Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: هارون

التعبير المأموني

Entries on التعبير المأموني in 1 Arabic dictionary by the author Kâtip Çelebi / Ḥājī Khalīfa, Kashf al-Ẓunūn ʿan Asāmī al-Kutub wa-l-Funūn
التعبير المأموني
أبي محمد: هارون بن العباس البغدادي.
المتوفى: سنة 572.

إِسْكَاف

Entries on إِسْكَاف in 1 Arabic dictionary by the author Yāqūt al-Ḥamawī, Muʿjam al-Buldān
إِسْكَاف:
بالكسر ثم السكون، وكاف، وألف، وفاء: إسكاف بني الجنيد كانوا رؤساء هذه الناحية، وكان فيهم كرم ونباهة فعرف الموضع بهم، وهو إسكاف العليا من نواحي النهروان بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي، وهناك إسكاف السفلى بالنهروان أيضا، خرج منها طائفة كثيرة من أعيان العلماء والكتّاب والعمّال والمحدثين لم يتميزوا لنا، وهاتان الناحيتان الآن خراب بخراب النهروان منذ أيام الملوك السّلجوقيين، كان قد انسدّ نهر النهروان واشتغل الملوك عن إصلاحه وحفره باختلافهم وتطرقها عساكرهم فخربت الكورة بأجمعها، وممن ينسب إليها أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي، روى عنه الدارقطني وأبو بكر بن مردويه، ومات بإسكاف سنة 352، وكان ثقة، وأبو الفضل رزق بن موسى الإسكافي حدث عن يحيى بن سعيد القطان وأنس بن عياض الليثي وسفيان بن عيينة وشبّابة ابن سوّار وسلمة بن عطية، روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن سليمان الباغندي ويحيى بن صاعد والقاضي المحاملي، وكان ثقة، ومنهم: محمد ابن عبد الله أبو جعفر الإسكافي، عداده في أهل بغداد أحد المتكلّمين من المعتزلة له تصانيف، فكان يناظر الحسين بن عليّ الكرابيسي ويتكلّم معه، مات في سنة 204، ومحمد بن يحيى بن هارون أبو جعفر الإسكافي حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطي وعبدة بن عبد الله الصفّار، روى عنه الدارقطني والمعافى بن زكريّاء الجريري، وذكر الدارقطني أنه سمع منه بإسكاف، ومحمد بن عبد المؤمن الإسكافي الخطيب القاضي بها حدث عن الحسن بن محمد بن عبيد العسكري ومحمد ابن المظفّر وأبي بكر الأبهري، وكان ثقة متفقّها في مذهب مالك، روى عنه الخطيب وغيره، وإسمعيل ابن المؤمّل بن الحسين بن إسمعيل الإسكافي أبو غالف، سمع منه أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك الجيلي المعروف بشيذلة شيئا من شعره، وأبو الحسن أحمد بن عمر ابن أحمد الإسكافي سمع منه أبو الحسن محمد بن أحمد ابن محمد النحّاس العطّار وغيره، وغير هؤلاء مذكورون في تاريخ بغداد.

أُشْبُونَة

Entries on أُشْبُونَة in 1 Arabic dictionary by the author Yāqūt al-Ḥamawī, Muʿjam al-Buldān
أُشْبُونَة:
بوزن الذي قبله، إلّا أنّ عوض الراء نون:
وهي مدينة بالأندلس أيضا يقال لها لشبونة، وهي متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط يوجد على ساحلها العنبر الفائق، قال ابن حوقل: هي على مصبّ نهر شنترين إلى البحر، قال: ومن فم النهر وهو المعدن إلى أشبونة إلى شنترة يومان، وينسب إليها جماعة منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن خلف بن عبد الكريم بن سعيد المصمودي من البربر ويعرف بالزاهد الأشبوني، سمع محمد بن عبد الملك ابن أيمن وقاسم بن أصبغ وغيرهما، وكان ضابطا لما كتب ثقة، توفي سنة 360.

أَغْمَات

Entries on أَغْمَات in 1 Arabic dictionary by the author Yāqūt al-Ḥamawī, Muʿjam al-Buldān
أَغْمَات:
ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب مرّاكش، وهي مدينتان متقابلتان كثيرة الخير، ومن ورائها إلى جهة البحر المحيط السّوس الأقصى بأربع مراحل، ومن سجلماسة ثماني مراحل نحو المغرب، وليس بالمغرب، فيما زعموا، بلد أجمع لأصناف من الخيرات ولا أكثر ناحية ولا أوفر حظّا ولا خصبا منها، تجمع بين فواكه الصّرود والجروم، وأهلها فرقتان يقال لإحداهما الموسوية من أصحاب ابن ورصند، والغالب عليهم جفاء الطّبع وعدم الرّقّة، والفرقة الأخرى مالكية حشوية، وبينهما القتال الدائم، وكل فرقة تصلّي في الجامع منفردة بعد صلاة الأخرى، كذا ذكر ابن حوقل التاجر الموصلي في كتابه، وكان شاهدها قديما بعد الثلاثمائة من الهجرة، ولا أدري الآن كيف هي، فقد تداولتهم عدّة دول منها: دولة الملثمين، وكان فيهم جدّ وصلابة في الدين، ثم عبد المؤمن وبنوه، ولهم ناموس يلتزمونه وسياسة يقيمونها لا يثبت معها مثل هذه الأخلاط، والله أعلم. وبين مدينة أغمات ومرّاكش ثلاثة فراسخ هي في سفح جبل هناك، وهي للمصامدة، يدبغ بها جلود تفوق جودة على جميع جلود الدنيا، وتحمل منها إلى سائر بلاد المغرب ويتنافسون فيها، وينسب إليها أبو هارون موسى بن عبد الله بن إبراهيم ابن محمد بن سنان بن عطاء الأغماتي المغربي، رحل إلى الشرق وأوغل حتى بلغ سمرقند، وكان فاضلا وله شعر حسن منه:
لعمر الهوى إنّي، وإن شطّت النّوى، ... لذو كبد حرّى وذو مدمع سكب
فإن كنت في أقصى خراسان ثاويا، ... فجسمي في شرق، وقلبي في غرب
وقال أبو بكر محمد بن عيسى المعروف بابن اللّبّانة يذكر المعتمد بن عبّاد صاحب اشبيلية، وكان لما أزيل أمره وانتزع منه ملكه، حمل إلى أغمات فحبس بها:
أنفض يديك من الدنيا وساكنها، ... فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها الأرضيّ قد كتمت، ... سريرة العالم العلويّ، أغمات

إِلْبِيرَةُ

Entries on إِلْبِيرَةُ in 1 Arabic dictionary by the author Yāqūt al-Ḥamawī, Muʿjam al-Buldān
إِلْبِيرَةُ:
الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل، فهو بوزن إخريطة، وإن شئت بوزن كبريتة، وبعضهم يقول يلبيرة، وربما قالوا لبيرة: وهي كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متصلة بأراضي كورة قبرة، بين القبلة والشرق من قرطبة، بينها وبين قرطبة تسعون ميلا، وأرضها كثيرة الأنهار والأشجار، وفيها عدّة مدن، منها: قسطيلية وغرناطة وغيرهما، تذكر في مواضعها، وفي أرضها معادن ذهب وفضة وحديد ونحاس، ومعدن حجر التوتيا في حصن منها يقال له: شلوبينية. وفي جميع نواحيها يعمل الكتّان والحرير الفائق، وينسب إليها كثير من أهل العلم في كل فن، منهم: أسد بن عبد الرحمن الإلبيري الأندلسي، ولي قضاء البيرة، روى عن الأوزاعي، وكان حيّا بعد سنة خمسمائة، قال ابو الوليد: ومنها ابراهيم بن خالد أبو إسحاق من أهل البيرة، سمع من يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان، ورحل فسمع من سحنون، وهو أحد السبعة الذين سمعوا بإلبيرة في وقت واحد من رواة سحنون، وهم: ابراهيم بن شعيب وأحمد بن سليمان بن أبي الربيع وسليمان بن نصر وابراهيم بن خالد وابراهيم بن خلّاد وعمر بن موسى الكناني وسعيد بن النمر الغافقي، وتوفي ابراهيم بن خلّاد سنة 270، وتوفي أحمد بن سليمان بإلبيرة سنة 287، ومنها أيضا: أحمد بن عمر بن منصور أبو جعفر، إمام حافظ، سمع محمد بن سحنون والربيع بن سليمان الجيزي وعبد الرحمن بن الحكم وغيرهم، مات سنة 312، ومنها: عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن مرداس السّلمي، يكنى أبا مروان، وكان بإلبيرة وسكن قرطبة، ويقال إنه من موالي سليم، روى عن صعصعة بن سلّام والغار بن قيس وزياد بن عبد الرحمن، ورحل وسمع من أبي الماجشون ومطرف ابن عبد الله وابراهيم بن المنذر المغامي وأصبغ بن الفرج وسدر بن موسى وجماعة سواهم، وانصرف إلى الأندلس، وقد جمع علما عظيما. وكان يشاور مع يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان، وله مؤلفات في الفقه والجوامع، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب غريب الحديث، وكتاب تفسير الموطّأ، وكتاب حروب الإسلام، وكتاب المسجدين، وكتاب سيرة الإمام، في مجلدين، وكتاب طبقات الفقهاء من الصحابة والتابعين، وكتاب مصابيح الهدى، وغير ذلك من الكتب المشهورة، ولم يكن له مع ذلك علم بالحديث ومعرفة صحيحه من سقيمه، وذكر أنه كان يتسهّل في سماعه ويحمل على سبيل الإجازة أكثر روايته، وقال ابن وضّاح: قال لي ابراهيم بن المنذر المغاميّ:
أتاني صاحبكم الأندلسي عبد الملك بن حبيب بغرارة مملوءة كتبا، وقال لي: هذا علمك تجيزه لي؟
فقلت: نعم، ما قرأ عليّ منه حرفا ولا قرأته عليه، قال: وكان عبد الملك بن حبيب نحويّا عروضيّا شاعرا حافظا للأخبار والأنساب والأشعار، طويل اللسان متصرّفا في فنون العلم، روى عنه مطرف بن قيس وتقي بن مخلد وابن وضّاح ويوسف بن يحيى العاميّ، وتوفي سنة 238 بعلّة الحصى عن أربع وستين سنة.

أنصنا

Entries on أنصنا in 1 Arabic dictionary by the author Yāqūt al-Ḥamawī, Muʿjam al-Buldān
أَنْصِنَا:
بالفتح ثم السكون، وكسر الصاد المهملة، والنون مقصور: مدينة أزلية من نواحي الصعيد على شرقي النيل، قال ابن الفقيه: وفي مصر في بعض رساتيقها وهو الذي يقال له أنصنا:
 قرية كلّهم مسوخ، منهم رجل يجامع امرأته حجر وامرأة تعجن وغير ذلك، وفيها برابي وآثار كثيرة نذكرها في البرابي، قال المنجمون: مدينة أنصنا طولها إحدى وستون درجة في الإقليم الثالث، وطالعها تسع عشرة درجة من الجدي تحت ثلاث درجات من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت حياتها ثلاث درج من الحمل، بيت عاقبتها ثلاث درج من الميزان، وقال أبو حنيفة الدينوري: ولا ينبت اللّبخ إلا بأنصنا، وهو عود تنشر منه الألواح للسّفن، وربما أرعف ناشرها، ويباع اللّوح منها بخمسين دينارا ونحوها، وإذا اشتدّ منها لوح بلوح وطرح في الماء سنة التأما وصارا لوحا واحدا، هذا آخر كلامه، وقد رأيت أنا اللبخ بمصر وهو شجر له ثمر يشبه البلح في لونه وشكله ويقرب طعمه من طعمه وهو كثير ينبت في جميع نواحي مصر، وينسب إلى أنصنا قوم من أهل العلم، منهم: أبو طاهر الحسين بن أحمد بن حيّون الأنصناوي مولى خولان، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان بن هاشم الأنصناوي المعروف بالطبري، روى عن أبي عليّ هارون بن عبد العزيز الأنباري المعروف بالأوارجي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الناقد بمصر.

أَنْطاكِيَة

Entries on أَنْطاكِيَة in 1 Arabic dictionary by the author Yāqūt al-Ḥamawī, Muʿjam al-Buldān
أَنْطاكِيَة:
بالفتح ثم السكون، والياء مخففة، وليس في قول زهير:
علون بأنطاكيّة، فوق عقمة ... وراد الحواشي، لونها لون عندم
وقول امرئ القيس:
علون بأنطاكيّة، فوق عقمة، ... كجرمة نخل أو كجنّة يثرب
دليل على تشديد الياء لأنها للنسبة وكانت العرب إذا أعجبها شيء نسبته إلى أنطاكية، قال الهيثم بن عدي:
أول من بنى أنطاكية انطيخس وهو الملك الثالث بعد الإسكندر، وذكر يحيى بن جرير المتطبب التكريتي:
أن أول من بنى أنطاكية انطيغونيا في السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمها فأتمها بعده سلوقوس، وهو الذي بنى اللاذقية وحلب والرّها وأفامية، وقال في موضع آخر من كتابه: بنى الملك أنطيغونيا على نهر أورنطس مدينة وسماها أنطيوخيا وهي التي كمّل سلوقوس بناءها وزخرفها وسماها على اسم ولده انطيوخوس وهي أنطاكية، وقال بطليموس:
مدينة أنطاكية طولها تسع وستون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان وثلاثين دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها درجتان ونصف من الحوت، تحكم فيه كفّ الخضيب وهي في الإقليم الرابع، وقيل: إن أول من بناها وسكنها أنطاكية بنت الروم بن اليقن (اليفز) بن سام بن نوح، عليه السلام، أخت أنطالية، باللام، ولم تزل أنطاكية قصبة العواصم من الثغور الشامية، وهي من أعيان البلاد وأمهاتها، موصوفة بالنزاهة والحسن وطيب الهواء وعذوبة الماء وكثرة الفواكه وسعة الخير.
وقال ابن بطلان في رسالة كتبها إلى بغداد إلى أبي الحسن هلال بن المحسن الصابي في سنة نيف وأربعين وأربعمائة، قال فيها: وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية، وبينهما يوم وليلة، فوجدنا المسافة التي بين حلب وأنطاكية عامرة لا خراب فيها أصلا، ولكنها أرض تزرع الحنطة والشعير تحت شجر الزيتون، قراها متصلة ورياضها مزهرة ومياهها منفجرة، يقطعها المسافر في بال رخيّ وأمن وسكون. وأنطاكية: بلد عظيم ذو سور وفصيل، ولسوره ثلاثمائة وستون برجا يطوف عليها بالنوبة أربعة آلاف حارس ينفذون من القسطنطينية من حضرة الملك يضمنون حراسة البلد سنة، ويستبدل بهم في السنة الثانية، وشكل البلد كنصف دائرة قطرها يتصل بجبل، والسور يصعد مع الجبل إلى قلّته فتتم دائرة، وفي رأس الجبل داخل السور قلعة تبين لبعدها من البلد صغيرة، وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية، وللسور المحيط بها دون الجبل خمسة أبواب، وفي وسطها بيعة القسيان، وكانت دار قسيان الملك الذي أحيا ولده فطرس رئيس الحواريين، وهو هيكل طوله مائة خطوة وعرضه ثمانون، وعليه كنيسة على أساطين، وكان يدور الهيكل أروقة يجلس عليها القضاة للحكومة ومتعلمو النحو اللّغة، وعلى أحد أبواب هذه الكنيسة فنجان للساعات يعمل ليلا ونهارا دائما اثنتي عشرة ساعة وهو من عجائب الدنيا، وفي أعلاه خمس طبقات في الخامسة منها حمّامات وبساتين ومناظر حسنة تخرّ منها المياه، وعلّة ذلك أن الماء ينزل عليها من الجبل المطلّ على المدينة، وهناك من الكنائس ما لا يحدّ كلها معمولة بالذهب والفضة والزجاج الملوّن والبلاط المجزّع، وفي البلد بيمارستان يراعي البطريك المرضى فيه بنفسه ويدخل المجذّمين الحمام في كل سنة فيغسل شعورهم بيده، ومثل ذلك يفعل الملك بالضعفاء كل سنة ويعينه على خدمتهم الأجلّاء من الرؤساء والبطارقة التماس التواضع، وفي المدينة من الحمامات ما لا يوجد مثله في مدينة أخرى لذاذة وطيبة لأن وقودها الآس ومياهها تسعى سيحا بلا كلفة، وفي بيعة القسيان من الخدم المسترزقة ما لا يحصى، ولها ديوان لدخل الكنيسة وخرجها، وفي الديوان بضعة عشر كاتبا، ومنذ سنة وكسر وقعت في الكنيسة صاعقة وكانت حالها أعجوبة وذلك أنه تكاثرت الأمطار في آخر سنة 1362 للإسكندر الواقع في سنة 442 للهجرة، وتواصلت أكثر أيام نيسان، وحدث في الليلة التي صبيحتها يوم السبت الثالث عشر من نيسان رعد وبرق أكثر مما ألف وعهد، وسمع في جملته أصوات رعد كثيرة مهولة أزعجت النفوس، ووقعت في الحال صاعقة على صدفة مخبأة في المذبح الذي للقسيان ففلقت من وجه النّسرانية قطعة تشاكل ما قد نحت بالفأس والحديد الذي تنحت به الحجارة، وسقط صليب حديد كان منصوبا على علوّ هذه الصدفة وبقي في المكان الذي سقط فيه وانقطع من الصدفة أيضا قطعة يسيرة، ونزلت الصاعقة من منفذ في الصدفة وتنزل فيه إلى المذبح سلسلة فضة غليظة يعلّق فيها الثّميوطون، وسعة هذا المنفذ إصبعان، فتقطعت السلسلة قطعا كثيرة وانسبك بعضها ووجد ما انسبك منها ملقى على وجه الأرض، وسقط تاج فضة كان معلقا بين يدي مائدة المذبح، وكان من وراء المائدة في غربيّها ثلاثة كراس خشبية مربّعة مرتفعة ينصب عليها ثلاثة صلبان كبار فضة مذهبة مرصّعة، وقلع قبل تلك الليلة الصليبان الطّرفيّان ورفعا إلى خزانة الكنيسة وترك الوسطاني على حاله فانكسر الكرسيان الطرفيان وتشظّيا وتطايرت الشظايا إلى داخل المذبح وخارجه من غير أن يظهر فيها أثر حريق كما ظهر في السلسلة، ولم ينل الكرسي الوسطاني ولا الصليب الذي عليه شيء، وكان على كل واحد من الأعمدة الأربعة الرخام التي تحمل القبة الفضة التي تغطي مائدة المذبح ثوب ديباج ملفوف على كل عمود فتقطّع كل واحد منها قطعا كبارا وصغارا، وكانت هذه القطع بمنزلة ما قد عفن وتهرّأ، ولا يشبه ما قد لا مسته نار ولا ما احترق، ولم يلحق المائدة ولا شيئا من هذه الملابس التي عليها ضرر ولا بان فيها أثر، وانقطع بعض الرخام الذي بين يدي مائدة المذبح مع ما تحته من الكلس والنّورة كقطع الفأس، ومن جملته لوح رخام كبير طفر من موضعه فتكسر إلى علوّ تربيع القبة الفضة التي تغطي المائدة وبقيت هناك على حالها، وتطافرت بقية الرخام إلى ما قرب من المواضع وبعد، وكان في المجنّبة التي للمذبح بكرة خشب فيها حبل قنّب مجاور للسلسلة الفضة التي تقطعت وانسبك بعضها معلّق فيها طبق فضة كبير عليه فراخ قناديل زجاج بقي على حاله ولم ينطفئ شيء من قناديله ولا غيرها ولا شمعة كانت قريبة من الكرسيين الخشب ولا زال منها شيء وكان جملة هذا الحادث مما يعجب منه، وشاهد غير واحد في داخل أنطاكية وخارجها في ليلة الاثنين الخامس من شهر آب من السنة المقدم ذكرها في السماء شبه كوّة ينور منها نور ساطع لامع ثم انطفأ وأصبح الناس يتحدّثون بذلك، وتوالت الأخبار بعد ذلك بأنه كان في أول نهار يوم الاثنين في مدينة عنجرة، وهي داخل بلاد الروم على تسعة عشر يوما من أنطاكية، زلزلة مهولة تتابعت في ذلك اليوم وسقط منها أبنية كثيرة وخسف موضع في ظاهرها، وكان هناك كنيسة كبيرة وحصن لطيف غابا حتى لم يبق لهما أثر، ونبع من ذلك الخسف ماء حارّ شديد الحرارة كثير المنبع المتدفّق، وغرق منه سبعون ضيعة، وتهارب خلق كثير من تلك الضياع إلى رؤوس الجبال والمواضع المرتفعة فسلموا وبقي ذلك الماء على وجه الأرض سبعة أيام، وانبسط حول هذه المدينة مسافة يومين ثم نضب وصار موضعه وحلا، وحضر جماعة ممن شاهد هذه الحال فحدّثوا بها أهل أنطاكية على ما سطرته، وحكوا أن الناس كانوا يصعدون أمتعتهم إلى رأس الجبل فيضطرب من عظم الزلزلة فيتدحرج المتاع إلى الأرض، وفي ظاهر البلد نهر يعرف بالمقلوب يأخذ من الجنوب إلى الشمال وهو مثل نهر عيسى وعليه رحى ويسقي البساتين والأراضي، آخر ما كتبناه من كتاب ابن بطلان، وبين أنطاكية والبحر نحو فرسخين ولها مرسى في بليد يقال له السّويديّة ترسو فيه مراكب الأفرنج يرفعون منه أمتعتهم على الدواب إلى أنطاكية، وكان الرشيد العباسي قد دخل أنطاكية في بعض غزواته فاستطابها جدا وعزم على المقام بها، فقال له شيخ من أهلها:
ليست هذه من بلدانك يا أمير المؤمنين، قال:
وكيف؟ قال: لأن الطيب الفاخر فيها يتغيّر حتى لا ينتفع به والسلاح يصدأ فيها ولو كان من قلعيّ الهند، فصدقه في ذلك فتركها ودفع عنها. وأما فتحها فإن أبا عبيدة بن الجراح سار إليها من حلب وقد تحصن بها خلق كثير من أهل جند قنّسرين فلما صار بمهروية على فرسخين من مدينة أنطاكية لقيه جمع من العدوّ ففضّهم وألجأهم إلى المدينة وحاصر أهلها من جميع نواحيها، وكان معظم الجيش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر، ثم إنهم صالحوه على الجزية أو الجلاء فجلا بعضهم وأقام بعض منهم فأمنهم ووضع على كل حالم دينارا وجريبا، ثم نقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيدة عياض بن غنم وحبيب بن مسلمة ففتحاها على الصلح الأول، ويقال: بل نقضوا بعد رجوع أبي عبيدة إلى فلسطين فوجّه عمرو بن العاص من إيلياء ففتحها ورجع ومكث يسيرا حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح، ثم انتقل إليها قوم من أهل حمص وبعلبك مرابطة، منهم: مسلم بن عبد الله جدّ عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي، وكان مسلم قتل على باب من أبوابها فهو يعرف بباب مسلم إلى الآن، وذلك أن الروم خرجت من البحر فأناخت على أنطاكية وكان مسلم على السور فرماه علج بحجر فقتله، ثم إن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصيّر إليهم الفلثر بدينار ومدّي قمح فعمّروها، وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية، والفلثر: مقدار من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفدّان والجريب، ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغرا من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن ملكوا الثغور المصّيصة وطرسوس واذنة واستمرت في أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قتلمش السّلجوقي جدّ ملوك آل سلجوق اليوم في سنة 477، وسار شرف الدولة مسلم بن قريش من حلب إلى سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 478، وكتب سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان يخبّره بفتحها فسرّ به وأمر بضرب البشائر، فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه:
لمعت، كناصية الحصان الأشقر، ... نار بمعتلج الكثيب الأحمر
وفتحت أنطاكيّة الروم، التي ... نشزت معاقلها على الإسكندر
وطئت مناكبها جيادك، فانثنت ... تلقي أجثّتها بنات الأصفر
فاستقام أمرها وبقيت في أيدي المسلمين إلى أن ملكتها الأفرنج من واليها بغيسغان التّركي بحيلة تمّت عليه وخرج منها فندم ومات من الغبن قبل أن يصل إلى حلب، وذلك في سنة 491، وهي في أيديهم إلى الآن، وبأنطاكية قبر حبيب النّجّار يقصد من المواضع البعيدة وقبره يزار، ويقال إنه نزلت فيه: وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى، قال يا قوم اتبعوا المرسلين، وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم وغيرهم، منهم:
عمر بن عليّ بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد ابن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف ابن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران ابن عتيك بن الأزد أبو حفص العتكي الأنطاكي الخطيب صاحب كتاب المقبول، سمع أبا بكر الخرائطي والحسن بن عليّ بن روح الكفرطابي ومحمد ابن حريم وأبا الحسن بن جوصا، سمع منهم ومن غيرهم بدمشق، وقدم مرّة أخرى في سنة 359 مستنفرا، فحدّث بها وبحمص عن جماعة كثيرة، روى عنه عبد الوهاب الميداني ومسدّد بن علي الأملوكي وغيرهما، وكتب عنه أبو الحسين الرازي وعثمان بن عبد الله بن محمد بن خرداذ الأنطاكي أبو عمرو محدّث مشهور له رحلة، سمع بدمشق محمد بن عائذ وأبا نصر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن هشام بن يحيى ودحيما وهشام بن عمّار وسعيد بن كثير بن عفير وأبا الوليد الطيالسي وشيبان بن فرّوخ وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعفّان بن مسلم وعلي بن الجعد وجماعة سواهم، روى عنه أبو حاتم الرازي وهو أكبر منه وأبو الحسن بن جوصا وأبو عوانة الأسفراييني وخيثمة بن سليمان وغيرهم، وكان من الحفاظ المشهورين، وقال أبو عبد الله الحاكم عثمان بن خرداذ: ثقة مأمون، وذكر دحيم أنه مات بأنطاكية في المحرم سنة 282، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق أبو يحيى الأزدي، ويقال العجلي الأنطاكي الفقيه المقري، قرأ القرآن بدمشق على هارون بن موسى بن شريك الأخفش، وقرأ على عثمان بن خرداذ ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي المعروف بقنبل وغيرهما، وصنف كتابا يشتمل على القراءات الثماني، وحدّث عن آخرين، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني وأبو الحسين بن جميع وغيرهما، ومات بأنطاكية سنة 338، وقيل: في شعبان سنة تسع.

أُوْدَنة

Entries on أُوْدَنة in 1 Arabic dictionary by the author Yāqūt al-Ḥamawī, Muʿjam al-Buldān
أُوْدَنة:
قال أبو سعد: بضم الألف، وسكون الواو، وفتح الدال المهملة، والنون، والهاء: قرية من قرى بخارى، منها: إمام أصحاب الحديث أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن نصر بن ورقاء الأودني إمام أصحاب الشافعي في عصره، توفي ببخارى في شهر ربيع الأول سنة 385، والفقيه أبو سليمان داود بن محمد بن موسى بن هارون الأودني الحنفي يروي عن عبد الرحمن بن أبي الليث وكان إماما، قلت: وأنا احسب أن هذه والتي قبلها واحدة وإنما اختلفت الرواية في ضم الهمزة وفتحها.

باجَدّا

Entries on باجَدّا in 1 Arabic dictionary by the author Yāqūt al-Ḥamawī, Muʿjam al-Buldān
باجَدّا:
بفتح الجيم، وتشديد الدال، والقصر: قرية كبيرة بين رأس عين والرّقّة. قال أحمد بن الطيب:
عليها سور، وكان مسلمة بن عبد الملك أقطع موضعها رجلا من أصحابه يقال له أسيد السّلمي، فبناها وسوّرها، وفيها بساتين تسقيها عين تنبع من وسطها يشرب منها الناس، وما فضل يسقي زروعها، وهي قرب حصن مسلمة بن عبد الملك، منها: محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد الحرّاني، يعرف بابن تيميّة، وهو اسم لجدّته، وكانت واعظة البلد، يعرف بالباجدّاي، وكان شيخا معظّما بحرّان وخطيبها وواعظها ومفتيها، ولأهل حرّان فيه اعتقاد طاهر صالح، وكان نافذ الأمر فيهم مطاعا. سمع الحديث ورواه، ولي منه إجازة، ورأيته غير مرّة، ومات سنة 621 وقد أسنّ.
وباجدّا أيضا من قرى بغداد، ينسب إليها أبو الحسين سلامة بن سليمان بن أيوب بن هارون السّلمي الباجدّاي، حدث ببغداد عن أبي يعلى الموصلي وعليّ بن عبد الحميد الغضائري وأبي عروبة الحرّاني، روى عنه أبو الحسن بن رزقويه.
Twitter/X
Volunteers needed (having reasonably advanced knowledge of Arabic, and relatively good English): There are 20-40 dictionaries that can be added to The Arabic Lexicon once the digital versions are reviewed and any necessary corrections carried out (sometimes this can be done in a few hours). If you're interested, please email me at this address: contact@hawramani.com.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.