن ثابت وأنا به نسء.
ناسئ والجمع نساة: إدراج، إضافة، زيادة (البيروني 12: 1).
(ن س أ) : (النَّسَاءُ) بِالْمَدِّ التَّأْخِيرُ يُقَالُ بِعْتُهُ بِنَسَاءٍ وَنَسِيءٍ وَنَسِيئَةٍ بِمَعْنًى وَمِنْهُ (نَسَأَ اللَّهُ) فِي أَجَلِكَ.
ن س أ

نسأ الأمر، أخره، ونسّأته فانتسأ أي تأخّر. ونسأ الإبل عن الحوض: أبعدها. ونسأت ناقتي بالمنسأة: ضربتها. ونسأت إبلي في ظمئها: زدتها فيه وأخّرته. ونسأ الله في أجلك، وأنسأ الله أجلك. وأنسأته الدّين وفي الدين: أخّرته، وأنسأته البيع، أخّرت ثمنه، عن يعقوب، واستنسأته فأنسأني. واستنسأت غريمي فأنسأني. واستنسأت غريمي فأنسأني. وقال هشام للشعراء: قولوا في فرسي فاستمهلوا، فقال أبو النّجم: هل لك فيمن ينقدك إذا استنسأوك. وبعته بالنّسيئة والنّساء. " ومن أراد النّساء ولا نساء ".
ن س أ: (الْمِنْسَأَةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ الْعَصَا تُهْمَزُ وَتُلَيَّنُ. وَ (النَّسِيئَةُ) كَالْفَعِيلَةِ التَّأْخِيرُ، وَكَذَا (النَّسَاءُ) بِالْمَدِّ. وَ (النَّسِيءُ) فِي الْآيَةِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنْ قَوْلِكَ: (نَسَأَهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْ أَخَّرَهُ فَهُوَ (مَنْسُوءٌ) فَحُوِّلَ مَنْسُوءٌ إِلَى نَسِيءٍ كَمَا حُوِّلَ مَقْتُولٌ إِلَى قَتِيلٍ، وَالْمُرَادُ بِهِ تَأْخِيرُهُمْ حُرْمَةَ الْمُحَرَّمِ إِلَى صَفَرٍ. 
نسأ قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَقَوله: النَّسِيئَة بِالنَّسِيئَةِ فِي وُجُوه كَثِيرَة من البيع مِنْهَا: أَن يُسّلم الرجل إِلَيّ الرجل مائَة دِرْهَم إِلَيّ سنة فِي كُرّ طَعَام لكُرّ فَإِذا انْقَضتْ السّنة وَحل الطَّعَام عَلَيْهِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِ الطَّعَام للدافع: لَيْسَ عِنْدِي طَعَام لَكِن بِعني هَذَا الكُرَّ بِمِائَتي دِرْهَم إِلَيّ شهر فَهَذِهِ نَسِيئَة انْتَقَلت إِلَيّ نَسِيئَة وكل مَا أشبه ذَلِك. وَلَو كَانَ قبض الطَّعَام مِنْهُ ثُمَّ بَاعه مِنْهُ أَو من غَيره بنسيئة لم يكن كالئا بكالىء
نسأ
النَّسْءُ: تأخيرٌ في الوقتِ، ومنه: نُسِئَتْ المرأةُ: إذا تأخَّرَ وقتُ حَيْضِهَا، فرُجِيَ حَمْلُهَا، وهي نسُوءٌ، يقال: نَسَأَ اللَّهُ في أَجَلِكَ، ونَسَأَ اللهُ أَجَلَكَ. والنَّسِيئَةُ: بَيْعُ الشيء بالتَّأْخيرِ، ومنها النَّسِيءُ الذي كانت العَرَبُ تفعلُهُ، وهو تأخير بعض الأشهر الحُرُم إلى شهرٍ آخَرَ. قال تعالى:
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ [التوبة/ 37] ، وقرئ: ما ننسخ من آية أو نَنْسَأْهَا أي:
نُؤَخِّرْهَا، إمَّا بإنْسَائِهَا، وإمّا بإبْطالِ حُكْمِهَا.
وَالمِنْسَأُ: عصًا يُنْسَأُ به الشيءُ، أي: يُؤَخَّرُ. قال تعالى: تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ
[سبأ/ 14] ونَسَأَتِ الإبلُ في ظَمَئِهَا يوماً أو يومين. أي: أَخَّرَتْ. قال الشاعر: أَمُونٍ كَأَلْوَاحِ الْإِرَانِ نَسَأْتُهَا عَلَى لَاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدٍ
والنَّسُوءُ: الحَلِيبُ إذا أُخِّرَ تَنَاوُلُه فَحَمِضَ فَمُدَّ بِمَاءٍ.
[نسأ] نه: فيه: من أحب أن "ينسأ" في أجله فليصل رحمه، النسء: التأخير، نسأته وأنسأته: أخرته، ويكون في العمر والدين. ومنه ح: صلة الرحم مثراة في المال "منسأة" في الأثر، وهي مفعلة منه أي مظنة له. ن: وذا بأن يبارك فيه بالتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بالخيرات، وكذا بسط الرزق عبارة عن البركة، وقيل: عن توسيعه، وقيل: إنه بالة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ أن عمره ستون وإن وصل فمائة وقد علم الله ما سيقع، وقيل: هو ذكره الجميل بعده فكأنه لم يمت. نه: ومنه ح: وكان قد "أنسئ" له في العمر. وح: من سره "النساء ولا نساء"، أي تأخير العمر والبقاء. وح: "لا تستنسئوا" الشيطان، أي إذا أردتم عملًا صالحًا فلا تؤخروه إلى غد ولا تستمهلوا الشيطان، يريد أن ذلك مهلة مسولة من الشيطان. وفيه: إنما الربا في "النسيئة"، أي بيع الربويات بالأخير والأجل من غير تقابض هو الربا وإن كان بغير زيادة وهو مذهب ابن عباس، كان يرى بيع الربويات متفاضلة مع التقابض جائزًا. ك: و"نسأ" تناجر، هو بفتح نون وبمد وبقصر. وبيع الذهب "نسيئة"، بوزن كريمة، وبإدغام، وبحذف همزة وكسرة نون كجلسة- فهي ثلاثة. نه: وفيه: فإذا رميتم "فانتسوا" عن البيوت، أي تأخروا- يروى بلا همزة، والصواب: فانتسئوا- بالهمز، ويروى: بنسوا، أي تأخروا. وفيه: كانت "النسأة" في كندة، هو بالضم وسكون السين: النسئ المراد بقوله: "إنما النسئ زيادة في الكفر" فعيل بمعنى مفعول وهو تأخير الشهور بعضها إلى بعضز ن: يجعلون المحرم صفر وينسئون المحرم صفر، وهو بتنوين وأن حذف الألف خطأ، وكانوا يسمون المحرم صفر ويحلونه وينسئون المحرم أي يؤخرون تحريمه إلى ما بعد صفر لئلا يتوالى ثلاثة أشهر محرمة يضيق عليهم أمورهم. نه: وفيه: كانت زينب بنته صلى الله عليه وسلم تحت أبي العاص فلما هاجر صلى الله عليه وسلم أرسلها إليه وهي "نسوء"، أي مظنون بها الحمل، امرأة نسوء ونسوة ونسء- إذا تأخر حيضها ورجى حبلها، وقيل: هو من نسأت اللبن- إذا جعلت فيه الماء تكثره به، والحمل زيادة؛ الزمخشري: نسوء على فعول والنسء على فعل، ورى: نسوء- بضم نون، فالنسوء كالحلوب، والنسوء تسمية بالمصدر. ومنه ح: إنه دخل على أم عامر وهي "نسوء"- وروى: نسء- فقال: أبشري بعبد الله خلفًا من عبد الله، فولدت غلامًا فسمته عبد الله. غ: "منساته": عصاه، نسأته: ضربته بالعصا. ن: يا "نساء" المسلمات، بنصب نساء وجر مسلمات من باب مسجد الجامع، وروى برفعهما وبرفع وجر نائب نصب على النعت لفظًا أو محلًا.
نسأ
نسَأَ/ نسَأَ في يَنسَأ، نَسْئًا، فهو ناسئ، والمفعول مَنْسوء
• نسَأ الشّيءَ أو الأمرَ: أخّره (وقد تخفف الــهمزة) "نسأ الدَّيْنَ/ البيعَ/ الصفقةَ- {مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [ق] ".
• نسَأ اللهُ أجلَه/ نسَأ اللهُ في أجلِه: أطال في عمره ° نُسِئت المرأةُ: تأخّر حيضُها عن وقته وظُنّ حملها. 

أنسأَ/ أنسأَ في يُنْسئ، إنساءً، فهو مُنسِئ، والمفعول مُنسَأ
• أنسأ الشَّيءَ: نسَأه؛ أخّره "أنسأ الدَّيْنَ/ البيعَ/ الصفقةَ".
• أنسأ اللهُ أجلَه/ أنسأ اللهُ في أجله: نسَأه؛ أطال في عمره. 

مِنْسَأَة [مفرد]: اسم آلة من نسَأَ/ نسَأَ في: هراوة، عصا غليظة يحملها الرُّعاة أو الجنود، وتُستخدم في الضرب ودفع الدوابّ والحثّ على السَّير والتَّوكّؤ ونحوه "له منْسأة يقود بها غنمه- {مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} ". 

ناسئ [مفرد]: ج ناسئون ونَسَأة: اسم فاعل من نسَأَ/ نسَأَ في. 

نَسْء [مفرد]:
1 - مصدر نسَأَ/ نسَأَ في.
2 - تأخير حرمة شهر لآخر لاستباحة القتال في الأشهر الحرم " {إِنَّمَا النَّسْءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [ق] ". 

نَسيء [مفرد]:
1 - تأخير.
2 - تأخير حُرْمة شهر المحرَّم إلى شهر صفر في الجاهليّة حتى يتسنّى لهم القتال فيه " {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} ". 

نَسيئة [مفرد]:
1 - نسيء؛ تأخير، تأجيل "باعه بنسيئة: بتأخير دفع الثمن".
2 - (فق) دَيْن مؤخّر.
• رِبا النَّسيئة: (فق) من البيوع التي نهى الإسلام عنها، وهو بيعٌ إلى أجل معلوم من غير تقابض ولو كان بغير زيادة، وهو خلاف رِبا الفضل. 
[نسأ] نَسَأْتُ البعيرَ نَسْأً، إذا زجرته وسُقْته. وكذلك نَسَّأْتُهُ تَنْسِئَةً. وأنشد أبو عمرو بن العلاء: وما أم خشف بالعلاية شادن * تنسئ في برد الظلال غزالها والمِنْسَأَةُ: العَصا، يهمز ولا يهمز، وقال في الهمز: أَمِنْ أجل حَبْلٍ لا أَباكَ ضربته * بمِنْسَأَةٍ قد جر حبلك أحبلا وقال آخر في ترك الهمز: إذا دَبَبْتَ على المِنْساةِ من هَرَمٍ * فقد تباعَدَ عنك اللَهْوُ والغَزَلُ ونسأت الشئ نسأ: أخرته، وكذلك أَنْسَأّتُهُ. فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ بمعنًى. تقول: استنسأته الدين فأنسأنى. الاصمعي: أنسأه الله أجَلَهُ ونَسَأَهُ في أجله بمعنًى. والنُسْأَةُ بالضم: التأخير مثل: الكُلأَةِ. وكذلك النَسيئَةُ على فَعيلَةٍ. تقول: نَسَأْتُهُ البيعَ وأَنْسَأْتُهُ، وبِعْتُهُ بِنُسْأَةٍ وبِعْتُهُ بكُلأَةٍ أي بأَخِرَةٍ، وبِعْتُهُ بنَسيئَةٍ أي بأَخِرَةٍ. وقال الأخفش: أَنْسَأْتُهُ الدَيْنَ، إذا جعلته له مؤخَّراً، كأنَّك جعلته له يؤخِّره. ونَسَأْتُ عنه دَيْنَهُ، إذا أخَّرتَهُ نَساءً. قال: وكذلك النَساءُ في العمر ممدود. ومنه قولهم " من سره النساء ولا نساء، فليخفف الرداء - بالمد - واليباكر الغداء، وليقل غشيان النساء ". ونسأت في ظِمْءِ الإبل نَسْأً، إذا زدت في ظمئها يوماً أو يومين أو أكثر من ذلك. ونَسَأْتُها أيضاً عن الحوض، إذا أخَّرتها عنه ونسئت المرأة تنسأ نسأ على ما لم يسمَّ فاعلُه، إذا كان عند أوَّل حَبَلها، وذلك حين يتأخًّرُ حيضُها عن وقته فَرُجِيَ أنَّها حُبْلى. وهي امرأةٌ نسئ. وقال الاصمعي: يقال للمرأة أوَّل ما تَحْمِلُ: قد نَسِئَتْ. وتقول: نَسَأَتِ الماشيةُ نَسْأً، وهو بدء سِمنها حين يَنبتُ وبرَها بعد تساقطه. يقال: جرى النَّسءُ في الدواب. قال أبو ذؤيب يصف ظبية: به أبلت شهرى ربيع كليهما * فقد مار فيها نسؤها واقترارها فالنسء: بدء السمن. والاقترار نهايته. ونسأت اللبن: خلطنه بماءٍ، واسمه النَسْءُ، قال عروة بن الورد العبسى: سقوني النسء ثم تَكَنَّفوني * عُداةُ الله من كَذِبٍ وزورِ وقوله تعالى: (إنَّما النسئ زيادة فى الكفر) هو فعيلٌ بمعنى مفعول من قولك: نسأت الشئ، فهو منسوء، إذا أخَّرته، ثم يُحوَّلُ مَنْسوءٌ إلى نسئ، كما يحول مقتول إلى قَتيلٍ. ورجلٌ ناسِئٌ وقومٌ نَسَأَةٌ، مثل: فاسِقٍ وفَسَقَةٍ، وذلك أنَّهم كانوا إذا صدروا عن مِنًى يقوم رجلٌ من كِنانَةَ فيقول: أنا الذي لا يُرَدُّ لي قضاءٌ! فيقولون: أَنْسِئنا شهراً، أي: أخِّر عنَّا حُرُمَةَ المُحَرَّمِ واجعلها في صَفَرٍ، لأنَّهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهرٍ لا يُغيرون فيها، لأنَّ معاشَهم كان من الغارةِ، فَيُحِلُّ لهم المُحَرَّمَ. وقولهم: أَنْسَأْتُ سُرْبَتي، أي: أبعدت مذهبي. قال الشنفرى: عدون من الوادي الذي بين مِشْعَلٍ. * وبين الحَشا هيهات أَنْسَأْتُ سُرْبَتي وانْتَسَأْتُ عنه: تأخَّرتُ وتباعدتُ، وكذلك الإبل إذا تباعدتْ في المرعى. قال الشاعر : إذا انْتَسَئوا فوْتَ الرِّماحِ أتتْهُمُ * عَوائِرُ نَبْلٍ كالجَرادِ نُطيرُها ويقال: إنَّ لي عنك لمنتسأ، أي: منتأى وسعة.
السين والنون والــهمزة ن س أ

نُسِئَتِ المَرْأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً تَأَخَّر حَيْضُها وبَدَأَ حَمْلُها فهي نَسْءٌ والجمع أَنْساءٌ ونُسُوءٌ وقد يُقَالُ نِسَاءٌ نَسْءٌ وقد أبنْتُ هذا النحو مستقصى في الكتاب المخصص ونَسَأَ الشيءَ يَنْسَؤُه نَسْأً وأَنْسَأَه أَخَّرَهُ والاسْم النَّسِيئَةُ والنَّسِيءُ ونَسَأَ اللهُ من أَجَلِه وأَنْسَأَ أَجَلَه أخَّرَهُ وحكى ابنُ دُرَيْد مَدَّ له في الأَجَل أَنْسأه فِيه ولا أَدْرِي كيف هذا والاسْمُ النَّسَاءُ ونَسَأَ الشيءَ نَسْأً باعَهُ بتَأْخِيرٍ والاسْمُ النَّسِيئَةُ والنَّسِيءُ شَهْرٌ كانت تُؤَخِّره العَرَبُ في الجاهلية فنَهَى اللهُ عنها وأَنْسَأَهُ الدَّيْنَ والبَيْعَ أَخَّرَه به واسْتَنْسَأَهُ سَأَلَه أن يُنْسِئَه دَيْنَه وأنشد ثعلب

(قد اسْتَنْسَأَتْ حَقِّي ربيعةُ للحَيا ... وعند الحيَا عارٌ عَلَيْكَ عَظِيمُ) (وإن قَضَاءَ المَحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعةً ... من المُخِّ في أَنْقاءِ كلّ حَلِيمِ)

قال هذا رَجُلٌ كان له على رَجُلٍ بَعِيرٌ فطلب منه حَقَّه فقال أَنْظِرْني حتى أَخْصِبَ فقال إن أَعْطَيْتَنِي اليَوْمَ جَمَلاً مَهْزُولاً كان خيراً لك من أن تُعْطِيَه إذا أَخْصَبَتْ إبلَكَ وما لَهُ نَسَأَهُ الله أي أَخَّرَه وأَخْزَاه وأَنْسأَ عنه تأخَّر وتَبَاعَدَ قال مالِك بن زغبة

(إذا أَنْسَئُوا فَوْتَ الرِّماح أَتَتْهُمُ ... عَوَائِرُ نَبْلٍ كالجَرادِ تُطِيرُها)

ونَسَأَ الإِبلَ نَسْأً زاد في وِرْدِها وأَخَّرَها عن وَقْتِه ونَسَأَها دَفَعها عن الحَوْضِ ونَسَأَها دَفَعها في السِّيْرِ وساقَها والمِنْسَأَةُ العَصَا يُنْسَأُ بها وأَبْدَلُوا إبْدالاً كُلِّيّا فقالوا مِنْسَاة وأَصْلُها الهَمْز ولكنه بَدَلٌ لازِمٌ حكاه سيبويه وقد قُرِئ بهما جميعاً ونَسَأَ الدابَّةَ والناقةَ زَجَرها قال

(وعَنْسٍ كأَلْواحِ الإِرانِ نَسَأْتُها ... إذا قِيلَ للمَشْبوبَتَيْنِ هُما هُما)

المَشْبُوبتان الشِّعْرَيان وقد تقدم ونَسَأَتِ الدابَّةُ تَنْسَأُ نَسْأً سَمِنَتْ والنَّسْءُ والنَّسِيءُ اللَّبَنُ الرَّقِيق الكثيرُ الماء ونَسَأَتُه نَسْأً ونَسَأْتُه له ونَسَأْتُه إياه خَلَطْته له قال

(سَقَوْنِي النَّسْءَ ثم تَكَنَّفُونِي ... عُداةُ اللهِ من كَذِبٍ وزُورِ)

وقيل النَّسْءُ الشرابُ الذي يُزِيلُ العَقْلَ وبه فَسَّر ابن الأَعْرَابِيِّ النَّسْء هاهنا قال إنما سَقَوْه الخَمْرَ ويُقَوِّي ذلك رواية سيبويه سَقَوْني الخَمْر وقال ابن الأعرابي مَرَّةً هو النِّسِيءُ بالكَسْر وأنشد

(يَقُولُون لا تَشْرَبْ نِسِيئاً فإنّه ... عَلَيْكَ إذا ما ذُقْنَه لَوَخِيمُ)

وقال غيره النَّسِيءُ بالفتح وهو الصواب وهو الذي قاله ابن الأعرابيِّ خطأ لأن فِعيلاً ليس في الكلام إلا أن يكون ثاني الكلمة أحد حروف الحَلْق هكذا ضبطه سيبويه والنَّسِيءُ ليس ثانية حَرْفاً من حُرُوفِ الحَلْقِ وما أَطْرَف قَوْلَه ولا يقال نَسْيءٌ بالفتح مع عِلْمِنا أن كل فِعِيل بالكَسْر فَفَعِيل بالفتح هي اللغة الفصيحة فيه فهذا خطأ من وَجْهَيْن فَصَحَّ أن النَّسِيءَ بالفتح هو الصَّحِيح وكذلك رواية البيت لا تَشْرب نَسِيئاً بالفتح
نسأ
نَسَأْتُ البيعير نَسْأً: إذا زجَرْته وسُقتَه.
ونَسَأْتُ الشيء نَسْأً: أخَّرْته. ونَسَأَ الله في أجله.
ونَسَأْتُهُ البيع: بِعته بنسِيئة.
ونَسَأْتُ عنه دينه نسَاء - بالفتح والمد -، وكذلك النساء في العمر، ومنه قول عليٍّ - رضي الله عنه -: من سَرَه النَّسَاء - ويروى: من أراد النَّسَاء - ولا نَسَاء، فليُباكر الغداء وليُقِلَّ غِشيان النِّساء وليُخفف الرِّداء.
ونَسَأْتُ في ظِمء الإبل نَسْأ: إذا زدتَ في ظِمئِها يوما أو يومين أو أكثر من ذلك.
ونَسَأَتِ الظَّبْيَةُ غزالها نَسْأً: إذا رشَّحته، ونَسَأتْهُ: سَقَتْه النَّسْءَ.
ونَسَأَت الماشية نَسْأً: وهو بَدْء سمنها حين ينبت وبَرها بعد تساقطه، يقال: جرى النَّسء في الدواب، قال أبو ذُؤيب الهُذلي:
به أبَلَتْ شَهْرَيْ رَبيعٍ كِلَيْها ... فقد مارَ فيه نَسْؤُها واقْتِرارُها
" به ": أي بهذا الموضِع، ويُروى: " بها ": أي بالأيْكَة، ويروى: " رَبلَتْ ": أي أكلتِ الرَّبْل. فالنَّسْءُ " بَدْء السِّمن، والاقترار: نهايَتُه. والنَّسْءُ: المرأة المظنون بها الحَمْل، وقال قُطْرب: هي النُّسْءُ - بالضم - والنَّسُوْءُ على فَعُول -، ومنه الحديث: إنه كان لعامر بن ربيعة ابن اسمْهُ عبد الله فأصابته رمْيَةٌ يوم الطائف فضَمِن منها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأُمِّه ودخل عليها وهي نَسْءٌ: أبشري بعبد الله خَلَفا من عبد الله، فولَدت غُلاما فسمَّته عبد الله، فهو عبد الله بن عامر. وقيل لها نَسْءٌ لِتأخر حَيضها عن وقته، وفي الحديث: إنّ زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم ورضي عنها - كانت تحت أبي العاص بن الربيع؛ فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة أرسَلَها إلى أبيها وهي نَسُوْءٌ فنفَرَ بها المشركون بَعيرها حتى سقطت فنَفثت الدماء مكانها وألقت ما في بطنها فلم تزل ضِمَنَةً حتى ماتت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
والنُّسْأَةُ - بالضم -: التأخير، يقال: بعتُه بِنُسْأَةٍ.
ونُسِئَتِ المرأة نَسْأً: إذا كانت عند أول حَمْلِها.
والمِنْسَأَةُ: العصا، تُهمز ولا تُهمز، قال أبو طالب بن عبد المطلب يخاطب خداش بن عبد الله بن أبي قيس بن عَبْدِ وَدٍّ في قتْلِه عمرو بن عَلْقمة بن المُطلب:
أمِنْ أجْلِ حَبْلٍ لا أبالكَ صِدْتَه ... بِمِنْسَأَةٍ قد جاءَ حَبْلٌ بأحْبُلِ
وقال آخر في ترك الهمز:
إذا دَبَبْتَ على المِنْسَاةِ من هَرَمٍ ... فقد تَبَاعَدَ عنك اللَّهْوُ والغَزَلُ
وهو نِسْءٌ نِسَاءٍ - بالكسر -: أي حدثُهُنَّ وخِدْنُهُنَّ.
وأنْسَأْتُهُ الشيء: أخَّرْتُه. وأنْسَأْتُ الدَّين: أخَّرْتُ، وقوله عز وجل:) إنَّما النَّسِيْءُ زِيَادَةٌ في الكُفْر (: قيل: هو فَعِيْلٌ بمعنى مفْعُولٍ من قولك: نَسَأْتُ الشيء فهو مَنْسُوءٌ: إذا أخرته؛ ثم يُحوَّل مَنسُوْء إلى نسيء كما يُحوَّلُ مَقتول إلى قتيل. ورجل ناسئ وقوم نَسَأَةٌ مثال عامل وعَمَلَةٍ، وذلك أنهم كانوا إذا صدروا عن منىً يقوم رجل من بني كنانة فيقول: أنا الذي لا يُردُّ لي قضاء، فيقولون: أنْسِئْنا شهراً: أي أخِّر عنَّا حُرمة المُحرَّم واجعلها في صًفًر، لأنهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهر لا يُغيرون فيها، لأن مَعاشَهم كان في الغارة، فَيُحلُّ لهم المُحرَّم.
وقال الفرّاء: النَّسِيءُ: مصدر، وقال الأزهري: النَّسِيءُ: بمعنى الإنْسَاء؛ اسم وُضِع موضع المصدر الحقيقي؛ من أنْسَأْتُ. قال: وقد قال بعضهم: نَسَأْتُ - في هذا الموضع -: بمعنى أنْسَأْتُ، ومنه قول عُمير بن قيس بن جِذلْ الطِّعَان:
ألَسْنا النّاسِئينَ على مَعَدٍّ ... شُهُوْرَ الحِلِّ نَجْعَلُها حَرَاما
وقولهم: أنْسَأْتُ سُربَتي: أي أبعدْتُ مذهبي، قال الشَّنْفرى:
غَدَوْتُ من الوادي الذي بين مِشْعَلٍ ... وبين الجَبى هيهاتَ أنْسَأْتُ سُرْبَتي
وانْتَسَأْتُ عنه: تأخَّرت، ورأى عمر - رضي الله عنه - قوما يرمون فقال: ارتموا فإن الرّمي جلادَةٌ وانتَسِئوا عن البيوت لا تُطمَّ امرأة أو صبي يسمع كلامكم فإن القوم إذا خَلوا تكلموا. وكذلك الإبل إذا تباعدت في المرعى، قال مالك بن زُغْبة الباهليّ:
إذا انْتَسَأُوْا فَوْتَ الرِّماح أتتْهُمُ ... عوائرُ نَبْلٍ كالجَرادِ نُطِيْرُها
ويقال: إن لي عنك لَمُنْتَسَأً: أي مُنْتَأىً وسعة.
والتركيب يدل على تأخير شيء.

نسأ: نُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً: تأَخَّر حَيْضُها عن وقتِه، وبَدَأَ حَمْلُها، فهي نَسْءٌ ونَسِيءٌ، والجمع أَنْسَاءٌ ونُسُوءٌ، وقد يقال: نِساءٌ نَسْءٌ، على الصفة بالمصدر. يقال للمرأَة أَوَّلَ ما تَحْمِل:

قد نُسِئَتْ.

ونَسَأَ الشيءَ يَنْسَؤُه نَسْأً وأَنْسَأَه: أَخَّره؛ فَعَلَ وأَفْعَلَ بمعنىً، والاسم النَّسِيئةُ والنَّسِيءُ. ونَسَأَ اللّهُ في أَجَلِه، وأَنْسَأَ أَجَلَه: أَخَّره. وحكى ابن دريد: مَدَّ له في الأَجَلِ أَنْسَأَه فيه.

قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا، والاسم النَّسَاءُ. وأَنسَأَه اللّهُ

أَجَلَه ونَسَأَه في أَجَلِه، بمعنى. وفي الصحاح: ونَسَأَ في أَجَلِه،

بمعنى. وفي الحديث عن أَنس بن مالك: مَن أَحَبَّ أَن يُبْسَطَ له في رِزْقِه ويُنْسَأَ في أَجَلِه فَلْيَصِلْ رَحِمَه.

النَّسْءُ: التأخيرُ يكون في العُمُرِ والدَّيْنِ.

وقوله يُنْسَأُ أَي يُؤَخَّر. ومنه الحديث: صِلةُ الرَّحِم مَثْراةٌ في

المالِ مَنْسَأَةٌ في الأَثَر؛ هي مَفْعَلَةٌ منه أَي مَظِنَّةٌ له وموضع. وفي حديث ابن عوف: وكان قد أُنْسِئَ له في العُمُرِ. وفي الحديث: لا تَسْتَنْسِئُوا الشيطانَ، أَي إِذا أَردتُمْ عَمَلاً صالحاً، فلا

تُؤَخِّرُوه إِلى غَدٍ، ولا تَسْتَمْهِلُوا الشيطانَ. يريد: أَن ذلك مُهْلةٌ

مُسَوَّلةٌ من الشيطان.

والنُّسْأَة، بالضم مثل الكُلأَةِ: التأْخيرُ. وقال فَقِيهُ العرب: مَنْ

سَرَّه النَّساءُ ولا نَساء، فليُخَفِّفِ الرِّداءَ، ولْيُباكِر الغَداءَ، وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّساءِ، وفي نسخة: وليُؤَخِّرْ غشيان النساءِ؛أَي <ص:167>

تَأَخُّرُ العُمُرِ والبَقَاء. وقرأَ أَبو عمرو: ما نَنْسَخْ مِن آيةٍ أَو نَنْسَأْها، المعنى: ما نَنْسَخْ لك مِن اللَّوْحِ الـمَحْفُوظ، أَو نَنْسَأْها: نُؤَخِّرْها ولا نُنْزِلْها. وقال أَبو العباس: التأْويل أَنه نَسخَها بغيرها وأَقَرَّ خَطَّها، وهذا عندهم الأَكثر والأَجودُ.

ونَسَأَ الشيءَ نَسْأً: باعه بتأْخيرٍ، والاسم النَّسِيئةُ. تقول: نَسَأْتُه البيعَ وأَنْسَأْتُه وبِعْتُه بِنُسْأَةٍ وبعته بِكُلأَةٍ وبعته بِنَسِيئةٍ أَي بأَخَرةٍ.

والنَّسِيءُ: شهر كانت العرب تُؤَخِّره في الجاهلية، فنَهى اللّه عز

وجل، عنه. وقوله، عز وجل: إِنما النَسِيءُ زيادةٌ في الكُفْر. قال الفرّاءُ: النَّسِيءُ المصدر، ويكون الـمَنْسُوءَ، مثل قَتِيلٍ ومَقْتولٍ،

والنَّسِيءُ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول من قولك نَسَأتُ الشيءَ، فهو مَنْسُوءٌ إِذا أَخَّرْته، ثم يُحَوَّل مَنْسُوءٌ إِلى نَسيءٍ، كما يُحَوَّل مَقْتول إِلى قَتيل.

ورجل ناسِئٌ وقوم نَسَأَةٌ، مثل فاسِقٍ وفَسَقةٍ، وذلك أَن العرب كانوا إِذا صدروا عن مِنى يقوم رجل منهم من كنانة فيقول:

أَنا الذي لا أُعابُ ولا أُجابُ ولا يُرَدُّ لي قضاءٌ، فيقولون: صَدَقْتَ !أَنْسِئْنا شهراً أَي أَخِّرْ عنَّا حُرْمة الـمُحرَّم واجعلها في صَفَر وأَحِلَّ الـمُحرَّمَ، لأَنهم كانوا يَكرهون أَن يَتوالى عليهم ثلاثة أَشهر حُرُمٍ، لا يُغِيرُون فيها لأَنَّ مَعاشَهم كان من الغارة، فيُحِلُّ لهم المحرَّم، فذلك الإِنساءُ. قال أَبو منصور: النَّسِيءُ في قوله، عز وجل: إِنما النَّسِيءُ زيادةٌ في الكُفْر؛ بمعنى الإِنْسَاءِ، اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من أَنْسَأْتُ. وقد قال بعضهم: نَسَأْتُ في هذا الموضع بمعنى أَنْسَأْتُ. وقال عُمير بن قَيْسِ بنِ جِذْلِ الطِّعان:

أَلَسْنا النَّاسِئِينَ، على مَعَدٍّ، * شُهُورَ الحِلِّ، نَجْعَلُها حَراما

وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كانت النُّسْأَةُ في كِنْدَةَ.

النُسْأَةُ، بالضم وسكون السين: النَّسِيءُ الذي ذكره اللّه في كتابه من تأْخير الشهور بعضها إِلى بعض.

وانْتَسَأْتُ عنه: تأَخَّرْتُ وتباعَدْتُ. وكذلك الإِبل إِذا تَباعَدَتْ

في المرعى. ويقال: إِنّ لي عنك لمُنْتَسَأً أَي مُنْتَأًى وسَعَةً.

وأَنْسَأَه الدَّينَ والبَيْع: أَخَّرَه به أَي جعله مُؤَخَّراً، كأَنه جعله له بأَخَرةٍ. واسم ذلك الدَّيْن: النَّسيئةُ. وفي الحديث: إِنما الرِّبا في النَّسِيئةِ هي البَيْعُ إِلى أَجل معلوم، يريد: أَنَّ بيع الرِّبَوِيّات بالتأْخِير من غير تَقابُض هو الرِّبا، وإِن كان بغير زيادة.قال ابن الأَثير: وهذا مذهب ابن عباس، كان يرى بَيْعَ الرِّبَوِيَّاتِ مُتفاضِلة مع التَّقابُض جائزاً، وأَن الرِّبا مخصوص بالنَّسِيئة.

واسْتَنْسأَه: سأَله أَن يُنْسِئَه دَيْنَه. وأَنشد ثعلب:

قد اسْتَنْسَأَتْ حَقِّي رَبيعةُ لِلْحَيا، * وعندَ الحَيا عارٌ عَلَيْكَ عَظيمُ

وإنَّ قَضاءَ الـمَحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعةً، * من الـمُخِّ، في أَنْقاءِ كلِّ حَلِيم

قال: هذا رجل كان له على رجل بعير طَلَب منه حَقَّه. قال: فأَنظِرني حتى أُخْصِبَ. فقال: إِن أَعطيتني اليوم جملاً مهزولاً كان خيراً لك من أَن تُعْطِيَه إِذا أَخْصَبَتْ إِبلُكَ. وتقول: اسْتَنْسَأْتُه

الدَّينَ، فأَنْسَأَني، ونَسَأْت عنه دَيْنَه: أَخَّرْته نَساءً، بالمد. قال: وكذلك النَّسَاءُ في العُمُر، ممدود. وإِذا أَخَّرْت الرجل بدَيْنه قلت:

أَنْسَأْتُه، فإِذا زِدتَ في الأَجل زِيادةً يَقَعُ عليها تأْخيرٌ قلت: قد نَسَأْت في أَيامك، ونَسَأْت في أَجَلك. وكذلك تقول للرجل: نَسَأَ اللّه في أَجَلك، لأَنّ الأَجَلَ مَزِيدٌ فيه، ولذلك قيل للَّبنِ: النَّسيءُ لزيادة الماء فيه. وكذلك قيل: نُسِئَتِ المرأَةُ إِذا حَبِلَتْ، جُعلت زِيادةُ الولد فيها كزيادة الماء في اللبن. ويقال للناقة: نَسَأْتُها أَي زَجَرْتها ليزداد سَيْرُها. وما لَه نَسَأَه اللّه أَي أَخْزاه. ويقال: أَخَّره اللّه، وإِذا أَخَّره فقد أَخْزاه.

ونُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً، على ما لم يُسمَّ فاعِلُه، إِذا كانت عند أَوَّل حَبَلِها، وذلك حين يتأَخَّرُ حَيْضُها عن وقته، فيُرْجَى أَنها حُبْلَى. وهي امرأَة نَسِيءٌ.

وقال الأَصمعي: يقال للمرأَة أَوَّلَ ما تحمل قد نُسِئَتْ. وفي الحديث: كانت زينبُ بنتُ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، تحتَ أَبي العاصِ بن الرَّبِيع، فلما خرج رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى المدينة أَرسَلَها إِلى أَبيها، وهي نَسُوءٌ أَي مَظْنونُ بها الحَمْل.

يقال: امرأَةٌ نَسْءٌ ونَسُوءٌ، ونِسْوةٌ نِساءٌ إِذا تأَخَّر حَيْضُها، ورُجِي حَبَلُها، فهو من التأْخير ، وقيل بمعنى الزيادة من نَسَأْتُ اللَّبنَ إِذا جَعَلْت فيه الماءَ تُكَثِّره به، والحَمْلُ زيادةٌ. قال الزمخشري: النَّسُوءُ، على فَعُول، والنَّسْءُ، على فَعْلٍ، وروي نُسُوءٌ، بضم

النون. فالنَّسُوءُ كالحَلُوبِ، والنُّسوءُ تَسْميةٌ بالمصدر. وفي

الحديث: أَنه دخل على أُمِّ عامر بن رَبِيعةَ، وهي نَسُوءٌ، وفي رواية نَسْءٌ، فقال لها ابْشِري بعبدِاللّه خَلَفاً مِن عبدِاللّه، فولَدت غلاماً، فسمَّتْه عبداللّه.

وأَنْسَأَ عنه: تأَخَّر وتباعَدَ، قال مالك بن زُغْبةَ الباهِليّ:

إِذا أَنْسَؤُوا فَوْتَ الرِّماحِ أَتَتْهُمُ * عَوائِرُ نَبْلٍ، كالجَرادِ تُطِيرُها

وفي رواية: إِذا انْتَسَؤُوا فَوْت الرِّماح.

وناساهُ إِذا أَبعده، جاؤُوا به غير مهموز، وأَصله الهمز. وعَوائرُ

نَبْلٍ أَي جماعةُ سِهامٍ مُتَفَرِّقة لا يُدْرَى من أَين أَتَتْ.

وانْتَسَأَ القومُ إِذا تباعَدُوا. وفي حديث عُمَر، رضي اللّه عنه:

ارْمُوا فإِنَّ الرَّمْيَ جَلادةٌ، وإِذا رَمَيْتُم فانْتَسُوا عن البُيُوت، أَي

تأَخَّرُوا. قال ابن الأَثير: هكذا يروى بلا همز، والصواب:

فانْتَسِئُوا، بالهمز؛ ويروى: فَبَنِّسُوا أَي تأَخَّروا. ويقال: بَنَّسْتُ إِذا

تأَخَّرْت. وقولهم: أَنْسَأْتُ سُرْبَتِي أَي أَبْعَدْتُ مَذْهَبي.

قال الشَّنْفَرى يصف خُرُوجَه وأَصحابه إِلى الغَزْو، وأَنهم أبْعَدُوا

الـمَذْهَب:

غَدوْنَ مِن الوادي الذي بيْنَ مِشْعَلٍ، * وبَيْنَ الحَشا، هيْهاتَ أَنْسَأَتُ سُربَتِي

ويروى: أَنْشَأَتُ، بالشين المعجمة. فالسُّرْبةُ في روايته بالسين

المهملة: المذهب، وفي روايته بالشين المعجمة: الجماعة، وهي رواية الأَصمعي والمفضل. والمعنى عندهما: أَظْهَرْتُ جَماعَتِي من مكان بعبدٍ لِمَغْزًى بَعيِد. قال ابن بري: أَورده الجوهري: غَدَوْنَ من الوادي، والصواب غَدَوْنا. لأَنه يصف

أَنه خرج هو وأَصحابه إِلى الغزو، وأَنهم أَبعدوا المذهب.

قال: وكذلك أَنشده الجوهري أَيضاً: غدونا، في فصل سرب. والسُّرْبة: المذهب، في هذا البيت.

ونَسَأَ الإِبلَ نَسْأً: زاد في وِرْدِها وأَخَّرها عن وقته. ونَسَأَها:

دَفَعها في السَّيْر وساقَها.

ونَسَأْتُ في ظُمْءِ الإِبل أَنْسَؤُها نَسَأً إِذا زِدْتَ في ظِمْئِها يوماً أَو يومين أَو أَكثر من ذلك. ونَسَأْتها أَيضاً عن الحوض إِذا أَخَّرْتها عنه.

والمِنْسَأَةُ: العَصا، يهمز ولا يهمز، يُنْسَأُ بها. وأَبدلوا إِبدالاً

كلياً فقالوا: مِنْساة، وأَصلها الهمز، ولكنها بدل لازم، حكاه سيبويه.

وقد قُرئَ بهما جميعاً. قال الفرَّاءُ في قوله، عز وجل: تأْكل

مِنْسَأَتَهُ، هي العصا العظيمة التي تكون مع الراعي، يقال لها المِنْسأَة، أُخذت من نَسَأْتُ البعير أَي زَجَرْتُه لِيَزْداد سَيْرُه. قال أَبو طالب عمُّ سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في الهمز:

أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ، لا أَباكَ، ضَرَبْتَه * بِمِنْسَأَةٍ، قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا

هكذا أَنشد الجوهري منصوباً. قال: والصواب قد جاءَ حَبْلٌ بأَحْبُل، ويروى وأَحبلُ، بالرفع، ويروى قد جَرَّ حَبْلَكَ أَحْبُلُ، بتقديم المفعول. وبعده بأَبيات:

هَلُمَّ إِلى حُكْمِ ابن صَخْرةَ إِنَّه * سَيَحْكُم فيما بَيْنَنا، ثمَّ يَعْدِلُ

كما كان يَقْضي في أُمُورٍ تَنُوبُنا، * فيَعْمِدُ للأَمْرِ الجَمِيل، ويَفْصِلُ

وقال الشاعر في ترك الهمز:

إِذا دَبَبْتَ على المِنْسَاةِ مِنْ هَرَمٍ، * فَقَدْ تَباعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ

ونَسَأَ الدابةَ والنّاقَةَ والإِبلَ يَنْسَؤُها نَسْأً: زَجَرَها وساقَها. قال:

وعَنْسٍ، كأَلْواحِ الإِرانِ، نَسَأْتُها، * إِذا قِيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ: هُما هُما

الـمَشْبُوبتان: الشِّعْرَيانِ. وكذلك نَسَّأَها تَنْسِئةً: زجَرها وساقَها. وأَنشد الأَعشى:

وما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايَةِ، شادِنٍ، * تُنَسِّئُ، في بَرْدِ الظِّلالِ، غَزالَها

وخبر ما في البيت الذي بعده:

بِأَحْسَنَ منها، يَوْمَ قامَ نَواعِمٌ، * فَأَنْكَرْنَ، لَمـَّا واجَهَتْهُنَّ، حالَها

ونَسَأَتِ الدَّابَّةُ والماشِيةُ تَنْسَأُ نَسْأً: سَمِنَتْ، وقيل هو بَدْءُ سِمَنِها حين يَنْبُتُ وَبَرُها بعد تَساقُطِه. يقال: جَرَى النَّسْءُ في الدَّوابِّ يعني السِّمَنَ. قال أَبو ذُؤَيْب يصف ظَبْيةً:

به أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِما، * فقد مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها

أَبَلَتْ: جَزَأَتْ بالرُّطْبِ عن الماء. ومارَ: جَرَى. والنَّسْءُ:

بَدْءُ السِّمَنِ. والاقْتِرَارُ: نِهايةُ سِمَنها عن أَكل اليَبِيسِ. وكلُّ

سَمِينٍ ناسِئٌ. والنَّسْءُ، بالهمز، والنَّسِيءُ: اللبن الرقيق الكثير

الماء. وفي التهذيب: الـمَمْذُوق بالماء.

ونَسَأْتُه نَسْأً ونَسَأْتُه له ونَسَأْتُه إِياه: خَلَطْته

له بماء، واسمه النَّسْءُ. قال عُروةُ بن الوَرْدِ العَبْسِيّ:

سَقَوْنِي النَّسْءَ، ثم تَكَنَّفُوني، * عُداةَ اللّهِ، مِنْ كَذِبٍ وزُورِ

وقيل: النَّسْءُ الشَّرابُ الذي يُزيلُ العقل، وبه فسر ابن الأَعرابي

النَّسْءَ ههنا. قال: إِنما سَقَوْه الخَمْر، ويقوّي ذلك رواية سيبوبه:

سَقَوْني الخمر. وقال ابن الأَعرابي مرة: هو النِّسِيءُ، بالكسر،

وأَنشد:

يَقُولُون لا تَشْرَبْ نِسِيئاً، فإِنَّه * عَلَيْكَ، إِذا ما ذُقْتَه، لَوخِيمُ

وقال غيره: النَّسِيءُ، بالفتح، وهو الصواب. قال: والذي قاله ابن

الأَعرابي خطأٌ، لأَن فِعِيلاً ليس في الكلام إِلا أَن يكون ثاني الكلمة أَحدَ حُروف الحَلْق، وما أَطْرفَ قَوْلَه. ولا يقال نَسِيءٌ، بالفتح، مع علمنا أَنّ كلَّ فِعِيل بالكسر فَفَعِيلٌ بالفتح هي اللغة الفصيحة فيه، فهذا خَطأٌ من وجهين، فصحَّ أَن النَّسِيءَ، بالفتح، هو الصحيح. وكذلك رواية البيت: لا تشرب نَسِيئاً، بالفتح، واللّه أَعلم.

نسأ
: (} نَسَأَه، كمنعه: زَجَرَه وسَاقَه) ، الَّذِي قَالَه الْجَوْهَرِي وَغَيره: {نَسَأَ الإِبلَ: زَجَرها لِيزدادَ سَيْرُهَا، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : نَسَأَ الدَّابَّةَ والنَّاقَةَ والإِبلَ} يَنْسَؤُها! نَسْأً: زَجَرها وسَاقها قَالَ الشَّاعِر:
وعَنْسٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَسَأْتُهَا
إِذَا قِيلَ لِلْمَشْبُوبَتَيْنِ هُمَا هُمَا
والمَشْبُوبتانِ: الشِّعْرَيانِ. (كَنَسَّأَه) {تَنْسِئَةً، نَقله الجوهريُّ، قَالَ الأَعشى:
وَمَا أُمُّ خِشْفٍ بِالعَلاَيَةِ شَادِنٍ
} تُنَسّىءُ فِي بَرْدِ الظِّلاَلِ غَزَالَهَا
بِأَحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ قَامَ نَوَاعِمٌ
فَأَنْكَرْنَ لَمَّا وَاجَهَتْهُنَّ حَالَها
(و) نَسَأَ الشيءَ (: أَخَّرَه) يَنْسَؤُه (نَسْأً وَمَنْسَأَةً، كأَنْسَأَه) فَعَل وأَفعل بِمَعْنى. وَفِي (الفصيح) : وَيُقَال: نَسَأَ اللَّهُ فِي أَجله وأَنسأَ اللَّهُ أَجَلَك أَي أَخَّره وأَبْقَاه، من {النُّسْأَة، وَهِي التأْخير، عَن كُراع فِي المُجرَّد، وَهُوَ اخْتِيَار الأَصمعيّ. وَقَالَ ابنُ القطَّاع: نسأَ اللَّهُ أَجلَه} وأَنْسأَ فِي أَجله. فعكسه، قَالَه شَيخنَا، وَالِاسْم {النَّسيِئَةُ} - والنَّسِيءُ (و) قيل: {نَسَأَهُ: (كَلأَه) بِمَعْنى أَخَّرَه، (و) أَيضاً: (دَفَعَه عَن الحَوْضِ) وَفِي (اللِّسَان) : وَنَسَأَ الإِبلَ: دَفَعها فِي السَّيْرِ وسَاقَها، وَنَسَأْتُها أَيضاً عَن الحَوْضِ إِذا أَخَّرْتَها عَنهُ، ونَسَأَ اللَّبَنَ نَسْأً (و) نَسَأَه لَهُ ونَسَأَه إِياه (: خَلَطَه) بِمَاءٍ، واسْمه} النَّسْءُ وسيأْتي.
(و) {نَسَأَت (الظَبيةُ غَزَالَها) إِذا (رَشَّحَتْه) بِالتَّشْدِيدِ (و) نَسَأَ (فُلاناً: سقَاهُ النَّسْءَ) أَي اللَّبن المَخلوطَ بِالْمَاءِ أَو الخَمْر (و) نَسَأَ فلانٌ (فِي ظِمْءِ الإِبل: زَاد يَوْمًا) فِي وِرْدِها، وَعَلِيهِ اقتصرَ فِي (الأَساس) (أَو يَوْمَيْنِ أَو أَكثر) من ذَلِك، وَعبارَة المُحكم: نَسأَ الإِبلَ: زَاد فِي وِرْدِها أَو أَخَّره عَن وَقْتِه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . (و) نَسَأَت الدابَّةُ و (الماشِيَةُ) } تَنْسَأُ نَسْأً: سَمِنَتْ، وَقيل: (بَدَأَ سِمَنُها، و) هُوَ حِين (نَباتُ وبرِهَا بعدَ تَساقُطِه) أَي الوبرِ (و) نَسَأً الشْيءَ: بَاعه بتأْخير، تَقول ( {نَسَأْتُه البَيْعَ} وأَنْسَأْتُه) فَعَلَ وأَفعل بِمَعْنى.
(وبِعْتُه {بِنُسْأَةِ بِالضَّمِّ) وبِعْتُه بِكُلأَةٍ (} ونَسِيئَةٍ على فَعِيلة) أَي بِعته (بِأَخَرَةٍ) مُحرَّكة (و) {النَّسِيئَةُ، و (} - النَّسِيءُ) بِالْمدِّ (: الاسمُ مِنْهُ) .
(و) ! - النَّسِيءُ الْمَذْكُور فِي قَول اللهالأَمرُ، فَيكون فِي السّنة أَربعَةُ أَشْهُر حُرمٌ، وَقَالَ عَمْرُو بن بُكَيْر: قَالَ المُفضَّل الضَّبِّيّ: يُقال {لِنَسأَةِ الشهورِ: القَلاَمِسُ، واحدهم قَلَمَّسٌ، وَهُوَ الرئيس المُعَظَّم، وَكَانَ أَوّلهم حُذيفَة ابْن عَبْدِ بن فُقَيْم بن عَدِيِّ بن عَامر ابْن ثَعْلَبَةَ بن الْحَارِث بن مَالك بن كِنانة، ثمَّ ابْنه قَلَعُ بن حُذيفة، ثمَّ عَبَّاد بن قلع، ثمَّ أُمية بن قلع، ثمَّ عَوف بن أُمَية، ثمَّ جُنَادة بنُ أُميَّة بن عَوْف بن قَلَعٍ. قَالَ: وَكَانَت خَثْعَم وطَيِّيءُ لَا يُحَرِّمون الأَشْهُرَ الحُرُمَ، فيُغيِرون فِيهَا ويُقاتِلون، فَكَانَ مَنْ نَسَأَ الشهورَ من} الناسِئين يقوم فيقولُ: إِني لَا أُحَاب وَلَا أُعَاب وَلَا يُرَدُّ مَا قَضَيْتُ بِهِ، وإِني قد أَحللت دِماءَ المُحَلِّلِين من طَيِّيءَ وخَثْعَم، فَاقتُلوهم حَيْثُ وجَدْتموهم إِذا عرضوا لكم. وأَنشدني عبدُ الله بن صالحٍ لبَعض القَلامِس:
لَقَدْ عِلَمَتْ عُلْيَا كِنَانَةَ أَنَّنَا
إِذا الغُصْنُ أَمْسَى مُورِقَ العُودِ أَخْضَرا
أَعَزُّهُمُ سِرْباً وَأَمْنَعُهمْ حِمى
وأَكْرَمُهمْ فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ عُنْصُرَا
وَأَنَّا أَرَيْنَاهُمْ مَنَاسِكَ ديِنهِمْ
وَحُزْنَا لَهُمْ حَظًّا مِنَ الخَيْر أَوْفَرَا
وَأَنَّ بِنَا يُسْتَقْبَلُ الأَمْرُ مُقْبِلاً
وَإِنْ نَحْنُ أَدْبَرْنَا عَنِ الأَمْرِ أَدْبَرَا
وَقَالَ بعضُ بني أَسدِ:
لَهُمْ {نَاسِىءٌ يَمْشُونَ تَحْتَ لِوَائِهِ
يُحِلُّ إِذا شَاءَ الشُّهُورَ وَيُحْرِمُ
وَقَالَ عُمَيْرُ بن قيْسِ بن جِذْلِ الطِّعَانِ:
أَلَسْنَا} النَّاسِئِينَ عَلَى مَعَدَ
شُهُورَ الحِلّ نَجْعَلُهَا حَرَامَا
{وأَنْسَأَه الدَّيْنَ مِثْل البَيْعِ: أَخَّرَه بِهِ، أَي جَعَلَه لَهُ مُؤَخَّراً، كاينه جَعَلَه لَهُ بِأَخَرَةٍ، واسمُ ذَلِك الدَّيْنِ} النَّسيِئَةُ، وَفِي الحَدِيث (إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ) هِيَ البَيْعُ إِلى أَجَل مَعلومٍ، يُرِيد أَنَّ بَيْعَ الرِّبَوِيَّاتِ بالتأْخيرِ من غير تَقَابُضٍ هُوَ الرِّبَا وإِن كَانَ بِغَيْر زيادةٍ. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وَهَذَا مَذْهَبُ ابنِ عَبَّاسٍ، كَانَ يَرَى بَيْعَ الرِّبوِيّاتِ مُتَفَاضِلَةً مَعَ التَّقَابُضِ جَائزِاً، واين الرِّبَا مَخصوصٌ! بالنَّسيئَةِ. ( {واسْتَنْسَأَهُ: سَأَلَه أَنْ} يُنْسِئَه دَيْنَه) أَي يُؤَخِّرَه إِلى مُدَّةٍ، أَنشَد ثَعْلبٌ:
قَدْ {اسْتَنْسَأَتْ حَقِّي رَبِيعَةُ لِلْحَيَا
وَعِنْدَ الحَيَا عَارٌ عَلَيْكَ عَظِيمُ
وإِنَّ قَضَاءَ المَحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعَةً
مِنَ المُخِّ فِي أَنْقَاءِ كُلِّ حَلِيمِ
قَالَ: هَذَا رجلٌ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ بَعِيرٌ، فطلَب مِنْهُ حَقَّه، قَالَ: فَأَنْظِرْنِي حَتَّى أُخْصِتَ، فَقَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَني اليومَ جَمَلاً مَهزولاً كَانَ لَك خَيْراً من أَن تُعْطِيَه إِذا أَخصَبَتْ إِبلُك.
وَتقول} اسْتَنْسَأْتُه الدَّيْنَ {فَأَنْسَأَنِي} ونَسَأْتُ عَنْهُ دَيْنَهُ: أَخَّرْتُه {نَسَاءً بالمَدِّ.
(} والمِنْسَأَة كمِكْنَسَة ومَرْتَبَة) بِالْهَمْز (وبتَرْكِ الهَمْزِ فيهمَا: العَصَا) العظيمةُ الَّتِي تَكون مَعَ الرَّاعي، قَالَ أَبو طالِبٍ عمُّ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي الْهَمْز:
أَمِنَ أَجْلِ حَبْلٍ لاَ أَبَاكَ ضَرَبْتَهُ
{بِمِنْسَأَةٍ قَدْ جَرَّ حَبْلَك أَحْبُلُ
وَقَالَ آخرُ فِي ترك الْهَمْز:
إِذا دَبَبْتَ عَلَى} المِنْسَاةِ مِنْ هَرَمٍ
فَقَدْ تَبَاعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ
وإِنما سُمِّي بهَا (لأَنَّ الدَّابَّةَ {تُنْسَأُ بِهَا) أَي تُزْجَرُ لِيزدادَ سَيْرُها، أَو تُدْفَع أَو تُؤَخَّر، قَالَ ابنُ سَيّده: وأَبدلوا هَمْزها إِبدالاً كُلِّيًّا فَقَالُوا:} مِنْسَاةٌ، وأَصلها الْهَمْز، وَلكنه بَدَلٌ لازمٌ، حَكَاهُ سيبويهِ، وَقد قُرِيءَ بِهما جَمِيعاً، (و) من ذَلِك (قولُ الفَرَّاءِ) فِي قَوْله عز وَجل {تَأْكُلُ! مِنسَأَتَهُ} (سبأ: 14) فِيمَا نَقله عَنهُ ابنُ السَّيّد البَطَلْيُوسي مَا نَصُّه (يَجُوزُ، يَعْنِي فِي الْآيَة) الْمَذْكُورَة (مِنْ سَأَتِهِ، بفصل مِن) عَنْ سَأَتِه (على أَنّه حَرْفُ جرَ، والسَّأَةُ لُغَةٌ فِي سِيَةِ القَوْسِ) قَالَ ابنُ عادِل والسِّيَةُ: العَصَا أَو طَرَفُها، أَي تَأْكُل مِن طَرَف عَصَاه، وَقد رُوِي أَنه اتَّكأَ على خَضْرَاءَ مِنْ خَرْنُوبٍ، وإِلى هَذِه القِرَاءَة أَشارَ البَيْضَاوِي وغيرُه من المُفَسِّرين، وَنقل شيخُنا عَن الخَفَاجي فِي العِناية أَنه قُرِىءَ مِنْ سَأَتِه، بمِن الجَارَّة، وسأَتِه بالجَرِّ بِمَعْنى طَرَف الْعَصَا، وأَصلُها، مَا انْعَطَفَ من طَرَفَيِ القَوْسِ، استعِيرتْ لما ذُكِرَ، إِما اسْتِعَارَة اصطلاحِيَّة، لأَنه قيل: إِنها كانتْ خَضْراءَ فاعوَجَّتْ بالاتِّكاء عَلَيْهَا، أَو لُغَوَّية باستعمالِ المُقَيَّد فِي المُطْلَق، انْتهى، ثمَّ قَالَ: وَهَذِه القراءَةُ مَرْوِيَّةٌ عَن سَعيد بن جُبَيْرٍ وَعَن الكسائيّ. تَقول العَرُب سَأَةُ القَوْسِ وَسِئَتُها، بِالْفَتْح وَالْكَسْر، قَالَ ابْن السَّيّد البَطَلْيُوسي لما نقل هَذِه القراءَة عَن الفَرَّاءِ رَادًّا عَلَيْهِ، وَتَبعهُ المُصنّف فَقَالَ: (فِيه بُعْدٌ وتَعَجْزُفٌ) ، لَا يجوز أَن يُستعْمَل فِي كتاب اللَّهِ عزَّ وجلَّ مَا لمْ تَأْتِ بِهِ رِوَايةٌ وَلَا سَمَاعٌ، وَمَعَ ذَلِك هُوَ غيرُ مُوافِقٍ لقصَّة سيِّدِنا سُليمانَ عَلَيْهِ السَّلَام، لأَنه لم يَكُنْ مُعتَمِداً على قَوْس، وإِنما كَانَ مُعتمِداً على العَصا، انْتهى المقصودُ من كَلَام البَطَلْيُوسي، وَهُوَ مَنقوضٌ بِمَا تَقدَّم فتأَمَّلْ.
(والنَّسْءُ) بِالْفَتْح مهموزاً: (الشَّرَابُ المُزِيلُ للعَقْلِ) ، قَالَ عُرْوَةُ بن الوَرْدِ العَبْسِيُّ:
سَقَوْنِي النَّسْءَ ثُمَّ تَكَنَّفُونِي
عُدَاةَ اللَّهِ مِنْ كَذِبٍ وَزُورِ
وَبِه فَسَّر ابنُ الأَعرابيّ النَّسْءَ هُنَا قَالَ: إِنما سَقَوْهُ الخَمْرَ، يُقَوِّي ذَلِك رِوَايَةُ سيبويهِ: سَقَوْني الخَمْرَ، وسيأْتي خبر ذَلِك فِي ي س ت ع ر (واللَّبَنُ الرَّقيقُ الكثيرُ الماءِ) وَفِي (التَّهْذِيب) : المَمْذُوقُ بالماءِ، وَيُقَال نَسَأْتُ اللَّبنَ نَسْأً {ونَسَأْتُه لَهُ ونَسَأْتُه إِيَّاه: خَلَطْتُه لَهُ بماءٍ، واسْمه النَّسْءُ (} - كالنَّسِيءِ) مِثَال فَعِيلٍ، رَاجع إِلى اللَّبن، قَالَه شيخُنا، وَلَا بُعْدَ إِذا كَانَ رَاجعا إِليهما، بِدَلِيل قَوْل صاحبِ (اللسانِ) : قَالَ ابنُ الأَعرابي مَرَّةً: هُوَ النِّسِيءُ، بِالْكَسْرِ والمَدّ، وأَنشد:
يَقُولُونَ لَا تَشْرَبْ نِسيِئاً فَإِنَّهُ
عَلَيْكَ إِذَا مَا ذُقْتَه لَوَخِيمُ
وَقَالَ غَيره: النَّسِيءُ، بِالْفَتْح، وَهُوَ الصَّوَاب، قَالَ: وَالَّذِي قالَه ابنُ الأَعرابيّ خَطَأٌ، لأَن فِعِيلاً لَيْسَ فِي الْكَلَام إِلاَّ أَن يكون ثَانِي الكَلمة أَحَدَ حُرُوف الحَلْقِ. قلت: وستأْتي الإِشارة إِلى مثله فِي شَهِد، إِن شاءَ الله تَعَالَى.
(و) النَّسْءُ أَيضاً: (السِّمَنُ أَو بَدْؤُه) يُقَال: جَرَى النَّسْءُ فِي الدَّوَابِّ، يَعْنِي السِّمَنُ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصف ظَبْيَةً:
بِهِ أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِمَا
فَقَدْ مَارَ فِيهَا {نُسْؤُهَا وَاقْتِرَارُهَا
أَبَلَتْ: جَزَأَتْ بِالرُّطْبِ عَن الماءِ، ومَارَ: جَرَى، والنَّسْءُ: بَدْءُ السِّمَنِ، واقْترارُها: نِهَايَةُ سِمَنِها عَن ايكْلِ اليَبِيسِ.
(و) } النَّسْءُ (بالتثليثِ: المرأَةُ المَظْنُونُ بهَا الحَمْلُ) يُقَال: امرأَة نسءٌ ( {كالنَّسُوءِ) على فَعُولٍ، تَسْمِية بِالْمَصْدَرِ، وَقَالَ الزمخشريُّ: ويروى نُسُوءٌ بِضَم النُّون، عَن قُطْرُب، وَفِي الحَدِيث كَانَت زَيْنبُ بِنْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمتحت أَبي العَاصِ بنِ الربِيع، فَلَمَّا خرج رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِلى الْمَدِينَة أَرْسَلها إِلى أَبِيها، وَهِي} نَسُوءٌ، أَي مَظْنُونٌ بهَا الحَمْلُ. يُقَال: امرأَةٌ نَسُوءٌ ونَسْءٌ، ونِسوةٌ {نِسَاءٌ، أَي تأْخَّر حَيْضُها ورُجِيَ حَبَلُها، وَهُوَ من التأْخير، وَقيل: هُوَ بمعنَى الزِّيادة، من نَسَأْتُ اللَّبنَ إِذا جَعَلْتَ فِيهِ الماءَ تُكَثِّرُه بِهِ، والحَمْلُ زِيَادةٌ، (أَو الَّتِي ظَهَرَ) بهَا (حَمْلُها) ، كأَنه أُخذَ من الحَديث، وَهُوَ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وسلمدَخَل على أُمِّ عامِرِ بن رَبِيعةَ، وَهِي نَسُوءٌ، وَفِي رِواية: نَسْءٌ، فَقَالَ لَهَا (أَبْشِرِي بِعَبْدِ اللَّهِ خَلَفاً مِن عَبْدِ الله) فولَدَتْ غُلاماً فسَمَّتْه عبدَ اللَّه.
(و) النِّسْءُ (بِالْكَسْرِ) هُوَ الرجلُ (المُخالِطُ) للنَّاس (و) يُقَال: (هُوَ نِسْءُ نِسَاءٍ) أَي (حِدْثُهُنَّ وخِدْنُهُنَّ) بِكَسْر أَوَّلهما.
(و) } النَّسَاء (كالسَّحابِ: طُولُ العُمُرِ) ونَسَأَ اللَّهُ فِي أَجَلِه: أَخَّره، وَحكى ابنُ دُرَيْدٍ: أَمَدَّ لَهُ فِي الأَجلِ:! أَنْسَأَهُ فِيهِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدري كَيفَ هَذَا، والاسمُ النَّسَاءُ، وأَنْسَأَه اللَّهُ أَجَلَه، ونَسَأَه فِي أَجلِه بِمَعْنى، كَمَا فِي (الصِّحَاح) ، وَفِي الحَدِيث عَن أَنس بن مَالك (مَنْ أَحَبَّ أَن يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِه، ويُنْسَأَ فِي أَجَلِه، فَلْيَصِلْ رَحِمَه) النَّسْءُ: التأْخيرُ يكون فِي العُمُرِ والدَّيْنِ، وَمِنْه الحَدِيث (صِلَةُ الرَّحِم مَثْرَاةٌ فِي المالِ، {مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَر) هِيَ مَفْعَلَة مِنْهُ، أَي مَظِنَّةٌ لَهُ ومَوْضِع، وَفِي حَدِيث ابنِ عَوْفٍ (وَكَانَ قد} أُنْسِىء لَهُ فِي العُمُرِ) أَي أُخِّر، {والنُّسْأَة، بالضمّ مثلُ الكُلأَةِ: التأْخيرُ، وَقَالَ فَقِيهُ العربِ: من سَرَّه} النَّساءُ وَلَا نَساءَ، فليُخَفِّف الرِّداءَ، ولْيُبَاكِرِ الغَدَاءَ، وَلْيُكْرِ العَشَاءَ، ولْيُقِلَّ غِشْيَانَ النَّساءِ، أَي تأَخّر العُمُر والبَقاء (ومَصْدَرُ نَسَأَ) الرجلُ العُمُر والبَقاء (ومَصْدَرُ نَسَأَ) الرجلُ (دَيْنَه) أَخَّرَه، وَيُقَال إِذا أَخَّرْتَ الرجل بِدَيْنِه قُلْتَ؛ {أَنْسَأْتُه، فإِذا زِدْتَ فِي الأَجل زِيادَةً يقَعُ عَلَيْهَا تَأْخِيرٌ قُلْتَ؛ قد} نَسَأْتُك فِي أَيَّامِك، ونَسَأْتُك فِي أَجَلِك، وَكَذَلِكَ تَقول للرجل: نَسأَ اللَّهُ فِي أَجَلِك، لأَن الأَجَل مَزِيدٌ فِيهِ، وَلذَلِك قيل لِلَّبَنِ النَّسِيءُ، لِزيادةِ الماءِ فِيهِ.
ونَسَأٌ كجَبَلٍ، مهموزٌ، كَمَا صرَّح بِهِ الإِسنويُّ وابنُ خِلّكان والسُّبْكِي، وَهِي بلَدٌ بِخُرَاسانَ، مِنْهَا صاحبُ السُّنَنِ الإِمام الحافظُ أَبو عَبد الرَّحْمَن أَحمد بن شُعَيْبٍ النَّسَائِي، تُوُفِّي سنة 330.
(و) من النَّسْءِ بِمَعْنى السِّمنِ (كُل {نَاسِىءٍ) مِن الْحَيَوَان (: سَمِينٌ) ، وَعبارَة اللِّسَان: وكُلُّ سَمِينٍ نَاسِيءٌ، وَهِي أَوْلَى.
(} وانْتَسَأَ) القومُ إِذا تباعَدَوا، وَفِي حَدِيث عُمرَ رَضِي الله عَنهُ: ارْمُوا فَإِنَّ الرَّمْيَ جَلاَدَةٌ، وإِذا رَمَيْتُم {فَانْتَسُوا عَن البُيُوتِ، أَي تَأَخَّرُوا، قَالَ ابنُ الأَثير: يُرْوَى هَكَذَا بِلَا همز، قَالَ: والصوابُ} انتسِئُوا، بِالْهَمْز، ويروى فَبَنِّسوا أَي تأْخَّروا، وَيُقَال: بَنَّسْتُ، أَي تأْخَّرْت {وانتسأَ البعيرُ (فِي المَرْعَى) أَي (تَباعَدَ) } وانْتَسأْتُ عَنهُ تَأَخَّرْتُ وتَباعَدْتُ. قَالَ ابنُ مَنْظُور: وَكَذَلِكَ الإِبل إِذا تباعَدَتْ فِي المرعى، وَيُقَال: إِن لي عَنْكَ {لَمُنْتَسَأً أَي مُنْتَأًى وسَعَةً.
(و) قيل (} نُسِئَت المرأَةُ) بالبناءِ للْمَفْعُول (كعُنِيَ) {تُنْسَأُ (} نَسْأً) وَذَلِكَ عِنْد أَوَّل حَبَلِها، وَذَلِكَ إِذا (تَأَخَّرَ حَيْضُها عَنْ وَقْتِه) المعتادِ لأَجْلِ الحَمْل (فَرُجِيَ أَنَّها حُبْلَى) ، نَقله السُّهَيْلي عَن الْخَلِيل، وَقيل: تأَخَّر حَيْضُها وَبَدَأَ حَمْلُها، وَقَالَ الأَصمعي: يقغال للمرأَة أَوَّلَ مَا تَحْمِل: قد نُسِئَتْ. ونُسِئَت المرأَةُ إِذا حَبِلَت، جُعِلَت زِيادَةُ الوَلَد فِيهَا كزيِادة الماءِ فِي اللَّبن، (وَهِي امرأَةٌ نَسْءٌ) ، وَالْجمع أَنْسَاءٌ ونُسُوءٌ، بِالضَّمِّ، وَقد يُقَال: نسَاءٌ نَسْءٌ على الصِّفة بِالْمَصْدَرِ (لَا نَسِيءٌ) كأَمير، كَذَا ظَاهر السِّياق، والصَّواب بِالْكَسْرِ والمدّ (ووَهِمَ الجوهريُّ) حَيْثُ جَوَّزوه تبعا لابنِ الأَعرابيّ، والمُصَنِّف فِي هَذَا التوهيم تابِعٌ لِابْنِ بَرِّي، حَيْثُ قَالَ: الَّذِي قالَه ابنُ الأَعرابيّ خَطَأٌ، لأَن فِعِيلاً لَيْسَ فِي الْكَلَام إِلا أَن يكون ثَانِي الْكَلِمَة أَحدَ حُرُوف الحَلْق، فَالصَّوَاب الْفَتْح.
وَقَالَ كُراع فِي المُجَرَّد: مالَه نَسَأَه اللَّهُ، أَي أَخزاه، وَيُقَال أَخَّره اللَّهُ، وإِذا أَخَّرَه اللَّهُ فقد أَخزاه.
وأَنْسَأْتُ سُرْبَتِي: أَبْعَدْتُ مَذْهَبي، قَالَ الشَّنْفَري يَصِف خُروجه وأَصحابه إِلى الغَزْوِ وأَنَّهم أَبْعَدُوا المَذْهَبَ:
عَدَوْنَا مِنَ الوَادِي الَّذِي بَيْنَ مِشْعَلٍ
وَبَيْنَ الحَشَا هَيْهَاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتي
ويروى: أَنْشَأْتُ، بالشين المُعجمة، فالسُّرْبَة فِي رِوايته بالشين المُعجمة، فالسُّرْبَة فِي رِوايته بِالسِّين المُهمَلَة: (المَذْهب) وَفِي روَايته بالشين المُعجمة: الجمَاعَةُ، وَهِي رِوَايَةُ الأَصمَعي والمُفَضَّل، وَالْمعْنَى عِنْدهمَا: أَظْهَرْت جَمَاعتي مِنْ مَكَانٍ بَعيدٍ لِمَعْزى بَعِيد. قَالَ ابْن بَرِّيّ: أَوْرَدَه الجوهريُّ: عَدَوْنَ مِنَ الوادِي. والصَّوَابُ: عَدَوْنَا، وَكَذَلِكَ أَنشده الجوهريُّ أَيضاً على الصَّوَاب فِي سرب.
(نسأ) - في الحديث: "لا تَسْتَنسِئُوا الشّيطَانَ"
قال يحيى بنُ مَعِين: تَفْسِيرُه إذَا أرَدْتَ اليومَ صَدَقةً أو عَمَلًا صَالحًا فلا تؤخِّره إلى غَدٍ .
مِن قولِك: نَسَأتُهُ: أي أخرتُهُ، والمَرأةُ نَسْءٌ ونَسُؤٌ:
إذَا تأخَّر حَيْضُهَا، وَرُجِىَ حَبَلُهَا؛ أي تلك مُهلَة مُسَوِّلة من الشيطان.
- في حديث ابنِ عباس - رضي الله عنهما -: "كانت النُّسْأة في كِنْدَة"
: أي الأمر في تأخير الشهور، من قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ} .
والنُّسْأة كالكلأَة: التأخير. 
نسأ
نسِئَتِ المَرْأةُ فهي نَسِيْءٌ: إذا تَأخَّرَ حَيْضُها عن وَقْتِه ورُجِيَ أنَّها حُبْلى، من نِسْوَةٍ نُسُؤٍ - على فُعُل: -، وُيقال: امْرَأةٌ نُسْءٌ - بضَمِّ النُوْنِ -. والنَّسِيْئَةُ: بَيْعُكَ الشَّيْءَ بنَظِرَةٍ؛ نَسْأً. ونَسَأْتُه البَيْعَ. ومنه النَّسِيْءُ في العَرَب وهو تَأْخِيْرُ الشهْرِ الحَرَامِ وتَقْدِيْمُه. وقُرِئ قوْلُه عَزَّ وجَل: " ما نَنْسَخْ من أيَةٍ أو نَنْسَأها " أي نُؤَخِّرْها.
وُيقْرَأُ: " نُنْسِها " مَعْناه: نَترُكْها وأنْسَأْتُ فلاناً الديْنَ: أخْرَجْتُه منه. وَيوْمُ النسَأَةِ: يَوْمُ القِيَامَةِ. ونَسَأْتُ ناقَتي: إذا رَفَعْتَها في السيْر. ونَسَأَتْ هي: أي سَمِنَتْ.والنَّسْءُ: السمَنُ.
وإلمنسَأَةُ: العَصَا؛ لأنَ صاحِبَها يَنْسَأُ بها عن نَفْسِه الأذى والنَسْءُ والنسِيْءُ والنَّسُوْءُ: المَدقُ من اللَّبَنِ في الحَلِيْبِ. ويقولونَ: لا نَسَاَ الله فلاناً: أي لا أصْلَحَ حالَهُ، وقيل: لايَحْفَظُه، قَوْلهم: نَسَاْتُه: أي كلَأته.
وفي المَثَل: " عَرَفَتْني نَسَأَها اللهُ " أي زادَها قُوَّةً وسِمَناً، وقيل: أطالَ عُمرها وأَخَرَ أجَلَها. وجاءَتِ الظَبْيَةُ تَنْسَأُ غَزَالَها: أي تُرَشحُه وتُنْهِضُه، وتُنَسِّئُه - أيضاً - بالتَّشْدِيد. وقيل: مَعْناه تَسْقِيه النَسْءَ.
وفُلانٌ نِسْءُ نِسَاءٍ ونُسْؤُهُنَّ: أي عِلْقُهُنَّ.
ونَسَأْتُ اللبَنَ: خَلَطْته.

فتن

ف ت ن

أعوذ بالله من الفتّان وهو الشيطان، واستغوتهم الفتّان أي الشياطين. وهو مفتون بالدنيا ومفتَتَن ومفتَتِن، وقد فتنته الدنيا وأفتنته. وبينهم فتنة أي حرب. وبو ثقيف يتفاتنون أبداً أي يتحاربون. ودينار مفتون: فتن بالنار، وكلّ شيء أدخل النار فقد فتن. قال الحارثي:

تثعلبت لي أن خلتني بك واقعاً ... وقد يفتن المكواة والعير يضرط

والناس عبيد الفتانين وهما الدرهم والدينار. وفي الحدث " ابتليتم بفتنة الضّرّاء فصبرتم وستبتلون بفتنة السراء ": أراد فتنة السيف وفتنة النساء. وتقول: إن كنت من أهل الفطن، فلا تدر حول الفتن.
ف ت ن : فَتَنَ الْمَالُ النَّاسَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فُتُونًا اسْتَمَالَهُمْ وَفُتِنَ فِي دِينِهِ وَافْتُتِنَ أَيْضًا بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ مَالَ عَنْهُ وَالْفِتْنَةُ الْمِحْنَةُ وَالِابْتِلَاءُ وَالْجَمْعُ فِتَنٌ وَأَصْلُ الْفِتْنَةِ مِنْ قَوْلِكَ فَتَنْتُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ إذَا أَحْرَقْتَهُ بِالنَّارِ لِيَبِينَ الْجَيِّدُ مِنْ الرَّدِيءِ. 
فتن
فَتَنَ يَفْتِنُ فُتُوْناً، وهو فاتِنٌ مُفْتَتِن. والفِتْنَةُ: العَذَابُ. والبَلاءُ. وما يَقَع بَيْنَ الناسِ من الحُرُوْبِ. والفَتّانَانِ: الدِّرْهَمُ والدِّيْنَارُ. وفي العِشْقِ: فُتِنَ بها. وفَتَنَتْه وأفْتَنَتْه: بمَعْنىً. والفَتْنُ: إحْرَاقُ الشَّيْءِ بالنّارِ كالوَرَقِ. والفَتِيْنُ: المُحْتَرِقُ. ومنه قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " يَوْمَ هُمْ علف النّارِ يُفْتَنُوْنَ ". ودِيْنَارٌ مَفْتُوْنٌ: أدْخِلَ النّارَ. وقَوْلُه عَزَّوجَل: " ما أنْتمْ عليه بفَاتِنِيْنَ " أي بمضِلِّيْنَ.
والفِتَانُ: من أحْلاسِ الرحلِ.
والفَتْنُ: الضَّرْبُ واللَّوْنُ، والعَيْشُ فَتْنَانِ: أي لَوْنَانِ، وجَمْعُه أفْتُنٌ. ومَضى فَتْنٌ من الدَّهْرِ: أي حِيْنٌ منه.
والفَتْنَانِ: الغُدْوَةُ والعَشِيَّةُ.
والفَتِيْنُ: الحَرةُ من الأرْضِ، وجَمْعُه فَتَائِنُ وفُتُنٌ.

فتن


فَتَنَ(n. ac. فَتْن
فُتُوْن)
a. Roused, stirred up, excited ( to revolt ).
b. Enamoured; bewitched; deluded; seduced.
c.(n. ac. فِتْنَة
&
مَفْتُوْن )
a. Tested by fire, burned ( gold, silver );
tried; experimented on.
d. [pass.], Was tried; was tempted; was beguiled.
e. Tried, afflicted, tempted.
f.(n. ac. فُتُوْن), [& pass.], Was tried, afflicted.
فَتَّنَa. see I (a) (b).
فَاْتَنَa. see I (a)
أَفْتَنَa. see I (a) (b).
c. [pass.]
see I (d)
تَفَتَّنَa. Contended with.

إِفْتَتَنَa. see I (e) (f).
c. [pass.], Was enamoured; was seduced.
فَتْنa. State, condition; kind; phase.

فِتْنَة
(pl.
فِتَن)
a. Discord, revolt, sedition; civil war.
b. Seduction.
c. Sin, crime, impiety, unbelief, infidelity.
d. Punishment, chastisement.
e. Test, proof, trial, probation.
f. Madness, insanity; error, deviation.

فَاْتِنa. Agitator.
b. Seducer, misleader, deceiver.
c. Attractive, seductive.
d. [art.], The Tempter, the Devil.
فَتِيْنa. Burnt; black
b. (pl.
فُتُن
فَتَاْئِنُ), Stony tract.
c. Short.

فَتِيْنَةa. see 25 (b)
فُتُوْنa. see 2t
(c), (f).
فَتَّاْنa. Goldsmith, silversmith.
b. see 21 (c)c. Thief, robber.

فَتَّاْنَةa. Touchstone.

N. P.
فَتڤنَa. Burnt; tried, tested.
b. Mad; infatuated.
c. see 2t (c) (e), (f).
N. Ag.
أَفْتَنَa. see 21 (b)
فتن: فتن: ومصدره فتون: داعب مداعبة وقحة (المقري 521:1).
فتن (بالتشديد): دفع إلى الشر. (ألكالا).
فاتن: حارب، هاجم. (بوسييه). وفي حيان (ص14 و): فاقتعد مدينة أفليش وشيد حصنا وأمتنع بها فاتن أهل طليطلة. وفي حيان - بسام (192:1 ق): وطلب الزيادة فسعى للتوسع في يده فحاول معاقبة (مفاتنة) أحق الناس بولايته وهو ابن خاله الخ. وفيه: وكان قد بادر أبي (إلى) مفاتنته - وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص91 ق): أمرهم أن يفتتنوا منه فحص مدينة غرناطة. وفي معجم فوك: فاتن على في مادة حرب.
فاتن: نافس، باري، ففي مقدمة أساس البلاغة للزمخشري: ما تر أملت به شعراء ثقيف وهذيل في أيام المفاتنة.
تفتن: اغتم، اغتاظ. (ألكالا).
تفاتن: تحارب. (فوك) وفي حيان - بسام (232:3 و): وقعدوا فوق الأرائك مقعد الجبابرة المتفاتنين من أهل موسطة الأندلس.
تفاتن: تخاصم. (بوسييه) وفي كتاب الخطيب (ص64 ق) إلى أن فسد ما بينهما فتفاتنا وتقاطعا.
افتتن. بافتتان: باستهواء. (بوشر).
فتنة: مؤامرة، دسيسة، مكيدة. (بوشر).
فتنة: عار، فضيحة. (ألكالا).
فتنة: سنط العنبر (شجرة). (بوشر) شجر. فتنة: أقاقيا، أكاسيا. سنط. (بوشر).
فتان: مفتن، مثير الفتنة، مفسد، مشوش، (بوشر).
مفتان: مبالغة فاتن اسم فاعل من فتن بمعنى استهوى. بارع الجمال. (معجم مسلم).
[فتن] الفِتْنَةُ: الامتحان والاختبار. تقول: فَتَنْتُ الذهبَ، إذا أدخلتَه النار لتنظر ما جودته. ودينارٌ مَفْتونٌ. قال الله تعالى: (إنَّ الذين فَتَنوا المؤمنين) . ويسمَّى الصائغُ الفتَّان، وكذلك الشيطان. وفي الحديث: " المؤمن أخو المؤمن يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان " يروى بفتح الفاء وضمها، فمن رواه بالفتح فهو واحد، ومن رواه بالضم فهو جمع. وقال الخليل: الفَتْنُ: الإحراق. قال الله تعالى: (يوم هم على النارِ يُفْتَنونَ) . وورق فتبن، أي فضة محرقة. ويقال للحَرَّةِ فَتينٌ، كأنَّ حجارتها مَحْرَقةٌ. وافْتَتَنَ الرجل وفُتِنَ، فهو مَفْتونٌ، إذا أصابته فِتْنَةٌ فذهب ماله أو عقله، وكلك إذا اخْتُبِرَ. قال تعالى: (وفَتَنَّاكَ فُتوناً) . والفتون أيضا: الافتتان، يتعدى ولا يتعدَّى، ومنه قولهم: قلبٌ فاتِنٌ، أي مُفْتُتِنٌ. قال الشاعر: رخيمُ الكلام قطيعُ القيا * مِ أمسى فؤادي بها فاتِنا وفَتَنَتْهُ المرأة، إذا دلهته، وافتتنته أيضا. وأنشد أبو عبيدة لأعشى همدان: لئن فتنتنى فهى بالامس أفتنت * سعيد فأمسى قد قلا كلَّ مسلمِ وأنكر الأصمعيّ: أفَتَنْتَ بالألف. والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق. قال الفراء: أهل الحجاز يقولون: ما أنتم عليه بفاتِنينَ، وأهل نجد يقولون: بمفتنين من أفتنت. وأما قوله تعالى: (بأيكم المفتون) (*) فالباء زائدة، كما زيدت في قوله تعالى: (كفى بالله شهيدا) . والمفتون: الفتنة، وهو مصدر كالمعقول والمجلود والمحلو. ويكون أيكم مبتدأ والمفتون خبره. وقال المازنى: المفتون رفع بالابتداء وما قبله خبره، كقولهم بمن مرورك وعلى أيهم نزولك؟ لان الاول في معنى الظرف. وفتنته تفتينا فهو مُفَتَّنٌ، أي مفتونٌ جدًّا. والفتان بكسر الفاء: غشاء للرحل من أدم. قال لبيد: فثنيت كفى والفتان ونمرقى * ومكانهن الكور والنسعان
ف ت ن: (الْفِتْنَةُ) الِاخْتِبَارُ وَالِامْتِحَانُ. تَقُولُ: (فَتَنَ) الذَّهَبَ يَفْتِنُهُ بِالْكَسْرِ (فِتْنَةً) وَ (مَفْتُونًا) أَيْضًا إِذَا أَدْخَلَهُ النَّارَ لِيَنْظُرَ مَا جَوْدَتُهُ. وَدِينَارٌ (مَفْتُونٌ) أَيْ مُمْتَحَنٌ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [البروج: 10] أَيْ حَرَّقُوهُمْ. وَيُسَمَّى الصَّائِغُ (الْفَتَّانَ) وَكَذَا الشَّيْطَانُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ يَسَعُهُمَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى (الْفَتَّانِ) » يُرْوَى بِفَتْحِ الْفَاءِ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدٌ وَبِضَمِّهَا عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: (الْفَتْنُ) الْإِحْرَاقُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] وَ (افْتُتِنَ) الرَّجُلُ وَ (فُتِنَ) فَهُوَ (مَفْتُونٌ) إِذَا أَصَابَتْهُ (فِتْنَةٌ) فَذَهَبَ مَالُهُ أَوْ عَقْلُهُ. وَكَذَا إِذَا اخْتُبِرَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] وَ (الْفُتُونُ) أَيْضًا (الِافْتِتَانُ) يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَ (فَتَنْتَهُ) الْمَرْأَةُ دَلَّهَتْهُ وَ (أَفْتَنَتْهُ) أَيْضًا. وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ (أَفْتَنَتْهُ) بِالْأَلِفِ. وَ (الْفَاتِنُ) الْمُضِلُّ عَنِ الْحَقِّ. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: « {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] » وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ: (بِمُفْتِنِينَ) مِنْ أَفْتَنْتُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 6] فَالْبَاءُ زَائِدَةٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 79] . وَ (الْمَفَتْوُنُ) الْفِتْنَةُ وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالْمَعْقُولِ وَالْمَحْلُوفِ. وَيَكُونُ أَيُّكُمْ مُبْتَدَأٌ وَالْمَفْتُونُ خَبَرُهُ. وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: الْمَفْتُونُ رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ وَمَا قَبْلَهُ خَبَرُهُ كَقَوْلِهِمْ: بِمَنْ مُرُورُكَ وَعَلَى أَيِّهِمْ نُزُولُكَ. لِأَنَّ الْأَوَّلَ فِي مَعْنَى الظَّرْفِ. وَ (فَتَّنَهُ تَفْتِينًا) فَهُوَ (مُفَتَّنٌ) أَيْ مَفْتُونٌ جِدًّا. 
[ف ت ن] الفِتْنَةُ: الخِبْرَةُ، وقولُه تَعالَى: {إنا جعلناها فتنة للظالمين} [الصافات: 63] أي: خِبْرَةًن ومعناهُ: أَنَّهُمْ افْتَتَنُوا بشجرَةِ الزَّقُّومِ، وكَذَّبُوا بكَوْنِها، وذلك أَنَّهُم لَمّا سَمِعُوا أَنّها تَخْرُجُ في أصْلِ الجَحِيمِ، قالُوا: الشَّجَرُ يَحْتَرِقُ في النّارِ، فكيْفَ يَنْبُتُ الشجَرُ في النّارِ؟ وصارَتْ فِتْنَةً لهم. والفِتْنَةُ إِعْجَابُكَ بالشيءِ، فَتَنَه يفْتِنُه فَتْنًا وفُتُونًا وأَفْتَنَه، وأَباها الأَصْمَعيُّ، فأُنْشِدَ بيتَ رُؤْبَةَ:

(يُعْرِضْنَ إِعْراضًا لدِينِ المُفْتَنِ ... )

فلم يَعْرِف البَيْتَ في الأُرْجُوزَةِ. وقال سِيبَوَيْهِ: فَتَنَهُ: جَعَل فيه فِتْنَةً. وأَفْتَنَهُ: أَوْصَلَ الفِتْنَةَ إليه. قال سِيبَوَيْهِ: إذا قالَ: أَفَتَنْتُه فقد تَعَرَّضَ لفُتِنَ، وإِذا قالَ: فَتَنْتُهُ فلم يَتَعَرَّضْ لفُتِنَ. وقد أَبَنْتُ هذا القانُونَ في الكِتابِ المُخَصِّص. وحكى أَبو زَيْدٍ: افْتُتِنَ الرّجُلُ، بصيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعِلُه: أي فُتِنَ. والمَفْتُونُ: الفِتْنَةُ، صِيغَ المصدَرُ على لفظِ المَفْعُولِ، كالمَعْقُول والمَجْلُودِ. وعليه فَسَّرَ بعضُهُم قولَه عز وجَلَّ: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 6] . قال بعضُهم: الباءُ زائِدَةٌ، ومعناه: أَيُّكُم المَفْتُونُ. وافْتَتَنَ في الشيءِ: فُتِنَ فيه. وفَتَنَ إلى النِّساءِ فُتُونًا، وفُتِنَ إليهِنَّ: أرادَ الفُجُورَ بهِنَّ. والفِتْنَةُ: الضَّلالُ والإِثْمُ. والفاتِنُ: المُضِلُّ [عن الحَقِّ] . والفاتِنُ: الشَّيْطانُ؛ لأَنَّه يُضِلُّ العِبادَ، صفَةٌ غالِبَةٌ. وقولُه تَعالَى: {ومَنْهُم مَن يَقُولُ ائْذَن لِّى وَلاَ تَفْتيِنّىِ} [التوبة: 49] أي لا تُؤَثِّمِنْى بأمْرِكَ إيّايَ بالخُرُوجِ، وذلِكَ غَيرُ مُتَيَسِّرٍ لي، فآثَمُ به. قالَ الزَّجّاجُ: وقِيلَ: إنَّ المُنافِقِينَ هَزُِئُوا بالمُسْلِمينَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ، فقالوا: يُرِيدُونَ بَناتِ الأَصْفَرِ، فقال: لا تَفْتِنِّى: أي لا تَفْتِنِّى ببَناتِ الأصْفَرِ، فأعلمَ الله أنَّهُم قد سَقَطُوا في الفِتْنَةِ: أي في الإِثْم. وفَتَنَ الرَّجُلَ: أزالَه عمّا كانَ عليه، ومنه قولُه تَعالى: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك} [الإسراء: 73] . وقَوْلُه عزَّ وجَلَّ: {ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم} [الصافات: 162، 163] فسَّرَه ثَعْلَبٌ، فقال: لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْتِنُوا إلاّ مَنْ قُضِيَ عليه أَن يَدْخُلَ النّارَ. وعَدّى ((فاتِنِينَ)) بعَلَى لأَنَّ فيهِ مَعْنَى قادِرِينَ، فعدّاه بما كانَ يُعَدِّى به قادِرِينَ لو لَفَظ به. والفِتْنَةُ: الكُفْرُ، وفي التَّنْزِيل: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} [البقرة: 193] . والفِتْنَةُ: الفَضِيحَةُ. وقولُه تعالَى: {ومن يرد الله فتنته} [المائدة: 41] قِيلَ: معناهُ: فَضِيحَته، وقِيلَ: كُفْره. قالَ أبو إِسحاقَ: ويَجُوزُ أن يَكُونَ اخْتِبارَه بما يُظْهِرُ بهِ أَمْرَهُ. والفِتْنَةُ: العَذابُ. والفِتْنَةُ: ما يَقَعُ بينَ النّاسِ من القِتالِ. وفَتَنَه يَفْتِنُه: اخْتَبَره. وقولُه تَعالى: {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُم يُفْتَنُونَ فيِ كُلِّ عَامِ مَّرَةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} [التوبة: 126] . قيل: مَعْناه: يُخْتَبَرُونَ بالدُّعاءِ إلى الجِهادِ، وقِيلَ: يُفْتَنُونَ بِإنْزالِ العَذابِ والمَكْرُوهِ بهم. وفَتَنَ الشّيْءَ في النّارِ يَفْتِنُه فَتْنًا: أَحْرَقَه، وفي التَّنْزِيلِ: {يوم هم على النار يفتنون} [الذاريات: 13] . والفَتِينُ مِنَ الأَرْضِ: الحَرَّةُ التي قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حِجارَةٌ سُودٌ، كأَنَّها مُحْرَقّةٌ، والجَمْعُ فُتُنٌ. وفَتّانَا القَبْرِ: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ. وهما فَتْنانِ: أي ضَرْبانِ ولَوْنانِ، قالَ نابِغَةُ بَنِى جَعْدَةَ.

(هُما فَتْنانِ مَقْضِيٌّ عليه ... لساعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ)

الواحِدُ فَتْنٌ. والفِتانُ: غِشاءٌ يكونُ للرَّحْلِ من آَدمٍ والجمعُ: فُتُنٌ.
فتن
فتَنَ1 يَفتِن، فَتْنًا وفُتُونًا، فهو فاتن وفَتَّان، والمفعول مَفْتون
• فتَنه جمالُها: أعجبه، استهواه، أدهشه وأذهب عقله، سحره "فتنه المالُ/ حبّ الغنى- فتنته امرأةٌ/ الشَّهرةُ/ الدُّنيا".
• فتَنه عن عمله: صرفه "فتنه حبُّ القمار عن مصالحه/ عمله- فتنه اللهو عن المذاكرة- {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ} ". 

فتَنَ2 يفتِن، فِتْنَةً، فهو فاتن، والمفعول مَفْتون
• فتَن معارِضَه: عذّبه ليحوِّله عن رأيه أو دينه "فتنت الحكومةُ المعارضين- فتن المحتلُّ الثوّارَ- {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ}: حرقوهم بالنَّار".
• فتَن اللهُ المؤمنَ: رماه في شدّة ليختبره " {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} - {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} - {لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا. لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} ".
• فتَنَ الشَّخصَ: أضلّه، أوقعه في الإثم "فتَنه في دينه- {فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ} - {يَابَنِي ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} - {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ. مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} ". 

فُتنَ/ فُتنَ في يُفتَن، فتونًا، والمفعول مَفْتون
• فُتن فلانٌ:
1 - أصابته فتنة فذهب مالُه أو عقلُه.
2 - ابتُلي واختُبر وامتُحن " {يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} ".
3 - عُذِّب " {هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} - {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} ".
• فُتن الرَّجلُ في دينه: مال عنه. 

أفتنَ يُفتن، إفتانًا، فهو مُفتِن، والمفعول مُفتَن
• أفتن الشَّخصَ:
1 - اختبره وامتحنه " {وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا أَفْتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ق] ".
2 - أضلَّه وأوقعه في الإثم " {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلاَ تُفْتِنِّي} [ق] ". 

افتتنَ/ افتتنَ بـ يفتتن، افتتانًا، فهو مُفتتِن، والمفعول مُفتتَن
• افتتن فلانًا: أوقعه في الفتنة "افتتن صديقَه في لعب القمار".
• افتتن بالمرأة: تولّه بها وأحبها حبًّا شديدًا "افتتن بزوجته- افتتن الشَّابُّ بجمال خطيبته وعذوبة حديثها".
• افتتن بالأمر: أُعجب به كثيرًا "افتتن بالأعمال اليوميّة- افتتن بعذوبة منطقها- افتتن الشَّاعرُ بغروب الشَّمس". 

افتُتنَ/ افتُتنَ بـ/ افتُتنَ في يُفتتن، افتتانًا، والمفعول مفتتَن
• افتُتنَ الرَّجلُ: اخْتُبِرَ، أو أصابته فتنة فذهب مالُه أو عقلُه.
• افتُتن بالشَّيء: أعجب به كثيرًا.
• افتُتن في دينه: مال عنه. 

فَتَّان [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فتَنَ1: ساحر، فاتن، آسِر "طبيعة فتَّانة- منظر فتَّان- جمالٌ فتَّان:
 باهر ساحر".
2 - صيغة مبالغة من فتَنَ2: كثير الفِتَن "سعى الفتّان للإيقاع بين الصديقين".
• الفَتَّان: الشَّيطان (لمحاولته صرف النّاس عن دينهم).
• الفَتَّانان:
1 - الدينار والدرهم.
2 - الذهب والفضّة.
• فتَّانا القبر: منكر ونكير، الملكان المُوَكّلان بسؤال المتوفَّى بعد دفنه. 

فَتْن [مفرد]: مصدر فتَنَ1. 

فُتنة [جمع]: (نت) نوع من شجر السَّنْط زهره أصفر عطِر الرائحة. 

فِتنة [مفرد]: ج فِتْنات (لغير المصدر) وفِتَن (لغير المصدر):
1 - مصدر فتَنَ2.
2 - اختبار وابتلاء "اللهم اكفنا فتنة المسيخ الدجّال- {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} - {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} ".
3 - ضلال " {وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا} ".
4 - اضطراب، بلبلة أفكار، صَدَّ وعِصيان، اتّفاق جماعة على قلب نظام الحكم "أخمد الفتنةَ بالقوّة- {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} - {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ} " ° أشعل الفتنةَ: تسبَّب في انتشارها.
5 - مصيبة " {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} ".
6 - معذرة " {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ".
7 - عذاب " {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} ".
8 - تولُّه، إعجاب شديد، قُدْرة على الإغراء والجذب "لم تكن لفتنته بها حدود- أخذته الفتنةُ بما شاهد من روعة وجمال".
• فتنة النَّهار: (نت) نبات من فصيلة الزنبقيّات له أزهار جميلة تتفتح خلال النهار وتنطبق بالليل.
• الفِتنتان: المال والولد. 

فُتون [مفرد]: مصدر فُتنَ/ فُتنَ في وفتَنَ1.
• ابتلاء وفتنة: " {فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} ". 

مَفاتِنُ [جمع]: مف مَفْتِن: كلُّ ما يستهوي ويجذب "مفاتن الطبيعة/ المرأة- للشهرة والمجد مفاتنهما". 

مفتون [مفرد]:
1 - اسم مفعول من فتَنَ1 وفتَنَ2.
2 - مصدر على وزن مفعول: فتنة.
3 - مجنون " {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ. بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ}: في أيّ الفريقين المجنون". 
[فتن] نه: فيه: المسلم أخو المسلم يتعاونان على "الفتان"، يروى بضم فاء جمع فاتن، أي يعاون أحدهما الآخر على من يضلون الناس ويفتنونهم، وبفتحها: الشيطان بفتنهم عن الدين. ومنه: أن" أنت يا معاذ. ن: أي منفر عن الدين. ك: أو قال- شك من جابر- فاتنًا، خبر كان محذوفًا. غ: "ابتغاء "الفتنة"" أي الغلو في التأويل المظلم. وهو "مفتون" بطلب الدنيا غال فيه. "و"فتناك فتونًا"" أخلصناك إخلاصًا. و""فتنوا" المؤمنين" حرقوهم، من فتنت الفضة بالنار لتميز رديئها من جيدها. ويرد الله "فتنته"، اختباره أو كفره. "ولا "تفتني"" أي ببنات الأصفر أي الروميات- قاله هزوا. "وإن كادوا "ليفتنونك"" أي يزيلونك. و"بأيكم "المفتون"" أي الفتون، أي الجنون، أو الباء زائدة. و"ثم لم تكن "فتنتهم" إلا أن قالوا" أي لم يظهر الاختبار منهم إلا هذا القول، والفتنة الشرك. و"ما أنتم عليه "بفاتنين"" أي على الله بمضلين. نه: وفيه: وإنكم "تفتنون" في القبور، أي مساءلة منكر ونكير، من الفتنة: الامتحان. ن: "تفتنون كفتنة" الدجال، أي فتنة شديدة جدًا وامتحانًا هائلًا ولكن يثبت الله. قس: مثل أو قريبًا من "فتنة" الدجال، مثل- بترك تنوين، وقريبًا- بثبوتها، وروي بتركها فيهما بمعنى مثل فتنة أو قريب الشبه منها، وجملة: لا أدري- معترضة بين المتضايفين، وروي بثبوتها فيهما بمعنى فتنة مثلًا من فتنته أو قريبًا منها، وأيّ- بالرفع على الأشهر مبتدأ خبره قالت، وبالنصب مفعول أدرى، إن كانت موصولة أو استفهامية، ما علمك- مبتدأ وخبر، ولم يقل: بهذا الرسول، لأنه يصير تلقينًا، إن كنت لمؤمنًا- بكسر همزة، أي إن الشأن كنت موقنًا، وجوز فتحها مصدرية ورجحه البدر الدماميني. نه: ومنه ح: فبي "تفتنون" وعني تسألون، أي تمتحنون في قبوركم ويتعرف إيمانكم بنبوتي. وح: المؤمن خلق "مفتنًا"، أي ممتحنًا يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب، فتنته فتنًا وفتونًا وأفتنته: امتحنته، وكثر استعماله فيما أخرجه الاختبارالاقتصار لحاجة دنيوية فإن يجوز الزيادة لأمر أخروي أحرى، وكرهه بعض خوفًا من الشرك. وح: من دخل على السلطان "فتن"، لأنه إن وافقه فيما يأتي ويذر فقد خاطر بدينه، وإن خالفه خاطر بروحه، وهذا لمن دخل مداهنة، ومن دخل آمرًا وناهيًا وناصحًا كان دخوله أفضل. وح: إذا أرادوا "فتنة" أبينا؛ أي قتلًا ونهبًا وردًا إلى الكفر. وح: الموت خير من "الفتنة"، الفتنة تكون من الله ومن الخلق وتكون في الدين والدنيا، كالارتداد والمعاصي والبلية والمصيبة والقتل والعذاب، وإليه أشار بحديث: وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني. وح: من قائد "فتنة" يبلغ من معه ثلاثمائة، يبلغ - صفة قائد، وهو من يحدث بسببه بدعة أو ضلالة أو محاربة كعالم مبتدع يأمر الناس بالبدعة أو أمر جائر يحارب المسلمين. وح: "فتنة" عمياء صماء، أي لا ترى منها مخرجًا، أو المراد بها صاحبها، أي يقع منها على غير بصيرة فيعمون فيها ويصمون عن تأمل الحق واستماع النصح بل يحاربون عن الجهل والعداوة. مد: "كلما ردوا إلى "الفتنة"" كلما دعاهم قومهم إلى قتال المسلمين "اركسوا فيها" قلبوا فيها أقبح قلب وكانوا شرًا من كل عدو. و"إن هي إلا "فتنتك"" أي ابتلاؤك، وهو راجع إلى قوله "فإنا قد فتنا قومك" أي هي فتنتك التي أخبرتني بها. و"ما أنتم عليه- أي على الله- "بفاتنين"" مفسدين الناس بالإغواء. "وجعلنا بعضكم لبعض "فتنة"" ابتلاء، ومنه ابتلاء الفقير بالأغنياء والمرسلين بالمرسل إليهم ومناصبتهم لهم العداوة. ش: وإذا أردت "فتنة" في قوم، أي أردت أن تضلهم عن الحق، فتوفني- أي قدر موتي غير "مفتون". ج: "و"فتناك فتونًا"" أي خلصناك من الغش والشر.

فتن

1 فَتَنَهُ, (T, S, M, &c.,) aor. ـِ (M,) inf. n. فَتْنٌ, (S, M, K,) [and quasi-inf. n., in this and other senses, فِتْنَةٌ,] He burned it (T, * S, * M, K *) in the fire. (M.) Hence, [in the Kur li. 13,] يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (T, * S, M, K *) i. e. [The day, or on the day, accord. to two different readings, (يَوْمُ and يَوْمَ, the latter of which is the more common,)] when they shall be burned (T, S, M, K) with the fire [of Hell]. (T.) And [in the Kur lxxxv. 10,] إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ Verily they who burned the believing men and the believing women (T, S *) in the fire kindled in the trench, or pit; throwing them therein. (T.) This is said to be the primary signification of the verb. (TA.) b2: And He melted it with fire, (T,) or put it into the fire, (S, Msb,) namely, gold, (T, S, Msb,) and silver, in order to separate, or distinguish, (T, Msb,) the bad from the good, (T,) or the good from the bad, (Msb,) or to see what was its [degree of] goodness. (S.) b3: And hence, accord. to Er-Rághib, الفَتْنُ is used as meaning The causing a man to enter into fire [app. by way of trial, or probation], and [in like manner] into a state of punishment, or affliction: (TA:) [and it is also used as meaning the slaying another; whence, in the Kur iv. 102,] إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا means [If ye fear that those who have disbelieved] may slay you; and in like manner in the Chapter of Yoonus [i. e. in x. 83], أَنْ يَفْتِنَهُمْ means ان يَقْتُلَهُمْ. (T. [In the TA, these two exs. are misplaced, or something has been omitted before them by a copyist.]) b4: [Hence also,] one says, فَتَنَهُ, aor. ـِ (K, TA,) inf. n. فَتْنٌ, (TA,) He, or it, caused him to fall into الفِتْنَة; (K, TA;) i. e. trial; and affliction, distress, or hardship; [generally meaning an affliction whereby some good or evil quality is put to the test;] (TA;) as also ↓ اِفْتَتَنَهُ; and ↓ فتّنهُ; (K, TA;) but this, of which the inf. n. is تَفْتِينٌ, has an intensive signification; (S;) and ↓ أَفْتَنَهُ; (K, TA;) which last is rare, or rather, accord. to As, [though app. not in this sense, but in another, to be mentioned in what follows,] is not allowable: (TA:) the first of these verbs is trans. and intrans.: (S, K, TA:) you say also, فَتَنَ, (Az, T, S, K, TA,) aor. ـِ (Az, T, K,) inf. n. فُتُونٌ, (Az, T, S, TA,) He fell into فِتْنَة [i. e. trial, or affliction, &c.]; (Az, T, K;) as also ↓ اِفْتَتَنَ: (K:) or the former signifies he shifted from a good, to an evil, state or condition: or, accord. to En-Nadr, one says ↓ اِفْتَتَنَ and اُفْتُتِنَ, both meaning the same; and this is correct; but فَتَنَ as quasi-pass. of فَتَنْتُهُ [i. e. as intrans.] is of weak authority: (T:) and ↓ اُفْتُتِنَ, said of a man, [as also اِفْتَتَنَ,] and فُتِنَ, signify the same, (S, M,) accord. to Az, (M,) i. e. he was smitten by a فِتْنَة [or trial, &c.,] so that his wealth, or property, or his intellect, departed: and likewise he was tried, or tested: (S:) and accord. to Az, one says, of a man, ↓ أُفْتِنَ, [if not a mistranscription for اُفْتُتِنَ, as above,] with damm, meaning فُتِنَ: (TA:) [and فَتَنَهُ has فُتُونٌ also as an inf. n.:] it is said in the Kur [xx. 41], وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا (S) i. e. And we tried thee with a [severe] trying: or the noun in this instance is pl. of فَتْنٌ; or of فِتْنَةٌ, formed by disregard of the ة, like حُجُوزٌ and بُدُورٌ which are [said to be] pls. of حُجْزَةٌ and بَدْرَةٌ; so that the meaning is, we tried thee with several sorts of trying: (Bd:) or, as some say, and we purified thee with a [thorough or an effectual] purifying [like that of gold, or silver, by means of fire]: (TA:) [in many instances] فَتَنَهُ, aor. ـِ [inf. n. فَتْنٌ,] signifies He tried, or tested, him; whence, in the Kur ix. 127, يُفْتَنُونَ meansThey are tried, or tested, by being summoned to war, against unbelievers or the like; or, as some say, by the infliction of punishment or of some evil thing. (M.) فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ, in the Kur [lvii. 13], means Ye caused yourselves to fall into trial and punishment. (TA.) And وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ, in the Kur xxix. 1, is expl. as meaning While they are not tried in their persons and their possessions so that he who has true faith may be known from others by his patient endurance of trial. (T.) And the saying, in a trad., إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِى القُبُورِ means [Verily ye shall be tried, or tested, in the graves by] the questioning of [the two angels] Munkar and Nekeer. (TA.) [See also مَفْتُونٌ, which is said to be an inf. n., and syn. with فِتْنَةٌ, meaning خِبْرَةٌ, or with فُتُونٌ (mentioned above as an inf. n. of the intrans. v. فَتَنَ), meaning جُنُونٌ; as well as a pass. part. n.] b5: And فَتَنَهٌ, (M, TA,) inf. n. فَتْنٌ, (TA, [or perhaps فُتُونٌ, as in the next following sentence]) also signifies He made him (a man, M) to turn from, or quit, (M, TA,) the predicament in which he was, (M,) or the right course: (TA:) whence, in the Kur [xvii. 75], وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِى أَوْحَيْنَا

إِلَيْكَ (M, TA) i. e. [And verily they were near to] their making thee to turn [from that which we had revealed to thee]: thus this saying has been explained. (TA.) [And He, or it, seduced him; or tempted him: thus it may often be well rendered, agreeably with what next precedes and what next follows, and with explanations of its act. part. n. and of فِتْنَةٌ.] And one says, فَتَنَ المَالُ النَّاسَ, aor. ـِ inf. n. فُتُونٌ, [or perhaps فَتْنٌ, as in the next preceding sentence,] meaning Wealth, or property, inclined, or attracted, to it, men, or mankind: and فُتِنَ فِى دِينِهِ and ↓ اُفْتُتِنَ, both in the pass. form, He declined [or was made to decline] from [the right way in] his religion. (Msb.) And فَتَنَهُ, aor. ـِ inf. n. فَتْنٌ and فُتُونٌ, (M, K,) He, or it induced in him admiration, or pleasure; (M, * K, * TA;) as also ↓ أَفْتَنَهُ [respecting which see what here follows]: (M, K:) and one says, of a woman, فَتَنَتْهُ, (T, S,) meaning [She enamoured him; or captivated his heart; i. e.] she bereaved him of his heart, or reason, (دَلَّهَتْهُ, [thus in several copies of the S, in one of my copies بَلَّهَتْهُ,] and [so affected him that] he loved her; (S;) as also ↓ أَفْتَنَتْهُ; (T, S;) the former of the dial. of El-Hijáz, and the latter of the dial. of Nejd; (T, S; *) but ↓ افتنتهُ, (T, S,) or افتنهُ, (M,) was disallowed by As, (T, S, M,) and he paid no regard to a verse mentioned to him as an ex. thereof, (T,) [or] he ignored a verse cited to him as an ex. of the pass. part. n. from an أُرْجُوزَة of Ru-beh, not knowing it therein; (M;) most of the lexicologists, however, allow both: (T:) Sb says that فَتَنَهُ signifies he put [or occasioned] in him فِتْنَة; and ↓ افتنهُ, he caused الفِتْنَة to come to him [or to affect him]; (M;) or he said that the latter means he made him to be فَاتِن: (TA voce حَزَنَهُ:) and one says also, of a man, فُتِنَ بالْمَرْأَةِ and ↓ اُفْتُتِنَ [both meaning He was enamoured by the woman]. (T.) b6: and one says also, of a man, فَتَنَ, aor. ـِ inf. n. فُتُونٌ, meaning He desired الفُجُور [i. e. the committing of adultery or fornication]: (Az, TA:) or فَتَنَ إِلَى

النِّسَآءِ, inf. n. فُتُونٌ, he desired الفُجُور (T, M, K, TA) with women or the women; as also فُتِنَ إِلَيْهِنَّ. (M, K, TA.) 2 فَتَّنَ see the preceding paragraph, former half.3 مُفَاتَنَةٌ [The occasioning فِتْنَة (meaning conflict, or discord, or the like,) with another]. (TA in art. عرم: see 3 in that art.) 4 أَفْتَنَ see 1, former half, in two places: and also in the latter half, in four places.5 بَنُو ثَقِيفٍ يَتَفَتَّنُونَ أَبَدًا means يَتَحَارَبُونَ [i. e. The sons of Thakeef (the tribe so called) contend in war, one with another, ever]. b2: تَفَتَّنَنِى: see 5 in art. عجب, where it is said to be syn. with تَصَبَّانِى.8 إِفْتَتَنَ see 1, former half, in four places: and also in the latter half, in two places.

فَتْنٌ A sort, or species; and a state, or condition; syn. ضَرْبٌ, (T, M, K,) and فَنٌّ, (T, K,) and لَوْنٌ, (M, K,) and حَالٌ. (T, K.) Hence the saying of 'Amr Ibn-Ahmar El-Báhilee, إِمَّا عَلَى نَفْسٍ وَإِمَّا لَهَا وَالعَيْشُ فَتْنَانِ فَحُلْوٌ وَمُرْ

[Either against a soul or for it; life being of two sorts, or conditions, sweet and bitter; مُرْ being for مُرٌّ]; (T; and the latter hemistich, without the incipient و, is cited in the K;) thus as related by some: but as related by Aboo-Sa'eed [As], he said فَنَّانِ, i. e. ضَرْبَانِ: and as related by Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, فِتْنَانِ [with kesr]; and [he seems to have held that the poet meant two-sided; for] he says that ↓ الفِتْنُ signifies النَّاحِيَةُ. (T.) b2: And الفَتْنَانِ, (K, TA, [in the CK, erroneously, الفُتْنانِ,]) dual of الفَتْنُ, (TA,) signifies The first and last parts of the day; or the early part of the morning and the late part of the evening: (K, TA:) because they are two states, or conditions, and two sorts. (TA.) فِتْنٌ: see the next preceding paragraph.

فِتْنَةٌ A burning with fire. (T.) b2: And The melting of gold and of silver (K, TA) in order to separate, or distinguish, the bad from the good. (TA.) b3: And [hence, or] from فَتَنَ signifying

“ he melted,” (T,) or from that verb as signifying “ he put into the fire, “(Msb,) gold, and silver, “ for that purpose,” (T, Msb,) it signifies A trial, or probation; (IAar, T, S, M, K, TA;) and affliction, distress, or hardship; (TA;) and [particularly] an affliction whereby one is tried, proved, or tested: (IAar, T, S, K, TA:) this is the sum of its meaning in the language of the Arabs: (T, TA: *) or the trial whereby the condition of a man may be evinced: this, accord. to Zj, may be the meaning in the Kur v. 45: (M:) or a mean whereby the condition of a man is evinced, in respect of good and of evil: (Kull:) [hence it often means a temptation:] and ↓ مَفْتُونٌ signifies the same as فِتْنَةٌ, (S, M, K,) meaning a trial: (K:) the pl. of فِتْنَةٌ is فِتَنٌ. (Msb.) It proceeds from God and from man: (Er-Rághib, TA:) [there are many instances of its proceeding from God in the Kur; for ex., in xxxvii. 61,] إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ i. e. [Verily we have made it to be] a trial [to the wrongdoers] is said in relation to the tree Ez-Zakkoom; the existence of which they disbelieved; for when they heard that it comes forth in the bottom of Hell, they said, Trees become burned in the fire; then how can they grow therein? (M.) [And hence] it signifies also Punishment, castigation, or chastisement. (T, M, K.) And Slaughter: (T:) and civil war, or conflict occurring among people: (M:) and slaughter, and war, and faction, or sedition, among the parties of the Muslims when they form themselves into parties: (T:) and discord, dissension, or difference of opinions, among the people. (IAar, T, K.) A misleading; or causing to err, or go astray: (T, K:) [seduction; or temptation: or a cause thereof; such as] the ornature, finery, show, or pomp, and the desires, or lusts, of the present life or world, whereby one is tried: (T:) and wealth, or children; (T, K, TA;) because one is tried thereby: (TA:) and women; than whom, the Prophet said, there is no فِتْنَة more harmful to men: (T:) and a cause of one's being pleased with a thing; (T, M, K;) as in the saying لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [in the Kur x. 85, i. e. Make not us to be a cause of pleasure to the wrongdoing people]; meaning, make not them to prevail over us, so as to become pleased with their unbelief and to think that they are better than we. (T.) Also Madness, insanity, or diabolical possession; (T, K;) and so ↓ فُتُونٌ and ↓ مَفْتُونٌ. (T.) And Error; or deviation from the right way. (M, K.) And Infidelity; or unbelief: (T, M, K:) thus in the saying, [in the Kur ii. 187,] وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [and infidelity, or unbelief, is more excessive than slaughter: and the like is said in ii. 214]. (T.) And A sin, a crime; or an act of disobedience for which one deserves punishment. (M, K.) and Disgrace, shame, or ignominy. (M, K.) فِتْنَةُ الصَّدْرِ signifies الوَسْوَاسُ [app. as meaning The devil's prompting, or suggesting, of some evil idea]: فِتْنَةُ المَحْيَا, The being turned from the [right] road: فِتْنَةُ المَمَاتِ, The being questioned in the grave [by the two angels Munkar and Nekeer]: فِتْنَةُ الضُّرِّ, The sword: and فِتْتَةُ السُّرِّ, Women. (TA.) [And الفِتْنَةُ العَمْيَا is a phrase used in the present day as meaning Incurable evil or trouble.]

A2: [It is also the name now commonly given to The mimosa farnesiana of Linn.; (Delile's Floræ

Ægypt. Illustr. no. 962;) called by Forskål (Flora Ægypt. Arab. p. lxxvii.) mimosa scorpioïdes.]

فِتَانٌ A covering, of leather, for the [camel's saddle called] رَحْل: (T, M, K:) pl. فُتُنٌ. (M.) فُتُونٌ: see فِتْنَةٌ, latter half. [It is an inf. n. of 1 in several senses.]

فَتِينٌ, applied to silver (وَرِق, i. e. فِضَّة), Burnt. (S.) b2: [Hence,] Black stones; as though burnt with fire. (T.) And A [stony tract such as is called] حَرَّة, (S,) or like a حَرَّة, (Sh, T,) as though the stones thereof were burnt: (Sh, T, S:) or a black حَرَّة: (K:) or a حَرَّة wholly covered by black stones, as though they were burnt: (M:) pl. فُتُنٌ: (Sh, T, M, K:) and فَتَائِنُ signifies black حِرَار [pl. of حَرَّةٌ]; (TA; [and the same is app. indicated in the T;]) as though its sing. were

↓ فَتِينَةٌ; and some say that this is a sing. [or n. un.], and that فَتِين is the pl. [or coll. gen. n.]; but as some relate a verse of El-Kumeyt which is cited as an ex. of فَتِينَة with the ة elided because ending the verse, it is فِتِينَ, and said to be pl. of فِتَةٌ, like as عِزِينَ is of عِزَةٌ. (T.) A2: In the dial. of El-Yemen it signifies Short; and small. (TA.) فَتِينَةٌ: see the next preceding paragraph.

فَتَّانٌ is an intensive epithet. (TA.) b2: and signifies A goldsmith or silversmith: (S, K, TA:) because of his melting the gold and the silver in the fire. (TA.) b3: And الفَتَّانَةُ signifies [The touch-stone; i. e.] the stone with which gold and silver are tried, or tested. (KT.) b4: And the former, A man who tries, or tempts, much. (TA.) And الفَتَّانُ, The devil; (T, S, K;) who tries, or tempts, men, by his deceit, and his embellishing acts of disobedience; (T;) as also ↓ الفَاتِنُ; (M, K;) [each] an epithet in which the quality of a subst. predominates: (M:) pl. of the former فُتَّانٌ. (T, S.) And الفَتَّانَتَانِ, The dirhem and the deenár; (K, TA;) as though they tried, or tempted, men. (TA.) And likewise, (K,) or فَتَّانَا القَبْرِ, (M,) [The two angels] Munkar and Nekeer [who are said to examine and question the dead in the graves]. (M, K.) b5: And A thief, or robber, (T. K,) who opposes himself to the company of travellers in their road. (T.) فَاتِنٌ [is the act. part. n. of the trans. v. فَتَنَ; and as such] signifies Causing to err, or go astray, (T, S, M,) from the truth: (S:) hence the saying in the Kur [xxxvii. 162], مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ, (T, S, * M, *) which, accord. to Fr, means, Ye have not power [over him] to cause him to err, except him against whom it has been decreed that he shall enter the fire [of Hell]; فاتنين being made trans. by means of عَلَى because it implies the meaning of قَادِرِينَ, which is thus made trans.: (M:) Fr says, the people of El-Hijáz say مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ; and the people of Nejd, ↓ بِمُفْتِنِينَ, from أَفْتَنْتُ. (S.) b2: See also فَتَّانٌ.

A2: It is also an epithet from the intrans. v.

فَتَنَ; and as such is applied to a heart as signifying Falling into فِتْنَة [i. e. trial, or affliction, &c.; or in a state of trial, &c.]. (S, * TA.) فَيْتَنٌ A carpenter. (K.) مُفْتَنٌ: see مَفْتُونٌ. [And see also the different explanations of its verb.]

مُفْتِنٌ: see an ex. of its pl. voce فَاتِنٌ.

مَفْتُونٌ [pass. part. n. of 1; signifying Burned: &c.]. b2: It is applied as an epithet to a deenár as meaning Put into the fire in order that one may see what is its [degree of] goodness. (S.) b3: It signifies also Smitten by a فِتْنَة [or trial, &c.,] so that his wealth, or property, or his intellect, has departed: and likewise tried, or tested: (S:) or caused to fall into الفِتْنَة; (K, TA;) i. e. trial; and affliction, distress, or hardship; (TA;) as also ↓ مُفْتَنٌ. (K, TA.) And [particularly] Afflicted with madness, insanity, or diabolical possession. (T, K. *) [See also what here follows.]

A2: It is also syn. with فِتْنَةٌ; (T, S, M, K;) and, thus used, it is an inf. n., like مَعْقُولٌ &c. (T, S, M.) See فِتْنَةٌ, former half: and again, in the latter half. Hence, (T, M,) as some explain it, (M,) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ, [in the Kur lxviii. 6,] (T, M,) meaning In which of you is madness: (T:) but some say that the ب is redundant; (M;) thus says AO; (T;) the meaning being أَيُّكُمُ الْمَفْتُونُ [Which of you is the afflicted with madness]; (T, M;) but Zj disallowed this: (T:) J says, [in the S,] that the ب is redundant, as in كَفَى بِاللّٰهِ شَهِيدًا, in the Kur [xiii. last verse, &c.], and [thus in copies of the S, app. a mistake for “ or ”] المفتون means الفِتْنَةُ, and is an inf. n. [&c.]: IB says, [in remarking upon this passage of the S,] if the ب be redundant, المفتون is the man, and is not an inf. n.; but if you make the ب to be not redundant, then المفتون is an inf. n. in the sense of الفُتُون. (TA.) [See also art. ب; p. 142, second col.; and p. 143, third col.]

مَفْتُونَةٌ is [a term] applied to A number of black camels collected together (لَابَة سَوْدَآء), as though they were like the [stony tract called] حَرَّة, in blackness; as though they were burnt. (T.)
فتن
: (الفَتْنُ، بالفتحِ) ، ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ لأنَّه مَفْهومٌ مِن إطْلاقِه: (الفَنُّ والحالُ؛ وَمِنْه) قوْلُ عَمْرو بنِ أَحْمر الباهِلِيّ:
إمَّا على نَفْسِي وإمَّا لَهاو (العَيْشُ فِتْنَان) فَحُلْوٌ ومُرْ (أَي) ضَرْبانِ و (لَوْنانِ حُلْوٌ ومُرٌّ) ؛ وقالَ نابِغَةُ بَني جعْدَةَ:
هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليهلِسَاعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ (و) الفَتْنُ: (الإِحْراقُ) بالنَّارِ. يقالُ: فَتَنَتِ النَّارُ الرَّغيفَ: أَحْرَقَتْهُ. (وَمِنْه) قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {يومَ هم (على النَّارِ يُفْتَنُونَ) } ، أَي يُحْرَقُونَ بالنارِ. وجَعَلَ بعضُهم هَذَا المعْنَى هُوَ الأَصْل؛ وقيلَ: معْنَى الآيَةِ يُقَرَّرُونَ بذنوبِهم.
(والفِتْنَةُ، بالكسْرِ: الخِبْرَةُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {إنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً} ، أَي خِبْرَةً. وقوْلُه، عزَّ وجلَّ: {أَوَ لَا يَرَوْنَ أنَّهم يُفْتَنُونَ فِي كلِّ عامٍ مرَّةً أَو مَرَّتَيْن} ؛ قيلَ: مَعْناهُ يُخْتَبَرُونَ بالدّعاءِ إِلَى الجِهادِ، وقيلَ: بإنْزَالِ العَذابِ والمَكْروه؛ (كالمَفْتُونِ) ، صِيغَ المَصْدرُ على لَفْظِ المَفْعولِ كالمَعْقُولِ والمَجْلودِ؛ (وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ (بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ) } .
قالَ الجَوْهرِيُّ: الباءُ زائِدَةٌ كَمَا زِيدَتْ فِي قوْلِهِ تعالَى: {قلْ كَفَى بااِ شَهِيدا} . والمَفْتونُ: الفِتْنَةُ، وَهُوَ مَصْدرٌ كالمَحْلُوفِ والمَعْقولِ، ويكونُ أَيُّكم المُبْتدا والمَفْتُون خَبَره.
قالَ: وقالَ المازِنيُّ: المَفْتونُ هُوَ رفعٌ بالابْتِداءِ وَمَا قَبْله خَبَره كقوْلِهم: بمَنْ مُرْورُك وعَلى أَيِّهم نُزُولُك، لأنَّ الأوّل فِي معْنَى الظَّرْفِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: إِذا كَانَت الباءُ زائِدَةً فالمَفْتُونُ الإِنْسان، وليسَ بمَصْدَر، فَإِن جعلت الْبَاء غَيْر زائِدَةٍ فالمَفْتُونُ مَصْدَرٌ بمعْنَى الفُتُونِ.
(و) الفِتْنَةُ: (إِعْجابُك بالشَّيءِ) ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {ربَّنا لَا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ؛ أَي لَا تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنُّوا أنَّهم خَيْرٌ منَّا، والفِتْنَةُ هُنَا إِعْجابُ الكفّارِ بكفْرِهم.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرِّجالِ مِن النِّساءِ) ؛ يقولُ: أَخافُ أَن يُعْجبُوا بهنَّ فيَشْتغِلُوا عَن الآخِرَةِ والعَمَل لَهَا.
(وفَتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً) : أَعْجَبَه (وأَفْتَنَه) ، كذلِكَ، الأولى لُغَةُ الحِجازِ، والثَّانيَةُ لُغَةُ نَجْدٍ، هَذَا قوْلُ أَكْثَر أَهْل اللغَةِ؛ قالَ أَعْشَى هَمْدانَ فجَاء باللُّغَتَيْن:
لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْسَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِمقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ جنيّ: ويقالُ هَذَا البَيْتُ لابنِ قَيْسٍ.
وقالَ الأَصْمعيُّ: هَذَا سَمِعْناه من مُخَنَّثٍ وليسَ بثَبَتٍ، لأنَّه كَانَ ينكرُ أَفْتَنَ، وأَجازَه أَبُو زيدٍ، وقالَ: هُوَ فِي رجز رُؤْبَة يعْنِي قوْلَه:
يُعْرِضْنَ إعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ وقوْلُه أَيْضاً:
إنِّي وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْويوسُفٌ كادَتْ بِهِ المَكايِيدْقالَ: وحكَى الزجَّاجيُّ فِي أَمالِيه بسنَدِه عَن الأَصْمعيّ قالَ: حدَّثنا عُمر بنُ أَبي زائِدَةَ قالَ: حدَّثَتْني أُمُّ عَمْرو بنْت الأَهْتم قالتْ: مَرَرْنا وَنحن جَوَارٍ بمجلسٍ فِيهِ سَعِيد بن جُبَيْر، ومَعَنا جارِيَة تغنِّي بدُفَ مَعهَا وتقولُ:
لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْس أَفْتَنَتْسَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِموأَلْقَى مَصابِيحَ القِراءَ واشْتَرى وِصالَ الغَواني بالكِتابِ المُتَمَّمِفقالَ سَعِيدٌ: كَذَبْتُنّ كذَبْتنَّ.
(والفِتْنَةُ: (الضَّلالُ.
(والفِتْنَةُ: (الإِثْمُ والمَعْصيَةُ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {أَلا فِي الفتْنَةِ سَقَطُوا} ؛ أَي الاثْم.
(والفِتْنَةُ: (الكُفْرُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {والفِتْنَةُ أَشَدُّ مِن القَتْلِ} ؛ وَكَذَا قَوْلهُ تعالَى: {إنْ خِفْتُم أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذين كَفَرُوا} ؛ وَكَذَا قوْلُه تَعَالَى: {على خَوْفٍ مِن فرْعونَ ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَهُم} .
(والفِتْنَةُ: (الفَضِيحَةُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَمن يرد الله فِتْنَتَهُ} ؛ أَي فَضِيحَتَه، وقيلَ: كفْرَه.
قالَ أَبو إسْحاق: ويجوزُ أَن يكونَ اخْتِيارَه بِمَا يَظْهَرُ بِهِ أَمْرُه.
(والفِتْنَةُ: (العَذَابُ نحْو تَعْذيبِ الكفَّارِ ضَعْفَى المُؤْمِنِين فِي أَوَّلِ الإسْلام ليَصُدُّوهم عَن الإِيمان؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {أَلا فِي الفِتْنَةِ سَقَطُوا} ؛ أَي فِي العَذابِ والبليةِ؛ وقوْلُه تعالَى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُم} ؛ أَي عَذَابَكم.
(وقالَ الأزْهرِيُّ وغيرُه: جِماعُ معْنَى الفِتْنَة الابْتِلاءُ والامْتِحانُ والاخْتِيارُ، وأَصْلُها مأْخوذٌ مِن الفتنِ، وَهُوَ (إذابَةُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ بالنَّارِ لِتَمَيُّزِ الرَّدِيءِ من الجيِّدِ.
وَفِي الصِّحاحِ: لتنْظرَ مَا جَوْدَتُه.
زادَ الرَّاغبُ: ثمَّ اسْتعْمل فِي إدْخالِ الإِنْسان النَّار والعَذَاب، وتارَةً يسمّونَ مَا يَحْصَلُ عَنهُ العَذابُ فِتْنَةً فتسْتَعْملُ فِيهِ، وتارَةً فِي الاخْتِبارِ نحْو: {وفَتَّناكَ فُتُوناً} .
(والفِتْنَةُ: (الإِضْلالُ؛ نحْو قَوْله تعالَى: {مَا أَنْتم عَلَيْهِ بفاتِنينَ} ؛ أَي بمُضِلِّين إلاَّ من أَضَلّه الله تَعَالَى، أَي لسْتُم تُضِلُّونَ إِلَّا أَهلَ النارِ الَّذين سَبَقَ عِلْم الله تَعَالَى فِي ضلالِهم.
قالَ الفرَّاءُ: أَهْلُ الحجازِ يقُولُونَ بفاتِنِينَ، وأَهْلُ نَجْدٍ يقُولُونَ بمُفْتِنينَ مِن أَفْتَنْتُ.
(والفِتْنَةُ: (الجُنونُ كالفُتُونِ.
(والفِتْنَةُ: (المِحْنَةُ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وهم لَا يُفْتَنُونَ} ؛ أَي لَا يُمْتَحَنُونَ بِمَا يَبِينُ حَقِيقَة إيمانِهم.
وَفِي الحدِيثِ: (فَبِي تُفْتَنُونَ وعنِّي تُسْأَلونَ) ، أَي تُمْتَحَنُونَ فِي قُبورِكم ويُتَعَرَّف إيمانُكم لَا بنبوَّتي.
(والفِتْنَةُ: (المالُ.
(والفِتْنَةُ: (الأوْلادُ أُخِذَ ذلِكَ مِن قوْلهِ تَعَالَى: {واعْلَموا إنَّما أَمْوالُكُم وأَوْلادُكم فِتْنَة} ؛ فقد سمَّاهُم هَهُنَا فِتْنَة اعْتِباراً بِمَا ينالُ الإِنْسان مِنَ الاخْتِبار بهم، وسَمَّاهم عَدوّاً فِي قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {إنَّ مِن أَزْواجِكم وأَوْلادِكم عَدوّاً لكم} ، اعْتِباراً بِمَا يتولَّدُ مِنْهُم. وجَعَلَهم زِينَة فِي قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {زُيِّن للناسِ حُبُّ الشَّهَوات} ، الآيَة اعْتِباراً بأَحْوالِ الناسِ فِي تَزْيينِهم بهم.
قالَ الرَّاغبُ: وَفِي حدِيثِ عُمَر: سمعَ رجُلاً يَتَعَوَّذُ مِن الفِتَنِ فقالَ: أَتَسْأَلُ رَبَّك أَن لَا يَرْزُقَك أَهلاً ومالاً؟ تأَوَّلَ الآيَةَ المَذْكُورَة: وَلم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاخْتِلافِ.
(والفِتْنَةُ: (اخْتِلافُ النَّاسِ فِي الآراءِ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وقوْلُه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنِّي أَرَى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم) ؛ يكونُ القَتْلُ والحُرُوبُ والاخْتِلافُ الَّذِي يكونُ بينَ فِرَقِ المُسْلمين إِذا تَحَزَّبوا، ويكونُ مَا يُبْلَوْنَ بِهِ مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِهَا فيُفْتَنُونَ بذلكَ عَن الآخِرَةِ والعَمَل لَهَا.
قالَ الراغبُ: وجُعِلَتِ الفتْنَةُ كالبَلاءِ فِي أنَّهما يُسْتَعْملان فيمَا يدفعُ إِلَيْهِ الإِنْسانُ من شدَّةٍ ورخَاءٍ، وهما فِي الشدَّةِ أَظْهَر معْنًى، وَقد قالَ، عزَّ وجلَّ: {ونَبْلوَكُمْ بالشرِّ والخيْرِ فِتْنَة} ، وَقَالَ فِي الشدَّةِ: {وَمَا يُعَلَّمانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يقُولا إنَّما نَحن فِتْنَةٌ فَلَا تكْفُر} ؛ ثمَّ قالَ: والفتْنَة مِن الأَفْعال الَّتِي تكون مِن اللهِ، عزَّ وجلَّ، ومِن العَبْدِ كالبليةِ والمَعْصيَةِ والقَتْلِ والعَذابِ وغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الأَفْعالِ الكَرِيهَةِ، وَمَتى كانتْ مِن اللهِ تَعَالَى تكونُ على وَجْه الحكْمَةِ، وَمَتى كانَتْ مِن الإِنْسانِ بغيرِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى تكونُ بضدِّ ذَلِك.
(وفَتَنَه يَفْتِنُه فتنا: (أَوْقْعَهُ فِي الفِتْنَةِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَإِن كادُوا ليَفْتِنُونك عَن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْك} ؛ أَي يوقِعُونَك فِي بليةٍ وشدَّةٍ فِي صرْفِهم إيَّاك عمَّا أَوحى إِلَيْك. وقوْلُه تَعَالَى: {فَتَنْتم أَنْفسَكُم} ؛ أَي أَوْقَعْتُموها فِي بليةٍ وعَذابٍ (كفَتَّنَه، بالتَّشديدِ، (وأَفْتَنَه؛ الأَخيرَةُ عَن أَبي السَّفَر قَلِيلَة، بل أَنْكَرَها الأَصْمعيُّ، رحِمَه اللهُ تعالَى وَلم يَعْبَأ بِمَا أَنْشَدَه من قوْلِ الشاعِرِ، (فَهُوَ مُفْتَنٌ كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ، (ومَفْتُونٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (المُؤْمِنُ خُلِقَ مُفَتَّناً) أَي مُمْتَحَناً يمتَحِنُه اللهُ تعالَى بالذَّنبِ ثمَّ يَتُوبُ ثمَّ يَعودُ ثمَّ يَتُوبُ.
(وفُتِنَ الرَّجُلُ فُتوناً: (وَقَعَ فِيهَا لازِمٌ مُتَعَدَ؛ وَمِنْه قوْلُهم: قلْبٌ فاتِنٌ: أَي مُفْتَتِنٌ؛ قالَ الشاعِرُ:
رَخِيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القِيام أَمْسى فُؤَادِي بِهِ فاتِنا (كافْتَتَنَ فيهمَا، أَي فِي اللازِمِ والمْتَعدِّي. يقالُ: افْتَتَنَه افْتتاناً إِذْ فتنه.
وافْتَتَنَ فِي الشيءِ: فُتِنَ فِيهِ.
(وفَتِنَ (إِلَى النِّساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إليهِنَّ، بالضَّمِّ: أَرادَ الفُجُورَ بِهِنَّ. وقالَ أَبُو زيْدٍ: فُتِنَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فُتوناً إِذا أَرادَ الفُجُورَ.
وحكَى الأزْهريُّ عَن ابنِ شُمَيْل: افْتَتَنَ الرَّجلُ وافْتُتِنَ لُغَتَانِ؛ قالَ: وَهَذَا صَحيحٌ، وأَمَّا فتَنْتُه ففَتَنَ فَهِيَ لغَةٌ ضَعِيفَةٌ.
(والفَتِينُ، (كأميرٍ، مِن الأَرضِ: (الحَرَّةُ السَّوداءُ كأَنَّها مُحْرفَة؛ (ج فُتُنٌ (ككُتُبٍ.
(والفَتَّانُ، كشَدَّادٍ: (اللِّصُّ الَّذِي يَعْرِضُ للرُّفْقةِ فِي طريقِهم.
(وأَيْضاً: (الشَّيْطانُ لكوْنِه يفْتنُ الناسَ بخِداعِهِ وغرُورِه وتَزْيينِه المَعاصِي، وَبِهِمَا فُسِّرَ حدِيثُ قَيْلَة: (المُسْلِم أَخُو المُسْلِم يَسَعُهُما الماءُ والشَّجَرُ ويَتَعاوَنان على الفَتَّانِ) ؛ (كالفاتِنِ وَهُوَ الشَّيْطانُ، صفَةٌ غالِبَةٌ، وجَمْعُ الفَتَّانِ فُتَّانٌ، كرُمَّانٍ وَبِه رُوِي الحدِيثُ المَذْكورُ أَيْضاً.
(والفَتَّانُ: (الصَّائِغُ لإِذابَتِه الذَّهَب والفِضَّة فِي النارِ.
(والفَتَّانانِ: الدِّرْهَمُ والدِّينارُ لأنَّهما يَفْتِنان الناسَ.
(وفَتَّانَا القَبْر: (مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ؛ وَفِي حدِيثِ الكُسوفِ: (وإِنَّكم تُفْتَنُونَ فِي القُبورِ) ، يُريدُ مُساءَلَة مُنْكَر ونَكِيرِ مِن الفِتْنَةِ الامْتِحانِ.
(والفَيْتَنُ، كحَيْدَرٍ: النَّجَّارُ.
(وفاتُونُ: خَبَّازُ فِرْعَوْنَ، وَهُوَ (قَتيلُ موسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، هَكَذَا سَمَّاه بعضُ المُفَسِّرين.
(والفَتْنانِ الغُدْوَةُ والعَشِيُّ، مُثَنَّى فَتْن، لأنَّهما حَالانِ وضَرْبانِ.
(والفِتانُ، ككِتابٍ: غِشاءٌ.
(يكونُ (للرَّحْلِ مِن أَدَمٍ؛ قالَ لبيدٌ:
فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقيومَكانُهنَّ الكُورُ والنَّسْعانُ والجَمْعُ فُتْنٌ.
(وكصاحِبٍ وزُبَيْرٍ: اسْمانِ؛ ومِن الأَوَّل: فاتِنُ المطينيُّ ومَوْلاه أَبو الحَسَنِ بِشْرُ بنُ عبدِ اللهِ الفاتِنيّ صالِحٌ صَدُوقٌ، رَوَى عَنهُ الخَطيبُ وابنُ ماكُولا.
(والمَفْتونُ: المَجْنونُ؛ وَبِه فَسَّر أَبو إسْحاق قوْلَه تَعَالَى: {بأَيّكم المَفْتون} .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ سِيْبَوَيْه: فتَنَه جَعَلَ فِيهِ فِتْنَةً وأَفْتَنَهُ أَوْصَلَ الفِتْنَةَ إِلَيْهِ.
وحَكَى أَبو زيْدٍ: أُفْتِنَ الرَّجلُ، بالضمِّ، أَي فُتِنَ.
وقالَ أَبو السَّفَر: أُفْتِنَ الرَّجلُ وفُتِنَ فَهُوَ مَفْتونٌ أَصابَتْه فِتْنَةٌ فذَهَبَ مالَهُ أَو عَقْلُه، وكذلِكَ إِذا اخْتُبِرَ.
ووَرِقٌ فَتِينٌ: أَي فِضَّة مُحْرَقَة.
ودِينارٌ مَفْتونٌ: فتنَ بالنارِ.
والفَتَّانُ: مِن أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ فِي الفِتْنَةِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَفَتَّانٌ أَنتَ يَا معَاذ؟) .
وقيلَ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وفتَنَّاكَ فُتُوناً} ؛ أَي أَخْلَصناكَ إخلاصاً.
وفَتَنَه فتْناً: أَمالَهُ عَن القصْدِ وأَزَالَه وصَرَفَه، وَبِه فُسِّر قوْلُه تعالَى: {وَإِن كادُوا ليَفْتِنونَك عَن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْك} ، أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك.
والفُتُونُ: الجُنُونُ.
والفِتْنَةُ: مَا يَقَعْ بينَ الناسِ مِن الحَرْبِ والقِتالِ.
ويقالُ: بنُو ثَقِيف يفتنون أَبداً أَي يَتَحارَبُون. والفَتائِنُ: الحِرَارُ السُّودُ؛ قالَ أَبو قَيْس بنُ الأُسْلَت:
غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ على آبارِها أَبداً عُطُونُوفِتْنَةُ الصَّدْرِ: الوَسْواسُ.
وفِتْنَةُ المَحْيا: أَن يَعْدِلَ عَن الطَّريقِ.
وفِتْنَةُ المَمَات: أَن يْسْأَلَ فِي القبْرِ.
وفِتْنَةُ الضرَّاء: السَّيْفُ.
وفِتْنَةُ السرَّاءِ: النِّساءُ.
ويقالُ للأَمَة السَّوْداءِ مَفْتونَةٌ لأنَّها كالحَرَّةِ السَّوْداء فِي السَّوادِ كأنَّها مُحْترِقَةٌ.
والفتنُ: الناحِيَةُ؛ عَن أَبي عَمْرو.
وفتنٌ، كبقم: مَدينَةٌ بالهِنْدِ كبيرَةٌ حَسَنةٌ على ساحِلِ البَحْرِ ومَرْسَاها عَجيبٌ، وَبهَا العِنَبُ والرُّمَّانُ الطيِّبُ؛ وَمِنْهَا: الشيخُ الصالِح مُحَمَّد النّيْسابُورِي نَزِيلُ فتن، أَحَدُ الفُقَراء المُؤَهلين، اجْتَمَعَ بِهِ ابنُ بطوطَةَ وذَكَرَه فِي رحْلَتِه.
والفَتِينُ، كأميرٍ: القَصِيرُ والصَّغيرُ، يمانِيَّةٌ.
وفُتونُ، بالضمِّ: بنْتُ عليِّ بنِ عليِّ بنِ السَّمين، رَوَتْ عَن أبي طَلَحَةَ النِّعَال وغيرِهِ، نَقَلَهُ الحافِظُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
فتن: {تفتنون}: تؤثمون، وكذلك {لا تفتني}.
(فتن)
الْمَعْدن فتنا وفتونا صهره فِي النَّار ليختبره وَيُقَال فتنته النَّار صهرته وَفُلَانًا عذبه ليحوله عَن رَأْيه أَو دينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن الَّذين فتنُوا الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ثمَّ لم يتوبوا فَلهم عَذَاب جَهَنَّم وَلَهُم عَذَاب الْحَرِيق} ورماه فِي شدَّة ليختبره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَو لَا يرَوْنَ أَنهم يفتنون فِي كل عَام مرّة أَو مرَّتَيْنِ} وَيُقَال فتنه بِهِ وَفِيه وَالشَّيْء فلَانا أعجب بِهِ واستهواه يُقَال فتنه المَال وفتنته الْمَرْأَة ولهته وَفُلَانًا عَن الشَّيْء لواه وَصَرفه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واحذرهم أَن يفتنوك عَن بعض مَا أنزل الله إِلَيْك} فَهُوَ فاتن وفتان وَالْمَفْعُول مفتون وفتين
فتن
أصل الفَتْنِ: إدخال الذّهب النار لتظهر جودته من رداءته، واستعمل في إدخال الإنسان النار.
قال تعالى: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ
[الذاريات/ 13] ، ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ
[الذاريات/ 14] ، أي: عذابكم، وذلك نحو قوله: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ [النساء/ 56] ، وقوله:
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها الآية [غافر/ 46] ، وتارة يسمّون ما يحصل عنه العذاب فيستعمل فيه. نحو قوله: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا
[التوبة/ 49] ، وتارة في الاختبار نحو: وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً
[طه/ 40] ، وجعلت الفتنة كالبلاء في أنهما يستعملان فيما يدفع إليه الإنسان من شدّة ورخاء، وهما في الشّدّة أظهر معنى وأكثر استعمالا، وقد قال فيهما: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً
[الأنبياء/ 35] . وقال في الشّدّة: إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ
[البقرة/ 102] ، وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة/ 191] ، وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ [البقرة/ 193] ، وقال:
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [التوبة/ 49] ، أي: يقول لا تبلني ولا تعذّبني، وهم بقولهم ذلك وقعوا في البليّة والعذاب. وقال: فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ [يونس/ 83] ، أي: يبتليهم ويعذّبهم، وقال: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ [المائدة/ 49] ، وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ
[الإسراء/ 73] ، أي: يوقعونك في بليّة وشدّة في صرفهم إيّاك عمّا أوحي إليك، وقوله: فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ
[الحديد/ 14] ، أي: أوقعتموها في بليّة وعذاب، وعلى هذا قوله: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال/ 25] ، وقوله: وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
[التغابن/ 15] ، فقد سمّاهم هاهنا فتنة اعتبارا بما ينال الإنسان من الاختبار بهم، وسمّاهم عدوّا في قوله: إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ [التغابن/ 14] ، اعتبارا بما يتولّد منهم، وجعلهم زينة في قوله: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ 
الآية [آل عمران/ 14] ، اعتبارا بأحوال الناس في تزيّنهم بهم، وقوله: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [العنكبوت/ 1- 2] ، أي: لا يختبرون فيميّز خبيثهم من طيّبهم، كما قال: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ [الأنفال/ 37] ، وقوله: أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ [التوبة/ 126] ، فإشارة إلى ما قال: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ الآية [البقرة/ 155] ، وعلى هذا قوله: وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ [المائدة/ 71] ، والْفِتْنَةُ من الأفعال التي تكون من الله تعالى، ومن العبد كالبليّة والمصيبة، والقتل والعذاب وغير ذلك من الأفعال الكريهة، ومتى كان من الله يكون على وجه الحكمة، ومتى كان من الإنسان بغير أمر الله يكون بضدّ ذلك، ولهذا يذّمّ الله الإنسان بأنواع الفتنة في كلّ مكان نحو قوله: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة/ 191] ، إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ
[البروج/ 10] ، ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ
[الصافات/ 162] ، أي: بمضلّين، وقوله: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ
[القلم/ 6] . قال الأخفش.
الْمَفْتُونُ: الفتنة، كقولك: ليس له معقول ، وخذ ميسوره ودع معسوره، فتقديره بأيّكم الفتون، وقال غيره: أيّكم المفتون ، والباء زائدة كقوله: كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً [الفتح/ 28] ، وقوله: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ [المائدة/ 49] ، فقد عدّي ذلك ب (عن) تعدية خدعوك لمّا أشار بمعناه إليه.

فتن: الأَزهري وغيره: جِماعُ معنى الفِتْنة الابتلاء والامْتِحانُ

والاختبار، وأَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة والذهب إِذا أَذبتهما بالنار

لتميز الرديء من الجيِّدِ، وفي الصحاح: إِذا أَدخلته النار لتنظر ما

جَوْدَتُه، ودينار مَفْتُون. والفَتْنُ: الإِحْراقُ، ومن هذا قوله عز وجل:

يومَ هم على النارِ يُفْتَنُونَ؛ أَي يُحْرَقون بالنار. ويسمى الصائغ

الفَتَّان، وكذلك الشيطان، ومن هذا قيل للحجارة السُّود التي كأَنها

أُحْرِقَتْ بالنار: الفَتِينُ، وقيل في قوله: يومَ همْ على النار يُفْتَنُونَ،

قال: يُقَرَّرونَ والله بذنوبهم. ووَرِقٌ فَتِينٌ أَي فِضَّة مُحْرَقَة.

ابن الأَعرابي: الفِتْنة الاختبار، والفِتْنة المِحْنة، والفِتْنة المال،

والفِتْنة الأَوْلادُ، والفِتْنة الكُفْرُ، والفِتْنةُ اختلافُ الناس

بالآراء، والفِتْنةُ الإِحراق بالنار؛ وقيل: الفِتْنة في التأْويل الظُّلْم.

يقال: فلان مَفْتُونٌ بطلب الدنيا قد غَلا في طلبها. ابن سيده: الفِتْنة

الخِبْرَةُ. وقوله عز وجل: إِنا جعلناها فِتْنةً

للظالمين؛ أي خِبْرَةً، ومعناه أَنهم أُفْتِنوا بشجرة الزَّقُّوم

وكذَّبوا بكونها، وذلك أَنهم لما سمعوا أَنها تخرج في أَصل الجحيم قالوا:

الشجر يَحْتَرِقُ في النار فكيف يَنْبُت الشجرُ في النار؟ فصارت فتنة لهم.

وقوله عز وجل: ربَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقوم الظالمين، يقول: لا

تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنوا أَنهم خير منا، فالفِتْنة ههنا إِعجاب

الكفار بكفرهم.

ويقال: فَتَنَ الرجلُ بالمرأَة وافْتَتَنَ، وأَهل الحجاز يقولون:

فتَنَتْه المرأَةُ إِذا وَلَّهَتْه وأَحبها، وأَهل نجد يقولون: أَفْتَنَتْه؛

قال أَعْشى هَمْدانَ فجاء باللغتين:

لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ

سَعِيداً، فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِم

قال ابن بري: قال ابن جني ويقال هذا البيت لابن قيسٍ، وقال الأَصمعي:

هذا سمعناه من مُخَنَّثٍ وليس بثَبَتٍ، لأَنه كان ينكر أَفْتَنَ، وأَجازه

أَبو زيد؛ وقال هو في رجز رؤبة يعني قوله:

يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ

وقوله أَيضاً:

إِني وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْ،

ويوسُفٌ كادَتْ به المَكايِيدْ

قال: وحكى أَبو القاسم الزجاج في أَماليه بسنده عن الأَصمعي قال:

حدَّثنا عُمر بن أَبي زائدة قال حدثتني أُم عمرو بنت الأَهْتم قالت: مَرَرْنا

ونحن جَوَارٍ بمجلس فيه سعيد بن جُبير، ومعنا جارية تغني بِدُفٍّ معها

وتقول:

لئن فتنتني لهي بالأَمس أَفتنت

سعيداً، فأَمسى قد قلا كل مسلم

وأَلْقى مَصابيحَ القِراءةِ، واشْترى

وِصالَ الغَواني بالكتابِ المُتَمَّمِ

فقال سعيد: كَذَبْتُنَّ كذَبْتنَّ. والفِتْنةُ: إِعجابُك بالشيء، فتَنَه

يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً، فهو فاتِنٌ، وأَفْتَنَه؛ وأَباها الأَصمعي

بالأَلف فأَنشد بيت رؤبة:

يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ

فلم يعرف البيت في الأُرجوزة؛ وأَنشد الأَصمعي أَيضاً:

لئن فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمسِ أَفتنتْ

فلم يَعْبأْ به، ولكن أَهل اللغة أَجازوا اللغتين. وقال سيبويه: فتَنَه

جعل فيه فِتْنةً، وأَفْتَنه أَوْصَلَ

الفِتْنة إليه. قال سيبويه: إِذا قال أَفْتَنْتُه فقد تعرض لفُتِنَ،

وإِذا قال فتَنْتُه فلم يتعرَّض لفُتِنَ. وحكى أَبو زيد: أُفْتِنَ الرجلُ،

بصيغة ما لم يسم فاعله، أَي فُتِنَ. وحكى الأَزهري عن ابن شميل: افْتَتَنَ

الرجلُ وافْتُتِنَ لغتان، قال: وهذا صحيح، قال: وأَما فتَنْتُه ففَتَنَ

فهي لغة ضعيفة. قال أَبو زيد: فُتِنَ الرجلُ يُفْتَنُ فُتُوناً إِذا

أَراد الفجور، وقد فتَنْته فِتْنةً وفُتُوناً، وقال أَبو السَّفَر:

أَفْتَنْتُه إِفْتاناً، فهو مُفْتَنٌ، وأُفْتِنَ الرجل وفُتِنَ، فهو مَفْتُون إِذا

أَصابته فِتْنة فذهب ماله أَو عقله، وكذلك إِذا اخْتُبِرَ. قال تعالى:

وفتَنَّاك فُتُوناً. وقد فتَنَ وافْتَتَنَ، جعله لازماً ومتعدياً،

وفتَّنْتُه تَفْتِيناً فهو مُفَتَّنٌ أَي مَفْتُون جدّاً. والفُتُون أَيضاً:

الافْتِتانُ، يتعدَّى ولا يتعدَّى؛ ومنه قولهم: قلب فاتِنٌ أَي مُفْتَتِنٌ؛

قال الشاعر:

رَخِيمُ الكلامِ قَطِيعُ القِيا

مِ، أَمْسى فُؤادي بها فاتِنا

والمَفْتُونُ: الفِتْنة، صيغ المصدر على لفظ المفعول كالمَعْقُول

والمَجْلُودِ. وقوله تعالى: فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ بأَيَّكُمُ المَفْتُونُ؛

قال أَبو إِسحق: معنى المَفْتُونِ الذي فُتِنَ بالجنون؛ قال أَبو

عبيدة: معنى الباء الطرح كأَنه قال أَيُّكم المَفْتُونُ؛ قال أَبو إِسحق: ولا

يجوز أَن تكون الباء لَغْواً، ولا ذلك جائز في العربِية، وفيه قولان

للنحويين: أَحدهما أَن المفْتُونَ ههنا بمعنى الفُتُونِ، مصدر على المفعول،

كما قالوا ما له مَعْقُولٌ ولا مَعْقُودٌ رَأْيٌ، وليس لفلان مَجْلُودٌ

أَي ليس له جَلَدٌ ومثله المَيْسُورُ والمَعْسُورُ كأَنه قال بأَيِّكم

الفُتون، وهو الجُنون، والقول الثاني فسَتُبْصِر ويُبْصِرُونَ في أَيِّ

الفَريقينِ المَجْنونُ أَي في فرقة الإِسلام أَو في فرقة الكفر، أَقامَ الباء

مقام في؛ وفي الصحاح: إِن الباء في قوله بأَيِّكم المفتون زائدة كما زيدت

في قوله تعالى: قل كفى بالله شهيداً؛ قال: والمَفْتُون الفِتْنةُ، وهو

مصدر كالمَحْلُوفِ والمَعْقول، ويكون أَيُّكم الابتداء والمفتون خبره؛

قال: وقل وقال المازني المَفتون هو رفع بالابتداء وما قبله خبره كقولهم بمن

مُروُرُك وعلى أَيِّهم نُزُولُك، لأَن الأَول في معنى الظرف، قال ابن

بري: إِذا كانت الباء زائدة فالمفتون الإِنسان، وليس بمصدر، فإِن جعلت الباء

غير زائدة فالمفتون مصدر بمعنى الفُتُونِ. وافْتَتَنَ في الشيء: فُتِن

فيه. وفتَنَ إِلى النساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إِليهن: أَراد الفُجُور بهنَّ.

والفِتْنة: الضلال والإِثم. والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق. والفاتِنُ:

الشيطان لأَنه يُضِلُّ العِبادَ، صفة غالبة. وفي حديث قَيْلَة: المُسْلم

أَخو المُسْلم يَسَعُهُما الماءُ والشجرُ ويتعاونان على الفَتَّانِ؛

الفَتَّانُ: الشيطانُ الذي يَفْتِنُ الناس بِخداعِه وغروره وتَزْيينه المعاصي،

فإِذا نهى الرجلُ أَخاه عن ذلك فقد أَعانه على الشيطان. قال:

والفَتَّانُ أَيضاً اللص الذي يَعْرِضُ للرُّفْقَةِ في طريقهم فينبغي لهم أَن

يتعاونوا على اللِّصِّ، وجمع الفَتَّان فُتَّان، والحديث يروى بفتح الفاء

وضمها، فمن رواه بالفتح فهو واحد وهو الشيطان لأَنه يَفْتِنُ الناسَ عن

الدين، ومن رواه بالضم فهو جمع فاتِنٍ أَي يُعاوِنُ أَحدُهما الآخرَ على

الذين يُضِلُّون الناسَ عن الحق ويَفْتِنونهم، وفَتَّانٌ من أَبنية المبالغة

في الفِتْنة، ومن الأَول قوله في الحديث: أَفَتَّانٌ أَنت يا معاذ؟

وروى الزجاج عن المفسرين في قوله عز وجل: فتَنْتُمْ

أَنفُسَكُمْ وتَرَبَّصْتُم؛ استعملتموها في الفِتْنة، وقيل:

أَنَمْتُموها. وقوله تعالى: وفتَنَّاكَ فُتُوناً؛ أَي أَخلَصناكَ إِخلاصاً. وقوله

عز وجل: ومنهم من يقول ائْذَنْ لي ولا تَفْتِنِّي؛ أَي لا تُؤْثِمْني

بأَمرك إِيايَ بالخروج، وذلك غير مُتَيَسِّرٍ لي فآثَمُ؛ قال الزجاج: وقيل

إِن المنافقين هَزَؤُوا بالمسلمين في غزوة تَبُوكَ فقالوا يريدون بنات

الأَصفر فقال: لا تَفْتِنِّي أَي لا تَفْتِنِّي ببنات الأَصفر، فأَعلم

الله سبحانه وتعالى أَنهم قد سقَطوا في الفِتْنةِ أَي في الإِثم. وفتَنَ

الرجلَ أَي أَزاله عما كان عليه، ومنه قوله عز وجل: وإِن كادوا ليَفتِنونك

عن الذي أَوْحَيْنا إِليك؛ أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك. ابن الأَنباري:

وقولهم فتَنَتْ فلانة فُلاناً، قال بعضهم: معناه أَمالته عن القصد،

والفِتْنة في كلامهم معناه المُمِيلَةُ عن الحق. وقوله عز وجل: ما أَنتم عليه

بفاتِنينَ إِلا من هو صالِ الجحِيمِ: فسره ثعلب فقال: لا تَقْدِرون أَن

تَفْتِنُوا إِلا من قُضِيَ

عليه أَن يدخل النار، وعَدَّى بفاتِنين بِعَلَى لأَن فيه معنى قادرين

فعدَّاه بما كان يُعَدَّى به قادرين لو لفِظَ به، وقيل: الفِتْنةُ الإِضلال

في قوله: ما أَنتم عليه بفاتنين؛ يقول ما أَنتم بِمُضِلِّين إِلا من

أَضَلَّه الله أَي لستم تُضِلُّونَ إِلا أَهلَ

النار الذين سبق علم الله في ضلالهم؛ قال الفراء: أَهل الحجاز يقولون ما

أَنتم عليه بفاتِنينَ، وأَهل نجد يقولون بمُفْتِنينَ من أَفْتَنْتُ

والفِتْنةُ: الجُنون، وكذلك الفُتُون. وقوله تعالى: والفِتْنةُ أَشدُّ من

القَتْلِ؛ معنى الفِتْنة ههنا الكفر، كذلك قال أَهل التفسير. قال ابن سيده:

والفِتْنةُ الكُفْر. وفي التنزيل العزيز: وقاتِلُوهم حتى لا تكونَ

فِتْنة. والفِتْنةُ: الفَضِيحة. وقوله عز وجل: ومن يرد الله فِتْنَتَه؛ قيل:

معناه فضيحته، وقيل: كفره، قال أَبو إِسحق: ويجوز أَن يكون اختِبارَه بما

يَظْهَرُ به أَمرُه. والفِتْنة: العذاب نحو تعذيب الكفار ضَعْفَى

المؤمنين في أَول الإِسلام ليَصُدُّوهم عن الإِيمان، كما مُطِّيَ بلالٌ على

الرَّمْضاء يعذب حتى افْتَكَّه أَبو بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه،

فأَعتقه. والفِتْنةُ: ما يقع بين الناس من القتال. والفِتْنةُ: القتل؛ ومنه قوله

تعالى: إِن خِفْتم أَن يَفْتِنَكُمُ الذين كفروا؛ قال: وكذلك قوله في

سورة يونس: على خَوْفٍ من فرعونَ

ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَهُم؛ أَي يقتلهم؛ وأَما قول النبي، صلى الله

عليه وسلم: إِني أَرى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم، فإِنه يكون القتل والحروب

والاختلاف الذي يكون بين فِرَقِ المسلمين إِذا تَحَزَّبوا، ويكون ما

يُبْلَوْنَ به من زينة الدنيا وشهواتها فيُفْتَنُونَ بذلك عن الآخرة والعمل

لها. وقوله، عليه السلام: ما تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرجال من

النساء؛ يقول: أَخاف أَن يُعْجُبوا بهنَّ فيشتغلوا عن الآخرة والعمل لها.

والفِتْنةً: الاختِبارُ. وفتَنَه يَفْتِنُه: اختَبَره. وقوله عز وجل: أَوَلا

يَرَوْنَ أَنهم يُفْتَنُونَ في كل عام مرة أَو مرتين: قيل: معناه

يُخْتَبَرُونَ بالدعاء إِلى الجهاد، وقيل: يُفْتَنُونَ بإِنزال العذاب

والمكروه.والفَتْنُ: الإِحرَاق بالنار. الشيءَ في الناريَفْتِنُه: أَحرقه.

والفَتِينُ من الأَرض: الحَرَّةُ التي قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حجارةٌ سُودٌ

كأَنها مُحْرَقة، والجمع فُتُنٌ. وقال شمر: كل ما غيرته النارُ

عن حاله فهو مَفْتُون، ويقال للأَمة السوداء مَفْتونة لأَنها كالحَرَّةِ

في السواد كأَنها مُحْترقَة؛ وقال أَبو قَيْسِ ابنُ الأَسْلَتِ:

غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ،

على آبارِها، أَبداً عُطُونُ

وكأَنَّ واحدة الفَتائن فَتينة، وقال بعضهم: الواحدة فَتِينة، وجمعها

فَتِين؛ قال الكميتُ:

ظَعَائِنُ من بني الحُلاَّفِ، تَأْوي

إِلى خُرْسٍ نَواطِقَ، كالفَتِينا

(* قوله «من الحلاف» كذا بالأصل بهذا الضبط، وضبط في نسخة من التهذيب

بفتح الحاء المهملة).

فحذف الهاء وترك النون منصوبة، ورواه بعضهم: كالفِتِىنَا. ويقال: واحدة

الفِتِينَ فِتْنَةٌ مثل عِزَةٍ وعِزِينَ. وحكى ابن بري: يقال فِتُونَ في

الرفع، وفِتِين في النصب والجر، وأَنشد بيت الكميت. والفِتْنَةُ:

الإِحْراقُ. وفَتَنْتُ الرغيفَ في النار إِذا أَحْرَقْته. وفِتْنَةُ الصَّدْرِ:

الوَسْواسُ. وفِتْنة المَحْيا: أَن يَعَْدِلَ عن الطريق. وفِتْنَةُ

المَمات: أَنْ يُسْأَلَ في القبر. وقوله عزَّ وجل: إِنَّ الذين فَتَنُوا

المؤْمنين والمؤْمناتِ ثم لم يتوبوا؛ أَي أَحرقوهم بالنار المُوقَدَةِ في

الأُخْدُود يُلْقُون المؤْمنين فيها ليَصُدُّوهم عن الإِيمان. وفي حديث

الحسن: إِنَّ الذين فتنوا المؤْمنين والمؤْمِنات؛ قال: فَتَنُوهم بالنار أَي

امْتَحَنُوهم وعذبوهم، وقد جعل الله تعالى امْتِحانَ عبيده المؤمنين

بالَّلأْواءِ ليَبْلُوَ صَبْرَهم فيُثيبهم، أَو جَزَعَهم على ما ابْتلاهم به

فَيَجْزِيهم، جَزاؤُهم فِتْنةٌ. قال الله تعالى: أَلم، أَحَسِبَ الناسُ

أَن يُتْرَكُوا أَن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفْتَنُونَ؛ جاءَ في التفسير:

وهم لا يُبْتَلَوْنَ في أَنفسهم وأَموالهم فيُعْلَمُ بالصبر على البلاء

الصادقُ الإِيمان من غيره، وقيل: وهم لا يُفْتَنون وهم لا يُمْتَحَنُون بما

يَبِينُ به حقيقة إِيمانهم؛ وكذلك قوله تعالى: ولقد فَتَنَّا الذين من

قبلهم؛ أَي اخْتَبَرْنا وابْتَلَيْنا. وقوله تعالى مُخْبِراً عن

المَلَكَيْنِ هارُوتَ ومارُوتَ: إِنما نحن فِتْنَةٌ فلا تَكْفُر؛ معناه إِنما نحن

ابتلاءٌ واختبارٌ لكم. وفي الحديث: المؤمن خُلِقَ مُفَتَّناً أَي

مُمْتَحَناً يمتَحِنُه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب، من فَتَنْتُه إِذا

امْتَحنْتَه. ويقال فيهما أَفْتَنْتُه أَيضاً، وهو قليل: قال ابن

الأَثير: وقد كثر استعمالها فيما أَخرجه الاخْتِبَار للمكروه، ثمَّ كَثُر حتى

استعمل بمعنى الإِثم والكفر والقتال والإِحراق والإِزالة والصَّرْفِ

عن الشيء. وفَتَّانَا القَبْرِ: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ. وفي حديث الكسوف:

وإِنكم تُفْتَنُونَ في القبور؛ يريد مُساءَلة منكر ونكير، من الفتنةِ

الامتحان، وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات

وغير ذلك. وفي الحديث: فَبِي تُفْتَنونَ وعنِّي تُسْأَلونَ أَي

تُمْتَحَنُون بي في قبوركم ويُتَعَرَّف إِيمانُكم بنبوَّتي. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: أَنه سمع رجلاً يتعوَّذ من الفِتَنِ فقال: أَتَسْأَلُ رَبَّك

أَن لا يَرْزُقَك أَهْلاً ولا مالاً؟ تَأَوَّلَ قوله عزَّ وجل: إِنما

أَموالكم وأَولادُكم فِتْنَة، ولم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاختلافِ. وهما

فَتْنَانِ أَي ضَرْبانِ ولَوْنانِ؛ قال نابغة بني جَعْدة:

هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليه

لِسَاعَتِه، فآذَنَ بالوَداعِ

الواحد: فَتْنٌ؛ وروى أَبو عمرو الشَّيْبانيّ قول عمر بن أَحمر

الباهليّ:إِمّا على نَفْسِي وإِما لها،

والعَيْشُ فِتْنَان: فَحُلْوٌ ومُرّ

قال أَبو عمرو: الفِتْنُ الناحية، ورواه غيره: فَتْنانِ، بفتح الفاء،

أَي حالان وفَنَّانِ، قال ذلك أَبو سعيد قال: ورواه بعضهم فَنَّانِ أَي

ضَرْبانِ. والفِتانُ، بكسر الفاء: غِشاء يكون للرَّحْل من أَدَمٍ؛ قال

لبيد:فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقي،

ومَكانُهنَّ الكُورُ والنِّسْعانِ

والجمع فُتُنٌ.

أَيَّى 

(أَيَّى) الْــهَمْزَةُ وَالْيَاءُ وَالْيَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ النَّظَرُ. يُقَالُ: تَأَيَّا يَتَأَيَّا تَأَيِّيًا، أَيْ: تَمَكَّثَ. قَالَ:

قِفْ بِالدِّيَارِ وُقُوفَ زَائِرْ ... وَتَأَيَّ إِنَّكَ غَيْرُ صَاغِرْ

قَالَ لَبِيدٌ:

وَتَأَيَّيْتُ عَلَيْهِ قَافِلًا ... وَعَلَى الْأَرْضِ غَيَايَاتُ الطَّفَلْ

أَيِ انْصَرَفْتُ عَلَى تُؤَدَةٍ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: تَأَيَّيْتُ [الْأَمْرَ] : انْتَظَرْتَ إِمْكَانَهُ. قَالَ عَدِيٌّ: تَأَيَّيْتُ مِنْهُنَّ الْمَصِيرَ فَلَمْ أَزَلْ ... أُكَفْكِفُ عَنِّي وَاتِنًا وَمُنَازِعًا

وَيُقَالُ: لَيْسَتْ هَذِهِ بِدَارِ تَئِيَّةٍ، أَيْ: مُقَامٍ.

وَأَصْلٌ آخَرُ، وَهُوَ التَّعَمُّدُ، يُقَالُ: تَآيَيْتُ، عَلَى تَفَاعَلْتُ، وَأَصْلُهُ تَعَمَّدْتُ آيَتَهُ وَشَخْصَهُ. قَالَ:

بِهِ أَتَآيَا كُلَّ شَأْنٍِ وَمَفْرِقِ

وَقَالُوا: الْآيَةُ الْعَلَامَةُ، وَهَذِهِ آيَةٌ مَأَيَاةٌ، كَقَوْلِكَ عَلَامَةٌ مَعْلَمَةٌ. وَقَدْ أَيَّيْتُ. قَالَ:

أَلَا أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَنِي تَمِيمٍ ... بِآيَةِ مَا تُحِبُّونَ الطَّعَامَا

قَالُوا: وَأَصْلُ آيَةٍ أَأْيَةٌ بِوَزْنِ أَعْيَةٍ، مَهْمُوزٌ هَمْزَتَيْنِ، فَخُفِّفَتِ الْأَخِيرَةُ فَامْتَدَّتْ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: مَوْضِعُ الْعَيْنِ مِنَ الْآيَةِ وَاوٌ; لِأَنَّ مَا كَانَ مَوْضِعُ الْعَيْنِ [مِنْهُ] وَاوًا، وَاللَّامُ يَاءً، أَكْثَرُ مِمَّا مَوْضِعُ الْعَيْنِ وَاللَّامِ مِنْهُ يَاءَانِ، مِثْلَ شَوَيْتُ، هُوَ أَكْثَرُ فِي الْكَلَامِ حَيِيْتُ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: آيَةُ الرَّجُلِ شَخْصُهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: خَرَجَ الْقَوْمُ بِآيَتِهِمْ، أَيْ: بِجَمَاعَتِهِمْ. قَالَ بُرْجُ بْنُ مُسْهِرٍ: خَرَجْنَا مِنَ النَّقْبَينِ لَا حَيَّ مِثْلَنَا ... بِآيَتِنَا نُزْجِي الْمَطِيَّ الْمَطَافِلَا

وَمِنْهُ آيَةُ الْقُرْآنِ، لِأَنَّهَا جَمَاعَةُ حُرُوفٍ، وَالْجَمْعُ آيٌ، وَإِيَاةُ الشَّمْسِ ضَوْءُهَا، وَهُوَ مِنْ ذَاكَ، لِأَنَّهُ كَالْعَلَامَةِ لَهَا. قَالَ:

سَقَتْهُ إِيَاةُ الشَّمْسِ إِلَّا لِثَاتِهِ ... أَسِفَّ وَلَمْ يُكْدَمْ عَلَيْهِ بِإِثْمِدِ

تَمَّ كِتَابُ الْــهَمْزَةِ وَيَتْلُوهُ كِتَابُ الْبَاءِ [بَابُ الْبَاءِ وَمَا بَعْدَهَا فِي الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمُضَاعَفُ]

أُباغُ

أُباغُ:
بضم أوله وآخره غين معجمة: إن كان عربيّا فهو مقلوب من بغى يبغي بغيا، وباغ فلان على فلان، إذا بغى. وفلان ما يباغ عليه، ويقال: إنه لكريم ولا يباغ، وأنشدوا:
إما تكرّم إن أصبت كريمة، ... فلقد أراك، ولا تباغ، لئيما
فهذا من: تباغ أنت، وأباغ أنا، فعل لم يسمّ فاعله.
وقرأت بخطّ أبي الحسن بن الفرات، وسمّي حجر آكل المرار، لأن امرأته هندا سباها الحارث بن جبلة الغسّاني، وكان أغار على كندة، فلما انتهى بها إلى عين أباغ، هكذا قال أبو عبيدة أباغ، بضم الــهمزة، وقال الأصمعي: أباغ، بالفتح، وقال عبد الرحمن بن حسّان:
هنّ أسلاب يوم عين أباغ، ... من رجال سقوا بسمّ ذعاف
وقالت ابنة فروة بن مسعود ترثي أباها، وكان قد قتل بعين أباغ:
بعين أباغ قاسمنا المنايا، ... فكان قسيمها خير القسيم
وقالوا: سيّدا منكم قتلنا، ... كذاك الرّمح يكلف بالكريم
هكذا الرواية: في البيت الأول بالفتح، وفي الثاني بالضم، آخر خطّ ابن الفرات. قال أبو الفتح التميمي النّسّاب: كانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ، وأباغ رجل من العمالقة نزل ذلك الماء فنسب إليه.
قال: وعين أباغ ليست بعين ماء، وإنما هو واد وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام، وقيل في قول أبي نواس:
فما نجدت بالماء حتّى رأيتها، ... مع الشمس في عيني أباغ، تغور
حكي أنه قال: جهدت على أن تقع في الشعر عين أباغ، فامتنعت عليّ، فقلت: عيني أباغ ليستوي الشعر. وقوله: تغور أي تغرب فيها الشمس، لأنها لما كانت تلقاء غروب الشمس جعلها تغور فيها. وكان عندها في الجاهلية يوم لهم بين ملوك غسّان ملوك الشام، وملوك لخم ملوك الحيرة، قتل فيه المنذر ابن المنذر بن امرئ القيس اللخمي، فقال الشاعر:
بعين أباغ قاسمنا المنايا، ... فكان قسيمها خير القسيم
وقد أسقط النابغة الذّبياني الــهمزة من أوله، فقال يمدح آل غسّان:
يوما حليمة كانا من قديمهم، ... وعين باغ فكان الأمر ما ائتمرا
يا قوم! إن ابن هند غير تارككم، ... فلا تكونوا لأدنى وقعة جزرا

سؤر

[سؤر] فيه: إذا شربتم "فأسئروا" أي أبقوا منه بقية، والاسم السؤر. ومنه ح الفضل: لا أوثر "بسؤرك" أحدًا، أي لا أتركه لغيري. وح: فما: أسأروا: منه شيئا، ويستعمل في الطعام والشراب وغيرهما. وح: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على "سائر" الطعام، أي باقيه، ويستعملونه بمعنى الجميع وليس بصحيح بل كلما استعمل فيه فهو بمعنى الباقي. وتبا لك "سائر" اليوم! أي جميع الأيام، ومن فسره ببقيته فليس بمصيب، وفيه نظر لما مر في النهاية، ومصدقى بتشديد ياء. وفيه: يتوضأ بفضل طهور المرأة أو "بسؤرها" وهو بالــهمزة شك من الراوى، والنهى عن التوضي بفضله للتنزيه. وفيه: فأكل صلى الله عليه وسلم وترك "سؤرا" وفي أخرى: انظر هل نقص منه شيء، والجمع أنهم كانوا يتناولونه منه فما فضل منهم سماه سؤرا وإن كان بحيث لم ينقص منه شيء. قس: أو "سؤر" الكلاب وممرها وأكلها، أي باب سؤرها أي بقية ما في الإناء بعد شربها، قوله: أكلها، أي حكم أكل الكلاب، وهو مضاف إلى الفاعل. ن: تركوا "سؤرا" بالــهمزة فارسى بمعنى البقية.

كمأ

(كمأ)
الْقَوْم كمئا أطْعمهُم الكمأة
كمأ: كماء: كم، كماءة (بوشر).
كماية: بلاد الامريك: قُلقاس رومي، ترتوف. نبات أمريكي شبيه بالبطاطة (بوشر).
[كمأ] الكَمْأَةُ واحدها كَمْءٌ على غير قياس، وهو من النوادر، تقول: هذا كمْءٌ وهذان كمْآنِ وهؤلاء أكموء ثلاثة، فإذا كثرت فهى الكمأة. وكمأت القوم كمأ: أطْعَمْتهم الكَمْأَةَ. وخرج الناس يتَكَمَّؤُون، أي يجتنون الكَمْأَةَ. وأكْمَأَتِ الأرضُ: كثُرت كَمْأَتُها. وقولهم: أكْمَأَتْ فلاناً السِنُّ، أي شيَّخته. وكمِئَتْ رِجلي: تشقَّقتْ. الكسائي: كَمِئَ الرجلُ، إذا حَفى ولم يكن عليه نَعْلٌ.
كمأ
كَمْء [جمع]: جج أَكْمُؤ وكَمْأَة:
1 - (نت) فُطْر من الفصيلة الكمئيّة، وهي أرضيّة تنتفخ حاملاتٍ أبواغَها فتُجنَى وتُؤكل مطبوخة، ويختلف حجمها بحسب الأنواع.
2 - (نت) نبات يوجد في الربيع تحت الأرض، وهو مستدير كالقلقاس لا ساق له ولا عرق، لونه يميل إلى الغُبْرة. 
كمأ
الكَمْأة: نَباتٌ يَخْرُجُ من الأرْض كما يَخْرُجُ الفُطْرُ، الواحِدُ كَمْءٌ، وثلاثةُ أكْمُؤٍ، والجميع الكُمُؤُ. وخَرَجُوا يَتَكَمَأُوْنَ: أي يَأْخُذُوْنَ الكَمْأَةَ. وقَوْمٌ كَمّاؤوْنَ: يَجْنُونَ الكَمْأةَ. وأكْمَأت الأرْضُ: كَثُرَ كَمْؤها.
وكَمِئَتْ أيديهم وأرْجُلُهم: أي تشَقَّقَتْ من البَرْدِ والعَمَل.
وكَمِىءَ الرَّجُلُ يَكْمَأُ كَمَأً: إذا حَفِيَ وعليه نَعْلٌ.
ورَجُلٌ كَمِئ الرجْلَيْنَ: أي ضَعِيْفُهما.
وكَمَأتُ كَمْأً: أي شَدَخْتُ شَدْخاً.
وتَكَمَّأْتُ الأمْرَ: إذا تَكَّرّهْتَه.
ك م أ

جنيت كمأ واحداً وكمأين وثلاثة أكمؤ، وكمأة كثيرة، وهذا عكس تمرة وتمرٍ، وخرجوا يتكمّؤن: يجتنون الكمأة، وتكمأنا في أرض بني فلان. وأنشد الكسائي:

فلا تحبسنّي بأرض العراق ... وخلّ سبيلي إلى البادية

أراعي المخاض وأجني الكما ... وتلك لنا عيشة راضية

ومن المجاز: كمئت يده ورجله من البرد والعمل: تشققت فصارت كالكمأة.
(كمأ) - في الحديث: "الكَمْأَةُ مِن المَنِّ "
ذكر الجَوهَرِىُّ في صَحاح اللُّغةِ: الكَمْأة: واحدُها كَمْءٌ على غير قِياسٍ، وهو مِن النَّوادِر.
يقال: هذا كَمْؤٌ وكَمْآن، وثلاثة أَكْمُئٍ، فإذَا كثَّرت فهى الكَمْأَة وكَمأْتُ القَومَ كَمأً: أَطعَمتهم الكَمْأةَ: وأَكْمَأَتِ الأَرضُ: كَثُر كَمْؤُها، وخرجوا يَتكَمَّؤُون: أي يأخُذُونَه، وهم كَمَّاؤُون: أي يَجْنُونه.
وجنس منه يقال له: الفَقْع، وهو أَردؤُها أبيضُ. وبَنَاتُ الأَوْبَر أَردأُ منه. والعَسَاقِيلُ: جنس منه. والفُرَّضُ: الِكبارُ، قال:
أَبصرتُه في وَسْطِ كَمْءٍ فُرَّضِ
عَساقِلِ ليست بفَقْع أَبيض
[كمأ] نه: فيه: "الكمأة" من المن، وماؤها شفاء للعين، جمع كم عنه وهو من النوادر، فإن القياس عكسه. ك: هي بفتح كاف وسكون ميم وفتح همزة، والعامة لا تهمزه، ولم يرد أنها نوع من المن المنزل على بني إسرائيل فإنه شيء كان يسقط عليهم كالترنجبين بل أراد أنه شيء ينبت بنفسه كالمن، وقيل: إنه من المن حقيقة، وقيل: مما من الله به على عباده بأنعامه. ن: شبهت به في حصوله بلا كلفة ولا علاج ولا زرع بذر. ك: وماؤه يربى به الكحل والتوتيا ونحوه مما يكتحل به لا أن يكحل به بحتًا لأنه يؤذي العين، والصواب أن ماءها شفاء مطلقًا. ن: وقيل: عن كان ما في العين من حرارة فماؤها مجردًا شفاء وإلا فبالتركيب، والصواب أنه مجردًا شفاء مطلقًا، وقد رأيت أنا وغيري من كان عمي فكحل بمائه مجردًا فأبصر، وهو الشيخ الكمال صاحب صلاح ورواية للحديث استعمله اعتقادًا وتبركًا به. ط: هو شيء أبيض مثل شحم ينبت من الأرض، وفي العجم: ديوكلاه- ومر في جدري، قال أبو هريرة: أخذت ثلاثة أو خمسة منها وعصرت وجعلت في قارورة كحلت به جارية فبرئت.
كمأ
الكَمأَةُ: واحِدُها كَمْءٌ على غير قياسٍ، وهو من النَّوادِر، تقول: هذا كَمْءٌ وهذان كَمْئانِ وهؤلاء أكمُؤٌ ثلاثةٌ، فإذا كَثُرَت فهي الكَمأَةُ. وكَمَأْتُ القومَ كَمْأً: أطعَمْتُهم الكَمْأَةَ. وقال شَمِرٌ: الكَمَّاءُ: الذي يَتَّبِعُ الكَمْأَةَ، قال: وسَمعتُ أعرابيّاً يقولُ: بنو فلانٍ يَقتُلونَ الكَمَّاءَ الضعيفَ. والمكمَأَةُ والمَكمؤَةُ: موضع الكَمْأَةِ، قال أبو حِزامٍ غالِبُ بنُ الحارث العُكْليُّ:
إذا الشِّعرُ أعيا على كَوْدَنٍ ... كما الفَقْعُ بالجَلْهَةِ المَكمُؤَهْ
جَرَيْتُ على مَهَلٍ قد مَضى ... مُدِّلاً على القَوْلِ ذا مَجرُؤَهْ
وكَمِئَتْ رِجْلُه: تَشَقَّقَتْ.
الكِسائيُّ: كَمِيءَ الرَّجُلُ: إذا حَفِيَ وعليه نَعْلٌ.
وأكْمَأَتِ الأرضُ: كَثُرَتْ كَمْأَتُها.
وأكمَأَت فلاناً السِّنُّ: أي شَيَّخَتْه.
وخَرَجَ القَومُ يَتَكَمَّأونَ: أي يَجتَنونَ الكَمأَةَ.
وقال ابنُ الأعرابيِّ: تَكَمَّأَتْ عليه الأرضُ: إذا غَيَّبَتْه وذَهَبَت به.
وتَكَمَّأْتُ الأمْرَ: تَكَرَّهْتُه.

كم

أ1 كَمَأَ, aor. ـَ inf. n. كَمْءٌ; (S, K;) and ↓ اكمأ; (K;) He fed people with [the truffles called] كَمْء. (S, K.) A2: كَمِئَ, aor. ـَ inf. n. كَمَأٌ, He walked barefoot, and had no shoes, or sandals; حَفِىَ وَلَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ نَعْلٌ: (accord. to some copies of the S, on the authority of Ks, and so in the L: or, accord. to the K, and an excellent copy of the S, حَفِىَ وَعَلَيْهِ نَعْلٌ, which may signify He became thin in the feet, from much walking, though wearing shoes, or sandals:]) كَمَأٌ in the foot is the same as قَسَطٌ; [i. e., the being naturally stiff in the tendons]. (TA.) A3: كَمِئَتْ (tropical:) It (his foot, S, A, K, or hand, A) became much cracked (Th, S, K) by reason of cold. (A.) Also written in a copy of the A كمأت; app. by a mistake of the transcriber. (TA.) A4: كَمِئَ عَنِ الأَخْبَارِ (K) inf. n. كَمْءٌ, (TA,) He was ignorant of, and understood not, or minded not, the news. (K.) 4 اكمأ It (a place) abounded with [the truffles called] كَمْء. (S, K.) b2: See 1.

A2: أَكْمَأَتْهُ السِّنُّ Age rendered him a شَيْخ, or an old man. (S, K.) 5 تكمّأ He gathered [the truffles called] كَمْء. (S.) A2: تكمّأ عَلَيْهِ الأَرْضُ The earth hid him [as in a grave]. (K.) A3: تكمّأهُ He detested him, or it; syn. تَكَرَّهَهُ. (K.) 6 تكامأنا فى أَرْضِهِمْ [We, together, gathered the truffles called كَمْء in their land]. (A.) كَمْءٌ A well-known vegetable, (K,) [the truffle,] which comes forth from the earth like the فُطْر: or what is called شَحْمُ الأَرْضِ [the fat of the earth]; and the Arabs also call it جُدَرِىُّ الأَرْضِ [the small-pox of the earth]: it is also said that the name of كَمْأَةٌ is given to those [truffles] that incline to dust-colour and black; and جبأة (q. v.) to those that incline to red: كُحْل and تُوتِيَا are compounded with the juice of this vegetable [to apply to the eye]: Th also mentions كَمَاةٌ [as used for كَمْأَةٌ]. (TA.) The dual of كَمْءٌ is كَمْآنِ; (S;) the pl. (of pauc., S) أَكْمُؤٌ; (S, K;) and [pl. of mult.] كَمْأَةٌ: (K:) this last is not a pl. of كمء, but a quasi-pl. n.: (Sb, K:) [or كَمْأَةٌ is rather a coll. gen. n. of which the n. un. is without the ة, contr. to analogy: (see جَبْءٌ:)] in speaking of many, you say كَمْأَةٌ, contr. to analogy: (S:) or كَمْأَةٌ is the sing., and كَمْءٌ pl.: or [accord. to some,] كَمْأَةٌ is both sing. and pl.: (K:) AHn mentions كَمْأَةٌ as sing., and كَمْأَتَانِ as dual, and كَمْآتٌ as pl.: but the right opinion is that of Sb. (TA.) [كَمْأَةٌ also signifies Any kind of fungus, such as the mushroom, and toadstool. See فُطْرٌ.]

كَمَّاءٌ One who sells, and who gathers for sale, [the truffles called] كَمْء. (K.) مَكْمَأَةٌ and مَكْمُؤَةٌ A place in which [the truffles called] كَمْء grow. (K.)
(ك م أ)

الكَمْء: نَبَات يُنَقِّض الأَرْض فَيخرج كَمَا يخرج الْفطر.

وَالْجمع: أكْمؤ، وكَمْأة، هَذَا قَول أهل اللُّغَة.

وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَيست الكَماة بِجمع كَمْء؛ لِأَن " فَعْلَة " لَيْسَ مِمَّا يكسر عَلَيْهِ " فَعْل "، إِنَّمَا هُوَ اسْم للْجمع.

وَقَالَ أَبُو خَيْرة وَحده: كَمْأة للْوَاحِد، وكَمْء للْجَمِيع.

وَقَالَ مُنتجِع: كَمْء للْوَاحِد، وكمأة للْجَمِيع، فَمر رؤبة فَسَأَلَاهُ فَقَالَ: كمء للْوَاحِد، وكمأة للْجَمِيع كَمَا قَالَ منتجع.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: كمأة وَاحِدَة، وكمأتان وكَمَآت.

وَحكى عَن أبي زيد أَن الكمأة تكون وَاحِدَة وجمعا.

وَالصَّحِيح من هَذَا كُله مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

وَقيل: الكمأة: هِيَ الَّتِي إِلَى الغُبْرة والسواد.

وأكْمأت الأَرْض: كثرت كمأتها.

وَأَرْض مَكْمُوءة: كَثِيرَة الكمأة.

وكَمأ الْقَوْم، وأكمأهم، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة: أطْعمهُم الكمأة.

وَخرج النَّاس يَتَكَمَّئُون: أَي يجتنون الكمأة.

والكمَّاء: بيَّاع الكمأة وجانيها للْبيع، أنْشد أَبُو حنيفَة:

لقد سَاءَنِي والنّاسُ لَا يعلمونه ... عَرَازيلُ كَمّاء بِهِنّ مُقيم

وكَمِئَ الرجل كَمَأً: حفي وَعَلِيهِ نعل.

وَقيل: الكَمَأ فِي الرِّجل: كالقَسَط.

وَرجل كَمِئٌ، قَالَ:

أنشُدُ بِاللَّه من التَّغْلَيْنِهْ ... نِشدَةَ شَيْخ كَمِئ الرِّجْلَيِنِهْ

وَقيل: كمِئت رِجْله: تشقَّقت، عَن ثَعْلَب.

وَقد أكمأه السِنُّ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وكَمِئ عَن الْأَخْبَار كَمْأ: جهلها وغَبِى عَنْهَا.

كمأ: الكَمْأَةُ واحدها كَمءٌ على غيرِ قياس، وهو من النوادِرِ. فإِنَّ القِياسَ العَكْسُ.

الكَمْءُ: نَبات يُنَقِّضُ الأَرضَ فيخرج كما يَخرج الفُطْرُ، والجمع

أَكْمُؤٌ وكَمْأَةٌ. قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة. قال سيبويه: ليست الكَمْأَةُ بجمعِ كَمْءٍ لأَن فَعْلَةً ليس مـما يُكَسَّر عليه فَعْلٌ،

إِنما هو اسم للجمع. وقال أَبو خَيْرة وَحْدَه: كَمْأَةٌ للواحد وكَمْءٌ

للجميع. وقال مُنْتَجِع: كَمْءٌ للواحد وكَمْأَةٌ للجميع. فَمَرَّ رُؤْبةُ

فسَأَلاه فقال: كَمْءٌ للواحد وكَمْأَةٌ للجميع، كما قال مُنْتَجِع. وقال

أَبو حنيفة: كَمْأَةٌ واحدة وكَمْأَتانِ وكَمْآتٌ. وحَكَى عن أَبي زيد

أَن الكَمْأَة تكون واحدةً وجَمْعاً، والصحيح من ذلك كله ما ذكره سيبويه.

أَبو الهيثم: يقال كَمْءٌ للواحد وجمعه كَمْأَةٌ، ولا يُجمع شيءٌ على

فَعْلة إِلاَّ كَمْءٌ

وكَمْأَةٌ، ورَجْلٌ ورَجْلةٌ. شمر عن ابن الأَعرابي: يُجمع كَمْءٌ أَكْمُؤاً، وجمع الجمع كَمْأَةٌ. وفي الصحاح: تقول هذا كَمْءٌ وهذان كَمْآنِ وهؤُلاءِ أَكْمُؤٌ ثلاثة، فإِذا كثرت، فهي الكَمْأَةُ.

وقيل: الكَمْأَةُ هي التي إِلى الغُبرة والسَّواد، والجِبَأَةُ إِلى الحُمْرةِ، والفِقَعةُ البِيضُ. وفي الحديث: الكَمْأَةُ مِنَ الـمَنِّ وماؤُها شِفاءٌ للعين. وأَكْمَأَتِ الأَرضُ فهي مُكْمِئةٌ، كَثُرت كَمْأَتُها.

وأَرضٌ مَكْمُوؤَةٌ: كثيرة الكَمْأَة.

وكَمَأَ القومَ وأَكْمَأَهم، الأَخيرةُ عن أَبي حنيفة: أَطْعَمَهُم الكَمْأَةَ. وخَرجَ الناسُ يَتَكَمَّؤُون أَي يَجْتَنُون الكَمْأَةَ. ويقال: خرج الـمُتَكَمِّئُون، وهم الذين يَطْلُبون الكَمْأَةَ.

والكَمَّاءُ: بَيَّاعُ الكَمْأَة وجانيها للبيع. أَنشد أَبو حنيفة:

لقد ساءَني، والناسُ لا يَعْلَمُونَه، * عَرازِيلُ كَمَّاءٍ، بِهِنَّ مُقِيمُ

شمر: سمعت أَعرابياً يقول: بنو فلان يَقْتُلُون الكَمَّاءَ والضَّعِيفَ.

وكَمِئَ الرَّجلُ يَكْمَأُ كَمَأً، مهموز: حَفِيَ ولم يَكُنْ له نعل (1)

(1 قوله «ولم يكن له نعل» كذا في النسخ وعبارة الصحاح ولم يكن عليه نعل ولكن الذي في القاموس والمحكم وتهذيب الازهري حفي وعليه نعل وبما في المحكم والتهذيب تعلم مأخذ القاموس.).

وقيل: الكَمَأُ في الرِّجْل كالقَسَط، ورَجُل كَمِئٌ. قال:

أَنْشُدُ باللّه، مِنَ النَّعْلَيْنِهْ، * نِشْدةَ شيخٍ كَمِئِ الرِّجْلَيْنِهْ(2)

(2 قوله «النعلينه إلخ» هو كذلك في المحكم والتهذيب بدون ياء بعد النون فلا يغتر بسواه.)

وقيل: كَمِئَتْ رِجْلُه، بالكسر: تَشَقَّقَتْ، عن ثعلب. وقَدْ أَكْمَأَتْهُ السِّنُّ أَي شَيَّخَتْه، عن ابن الأَعرابي. وعنه أَيضاً: تَلَمَّعَتْ عليه الأَرضُ وَتَودَّأَت عليه الأَرض وتَكَمَّأَت عليه إِذا غَيَّبَتْه وذَهَبَتْ به.

وكَمِئَ عن الأَخبار كَمَأً: جَهِلَها وغَبِيَ عنها. وقال الكسائي: إِنْ

جَهِلَ الرجلُ الخَبَر قال: كَمِئْتُ عن الأَخْبار أَكْمَأُ عنها.

كمأ
: (} الكَمْءُ: نَبَاتٌ م) ينفض الأَرضَ فيَخْرجُ كَمَا يَخرُج الفُطْرُ، وَقيل: هُوَ شَحْمُ الأَرْضِ، وَالْعرب تُسمّيه: جُدَرِيّ الأَرضِ، وَقَالَ الطَّيِّبِيّ: شيءُ أَبْيَضُ مِن شَحْمٍ يَنْبُتُ من الأَرض، يُقَال لَهُ شَحْمُ الأَرضِ (ج {أَكْمُؤٌ) كفَلْسٍ وأَفْلَسٍ (} وَكَمْأَةٌ) كَتَمْرَةٍ وَقَالَ ابنُ سَيّده: هَذَا قولُ أَهلِ اللغةِ، وَقَالَ أَبو عَمْرو: لَا نَظِيرَ لَهُ غيرُ رَاجلٍ ورَجْلَة، وسيأْتي فِي ر ج ل، (أَو هِيَ اسمٌ للجَمْعِ) لَيست بِجمع {كَمْءٍ، لأَن فَعْلَه لَيْسَ مِمّا يُكَسَّر عَلَيْهِ، (فَعْلٌ) قَالَه سِيبويهِ، فَلَا يُلْتَفت إِلى مَا قَالَه شيخُنا: كلامٌ لَا مَعْنَى لَهُ، وَحكى ثَعْلَب: كَمَاةٌ كَقَنَاةٍ، قَالَ شيخُنا: وَفِيه تَسَمُّحٌ (أَو هِيَ) أَي} الكَمْأَةُ (للْوَاحِد، {والكَمْءُ للجَمْع) قَالَه أَبو خَيْرَة، وَنَقله عَنهُ صاحبُ (التَّمْهِيد) ، وَقَالَ مُنْتَجِعٌ: كَمْءٌ للواحِدِ} وكَمْأَةٌ للْجمع، فمَرَّ رُؤْبةُ فسأَلاه فَقَالَ: كَمْءٌ للْوَاحِد وكَمْأَةٌ للْجَمِيع، كَمَا قَالَ مُنتَجِعٌ. وَمثله مَنقولٌ عناءَبي الهَيْثَمِ قَالَ الجوهريُّ: على غيرِ قِياسٍ، وهوَ من (النَوادِر) ، فإِن القياسَ العَكْسُ (أَوْ هِي تَكونُ واحِدَةً وَجمْعاً) حُكِيَ ذَلِك عَن أَبي زيدٍ، وَقَالَ أَبو حنيفَة: كَمْأَةٌ واحدةٌ، {وكَمْأَتَانِ} وكَمْآتٌ. وَفِي (المشوف) و (اللِّسَان) : الصَّحيحُ من ذَلِك كلِّه مَا ذَكره سِيبويهِ، وَحكى شَمِرٌ عَن ابنِ الأَعرابيّ: يُجْمَع كَمْءٌ {أَكْمُؤاً، وجمعُ الجَمْعِ كَمْأَةٌ. وَفِي (الصِّحَاح) : تَقول: هَذَا كَمْءٌ، وَهَذَانِ} كَمْآنِ وهؤُلاءِ أَكْمُؤٌ ثلاثةٌ، فإِذا كَثُرَتْ فَهِيَ الكَمْأَةُ، وَقيل: الكَمْأَةُ: هِيَ الَّتِي إِلى الغُبْرَة والسَّوَادِ، والجَبْأَةُ إِلى الحُمْرَةِ. وَفِي الحَدِيث: الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، ومَاؤُهَا شِفَاءٌ للعين) قيل إِنه مِن المَنِّ حَقِيقَة، وَقيل: مِمَّا مَنَّ اللَّهُ على عِبادِه بإِنعامه. وَقَالَ النَّوَوي فِي (شرح مُسْلِم) : شُبِّهَتْ بهِ فِي حُصولِه بِلَا كُلْفَةٍ وَلَا عِلاجٍ وَلَا زَرْعِ بَذْرٍ. قَالَ الكِرماني: وماؤُها يُربى بِهِ الكُحْل والتُّوتِيَا، نَقله شَيخنَا.
( {والمَكْمَأَةُ) بِفَتْح الْمِيم (} والمَكْمُؤَةُ) بضَمهَا (: مَوْضِعُه) أَي الكَمْءِ ( {واكْمَأَ المَكَانُ) إِذا (كَثُرَ بِهِ) } وأَكمأَتِ الأَرضُ فَهِيَ {مُكْمِئَة كمُحْسِنة: كَثُرْت} كَمْأَتُها. وأَرض {مَكْمُوءَةٌ: كَثِيرَةُ الكَمْأَة.
(و) } أَكمأَ (القَوْمَ: أَطْعَمَهُم إِيَّاهُ) أَي الكَمْءَ (كَكَمَأَهُمْ كَمْأً) ثُلايِثًّا، والأَوّل عَن أَبي حنيفَة.
( {والكَمَّاءُ) ، كَكَتَّانٍ: (بَيَّاعُهُ وجَانِيهِ لِلبَيْعِ) أَيضاً، أَنشد أَبو حنيفَة:
لَقَدْ سَاءَنِي وَالنَّاسُ لاَ يَعْلَمُونَهُ
عَرَازِيلُ كَمَّاءٍ بِهِنَّ مُقِيمُ
وحُكِيَ عَن شَمِر: سَمِعْتُ أَعرابيًّا يَقُول: بَنو فُلانٍ يَقْتُلونَ} الكَمَّاءَ والضِّعِيفَ.
( {وَكَمِىءَ) الرجلُ (كَفَرِحَ) } يَكْمَأُ! كَمَأً، مهموزٌ (حَفِيَ) بحاء مُهْملَة من الحَفَاء (وعَلَيْهِ نَعْلٌ) كَذَا فِي النُّسخ، وَعبارَة الْجَوْهَرِي: وَلم تكن عَلَيْهِ نَعْلٌ، وَمثله فِي (اللِّسَان) ، فَمَا أَدري من أَين أَخذه المصنّف، وَقيل: الكَمَأُ فِي الرَّجُلِ كالقَسَطِ ورجلٌ كَمِيءٌ قَالَ:
أَنْشُدُ بِاللَّهِ مِنَ النَّعْلَيْنِيَهْ
نِشْدَةَ شَيْخٍ كَمِيءِ الرِّجْلَيْنِيَهْ
(و) قيل كَمِئَتْ (رِجْلُه) بالكَسْرِ (: تَشَقَّقَتْ) ، عَن ثَعْلَب، وَالظَّاهِر أَن ذِكْر الرِّجْلِ مِثالٌ، فقد قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: كَمِئَتْ يدُه ورِجْله من الْبرد (والعَمَل) انْتهى أَي تشقَّقَتْ وكَمَأَتْ بِالْفَتْح، كَذَا فِي نُسْخة الأَساس، وَلَعَلَّه غَلَطٌ من الْكَاتِب، والصحيحُ كَفَرِحَتْ، كَمَا تقدَّم والعجَبُ من شَيخنَا لم يُنَبِّه عَلَيْهِ وَلَا على مَا تَقدَّم فِي (كلأَ) من المجازات، مَعَ دَعْواه الْكثير، وَالله عليمٌ بَصِير.
(و) {كَمِىء فلانٌ (عَنِ الأَخْبَارِ) كَمَأً (: جَهِلَهَا وغَبِيَ عَنْهَا) فَلم يَفْطُنْ لَهَا، قَالَ الكسائيّ: إِنْ جَهِل الرجُلُ الخَبَرَ قَالَ:} كَمِئْتُ عَنَّا لأَخبار أَكْمَأُ عَنْهَا.
(و) قد ( {أَكْمَأَتْهُ السِّنُّ) أَي (شَيَّخَتْهُ) بتَشْديد الْيَاء، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(وَتَكَمَّأَهُ) أَي الأَمْرَ إِذا (تَكرَّهَهُ) نَقله الصَّاغَانِي، وَفِي (الأَساس) : خَرَجُوا} يَتَكَمّؤونَ: يَجْتَنُونَ الكَمْأَةَ.
(و) {تَكَامَأْنَا فِي أَرضهم، وتَكَمَّأَتْ (عَلَيْهِ الأَرْضُ) ، وتَلَمَّعَتْ عَلَيْهِ، وَتَودَّأَتْ إِذا (غَيَّبَتْهُ) فِيهَا وذَهبَتْ بِهِ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
كوأ وكيأ: (} الكَاءُ {والكَاءَةُ} - والكَيْءُ {والكَيْئَةُ) بِالْفَتْح على الإِطلاق، والهاءُ للْمُبَالَغَة، وَضَبطه فِي (الْعباب) فَقَالَ مِثَال الكاع والكَاعة والكَيْع والكَيْعَة، فَكَانَ يَنْبَغِي للْمُصَنف ضبطُه على عَادَته (: الضَّعيفُ) الفؤادِ (الجَبَانُ) قَالَ أَبو حِزامٍ العُكْليُّ:
وَإِنّي لَكَيْءٌ عَنِ المُوئِباتِ
إِذَا مَا الرَّطِيءُ انْمَأَى مَرْثَؤُهْ
وَرجل} كَيْئَةٌ، وَهُوَ الجَبانُ قَالَ العكلِيّ أَيضاً:
لِلاَنَأْنَا جُبَّإٍ كَيْئَةٍ
يُملَّى مَآبِرَه نَنْصَؤُهْ (وَقد {كِئتُ) عَن الأَمر بِكَسْر الْكَاف} أَكِيءُ ( {كَيْئاً} وكَيْأَةً، وَ {كُؤْتُ) عَنهُ} أَكُوءُ ( {كَوْأً،} وَكَأْوًا على القَلْبِ) أَي نَكَلْتُ عَنهُ، أَو نَبَتْ عَنهُ عَيني فَلم أُرِدْه، وَقَالَ بَعضهم: أَي (هِبْتُه وجَبُبْتُ) عَنهُ، وَكَانَ الأَولَى بالمصنف أَن يُميزّ بَين المادّتين الواوية واليائية، فيذكر أَوَّلاً كوأَ، ثمَّ كيأَ كَمَا فعله صَاحب (اللِّسَان) ، وَلم ينبّه عَلَيْهِ شَيخنَا أَصلاً (وَ {أَكاءَهُ} إِكَاءً {وَإِكَاءَةً) هَذَا محلُّ ذِكره، فإِن الْــهمزَة زائدةٌ، كأَقام إِقامة، لَا حرف الْــهمزَة، وَقد سبقت الإِشارة إِلى ذَلِك (: فَاجَأَهُ عَلَى تَئِفَّةِ أَمْرٍ أَرَادَه) وَفِي نُسْخَة تَفِيئَةِ أَمرٍ، وَقد تقدّم تَفْسِير ذَلِك (فَهَابَهُ) وَردَّه عَنهُ وجَبُن (فَرَجَع عَنهُ) .} وأَكأْتُ الرجُلَ {وكئْتُ عَنهُ مثل كِعْتُ أَكِيعُ.
قَالَ صاعدٌ فِي الفُصوص: قرأَ الزُّبَيْدِيُّ على أَبِي عَلِيَ الفارسيّ فِي (نوادِر الأَصمعيّ) : أَكَأْتُ الرجُلَ إِذَا رَدَدْتَه عَنْك. فَقَالَ: يَا أَبَا مُحمَّدِ، أَلْحِقْ هَذِه الكلمةَ من أَجَأ، فَلم أَجد لَهُ نَظِيراً غيرَها، فَتَنَازَعَ هُوَ وغيرُه إِلى كُتُبه، فَقلت: أَيها الشيخُ، لَيْسَ كأت من أَجأَ فِي شيءٍ، قَالَ: كَيفَ؟ قلت: حُكيَ أَبو إِسحاق الموصليُّ وقُطْرُب كَيِيءَ الرجلُ إِذا جَبُن، فخجِل الشيخُ وَقَالَ: إِذا كَانَ كَذَلِك فَلَيْسَ مِنْهُ. فَضَرب كُلٌّ على مَا كَتب، انْتهى. قَالَ فِي (المشوف) : وَفِي هَذِه الْحِكَايَة نَظَرٌ، فقد كَانَ أَبو عَلِي أَعلَمَ مِن أَن يَخفى عَلَيْهِ مثلُ هَذَا ويَظهَرَ لصاعدٍ، وَقد كَانَ صاعدٌ يَتساهلُ، عَفا الله عَنهُ.

رجو

رجو: الرَّجَاءُ مَمْدُوْدٌ: نَقِيْضُ اليَأْسِ، رَجَا يَرْجُو، ورَجّى يُرَجَّي، وارْتَجَى يَرْتَجي، وتَرَجّى يَتَرَجّى. ويقولون: رَجَاةَ أنْ يَكُونَ ذاكَ ورَجَاءَ. وما آتِيْكَ إلاّ رَجَاوَةَ الخَيْرِ: أي رَجَاءَه. ورَجَّيْتَني حَتّى رَجَوْتُ. ورَجَّيْتُ خَيْرَه: أي رَجَوْتُه تَرْجِيَةً. والرَّجَا مَقْصُورٌ: ناحِيَةُ كَلُّ شَيْءٍ. وما حَوَالَي البِئْرِ، والجَميعُ الأَرْجَاءُ، والاثْنَانِ رَجَوَانِ، وقد يُمَدُّ فيُقال: رَجَاءٌ. وفي المَثَل: " فلانٌ لا يُرْمى به الرَّجَوَانِ " أي لا يُخْدَعُ فَيُزَالُ عن وَجْهٍ إلى وَجْهٍ. والرَّجوُ: المُبَالاةُ، ما أرْجُو: أي ما أُبَالي. وفي القُرآنِ: " ما لَكُم لا تَرْجُوْنَ للهِ وَقَارا " أي لا تَخَافُوْنَ وَلا تُبَالُوْنَ. ورَجَوْتُ: خِفْتُ، وارْتَجَيْتُ: مِثْلُه. ورَجِيَ الرَّجُلُ يَرْجى رَجىً مَقْصُوْرٌ: أي انْقَطَعَ عن الكَلامِ. وضَحِكَ حَتّى رَجِيَ ضِحْكُه. ورُجِيَ على الرَّجُلُ: أُرْتِجَ عليه. وأرْجَيْتُ الأمْرَ بغَيرِ هَمْزٍ: في معنىأرْجأْتُ. والأُرْجُوَانُ: كُلُّ لَوْنٍ أحْمَرَ. وهو أيضاً ك ضَرْبٌ من الثَّيَابِ ونَحْوَه.

رجو

1 رَجَوْتُهُ, aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. رَجْوٌ, (S, M, K,) or رُجُوٌّ, (Msb,) and رَجَآءٌ, (S, K, TA, &c., [in the CK erroneously written with the short ا i. e., without the meddeh and ء,]) or the latter is a simple subst., (Msb,) and رَجَاوَةٌ (S, K) and رَجَاةٌ, or رَجَآءَةٌ, (accord. to different copies of the K,) or both, (CK,) and مَرْجَاةٌ; (K;) and ↓ رَجَّيْتُهُ, (S,) inf. n. تَرْجِيَةٌ; (K;) and ↓ تَرَجَّيْتُهُ, (S, K, *) and ↓ اِرْتَجَيْتُهُ; (S, Msb, K; *) I hoped for him [or it; relating only to what is possible; syn. with أَمَلْتُهُ; see رَجَآءٌ, below]; all signify the same: (S:) and رَجَيْتُهُ, aor. ـْ is a dial. var. of رَجَوْتُهُ: (Msb:) and رَجِيَهُ, aor. ـْ like رَضِيَهُ, is a dial. var. of رَجَاهُ, aor. ـْ accord. to Lth: it is disapproved by Az, because heard by him on no other authority than that of Lth; but it is mentioned also by ISd. (TA.) One says, مَا أَتَيْتُكَ إِلَّا رَجَاوَةَ الخَيْرِ [I did not, or have not, come to thee except hoping for that which is good]. (S.) No regard is to be paid to the assertion of Lth, that the saying فَعَلْتُ رَجَاةَ كَذَا [I did a thing hoping for such a thing] is a mistake, and that the correct word is only رَجَآءَ; for رَجَاةٌ occurs in a trad., and in the poetry of the Arabs. (TA.) b2: Sometimes رَجْوٌ, (S,) or رُجُوٌّ, (Msb,) has the meaning of خَوْفٌ; (S, Msb;) because the hoper fears that he may not attain the thing for which he hopes; (Msb;) and so رَجَآءٌ; (T, S;) but only when there is with it a negative particle: (Fr, T, TA:) you say, مَا رَجَوْتُكَ (assumed tropical:) I feared not thee: but you do not say, رَجَوْتُكَ, meaning I feared thee: (TA:) the saying in the Kur [lxxi. 12], مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلّٰهِ وَقَارًا means (assumed tropical:) [What aileth you] that ye will not fear the greatness, or majesty, of God? (S:) or the meaning is, that ye will not hope for God's magnifying of him who serves Him and obeys Him? or that ye will not believe in greatness, or majesty, belonging to God, so that ye may fear disobeying Him? (Bd:) another instance occurs in a verse of Aboo-Dhu-eyb, cited in art. خلف, conj. 3: (S:) and ↓ ارتجاهُ, also, signifies (tropical:) he feared him, or it; [but app. only when preceded by a negative particle, as in exs. cited in the TA;] (K, TA;) in which sense it is tropical. (TA.) Accord. to Lth, رَجْوٌ is also syn. with مُبَالَاةٌ; and مَا أَرْجُو means مَا أُبَالِى [I do not care, mind, or heed]: but this is disapproved by Az. (TA.) A2: رَجِىَ He broke off, or ceased, [app. by reason of inability,] from speaking: (K:) or, accord. to Az, he became confounded, or perplexed, and unable to see his right course: or, as Fr says, he desired to speak, and was unable to do so: (TA:) and رُجِىَ عَلَيْهِ, like عُنِىَ, he became unable to speak. (K.) 2 رَجَّوَ see 1, first sentence.4 أَرْجَتْ She (a camel, S, or a pregnant female [of any kind], TA) was, or became, near to bringing forth; (S, K, TA;) so that her bringing forth was hoped for: accord. to Er-Rághib, the proper signification is she made her owner to have hope in himself that her bringing forth was near: (TA:) and أَرْجَأَتْ means the same. (S.) b2: ارجى الصَّيْدَ He failed of getting any game; (K;) [as though he made the game to have hope;] and ارجأهُ signifies the same: (TA:) or so ارجى [alone], and ارجأ [alone]. (K and TA in art. رجأ.) A2: And أَرْجَيْتُهُ, (S, Msb,) inf. n. إِرْجَآءٌ, (K,) I postponed it, put it off, deferred it, or delayed it; (S, Msb, K; *) namely, an affair [&c.]; (S;) as also ارجأتهُ. (S, Msb.) [See the latter verb: and see also an ex. in the Kur vii.108 and xxvi. 35; and the various readings mentioned by Bd in the former instance.]

A3: ارجى البِئْرَ He made a side (رَجًا) to the well. (S, K.) 5 تَرَجَّوَ see 1, first sentence. b2: [In the present day, ترجّى is often used as meaning He besought, entreated, petitioned, or prayed.]8 إِرْتَجَوَ see 1, first sentence: b2: and again in the latter part of the paragraph.

رَجًا The side, (K,) in a general sense: (TA:) or the side of a well, (S, Msb, K,) and of the sky, (Er-Rághib, TA,) and of anything; (S, Msb; *) and ↓ رَجَآءٌ signifies the same: (K:) the side of a well from its top to its bottom; (TA;) and the two sides thereof: which last is also [or properly] the meaning of the dual; which is رَجَوَانِ: (S:) pl. أَرْجَآءٌ. (S, Msb, K.) Hence, in the Kur [lxix. 17], وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا [The angels being at the sides thereof]. (S, TA.) They said, رُمِىَ بِهِ الرَّجَوَانِ, meaning (assumed tropical:) He was cast into places of destruction: (S:) or it is said of one who is held in mean estimation: (M, TA:) اِسْتِهْزَآءٌ in the K is a mistake for اُسْتُهِينَ بِهِ, the reading in the M: (TA:) as though the two [opposite] sides of the well were cast at with him. (K.) And one says of him who will not be deceived so as to be turned away from one course to another, لَا تُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ (assumed tropical:) [lit. The two sides of the well will not be cast at with him]; in allusion to the well's two [opposite] sides' being cast at with the bucket. (Z, TA.) رَجَآءٌ [accord. to most an inf. n., (see 1, in two senses,) but accord. to the Msb a simple subst.,] Hope; syn. أَمَلٌ; (S and M and K in art امل;) contr. of يَأْسٌ; (K;) an opinion requiring the happening of an event in which will be a cause of happiness; (Er-Rághib, TA;) expectation of deriving advantage from an event of which a cause has already occurred: (El-Harállee, TA:) or, as Ibn-El-Kemál says, properly, i. q. أَمَلٌ: and conventionally, the clinging of the heart to the happening of a future loved event: (TA:) or hope, or eager desire, for a thing that may possibly happen; differing from تَمَنٍّ, which relates to what is possible and to what is impossible. (MF, TA.) A2: See also رَجًا.

رَجِيَّةٌ [A thing hoped for]: you say, مَالَى فِى

فُلَانٍ رَجِيَّةٌ There is nothing for me to hope for in such a one. (S.) رَاجٍ [Hoping: b2: and Fearing]. (Msb.) أُرْجِيَّةٌ A thing postponed, put off, deferred, or delayed. (ISd, K.) أُرْجُوَانٌ Redness: (Msb, K:) a certain red dye: (K:) or a certain dye, intensely red: (S:) accord. to A'Obeyd, (S,) what is called نَشَاسْتَج; (S, K;) and he says that the بَهْرَمَان is inferior to it (دُونَهُ [but this often has the contr. meaning]): it is said also that ارجوان is an arabicized word, from the Pers\. أَرْغَوَان, which means a sort of trees having a red blossom, of the most beautiful kind; and that every colour resembling it is termed ارجوان. (S.) Also Red: (K:) and red garments or clothes. (IAar, K.) And one says أَحْمَرُ

أُرْجُوَانٌ, mentioned by Seer has having an intensive meaning; (M, TA;) in the K, ↓ أَحْمَرُ أُرْجُوَانِىٌّ; but this is wrong; (TA;) i. e. Intensely red. (K, TA.) And قَطِيفَةٌ حَمْرَآءُ أُرْجُوَانٌ [A villous, or nappy, outer, or wrapping, garment, intensely red]: (S, M, A:) but IAth says that the most common practice is to prefix the word ثَوْب or قَطِيفَة to أُرْجُوَان so as to govern the latter in the gen. case; [saying ثَوْبُ أُرْجُوَانٍ or قَطِيفَةُ أُرْجُوَانٍ;] and that the word [ارجوان] is said by some to be Arabic, the ا and ن being augmentative. (TA.) أُرْجُوَانِىٌّ: see the next preceding paragraph.

مُرْجًى Postponed, put off, deferred, or delayed; as also مُرْجَأٌ.] Some read [in the Kur ix. 107]

وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّٰهِ. (S: see مرجأ, in art. رجأ.) مُرْجٍ and مُرْجِيَةٌ and] مُرْجِىءٌ and مُرْجِءَةٌ A female near to bringing forth. (K, * TA.) A2: مُرْجٍ also signifies A man who is one of the people [or sect] called the مُرْجِيَة; (S;) or one of the مُرْجِئَة, mentioned in art. رجأ; as also مُرْجِىءٌ; and so ↓ مُرْجِىٌّ; (K;) or this is [properly speaking] a rel. n. from مُرْجٍ; (S;) and مُرْجِئِىٌّ also; (K;) or rather this is another rel. n., like مُرْجِىٌّ. (IB and TA in art. رجأ, q. v.) مُرْجِى: see what next precedes. You say رَجُلٌ مُرْجِىٌّ [A man of, or belonging to, the sect called the مُرْجِيَة]. (S.)
(رجو) الرَّجاة: الرجاءُ.
رجو: {أرجائها}: نواحيها، الواحد رجا وتثنيته رجوان. {لا يرجون}: لا يخافون.

رجو


رَجَا(n. ac. رَجْورَجَاة []
مَرْجَاة []
رَجَآء [] )
a. Hoped for, expected.
b. Hoped in, placed his confidence in.
c. Feared.
رجو: رجا بالله: اعتمد على الله (بوشر).
رجا: أمَّل في الاستيلاء على مدينة. ففي أخبار (ص16): وهي مدينة ليس بالأندلس أحصن منها ولا أبعد من أن يُرْجَا بقتال أو حصار.
رجا: توسل، سال، التمس، تضرع، ابتهل، دعا (بوشر)، ويقال مثلاً: رجا الله أي دعاه وابتهل إليه (المقري 1: 745) مع تعليقة فليشر (بريشت ص248).
ترجَّى: بمعنى رجا وتوسل والتمس. ففي ألف ليلة (1: 595) وفي معجم بوشر: أترجّاك تقضي لي حاجة أي أرجوك وأتوسل إليك لتقضي لي حاجة.
ترجَّى: استصرخ، استغاث (بوشر) ترجّى: استشهد به (بوشر).
ارتجى: استشهد به (بوشر).
ارتجى، ارتجاه: وثق به (المقدمة 3: 415، 416).
ارتجى الله: توكل عليه (ألكالا).
ارتجى: منح الثقة، منح الأمل (ألكالا).
استرجى: أمَّل (ألف ليلة 1: 305) وكذلك في طبعات ألف ليلة الأخرى.
رَجاً، وتجمع على أَرْجَاء: ضواحي المدينة (معجم الإدريسي).
رَجَاء: ما يُرْجَى (معجم الطرائف).
رَجاء: أمل، توكل (ألكالا) وفيه مرادف توَكُّل.
رجاء: طلب، التماس، يقال: لي عندك رجاء.
ورجاء كلي: طلب عاجل (بوشر).
أَرْجَى: أكثر أملاً (بوشر).
ر ج و : رَجَوْتُهُ أَرْجُوهُ رُجُوًّا عَلَى فُعُولٍ أَمَّلْتُهُ أَوْ أَرَدْتُهُ قَالَ تَعَالَى: {لا يَرْجُونَ نِكَاحًا} [النور: 60] أَيْ لَا يُرِيدُونَهُ وَالِاسْمُ الرَّجَاءُ بِالْمَدِّ وَرَجَيْتُهُ أَرْجِيهِ مِنْ بَابِ رَمَى لُغَةٌ وَيُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْخَوْفِ لِأَنَّ الرَّاجِيَ يَخَافُ أَنَّهُ لَا يُدْرِكُ مَا يَتَرَجَّاهُ وَالرَّجَا مَقْصُورٌ النَّاحِيَةُ مِنْ الْبِئْرِ وَغَيْرِهَا وَالْجَمْعُ أَرْجَاءٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَأَرْجَأْتُهُ بِالْــهَمْزَةِ أَخَّرْتُهُ وَالْمُرْجِئَةُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ هَذَا لِأَنَّهُمْ
لَا يَحْكُمُونَ عَلَى أَحَدٍ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا بَلْ يُؤَخِّرُونَ الْحُكْمَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَتُخَفَّفُ فَتُقْلَبُ الْــهَمْزَةُ يَاءً مَعَ الضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ فَيُقَالُ أَرْجَيْتُهُ وَقُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ فِي السَّبْعَةِ.

وَالْأُرْجُوَانُ بِضَمِّ الْــهَمْزَةِ وَالْجِيمِ اللَّوْنُ الْأَحْمَرُ. 
ر ج و

أرجو من الله المغفرة. ورجوت في ولدي الرشد. وأتيته رجاء أن يحسن إليّ. ورجوت زيداً وارتجيته ورجّيته وترجّيته، ورجّيتني حتى ترجّيت كقولك منّيتتي حتى تمنّيت. وأرجت الحامل فهي مرجية: أدنت فرجيَ ولادها. وقطيفة أرجوان: شديدة الحمرة. قال الجعديّ:


ويوم كحاشية الأرجوا ... ن من وقع أزرق كالكوبك

حدته قناة ردينية ... مثقفة صدقة الأكعب ومن المجاز: استعمال الرجاء في معنى الخوف والاكتراث. يقال: لقيت هولاً ما رجوته وما ارتجيته. قال:

تعسفتها وحدي ولم أرج هولها ... بحرف كقوس البان باقٍ هبابها

وقال:

لا ترتجي حين تلاقي الذائدا ... أسبعةً لاقت معاً أم واحداً

وفي مثل " لا يرمى به الرّجوان " لمن لا يخدع فيزال ن وجه إلى وجه وأصله الدلو يرمى بها رجوا البئر. قال زهير:

مطوت به في الأرض حتى كأنه ... أخو سبب يرمى به الرجوان

مما يميل به النعاس يريد صاحبه. وفلا وردنا منه أرجاء واد رحب. وتقول فناؤه فسيح الأرجاء، مقصد لأهل الرجاء.
(ر ج و)

الرَّجاء: نقيض الْيَأْس.

رَجَاه رَجْوا، ورَجَاء، ورَجَاوة، ومَرْجاة، ورَجاة انشد ابْن الْأَعرَابِي:

غدوتُ رَجَاةً أَن يجود مُقَاعِس ... وصاحِبُه فاستقبلانيَ بالغَدْر

ويروى: " بالعُذْر ".

ورجِيه، ورَجّاه، وارتجاه، وترجّاه.

والرَّجاء: الْخَوْف، وَفِي التَّنْزِيل: (مالكم لَا ترجون لله وقارا) .

وَقَالَ ثَعْلَب: قَالَ الْفراء: الرَّجاء فِي معنى الْخَوْف لَا يكون إِلَّا مَعَ الْجحْد، تَقول: مَا رجوتك: فِي معنى مَا خفتك وَلَا تَقول: رجوتك فِي معنى خفتك وَأنْشد:

إِذا لسَعَتْهُ النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها ... وحَالفها فِي بَيت نُوب عواسِل ويروى: " وخَالَفها ". قَالَ: فحالفها: لَزِمَهَا، وخالفها: دخل عَلَيْهَا واخذ عسلها.

والرَّجَا: نَاحيَة كل شَيْء؛ وَخص بَعضهم بِهِ نَاحيَة الْبِئْر من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا. وتثنيته: رَجَوان.

ورُمى بِهِ الرَّجَوان: استهين بِهِ فَكَأَنَّهُ رمى بِهِ هُنَاكَ. قَالَ:

وَلَا يُرمي بِي الرَّجَوان إِنِّي ... أقلُّ القَوْم مَنْ يُغْنِي مَكَاني

وَالْجمع: أرْجاء.

وأرجاها: جعل لَهَا رَجاً.

وأرجى الْأَمر: أخَّره لُغَة فِي أرجأه، وَقد قريء: (وآخَرُونَ مُرْجَون لأمر الله) . وَفِي قِرَاءَة أهل الْمَدِينَة: (قَالُوا أرجِهِ وأخاه) .

والأُرْجِيَّة: مَا أرجِىَ من شَيْء.

وأرجى الصَّيْد: لم يصب مِنْهُ شَيْئا كأرجأه. وَإِنَّمَا قضينا بِأَن هَذَا كُله وَاو لوُجُود " ر ج و" نلفوظا بِهِ مبرهنا عَلَيْهِ وَعدم " ر ج ي " على هَذِه الصّفة وَقَوله تَعَالَى: (ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ) من ذَلِك.

والأُرْجُوان: الحُمْرة.

وَقيل: هُوَ النَّشَاسْتَجُ، وَهُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة النشا.

والأُرْجُوان: الثِّيَاب الْحمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والأُرْجُوان: الْأَحْمَر. وَقَالَ الزّجاج: الأُرْجُوَان: صبغ أَحْمَر. وَحكى السيرافي: أَحْمَر أُرْجُوان، على الْمُبَالغَة بِهِ كَمَا قَالُوا: أَحْمَر قانيء وَذَلِكَ لِأَن سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا مثل بِهِ فِي الصّفة، فإمَّا أَن يكون على الْمُبَالغَة الَّتِي ذهب إِلَيْهَا السيرافي، وَإِمَّا أَن يُرِيد الأُرْجُوان الَّذِي هُوَ الْأَحْمَر مُطلقًا.

ورَجَاء، ومُرَجّىً: اسمان.
رجو
رجا يَرْجُو، ارْجُ، رَجاءً ورُجُوًّا، فهو راجٍ، والمفعول مَرجُوّ
• رجا أَمرًا:
1 - أمَّله وأراده "أرجو من الله المغفرة: أسأله وأدعوه وأبتهل إليه- أتيتُه رجاء أن يحسن إليّ- رجاء العلم بكذا: في المراسلات- برجاء عمل كذا: في المراسلات- {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا} " ° أرجوك: عبارة تستخدم كطلب مهذَّب- رجا اللهَ أن يغفر له: طلب منه- يُرجَى التفضل بالعلم: عبارة تبدأ بها الرسائل والمنشورات الرسميّة.
2 - خافه واكترث له (وأكثر ما يستعمل الفعل بهذا المعنى في النفي) "لقيتُ هَوْلاً ما رجوتُه- {مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} - {اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ}: اخشوه".
• رجا المساعدةَ/ رجا إليه المساعدةَ/ رجا منه المساعدةَ: سألَه إيَّاها وتوسَّل. 

أرجى يُرجي، أرْجِ، إرجاءً، فهو مُرْجٍ، والمفعول مُرْجًى
• أرجى افتتاحَ المصنع: أرجأه؛ أخّره وأجَّله، والــهمزة في هذا الفعل مسهَّلة والأصل (أرجأ) "تقرَّر إرجاء النَّظر في هذه القضيّة إلى الشَّهر القادم- {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} - {وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللهِ}: مؤخَّرون حتى يُنزل الله فيهم ما يريد- {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} ". 

ارتجى يَرتجِي، ارْتَجِ، ارتجاءً، فهو مُرتَجٍ، والمفعول مُرتجًى
• ارتجى شيئًا: رجاه؛ أمَّله وأراده "*يا رب أنت المُرتجى في كلِّ نائبة*- ارتجى الله: توكّل عليه- يرجو الثراء ويرجو الخلد مجتهدًا ... ودون ما يرتجي الأقدار والأملُ". 

ترجَّى يترجَّى، تَرَجَّ، ترجّيًا، فهو مَتَرَجٍّ، والمفعول مُتَرَجًّى
 • ترجَّى الشَّخصُ الشَّيءَ/ ترجَّى الشَّخصُ من فلان الشَّيءَ: أمَّله، ارتقب شيئًا محبوبًا ممكنًا "ترجَّى نتيجةً طَيِّبة- ترجَّى من الله المغفرة".
• ترجَّى فلانًا: توسَّل إليه، طلب إليه آملاً الاستجابة "ترجَّاه أن يسامحني". 

رجَّى يُرجِّي، رَجِّ، ترجيةً، فهو مُرَجٍّ، والمفعول مُرَجًّى
• رجَّى الشَّخصَ: رجاه؛ أمَّل فيه "رجَّى صديقَه".
• رجَّى الشَّيءَ: أمَّل به "رجَّى أن يحقِّق نجاحًا مرموقًا". 

أرجاء [جمع]: مف رَجًا: أنحاء، أطراف وجوانب "مكان متَّسع الأرجاء- في أرجاء البلاد- {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} " ° رُمِي به في الرَّجَوان: طُرح في المهالك.
إرجاء [مفرد]: مصدر أرجى. 

أُرْجُوان1 [جمع]: (نت) شجرٌ من الفصيلة القرنيّة له زهر شديد الحُمْرة، حسن المنظر، عديم الرائحة، حلو الطعم. 

أُرْجُوان2 [مفرد]: صبغ أحمر قانٍ يميل إلى البنفسجيّ، يُستخرج من بعض الأصداف "قطيفة أرجوان- أحمر أُرْجُوانِيٌّ: إذا كان قانئًا". 

أرجى [مفرد]: اسم تفضيل من رجا: أكثر أملا، وتوسّلاً مشفوعًا بتلطُّف "أرجى منه: أكثر أملاً". 

ارتجاء [مفرد]: مصدر ارتجى. 

ترجية [مفرد]: مصدر رجَّى. 

رَجاء [مفرد]: مصدر رجا ° رجاءً: عبارة تستخدم كردٍّ إيجابيّ مهذّب لعرض- قطَع الرَّجاء: يئس- مع خالص رجائي لك بالصِّحَّة والعافية.
• أفعال الرَّجاء: (نح) أفعال تدل على رجاء وقوع الفعل، وتعمل عمل كان أي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر مثل: عسى الكربُ ينفرج. 

رُجُوّ [مفرد]: مصدر رجا. 
رجو
: (و (} الرَّجاءُ) ؛ بالمدِّ: (ضِدُّ اليَأْسِ) .
قَالَ الَّراغبُ: هُوَ ظنٌّ يَقْتضِي حُصُول مَا فِيهِ مَسَرَّة.
وقالَ الحرالِيّ: هُوَ تَرَقّبُ الانْتِفاعِ بِمَا تقدَّمَ لَهُ سَبَب مَّا.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ لُغَةُ الأمَلِ، وعُرْفاً تَعَلّق القَلْب بحُصُولِ مَحْبُوبٍ مُسْتَقْبلاً، كَذَا عَبَّر ابنُ الكَمالِ.
وقالَ شيْخُنا: هُوَ الطَّمَعُ فِي مُمْكِنِ الحُصُولِ، أَي بخلافِ التَّمنِّي فإنَّه يكونُ فِي المُمْكِن والمُسْتَحِيل، ويَتَعارَضان وَلَا يَتَعَلَّقان إلاَّ بالمَعانِي.
وتَمَنَّيْتُ زيْداً ورَجَوْتُه بمعْنىً؛ ( {كالرَّجْوِ) ، بالفتْحِ، ومثْلُه فِي المُحْكَم والصِّحاحِ.
وضَبَطَه صاحِبُ المِصْباح كعُلُوَ.
(} والرَّجاة {والمَرْجاة} والرَّجاوَة) .
وقالَ ابنُ الأثيرِ: هَمْزةُ {الرَّجاءِ مُنْقَلِبَة عَن واوٍ بدَلِيلِ ظُهُورها فِي رَجاوَة؛ وشاهِدُ} الرَّجاةِ الحدِيثُ: (إلاَّ {رَجَاةَ أَنْ أَكُونَ مِن أَهْلِها) ، وقولُ الشاعِرِ:
غَدَوْتُ رَجاةً أَن يَجودَ مُقاعِسٌ
وصاحِبُه فاسْتَقْبَلانِيَ بالعذرِولا يُنْظَرُ إِلَى قَوْلِ الليْثِ حيثُ قالَ: ومَنْ قالَ فَعَلْت رَجاةَ كَذَا فقد أَخْطَأَ، إنَّما هُوَ} رَجاءَ كَذَا، انتَهَى، لكَوْنِه فِي الحدِيثِ وَفِي كَلامِ العَرَبِ.
( {والتَّرَجِّي} والارْتجاء {والتَّرْجِيَة) ، كُلُّ ذلكَ بمعْنَى} الرَّجاءِ. وَفِي الصِّحاحِ قالَ بشْرٌ يُخاطِبُ ابْنَتَه:
فرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظِرِي إيَابِي
إِذا مَا القارِظُ العَنَزِيُّ آبَا ( {والرَّجا) ، مَقْصُوراً: (النَّاحِيَةُ) عامَّةً.
(أَو ناحِيَةُ البِئْرِ) مِن أَعْلاها إِلَى أَسْفَلها.
وَفِي الصِّحاحِ: ناحِيَةُ البِئْرِ وحَافَتاها، وكلُّ ناحِيَةٍ} رَجا.
وقالَ الَّراغبُ: رَجا البِئْرِ والسَّماءِ وغيرِهما: جانِبُها.
(ويُمَدُّ، وهُما {رَجَوانِ) ؛ بالتَّحرِيكِ، (ج} أَرْجاءٌ) ، كَسَبَبٍ وأَسْبابٍ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {والمَلَكُ على {أَرْجائِها} .
(و) } رَجا: (ة بسَرَخْسَ) ، مِنْهَا: عبدُ الرشيدِ بنُ ناصِرٍ! الرّجائيُّ السَّرَخْسيُّ الواعِظُ، وحَفِيدُه أَبو محمدٍ عبدُ الرَّشيدِ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الرَّشِيد، أَجازَ لمَنْ أَدْرَكَه، وكانَ مَلِيحَ الوَعْظِ حَجَّ وسَمِعَ من ابنِ البطي، ماتَ سَنَة 621 فِي ذِي القعْدَةِ.
قالَ الحافِظُ: وكَوْنُ رَجا قَرْيَة بسَرَخْسَ هَكَذَا قالَ أَبو الفَضْل بنُ طاهِرٍ فِي تَرْجمةِ أَبي الفَضْل {الرّجائيّ، وتَعَقَّبَه ابنُ السّمعاني بأنَّه سَأَلَ عَنْهَا جماعَةً مِن أَهْل سَرَخْس فَلم يَعْرِفْها أَحَدٌ؛ قالَ فلعلَّ النِّسْبَة إِلَى مَسْجِد أبي} رَجَاء السَّرَخْسيّ.
(و) {رَجا: (ع بوَجْرَةَ) ؛ قالَ نَصْر: فِي شعبٍ قَرِيبٍ مِن وَجْرَةَ والصَّرائمِ.
(} وأَرْجَى البِئْرَ) {إرْجاءً: (جَعَلَ لَهَا} رَجاً.
(و) {أَرْجَى (الصَّيْدَ: لم يُصِبْ مِنْهُ شَيْئا) ،} كأرْجَأَهُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا بأنَّ هَذَا كُلّه وَاو لوُجُودِ رج ومَلْفوظاً بِهِ مُبَرْهناً عَلَيْهِ، وعَدَم رُجي.
(و) قَالُوا: (رُمِيَ بِهِ {الرَّجَوانِ) : أَي (اسْتِهْزَاءٌ) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ اسْتُهِينَ بِهِ، كَمَا هُوَ نَصّ المُحْكَم، (كأنَّه رُمِيَ بِهِ} رَجَوَا بِئْرٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: أَرادُوا أنَّه طُرِحَ فِي المهالِكِ، وأَنْشَدَ للمرادي:
كأَنْ لَمْ تَرَ قَبْلي أَسِيراً مُكَبَّلاً
وَلَا رَجُلاً يُرْمَى بِهِ {الرَّجَوان ِوقالَ آخَرُ:
فَلَا يُرْمَى بيَ الرَّجوانِ أنِّي
أَقَلُّ القَوْمِ مَنْ يُغْنِي مَكانِيوقالَ الزَّمْخَشريُّ: قوْلُهم: لَا يُرْمَى بِهِ الرَّجَوانِ، يُضْرَبُ لمَنْ لَا يُخْدَعُ فيُزالُ عَن وَجْهٍ إِلَى آخر، وأَصْلُه الدَّلْو يُرْمَى بِهِ رَجَوَ البِئْرِ.
(} والأرْجُوانُ، بالضَّمِّ: الأحْمَرُ.
(و (قالَ ابنُ الأعرابيِّ: (ثِيابٌ حُمرٌ.
(و) قَالَ الزجَّاج: (صِبغٌ أَحْمَرُ) شَديدُ الحُمْرةِ.
(و) قَالَ غيرُهُ: (الحُمْرَةُ.
(و) قالَ أَبو عبيدٍ: هُوَ الَّذِي يقالُ لَهُ (النَّشَاسْتَجُ) الَّذِي تُسَمِّيه العامَّةُ النّشَا، قالَ: ودُونَه البَهْرَمان.
قالَ الجوهريُّ: ويقالُ أَيْضاً {الأُرْجُوانُ مُعَرَّبٌ وَهُوَ بالفارِسِيَّةِ أُرْغُوان، وَهُوَ شجرٌ لَهُ نَوْرٌ أَحْمَرُ أَحْسَن مَا يكونُ، وكلُّ نَوْرٍ يُشْبِهُه فَهُوَ} أُرْجُوانٌ، قالَ عَمرُو بنُ كُلثوم:
كأَنَّ ثِيابَنا مِنَّا ومِنْهُم
خُضِبْنَ {بأُرْجُوانٍ أَو طُلِينا (و) يقالُ: (أَحْمَرُ} أُرْجُوانيُّ) أَي (قانِىءٌ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ أَحْمَرٌ أُرْجُوانٌ بغيرِ ياءِ النَّسْبَةِ، كَمَا هُوَ نَصّ الجَوهريّ والأساسِ، قَالَا قَطِيفَةٌ حَمْراءُ أُرْجُوان، وَهُوَ أَيْضاً نَصّ المُحْكَم.
قالَ فِيهِ: وحكَى السِّيرافي أَحْمَرٌ أُرْجُوانٌ على المُبالَغَةِ بِهِ، كَمَا قَالُوا أَحْمَرٌ قانِىءٌ، وذلكَ أنَّ سِيْبَوَيْه إنَّما مَثَّل بِهِ فِي الصِّفَةِ، فإمَّا أَن يُرِيدَ المُبالَغَة كَمَا قالَ السِّيرافي، أَو يُرِيد الأُرْجُوان الَّذِي هُوَ الأحْمَر مُطْلقاً.
قالَ ابنُ الأثيرِ: والأكْثَرُ فِي كَلامِهم إضافَة الثَّوْبِ أَو القَطِيفَةِ إِلَى {الأُرْجُوان، قالَ: وقيلَ: الكَلِمَةُ عَربيَّة والألِفُ والنُّونُ زائِدَتَانِ.
(} والإِرْجاءُ: التَّأْخِيرُ) . يقالُ: {أَرْجَيْت الأَمْرَ وأَرْجَأْتُه، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ.
وقُرِىءَ: {وآخَرُونَ} مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ} { {وأَرْجِه وأَخاه} كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} والمُرْجِئَةُ) : طائِفَةٌ مِن أَهْلِ الاعْتِقادِ مَرَّ ذِكْرُهم (فِي (ر ج أ) ، سُمُّوا) بذلكَ (لتَقْديمِهم القولَ! وإرْجائِهم العَمَلَ، و) إِذا وَصَفْتَ الرَّجُلَ بِهِ قُلْتَ: (هُوَ {مُرْجٍ ومُرْجِىءٌ، و) إِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ: هُوَ (} مُرْجِيٌّ) ، بالتَّشْديدِ، (ومُرْجائِيٌّ) على مَا ذُكِرَ فِي الهَمْزِ.
(وأَرْجَأَتِ) الحامِلُ: (دَنَتْ أَن يَخْرُجَ ولدُها) {فرُجيَ ولادُها.
قالَ الَّراغبُ: وحَقِيقَتُه جعلت لصاحِبها} رَجَاء فِي نَفْسِه بقُرْبِ نِتاجِها، قالَ ذُو الرُّمَّة:
إِذا أَرْجَأَتْ ماتَتْ وحيّ سَلِيلها ويقالُ أَيْضاً: {أَرْجَتْ بِلا هَمْز، (فَهِيَ مُرْجِئَةٌ ومُرْجِىءٌ.
(} ورَجِيَ) الرَّجُلُ، (كرَضِيَ: انْقَطَعَ عَن الكَلامِ) .
وقالَ الأزهريُّ: إِذا دُهِشَ.
وقالَ الفرَّاءُ: يقالُ بَعِلَ وبَقِرَ ورَتِجَ ورَجِي وعَقِرَ إِذا أَرادَ الكَلامَ فأُرْتِجَ عَلَيْهِ.
(ورُجِيَ عَلَيْهِ، كعُنِيَ: أُرْتِجَ عَلَيْهِ.
(و) مِن المجازِ: ( {ارْتَجاهُ) إِذا (خافَهُ) يقالُ: لَقِيتُ هولاً وَمَا} ارْتَجَوْتُه، أَي مَا خفْتُه؛ نقلَهُ الزَّمَخْشريُّ، وأَنْشَدَ الليْثُ:
لَا {تَرْتَجِي حِينَ تُلاقِي الذَّائِدَا
أَسَبْعَةً لاقَتْ مَعًا أَو واحِدَاأَي لَا تَخافُ.
(} والأُرْجِيَةُ، كأُثْفِيَّةٍ: مَا أُرْجِىءَ مِن شيءٍ) ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
(! ورَجَّاءُ، مشدَّدةً، صَحابيَّةٌ غَنَوِيَّةٌ) ، أَي من بَني غَنِيَ، (بَصْريَّةٌ) ، أَي نَزَلَتْ البَصْرَة، (رَوَى عَنْهَا) إمامُ المُعبِّرين محمدُ (بنُ سِيرينَ) الحدِيثَ (فِي تَقْدِيمِ ثَلاثَةٍ من الوَلَدِ) ، رَواهُ هِشامُ عَن ابنِ سِيرينَ عَنْهَا، والحدِيثُ فِي المسْنَدِ صَحِيح، وأَوْرَدَه أَيْضاً الشَّرَف الدِّمْياطِي فِي التسلى والاغْتِباطِ بسَنَدِه المُتَّصِل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {رَجِيَهُ} يَرْجاهُ، كرَضِيَه، لُغَةٌ فِي {رَجاهُ} يَرْجُوه، عَن الليْثِ.
وأَنْكَرَه الأزْهريُّ عَلَيْهِ وقالَ: لم أَسْمَعْه لغيرِه مَعَ أَنَّ ابنَ سِيدَه ذَكَرَه أيْضاً.
قالَ الليْثُ {والرَّجْو المُبالاةُ، مَا} أَرْجُو مَا أُبالِي.
قالَ الأزْهريُّ: وَهَذَا مُنْكَرٌ وإنَّما يُسْتَعْمل الرَّجاء بمعْنى الخَوْف إِذا كانَ مَعَه حَرْف نفْي، وَمِنْه {مَا لَكُم لَا {تَرْجُونَ للَّهِ وَقاراً} ؛ المعْنَى: مَا لَكُم لَا تَخافُون للَّهِ عَظَمَة.
قالَ الفرَّاءُ: وَلم نَجِدْ مَعْنى الخَوْفِ يكون} رَجاءً إلاَّ وَمَعَهُ جَحْدٌ، فَإِذا كانَ كذلكَ كانَ الخَوْفُ على جِهَةِ الرَّجاء والخوفِ وكانَ الرَّجاءُ كذلكَ، تقولُ: مَا {رَجَوْتُك أَي مَا خِفْتُكَ، وَلَا تقولُ رَجَوْتُك فِي مَعْنى خِفْتُك؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
إِذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم} يَرْجُ لَسْعَها
وحالَفَها فِي بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِقالَ الجَوْهريُّ: أَي لم يَخَفْ وَلم يُبالِ.
وأَنْشَدَ الزَّمخشريُّ فِي الأساسِ:
تَعَسَّفْتُها وَحْدِي وَلم {أَرْجُ هَوْلَها
بحَرْفٍ كقَوْسِ البانِ باقٍ هِبابهاوقالَ الراغبُ بَعْدَما ذكرَ قَوْل أَبي ذُؤَيْب: ووَجْهُ ذَلِك أَنَّ الرَّجاءَ والخَوْفَ يَتلازمانِ.
وَفِي المِصْباح: لأنَّ} الرَّاجي يَخافُ أنَّه لَا يُدْرِكُ مَا {يَتَرَجَّاه.
} ورَجاءٌ {ومُرَجّىً: اسْمانِ؛ وكَذلِكَ} المُرْتَجى.
وأَبو {رَجاءٍ: العُطارِديُّ محدِّثٌ.
وأَبو رَجاءٍ السَّرْخَسيُّ صاحِبُ الجامِعِ بسَرْخَس الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ أَبو الفَضْل} الرّجائيّ. {وأَرْجاءُ: مَوْضِعٌ بأَصْبَهان مِنْهُ: عليُّ بنُ عُمَر بنِ محمدِ بنِ الحَسَنِ} الأَرْجائيُّ المحدِّثُ.
وأَبو {رَجوان: قَرْيةٌ بمِصْرَ فِي الصَّعيد الأَدْنى.

أُورِيشَلَم

أُورِيشَلَم:
بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وياء ساكنة، وشين معجمة مفتوحة، ولام مكسورة، ويروى بالفتح، وميم: هو اسم للبيت المقدس بالعبرانية إلا أنهم يسكّنون اللام فيقولون أوريشلم، وقد قال الأعشى:
وطوّفت للمال آفاقه: ... عمان فحمص فأوريشلم
أتيت النّجاشيّ في داره، ... وأرض النبيط وأرض العجم
وحكي عن رؤبة أن أوريسلم، بالسين المهملة، وروي أوريشلوم وأوريشلم، بتشديد اللام، وأوراسلم، بفتح الراء والسين، كذا حكاه أبو علي الفسوي وأنشد عليه بيت الأعشى فقال فأورى سلم، بكسر اللام، قال: وقال أبو عبيدة: هو عبراني معرّب، والقياس في الــهمزة إذا كانت في اسم أن تكون فاء مثل بهمي والألف للتأنيث ولا تكون للإلحاق في قياس قول سيبويه، وإذا كان كذلك لم ينصرف في معرفة ولا نكرة، وجاء من هذه الحروف في كلام العرب الأوار فقال:
كأنّ أوارهنّ أجيج نار
وقالوا في اسم موضع أوارة، وأنشد أبو زيد:
عداوية هيهات منك محلّها ... إذا ما هي احتلّت بقدس أوارة
وروى بعض أصحابه:
إذا ما هي احتلت بقدس وآرة
وهذا من لفظه الأول إذا قدّرت الألف منقلبة عن الواو، قال الأعشى:
ها إنّ عجزة أمّه ... بالسّفح أسفل من أواره
فإن قلت فهل يجوز أن يكون أورى أفعل فتكون الــهمزة زائدة من أوريت النار وما في التنزيل من قوله تعالى: أفرأيتم النار التي تورون؟ قلت: ذلك لا يمتنع في القياس لأن الأعلام قد تسمّى بما لا يكون إلا فعلا نحو خضّم وبذّر، ألا ترى أنه ليس في العربية شيء على وزن فعّل؟

أَبَّا

أَبَّا:
بفتح الــهمزة وتشديد الباء والقصر: عن محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك، قال: لما أتى النبيّ، صلى الله عليه وسلم، بني قريظة نزل على بئر من آبارهم في ناحية من أموالهم يقال لها: بئر أبّا. قال الحازمي: كذا وجدته مضبوطا محرّرا بخط أبي الحسن بن الفرات. قال: وسمعت بعض المحصّلين يقول إنما هو أنا، بضم الــهمزة والنون الخفيفة. ونهر أبّا بين الكوفة وقصر ابن هبيرة، ينسب إلى أبّا بن الصامغان من ملوك النبط. ونهر أبّا أيضا: نهر كبير بالبطيحة.

هنأ

هنأ
الْهَنِيءُ: كلّ ما لا يلحق فيه مشقّة، ولا يعقب وخامة. وأصله في الطّعام يقال: هَنِئَ الطّعامُ فهو هَنِيءٌ. قال عزّ وجلّ: فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً
[النساء/ 4] ، كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ [الحاقة/ 24] ، كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [المرسلات/ 43] ، والهِنَاءُ:
ضرب من القطران، يقال: هَنَأْتُ الإبلَ، فهي مَهْنُوءَةٌ.
هـ ن أ: (هَنُؤَ) الطَّعَامُ صَارَ (هَنِيئًا) وَبَابُهُ ظَرُفَ، وَ (هَنِئَ) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. وَ (هَنَأَهُ) الطَّعَامُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقَطَعَ وَ (هَنِئَ) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. وَهَنِئَ الطَّعَامُ بِالْكَسْرِ تَهَنَّأَ بِهِ. وَكُلُّ أَمْرٍ أَتَى بِلَا تَعَبٍ فَهُوَ (هَنِيءٌ) . وَ (التَّهْنِئَةُ) ضِدُّ التَّعْزِيَةِ، وَ (هَنَّأَهُ) بِكَذَا (تَهْنِئَةً) وَ (تَهْنِيئًا) بِالْمَدِّ. 
هـ ن أ

طعام هنىء، وقد هنؤ هناءة، وما كان هنيئاً، ولقد هنؤ، وهنأني ومرأني، ويقال للآكل: هنيئاً مريئاً، ولك المهنأ، وهنأك الله. وهنأته: أعطيته، واستهنأته: استعطيته. وسمع الكسائيّ أعرابيّاً يقول: إنما سميّت هانئاً لتهنىء. وهنأ البعير بالهناء، وناقة مهنوءة. قال امرؤ القيس:

ليقتلني وقد شعفت فؤادها ... كما شعف المهنوءة الرجل الطالي

ومن المجاز: هذا أمرٌ أتاك هنيئاً. وملك هنىء، وهنأته بالولاية.
(هـ ن أ) : (هَنَّأَهُ) أَعْطَاهُ هَنَاءً مَنْ بَابِ ضَرَبَ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ كُنِيَتْ فَاخِتَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَمِنْ حَدِيثِهَا أَجَرْتُ حَمْوَيْنِ وَابْنُهَا جَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ وَمَا وَقَعَ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ وَابْنِ مَنْدَهْ أَنَّهُ ابْنُ بِنْتِ أُمِّ هَانِئٍ سَهْوٌ وَأَمَّا أُمُّ هَانِئٍ الْأَنْصَارِيَّةُ الَّتِي سَأَلَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ تَزَاوُرِ الْمَوْتَى فَتِلْكَ امْرَأَةٌ أُخْرَى.
(هنأ) - في حديث : "أبِى الهَيْثَم بن التَّيِّهَان لا أرَى لكَ هَانِئًا"
قال الخطَّابِى: المشهُور ماهِنًا؛ وهو الخادِمُ؛ فأمّا الهَانِئُ، مِن قَولِك: هَنأتُه: أي أعْطيْتُه.
- وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، في مالِ اليتيم: "إِنْ كُنْتَ تَهْنَأُ جَرْبَاهَا"
: أي تُعَالِجُها بالقَطِران. وتَطْلِيهَا، فهو هَانِئٌ أيضاً، وهَنَأْته في العَطِيّة أَهْنِئُه - بالكَسْرِ -، وَلا نَظيرَ له فيما لامه هَمْزٌ، وأصْلُ الهَنْء الإصْلاح والكِفاية، ومنه الهِناءُ؛ لأنه يُصلِح الجرَبى، واهْتَنَأتُ مالىِ: أَصلَحتُه، وهَنَأَهم شَهْرَين: كفاهُم مَؤُونَتَهم والهَنِىءُ: مَا صَلَح به البَدَنُ.
[هنأ] هَنُؤَ الطعامُ يَهْنُؤُ هَناءةً، أي صار هنيئا. وكذلك هنئ الطعامُ مثل فَقِهَ وفَقُهَ. عن الأخفش، قال، وهَنَأَني الطعامُ يَهْنِئُني ويَهْنَؤُني، ولا نظير له في المهموز، هَنْأً وهِنْأً. وتقول: هَنِئْتُ الطعامَ، أي تَهَنَّأْتُ به، و (كلوه هنيئا مريئا) . وكل أمرٍ يأتيك من غير تَعَبٍ فهو هنئ. ولك المهنأ. أبو زيد: هَنِئَتِ الماشيةُ، إذا أصابت حظًّا من البقلِ من غير أن تشبعَ منه. قال: وهَنَأْتُ البعيرَ أَهْنُؤُهُ ، إذا طليته بالهِناءِ، ولقَطِرانُ. وإبلٌ مَهْنوءةٌ. وهَنَأْتُ الرجل أهْنَؤُهُ، وأهْنِئُه أيضاً، إذا أعطيته، والاسم الهنء بالكسر، وهو العطاء. وهَنَأْتُهُ شهراً أهنؤُه، أي: عُلْتُهُ. وهانئ: اسم رجل. وفى المثل: " إنما سميت هانئا لتهنأ ". قال الأصمعيّ: لِتَهْنِئَ، بالكسر، أي: لتُمْرِئَ. والتهنِئَةُ: خلاف التعزيةِ. وتقول: هنأته بالولاية تهنئة وتهنيئا. وهذا مهنا قد جاء، وهو اسم رجل.
هنأ:
هنّا أو هنَّى: بمعنى التهنئة متعدية إلى المفعول به أهنيك خلاصك من أيدي المنون (عباد 1:72:2 و11).
هنّاك الله: أمنية للمجاملة لمَنَّ يقدم على سرب شيء (بقطر).
هناَّك الله: تقال للتهنئة بعودة شخص عزيز هنَّاكَ الله بما اعطاك وجوابها: الله يهنيك (بقطر).
تهنّأ: لا تصاغ فقط مع حرف الجر ب (بالطعام) ولكن مع الفعل اللازم أيضاً (معجم مسلم، عباد 4:159:2): قلَّما تهنأنا نحن وأبو طعاماً حافلاً. وهناك أيضاً تهنَّأ أمرَهَ: استمتع (ابن الخطيب 117). تهنا: إن شاء الله تتهنّوا وتتوفقوا وترزقوا المال والبنين: كلمات المجاملة التي تقال للعرسان الجدد (بقطر).
تهنأ: هنأ Feliciter ( فوك).
تهنأ: تملّص، تخلّص، استراح se debarasser ( هلو).
تهانأوا: تهانأوا هنا بعضهم بعضاً منذ وقت قريب (المقري 12:56:2).
هناء: غبطة، سعادة، فلاح (بقطر، كليلة ودمنة 30): هذا يوم هناء وفرح وسرور (بقطر).
في الهنا: بسعة العيش، براحة، على مهل (بقطر).
هِنيء: هين، سهل (بقطر).
هنيئاً لك: نعمّا حدث لك (بقطر).
هنية: أنظر (فوك) في مادة: congratulari.
هناوة: غبطة، فرح، خير (بقطر).
مهنّى: هادئ، ساكن (بقطر باربيه).
[هنأ] نه: في ح سجود السهو: "فهنأه" ومناهن أي ذكره المهانئ والأمانين أراد ما يعرض للإنسان في صلاته من أحاديث النفس وتسويل الشيطان، وهنأني الطعام ينهنيئني ويهنؤنين وهنئت الطعام أي تهنأت به، وكل ما يأتيك بلا تعب فهنئ، ولك المهنأ والمهنا، والجمع المهانئ، وقد يخفف الــهمزة وهو هنا أشبه لأجل مناه. وفي ح ابن مسعود في إجابة صاحب الربا: لك "المهنأ" وعليه الوزر، أي يكون أكلك له هنيئًا لا تؤاخذ به ووزره على من كسبه. ومنه ح النخعي في طعام الظلمة: لهم "المهنأ" وعليهم الوزر. ط: فانهسوا فإنه "أهنأ" وأمرأ، الهنئ: اللذيذ الموافق للغرض. ومنه:"ليهنك" العلم أبا المنذر! من هنائي الطعام وهو كل أمر يأتيك من غير تعب، وهو دعاء بتيسير العلم وإخبار بأنه عالم. بي: ولو قيل بأنه دعاء بأن لا يضره العلم بالعجب ونحوه من أعمال القلوب لكان أنسب، وهو من ضرب مهموز اللام وقد يخفف. ك: ومنه: قال أصحابه: "هنيئًا" مريئًا، أي قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هنيئًا لك يا رسول الله بغفران ذنوبك فما لنا؟ فأي شيء لنا. ش: وكان من "أهنأ" الناس، بــهمزة في آخره أي هينًا لينًا. نه: وفيه: لأن أزاحم جملًا قد "هنئ" بقطران أحب إليّ من أن أزاحم امرأة عطرة، هنأت البعير أهنؤه - إذا طليته بالهناء وهو القطران. ومنه ح مال اليتيم: إن كنت "تهنأ" جرباها، أي تعالج جرب إبله بالقطران. ن: ومنه: "يهنأ" بعيراص له، بــهمزة في أخره. نه: وفيه: لا أرى لك "هانئًا"، الخطابي: المشهور: ما هنا- وهو الخادمن فإن صح فهو اسم فاعل من هنأت الرجل أهنؤه هنأ - إذا أعطيته، والهنء- بالكسر: العطاء، والتهنئة خلاف التعزية، وقد هنأته بالولاية. ش: "مهنأة"، أي مريئة صافية غير مكدرة.
هنأ
هَنَأْتُه: نَصَرْتُه.
وهَنَأْتُ البَعيرَ أهْنَؤُه وأهْنِئُه: إذا طَلَيْتَه بالقَطِرانِ، وقال ابنُ مَسْعود - رضي الله عنه -: لأََنْ أُزاحِم جَمَلاً قد هَنيءَ بالقَطِران أحَبُّ إليَّ من أنْ أُزاحِم امرأةً عَطِرَة، قال امرؤُ القَيس:
أيَقْتُلُني وقد شَعَفْتُ فُؤادَها ... كما قَطَرَ المَهْنُوْءَةَ الرَّجُلُ الطّالي
وهَنَأْتُ الرجلُ أهْنَؤُهُ وأهْنِئُه - أيضاً - هَنْئاً: إذا أعْطَيْتَه. وهَنَأْتُه شَهراً أهْنَؤُه: أي عُلْتُه.
وهانئ: من الأعلام، وفي المثل: إنَّما سُمِّيتَ هانِئاً لتَهْنَأَ، وقال الأُمَويُّ: لِتَهْنِئ: أي لِتُمْرِئ.
وهَنُؤَ الطَّعامُ يَهْنُؤُ وهَنِيءَ هَنَاءَةً: أي صارَ هَنِيْئاً، وقال الأخْفَشُ: هَنَأَني الطَّعامُ يَهْنَؤُني ويَهْنِئُني هَنْأً وهِنْأً - بالفتح والكَسر -، وهَنِئْتَ الطَّعامَ: أي تَهَنَّأْتُ به، المَهْنَأُ والمَهْنَأَةُ والمَهْنُؤَةُ، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارث العُكْليُّ:
إمام الهُدى ارتح لنا بالغِنى ... وتعجيل خيرٍ له مهنَؤُهْ
وهَنِئتُ به: فَرِحتُ.
ابو زيد: هَنِئَتِ الماشية: إذا أصابت حظاً من البَقل من غير أن تشبعَ منه. و) كُلُوهُ هَنِيئاً مَريئاً (: أي من عير تعبٍ، وقيل أكلاً هَنيئأً بطيبِ النَّفس، وقيلَ: هَنِيئأً: لا إثم فيه؛ وَمَرِيئاً: لا دَاءَ فيه.
وقال ابن الأعرابيِّ: هَنَاَني الطَّعامُ وهَنِئَني فهو هَنِيء.
والهَنِيءُ والمَريءُ: نَهرانِ أجراهُما هِشام بن عبد الملك، قال جرير:
اُوتِيتِ َ من حَدَبِ الفُرات جَوارِياً ... منها الهَنِيءُ وسائِحٌ في قَرقَرآ
والهَنِيءُ: الطَّعَام.
ويُقال: لِتَهنئك العافيةُ، وليهَنِئك الفارِسُ، بالهَمز وتَخفِيفِ الهَمز، ولا تَحذِفِ الياءَ لأنَّ الياء بَدَلٌ من الــهَمزَةِ.
وأُمُّ هانئ: بنت أبي طالبٍ - رضي الله عنها -، واسْمُها فاخِتَة.
والهَانِئُ: الخادم، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء إلى منزل أبي الهيثم بن التَّيَّهان ومعه أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - وقد خرج أبو الهيثم يَستعذب الماء فدخلوا فلم يلبث أن جاء أبو الهيثم يحمل الماء في قِرْبة يَزعبُها ثم رقي عذْقاً له فجاء بقنوٍ فيه زَهْوُه ورُطَبه فأكلوا منه وشربوا من ماء الحِسْي ثم قال: يا ابا الهيثم! ألا أرى لك هانِئاً - ويروى: ماهِناً - فإذا جاء السَّبي أخْدَ مْنَاك خادِماً.
ومضى هَنْءٌ من الليل: أي طائفة منه.
والهَنْءُ والهِنَاء: العطاء.
والهِنَاء - أيضاً -: عِذْقُ النَّخْلة.
وابل هَنْأى - مثال سَكْرى -: إذا رَعَت دون الشِّبع.
والتَّهنِئة: خلاف التَّعزية، تقول: هَنَّأته بالولاية تهنئة وتهنيئاً.
وهذا مُهَنَّأ قد جاء: وهو اسم رجل.
واستهنأ: استنصر. واسْتَهْنَأَ - أيضاً -: استعطى، قال أبو حزام غالب بن الحارث العُكليّ:
أُلَزِّئُ مُسْتَهْنئي في البَدِيءِ ... فَيَرْمَأُ فيه ولا يَبْذَؤُهْ
واهْتَنَأْتُ مالي: أصلحتُه.
والتركيب يدل على إصابة خير من غير مشقة.
هـنأ
هنَأَ يهنَأ ويَهْنئ، هَنْئًا، فهو هانئ، والمفعول مَهْنوء
• هنَأ الشَّخصَ: أعطاه طعامًا أو نحوه.
• هنَأ فلانًا الطَّعامُ: ساغ ولذَّ له.
 • هنَأ فلانًا ولدُهُ: سرَّه. 

هنُؤَ يَهنُؤ، هَناءةً، فهو هَنِيء
• هنُؤ العملُ ونحوُه: تيسَّر من غير مشقَّة ولا عناء "هنُؤ تحقيق أهدافه".
• هنُؤ الطَّعامُ: ساغ وطاب ولذَّ ومَرِئ، صار هَنيئًا "طعام هَنِيءٌ- {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} ". 

هنِئَ بـ/ هنِئَ لـ/ هنِئَ من يهنَأ، هَنَأً وهناءةً، فهو هانئ وهَنِئ، والمفعول مهنوء به
• هنِئ بنجاحه: سُرّ به وفرِح.
• هنِئ له الطَّعامُ: هنُؤ؛ ساغ ولذَّ.
• هنِئ فلانٌ من الطَّعام: شَبِع "أكلنا من الطَّعام حتَّى هَنِئنا". 

استهنأَ يستهنِئ، استهناءً، فهو مُستهنِئ، والمفعول مُستهنَأ
• استهنأَ الطَّعامَ: استمرأه، استساغَه "هو دائمًا يستهنئ الطَّعام الذي تُعِدّه له زوجته". 

تهنَّأَ/ تهنَّأَ بـ يتهنَّأ، تهنُّؤًا، فهو مُتهنِّئ، والمفعول مُتهنَّأ
• تهنَّأتُ الطَّعامَ/ تهنَّأتُ بالطَّعام: استمرأتُه، ساغ لي ولذَّ "هو لا يتهنّأ بأكْل المطاعم الشَّعبيّة".
• تهنَّأ بنجاحه: فرِح به "تهنّأ بعودة ابنه من السَّفر- تهنّأ بزيارة قبر الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم". 

هنَّأَ يُهنِّئ، تهنئةً، فهو مُهنِّئ، والمفعول مُهنَّأ
• هنَّأ فلانًا بالنّجاح ونحوه/ هنَّأ فلانًَا على النّجاح ونحوه: دعا له بما يَسُرُّه، أو رجا أن يكون نجاحُه مبعث سروره، عكسه عزّاه "هَنَّأته بمنصبه الجديد- هنّأ صديقَه بزواجه". 

تهنئة [مفرد]: ج تهنئات (لغير المصدر {وتهانئُ} لغير المصدر) وتهانٍ (لغير المصدر):
1 - مصدر هنَّأَ.
2 - تقديم عبارات تسُرُّ وتفرح لمناسبة من المناسبات "وصلته التّهاني بالبريد- قدّموا تهانيهم بالعِيد لإمام مسجدهم" ° خالص التَّهاني القلبيّة. 

مُهنِّئ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هنَّأَ.
2 - مَنْ يقدِّم التّهاني لغيره "جاءه مهِّنئون كثيرون". 

هانئ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هنَأَ وهنِئَ بـ/ هنِئَ لـ/ هنِئَ من.
2 - مسرور مرتاح البال "يعيش بين أهله هانئ البال".
3 - خادِم. 

هَنْء [مفرد]: مصدر هنَأَ. 

هَنَأ [مفرد]: مصدر هنِئَ بـ/ هنِئَ لـ/ هنِئَ من. 

هَنِئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هنِئَ بـ/ هنِئَ لـ/ هنِئَ من. 

هَناء [مفرد]: سرور وراحة بال "يشعر بهنَاء وسعادة" ° هَناء العيش: رغده. 

هناءة [مفرد]: مصدر هنُؤَ وهنِئَ بـ/ هنِئَ لـ/ هنِئَ من. 

هنيء [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هنُؤَ ° هنيئًا مريئًا: دعاء للآكل والشّارب بالاستمتاع والصِّحة.
2 - ما يُفرح وتقبله النَّفس "هنيئًا لك بالحجّ". 

هَنِيّ [مفرد]:
1 - سائغ، طيِّبٌ مقبول " {فَكُلُوهُ هَنِيًّا مَرِيًّا} [ق] ".
2 - رَضِيّ "طَبْعٌ هَنِيّ". 

هن

أ1 هَنُؤَ, aor. ـُ inf. n. هَنَآءَةٌ; and هَنِئَ, aor. ـَ It came, or happened, without inconvenience, or trouble: (K:) [it was pleasant, or productive of enjoyment: see what immediately follows]. b2: هَنُؤَ الطَّعَامُ (S, K *) aor. ـُ inf. n. هَنَآءَةٌ (S, K) and هَنَأَةٌ and هَنْءٌ, (K,) or هِنْءٌ (as in some copies of the K, and in the L); epithet هَنِىْءٌ; (S;) and هَنِئَ, (Akh, S, K,) aor. ـَ inf. n. هَنْءٌ; (TA;) and هَنَأَ, aor. ـِ (Lth,) The food was, or became, pleasant, or productive of enjoyment, to the eater: or easy to swallow; not attended by trouble: [agreeable:] or not succeeded by harm, even after digestion. (Z, cited voce مَرُؤَ.) b3: هَنَأَنِى الطَّعَامُ, (Akh, S, K), and هَنَأَ لِىَ, aor. ـِ and هَنَاَ (S, K) and هَنُاَ, (K,) unexampled, says Akh, in the class termed mahmooz, (S,) [though بَرَأَ and قَرَأَ are similar with respect to their having damm to the aor. ,] inf. n. هَنْءٌ and هِنْءٌ, (S, K,) [The food was pleasant, or productive of enjoyment, to me: or easy to swallow; &c.: see هَنُؤَ]. b4: هَنَأَنِى الطّعامُ وَمَرأَنِى: see art. مرأ. b5: هَنَأَهُ ذٰلِكَ, and هنأ لَهُ ذلك That (thing) was pleasant, or productive of enjoyment, to him; &c. (TA.) [See هَنُؤَ.] b6: هَنَأَنِى خَبَرُ فُلَانٍ The news of such a one was pleasant to me to hear. (TA.) b7: هَنِئَ الطّعَامَ, aor. ـَ and بَالطّعامِ ↓ تهنّأ, (S, K,) and تهنّأ الطّعام, and استهنأهُ, (TA,) [He enjoyed the food; found it pleasant, or productive of enjoyment; &c.: see هَنُؤَ:] he found the food to be productive of no evil result, and not attended by inconvenience. (TA.) b8: هَنِئَ, (Az, S, K,) aor. ـَ inf. n. هَنَأٌ and هَنْءٌ, (K,) He (a beast) lighted upon a good piece of herbage, but did not satiate himself therewith. (Az, S, K.) b9: أَكَلْنَا هٰذَا الطَّعَامَ حَتَّى هَنِئْنَا مِنْهُ We ate this food until we were satiated with it. (TA.) b10: هَنِئَتِ الإِبِلُ The camels were satiated with herbage. (TA.) b11: هَنِئَ بِهِ He rejoiced in him, or it. (K.) b12: هَنَأَنَا اللّٰهُ الطَّعَامَ [God made the food pleasant, or productive of enjoyment, to us: &c.: made us to enjoy it: see هَنُؤَ]. (TA.) b13: هَنَأَتْنِيهِ العَافِيَةُ [Health made it pleasant, or productive of enjoyment, to me: &c.]. (K.) b14: لِيَهْنِئْكَ الفَارِسُ [May the horseman give thee joy: a form of congratulation on the exploits of a horseman; i. e., I congratulate thee on the exploits of the horseman]: also written and pronounced لِيَهْنِيكَ: ليهنك, though it occurs in a trad., pronounced لِيَهْنِكَ or لِيَهْنَكَ, (but which pronunciation is to be preferred is disputed,) is said to be a vulgarism, and not allowable. (TA.) b15: هَنَأَهُ, aor. ـَ (K) [and app., هَنِاَ (see هَانِئٌ)], inf. n. هَنْءٌ, (TA,) He fed him; or gave him to eat. (K.) b16: هَنَأَهُ, aor. ـَ and هَنِاَ, (S, K,) inf. n. هَنْءٌ; (S;) and ↓ اهنأهُ; (IAar, K;) He gave him, or bestowed upon him: (S, K:) gave him plentifully. (TA.) b17: هَنَأَ الطَّعَامَ, inf. n. هَنْءٌ and هِنْءٌ (K) and هَنَآءَةٌ (as in some copies of the K) or هَنَأَةٌ (as in others) or هِنَأَةٌ (as in others) or هَنْأَةٌ (as in the CK), He made the food good; qualified it properly; seasoned it: syn. أَصْلَحَهُ. (K.) b18: هَنَأَ مَالَهُ, (TA,) and ماله ↓ اهتنأ, (K,) He put his property in a right, or good, state. (K.) b19: هَنَأَ القَوْمَ, aor. ـَ He nourished, or maintained, the people; (S;) satisfied their wants; bestowed upon them. (TA.) Ex. هَنَأَهُمْ شَهْرَيْنِ [He maintained them two months]. Hence the proverb quoted in illustration of the word هَانِئٌ, accord. to the second reading. (TA) b20: هَنَأَهُ He aided, succoured, or defended, him. (K.) A2: هَنَأَ الإِبِلَ, aor. ـَ (S, K,) and هَنِاَ and هَنُاَ (K: dev. from constant rule as shown above: TA), inf. n. هَنَأٌ and هَنْءٌ, (TA,) He smeared the camels with هِنَآء, which is tar, or liquid pitch, syn. قَطِرَان, (Az, S, K,) or a kind thereof, (TA,) [as a remedy for, or preservative against, the mange, or scab]. b2: لَيْسَ الهَنْءُ بِالدَّسِّ The smearing of a camel [all over] with هِنَآء is not [merely] smearing the cavities under the shoulders, and the like, which the mange, or scab, more quickly attacks. A proverb, applied to him who does not a thing thoroughly. (TA.) b3: See 2.2 هَنَّاهُ وَمَنَّاهُ (in a trad. respecting the prostration for inattention) He (the devil) made him to think of pleasant things, or things productive of enjoyment, and of things wished for, or objects of desire, in his prayer. The former verb is pronounced thus to assimilate it to the latter. (TA.) b2: هنّأهُ بِالأَمْرِ, inf. n. تَهْنِئَةٌ and تَهْنِىْءٌ; (S, K;) and ↓ هَنَأَهُ, (K,) inf. n. هَنْءٌ; (TA;) He congratulated him on the thing, (S, K,) such as the possession of a government, &c.: (S:) he said to him لِيَهْنِئْكَ [May it give thee joy]. (K.) b3: [When the agent of the verb is God, the meaning necessarily is, He granted him enjoyment in the thing; made him to have enjoyment in it.] b4: هُنِّئْتَ وَلَا تُنْكَهْ: see art. نكأ.4 أَهْنَاَ see 1.5 تهنّأ He gave many gifts. (IAar.) b2: تهنّأ

بِكَذَا [unless it be a mistake for تهيّأ, as IbrD suggests, which I think not improbable, though mentioned in this art. in the TA] He prided himself in such a thing: syn. تمرّأ and تغيّظ and تسمّن and تخيّل and تزيّن. (TA.) b3: See 1.8 إِهْتَنَاَ see 1.10 استهنأهُ He asked him for aid, succour, or defence. (K.) b2: He asked him for a gift. (K, TA.) b3: He conceded to him, or gave him, a part of his dues, or rights. (TA.) b4: See 1.

هِنْءٌ A gift. (S, K.) A2: A part of the night. (K.) A3: هِنْءٌ subst. from هَنَأَ الإِبِلَ; (K;) i. e., The smearing with هِنَآء. (MF.) إِبِلٌ هَنْأَى Camels which have lighted upon a good piece of herbage, but are not satiated therewith. (K.) هِنَآءٌ Tar, or liquid pitch; syn. قَطِرَانٌ: (S, K:) or a kind thereof. (TA.) See also نُورَةٌ; and قالِبٌ.

A2: هِنَآءٌ dial. var. of إِهَانٌ, (K,) or formed from the latter by transposition, (TA,) A raceme of a palm-tree. (AHn, K.) [See إِهَانٌ.]

هَنِىْءٌ What comes or happens to one without inconvenience, or trouble: (S, K:) [what is pleasant, or productive of enjoyment; an unalloyed gratification, i. e., a thing that gives unalloyed enjoyment; see what follows:] as also ↓ مَهْنَأٌ, (K,) a subst., sometimes written and pronounced مَهْنَا; pl. مَهَانِئُ, sometimes written and pronounced مَهَانٍ. (TA.) [See مهنأ also below.] b2: Pleasant, or productive of enjoyment, to the eater: or easy to swallow; not attended by trouble: or not succeeded by harm, even after its digestion. (Z, cited voce مَرُؤَ.) b3: هَنِيْئًا مَرِيْئًا [May it be, or Eat it, or Drink it, with enjoyment, and with wholesome result: or with ease in the swallowing, and with quickness in digesting: &c.: see مَرُؤَ]. (S.) b4: هَنِيْئًا لَهُ ذٰلِكَ [May that be productive of enjoyment to him!]. (TA.) b5: هَنِيْئًا and مَرِيْئًا are of the number of epithets which are employed after the manner of inf. ns. significant of a prayer or good wish, governed in the acc. case by a verb understood. (Sb.) هُنَيْئَةٌ (K) and هُنَيَّةٌ and هُنَيْهَةٌ (the second is the most usual; and the third is said to be formed by substituting ه for ء; but accord. to some, the word is incorrectly written with ء, [so says F,] and is a dim. formed from هَنْوَةٌ, which becomes first هُنَيْوَةٌ, and then هُنَيَّةٌ: see art. هنو:) (TA:) A little; a little while. (K.) هَانِئٌ A servant. (K.) b2: هَانِئًا occurs in this sense in a trad.; but the reading commonly known is مَاهِنًا. If right, it is an act. part. n. from هنأ “ he gave. ” (TA.) b3: إِنَّمَا سُمِّيتَ هَانِئًا لِتَهْنِئَ, or لِتَهْنَأَ; the former is the reading of El-Umawee; the latter, of Ks; Thou art only named Háni (Giver, or Nourisher,) that thou mayest give, accord. to both readings; or that thou mayest nourish, or maintain, and supply people's wants; لتعول وتكفى: (TA:) [such is said to be the meaning of لتهنأ here:] and accord. to El-Umawee, لتهنئ signifies لِتُمْرِئَ, (S,) [which is app. the same as لتعول]. A proverb: said to him who is known for his beneficence, in order that he may continue to do as he has been wont. (TA.) مَهْنَأٌ: see هَنِىءٌ. b2: لَكَ المَهْنَأُ, (S,) and المَهْنَا, (TA,) [Unalloyed gratification to thee!] b3: لَكَ المَهْنَأُ وَعَلَيْهِ الوِزْرُ [To thee be unalloyed gratification, and on him be the burden, or sin]: said, accord. to a trad., to one who asked whether he should accept an invitation to eat the food of one who received unlawful interest or profit; and also said with respect to eating the food of a tyrannical intendant. (TA.) مَهْنُوْءٌ A camel smeared with هِنَاء. (S.)

هنأ: الهَنِيءُ والـمَهْنَأُ: ما أَتاكَ بلا مَشَقَّةٍ، اسم كالـمَشْتَى.وقد هَنِئَ الطَّعامُ وهَنُؤَ يَهْنَأُ هَنَاءة: صار هَنِيئاً، مثل فَقِهَ وفَقُهَ. وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ به. وهَنَأَنِي الطَّعامُ وهَنَأَ لي يَهْنِئُنِي ويَهْنَؤُنِي هَنْأً وهِنْأً، ولا نظير له في المهموز. ويقال: هَنَأَنِي خُبْزُ فُلان أَي كان هَنِيئاً بغير تَعَبٍ ولا مَشَقَّةٍ. وقد هَنَأَنا اللّهُ الطَّعامَ، وكان طَعاماً اسْتَهْنَأْناه أَي اسْتَمْرَأْناهُ. وفي حديث سُجُود السهو: فَهَنَّأَه ومَنَّاه، أَي ذَكَّره الـمَهانِئَ والأَمانِي، والمراد به ما يَعْرِضُ للإِنسان في صَلاتِه من أَحاديثِ النَّفْس وتَسْوِيل الشيطان. ولك الـمَهْنَأُ والـمَهْنا، والجمع الـمَهانِئُ، هذا هو الأَصل بالهمز، وقد يخفف، وهو في الحديث أَشْبه لأَجل مَنَّاه. وفي حديث ابن مسعود في إِجابةِ صاحب الرِّبا إِذا دَعا إِنساناً وأَكَل طَعامه، قال: لك الـمَهْنَأُ وعليه الوِزْرُ أَي يكون أَكْلُكَ له هَنِيئاً لا تُؤَاخَذُ به ووِزْرُه على من كَسَبَه. وفي حديث النخعي في طعام العُمَّالِ الظَّلَمةِ: لهم الـمَهْنَأُ وعليهم الوِزر.

وهَنَأَتْنِيهِ العافِيةُ وقد تَهَنَّأْتُه وهَنِئْتُ الطعامَ، بالكسر، أَي تَهَنَّأْتُ به. فأَما ما أَنشده سيبويه من قوله:

فَارْعَيْ فَزارةُ، لا هَناكِ الـمَرْتَعُ

فعلى البدل للضرورة، وليس على التخفيف؛ وأَمـّا ما حكاه أَبو عبيد من قول المتمثل من العرب: حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لكِ مَقْرُوع، فأَصله الهمز، ولكنّ المثل يجري مَجْرى الشِّعر، فلما احتاج إِلى الـمُتابَعةِ أَزْوَجَها حَنَّتْ. يُضْرَبُ هذا المثل لمن يُتَّهَم في حَديثه ولا يُصَدَّقُ. قاله مازِنُ بن مالك بن عَمرو بن تَمِيم لابنةِ أَخيه الهَيْجُمانة بنتِ العَنْبَرِ ابن عَمْرو بن تَمِيم حين قالت لأَبيها: إِنّ عبدشمس بنَ سعدِ بن زيْدِ مَناةَ يريد أَن يُغِيرَ عَليهم، فاتَّهمها مازِنٌ لأَنَّ عبدَشمس كان يَهْواها وهي تَهْواه، فقال هذه المقالة. وقوله: حَنَّتْ أَي حنَّت إِلى عبدشمس ونَزَعَتْ إليه. وقوله: ولات هَنَّتْ أَي ليس الأَمْرُ حيث ذَهَبَتْ. وأَنشد الأَصمعي:

لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرةَ، أَمْ مَنْ * جاءَ مِنها بطائِفِ الأَهْوالِ

يقول ليس جُبَيْرةُ حَيْثُ ذَهَبْتَ، ايأَسْ منها ليس هذا موضِعَ

ذِكْرِها. وقوله: أَمْ مَنْ جاءَ منها: يستفهم، يقول مَنْ ذا الذي دَلَّ علينا خَيالَها. قال الرَّاعي:

نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إِنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ

يقول: ليس الأَمْرُ حيث ذَهَبْتَ إِنما قلبك مِتْيَحٌ في غير ضَيْعةٍ.

وكان ابن الأَعرابي يقول: حَنَّتْ إِلى عاشِقِها، وليس أَوانَ حَنِينٍ،

وإِنما هو ولا، والهاءُ: صِلةٌ جُعِلَتْ تاءً، ولو وَقَفْتَ عليها لقلت لاه، في القياس، ولكن يقفون عليها بالتاءِ. قال ابن الأَعرابي: سأَلت الكِسائي، فقلتُ: كيف تَقِف على بنت؟ فقال: بالتاءِ اتباعاً للكتاب، وهي في الأَصل هاءٌ. الأَزهريّ في قوله ولاتَ هَنَّتْ: كانت هاءَ الوقفة ثم صُيِّرت تاءً ليُزاوِجُوا به حَنَّتْ، والأَصل فيه هَنَّا، ثمَّ قيل هَنَّهْ للوقف. ثمَّ صيرت تاءً كما قالوا ذَيْتَ وذَيْتَ وكَيْتَ وكَيْتَ.

ومنه قول العجاج:

وكانَتِ الحَياةُ حِينَ حُبَّتِ، * وذِكْرُها هَنَّتْ، ولاتَ هَنَّتِ

أَي ليس ذا موضعَ ذلك ولا حِينَه، والقصيدة مجرورة لَـمَّا أَجْراها جَعَل هاءَ الوقفة تاءً، وكانت في الأَصل هَنَّهْ بالهاءِ، كما يقال أَنا وأَنـَّهْ، والهاءُ تصير تاءً في الوصْل. ومن العرب من يَقْلِب هاءَ التأْنيث تاءً إِذا وقف عليها كقولهم: ولاتَ حِينَ مَناصٍ. وهي في الأَصل ولاةَ.

ابن شميل عن الخليل في قوله:

لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرَة أَمْ مَنْ

يقول: لا تُحْجِمُ عن ذكْرها، لأَنه يقول قد فعلت وهُنِّيتُ، فيُحْجِمُ

عن شيءٍ، فهو من هُنِّيتُ وليس بأَمر، ولو كان أَمْراً لكان جزماً، ولكنه خبر يقول: أَنتَ لا تَهْنَأُ ذِكْرَها.

وطَعامٌ هَنِيءٌ: سائغ، وما كان هَنِيئاً، ولقد هَنُؤَ هَناءة وهَنَأَةً وهِنْأً، على مثال فَعالةٍ وفَعَلة وفِعْلٍ. الليث: هَنُؤَ الطَّعامُ يَهْنُؤُ هَنَاءة، ولغة أُخرى هَنِيَ يَهْنَى، بلا همز.

والتَّهْنِئةُ: خلاف التَّعْزِية. يقال: هَنَأَهُ بالأَمْرِ والولاية هَنْأً وهَنَّأَه تَهْنِئةً وتَهْنِيئاً إِذا قلت له ليَهْنِئْكَ. والعرب تقول: ليَهْنِئْكَ الفارِسُ، بجزم الــهمزة، وليَهْنِيكَ الفارِسُ، بياءٍ ساكنة، ولا يجوز ليَهْنِكَ كما تقول العامة.

وقوله، عز وجل: فَكُلُوه هَنِيئاً مَرِيئاً. قال الزجاج تقول: هَنَأَنِي

الطَّعامُ ومَرَأَني. فإِذا لم يُذكَر هَنَأَنِي قلت أَمْرَأَني. وفي المثل: تَهَنَّأَ فلان بكذا وتَمَرَّأَ وتَغَبَّطَ وتَسَمَّنَ وتَخَيَّلَ وتَزَيَّنَ، بمعنى واحد. وفي الحديث: خَيْرُ الناسِ قَرْني ثمَّ الَّذِين يَلُونَهُمْ ثمَّ يَجِيءُ قوم يَتَسَمَّنُونَ. معناه: يَتَعَظَّمُونَ ويَتَشَرَّفُونَ ويَتَجَمَّلُون بكثرة المال، فيجمعونه ولا يُنْفِقُونه.

وكلوه هَنِيئاً مَريئاً. وكلُّ أمْرٍ يأْتيكَ مِنْ غَيْر تَعَبٍ، فهو

هَنِيءٌ.الأَصمعي: يقال في الدُّعاءِ للرَّجل هُنِّئْتَ ولاتُنْكَهْ أَي

أَصَبْتَ خَيْراً ولا أَصابك الضُّرُّ، تدعُو له. أَبو الهيثم: في قوله

هُنِّئْتَ، يريد ظَفِرْتَ، على الدُّعاءِ له. قال سيبويه: قالوا هَنِيئاً

مَرِيئاً، وهي من الصفات التي أُجْرِيَتْ مُجْرى الـمَصادِر الـمَدْعُوِّ بها في نَصْبها على الفِعْل غَير المُسْتَعْمَلِ إِظْهارُه، واختزاله لدلالته عليه، وانْتِصابه على فعل من غير لفظه، كأَنـَّه ثَبَتَ له ما ذُكِرَ له هَنِيئاً. وأَنشد الأَخطل:

إِلى إِمامٍ، تُغادِينا فَواضِلُه، * أَظْفَرَه اللّه فَلْيَهْنِئْ لهُ الظَّفَرُ

قال الأَزهريُّ: وقال المبرد في قول أَعْشَى باهِلةَ:

أَصَبْتَ في حَرَمٍ مِنَّا أَخاً ثِقةً، * هِنْدَ بْنَ أَسْماءَ! لا يَهْنِئْ لَكَ الظَّفَرُ

قال: يقال هَنَأَه ذلك وهَنَأَ له ذلك، كما يقال هَنِيئاً له، وأَنشد

بيت الأَخطَل.

وهَنَأَ الرجلَ هَنْأً: أَطْعَمَه. وهَنَأَه يَهْنَؤُه ويَهْنِئُه هَنْأً، وأَهْنَأَه: أَعْطاه، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي.

ومُهَنَّأٌ: اسم رجل.

ابن السكيت يقال: هذا مُهَنَّأٌ قد جاءَ، بالهمز، وهو اسم رجل.

وهُنَاءة: اسم، وهو أَخو مُعاوية بن عَمرو بن مالك أَخي هُنَاءة

ونِواءٍ وفَراهِيدَ وجَذِيمةَ الأَبْرَشِ.

وهانِئٌ: اسم رجل، وفي المثل: إِنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ أَي لِتُعْطِي. والهِنْءُ: العَطِيَّةُ،

الاسم: الهِنْءُ، بالكسر، وهو العَطاء.

ابن الأَعرابي: تَهَنَّأَ فلان إِذا كَثُرً عَطاؤُه، مأْخوذ من الهِنْءِ،

وهو العَطاء الكثير. وفي الحديث أَنه قال لأَبي الهَيثمِ بن التَّيِّهانِ: لا أَرَى لك هانِئاً. قال الخطابي: المشهور في الرواية ماهِناً، هو

الخادِمُ، فإِن صح، فيكون اسمَ فاعِلٍ من هَنَأْتُ الرجلَ أَهْنَؤُه هَنْأَ

إِذا أَعطَيْتَه. الفرَّاءُ يقال: إِنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ أَي لِتُعطِيَ لغتان. وهَنَأْتُ القَوْمَ إِذا عُلْتَهم وكَفَيْتَهم وأَعْطَيْتَهم. يقال: هَنَأَهُم شَهْرَينِ يَهْنَؤُهم إِذا عالَهم.

ومنه المثل: إِنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنَأَ أَي لِتَعُولَ وتَكْفِيَ، يُضْرَبُ لمن عُرِفَ بالاحسانِ، فيقال له: أَجْرِ على عادَتِكَ ولا تَقْطَعْها. الكسائي: لِتَهْنِئَ.

وقال الأُمَوِيُّ: لِتَهْنِئَ، بالكسر، أَي لِتُمْرِئَ.

ابن السكيت: هَنَأَكَ اللّهُ ومَرَأَكَ وقد هَنَأَنِي ومَرَأَنِي، بغير أَلف، إِذا أَتبعوها هَنَأَنِي، فإِذا أَفْرَدُوها قالوا أَمْرَأَنِي.

والهَنِيءُ والـمَرِيءُ: نَهرانِ أَجراهما بعضُ الملوك. قال جَريرٌ يمدح بعضَ الـمَرْوانِيَّةِ:

أُوتِيتَ مِنْ حَدَبِ الفُراتِ جَوارِياً، * مِنْها الهَنِيءُ، وسائحٌ في قَرْقَرَى

وقَرْقَرَى: قَرْيةٌ باليَمامةِ فيها سَيْحٌ لبعض الملوك.

واسْتَهْنَأَ الرجلَ: اسْتَعْطاه. وأَنشد ثعلب:

نُحْسِنُ الهِنْءَ، إِذا اسْتَهْنَأْتَنا، * ودِفاعاً عَنْكَ بالأَيْدِي الكِبارِ

يعني بالأَيْدِي الكِبارِ المِنَنَ. وقوله أَنشده الطُّوسِي عن ابن الأَعرابي:

وأَشْجَيْتُ عَنْكَ الخَصْمَ، حتى تَفُوتَهُمْ * مِنَ الحَقِّ، إِلاَّ ما اسْتَهانُوك نائلا

قال: أراد اسْتَهْنَؤُوك، فقَلَب، وأرى ذلك بعد أَن خفَّف الــهمزة

تخفيفاً بدلياً. ومعنى البيت أَنه أَراد: مَنَعْتُ خَصْمَكَ عنك حتى فُتَّهم بحَقِّهم، فهَضَمْتَهُم إِيَّاه، إِلاَّ ما سَمَحُوا لَك به من بعضِ

حُقُوقِهم، فتركوه عليك، فسُمِّيَ تَرْكُهم ذلك عليه اسْتِهْناءً؛ كلُّ ذلك من تذكرة أَبي علي. ويقال: اسْتَهْنَأَ فلان بني فلان فلم يُهنِؤُوه أَي سأَلَهم، فلم يُعْطُوه. وقال عروة بن الوَرْد:

ومُسْتَهْنِئٍ، زَيْدٌ أَبُوه، فَلَمْ أَجِدْ * لَه مَدْفَعاً، فاقْنَيْ حَيَاءَكِ واصْبِري

ويقال: ما هَنِئَ لي هذا الطَّعامُ أَي ما اسْتَمْرَأْتُه. الأَزهري

وتقول: هَنأَنِي الطَّعام، وهو يَهْنَؤُني هَنْأً وهِنْاً، ويَهْنِئُني.

وهَنَأَ الطَّعامَ هَنْأً وهِنْأً وهَناءة: أَصْلَحَه.

والهِنَاءُ: ضَرْبٌ من القَطِران. وقد هَنَأَ الإِبِلَ يَهْنَؤُها ويَهْنِئُها ويَهْنُؤُها هَنْأً وهِنَاءً: طَلاها(1)

(1 قوله «هنأ وهناء طلاها» قال في التكملة والمصدر الهنء والهناء بالكسر والمد ولينظر من أين لشارح القاموس ضبط الثاني كجبل.) بالهِناءِ. وكذلك: هَنَأَ البعيرَ. تقول: هَنَأْتُ البعيرَ، بالفتح، أَهْنَؤُه إِذا طَلَيْتَه بالهِناءِ، وهو القَطِرانُ. وقال الزجاج: ولَم نَجِد فيما لامه همزة فَعَلْتُ أَفْعُلُ إِلاَّ هَنَأْتُ أَهْنُؤُ وقَرَأْتُ أَقْرُؤُ.

والاسم: الهِنْءُ، وإِبل مَهْنُوءةٌ.

وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: لأَنْ أُزاحِمَ جَملاً قد هُنِئَ بِقَطِران أَحِبُّ إِليَّ مِن أَنْ أُزاحِمَ امْرأَةً عَطِرةً.

الكسائي: هُنِئَ: طُلِيَ، والهِنَاءُ الاسم، والهَنْءُ المصدر. ومن

أَمثالهم: ليس الهِنَاءُ بالدَّسِّ؛ الدَّسُّ أَن يَطْلِيَ الطّالي مَساعِرَ

البعير، وهي الـمَواضِعُ التي يُسْرِعُ اليها الجَرَبُ من الآباطِ

والأَرْفاغِ ونحوها، فيقال: دُسَّ البَعِيرُ، فهو مَدْسُوسٌ. ومنه قول ذي الرمَّة:

قَرِيعُ هِجانٍ دُسَّ منها الـمَساعِرُ

فإِذا عُمَّ جَسَدُ البعيرِ كلُّه بالهِناءِ، فذلك التَّدْجِيلُ. يُضرب مثلاً للذي لا يُبالِغ في إِحكامِ الأَمْرِ، ولا يَسْتَوثِقُ منه، ويَرْضَى باليَسِير منه. وفي حديث ابن عبَّاس، رضي اللّه عنهما، في مال

اليَتِيم: إِن كنتَ تَهْنَأُ جَرْباها أَي تُعالِجُ جَرَبَ إِبِلِه بالقَطِران.وهَنِئَتِ الماشيةُ هَنَأً وهَنْأً: أَصابَتْ حَظًّا من البَقْل من غير أَن تَشْبَعَ منه.

والهِناءُ: عِذْقُ النَّخلة، عن أَبي حنيفة، لغة في الإِهانِ.

وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ به وهَنَأْتُه شهراً أَهْنَؤُه أَي عُلْتُه. وهَنِئَتِ الإِبلُ من نبت أَي شَبِعَتْ. وأَكلْنا من هذا الطَّعامِ حتى هَنِئْنا منه أَي شَبِعْنا.

اِخْتُتِمَ

اِخْتُتِمَ
الجذر: خ ت م

مثال: اِخْتُتِمَ معرض القاهرة الدولي
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لضبط همزة الوصل بالكسر.

الصواب والرتبة: -اُخْتُتِمَ معرض القاهرة الدولي [فصيحة]
التعليق: تضم همزة الوصل في ماضي مزيد الثلاثي بحرفين أو ثلاثة حين يكون مبنيًّا للمجهول، فالصواب: اُخْتُتِمَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.