Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: صهب

عَكَّ 

Entries on عَكَّ  in 1 Arabic dictionary by the author Ibn Fāris, Maqāyīs al-Lugha
(عَكَّ) الْعَيْنُ وَالْكَافُ أُصُولٌ صَحِيحَةٌ ثَلَاثَةٌ: أَحَدُهَا اشْتِدَادُ الْحَرِّ، وَالْآخَرُ الْحَبْسُ، وَالْآخَرُ جِنْسٌ مِنَ الضَّرْبِ.

فَالْأَوَّلُ الْعَكَّةُ: الْحَرُّ، فَوْرَةٌ شَدِيدَةٌ فِي الْقَيْظِ، وَذَلِكَ أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ حِينَ تَرْكُدُ الرِّيحُ. وَيُقَالُ: أَكَّةٌ بِالْهَمْزَةِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: هَذِهِ أَرْضٌ عَكَّةٌ وَعُكَّةٌ. قَالَ:

بِبَلْدَةِ عُكَّةٍ لَزِجٍ نِدَاهَا قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: عَكَّ يَوْمُنَا، إِذَا سَكَنَتْ رِيحُهُ وَاشْتَدَّ حَرُّهُ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعُكَّةُ: شِدَّةُ الْحَرِّ مَعَ لَثَقٍ وَاحْتِبَاسِ رِيحٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعُكَّةُ أَيْضًا: رَمْلَةٌ حَمِيَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ.

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْعُكَّةُ: بِلَّةٌ تَكُونُ بِقُرْبِ الْبَحْرِ، طَلٌّ وَنَدًى يُصِيبُ بِاللَّيْلِ; وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَ حَرٍّ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: " إِذَا طَلَعَتِ الْعُذْرَةُ، فَعُكَّةٌ بُكْرَةٌ، عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَلَيْسَ بِعُمَانَ بُسْرَةٌ، وَلَا لِأَكَّارٍ بِهَا بَذْرَةٌ ". قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَوْمٌ عَكٌّ أَكٌّ: شَدِيدُ الْحَرِّ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي أَسْجَاعِهَا: " إِذَا طَلَعَ السِّمَاكُ، ذَهَبَتِ الْعِكَاكُ، وَقَلَّ عَلَى الْمَاءِ اللِّكَاكُ ". وَيَوْمٌ ذُو عَكِيكٍ، أَيْ حَارٌّ. قَالَ طَرَفَةُ:

تَطْرُدُ الْقُرَّ بِحَرٍّ سَاخِنٍ ... وَعَكِيكَ الْقَيْظِ إِنْ جَاءَ بِقُرٍّ

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِبِلٌ مَعْكُوكَةٌ، أَيْ مَحْبُوسَةٌ. وَعُكَّ فُلَانٌ حُبِسَ. قَالَ رُؤْبَةُ:

يَا ابْنَ الرَّفِيعِ حَسَبًا وَبُنْكَا ... مَاذَا تَرَى رَأْيَ أَخٍ قَدْ عُكَّا وَمِنَ الْبَابِ عَكَكْتُهُ بِكَذَا أَعُكُّهُ عَكًّا، أَيْ مَاطَلْتُهُ. وَمِنْهُ عَكَّنِي فُلَانٌ بِالْقَوْلِ، إِذَا رَدَّدَهُ عَلَيْكَ حَتَّى يُتْعِبَكَ.

وَمِنَ الْبَابِ: الْعُكَّةُ لِلسَّمْنِ: أَصْغَرُ مِنَ الْقِرْبَةِ، وَالْجَمْعُ عُكَكٌ وَعِكَاكٌ. وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ السَّمْنَ يُجْمَعُ فِيهَا كَمَا يُحْبَسُ الشَّيْءُ.

وَمِنَ الْبَابِ: الْعَكَوَّكُ: الْقَصِيرُ الْمُلَزَّزُ الْخَلْقِ، أَيِ الْقَصِيرُ. قَالَ:

عَكَوَّكًا إِذَا مَشَى دِرْحَايَهْ

وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بِعُكَّةِ السَّمْنِ. وَالْعَكَوَّكَانُ، مِثْلُ الْعَكَوَّكِ. قَالَ:

عَكَوَّكَانُ وَوَآةٌ نَهْدَهُ

وَمِنَ الْبَابِ الْمِعَكُّ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي يَجْرِي قَلِيلًا ثُمَّ يَحْتَاجُ إِلَى الضَّرْبِ، وَهُوَ مِنْ الِاحْتِبَاسِ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الثَّالِثُ فَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَكَّهُ بِالسَّوْطِ، أَيْ ضَرَبَهُ. وَ [يُقَالُ] : عَكَّهُ وَصَكَّهُ. وَمِنَ الْبَابِ عَكَّتْهُ الْحُمَّى، أَيْ كَسَرَتْهُ. قَالَ:

وَهَمٍّ تَأْخُذُ النُّجَوَاءُ مِنْهُ ... تَعُكُّ بِصَالِبٍ أَوْ بِالْمُلَالِ

وَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ، كَأَنَّهَا ذُكِرَتْ بِذَلِكَ لِحَرِّهَا. وَيُقَالُ فِي بَابِ الضَّرْبِ: عَكَّهُ بِالْحُجَّةِ، إِذَا قَهَرَهُ بِهَا. وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْبَابِ أَنَّ عُكَّةَ الْعِشَارِ: لَوْنٌ يَعْلُوهَا مِنْ صُهْبَــةٍ فِي وَقْتٍ أَوْ رُمْكَةٍ فِي وَقْتٍ. وَأَنَّ فُلَانًا قَالَ: ائْتَزَرَ فُلَانٌ إِزْرَةً عَكَّى وَكَّى. وَكُلُّ هَذَا مِمَّا لَا مَعْنَى لَهُ وَلَا مُعَرَّجَ عَلَيْهِ.

وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ الْخَلِيلِ بَعْضُ مَا يُقَارِبُ هَذَا: أَنَّ الْعَكَنْكَعَ: الذَّكَرُ الْخَبِيثُ مِنَ السَّعَالِي. وَأَنْشَدَ:

كَأَنَّهَا وَهُوَ إِذَا اسْتَبَّا مَعًا ... غُولٌ تُدَاهِي شَرِسًا عَكَنْكَعَا

وَهَذَا قَرِيبٌ فِي الضَّعْفِ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ. وَأَرَى كِتَابَ الْخَلِيلِ إِنَّمَا تَطَامَنَ قَلِيلًا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لِمِثْلِ هَذِهِ الْحِكَايَاتِ.

هَبَّ 

Entries on هَبَّ  in 1 Arabic dictionary by the author Ibn Fāris, Maqāyīs al-Lugha
(هَبَّ) الْهَاءُ وَالْبَاءُ مُعْظَمُ بَابِهِ الِانْتِبَاهُ وَالِاهْتِزَازُ وَالْحَرَكَةُ، وَرُبَّمَا دَلَّ عَلَى رِقَّةِ شَيْءٍ.

الْأَوَّلُ هَبَّتِ الرِّيحُ تَهُبُّ هُبُوبًا. وَهَبَّ النَّائِمُ يَهُبُّ هَبَّا. وَمِنْ أَيْنَ هَبَبْتَ يَا فُلَانُ، كَأَنَّهُ قَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ، مِنْ أَيْنَ انْتَبلَنَا. وَحُكِيَ عَنْ يُونُسَ: غَابَ فُلَانٌ ثُمَّ هَبَّ. وَيَقُولُونَ: هَبَّ يَفْعَلُ كَذَا، كَمَا يُقَالُ: طَفِقَ يَفْعَلُ. وَهَزَزْتُ السَّيْفَ فَهَبَّ هَبَّةً. وَهَبَّتُهُ: هِزَّتُهُ وَمَضَاؤُهُ فِي ضَرِيبَتِهِ. وَسَيْفٌ ذُو هَبَّةٍ. وَهَبَّ الْبَعِيرُ فِي السَّيْرِ: نَشِطَ، هِبَابًا. قَالَ لَبِيَدٌ:

فَلَهَا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَا ... صَهْبَــاءُ رَاحَ مَعَ الْجَنُوبِ جَهَامُهَا

وَهَبَّ التَّيْسُ لِلسِّفَادِ هَبِيبًا، وَاهْتَبَّ، وَهُوَ مِهْبَابٌ. وَهَبْهَبْتُ بِهِ: دَعْوَتُهُ لِيَنْزُوَ. وَيُقَالُ الْهَبْهَبِيُّ: الرَّاعِي ; وَالْفَتَى السَّرِيعُ فِي الْخِدْمَةِ هَبْهَبِيٌّ. وَيَقُولُونَ: عِشْنَا بِذَاكَ هِبَّةً مِنَ الدَّهْرِ، أَيْ سَنَةً وَوَقْتًا هَبَّ لَنَا.

وَالْبَابُ الْآخَرُ تَهَبَّبَ الثَّوْبُ: بَلِيَ. وَيُقَالُ لِقِطَعِ الثَّوْبِ: هِبَبٌ. وَهَبْهَبَ السَّرَابُ: تَرَقْرَقَ. وَالْهَبْهَابُ: السَّرَابُ. وَمَا أَقْرَبَ هَذَا مِنَ الْأَوَّلِ. وَمِمَّا يُشْكِلُ عِنْدِي مَعْنَاهُ قَوْلُهُمْ: هَبْهُ فَعَلَ كَذَا، وَهَبْنِي فَعَلْتُهُ، وَظَنَنْتُ أَنَّ هَذَا مِنْ بَابِ وَهَبَ لِأَنَّ اللَّفْظَةَ عَلَى هَذَا تَدُلُّ، وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ مُشْكِلٌ. وَيَقُولُونَ لِلْخَيْلِ: هَبِي، أَيْ أَقْبِلِي. وَهَذِهِ حِكَايَةُ صَوْتٍ.

خَمط

Entries on خَمط in 2 Arabic dictionaries by the authors Murtaḍa al-Zabīdī, Tāj al-ʿArūs fī Jawāhir al-Qamūs and Ibn Sīda al-Mursī, Al-Muḥkam wa-l-Muḥīṭ al-Aʿẓam
(خَ م ط)

خَمَط اللَّحم يَخْمطه خَمْطا، فَهُوَ خَمِيط: شواه، وَقيل: شَواه فَلم ينضجه.

وخَمَطَ الحَمَل والجَدْي، يَخمِطه خَمْطاً، وَهُوَ خَميط: سَلَخه وشَواه.

وَقيل: الخَمْط بالنَّار، والشَّمط بِالْمَاءِ.

والخَمَّاطُ: الشَّوَّاءُ، قَالَ رُؤْبة: شكّ المَشَاوِي نقد الخَمّاطِ ورَجُلٌ خمّاط: سَمّاط.

والخَمْطة: ريح نَوْر الكَرْم وَمَا أشبهه ممّا لَهُ ريحٌ طيِّبة، وَلَيْسَت بشديدة الذَّكاء.

والخَمْطةُ: الْخمر الَّتِي أخذت ريحًا.

وَقَالَ اللِّحيانيّ: الخَمطةُ: الَّتِي قد أخذت شَيْئا من الرِّيح كرِيح النَّبِق والتُّفّاحِ.

وَقيل: الخَمْطة: الحامضةُ مَعَ رِيح، قَالَ أَبُو ذُؤَيب:

عُقارٌ كمَاء التِّيّ لَيستْ بخَمْطةٍ وَلَا خَلّة يَكْوِى الوُجوه شِهابُهاَ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخَمطةُ: الخَمرة الَّتِي أعَجِلت عَن اسْتحكام رِيحهَا فاخذت ريحَ الْإِدْرَاك، كريح التُّفّاح وَلم تدْرك بعد.

ولَبن خْمطٌ، وخامطٌ: طِّيبُ الرِّيح كَرِيح النَّبق والتُّفّاح.

وَكَذَلِكَ سقاء خامطٌ، خَمَطَ يَخْمُط خَمْطا وخُموطا، وخَمِط خَمَطاً.

وخَمْطَتُه وخمطته: رَائِحَته.

وَقيل: خَمَطُه: أَن يَصير كالخِطْميّ إِذا لجَّنه وأوْخَفه.

وَقيل: الخَمطُ: الحامض. وَقيل: هُوَ المُرُّ من كُل شَيْء.

وَقيل: الخَمْط: كُلُّ نبت قد أَخذ طعماً من مَرارة، قَالَ خَالِد بن زُهَيْر الهُذليّ:

فَلَا تَسبقنَ الناسَ منّي بخَطمَةٍ من السُّمِّ مَذْرورٍ عَلَيْهَا ذُرُورهَا

قَالَ الشكري: عَنى بالخَمْطِة: اللَّوم وَالْكَلَام الْقَبِيح.

وأرضٌ خَمْطة، وخَمِطة: طيّبة الرَّائِحَة، وَقد خَمِطَتْ وخَمَطَ السقاء خَمْطا وخَمَطا، فَهُوَ خَمِط: تغيرَّت رَائِحَته، ضدٌّ.

سِيبَوَيْهٍ: وَهِي الخَمْطة.

وخَمِط الرَّجلُ وتَخّمط: غَضِب وثار، قَالَ:

إِذا تَّخمطَ جبّارٌ ثَنَوه إِلَى مَا يَشتهون وَلَا يُثْنَوْن إِن خَمِطُوا

والتخمُّط: التَّكبُّر، قَالَ:

إِذا رَأَوْا من مَلِكٍ تخمُّطا أَو خَنْزواناً ضَربوه ماخَطاَ

وبَحْرْ خَمِطُ الأمواج: مُضَّطربها، قَالَ سُويدُ بن أبي كَاهِل:

ذُو عُبَاب زَبدٍ آذِيُّهُ خَمِطُ التيار يَرْمى بالقَلَعْ

يَعْنِي بالقلَع: الصَّخر، أَي: يرْمى بالصَّخرة الْعَظِيمَة.

والخَمْط: الحَمْلُ القليلُ من كُل شَجَرَة.

والخَمط: شجر مثل السِّدْر، وحَمله كالتوت.

وَقيل: هُوَ ضَرب من الأرَاك لَهُ حَمْل يُؤْكَل.

وَقيل: هُوَ ثَمر الاراك.

وَقيل: شَجرٌ لَهُ شَوْك، وَفِي التَّنْزِيل: (ذواتي أكُلٍ خَمْطٍ) .

وَقيل: الخَمط، هُنَا: شجر قاتلٌ، أَو سُمّ قَاتل. 
خَمط
خَمَطَ اللَّحْمَ يَخْمِطُه خَمْطاً: شَواهُ، أَو شَواهُ فلمْ يُنْضِجُه. فَهُوَ خَميطٌ. وخَمَطَ الحَمَلَ، والشَّاةَ، والجَدْيَ يَخْمِطُه خَمْطاً: سَلَخَهُ ونَزَعَ جِلْدَهُ وشَواه، فَهُوَ خَميطٌ. قالَ الجَوْهَرِيّ: فإنْ نَزَعَ عَنهُ شَعْرَهُ وشَواهُ فسَميطٌ، وَهَذَا قَدْ يَأْتِي بَيانُه فِي س م ط وإيرادُه هُنَا مُخالِفٌ لصَنيعِهِ. وقولُه شَعرَه هَكَذا هُوَ فِي نُسَخِ الصّحاح، ومثلُه فِي العُبَاب واللّسَان، ووجَدْتُ فِي هامِشِ نُسخَةِ الصّحاح، صوابُه: صُوفه. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَمَطْتُ الجَدْيَ، إِذا سَمَطْتَه وشَوَيْتَه، فَهُوَ خَميطٌ ومَخْموطٌ.
قالَ: وَقَالَ بعضُ أَهلِ اللُّغَةِ: الخَميطُ: المَشْوِيُّ بجِلْدِه. وَفِي اللّسَان: وقِيل الخَمْطُ بالنَّارِ، والسَّمْطُ بالماءِ. وخَمَطَ اللَّبَنَ يَخْمِطُه ويَخْمُطُه، من مَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ، خَمْطاً، إِذا جَعَلَه فِي سِقاءٍ. عَن ابنِ عبَّادٍ. والخَمَّاطُ، كشَدَّادٍ: الشَّوَّاءُ، قالَ رُؤْبَةُ: شاكٍ يَشُكُّ خَلَلَ الآباطِ شَكَّ المَشَاوِي نَقَدَ الخَمَّاطِ أَرادَ بالمَشَاوِي: السَّفافِيدَ تُدْخَلُ فِي خَلَلِ الآبَاطِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَمْطَةُ: ريحُ نَوْرِ العِنَبِ، والَّذي فِي العَيْن: ريحُ نَوْرِ الكَرْمِ وَمَا أَشْبَهه، ممَّا لَهُ رِيحٌ طَيِّبةٌ. وَلَيْسَت بالشَّديدَةِ الذَّكَاءِ طِيباً.)
والخَمْطَة: الخَمْرُ الَّتِي أَخَذَتْ رِيحاً، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: أَخَذَت ريحَ الأَرَاكِ، كرِيحِ التُّفَّاحِ، وَلم تُدْرِكْ بَعْدُ. انْتَهَى. وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: أَخَذَت شَيْئا من الرِّيحِ، كريحِ النَّبِقِ، والتُّفَّاح، يُقَالُ: خَمِطَتْ الخَمْرُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الخَمْطَةُ: أَوَّلُ مَا تَبْتَدئُ فِي الحُموضَةِ قبلَ أَنْ تَشْتَدَّ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الخَمْطَة: الخمرَةُ الَّتِي أُعْجِلَت عَن اسْتِحْكامِ رِيحِها فأَخَذَت ريحَ الأَرَاكِ وَلم تُدْرِكْ بعدُ، أَو هِيَ الحامِضَةُ، كَذَا فِي الصّحاح، وَهُوَ قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ، وزادَ غيرُه: مَعَ رِيحٍ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(عُقَارٌ كمَاءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بخَمْطَةٍ ... وَلَا خَلَّةٍ يَكْوِي الوُجُوهَ شِهابُها)
أَرادَ عَتيقةً، ولذلكَ قالَ: ليستْ بخَمْطَةٍ. وَقَالَ السُّكَّرِيُّ فِي شرحِ البَيْت: الخَمْطَةُ: الَّتِي أَخَذَت رِيحاً، والخَلَّةُ: الحامِضَةُ، وقِيل: الخَمْطَةُ: الَّتِي حينَ أَخَذَ الطَّعْمُ فِيهَا. ولَبَنٌ خَمْطٌ وخَمْطَةٌ وخامِطٌ: طَيِّبُ الرِّيح، أَو الَّذي أَخَذَ رِيحاً كريحِ النَّبِقِ أَو التُّفَّاحِ. قالَ اليَزيدِيُّ: الخامِطُ: الَّذي يُشْبِه رِيحُه ريحَ التُّفَّاحِ، وكَذلِكَ الخَمْطُ أَيْضاً، قالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(وَمَا كنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكونَ مَنِيَّتِي ... ضَرِيبَ جِلاَدِ الشَّوْلِ خَمْطاً وصَافِيَا)
وَفِي التَّهذيب: قالَ اللَّيْثُ: لَبَنٌ خَمْطٌ، وَهُوَ الَّذي يُحْقَنُ فِي السِّقاءِ ثمَّ يُوضَعُ عَلَى حَشيشٍ حتَّى يأْخُذَ من ريحِه فيكونَ خَمْطاً طَيِّبَ الرِّيحِ طَيِّب الطَّعْمِ. ونقَلَ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيُّ عَن أَبي عُبَيْدَة، كَذَا فِي العُبَاب وَفِي الصّحاح عَن أَبي عُبَيْدٍ: أَنَّ اللَّبَنَ إِذا ذَهَبَ عَنهُ حَلاوَةُ الحَلَب وَلم يتَغَيَّرَ طَعْمُه فَهُوَ سامِطٌ، وإِنْ أَخَذَ شَيْئا من الرِّيحِ فَهُوَ خامِطٌ، وإِنْ أَخَذَ شَيْئا من الطَّعمِ فَهُوَ مُمَحَّلٌ فَإِذا كانَ فِيهِ طعمُ الحَلاوَةِ فَهُوَ قُوهَةٌ، وكَذلِكَ سِقاءٌ خامِطٌ، وَقَدْ خَمِطَ كنَصَرَ وفَرِحَ خَمْطاً وخُمُوطاً وخَمَطاً، الأَخير مُحَرَّكَةً، وَفِيه لفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ، فَهُوَ خَمِطٌ: طابَتْ رِيحُه، وأَيْضاً: تغيَّرَتْ رِيحُه، ضِدٌّ. وخَمْطَتُه، بالفَتْحِ، والضَّميرُ للسِّقاءِ، ويُحرَّكُ: رائِحَتُه، وقِيل: خَمْطُه: أَنْ يَصيرَ كالخِطْمِيِّ إِذا لَجَّنَهُ وأَوْخَفَهُ. وقِيل: الخَمْطُ والخَمْطَةُ من اللَّبنِ: الحامِضُ وقِيل: هُوَ المُرُّ من كلِّ شيءٍ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: كلُّ نَبْتٍ إِذا أَخَذَ طَعْماً من مَرارَةٍ حتَّى لَا يُمْكِنَ أَكْلُه فَهُوَ خَمْطٌ. والخَمْطُ: الحَمْلُ القَليلُ من كُلِّ شَجَرٍ، عَن أَبي حَنِيفَةَ. وقالَ أَيْضاً: زَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أَنَّ الخَمْطَ: شَجَرٌ كالسِّدْرِ، وحَمْلُه كالتُّوتِ. واخْتُلِفَ فِي تَفْسيرِ الخَمْطِ فِي قَوْله تَعَالَى وبَدَّلْناهُمْ بجَنَّتَيْهِم جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وأَثْلٍ وشَيْءٍ من سِدْرٍ قَليلٍ فَقيل: شَجَرٌ قاتِلٌ، أَو سمٌّ قاتِل، أَو كلُّ شجرٍ لَا شَوْكَ لَهُ، وَهَذَا عَن ابنِ دُرَيْدٍ، ومثلُه للرَّاغِبِ فِي المُفْرَدات، وقِيل: شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ،) نُقِلَ ذلِكَ عَن الفرَّاءِ، وَنَقله الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الكَشَّاف عَن أَبي عُبَيْدَة، فتأَمَّلْ. وَقَالَ أَيْضاً: الخَمْطُ فِي الآيَةِ: ثَمَرُ الأَرَاكِ وَهُوَ البَرِير، وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ ضربٌ من الأَراكِ لَهُ حَمْلٌ يُؤْكَلُ، وَهَذَا قَدْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الخَمْطُ: ثَمَر يُقَالُ لَهُ: فَسْوَةُ الضَّبُعِ عَلَى صورَةِ الخَشْخَاشِ يَتَفَرَّكُ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهِ. قالَ الجَوْهَرِيّ: وقُرِئَ: ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ بالإِضافَة. قُلْتُ: هِيَ قِراءةُ أَبي عَمْرو ويَعْقُوبَ وأَبي حاتِمٍ، وقرأَ الباقونَ عَلَى الصِّفَةِ. قالَ ابنُ بَرِّيّ: مَنْ جَعَلَ الخَمْطَ: الأَراكَ فحَقُّ القِراءةِ بالإِضافَةِ، لأَنَّ الأُكُلَ: الجَنَى، فأَضافَهُ إِلَى الخَمْط، وَمن جَعَلَ الخَمْطَ ثَمَرَ الأَراكِ فحَقُّ القِرَاءةِ أَنْ تَكونَ بالتَّنْوينِ، ويكونَ الخَمْطُ بَدَلاً من الأُكُلِ، وبكُلٍّ قَرَأَتْه القُرَّاءُ. وَمن المَجَازِ: تَخَمَّطَ فلانٌ: إِذا تَكَبَّرَ وغَضِبَ، وَفِي الصّحاح: تَغَضَّبَ وتَكَبَّر. وَفِي الأَساسِ: تَغَضَّبَ وثار وأَجْلَبَ. شُبِّه بهَديرِ الفَحْلِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للكُمَيْتِ:
(وَقَدْ كانَ زَيْناً للعَشيرَةِ مِدْرَهاً ... إِذا مَا تَسامَتْ للتَّخَمُّطِ صِيدُهَا) وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الأَخْذُ والقَهْرُ بغَلَبَةٍ، وأَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:
(إِذا مُقْرَمٌ منَّا ذَرَا حَدُّ نابَهَ ... تَخَمَّطَ فِينَا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ)
قُلْتُ: ومِنْهُ حَديثُ رِفاعَةَ، قالَ: الماءُ من الماءِ، فتَخَمَّطَ عُمَرُ أَي غَضِبَ. وَقَالَ الرَّاجِزُ: إِذا رَأَوْا من مَلِكٍ تَخَمُّطاً أَو خُنْزَوَاناً ضَرَبُوهُ مَا خَطَا كخَمِطَ، بالكَسْرِ، قالَ الشَّاعِر وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَهُما:
(إِذا تَخَمَّطَ جَبَّارٌ ثَنَوْه إِلَى ... مَا يَشْتَهونَ وَلَا يُثْنَوْنَ إِنْ خَمِطُوا)
وتَخَمَّطَ الفَحْلُ: هَدَرَ، زادَ ابنُ دُرَيْدٍ: للصِّيَال، أَو إِذا صالَ. وَمن المَجَازِ: تَخَمَّطَ البَحْرُ، إِذا زَخَرَ والْتَطَمَ واضْطَرَبَتْ أَمْواجُه. وَمن المَجَازِ: المُتَخَمِّطُ: القَهَّارُ الغَلاَّبُ من الرِّجالِ، وَهُوَ مأْخوذٌ من قولِ الأَصْمَعِيّ السَّابِق. وقِيل: هُوَ الشَّديدُ الغَضَبِ، لَهُ فَوْرَةٌ وجَلَبَةٌ من شدَّةِ غَضَبِه، كَمَا فِي اللّسَان والعُبَاب عَن اللَّيْث، وأَنْشَدَ:
(إِذا تَخَمَّطَ جَبَّارٌ ثَنَوْه إِلَى ... مَا يَشْتَهونَ وَلَا يُثْنَوْنَ إِنْ خَمِطُوا)
وَقَدْ تَقَدَّم قَرِيبا. وأَرْضٌ خَمْطَةٌ، بالفَتْحِ، وتُكْسَرُ ميمُه، أَي طَيِّبَةُ الرِّيحِ وَقَدْ خَمِطَتْ. وَمن المَجَازِ: بحرٌ خَمِطُ الأَمْواجِ، ككَتِفٍ، أَي مُلْتَطِمُها، وقِيل مُضْطَرِبُها، قالَ سُوَيْدُ بنُ أَبي كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ:)
(ذُو غُبَابٍ زَبِدٌ آذِيُّهُ ... خَمِطُ التَّيَّارِ يَرْمي بالقَلَعْ)
يَعْنِي بالقَلَع: الصَّخْرَ، أَي يَرْمي بالصَّخْرَةِ العَظيمَةِ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الخامِطُ: السَّامِطُ، وجمعُه: الخُمَّاط، كرُمَّانٍ. والخَمْطُ: كلُّ طَرِيٍّ أَخَذَ طَعْماً وَلم يَسْتَحْكِم. والخَمْطَةُ: اللَّوْمُ والكلامُ القَبيحُ، قالَ خالِدُ بنُ زُهَيْرٍ الهُذَلِيّ:
(وَلَا تَسْبِقْنَ للنَّاس مِنِّي بخَمْطَةٍ ... من السمِّ مَذْرُورٍ عَلَيْهَا ذُرُورُها)
هَكَذا فسَّرَه السُّكَّريُّ، وقِيل: عَنَى: طَرِيَّةً حَديثَةً كأَنَّها عِنْدَه أَحَدٌ. والخِمَاطُ، بالكَسْرِ: جمعُ الخَمْطَة، قالَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:
(مُشَعْشَعَةٍ كعَيْنِ الدِّيكِ لَيْسَت ... إِذا ذِيقَتْ من الخَلِّ الخِمَاطِ)
كَذَا أَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ، والرِّوايَةُ:
(مُشَعْشَعَةٍ كعَيْنِ الدِّيكِ فِيهَا ... حُمَيَّاها من الــصُّهْبِ الخِمَاطِ)
قالَ السُّكَّرِيّ: يُقَالُ: خِمَاطٌ، أَي تَغُولُ عَلَى شارِبِهَا، فتأْخُذُ عَقْلَهُ، وقِيل: الخِمَاطُ واحِدَتُه خَمْطَة، وَهِي: الَّتِي أَخَذَت رِيحاً وَلم تُدْرِكْ، يُقَالُ: مَا أَطْيَبَ خَمْطَةَ مَشْطتها، وذلِكَ إِذا خَمَرَ فشَمِمْتَ رِيحاً طَيِّبَةً. ولَبَنٌ خَميطٌ، أَي خامِطٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن أَبي عُبَيْدٍ. وجَدْيٌ مَخْمُوطٌ، أَي خَمِيطٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. والخَمَّاطُ، كشَدَّادٍ: المُتَغَضِّبُ، قالَ رُؤْبَةُ: فَقَدْ كَفَى تَخَمُّطَ الخَمَّاطِ والبَغْيَ من تَعَيُّطِ العَيَّاطِ وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: الخِمَاطُ، بالكَسْرِ: الغَنَمُ البِيضُ. نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. والمُتَخَمِّطُ: الأَسَدُ، كَذَا فِي التَّكْمِلَة. وتَخَمَّطَ نابُ البَعيرِ: ظَهَرَ وارْتَفَع، وهُو مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. 

قَطَفَ

Entries on قَطَفَ in 2 Arabic dictionaries by the authors Ibn al-Athīr al-Jazarī, al-Nihāya fī Gharīb al-Ḥadīth wa-l-Athar and Firuzabadi, al-Qāmūs al-Muḥīṭ
قَطَفَ العِنَبَ يَقْطِفُهُ: جَناه،
كقَطَّفَهُ،
وـ الدابَّةُ: ضاقَ مَشْيُها، تَقْطُفُ وتَقْطِفُ قِطافاً وقُطوفاً،
أو القِطافُ: اسْمٌ، ودابَّةٌ قَطوفٌ.
وـ فُلاناً: خَدَشَهُ،
كقَطَّفَهُ.
وبه قُطوفٌ: خُدوشٌ.
والقِطفُ، بالكسرِ: العُنْقودُ، واسْمٌ للثِمارِ المَقْطوفَة، وبِهاءٍ: بَقْلَةٌ تَسْلَنْطِحُ وتَطولُ شائِكَةٌ كالحَسَكِ، جَوْفُها أحْمَرُ، ووَرَقُها أغْبَر.
والقَطَفُ، مُحرَّكةً، وبِهاءٍ: الأَثَرُ، وبَقْلَةٌ يُقالُ لها: السَّرْمَقُ، وشَجَرٌ جَبَلِيٌّ بِقَدْرِ الإِجَّاصِ، خَشَبُهُ مَتينٌ، يُتَّخَذُ منه الحَلَقُ في أطرافِ الأَرْوِيَةِ.
وبه قُطوفٌ: خُدوشٌ، الواحِدُ: قَطْفٌ. وكسَحابٍ وكِتابٍ: وقْتُ القَطْفِ. وكصَبورٍ: فَرَسُ جابِرِ بنِ مالكٍ الشَّمْخِيِّ.
وفي المَثَلِ: "أقْطَفُ من ذَرَّةٍ، ومن حَلَمَةٍ، ومن أرْنَبٍ".
والقَطيفَةُ: دِثارٌ مُخَمَّلٌ، ج: قَطائِفٌ وقُطُفٌ، بضَمَّتَيْنِ،
وة دونَ ثَنِيَّةِ العُقابِ في طَرَفِ البَرِّيَّةِ من ناحِيةِ حِمْصَ. وأبو قَطيفَةَ: شاعِرٌ.
والقَطائِفُ المأكولَةُ: لا تَعْرِفُها العَرَبُ، أو لِما عليها من نَحْوِ خَمْلِ القَطائِفِ المَلْبوسَةِ، وتَمْرٌ صُهْبٌ مُتَضَمِّرَةٌ.
وكَشَريفٍ: د بالبَحْرَيْنِ. وكقَطامِ: الأَمَةُ. وككُناسَةٍ: ما يَسْقُطُ من العِنَبِ إذا قُطِفَ.
وأقْطَفَ: صارَ له دابَّةٌ قَطوفٌ،
وـ الكَرْمُ: دَنا قِطافُهُ.
والمُقَطَّفَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: الرَّجُلُ القَصيرُ.
(قَطَفَ)
- فِي حَدِيثِ جَابِرٍ «فبَينْا أَنَا عَلَى جَمَلِي أَسِيرُ، وَكَانَ جَملي فِيهِ قِطاف» وَفِي رِوَايَةٍ «عَلَى جَملٍ لِي قَطُوف» القِطاف: تَقَارُب الخَطْوِ فِي سُرعة، مِنَ القَطْف: وَهُوَ القَطْع. وَقَدْ قَطَفَ يَقْطِف قَطْفا وقِطافا. والقَطُوف: فَعُول مِنْهُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَكِبَ عَلَى فرسٍ لِأَبِي طلحةَ يَقْطِف» وَفِي رِوَايَةٍ «قَطُوف» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَقْطَفُ القوِم دابَّةً أميرُهم» أَيْ أَنَّهُمْ يَسِيرون بسَيْرِ دابَّتِه، فيَتَّبعونه كَمَا يُتَّبَع الأميرُ.
(هـ) وَفِيهِ «يَجْتمع النَّفَرُ عَلَى القِطْف فيُشْبعهم» القِطْف بِالْكَسْرِ: العُنْقود، وَهُوَ اسْمٌ لِكُلِّ مَا يُقْطَف، كالذَّبْح والطِّحْن. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ، ويُجْمَع عَلَى قِطَاف وقُطُوف، وَأَكْثَرُ المُحدّثين يَرْوُونَه بِفَتْحِ الْقَافِ، وَإِنَّمَا هُوَ بالكسر.
ومنه حديث الحجّاج «أرى رؤوسها قَدْ أَيْنَعَتْ وَحَانَ قِطَافُها» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: القِطاف:
اسْمُ وَقْتِ القَطْفِ، وذَكَر حَدِيثَ الْحَجَّاجِ. ثُمَّ قَالَ: والقَطَاف بِالْفَتْحِ جَائِزٌ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ القِطَاف مَصْدَرًا.
(س) وَفِيهِ «يَقْذفون فِيهِ مِنَ القَطِيف» وَفِي رِوَايَةٍ «تُدِيُفون فِيهِ مِنَ القَطِيف» القَطِيف:
المَقْطوف مِنَ التَّمر، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
(س) وَفِيهِ «تَعِس عَبْدُ القَطِيفة» هِيَ كِساء لَهُ خَمْل: أَيِ الَّذِي يَعْمل لَهَا ويَهْتَمُّ بتَحْصيلها. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الحديث. 

السُّمْرَةُ

Entries on السُّمْرَةُ in 1 Arabic dictionary by the author Firuzabadi, al-Qāmūs al-Muḥīṭ
السُّمْرَةُ، بالضم: منزلةٌ بين البياضِ والسوادِ فيما يَقْبَلُ ذلك، سَمُرَ، كَكَرُمَ وفرِحَ، سُمْرَةً فيهما، واسْمارَّ، فهو أسْمَرُ.
والأَسْمَرُ: لَبَنُ الظَّبْيَةِ.
والأَسْمَرانِ: الماءُ، والبُرُّ، أو الماءُ، والرُّمْحُ.
والسَّمْراءُ: الحِنْطَةُ، والخُشْكارُ، والعُلْبَةُ، وفرسُ صَفْوانَ بنِ أبي صُهْبــانَ، وناقةٌ، وبنتُ نَهِيكٍ، أدرَكَتْ زمنَ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم.
وسَمَرَ سَمْراً وسُمُوراً: لم يَنَمْ، وهمُ السُّمَّارُ والسامِرَةُ. والسامِرُ: اسمُ الجمعِ.
والسَّمَرُ، محركةً: الليلُ، وحديثهُ، وظِلُّ القمرِ، والدَّهْرُ،
كالسَّميرِ، والظُّلْمَةُ.
والسَّامِرُ: مَجْلِسُ السُّمَّارِ،
كالسَّمَرِ.
والسَّمِيرُ: المُسامِرُ. وكسِكِّيتٍ: صاحبُ السَّمَرِ.
وذُو سامِرٍ: قَيْلٌ.
وابْنا سَميرٍ: الأَجَدَّانِ. ولا أفْعَلُه ما سَمَرَ السَّمِيرُ وابنُ سَمِيرٍ وابْنا سَمِيرٍ، وما أسْمَرَ: لُغَةٌ في الكُلِّ، أي: ما اخْتَلَفَ الليلُ والنَّهارُ.
وسَمَرَ العَيْنَ: سَمَلَها أو فَقَأها،
وـ اللَّبَنَ: جَعَلَهُ سَماراً، كَسحابٍ، أي: كثيرَ الماءِ،
وـ السَّهْمَ: أرسَلَهُ،
وـ الماشِيَةُ النَّباتَ: رَعَتْه،
وـ الخَمْرَ: شَرِبَها،
وـ الشيءَ يَسْمُرُه ويَسْمِرُهُ وسَمَّرَه: شَدَّه.
والمِسْمارُ: ما يُشَدُّ به، واحِدُ مَساميرِ الحَديدِ، وكَلْبٌ لِمَيْمُونَةَ أُمِّ المؤمنينَ، مَرِضَ فقالتْ: وارَحْمتَا لِمِسْمارٍ، وفَرَسُ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ، والحَسَنُ القِوَامِ بالإِبِلِ.
والمَسْمورُ: القليلُ اللَّحْمِ، الشديدُ أسْرِ العِظامِ والعَصَبِ، والمَخْلُوطُ المَمْذُوقُ من العَيْشِ، وبهاءٍ: الجاريةُ المَعْصوبَةُ الجَسَدِ، غيرُ رِخْوَةِ اللَّحْمِ.
والسَّمُرُ، بضم الميمِ: شَجَرٌ م، واحِدَتُها: سَمُرَةٌ، وبها سَمَّوْا.
وإِبِلٌ سَمُرِيَّةٌ: تأكُلُها. وسَمُرَةُ بنُ جُنادَةَ بنِ جُنْدَبٍ، وابنُ عَمْرِو بنِ جُنْدَبٍ، وابنُ جُنْدَبِ بنِ هِلالٍ، وابنُ حَبيبٍ، وابنُ رَبيعَةَ، وابنُ عَمْرٍو العَنْبَرِيُّ، وابنُ فاتِكٍ، وابنُ مُعاوِيَةَ، وابنُ مِعْيَرٍ: صحابيُّونَ. (وجُنْدَبُ بنُ مَرْوانَ السَّمُرِيُّ: من وَلَدِ سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ. ومحمدُ بنُ مُوسى السَّمَرِيُّ، محركةً: محدثٌ) . وسُمَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: أبو سُليمانَ، وابنُ الحُصَيْنِ الساعِدِيُّ: صَحابِيَّانِ.
وكَسَحابٍ: ع.
وسُمَيراءُ: ع، وبِنْتُ قَيْسٍ: صحابِيَّةٌ. وكصبُورٍ: السَّرِيعَةُ من النوقِ. وكتَنُّورٍ: دابَّةٌ يُتَّخَذُ من جِلْدِها فِراءٌ مُثْمِنَةٌ.
وسَمُّورَةُ وسَمُّرَةُ: مدينةُ الجَلالِقَةِ.
والسامِرَةُ، كصاحِبَةٍ: ة بينَ الحَرَمَيْنِ، وقومٌ من اليهودِ، يُخالِفونَهُم في بعضِ أحكامِهِمْ.
والسامِرِيُّ: الذي عَبَدَ العِجْلَ، كان مِلْجاً؟؟ من كِرْمانَ، أو عظيماً من بني إسرائيلَ، مَنْسوبٌ إلى مَوْضِعٍ لهم. وإبراهيمُ بنُ أبي العباسِ السامَرِيُّ، بفتح الميم: محدثٌ، وليسَ من سامَرَّا التي هي سُرَّ من رَأى.
وسُمَيْرَةُ، كجُهَيْنَة: امرأةٌ من بني مُعاوِيَةَ، كانتْ لها سِنٌّ مُشْرِفةٌ على أسنانِها، وجَبَلٌ شُبِّهَ بِسِنِّها، ووادٍ قُرْبَ حُنَيْنٍ.
والسَّمَرْمَرَةُ: الغُولُ.
والتَّسْمِيرُ: التَّشْمِيرُ، والإِرسالُ، أو إرسالُ السَّهْمِ بالعَجَلَة.

دِمِشْقُ

Entries on دِمِشْقُ in 1 Arabic dictionary by the author Firuzabadi, al-Qāmūs al-Muḥīṭ
دِمِشْقُ، كحِضَجْرٍ، وقد تُكْسَرُ مِيمُه: قاعِدَةُ الشَّأْمِ، سُمِّيَتْ ببانيها دِمْشاقَ بنِ كَنْعانَ، أو دامَشْقَيوسَ.
ودِمَشْقينُ، كفِلَسْطِينَ: ة بمِصْر.
وناقةٌ وجَمَلٌ ورجُلٌ دَمْشَقٌ، كجعفرٍ وحِضَجْرٍ وزِبْرِجٍ وعُلابِطٍ: سريعةٌ.
ورجُلٌ دَمْشَقُ اليَدينِ: سريعُ العَمَلِ بهما.
ودَمْشِقوا الأمرَ: ائْتوهُ بالعَجَلَةِ.
والمُدَمْشَقُ: المُــصَهَّبُ من الشِّواءِ.

نار الله

Entries on نار الله in 1 Arabic dictionary by the author Al-Munāwī, al-Tawqīf ʿalā Muhimmāt al-Taʿārīf
نار الله: يكنى بها عن الشمس. قال ابن الجون. يخاطب المنصور
أمن صهبــاء صافية المزاج ... كأن شعاعها ضوء السراج
وقد طبخت بنار الله حتى ... لقد صار من النطف النضاج
أقاد إلى السجون بغير جرم ... كأني بعض عمال الخراج 

سَبَب

Entries on سَبَب in 1 Arabic dictionary by the author Murtaḍa al-Zabīdī, Tāj al-ʿArūs fī Jawāhir al-Qamūs
سَبَب
: (} سَبّه) {سَبًّا: (قَطَعَه) . قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:
فَمَا كَانَ ذَنْبُ بَنِي مَالِكٍ
بأَنْ} سُبَّ مِنْهُم غُلَامٌ {فَسَبّ
عَرَاقِيبُ كُومٍ طِوَالِ الذُّرَى
تَخِرُّ بَوَائكُهَا للرُّكَبْ
بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ
يَقُطُّ العِظَامَ ويَبْرى العَصَبْ
فِي لِسَانِ العَرَب: يُرِيد مُعَاقَرَة أَبِي الفَرَزْدَقِ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ لسُحَيْمِ بْنِ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيِّ لَمَّا تَعَاقَرَا بصَوْأَرٍ، فعَقَرَ سُحَيْمٌ خَمْساً، ثمَّ بَدَالَه وعَقَرَ غَالِبٌ مائَة. وَفِي التَّهْذِيب: أَرَادَ بِقَوْله: سُبّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ فَسَبَّ عَرَاقِيبَ إبِلِهِ أَنَفَةً مِمَّا عُيِّر بِهِ، انتَهَى. وسَيَأْتي فِي (ص أَر) .
} والتَّسَابُّ: التَّقَاطُعُ.
(و) من الْمجَاز: سَبَّه {يَسُبُّه سَبًّا: (طَعَنَه فِي} السَّبَّةِ أَيِ الإسْت) . وسَأَل النُّعْمَانُ بْنُ المُنْذِر رَجُلاً فَقَالَ: كَيْفَ صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: لَقِيتُه فِي الكَبَّة فطَعَنْته فِي السَّبة فَنفَذْتُها مِنَ اللَّبَّة. الكَبَّةُ: الجَمَاعَةُ كَمَا سَيَأْتِي. فقلتُ لأَبِي حَاتِم: كَيْفَ طَعَنَه فِي السَّبَّه وهُوَ فَارِسٌ، فضَحِك وَقَالَ: انْهَزَم فاتَّبَعَه فَلَمَّا رَهِقَه أَكَبَّ ليَأْخُذَ بِمَعْرَفَةِ فَرَسِه فطَعَنَه فِي {سَبَّتِه. وقَالَ بَعْضُ نِسَاءِ العَرَب لأَبيها وكَانَ مَجْرُوحاً: يَا أَبَه أَقَتَلُوك؟ قَالَ: نَعَم أَي بُنيَّةُ} وسَبُّونِى. أَي طَعَنُوه فِي {سَبَّتِه.
(و) } السَّبُّ: الشَّتْمُ. وقَدْ! سَبَّه يَسُبُّه: (شَتَمَه، سَبا وسِبِّيبَى كخِلِّيفَى، {كسَبَّبَه) ، وَهُوَ أَكثرُ مِنْ سَبَّه. (وعَقَرَه) ، وأَنْشَد ابْنُ بَرِّيّ هُنَا بَيْتَ ذِي الخِرَق:
بأَنْ سُبَّ مِنْهم غُلَامٌ فَسَبّ
وَفِي الحَدِيث: (} سِبَابُ المُسْلِم فُسُوق) . وَفِي الآخر: ( {المُسْتَبَّانِ شَيْطَانَان) . وَيُقَال: المِزاحُ سِبَابُ النَّوْكَى. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة: (لَا تَمْشِيَنَّ أَمامَ أَبِيك، وَلَا تَجْلِسَنّ قبْلَه، وَلَا تَدعُه بِاسْمه وَلَا} تَسْتَسِبَّ لَهُ) . أَي لَا تُعَرِّضْه {للسَّبِّ وتَجُرَّه إِليه، بأَن} تَسُبَّ أَبَا غَيْرك {فيسُبَّ أَبَاك مجازاةً لَك.
(و) من الْمجَاز: أَشَارَ إِلَيْه} بالسَّبَّابة، ( {السَّبّابَةُ) : الإِصْبَعُ الَّتي (تَلِي الإبْهَامَ) ؛ وَهِي بَيْتَهَا وبَيْنَ الوُسْطَى، صِفَةٌ غَالِبة، وَهِي المُسَبِّحَةُ عِنْد المُصَلِّين.
(} وتَسَابَّا: تَقَاطَعَا) .
( {والسُّبَّةُ بالضَّمِّ: العَارُ) : يُقَالُ: هذِه سُبَّةٌ عَلَيْك وعَلَى عَقبك، أَي عَارٌ} تُسَبُّ بِه. (و) {السُّبَّة أَيضاً: (مَنْ يُكْثِرُ النَّاسُ سَبَّه) :} وسَابَّه {مُسَابَّةً} وسِبَاباً: شَاتَمَه.
(و) {السِّبَّةُ (بالكسْر: الإِصْبَع السَّبَّابَة) هَذَا فِي النّسَخ، والصَّوَابُ} المِسَبَّة بكسرِ المِيمِ كَمَا قَيَّده الصاغَانِيْ.
(و) {سِبَّةُ (بِلَا لَام: جَدُّ) أَبِي الفَتْح (مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيل القُرشِيّ المُحَدِّث) عَنِ أَبي الشَّيْخِ، وابْنه أَحمد يرْوى عَن أَبِي عُمَر الهَاشِمِيّ.
(و) من المَجَازَ: أَصَابَتْنَا سَبَّةٌ، (بالفَتْح، مِنَ الحَرّ) فِي الصَّيْفِ، (و) سبَّةٌ مِنَ (البَرْد) فِي الشِّتَاءِ، (و) سَبَّةٌ مِنَ (الصَّحْو) ، وسَبَّةٌ من الروْح، وَذَلِكَ (أَن يَدُومَ أَيَّاماً) . وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّهْر} سَبَّاتٌ أَي أَحْوَالٌ، حَالٌ كَذَا وحَالٌ كَذَا.
(و) عَن الكسَائِيّ: عِشْنَا بهَا سَبَّةً {وسَنْبَةً كقَوْلك بُرْهَةً وحِقْبَةً، يَعْنِي (الزَّمن من الدَّهر) . ومَضَتْ} سَبَّةٌ! وسَنْبَةٌ من الدَّهْر أَي مُلَاوَةٌ. نُونُ سَنْبَةٍ بَدَلٌ من بَاءِ سَبَّة كإِجَّاص وإِنْجَاص؛ لأَنَّه لَيْسَ فِي الْكَلَام (س ن ب) كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) {سَبَّةُ (بِلَا لَامٍ: ابْنُ ثَوْبَان) نَسَبُه (فِي) بَنِي (حَضْرَمَوتَ) مِن الْيَمَن.
(} والمِسَبُّ كمِكَرَ) أَي بِكَسْر المِيمِ وتَشْدِيدِ الموحّدة هُوَ الرَّجُلُ (الكثيرُ {السِّبَابِ،} كالسِّبِّ بِالْكَسْرِ، {والمَسَبَّةِ بالفَتْح) وَهذِه عَنِ الكِسَائِيّ.
(و) } سُبَبَة (كهُمَزَةٍ) : الَّذِي ( {يَسُبُّ النَّاسَ) على القِيَاسِ فِي فُعَلَةٍ.
(} والسِّبُّ، بالكَسْرِ: الحَبْلُ) فِي لُغَةِ هُذَيْل. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِف مُشْتَارَ العَسَلِ:
تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ {سِبٍّ وخَيْطَةٍ
بِجَرْدَاءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها
أَراد أَنَّه تَدَلَّى مِنْ رَأْسِ جَبَل على خَلِيَّة عَسَل ليَشْتَارَهَا بحبْلٍ شَدَّه فِي وَتِدٍ أَثْبَتَه فِي رأْسِ الجَبَل.
(و) السِّبُّ: (الخِمَارُ، والعِمَامَةُ) . قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيّ:
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ عَمْرَةَ أَنَّنِي
تَخَاطَأَنِي رَيْبُ الزَّمَان لأَكْبَرَا
وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كَثِيرةً
يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا
يُرِيد عِمَامَتَه، وكَانَتْ سَادَةُ العَرَب تَصْبُغُ عَمَائِمهَا بالزَّعْفَرَان. وقِيلَ: يَعْني إسْتَه وَكَانَ مَقُرُوفاً فِيمَا زَعَم قُطْرُبٌ.
(و) السِّبُّ: (الوَتِدُ) . أَنشدَ بَعْضُهم قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ المُتَقَدِّم ذِكْرُه هُنَا.
(و) السِّبُّ: (شُقَّة) كَتَّانٍ (رَقِيقَة} كالسَّبِيبَةِ، ج {سُبُوبٌ} وسَبَائِبُ) . قَالَ أَبُو عَمْرو.
{السُّبوُبُ: الثِّيَابُ الرِّقَاق، وَاحِدُها سِبّ، وَهِي} السَّبَائِبُ، وَاحِدُهَا! سَبِيبَةٌ. وَقَالَ شَمِر: السَّبَائِبُ: متاعُ كَتَّان يُجَاءُ بِهَا منْ نَاحيَة النّيل وَهيَ مَشْهُورَةٌ بالكَرْخِ عِنْد التُّجَّار وَمِنْهَا مَا يُعْمَل بِمصْرَ وطولها ثمانٍ فِي سِتَ. وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ فِي السُّبُوبِ زَكَاةٌ) وهِي الثِّيَابُ الرِّقَاق، يَعْنِي إِذَا كَانَت لِغَيْرِ التِّجَارَة، ويروى السُّيُوبُ باليَاءِ أَي الرِّكَاز. وَيُقَال: {السَّبِيبَةُ: شُقَّةٌ مِنَ الثِّيَابِ أَيَّ نَوْعٍ كَانَ، وَقيل: هِيَ من الكَتَّان. وَفِي الحديثِ: (دخَلْتُ عَلَى خَالد وعَلَيْه} سَبِيبَةٌ) . وَفِي لِسَان الْعَرَب: السِّبُّ والسَّبِيبَةُ: الشُّقَّةُ، وخَصَّها بَعْضِم بالبَيْضَاءِ. وأَمَّا قَوْلُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبَدَة:
كأَنَّ إِبْرِيقَهمْ ظَبْيٌ على شَرَفٍ
مُفَدَّمٌ بسَبَا الكَتَّانِ مَلْثُومُ
إِنَّمَا أَرَادَ بِسَبَائب فحَذَف.
(وسَبيبُكَ وسِبُّكَ، بالكَسْر: مَنْ يُسَابُّكَ) ، وعَلى الأَخِيرِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ. قَالَ عبد الرَّحْمن بْنُ حَسَّان يَهْجُو مِسْكِيناً الدَّارمِيَّ:
لَا تَسُبَّنَّنِي فَلَسْتَ بِسِبِّي
إِنَّ سِبِّي مِنَ الرِّجَالِ الكَرِيمُ
(و) من المجازَ قَوْلُهُم: (إبِل {مُسَبَّبَة كمُعَظَّمَةِ) أَي (خِيَارٌ) ؛ لأَنَّه يُقَالُ لَهَا عِنْدَ الإِعْجَابِ بهَا: قاتلها الله وأَخْزَاهَا إِذَا اسْتُجِيدَت. قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ حُمُرَ الوَحْش وسِمَنَها وحَوْدَتَها:
مُسَبَّبَةٌ قُبُّ البُطُونِ كَأَنَّها
رِمَاحٌ نَحَاهَا وِجْهَةَ الرِّيحِ رَاكِزُ
يَقُولُ: مَنْ نَظَر إِلَيْها} سَبَّهَا وقَالَ لَهَا: قَاتَلَهَا اللهُ مَا أَجُوَدَهَا.
(و) يُقَال: (بَيْنَهُم {أُسْبُوبَةٌ، بالضَّمِّ) } وأَسَابِيبُ ( {يَتَسَابُّون بِهَا) أَي شَيءٌ يَتَشَاتَمُونَ بِهِ.} والتَّسَابُّ: التَّشَاتُمُ. وتَقُولُ: مَا هِي أَسَالِيبُ إِنَّمَا هِيَ {أَسَابِيبُ.
(} والسَّبَبُ: الحَبْلُ) {كالسِّبِّ، والجَمْعُ كالجَمْعِ.} والسُّبُوبُ: الحِبَال. وقَوْلُه تَعَالَى: {فليمدد! بِسَبَب إِلَى السَّمَاء} (الْحَج: 15) أَي فَلْيَمُت غَيْظاً أَي فَلْيَمْدُد حَبْلاً فِي سَقْفِه، {ثمَّ ليقطع} أَي لِيَمُدَّ الحَبْلَ حَتَّى يَنْقَطِعَ فَيَموت مُخْتَنِقاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُّ حَبْلٍ حَدَرْتَه مِنْ فَوْق. وَقَالَ خَالدُ بْنُ جَنَبَةَ: السَّبَبُ من الحِبَالِ: القَوِيُّ الطَّوِيلُ، قَالَ: وَلَا يُدْعَى الحَبْلُ سَبَباً حَتَّى يُصْعَدَ بِهِ ويُنْحَذَرَ بِه. وَفِي حَدِيث عَوْف بْنِ مَالِك (أَنَّهُ رَأَى كَأَنَّ {سَبَباً دُلِّيَ مِنَ السَّماءِ) أَي حَبْلاً، وَقيل: لَا يُسَمَّى ذَلِك حَتَّى يَكُونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بِالسَّقْفِ أَو نَحْوِه. قَالَ شَيْخُنَا: وَفِي كَلَام الرَّاغِب أَنَّه مَا يُرْتَقَى بِهِ إِلَى النَّخْلِ، وقَوْله:
جَبتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ} بالسَّبَب
يَجُوزُ أَنّ يكُونَ الحَبْلَ أَو الخَيْطَ قَالَ ابنُ دُريد: هَذِه امْرَأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِيزَتَهَا بِخَيْطٍ وَهُوَ السَّبَب، ثمَّ أَلْقَتْه إِلَى النِّسَاءِ لِيَفْعَلْنَ كَمَا فَعَلَت فَغَلَبَتْهُنّ.
(و) السَّبَبُ: كُلُّ (مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى غَيْرِه) . وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الصَّحَاحِ: كُلُّ شَيءٍ يُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى شَيْءٍ غَيْرِه. وجَعَلتُ فلَانا لِي {سَبَباً إِلَى فُلَانٍ فِي حَجَتِي، أَي وُصْلَةً وذَرِيعَة.
وَمن الْمجَاز:} سَبَّبَ اللهُ لَكَ سَبَبَ خَيْر. {وسَبَّبْتُ للمَاءِ مَجْرًى: سوَّيتُه.} واسْتَسَبَّ لَهُ الأَمْرُ، كَذَا فِي الأَساس.
قَالَ الأَزهريّ: {وتَسَبُبُ مَالِ الفَيْءِ أُخِذَ مِنْ هذَا، لِأَنَّ} الُمسَبَّبَ عَلَيْهِ المَالُ جُعِل سَبَباً لوُصُولِ المَالِ إِلَى من وَجَبَ لَهُ مِنْ أَهْل الفَيْءِ.
(و) السَّبَبُ: (اعْتِلَاق قَرَابَة) . وَفِي الحَدِيثِ: (كُلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلَّا {- سَبَبِي ونَسَبِي) النَّسَبِ بِالوِلَادَة، والسَّبَبُ بِالزَّوَاج، وَهُوَ مِنَ السَّبَبِ وَهُوَ الحَبْلُ الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى المَاءِ، ثمَّ استُعِير لِكُلّ مَا يُتَوَصَّل بِهِ إِلَى شَيْء.
(و) السَّبَبُ (من مُقَطَّعَاتِ الشّعر: حَرْفٌ مُتَحَرِّك وحَرْفٌ سَاكِنٌ) ، وَهُوَ على ضَربين:} سَبَبَانِ مَقْرُونَانِ،! وسَبَبَانِ مَفْرُوقَان. فالمَقرُونَانِ: مَا توَالَت فِيهِما ثَلَاثُ حَرَكَات بعدَها سَاكِن نَحْو (مُتَفَا) من مُتَفَاعِلُن، و (عَلَتُنْ) منمُفَاعَلَتُن، فحركَة التَّاء من (مُتَفَا) قد قَرَنَت {السَّبَبَيْن، وكَذَلِك حَرَكَةُ اللَّام من (عَلَتُن) قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْن أَيْضاً، والمَفْرُوقَانِ هُمَا اللَّذَان يَقُومُ كُلُّ وَاحِدِ مِنْهُمَا بِنَفْسه أَي يَكُونُ حَرْفٌ متَحَرِّكٌ وحَرْفٌ سَاكِنٌ ويَتْلُوه حَرْفٌ متَحَرِّكٌ مْتَحَرِّكٌ نَحْو (مُسْتَفْ) من مُسْتَفْعِلُنْ، وَنَحْو (عِيلُن) من مَفَاعِيلُن وهَذِه} الأَسْبَاب هِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الزِّحَافُ على مَا قد أَحْكَمَتْ صِنَاعَةُ العَرُوضِ، وذَلِك لأَنَّ الجزءَ غَيْرُ مُعْتَمِد عَلَيْهَا.
(ج) أَي فِي الكُلِّ ( {أَسْبَابٌ) .
وتَقَطَّعَت بِهِم الأَسْبَابُ أَي الوُصَلُ والمَوَدَّاتُ، قَالَه ابْنُ عَبَّاس. وَقَالَ أَبُو زَيْد: الأَسْبَابُ: المَنَازِلُ. قَالَ الشَّاعِرُ:
وتَقَطَّعَت} أَسْبَابُها ورِمَامُها
فِيهِ الوَجْهَانِ: المَوَدَّةُ والمَنَازِلُ.
واللهُ عَزَّ وجَلَّ {مُسَبِّبُ الأَسْبَاب، ومِنْهُ} التَّسْبِيبُ. ( {وأَسْبَابُ السَّمَاءِ: مَرَاقِيها) . قَالَ زُهَيْر:
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنِيَّةِ يَلْقَها
ولَوْ رَامَ أَنْ يرقَى السَّمَاءَ بِسُلَّمِ
(أَو نَوَاحِيهَا) . قَالَ الأَعْشَى:
لَئن كُنْتَ فِي جُبَ ثَمَانِينَ قَامَةً
ورُقِّيتَ أَسبابَ السَّمَاء بسُلَّمِ
ليَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرُ حَتَّى تَهُرَّه
وتَعْلَمَ أَنِّي لَسْتُ عَنْكَ بمُحْرِمِ
(أَو أَبوَابُهَا) وَعَلَيْهَا اقْتَصَرَ ابْن السّيد فِي الْفرق. قَالَ عَزَّ وجَلَّ. {وَقَالَ فَرْعَوْنُ ياهَامَانُ ابْنِ لِى صَرْحاً لَّعَلّى أَبْلُغُ الاْسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاواتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَاهِ مُوسَى وَإِنّى لاَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذالِكَ زُيّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوء عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِى تَبَابٍ} (غَافِر: 36، 37) قيل: هِيَ أَبْوَابُها. وَفِي حَدِيث عُقْبَة: (وإِنْ كَانَ رِزْقُه فِي الأَسْبَاب) أَي فِي طُرُقِ السَّمَاء وأَبوابِها. (وقَطَعَ اللهُ بِهِ السَّبَبَ) أَي (الْحَيَاة) .
(} والسَّبِيبُ، كأَمِيرٍ، مِنَ الفَرَسِ: شَعَرُ الذَّنَب والعُرْفِ والنَّاصِيَة) . وَفِي الصَّحاحِ: السَّبِيبُ: شَعَر النَّاصِيَة والعُرْفِ والذَّنَب، وَلم يَذكُرِ الْفرَس. وَقَالَ الرِّيَاشِيّ: هُوَ شَعَر الذَّنَبِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ شَعَر النّاصِيَة، وأَنْشَد:
بِوَافِي السَّبِيبِ طَوِيلِ الذَّنَبِ
وفرسٌ ضَافِي السَّبِيبِ. وعَقَدُوا {أَسَابِيبَ خَيْلِهِم. وأَقْبَلَتِ الخَيْلُ مُعَقَّدَات} السبائب. (و) السَّبِيبُ: (الخُصْلَةُ مِن الشَّعَرِ، {كالسَّبِيبَة) جَمْعُه} سَبَائِب.
وَمن الْمجَاز: امرأَةٌ طوِيلَةُ {السَّبَائِب: الذَّوَائِبِ. وَعَلِيهِ سَبَائِبُ الدَّم: طَرَائِقُه، كَذَا فِي الأَساس. وَفِي حَدِيث اسْتِسْقَاءِ عُمَر رَضِي الله عَنْه (رأَيْتُ العَبَّاسَ وَقد طَالَ عُمَرَ، وعَيْنَاه تَنْضَمَّان وسَبَائِبُه تَجُولُ عَلَى صَدْرِه) يَعْنِي ذَوَائِبَه. قَوْله: وَقد طَالَ عُمَرَ أَي كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ.
(والسَّبِيبَةُ: الغِضَاهُ تكثُر فِي المَكَانِ) .
(و: ع. و: نَاحِيَةٌ من عَمَل إِفْرِيقِيَّةَ) ، وقِيلَ: قَرْيَةٌ فِي نَوَاحي قَصْرِ ابْن هُبَيْرة.
(وذُو الأَسْبَابِ: المِلْطَاطُ بنُ عَمْرو، مَلِكٌ) من مُلُوكِ حِمْيَر من الأَذْوَاءِ، مَلِك مِائَةً وعِشْرِينَ سَنَة.
(و) } سَبَّى (كحَتْى: مَاءٌ لسُلَيْم) . وَفِي مُعْجم نصر: مَاءٌ فِي أَرض فَزَارَة.
( {وتَسَبْسَبَ المَاءُ: جَرَى وسَالَ.} وسَبْسَبَهُ: أَسَالَه) .
(والسَّبْسَبُ: المَفَازَةُ) والقَفْرُ (أَو الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ البَعِيدَةُ) . وَعَن ابْن شُمَيْل: {السَّبْسَبُ: الأَرْضُ القَفْر البَعِيدَةُ مُسْتَوِيَةً وغَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ وَغَلِيظَة وغَيْرَ غَلِيظَة لَا مَاءَ بهَا وَلَا أَنِيسَ. وَفِي حَديث قُسَ: (فَبينا أَجُولُ سَبْسَبَها) . ويروى بَسْبَسَها، وهُمَا بِمَعْنًى. وَقَالَ أَبو عُبَيْد:} السَّبَاسِبُ والبَسَابِسُ: القِفَارُ. (و) حكى اللِّحْيَانيّ: (بَلَدٌ {سَبْسَبٌ، و) بلد (} سَبَاسِبُ) كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْء مِنه {سَبْسَباً، ثمَّ جَمَعُوه عَلَى هذَا، وَقَالَ أَبو خَيْرة:} السَّبْسَب: الأَرْضُ الجَدْبَةُ. وَمِنْهُم من ضَبَطَ! سُبَاسِب بِالضَّمِّ، وَهُوَ الأَكْثَر؛ لأَنّه صِفَةُ مُفْرَد كعُلَابط، كذَا قَالَ شَيْخُنَا. وَقَالَ أَبو عَمْرو: سَبْسَبَ إِذَا سَارَ سَيْراً لَيِّناً. وسَبْسَبَ إِذَا قَطَع رَحِمَه. وسَبْسَبَ إِذَا شَتَم شَتْماً قَبِيحاً. (وسَبْسَبَ بَوْلَه: أَرْسَلَه) .
(والسَّبَاسِبُ: أَيَّامُ السَّعَانِين) . أَنْبَأَ بِذلِكَ أَبُو العَلَاء. وَفِي الحَدِيث (إِنَّ الله تَعَالَى أَبْدَلَكُم بيَوْم السَّبَاسِبِ يَوْمَ الْعِيد) . يَوْمُ السَّبَاسِب عِيدٌ للِنَّصَارى ويُسَمُّونَه يَوْمَ السَّعَانِين. قَالَ النَّابغَةُ:
رِقَاقُ النِّعَالِ طَيِّبٌ حُجُزَاتُهمْ
يُحَيّونَ بِالرَّيْحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ
يَعْنِي عِيداً لَهُم.
والسَّبْسَبُ كالسَّبَاسِب: شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْه السِّهَام. وَفِي كتاب أَبي حَنيفَة: الرِّحَال. قَالَ الشاعِر يَصف قَانِصاً:
ظَلَّ يُصَادِيهَا دُوَيْن المَشْرَبِ
لاطٍ بصَفْرَاءَ كَتُومِ المَذْهَب
وكُلِّ جَشْءِ من فُرُوعِ السَّبْسَبِ
وَقَالَ رُؤْبَةُ:
رَاحَت ورَاحَ كَعَصَا {السَّبْسَابُ
وَهُوَ لْغَةٌ فِي السَّبْسَبِ، أَو أَنَّ الأَلِفَ للضَّرُورَة، هكَذَا أَورَدَه صَاحِب اللِّسَان هُنَا، وَهُوَ وَهَم، والصَّحِيح: السَّيْسَبُ، بالتَّحْتِيَّةِ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَرِيباً.
(و) من الْمجَاز قَوْلُهم: (سَبَّابُ العَرَاقِيبِ) ويَعْنُونَ بِهِ (السَّيْف) ؛ لأَنَّه يَقْطَعُها. وَفِي الأَساس: كأَنَّمَا يُعَادِيهَا ويَسُبُّهَا.
(و) } سَبُّوبَةُ: اسْمٌ أَو لَقَبٌ. و (مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَبُّوبَة المُجَاوِرُ) بمَكَّةَ: (مُحَدِّثٌ) عَن عبد الرزَّاقِ، واخْتُلِف فِيهِ فَقِيلَ: هكَذا، (أَوْ هُوَ بمُعْجَمَة) وسَيَأْتِي. (وَسَبُّوبَة: لَقَبُ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَبْد العَزِيز المُحَدّث) شيخٌ للعَبَّاس الدُّوريّ. وَفَاته أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ المُلَقَّبُ! بِسَبُّوبَة شَيْخ لوَهْبِ بْنِ بقيَّة. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
سَبَبٌ كجَبَل لقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيِّ، روى عَن جَدِّه لأُمّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ومَاتَ سنة 466 هـ وجَاءَ فِي رَجَزِ رُؤْبَةَ المُسَبِّي بمَعنَى المُسَبِّب. قَالَ:
إِن شَاءَ رَبُّ القُدْرَةِ {- المُسَبِّي
أَمَّا بأَعْنَاقِ المَهَارِي الــصُّهْبِ
أَراد} المُسَبِّب.
وَمِمَّا بَقِي عَلَى المُؤَلِّفِ مِمَّا اسْتَدَرَكه شَيْخُنا رَحِمَه الله تَعَالى وَقَالَ إِنَّه مِنَ الوَاجِبات.

خَدع

Entries on خَدع in 1 Arabic dictionary by the author Murtaḍa al-Zabīdī, Tāj al-ʿArūs fī Jawāhir al-Qamūs
خَدع
خَدَعَهُ، كمَنَعَهُ، يَخْدَعُهُ خَدْعاً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، مِثَالُ: سَحَرَهُ سَحْراً، كذَا فِي الصّحاحِ. قُلْتُ: والكَسْرُ عَن أَبِي زَيْدٍ، وأَجاز غَيْرُه الفَتْحَ، قالَ رُؤْبَة: وقَدْ أُدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخَدَّعا خَتَلَهُ وأَرادَ بِهِ المَكْرُوهَ مِن حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، كاخْتَدَعَهُ، فانْخَدَعَ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ غَيْرُهُ: الخَدْعُ: إِظْهَارُ خِلافِ مَا تُخْفِيهِ.
وَفِي المُفْرَداتِ، والبَصَائرِ: الخِدَاعُ: إِنْزَالُ الغَيْرِ عَمّا هُوَ بصَدَدِهِ بأَمْرٍ يُبْدِيهِ علَى خِلافِ مَا يُخْفِيهِ. والاسْمُ الخَدِيعَةُ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ. زادَ غَيْرُهُمَا: والخَدْعَة، وقِيلَ: الخَدْعُ والخَدِيعَةُ المَصْدر، والخِدْعُ والخِدَاعُ الاسْمُ. وَفِي الحَدِيثِ عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ أَنَّه قَالَ: الحَرْبُ خدْعَةٌ، مُثَلَّثَة، وكهُمَزَةٍ، ورُوِيَ بِهِنّ جَمِيعاً، والفَتْحُ أَفْصَحُ، كَمَا فِي الصّحاح.
وقالَ ثَعْلَبٌ: بَلَغَنَا أَنَّها لُغَةُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ. ونَسَبَ الخَطّابِيُّ الضَّمَّ إِلَى العامَّةِ. قالَ: ورَوَاهُ الكِسَاِئي وأَبُو زَيْدٍ كهُمَزَةٍ، كَذا فِي إِصْلاحِ الأَلْفَاظِ للخَطّابيّ، أَيْ تَنْقَضِي أَيْ يَنْقَضي أَمْرُها بِخُدْعَةٍ وَاحِدَةٍ، كَمَا فِي العُبَاب.)
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَنْ قَالَ: خَدْعَةً فَمَعْنَاهُ: مَنْ خُدِعَ فِيها خَدْعَةً، فَزَلَّتْ قَدَمُه وعَطِبَ، فَلَيْسَ لَهَا إِقَالَةٌ.
قالَ ابنُ الأَثِيرُ: وهُوَ أَفْصَحُ الرِّوَايَاتِ وأَصَحُّهَا. وَمن قالَ: خُدْعَةُ، أَرادَ هِيَ تَخْدَع، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَةٌ: يُلَعْن كَثِيراً، وإِذا خَدَعَ أَحَدُ الفَريقَيْنِ صاحِبَهُ فِي الحَرْبِ، فكأَنِّمَا خُدِعَتْ هِيَ. ومَنْ قالَ: خُدَعَة، أَرادَ أَنَّهَا تَخْدَعُ أَهْلَهَا، كَمَا قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِبَ:
(الحَرْبُ أَوّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّة ... تَسْعَى ببِزَّتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ)
وَفِي المُعْجَمِ فِي أج أ، أَوّلُ مَنْ قالَ هَذَا عَمْرُو بنُ الغَوْثِ بنِ طَيِّئٍ، فِي قِصَّة ذَكَرَهَا عِنْدَ نُزُولِ بَنِي طَيِّئٍ الجَبَلَيْن.
وخَدْعَةُ: ماءَةٌ لغَنِيّ بنِ أَعْصُر، ثُمَّ لِبَني عِتْرِيفِ بنِ سَعْدِ بنِ جِلاّنَ بنِ غَنْمِ بنِ غَنِيّ.
وخَدْعَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، وقِيلَ: اسْمُ نَاقَةٍ. وبِهِمَا فُسِّرَ مَا أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
(أَسِيرُ بشَكْوَتَي وأَحُلُّ وَحْدِي ... وأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعَةَ فِي السَّمَاعِ)
وخَدَعَ الضَّبُّ فِي جُحْرِه يَخْدع خَدْعاً: دَخَلَ. وقالَ أَبُو العَمَيْثِلِ: خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا دَخَلَ فِي وِجَارِهِ مُلْتَوِياً، وكذلِكَ الظَّبْيُ فِي كِنَاسِهِ، وَهُوَ فِي الضَّبِّ أَكْثَرُ. وَفِي حَدِيثِ القَحْطِ: خَدَعَتِ الضِّبابُ، وجَاعَتِ الأَعْرَابُ أَيْ امْتَنَعَتْ فِي جِحَرَتِهَا، لأَنَّهُمْ طَلَبُوهَا، ومَالُوا عَلَيْهَا لِلْجَدْبِ الَّذِي أَصابَهِمْ. وقَالَ اللَّيْثُ: خَدَعَ الضَّبُّ: إِذا دَخَلَ جُحْرَهُ، وكذلِكَ غَيْرُهُ. وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاح:
(يُلاوِذْنَ من حَرٍّ يَكَادُ أُوارُهُ ... يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوَ خَدُوعُ)
قَالَ الصاغَانيّ: الرِّوايَة خَتُوع بالتّاءِ الفَوْقِيّة، وقَدْ تَقَدَّمَ.
وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الضَّبُّ خَدْعاً: اسْتَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسَانِ فَدَخَلَ فِي جُحْرِه لِئَلاّ يُحْتَرَشَ.
وَمن المَجَازِ: خَدَعَ الرِّيقُ فِي الفَمِ: قَلَّ وجَفَّ، كَمَا فِي الأَساسِ. وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَيْ فَسَدَ، وَفِي الصّحاح: يَبِسَ. وقالَ غَيْرُه: خَدَعَ الرِّيقُ خَدْعاً: نَقَصَ، وإِذا نَقَصَ خَثُرَ، وإِذا خَثُرَ أَنْتَنَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِسُوَيْدِ بنِ أَبِي كاهِلٍ يَصِفُ ثَغْرَ امْرَأَةٍ:
(أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيداً طَعْمُهُ ... طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الرِّيقُ خَدَعْ)
قالَ: لأَنَّهُ يَغْلُظُ وَقْتَ السَّحَرِ فيَيْبَسُ ويُنْتِنُ.
ومِن المَجَازِ: كَان فُلانٌ الكَرِيم ثُمَّ خَدَعَ، أَيْ أَمْسَكَ، كَمَا فِي الصّحاح، زادَ فِي اللِّسَانِ: ومَنَعَ وقالَ اللِّحْيَانِيّ: خَدَعَ الثَّوْبَ خَدْعاً، وثَنَاهُ ثَنْياً بِمَعْنىً وَاحِدٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
ومِن المَجَازِ: خَدَعَ المَطَرُ خَدْعاً، أَيْ قَلَّ، وكذلِكَ خَدَعَ الزِّمَانُ خَدْعاً، إِذا قَلَّ مَطَرُه، وأَنْشَدَ)
الفارِسِيُّ: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العَلاَّتِ قَدْ خَدَعَا قُلْتُ: وقَدْ تَقَدَّمَ فِي ج د ع: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِينِ قَدْ جُدِعا وَمَا أَنْشَدَه الفَارِسِيُّ أَعْرَفُ.
وخَدَعَتَ الأُمُورُ: اخْتَلَفَتْ، عَن ابْنِ عَبّادٍ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وخَدَعَ الرَّجُلُ: قَلَّ مالُهُ، وكَذَا خَيْرُهُ، وَهُوَ مَجاز.
وخَدَعَتْ عَيْنُه: غَارَتْ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ مَجاز.
ومِن المَجازِ: خَدَعَت عَيْنُ الشَّمْسِ، أَيْ غَابَتْ، وَفِي الأَسَاسِ: غارَتْ، قالَ: وَهُوَ مِنْ خَدَعَ الضَّبُّ، إِذا أَمْعَنَ فِي جُحْرِهِ.
ومِنَ المَجَازِ: خَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً: كَسَدَتْ، وكُلُّ كاسِدٍ خَادِعٌ. وقِيلَ: خَدَعَتِ السُّوقُ، أَيْ قامَتْ، فكَأَنَّهُ ضِدُّهُ، كانْخَدَعَ كَذا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه كانْخَدَعَتْ، كَمَا هُوَ نَص اللِّحْيَانِيّ فِي النّوادِرِ.
ويُقَال: سُوقٌ خادِعَة، أَي مُخْتَلِفَةٌ مُتَلَوِّنَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَابِ: زادَ فِي الأَساسِ: تَقُومُ تَارَةً وتَكْسُدُ أُخْرَى. وقالَ أَبو الدِّينارِ فِي حَدِيثه: السُّوقُ خَادِعَةٌ، أَي كاسِدَةٌ. قالَ، ويُقَالُ: السُّوقُ خَادِعَةٌ، إِذا لَمْ يُقْدَرْ على الشَّيْءِ إِلاّ بغَلاَءٍ. وَقَالَ الفَرّاءُ: بَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ: إِنَّ السِّعْرَ لَمُخَادِعٌ، وَقد خَدَعَ: إِذا ارْتَفَعَ وغَلاَ.
ومِنَ المَجَاز: خُلُقٌ خَادِعٌ، أَيْ مُتَلَوِّنٌ، وقَدْ خَدَعَ الرِّجُلُ خَدْعاً، إِذا تَخَلَّقَ بغَيْرِ خُلُقِه.
وبَعِيرٌ خَادِعٌ وخَالِعٌ، كَمَا فِي العُبَابِ، ونَصُّ اللِّسَان: بَعِيرٌ بِهِ خادِعٌ وخالِعٌ، إِذا بَرَكَ زَالَ عَصَبُهُ فِي وَظِيفِ رِجْلِهِ، وَبِه خَوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ، والخَادِعُ أَقَلُّ مِن الخَالِع.
والخَدُوعَ كصَبُورٍ: النَّاقَةُ تُدِرُّ مَرَّةً القَطْرَ، وتَرْفَعُ لَبَنَهَا مَرَّةً.
ومِن المَجَازِ: الخَدُوعُ: الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً، ويَخْفَى أُخْرَى. قالَ الشّاعِرُ يَصِفُ الطَّرِيقَ:
(ومُسْتَكْرَهٍ مِنْ دَارِسِ الدَّعْسِ داثِرٍ ... إِذا غَفَلَتْ عَنْهُ العُيُونُ خَدُوع)
كالخَادِع، يُقَالُ: طَرِيقٌ خَادِعٌ، إِذا كانَ لَا يُفْطَنُ لَهُ. قَالَ الطِّرِمّاحُ يَصِفُ دارَ قَوْمٍ:
(خَادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصَادُهَا ... تُمْسِي وُكُوناً فَوْقَ آرَامِهَا)

والخَدُوعُ والخَادِعُ: الكَثِيرُ الخَدَاعِ. قَالَ الطِّرِمّاحُ:
(كَذِي الطِّنْءِ لَا يَنْفَكُّ عَوْضاً، كأَنَّهُ ... أَخُو حَجْرَةٍ بالعَيْنِ وهُوُ خَدُوعُ)
كالخُدَعَة، كهُمَزَة، وكذلِك المرأَة.
والخُدْعَة، بالضَّمِّ: مَنْ يَخْدَعُه الناسُ كَثِيراً، كَمَا يُقَال: رَجُلٌ لُعْنَة، وَقد تَقَدَّم ذلِكَ عَن ثَعْلِبٍ فِي شَرْح الحَدِيث، وتَقَدَّم بَحثُه أَيضاً فِي ل ق ط، عَن ابْن بَرِّيّ مُفصَّلاً، فرَاجِعُه.
والخُدَعَة، كهُمَزَة: قَبِيلَة من تَمِيم، وهم رَبِيعَةٌ بنُ كَعْب بنِ سَعْد بنِ زَيْد مَنَاةَ بنِ تَمِيم. قالَ الأَضبَطُ بنُ قُريْع السَّعْدِيّ:
(لكلّ هَمٍّ من الهُمُومِ سَعَهْ ... والمُسَىُ والصُّبْحُ لَا فَلاحَ مَعَهْ)

(أَكْرِمَنّ الضَّعِيفَ عَلَّكَ أَنْ تَرْ ... كَعَ يَوْمًا والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ)

(وصِلْ وِصَالَ البَعِيدِ إِنْ وَصَلَ الْحَبْ ... لَ، وأَقْصِ القَرِيبَ إِنْ قطَعَهْ)

(واقبَلْ من الدَّهْرِ مَا أَتَاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّ عينا بعَيْشِه نَفَعَهْ) (قد يَجْمَعُ المالَ غيرُ آكِلِه ... ويَأْكلُ المالَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَهْ)

(مَا بالُ مَنْ غَيُّه مُصِيبُك لَا تَمْ ... لِكُ شَيْئاً مِنْ أَمِر وَزَعَهْ)

(حتَّى إِذَا مَا انْجَلَتْ عَمَايَتُه ... أَقْبَلَ يَلْحَى وغَيُّه فَجَعهَ)

(أَذُودُ عَن نَفْسِه، ويَخْدَعُنِي ... يَا قَوْمُ، مَنْ عَاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ)
كَتَبْتُ القِطْعَةَ بتَمَامِهَا لجَوْدتِهَا.
ويُرْوَى: لَا تُهِينَ الْفِقِيرَ أَي لَا تُهِينَنْ، فحُذِفَتِ النُّونُ الخَفِيفَةُ لمَّا اسْتَقْبَلَهَا سَاكنٌ. وَقَالَ بَعْضُهُم: الخُدَعَةُ فِي هَذَا البَيْتِ اسْمٌ للدَّهْرِ، لتلَوُّنِه. ويُقَال: دَهْرٌ خَادِعٌ وخُدَعَةٌ، وَهُوَ مَجاز.
والخَيْدَعُ، كحَيْدَرٍ: مَنْ لَا يُوثَقُ بمَوَدَّتهِ.
والغُولُ الخَيْدْعُ، أَيْ الخَدَّاعَةُ، وَهُوَ مِنْ ذلِكَ. والطَّرِيقُ الخَيْدَعُ: الجائرُ عَن وَجْهِهِ المُخَالِفُ لِلْقَصْدِ، لَا يُفْطَنُ لَهُ، كالخَادِع، وَهُوَ مَجَاز. ويُقَالُ: غَرَّهُمُ الخَيْدَعُ، أَي السَّرَابُ. ومِنْهُ أُخِذَ الغُولُ، وَهُوَ مَجَازٌ، ويَكُونَ مَعْنَى الغُولِ من مَجازِ المَجَاز، وأُخِذَ السَّرابُ مِن الخَيْدَعِ، بمَعْنَى مَنْ لاَ يُوثَقُ بمَوَدّتِه.
والخَيْدَعُ: الذِّئْبُ المُحْتَال، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ والصّاغَانِيّ، وَهُوَ مَجازٌ.
وضَبٌّ خَدِعٌ، ككَتِف: مُرَاوِغٌ، كَمَا فِي الصّحاح، وزادَ الزَّمَخْشَرِيّ: وخَادِعٌ، وَهُوَ مجَاز.)
وَفِي المَثَلِ: أَخْدَعُ مِنْ الضّبِّ كَمَا فِي الصّحاح. قالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ ذلِكَ إِذا كانَ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ من الخَدْع. وَفِي العُبَابِ: وَقَالَ الفارِسِيّ: قالَ أَبُو زَيْدٍ: وقالُوا: إِنَّكَ لأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ حَرَشْتَهُ. ومَعْنَى الحَرْشِ أَنْ يَمْسَحَ الرَّجُلُ علَى فَمِ جُحْرِ الضَّبِّ يَتَسَمَّعُ الصَّوْتَ، فرُبما أَقْبَلِ وَهُوَ يَرَى أَنَّ ذلِكَ حَيَّةٌ، ورُبما أَرْوَحَ رِيحَ الإِنْسانِ، فَخَدَعَ فِي جُحْرِه ولَمْ يَخْرُجْ، وأَنْشَدَ الفارِسيّ:
(ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوَةِ مِنْهُمُ ... بحُلْوِ الخَلاَ، خَرْشَ الضِّبَابِ الخَوَادِعِ)
حُلْوُ الخَلاَ: حُلْوُ الكَلامِ. وَفِي العُبَابِ: خِدَاعُ الضَّبِّ أَنَّ المُحْتَرِشَ إِذا مَسَحَ رَأْسَ جُحْرِه لِيَظُنَّ أَنَّهُ حَيَّةٌ، فإِنْ كانَ الضَّبُّ مُجَرِّباً أَخْرَجَ ذَنَبَه إِلَى نِصْفِ الجُحْرِ، فإِنْ أَحَسَّ بحَيَّةِ ضَربَهَا فقطعها نِصْفَيْنِ، وإِنْ كانَ مُحْتَرِشاً لَمْ يُمْكِنْه الأَخْذُ بذَنَبِه فَنَجَا، وَلَا يَجْتَرِئُ المُحْتَرِشُ أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ فِي جُحْرِهِ، لأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ عَقْربَ، فَهُوَ يَخَافُ لَدْغَهَا، وبَيْن الضَّبِّ والعَقْرَبِ أُلْفَةٌ شَدِيدَةٌ، وَهُوَ يَسْتَعِينُ بِهَا على المُحْتَرِشِ، قَالَ:
(وأَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ إِذا جاءِ حَارِشٌ ... أَعَدَّ لَهُ عِنْدَ الذُّنَابَةِ عَقْرَبَاً)
وقِيلَ: خِدَاعُهُ: تَوَارِيهِ، وطُولُ إِقَامَتِهِ فِي جُحْرِهِ، وقِلَّةُ ظُهُورِهِ، وشِدَّةُ حَذَرِه.
والأَخْدَعُ: عِرْقٌ فِي مَوْضِعِ المَحْجَمَتَيْنِ، وَهُوَ شُعْبَةٌ من الوَرِيدِ وهَمَا أَخْدَعَانِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وهُمَا عِرْقَانِ خَفِيَّانِ فِي مَوْضعِ الحِجَامَةِ من العُنُقِ، وقالَ اللِّحْيَانِي: هُمَا عِرْقانِ فِي الرَّقَبَةِ، وقِيلَ: هُمَا الوَدَجَانِ. وَفِي الحَدِيثِ أَنَّهُ احْتَجَمَ عَلَى الأَخْدَعَيْنِ والكَاهِل. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَرُبمَا وَقَعَتِ الشَّرْطَةُ عَلَى أَحَدِهِمَا فيُنْزَفُ صاحِبُه، أَيْ لأَنَّهُ شُعْبَةٌ من الوَرِيدِ ج: أَخادِعُ قَالَ الفَرَزْدَق:
(وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خدَّه ... ضَرَبْنَاهُ حَتَّى تَسْتَقِيمَ الأَخادِعُ)
والمَخْدُوعُ: مَنْ قُطِعَ أَخْدَعُه، وقَدْ خَدَعَهُ يَخْدَعُه خَدْعاً. وَفِي الحَدِيثِ: تكونُ بَيْنَ يَدَي الدَّجَّالِ سِنُونَ خَدّاعَةٌ. قالَ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ قَلِيلَةُ الزَّكاءِ والرَّيْعِ، مِنْ خَدَعَ المَطَرُ، إِذا قَلَّ. وخَدَعَ الرِّيقُ، إِذا يَبِسَ، فَهُوَ مِنْ مَجَازِ المَجَازِ. قَالَ الصّاغَانِيّ: وقِيلَ: إِنَّهُ يَكْثُرُ فِيهَا الأَمْطَارُ، ويَقِلُّ فِيهَا الرَّيْعُ، ويُرْوَى: إِنَّ بَيْنَ يَدَي السّاعَةِ سِنِينَ غَدّارَةً، يَكْثُرُ فِيها المَطَرُ، يَقِلُّ النَّبَاتُ، أَي تُطْمِعُهُم فِي الخِصْبِ بالمَطَرِ، ثُمَّ تُخْلِفُ. فجَعَلَ ذلِكَ غَدْراً مِنْهَا وخَدِيعَةً، قالَهُ ابنُ الأَثِير. وقالَ شَمِرٌ: السِّنُونَ الخَوَادِعُ: القَلِيلَةُ الخَيْرِ الفَوَاسِدُ.)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَادعَةُ: البابُ الصَّغِيرُ فِي البَابِ الكَبِيرِ. والبَيْتُ فِي جَوْفِ البَيْتِ، قَالَ الرّاغِبُ: كَأَنّ بَانِيَهُ جَعَلَهُ خادِعاً لمَنْ رامَ تَنَاوُلَ مَا فِيهِ.
وَقَالَ غَيْرُه: الخَدِيعَةُ: طَعامٌ لَهُمْ، أَيْ لِلْعَرَبِ، ويُرْوَى بالذَّالِ المُعْجَمَةِ، كَمَا سَيَأْتِي.
والمِخْدَعُ كمِنْبَرٍ، ومُحْكَمٍ: الخِزَانَةُ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَن الفَرّاءِ. قالَ: وأَصْلُه الضَّمُّ، إِلاَّ أَنّهُمْ كَسَرُوهُ اسْتِثْقَالاً، كَمَا فِي الصّحاح، والمُرَادُ بالخِزانَةِ البَيْتُ الصَّغِيرُ يَكُونُ دَاخلَ البَيْتِ الكَبيرِ.
وقالَ سِيبُوَيْه: لَمْ يَأْتِ مُفْعَلٌ اسْماً إِلاّ المُخْدَع، وَمَا سِوَاهُ صِفَةٌ. وَقَالَ مُسَيْلِمَةُ الكَذّابُ لسَجَاح المُتَنَبِّئَةِ حِينَ آمَنَتْ بِهِ وتَزَوَّجَهَا، وخَلاَ بهَا:
(أَلاَ قُومِي إِلَى المِخْدَعْ ... فقَدْ هُيِّى لَكِ المَضْجَعْ)

(فإِنْ شِئْتِ سَلَقْنَاكِ ... وإِنْ شِئْتِ عَلَى أَرْبَعْ)

(وإِنْ شِئْتِ بِثُلثَيْهِ ... وإِنْ شِئْتِ بِهِ أَجْمَع)
فقالَتْ: بَلْ بِهِ أَجْمَع، فإِنَّهُ أَجْمَعُ للشَّمْل.
وأَصْلُ المَخدَعِ من الإِخْدَاعِ، وَهُوَ الإِخْفَاء. وحُكِيَ فِي المُخْدَع أَيْضاً الفَتْحُ عَن أَبِي سُلَيْمَانَ الغنوِيّ. واخْتَلَفَ فِي الفَتْحِ والكَسْرِ القَنَانِيّ وأَبو شَنْبَلٍ، ففَتَحَ أَحَدُهُمَا وكَسَرَ الآخَرُ.
وبَيْتُ الأَخْطَل:
(صَهْبــاء قَدْ كَلِفَتْ من طُولِ مَا حُبِسَتْ ... فِي مَخْدَعٍ بَيْنَ جَنَّاتٍ وأَنْهَارِ)
يُرْوَى الوُجُوهِ الثَّلاثَةِ: فالفَتْحُ يُسْتَدْرَكُ بِهِ عَلَى المُصَنِّف والجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ، فإِنَّهُم لم يَذْكُرُوه.
وقالَ بَعْضُهُمْ: أَخْدَعَهُ: أَوْثَقَهُ إِلَى الشَّيْءِ.
وأَخْدَعَهُ: حَمَلَهُ عَلَى المُخَادَعَةِ. وَمِنْه قِرَاءِةُ يَحْيَى بنِ يَعْمُر وَمَا يُخدِعُون إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ بِضَم الْيَاء، وَكسر الدَّال.
والمُخْدَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المُجَرِّب، وقَدْ خُدِعَ مِراراً حَتَّى صارَ مُجرِّباً، كَمَا فِي الصّحاح.
وَفِي اللِّسَانِ: رَجُلٌ مُخَدَّعٌ: خُدِعَ فِي الحَرْبِ مَرّةً بَعْدَ مَرَّةٍ حَتَّى حَذِقَ.
والمُخَدَّعُ: المُجَرِّبُ للأُمُورِ.
وقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: رَجُلٌ مُخَدَّع، أَيْ مُجَرّب صاحِبُ دَهَاءِ وَمكْرٍ، وَقد خَدِّعَ. وأَنشد: أُبايعُ بَيْعاً مِنْ أَرِيبٍ مُخَدَّعِ)
وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(فَتَنَازَلا وتَوَاقفت خَيْلاهُمَا ... وكِلاهُمَا بَطَلُ اللِّقَاءِ مُخدَّعُ)
ورَوَى الأَصْمَعِيّ: فَتنادَيَا. ورَوَى مَعْمَرٌ: فَتَبَادَرَا. وقَالَ أَبو عُبَيْدَة: مُخدَّعٌ: ذُو خُدْعَةٍ فِي الحَرْبِ، ويُرْوَى: مُخَذَّعٌ بالذالِ المُعْجَمَة أَي مَضْرُوبٌ بالسَّيْفِ مَجْرُوحٌ.
والتَّخْدِيعُ: ضَرْبٌ لَا يَنْفُذُ وَلَا يَحِيكُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.
وتَخَادَعَ: أَرَى مِنْ نَفْسِه أَنَّهُ مَخْدُوعٌ ولَيْسَ بِهِ، كانْخَدَعَ. وانْخَدَعَ أَيْضاً مُطَاوِعُ خَدَعْتُه. وقَالَ اللَّيْثُ: انْخَدَعَ: رَضِيَ بالخَدْعِ.
والمُخَادَعَةُ فِي الآيَةِ الكَرِيمَة، وهُوَ قَوْلُه تَعالَى: يُخَادِعُونَ اللهَ والَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ: إِظْهَارُ غَيْرِ مَا فِي النَّفْسِ وذلِكَ أَنَّهُمْ أَبْطَنُوا الكُفْرَ وأَظْهَرُوا الإِيمانَ، وإِذا خَادَعُوا المُؤْمِنِينَ فقَدْ خادُعُوا الله. ونُسِبَ ذلِكَ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ أَنَّ مُعَامَلَةَ الرَّسُولِ كمُعَامَلَتِهِ، ولِذلِكَ قالَ: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنِّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ.
وجَعَلَ ذلِكَ خِدَاعاً تَفْظِيعاً لِفِعْلِهِمْ، وتَنْبِيهاً عَلَى عِظَمِ الرَّسُولِ وعِظَمِ أَوْلِيَائِه وَمَا يُخَادِعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ، أَيْ مَا تَحُلُّ عاقِبَةُ الخِدَاعِ إِلاّ بِهِمِ قَرَأَ ابنُ كَثِيرِ ونافِعٌ وأَبُو عَمْروٍ: ومَا يُخَادِعُونَ، بالأَلِفِ وقَرَأَ أَبُو حَيَوَةَ يَخْدَعُونَ اللهَ والَّذِينَ آمَنُوا ومَا يَخْدَعُونَ، جَمِيعاً بِغَيْرِ أَلِفٍ، عَلَى أَنَّ الفِعْلَ فِيهِمَا جَمِيعاً من الخَادِع. وَفِي اللِّسَان: جَازَ يُفَاعِلُ لِغَيْرِ الاثْنَيْنِ، لأَنَّ هذَا المِثَالَ يَقَعُ كَثِيراً فِي اللُّغَةِ للْوَاحِدِ، نَحْو: عاقَبْتُ اللِّصَّ، وطارَقْتُ النَّعْلَ. وقالَ الفَارِسِيّ: والعَرَبُ تُقُولُ: خَادَعْتُ فُلاناً، إِذا كُنْتَ تَرُومُ خَدْعَهُ. وعلَى هَذَا يُوَجَّهُ قَوْلُه تَعالَى: يُخَادِعُونُ اللهَ وهُوَ خَادِعُهُم مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ يُقَدِّرُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُم يُخَادِعُونَ اللهَ، واللهَ هُوَ الخَادِعُ لَهُمْ، أَي المُجَازِي لَهُمْ جَزَاءَ خِدَاعِهم. وقالَ الرَّاغِبُ فِي المُفْرَدَاتِ: وقَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ إِنَّ هَذَا على حَذْفِ المُضَافِ وإِقَامَةِ المُضَافِ إِلَيْهِ مُقَامَهُ، فيَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ المَقْصُودَ بمِثْلِهِ فِي الحَذْفِ لَا يَحْصُلُ لَوْ أُتِيَ بالمُضَافِ المَحْذُوفِ، ولِمَا ذَكَرْنَا مِنْ التَّنْبِيه عَلَى أَمْرَيْنِ: أَحْدِهِمَا فَظَاعَةُ فِعْلِهِمْ فِيمَا تَجَرَّؤُوهُ مِنَ الخَدِيعَةِ، وأَنَّهُمْ بمُخَادَعَتِهِمْ إِيّاه يُخَادِعُونَ اللهَ، والثانِي: التَّنْبِيهُ علَى عِظَمِ المَقْصُودِ بالخِدَاعِ، وأَنَّ مُعَامَلَتَهُ كمُعَامَلَةِ اللهِ. وقِرَاءِةُ مُوَرِّقٍ العِجْلِيّ وَمَا يَخَدِّعُون إِلاَّ أَنْفُسَهم، بفَتْحِ الياءِ والخاءِ وكَسْرِ الدَّالِ المُشَدَّدَةِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى إِرادَةِ يَخْتَدِعُونَ، أُدْغِمَت التَّاءُ فِي الدَّال، ونُقِلَتْ فَتْحَتُها إِلَى الخاءِ.
وخَادَعَ: تَرَكَ عَنِ الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ للرّاعِي:)
(وخادَعَ المَجْدَ أَقْوَامٌ لَهُمْ وَرَقٌ ... رَاحَ العِضَاهُ بِهِ والعِرْقُ مَدْخُولُ)
وهكَذَا رَوَاه شَمِرٌ، وفَسَّرَهُ، ورَوَاهُ أَبُو عَمْروٍ: خَادَعَ الحَمْدَ، وفسَّرُ، أَيْ تَرَكُوا الحَمْدَ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِن أَهْلِهِ.
والخِدَاعُ، ككِتَابِ: المَنْعُ والحِيلَةُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. والَّذِي فِي اللِّسَانِ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الخَدْعُ: مَنْعُ الحَقِّ، والخَتْمُ: مَنْعُ القَلْبِ من الإِيمان.
والتَّخَدُّع: تَكَلُّفُهُ، أَيْ الخِدَاع، قَالَ رُؤْبة: فَقَدْ أُدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخدَّعا بالوَصْل أَو أَقْطَعُ ذَاك الأَقْطَعَا وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: خَدَّعه تَخْدِيعاً، وخَادَعَهُ، وتَخَدَّعه، واخْتَدَعَهُ: خَدَعَهُ، وَهُوَ خَدَّاعٌ وخَدِعٌ، كشَدَّادٍ وكَتِفٍ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وكَذلِكَ خَيْدَعٌ، كحَيْدَرٍ. وخَدَعْتُه: ظَفِرْتُ بِهِ.
وتَخادَعَ القَوْمُ: خَدَعَ بَعْضُهُم بَعْضاً.
وانْخَدَعَ: أَرَى أَنَّه مَخْدُوعٌ ولَيْسَ بِهِ.
والخُدْعَةُ بالضَّمِّ: مَا تُخْدَعُ بِهِ.
وماءُ خَادِعٌ: لَا يُهْتَدَى لَهُ، وَهُوَ مَجَاز. وخَدَعْتُ الشَّيْءَ وأَخْدَعْتُه: كَتَمْتُه وأَخْفَيْته.
والمَخْدَعُ، كمَقْعَدٍ: لُغَة فِي المُخْدَع، والمِخْدَعِ بالكَسْرِ والضَّمِّ، عَنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الغَنَويّ، وقَدْ تَقَدَّمَ. والمُخْدَعُ أَيْضاً: مَا تَحْتَ الجَائِز الَّذِي يُوضَعُ عَلَى العَرْشِ، والعَرْشُ: الحائطُ يُبْنَى بَيْنَ حَائِطَيِ البَيْتِ، لَا يَبْلُغُ بِهِ أَقْصَاه، ثُمَّ يُوضَع الجائزُ من طَرَفِ العَرْشِ الدَّاخِلِ إِلَى أَقْصَى البَيْتِ، ويُسْقَفُ بِهِ.
وانْخَدَعَ الضَّبُّ مِثْلُ خَدَعَ: اسْتَرْوَحَ فاسْتَتَرَ، لِئلاَّ يُحْتَرَشَ.
وخَدَعَ مِنّي فُلاَنٌ، إِذا تَوَارَى ولَمْ يَظْهَرْ.
وخَدَعَ الثَّعْلَبُ، إِذا أَخَذَ فِي الرَّوَغانِ.
وخَدَعَ الشَّيْءُ خَدْعاً: فَسَدَ، والخَادِعُ: الفَاسِدُ من الطَّعَامِ وغَيْرِه. ودِينَار خَادِع، أَي نَاقِصٌ.
وفُلانٌ خادِعُ الرَّأْي: إِذا كانَ لَا يَثْبُتُ عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ. وهُوَ مَجَازٌ.
وخَدَعِتِ العَيْنُ خَدْعاً: لَمْ تَنَمْ. وَمَا خَدَعَتْ بعَيْنِهِ خَدْعَةٌ، أَيْ نَعْسَةٌ تَخْدَعُ، أَي مَا مَرَّتْ بِهَا، وَهُوَ)
مجَاز، قَالَ المُمَزِّق العَبْدِيّ:
(أَرِقْتُ ولَمْ تَخْدَعْ بِعَيْنِيَّ نَعْسَةٌ ... ومَنْ يَلْقَ مَا لاقَيْتُ لَا بُدَّ يَأْرَقُ)
وخَادَعْتُهُ: كَاسَدْتُهُ. وَقَالَ الفَرّاءُ: بَنو أَسَدٍ يَقُولُون: إِنَّ السِّعْر لَمُخَادِعٌ، وقَدْ خَدَعَ: إِذا ارْتَفَعَ وغَلاَ. وقَالَ كُرَاع: الخَدْعُ: حَبْسُ المَاشِيَةِ والدَّوابِّ علَى غَيْرِ مَرْعىً وَلَا عَلَفٍ. قُلْتُ: وَهَذَا قَدْ تَقَدَّم فِي ج د ع.
والمُخَدَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المَخْدُوعُ، قالَ الشَّاعِرُ:
(سَمْحُ اليمِينِ إِذا أَرَدْتَ يَمِينَهُ ... بسَفَارَةِ السُّفَراءِ غَيْر مُخَدَّعِ)
أَرادَ غَيْرَ مَخْدُوعٍ. وقَدْ رُوِيَ جِدُّ مُخَدَّعِ أَيْ أَنَّهُ مُجَرَّبٌ، والأَكْثَرُ فِي مِثْلِ هذَا أَنْ يَكُونَ بَعْدَ صِفَةٍ مِنْ لَفْظِ المُضَافِ إِلَيْه كقَوْلِهِمْ: أَنْتَ عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ. ورَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَع، أَيْ شَدِيدُ مَوْضِع الأَخْدَعِ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب. قالَ: وَلَا كذلِكَ شَدِيدُ النِّسَا. قَالَا: وكذلِكَ شَدِيدُ الأَبْهَرِ. وأَما قَوْلُهُم فِي الفَرَسِ: إِنَّهُ لَشَدِيدُ النَّسَا، فَيُرَادُ بذلِكَ النَّسَا نَفْسُه، لأَنَّ النَّسَا إِذا كانَ قَصِيراً كَانَ أَشَدَّ للرِّجْلِ، فإِذا كانَ طَوِيلاً اسْتَرْخَت رِجْلُه.
ورَجُلٌ خَادِعٌ: نَكِدٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَعِ: مُمتَنِعٌ أَبِيٌّ، ولَيِّنُ الأَخْدَع بخِلاف ذلِكَ.
ويُقَالُ: لَوَى فُلانٌ أَخْدَعَهُ، إِذا أَعْرَضَ وتَكَبَّرَ. وسَوَّى أَخْدَعَهُ، إِذا تَرَكَ التَّكَبُّرَ، وَهُوَ مَجازٌ.
والخَيْدَعُ، كحَيْدَرٍ: السِّنَّوْرُ، عَن ابنِ بَرِّيّ. واسْمُ امْرَأَةٍ، وَهِي أُمُّ يَرْبُوعٍ، ومِنْهُ المَثَلُ: لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمَةً حَكَاهُ يُعْقُوبُ، وقَدْ مَرَّ ذِكْرُه فِي ر أَب فرَاجِعْهُ.
وخَدْعَةُ، بالفَتْح: اسْمُ رَجُلٍ لأَنَّهُ كانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ خَدْعَةَ وَهِي ناقَةٌ أَو امْرَأَةٌ فسُمِّيَ بهِ.
وابْنُ خِدَاعٍ: مَشْهُورٌ مِنْ أَئمَّةِ النَّسَبِ.

خَرطم

Entries on خَرطم in 1 Arabic dictionary by the author Murtaḍa al-Zabīdī, Tāj al-ʿArūs fī Jawāhir al-Qamūs
خَرطم

(الخُرْطُوم، كَزُنْبُور: الأَنْفُ) ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ قَولُ أَبي زَيْد. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ من السِّباع الخَطْم والخُرْطُوم. وَمن الخِنْزِير: الفِنْطِيسَة، وَمن ذِي الْجنَاح: المِنْقار، وَمن ذَواتِ الخُفّ: المِشْفَر، وَمن النّاس: الشَّفَةُ، وَمن الحَافِر: الجَحْفَلة. قَالَ: والخُرْطُوم للفِيل، وَهُوَ أَنْفُه، وَيقوم لَهُ مَقامَ يَدِه ومَقَام عُنُقِه. قَالَ: والخُرُوق الَّتِي فِيهِ لَا تَنْفُذُ، وإِنَّما هُوَ وِعَاءٌ إِذا ملأَهُ الفِيلُ من طَعَام أَو مَاء أَوْلَجَه فِي فِيهِ؛ لِأَنَّهُ قَصِيرُ العُنُق لَا ينَال مَاء وَلَا مَرْعىً. قَالَ: وللبَعُوضَة خُرْطومٌ، وَهِي مُشَبَّهَةٌ بالفِيل. (أَو مُقَدَّمُه، أَو مَا ضَمَمتَ عَلَيْهِ الحَنَكَيْن) .
وَقَوْلُه تَعالى: {سنسمه على الخرطوم} فسّره ثَعْلب فَقَالَ: يَعنِي على الوَجْه. قَالَ اْبنُ سِيده: وعندِي أَنَّه الأَنْف، واستَعارَه للإِنسان. وَقَالَ الفَرَّاء: " الخُرْطُومُ وَإِن خُصَّ بالسِّمة فَإِنَّهُ فِي مَذْهَبٍ الوَجْهُ؛ لِأَن بعضَ الوَجْه يُؤَدِّي عَن بعضٍ "، وَقَالَ الرّاغِبُ فِي تَفْسِير الْآيَة. " أَي: نُلْزِمه عَاراً لَا يَنْمَحِي عَنهُ، كَقْولِهِم: جُدِعت أَنْفُه، والخُرطُوم: أَنْفُ الفِيلِ، فَسُمِّي أَنْفُه خُرْطُوماً اسْتِقْباحاً ". (كالخُرطُم، كَقُنْفُذِ) . وَقد شدّده الشاعِرُ للضَّرورة، فَقَالَ، أنْشدهُ ابنُ الأعرابيّ: (أصبَح فِيهِ شَبَهٌ من أُمِّه ... )

(من عِظَمِ الرَّأْس وَمن خُرْطُمِّهِ ... )

(و) الخُرطُومُ: (الخَمْرُ) . نَقله الجوهَرِيُّ، وأنشَدَ للعَجَّاج:
(فغَمَّها حَوْلَيْن ثمَّ اسْتَوْدَفَا ... )

(صَهْبــاءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَا ... )

وخَصَّ بَعضهم، فَقَالَ: (السَّرِيعَةُ الإِسْكارِ) .
(و) قيل: هُوَ (أَوَّلُ مَا يَجْرِي من العِنَب قبل أَن يُداسَ) . أَنْشَدَ أَبُو حَنِيفة:
(وفِتْيةٍ غَيْرِ أَنْذالٍ دَلَفتُ لَهُم ... بذِي رِقاعٍ من الخُرْطُوم نَشَّاجِ)
يَعْنِي بِذِي الرِّقاع: الزِّقَّ.
وَقَالَ ابنُ الأعرابِيّ: الخُرْطُوم: السُّلافُ الَّذِي سَالَ من غَيْر عَصْر.
(وذُو الخُرطومِ: سَيْفٌ) بعَيْنه عَن أَبِي عَلِي، وأَنْشَدَ:
(تَظَلُّ لذِي الخُرْطُومِ فيهنّ سَوْرَةٌ ... إِذا لم يدافِعْ بعضَها الضَّيفُ عَن بَعْضِ)

وَيُقَال: هُوَ لأبي يَحْيى (عَبدِ الله بنِ أُنَيْسِ) بن أَسْعَد الجُهَنِيّ الصَّحابِيّ (رَضِي الله تَعالى عَنهُ) .
(وخُرطومُ الحُبارَى: شاعرٌ اْسمُه عبدُ الله بنُ زُهَير، وجُشَمُ بنُ الخَزْرج، وَعَوْفُ بنُ الخَزْرج، يُقَال لَهما الخُرْطُومان) ، نَقله الجَوْهَرِيّ.
(و) الخُراطِمُ (كعُلابِط: المَرْأَةُ دَخَلَت فِي السِّنِّ) . كَمَا فِي المُحْكَم.
(وخَراطِيمُ القَوْم: سَاداتُهم) ومُقَدَّموهم فِي الأُمور، الواحِدُ خُرْطوم. نَقله الجَوْهَرِي، وَهُوَ مجَاز.
(وخَرْطَمَه: ضَرَب خُرطُومَه) .
(أَو) خَرْطَمه (عَوَّجَه) .
(واخْرَنْطَم) الرَّجلُ: (رَفَعَ) أنفَه) . وَقيل: عوَّجه، وسَكَت على غَضَبه. (و) قيل: (استَكْبَر وغَضِب) مَعَ رَفْعِ رأسِه. كَمَا فِي الصّحاح.
(والخُرْطُمانُ، بالضَّمّ: الطَّوِيلُ) الأَنْف. [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
رجلٌ خُرْطُمانِيٌّ: كَبِيرُ الْأنف. حَكَاهُ اْبنُ بَرّي عَن اْبن خَالَوَيْه.
وخِفافٌ مُخْرْطَمة: ذاتُ خَرَاطِيمَ وأُنوفٍ، يَعْنِي أَنَّ صُدُورَها ورُؤُوسَها مُحَدَّدةٌ.
Our December server bill is coming up; please donate any amount you're able to help keep The Arabic Lexicon online. .

Secure payments via PayPal (top) and Stripe (bottom).
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.