Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شهد

المجمل

Entries on المجمل in 2 Arabic dictionaries by the authors Al-Munāwī, al-Tawqīf ʿalā Muhimmāt al-Taʿārīf and Al-Tahānawī, Kashshāf Iṣṭilāḥāt al-Funūn wa-l-ʿUlūm
المجمل: ما لم تتضح دلالته، وهو ما خفي المراد منه بحيث لا يدرك في نفس اللفظ إلا ببيان من المجمل.
المجمل:
[في الانكليزية] Summary ،whole ،total
[ في الفرنسية] Sommaire ،global ،total
في اللغة المجموع وجملة الشيء مجموعه. ومنه أجمل الحساب إذا جمعه. ومنه المجمل في مقابلة المفصّل في العلمي حاشية شرح هداية الحكمة في الخطبة: الفرق بين الإجمال والتفصيل أنّ المجمل كالمعرّف بالفتح ملحوظ بملاحظة واحدة والمفصّل كالمعرّف بالكسر ملحوظ بملاحظات متعدّدة، كالزّحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر بالنسبة إلى الكواكب السيارة. والتحقيق أنّ التفصيل بالنسبة إلى الإجمال مجموع الاجزاء، ومتى تحقّق أحدهما تحقّق الآخر في ضمنه فهما متحدان ذاتا مختلفان اعتبارا وملاحظة انتهى. والمجمل في عرف الأصوليين هو ما خفي المراد منه بنفس اللفظ خفاء لا يدرك بالعقل بل ببيان من المجمل، سواء كان ذلك لتزاحم المعاني المتساوية الأقدام كالمشترك أو لغرابة اللفظ وتوحّشه من غير اشتراك فيه كالهلوع، أو باعتبار إبهام المتكلّم الكلام، كانتقاله من معناه الظاهر إلى ما هو غير معلوم كالصلاة والزكاة والربا فإنّ المجمل أنواع ثلاثة: نوع لا يفهم معناه لغة كالهلوع قبل التفسير، ونوع معناه معلوم لغة لكنه ليس بمراد كالربا والصلاة، ونوع معناه معلوم لغة إلّا أنّه متعدّد لغة كالمشترك. ففي القسم الأخير خفي المراد باعتبار الوضع وفي الأولين باعتبار غرابة اللفظ وإبهام المتكلّم. فقولهم ما خفي المراد منه بمنزلة الجنس يشمل المجمل والمشكل والمتشابه والخفي. وقولهم بنفس اللفظ يخرج الخفي فإنّ خفاءه بعارض. والقيد الأخير يخرج المشكل إذ يدرك المراد منه بالعقل وكذا المتشابه إذ لا طريق إلى درك المراد منه، إذ لا يدرك عقلا ولا نقلا، وهذا هو المراد مما ذكره فخر الإسلام من أنّ المجمل ما ازدحمت فيه المعاني واشتبه المراد به اشتباها لا يدرك المراد إلّا ببيان من جهة المجمل، فإنّه أراد بالمعنى مفهوم اللفظ وبازدحامها تواردها على اللفظ من غير رجحان لأحدها على الآخر. وقيل ما ازدحمت فيه المعاني قيد زائد إذ يكفيه أن يقول هو ما اشتبه المراد إلى آخره، ولذا قال شمس الأئمة هو لفظ لا يفهم المراد منه إلّا باستفسار المجمل. وقال القاضي الإمام هو الذي لا يعقل معناه أصلا ولكنه احتمل البيان. وقال آخر هو ما لا يمكن العمل إلّا ببيان يقترن به، هكذا يستفاد من كشف البزدوي والتلويح. وفي بعض كتب الحنفية هو ما لا يوقّف على المراد منه إلّا ببيان غير اجتهادي. فقيد ما لا يوقف كالجنس يتناول المجمل والمتشابه. وبقيد إلّا ببيان خرج المتشابه فإنّه لا يرجى بيانه. وبقيد غير اجتهادي خرج المشترك فإنّه يجوز تأويله بالاجتهاد والنظر في القرائن ومأخذ الاشتقاق. وكذا خرج ما أريد مجازه للنظر في الوضع والعلاقة والعلامات وتبيّن بهذا أنّ قول بعض أصحابنا الحنفية أنّ المشترك نوع من المجمل فيه نظر لعدم انطباق حدّ المجمل عليه ونقيض المجمل المبين انتهى ما حاصله. وقال بعض الشارحين وفي إخراج المشترك مطلقا عن المجمل نظر كما في إدخاله فيه مطلقا نظر لأنّ من أفراد المشترك ما لا يمكن الاطلاع عليه بالاجتهاد أصلا فيكون من قبيل المجمل. البتّة لصدق حدّه عليه قطعا، ومن أفراده ما يمكن الاطلاع عليه بالاجتهاد فلا يكون من قبيل المجمل. ومثال المشترك الذي هو من المجمل ما إذا أوصى لمواليه وله موال أعلى وأسفل ومات من غير بيان حيث تبطل الوصية بعدم المرجّح انتهى. اعلم أنّ هذا الذي ذكر إنّما هو مذهب الحنفية فإنّهم قالوا المجمل والمشكل والخفي والمتشابه ألفاظ متباينة لا يصدق أحدها على الآخر منها، ولذا وقع في التلويح إذا خفي المراد من اللفظ فخفاؤه إمّا لنفس اللفظ أو لعارض، الثاني يسمّى خفيا والأول إمّا أن يدرك المراد منه بالعقل أو لا، الأول يسمّى مشكلا، والثاني إمّا أن يدرك المراد بالنقل أو لا يدرك أصلا، الأول يسمّى مجملا، والثاني متشابها، فهذه الأقسام متباينة قطعا بلا خلاف، بخلاف الظاهر والنصّ والمفسّر والمحكم فإنّها اختلف فيها. فقيل بتباينها وقيل بتغايرها انتهى. وأمّا الشافعي رحمه الله تعالى فلم يفرّق بينها بل أطلق على الجميع لفظ المجمل ولا يجوز عنده تفسير المتشابه بالتفسير الذي فسّر به الحنفية إذ يجوز عنده تأويل المتشابه فلا يجوز عنده تفسيره بتفسيرهم.
ويدلّ على ما ذكرنا وقع في الاتقان أنّ المجمل ما لم تتضح دلالته وهو واقع في القرآن خلافا لداود الظاهري، وفي جواز بقائه مجملا أقوال، أصحّها لا يبقى المكلّف بالعمل به بخلاف غيره. ثم قال اختلف في آيات هل هي من قبيل المجمل أم لا، منها وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا، قيل إنّها مجملة لأنّ الربا هو الزيادة وما من بيع إلّا وفيه زيادة افتقر إلى بيان ما يحلّ وما يحرم. وقيل لا لأنّ البيع منقول شرعا فحمل على عمومه ما لم يقم دليل التخصيص. وقال الماوردي: للشافعي في هذه الآية أربعة أقوال. القول الأول إنّها عامة فإنّ لفظها لفظ عموم يتناول كلّ بيع ويقتضي إباحة كلّ بيع إلّا ما خصّه الدليل، وهذا القول أصحها عند الشافعي وأصحابه لأنّه صلى الله عليه وسلم نهى عن بيوع كانوا يعتادونها ولم يبيّن الجائز، فدلّ على أنّ الآية تناولت إباحة جميع البيوع إلّا ما خصّ منها، فبيّن صلى الله عليه وسلم المخصوص، وقال: فعلى هذا في العموم قولان: أحدهما أنّه عموم أريد به العموم وإن دخل التخصيص، وثانيهما أنّه عموم أريد به الخصوص. قال والفرق بينهما أنّ البيان في الثاني مقدّم على اللفظ وفي الأول متأخّر عنه مقترن به قال وعلى القولين يجوز الاستدلال بالآية في المسائل المختلف فيها ما لم يقم دليل تخصيص. والقول الثاني إنّها مجملة لا يعقل منها صحة بيع من فساده إلّا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم. قال ثم [هل] هي مجملة بنفسها أم بعارض ما نهي عنه من البيوع؟
وجهان. وهل الإجمال في المعنى المراد دون لفظها لأنّ البيع لفظه اسم لغوي معناه معقول؟
لكن لما قام بإزائه من السّنة ما يعارضه تدافع العمومان ولم يتعيّن المراد إلّا ببيان السّنة فصار مجملا لذلك دون اللفظ، أو في اللفظ أيضا لأنّه لمّا لم يكن المراد منه ما وقع عليه الاسم وكانت له شرائط غير معقولة في اللغة كان مشكلا، أيضا هو وجهان. قال: وعلى الوجهين لا يجوز الاستدلال بها على صحة بيع وفساده وإن دلّت على صحة البيع من أصله. قال وهذا هو الفرق بين العموم والمجمل حيث جاز الاستدلال بظاهر العموم ولم يجز الاستدلال بظاهر المجمل. والقول الثالث إنّها عامة مجملة معا، واختلف في وجه ذلك على أوجه: أحدها أنّ العموم في اللفظ والإجمال في المعنى.
الثاني أنّ العموم في وأحلّ الله البيع والإجمال في وحرّم الربا. الثالث أنّه كان مجملا فلمّا بيّنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم صار عامّا فيكون داخلا في المجمل قبل البيان وفي العموم بعد البيان، فعلى هذا يجوز الاستدلال بظاهرها في البيوع المختلف فيها. والقول الرابع إنّها تناولت بيعا معهودا ونزلت بعد أن أحلّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوعا وحرّم بيوعا، فاللام للعهد. فعلى هذا لا يجوز الاستدلال بظاهرها، انتهى كلام الإتقان.

تنبيه:
فهم من كلام الحنفية أنّ المجمل هو اللفظ الموضوع وهو ظاهر، وفهم مما وقع في الاتقان أنّ المجمل يتناول الفعل أيضا ويؤيّده ما في العضدي وحاشيته للسّعد التفتازاني ما حاصلهما أنّ المجمل ما لم يتّضح دلالته أي ماله دلالة غير واضحة فخرج المهمل إذ ليس له دلالة على المعنى أصلا، وهو يتناول القول والفعل والمشترك والمتواطئ، فإنّ الفعل قد يكون مجملا كالقيام من الركعة الثانية من غير تــشهّد فإنّه محتمل للجواز وللسّهو فكان مجملا بينهما. وأمّا من عرّفه بأنّه اللفظ الذي لا يفهم منه عند الاطلاق شيء فقد عرّف المجمل الذي هو من أقسام المتن الذي هو لفظ ولا يرد المهمل، إذ المتن هو اللفظ الموضوع وأراد بالشيء المعنى اللغوي أي ما يمكن أن يعلم ويخبر به لا الموجود فلا يرد أنّ المستحيل على هذا ينبغي أن يكون مجملا، لأنّ المفهوم منه ليس بشيء، مع أنّه ليس بمجمل لوضوح مفهومه، والمراد بتفهّم الشيء فهمه على أنّه مراد لا مجرّد الخطور بالبال، فلا يرد أنّ التعريف غير منعكس لجواز أن يفهم من المجمل أحد محامله لا بعينه كما في المشترك انتهى. وفي ظاهر هذا الكلام دلالة أيضا على عدم التّفرقة بينه وبين الخفي والمشكل والمتشابه.
فائدة:
قد يسمّى المجمل بالمبهم أيضا، يدلّ عليه ما وقع في الاتقان من أنّه قال ابن الحصار من الناس من جعل المجمل والمحتمل بإزاء شيء واحد، قال والصواب أنّ المجمل اللفظ الذي لا يفهم منه المراد والمحتمل اللفظ الواقع بالوضع الأول على معنيين فصاعدا، سواء كان حقيقة في كلّها أو بعضها. قال فالفرق بينهما أنّ المحتمل يدلّ على أمور معروفة واللفظ المشترك متردّد بينها، والمجمل لا يدلّ على أمر معروف مع القطع بأنّ الشارع لم يفوّض لأحد بيان المجمل بخلاف المحتمل.
فائدة:

للإجمال أسباب: منها الاشتراك. ومنها الحذف نحو وترغبون أن تنكحوهن، يحتمل في وعن. ومنها اختلاف المرجع نحو ضرب زيد عمرا فضربته. ومنها احتمال العطف والاستئناف كقوله تعالى إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ. ومنها غرابة اللفظ. ومنها عدم كثرة الاستعمال الآن نحو يلقون السمع أي يسمعون، فأصبح يقلّب كفيه أي نادما.

ومنها التقديم والتأخير كقوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها أي يسألونك عنها كأنّك حفي. ومنها قلب المنقول نحو طور سينين أي سينا. ومنها التكرير القاطع لوصل الكلام في الظاهر نحو للذين استضعفوا لمن آمن منهم كذا في الاتقان.

رُوِيَ

Entries on رُوِيَ in 1 Arabic dictionary by the author Murtaḍa al-Zabīdī, Tāj al-ʿArūs fī Jawāhir al-Qamūs
رُوِيَ
: (ى} رَوِيَ من الماءِ واللَّبَنِ، كرَضِيَ، {رَيّاً} ورِيّاً) ، بالكسْرِ والفتْحِ. ( {ورَوَى) ؛ هُوَ فِي النُّسخِ هَكَذَا بفتْحِ الَّراءِ والواوِ على أنَّه فِعْلٌ ماضٍ، والصَّوابُ} رِوىً مِثْل رَضِي رضَا، كَمَا هُوَ نصُّ الصِّحاحِ والمُحْكَم؛ ( {وتَرَوَّى} وارْتَوَى) : كلُّ ذلكَ (بِمَعْنًى) واحِدٍ.
(و) {رَوِيَ (الشَّجَرُ) مِن الماءِ} ريّاً: (تَنَعَّمَ، {كتَرَوَّى، والاسمُ} الرِّيُّ بالكسْرِ) .
قَالَ شيْخُنا: هَذَا هُوَ المَشْهورُ فِي الدَّواوِين اللّغَويَّة، وحكَى الشامِيُّ فِي سيرتِه بالفتْحَ أَيْضاً.
(و) قد (! أَرْواني) ، وَمِنْه قوْلُهم للناقَةِ الغَزيرَةِ: هِيَ {تُرْوِي الصَّبِيَّ لأنَّه ينامُ أَوَّل الليلِ؛ فيُرِيدُون أَنَّ درَّتَها تَعْجَلُ قَبْلَ نَوْمِه.
(وَهُوَ} رَيَّانٌ، وَهِي {رَيّا، ج} رِواءٌ) . يقالُ: رَجُلٌ {رَيَّانٌ، ونَباتٌ} رَيَّانٌ، وشَجَرٌ {رِواءٌ؛ قالَ الأعْشى:
طَرِيقٌ وجَبَّارٌ} رِواءٌ أُصُولُه
عَلَيْهِ أَبَابيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُقالَ الجوهريُّ: وَلم تُبْدل مِنَ الياءِ وَاو لأنَّها صفَةٌ، وإنَّما يُبْدلون الياءَ فِي فَعْلَى إِذا كانَت اسْماً وَالْيَاء مَوْضِع اللَّام، كقَوْلكَ شَرْوَى هَذَا الثَّوْبِ، وإنَّما هِيَ من شَرَبْتُ، وتَقْوَى، وإنَّما هِيَ مِن التَّقِيَّةِ، وَإِن كَانَت صفَةً تَرَكُوها على أَصْلِها، قَالُوا: امْرأَةٌ خَزْيا ورَيَّا، وَلَو كَانَت {رَيَّا اسْماً لكانتْ رَوَّا لأنَّك تبدل الأَلفَ واواً مَوْضِع اللَّام وتَتْرك الواوَ الَّتِي هِيَ عَيْن فَعْلَى على الأصْلِ؛ وقَوْل أَبي النَّجْم:
واهاً} لرَيّاً ثمَّ واهاً واها إنَّما أَخْرَجَه على الصفَّةِ، انتَهَى.
قُلْتُ: وأَصْلُه كَلامُ سِيْبَوَيْه فِي الكِتابِ، وَقد نقلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً فِي المُحْكَم مَعَ زيادَةٍ وإيضاحٍ.
(وماءٌ {رَوِيٌّ} ورِوًى {ورَواءٌ، كغَنِيِّ وإِلَى وسَماءٍ) ؛ أَي (كثيرٌ مُرْوٍ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: ماءٌ} رَواءٌ عَذْبٌ؛ قالَ الزَّفيان:
يَا إبلي ماذامُه فَتَأْبَيْهْ
ماءٌ {رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْه ْوإذا كَسَرْت الراءَ قَصَرْته وكَتَبْته بالياءِ فقلْتَ ماءٌ} رِوىً، ويقالُ: هُوَ الَّذِي فِيهِ للوارِدَةِ {رِيٌّ.
وَفِي التَّهذيبِ: ماءٌ} رَواءٌ! ورِوىً، إِذا كَانَ يَصْدُرُ من يَرِدُه عَن {رِيَ، وَلَا يكونُ هَذَا إلاَّ صفَة لأعْدادِ المِياهِ الَّتِي لَا تَنْزَحُ وَلَا يَنْقَطِع ماؤُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
تَبَشَّرِي بالرِّفْهِ والماءِ} الرِّوَى
وفَرَحٍ مِنْكِ قَرِيب قد أَتَى وقالَ الحُطَيْئة:
أَرَى إِبِلي بجَوْفِ الماءِ حَلَّتْ
وأَعْوَزَها بِهِ الماءُ {الرِّواءُ (} والرَّاوِيَةُ: المَزادَةُ فِيهَا الماءُ.
(و) يُسَمَّى (البَعِيرُ والبَغْلُ والحِمارُ) الَّذِي (يُسْتَقَى عَلَيْهِ) {رَاوِيَة على تَسْمِية الشيءِ باسْمِ غيرِهِ لقرْبه مِنْهُ، هَذَا نَصّ ابنُ سِيدَه إلاَّ أَنَّه اقْتَصَر على البَعيرِ.
وَفِي التَّهْذيبِ:} الرَّاوِيَةُ البَعيرُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ، ووِعاءُ الماءِ الَّذِي هُوَ المَزادَةُ إنَّما سُمِّي رَاوِيَة لمَكانِ البَعيرِ الَّذِي يَحْمِلها.
وَقَالَ الجوهريُّ: الرَّاوِيَةُ البَعيرُ أَو البَغْلُ أَو الحِمارُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ، والعامَّةُ تُسَمِّي المَزادَة رَاوِية، وذلكَ جاِئرٌ على الاسْتِعارَةِ، والأَصْلُ مَا ذَكَرْنا.
وَفِي المِصْباح: {روى البَعيرُ الماءَ} يرْوِيه، مِن بابِ رَمَى، حَمَلَه فَهُوَ {رَاوِيَةٌ، الهاءُ فِيهِ للمُبالَغَةِ ثمَّ أُطْلِقَتْ} الرَّاوِيَةُ على كلِّ دابَّةٍ يُسْتَقَى الماءُ عَلَيْهَا.
قَالَ شيْخُنَا وظاهِرُ المصنِّفِ إطْلاقُ الرَّاوِيَةِ على الكُلِّ حَقِيقَة، وقيلَ: هِيَ حَقيقةٌ فِي الجَمَلِ مَجازٌ فِي المَزادَةِ، وقيلَ بالعكْسِ، وجَمْعُ {الرَّاوِيَةِ} الرَّوايا، قالَ أَبُو النَّجْم:
تَمْشِي من الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ
مَشْيَ! الرَّوايا بالمَزادِ الأَثْقَلِوقالَ لبيدٌ: فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ
{كرَوايا الطّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ (و) فِي المِصْباح: ومِن رَوَى البَعيرُ الماءَ} يَرْوِي قَوْلهم: ( {رَوَى الحدِيثَ} يَرْوِي {رِوايَةً) بالكَسْرِ؛ وَكَذَا الشِّعْر.
(} وتَرَوَّاهُ بِمعْنًى) حَمَلَه ونَقَلَهُ رجُلٌ رَاوٍ؛ قالَ الفَرَزْدق:
أَما كَانَ فِي مَعْدانَ والفيلُ شاغِلٌ
لعَنْبَسةَ {الرَّاوِي عليَّ القَصائِدا؟ وَفِي حديثِ عائِشَةَ: (} تَرَوَّوْا شِعْرَ حميد بن المُضَرِّبِ، فإنَّه يُعِينُ على البِرِّ.
وَفِي الصِّحاحِ: وتقولُ أَنْشِد القَصِيدَةَ يَا هَذَا، وَلَا تَقُلْ {ارْوِها إلاَّ أنْ تأْمرَهُ} بِروايَتِها، أَي اسْتظهارِها.
(وَهُوَ {رَاوِيَةٌ) للحدِيثِ والشِّعْرِ؛ الهاءُ (للمُبالَغَةِ) ، أَي كَثيرُ} الرِّوايَةِ.
(و) {رَوَى (الحَبْلَ) } رَيّاً: (فَتَلَهُ) أَو أَنْعَم فَتْلَه، ( {فَارْتَوَى.
(و) } رَوَى (على أَهْلِهِ ولَهم) {ريَّةً: (أَتَاهُم بالماءِ) ؛ نَقَلَهُ الجوهريُّ.
(و) رَوَى (على الرَّحْلِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ على الرَّجلِ كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاحِ والمُحْكَم؛ (شَدَّهُ على البَعيرِ لِئَلاَّ يَسْقُط) .
ونَصّ المُحْكم: رَوَى على الرَّجُل شدَّهُ} بالرَّواءِ لئَلاَّ يَسْقُطَ عَن البَعيرِ من النَّوْم.
وَفِي الصِّحاحِ: {رَوَيْت على الرَّجُلِ: شَدَدْتُه على ظَهْرِ البَعيرِ لئَلاَّ يَسْقُطَ مِن غَلَبَةِ النَّوْم؛ قالَ الراجزُ:
إنِّي على مَا كانَ مِنْ تَخَدُّديودِقَّةٍ فِي عَظْم ساقي ويَدِي} أَرْوي على ذِي العُكَنِ الصَّفَنْدَدِ (و) {رَوَى (القَوْمَ) } يَرْوِي! ريَّةً: (اسْتَقَى لَهُم) ، نقَلَهُ الجوهريُّ عَن يَعْقوب. ( {ورَوَّيْتُه الشِّعْرَ) } تَرْوِيةً: (حَمَلْتُه على {رِوايَتِه) ، أَو} رَوَيْتُه لَهُ حَتَّى حَفِظَه {للرِّوايةِ عَنهُ؛ (} كأَرْوَيْتُه) ، أَي يُعَدّى؛ {رِوايَة الحدِيثِ والشِّعْر بالتَّضْعيفِ وبالهَمْزةِ.
(و) } رَوَّيْتُ (فِي الأمْرِ) {تَرْوِيَةً: (تَظَرْتُ وفَكَّرْتُ) بتَأَنَ، لُغَةٌ فِي رَوَّأْتُ ورَيَّأْتُ، عَن الأَزْهرِيِّ.
(والاسْمُ} الرَّوِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الرِّويَّةُ التَّفَكُّرُ فِي الأَمْرِ؛ جَرَتْ فِي كلامِهم غَيْر مَهْموزَةٍ.
(ويَوْمُ} التَّرْوِيَةِ) : ثامِن ذِي الحجَّةِ (لأَنَّهم كَانُوا {يَرْتَوُونَ فِيهِ مِن الماءِ لمَا بَعْدُ) .
وَفِي التَّهذيبِ: لأنَّ الحاجَّ يَتَزوَّدُونَ فِيهِ مِنَ الماءِ ويَنْهضُونَ إِلَى مِنىً وَلَا ماءَ بهَا فيَتَزَوَّدُونَ رِيَّهم من الماءِ.
(أَو لأنَّ إبراهيمَ، عَلَيْهِ السلامُ) ، وعَلى نَبيِّنا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كانَ} يَتَرَوَّى ويَتَفَكَّرُ فِي {رُؤياهُ فِيهِ، وَفِي التَّاسِع عَرَّفَ، وَفِي العاشِر اسْتَعْمَل.
(} والرَّوِيُّ) ، كغَنِيَ: (حَرفُ القافِيَةِ) . يقالُ: قَصِيدَتانِ على {رَوِيَ واحِدٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الأخْفَش:} الرَّوِيُّ الحَرْفُ الَّذِي تُبْنَى عَلَيْهِ القَصِيدَةُ ويلزمُ فِي كلِّ بيتٍ مِنْهَا فِي موَضِعٍ واحِدٍ، والجَمْعُ {رَوِيَّات، حكَاهُ ابنُ جنِّي.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأراهُ تَسمعاً مِنْهُ وَلم يَسْمَعْه من العَرَبِ.
(و) } الرَّوِيُّ: (سَحابَةٌ عَظِيمَةُ القَطْرِ) شَديدَةُ الوَقْعِ كالسَّقِيِّ والرِّمِيِّ، والجَمْعُ أَرْوِيَةٌ.
(و) الرَّوِيُّ: (الشُّرْبُ التَّامُّ) يقالُ: شَربْتُ شُرْباً {رَوِيّاً أَي تامّاً، نقلَهُ الجوهريُّ.} وَالرَّاوِي: من يقوم على الْخَيل نَقله ابْن سَيّده وجبل! الرَّيَّان: بِبِلَاد طيي، سمي بِهِ لِأَنَّهُ لايزال يسيل مِنْهُ المَاء وَهُوَ (سقط: من منتصف الصفحة (194) حَتَّى منتصف الصفحة (195) .) من أطول جبال أجا، وجبل آخر أسود ببلادهم، يوقدون فِيهِ النَّار فترى من مسيرَة ثَلَاث، (و) {رَيَّان ة بنسا مِنْهَا، أَبُو جَعْفَر (محمحد بن أَحْمد بن عبد الله ابْن أبي عون النسوي عَن عَليّ بن حجر، وَأحمد الدَّوْرَقِي ,عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد الدوري، وَابْن قَانِع والطبرانيمات سنة 313. هَكَذَا ضَبطه بِالتَّشْدِيدِ الْحَافِظ أبوبكرالخطيبفي المؤتنف، والأمير ابْن مَاكُولَا، وَغلط من خففه، فِيهِ تَعْرِيض على شَيْخه الذَّهَبِيّ، فَإِنَّهُ هكذاضبطه تبعا لِابْنِ نقطة، وَأما ابْن السَّمْعَانِيّ فَقَالَ: لايعرفها أَهلهَا إِلَّا مُخَفّفَة، وَرُبمَا قَالُوا: الرذاني، أَي: بقلب الْيَاء ذالاًمعجمة، وَمن رَيَّان هَذِه أَيْضا أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أَحمد بنِ عَبْد الجبّارِ الرَّيَّانيُّ صاحِبُ حُمَيْد بنِ زَنْجَوَيْه مُؤَلِّفُ كتابِ التَّرغِيب رَواهُ عَنهُ، وَعنهُ ابنُ أبي شُرَيْح الأنْصاري.
(و) رَيَّانُ: (أُطُمُّ بِالْمَدِينَةِ.
(و) أَيْضاً: (وادٍ بحِمَى ضَرِيَّةَ) مِن أرْضِ كلابٍ أَعْلاهُ للضّبابِ وأَسْفَله لبَني جَعْفرٍ.
(و) أَيْضاً: (جَبَلٌ بدِيارِ بَني عامِرٍ) ، وأَنْشَدَ الجوهريُّ للبيدٍ:
فمَدَافِعُ} الرَّيَّان عُرِّيَ رَسْمُها
خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهاورأَيْتُ فِي الحاشِيَةِ مَا نَصّه: المَعْروفُ فِي شرْحِ بيتِ لبيدٍ أنَّ الرَّيَّان اسمُ وادٍ لبَني عامِرٍ، وَلم أجِد أنَّه اسمُ جَبَلٍ لغيرِ الجوهريِّ.
(و) أَيْضاً: (ة باليَمامَةِ.
(و) أَيْضاً: (محلَّةٌ ببَغْدادَ، مِنْهَا) أَبو المعالِي (هبَةُ اللَّهِ بنُ الحُسَيْنِ المَعْروفُ بابنِ التَّلِّ) ؛ كَذَا فِي النُّسخ بالفَوْقيَّةِ والصَّوابُ بالباءِ الموحَّدَةِ كَمَا ضَبَطَه الذهبيُّ والحافِظُ، رَوَى عَن قاضِي المَارسْتان ماتَ سَنَة سَبْعمائَة.
(و) أَبو بكْرٍ (عبدُ اللَّهِ بنُ مَعالِي) {الريَّانيُّ عَن شَهْدَــةَ وغيرِها، ماتَ سَنَة 627.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ مَعْدِنِ بَني سُلَيْم) على مِيلَيْن مِنْهُ، كانَ الرَّشيدُ ينزلُه إِذا حَجَّ وَله بِهِ قُصُورٌ.
(} ورَيَّانُ الرَّاسِبيُّ) شيخٌ للجُرَيْرِي؛ (و) {ريَّانُ (بنُ مُسْلِم) شيخٌ لضَمْرَةَ؛ (وحجَّاجُ بنُ رَيَّانٍ) شيخٌ للحَصَائِريّ، (وعُمَرُ بنُ يُوسُفَ بنِ رَيَّانٍ) حَدَّثَ بالرملة، (مُحَدِّثونَ) .
وفاتَهُ:
ريَّانُ بنُ عبدِ اللَّهِ سَمِعَ مِنْهُ الصوريُّ، وريَّانُ بنُ أَكْرَم ذكَرَه ابنُ حبيبٍ، وعَطَاءُ بنُ رُيَّانٍ شيخٌ ليَزيد بنِ أُبَيَ استدْرَكَهم الحافِظُ على الذهبيّ.
(وغالِبُ مَنْ سُمِّي بِهِ إنَّما يُذْكَرُ بأَلْ سِواهُمْ) ممَّنَ ذكر.
(} والرَّيَّا: الِّريحُ الطَّيِّبَةُ) ؛ وَمِنْه قوْلُ امْرىءِ القَيْسِ:
نَسِيمَ الصَّبا جاءتْ {برَيَّا القَرَنْفُلِ وقالَ المُتَلمسُ يَصِفُ جارِيَةَ:
فَلَو أَن مَحْمُوماً بخَيْبَر مُدْنَفاً
تَنَشَّقَ} رَيَّاها لأَقْلَعَ صالِبُهْويقالُ للمَرْأةِ: إنَّها الطَيِّبَة الرَّيَّا إِذا كانتْ عَطِرَة الجِرْم.
(! والأُرْوِيَّةُ، بالضَّمِّ والكسْرِ) ؛ اقْتَصَرَ الجوهريُّ على الضمِّ؛ ونَقَلَ ابنُ سِيدَه الكَسْرَ عَن اللَّحْيانيّ، (أُنْثَى الوُعولِ) ، وَهِي تيوسُ الجَبَلِ، وَهِي أُفْعُولَة فِي الأصْل إلاَّ أنَّهم قلبُوا الواوَ الثانيَة يَاء وأدْغَمُوها فِي الَّتِي بَعْدها وكسَرُوا الأُولى لتَسْلم الْيَاء، كَمَا فِي الصِّحاح.
(وثَلاثُ {أَراويَّ) ، على أَفاعِيلَ، (إِلَى العَشْرِ، والكثيرُ} أَرْوَى) ، على أَفْعَل بغيرِ قِياسٍ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
وذَهَبَ أَبو العبَّاس إِلَى أنَّها فَعْلَى والصَّحِيحُ أنَّها أَفْعَل لكَوْن {أُرْوِيَّةٍ أُفْعُولَةً، (أَو هُوَ اسمٌ للجَمْع) .
قالَ ابنُ سِيدَه: وَكَون أَراوِيَّ لأَدْنَى العَدَدِ وأَرْوَى الكَثيرِ هُوَ قوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ، والصَّحِيحُ عنْدِي أنَّ أَراوِيَّ تَكْسِير} أَرْوِيَّةٍ كأُرْجُوحةٍ وأَراجِيحَ، {والأرْوَى اسمٌ للجَمْع.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن أَبي زيْدٍ: يقالُ للأُنْثَى} أُرْوِيَّة، وللذَّكَر أُرْوِيَّة، ويقالُ للأُنْثَى عَنْزٌ وللذَّكَر وَعِلٌ، وَهِي مِن الشاءِ لَا مِن البَقَر.
( {والمَرْوَى) ، كمَقْعدٍ: (ع بالبادِيَةِ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(وتَرَوَّتْ مَفاصِلُه: اعْتَدَلَتْ وغَلُظَت) ؛ عَن ابنِ سِيدَه، (} كارْتَوَتْ) ؛ وَهَذِه عَن الأَزْهريّ.
وَفِي الصِّحاحِ: {ارْتَوَتْ مَفاصِلُ الرَّجُلِ.
(} والرَّواءُ، كسَماءٍ: بِئْرُ زَمْزَمَ) ، أَي مِن أَسْمائِه.
يقالُ: ماءٌ {رواءٌ إِذا كانَ لَا يَنْزَحُ وَلَا يَنْقَطِعُ.
(و) } الرِّواءُ؛ (ككِساءٍ: حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ المَتاعُ على البَعيرِ، ج {الأَرْوِيَةُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
وقيلَ: هُوَ حَبْلٌ مِن حِبالِ الخِبَاء.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: هُوَ أَغْلَظُ مِن الأَرْشِيَةِ.
وَفِي التَّهذيبِ: الحَبْلُ الَّذِي} يُرْوى بِهِ على {الرَّاوِيَة إِذا عُكِمَتْ المزادتان.
(} كالمِرْوَى، بالكسْرِ، ج مَراوَى) بفتْح الواوِ وكسْرِها، نقلَهُ الأزهريُّ.
(! والرَّوُّ: الخِصْبُ) ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ عَن ابنِ الأعرابيِّ. ( {وأَرْوَى: ة بمَرْوَ، وَهُوَ} أَرْواوِيُّ) ، على غيرِ قِياسٍ.
(و) {أَرْوَى: (ماءٌ بِطَرِيقِ مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تَعَالَى، قُرْبَ الحاجِرِ) .
يقالُ لَهُ مُثَلّثَة أَرْوَى لفزارَةَ، نقلَهُ الصَّاغانيُّ.
(} ورُواوَةُ، بالضَّمِّ: ع قُرْبَ المَدينَةِ) قبليّ بِلادِ مُزَيْنَةَ؛ قالَ كثِّيرُ عزَّةَ:
وغَيَّرَ آياتٍ ببرقِ {رُواوَةٍ
تَنائِي اللَّيالي والمَدَى المُتَطاوِلُ (} والرُّوَيَّةُ، كسُمَيَّة: ماءٌ.
( {والمُرَوَّى، كمُعَظَّمٍ: ع) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} تَرَوَّى تَزَوَّدَ للماءِ؛ {كرَوَّى} تَرْوِيَةً.
{والرَّاوِيَةُ: الرَّجُلُ المُسْتَقِي لأَهْلِه.
قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يقالُ لسادَةِ القَوْمِ} رَوَايا، وَهِي جَمْعُ {رَاوِيَةٍ، شُبِّه السَّيِّد الَّذِي يُحَمَّل الدِّيَّات عَن الحيِّ بالبَعيرِ} الرَّاوِيَة؛ وَمِنْه قوْلُ الرَّاعِي:
إِذا نُدِبَتْ {رَوايا الثِّقْل يَوْماً
كَفَيْنا المُضْلِعاتِ لمَنْ يَلِيناوقالَ تَمِيمِيُّ وذَكَرَ قَوْماً أَغاروا عَلَيْهِم: لَقينَاهُم فقَتَلْنا} الرَّوايا وأَبَحْنَا الزَّوايا، أَي قَتَلْنا السَّادَات وأَبَحْنَا البُيوتَ ورَوَى عَلَيْهِ {رَيّاً وأَرْوَى: شَدَّ عَلَيْهِ بالحبْلِ.
} وأَرْوَى: اسمُ امْرأَةً، وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
دايَنْتُ {أَرْوَى والدُّيونُ تقضى وكَذلكَ} الأُرْوِيّةُ تُسَمّى بِهِ المَرْأَة.
{والرَّوِيُّ، كغَنِيَ: المُتَأَنِّي والضَّعِيفُ والسَّوِيُّ الصَّحِيحُ البَدَنِ والعَقْلِ.
} والرَّوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الحاجَةُ. يقالُ: لنا قبلَكَ! رَوِيَّةٌ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ والأَزْهرِيُّ. {والرَّوِيَّةُ أَيْضاً: البَقِيَّةُ مِن الدَّيْن ونحوِه: نقلَهُ الجوهريُّ.
وأَيْضاً: قَرْيةٌ باليَمَنِ مِن أَعْمالِ زبيدٍ، وَقد دَخَلْتها.
ورطبٌ رَوِيّ ومُرْوٍ: إِذا أَرْطَبَ فِي غيرِ نَخْلَةٍ.
} وأَرْوَى {الرّواء على البَعيرِ مِثْل} رَواهُ.
{وأَرْوَى: إِذا شَدّ عكمه} بالرِّواءِ.
ويقالُ: مِن أَيْنَ {رَيَّتُكم، بفتحِ الراءِ: أَي مِن أَيْنَ} تَرْتَوُونَ الماءَ؛ نقلَهُ الجوهريُّ والأَزْهريُّ.
{والرَّاوِي يكونُ للماءِ وللشِّعْرِ، والجَمْعُ} رُواةٌ.
ويقالُ: {رُوِّينا الحديثَ، مُشَدَّداً مَبْنياً للمَفْعولِ.
ورجُلٌ لَهُ} رُواءٌ، بالضمِّ: أَي مَنْظرٌ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
ورجُلٌ {رَوَّاءُ، ككتَّانٍ: إِذا كانَ الاسْتِقاءُ} بالرَّاوِيَةِ لَهُ صِناعَةً.
يقالُ: جَاءَ {رَوَّاءُ القوْمِ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ.
} وارْتَوَتِ النَّخْلَة: إِذا غُرِسَت فِي قفيرٍ ثمَّ سُقِيَت مِن أَصْلِها.
{وارْتَوَى الحَبْل: غَلُظَتْ قُواهُ، أَو كَثُرَتْ.
وفَرَسٌ} رَيَّانُ الظَّهْرِ: إِذا سَمِنَ مَتْناهُ.
{ورَوَّى رأْسَه بالدُّهْنِ والثَّرِيد بالدَّسَم: طَرَّاهُ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ.
وسَمَّى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السَّحابَ} رَوايَا البِلادِ، على التَّشْبيهِ.
وَفِي الحدِيثِ: (شَرُّ {الرَّوايَا} رَوَايا الكَذِبِ) ؛ هُوَ جَمْعُ رَوِيَّة، أَو رَاوِيَة.
{ورَيَّانُ: صَخْرَةٌ عظيمةٌ بينَ حاذة ومَعْدنِ بَني سُلَيْم على سَبْعةِ أَمْيالٍ مِنْهُ.
وأَيْضاً: جَبَلٌ فِي طَريقِ البَصْرةِ إِلَى مكَّة.
وآخَرُ لغَنِيَ.
وبَنُو} رَيَّان: بَطْنٌ من الهوارةِ فِي الصَّعيدِ الأَعْلَى، وَهُوَ جَدُّ {الرياينة.
وبَنُو} رُوَيَّةَ، كسُمَيَّة: بَطْنٌ باليَمَنِ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
{ورَيَّانُ بنُ كاثرٍ: بَطْنٌ مِن بَني سامَةَ بنِ لُؤَيَ.
} والرِّواءُ، ككِتابٍ: سيفُ البرَّاءِ بنِ مَعْرورٍ، رضِيَ الله عَنهُ.

الياسِرِيّةُ

Entries on الياسِرِيّةُ in 1 Arabic dictionary by the author Yāqūt al-Ḥamawī, Muʿjam al-Buldān
الياسِرِيّةُ:
منسوبة إلى ياسر اسم رجل: قرية كبيرة على ضفة نهر عيسى، بينها وبين بغداد ميلان، وعليها قنطرة مليحة فيها بساتين، بينها وبين المحوّل نحو ميل واحد، ينسب إليها أبو منصور نصر بن الحكم بن زياد الياسري، حدث عن هشيم وداود بن الزّبرقان وخلف بن خليفة، روى عنه الحسن بن علوية القطّان وأحمد بن علي الأبّار وغيرهما، ومن المتأخرين عثمان ابن قاسم الياسري أبو عمرو الواعظ، سمع من أبي الخشاب والكاتبة شهدة وكان يعظ الناس، ومات في ذي الحجة سنة 616.

الإنسان المثالى

Entries on الإنسان المثالى in 1 Arabic dictionary by the author Aḥmad Aḥmad al-Badawī, Min Balāghat al-Qurʾān
الإنسان المثالى
أجمل الله الإنسانية المثالية وما ينتظرها من الجزاء المادى والروحى في قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (البينة 7، 8). فالإنسان المثالى هو ذلك الذى يؤمن ويعمل صالحا، وقد فصل القرآن في مواضع كثيرة هذا العمل الصالح فمنه ما يرتبط بالله، ومنه ما يرتبط بالناس، ومنه ما يعود إلى الشخص نفسه.
أما ما يرتبط بالله فأن يؤدّى فرائضه في محبة وخشوع، ويصلى ذاكرا جلاله، وعظمته، وإذا أصغى إلى آيات الله سجد لما فيها من عظمة وحكمة قائلا: سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا (الإسراء 108)، لا يغيب ذكر الله عنه، مفكرا في خلق السموات والأرض، رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (آل عمران 191 - 194). وفي ذكر الله ورقابته دائما إحياء للضمير الإنسانى، وإقامة هذا الضمير رقيبا على أعمال المرء، فلا يفعل منفردا ما يخجل من فعله مع الجماعة، وإذا حيى الضمير، وقويت شوكته، كان للإنسان منه رقيب على نفسه، فى كل ما يأتى من الأمور وما يدع، وتربية الضمير هو الهدف الرئيسى للتربية، والغرض الأول الذى يرمى إليه المربون.
أما صلته بالناس فصلة رفق وحب وعطف، يفى بالعهد إن عاهد، ويؤدى الأمانة إن اؤتمن، ويربأ بنفسه عن اللغو، فلا يضيع وقته سدى فيه، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (المؤمنون 1 - 8). وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (المعارج 24، 25). ويؤتون: الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ (البقرة 177). يأمرون بالصدقة والمعروف، ويصلحون بين الناس، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (النساء 114). وهو هنا لا يكتفى بأن يكون المرء صالحا في نفسه، بل لا بدّ أن يكون عضوا نافعا في جماعته، وقوة عاملة فيها، فهو يتصدق، ويأمر غيره بالصدقة، ويصلح بين الناس ويأمر غيره بالإصلاح بينهم، ولا يكتفى القرآن بأن يقف المرء موقف الواعظ المرشد فحسب، بل من الواجب أن يأخذ بحظه من الخير الذى يدعو إليه ولهذا وبخ القرآن أولئك الذين يدعون إلى الخير، وينسون أنفسهم فى قوله: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (البقرة 44).
والإنسان الكامل هو ذلك الذى يبذل جهده في خدمة جماعته، ويعمل على النهوض بها، فلا يعيش كلّا، ولا يقبل أن يرضى غروره، بأن يسمع ثناء على ما لم يفعل، أما هؤلاء الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (آل عمران 188).
ومن أكبر سماته أنه يدفع السيئة بالحسنى، فيؤلف القلوب النافرة، ويستل الخصومة من صدر أعدائه، وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (فصلت 34، 35). وأنت ترى القرآن يعترف بأن هذا الخلق لا يتصف به إلا من كان ذا قدم عظيمة في التفوق في مراتب الكمال، وذا حظ عظيم منه. ويتصل بهذه الصفة كظم الغيظ والعفو عن الناس، وهما مما مجد القرآن إذ قال: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران 133، 134). وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (الشورى 37).
وهو عادل، يقول الحق ولا يحيد عنه، ولا يصرفه عن قوله ذو قرابة أو عداوة، وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى (الأنعام 152). كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (المائدة 8).
قد طهر قلبه، فلا يحمل لأحد غلا ولا موجدة، ويسأل الله السلامة من شر ذلك قائلا: وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (الحشر 10). ولا يسعد إنسان في حياته، إذا كان يحمل في قلبه ضغنا على أحد، أو حسدا أو غلا، فإن ذلك يقلب الحياة شقاء، وينغص على المرء أيامه ولياليه فضلا عن ضياع الوقت، وما أجمل الحياة إذا طهر قلب المرء، وبعد عنه ما يئوده من هموم الحقد والحسد، حينئذ يعمل في طمأنينة، ويجاهد في سكينة.
وحسنت صلته بجاره ذى القربى والجار الجنب، ولذلك أثره في سعادة الحياة، والطمأنينة فيها، ويعامل الناس برفق، فلا يغره منصب يظفر به، ولا مال يحويه، ولا
يدفعه ذلك إلى تعاظم أو كبر، ولا يخرجه ما يظفر به إلى البطر والمرح، وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان 18، 19).
يرد التحية بأحسن منها، وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً (النساء 86). ولا يدخل بيتا غير بيته حتى يستأذن، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (النور 27، 28). ويجلس مع الناس في رفق. فلا يجد غضاضة في أن يفسح لغيره من مجلسه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (المجادلة 11).
وإذا كانت السخرية بالغير، بأى لون من ألوان السخرية، مدعاة إلى تأصل العداء، وتقطع الصلات، كان الإنسان النبيل هو من يجتنب السخرية من الناس، وعيبهم، ولمزهم بألقاب يكرهونها، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (الحجرات 11).
ومن أهم أخلاق الإنسان المثالى الصبر، وقد أثنى به الله كثيرا، وحث عليه كثيرا، وجعله خلة لا يظفر بها إلا الممتازون من الناس، ذوو الحظ الكبير من الرقى الخلقى، قال سبحانه: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (البقرة 155 - 157). وقال: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ (الحج 34، 35). وقال: إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (الزمر 10). ومما يرتبط بالصبر شديد الارتباط مقابلة الأحداث ونوازل الحياة، بل ما تأتى به من سعادة وخير، فى هدوء وطمأنينة، فلا يستفزه فرح، ولا يثيره حزن ولا ألم، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (الحديد 23).
ويسير في إنفاقه سيرا مقتصدا لا تقتير فيه ولا تبذير، وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (الفرقان 67)، وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُوراً وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (الإسراء 26 - 29). وهو لذلك يأكل ويشرب، ويستمتع، فى غير إسراف ولا خيلاء، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف 31)، ويأخذ بحظه من الحياة الدنيا في غير تكالب عليها، ولا جعل الاستمتاع بها الهدف الأساسى في الحياة.
ويكره القرآن للمرء أن يتبجّح بالقول، فيدعى أنه سيفعل ويفعل، ثم تنجلى كثرة القول عن تقصير معيب في العمل، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (الصف 2، 3).
ويحسن أن أوجه النظر هنا إلى أن القرآن لا يبرئ الإنسان من فعل السوء، ولا ينزهه عن الإثم، ولكن الذى يأخذه عليه هو أن يتمادى في العصيان، ويصرّ على ما يفعل، فلا يندم، ولا يتوب، أما أبواب الجنة فمفتحة لأولئك وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (آل عمران 135، 136).
وهذه بعض آيات من القرآن يصف بها أولئك المثاليين، إذ يقول: وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً وَالَّذِينَ لا يَــشْهَدُــونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (الفرقان 63 - 67).

حَيا 

Entries on حَيا  in 2 Arabic dictionaries by the authors Abū ʿUbayd al-Qāsim bin Salām al-Harawī, Gharīb al-Ḥadīth and Abū ʿUbayd al-Qāsim bin Salām al-Harawī, Gharīb al-Ḥadīth
حَيا وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي التَّحِيَّات لله. قَالَ عَبْد الله: كُنَّا إِذا صيلنا خلف رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قُلْنَا: السَّلَام على الله السَّلَام على فلَان [السَّلَام على فلَان -] / فَقَالَ لنا: قُولُوا: 13 / الف التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِيّ وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته - إِلَى آخر التَّــشَهُّد فَإِنَّكُم إِذا قُلْتُمْ ذَلِك فقد سلمتم على كل عَبْد صَالح فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض. قَالَ أَبُو عَمْرو: والتَّحِيَّة الْملك قَالَ عَمْرو بن معديكرب:

[الوافر]

اسَيّرِهُا إِلَى النُّعْمانِ حَتَّى ... أُنِيخ على تحيته بجندي يَعْنِي [على -] ملكه وَأنْشد لزهير بن جناب الْكَلْبِيّ: [الْكَامِل]

وَلَكلُّمَا نَالَ الْفَتى ... قد نِلْتُه إِلَّا التَّحِيَّة

يَعْنِي الْملك. [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : والتحية فِي غير هَذَا الْموضع السَّلَام.
حَيا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن مِمَّا أدْرك النَّاس من كَلَام النُّبُوَّة [الأولى -] إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت. قَالَ جرير: مَعْنَاهُ أَن يُرِيد الرجل أَن يعْمل الْخَيْر فيدعه حَيَاء من النَّاس كَأَنَّهُ يخَاف مَذْهَب الرِّيَاء يَقُول: فَلَا يمنعك الْحيَاء من الْمُضِيّ لما أردْت قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي ذهب إِلَيْهِ جرير معنى صَحِيح فِي مذْهبه وَهُوَ شَبيه بِالْحَدِيثِ الآخر: إِذا جَاءَك الشَّيْطَان وأنتَ تُصلّي فَقَالَ: إِنَّك تُرائي فزدها طولا. وَكَذَلِكَ قَول الْحسن: مَا أحد أَرَادَ شَيْئا من الْخَيْر إِلَّا سَار فِي قلبه سورتان فَإِذا كَانَت الأولى مِنْهُمَا لله فَلَا تهيدنه الْآخِرَة وَفِي هَذَا أَحَادِيث وَالْمعْنَى فِيهِ قَائِم وَلَكِن الحَدِيث الأول لَيْسَ يَجِيء سِيَاقه وَلَا لَفظه على هَذَا التَّفْسِير وَلَا على هَذَا يحملهُ النَّاس [و -] إِنَّمَا وَجهه عِنْدِي أَنه أَرَادَ بقوله: إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت إِنَّمَا هُوَ من لم يستحي صنع مَا شَاءَ على جِهَة الذَّم لترك الْحيَاء وَلم يرد بقوله: فَاصْنَعْ مَا شِئْت أَن يَأْمُرهُ بذلك أمرا وَهَذَا جَائِز فِي كَلَام الْعَرَب أَن يقولك افْعَل كَذَا وَكَذَا وَلَيْسَ يَأْمُرهُ وَلكنه أَمر بِمَعْنى الْخَبَر ألم تسمع حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: من كذب عليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار لَيْسَ وَجهه أَنه أمره بذلك هَذَا مَا لَا يكون إِنَّمَا مَعْنَاهُ: من كذب عليّ مُتَعَمدا تبوأ مَقْعَده من النَّار [أَي -] كَانَ لَهُ مقْعد من النَّار إِنَّمَا هِيَ لَفْظَة أَمر على معنى الْخَبَر وَتَأْويل الْجَزَاء وَإِنَّمَا يُرَاد من الحَدِيث أَنه يحث على الْحيَاء وَيَأْمُر بِهِ ويعيب تَركه.

رَصَفَ

Entries on رَصَفَ in 1 Arabic dictionary by the author Ibn al-Athīr al-Jazarī, al-Nihāya fī Gharīb al-Ḥadīth wa-l-Athar
(رَصَفَ)
فِيهِ «أَنَّهُ مضَغَ وَتَراً فِي رمضانَ ورَصَفَ بِهِ وتَرَ قَوسه» : أَيْ شدَّه بِهِ وقَوَّاه. والرَّصْفُ: الشَّدُّ والضَّمّ. ورَصَفَ السَّهْم إِذَا شدَّه بالرِّصَافِ، وَهُوَ عَقَب يُلوَى عَلَى مَدْخل النَّصْل فِيهِ.
(هـ س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْخَوَارِجِ «يَنْظُرُ فِي رِصَافِهِ، ثُمَّ فِي قُذَذِه فَلَا يَرى شَيْئًا» وواحدُ الرِّصَافُ: رَصَفَةٌ بالتَّحريك. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أُتِيَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ تَصَدَّقْ بِأَرْضِ كَذَا، قَالَ: وَلَمْ يكُن لَنَا مالٌ أَرْصَفُ بِنَا مِنْهَا، فَقَالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَصَدَّقْ وَاشْتَرِطْ» أَيْ أرفَقُ بِنَا وأوْفَقُ لَنَا. والرَّصَافَةُ: الرفْقُ فِي الْأُمُورِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبغاء.
بَيْنَ القِرانِ السَّوءِ والتَّرَاصُفِ التَّرَاصُفُ: تَنْضيد الْحِجَارَةِ وصَفُّ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «لحديثٌ مِنْ عاقِلٍ أحبُّ إليَّ مِنَ الــشُّهْد بِمَاء رَصَفَةٍ» الرَّصَفَةُ بِالتَّحْرِيكِ واحدةُ الرَّصَفِ، وَهِيَ الحجارةُ الَّتِي يُرْصَفُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فِي مَسِيل فَيَجْتَمِعُ فِيهَا مَاءُ الْمَطَرِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ فِي عَذَابِ القَبْر «ضَرَبه بِمِرْصَافَةٍ وسَط رأسِه» أَيْ مِطْرَقة؛ لِأَنَّهَا يُرْصَفُ بِهَا الْمَضْرُوبُ: أَيْ يُضَمُّ .

عن

Entries on عن in 8 Arabic dictionaries by the authors Al-Khalīl b. Aḥmad al-Farāhīdī, Kitāb al-ʿAin, Al-Rāghib al-Isfahānī, al-Mufradāt fī Gharīb al-Qurʾān, Supplément aux dictionnaires arabes by Reinhart Dozy, and 5 more
عن
عَنْ: يقتضي مجاوزة ما أضيف إليه، تقول:
حدّثتك عن فلان، وأطعمته عن جوع، قال أبو محمد البصريّ : «عَنْ» يستعمل أعمّ من «على» لأنه يستعمل في الجهات السّتّ، ولذلك وقع موقع على في قول الشاعر:
إذا رضيت عليّ بنو قشير
قال: ولو قلت: أطعمته على جوع وكسوته على عري لصحّ.
ومن خَفِيف هَذَا الْبَاب قَوْلهم

" عَنْ " وَمَعْنَاهَا: مَا عدا الشَّيْء. وَهِي تكون حرفا واسما، بِدَلِيل قَوْلهم من عَنهُ، قَالَ الْقطَامِي:

فقلتُ للرَّكْبِ لَمَّا أنْ عَلا بهِمِ ... مِنْ عَنْ يَمِينِ الحُبَيَّا نظرَةٌ قَبَلُ

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: يجوز حذف النُّون من عَن للشاعر، كَمَا يجوز لَهُ حذف نون من، وَكَأن حذفه إِنَّمَا هُوَ لالتقاء الساكنين، إِلَّا أَن حذف نون من فِي الشّعْر، اكثر من حذف نون عَن، لِأَن دُخُول من فِي الْكَلَام اكثر من دُخُول عَن.

عن


عَنْ
a. From.
b. For.
c. After.
d. About, of.
e. Of, to.
f. On.
g. With; at, to, unto.

ذَهَبَ عَنَّا
a. He went away from us, he left us.

سَافَر عَن البَلَد
a. He journeyed from the country.
دَافَعَ عَنْهُ
a. He repelled from him: he defended him.

حَدَّثَ عَن فَلَان
a. He related what he had heard from so &
so.
جَزَاكَ اللّٰه عَنِّي خَيْرًا
a. May God recompense thee
for
me.
عَن قَلِيْل
a. After a little while.
سَألَ عَنْهُ
a. He asked about him.
سَمِعَ عَنْهُ
a. He heard of, about him.
عَاجِز عَن
a. He is incapable of, to.

جَلَسْتُ عَن يَمِيْنِهِ
a. I sat on his right.
عَن قَصْد
a. With purpose: intentionally.
عَن رِضًى
a. With good grace, readily, willingly.
مَاتَ عَن وَلَدٍ
a. He died (with) leaving a child, an heir.

مَاتَ عَن سِتِّيْن سَنَة
a. He died at the age of 60.
قُتِلُوْا عَن آخِرِهِم
a. They were slain (with), to, unto, even, the last man.
عَمَّا (a. for
عَن مَا ), About, respecting;
after; above.
عَمَّا يَسْأَلُوْن
a. About what they ask.
عَمَّا قَلِيْل
a. After a little while.
تَعَالَى اللّٰه عَمَّا
يَسِفُوْن
a. God is exalted above what they attribute to
Him.
عن: عَنْ هديَّة: كهديَّة. (ابن بطوطة 3: 387) عن علم لهم به: حسب أو وفق علمهم به (معجم الإدريسي).
عن أمر فلان: بأمر فلان. (معجم الإدريسي).
عن إذنك: باذنك، استأذنك. (معجم الادريسي).
عن: تلى الفعل الذي معناه أرسل وبعث وما في معناهما.
يقال: بعث (وجَّه) عن فلان. أي بعث يبحث عن فلان. كما يقال: نهض عن فلان، أي ذهب يبحث عن فلان. وكما يقال: قُصِدت الخزائن عن الاسلحة، أي أسرعوا إلى الخزائن للبحث عن الاسلحة. (رسالة إلى السيد فليشر ص37 - 38).
عَنْ: تستعمل بمعنى حرف الجر على. ففي حيّان بسّام (1: 172و): وعاداه باديس صبيحتها عن تعبية محكمة. وكذلك ما جاء في كتاب الخطيب (ص134 ق) الذي نقل هذا النص: وصبِحْنا القومَ عن التعبية محكمة.
عَنْ: في مدّة، في خلال، في أثناء. ففي العبدري (ص46 ق): وكانت القوافل كثيرة جداً فانهم بحيث لو غاب عن احد رفيقه لم يجده عن أيّام.
عَنْ: فيما يملك، ما دام يملك. ففي فالتون (ص21): افضل الناس من عفى عن قُدْرة وتواضع عن رِفْعة وانصف عن قُوَّة.
وينقل الناشر (ص39 رقم 7) مثالاً آخر من الحماسة (ص25). ويمكن أن نضيف إليه ما جاء في كتاب الألفاظ (مخطوطة رقم 1070 ص8 و): يقال لا عفو إلا عن قُدْرَة.
ويستعمل الظرف عند بهذا المعنى. ففي الكامل (ص39): قيل لمعاوية ما النبل فقال: الحلم عند الغضب. والعفو عند القدرة.
العين والنون
عن العُنًة: حَظيرةٌ من شجر. وأعطيتُه عَيْنَ عُنَةٍ: أي خَصَصْته به. ورأيتُهُ عَيْنَ عُنة: أي الساعةَ من غير أن طلبته، وقيل: أولُ عائنة. واعْتَنَنْتُ لِعُنَةٍ: أي تَعَرضت لشيء لا أعرفه.
والعُنَة: الحَبْل يُلقى عليه القَديد. والعَطْفَة أيضاً.
وعَن عُنوناً وعَنّاً وعَنَناً واعْتَن أيضاً: اعترض. وعُنَنَ العِنينُ عن امرأته، وهو بينُ العِنَينة والعَنَانة، وكل مَعْنونٍ محبوس، وهو عِنَينٌ عن القتال وغيره أيضاً.
وعَن به: مد به. وعن به كل مَلْوى: لَوى به. وعَنَنتُ الكتابَ عَناً وعُنواناً، والأصل في العُنوان: ما ظهر من الشيء.
ولَعَنك: في
معنى لعلك. والعَنُون من الدواب: المتقدمة في السيْر. وشِرْكَة العِنان: في الخاص من الأشياء - فأما قوله:
عِنانَ الشمالِ مَنْ يكونَن أضْرَعا
فقيل: مُعانة شؤم؛ وهو من التعرض. وقيل: الشمال غِلافُ الضًرْع، وعِنانُه سَيْرُه الذي يُعلق به. وامتلأ عِنانُه: عَدا جَهدَه. وأعْنَنْتُ الدابةَ وعَنَنْتُها: جعلت لها عِناناً.
وأعَن الفَرسَ: حَبَسَه بِعِنانه. وجمعتُهم في عَنَن: أي في سَنَن.
والعَنَن: واحد الأعْنان: ما يعرض للشيء. وأعْنانُ السماء: نواحيها. وعَنَانُها: ما عَن منها. والعَنَانَة: السحابة.
وعَنْعَنَةُ تميم: جَعْلُهم العينَ بدل الهمزة. والعَانُّ: الجَبَل الطويل في الأرض وفي السماء، والجميع: العَوان. والمُعَنَّنَة: المرأة اللطيفة البطن.
ورجلٌ عَنِيْن - مثل حَكيم -: لا يقدر على حَبْس ريح بطنه، وما أعَنَه.
والمعَنْعِن: القائل عن فلان عن فلان. ويومُ عُن: قيل: عُن اسم قبيلة، وقيل: قَلْتٌ تحاربوا عليه.
باب العين والنون (ع ن، ن ع مستعملان)

عن: العُنَّةُ: الحَظِيرةُ (من الخشب أو الشجر تُعْمَلُ للإبل أو الغنمِ أو الخيْلِ تكون على باب الرَّجُل) . والجمع العُنَن، قال الأعشى:

ترى اللَّحْمَ من ذابلٍ قد ذوى ... ورطْبٍ يُرَفَّعُ فوْق العُنَنْ

وعَنَّ لنا كذا يَعِنُّ عَنَناً وعُنُونا: أي ظهر أمامنا. والعَنُونُ من الدوابِّ: المتقدِّمةُ في السَّيْر، قال النابغة:

كأنَّ الرّحْل شُدَّ به خنوف ...  من الحونات هادئة عَنُونُ

ورجُلٌ عِنِّين: وهو الذي لا يَقْدِرُ أن يَحْبِسَ رِيحَ نَفْسه وتقول: إنَّه ليأخذُ في كُلِّ فَنٍِّ وسَنٍٍّ وعَنٍِّ بمعني واحد. والعِنانُ من الِّلجَام: السَّيْرُ الذي بيدِ الفارس الذي يُقَوِّمُ به رأس الفرس، ويُجْمع على أَعِنَّة وعُنُن . وعَنانُ السَّماءِ: ما عنَّ لك منها أي: بدا لك إذا نظرت إليها، ويقال: بل عَنانُ السَّماءِ: السَّحاب، الواحدة عَنانَةٌ، ويُجمعُ على أعنانٍ وعنانٍ، قال الشَّماخ:

طوى ظمْأها في بيضة الصيف بعد ما ... جرت في عنانِ الشِّعْرَيين الأماعِزُ

ويقال: أعنانُ السَّماء: نواحيها. وعَنَنْتُ الكتاب أعُنُّهُ عناًّ وَعَنْوَنْتُ وعَنْوَيتُ عَنْوَنَةً وعنوانا. ويقال: مَنْ تَرَكَ عَنْعَنَةَ تميم وكَشْكَشَةَ ربيعةَ فهم الفصحاء، أما تميم فإنّهم يجعلون بدل الهمزة العين، قال شاعرهم:

إنَّ الفؤاد على الذَّلْفاء قد كمِدا ... وحُبُّها مُوشِكٌ عَنْ يَصْدَعَ الكَبِدا

وربيعةُ تجعَلُ مكان الكاف المكسورة شيئاً، قال:

تَضْحَكُ مِنُّي أن رأتْنِي أحْتَرِش ... ولو حَرَشْتِ لِكَشَفْتِ عن حِرِشْ

ويقال: بل يقولون: عَلَيكِش وبِكِش. ويُقال: بل يُبدلون في كل ذلك. والعَنانُ: الشَّوط. يقال: جَرَى عَنَانا وعَنانَين، قال:

لقد شَدَّ بالخَيْلِ الهديل علَيْكُمُو ... عَنَانَينِ يُبْدي الخيْلَ ثُمَّ يُعِيدُها

نع: النَّعْنَعَةُ: حكايةُ صَوْت. تقول: سمعتُ نَعْنَعَةً وهي رَنَّة في اللسان إذا أراد أن يقول: لع فيقول: نع والنَّعْنَعُ: الذَّكر المُسْتَرْخي والنَّعْنَعُ: بَقْلَة طَيَّبَة الريح وهو الفوذينج قال زائدة: الذي أعرفه: النعناع 
الْعين وَالنُّون

عَنّ الشَّيْء يَعُنُّ ويَعُنُّ عَنَناً، وعُنُونا: ظهر أمامك. والعَنُون من الدَّوَابّ: الْمُتَقَدّمَة فِي السّير، وَكَذَلِكَ من حمر الْوَحْش. وعَنّ يَعِنّ ويَعُنّ عَناًّ وعُنُونا واعْتَنّ: اعْترض. وَالِاسْم: العَنَنُ والعِنان، أنْشد ثَعْلَب:

وَمَا بَدَلٌ مِنْ أُمّ عُثمانَ سَلْفَعٌ ... مِن السُّودِ وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ

معنى قَوْله: " ورهاء الْعَنَان ": إِنَّهَا تعتن فِي كل كَلَام، أَي تعترض فِيهِ. وَلَا افعله مَا عَن فِي السَّمَاء نجم: من ذَلِك.

وَرجل مِعَنّ: يعرض فِي كل شَيْء، وَيدخل فِيمَا لَا يعنيه. وَالْأُنْثَى: بِالْهَاءِ. قَالَ:

مِعَنَّةً مِفَنَّهْ

كالرّيحِ حَوْلَ القُنَّهْ

مِفَنَّة: تَفْتَنُّ عَن الشَّيْء. ولقيه عينَ عُنَّة: أَي اعتراضا. وَأَعْطَاهُ ذَلِك عين عُنَّة: أَي خَاصَّة من بَين أَصْحَابه، وَهُوَ مِنْهُ.

والمُعانَّة: الْمُعَارضَة.

وعُناناك أَن تفعل ذَاك: من المُعانَّة، وَذَلِكَ أَن تُرِيدُ امرا، فَيعرض دونه عَارض يمنعك مِنْهُ، ويحبسك عَنهُ.

والعانُّ من السَّحَاب: الَّذِي يعْتَرض فِي الْأُفق.

والتَّعنين: الْحَبْس.

والعِنيِّن: الَّذِي لَا يَأْتِي النِّسَاء، بَين العُنانة، والعِنِّينة، والعِنِّينيَّة. وَقد عُنِّن عَنْهَا. وَهُوَ مِمَّا تقدم، كَأَنَّهُ اعْتَرَضَهُ مَا يحْبسهُ عَن النِّسَاء. وَامْرَأَة عنينة: كَذَلِك.

وعِنان اللجام: السّير الَّذِي تمسك بِهِ الدَّابَّة. وَالْجمع: أعِنَّة، وعُنُن: نَادِر. فَأَما سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: لم تكسر على غير أعِنَّة، لأَنهم إِن كسروه على بِنَاء الْأَكْثَر، لَزِمَهُم التَّضْعِيف، وَكَانُوا فِي هَذَا أَحْرَى. يُرِيد: إِذْ كَانُوا قد يقتصرون على أبنية أدنى الْعدَد فِي غير المعتل، يَعْنِي بالمعتل: المدغم، وَلَو كسروه على فعل، فلزمهم التَّضْعِيف، لأدغموا كَمَا حكى هُوَ، من أَن من الْعَرَب من يَقُول فِي جمع ذُبَاب: ذُبّ.

وأعَنَّ اللجام: جعل لَهُ عِنانا. وَعَن الْفرس، وأعنَّه: حَبسه بعنانه. والعِنان: الْحَبل، قَالَ رؤبة:

إِلَى عِناَنيْ ضَامِرٍ لطِيفِ

عَنى بالعِنانين هُنَا: المتنين. والضامر هُنَا: الْمَتْن.

وعَنَّنَتِ الْمَرْأَة شعرهَا: شكلت بعضه بِبَعْض.

وَشركَة عِنان، وشرك عِنان: شركَة فِي شَيْء خَاص، كَأَنَّهُ عَن لَهما، فاشترياه واشتركا فِيهِ. وَقيل: هُوَ أَن يُعارض الرجل الرجل عِنْد الشِّرَاء، فَيَقُول لَهُ: أشركني مَعَك، وَذَلِكَ قبل أَن يسْتَوْجب العلق. وَقيل: شركَة عِنان: أَن يَكُونَا سَوَاء فِي العلق، لِأَن عِنان الدَّابَّة: طاقتان. قَالَ الْجَعْدِي يمدح قومه ويفتخر:

وشارَكْنا قُرَيْشا فِي تُقاها ... وَفِي أنْسابِها شِرْكَ العِنانِ

بِمَا وَلَدَتْ نِساءُ بني هلالٍ ... وَمَا وَلَدَتْ نِساءُ بني أبانِ

أَي ساويناهم. وَلَو كَانَ من الِاعْتِرَاض لَكَانَ هجاء.

وَفُلَان قصير العِنان: قَلِيل الْخَيْر، على الْمثل.

والعُنَّة: الحظيرة من الْخشب، تجْعَل لِلْإِبِلِ وَالْغنم تحبس فِيهَا. قَالَ ثَعْلَب: العُنَّة: الحظيرة تكون على بَاب الرجل، فَيكون فِيهَا إبِله وغنمه. وَمن كَلَامهم: " لَا يجْتَمع اثْنَان فِي عُنَّة "، وَجَمعهَا: عُنَن، قَالَ الْأَعْشَى:

تَرَى اللَّحمَ من ذابلٍ قد ذَوَى ... ورَطْبٍ يُرَقَّعُ فوقَ العُنَنْ

وعُنَّةُ الْقدر: الدِّقدان، قَالَ: عَفَتْ غيرَ أنآءٍ ومَنْصِبِ عُنَّةٍ ... وأوْرق من تحتِ الخَصَاصةِ هامِدِ

والعَنان: السَّحَاب. وَقيل: هِيَ السَّحَاب الَّتِي تمسك المَاء، واحدته: عَنانة.

وأعنان السَّمَاء: نَوَاحِيهَا. وعِنانها: مَا بدا لَك مِنْهَا إِذا نظرت إِلَيْهَا. وأعنان الشّجر: أَطْرَافه ونواحيه. وعِنان الدَّار: جَانبهَا الَّذِي يَعِنُّ لَك، أَي يعرض.

وَأما مَا جَاءَ فِي الحَدِيث من قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي وصف الْإِبِل: " أعنانُ الشَّياطين "، فانه أَرَادَ إِنَّهَا على أَخْلَاق الشَّيَاطِين. وَحَقِيقَة الأعْنان: النواحي.

وعَنّ الْكتاب يَعُنُّهُ عَنًّا، وعنَنَّه: كعَنْوَنه.

واعْتَنَّ مَا عِنْد الْقَوْم: أَي اعْلَم خبرهم.

وعَنْعَنَة تَمِيم: إبدالهم الْعين من الْهمزَة، كَقَوْلِهِم: " عَنْ " يُرِيدُونَ: " أنْ "، وَأنْشد يَعْقُوب:

فَلَا تُلهِكَ الدُّنْيا عنِ الدينِ واعْتَمِلْ ... لآخِرَةٍ لَا بُدَّ " عْنَ " سَتَصيرُها

عن

1 عَنَّ, aor. ـِ (S, Mgh, Msb, K) and عَنُّ, (S, Msb, K,) the former accord. to some relaters, and the latter accord. to others, occurring in a verse of a Hudhalee, (TA,) inf. n. عَنَنٌ (S, Msb, K) and عَنٌّ (Msb, K) and عُنُونٌ, the first of which is also [or is properly] a simple subst., (K, [and such, in one sense, it is said to be in the Msb, as will be shown in what follows,]) said of an affair, or event, (Msb,) or of a thing, (S, * K,) It appeared before one: (K:) [and] i. q. عَرَضَ (S, Mgh) and (S, K) اِعْتَرَضَ (S, Msb, K) [i. e. it appeared; it showed, presented, or offered, itself: it occurred: and it presented itself, or intervened between a person and an object before him, as an obstacle: it opposed itself]: and so ↓ اِعْتَنَّ. (S, K.) [See also عَنَنٌ, below.] Imra-el-Keys says, فَعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَهُ عَذَارَى دَوَارٍ فِى مُلَآءٍ مُذَيَّلِ (Mgh, TA, *) meaning, عَرَضَ, (TA,) i. e. and there appeared to us a herd of wild oxen, as though the females thereof were virgins making the circuit of Dawár, or Duwár, in long-skirted garments of the kind called مُلَآء; Dawár, or Duwár, being the name of an idol around which the people of the Time of Ignorance used to curcuit. (Mgh, * and EM pp. 46 and 47.) And one says, لَا أَفْعَلُهُ مَا عَنَّ فِى السَّمَآءِ نَجْمٌ, meaning مَا عَرَضَ [i. e. I will not do it as long as a star appears in the sky]. (S.) b2: And عَنَّ, (Msb, TA,) aor. ـِ (Msb,) inf. n. عَنَنٌ, (TA,) or this is a simple subst., (Msb, TA,) and the inf. n. is عَنٌّ, (TA,) He opposed himself (اِعْتَرَضَ, Msb, or تَعَرَّضَ, TA) to another (Msb) from right and left, (TA,) or from either side of him, (Msb,) with an abominable, or evil, action. (Msb, TA.) b3: And عَنَّ عَنِ الشَّىْءِ, aor. ـِ [inf. n., app., عَنٌّ,] He turned aside, or away, from the thing. (Msb.) b4: Hence the saying of the lawyers, عَنَّ عَنِ امْرَأَةٍ دُونَ أُخْرَى

[He turned away from one woman, not from another]; meaning he desired not one woman, but desired another: thus in the active form: and one may also say عُنَّ i. e. in the passive form [from one or another of the following significations of the trans. verb]. (Msb.) For the latter of these, and its var. عُنِنَ, see 2.

A2: عَنَنْتُ اللِّجَامَ: see 4. b2: عَنَّ دَابَّتَهُ He put a rein (عِنَان) to his beast. (TA.) And عَنَنْتُ الفَرَسَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb;) in the M [↓ عَنَّنْتُ,] with tesh-deed; (TA;) I withheld the horse by means of his عِنَان [or rein]; (S, Msb, K;) as also ↓ أَعْنَنْتُهُ: (K:) or الفَرَسَ ↓ أَعْنَنْتُ signifies I put a rein to the horse: (Msb:) and it is said in the T that الفَارِسُ ↓ أَعَنَّ means the horseman drew, or pulled, the rein of his beast, to turn him back, or away, from his course. (TA.) b3: And عَنَنْتُهُ, (Msb,) and عُنَّ, (Mgh,) I confined him, (Msb,) and he was confined, (Mgh,) in the عُنَّة i. e. the enclosure (Mgh, Msb) of the camels. (Mgh.) A3: عَنَنْتُ فُلَانًا I reviled such a one; vilified him; or gave a bad name to him. (K.) A4: See also Q. Q. 1.2 عَنَّنْتُ اللِّجَامَ: see 4. b2: عَنَّنْت الفَرَسَ: see 1, last quarter. b3: [Hence, perhaps,] عُنِّنَ عَنِ امْرَأَتِهِ, (S, Msb, K,) inf. n. تَعْنِينٌ, (Msb,) which see also voce عُنَّةٌ, former half, in two places, He was pronounced by the judge (S, Msb, K) to be incapacitated from going in to his wife, (Msb, K,) or to have no desire for his wife: or to be withheld from her by enchantment, or fascination: (S, Msb, K:) and ↓ أُعِنَّ signifies the same; as also ↓ عُنَّ, (K, TA,) and ↓ عُنِنَ; and ↓ اعْتُنَّ. (TA. [Thus in the supplement to this art. in the TA; but it seems that the last of these verbs may be a mistranscription for أُعِنَّ, as this verb is there omitted, though the other verbs are mentioned, and followed by the part. ns. مَعْنُونٌ and مُعَنٌّ and مُعَنَّنٌ, but not مُعْتَنٌّ.]) b4: التَّعْنيِنُ also signifies The confining in a deep مَطْبَق [or subterranean prison]. (TA.) b5: And عَنَّنَتْ شَعَرَهَا, said of a woman, means شَكَلَتْ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ [i. e. She plaited together two locks of her hair, of the fore part of her head, on the right and left, and then bound them with her other pendent locks or plaits]. (TA.) A2: See also Q. Q. 1.3 المُعَانَّةُ and العِنَانُ signify المُعَارَضَةُ, (S, Msb, K, TA,) as inf. ns. of عَانَّهُ [meaning He did like as he (the latter) did: or he opposed him, being opposed by him]. (TA.) See, below, شِرْكَةُ العِنَانِ: and also عُنَانَاكَ.4 أَعَنَّ [i. q. تَعَرَّضَ]. One says, ↓ أَعْنَنْتُ بِعُنَّةٍ

مَا أَدْرِى مَا هِىَ, (S, K, but in the latter لا ادرى,) meaning I addressed, applied, or directed, myself to a thing (تَعَرَّضْتُ لِشَىْءٍ) not knowing what it was. (S, K.) A2: And أَعْنَنْتُهُ لِكَذَا I exposed him, or caused him to become exposed, (عَرَّضْتُهُ,) to such a thing; and I turned him to it, or towards it. (S.) A3: أَعْننْتُ اللِّجَامَ I put a rein (عِنَان) to the bit; (S, K;) as also ↓ عَنَّنْتُهُ, (S, * K,) inf. n. تَعْنِينٌ; (S;) and ↓ عَنَنْتُهُ. (K.) b2: See also 1, last quarter, in three places. b3: أُعِنَّ عَنِ امْرَأَتِهِ: see 2.5 تعنّن He (a man) abstained from women without his being incapacitated from going in to them, because of blood-revenge that he sought. (TA.) 8 اعتنّ: see 1, first sentence.

A2: اِعْتَنَّ مَا عِنْدَهُمْ He became acquainted with their state, or case. (K.) A3: اعْتُنَّ: see 2.

R. Q. 1 عَنْعَنَةٌ [an inf. n. of which the verb is عَنْعَنَ] The substituting of ع for ء; [for instance,] saying عَنْ in the place of أَنْ: a practice of [the tribe of] Temeem: (S, K:) or, accord. to Fr, it is of the dial. of Kureysh and of those in their neighbourhood, and of Temeem and Keys and Asad and those in their neighbourhood: they change the أ of أَنَّ, with fet-h, into ع; but not when it is with kesr. (TA.) [See two instances in art. عنف, conj. 8.] b2: Hence, عَنْعَنَةُ المُحَدِّثِينَ [i. e. The saying of the relaters of traditions فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ, suppressing the word رَوَى or حَدَّثَ or. سَمِعَ]: but this is said to be post-classical. (TA.) Q. Q. 1 عَنْوَنَ الكِتَابَ He put a superscription, or title, (عُنْوَان,) to the book, or writing; (S, * Msb;) or he wrote the عُنْوَان of the book, or writing; (K;) like عَلْوَنَهُ; (TA;) and ↓ عَنَّهُ, (S, K, TA,) aor. ـُ inf. n. عَنٌّ, (TA,) signifies the same; as also ↓ عنّنهُ, (S, K, TA,) inf. n. تَعْنِينٌ, mentioned by Lh; (TA;) and عَنَّاهُ, (S, K, TA,) formed by changing one of the ن s [of عَنَّنَ] into ى. (S, TA.) [See also Q. Q. 1 in art. عنو.]

عَنْ is used in three manners: A2: First, it is a prep.: and as such it has ten meanings. (Mughnee, K.) b2: (1) It denotes transition; (Msb, Mughnee, K;) either sensibly or virtually; (Msb;) and the Basrees have mentioned no other meaning than this: (Mughnee:) or, as Sb expresses it, (Msb,) it denotes what has passed [or rather it denotes passage] from the thing [that is mentioned immediately after it]: (S, Msb:) Er-Rághib says that it necessarily denotes transition from that to the mention of which it is prefixed: and the grammarians say that it is applied to denote what has passed and become remote from thee. (TA.) Thus in the saying, سَافَرْتُ عَنِ البَلَدِ [I journeyed from the country, or town]. (Mughnee, K. *) And in رَغِبْتُ عَنْ كَذَا [I abstained from such a thing; and hence, I did not desire, or wish for, such a thing]. (Mughnee.) And رَمَيْتُ عَنِ القَوْسِ [I shot an arrow, or arrows, from the bow]; (S, Mughnee;) because by means of the bow one projects his arrow from the bow, and makes it to pass therefrom: (S:) but another meaning of this will be mentioned in what follows. (Mughnee.) and أَطْعَمْتُهُ عَنْ جُوعٍ [I fed him so as to free him from hunger]; (S, Msb;) making hunger to be quitted, and passed from: (S, * Msb:) and in this case, مِنْ is used in its place, (S, TA,) as in the Kur cvi. 3; (TA;) or the meaning in this instance is, because of hunger. (Jel.) And جَلَسْتُ عَنْ يَمِينِهِ, [as though] meaning I sat passing away from the place of his right side, in sitting, to another place [adjacent thereto: but see another explanation near the end of the paragraph]. (Msb.) And اِنْصَرِفْ عَنِّى and تَنَحَّ عَنِّى [Turn thou, or go thou, away, or aside, from me]. (TA.) And أَخَذْتُ العِلْمَ عَنْهُ I understood, or became acquainted with, [or acquired,] knowledge, or science, from him; as though the understanding passed from him. (Msb.) [And similar to this is the phrase رَوَى عَنْ فُلَانٍ, for which عَنْ فُلَانٍ alone (the verb being understood) is often used, He related a tradition or traditions &c. as learned, or heard, or received, from such a one, or on the authority of such a one. In many other phrases also, some of which will be mentioned in treating of عَنْ as syn. with مِنْ, the former of these two prepositions is to be, or may be, expl. as denoting transition. For ex., one says, دَفَعَ عَنْهُ and دَافَعَ He repelled from him; and hence, he defended him: (see art. دفع:) and رَمَى عَنْهُمْ He shot in defence of them: (see an ex. in a verse cited voce مَعْبُولٌ:) and عَنْهُ is sometimes used for دِفَاعًا عَنْهُ; as in the phrase قَاتَلْتُ عَنْهُ I fought in defence of him; i. e., repelling from him. But the instances of this and other usages of عَنْ, exclusive of those mentioned in this paragraph, depending upon verbs or part. ns. expressed or obviously understood, are far too numerous to be here collected: many of these will be found among the explanations of words with which they occur.] b3: (2) It denotes a compensation; or something given, or received, or put, or done, instead, or in lieu, of another thing. (Mughnee, K.) Thus in the saying [in the Kur ii. 45], وَ اتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِى نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا [And fear ye a day wherein a soul shall not give anything as a satisfaction for a soul, i. e. for another soul: or shall not make satisfaction for a soul at all; accord. to the latter rendering, شيئا being put in the accus. case after the manner of an inf. n.]. (Mughnee, K. *) And in the saying in a trad., صُومِى عَنْ أُمِّكِ [Fast thou for, or in lieu of, thy mother]. (Mughnee.) b4: (3) It denotes superiority (الاِسْتِعْلَآء [as used tropically]); (Mughnee, K;) i. e. as syn. with عَلَى. (Mughnee.) Thus in the saying of Dhu-l-Isba' El-'Adwánee, لَاهِ ابْنُ عَمِّكَ لَا أَفْضَلْتَ فِى حَسَبٍ

عَنِّى وَلَا أَنْتَ دَيَّانِى فَتَخْزُوَنِى (S, Mughnee,) i. e. To God be attributed the excellence of the son of thy paternal uncle (the meaning being لِلّٰهِ دَرُّ ابْنِ عَمِّكَ), thou hast not become possessed of superiority, in grounds of pretension to respect or honour, above me, or over me, (عَلَىَّ,) nor art thou my governor that thou shouldst rule me; for the well-known mode is to say أَفْضَلْتُ عَلَيْهِ. (Mughnee.) [Thus too in the phrases تَعَظَّمَ عَنْهُ and تَعَاظَمَ عَنْهُ (expl. in art. عظم), and in the phrase تَجَالَّ عَنْهُ (expl. in art. جل), and the like.] And thus it has been said to be used in the phrase [in the Kur xxxviii. 31], إِنِّى أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّى, meaning قَدَّمْتُهُ عَلَيْهِ [i. e. Verily I have preferred the love of good things above, or to, the remembrance, or praise, of my Lord]: but it is also said that it is here used in its proper manner, as dependent upon a denotative of state suppressed; the meaning being, مُنْصَرِفًا عَنْ ذِكْرِ رَبِّى [i. e. turning away from the remembrance, &c.]: and AO is related to have said that أَحْبَبْتُ is from أَحَبَّ, البَعِيرُ, signifying “ the camel lay down and did not become roused; ” and that the meaning is, I have become withheld by the love of good things from the remembrance, &c. (Mughnee.) and it is [said to be] used as denoting superiority or the like in the saying [in the Kur xlvii. last verse], فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نفْسِهِ [as though the meaning were He is niggardly only to himself (عَلَى نَفْسِهِ, for عَلَى is considered in this case as importing an ideal superiority); but the phrase may be better rendered, agreeably with the proper, or primary, signification of عَنْ, he withholds, with niggardliness, only from himself; as is indicated by Bd]. (Mughnee, K.) b5: (4) It denotes a cause. (Mughnee, K.) Thus in the saying [in the Kur ix. 115], وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ [and Abraham's begging forgiveness for his father was not otherwise than because of a promise]. (Mughnee, K.) And thus in the saying [in the Kur xi. 56], وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِى آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ [And we are not, or will not be, relinquishers of our gods because of thy saying]: or the meaning may be, we do not, or will not, relinquish our gods, turning away (صَادِرِينَ, as a denotative of state relating to the pronoun [implied] in تاركى,) from thy saying; and this is the opinion of Z. (Mughnee.) [See also an ex. voce دَنْدَنَ, last sentence.] b6: (5) It is syn. with بَعْدَ. (S, Mughnee, K.) Thus in the saying [in the Kur xxiii. 42], عَمَّا قَلِيلٍ

لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ, (Mughnee, K,) meaning بَعْدَ قَلِيلٍ [i. e. After a little while, they will assuredly become repentant]. (TA.) And in the phrase [in the Kur lxxxiv. 19], لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ

[expl. in art. طبق], meaning حَالَةً بَعْدَ حَالَةٍ. (Mughnee.) And in the saying, وَمَنْهَلٍ وَرَدْتُهُ عَنْ مَنْهَلٍ

[And to many a watering-place have I come after a watering-place]. (Mughnee.) And in the saying of El-Hárith Ibn-'Obád, قَرِّبَا مَرْبَطَ النَّعَامَةِ مِنِّى

لَقِحَتْ حَرْبُ وائِلٍ عَنْ حِيَالِ (S, * TA,) meaning بَعْدَ حِيَالٍ [i. e. Make ye two to be near to me the place of the tying of En-Na'ámeh (the name of a horse of the poet): the war of Wáïl has become pregnant after failing to be pregnant during a year, or years]. (TA.) And in the saying of Et-Tirimmáh, سَيَعْلَمُ كُلُّهُمْ أَنِّى مُسِنٌّ

↓ إِذَا دَفَعُوا عِنَانًا عَنْ عِنَانِ i. e. [All of them shall know that I am of full age, when they press forward] heat after heat. (TA.) b7: (6) It denotes the meaning of the preposition فِى. (Mughnee, K.) Thus in the saying, وَلَا تَكُ عَنْ حَمْلِ الرِّبَاعَةِ وَانِيَا [And be not thou remiss in bearing the responsibility of the obligation that thou takest upon thyself]; as is shown by the phrase, [in the Kur xx. 44], وَلَا تَنِيَا فِى ذِكْرِى: (Mughnee, K:) so it is said; but it seems that the meaning of وَنَى

عَنْ كَذَا is, “he passed from such a thing, not entering upon it; ” and وَنَى فِيهِ, “he entered upon it but was remiss, or languid: ” by الرِّبَاعَة is meant the payment of a bloodwit or the like. (Mughnee.) b8: (7) It is syn. with مِنْ. (Mughnee, K.) Thus in the saying [in the Kur xlii. 24], وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ [And He is he who accepts repentance from his servants]. (AO, Mughnee, K.) Az mentions among the cases in which there is a difference between مِنْ and عَنْ, that the former has adjoined to it a noun signifying what is near; and the latter, [one signifying] what is remote; as in one's saying سَمِعْتُ مِنْ فُلَانٍ حَدِيثًا [I heard from such a one a narrative], and حَدَّثَنِى عَنْ فُلَانٍ حَدِيثًا [He related to me a narrative from such a one, a phrase similar to رَوَى عَنْ فُلَانٍ, mentioned among exs. of the first meaning of عن]: accord. to As, one says, حَدَّثَنِى فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ, meaning عَنْهُ [i. e. Such a one related to me from such a one]; and لَهِيتُ مِنْ فُلَانٍ and عَنْهُ [I became diverted from such a one so as to forget him]: accord. to Ks, one says لَهِيتُ عَنْهُ only: and عَنْكَ جَآءَ هٰذَا as meaning مِنْكَ [i. e. From thee came this]. (TA.) b9: (8) It is syn. with بِ. (Mughnee, K.) Thus [it is said to be used] in the phrase [in the Kur liii. 3], وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى [Nor does he speak with the desire of self-gratification]: (Mughnee, K:) but it seems that it is here used in its proper [or primary] sense; and that the meaning is, وَمَا يَصْدُرُ قَوْلُهُ عَنْ هَوًى [nor does his speech proceed from desire of self-gratification; so the phrase may be well rendered, nor does he speak from the desire &c.]. (Mughnee.) One says also, أَجَابُوا عَنْ بَوَآءٍ وَاحِدٍ, meaning بِجَوَابٍ وَاحِدٍ [i. e. They replied with one reply]. (T, S, O, K, all in art, بوأ.) And جَاؤُوا عَنْ آخِرِهِمْ [They came with the last of them; عَنْ being here syn. with بِ; meaning they came all, without exception]. (A in art. اخر.) [and in like manner, قَتَلُوهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ They slew them with the last of them; meaning they slew them all, without exception.] b10: (9) It denotes the using a thing as an aid or instrument. (Mughnee, K.) Thus in the saying, رَمَيْتُ عَنِ القَوْسِ [I shot with, or by means of, the bow], accord. to Ibn-Málik; (Mughnee, K;) because one says also, رَمَيْتُ بِالقَوْسِ; both mentioned by Fr. (Mughnee.) [Another explanation of this phrase has been mentioned before.] b11: (10) It is redundant, to compensate for another [عن] suppressed (Mughnee, K.) Thus in the saying, أَتَجْزَعُ إِنْ نَفْسٌ أَتَاهَا حِمَامُهَا فَهَلَّا الَّتِى عَنْ بَيْنِ جَنْبَيْكَ تَدْفَعُ [Art thou impatient if the decreed event of death befall a soul? but why wilt not thou repel from, i. e. defend, that which is between thy two sides?]; (Mughnee, K;) the meaning being, تَدْفَعُ عَنِ الَّتِى بَيْنَ جَنْبَيْكَ; (IJ, Mughnee;) عن being suppressed before the conjunct noun [التى], and added after it. (Mughnee, K.) And sometimes it is redundant without compensation, when conjoined with a pronoun: Az says that the Arabs make عَنْكَ redundant in the phrase خُذْ ذَا عَنْكَ [meaning Take thou, or receive thou, this]: (TA:) [but خُذْ عَنْكَ is expl. in the S and L, in art. اخذ, as meaning خُذْ مَا أَقُولُ وَدَعْ عَنْكَ الشَّكَّ وَالمِرَآءَ: see 1 in art. اخذ:] and اُنْفُذْ عَنْكَ, occurring in a trad., is expl. as meaning دَعْهُ [i. e. Leave thou it]: (TA:) or this means go thou from thy place; pass thou from it. (L in art. نفذ.) [See also the last ex. in this paragraph.]

A3: The second manner of using it is, as a particle of the kind called مَصْدَرِىٌّ, [combining with an aor. following it to form an equivalent to an inf. n.,] as is done by the tribe of Temeem, (Mughnee, K, *) in what is termed their عَنْعَنَة: (K: [see R. Q. 1:]) they use it in the place of أَنْ; (S, Mughnee;) saying, أَعْجَبَنِى عَنْ تَفْعَلَ, (Mughnee, K,) for أَنْ تَفْعَلَ [meaning Thy doing such a thing pleased me]. (Mughnee.) Dhu-r-Rummeh says, أَعَنْ تَرَسَّمْتَ مِنْ خَرْقَآءَ مَنْزِلَةً

مَآءُ الصَّبَابَةِ مِنْ عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ [Is thy having looked upon the traces of a place of abiding of thy beloved Kharkà the cause that the water of excessive love is shed from thine eyes?]. (S, Mughnee.) And thus they do in the case of أَنَّ; saying, مُحَمَّدًا رَسُولُ اللّٰهِ ↓ أَــشْهَدُ عَنَّ [I acknowledge, or declare, or testify, that Mohammad is the apostle of God]. (Mughnee.) A4: The third manner of using it is, as a noun, in the sense of جَانِب, (Mughnee, K, *) or نَاحِيَة: (S:) and this is said to be in three cases. (Mughnee.) b2: (1) It is when مِنْ is prefixed to it; and this is of frequent occurrence: (Mughnee:) as in the saying, وَلَقَدْ أَرَانِى لِلرِّمَاحَ دَرِيْئَةً مِنْ عَنْ يَمِينِى مَرَّةً وَأَمَامِى

[And verily I see me to be like a ring for the spears to be aimed at, from the side of my right hand at one time, and from before me at another time]: (Mughnee, K: *) and in the saying, جِئْتُ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ I came from the side of his right hand. (S.) In the opinion of Ibn-Málik, مِنْ prefixed to عَنْ is redundant; but accord. to others, it is used [as expl. above,] to denote the beginning of a space between two limits: these say that قَعَدْتُ عَنْ يَمِينِهِ means فِى جَانِبِ يَمِينِهِ [i. e. I sat in the side of his right hand], either closely or otherwise; but if you say مِنْ [before عَنْ], the sitting is particularized as being close to the first part of the lateral space. (Mughnee.) b3: (2) It is also when عَلَى is prefixed to it: (Mughnee:) thus in the saying, عَلَى عَنْ يَمِينِى مَرَّتِ الطَّيْرُ سُنَّحَا [On, or over, the side of my right hand, the birds passed along turning the right side towards me, or turning the left side towards me; the last word being a pl., accord. to analogy, of سَانِحٌ, which is used in two opposite senses]: (Mughnee, K:) but this usage is extraordinary; no other instance of it than that here cited having been preserved. (Mughnee.) b4: (3) It is also when what is governed by it in the gen. case and the agent of the verb in connection with it are two pronouns having one application: so says Akh: as in the saying of Imra-el-Keys, دَعْ عَنْكَ نَهْبًا صِيحَ فِى حَجَرَاتِهِ [or فَدَعْ عَنْكَ: see the entire verse cited and expl. in art. حجر]: but it is shown to be not a noun in such a case by this, that جَانِب may not take its place [unless used in a tropical sense]. (Mughnee. [See what has been said above, that عَنْكَ in a phrase of this kind is held to be redundant.]) عَنَّ for أَنَّ: see the next preceding paragraph, last quarter.

عَنٌّ: see أَعْنَانٌ. b2: إِنَّه يَأْخُذُ فِى كُلِّ عَنٍّ means the same as فى كلّ فَنٍّ [i. e. Verily he enters upon every mode, or manner, of speech or the like]; and so فى كلّ سَنٍّ. (TA.) عَنَّةٌ: see what next follows.

عُنَّةٌ The presenting, or opposing, oneself, with meddling, or impertinent, speech; with speech respecting that which does not concern him; (Msb, TA;) as also ↓ عَنَّةٌ, with fet-h, (Msb,) or ↓ عِنَّةٌ, with kesr. (TA.) b2: أَعْطَيْتُهُ عَيْنَ عُنَّةٍ, (S,) or عَيْنَ عُنَّةَ, imperfectly decl., and sometimes عَيْنَ عُنَّةٍ, (K,) means I gave to him distinguishing him particularly from among his companions: (S, K:) from العَنُّ signifying “ the presenting, or opposing, oneself. ” (TA.) And one says, رَأَيْتُهُ عَيْنَ عُنَّةٍ (S) or عُنَّةَ (K) I saw him just now, (S, K, TA,) presenting, or opposing, himself, (TA,) without my seeking him. (S, TA.) And أَعْنَنْتُ بِعُنَّةٍ مَا

أَدْرِى مَا هِىَ: see 4. (S, K.) A2: It is also the subst. from عُنِّنَ عَنِ امْرَأَتِهِ [i. e. a subst. signifying The state of being pronounced by the judge to be incapacitated from going in to his wife, or to have no desire for his wife: or of being withheld from her by enchantment, or fascination]: (S, Msb, * K:) or incapacity to go in to women: (Mgh, Msb:) or undesirousness of women: (Msb:) a word used in this sense by the lawyers; (Mgh, Msb;) who say, بِهِ عُنَّةٌ: (Msb:) but it is declared to be a low word, not allowable; (Mgh, Msb;) instead of which one should say ↓ تَعْنِينٌ, (Mgh,) or, accord. to Th and others, ↓ عَنَنٌ, and ↓ عِنِّينَةٌ, and accord. to the Bári', ↓ عَنَانَةٌ: (Msb:) [i. e.] ↓ عِنِّينَةٌ signifies undesirousness of women: (S:) or, as also ↓ عِنِينَةٌ, and ↓ عَنَانَةٌ, and ↓ تَعْنِينٌ, and ↓ تَعْنِينَةٌ, (K,) and ↓ عِنِّينِيَّةٌ, (TA,) it signifies thus, or non-performance of the act of going in to women, by reason of impotence. (K, TA.) A3: Also An enclosure (S, Mgh, Msb, K) made of wood, (S, Msb, K, TA,) or of trees, (TA,) for camels, (S, Mgh, K, *) or for camels and horses, (Msb,) or for camels and sheep or goats, to be confined therein: (TA:) or an enclosure at the door of a man, in which are his camels and his sheep or goats: (Th, TA:) pl. عُنَنٌ (S, K) and عِنَانٌ. (K.) لَا يَجْتَمِعُ اثْنَانِ فِى عُنَّةٍ [Two (app. meaning stallion-camels) will not be together in an enclosure for camels] is one of their sayings. (TA.) And one says, كالْمُهَدِّرِ فِى العُنَّةِ Like the brayer (meaning the braying stallion-camel) in the enclosure of trees, in which the stallion-camel is sometimes confined to prevent him from covering; such a stallion being hence termed ↓ معَنًّى, originally ↓ مُعَنَّنٌ: (Meyd:) it is a prov., applied to a man (Meyd, TA, and S and A and K in art. هدر) raising a cry and clamour, (S, K,) or threatening, (TA,) who does not make his saying, or action, to have effect; (S, * Meyd, K;) like the camel that is so confined, prevented from covering, and brays. (S, K.) b2: It is also said, by El-Bushtee and in the K, to signify A rope; and in a verse of El-Aashà, in which he mentions flesh-meat as put upon the عُنَن, this last word has been expl. as meaning ropes which are stretched, and upon which is thrown the flesh-meat that is cut into strips, or oblong pieces, and dried in the sun: but Az says that the right meaning is, the enclosures for camels; that he had seen such enclosures in the desert, thus called because facing the direction whence blows the north wind, to protect the camels from the cold of that wind; and that he had seen the people spread the flesh-meat cut into strips, or oblong pieces, and dried in the sun, upon them: he thinks that the word was expl. as meaning ropes by one who had seen the poor of the sacred territory extending ropes in Minè, and putting upon them the flesh of the victims of sacrifice that had been given to them. (TA.) b3: Also A booth by means of which one shades himself, made of panic grass (ثُمَام) or [probably a mistake for and] branches of trees. (IB, TA.) b4: And Reeds, or plants or herbage, which a man collects, to give, as fodder, to his sheep or goats: one says, جَآءَ بِعُنَّةٍ

عَظِيمَةٍ [He came with, or brought, a great collection of reeds, &c.]. (TA.) And one says, كُنَّا فِى عُنَّةٍ مِنَ الكَلَأِ, and غُنَّةٍ, and ثُنَّةِ, i. e. We were in abundant herbage. (TA.) A4: Also The دِقْدَان (thus [correctly, as will be shown by an explanation in what follows, confirmed by an ex. from a poet,] in more than one of the copies of the K, in the CK دَقْدان, in the copy of the K followed in the TA وقدان, and in the L رقدان,) of the cooking-pot: (K, TA:) MF read وقدان, and conjecturally, and from analogy, supposed it [to be وَقَدَان and] to mean غَلَيَان; but the word is arabicized from the Pers\. ديكدان, [correctly ديگدان, pronounced dēgdān,] a name for the thing upon which the cooking-pot is set up; and thus it [i. e. عُنَّةٌ] is expl. in the M and other lexicons [among which may be mentioned the L]: hence the saying of a poet, عَفَتْ غَيْرَ أَنْآءٍ وَمَنْصَبِ عُنَّةٍ

وَأوْرَقَ مِنْ تَحْتِ الخَصَاصَةِ هَامِدِ [It (the دار, or place of abode,) was effaced, save trenches dug around the tents to keep off the torrent, and the place of the setting-up of the support of the cooking-pot, and ashes beneath the space between the three stones that formed that support, in a state of extinction]. (TA.) عِنَّةٌ: see the next preceding paragraph, first sentence.

عَنَنٌ is a subst. [as well as an inf. n.] of عَنَّ; (Msb, K, TA;) [as such,] i. q. اِعْتِرَاضٌ [used as a simple subst., meaning Opposition]; (K, * TA;) as also ↓ عِنَانٌ: (K, TA:) or opposition of oneself to another, from either side of him, with an abominable, or evil, action. (Msb.) El-Hárith Ibn-Hillizeh says, عَنَنًا بَاطِلًا وَظُلْمًا كَمَا يُعْ تَرُ عَنْ حُجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّبَآءُ (TA,) meaning In wrong opposition, (اِعْتِرَاضًا بَاطِلًا), [and injurious conduct], like as when gazelles are sacrificed [in fulfilment of a vow] for what is due on the part of the flock of sheep, or herd of goats. (EM p. 281.) And it is said in a trad., بَرِئْنَا إِلَيْكَ مِنَ الوَثَنِ والعَنَنِ i. e. [We are clear, to thee,] of the idol (الصَّنَم) and opposition (الاِعْتِرَاض); as though saying, of associating another with God and of wrongdoing: or, as some say, the meaning [of the last word] in this case is disagreement, or opposition, or contravention, (الخِلَاف), and that which is wrong (البَاطِل). (TA.) And in another trad., دَهِمَتْهُ المَنِيَّةُ فِى عَنَنِ جِمَاحِهِ [Death came upon him suddenly in the opposition of his heedless, or inconsiderate, course]. (TA. [There expl. only by the words هُوَ مَا لَيْسَ بِقَصْدٍ.]) And one says, هُوَ لَكَ بَيْنَ الأَوْبِ وَالعَنَنِ, meaning [He is to thee in a state] between obedience and disobedience. (TA.) ↓ وَرْهَآءُ العِنَانِ, a phrase used by a poet, means [A woman foolish in] opposing herself, or intervening, in every discourse. (TA.) And العَنَنُ signifies also [particularly] Death's opposing itself, and preceding: (TA, JM:) occurring in a trad. of Sateeh [the Diviner]. (TA.) b2: See also عِنَانٌ, near the middle of the paragraph. b3: Also The place in which a person, or thing, presents, or opposes, himself, or itself. (TA.) b4: See also أَعْنَانٌ.

A2: And see عُنَّةٌ, former half.

عَنَانٌ Clouds: (S, Msb, K:) or, accord. to some, clouds appearing, or presenting themselves, or extending sideways, in the horizon; as also ↓ سَحَابٌ عَانٌّ: (TA:) such as retain the water: (K:) one whereof is termed ↓ عَنَانَةٌ, (S, Msb, K,) and ↓ عَانَّةٌ. (S.) b2: And عَنَانُ السَّمَآءِ, (Mgh, MF, TA,) in the K said to be ↓ عِنَان, with kesr, but the former is the right, (MF, TA,) The lofty region of the sky: (Mgh:) or what appears, of the sky, to one looking at it. (K. [See also أَعْنَانٌ.]) b3: And عَنَانُ الدَّارِ, likewise with fet-h, accord. to the K ↓ عِنَان, with kesr, which is wrong, (TA,) The side of the house, (K, TA,) that appears to one. (TA.) عِنَانٌ: see عَنَنٌ, in two places. b2: Also an inf. n. of 3 [q. v.]. (TA.) A2: And A certain appertenance of a horse or the like; (S, Msb;) [i. e. the rein;] the strap of the bridle, by means of which the horse, or similar beast, is withheld: (K:) [said to be] so called because it lies over against the mouth, not entering into it, (Msb,) or because its two straps lie over against the two sides of the neck of the beast, on the right and left: (TA:) pl. أَعِنَّةٌ (S, Msb, K) and عُنُنٌ, (K,) or, accord. to Sb, the former only. (TA.) [Sometimes it may be rendered The bridle; as in the first of the following phrases.] ثَنَيْتُ عَلَى الفَرَسِ عِنَانَهُ I put upon the horse his bridle. (TA.) فَرَسٌ قَصِيرُ العِنَانِ [A horse short in the rein] implies discommendation, as denoting shortness of the neck: [but] هُوَ قَصِيرُ العِنَانِ [said of a man] means قلِيلُ الخَيْرِ [i. e. (assumed tropical:) He is one possessing little, or no, good; or few, or no, good things; or little, or no, goodness]: and إِنَّهُ لَطَوِيلُ العِنَانِ [lit. Verily he is one whose rein is long] means, (assumed tropical:) an exalted person; of great chiefdom, or eminence. (TA.) رَجُلٌ طَرِفُ العِنَانِ (S, * K, TA, TK, in one of my copies of the S طَرفُ, and in the other طرَفُ, and in copies of the K طَرْقُ, [but correctly طَرِف, q. v., like كَتِف, as is said in the TK,]) means (tropical:) A man light, or active. (S, K, TA.) فُلَانٌ

أَبِىُّ العِنَانِ (assumed tropical:) Such a one is one who refuses the rein. (TA.) ذُو العِنَانِ applied to the horse means (assumed tropical:) The tractable, or submissive. (TA.) And ذَلَّ عِنَانُ فُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one became submissive. (TA.) ابْغ مِنْ عِنَانِهِ [in which the first word is written in my original thus, but it has been altered by the copyist, and I doubt not that it is correctly أَرْخِ, the phrase, reading thus, being well known, i. e. Slacken thou his rein,] means (assumed tropical:) ease thou him, or relieve him. (TA.) اِثْنِ عَلَىَّ عِنَانَهُ means Turn thou back [or bend thou] towards me his rein. (TA.) جَآء ثَانِيًا فِى عِنَانِهِ [thus in my original, but correctly مِنْ عنانه, as in the S in art. ثنى, i. e. He came bending a part of his rein, turning from his course,] means (assumed tropical:) he [came having] accomplished the object of his want. (TA.) مَلَأَ عِنَانَ دَابَّتِهِ (assumed tropical:) He made, or urged, his beast to run vehemently. (TA.) And [hence, app.,] اِمْتَلَأَ عِنَانُهُ (assumed tropical:) The utmost of his power, or ability, was accomplished. (TA.) هُمَا يَجْرِيَانِ فِى عِنَانٍ (assumed tropical:) They two are equal in excellence or otherwise. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) A heat; or single run to a goal, or limit: one says, جَرَى الفَرَسُ عِنَانًا (assumed tropical:) The horse ran a heat: and كَبَا فِى عِنَانِهِ (assumed tropical:) He stumbled in his heat. (TA.) See also an ex., in a verse of Et-Tirimmáh, voce عَنْ, in the middle of the paragraph. And ↓ عَنَنٌ signifies the same, i. e. A heat of a beast: and also the beginning of speech: whence the prov., مُعْتَرِضٌ لِعَنَنٍ لَمْ يَعْنِهِ meaning (assumed tropical:) Addressing himself to that which is not of his business (مَا لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ). (Meyd.) b3: And A long rope or cord. (TA.) b4: And العِنَانُ signifies حَبْلُ المَتْنِ [The cord of the portion of the back along which extends the spine; app. meaning the spinal cord, also called medulla spinalis, considered as a single cord]: (K:) [but this consists of two lateral cords, connected together: and therefore, app., it is said that] عِنَانَا المَتْنِ signifies حَبْلَاهُ [the two cords of the مَتْن]. (S.) A3: شِرْكَةُ العِنَانِ is The copartnership of two persons in one particular thing, (S, Mgh, Msb, K,) exclusive of the rest of the articles of property of either: (S, Msb, * K:) as though a thing presented itself to them (عَنَّ لَهُمَا, S, Mgh, Msb) and they bought it (S) and they then became copartners in it: (S, Mgh, Msb:) so says ISk: (Mgh:) or it is from the عِنَان of the horse, because each assigns to his companion the عنان of the free management of part of the property: (Mgh, Msb:) or because it is allowable for them to differ, like as does the عنان in the hand of the rider when pulled and when slackened: (Mgh:) or, accord. to Az, it is the case in which each of the two copartners produces deenárs or dirhems, which they mix together, and each gives permission to the other to traffic therewith: and the lawyers differ not in respect of its being lawful; if they gain upon the two sums, the gain being between them; and if they lose, the loss being on the head of each of them [equally]: the partnership of two persons in everything that is in their possession is called شِرْكَةُ المُفَاوَضَةِ [q. v.]: (TA:) or it is the case of one's competing with a man in the making of a purchase, and saying to him, “ Make me to be a partner with thee; ” this being before he [the purchaser] becomes entitled to الغَلَق, or الغِلْق, or العلق, or العَلَق: (K: [the last word in this explanation, thus written in four different ways in different copies of the K, following the words قَبْلَ أَنْ يَسْتَوْجِبَ, I think to be most probably الغَلَقَ, and to mean irredeemability by the seller, from غَلِقَ الرَّهْنُ:]) or it is the case of two persons' being equal in partnership, (Z, Msb, K, TA,) in respect of what they contribute of gold or silver; and is from the عِنَان of the beast; (TA;) because the عنان of the beast consists of two equal single pieces: (Z, Msb, K, TA:) or it is from العِنَان as syn. with ↓ المُعَانَّة, meaning المُعَارَضَة; (Msb, TA;) because each of them does like as does the other in respect of his property [that he supplies] and in selling and buying. (TA.) See an ex. in a verse cited in art. شرك, conj. 3. b2: See also عَنَانٌ, in two places.

عَنُونٌ and ↓ عَانٌّ One who presents, or opposes, himself, with meddling, or impertinent, speech; with speech respecting that which does not concern him: pl. [of the former agreeably with analogy]

عُنُنٌ. (TA.) b2: And the former, A beast (دَابَّة) that precedes in journeying, or progress; (S, K, TA;) that vies with the [other] beasts in journeying, or progress, and precedes them; and applied to a wild ass in this sense. (TA.) عَنِينٌ One unable to retain the wind of his belly. (K.) b2: See also عِنِّينٌ.

عَنَانَةٌ: see عَنَانٌ: A2: and see also عُنَّةٌ, former half, in two places.

عِنِينَةٌ: see عُنَّةٌ, former half.

عُنَانَاكَ means The utmost of thy power, or ability, or of thy case: (S, K:) so in the saying, عُنَانَاكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا [The utmost of thy power, &c., is, or will be, thy doing such a thing]: (S:) as though from ↓ المُعَانَّةُ; (S, TA;) the case being that thou desirest to do a thing, and an obstacle intervenes in the way to it, preventing thee and withholding thee from it: (TA:) but it is disputed whether it be correctly thus, or غُنَامَاكَ. (IB, TA.) هُوَ عَنَّانٌ عَلَى آنُفِ القَوْمِ He is wont to precede, or outstrip, the people, or party. (TA.) b2: and هُوَ عَنَّانٌ عَنِ الخَيْرِ He is [one who holds back from doing good, or] slow, or tardy, to do good. (K.) العَنُّونُ, of the measure فَعُّول, is an intensive epithet applied to the present world (الدُّنْيَا) [as meaning The offerer of much opposition]; because it opposes itself to mankind. (TA.) عِنِّينٌ, (S, Mgh, Msb, * K, TA,) of the measure فِعِّيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (S,) and ↓ عَنِينٌ, [thus written in two places in the TA, and written without teshdeed in my copy of the Msb, but in the latter case app. from carelessness of the copyist, for otherwise the well-known form عِنِّينٌ is not there mentioned,] of which (i. e. of عَنِينٌ) عُنُنٌ is pl., [which seems to show that عَنِينٌ is not a mistranscription for عِنِّينٌ, for فُعُلٌ is a measure of a pl. of many epithets of the measure فَعِيلٌ, as جَدِيدٌ and نَذِيرٌ &c., but not, to my knowledge, of any word of the measure فِعِّيلٌ,] (TA,) A man incapable of going in to women; (Mgh, Msb;) one who does not go in to women by reason of impotence: (K:) or, as some say, one who has connection with her who is not a virgin, but not with the virgin: (TA:) or a man who is not desirous of women: (S, K:) and ↓ مَعْنُونٌ and ↓ مُعَنٌّ (Msb, TA) and ↓ مُعَنَّنٌ (TA) signify the same. (Msb, TA.) And عِنِّينَةٌ signifies A woman not desirous of men: (S, Msb, * TA:) but there is disagreement in respect of the application of the epithet to a woman. (TA.) عِنِّينَةٌ, as a subst.: see عُنَّةٌ, former half, in two places.

عُنْوَانٌ and عِنْوَانٌ (S, Msb, K) and ↓ عُنْيَانٌ and عِنْيَانٌ, (S, K,) the first of which is the most chaste, (S,) originally عُنَّانٌ, (K,) of a book, or writing, (S, Msb,) The superscription, or title, thereof: (TK:) what these words denote is thus called because it occurs (يَعِنُّ, K, TA, i. e. يَعْرِضُ, TA) in a bordering part thereof: (K, TA:) and they also signify [sometimes, as indicating the nature of the contents,] the preface of a book, or writing. (TK.) And Anything that serves as an indication of another thing is called its عُنْوَان. (Msb, K.) One says, الظَّاهِرُ عُنْوَانُ البَاطِنِ, meaning The outward state of the man is the indication of the inward state. (TK.) And one says of a man who speaks obliquely, not plainly, جَعَلَ كَذَا عُنْوَانًا لِحَاجَتِهِ He made such a thing to be an indication of his want. (TA.) [See also art. عنو.]

عُنْيَانٌ and عِنْيَانٌ: see the next preceding paragraph.

عِنِّينِيَّةٌ: see عُنَّةٌ, former half.

عَانٌّ and عَانَّةٌ: see عَنَانٌ. b2: And for the former, see also عَنُونٌ. b3: Also, the former, A long mountain (جَبَل), (K, TA, in some copies of the K حَبْل [i. e. rope],) that presents itself in the direction in which one is going, and interrupts his way. (TA.) أَعْنَانٌ The sides, quarters, tracts, or regions, of anything: (Yoo, TA:) this is the proper signification: (TA:) [hence,] أَعْنَانُ السَّمَآءِ [in one of my copies of the S السَّحَابِ, but altered from السَّمَآءِ,] means The sides, quarters, tracts, or regions, of the sky: (K:) or the surfaces thereof, and what present themselves to view of the sides, quarters, tracts, or regions, thereof; as though pl. of ↓ عَنَنْ, (S, TA,) or of ↓ عَنٌّ: (TA:) the vulgar say عِنَانُ السَّمَآءِ. (S, TA.) b2: And [it is said that]

أَعْنَانُ الشَّيَاطِينِ means The natural dispositions of the devils. (K.) It is said of camels, in a trad., خُلِقَتْ مِنْ أَعْنَانِ الشَّيَاطِينِ [as though meaning They are created of the natural dispositions of the devils]: and in another trad., أَعْنَانُ الشَّيَاطِينِ occurs as said [app. by Mohammad] in answer to a question respecting camels: [but] accord. to IAth, the meaning seems to be, that, by reason of their many evil affections, they are as though they were from the tracts of the devil in respect of their natural dispositions. (TA.) تَعْنِينَةٌ: see عُنَّةٌ, former half.

مُعَنٌّ: see عِنِّينٌ.

مِعَنٌّ One who enters into that which does not concern him, and interferes in everything; (K;) i. q. عِرِّيضٌ, (S,) or عَرِّيضٌ مِتْيَحٌ: (TA: [see these two words:]) fem. with ة (S, K.) b2: and An orator, or a preacher; syn. خَطِيبٌ: (S, K:) or an eloquent خطيب. (TA.) A2: See also the next paragraph.

مُعَنَّنٌ: see عِنِّينٌ: b2: and see also مُعَنًّى, in art. عنو.

A2: مُعَنَّنَةُ الخَلْقِ (tropical:) A girl, or young woman, compact in make; (K, TA;) [as though] compactly twisted like the عِنَان [or rein]: (A, TA:) and ↓ مِعَنَّةٌ (assumed tropical:) a woman compact in make, not flabby in the belly. (TA.) A3: See also عُنَّةٌ, near the middle.

مُعَنًّى: see عُنَّةٌ, near the middle.

مَعْنُونٌ [pass. part. n. of 1, q. v.

A2: And] i. q. عِنِّينٌ; q. v. (Msb, TA.) b2: And Possessed; or mad, or insane. (K, TA.)

التَّصَوُّر والتصديق

Entries on التَّصَوُّر والتصديق in 1 Arabic dictionary by the author Aḥmadnagarī, Dastūr al-ʿUlamāʾ, or Jāmiʿ al-ʿUlūm fī Iṣṭilāḥāt al-Funūn
التَّصَوُّر والتصديق: وَإِنَّمَا قدمنَا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق لِأَن التَّصَوُّر إِمَّا شَرط التَّصْدِيق أَو شطره أَي جزءه. وَالشّرط والشطر مقدمان طبعا على الْمَشْرُوط وَالْكل بِالضَّرُورَةِ فقدمنا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق وَصفا ليُوَافق الْوَضع الطَّبْع.
ثمَّ اعْلَم أَن التَّصَوُّر يُطلق بالاشتراك اللَّفْظِيّ على أَمريْن. أَحدهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مُطلقًا والتصور بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم المنقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الْمُطلق والتصور لَا بِشَرْط شَيْء. وَثَانِيهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَهَذَا التَّصَوُّر قسم الْعلم فَيكون قسما للتصور بِالْمَعْنَى الأول أَيْضا وقسيما للتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الساذج وتصور فَقَط والتصور بِشَرْط لَا شَيْء. وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن مورد الْقِسْمَة هُوَ التَّصَوُّر بِالْمَعْنَى الأول. وَقَالَ الْمُحَقق الرَّازِيّ فِي الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق فسر التَّصَوُّر بِأُمُور. أَحدهَا: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم. وَثَانِيها: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ اعْتِبَار عدم الحكم. وَثَانِيهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ عدم اعْتِبَار الحكم. وَهُوَ بِهَذَا التَّفْسِير أَعم مِنْهُ بالتفسير الثَّانِي لِأَنَّهُ جَازَ أَن يكون مَعَ الحكم. وأخص مِنْهُ بالتفسير الأول لِأَن الأول جَازَ أَن يكون مَعَ اعْتِبَار الحكم انْتهى. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الْحَوَاشِي الجلالية على التَّهْذِيب التَّصَوُّر عبارَة عَن الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: الأول: مَعَ عدم اعْتِبَار الإذعان وَالثَّانِي: مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَالْأول أَعم من الثَّانِي بِحَسب الْمَفْهُوم دون التحقق لِأَن الْعلم التصديقي هُوَ الْعلم المتكيف بالكيفية الإذعانية لَا يُمكن فِيهِ عدم اعْتِبَار الإذعان وَلَا اعْتِبَار عدم الإذعان. وَغير الْعلم التصديقي يُمكن فِيهِ كل مِنْهُمَا انْتهى.

وللتصديق فِي اللُّغَة ثَلَاثَة معَان: الأول: هُوَ الإذعان بِصدق الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن معنى الْقَضِيَّة مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست دانستن وصادق دانستن) ، وَالثَّانِي: الإذعان بِمَعْنى الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع فِي الْوَاقِع أَو مسلوب عَنهُ كَذَلِك ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بكرويدن وباوركردن) وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ التَّصْدِيق المنطقي. من هَا هُنَا قد اشْتهر فِيمَا بَينهم أَن التَّصْدِيق المنطقي هُوَ بِعَيْنِه هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ، وَالثَّالِث: عبارَة عَن التَّصْدِيق بِأَن الْقَائِل مخبر عَن كَلَام مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست كو داشتن وَحقّ كو دانستن) .
وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن الْمَعْنى الأول مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَضِيَّة وَالثَّالِث مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَائِل فَإِن قيل بَين هذَيْن الْقَوْلَيْنِ أَي قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ وَبَين قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق الأول والتصديق اللّغَوِيّ تَصْدِيق ثَان مُنَافَاة لِأَن القَوْل الأول يدل على العينية وَالْقَوْل الثَّانِي على الْمُغَايرَة والأولوية والثانوية لَا يتصوران إِلَّا فِي المتغايرين قُلْنَا تنْدَفع الْمُنَافَاة مِمَّا ذكرنَا من الْمعَانِي الثَّلَاثَة للتصديق فَإِن المُرَاد بالتصديق اللّغَوِيّ فِي القَوْل الأول هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي. وَقد عرفت أَنه هُوَ التَّصْدِيق المنطقي وعينه. وَهَذَا التَّصْدِيق أَي التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي مقدم على التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول أَي يحصل قبل حُصُوله كَمَا لَا يخفى. فَالْحَاصِل أَن التَّصْدِيق اللّغَوِيّ الَّذِي هُوَ عين التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق بِالْمَعْنَى الثَّانِي والتصديق الَّذِي مَحْكُوم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ثَان أَي مُتَأَخّر هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول.
ثمَّ اعْلَم أَنهم اخْتلفُوا فِي بساطة التَّصْدِيق وتركبه. والحكماء ذَهَبُوا إِلَى بساطته وفسروه بالحكم أَي الاذعان بِالنِّسْبَةِ التَّامَّة الخبرية كَمَا هُوَ الْمَشْهُور. أَو الإذعان بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع أَو مسلوب عَنهُ فِي الْوَاقِع كَمَا هُوَ تَحْقِيق الزَّاهِد. وَعَلَيْك أَن تعلم أَن الحكم بِاعْتِبَار حُصُوله فِي الذِّهْن تصور بِالْمَعْنَى الأول ولخصوصية كَونه حكما يُسمى تَصْدِيقًا وَسَيَجِيءُ توضيح هَذَا الْإِجْمَال فِي ذيل هَذَا الْمقَال أَو الاذعان بِنِسْبَة الِاتِّصَال واللااتصال وبنسبة الِانْفِصَال واللاانفصال. وَالْإِمَام الرَّازِيّ رَحمَه الله ذهب إِلَى أَنه مركب عبارَة عَن مَجْمُوع تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَبِه وَالْحكم لما صرح بِهِ فِي الملخص. وَقيل إِن أول من نسب تركيب التَّصْدِيق إِلَى الإِمَام هُوَ الكاتبي فِي شرح الملخص حَيْثُ حمل عبارَة الملخص على ظَاهرهَا فَصَارَ كسخاوة حَاتِم وشجاعة رستم وَإِلَّا فعبارات الإِمَام فِي سَائِر كتبه نَص على أَن التَّصْدِيق نفس الحكم على مَا عَلَيْهِ الْحُكَمَاء. وَقَالَ القَاضِي سراج الدّين الأرموي فِي الْمطَالع الْعلم إِمَّا تصور إِن كَانَ إدراكا ساذجا وَإِمَّا تَصْدِيق إِن كَانَ مَعَ حكم بِنَفْي أَو إِثْبَات وَقَالَ صَاحب الْكَشْف فِي كتاب الْبَيَان التَّصَوُّر إِدْرَاك الشَّيْء من حَيْثُ هُوَ مَقْطُوع النّظر عَن كَونه خَالِيا عَن الحكم بِهِ أَو عَلَيْهِ بِإِيجَاب أَو سلب والمنظور إِلَيْهِ مَعَ أَحدهمَا هُوَ التَّصْدِيق. وَفِي ميزَان الْمنطق الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل. وَإِمَّا تَصْدِيق وَهُوَ تصور مَعَه حكم. وَفِي الشمسية الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَإِمَّا تصور مَعَه حكم وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق. وَهَكَذَا قسمه الطوسي فِي تَجْرِيد الْمِيزَان.
وَلَا يخفى أَن هَذِه التفاسير للتصديق لَا تنطبق على شَيْء من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام. أما الأول: فلامتناع معية الشَّيْء بِنَفسِهِ. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم لما كَانَ سَابِقًا على الْمَجْمُوع بِحكم الْجُزْئِيَّة لم يكن مَعَه للتضاد بَين التَّقَدُّم والمعية.
وَأَنت خَبِير بِمَا فِيهِ من منع التضاد لجَوَاز أَن تكون معية زمانية وَهِي لَا تنَافِي التَّقَدُّم الذاتي كَمَا هُوَ شَأْن الْجُزْء مَعَ الْكل. نعم مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَاشِيَته على شرح الشمسية يُسْتَفَاد مِنْهُ دَلِيل قَاطع على عدم انطباق هَذِه التفاسير على مَذْهَب الإِمَام وَمن أَرَادَ الِاطِّلَاع عَلَيْهِ فَليرْجع إِلَيْهِ. وَيفهم مِمَّا قَالَ الْعَلامَة الْأَصْفَهَانِي فِي شرح الْمطَالع والطوالع أَن هَذِه التفاسير مَبْنِيَّة على مَذْهَب ثَالِث مستحدث مِنْهُم فِي التَّصْدِيق وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح. ومحصل كَلَامه أَن حَقِيقَة التَّصْدِيق هِيَ مَا يكون الحكم لاحقا بِهِ عارضا لَهُ وَهُوَ مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة من حَيْثُ إِنَّه ملحوق ومعروض للْحكم المرادف للتصديق فتسمية المعروض بالتصديق من بَاب إِجْرَاء الْعَارِض على المعروض وَمَا عدا ذَلِك تصور ساذج وَحِينَئِذٍ لَا يلْزم أَن يكون تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَحده أَو تصور الْمَحْكُوم بِهِ وَحده وَلَا مجموعهما مَعًا وَحدهمَا تَصْدِيقًا لَكِن يلْزم أَن يكون إِدْرَاك النِّسْبَة وَحده تَصْدِيقًا لِأَن الحكم عَارض لَهُ حَقِيقَة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور وَإِن قلت إِن المُرَاد من التَّصَوُّر المعروض للْحكم مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة كَمَا مر وَالْحكم وَإِن كَانَ عارضا للنسبة حَقِيقَة لكنه بِوَاسِطَة قِيَامهَا بالطرفين عَارض للمجموع فَإِن عرُوض أَمر بِجُزْء يسْتَلْزم عروضه للْكُلّ قُلْنَا لَا دلَالَة للتصور على التَّعَدُّد فضلا عَن أَن يكون دَالا على مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة. وَأما تَقْسِيم صَاحب الشمسية فَلَا ينطبق على مَذْهَب الْحُكَمَاء بِالضَّرُورَةِ وَلَا على مَذْهَب الإِمَام لما ذكره السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة.
وَاعْلَم أَن السَّيِّد السَّنَد قدس سره قَالَ فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة وَإِن كَانَ أَي التَّصْدِيق عبارَة عَن الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُمَا كَمَا صرح بِهِ أَي بقوله وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم بل مركبا من أحد قسميه مَعَ أَمر آخر مُقَارن لَهُ أَعنِي الحكم وَذَلِكَ بَاطِل انْتهى قَوْله لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم لِأَن الحكم على هَذَا التَّقْسِيم فعل فَلَا يكون التَّصْدِيق الْمركب مِنْهُ وَمن الْعلم علما وَذَلِكَ بَاطِل لاتفاقهم على أَن التَّصْدِيق قسم من الْعلم وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي حَقِيقَته فَلَا يَصح التَّقْسِيم فضلا عَن الانطباق كَمَا فِي الْحَوَاشِي الحكيمية - أَقُول إِن الحكم عِنْد الإِمَام علم وَإِدْرَاك لَا فعل كَمَا سَيَجِيءُ فتقسيم صَاحب الشمسية منطبق على مَذْهَب الإِمَام. فَإِن قلت أَي مَذْهَب من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام حق قُلْنَا الْمَذْهَب الْحق هُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء كَمَا قَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره هَذَا هُوَ الْحق لِأَن تَقْسِيم الْعلم إِلَى هذَيْن الْقسمَيْنِ إِنَّمَا هُوَ لامتياز كل وَاحِد مِنْهُمَا من الآخر بطرِيق خَاص يستحصل بِهِ.
ثمَّ إِن الْإِدْرَاك الْمُسَمّى بالحكم ينْفَرد بطرِيق خَاص يُوصل إِلَيْهِ وَهُوَ الْحجَّة المنقسمة إِلَى أقسامها. وَمَا عدا هَذَا الْإِدْرَاك لَهُ طَرِيق وَاحِد وَهُوَ القَوْل الشَّارِح فتصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وتصور الْمَحْكُوم بِهِ وتصور النِّسْبَة الْحكمِيَّة يُشَارك سَائِر التصورات فِي الاستحصال بالْقَوْل الشَّارِح فَلَا فَائِدَة فِي ضمهَا إِلَى الحكم وَجعل الْمَجْمُوع قسما وَاحِدًا من الْعلم مُسَمّى بالتصديق. لِأَن هَذَا الْمَجْمُوع لَيْسَ لَهُ طَرِيق خَاص فَمن لاحظ مَقْصُود الْفَنّ أَعنِي بَيَان الطّرق الموصلة إِلَى الْعلم لم يلتبس عَلَيْهِ أَن الْوَاجِب فِي تقسيمه مُلَاحظَة الامتياز فِي الطّرق فَيكون الحكم أحد قسميه الْمُسَمّى بالتصديق لكنه مَشْرُوط فِي وجوده ضمه إِلَى أُمُور مُتعَدِّدَة من أَفْرَاد الْقسم الآخر انْتهى. فَإِن قيل إِن الحكم عِنْد الإِمَام فعل من أَفعَال النَّفس لَا علم وَإِدْرَاك فَكيف يكون الْمَجْمُوع الْمركب من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم قسما من الْعلم فَإِن تركيب التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ قسم الْعلم من الْعلم وَغَيره محَال قُلْنَا الحكم عِنْد الإِمَام إِدْرَاك قطعا وَمَا اشْتهر أَنه فعل عِنْده غلط نَشأ من اشْتِرَاك لفظ الحكم بَين الْمَعْنى الاصطلاحي وَهُوَ الإذعان وَبَين الْمَعْنى اللّغَوِيّ وَهُوَ ضم أحد المفهومين إِلَى الآخر وَالضَّم فعل من أَفعَال النَّفس فَمن قَالَ إِن الحكم عِنْده فعل والتصديق عبارَة عَن مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فقد افترى عَلَيْهِ بهتانا عَظِيما.
نعم يرد على الإِمَام اعْتِرَاض من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَنه يلْزم قلب الْمَوْضُوع لاستلزامه أَن يكون التَّصْدِيق مكتسبا من القَوْل الشَّارِح والتصور من الْحجَّة وَالْأَمر بِالْعَكْسِ أما الأول فَلِأَن التَّصْدِيق عِنْده هُوَ الْمَجْمُوع من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فَلَو كَانَ الحكم الَّذِي هُوَ جزؤه بديهيا غَنِيا عَن الِاكْتِسَاب وَيكون تصور أحد طَرفَيْهِ كسبيا كَانَ ذَلِك الْمَجْمُوع كسبيا. فَإِن احْتِيَاج الْجُزْء إِلَى الشَّيْء يسْتَلْزم احْتِيَاج الْكل إِلَيْهِ وَحِينَئِذٍ يكون اكتسابه من القَوْل الشَّارِح. وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن التصورات كلهَا عِنْده بديهية فَلَا يتَصَوَّر أَن يكون تصور أحد الطَّرفَيْنِ عِنْده كسبيا حَتَّى يلْزم الْمَحْذُور الْمَذْكُور. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم عِنْده إِدْرَاك وَلَيْسَ هُوَ وَحده تَصْدِيقًا عِنْده بل الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُ وَمن التصورات الثَّلَاثَة فَلَا بُد أَن يكون تصورا فَإِذا كَانَ كسبيان يكون اكتسابه من الْحجَّة فَيلْزم اكْتِسَاب التَّصَوُّر من الْحجَّة وَهُوَ مُمْتَنع لما سَيَجِيءُ فِي مَوْضُوع الْمنطق إِن شَاءَ الله تَعَالَى. إِلَّا أَن يُقَال إِن الإِمَام جَازَ أَن يكون مُلْتَزما أَن يكون بعض التصورات أَعنِي الحكم مكتسبا من الْحجَّة فَهُوَ لَيْسَ بمعتقد بِمَا هُوَ الْمَشْهُور من أَن التَّصَوُّر مكتسب من القَوْل الشَّارِح فَقَط والتصديق من الْحجَّة فَحسب. والاعتراض بِالْوَجْهِ الثَّانِي أَن الْوحدَة مُعْتَبرَة فِي الْمقسم كَمَا ذكرنَا فِي جَامع الغموض شرح الكافية فِي شرح اللَّفْظ كَيفَ لَا وَإِن لم يُقيد بهَا لم ينْحَصر كل مقسم فِي أقسامه فَإِن مَجْمُوع الْقسمَيْنِ قسم ثَالِث للمطلق. فالتصديق الَّذِي هُوَ عبارَة عَن الادراكات الَّتِي هِيَ عُلُوم مُتعَدِّدَة لَا ينْدَرج تَحت الْعلم الْوَاحِد الَّذِي جعل مقسمًا. وَالْجَوَاب أَن التَّصْدِيق الْمَذْكُور فِي نَفسه وَإِن كَانَت علوما مُتعَدِّدَة لَكِن لَهَا نوع وحدة فَلَا بَأْس باندراجها بِحَسب تِلْكَ الْوحدَة تَحت الْعلم مَعَ أَن التَّرْكِيب بِدُونِ اعْتِبَار الْوحدَة مُمْتَنع وَمن سوى الْحُكَمَاء قَائِل بتركيب التَّصْدِيق فَلهُ وحدة بحسبها مندرج تَحت الْعلم فَلَا إِشْكَال. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَاشِيَة الرسَالَة أَقُول يرد على الإِمَام أَن أَجزَاء التَّصْدِيق يجب أَن تكون علوما تصورية لِأَن الْعلم منحصر فِي التَّصَوُّر والتصديق وجزء التَّصْدِيق لَا يُمكن أَن يكون شَيْئا غير الْعلم أَو علما تصديقيا غير التصوري وَلَا شكّ أَن التصورات كلهَا بديهيات عِنْده وَمن الضروريات أَنه إِذا حصل جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء بالبداهة يحصل ذَلِك الشَّيْء بالبداهة فَيلْزم أَن يكون التصديقات أَيْضا كلهَا بديهية مَعَ أَنه لَا يَقُول بذلك انْتهى. وَقَالَ فِي الْهَامِش المُرَاد بِالْجَمِيعِ الْكل الإفرادي فَلَا يرد أَن جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء هُوَ بِعَيْنِه ذَلِك الشَّيْء فَيرجع الْكَلَام إِلَى أَنه إِذا حصل ذَلِك الشَّيْء يحصل ذَلِك الشَّيْء. ثمَّ حُصُول كل وَاحِد من الْأَجْزَاء بِأَيّ نَحْو كَانَ مُسْتَلْزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا لم يعْتَبر مَعَه الْهَيْئَة الاجتماعية وحصوله بطرِيق البداهة لَيْسَ بمستلزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا اعْتبر مَعَه تِلْكَ الْهَيْئَة انْتهى.
وَاعْلَم أَن الْحُكَمَاء قاطبة بعد اتِّفَاقهم على أَن التَّصْدِيق بسيط عبارَة عَن الاذعان وَالْحكم فَقَط اخْتلفُوا فِي أَن مُتَعَلق الاذعان إِمَّا النِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية. أَو مُتَعَلقَة وُقُوع النِّسْبَة الثبوتية التقييدية أَولا وُقُوعهَا يَعْنِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة فَاخْتَارَ المتقدمون مِنْهُم الأول وَقَالُوا بِتَثْلِيث أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية وَهَذَا هُوَ الْحق إِذْ لَا يفهم من زيد قَائِم مثلا إِلَّا نِسْبَة وَاحِدَة وَلَا يحْتَاج فِي عقده إِلَى نِسْبَة أُخْرَى. والتصديق عِنْدهم نوع آخر من الْإِدْرَاك مغائر للتصور مُغَايرَة ذاتية لَا بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق. وَذهب الْمُتَأَخّرُونَ مِنْهُم إِلَى الثَّانِي وَقَالُوا بتربيع أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة التقييدية ثبوتية أَو سلبية الَّتِي سَموهَا بِالنِّسْبَةِ الْحكمِيَّة. وَالرَّابِع النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية وَهِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَالَّذِي حملهمْ على ذَلِك أَنهم ظنُّوا أَنه لَو جعلُوا مُتَعَلق الْإِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة لَا أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة لدخل الشَّك وَالوهم والتخييل فِي التَّصْدِيق لِأَنَّهَا أَيْضا إِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة ففرقوا بَين التَّصَوُّر والتصديق بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق وازدادوا جُزْءا رَابِعا وجعلوه مُتَعَلق الْإِدْرَاك. وَزَعَمُوا أَن الشَّك وَكَذَا الْوَهم والتخييل لَيْسَ إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة وَلَكِن لم يتنبهوا أَن الشَّك أَيْضا إِدْرَاك الْوُقُوع أَو اللاوقوع لَكِن لَا على سَبِيل التَّسْلِيم والإذعان فَلم يَنْفَعهُمْ الازدياد بل زَاد الْفساد بِخُرُوج التصديقات الشّرطِيَّة فَإِن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة نِسْبَة حملية وَالنِّسْبَة فِي الشرطيات هِيَ نِسْبَة الِاتِّصَال واللاتصال والانفصال واللاانفصال. وَأَيْضًا يتَوَهَّم مِنْهُ أَن مَفْهُوم أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة مُعْتَبر فِي معنى الْقَضِيَّة وَالْأَمر لَيْسَ كَذَلِك فَإِن الْمُعْتَبر فِيهِ نِسْبَة بسيطة يصدق عَلَيْهَا هَذِه الْعبارَة المفصلة إِلَّا أَن يُقَال لَيْسَ مقصودهم إِثْبَات النسبتين المتغائرتين حَقِيقَة بل أَن النِّسْبَة الْوَاحِدَة الَّتِي هِيَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية إِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول يتَعَلَّق بِهِ الشَّك وأخواه. وَإِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة يتَعَلَّق بهَا التَّصْدِيق وَيُشِير إِلَى هَذَا مَا فِي شرح الْمطَالع من أَن أَجزَاء الْقَضِيَّة عِنْد التَّفْصِيل أَرْبَعَة فَافْهَم. وَمَا ذكرنَا من أَن مُتَعَلق الإذعان وَالْحكم هُوَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية هُوَ الْمَشْهُور وَمذهب الْجُمْهُور وَأما الزَّاهِد فَلَا يَقُول بِهِ فَإِنَّهُ قَالَ إِن التَّصْدِيق أَي الاذعان وَالْحكم يتَعَلَّق أَولا وبالذات بالموضوع والمحمول حَال كَون النِّسْبَة رابطة بَينهمَا وَثَانِيا وبالعرض بِالنِّسْبَةِ لِأَن النِّسْبَة معنى حرفي لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ. أَقُول نعم إِن النِّسْبَة من حَيْثُ إِنَّهَا رابطة فِي الْقَضِيَّة لَا يُمكن أَن تلاحظ قصدا وبالذات لِأَنَّهَا معنى حرفي فَلَا يُمكن تعلق الاذعان والتصديق بهَا بجعلها مَوْضُوعا ومحكوما عَلَيْهَا أَو بهَا بالاذعان والتصديق لَكِن لَا نسلم أَن تعلقهما بهَا مُطلقًا مَوْقُوف على ملاحظتها قصدا وبالذات فَقَوله لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ لَا يَصح.
وتوضيحه أَن الْمَعْنى مَا لم يُلَاحظ قصدا وبالذات لَا يُمكن جعله مَحْكُومًا عَلَيْهِ أَو بِهِ بِنَاء على أَن النَّفس مجبولة على أَنَّهَا مَا لم تلاحظ الشَّيْء كَذَلِك لَا تقدر على أَن تحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ كَمَا يــشْهد بِهِ الوجدان وَالْمعْنَى الْحر فِي لَا يُمكن أَن يُلَاحظ كَذَلِك فَلَا يُمكن الحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ فَتعلق الاذعان وَالْحكم بِهِ مُمْتَنع.
وَأما عرُوض الْعَوَارِض بِحَسب الْوَاقِع وَنَفس الْأَمر للمعنى الْحرفِي الملحوظ تبعا وَمن حَيْثُ إِنَّه آلَة لملاحظة الطَّرفَيْنِ فَلَيْسَ بممتنع. أَلا ترى أَن الِابْتِدَاء الَّذِي هُوَ مَدْلُول كلمة من إِذا لوحظ فِي أَي تركيب يعرض لَهُ الْوُجُود والإمكان والاحتياج إِلَى الطَّرفَيْنِ وَالْقِيَام بهما وَنَحْوهَا لَا على وَجه الحكم بل على وَجه مُجَرّد الْقيام وَالْعرُوض وَهَذَا لَيْسَ بممتنع والإذعان من هَذَا الْقَبِيل فَيجوز أَن يتَعَلَّق بِالنِّسْبَةِ الملحوظة فِي الْقَضِيَّة تبعا على وَجه الْعرُوض لَكِن أَيهَا القَاضِي العَاصِي لَا تبطل حق القَاضِي الزَّاهِد وَلَا تتْرك الانصاف وَإِن امْتَلَأَ أَحْمد نكر من الْجور والاعتساف وَلَا تقس عرُوض الاذعان للنسبة على عرُوض الْوُجُود والإمكان فَإِنَّهُ قِيَاس مَعَ الْفَارِق فَإِن الاذعان لكَونه أمرا اختياريا مُكَلّفا بِهِ قصديا بِدَلِيل التَّكْلِيف بِالْإِيمَان لَا يُمكن عروضه وتعلقه بالمذعن بِهِ إِلَّا بعد تعلقه وملاحظته قصدا وبالذات بِخِلَاف الْوُجُود والإمكان وَنَحْوهمَا فَإِن عروضها لشَيْء لَيْسَ بموقوف على قصد قَاصد كَمَا لَا يخفى.
وَاعْلَم أَن الزَّاهِد قَالَ فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة الثَّالِث مَا هُوَ يَبْدُو فِي أول النّظر وَيظْهر فِي بادئ الرَّأْي من أَن التَّصْدِيق هُوَ الْكَيْفِيَّة الإدراكية. وَمَا يَقْتَضِيهِ النّظر الدَّقِيق. ويلوح مِمَّا أَفَادَهُ أهل التَّحْقِيق. هُوَ أَن الْكَيْفِيَّة الاذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية أَلَيْسَ إِنَّا إِذا سمعنَا قَضِيَّة وأدركناها بِتمَام أَجْزَائِهَا ثمَّ أَقَمْنَا الْبُرْهَان عَلَيْهَا لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر بل تقترن بالإدراك السَّابِق حَالَة أُخْرَى تسمى الإذعان وَالْقَبُول وَإِلَّا يلْزم أَن تكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن. وَلَا يخفى على من يرجع إِلَى وجدانه أَن الْعلم صفة يحصل مِنْهُ الانكشاف والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك بل تحصل مِنْهُ بعد الانكشاف كَيْفيَّة أُخْرَى للنَّفس وَبِذَلِك يَصح تَقْسِيم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر الساذج والتصور مَعَه التَّصْدِيق كَمَا وَقع عَن كثير من الْمُحَقِّقين انْتهى. أَقُول قَوْله: (صُورَتَانِ فِي الذِّهْن) أَي صُورَتَانِ مساويتان وَهُوَ محَال فَلَا يرد أَنه قَالَ فِي حَوَاشِيه على شرح المواقف للوجود صُورَة وللعدم صُورَتَانِ فَإِن للعدم صُورَتَيْنِ إجمالية وتفصيله كَمَا سَيَجِيءُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَاعْلَم أَنه يعلم من هَذَا الْمقَال أَن من قسم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر فَقَط وَإِلَى تصور مَعَه حكم أَو إِلَى تصور مَعَه تَصْدِيق مَبْنِيّ على أُمُور. أَحدهَا: أَن التَّصْدِيق وَالْحكم والإذعان أَلْفَاظ مترادفة. وَثَانِيها: أَن الْعلم منقسم إِلَى تصورين أَحدهمَا تصور ساذج أَي غير مقرون بالحكم. وَثَانِيهمَا تصور مقرون بِهِ. وَثَالِثهَا: أَن التَّصْدِيق لَيْسَ بِعلم بِنَاء على أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما. وَرَابِعهَا: أَن الْقسم الثَّانِي لما لم يَنْفَكّ عَن التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ الحكم سمي بالتصديق مجَازًا من قبيل تَسْمِيَة الشَّيْء باسم مَا يقارنه وَلَا يَنْفَكّ عَنهُ. ثمَّ المُرَاد بالتصور الْمُقَارن بالحكم إِمَّا الإدراكات الثَّلَاثَة فَقَط أَو إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة أَيْضا على الِاخْتِلَاف كَمَا مر. وَلَا يخفى عَلَيْك أَن كَون التَّصْدِيق علما كنار على علم. وانقسام الْعلم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق من ضروريات مَذْهَب الْحُكَمَاء وَحمل إِطْلَاق التَّصْدِيق على الْقسم الثَّانِي على الْمجَاز لَا يعلم من إطلاقاتهم وَقَوله: (إِن الْكَيْفِيَّة الإذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية) إِن أَرَادَ بِهِ أَنه لَيْسَ الأولى عين الثَّانِيَة فَمُسلم لَكِن لَا يجدي نفعا مَا لم يثبت بَينهمَا مباينة. وَإِن أَرَادَ بِهِ أَن بَينهمَا مباينة بالنوع فَمَمْنُوع لِأَن الثَّانِيَة أَعم من الأولى فَإِن الأولى من أَنْوَاع الثَّانِيَة فَإِن للنَّفس من واهب الصُّور قبُول وَإِدْرَاك لَهَا قطعا تصورية أَو تصديقية. نعم إِن فِي التصورات إِدْرَاك وَقبُول لَا على وَجه الإذعان وَفِي التصديقات إِدْرَاك وَقبُول على وَجه الإذعان بِمَعْنى أَن ذَلِك الْإِدْرَاك نفس الإذعان إِذْ لَا نعني بالإذعان إِلَّا إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وقبولها كَذَلِك فَكَانَ نِسْبَة الْإِدْرَاك وَالْقَبُول المطلقين مَعَ الإذعان نِسْبَة الْعَام مَعَ الْخَاص بل نِسْبَة الْمُطلق إِلَى الْمُقَيد وَنسبَة الْجِنْس إِلَى النَّوْع وَقَوله: (لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر) مَمْنُوع إِذْ لَو أَرَادَ بالإدراك الْحَالة الإدراكية فَمَنعه ظَاهر ضَرُورَة أَن الْحَالة الإدراكية قبل إِقَامَة الْبُرْهَان كَانَت مترتبة على مَحْض تعلق التَّصَوُّر بمضمون الْقَضِيَّة شكا أَو غَيره وَبعدهَا حصلت حَالَة إدراكية أُخْرَى وَهِي إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَهِي عين الْحَالة الَّتِي يسميها حَالَة إذعانية وإذعانا وَكَذَا إِذا أَرَادَ بِهِ الصُّورَة الذهنية ضَرُورَة أَن الْمَعْلُوم كَانَ محفوفا بالعوارض الإدراكية الْغَيْر الإذعانية فَكَانَ صُورَة ثمَّ حف بعد إِقَامَة الدَّلِيل بالحالة الإدراكية الإذعانية فَكَانَ صُورَة أُخْرَى فَإِن تغاير الْعَارِض يدل على تغاير المعروض من حَيْثُ إِنَّه معروض. نعم ذَات الْمَعْلُوم من حَيْثُ هُوَ فِي الصُّورَتَيْنِ أَمر وَاحِد لم يَتَجَدَّد واستحالة أَن يكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن من جِهَتَيْنِ مَمْنُوع بل هُوَ وَاقع وَقَوله: (والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك) أَيْضا مَمْنُوع لِأَن الإذعان سَوَاء أُرِيد بِهِ صُورَة إذعانية أَو حَالَة إدراكية نوع من صُورَة إدراكية أَو حَالَة إدراكية فَإِنَّهُ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِمَا من الانكشاف وَلَو ترَتّب قبل ذَلِك هُنَاكَ انكشافات عددية تصورية.
اعْلَم أَن هَا هُنَا ثَلَاث مُقَدمَات أجمع عَلَيْهَا الْمُحَقِّقُونَ وتلقوها بِالْقبُولِ والإذعان. وَلم يُنكر عَنْهَا أحد إِلَى الْآن. الأولى: أَن الْعلم والمعلوم متحدان بِالذَّاتِ. وَالثَّانيَِة: أَن التَّصَوُّر والتصديق نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ. وَالثَّالِثَة: أَنه لَا حجر فِي التصورات فَيتَعَلَّق بِكُل شَيْء حَتَّى يتَعَلَّق بِنَفسِهِ بل بنقيضه وبالتصديق أَيْضا فَيتَوَجَّه اعتراضان.

الِاعْتِرَاض الأول: أَن التَّصَوُّر والتصديق إِذا تعلقا بِشَيْء وَاحِد وَلَا امْتنَاع فِي هَذَا التَّعَلُّق بِحكم الْمُقدمَة الثَّالِثَة فَيلْزم اتحادهما نوعا بِحكم الْمُقدمَة الأولى وَاللَّازِم بَاطِل لِأَن صيرورة الشَّيْء الْوَاحِد نَوْعَيْنِ مُخْتَلفين بِالذَّاتِ محَال بِالضَّرُورَةِ. وَجَوَابه أَنا لَا نسلم أَن التَّصْدِيق علم لما مر من أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما فضلا عَن أَن يكون عين الْمَعْلُوم فَيتَعَلَّق التَّصَوُّر والتصديق بِشَيْء وَاحِد وَلَا يلْزم اتحادهما لتوقفه على كَون التَّصْدِيق عين ذَلِك الشَّيْء وَهَذِه العينية مَوْقُوفَة على كَون التَّصْدِيق علما. وَإِن سلمنَا أَن التَّصْدِيق علم كَمَا هُوَ الْمَشْهُور فَنَقُول إِن الْمُقدمَة الأولى مَخْصُوصَة بِالْعلمِ التصوري فالعلم التصديقي لَيْسَ عين الْمُصدق بِهِ الْمَعْلُوم.

والاعتراض الثَّانِي: أَن التَّصَوُّر إِذا تعلق بالتصديق يلْزم اتحادهما فِي الْمَاهِيّة النوعية بِحكم الْمُقدمَة الأولى. وَأجِيب عَنهُ بِأَن التَّصَوُّر الْمُتَعَلّق بالتصديق تصور خَاص فاللازم هَا هُنَا هُوَ الِاتِّحَاد بَينه وَبَين التَّصْدِيق والتباين النوعي إِنَّمَا هُوَ بَين التَّصَوُّر والتصديق المطلقين. وَيُمكن الْجَواب عَنهُ بِأَن تعلق التَّصَوُّر بِكُل شَيْء لَا يسْتَلْزم تعلقه بِكُل وَجه فَيجوز أَن يمْتَنع تعلقه بِحَقِيقَة التَّصْدِيق وكنهه وَيجوز التَّعَلُّق بِاعْتِبَار وَجهه ورسمه فَإِن حَقِيقَة الْوَاجِب تَعَالَى مُمْتَنع تصَوره بالكنه وَإِنَّمَا يجوز بِالْوَجْهِ وَأَن الْمعَانِي الحرفية يمْتَنع تصورها وَحدهَا وَإِنَّمَا يجوز بعد ضم ضميمة إِلَيْهَا. وَأجَاب عَنهُ الزَّاهِد فِي حَاشِيَته على الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق بقوله وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ النّظر الصائب. والفكر الثاقب. هُوَ أَن الْحَقِيقَة الإدراكية زَائِدَة على مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن كإطلاق الْكَاتِب على الْإِنْسَان كَمَا مرت إِلَيْهِ الْإِشَارَة فالتصور والتصديق قِسْمَانِ لما هُوَ علم حَقِيقَة وَالْعلم الَّذِي هُوَ عين الْمَعْلُوم هُوَ مَا يصدق عَلَيْهِ الْعلم أَي مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن انْتهى. وَهَا هُنَا جوابات أخر تركتهَا لتردد الخاطر الفاتر بعداوة الْعدوان. وفقدان الأعوان. 

طلب المواثبة

Entries on طلب المواثبة in 1 Arabic dictionary by the author Aḥmadnagarī, Dastūr al-ʿUlamāʾ, or Jāmiʿ al-ʿUlūm fī Iṣṭilāḥāt al-Funūn
طلب المواثبة: اعْلَم أَنه لَا بُد للشَّفِيع من طلب المواثبة حَتَّى لَو تَركهَا مَعَ الْقُدْرَة عَلَيْهِ إِن لم يكن فِي الصَّلَاة وَلم يَأْخُذهُ أحد بطلت شفعته - (وَطلب الشَّفِيع) على ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا طلب المواثبة وَهُوَ طلب الشَّفِيع الشُّفْعَة على فَور علمه بِالْبيعِ من غير توقف سَوَاء كَانَ عِنْده إِنْسَان أَو لم يكن. وَالتَّفْصِيل فِي الْهِدَايَة - وَإِنَّمَا سمي هَذَا الطّلب بِطَلَب المواثبة تبركا بِلَفْظ الحَدِيث - قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الشُّفْعَة لمن واثبها - أَي لمن طلبَهَا على وَجه السرعة والمبادرة مفاعلة من الْوُثُوب على الِاسْتِعَارَة لَا من يثب يسْرع فِي طي الأَرْض بمشيه. وَالثَّانِي طلب التَّقْرِير وَالْإِشْهَاد وَهُوَ الإنهاض عَن مجْلِس طلب المواثبة وَالْإِشْهَاد على البَائِع إِن كَانَ الْعقار فِي يَده أَو على المُشْتَرِي وَلَو كَانَ فِي يَد البَائِع أَو عِنْد الْعقار بِأَن يَقُول إِن فلَانا بَاعَ هَذِه الدَّار وَيذكر حُدُودهَا الْأَرْبَعَة وَأَنا شفيعها وَكنت طلبت الشَّفَقَة واطلبها الْآن فَاشْهَدُــوا على ذَلِك. فَإِذا فعل ذَلِك اسْتَقَرَّتْ شفعته لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يتَمَكَّن من إِثْبَات طلب المواثبة عِنْد القَاضِي. وَوجه التَّسْمِيَة من هَذَا الْبَيَان وَاضح وَلَو سمع الشِّرَاء بِحَضْرَة البَائِع أَو المُشْتَرِي أَو الدَّار وَطلب طلب المواثبة وَأشْهد على ذَلِك فَذَلِك يَكْفِيهِ وَيقوم مقَام الطلبين كَذَا فِي الْفَتَاوَى الظَّهِيرِيَّة. وَالثَّالِث
Twitter/X
Volunteers needed (having reasonably advanced knowledge of Arabic, and relatively good English): There are 20-40 dictionaries that can be added to The Arabic Lexicon once the digital versions are reviewed and any necessary corrections carried out (sometimes this can be done in a few hours). If you're interested, please email me at this address: contact@hawramani.com.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.