I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the button.

Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: الجمهورية_العربية_السورية

عبد

عبد


عَبَدَ(n. ac. مَعْبَد
مَعْبَدَة
عِبَاْدَة
عُبُوْدَة
عُبُوْدِيَّة)
a. Served, worshipped, adored (God).

عَبَّدَa. Enslaved; subdued, subjugated, brought under.
b. Trod; opened up (road).
أَعْبَدَa. see II (a)b. Gave as a slave to.

تَعَبَّدَ
a. [La], Devoted, consecrated himself to ( God).
b. [Bi], Became a Muslim, embraced (Istam).
c. Made a slave of.
d. Became refractory (animal).
إِعْتَبَدَإِسْتَعْبَدَa. see V (c)
عَبْد
(pl.
عَبَدَة
أَعْبِدَة
أَعْبُد
عِبَاْد
عَبِيْد عِبْدَاْن
عُبْدَاْن
أَعْبَاْد)
a. Slave, bondsman, thrall, serf; servant.
b. Man.
c. [ coll. ] Negro.
عَبْدِيّa. Servile.
b. Human.

عَبْدِيَّةa. Slavery, bondage, servitude.
b. Piety, devotion.

عَبَدَةa. Disdain.
b. Strength.

مَعْبَد
(pl.
مَعَاْبِدُ)
a. Place of worship: sanctuary; temple.

عَاْبِد
(pl.
عَبَدَة
4t
عُبَّاْد)
a. Pious, devout, religious.
b. Worshipper.

عَاْبِدَة
(pl.
عَوَاْبِدُ)
a. Fem. of
عَاْبِد
عِبَاْد
a. [art.], Mankind.
عِبَاْدَةa. Worship, adoration.
b. Piety, devotion.
c. Obedience.

عُبُوْدَة
عُبُوْدِيَّة
27yita. see 1yit
عَبَاْدِيْ4ُ
عَبَاْبِيْدُa. Wandering bands.

N. P.
عَبڤدَa. Adored, worshiped; idol.

N. P.
عَبَّدَa. Beaten, trodden road.
b. Tractable, submissive.
c. Honoured.
d. see N. P.
إِسْتَعْبَدَ
N. Ac.
عَبَّدَa. Enthrallment, servitude, subjection.
N. P.
إِسْتَعْبَدَa. Enthralled, in bondage, bondsman.

N. Ac.
إِسْتَعْبَدَa. see N. Ac.
عَبَّدَ
عُبَيْد
a. Dim. of
عَبْد
. — also a proper name.

عَبْدَل
a. see 1 (a)
عَبْد قِنّ
a. Slave & son of slaves, one born in bondage.

دَرَاهِم عَبْديَّة
a. Certain old coins of good weight & value.
ع ب د : عَبَدْتُ اللَّهَ أَعْبُدُهُ عِبَادَةً وَهِيَ الِانْقِيَادُ وَالْخُضُوعُ وَالْفَاعِلُ عَابِدٌ وَالْجَمْعُ عُبَّادٌ وَعَبَدَةٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَكَفَرَةٍ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِيمَنْ اتَّخَذَ إلَهًا غَيْرَ اللَّهِ وَتَقَرَّبَ إلَيْهِ فَقِيلَ عَابِدُ الْوَثَنِ وَالشَّمْسِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَعَبَّادٌ بِلَفْظِ اسْمِ الْفَاعِلِ لِلْمُبَالَغَةِ اسْمُ رَجُلٍ وَمِنْهُ.

عَبَّادَانُ عَلَى صِيغَةِ التَّثْنِيَةِ بَلَدٌ عَلَى بَحْرِ فَارِسَ بِقُرْبِ الْبَصْرَةِ شَرْقًا مِنْهَا بِمَيْلَةٍ إلَى الْجَنُوبِ.
وَقَالَ الصَّغَانِيّ: عَبَّادَانُ جَزِيرَةٌ أَحَاطَ بِهَا شُعْبَتَا دِجْلَةَ سَاكِبَتَيْنِ فِي بَحْرِ فَارِسَ وَقَيْسُ بْنُ عُبَادُ وِزَانُ غُرَابٍ مِنْ التَّابِعِينَ وَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ.

وَالْعَبْدُ خِلَافُ الْحُرِّ وَهُوَ عَبْدٌ بَيِّنُ الْعَبْدِيَّةِ وَالْعُبُودَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ وَاسْتُعْمِلَ لَهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ وَالْأَشْهَرُ مِنْهَا أَعْبُدٌ وَعَبِيدٌ وَعِبَادٌ وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأَعْبَدْتُ زَيْدًا فُلَانًا مَلَّكْتُهُ إيَّاهُ لِيَكُونَ لَهُ عَبْدًا وَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْ الْعَبْدِ فِعْلٌ وَاسْتَعْبَدَهُ وَعَبَّدَهُ بِالتَّثْقِيلِ اتَّخَذَهُ عَبْدًا وَهُوَ بَيِّنُ الْعُبُودِيَّةِ وَالْعَبْدِيَّةِ وَنَاقَةٌ عَبَدَةٌ مِثَالُ قَصَبَةٍ قَوِيَّةٌ وَعَبِدَ عَبَدًا مِثْلُ غَضِبَ غَضَبًا وَزْنًا وَمَعْنًى وَالِاسْمُ الْعَبَدَةُ مِثْلُ الْأَنَفَةِ وَبِأَحَدِهِمَا سُمِّيَ وَتَعَبَّدَ الرَّجُلُ تَنَسَّكَ وَتَعَبَّدْتُهُ دَعَوْتُهُ إلَى الطَّاعَةِ. 
(عبد) : العَبْدُ: النَّصْلُ القَصِيرُ العَرِيضُ.
عبد: {عبدت}: اتخذت عبيدا. {عابدون}: موحدون في التفسير. وأما في اللغة فخاضعون أذلاء.
(ع ب د) : (فِي الْحَدِيثِ) «كُنْ فِي الْفِتْنَةِ حِلْسًا» أَيْ مُلَازِمًا لِبَيْتِك «وَإِنْ دُخِلَ عَلَيْكَ فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ» هَكَذَا صَحَّ وَعِنْدُ بِالنُّونِ تَصْحِيفٌ وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَفِي كَرَاهِيَةِ رَفْعِ الصَّوْتِ عِنْدَ الْجَنَائِزِ (قَيْسُ بْنُ عُبَادُ) بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ وَهُوَ تَابِعِيٌّ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَعَنْهُ الْحَسَنُ وَعُبَادَةُ تَحْرِيفٌ (عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ) تَابِعِيٌّ بِفَتْحِ الْعَيْنِ (وَوَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ) مَفْعَلٌ مِنْ الْعَبْدِ وَمَعْدٌ تَحْرِيفٌ، (وَفِي السِّيَرِ) «أَنَّ عَبَادَى نَصْرَانِيًّا أَهْدَى إلَى رَسُولِ اللَّهِ» - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِوَزْنِ حَبَالَى وَقَوْلُهُ فِي الْإِحْصَارِ مَذْهَبُنَا مَرْوِيٌّ عَنْ (الْعَبَادِلَةِ الثَّلَاثَةِ) ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَكَذَا قَوْلُهُ «لَا مَهْرَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةٍ» يَرْوِيهِمَا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ هَذَا رَأْيُ الْفُقَهَاءِ وَأَمَّا فِي عُرْفِ الْمُحَدِّثِينَ فَالْعَبَادِلَةُ أَرْبَعَةٌ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عَمْرٍو وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُذْكَرْ فِيهِمْ ابْنُ مَسْعُودٍ لِأَنَّهُ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ وَعَنْ طَاوُسٍ فِي الْإِقْعَاءِ رَأَيْتُ الْعَبَادِلَةَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ الزُّبَيْرِ وَهِيَ إمَّا جَمْعُ عَبْدَلٍ فِي مَعْنَى عَبْدٍ كَزَيْدَلٍ فِي زَيْدٍ أَوْ اسْمُ جَمْعٍ غَيْرُ مَبْنِيٍّ عَلَى وَاحِدِهِ (وَقَوْلُهُ) أَقْبَلُوا عَبَادِيدَ أَيْ مُتَفَرِّقِينَ و (عَبَّادَانُ) حِصْنٌ صَغِيرٌ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ.
عبد
يُقال: عَبْدٌ؛ وأعْبُدٌ وعَبِيْدٌ وعِبَاد وعِبِدّى وعِبْدَان وعُبْدَان ومَعْبُودَاءُ ومَعْبَدَةٌ وعُبد ومَعَابدُ. فإِذا قُلتَ للحُر: عَبْدَ الله فحينئذٍ يجْمَع على عَبدوْنَ وعِبَادٍ. وهو بَين العُبُوْدَةِ والعُبودِية.
وعَبّدَه وأعْبدَه: جَعَله عَبْداً. وأَعَبده: صَيرَه كالعَبْد. واسْتَعْبَده واعْتَبَدَه وأعْبَده: اتخَذَه عَبْداً.
وعَبَدْتً اللهَ عِبَادةً. والمُتَعَبدُ: المُتَفَرد بالعِبَادة.
وأعْبده فلاناً: مَلكَه إيّاه. وعَبدَةً: اسْمٌ. وقيل: عَبْدَةُ أيضا؛ كأنه تأنيثُ عَبْد.
والمُعَبدُ: البَعيرُ الذي فَي شَعرُه من الجَرَب، والعَبَدُ: الجَرَبُ الذي لا ينفعهُ دواء. والمُذَلَّلُ بالعَمَل أيضاً. وكذلك الطَريقُ إذا قلً حَصَاه أو وطِيءَ بالأرجُل: مُعَبدٌ. وُيسَمّى الوَتدُ: المُعَبَّدَ أيضاً. والمُعَبَّدُ: المُغْتَلِمُ من الفُحول. وتَعبدْتُه: طَرَدْتَه حتى أعْيا. وعَبدْتُ البَعيرَ: أهْمَلْتَه.
وعَبًدَ الرًجُلُ وغيرُه: ذَهَبَ شارِداً. وأسْرَعَ أيضاً. وما عَبَّدَ أنْ فَعَلَ كذا: أي ما أبْطَأ.
وعَبِد عَبَداً: جَرِبَ. وعَبِدْتُكَ: أنْكَرْتُكَ، ومنه قَوْلُ الله تعالى: " فَأنا أوَّلُ العابِدين ". وقيل أيضاً: الآنِفِيْن. وقد عَبِدَ عَبَداً: أنِف. والعَبِدُ: الحَرِيْص. وعَبِد عليه: غَضِبَ. فَأما قَوله:
مَكَان عُبَيْدَانِ المُحَلا باقِرُهْ
فقيل: عُبَيْدانُ: رَجُلٌ؛ والباقِرُ: البَقَرُ. وقيل: عُبَيْدان: سُهَيْلٌ؛ والباقِر: بَنَات نَعْشً ومَرَّ راكِباً عَبَادِيْدَ: أي مِذْرَويه.
وذهبُوا عَبَادِيْدَ وعَبَابِيد: أي مُتَفرقين، قال الخَليلُ: ولا يُوَحدُ، وحَكى الخارْزَنْجِي: عِبْدِيْدَ.
وتَعَبْددُوا: تَفَرقُوا.
والأطْرافُ البَعيدةُ تسَمى: عَبَابِيْدَ. واعْبِدَ به. أنْقُطِع. والعُبَيدَةُ: الفَحِثُ.
و" وَقَعَ في أم عُبَيْدٍ تَصَايَحُ حَياتُها ": تقال عند التشَاؤُم. وأم عُبَيْدٍ: قيل: هي الخالِيَةُ من الأرض، وقيل: أرْضٌ أخْطَأها المَطَرُ.
وفي مَثَل: " نامَ نَوْمَةَ عَبُّوْدٍ " وهو رَجُلٌ تَمَاوَتَ على أهْلِهِ وقال: انْدُبوني كيف تَفْعَلُون؛ فماتَ على تلك الحالة. والمِعْبَدَةُ: المِسْحَاة، والجَميعُ المَعَابِد. وا لعَبَدَةُ: الكِدْنَةُ. والقُوَةُ. والبَقاء.
(عبد) - في قِصَّة العَبَّاس بن مِرْدَاس، - رضي الله عنه - وشِعْرِه
أَتَجْعَل نَهْبِى ونَهْبِ العُبَيْـ
ـدِ بين عُيَيْنَةَ والأَقْرعِ
العُبَيْد: اسْمُ فَرَسِه.
- في الحديث: "ثلاثَةٌ أنا خَصْمُهم: رجل اعْتَبَد مُحَرَّرًا"
وفي رِوَاية: "أَعبَدَ مُحَرَّرًا"
: أي اتَّخذه عَبْدًا، وهو أن يُعتِقَه، ثم يكْتُمَه إيّاه، أو يَعْتَقِلَه بَعد العِتْق، فيَسْتَخْدِمَه كُرهًا. يقال: عَبَدْتُه وأَعْبَدْته: جَعلتُه عَبداً، وتَعَّبْدته واستَعْبَدْتُه: صَيَّرتُه كالعَبْد، واعْتَبَدتُه وأَعْبَدْتُه: اتَّخذتُه عَبدًا، والقِياسُ أن يكون اعْتَبَده: اتَّخذَه عَبدًا، وأَعْبَده: جَعلَه عَبدًا. وأَعبدْتُه فلانًا: مَلّكْتُه إيَّاه.
- في كلام عَلِىّ، - رضي الله عنه -: "عَبِدْتُ فصَمَتُّ"
: أي أَنِفْت .
- في حَديثِ أَبِى هُرَيرة، - رضي الله عنه - "لا يَقُل أَحدُكم لممْلُوكِه عَبْدِى وأَمَتِى" . وَجْه الجَمْعَ بينَه وبين قَولِ الله تعالى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُم وإمَائِكم}
وَقولُه: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا}
أنَّ الآيةَ على نِسْبَة غَير المَوالى إليهم، والحَدِيثُ على إضافة المالكين إياهم إلى أَنفسِهم وفي ذلك مَعنَى استِكْبَارِهم عليهم
- في حديث وَرَقة: "كان يَكْتُب بالعِبْرانِية"
قال الخَطّابي: هو مَأخوذٌ من العَرْبَانِيَّة، فقدموا الباء وأَخَّرُوا الرَّاء.
قال: وأَكْثَر العِبْرانية فيما يَقُولُه أَهلُ المعرفة بها مَقْلُوب عن لسان العَرَب بِتَقدِيمِ الحُروف وتأخيرها.
وقال غَيرُه: إنه من عُبُورهم المَاءَ. وقيل: أي عَبَرُوا من السُّرْيَانِيَّة إليها.
- في الحديث : "فعَبَروا النَّهْر"
بَلَغُوا عَبْرَه، وهو شَطُّه، وكذا مَعْبَره، والمِعْبَر - بالكسر - الآلَةُ. والعُبُور: المُرُور. والعِبْرة: الاسْمُ، من الاعْتبار، وهو مَعرِفة الحَقَائِق بالدّلَالاتِ.
ع ب د: (الْعَبْدُ) ضِدُّ الْحُرِّ وَجَمْعُهُ (عَبِيدٌ) مِثْلُ كَلْبٍ وَكَلِيبٍ وَهُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ وَ (أَعْبُدٌ) وَ (عِبَادٌ) وَ (عُبْدَانٌ) بِالضَّمِّ كَتَمْرٍ وَتُمْرَانٍ وَ (عِبْدَانٌ) بِالْكَسْرِ كَجَحْشٍ وَجِحْشَانٍ. وَ (عِبِدَّانٌ) بِالْكَسْرِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ وَ (عِبِدَّى) بِالْكَسْرِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ مَقْصُورٌ وَمَمْدُودٌ وَ (مَعْبُودَاءُ) بِالْمَدِّ وَ (عُبُدٌ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ سَقْفٍ وَسُقُفٍ، وَمِنْهُ قَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَعُبُدَ الطَّاغُوتِ» بِالْإِضَافَةِ. وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَعَبُدَ الطَّاغُوتِ» بِوَزْنِ عَضُدٍ مَعَ الْإِضَافَةِ أَيْضًا أَيْ خَدَمُ الطَّاغُوتِ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَلَيْسَ هَذَا بِجَمْعٍ لِأَنَّ فَعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فَعُلٍ وَإِنَّمَا هُوَ اسْمٌ بُنِيَ عَلَى فَعُلٍ مِثْلُ حَذُرٍ وَنَدُسٍ. وَتَقُولُ: عَبْدٌ بَيِّنُ (الْعُبُودَةِ) وَ (الْعُبُودِيَّةِ) . وَأَصْلُ الْعُبُودِيَّةِ الْخُضُوعُ وَالذُّلُّ. وَ (التَّعْبِيدُ) التَّذْلِيلُ يُقَالُ: طَرِيقٌ (مُعَبَّدٌ) . وَ (التَّعْبِيدُ) أَيْضًا (الِاسْتِعْبَادُ) وَهُوَ اتِّخَاذُ الشَّخْصِ عَبْدًا وَكَذَا (الِاعْتِبَادُ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «رَجُلٌ (اعْتَبَدَ) مُحَرَّرًا» وَكَذَا (الْإِعْبَادُ) وَ (التَّعَبُّدُ) أَيْضًا. يُقَالُ: (تَعَبَّدَهُ) أَيِ اتَّخَذَهُ عَبْدًا. وَ (الْعِبَادَةُ) الطَّاعَةُ. وَ (التَّعَبُّدُ) التَّنَسُّكُ. وَ (عَبِدَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ غَضِبَ وَأَنِفَ وَالِاسْمُ (الْعَبَدَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ. قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

وَأَعْبَدُ أَنْ أَهْجُوَ كُلَيْبًا بِدَارِمٍ
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81] مِنْ هَذَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} [الفجر: 29] أَيْ فِي حِزْبِي. وَ (الْعَبَادِلَةُ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْتُ: فَسَّرَ رَحِمَهُ اللَّهُ الْعَبَادِلَةَ فِي بَابِ الْأَلِفِ اللَّيِّنَةِ عِنْدَ ذِكْرِ أَقْسَامِ الْهَاءِ بِخِلَافِ مَا فَسَّرَ بِهِ هُنَا. 
[عبد] في ح الاستسقاء: هؤلاء "عبداك" بفناء حرمك، هو بالقصر والمد جمع عبد. ومنه: ما هذه "العبدي" حولك؟ أراد فقراء أهل الصفة رضي الله عنهم وكانوا يقولون "واتبعك الأرذلون" وفيه: هؤلاء قد ثارت معهم "عبدانكم"، هو جمع عبد أيضًا. ومنه: ثلاثة أنا خصمهم: رجل "اعتبد" محررًا، وروى: أعبد، أي اتخذه عبدًا بأن يعتقه ثم يكتمه إياه أو يعتقله بعد العتق فيستخدمه كرهًا أو يأخذ حرًا فيدعيه عبدًا ويتملكه، ويقال: تعبده واستعبده، صيره كالعبد. ط: "اعتبد" محررة- بتاء صفة نفس أو بضمير مجرور. نه: وفي ح عمر: مكان "عبد عبد" كان من مذهبه فيمن سي من العرب في الجاهلية وأدركه الإسلام أن يرد حرًا إلى نسبه وتكون قيمته عليه للسابي فجعل مكان كل رأس منهم رأسًا من الرقيق، وقوله:الكافر، وهو مردود. ط: كان أي داود "أعبد" البشر، أي أشكر الناس في عصره، قيل: إنه جزأ ساعات ليله ونهاره على أهله فلم يكن ساعة إلا وإنسان من إله قائم يصلي. وفيه: خرج "عبدان" إلى النبي صلى الله عليه وسلم، هو بكسر عين وضمها وسكون باء وبكسرهما مع تشديد دال جمع عبد، وروى هنا بالأولين. شم: إن لله ملائكة سياحين "عبادتها" كل دار فيها أحمد أو محمد، هو بموحدة مبتدأ خبره كل دار بحذف مضاف، أي حفظ أهلها أو إعانتهم. ش: هو بتحتية الزيارة ز: هو فيما رأيت زيارة مكان عبادة. غ: ""عباد" أمثالكم" أي تعبد الله كما تعبدونه.
Expand
[عبد] العَبْدَ: خلاف الحُرِّ، والجمع عبيد، مثل كلب وكليب - وهو جمع عزيز - وأعبد وعباد، وعبدان بالضم مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ، وعِبدانٌ بالكسر مثل جحشان، وعبدان مشددة الدال، وعِبِداً يمدُّ ويقصر، ومَعْبُوداءُ بالمد. وحكى الأخفش عُبدٌ مثل سقْفٍ وسقُفٍ. وأنشد: انْسُبِ العَبْدَ إلى آبائِهِ * أسوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عبد - قال: ومنه قرأ بعضهم:

(عبد الطاغوت) * وأضافه. قال: وبعضهم قرأ:

(وعبد الطاغوت) * وأضافه. قال: وبعضهم قرأ:

(وعبد الطاغوت) * وأضافه، والمعنى فيما يقال خدم الطاغوت. قال: وليس هذا بجمع، لان فعلا لا يجمع على فعل، وإنما هو اسم يبنى على فعل، مثل حذر وندس، فيكون المعنى خادم الطاعوت. وأما قول الشاعر أوس بن حجر: أبنى لبينى إن أمكم * أمة وإن أباكم عبد - فإن الفراء يقول: إنما ضم الباء ضروة، لان القصيدة من الكامل. وهى حذاء. تقول: عبد بين العبودة والعُبودِيَّةِ. وأصل العُبودِيَّةِ الخضوعُ والذلُّ. والتعبيدُ: التذليلُ يقال: طريقٌ مُعَبَّدٌ. والبعير المُعَبَّدُ: المهنوءُ بالقَطِران المُذَلَّلُ. والمُعَبَّدَةُ: السفينةُ المُقَيَّرَةُ. قال بشرٌ في سفينة ركبها.

قبله: أبنى لبينى لست معترفا * ليكون ألام منكم أحد - معبدة السقائف ذاتُ دُسْرٍ * مُضَبَّرَةٌ جوانِبُها رَداح - والتعبيدُ: الاستعبادُ، وهو أن يتَّخذه عَبْداً. وكذلك الاعْتِباد. وفي الحديث: " ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً ". والإعْبادُ مثله. قال الشاعر : علامَ يَعْبِدُني قومي وقد كثرث * فيهم أباعر ما شاءوا وعِبْدانُ - وكذلك التَعَبُّدُ. وقال الشاعر: تَعَبَّدَني نَمْرُ بنُ سَعْدٍ وقد أرى * ونِمْرُ بنُ سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ - والعِبادة: الطاعةُ. والتَعَبُّدُ: التَنَسُّكُ. والتعبيد، من قولهم: ما عَبَّدَ أن فعل ذاك، أي ما لبث. وحكى ابن السكيت: أُعْبِدَ بفلان، بمعنى أُبْدِعَ به، إذا كلَّتْ راحته أو عَطِبَتْ. أبو زيد: العَبَدُ بالتحريك: الغضبُ والأنَفُ. والاسم العَبَدَةْ مثل الأنَفَةِ. وقد عَبِدَ، أي أَنِفَ قال الفرزدق: أولئك أحْلاسي فَجِئْني بمثلهم * وأَعْبَدُ أن أَهْجو كلَيْباً بِدارِمِ - قال أبو عمرو: وقوله تعالى:

(فأنا أول العابدين) * من الأنَفِ والغَضَب. ويقال أيضاً: ناقةٌ ذاب عبدة، أي ذات قوة وسِمَنٍ. وما لثوبك عَبَدَةٌ، أي قوة. وعبدة بن الطبيب بالتسكين، وعلقمة بن عبدة بالتحريك. والعباديد: الفرق من الناس الذاهبون في كلِّ وجه، وكذلك العبابيدُ. يقال: صار القوم عَباديدَ وعبابيد. والنسبة عباديدى. قال سيبويه: لانه لا واحد له، وواحده على فعلول أو فعليل أو فعلال، في القياس. والعباد بالفتح : قبائل شتى من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية بالحيرة، والنسبة إليهم عبادي. وقيل لعبادي: أي حماريك شر؟ فقال: هذا ثم هذا! وعبيدان: اسم واد كان يقال أن فيه حية قد منعته فلا يرعى ولا يؤتى. قال النابغة: ليهنأ لكم أن قد نفيتم بيوتنا * مندى عبيدان المحلا باقره - يقول: نفيتم بيوتنا إلى بعد كبعد عبيدان. والعبيد: اسم فرس العباس بن مرداس. وقال: أتجعل نهبى ونهب العبي‍ * - د بين عيينة والاقرع - وعبيد في قول الاعشى: لم تعطف على حوار ولم يق‍ * - طع عبيد عروقها من خمال - اسم بيطار: وقوله تعالى:

(فادْخلي في عِبادي) *، أي في حزبى. والعبدى: منسوب إلى عبد القيس، وربما قالوا عبقسى. وقال الشاعر : وهم صلبوا العبدى في جذع نخلة * فلاعطست شيبان إلا بأجدعا - والعبدى: منسوب إلى بطن من بنى عدى ابن جناب من قضاعة، يقال لهم بنو العبيد، كما قالوا في النسبة إلى بنى الهذيل هذلي. وهم الذين عناهم الاعشى بقوله:

ولست من الكرام بنى العبيد * والعبدان في بنى قشير: عبد الله بن قشير، وهو الاعور وهو ابن لبينى، وعبد الله بن سلمة ابن قشير، وهو سلمة الخير.

سويد بن أبى كاهل.

صدره:

بنو الشهر الحرام فلست منهم: والعبيدتان: عبيدة بن معاوية بن قشير، وهو الاعور، وعبيدة بن عمرو بن معاوية. والعبادلة، عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاصى.
Expand
عبد
عبَدَ يَعبُد، عِبادةً وعُبُوديَّةً، فهو عابِد، والمفعول مَعْبود
• عبَد اللهَ: وحَّدَه وأطاعَه، وانقادَ وخضَع وذلَّ له، والتزمَ شرائعَ دينه، وأدَّى فرائِضَه "الله هو المعبود بحقٍّ- الصّلاة عبادةٌ روحيَّة- وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ: من قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه- {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ". 

استعبدَ يستعبد، استعبادًا، فهو مُستعبِد، والمفعول مُستعبَد
• استعبد فلانًا: اتَّخذه عبدًا، أي رقيقًا مملوكًا أو عامله معاملة العَبْد "استعبده الطَّمعُ- شعبٌ مُسْتَعْبَدٌ- مَتَى اسْتَعْبَدتُّمُ النَّاسَ وَقَدْ وَلَدتْهُمْ أَمَّهَاتُهُمْ أَحْرَارًا: من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه". 

تعبَّدَ يتعبَّد، تَعبُّدًا، فهو مُتعبِّد، والمفعول مُتعبَّد
• تعبَّد الشَّخصُ: تفرَّغ للعبادة.
• تعبَّد فلانًا: استعبده؛ اتّخذه عبدًا، أي رقيقًا مملوكًا، أو عامله معاملة العبد "يعامل خادمَه بقسوة كأنّما يتعبَّده". 

عبَّدَ يُعبِّد، تعبيدًا، فهو مُعبِّد، والمفعول مُعبَّد
• عبَّد الطَّريقَ ونحوَه: ذلَّلَه ومهَّده "شوارعُ معبَّدةٌ".
• عبَّد فُلانًا: استعبده؛ اتّخذه عبدًا؛ أي عبدًا مملوكًا، أو عامله معاملة العبد، ذلَّله حتَّى عمِل عمَل العبيد " {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} ".
• عبَّد الاسمَ: جعله يبدأ بكلمة عبْد "أفضِّل من الأسماء ما عُبِّد". 

استعباديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استعباد.
2 - مصدر صناعيّ من استعباد: سياسة ينتهجها بعض الحكّام في التَّعامل مع أفراد شعوبهم، وتستعملها كذلك الدُّول
 الكبرى تجاه بعض الدُّول النامية "تميَّز الحكم الرّوماني باستعباديَّته".
• النَّزعة الاستعباديَّة: النزعة التي لدى الجنس الأبيض في إخضاع الجنس الأسود لسيطرتهم التامّة واسترقاقهم "سادت النزعة الاستعباديّة للسود في القرن الثامن عشر". 

عابد1 [مفرد]: ج عابدون وعُبَّاد وعَبَدة: اسم فاعل من عبَدَ. 

عابد2 [مفرد]: آنف، جاحد " {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} ". 

عِبادة [مفرد]: ج عبادات (لغير المصدر):
1 - مصدر عبَدَ.
2 - ما يؤدِّيه المكلَّف تقرُّبًا لله تعالى كالصَّلاة وغيرها "اهتمَّ بتعليم ابنه كلَّ العبادات المفروضة عليه". 

عَبَّاد [مفرد]: صيغة مبالغة من عبَدَ.
• عبَّاد الشَّمس: دوَّار الشمس، نبات عشبيّ من فصيلة المركَّبات الأنبوبيَّة الزَّهر، أزهاره صفراء كبيرة الأقراص مستديرتها تميل مع الشَّمس، يُستخرج من بذورها زيت يُستخدم في الطَّعام "كثُرت الزُّيوت المُستخلَصة من عبَّاد الشَّمس".
• ورقة عبَّاد الشَّمس: (كم) ورقة مُشبَّعة بمسحوق عبَّاد الشَّمس تُستخدم كدليل على الحامضيَّة أو القاعديَّة، فتكون حمراء اللَّون في المحلول المائيّ الحامضيّ، زرقاء اللَّون في المحلول المائيّ القاعديّ. 

عَبْد1 [مفرد]: ج عِباد وعُبَّاد وعَبَدة:
1 - إنسانٌ، حرًّا كان أو رقيقًا "أنا عبدٌ لله- {فَبَشِّرْ عِبَادِ} " ° عَبَدة الطّاغوت: المشركين- عَبَدة الشَّيطان- عِباد الرحمن/ عِباد الله: مخلوقاته الذين يعبدونه.
2 - مخلوق، مُطيع، خاضع. 

عَبْد2 [مفرد]: ج عَبيد: رقيق، مملوك غير حُرّ، إنسان يُباع ويُشترى "ليس بيننا سادةٌ ولا عَبيد- *العبدُ يُقْرع بالعصا والحُرّ تكفيه الإشارة*- {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى} " ° عبيد العَصا: أذلَّة، يخافون مَنْ يؤذيهم.
• عَبْدُ المالِ: الذي خضَع لسيطرته لشدَّة حُبِّه له.
• فُستق العبيد: (نت) الفول السودانيّ، نبات من الفصيلة القرنيَّة، يزرع لبذوره الدُّهنيّة التي تؤكل محمَّصة، وتُعصَر ليستخلص منها زيت نباتيّ صالح للطعام. 

عُبوديَّة [مفرد]:
1 - مصدر عبَدَ.
2 - استرقاق، خلاف الحرِّيَّة والاستقلال، وقوع الشَّخص تحت قهر داخليّ أو خارجيّ "انتهى زمنُ العُبوديَّة: ولَّى وزال- لا للعُبوديَّة". 

مَعْبَد [مفرد]: ج مَعابِدُ: مكان العبادة "معبدٌ أثريّ- يوجد كثير من المعابد في مدينة الأقصر". 
Expand
(ع ب د)

العَبْد: الْإِنْسَان حُرّا كَانَ أَو رَقيقا يُذْهَبُ بذلك إِلَى أَنه مَرْبوبٌ لِباريه جَلَّ وعزّ.

والعَبْد: المَمْلوكُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فِي الأَصْل صِفُةٌ. قَالُوا: رجل عَبْدُ، وَلكنه استُعْمِل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء، وَالْجمع أعْبُدٌ وعَبِيدٌ وعِبادٌ وعُبُدٌ وعِبْدان وعُبْدان وعِبِدَّانٌ وأعابِدُ جمع أعْبُدٍ. قَالَ أَبُو دَاوُد الإياديّ يصف نَارا:

لَهَقٌ كنار الرأسِ بَال ... عَلْياء تُذكيها الأعابدْ

والعِبِدَّي والعِبِدَّاءُ والمَعْبُوداء والَمْعبَدةُ أسماءُ الجمعِ، وَجعل بَعضهم العِبادَ لله، وغيرَه من الْجمع لله وللمخلوقين. وخَصَّ بعضُهُم بالعِبِدَّي: العبيدَ الَّذين وُلدُوا فِي المِلْكِ.

وَالْأُنْثَى عَبدة.

والعَبْدَلُ: العبدُ، لامُه زائدةٌ.

والتَّعْبِدَة: الُمعْرِق فِي المِلْكِ.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: العُبُودَة والعُبُوديَّة، وَلَا فعْلَ لَهُ عِنْد أبي عبيد. وَحكى اللِّحياني: عَبُدَ عُبُودَةً وعُبُودِيَّة.

وأعْبَدَهُ عَبْدًا: مَلَّكَهُ إيَّاه.

وتَعَبَّد الرَّجُلَ وعَبَّده وأعْبده: صَيَّرَه كَالْعَبْدِ، قَالَ:

حَتَّى مَ يُعْبِدُنِي قَوْمي وَقد كَثُرَتْ ... فِيهم أباعِرُ مَا شاءُوا وعِبْدان

وعَبَّدَه واعتبده واستعبده: اتَّخذهُ عبدا، عَن اللِّحيانيّ. قَالَ رؤبة الراجز:

يرْضَوْنَ بالتَّعْبيد والتَّأمِّي أَرَادَ: والتامِيَة. وَفِي التَّنْزِيل: (وتلكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَليَّ أنْ عَبَّدْتَ بني إسْرائيلَ) ، وَمَوْضِع " أنْ " رَفْعٌ. كَأَنَّهُ قَالَ: وَتلك نَعمةٌ تَمُنُّها عَليَّ تعَبُّدُك. وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب، وَيكون الْمَعْنى: إِنَّمَا صَارَت نعْمَة على لِأَن عَبَّدْتَ بني اسرائيل، أَي لَو لم تفعل مَا فَعَلْتَ لكَفَلَنِي أهْلي وَلم يُلْقوني فِي الَيمّ.

وعَبُدَ الرجُلُ عُبُودة ًو عُبُودِيَّةً وعُبِّدَ: مُلِكَ هُوَ وآباؤه من قَبُلُ.

والعبِادُ: قومٌ من قبائل شَتَّى من الْعَرَب اجْتَمعُوا على النصرانيَّة، فأنِفُوا أَن يَتَسمَّوْا بالعَبيد وَقَالُوا: نَحن العِبادُ. والنَّسبَ إِلَيْهِ: عِبادِيّ كأنصَارِيّ.

وعَبَد اللهَ يعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَدًا ومَعْبَدةً تَألَّه لَهُ.

ورجلٌ عابِدٌ من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّاد.

وتُقْرأ هَذِه الْآيَة على سَبْعَة أوجُهٍ: (وعَبَد الطاغُوتَ) مَعْنَاهُ: أَنه عَبَدَ الطَّاغوتَ من دون الله. وعُبِدَ الطاغوتُ. وعَبُدَ الطاغوتُ، مَعْنَاهُ، صَار الطاغوتُ يُعْبَدُ، كَمَا تَقول: ظَرُفَ الرَّجُلُ. وعُبَّدَ الطاغُوِت مَعْنَاهُ: عُبَّادُ الطاغوتِ. وعبَدَ الطاغُوتِ، أَرَادَ عَبَدَة الطاغوتِ. قَالَ أَبُو الْحسن: عَبَدَ الطاغوت، اسمٌ لجمع عَابِد كخادم وخَدَم. وعُبُد الطاغوت جماعةُ عَابِد. وَقَالَ الزّجاج: هُوَ جمع عبيد كرغيف ورُغفُ. وعَبْدَ الطاغوتِ - بِإِسْكَان الْبَاء وَفتح الدَّال - يكون على وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن يكون مخفَّفا من عَبُدٍ كَمَا يُقَال فِي عَضُدٍ وَجَائِز أَن يكون عَبْدٌ اسْمَ الْوَاحِد يدُلُّ على الْجِنْس. وَيجوز فِي عبْد النصبُ والرفعُ.

والُمتَعَبِّدُ: المتفرّد بِالْعبَادَة.

والُمَعَبِّدُ: الُمكَرَّمُ المَعَظَّم كَأَنَّهُ يُعْبَد. قَالَ:

تقولُ أَلا تُمْسِكْ عَلَيْك فإنني ... أرَى المَال عِنْد الباخلين مُعْبَد

" عَلِىُّ ": سكَّنَ آخِر تُمْسِك لِأَنَّهُ تَوَهَّمَ " سِكُعَ " من تُمْسِكُ عليكَ بِنَاء فِيهِ ضَمةٌ بعدَ كسرَةٍ وَذَلِكَ مُستثقَلٌ، فسكَّنَ كَقَوْل جرير:

سِيُروا بني الَعمّ فالأهْوَازُ مْنزِلُكمْ ... ونهْرُ تِيرَي وَلَا تعْرِفْكُم الَعرَبُ

وبعير مُعَبَّدُ: مُكَرَّم. والعَبَدُ: الجَرَبُ، وَقيل: الَجَربُ الَّذِي لَا ينْفَعُه دواءٌ وَقد عَبِدَ عَبَدًا، وبعير مُعَبَّدُ: أَصَابَهُ ذَلِك الجرب، عَن كُرَاع.

وبَعِيرٌ معَبَّدٌ: مَهْنُوءٌ، قَالَ طرفَة:

إِلَى أَن تَحامَتْنِي العَشيرةُ كُلُّها ... وأُفْرِدتُ أفْرَادَ الْبَعِير المعَبَّدِ

وبعير مُعَبَّدٌ: مُذَلَّل.

وَطَرِيق معبَّد: مسلوك مذلّل، وَقيل هُوَ الَّذِي تَكْثُرُ فِيهِ المُخْتِلفةُ، وَقَول بِشْر:

ترى الطَّرَقَ الُمعَبَّد مِن يَدَيها ... لكِذَّان الإكامِ بِهِ انْتِضالُ

الطَّرَقُ: اللِّين فِي الْيَدَيْنِ، وعَنى بالمعبَّد: الطَّرَق الَّذِي لَا يُبْسَ يَحْدُثُ عَنهُ وَلَا جُسُوء فَكَأَنَّهُ طَرِيق معبَّد قد سُهَّلَ وذُلِّل.

وعَبِدّ عَلَيْهِ عَبَدًا وعَبَدَة فَهُوَ عابِدٌ وعَبِد: غضب. وعدَّاه الفرزدق بِغَيْر حرف فَقَالَ:

علامَ يَعْبَدِني قومِي وَقد كثرت ... فيهم أباعِرُ مَا شَاءُوا وعُبْدَانُ

أنْشدهُ يَعْقُوب، وَقد تقدّمت رِوَايَة من روى: يُعْبِدُني.

وَقيل: عَبِدَ عَبَدًا فهُو عَبِدٌ وعابِدٌ: غضب وأنِفَ، وَالِاسْم العَبَدَةُ. وَفِي التَّنْزِيل: (فَأَنا أوَّلُ العابِدِينَ) وتُقْرأ " العَبِدينَ ".

وتَعَبَّد كَعَبِدَ، قَالَ جرير:

يَرَى الُمتَعَبِّدون عَلىَّ دُوني ... حِياضَ الَموتِ واللُّجَجَ الغِمارَا

وأعْبَدُوا بِهِ: اجْتَمعُوا عَلَيْهِ يضربونه.

وأُعْبِدَ بِهِ: مَاتَت رَاحِلَته أَو اعتَلَّتْ فانقُطِعَ بِهِ.

وعبَّدَ الرَّجُلُ: أسرعَ.

وَمَا عَبِدَك عني: أَي مَا حَبَسَك. حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ.

وعَبِد بِهِ: لزمَه فَلم يُفَارِقهُ، عَنهُ أَيْضا. والعَبَدَةُ: البَقاء، يُقَال: لَيْسَ لثوبك عَبَدَة: أَي بَقَاء، عَن اللِّحياني.

والعَبَدَة: صَلاءَة الطيِّب.

والعَبَدَة: النَّاقة الشَّدِيدَة، قَالَ مَعْنُ بنُ أوْسٍ:

تَرَى عَبَداِتِهنَّ يَعُدْنَ حُدْبا ... تَناوَلُها الفَلاةُ إِلَى الفَلاةِ

وناقة ذَات عَبَدَةٍ: أَي ذاتُ قوٍة.

قَالَ أَبُو دُوَادٍ الاياديّ:

ذَات أسْرَارٍ لَهَا عَبَدَةْ

والِمْعبَدُ: المِسْحاةُ.

وتفرَّق القومُ عَباديِدَ وعَبابيدَ.

والعباديدُ والعبابيدُ: الخيلُ المتفرّقةُ فِي ذهابها ومجيئها، وَلَا وَاحِد لذَلِك كُله. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا نسبتَ إِلَى عَباديد قلت عَباديدِيّ. " عليّ ": ذَهب إِلَى انه لَو كَانَ لَهُ واحدٌ لَرُدَّ فِي النَّسب إِلَيْهِ.

والعَباديدُ: الآكامُ.

العَبابيد: الأطْرافُ الْبَعِيدَة. قَالَ الشَّماخ:

والقومُ آتُوكَ بَهْزٌ دون إخْوَتِهِم ... كالسَّيْلِ يركَبُ أطْرافَ العَبابِيد

بَهْزٌ: حَيّ من سُلَيْم.

وَمَا عَبَّدَ أَن فعل ذَلِك: أَي مَا لَبِثَ.

والعَبْدُ: وادٍ معروفٌ فِي جبال طَيِّء.

وعَبُّودٌ: اسمُ رجُلٍ ضُرِب بِهِ المثلُ فَقيل: " نامَ نومَة عَبُّود " وَكَانَ رجلا تَماوَت على أَهله وَقَالَ: انْدُبِيني لأعَلْم كَيفَ تنْدبيني. فنَدَبَتْه فَمَاتَ على تِلْكَ الْحَال.

وأعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعَبِيدَة وعَبْد وعُبادةُ وعَبَّادٌ وعَبْدِيدٌ وعِبْدَانُ وعَبْدَة وعَبَدَة: أسماءٌ. وَمِنْه علقمةُ بنُ عبَدة، فإمَّا أَن يكون من العَبَدَة الَّتِي هِيَ الْبَقَاء وَإِمَّا أَن يكون سُمّيَ بالعَبَدَة الَّتِي هِيَ صَلاءَةُ الطِّيب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: النّسَب إِلَى عبد القَيْس عبْديّ، وَهُوَ من الْقسم الَّذِي أُضيف فِيهِ إِلَى الأوّل، لأَنهم لَو قَالُوا: قَيْسيّ لالْتبَسَ بالمضاف إِلَى قَيْسِ عيْلانَ ونحوِه والعَبِيدتَان: عَبِيدةُ بنُ مُعاوية وعَبِيدَةُ ابنُ عَمْرو.

وَبَنُو عَبِيدَة: حَيّ، النّسَب إِلَيْهِ عُبَدِيّ، وَهُوَ من نَادِر مَعْدُوِل النّسَب.

وعابِدٌ: مَوضِع.

وعَبُّودٌ: مَوضِع أَو جبل.

وعُبَيدان: مَوضِع.

وعُبَيدان: ماءٌ مُنقطعٌ بِأَرْض الْيمن لَا بقْرَبُه أنيسٌ وَلَا وَحْش، قَالَ الحُطَيئة:

فَهَل كنتُ إِلَّا نَائِيا إِذْ دَعَوْتَنِي ... مُنادَي عُبَيْدانَ الُمَحَّلأ باقِرُهْ

وَقيل: عُبَيْدان فِي البيتِ: رجل كَانَ رَاعيا لرجلٍ من عادٍ ثمَّ أحَدِ بني سُوٍد، وَله خبر طَوِيل.
Expand
عبد
: (العَبْدُ: الإِنسانُ، حُرًّا كانَ أَو رَقِيقاً) كَذَا فِي المُحكَم والمُوعِب، كَأَنَّه يُذْهَبُ بذالك إِلى أَنه مَرْبُوبٌ لبارِئه، جلَّ وعَزَّ. وَقَالَ ابْن حَزْمٍ: العَبْدُ يُطْلَقُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى.
(و) العَبْدُ: (المَمْلُوكُ) خلافُ الحُرِّ.
وَعبارَة الأَساس: العَبْدُ: الإِنسانُ، وضِدُّه الحُرُّ.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فِي الأَصل صِفَةٌ، قَالُوا: رَجُلٌ عَبْدٌ، ولاكنه استُعْمِلَ استِعْمَالَ الأَسماءِ.
(العَبْدَلِ) ، اللامُ زَائِدَة، كَمَا صرَّحُوا، (ج: عَبْدُونَ) أَي كجَمْعِ المذكَّرِ السّالمِ، نظرا إِلى أَنَّه وَصْفٌ، كَمَا مَرَّ عَن سِيبَوَيْهٍ، وصَرَّحَ بِهِ بعضُ شُرَّاحِ (الفَصِيح) (وعَبِيدٌ) ، مثل كَلْبٍ، وكَلِيبٍ، وَمَعْز ومَعِيزٍ. قَالَ الجوهريُّ: وَهُوَ جمعٌ عَزِيزٌ. قَالَ شيخُنَا: ووقعَ خِلافٌ فِيهِ بينَ أَهْلِ العربيّةِ، هَل هُوَ جَمْعٌ أَو اسمُ جَمْعٍ، وأَوضَحه الشيخُ ابنُ مالكٍ، وَقَالَ: إِنه وَردَ فِي أَوزانِ الجموع فَعِيلٌ، إِلّا أَنَّهُم تَارَة عاملوه مُعَامَلةَ الجُمُوعِ، فأَنَّثُوه، كالعَبِيدِ وَتارَة عامَلُوه معاملةَ أَسماءِ الجُموعِ فذَكَّروه. كالحَجِيج، والكَلِيب، (وأَعْبُدٌ) كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، (وعِبَادةٌ) بِالْكَسْرِ، وَلَا يأْباهُمَ القِيَاسُ. (وعُبْدَانٌ) ، بالضّمّ، كتَمْرٍ وتُمْرَان. وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ فِي النَّوَادِر:
حَتَّامَ يُعْبِدُنِي قَوْمِي وَقد كَثُرَتْ
فيهمْ أَباعِرُ مَا شاءُوا وعُبْدانُ
(وعِبْدانٌ) بِالْكَسْرِ، كجَحْش وجِحْشَان، (وعِبِدَّانٌ، بكسرتين، مُشَدَّدةَ الدَّالِ) ، قَالَ شَمِرٌ: (و) يُقَال للعَبِيد؛ (مَعْبَدَةٌ) ، وأَنْشَدَ للفرزدق:
وَمَا كانتْ فُقَيْمٌ حَيْثُ كانَتْ
بيَثْرِبَ غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعُودِ قَالَ الأَزهريّ: ومعْبَدةٌ جمع العَبْدِ (مَشْيَخَةٍ) جمعِ الشَّيْخِ، ومَسْيَفَةٍ، جمع السَّيْف. وَجعله ابْن سِيده: اسمَ الجمْع. (ومَعَابِدُ) ، وَمِنْهُم من جعلَه جمْعَ مَعْبَدةٍ، كمَشْيَخَة، فَهُوَ جمْعُ الجمْع. (وعِبِدَّاءُ) ، بِكَسْر الْعين والباءِ، وشَدِّ الدَّال، ممدوداً، نَقله صاحِبُ المُوعِب، عَن سِيبَوَيْهٍ، (وعَبِدى) مَقْصُورا، عَن سِيبَوَيْهٍ أَيضاً، وخَصَّ بعضُهم بالعِبِدَّى: العَبِيدَ الّذي وُلِدُوا فِي المِلْك. والأُنثَى عَبْدَة. وَقَالَ اللَّيث: العِبِدَّى: جماعةُ العَبِيدِ الَّذين وُلِدُوا فِي العُبُودِيَّةِ، تعبيدةٌ ابنَ تُعْبِيدة، أَي فِي العُبُودِيَّةِ إِلى آبَائِهِ. قَالَ الأَزهَرِيُّ: هَذَا غَلَطٌ، يُقَال: هاؤلاءِ عِبِدَّى اللهِ، أَي عِبَادُه. وَفِي الحَدِيث الّذِي جاءَ فِي الاستِسْقَاءِ (هؤلاءِ عِبِدَّاَ بفِنَاءِ حَرَمَكِ) .
وَفِي حَدِيث عامرِ بن الطُّفَيْل: (أَنَّه قَالَ للنّبيِّ، صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم: مَا هاذِه العِبِدَّى حَوْلَك يَا مُحَمَّد) ، أَراد فقراءَ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وكانُوا يَقُولون: اتَّبَعَهُ الأَرْذَلُونَ. (وعُبُدٌ بضمّتين) مثل سَقْفٍ وسُقُفٍ، وأَنشد الأَخفشُ:
انسُبِ اعَبْدَ إِلى آبائِهِ
أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ
وَمِنْه قَرأَ بعضُهُم: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (الْمَائِدَة: 60) كَذَا فِي الصّحاح. (وعَبُدٌ) ، بِفَتْح فضمّ (كَنَدُسٍ) ، وَبِه قرأَ بعضُ القُرَّاءِ {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} بِفَتْح الْعين، وَضم الباءِ وَفتح الدَّال، وخفض الطاغوتِ. قَالَ ابْن القَطَّاع فِي (كتاب الأَبنية) لَهُ: وَلَا وَجْه لَهُ فِي العَرَبِيّة، وَقيل: عَبُدٌ، واحدٌ يَدُلُّ على جمَاعَة، كَمَا تَقول حَدُثٌ، المعنَى: وخاِمَ الطَّاغَوتِ، وَقيل مَعْنَاهُ: وخَدَمَ الطّاغوتِ، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ بجَمْعٍ، لأَن فَعْلاً لَا يُجْمَع على فَعُل، وإِنما هُوَ اسمٌ بُنِيَ على فَعْلٍ مثْل حَذُرٍ، كَمَا قَالَه الأَخفش، قَالَ لأَزهَرِيُّ: وأَما قَول أَوْسِ بن حَجَرٍ:
أَبَنِي لُبَيْنَى لستُ مُعْتَرِفاً
لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنكُمُ أَحَدُ أَبَنِي لُبَيْنَى إِنَّ أُمَّكُمُ
أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ
فَقَالَ الفرّاءُ: إِنما ضمَّ الباءَ ضَرُورَة، وإِنما أَراد عَبْدُ؛ لأَن القصيدةَ من الكامِلِ، وَهِي حَذَّاءُ. قَالَ شيخُنا: فتنظيرُ المصنِّفِ عَبُداً بِنَدُسٍ مَحَلُّ نَظَرٍ. (ومَعْبُوداءُ) ، بالمعدِّ، عَن يعقوبَ فِي (الأَلفاظ) ، (جج) ، أَي جمْع الجمعِ: (أَعابِدُ) جمْع أَعْبُدٍ، قَالَ أَبو دُوَادٍ الإِياديُّ يصف نَارا:
لَهَنٌ كنَارِ الرَأْسِ بَال
عَلْياءِ تُذْكِيهَا الأَعابدْ
فغاية مَا ذكَره المصنِّف من جموع العَبْدِ: خمسةَ عَشَرَ جَمْعاً.
وَزَاد ابْن القطَّاع فِي (كتاب الأَبنية) : عُبُدَاءَ، بضمّتين ممدوداً، وعَبَدَة، محرّكَ، ومَعْبُودَى، مَقْصُورا، وأَعبِدة، بكسْر الموحَّدة (وأَعْبَاد) ، وعُبُود، وعُبَّد، بضمّ فموحّدة مشدَّدة مفتوحَة، وعُبَّاد، على وَزْنِ رُمَّان، وعِبَّاد، بِكَسْر فتشديد، وعِبِدَّة، بِكَسْر الْعين والباءِ وَتَشْديد الدّال.
فهاذه عشرةُ أوْجُه، صَار الْمَجْمُوع خَمْسَة وَعشْرين وَجْهاً.
وَزَاد بعضٌ: العُبُودَة كصَقْر وصُقُورة.
وَقد جَمَعَ الشَّيْخ بنُ مالِكٍ هاذه الجموعَ مختَصِراً فِي قَوْله:
عِبادٌ، عَبِيدٌ، جمْع عَبْدٍ، وأَعْبَدٌ
أَعابِدُ، مَعُبوداءُ، مَعْبَدَةٌ، عُبُدْ
كذالِك عُبْدَنٌ، وعِبْدَانٌ اثْبِتَنْ
كذَاكَ العِبِدَّى وامدُدِ إنْ شِئتَ أَن تَمُدّ
واستَدركَ عَلَيْهِ الجلالُ السُّويطيُّ فِي أَوّلِ شَرْحِهِ لعُقُود الجُمَانِ، فَقَالَ:
وَقد زِيدَ أَعْبَادٌ، عُبُودٌ، عِبِدَّةٌ
وخَفِّفْ بِفَتْحٍ، والعِبِدَّانُ إِن تَشُدْ
وأَعْبِدةٌ، عَبُدُون ثُمَّتَ بَعْدَهَا
عَبِيدُونَ، مَعْبُودَى، بِقَصْرٍ فخُذْ تَسُدْ
وَزَاد الشيخُ سَيِّدي المَهْدِيُّ الفاسِيُّ شارِحُ (الدَّلائِل) قولَه:
ومَنَدُساً وازَى كذَاكَ مَعَابِدٌ
بِذَيْنِ تَفِي عِشْرِينَ واثْنَيْنِ إِن تَعُدّ قَالَ شيخُنا: وأَجْمَعُ ارأَيْتُ فِي ذالك لبَعض الفضلاءِ فِي أَبياتٍ:
جُمُوعُ عَبْدٍ، عُبُودٌ أَعْبُدٌ، عُبُدٌ
أَعابِدٌ، عبَّدٌ، عَبُدُونَ، عُبْدَانُ
عُبْدٌ، عِبِدَّى، ومَعْبودَا، ومدُّهُما
عِبَدَّةٌ، عَبُدٌ، عُبَّادُ، عِبْدانُ
عَبِيدٌ أَعْبِدةٌ عِبَّادُ، مَعْبَدةٌ
مَعَابِدٌ، وعَبِيدُونَ، العِبِدَّانُ
قَالَ شَيخنَا: وللنظَرِ مَجَالٌ فِي بعْضِ الأَلْفاظِ: هَل هِيَ جموعٌ لِعَبْدٍ، أَو جموعٌ لبعضِ جموعِهِ، كأَعابِدَ، ومَعَابِدَ.
ويُنْظر فِي (عَبيدونَ) ، فإِن الظاهرَ أَنه جَمْعٌ لعَبِيد. والعَبِيدُ جمع لِعَبْدٍ، فَيبقى النّظر فِي جمْعِهِ جَمْعَ مذكْرٍ سالما، فإِن هاذا غيرُ مَعْرُوفٍ فِي العربيّة، جمْع تكسيرٍ يُجْمَعُ جَمْعَ سَلامةٍ. واعَبْدُونَ أَنَّه اعْتبر فِيهِ معنَى الوَصْفِيَّةِ الّتي هِيَ الأَصْلُ فِيهِ عِنْدَ سِيبَويْهِ وَغَيره.
(والعَبْدِيَّةُ) حَكَاهُ صَاحب المُوعِب، عَن الفَرْاءِ (والعُبُودِيّةُ والعُبُودَةُ) بِضَمِّهِما (والعِبَادَةُ) بِالْكَسْرِ: (الطَّاعةُ) . وَقَالَ بعضُ أَئِمَّةِ الِاشْتِقَاق: أَصْلُ العُبُودِيّةِ: الذُّلُّ والخُضُوعُ. وَقَالَ آخَرُونَ: العُبُودَةُ: الرِّضا بِمَا يَفْعَلُ الرَّبُّ، والعِبَادَةُ: فِعْلُ مَا يَرْضَى بِهِ الرَّبُّ. والأَوَّلُ أَقوَى وأَشَقُّ، فَلِذَا قِيلَ: تَسْقُطُ العِبَادةُ فِي الآخِرَةِ لَا العُبُودةُ، لأَنّ العُبودَةَ أَن لَا يَرَى مُتَصِرِّفاً فِي الدَّارَيْنِ فِي الحقيقِ إِلّا اللهَ.
قَالَ شَيخنَا: هَذَا مَلْحَظٌ صُوفِيٌّ لَا دَخْلَ للأَوْضَاعِ اللغَوِيَّةِ فِيهِ.
وَفِي اللّسان: وَلَا فِعْلَ لَهُ عِنْد أَبي عُبَيْد.
قلْت: وَهُوَ الّذِي جَزَم بِهِ أَكثَرُ شُرّاحِ (الفَصِيح) . وحكَى اللِّحْيانيّ: عَبُد عُبُودَةً وعُبُودِيَّةً.
قلت: وأَوضَحُ مِنْهُ قولُ ابْن القَطَّاعِ فِي (كتاب الأَفعال) ، فَقَالَ: عَبُد العَبْدُ عُبُودَةً عُبُودِيَّةً. وأَما عَبَدَ اللهَ فَمَصْدَرُهُ: عِبَادَة وعُبُودة وعُبُودِيّة، أَي أَطاعه. وَفِي اللّسَان: وعَبَد اللهَ يَعُده عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدةً: تَأَلَّه لَهُ.
وَقَالَ الأَزهريُّ: اجتمعَ العامَّةُ لى تَفْرِقَةِ مَا بَين عِبادِ اللهِ، والممالِيكِ، فَقَالُوا: هاذا عَبْدٌ من عِبادِ اللهِ، وهاؤلاءِ عَبِيدٌ مماليكُ. قَالَ: وَلَا يُقَال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادةً إِلَّا لمَن يَعْبُد اللهَ، وَمن عَبَدَ دُونَهُ إِلاهاً فَهُوَ من الخاسِرِين. قَالَ: وأَما عبْدٌ خَدَمَ مَوْلاهُ فَلَا يُقَال عَبَدَهُ. قَالَ اللّيث: وَيُقَال لِلْمُشْرِكِينَ: هم عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ، وَيُقَال للمُسْلِمين: عِبَادُ اللهِ يَعْبُدونَ اللهَ. قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلٌ: {اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} (الْبَقَرَة: 21) أَي أَطِيعُوا رَبَّكُمْ.
وقولهُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الْفَاتِحَة: 5) أَي نُطِيعُ الطَّاعَةَ الَّتِي يُخْضَع مَعَهَا، قَالَ ابنُ الأَثِير وَمعنى العِبَادَةِ فِي اللُّغَة: الطَّاعَةُ مَعَ الخُضُوع.
وَقَوله تَعَالَى: {قُلْ هَلْ أُنَبّئُكُمْ بِشَرّ مّن ذالِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (الْمَائِدَة: 60) .
قرأَ أَبو جعْفَرٍ، وشَيْبةُ، وافِعٌ، وعاصِمٌ، وأَبو عَمْرٍ ووالكِسَائِيُّ: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} قَالَ الفَرَّاءُ: وَهُوَ مَعْطُوفٌ على قَوْله، عَزَّ وجَلَّ: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} وَمَنْ عَبَدَ الطَّاغُوتَ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ نَسَقٌ على: {مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ} ، المعنَى: مَن لَعَنِ اللهُ، ومَن عَبَدَ الطَّاغُوتَ مِنْ دُون اللهِ، عَزَّ وجَلَّ، أَي أَطاعَهُ، يَعْنِي الشَّيْطَانَ فِيمَا سَوَّلَ لَهُ وأَغْواه. قَالَ الجوهَريُّ: وَقَرَأَ بعضُهُم: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} وأَضافَهُ قَالَ: والمَعْنَى، فِيمَا يُقَال: خَدَمُ الطَّاغُوتِ. وَقد تَقَدَّم فِيهِ الكلامُ. وَقَالَ اللَّيْث. {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} مَعْنَاهُ: صَار الطَّاغُوتُ يُعْبَدُ، مَا يقَالُ: ظَرُف الرّجُلُ وفَقُهَ. وَقد غَلّطَه الأَزْهَرِيّ. وقرأَ ابنُ عَبَّاسٍ: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} محركةً وخَفْض الطاغُوتِ، وَهُوَ أَيضاً جمع عابِدٍ، وأَصله: عَبَدَةٌ، ككافِرٍ وكَفَرَةٍ، حُذِفَتْ مِنْهُ الهاءُ وقُرِىءَ {وعَابِدَ الطَّاغُوتِ} ، مثل: ضارِب الرَّجُلِ، وَهِي قراءَة ابْن أَبي زَائِدَة، وقرِىء {وعُبُدَ الطَّاغُوتِ} ، جمع عابِدٍ. قَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ جَمْع عَبِيدٍ، كَرَغِيف ورُغُفٍ، وَهِي قراءَ يَحْيَى بنِ وعثَّابٍ، وحَة. ورُوِيَ عَن النَّخَعِيّ أَنه قَرَأَ: {وعُبْدَ الطَّاغُوتِ} بإسكانِ الباءِ، وفتْح الدَّالِ. وقُرِىءَ {وعَبْدَ الطَّاغُوتِ} ، بِفَتْح فَسُكُون، وَفِيه وَجْهَانِ: أَحدُهما أَن يكونَ مُخَفَّفاً من عَبْدٍ، كَمَا يُقَال: فِي عَضُدٍ: عَضْدٌ. وجائزٌ أَن يكونَ عَبْد اسْمَع الواحِد يَدُلُّ على الجِنْس، وَيجوز فِي عَبْد النَّصْبُ والرَّفْعُ. وَذكر الفَرَّاءُ أَنَّ أُبَيَّا وعبدَ اللهِ قرآ {وعَبَدُوا الطَّاغُوتَ} . ورُوِيَ عَن بَعْضِهِم أَنَّهُ قَرَأَ {وعُبَّادَ الطَّاغُوتِ} .
قلت ونسبها ابنُ القَطَّاعَ إِلى أَبِي واقِدٍ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ورُوِيَ عَن ابْن عَباسٍ {وعُبِّدَ الطّاغوتُ} مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ. ورُوِيَ عَنهُ أَيْضا: {وعُبَّدَ الطَّاغُوتِ} بِضَمَ، فتشديد، مَعْنَاهُ عُبَّادُ الطَّاغُوتِ. وقُرِىء: {وعُبِدَ الطَّاغُوتُ} مَبْنِيًّا للْمَجْهُول، كضُرِبَ، وَهِي قراءةُ أَبي جَعْفَرٍ. وقرأَ أَبيُّ بنُ كَعْبٍ {وعَبَدَة الطَّاغُوتِ} محرّكة. قَالَ الأَزهريُّ وذَكَرَ اللَّيْثُ أَيضاً قراءَةً. أُخرى، مَا قرأَ بهَا أَحدٌ، وَهِي {وعابِدُوا الطَّاغوتِ} جمَاعَة، قَالَ: وَكَانَ رَحِمَ اللهُ قليلَ المعرفَةِ بالقراءات وهاذا دَلِيل أَنَّ إِضافَةَ كتابِهِ إِلى الخَلِيلِ بنِ أَحمدَ غيرُ صَحِيحٍ، لأَنَّ الخَلِيلَ كَانَ أَعْقَلَ من أَن يُسَمِّيَ مِثْلَ هَذِه الْحَرْف قراءات فِي القُرآن، وَلَا تكون مَحْفُوظَة لقارىءٍ مشهورٍ من قُرَّاءِ الأَمصارِ.
فصارَ المجموعُ مِمَّا ذكرناهُ من الأَوْجُهِ فِي الآيةِ الشَّرِيفَةِ سِتَّةَ عَشَرَ وَجْهاً، جَمَعْنَاهَا من مواضِعَ شَتَّى. وأَوْصَلها ابنُ القَطّاعِ، فِي كِتَابه، إِلى تْسِعةَ عَشَرَ وَجْهاً. وَفِيمَا ذكرنَا كفايةٌ. واللهُ المُوَفِّقُ للصَّوَاب. (والدَّراهِمُ العَبْدِيَّةُ) ، فِيمَا مَضَى، (كَانَتْ أَفضلَ مِن هاذِه) الدَّرَاهِمِ الّتي بأَيْدِينَا (وأَرْجَحَ) فِي الوَزْنِ.
(والعَبْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (نَبَاتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ) تَكْلَفُ بِهِ الإِبِلُ، لأَنّه مَلْبَنةٌ مَسْمَنَةٌ حارُّ المِزَاجِ، إِذا رَعَتْه عَطِشَتْ فَطَلَبَت الماءَ. قَالَه ابنُ الأَعرابِيّ وأَنشد:
حَرَّقَها العَبدُ بعُنْظُوانِ
فاليَوْمُ مِنْهَا يومُ أَرْوَانَانِ
(و) العَبْدُ: (النَّصْلُ القَصِيرُ العَرِيضُ.
(و) العَبْدُ: (جَبَلٌ لبني أَسَدٍ) يَكْتَنِفُه جَبَلانِ أَصغَرُ مِنْهُ، يُسَمَّيَانِ الثَّدْيَيْنِ. كَذَا فِي المُعْجَم.
(و) العَبْدُ: جَبلٌ (آخَرُ لِغَيْرِهِمْ) .
(و) العَبْدُ: (ع بِبِلَاد طَيِّىءٍ) بالسَّبُعانِ.
(و) العَبَدُ (بِالتَّحْرِيكِ: الغَضَبُ) ، عَبِدَ عَلَيْهِ عَبَداً وعَبَدَةً، فَهُوَ عَبِدٌ وعابِد: غَضِب. وعَدَّاه الفرزدقُ بِغَيْر حَرْفٍ. وَقيل: عَبِدَ عَبَداً فَهُوَ عَبِدٌ وعابِدٌ: غَضِبَ وأَنِفَ، كأَحِنَ، وأَمِدَ، وأَبِدَ. وَبِه فَسَّرَ أَبو عَمْرٍ وَقَوله تَعَالَى: {فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (الزخرف: 81) أَي العَبِدِينَ الأَنِفِين. وَقد رَدَّه ابْن عَرَفَة، كَمَا سيأْتِي.
(و) العَبَدُ: (الجَرَبُ) ، وَقيل: الجَرَبُ (الشَّدِيدُ) الّذِي لَا يَنْفَعُه دَوَاءٌ، وَقد عَبِدَ عَبَداً. وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ: أَصابَهُ ذالِكَ الجَرَبُ.
(و) العَبَدُ: (النَّدَامَةُ) وَقد عَبِدَ، إِذا نَدِمَ على فائِتٍ، أَو لَامَ نَفْسَهُ على تَقْصِيرٍ وَقَعَ مِنْهُ.
(و) العَبَدُ: (مَلَامةُ النَّفْسِ) على تَقْصِيرٍ وَقَع مِنْهُ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هاذا المعنَى مفهومٌ من النَّدامةِ.
(و) العَبَد: (الحِرْصُ والإِنكارُ، عَبِدَ كفَرِحَ) يَعْبَد عَبَداً (فِي الكُلِّ) .
(والعَبَدَةُ، مُحَرَّكةً: القُوَّةُ والسِّمَنُ) يُقَال: ناقةٌ ذاتُ عَبَدَة أَي قُوَّةٍ وسِمَنٍ.
(و) العَبَدَةُ: (البَقاءُ) ، بالمُوحَّدةِ، عَن شَمِرٍ، وَيُقَال بالنُّون، هاكذا وُجِدَ مضبوطاً فِي الأُمَّهَاتِ، يُقَال: ليسَ لثَوْبِكَ عَبَدَةٌ، أَي بَقَاءٌ.
(و) العَبَدَةِ: (صَلَاءَةُ الطِّيبِ) ، عَن الصاغانِيّ.
(و) العَبَدَةُ: (الأَنَفَةُ) والحَمِيَّةُ مِمَّا يُسْتَحْيَا مِنْهُ، أَو يُسْتَنْكَفُ. وَقد عبِدَ، أَي أَنِفَ. ونَسَبه الجوهَريُّ إِلى أَبي زَيْدٍ، قَالَ الفرزدقُ:
أُولائكَ أَحْلَاسِي فجِئنِي بمِثْلِهِمْ
وأَعبَدُ أَن أَهجُو كُلَيْباً بِدارِمِ
وَفِي الأَساس: وعَبْدٌ فِي أَنْفِهِ عَبَدَةٌ، أَي أَنَفَةٌ شَدِيدةٌ، قَالَ أَبو عَمْرو: وَقَوله تَعَالَى: {فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} ، من الأَنَفِ والغَضب. وَقيل من عبَدَ، كنَصَر، قَالَ ابْن عَرَفَةَ: إِنما يُقَال من عَبِد بِالْكَسْرِ: عَبِدٌ كفَرِح، وقَلَّما يُقَال عابِدٌ. والقُرْآن لَا يَأْتِي بالقَلِيلِ من اللّغَةِ، وَلَا الشَّاذِّ، ولكنَّ المعنَى: فأَنا أَوْلُ مَن يَعْبُدُ اللهَ تَعَالَى على أَنّه واحِدٌ لَا وَلَدَ لَهُ. كَذَا فِي (التَّنْوِير) لِابْنِ دِحْيَةَ.
(وذُو عَبَدانَ، مُحَرَّكَةً: قَيْلٌ) من أَقْيَال حِمْيَرَ، هُوَ ابنُ الأُعْبود بن السَّكْسَكِ بن أَشْرَسَ بن ثَوْرِ.
(وعَبَدَانُ) ، محرّكةً: (صُقْعٌ من اليَمَنِ) .
(و) عَبْدَانُ (كَسَحْبَانَ: لَا بمَرْوَ، مِنْهَا) الإِمامُ الفاضلُ (عَبْدُ الحَميد بنُ عبد الرَّحْمان) بن أحْمَدَ (أَبو القَسم خَوَاهَرْ زادَهْ) أَي ابنُ بنت القَاضِي، أَبي الحُسَيْن عليّ بن الْحسن الدِّهْقَانيّ، رَوَى عَن خَاله هاذا ومَكِّيِّ بن عبد الرّزَّاق الكُشْمِيهَنيّ.
(و) عَبْدَانُ: اسمُ (رَجُلٍ) من أَهل البَحْرين، (وَله نَهْرٌ، م) أَي مَعْرُوف، (بالبَصْرَة) من جَانب الفُرات. (و) العُبَيْدُ، (كَزُبَيْر: فَرَسٌ) للعَبَّاس بن مِرْداس السُّلَميِّ، وَفِيه يَقُول:
أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْ
د بَينَ عُيَيْنةَ والأَقْرَعِ
فَمَا كانَ حِصْنٌ وَلَا حابسٌ
يَفُوقانِ مِرْدَاسَ فِي المَجْمَع
وقصَّتُه مشهورةٌ فِي كُتُب السِّيَر.
(وعُبَيْدان، مُصَغرًا تَثْنِيَة عُبيدٍ: (وادٍ) كَانَ يُقَال إِنَّ فِيهِ حَيَّةً تَحْميه فَلَا يُرْعَى وَلَا يُؤتَى. وَقيل ماءٌ مُنْقَطِعٌ بأَرْض اليَمَن لَا يَقْرَبُهُ أَنيسٌ وَلَا وَحْشٌ.
(وبَنُو العُبَيْد) ، مُصَغَّراً: (بَطْنٌ) من بَني عَديِّ بن جَنَابِ بن قُضاعةَ، (وَهُوَ عُبَدِيٌّ، كَهُذَلِيَ) ، فِي هُذَيلٍ.
(و) يُقَال: صُكَّ بِهِ فِي (أُمِّ عُبَيْدٍ) ، أَي (الفَلَاة) ، عَن الفَرَّاءِ، قَالَ: وقلْت للعتَّابيّ: مَا عُبَيْدٌ؟ قَالَ: ابنُ الفَلاة، وَهِي الرَّقَاصَةُ أَيضاً. وَقيل: هِيَ (الخَالِيَةُ) من الأَرض، (أَو مَا أَخُطأَهَاالمَطَرُ) ، عَن الصاغانيّ، وَقد يُعَبَّر عَنْهَا بالدّاهيَة الْعَظِيمَة.
وجاءَ فِي المَثَل: (وَقَعُوا فِي أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحُ جِنَّانُهَا) أَي فِي داهيةِ عظيمةٍ، كَمَا قَالَه المَيْدانيُّ.
(والعُبَيْدَةُ) ، تَصْغِير عَبْدة: (الفَحِثُ) والحَفِث، وَقد تقدَّم ذِكره.
وأُمُّ عَبيدة، كسَفِينة: قُرْبَ واسِطِ (العراقِ) بهَا قَبْرُ (أَحَدِ الأَقطابِ الأَربعةِ، صاحِبِ الكراماتِ الظاهِرَةِ (السَّيِّدِ) الكبيرِ أَبي العَبّاسِ (أَحمدَ) بنِ عليِّ بنِ أَحمدَ بنِ يَحْيَى بن حازِمِ بنِ عليِّ بن رِفَاعةَ (الرِّفاعِيِّ) نِسْبَة إِلى جَدِّهِ رِفَاعَةَ، وَهُوَ ابنُ أُخْتِ السيدِ منصورٍ البَطَائِحِيِّ، المُلَقَّبِ بالبازِ الأَشْهَبِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، ونَفَعَنا بهم.
(و) فِي الأَساس: أَعوذُ باللهِ من قَوْمَةِ العُبُودِيَّةِ، ومِن النَّومَةِ العَبُّودِيَّةِ، عَبُّودٌ (كَتَنّورِ: رجلٌ نَوَّامٌ، نامَ فِي مُحْتَطَبِهِ سَبْعَ سِنِينَ) ، فضُرِبَ بِهِ المثلُ. وَفِي أَمثال الأَصفهَانيّ.
(أَنْوَمُ من عَبّودٍ) وَذكر المفضَّل بن سَلَمَةَ أَنَّ عَبُّوداً كَانَ عَبْداً أَسْودَ حَطَّاباً، فَغَبَرَ فِي مُحْتَطَبِهِ أُسبوعاً لم يَنَمْ، ثمَّ انصَرَفَ، فبَقِيَ أُسْبُوعاً نائِماً، فضُرِبَ بِهِ المثلُ. قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ أَقربُ من سَبْعِ سنِينَ، الَّتِي ذَكَرَ المُصنِّفُ.
(و) عَبُّودٌ: (ع وجَبَلٌ) أَسْوَدُ من جانِبِ البَقِيعِ. وَقيل: عَبُّودٌ على مَراحِلَ يَسيرةٍ بَين السّيالَة ومَلَل، وَله قِصّةٌ عجيبةٌ تأْتي فِي: هَبُّود، قَالَ الجَمُوحُ الهُذَلِيُّ:
كأَنَّنِي خاضِبٌ طَرَّتْ عَقِيقَتُهُ
أَخْلَى لَهُ الشَّرْيُ من أَكنافِ عَبُّودِ
(و) جاءَ (فِي حَدِيثٍ مُعْضِلٍ) فِيمَا رَوَاهُ محمّدُ بنُ كَعْب القُرَظِيّ ((أَنَّ أَوَّلَ النَّاسِ دُخُولاً الجَنَّةَ عَبْدٌ أَسْوَدٌ، يُقَال لَهُ: عَبّودٌ؛ وذالكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ بَعَثَ نَبِيًّا إِلى أَهلِ قَرْيَةٍ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ أَحَدٌ، إِلّا ذالكَ الأَسودُ، وأَنَّ قَوْمَهُ احْتَفَرُوا لَهُ بِئراً فصيَّرُوهُ فِيهَا، وأَطْبَقُوا عَلَيْهِ صَخْرةً، فَكَانَ ذالكَ الأَسودُ يَخْرُجُ فَيَحْتَطِبُ فَيَبِيعُ الحَطَبَ ويَشْتَرِي بِهِ طَعَاماً وشَرَاباً، ثمَّ يأْتِي تِلْكَ الحُفْرَةَ فيُعِينُه اللهُ تَعَالَى على تِلْكَ الصَّخْرَةِ فيرفعُها ويُدَلِّي) أَي يُنْزَلِ (لَهُ ذلكَ الطَّعَامَ والشَّرَابَ، أَنَّ الأَسْود) المذكورَ (احَتطَبَ يَوْمًا، ثمَّ جَلَسَ لِيَسْتَرِيحَ، فضَرَب بِنَفْسِهِ الأَرض شِقَّهُ الأَيسر فَنَامَ سبعَ سِنينَ ثمَّ هَبَّ) أَي قَامَ (من نَومَتِهِ وَهُوَ لَا يُرَى إِلَّا أَنه نامَ) وَفِي بعضِ النُّسخ: لَا يرَى أَنَّه نَام إِلَّا (سَاعَة من نَهَارٍ، فاحتَمَلَ حُزْمَتَهُ فأَتَى القَرْيَةَ) على عادَتِهِ (فَبَاعَ حَطَبَهُ، ثمَّ أَتَى الحُفْرَةَ فَلم يَجِد النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم فِيها، وَقد كَانَ بَدَا لِقَوْمِهِ فِيهِ فأَخْرَجُوهُ) من البئرِ (فَكَانَ يسأَلُ عَن) ذالك (الأَسْودِ، فيَقُولون: لَا نَدْرِي أَيْنَ هُو. فَضُرِبَ بِهِ المَثَلُ لِمَن نَام طَويلاً) .
وَفِي (المُضَافِ والمَنْسُوب) لأَبي منصورٍ الثَّعَالِبِيّ: قَالَ الشَّرْقِيُّ: أَصلُه أَن عَبُّوداً قَالَ لِقَوْمِه: اندُبُونِي لِأَعْلَم كَيفَ تَنْدُبُونِّي إِذا مِتّ، ثمَّ نَامَ فماتَ. وَقَالَ ابْن الحَجَّاج:
قُوموا فأَهْلُ الكَهْفِ مَعْ
عَبَّودَ عِنْدَكُمُ صَرَاصِرْ
وَفِي التكملة، عَن الشَّرْقِيّ: أَنَّه كَانَ رَجُلاً تَمَاوَتَ على أَهْلِه، وَقَالَ: اندُبْنَنِي لأَعْلَم كَيْفَ تَنْدُبْنَنِي مَيِّتاً، فَنَدَبْنَهِ، وَمَات على الحالِ.
(و) أَبو عبد الله أَحمدُ بنُ عبدِ الواحِدِ (بن عَبُّودِ) بن واقدٍ: (مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَنهُ أَبو حاتمٍ الرَّازِيُّ وغيرُه.
(و) المِعْبَد، (كمِنْبَرٍ المِسْحَاة) والجمْع: المَابد، وَهِي المَساحِي والمُرُورْ، قَالَ عَدِيُّ بن زيدٍ:
ومُلْكَ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ زَلْزَلَتْ
وَرَيْدَانَ إِذْ يَحْرُثْنَهُ بالمَعَابِدِ
(و) يُقَال: ذَهَبُوا عَبابِيدَ، وعَبَادِيدَ. وَتقول: أَمّا بَنُو فُلانٍ فقد تَبَدَّدوا وتَعَبْدَدُوا. قَالَ الجوهريُّ: (العَبابِيدُ، والعَبَادِيدُ، بِلَا واحدٍ من لَفْظِهِمَا) ، قالَه سيبَوَيْه وَعَلِيهِ الأَكْثَرُ، وَلذَا قَالُوا: إِنَّ النِّسْبَةَ إِليهِم: عَبَابِيدِيٌّ وعَبَادِيدِيٌّ، وهم (الفِرَقُ من النّاسِ والخَيْلِ، الذَّاهِبونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ) ، والقِيَاسُ يَقْتَضِي أَن يكونَ واحدُهُما على فَعُّول، أَو فِعِّيل، أَو فِعْلالٍ.
(و) العَبَادِيدُ (الآكامُ) ، عَن الصَّاغَانِيِّ.
(و) العَبابِيدُ: (الطُّرُقُ البَعِيدةُ) الأَطرافِ، المُخْتَلِفَةُ. وَقيل: لَا يُتَكَلَّم بهَا فِي الإِقبالِ، إِنَّما فِي التَّفَرُّقِ والذَّهَابِ.
(والعَبَادِيدُ: ع) نَقله الصاغانيُّ.
(و) يُقَال: (مَرَّ راكِباً عَبَادِيدَهُ أَي مِذْرَوَيْهِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(وعَابُودُ: د، قُرْبَ القُدْسِ) ، مَا بَين الرَّمْلَةِ ونابُلُسَ، موقوفٌ على الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وسكَنَتْه بِنور زيد (وعابِدٌ: جَبَلٌ) : وَقيل: موضِعٌ. وَقيل: صُقْعٌ بِمصْر.
(و) عابِدُ بنُ عبدِ الله (بن عُمَرَ بنِ مَخْزُومٍ) القُرَشِيّ (ومِن وَلَدِهِ: عبدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ) بن أَبي السّائِبِ صَيْفِيّ بن عابِدٍ (الصَّحَابِيُّ) القُرَشِيُّ المخْزُومِيُّ، القَارىءُ المَكِّيُّ، قرأَ عَلَيْهِ مُجَاهِدٌ وابنُ كَثِيرٍ.
(وعبدُ الله بنُ المُسَيِّبِ) بن عابِدٍ، أَبو عبدِ الرَّحْمانِ، وَقيل أَبو السَّائِب، (المُحَدِّثُ، العابِدِيَّانِ) المَخْزُومِيَّانِ.
(والعِبَادُ، بِالْكَسْرِ) ، كَذَا قَالَه ابْن دريدٍ وغيرُه، وَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَريّ. (و) قَالَ ابْن بَرِّيَ والصاغانِيُّ: (الفَتْحُ غَلَطٌ، وَهِمَ الجوهرِيُّ) فِي ذالِكَ، وتَبِعَ فِيهِ غَيره. وهُم قومٌ مِنْ (قَبَائِلَ شَتَّى) من بُطُونِ العَرَبِ، (اجتَمَعُوا على) دينِ (النَّصْرَانِيَّةِ) فأَنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيد، وَقَالُوا: نَحن العِبَادُ. والنَّسَبُ إِليه: عِبَادِيٌّ كأَنْصَارِيَ، نَزلُوا (بالحِيرةِ) ، وَمِنْهُم عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ من بني امرىءِ القَيْس بنِ زَيد مَنَاةَ، جاهِلِيٌّ من أَهل الحِيرة، يُكْنَى أَبَا عُمَيْر، وجَدُّه أَيُّوبُ، أَوَّلُ مَن تَسَمَّى أَيُّوبَ من الْعَرَب، كَمَا سبقت الإِشارةُ إِليه فِي الموحَّدة.
وَقَالَ شيخُنَا: قَالَ أَحمدُ بن أَبِي يَعْقُوبَ: إِنَّمَا سُمِّيَ نَصَارَى الحِيرَةِ لعبَادَ، لأَنه وَفَد على كَنُود مِنْهُم خمسٌ، فَقَالَ للأَوّلِ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: عبدُ المَسِيح. وَقَالَ للثَّانِي: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عبدُ يَا لِيلَ. وَقَالَ للثّالث: مَا اسمُكَ؟ قَالَ عبدُ عَمْرو. وَقَالَ للرّابع: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عَبْدُ ياسُوعَ. وَقَالَ للخامس: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عبدُ اللهِ. فَقَالَ: أَنتُم عِبادٌ كُلُّكُم. فسُمُّوا عِباداً.
(و) قَالَ اللَّيْثُ: (أَعْبَدَنِي فلانٌ فلَانا، أَي مَلَّكَنِي إِيَّاهُ) ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والمعرُوفُ عندَ أَهلِ اللُّغَةِ: أَعْبَدْتُ فُلاناً، أَي استَعْبَدْتُه. قَالَ: ولسْتُ أُنْكِرُ جَوَازَ مَا قَالَه اللَّيْثُ، إِن صَحَّ لِثِقَةٍ من الأَئِمَّةِ، فإِنَّ السَّماعَ فِي اللُّغَاتِ أَوْلَى بِنَا مِن خَبْطِ العَشْواءِ، والقَوْلِ بالحَدْسِ، وابتداعِ قِيَاسَاتٍ لَا تَطَّرِدُ.
(و) أَعبدَنِي فلانٌ (اتَّخَذَنِي عَبْداً) أَو صَيَّرِني كالعَبْدِ. وَفِي الحَدِيث: (ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم: رَجُلٌ أَعْبَدَ مُحَرَّراً) ، أَي اتَّخَذه عَبْداً، وَهُوَ أَن يُعتِقَه ثمَّ يَكْتُمَهُ إِيّاه، أَو يَعْتَقِلَه بَعْد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً، أَو يأْخُذَ حُرًّا فيدَّعِيَهُ عَبْداً ويَتَملَّكَه. والقياسُ أَن يكونَ: أَعْبَدْتُه: جعَلْتُه عَبْداً.
(و) أَعْبَدَ (القَوْمُ بالرَّجُلِ) : اجتَمَعُوا عَلَيْهِ و (ضَرَبُوه) .
(والعَبَّادِيَّةُ، مُشَدَّدَةً: لَا، بالمَرْجِ) . نقلَه الصاغانيُّ.
(وعَبَّادَانُ: جَزِيرة أَحاطَ بهَا شُعْبَتا دِجْلَةَ ساكِبَتَيْنِ فِي بَحْر فارِسَ) ، مَعْبَدُ العُبَّادِ ومُلْقَى عِصِيّ النُّسَّاك. مثله فِي الْمِصْبَاح، المَشَارق. وَقَالَ ابْن خُرداد: إِنَّهُ حِصْنٌ بِالعِراقِ، بينعه وَبَين البَصْرَةِ اثْنَا عَشَرَ فَرْسَخاً، سُمِّيَتْ بِعَبَّادِ بنِ الحُصَيْنِ التَّمِيمِيِّ الحَنْظَلِيّ. وَفِي الْمثل: (مَا وَراءَ عَبَّادانَ قَرْيَةٌ) .
(وعَبَّادَةُ) التَّشْدِيد: (جَارِيةُ) المُهَلَّبِيَّة، لَهَا قِصَّةٌ ذَكرها الزُّبَيْر، وَهِي الَّتِي قَالَ فِيهَا أَبو العَتاهِيةِ:
مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبابِهِ
فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَيْرٍ غُرُورْ
أَنْسَاه عَبَّاد ذاتَ الهَوَى
وأَذْهَبَ الحُبَّ لَدَيْهِ الضَّمِيرْ وابنُ غُرَيْرٍ كانَ يَهْوَى عَبَّادة.
(و) اسمُ (مُخَنَّث) ذِي نَوَادِرَ أَيامَ المُتَوَكِّلِ، ذكَره الذَّهَبِيُّ.
(و) يُقَال: (عَبَدْتُ بِهِ أُوذِيهِ، أَي (أُغْرِيتُ) بِهِ.
(والمُعَبَّدُ كمُعَظَّمٍ: المُذَلَّلُ من الطَّرِيقِ وغيرِهِ) ، يُقَال: بَعِيرٌ مُعَبَّد، أَي مُذَلَّلٌ، وطَرِيقٌ مُعَبَّدٌ، أَي مَسْلُوكٌ مُذَلَّل. وَقيل: هُوَ الَّذِي تَكثرُ فِيهِ المُخْتَلِفةُ. قَالَ الأَزهريُّ: والمُعَبَّد: الطَّرِيقُ المَوطُوءُ. (و) المُعَبَّدُ: (المُكَرَّمُ) المُعَظَّم، كأَنّه يُعْبَد، (ضِدٌّ) ، قَالَ حَاتِم:
تَقُولُ أَلا تُبْقِي عليكَ فإِنَّني
أَرى المالَ عِنْدَ المُمْسِكِينَ مُعَبَّدَا
أَي مُعَظَّماً مَخْدُوماً، وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ: مُكَرَّمٌ.
(و) قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيَادِ مُعَبَّداً
إِذا مَا ضَرَبْنَا رأْسَه لَا يُرَنِّحُ
قَالَ الأَزهريُّ: المُعَبَّدُ هُنَا: (الوَتِدُ) .
(و) المُعَبَّد: (المُغْتَلِمُ من الفُحُولِ) ، نقلَه الصاغانيُّ.
(و) المُعَبَّدُ (بَلَدٌ مَا فِيهِ أَثَرٌ وَلَا عَلَمٌ وَلَا ماءٌ) ، أَنشد شَمِرٌ:
وَبَلَدٍ نائِي الصُّوَى مُعَبَّدِ
قطَعْتُهُ بِذَاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ
(و) المُعَبَّد: البَعِيرُ (المَهْنوءُ بالقَطِرَانِ) ، قَالَ طَرَفةُ:
إِلَى أَن تَحَامَتْنِي العَشِيرَةُ كُلُّهَا
وأُفْرِدتُ إِفْرادَ البَعِيرِ المُعَبَّدِ
قَالَ شَمِرٌ: لمُعَبَّدُ من الإِبل: الَّذِي قد عُمَّ جِلْدُه بالقَطْرَانِ. وَيُقَال: المُعَبَّدُ: الأَجْرَبُ الّذي قَد تَساقَطَ وَبَرُهُ، فأُفْرِدَ عَن الإِبِلِ لِيُهْنَأَ.
قلت: وَمثله عَن كُرَاع، وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على المصنِّف. وَيُقَال: المُعَبَّدُ: هُوَ الّذِي عَبَّدِ الجَرَبُ، أَي ذَلَّله.
(وعَبَّدَ تَعْبِيداً: ذَهَبَ شارِداً) نَقله الصاغانيُّ.
(و) يُقَال: (مَا عَبَّدَ أَن فَعَلَ) ذالك أَي (مَا لَبِثَ) ، وَكَذَا مَا عتَّمَ، وَمَا كَذَّبَ.
(وأَعْبَدُوا) بِهِ: (اجتَمَعُوا) عَلَيْه يَضْرِبُونَه. نَقله الصاغانيُّ.
(والاعتِبَادُ، والاسْتِعْبادُ: التَّعْبِيدُ) ، يُقَال: فُلانٌ استَعْبَدَه الطَّمَعُ، أَي اتَّخَذَه عَبْداً.
وعَبَّد الرَّجُلَ، واعْتَبَدَه: صَيَّرَه عَبْداً أَو كالعَبْدِ لَهُ.
(وتَعَبَّدَ: تَنَسَّكَ) ، وقَعَدَ فِي مُتَعَبَّدِهِ، أَي مَوضِع نُسُكِه.
(و) تَعَبَّدَ (البَعِيرُ: امتَنَعَ وصَعُبَ) ، وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: سَمِعْت الكِلابِيّينَ يَقُولونَ: بَعِيرٌ مُتعبِّد ومُتَأَبِّد، إِذا امْتَنَعَ على النّاسِ صُعُوبَةً، فَصَارَ كآبِدةِ الوَحْشِ.
(و) تَعَبَّدَ (البَعِيرَ: طَرَدَهُ حتَّى أَعْيَا) وكَلَّ فانقُطِعَ بِهِ.
(و) تَعَبَّدَ (فُلاناً: اتَّخَذَه عَبْداً، كاعْتَبَدَهُ) وعَبَّده، واسْتَعْبَدَه، عَن اللِّحْيَانيّ، قَالَ رُؤْبَةُ:
يَرْضَوْ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي
وَفِي الحَدِيث: (ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم: رَجُلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً) وَقد تقدَّم.
(و) من الْمجَاز: (المُعَبَّدة: السفينةُ المُقَيَّرَةُ) أَو المَطْلِيَّةُ بالشَّحْمِ أَو الدُّهُنِ أَو القَارِ.
(و) يُقَال: (أُعْبِدَ بِهِ، مَبْنِيًّا للمَجْهُول، أَي (أُبْدِعَ) ، مَقْلُوبٌ مِنْهُ.
(و) يُقَال: أُعْبِدَ بالرَّجُلِ، إِذا (كَلَّتْ راحِلَتُهُ) أَو ماتَتَ، أَو اعتَلَّتْ أَو ذَهَبَتْ فانقُطِعَ بِهِ.
(وعَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ، بالفَتْح) فالسُّكون واسمُ الطَّبِيب زيدُ بن مالِكِ بنِ امْرىءِ القَيس بن مَرْثَد بن جُشَم بن عَبْدِ شَمْسٍ.
(وعَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ) ، نَسَبُه فِي تَمِيمٍ، وَهُوَ عَلْقمَةُ بنُ عَبَدَةَ بنِ ناشِرَةَ بنِ قَيْس، يُعْرَفُ بِعَلْقَمةَ الفَحلِ. وأَخوه شَأْسُ بن عَبَدَة، وَهُوَ (بالتَّحْرِيك) ، كَذَا فِي (الإِيناس) .
(والعَبْدِيُّ نِسْبَةٌ إِلى عَبْدِ القَيْسِ) القَبِيلَةِ المَشْهُورَ. (وَيُقَال: عَبْقَسِيٌّ، أَيضاً) على النَّحْتِ، كَعَبْشَمِيَ، والأَولُ أَكْثَرُ.
(والعَبْدَانِ) فِي بني قُشَيْرِ: (عبدُ اللهِ بنُ قُشَيْر) بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ، القَبِيلةِ المشهورةِ، (وَهُوَ الأَعْوَرُ، وَهُوَ ابنُ لُبَيْنَى) ، تَصْغِير لُبْنَى، وَفِيهِمْ يَقُول أَوْسُ بن حَجَرٍ:
أَبَنِي لُبَيْنَى لَسْت مُعْتَرِفاً
ليكونَ أَلأَمَ منكمُ أَحَدُ
(وعبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ بنِ قُشَيْرِ) بن كَعْبِ بن رَبِيعَةَ، (وَهُوَ سَلَمَةُ الخَيْرِ) وَوَلَدُ وَلَدِه: بَيْحَرةُ بنُ فِرَاس،، الّذِي نَخَس ناقَة النبيِّ، صَلَّى اللهُ عليْه وسلَّم، فصرَعَتْه، فَلَعَنَه النَّبِيُّ، صلّى اللهُ عليْه وسلّم.
(والعَبِيدَتَانِ: عَبِيدَةُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ قُشَيْرِ) بن كَعْبِ بن رَبِيعةَ، (وعَبِيدةُ بنُ عَمْرِو بنِ مُعاويةَ) بنِ قُشَيْرِ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعة.
(والعَبَادِلَةُ) جمعُ عبدِ اللهِ، على النَّحْتِ، لأَنّه أُخِذَ من المُضَافِ، وبعضِ المُضَافِ إِليه، لَا أَنّه جمع لِعَبْدَل، كَمَا تَوَهَّمَهُ بعضُهم، وإِن كَانَ صَحِيحاً فِي اللَّفْظِ، إِلَّا أَنَّ المَعْنَى يأْباهُ. وأُطْلِق على هاؤلاءِ للتَّغْلِيب. قَالَه شيخُنا. وهم ثَلَاثَة، وَقيل: أَربعة.
أَوَّلُهم: سَيِّدُنا الحَبْرُ عبدُ الله (بنُ عَبَّاسِ) بن عبدِ المُطَّلِب، الهاشِمِيُّ القُرَشيُّ، تُرْجمانُ القرآنِ، تُوُفِّيَ بالطَّائِف.
(و) ثانيهم: سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ عُمَرَ) بنِ الخَطَّاب، العَدَوِيُّ القُرَشِيُّ.
(و) ثالثهم: سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ) السَّهْمِيّ القُرَشِيُّ.
فهؤلاءِ ثلاثةٌ قُرَشِيُّونَ. وآخِرُهم مَوْتاً سيِّدُنَا عبدُ الله بن عُمَرَ، سنةَ ثلاثٍ وسِتِّين.
(وَلَيْسَ مِنْهُم) ، أَي من العبادِلَةِ سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ مَسْعُودٍ) الهُذَلِيّ. وذَكَرَ ابنُ الهمامِ فِي (فَتْح الْقَدِير) أَن عُرْفَ الحَنَفِيَّةِ عَدُّ عَبدِ الله بن مَسْعودٍ مِنْهم، دُون ابْن عَمْرِو بن العاصِ. قَالَ: وعُرْفُ غَيرِنَا بالعَكْسِ وَمِنْهُم من أَسْقَط ابنَ الزُّبَيْرِ. (وغَلِطَ الجوهَرِيُّ) . قَالَ شيخُنَا: وهاذا بِنَاء مِنْهُ على أَنَّ الجَوْهَريَّ ذَكَر فِي العِبادِلَةِ ابنَ مَسْعُودٍ، رَضِي الله عَنهُ، وَلَيْسَ فِي شيْءٍ من أُصولِ الصّحاحِ الصّحيحةِ المقروءَةِ ذِكْرً لَهُ وَلَا تَعَرُّضٌ، بل اقتَصَر فِي الصّحاح على الثَّلاثةِ الّذِين ذَكَرهم المصنِّفُ، وكَأَنَّ المصنِّفَ وَقَعَ فِي نُسْخَتِهِ زيادةٌ مُحَرَّفةٌ أَو جامِعَةٌ بِلَا تَصحيحٍ، فَبَنَى عَلَيْهَا، فَكَانَ الأَولَى أَن يَنْسُبَ الغَلَط إِليها. وَقد راجَعْت أَكثَرَ من خمسين نُسخةً من الصّحاح فَلم أَرَه ذَكَر غيْرَ الثلاثةِ، لم يَتَعَرَّض لغيرِهم، نَعَمْ رأَيتُ فِي بعْضه النُّسخ النادِرَةِ زيادَةَ بنِ مَسْعُودٍ فِي الهامِشِ، كأَنَّها مُلْحَقَةٌ صْلِيحاً. ورأَيتُ العلَّامةَ سْدى لبي أَنكَر هاذه الزيادةَ، وذَكَر أَنَّه تَتَبَّعَ كثيرا من نُسَخِ الصّحاحِ، فلَم يَجدْ فِيهَا هاذه الزيادةَ. وجَزَمَ بأَن الجَوْهَرِيَّ لم يَعُدَّه.
(وعَبْدَلُ، بِاللَّامِ: اسمُ حَضرَمَوْتَ) القديمُ، نقلَه الصاغانيُّ.
(وَذُو عَبْدانَ) كسَحْبانَ: (قَيْلٌ من الأُعْبُودِ بْنِ السَّكْسَكِ) بن أَشْرَسَ بن ثَوْر. وهاذا تَقَدَّمَ بعَيْنِهِ، فَهُوَ تَكرارٌ مُخِلٌّ. والصَّوابُ فِي ضَبْطِه بالتَّحْرِيك، كَمَا مرَّ لَهُ.
(وسَمَّوْا عِبَاداً) ككِتَاب، (وعُبَاداً) كغُرَبٍ، (ومَعْبَداً) كمَسْكَنٍ، (وعِبْدِيداً) بِكَسْر فَسُكُون، (وأَعبُداً) ، كأَفْلُس، (وَعبَّاداً) ككَتَّانٍ، (وعابِداً، وُعَبِيداً) كأَمِيرٍ، (وعُبَيْداً) ، مُصَغَّراً (وعُبَيْدَةَ) بِزِيَادَة الهاءِ، (وعَبِيدَةَ) ، بِفَتْح فَكسر، (وعَبْدَةَ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وعُبْدَةَ وعُبَادَةَ، بضمِّهما، وعَبْدَلاً) بِزِيَادَة اللّام، (وعَبْدَكاً) ، بِزِيَادَة الْكَاف، (وعَبْدُوساً) ، بزيادةِ الواوِ وَالسِّين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
العابِد: المُوحِّد.
والتَّعْبِيدة: العُبُودِيَّةُ.
وَمَا عَبَدَكَ عَنِّي: مَا حَبَسَك.
وعَبَدَ بِهِ: لَزِمَهُ فلَمْ يُفَارِقْه.
والعَبَدَةُ، محرّكَةً: النّاقَةُ الشَّدِيدَةُ.
وقولُهُ تَعَالَى: {فَادْخُلِى فِى عِبَادِى} (الْفجْر: 29) أَي حِزْبِي.
وعَبَدَ يَعْدُو، إِذا أَسْرَعَ.
والعَبَدُ: الحُزْنُ والوَجْد.
وقولُه تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56) أَي إِلَّا لأَدْعُوَهُم إِلى عِبادَتِي، وأَنا مُرِيدٌ للعِبَادَةِ مِنْهُم، وَقد عَلِمَ اللهُ، قَبْلَ أَن يَخْلُقَهم، مَن يَعْبُدُه مِمَّن يَكْفُرُ بِه، وَلَو كانَ خَلَقَهُم لِيجبرَهم على العِبَادةِ لكانُوا كُلُّهُم عِبَاداً مُؤْمِنِين. كَذَا فِي تَفْسِير الزَّجَّاج. قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا قولُ أَهلِ السُنَّةِ والجماعةِ.
وعُبِّدَ: مُلِكَ هُوَ وآباؤُه من قَبْلُ.
وَقَالَ بنُ الأَنباريِّ فُلانٌ عابِدٌ، وَهُوَ الخاضِعُ لِرَبِّهِ، المُسْتَلِمُ المُنْقَادُ لأَمْرِه، والمُتَعَبِّد: المخنْفَرِدُ بالعِبَادَةِ.
وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ، وَهُوَ الْذِي يُتْرَكُ وَلَا يُرْكَبُ.
وَقَالَ أَبو جعْفَرٍ: وحَكَى صاحِبُ المُوعِبِ عَن أَبي زَيْدٍ: عَبَّدْت الرجُلَ: ذَلَّلْتُه حتَّى عَمِلَ عَمَلَ العَبِيدِ.
وعُبَادُ بنُ الصَّامِتِ البَغْدادِيُّ، سَمِعَ الحديثَ على الإِمامِ أَحمدَ بنِ حَنْبَلٍ.
وعَبَادُ بنُ السَّكُون، كسَحَابٍ: قَبِيلةٌ، وَقيل: بَطْنٌ من تُجِيبَ. وعَبادَة بن نَسِيَ التُّجِيبِيُّ، قَاضِي الأُرْدُنَّ، من صالِحِي التابِعِينَ.
وَيُقَال؛ عَبْدٌ مُعْتَبَدٌ ومُسْتَعْبَدٌ.
وعابِدٌ: لَقَبُ أَبي المُظَفَّرِ ناصِرِ بنِ نَصْرِ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ، السَّمَرْقَنْدِيِّ، المحدِّثِ، قيل: كَانَ أَبُوه دِهْقاناً كَثِيرَ المَال، فوَقَع بِسَمَرْقَنْدَ قَحْطٌ، فباعَ غَلَّتَه بِنِصْفه ثَمَنِها، وأَعْطَى الّذين يجْلِبُونَ الطَّعَامَ ليُرْخِصُوه، فحَصَل بهِ رِفْقٌ، فَقيل: عابِدٌ. فَبَقِيَ عَلَيْهِ وعَلى عَقِبِهِ.
وَفِي تَمِيمٍ عُبدةُ بالضمّ، ابنُ جَذِيمةً بنِ الحارِثِ بنِ عَمْرِو بن الهُجَيْم بن عمرِو بن تَمِيم. ذَكَرَه الوزيرُ المَغْرِبِيُّ.
وَفِي الصّحاح (حِمَارَا العِبَادِيّ) بالتَّثْنِيَةِ، يُضْرَبُ مَثَلاً فِي التَّرَدُّدِ بَيْنَ مَا أَحَدُهُما أَمْثَلُ من الآخر. قيل لِعِبَادِيِّ: أَيُّ حِمارَيْكَ شعرٌّ؟ قَالَ: هاذا ثُمَّ هاذا.
(ويَومُ عَبِيدٍ) يُضْرَبُ مَثَلاً للْيَومِ المَنْحُوسِ، لأَنّه لَقِيَ النّعْمَانَ فِي يومِ بُؤْسِهِ فَقَتلَه.
والعُبَيدِيّون: خُلَفَاءُ مصر، معروفون.
وعَبَدَة، بِالتَّحْرِيكِ، فِي نَسبِ كثيرٍ من أَهل الجاهليّ، والصّحابة، والتّابعين، فَمن الْمَشَاهِير: الجَرَنْفَش ابْن عَبَدَة الطائِيُّ المُعَمَّر، وجَرِير بن عَبَدةَ، وأَيْفعُ بنُ عَبَد، وأَبو النجْمِ العِجْليُّ الرَّجِزُ فِي أَجداده عَبَدَة بن الحارِثِ، ضَبَطَه أَبو عمرٍ والشَّيبانِيُّ.
وكسَفِينَة: عَبِيدَة بن عَمْرٍ والسَّلْمانيّ، وآخَرُون.
وبالضّمّ كثير.
وأَبو العَبْد أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ القَلانِسِيُّ الصُّوفِيُّ، حدَّثَ.
وعِبْدانُ، بِالْكَسْرِ: جدُّ عَطاءِ بن نُقَادة، حدَّث عَنهُ يعقوبُ بن محمّدٍ الزُّهريّ، وَابْنه جدّ عَمْرو بن قَطَنِ بن المُنْذِر الشاعِر، ورَبيعَة بن عِبدانَ، صحابِيٌّ. وضَبطه ابنُ عساكرٌ بكسرتين وَتَشْديد الدّال، حَكَاهُ النَّوَوِيُّ فِي شرْح مُسْلِم.
ودير عَبْدُون: مَعْرُوف بِالشَّام، قَالَ ابْن المُعْتَزّ:
سَقَى الجَزِيرةَ ذاتَ الظِّلِّ والشَّجَرِ
ودَيْرَ عَبْدُونَ هَطَّالُ مِنَ المَطَرِ
وعَبْدَة بنتُ صَفْوَان: صحابِيَّةٌ مَشْهُورَة.
وَالْعَابِد: الخادِمُ، قيل إِنه مجَاز.
وأَبو عَبّاد مَعْبَد بن وَهْبٍ المُغَنِّي مَوْلَى العاصِي بنِ وابصةَ المَخْزُومِيّ.
وَبَنُو عُبَادَة من بني عُقَيْل بنِ كَعْبٍ.
وعُبَيْد، مصغّراً: اسْم بَيْطَارٍ، وَقعَ فِي شِعرِ الأَعشى:
لم يُعَطَّفْ على حُوارٍ وَلم يقْ
طَع عُبَيْدٌ عُروقَها من خُمَالِ
وعُبَيْدَنُ فِي بَيت الحُطَيئةِ: راعٍ كَانَ لِرَجُلٍ من عادٍ، ثمَّ أَحَدِ بَني سُوَيد وَله خَبَرٌ طويلٌ.
وأَبو عاصِمٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عباد، العِبَادِيُّ الهَرَوِيُّ، فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ تُوُفِّيَ سنة 458 هـ.
وأَما الأَمير أَبو الْحُسَيْن أَزد شير بن أَبي مَنْصُور الْوَاعِظ العباديّ، فإِلى عبَادَة، قَرْيَة بمرو.
وعُبَاد بن ضُبَيعة بن قَيس، من بني بكر بن وَائِل: قَبيلَة.
والمَعْبد: العِبادة وَهُوَ مصدر.
والعَبِد، ككَتِف: الجَرِب.
وأَود عَبُّود فِي قَول حَسَّان بنِ ثَابت:
إِلى الزِّبَعْرَى فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَهُ
أَو الأَخابِثِ من أَولادِ عَبّودِ
أَراد، عابِدَ بنَ عبدِ الله بن عُمرَ بنِ مَخْزُومٍ.
وعابِدةُ الحَسناءُ بنْت شُعَيْب أُخت عَمْرو بن شُعيب.
وسَمَّوا عُبَّدَة كقُبَّرة، مِنْهُم: عُبَّدَةُ بن هِلَالِ الثَّقَفِيُّ الزَّاهِدُ، فَرْدٌ، وجَزمَ عبد الْغَنِيّ بأَنه كصُرَد. وَقَالَ ابْن مَاكُولَا: وَهُوَ الأَشبهُ. قَالَ: وَيُقَال بضمّتين مُخَفَّفاً، وبفتح فَسُكُون، وبضمّ فَسُكُون.
وعُبَادَى، كحُبَالَى: اسمُ نصرانِيَ جاءَ فِي السِّيَرِ أَنهى هدَى إِلى رَسُول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم.
وعَبِدَهُ، كعَلِمَ: أَنكره.
والعَبِدُ، كَتِف: الحَرِيصُ.
ومُنْيَةُ عَبَّادٍ، ككَتَّان: قَرْيَةٌ بمصْرَ.
والعَبَابِدَةُ: بَطْنٌ من العَرَبِ، نُسِبَتْ إِليهم النُّوقُ الفارِيقيَّةُ.
والمَعابِدَةُ: اسْم للمُحصَّب.
وعَبْدلُ، بِاللَّامِ، ابنُ الْحَارِث العِجْلِيّ، وابنُ ابنِ أَخيه، عَبْدلُ بن حَنْظَلةَ بن يامِ بن الْحَارِث، كَانَ شَرِيفاً.
والحَكَمُ بنُ عَبْدَلٍ لأَسَدِيُّ، الشاعِرُ كُوفِيٌّ ومَرْثَد بن عَبْدَل الغفريّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي زَمنِ زِياد.
وبالكاف يحيى بن عَبْدَك القَزْوِينيّ.
وسَمَّوْا: عبَادَةَ كسَحابة وكِتابة وثُمَامة. وغُرَاب وسَحَاب وكِتَاب. وَفِي تَفْصِيل ذالك طُولٌ.
وأَبو جعفرٍ محمّدُ بن عبدِ الله بنِ عَبْدٍ: كَانَ شاعِراً كاتِباً.
وأَبو أَحمد محمّد بن عَليّ بنُ عَبْدَك الجُرْجانِيُّ: مُقَدَّم السبعةِ بهَا رَوى وحدَّث.
والعَبْدَلِيُّ: نِسبةٌ إِلى عبدِ الله بن غَطَفَان وبطن آخَر من خَوْلانَ.
وأَبو منصورٍ أَحمدُ بن عَبْدُونَ. ذَكرَ الثعالبي فِي (الْيَتِيمَة) .
وأَبو عبد الله محمّد لبنُ إِبراهيمَ بنِ عَبْدُوَيه، وَابْن أَخِيه أَبو حازِم عُمَر بن أَحمدَ بن إِبراهيم العَبْدُويانِ. والنُّحَاةُ يفتحون الدّال: محدّثانِ.
وَفِي هَمْدانَ: عُبيْد بن عَمْرو بن كَثِير بن مالكِ بن حاشد. وَفِي تَمِيم: عُبَيْد بن ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع. وَفِي الأَنصار: عُبَيْد بن عَديّ بن عُثمان بن كَعْب بن سَلِمَةَ. وَفِي نَهْد: عُبَيْد بن سَلامة بن زُوَيِّ بن مَالك بن نَهْد: قبائلُ. والنِّسبة إِليهم: عُبَيْدِيٌّ.
وأَبو بكرٍ محمدُ بن فارسِ بنِ حَمْدَانَ بنِ عبد الرحمان بن مَعْبَدٍ العطشيّ المَعْبَدِيُّ. قَالَ الخَطِيب: يُذْكَرُ أَنَّه من وَلَدِ أَمّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّةِ. وأَبو عبدِ الله محمَّدُّ بن أَبِي مُوسَى بن بن عِيسَى بن أَحمد بن مُوسَى المَعْبَدِيّ: من وَلَدِ مَعْبَده ابنِ العَبّاس بنِ عبد المُطَّلب، انْتَهَت إِليه رِيَاسَةُ العَبَّاسيّينَ فِي وَقْته، رَوَيَا وحَدَّثا.
ويَعْبُدَى: مَوضِع بِالشَّام.
والمَعْبَدُ والمُتَعَبَّد: مَوْضِعُ العِبَادَةِ.
Expand
(عبد) عبدا وَعَبدَة نَدم وَعَلِيهِ غضب وَمِنْه أنف وعَلى نَفسه لامها وَعَلِيهِ حرص وَبِه لزمَه فَلم يُفَارِقهُ فَهُوَ عَابِد وَعبد

(عبد) عبودا وعبودية ملك هُوَ وآباؤه من قبل
ع ب د

يقال: عبد بيّن العبودية، وأقرّ بالعبودية. وفلان قد استعبده الطمع. وتعبدني فلان واعتبدني: صيرني كالعبد له. قال:

تعبّدني نمر بن سعد وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع

وعبده وأعبده: جعله عبداً. قال:

علام يعبدني قومي وقد كثرت ... فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان

وأعبدني فلاناً: ملكنيه. وتعبد فلان وتنسّك. وقعد في متعبده. وطريق وبعير معبد: مذلل، وتقول: لا تجعلني كالبعير المعبّد، والأسير المتعبد. وذهبوا عباديد. وتقول: أما بنو فلان فقد تبدّدوا وتعبددوا. وعبدٌ في أنفه عبدة أي أنفة شديدة. وأعوذ بالله من قومة العبوديّة، ومن النومة العبودية؛ وكان عبود مثلاً في النوم.
عبد: عبَّد (بالتشديد): جعله عبداً (فوك).
تعبَّدان: المعنى الذي ذكره فريتاج باللاتينية لهذا الفعل وهو امر أن يعبد معنى جيد ولو إنه لم يأت بشاهد عليه (وهذا المعنى لم يذكره لين) وهذا الفعل يسند إلى الله سبحانه وتعالى ونجده في كتاب عبد اللطيف الذي نشره سلفستر دي ساسي (ص533) ففيها: فإن لله سبحانه تعبَّد أن يدعى جهراً الخ. أي أن الله سبحانه فرض علينا أن ندعوه جهراً ولو إنه يعلم السرّ وأخفى.
تعبَّد ب: تعهد واخذ على نفسه إطاعة أوامر الله تعالى (بدرون ص123 من التعليقات) وانظر عن هذا المعنى والذي سبقه (معجم الماوردي).
تعبَّد الطريق: صار ممهداً أمنا (المقري 2: 701) عَبْد. العِباد: النصارى النساطرة كالذين يسكنون مدينة الحيرة. وهم عرب من تنوخ وكانوا يؤلفون القسم الأعظم من النصارى.
وكلمة عِبادِيّ تطلق عادة على أحد هؤلاء العرب من النصارى (الجريدة الآسيوية 1838، 2: 502).
عبد البطن: نِهم، شره (بوشر).
عبد الشمس: عبَاد الشمس، دوّار الشمس (زهر). (بوشر).
عُبْدِية: عُبوديّة، رقّ (فوك).
عِبادِيّ: انظرها في مادة عبد. عُبِيْديَّة: مجموعة من ضفائر الشعر المستعار تخالطها شرائط حريرية سود تربطه النساء بشعورهن ويتركنه يتدلى خلفهن (بوشر، برجون ص806، محيط المحيط).
عَبّاديّ. حصير عباديّ: حصير من السمار والاسل والحلفاء (فوك) وانظر المادة التالية.
عَبَّادانِيّ: من سكان عبادان وهو موضع حقير مقفر واقع في منطقة كلها مستنقع كبير إنما يحصلون على أسباب العيش من نسج الحصر.
(المقدسي ص118) وكانت هذه الحصر جميلة وكانت تقلد في مواضع أخرى. ومن هذا أصبحت كلمة عباداني اسما لنوع جميل جداً من الحصر.
(المقدسي ص128، 203، 242، 451، 1: 3 من التعليقات) وقد أرشدني إلى هذه المصادر في المقدسي السيد دي غويه. وفي ألف ليلة (برسل 7: 190) ايوان بفسقية وشادروان وحصر عيداني ومخّدات اسكندراني، ويجب تصحيح عيداني فالصواب عَبَّداني أو عباداني.
وقد ذكر فوك حَصِير عبادي بمعنى حصير من السمار أو الاسل. وهو نفس الكلمة لأن اسم هذا المكان كان في الأصل عَبَّاد غير أن أهل البصرة ونواحيها اعتادوا أن يلحقوا ألفا ونوناً إلى اسم الأماكن، وهكذا قالوا زيادان على مكان سمي باسم زياد، وبلالان على مكان آخر سمي باسم بلال. (انظر ياقوت 3: 298).
عابد: راهب، من نذر نفسه للعبادة. (فوك، الكالا).
عابد: ناسك، زاهد، حبيس (فوك، بوشر) وعند النصارى الراهب المنفرد للعبادة. (محيط المحيط).
تَّعبدُّ: عبودية، رق (بوشر).
مِعْبَدَة= مِعْبَد (ديوان الهذليين ص135).
مَعْبُود: مملوك اسود (الكالا) وفيه: عَبْد للمملوك مطلقاً.
مُتَّعبَّد: تعّبد، عبادة. ففي أماري ديب (ص175) كنيسة لمتعبّدهم. وفي رحلة ابن بطوطة (2: 137): بيت متعبده.
عبد
العُبُودِيَّةُ: إظهار التّذلّل، والعِبَادَةُ أبلغُ منها، لأنها غاية التّذلّل، ولا يستحقّها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى، ولهذا قال: أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
[الإسراء/ 23] .
والعِبَادَةُ ضربان:
عِبَادَةٌ بالتّسخير، وهو كما ذكرناه في السّجود.
وعِبَادَةٌ بالاختيار، وهي لذوي النّطق، وهي المأمور بها في نحو قوله: اعْبُدُوا رَبَّكُمُ
[البقرة/ 21] ، وَاعْبُدُوا اللَّهَ [النساء/ 36] .
والعَبْدُ يقال على أربعة أضرب:
الأوّل: عَبْدٌ بحكم الشّرع، وهو الإنسان الذي يصحّ بيعه وابتياعه، نحو: الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ
[البقرة/ 178] ، وعَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ
[النحل/ 75] .
الثاني: عَبْدٌ بالإيجاد، وذلك ليس إلّا لله، وإيّاه قصد بقوله: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً
[مريم/ 93] .
والثالث: عَبْدٌ بالعِبَادَةِ والخدمة، والناس في هذا ضربان:
عبد لله مخلص، وهو المقصود بقوله:
وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ
[ص/ 41] ، إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً
[الإسراء/ 3] ، نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ
[الفرقان/ 1] ، عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ [الكهف/ 1] ، إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ
[الحجر/ 42] ، كُونُوا عِباداً لِي
[آل عمران/ 79] ، إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
[الحجر/ 40] ، وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ
[مريم/ 61] ، وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً
[الفرقان/ 63] ، فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا
[الدخان/ 23] ، فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا
[الكهف/ 65] .
وعَبْدٌ للدّنيا وأعراضها، وهو المعتكف على خدمتها ومراعاتها، وإيّاه قصد النّبي عليه الصلاة والسلام بقوله: «تعس عَبْدُ الدّرهمِ، تعس عَبْدُ الدّينار» ، وعلى هذا النحو يصحّ أن يقال:
ليس كلّ إنسان عَبْداً لله، فإنّ العَبْدَ على هذا بمعنى العَابِدِ، لكن العَبْدَ أبلغ من العَابِدِ، والناس كلّهم عِبَادُ الله بل الأشياء كلّها كذلك، لكن بعضها بالتّسخير وبعضها بالاختيار، وجمع العَبْدِ الذي هو مُسترَقٌّ: عَبِيدٌ، وقيل: عِبِدَّى ، وجمع العَبْدِ الذي هو العَابِدُ عِبَادٌ، فالعَبِيدُ إذا أضيف إلى الله أعمّ من العِبَادِ. ولهذا قال: وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
[ق/ 29] ، فنبّه أنه لا يظلم من يختصّ بِعِبَادَتِهِ ومن انتسب إلى غيره من الّذين تسمّوا بِعَبْدِ الشمس وعَبْدِ اللّات ونحو ذلك.
ويقال: طريق مُعَبَّدٌ، أي: مذلّل بالوطء، وبعير مُعَبَّدٌ: مذلّل بالقطران، وعَبَّدتُ فلاناً: إذا ذلّلته، وإذا اتّخذته عَبْداً. قال تعالى: أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ
[الشعراء/ 22] .
Expand
باب العين والدال والباء معهما ع ب د- د ع ب- ب ع د- ب د ع مستعملات ع د ب- د ب ع مهملان

عبد: العبد: الإِنسان حرًّا أو رقيقاً. هو عبد الله، ويجمع على عباد وعبدين. والعبد: المملوك، وجمعه: عَبِيد، وثلاثة أعْبُد، وهم العباد أيضاً. إنّ العامّة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد الله، والعبيد المملوكين. وعبدٌ بيّن العبودة، وأقرّ بالعبوديّة، ولم أسمعهم يشتقون منه فعلاً، ولو اشتُقّ لقيل: عبُد، أي: صار عبداً، ولكنْ أُمِيتَ منه الفعل. وعبد تعبيدة، أي: لم يزل فيه من قبل هو وآباؤه. وأمّا عبَد يعبُد عِبادة فلا يقال إلا لمن يعبد الله. وتعبَّد تعبُّداً، أي: تفرّد بالعبادة. وأمّا عبدٌ خدَم مولاه، فلا يقال: عَبَدَه ولا يعبُد مولاه. واستعبدت فلاناً، أي اتخذته عبداً. وتعبَّد فلان فلاناً، أي: صيّره كالعبد له وإن كان حراً. قال :

تعبدني نمر بن سعد، وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع وقالوا: إذا طردك الطارد وأبى (أن) يُنْجِمَ عنكَ، [أي] لا يقلع فقد تعبّدك تعبّداً. وأَعْبَدَ فلانْ فلاناً: جعله عبداً. وتقرأ هذه الآية على سبعة أوجه: فالعامّة تقرأ: وعَبَدَ الطّاغوتُ، أي: عَبَدَ الطّاغوتَ من دون الله. وعُبِدَ الطّاغوتُ، كما تقول: ضُرِبَ عبدُ الله. وعَبُدَ الطّاغوتُ، أي: صار الطّاغوتُ يُعْبَدُ، كما تقول: فَقُهَ الرّجلُ، وظَرُفَ. وعُبَّد الطّاغوتُ، معناه عبّادُ الطّاغوتِ. جمع، كما تقول: رُكَّعٌ وسُجَّدٌ. وعَبَدَ الطّاغوتِ، أرادوا: عبدة الطّاغوتِ مثل فَجَرَة وكَفَرَة، فطرح الهاء والمعنى في الهاء. وعابد الطّاغوتِ، كما تقول: ضاربُ الرّجلِ. وعُبُدُ الطّاغوت، جماعة، لا يقال: عابد وعُبُدُ، إنما يقال عَبُودٌ وعُبُدٌ. ويقال للمشركين: عَبَدَةُ الطّاغوت والأوثان، وللمسلمين: عُبّاد يعبدون الله. والمسمَّى بعَبَدَةَ. والجزم فيها ة خطأ، إنما هو عَبَدَة على بناء سَلَمة. وتقول: استعبدته وهو قريب المعنى من تعبّد إلاّ أنّ تعبّدته أخصّ، وهم العِبِدَّى، يعني: جماعة العبيد الذين وُلدوا في العُبُودة، تعبيدة ابن تعبيدة، أي: في العُبُودةُ إلى آبائه. وأَعْبَدَني فلاناً، أي: مَلَّكَني إياه. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء بالقَطِران، وخلّي عنه فلا يدنو منه أحد. قال :

وأُفْرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبّد

وهو الذّلول أيضاً، يوصف به البعير. والمعبّد: كلّ طريق يكثر فيه المختلفة، المسلوك. والعَبَدُ: الأنفة والحميّة من قول يُسْتَحْيَ منه، ويُسْتَنْكَفُ. ومنه: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ

أي: الأنفين من هذا القول، ويُقْرَأ العَبِدِينَ، مقصورة، على عَبِدَ يَعْبَدُ. ويقال: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ

أي: كما أنه ليس للرحمن ولد فلست بأوّل من عَبَدَ الله مِنْ أهلِ مكّة.

ويروى عن أمير المؤمنين أنّه قال: عَبِدْتُ فَصَمَتُّ

أي: أنِفْتُ فَسَكَتُّ. قال :

ويَعْبَدُ الجاهل الجافي بحقّهم ... بعد القضاء عليه حين لا عَبِد

والعباديدُ: الخيل إذا تَفَرَّقَتْ في ذهابها ومجيئها. ولا تقع إلا على جماعة، لا يُقالُ للواحد: عِبْدِيد. ألا ترى أنك تقول: تفرّقت فهي كلّها متفرّقة، ولا يقال للواحد متفرّق، ونحو ذلك كذلك مما يقع على الجماعات فافهم. تقول: ذهبت الخيل عباديدَ، وفي بعض الكلام عبابيد. قال الشمّاخ :

والقَوْمُ أتُوكَ بَهْزٌ دون إخوتِهِمْ ... كالسّيْلِ يركَبُ أطرافَ العبابيد  والعباديد: الأطراف البعيدة والأشياء المتفرقة، وكذا العبابيد.

دعب: الدِّعابَةُ من المِزاح والمُضاحكة. يُداعبُ الرّجل أخاه شبه المزاح. تقول: يَدْعَبُ دَعْباً إذا قال قولا يستملح. قال :

واستطربت ظَعْنُهُمْ لمّا احزألّ بهم ... مع الضُّحى ناشِطٌ من داعباتِ ددِ

رواه الخليل بالباء [وقد روي] بالياء، يعني اللواتي يَدْعَبْنَ بالمزاح ويُدَأدِدْنَ بأصابعهنّ، ويروى: داعب دَدَد، يجعله نعتا للداعب، ويكسعه بدالٍ أُخرى ثالثة ليتمّ النَّعْت، لأن النعت لا يتمكّن حتى يصير ثلاثة أحرف، فإذا اشتقوا من ذلك فِعلاً أدخلوا بين الدّالَيْنِ همزة لتستمرّ طريقة الفعل، ولئلاّ تثقل الدّالات إذا اجتمعْنَ، فيقولون: دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً، وعلى ذلك القياس: قال رؤبة:

يُعِدُّ دأداً وهديراً زَعْدَبا ... بَعْبَعَةُ مرّاً ومرّاً بأْبَبَا

أخبر أنه يقرقر فيقول: بب بب، وإنما حكى جرساً شِبْه بَبَبْ فلم يستقم في التصريف إلا كذلك، قال الراجز :

يسوقُها أعيسُ هدّارٌ بَبِبْ ... إذا دعاها أقبلتْ لا تَتّئِبْ

أي: لا تستحي، ونحو ذلك كذلك من الحكايات المتكاوسة الحروف بعضها على بعض، وقلما هي تستعمل في الكلام. والدّاعب: اللاّعب أيضاً. والدُّعْبُوبُ: الطريق المذلّل يسلكه الناس. والدعبوب: النشيط. قال :

يا ربّ مُهْرٍ حَسَنٍ دُعْبُوبِ ... رَحْبِ اللَّبَانِ حَسَنِ التَّقْريبِ

بعد: بعد: خلاف شيء وضدّ قبل، فإذا أفردوا قالوا: هو من بعدُ ومن قبلُ رفع، لأنّهما غايتان مقصود إليهما، فإذا لم يكن قبل وبعد غاية فهما نصب لأنهما صفة. وما خلف بعقبه فهو من بعده. تقول: أقمتُ خلافَ زيدٍ، أي: بعد زيد. قال الخليل: هو بغير تنوين على الغاية مثل قولك: ما رأيته قطّ، فإذا أضفته نصبت إذا وقع موقع الصفة، كقولك: هو بعدَ زيد قادم، فإذا ألقيت عليه من صار في حدّ الأسماء، كقولك: مِنْ بَعْدِ زيد، فصار من صفة، وخفض بعد لأن مِنْ حرف من حروف الخفض، وإنما صار بعد منقاداً لِمِنْ، وتحوّل من وصفيته إلى الاسمية، لأنه لا تجتمع صفتان، وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب. وتقول العرب: بُعْداً وسُحْقاً، مصروفاً عن وجهه، ووجهه: أبعده الله وأسحقه، والمصروف ينصب، ليعلم أنه منقول من حال إلى حال، ألا ترى أنهم يقولون: مرحباً وأهلاً وسهلاً، ووجهه: أرحب الله منزلك، وأهّلك له، وسهّله لك. ومن رفع فقال: بُعْدٌ له وسُحْقٌ يقول: هو موصوف وصفته قوله [له] مثل: غلامٌ له، وفرسٌ له، وإذا أدخلوا الألف واللاّم لم يقولوا إلاّ بالضمّ، البُعْدُ له، والسُحْقُ له، والنصب في القياس جائز على معنى أنزل الله البعدَ له، والسحقَ له. والبُعْدُ على معنيين: أحدهما: ضدّ القُرب، بَعُدَ يَبْعُدُ بُعْداً فهو بَعِيدٌ. وباعَدْتُه مُباعدةً، وأَبْعَدَهُ الله: نحّاه عن الخير، وباعَدَ الله بينهما وبَعَّدَ، كما تقرأ هذه الآية رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وبعّد، قال الطّرماح :

تُباعِدُ منّا مَنْ نُحبّ اقترابَهُ ... وتجمعُ منّا بينَ أهلِ الظّنائِنِ

والمباعدة: تباعد الشيء عن الشيء. والأبْعَدُ ضدّ الأقْرَبُ، والجمع: أقربون وأبعدون، وأباعد وأقارب. قال :

من النّاس من يَغْشَى الأباعدَ نفعُه ... ويشقى به حتى المماتِ أقارِبُهْ

وإن يَكُ خيراً فالبعيدُ يناله ... وإن يَكُ شرًّا فابنُ عمِّكَ صاحبُهْ

ويقرأ: بَعِدَتْ ثَمُودُ وبَعِدَتْ ثَمُودُ. إلا أنّهم يقولون: بَعِدَ الرّجل، وأبعده الله. والبُعْدُ والبِعادُ أيضاً من اللّعن، كقولك: أبعده الله، أي: لا يرثى له مما نزل به. قال :

وقلنا أبعدوا كبعاد عاد وهذا من قولك: بُعْداً وسحقاً، والفعل منه: بَعِدَ يَبْعَدُ بَعَداً. وإذا أهَّلْتَهُ لما نزل به من سوء قلتَ: بُعْداً له، كما قال: بَعِدَتْ ثَمُودُ، ونصبه فقال: بُعْداً له لأنّه جعله مصدراً، ولم يجعله اسماً. وفي لغة تميم يرفعون، وفي لغة أهل الحجاز أيضاً.

بدع: البَدْعُ: إحداثُ شيءٍ لم يكن له من قبلُ خلقٌ ولا ذكرٌ ولا معرفةٌ. والله بديعُ السموات والأرض ابتدعهما، ولم يكونا قبل ذلك شيئاً يتوهّمهما متوهّم، وبدع الخلق. والبِدْعُ: الشيء الذي يكون أولاً في كل أمر، كما قال الله عز وجل: قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ

، أي: لستُ بأوّل مُرْسَل. وقال الشاعر :

فلست بِبِدْعٍ من النائبات ... ونقض الخطوب وإمرارها

والبِدْعَةُ: اسم ما ابتدع من الدين وغيره. ونقول: لقد جئت بأمرٍ بديع، أي: مبتدع عجيب. وابتدعت: جئت بأمرٍ مختلف لم يعرف ذلك قال :

إنّ (نبا) ومطيعاً ... خُلِقا خلقاً بديعا

جمعةُ تُتْبَعُ سبتا ... وجُمادَى وربيعا

ويُقرأ: بديعَ السماوات والأرض بالنصب على جهة التعجّب لما قال المشركون، بدعاً ما قلتم وبديعاً ما اخترقتم، أي: عجيباً، فنصبه على التعجّب، والله أعلم بالصّواب. ويقال: هو اسم من أسماء الله، وهو البديع لا أحد قبله. وقراءة العّامة الرّفع [وهو] أولى بالصواب. والبِدْعَةُ: ما استحدثت بعد رسول الله ص من أهواء وأعمال، ويُجْمَع على البِدَع. قال الشاعر :

ما زال طعن الأعادي والوشاة بنا ... والطعن أمر من الواشين لا بدع

وأُبْدِعَ البعيرُ فهو مُبْدَعٌ، وهو من داء ونحوه، ويقال هو داءٌ بعينه، وأُبْدِعَتِ الإبلُ إذا تُركت في الطريق من الهُزال وأُبْدِعَ بالرّجلِ إذا حَسِرَ عليه ظهره. 
Expand

عبد

1 عَبَدَ اللّٰهَ, aor. ـُ inf. n. عِبَادَةٌ (IKtt, L, Msb, &c.) and عُبُودَةٌ and عُبُودِيَّةٌ (IKtt) and مَعْبَدٌ and مَعْبَدَةٌ, (L,) He served, worshipped, or adored, God; rendered to Him religious service, worship, or adoration: (L:) or he obeyed God: (IKtt:) or he obeyed God with humility or submissiveness; rendered to Him humble, or submissive, obedience: (IAth, L, Msb:) [or, inf. n. عِبَادَةٌ, he did what God approved: and, inf. n. عُبُودَةٌ, he approved what God did: (see the former of these ns. below:)] the verb is used in these senses only when the object is God, or a false god, or the Devil. (TA.) A2: عَبَدْتُ بِهِ أُوذِيهِ I was excited against him to annoy, molest, harm, or hurt, him. (O, K.) b2: And مَا عَبَدَكَ عَنِّى What has withheld thee from me? (IAar, L.) A3: عَبُدَ, aor. ـُ inf. n. عُبُودَةٌ and عُبُودِيَّةٌ, accord. to Lh and IKtt, but A'Obeyd held that there is no verb to these two ns., He was, or became, a slave, or in a state of slavery: or he was, or became, in a state of slavery, his fathers having been so before him; as also ↓ عُبِّدَ. (L.) b2: Lth read [in the Kur v. 65] وَعَبُدَ الطَّاغُوتُ; explaining the meaning to be, Et-Tághoot having become an object of worship; and saying that عَبُدَ, here, is a verb similar to ظَرُفَ and فَقُهَ: but Az says that in this he has committed a mistake. (L.) A4: عَبِدَ, aor. ـَ inf. n. عَبَدٌ (and عَبَدَةٌ, or this is a simple subst., L), He was, or became, angry; (Fr, S, O, * L, Msb, K;) [and so ↓ تعبّد, in the Deewán of Jereer, accord. to Freytag;] like أَبِدَ and أَمِدَ and أَحِنَ: (Fr:) and he was long angry. (L.) You say, عَبِدَ عَلَيْهِ He was angry with him. (Fr.) And ElFarezdak makes it trans. without a prep., saying يَعْبَدُنِى. (L.) b2: He disdained, or scorned. (Az, S, O, L.) El-Farezdak says, وَأَعْبَدُ أَنْ أَهْجُو كُلَيْبًا بِدَارِمِ [And I disdain to satirize Kuleyb with Dárim: the former being unworthy to be coupled with the latter even as an object of satire]. (S, O, L.) [See also عَبِدٌ.] b3: He denied, disacknowledged, or disallowed. (O, K.) [See, again, عَبِدٌ.] b4: He repented, and blamed himself, (O, K, TA,) for having been remiss, or having fallen short of doing what he ought to have done. (TA.) b5: He mourned, grieved, or was sorrowful. (L.) b6: He was covetous; or inordinately, or culpably, desirous. (O, K.) And عَبِدَ بِهِ He clave, or kept, to it, or him, inseparably. (L.) b7: And, (O, L, K,) said of a camel, (L,) He was, or became, affected with mange, or scab: (L:) or with incurable mange or scab: (O, L:) or with severe mange or scab. (K.) 2 عبّدهُ, (S, * A, O, ast; Msb, K, *) inf. n. تَعْبِيدٌ; (S, O, K;) and ↓ اعبدهُ, (S, A, O, K,) inf. n. إِعْبَادٌ; (S;) and ↓ تعبّدهُ, and ↓ اعتبدهُ, (S, O, K,) and ↓ استعبدهُ; (S, * O, * Msb, K; *) He made him, or took him as, a slave; he enslaved him: (S, A, O, Msb, K:) or عبّدهُ and ↓ اعبدهُ (TA) and ↓ تعبّدهُ and ↓ اعتبدهُ (A) he made him to be as a slave to him. (A, TA.) See also 1, former half. You say [also] الطَّمَعُ ↓ استعبدهُ Covetousness made him a slave. (A.) And فُلَانًا ↓ أَعْبَدَنِى He made me to posses such a one as a slave: (A, O, Msb, K:) so accord. to Lth: but Az says that the meaning of أَعْبَدْتُ فُلَانًا as commonly known to the lexicologists is اِسْتَعْبَدْتُهُ: he adds, however, that he does not deny the meaning assigned by Lth if it can be verified. (L.) مُحَرَّرًا ↓ اِعْتَبَدَ, occurring in a trad., or as some relate it, ↓ أَعْبَدَ, means He took an emancipated man as a slave: i. e. he emancipated a slave, and then concealed the act from him, or confined him, and made him to serve him by force; or he took a freeman, and pretended that he was a slave, and took possession of him by force. (L.) b2: عبّدهُ also signifies He brought him under, (namely, a man,) subdued him, or rendered him submissive, so that he did the work of slaves. (Az, TA.) عبّد, inf. n. as above, is syn. with ذَلَّلَ. (S, O.) [And hence it has also the following significations, among others indicated by explanations of its pass. part. n. below. b3: He rendered a camel submissive, or tractable. b4: And He beat, or trod, a road, or path, so as to make it even, or easy to walk or ride upon.]

A2: عبّد [as intrans.], inf. n. as above, He departed, taking fright, and running away, or going away at random: (O, K:) or he hastened, or went quickly. (TA.) And عبّد يَعْدُو He hastened time after time, running. (TA.) b2: مَا عَبَّدَ أَنْ فَعَلَ ذَاكَ, (inf. n. as above, S,) He delayed not, or was not slow, to do, or in doing, that. (S, O, K. *) 4 اعبد as trans.: see 2, former half, in four places.

A2: اعبدوا They collected themselves together; assembled together. (K.) b2: اعبد القَوْمُ بِالرَّجُلِ The people, or party, beat the man: (O, K:) or collected themselves together and beat him. (TA.) A3: أُعْبِدَ بِهِ His riding-camel became fatigued: (S, O, K:) or perished; or flagged, or became powerless; or stopped with him: (S, O:) or died, or became ill, or went away, so that he was obliged to stop: (L:) i. q. أُبْدِعَ بِهِ [q. v.], (S, O, L, K,) from which it is formed by transposition. (TA.) 5 تعبّد He became, or made himself, a servant of God; devoted himself to religious services or exercises; applied himself to acts of devotion. (S, A, O, L, Msb, K.) And تعبّد بِالْإِسْلَامِ He became, or made himself, a servant of God by [following the religion of] El-Islám; [i. e. he followed El-Islám as his religion;] syn. ذَانَ بِهِ. (Msb in art. دين.) A2: Also, He (a camel) became refractory, and difficult to manage, (K,) like a wild animal. (L.) b2: See also عَبِدَ, first sentence.

A3: تعبّدهُ: see 2, first sentence, in two places. b2: Also He called him, or invited him, to obedience. (Msb.) A4: تعبّد البَعِيرَ He drove away the camel until he became fatigued (O, K, TA) and was obliged to stop. (TA.) 8 إِعْتَبَدَ see 2, former half, in three places.10 إِسْتَعْبَدَ see 2, in two places. R. Q. 2 تَعَبْدَدُوا They (a people) went away in parties in every direction. (TA.) [See عَبَادِيدُ.]

عَبْدٌ, originally an epithet, but used as a subst., (Sb, TA,) A male slave; (S, A, O, L, Msb, K;) i. q. مَمْلُوكٌ; (L, K;) [but عَبْدٌ is now generally applied to a male black slave; and مَمْلُوكٌ, to a male white slave; and this distinction has long obtained;] contr. of حُرٌّ; (S, A, O, L, Msb;) as also ↓ عَبْدَلٌ, (L, K,) in which the ل is augmentative: (L:) and a servant, or worshipper, of God, and of a false god, or of the Devil: (Lth, L, &c.:) [you say عَبْدُ اللّٰهِ and عَبْدُ الشَّمْسِ &c.: see also عَابِدٌ, which signifies the same; and see the remarks in this paragraph on the pls. عَبِيدٌ and عِبَادٌ and عَبَدَةٌ &c.:] and a man, or human being; (M, A, L, K;) as being a bondman (مَرْبُوبٌ) to his Creator; (L;) applied to a male and to a female; (Ibn-Hazm, TA;) whether free or a slave: (K:) pl. أَعْبُدٌ (S, O, Msb, K) and أَعْبِدَةٌ and أَعْبَادٌ, (IKtt, TA,) [all pls. of pauc.,] of which the first is the most commonly known, (Msb,) and ↓ عَبِيدٌ and عِبَادٌ, (S, O, Msb, K,) which two and the first are the most commonly known of all the many pls. of عَبْدٌ, (Msb,) عَبِيدٌ being like كَلِيبٌ as pl. of كَلْبٌ, a rare form of pl.; (S, O;) or, accord. to some, it is a quasipl. n.; accord. to Ibn-Málik, فَعِيلٌ occurs as a pl. measure, but sometimes they use it in the manner of a pl. and make it fem., as in the instance of عَبِيدٌ, and sometimes they use it in the manner of quasi-pl. ns. and make it masc., as in the instances of حَجِيجٌ and كَلِيبٌ; (MF;) [accord. to the general and more approved opinion, it is a quasi-pl. n., and therefore fem. and masc., but most commonly fem.;] and further it should be remarked that the common people agree in making a difference between عَبِيدٌ and عِبَادٌ, by the former meaning slaves [and by the latter meaning servants of God and also simply, with the article ال, mankind], saying, هٰؤُلَآءِ عَبِيدٌ these are slaves, and هٰذَا عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللّٰهِ [this is a servant, of the servants of God]: (Az, L:) [and a distinction is also made between عِبَادٌ and عَبَدَةٌ, respecting which see what follows:] other pls. of عَبْدٌ are عُبْدَانٌ, (S, O, K,) like تُمْرَانٌ pl. of تَمْرٌ, (S, O,) and عِبْدَانٌ, (S, O, K,) like جِحْشَانٌ pl. of جَحْشٌ, (S, O,) and عُبُدٌ, (S, O, K,) like سُقُفٌ pl. of سَقْفٌ, (S, O,) or this is pl. of عَبِيدٌ, like رُغُفٌ pl. of رَغِيفٌ, (Zj,) and is also a pl. of عَابِدٌ, (L,) and some read [in the Kur v. 65] عُبُدَ الطَّاغُوتِ, (Akh, S, O,) and عُبْدٌ (MF) and عُبُودٌ and عُبَّدٌ and عُبَّادٌ and عَبَدَةٌ, (IKtt, TA,) the last three of which are also pls. of عَابِدٌ: (L:) one says of the worshippers of a plurality of gods, هُمْ عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ [they are the servants of Et-Tághoot]; but the Muslims one calls عِبَادُ اللّٰهِ, meaning the servants, or worshippers, of God: (Lth, L:) [all these are pls. in the proper sense of the term, of the broken class:] and عَبْدُونَ, (O, K,) a pl. of the sound class, adopted because عَبْدٌ is originally an epithet: (TA:) and [the following, with the exception of the first, and of some which are particularized as being pls. of pls., are also said to be pls., but are properly speaking quasi-pl. ns., namely,] ↓ عَبُدٌ, (O, K,) accord. to some, who read [in the Kur ubi suprà] عَبُدَ الطَّاغُوتِ, making the former a prefixed noun, as meaning the servants (خَدَم) of Et-Tághoot; but it is a n. of the measure فَعُلٌ, like حَذُرٌ and نَدُسٌ, not a pl.; the meaning being the servant (خَادِم) of Et-Tághoot; (Akh, S, O;) and it is also used by poetic license for عَبْدٌ; (Fr, T, S, O;) and ↓ عِبِدَّانٌ and ↓ عِبِدَّآءُ and ↓ عِبِدَّى; (S, O, K;) or, accord. to some, the last of these signifies slaves born in a state of slavery; and the female is termed ↓ عَبْدَةٌ; and Lth says that ↓ عِبِدَّى signifies a number of slaves born in a state of slavery, generation after generation; but Az says that this is a mistake, that عِبِدَّى اللّٰهِ signifies the same as عبَادُ اللّٰهِ, that it is thus used in a trad., and that عِبِدَّى is applied in another trad. to poor men of the class called أَهْلُ الصُّفَّة; (L;) and ↓ عُبُدَّآءُ and ↓ عِبِدَّةٌ and ↓ عِبَادٌّ (IKtt, TA) and ↓ مَعْبَدَةٌ, like مَشْيَخَةٌ, (T, O, K,) and ↓ مَعْبُودَآءُ (Yaakoob, S, O, K) and ↓ مَعْبُودَى, (IKtt, TA,) and [pl. pl.] ↓ مَعَابِدُ, (O, K,) said to be pl. of مَعْبَدَةٌ; (TA;) and pl. pl. أَعَابِدُ, (K,) pl. of أَعْبُدٌ; (TA;) and عَبِيدُونَ, (Es-Suyootee, MF,) app. pl. of ↓ عَبِيدٌ. (MF.) فَادْخُلِى فِى عِبَادِى, in the Kur lxxxix. 29, means Then enter thou among my righteous servants: (Ksh, Bd, Jel:) or it means فِى حِزْبِى [among my peculiar party]. (S, O.) b2: Also (tropical:) Ignoble, or base-born; like as حُرٌّ is used to signify “ generous,” “ noble,” or “ well-born. ” (Mgh in art. حر.) A2: Also A certain plant, of sweet odour, (O, K, TA,) of which the camels are fond because it makes the milk to become plentiful, and fattens; it is sharp, or hot, (حَادّ O, or حَارّ TA,) in temperament; and when they depasture it they become thirsty, and seek the water: (O, TA:) so says IAar. (O.) A3: And A short and broad نَصْل [or arrow-head, or spear-head, or blade]. (AA, O, * K.) عَبَدٌ: see عَابِدٌ.

عَبُدٌ: see the paragraph commencing with عَبْدٌ, latter half.

عَبِدٌ and ↓ عَابِدٌ (but the latter is rarely used, Ibn-'Arafeh) Angry. (L.) And (both words) Disdaining, or disdainful; scorning, or scornful. (L.) Accord. to AA, العَابِدِينَ in the words of the Kur [xliii. 81], إِنْ كَانَ لِلرَّحْمٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ

↓ العَابِدِينَ, means The disdainers, or scorners, and the angry: (S, * L:) but Ibn-'Arafeh rejects this assertion: (TA:) these words are variously explained; as meaning There is not to the Compassionate a son; and I am the first of the angry disdainers or scorners of the assertion that there is: or, and I am the first of the deniers of this assertion: or, and I am the first of the worshippers of God according to the unitarian doctrine, or, of the worshippers of God of this people: or if there were to the Compassionate a son, I would be the first of his worshippers: or if there be to the Compassionate a son, I am the first of worshippers; but I am not the first worshipper of God: or, accord. to Az, the best interpretation is one ascribed to Mujáhid; i. e. if there be to the Compassionate a son in your opinion, I am the first of those who have worshipped God alone, and who have thus charged you with uttering a falsehood in this your assertion. (L.) عَبْدَةٌ: see عَبْدٌ, latter half.

عَبَدَةٌ [as a subst. from عَبِدَ (q. v.), Anger. b2: ] Disdain, or scorn; (S, O, L, K;) disdain occasioned by a saying at which one is ashamed, and from which one abstains through scorn and pride: (L:) or intense disdain or scorn. (A.) b3: Strength: so in the saying مَا لِثَوْبِكَ عَبَدَةٌ [There is not any strength to thy garment]. (S, O.) b4: Strength and fatness: (S, O, K:) thus in the phrase نَاقَةٌ ذَاتُ عَبَدَةٍ [A she-camel possessing strength and fatness]. (S, O.) And one says [also] نَاقَةٌ عَبَدَةٌ [if this be not a mistake for the phrase here next preceding] meaning A strong she-camel. (L, Msb.) b5: And Lastingness, or continuance; syn. بَقَآءٌ; (O, L, K, TA;) in some lexicons نَقَآءٌ; (TA;) and strength. (L.) One says, لَيْسَ لِثَوْبِكَ عَبَدَةٌ meaning There is not to thy garment any lastingness, or continuance, and strength. (Lh, L.) A2: Also A stone with which perfume is bruised, or pounded. (O, L, K.) عَبْدِىٌّ [a rel. n. from عَبْدٌ]. الدَّرَاهِمُ العَبْدِيَّةُ Certain Dirhems, which were superior to those of late times, and of greater weight. (O, K, TA.) عَبْدِيَّةٌ, as a subst.: see عِبَادَةٌ: b2: and عُبُودِيَّةٌ.

عِبِدَّةٌ: see عَبْدٌ, last quarter.

عِبِدَّى: see عَبْدٌ, latter half, in two places.

عِبِدَّى: see عَبْدٌ, latter half.

عُِبُِدَّآءٌ: see عَبْدٌ, latter half.

عَبْدَلٌ: see عَبْدٌ, near the beginning.

عَبْدَلِّىٌّ and عَبْدَلَّاوِىٌّ [both post-classical, the latter, which is the more common, said by Forskål to be an appellation of the Cucumis chate, which is app. from قِثَّآء, denoting several species of cucumber; but it is] a sort of melon, [abounding in Egypt, of little flavour, eaten with sugar,] said to be thus called in relation to 'AbdAllah Ibn-Táhir, a governor of Egypt on the part of El-Ma-moon. ('Abd-El-Lateef: see pp. 52 and 54 of the Ar. text, and pp. 34 and 35, and 125-7, of De Sacy's Transl. and Notes: and see also Forskål's Flora Ægypt. Arab. pp. lxxvi. and 168.) [See also عَجُورٌ.]

عَبِيدٌ: see عَبْدٌ, first and last quarters.

عُبَيْدٌ [dim. of عَبْدٌ. b2: And, used as a proper name,] The son of the desert, or of the waterless desert: thus expl. by El-Kanánee to Fr. (O.) b3: And [hence] أُمُّ عُبَيْدٍ The desert, or waterless desert, (Fr, O, K,) that is vacant, or desolate: (K:) or the land that is vacant, or desolate: (El-Kaná- nee, Fr, O:) or the land that the rain has missed. (O, K.) And sometimes it is used as meaning (assumed tropical:) Great calamity: (TA:) it is said in a prov., وَقَعُوا فِى أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحُ حَيَّاتُهَا [for تَتَصَايَحُ, lit. They became, or found themselves, in the desert, &c., of which the serpents were hissing, one at another], meaning (assumed tropical:) [they fell] into a great calamity. (Meyd, TA.) عِبَادَةٌ (S, IKtt, A, IAth, L, K) and ↓ عُبُودِيَّةٌ and ↓ عُبُودَةٌ (IKtt, K) and ↓ عَبْدِيَّةٌ (Fr, K) and ↓ مَعْبَدٌ and ↓ مَعْبَدَةٌ (L) [all said by some to be inf. ns., except the fourth,] Religious service, worship, adoration, or devotion; (L;) obedience: (S, IKtt, A, K:) obedience with humility or submissiveness; humble, or submissive, obedience: (IAth, L:) or عِبَادَةٌ signifies the Doing what God approves: and ↓ عُبُودَةٌ, the approving what God does: and the primary signification of ↓ عُبَودِيَّةٌ is humility, and submissiveness: (S, A, O:) عِبَادَةٌ is rendered only to God, or a false god, or the Devil. (TA.) عُبُودَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places: b2: and see عُبُودِيَّةٌ.

العُبَيْدَةُ The [portion, or appertenance, of the stomach, of a ruminant, called] فَحِث, (O, K, TA,) also called حَفِث [q. v.]. (TA.) عُبُودِيَّةٌ The state, or condition, of a slave; slavery; servitude; (S, O, L, Msb;) as also ↓ عُبُودَةٌ (S, O, L) and ↓ عَبْدِيَّةٌ (O, Msb) and ↓ تَعْبِيدَةٌ. (L.) b2: See also عِبَادَةٌ, in two places.

عِبَادٌّ: see عَبْدٌ, last quarter.

عَبَادِيدُ and عَبَابِيدُ, each a pl. having no sing., Parties of people (S, O, K) going in every direction: (S, O:) and horsemen going in every direction. (K.) One says, صَارَ القَوْمُ عَبَادِيدَ and عَبَابِيدَ The people became divided into parties going in every direction. (S, O.) And ذَهَبُوا عَبَادِيدَ and عَبَابِيدَ They went away in parties in every direction. (TA.) b2: Also (both words, K, or the latter [only], TA,) Far-extending roads: (K:) or diverse and far-extending roads: said to be used in this sense not with respect to coming, but only with respect to dispersion, and going away. (TA.) b3: Also (or the former [only], TA) Hills such as are called إِكَام or آكَام [pls. of أَكَمَةٌ]. (K, TA.) b4: And one says, مَرَّ رَاكِبًا عَبَادِيدَهُ He passed, or went away, riding upon the extremities of his buttocks. (O, K.) عَبَادِيدِىٌّ (S, O) and عَبَابِيدِىٌّ (O, TA) rel. ns. from عَبَادِيدُ (S, O) and عَبَابِيدُ (O, TA) thus formed because the said ns. have no sings., (Sb, S, O, TA,) Of, or relating to, parties of people going in every direction. (S, O.) عَابِدٌ A server, a worshipper, or an adorer, of God: (L:) an obeyer of God with humility, or submissiveness: (L, Msb:) [a devotee:] a unitarian: (L:) by a secondary application, used of him who takes for his god other than the True God, such as an idol, and the sun, &c.: (Msb:) pl. عُبَّادٌ and عَبَدَةٌ (L, Msb) and عُبُدٌ and عُبَّدٌ, all of which are also pls. of عَبْدٌ [q. v.]: (L:) [and quasi-pl. n. ↓ عَبَدٌ (like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ), accord. to a reading of a phrase in the Kur v. 65, as expl. by some.] b2: And A servant: a meaning said to be tropical. (TA.) b3: See also عَبِدٌ, in two places.

تَعْبِيدَةٌ: see عُبُودِيَّةٌ.

مَعْبَدٌ: see عِبَادَةٌ: A2: and see also مُتَعَبَّدٌ.

مِعْبَدٌ A shovel, or spade, of iron; syn. مِسْحَاةٌ: (K:) pl. مَعَابِدُ. (TA.) مَعْبَدَةٌ, and the pl. مَعَابِدُ: see عَبْدٌ, last quarter: A2: and for the former see also عِبَادَةٌ.

مُعَبَّدٌ, applied to a camel, Rendered submissive, or tractable; broken, or trained; syn. مُذَلَّلٌ: (A, L:) or anointed with tar, (S, O, K,) and rendered submissive, or tractable: (S, O:) or whose whole skin is anointed with tar: (Sh:) or mangy, or scabby, whose fur has fallen off by degrees, and which is set apart from the other camels to be anointed with tar: or rendered submissive by the mange, or scab: or affected with the mange, or scab; or with incurable mange or scab. (L. [And, applied to a camel, it has other meanings, which see in what follows.]) [And hence, app.,] سَفِينَةٌ مُعَبَّدَةٌ A ship, or boat, tarred: (AO, S, O, L, K:) or smeared with fat, or oil. (AO, L.) b2: Applied to a road, Beaten; syn. مُذَلَّلٌ; (S, A, O, K;) trodden; (Az, TA;) or travelled by many passengers going to and fro: (TA:) and syn. with مُذَلَّلٌ as applied to other things also. (K.) b3: And [hence] A wooden pin, peg, or stake. (Az, O, K, TA. [In the CK, المُؤَتَّدُ is erroneously put for الوَتِدُ.]) So in the following verse of Ibn-Mukbil: وَضَمَّنْتُ أَرْسَانَ الجِيَادِ مُعَبَّدًا

إِذَا مَا ضَرَبْنَا رَأْسَهُ لَا يُرَنَّحُ [And I made a wooden peg to be a guarantee for the ropes of the coursers: when we beat its head, it did not wabble]. (Az, O, TA.) b4: Also Honoured, or treated with honour, (L, K,) and served; applied to a camel. (L.) Thus it has two contr. significations. (K.) b5: And A camel left unridden. (O, L.) b6: And, applied to a stallion [camel], Excited by lust, or by vehement lust. (O, K.) b7: Also, applied to a country, or tract of land, In which is no footprint, or track, nor any sign of the way, nor water: (O, K:) you say بَلَدٌ مُعَبَّدٌ. (O.) مَعْبُودَى and مَعْبُودَآءُ: see عَبْدٌ, last quarter.

مُتَعَبَّدٌ [and ↓ مَعْبَدٌ] A place appropriated to religious services or exercises, or acts of devotion. (TA.)
Expand

عبد: العبد: الإِنسان، حرّاً كان أَو رقيقاً، يُذْهَبُ بذلك إِلى أَنه

مربوب لباريه، جل وعز. وفي حديث عمر في الفداء: مكانَ عَبْدٍ عَبْدٌ، كان

من مذهب عمر، رضي الله عنه، فيمن سُبيَ من العرب في الجاهلية وأَدركه

الإِسلام، وهو عند من سباه، أَن يُرَدَّ حُرّاً إِلى نسبه وتكون قيمته عليه

يؤَدّيها إِلى من سباه، فَجَعل مكان كل رأْس منهم رأْساً من الرقيق؛

وأَما قوله: وفي ابن الأَمة عَبْدان، فإِنه يريد الرجل العربي يتزوّج أَمة

لقوم فتلد منه ولداً فلا يجعله رقيقاً، ولكنه يُفْدَى بعبدين، وإِلى هذا

ذهب الثوري وابن راهويه، وسائرُ الفقهاء على خلافه. والعَبْدُ: المملوك

خلاف الحرّ؛ قال سيبويه: هو في الأَصل صفة، قالوا: رجل عَبْدٌ، ولكنه

استُعمل استعمال الأَسماء، والجمع أَعْبُد وعَبِيد مثل كَلْبٍ وكَليبٍ، وهو

جَمْع عَزيزٌ، وعِبادٌ وعُبُدٌ مثل سَقْف وسُقُف؛ وأَنشد الأَخفش:

انْسُبِ العَبْدَ إِلى آبائِه،

أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ

ومنه قرأَ بعضُهم: وعُبُدَ الطاغوتِ؛ ومن الجمع أَيضاً عِبْدانٌ،

بالكسر، مثل جِحْشانٍ. وفي حديث عليّ: هؤُلاء قد ثارت معهم عِبْدانُكم.

وعُبْدانٌ، بالضم: مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ. وعِبِدَّان، مشدّدة الدال، وأَعابِدُ

جمع أَعْبُدٍ؛ قال أَبو دواد الإِيادي يصف ناراً:

لَهنٌ كَنارِ الرأْسِ، بالْـ

ـعَلْياءِ، تُذْكيها الأَعابِدْ

ويقال: فلان عَبْدٌ بَيِّن العُبُودَة والعُبودِيَّة والعَبْدِيَّةِ؛

وأَصل العُبودِيَّة الخُضوع والتذلُّل. والعِبِدَّى، مقصور، والعبدَّاءُ،

ممدود، والمَعْبوداء، بالمد، والمَعْبَدَة أَسماءُ الجمع. وفي حديث أَبي

هريرة: لا يَقُل أَحدكم لمملوكه عَبْدي وأَمَتي وليقل فتايَ وفتاتي؛ هذا

على نفي الاستكبار عليهم وأَنْ يَنْسُب عبوديتهم إِليه، فإِن المستحق لذلك

الله تعالى هو رب العباد كلهم والعَبيدِ، وجعل بعضهم العِباد لله،

وغيرَه من الجمع لله والمخلوقين، وخص بعضهم بالعِبِدَّى العَبيدَ الذين

وُلِدوا في المِلْك، والأُنثى عَبْدة. قال الأَزهري: اجتمع العامة على تفرقة ما

بين عِباد الله والمماليك فقالوا هذا عَبْد من عِباد الله، وهو لاء

عَبيدٌ مماليك. قال: ولا يقال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادة إِلا لمن يَعْبُد الله،

ومن عبد دونه إِلهاً فهو من الخاسرين. قال: وأَما عَبْدٌ خَدَمَ مولاه

فلا يقال عَبَدَه. قال الليث: ويقال للمشركين هم عَبَدَةُ الطاغوت، ويقال

للمسلمين عِبادُ الله يعبدون الله. والعابد: المُوَحِّدُ. قال الليث:

العِبِدَّى جماعة العَبِيد الذين وُلِدوا في العُبودِيَّة تَعْبِيدَةٌ ابن

تعبيدة أَي في العُبودة إِلى آبائه، قال الأَزهري: هذا غلط، يقال: هؤلاء

عِبِدَّى الله أَي عباده. وفي الحديث الذي جاء في الاستسقاء: هؤلاء

عِبِدَّاكَ بِفِناءِ حَرَمِك؛ العِبِدَّاءُ، بالمد والقصر، جمع العبد. وفي حديث

عامر بن الطفيل: أَنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: ما هذه العِبِدَّى

حوْلَك يا محمد؟ أَراد فقَراءَ أَهل الصُّفَّة، وكانوا يقولون اتَّبَعَه

الأَرذلون. قال شمر: ويقال للعبيد مَعْبَدَةٌ؛ وأَنشد للفرزدق:

وما كانت فُقَيْمٌ، حيثُ كانت

بِيَثْرِبَ، غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعودِ

قال الأَزهري: ومثلُ مَعْبَدة جمع العَبْد مَشْيَخَةٌ جمع الشيْخ،

ومَسْيَفة جمع السَّيْفِ. قال اللحياني: عَبَدْتُ الله عِبادَة ومَعْبَداً.

وقال الزجاج في قوله تعالى: وما خلقتُ الجنّ والإِنس إِلا ليعبدون، المعنى

ما خلقتهم إِلا لأَدعوهم إِلى عبادتي وأَنا مريد للعبادة منهم، وقد علم

الله قبل أن يخلقهم من يعبده ممن يكفر به، ولو كان خلقهم ليجبرهم على

العبادة لكانوا كلهم عُبَّاداً مؤمنين؛ قال الأَزهري: وهذا قول أَهل السنَّة

والجماعة. والَعبْدَلُ: العبدُ، ولامه زائدة.

والتِّعْبِدَةُ: المُعْرِقُ في المِلْكِ، والاسم من كل ذلك العُبودةُ

والعُبودِيَّة ولا فعل له عند أَبي عبيد؛ وحكى اللحياني: عَبُدَ عُبودَة

وعُبودِية. الليث: وأَعْبَدَه عبداً مَلَّكه إِياه؛ قال الأَزهري: والمعروف

عند أَهل اللغة أَعْبَدْتُ فلاناً أَي استَعْبَدْتُه؛ قال: ولست

أُنْكِرُ جواز ما قاله الليث إِن صح لثقة من الأَئمة فإِن السماع في اللغات

أَولى بنا من خَبْطِ العَشْواءِ، والقَوْلِ بالحَدْس وابتداعِ قياساتٍ لا

تَطَّرِدُ. وتَعَبَّدَ الرجلَ وعَبَّده وأَعْبَدَه: صيَّره كالعَبْد،

وتَعَبَّدَ اللَّهُ العَبْدَ بالطاعة أَي استعبده؛ وقال الشاعر:

حَتَّامَ يُعْبِدُني قَوْمي، وقد كَثُرَت

فيهمْ أَباعِرُ، ما شاؤوا، وعِبْدانُ؟

وعَبَّدَه واعْتَبَده واستعبده؛ اتخذه عَبْداً؛ عن اللحياني؛ قال رؤبة:

يَرْضَوْنَ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي

أَراد: والتَّأْمِيَةِ. يقال: تَعَبَّدْتُ فلاناً أَي اتخذْتُه عَبْداً

مثل عَبَّدْتُه سواء. وتأَمَّيْتُ فلانة أَي اتخذْتُها أَمَة. وفي

الحديث: ثلاثة أَنا خَصْمُهم: رجل اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، وفي رواية: أَعبَدَ

مُحَرَّراً أَي اتخذه عبداً، وهو أَن يُعْتِقَه ثم يكْتمه إِياه، أَو

يَعْتَقِلَه بعد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً، أَو يأْخذ حُرًّا

فيدَّعيه عَبداً. وفي التنزيل: وتلك نِعْمَةٌ تَمُنُّها عليّ أَنْ عَبَّدْتَ بني

إِسرائيل؛ قال الأَزهري: وهذه آية مشكلة وسنذكر ما قيل فيها ونخبر

بالأَصح الأَوضح. قال الأَخفش في قوله تعالى: وتلك نعمة، قال: يقال هذا

استفهام كأَنه قال أَو تلك نعمة تمنها عليّ ثم فسر فقال: أَن عَبَّدْتَ بني

إِسرائيل، فجعله بدلاً من النعمة؛ قال أَبو العباس: وهذا غلط لا يجوز أَن

يكون الاستفهام مُلْقًى وهو يُطْلَبُ، فيكون الاستفهام كالخبر؛ وقد

استُقْبِحَ ومعه أَمْ وهي دليل على الاستفهام، استقبحوا قول امرئ

القيس:تروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِرْ

قال بعضهم: هو أَتَروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِر فحذفُ الاستفهام

أَولى والنفي تام؛ وقال أَكثرهم: الأَوّل خبر والثاني استفهام فأَما وليس

معه أَم لم يقله إِنسان. قال أَبو العباس: وقال الفراء: وتلك نعمة تمنها

عليّ، لأَنه قال وأَنت من الكافرين لنعمتي أَي لنعمة تربيتي لك فأَجابه

فقال: نعم هي نعمة عليّ أَن عبَّدْت بني إسرائيل ولم تستعبدني، فيكون موضع

أَن رفعاً ويكون نصباً وخفضاً، من رفع ردّها على النعمة كأَنه قال وتلك

نعمة تمنها عليّ تَعْبِيدُك بني إِسرائيل ولم تُعَبِّدْني، ومن خفض أَو نصب

أَضمر اللام؛ قال الأَزهري: والنصب أَحسن الوجوه؛ المعنى: أَن فرعون لما

قال لموسى: أَلم نُرَبِّك فينا وليداً ولبثت فينا من عُمُرِكَ سنين،

فاعْتَدَّ فرعون على موسى بأَنه ربَّاه وليداً منذُ وُلدَ إِلى أَن كَبِرَ

فكان من جواب موسى له: تلك نعمة تعتدّ بها عليّ لأَنك عبَّدْتَ بني

إِسرائيل، ولو لم تُعَبِّدْهم لكَفَلَني أَهلي ولم يُلْقُوني في اليمّ، فإِنما

صارت نعمة لما أَقدمت عليه مما حظره الله عليك؛ قال أَبو إِسحق: المفسرون

أَخرجوا هذه على جهة الإِنكار أَن تكون تلك نعمة، كأَنه قال: وأَيّ

نعمة لك عليّ في أَن عَبَّدْتَ بني إِسرائيل، واللفظ لفظ خبر؛ قال: والمعنى

يخرج على ما قالوا على أَن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت المخاطب، كأَنه قال

له: هذه نعمة أَنِ اتَّخَذْتَ بني إِسرائيلَ عَبيداً ولم تتخذني عبداً.

وعَبُدَ الرجلُ عُبودَةً وعُبودِيَّة وعُبِّدَ: مُلِكَ هو وآباؤَه من

قبلُ.

والعِبادُ: قَوْمٌ من قَبَائِلَ شَتَّى من بطونِ العرب اجتمعوا على

النصرانية فأَِنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيدِ وقالوا: نحن العِبادُ،

والنَّسَبُ إِليه عِبادِيّ كأَنصاِريٍّ، نزلوا بالحِيرَة، وقيل: هم العَباد،

بالفتح، وقيل لِعَبادِيٍّ: أَيُّ حِمَارَيْكَ شَرٌّ؟ فقال: هذا ثم هذا.

وذكره الجوهري: العَبادي، بفتح العين؛ قال ابن بري: هذا غلط بل مكسور

العين؛ كذا قال ابن دريد وغيره؛ ومنه عَدِيُّ بن زيد العِبادي، بكسر العين،

وكذا وجد بخط الأَزهري.

وعَبَدَ اللَّهَ يَعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً: تأَلَّه

له؛ ورجل عابد من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ.

والتَّعَبُّدُ: التَّنَسُّكُ.

والعِبادَةُ: الطاعة.

وقوله تعالى: قل هل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ من ذلك مَثُوبَةً عند الله من

لعنه الله وغَضِبَ عليه وجعل منهم القِرَدَة والخنازير وعبَدَ الطاغوتَ؛

قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو والكسائي وعَبَدَ الطاغوتَ،

قال الفراء: وهو معطوف على قوله عز وجل: وجعل منهم القِرَدَةَ والخنازير

ومَن عَبَدَ الطاغوتَ؛ وقال الزجاج: قوله: وعَبدَ الطاغوتَ، نسق على مَن

لعنه الله؛ المعنى من لعنه الله ومن عبَدَ الطاغوتَ من دون الله عز وجل،

قال وتأْويلُ عبدَ الطاغوتَ أَي أَطاعه يعني الشيطانَ فيما سَوّلَ له

وأَغواه؛ قال: والطاغوتُ هو الشيطان. وقال في قوله تعالى: إِياك نعبد؛ أَي

نُطِيعُ الطاعةَ التي يُخْضَعُ معها، وقيل: إِياك نُوَحِّد، قال: ومعنى

العبادةِ في اللغة الطاعةُ مع الخُضُوعِ، ومنه طريقٌ مُعَبَّدٌ إِذا كان

مذللاً بكثرة الوطءِ. وقرأَ يحيى بن وَثَّاب والأَعمش وحمزة: وعَبُدَ

الطاغوتِ، قال الفراء: ولا أَعلم له وجهاً إِلا أَن يكون عَبُدَ بمنزلة

حَذُرٍ وعَجُلٍ. وقال نصر الرازي: عَبُدَ وَهِمَ مَنْ قرأَه ولسنا نعرف ذلك في

العربية. قال الليث: وعَبُدَ الطاغوتُ معناه صار الطاغوتُ يُعْبَدُ كما

يقال ظَرُفَ الرجل وفَقُه؛ قال الأَزهري: غلط الليث في القراءة والتفسير،

ما قرأَ أَحد من قرَّاء الأَمصار وغيرهم وعَبُدَ الطاغوتُ، برفع

الطاغوت، إِنما قرأَ حمزة وعَبُدَ الطاغوتِ وأَضافه؛ قال: والمعنى فيما يقال

خَدَمُ الطاغوتِ، قال: وليس هذا بجمع لأَن فَعْلاً لا يُجْمَعُ على فَعُلٍ

مثل حَذُرٍ ونَدُسٍ، فيكون المعنى وخادِمَ الطاغوتِ؛ قال الأَزهري: وذكر

الليث أَيضاً قراءة أُخرى ما قرأَ بها أَحد قال وهي: وعابدو الطاغوتِ

جماعة؛ قال: وكان رحمه الله قليل المعرفة بالقراآت، وكان نَوْلُه أَن لا

يَحكي القراآتِ الشاذَّةَ وهو لا يحفظها، والقارئ إِذا قرأَ بها جاهل، وهذا

دليل أَن إِضافته كتابه إِلى الخليل بن أَحمد غير صحيح، لأَن الخليل كان

أَعقل من أَن يسمي مثل هذه الحروف قراآت في القرآن ولا تكون محفوظة

لقارئ مشهور من قراء الأَمصار، ونسأَل الله العصمة والتوفيق للصواب؛ قال ابن

سيده: وقُرِئَ وعُبُدَ الطاغوتِ جماعةُ عابِدٍ؛ قال الزجاج: هو جمع

عَبيدٍ كرغيف ورُغُف؛ وروي عن النخعي أَنه قرأَ: وعُبْدَ الطاغوتِ، بإِسكان

الباء وفتح الدال، وقرئ وعَبْدَ الطاغوتِ وفيه وجهان: أَحدهما أَن يكون

مخففاً من عَبُدٍ كما يقال في عَضُدٍ عَضْدٌ، وجائز أَن يكون عَبْدَ اسم

الواحد يدل على الجنس ويجوز في عبد النصب والرفع، وذكر الفراء أَن

أُبَيًّا وعبد الله قرآ: وعَبَدوا الطاغوتَ؛ وروي عن بعضهم أَنه قرأَ:

وعُبَّادَ الطاغوتِ، وبعضهم: وعابِدَ الطاغوتِ؛ قال الأَزهري: وروي عن ابن عباس:

وعُبِّدَ الطاغوتُ، وروي عنه أَيضاً: وعُبَّدَ الطاغوتِ، ومعناه عُبَّاد

الطاغوتِ؛ وقرئ: وعَبَدَ الطاغوتِ، وقرئ: وعَبُدَ الطاغوتِ. قال

الأَزهري: والقراءة الجيدة التي لا يجوز عندي غيرها هي قراءة العامّة التي بها

قرأَ القرّاء المشهورون، وعَبَدَ الطاغوتَ على التفسير الذي بينته

أَوّلاً؛ وأَما قَوْلُ أَوْسِ بن حَجَر:

أَبَنِي لُبَيْنَى، لَسْتُ مُعْتَرِفاً،

لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنْكُمُ أَحَدُ

أَبَني لُبَيْنى، إِنَّ أُمَّكُمُ

أَمَةٌ، وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ

فإِنه أَراد وإِن أَباكم عَبْد فَثَقَّل للضرورة، فقال عَبُدُ لأَن

القصيدة من الكامل وهي حَذَّاء. وقول الله تعالى: وقومهما لنا عابدون؛ أَي

دائنون. وكلُّ من دانَ لملك فهو عابد له. وقال ابن الأَنباري: فلان عابد

وهو الخاضع لربه المستسلم المُنْقاد لأَمره. وقوله عز وجل: اعبدوا ربكم؛

أَي أَطيعوا ربكم. والمتعبد: المنفرد بالعبادة. والمُعَبَّد: المُكَرَّم

المُعَظَّم كأَنه يُعْبَد؛ قال:

تقولُ: أَلا تُمْسِكْ عليكَ، فإِنَّني

أَرى المالَ عندَ الباخِلِينَ مُعَبَّدَا؟

سَكَّنَ آخِرَ تُمْسِكْ لأَنه تَوَهَّمَ سِكُعَ

(* هكذا في الأصل.) مَنْ

تُمْسِكُ عليكَ بِناءً فيه ضمة بعد كسرة، وذلك مستثقل فسكن، كقول جرير:

سِيروا بَني العَمِّ، فالأَهْوازُ مَنْزِلُكم

ونَهْرُ تِيرَى، ولا تَعْرِفْكُمُ العَربُ

والمُعَبَّد: المُكَرَّم في بيت حاتم حيث يقول:

تقولُ: أَلا تُبْقِي عليك، فإِنَّني

أَرى المالَ عند المُمْسِكينَ مُعَبَّدا؟

أَي مُعَظَّماً مخدوماً. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مُكَرَّم.

والعَبَدُ: الجَرَبُ، وقيل: الجربُ الذي لا ينفعه دواء؛ وقد عَبِدَ

عَبَداً.

وبعير مُعَبَّد: أَصابه ذلك الجربُ؛ عن كراع.

وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء بالقَطِران؛ قال طرفة:

إِلى أَن تَحامَتْني العَشِيرَةُ كُلُّها،

وأُفْرِدْتُ إِفْرادَ البعيرِ المُعَبَّدِ

قال شمر: المُعَبَّد من الإِبل الذي قد عُمَّ جِلدُه كلُّه بالقَطِران؛

ويقال: المُعَبَّدُ الأَجْرَبُ الذي قد تساقط وَبَرهُ فأُفْرِدَ عن

الإِبل لِيُهْنَأَ، ويقال: هو الذي عَبَّدَه الجَرَبُ أَي ذَلَّلَهُ؛ وقال ابن

مقبل:

وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيادِ مُعَبَّداً،

إِذا ما ضَرَبْنا رأْسَه لا يُرَنِّحُ

قال: المُعَبَّد ههنا الوَتِدُ. قال شمر: قيل للبعير إِذا هُنِئَ

بالقَطِرانِ مُعَبَّدٌ لأَنه يتذلل لِشَهْوَتِه القَطِرانَ وغيره فلا يمتنع.

وقال أَبو عدنان: سمعت الكلابيين يقولون: بعير مُتَعَبِّدٌ ومُتَأَبِّدٌ

إِذا امتنع على الناس صعوبة وصار كآبِدَةِ الوحش. والمُعَبَّدُ: المذلل.

والتعبد: التذلل، ويقال: هو الذي يُترَك ولا يركب. والتعبيد: التذليل.

وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مُذَلَّلٌ. وطريق مُعَبَّد: مسلوك مذلل، وقيل: هو الذي

تَكْثُرُ فيه المختلفة؛ قال الأَزهري: والمعبَّد الطريق الموطوء في

قوله:وَظِيفاً وَظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

وأَنشد شمر:

وبَلَدٍ نائي الصُّوَى مُعَبَّدِ،

قَطَعْتُه بِذاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ

قال: أَنشدنيه أَبو عدنانَ وذكر أَن الكلابية أَنشدته وقالت: المعبَّد

الذي ليس فيه أَثر ولا علَم ولا ماء والمُعَبَّدة: السفينة المُقَيَّرة؛

قال بشر في سفينة ركبها:

مُعَبَّدَةُ السَّقائِفِ ذاتُ دُسْرٍ،

مُضَبَّرَةٌ جَوانِبُها رَداحُ

قال أَبو عبيدة: المُعَبَّدةُ المَطْلِيَّة بالشحم أَو الدهن أَو القار؛

وقول بشر:

تَرى الطَّرَقَ المُعَبَّدَ مِن يَدَيها،

لِكَذَّانِ الإِكامِ به انْتِضالُ

الطَّرَقُ: اللِّينُ في اليَدَينِ. وعنى بالمعبَّد الطرََق الذي لا

يُبْس يحدث عنه ولا جُسُوءَ فكأَنه طريق مُعَبَّد قد سُهِّلَ وذُلِّلَ.

والتَّعْبِيدُ: الاسْتِعْبَادُ وهو أَن يَتَّخِذَه عَبْداً وكذلك

الاعْتِبادُ. وفي الحديث: ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، والإِعبادُ مِثْلُه

وكذلك التَّعَبُّد؛ وقال:

تَعَبَّدَني نِمْرُ بن سَعْدٍ، وقد أُرَى

ونِمْرُ بن سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ

وعَبِدَ عليه عَبَداً وعَبَدَةً فهو عابِدٌ وعَبدٌ: غَضِب؛ وعدّاه

الفرزدق بغير حرف فقال:

علام يَعْبَدُني قَوْمي، وقد كَثُرَتْ

فيهم أَباعِرُ، ما شاؤوا، وعُبِدانُ؟

أَنشده يعقوب وقد تقدّمت رواية من روى يُعْبِدُني؛ وقيل: عَبِدَ عَبَداً

فهو عَبِدٌ وعابِدٌ: غَضِبَ وأَنِفَ، والاسم العَبَدَةُ. والعَبَدُ: طول

الغضب؛ قال الفراء: عَبِد عليه وأَحِنَ عليه وأَمِدَ وأَبِدَ أَي

غَضِبَ. وقال الغَنَوِيُّ: العَبَدُ الحُزْن والوَجْدُ؛ وقيل في قول

الفرزدق:أُولئِكَ قَوْمٌ إِنْ هَجَوني هَجَوتُهم،

وأَعْبَدُ أَن أَهْجُو كُلَيْباً بِدارِمِ

أَعبَدُ أَي آنَفُ؛ وقال ابن أَحمر يصف الغَوَّاص:

فأَرْسَلَ نَفْسَهُ عَبَداً عَلَيها،

وكان بنَفْسِه أَرِباً ضَنِينا

قيل: معنى قوله عَبَداً أَي أَنَفاً. يقول: أَنِفَ أَن تفوته الدُّرَّة.

وفي التنزيل: قل إِن كان للرحمن ولدٌ فأَنا أَول العابدين، ويُقْرأُ:

العَبِدينَ؛ قال الليث: العَبَدُ، بالتحريك، الأَنَفُ والغَضَبُ

والحَمِيَّةُ من قَوْلٍ يُسْتَحْيا منه ويُسْتَنْكَف، ومن قرأَ العَبِدِينَ فهو

مَقْصُورٌ من عَبِدَ يَعْبَدُ فهو عَبِدٌ؛ وقال الأَزهري: هذه آية مشكلة

وأَنا ذاكر أَقوال السلف فيها ثم أُتْبِعُها بالذي قال أَهل اللغة وأُخبر

بأَصحها عندي؛ أَما القول الذي قاله الليث في قراءَة العبدين، فهو قول أَبي

عبيدة على أَني ما علمت أَحداً قرأَ فأَنا أَول العَبِدين، ولو قرئَ

مقصوراً كان ما قاله أَبو عبيدة محتملاً، وإِذ لم يقرأْ به قارئ مشهور لم

نعبأْ به، والقول الثاني ما روي عن ابن عيينة أَنه سئل عن هذه الآية

فقال: معناه إِن كان للرحمن ولد فأَنا أَوّل العابدين، يقول: فكما أَني لست

أَول من عبد الله فكذلك ليس لله ولد؛ وقال السدي: قال الله لمحمد: قل إِن

كان على الشرط للرحمن ولد كما تقولون لكنت أَوّل من يطيعه ويعبده؛ وقال

الكلبي: إِن كان ما كان وقال الحسن وقتادة إِن كان للرحمن ولد على معنى ما

كان، فأَنا أَوّل العابدين أَوّل من عبد الله من هذه الأُمة؛ قال

الكسائي: قال بعضهم إِن كان أَي ما كان للرحمن فأَنا أَول العابدين أَي

الآنفين، رجل عابدٌ وعَبِدٌ وآنِف وأَنِفٌ أَي الغِضاب الآنفين من هذا القول،

وقال فأَنا أَول الجاحدين لما تقولون، ويقال أَنا أَوَّل من تَعبَّده على

الوحدانية مُخالَفَةً لكم. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه، وقيل له: أَنت

أَمرت بقتل عثمان أَو أَعَنْتَ على قتله فَعَبِدَ وضَمِدَ أَي غَضِبَ

غَضَبَ أَنَفَةٍ؛ عَبِدَ، بالكسر، يَعْبَدُ عَبَداً، بالتحريك، فهو عابِدٌ

وعَبِدٌ؛ وفي رواية أُخرى عن علي، كرم الله وجهه، أَنه قال: عَبِدْتُ

فصَمَتُّ أَي أَنِفْتُ فسَكَتُّ؛ وقال ابن الأَنباري: ما كان للرحمن ولد،

والوقف على الولد ثم يبتدئ: فأَنا أَوّل العابدين له، على أَنه ولد له والوقف

على العابدين تامّ. قال الأَزهري: قد ذكرت الأَقوال وفيه قول أَحْسَنُ

من جميع ما قالوا وأَسْوَغُ في اللغة وأَبْعَدُ من الاستكراه وأَسرع إِلى

الفهم. روي عن مجاهد فيه أَنه يقول: إِن كان لله ولد في قولكم فأَنا

أَوّل من عبد الله وحده وكذبكم بما تقولون؛ قال الأَزهري: وهذا واضح، ومما

يزيده وضوحاً أَن الله عز وجل قال لنبيِّه: قل يا محمد للكفار إِن كان

للرحمن ولد في زعمكم فأَنا أَوّل العابدين إِلهَ الخَلْق أَجمعين الذي لم يلد

ولم يولد، وأَوّل المُوَحِّدِين للرب الخاضعين المطيعين له وحده لأَن من

عبد الله واعترف بأَنه معبوده وحده لا شريك له فقد دفع أَن يكون له ولد

في دعواكم، والله عز وجل واحد لا شريك له، وهو معبودي الذي لا ولَدَ له

ولا والِدَ؛ قال الأَزهري: وإِلى هذا ذهب إِبراهيم بن السريِّ وجماعة من

ذوي المعرفة؛ قال: وهو الذي لا يجوز عندي غيره.

وتَعَبَّدَ كَعَبِدَ؛ قال جرير:

يَرَى المُتَعَبَّدُونَ عليَّ دُوني

حِياضَ المَوْتِ، واللُّجَجَ الغِمارا

وأَعْبَدُوا به: اجتمعوا عليه يضربونه. وأُعْبِدَ بِفُلانٍ: ماتَتْ

راحِلَتُه أَو اعْتَلَّت أَو ذهَبَتْ فانْقُطِعَ به، وكذلك أُبْدِعَ به.

وعَبَّدَ الرجلُ: أَسْرعَ. وما عَبَدَك عَنِّي أَي ما حَبَسَك؛ حكاه ابن

الأَعرابي. وعَبِدَ به: لَزِمَه فلم يُفارِقْه؛ عنه أَيضاً. والعَبَدَةُ:

البَقاءُ؛ يقال: ليس لِثَوبِك عَبَدَةٌ أَي بَقاءٌ وقوّة؛ عن اللحياني.

والعَبَدَةُ: صَلاءَةُ الطيِّب. ابن الأَعرابي: العَبْدُ نَبات طَيِّبُ

الرائحة؛ وأَنشد:

حَرَّقَها العَبْدُ بِعُنْظُوانِ،

فاليَوْمُ منها يومُ أَرْوَنانِ

قال: والعَبْدُ تُكلَفُ به الإِبلُ لأَنه مَلْبَنَة مَسْمَنَةٌ، وهو

حارُّ المِزاجِ إِذا رَعَتْهُ الإِبِلُ عَطِشَتْ فطلَبَت الماء.

والعَبَدَةُ: الناقة الشديدة؛ قال معن بن أَوس:

تَرَى عَبَداتِهِنَّ يَعُدْنَ حُدْباً،

تُناوِلُهَا الفَلاةُ إِلى الفلاةِ

وناقةٌ ذاتُ عَبَدَةٍ أَي ذاتُ قوَّةٍ شديدةٍ وسِمَنٍ؛ وقال أَبو دُوادٍ

الإِيادِيُّ:

إِن تَبْتَذِلْ تَبْتَذِلْ مِنْ جَنْدَلٍ خَرِسٍ

صَلابَةً ذاتَ أَسْدارٍ، لهَا عَبَدَه

والدراهمُ العَبْدِيَّة: كانت دراهمَ أَفضل من هذه الدراهم وأَكثر

وزناً. ويقال: عَبِدَ فلان إِذا نَدِمَ على شيء يفوته يلوم نفسه على تقصير ما

كان منه.

والمِعْبَدُ: المِسْحاةُ. ابن الأَعرابي: المَعَابِدُ المَساحي

والمُرورُ؛ قال عَدِيّ بن زيد العِبَادِي:

إِذ يَحْرُثْنَه بالمَعَابِدِ

(* قوله «إذ يحرثنه إلخ» في شرح القاموس:

وملك سليمان بن داود زلزلت * دريدان إذ يحرثنه

بالمعابد)

وقال أَبو نصر: المَعَابِدُ العَبيدُ.

وتَفَرَّقَ القومُ عَبادِيدَ وعَبابيدَ؛ والعَباديدُ والعَبابيدُ: الخيل

المتفرقة في ذهابها ومجيئها ولا واحد له في ذلك كله، ولا يقع إِلا في

جماعة ولا يقال للواحد عبْدِيدٌ. الفراء: العباديدُ والشَّماطِيطُ لا

يُفْرَد له واحدٌ؛ وقال غيره: ولا يُتكلم بهما في الإِقبال إِنما يتكلم بهما

في التَّفَرُّق والذهاب. الأَصمعيُّ: يقال صاروا عَبادِيدَ وعَبابيدَ أَي

مُتَفَرِّقِين؛ وذهبوا عَباديدَ كذلك إِذا ذهبوا متفرقين. ولا يقال

أَقبلوا عَبادِيدَ. قالوا: والنسبة إِليهم عَبَادِيدِيُّ؛ قال أَبو الحسن

ذهَبَ إِلى أَنه لو كان له واحدٌ لَرُدَّ في النسب إِليه. والعبادِيدُ:

الآكامُ. والعَبادِيدُ: الأَطرافُ البعيدة؛ قال الشماخ:

والقَوْمُ آتَوْكَ بَهْزٌ دونَ إِخْوَتِهِم،

كالسَّيْلِ يَرْكَبُ أَطرافَ العَبَادِيدِ

وبَهْزٌ: حيٌّ من سُلَيمٍ. قال: هي الأَطرافُ البعيدة والأَشياء

المتفَرِّقةُ. قال الأَصمعي: العَبابيدُ الطُّرُقُ المختلفة.

والتَّعْبيدُ: من قولك ما عَبَّدَ أَن فعَلَ ذلك أَي ما لَبِثَ؛ وما

عَتَّمَ وما كَذَّبَ كُلُّه: ما لَبِثَ. ويقال انثَلَّ يَعْدُو وانْكَدَرَ

يَعْدُو وعَبَّدَ يَعْدُو إِذا أَسْرَع بعضَ الإِسْراعِ.

والعَبْدُ: واد معروف في جبال طيء.

وعَبُّودٌ: اسم رجل ضُرِبَ به المَثَلُ فقيل: نامَ نَوْمَةَ عَبُّودٍ،

وكان رجلاً تَماوَتَ على أَهله وقال: انْدُبِيني لأَعلم كيف تَنْدبينني،

فندبته فمات على تلك الحال؛ قال المفضل بن سلمة: كان عَبُّودٌ عَبْداً

أَسْوَدَ حَطَّاباً فَغَبَر في مُحْتَطَبِه أُسبوعاً لم ينم، ثم انصرف وبقي

أُسبوعاً نائماً، فضرب به المثل وقيل: نام نومةَ عَبُّودٍ.

وأَعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعُبَيْدَةُ وعَبَّادٌ وعَبْدٌ وعُبادَةُ وعابِدٌ

وعُبَيْدٌ وعِبْدِيدٌ وعَبْدانُ وعُبَيْدانُ، تصغيرُ عَبْدانَ، وعَبِدَةُ

وعَبَدَةُ: أَسماءٌ. ومنه علقمةُ بن عَبَدَة، بالتحريك، فإِما أَن يكون

من العَبَدَةِ التي هي البَقاءُ، وإِما أَن يكون سمي بالعَبَدَة التي هي

صَلاءَةُ الطِّيبِ، وعَبْدة بن الطَّبيب، بالتسكين. قال سيبويه: النَّسب

إِلى عَبْدِ القيس عَبْدِيٌّ، وهو من القسم الذي أُضيف فيه إِلى الأَول

لأَنهم لو قالوا قيسي، لالتبس بالمضاف إِلى قَيْس عَيْلانَ ونحوه، وربما

قالوا عَبْقَسِيٌّ؛ قال سويد بن أَبي كاهل:

وهْمْ صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ،

فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلاَّ بِأَجْدَعَا

قال ابن بري: قوله بِأَجْدَعَا أَي بأَنْفٍ أَجْدَعَ فحَذَفَ الموصوف

وأَقام صفته مكانه.

والعَبيدتانِ: عَبيدَةُ بنُ معاوية وعَبيدَةُ بن عمرو. وبنو عَبيدَة:

حيٌّ، النسب إِليه عُبَدِيٌّ، وهو من نادر معدول النسب. والعُبَيْدُ،

مُصَغَّرٌ: اسم فرس العباس بن مِرْداسٍ؛ وقال:

أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْـ

ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ؟

وعابِدٌ: موضع. وعَبُّودٌّ: موضع أَو جبلُ. وعُبَيْدانُ: موضع.

وعُبَيْدانُ: ماءٌ منقطع بأَرض اليمن لا يَقْرَبُه أَنِيسٌ ولا وَحْشٌ؛ قال

النابغة:

فهَلْ كنتُ إِلاَّ نائياً إِذْ دَعَوْتَني،

مُنادَى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ

وقيل: عُبَيْدانُ في البيت رجل كان راعياً لرجل من عاد ثم أَحد بني

سُوَيْدٍ وله خبر طويل؛ قال الجوهري: وعُبَيْدانُ اسم واد يقال إِن فيه حيَّة

قد مَنَعَتْه فلا يُرْعَى ولا يؤتى؛ قال النابغة:

لِيَهْنَأْ لكم أَنْ قد نَفَيْتُمْ بُيوتَنا،

مُنَدَّى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ

يقول: نفيتم بيوتنا إِلى بُعْدٍ كبُعْدِ عُبَيْدانَ؛ وقيل: عبيدان هنا

الفلاة. وقال أَبو عمرو: عبيدان اسم وادي الحية؛ قال ابن بري: صواب

إِنشاده: المُحَلِّئِ باقِرَه، بكسر اللام من المُحَلِّئِ وفتح الراء من

باقِرَه، وأَوّل القصيدة:

أَلا أَبْلِغَا ذُبيانَ عَنِّي رسالة،

فقد أَصْبَحَتْ عن مَنْهَجِ الحَقِّ جائِرَهْ

وقال: قال ابن الكلبي: عُبَيْدانُ راع لرجل من بني سُوَيْدِ بن عاد وكان

آخر عاد، فإِذا حضر عبيدان الماء سَقَى ماشيته أَوّل الناس وتأَخر الناس

كلهم حتى يسقي فلا يزاحمه على الماء أَحد، فلما أَدرك لقمان بن عاد

واشتدّ أَمره أَغار على قوم عبيدان فقتل منهم حتى ذلوا، فكان لقمان يورد

إِبلهُ فَيَسْقِي ويَسْقِي عُبَيْدانُ ماشيته بعد أَن يَسْقِيَ لقمان فضربه

الناس مثلاً. والمُنَدَّى: المَرْعَى يكون قريباً من الماء يكون فيه

الحَمْضُ، فإِذا شربت الإِبلُ أَوّل شربة نُخِّيَتْ إِلى المُنَدَّى لترعى

فيه، ثم تعاد إِلى الشرب فتشرب حتى تَرْوَى وذلك أَبقى للماءِ في أَجوافها.

والباقِرُ: جماعة البَقَر. والمُحَلِّئُ: المانع. الفرَّاء: يقال صُكَّ

به في أُمِّ عُبَيْدٍ، وهي الفلاةُ، وهي الرقَّاصَةُ. قال: وقلت للعتابي:

ما عُبَيْدٌ؟ فقال: ابن الفلاة؛ وعُبَيْدٌ في قول الأَعشى:

لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ، ولم يَقْـ

ـطَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقَهَا مِن خُمالِ

اسم بَيْطارٍ. وقوله عز وجل: فادْخُلِي في عِبادي وادْخُلي جَنَّتي؛ أَي

في حِزْبي. والعُبَدِيُّ: منسوب إِلى بَطْنٍ من بني عَدِيِّ بن جَنابٍ

من قُضاعَةَ يقال لهم بنو العُبَيْدِ، كما قالوا في النسبة إِلى بني

الهُذَيْل هُذَلِيٌّ، وهم الذين عناهم الأَعشى بقوله:

بَنُو الشَّهْرِ الحَرامِ فَلَسْتَ منهم،

ولَسْتَ من الكِرامِ بَني العُبَيْدِ

قال ابن بَرِّيٍّ: سَبَبُ هذا الشعر أَن عَمْرو بنَ ثعلبةَ بنِ الحَرِث

بنِ حضْرِ بنِ ضَمْضَم بن عَدِيِّ بن جنابٍ كان راجعاً من غَزاةٍ، ومعه

أُسارى، وكان قد لقي الأَعشى فأَخذه في جملة الأُسارى، ثم سار عمرو حتى

نزل عند شُرَيْحِ بنِ حصْنِ بن عمران بن السَّمَوْأَل بن عادياء فأَحسن

نزله، فسأَل الأَعشى عن الذي أَنزله، فقيل له هو شريح بن حِصْنٍ، فقال:

والله لقد امْتَدَحْتُ أَباه السَّمَوْأَل وبيني وبينه خلَّةٌ، فأَرسل

الأَعشى إِلى شريح يخبره بما كان بينه وبين أَبيه، ومضى شريح إِلى عمرو بن

ثعلبة فقال: إِني أُريد أَنْ تَهَبَنِي بعضَ أُساراكَ هؤلاء، فقال: خذ منهم

مَنْ شِئتَ، فقال: أَعطني هذا الأَعمى، فقال: وما تصنع بهذا الزَّمِنِ؟ خذ

أْسيراً فِداؤُه مائةٌ أَو مائتان من الإِبل، فقال: ما أُريدُ إِلا هذا

الأَعمى فإِني قد رحمته، فوهبه له، ثم إِنَّ الأَعشى هجا عمرو بن ثعلبة

ببيتين وهما هذا البيت «بنو الشهر الحرام» وبعده:

ولا مِنْ رَهْطِ جَبَّارِ بنِ قُرْطٍ،

ولا مِن رَهْطِ حارثَةَ بنِ زَيْدِ

فبلغ ذلك عمرو بن ثعلبة فأَنْفَذ إِلى شريح أَنْ رُدَّ عليَّ هِبَتي،

فقال له شريح: ما إِلى ذلك سبيل، فقال: إِنه هجاني، فقال شُرَيْحٌ: لا

يهجوك بعدها أَبداً؛ فقال الأَعشى يمدح شريحاً:

شُرَيْحُ، لا تَتْرُكَنِّي بعدما عَلِقَتْ،

حِبالَكَ اليومَ بعد القِدِّ، أَظْفارِي

يقول فيها:

كُنْ كالسَّمَوْأَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ به

في جَحْفَلٍ، كَسَوادِ الليلِ، جَرَّارِ

بالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِن تَيْماءَ مَنْزِلهُ،

حِصْنٌ حَصِينٌ، وجارٌ غيرُ غدَّارِ

خَيَّرَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ، فقال له:

مَهْمَا تَقُلْه فإِني سامِعٌ حارِي

فقال: ثُكْلٌ وغَدْرٌ أَنتَ بينهما،

فاخْتَرْ، وما فيهما حَظٌّ لمُخْتارِ

فَشَكَّ غيرَ طويلٍ ثم قال له:

أُقْتُلْ أَسِيرَكَ إِني مانِعٌ جاري

وبهذا ضُرِبَ المثلُ في الوفاء بالسَّمَوْأَلِ فقيل: أَوفى مِنَ

السَّمَوْأَل. وكان الحرث الأَعرج الغساني قد نزل على السموأَل، وهو في حصنه،

وكان ولده خارج الحصن فأَسره الغساني وقال للسموأَل: اختر إِمّا أَن

تُعْطِيَني السِّلاحَ الذي أَوْدَعك إِياه امرُؤُ القيس، وإِمّا أَن أَقتل

ولدك؛ فأَبى أَن يعطيه فقتل ولده.

والعَبْدانِ في بني قُشَيْرٍ: عبد الله بن قشير، وهو الأَعور، وهو ابن

لُبَيْنى، وعبد الله بن سَلَمَةَ بن قُشَير، وهو سَلَمَةُ الخير.

والعَبيدَتانِ: عَبيدَةُ ابن معاويةَ بن قُشَيْر، وعَبيدَةُ بن عمرو بن معاوية.

والعَبادِلَةُ: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبدالله بن عمرو بن

العاص.طرد: الطَّرْدُ: الشَّلُّ؛ طَرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً

وطَرَّده؛ قال:

فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ

عليَّ، ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا

حُدْباً: يعني دَواهِيَ، وكذلك اطَّرَدَه؛ قال طريح:

أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب، وأَصْبَحَتْ

زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِباب

والطَّرِيدُ: المَطْرُودُ من الناس، وفي المحكم المَطْرُود، والأُنثى

طَريدٌ وطَريدة؛ وجمعهما مَعاً طَرائِدُ. وناقة طَريدٌ، بغير هاء: طُرِدَتْ

فَذُهِبَ بها كذلك، وجمعها طَرائِدُ. ويقال: طَردْتُ فلاناً فَذَهَبَ،

ولا يقال فاطَّرَدَ. قال الجوهري: لا يُقالُ مِن هذا انْفَعَلَ ولا

افْتَعَلَ إِلا في لغة رديئة.

والطَّرْدُ: الإِبْعَادُ، وكذلك الطَّرَدُ، بالتحريك. والرجل مَطْرُودٌ

وطَريدٌ. ومرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهم أَي يَشُلُّهم ويَكْسَو هُمْ.

وطَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً وطَرَداً أَي ضَمَمْتُها من نواحيها، وأَطْرَدْتُها

أَي أَمرتُ بِطَرْدِها.

وفلانٌ أَطْرَدَه السلطان إِذا أَمر بإِخْراجه عن بَلَده. قال ابن

السكيت: أَطْرَدْتُه إِذا صَيَّرْتَه طريداً، وطَرَدْتُه إِذا نَفَيْتَه عنك

وقلتَ له: اذهب عنا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَطْرَدْنا

المُعْتَرفِينَ. يقال: أَطْرَدَه السلطانُ وطَرَدَه أَخرجه عن بَلدِه، وحَقِيقَتُه

أَنه صيَّره طريداً. وطَرَدْتُ الرجل طَرْداً إِذا أَبْعَدته، وطَرَدْتُ

القومَ إِذا أَتَيْتَ عليهم وجُزْتَهُم. وفي حديث قيام الليل: هو قُرْبَةٌ

إِلى الله تعالى ومَطْرَدَةُ الداء عن الجَسَد أَي أَنها حالةٌ من شأْنها

إِبْعادُ الداء أَو مكانٌ يَخْتَصُّ به ويُعْرَفُ، وهي مَفْعَلة من

الطَّرْدِ. والطَّريدُ: الرجل يُولَدُ بعدَ أَخيه فالثاني طَريدُ الأَول؛

يقال: هو طريدُه. والليل والنهار طَريدان، كلُّ واحد منهما طريد صاحبه؛ قال

الشاعر:

يُعيدانِ لي ما أَمضيا، وهما معاً

طَريدانِ لاَ يَسْتَلْهِيان قَرارِي

وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ: وهو المتتابع في سيره ولا يَكْبو؛ قال أَبو النجم:

فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْديّ

وطَرَدْتُ الرجل إِذا نَحَّيْتَهُ. وأَطْرَدَ الرجلَ: جعله طَريداً

ونفاه. ابن شميل: أَطرَدْتُ الرجل جعلته طريداً لا يأْمن. وطَرَدْتُه:

نَحَّيْتُه ثم يَأْمَنُ. وطَرَدَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ طَرْداً: نَحَّتْه

وأَرهَقَتْه. قال سيبويه: يقال طَرَدْتُه فذهب، لا مضارع له من لفظه.

والطريدة: ما طَرَدْتَ من صَيْدٍ وغيره. طَرَّادٌ: واسع يَطَّرِدُ فيه

السَّرابُ. ومكان طَرَّادٌ أَي واسعٌ. وسَطْحُ طَرَّادٌ: مستو واسع؛ ومنه

قول العجاج:

وكم قَطَعْنا من خِفافٍ حُمْسِ،

غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ،

وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ،

وعْرٍ، نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ،

والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ

قوله نُسامِيها أَي نُغالبها. بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذي وَطْءٍ شديد. يقال:

وهسه أَي وَطِئَه وَطْأً شديداً يَهِسُه وكذلك وعَسَه؛ وخَرَج فلان

يَطْرُد حمر الوحش. والريح تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ على وجْه الأَرض، وهو

عَصْفُها وذَهابُها بِها. والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً؛

قال ذو الرمة:

كأَنه، والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه،

أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الريح مَنْتوج

واطَّرَدَ الشيءُ: تَبِعَ بعضُه بعضاً وجرى. واطَّرَدَ الأَمرُ:

استقامَ. واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً. واطَّرَدَ الكلامُ

إِذا تتابَع. واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه؛ قال قيس بن

الخطيم:أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ

أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط يرى بعضها في إِثر بعض فكأَنها

مُتَتابعَة؛ وقولُ الراعي يصف الإِبل واتِّباعَها مواضع القطر:

سيكفيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ،

كَجَنْدَلِ لُبْنَ، تَطّرِدُ الصِّلالا

أَي تَتَتابَعُ إِلى الارَضِين الممطورة لتشرب منها فهي تُسْرِعُ

وتَسْتَمرُّ إِليها، وحذَفَ فأَوْصَلَ الفعل وأَعْمَلَه.

والماءُ الطَّرِدُ: الذي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فيه وتدفعه

أَي تتتابع. وفي حديث قتادة في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ

والماءِ الطَّرِدِ؛ هو الذي تَخُوضه الدوابُّ.

ورَمْلٌ مُتَطارِد: يَطْرُدُ بعضُه بعضاً ويتبعه؛ قال كثير عزة:

ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ، بعدَما

جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد

وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ: سريعُ الجَرْيَة. والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري.

وفي حديث الإِسراء: وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وهما

يَفْتَعِلان. وأَمرٌ مُطَّردٌ: مستقيم على جهته.

وفلان يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مستقيماً.

والمُطارَدَة في القتال: أَن يَطْرُدَ بعضُهم بعضاً. والفارس

يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عليه قِرْنُه ثم يَكُرُّ عليه، وذلك أَنه يَتَحَيَّزُ في

اسْتِطْرادِه إِلى فئته وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته، وقد

اسْتَطْرَدَ له وذلك ضَرْب من المَكِيدَة. وفي الحديث: كنت أُطارِدُ حيَّةً أَي

أَخْدَعُها لأَصِيدَها؛ ومنه طِرادُ الصَّيْد. ومُطارَدَة الأَقران

والفُرْسان وطِرادُهم: هو أَن يَحْمِلَ بعضهم على بعض في الحرب وغيرها. يقال: هم

فرسان الطِّرادِ.

والمِطْرَدُ: رُمْحٌ قصير تُطْعَنُ به حُمُر الوحش؛ وقال ابن سيده:

المِطْرَد، بالكسر، رمح قصير يُطْرَد به، وقيل: يُطْرَد به الوحش.

والطِّرادُ: الرمح القصير لأَن صاحبه يُطارِدُ به. ابن سيده: والمِطْرَدُ من الرمح

ما بين الجُبَّةِ والعالية.

والطَّرِيدَةُ: ما طَرَدْتَ من وحش ونحوه. وفي حديث مجاهد: إِذا كان عند

اطِّراد الخيل وعند سَلِّ السيوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُهُ

تكبيراً. الاضْطِرادُ: هو الطِّرادُ، وهو افتِعالٌ، من طِرادِ الخَيْل، وهو

عَدْوُها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً.

والطَّريدة: قَصَبَة فيها حُزَّة تُوضَع على المَغازِلِ والعُودِ والقِداح

فَتُنْحَتُ عليها وتُبْرَى بها؛ قال الشماخُ يصف قوساً:

أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها،

كما قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ

أَبو الهيثم: الطَّرِيدَةُ السَّفَن وهي قَصَبة تُجَوَّفُ ثم يُغْفَرُ

منها مواضع فَيُتَّبَعُ بها جَذْب السَّهْم. وقال أَبو حنيفة: الطَّرِيدَة

قِطْعَةُ عُودٍ صغيرة في هيئة المِيزابِ كأَنها نصف قَصَبة، سَعَتُها

بقدر ما يَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ. والطَّرِيدَةُ: الخِرْقَة الطويلة

من الحرير. وفي حديث مُعاوية: أَنه صَعِدَ المنبر وبيده طَرِيدَةٌ؛

التفسير لابن الأَعرابي حكاه الهرويّ في الغريبين. أَبو عمرو: الجُبَّةُ

الخِرْقَة المُدَوَّرَة، وإِن كانت طويلة، فهي الطَّرِيدَة. ويقال للخِرْقَة

التي تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ: المِطْرَدَةُ والطَّرِيدَة.

وثَوْبٌ طَرائد، عن اللحياني، أَي خَلَقٌ. ويوم طَرَّادٌ ومُطَرَّدٌ: كاملٌ

مُتَمَّم؛ قال:

إِذا القَعُودُ كَرَّ فيها حَفَدَا

يَوْماً، جَديداً كُلَّه، مُطَرَّدا

ويقال: مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ أَي طويلٌ. ويومٌ مُطَرَّدٌ

أَي طَرَّادٌ؛ قال الجوهري: وقول الشاعر يصف الفرس:

وكأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِيم، إِذا جرى

بَعْدَ الكَلالِ، خَلِيَّتَا زُنْبُورِ

يعني به الأَنْفَ.

والطَّرَدُ: فِراخُ النحلِ، والجمع طُرُود؛ حكاه أَبو حنيفة.

والطَّرِيدَةُ: أَصلُ العِذْق. والطَّرِيدُ: العُرْجُون.

والطَّرِيدَةُ: بُحَيْرَةٌ من الأَرضِ قلِيلَة العَرْضِ إِنما هي

طَريقَة. والطَّرِيدَةُ: شُقَّةٌ من الثَّوب شُقَّتْ طولاً. والطَّرِيدَة:

الوَسيقَة من الإِبل يُغِيرُ عليها قومٌ فَيَطْرُدُونها؛ وفي الصحاح: وهو ما

يُسْرَقُ من الإِبل. والطَّرِيدَة: الخُطَّة بين العَجْبِ والكاهِلِ؛ قال

أَبو خراش:

فَهَذَّبَ عنها ما يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى

طَرِيدَةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ

والطَّريدَةُ: لُعْبَةُ الصِّبْيانِ، صِبْيانِ الأَعراب، يقال لها

المَاسَّةُ والمَسَّةُ، وليست بِثَبَت؛ وقال الطِّرِمَّاح يَصِفُ جَواري

أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عن لَعِب الصّغار والأَحداث:

قَضَتْ من عَيَافٍ والطَّريدَةِ حاجةً،

فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحديث خُضُوعُ

وأَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه: قال له إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا. وفي

الحديثِ: لا بأْسَ بالسِّباق ما لم تُطْرِدْه ويُطْرِدْك. قال

الإِطْرادُ أَن تقولَ: إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا، وإِن سَبَقْتُكَ فلي عليك

كذا. قال ابن بُزُرج: يقال أَطْرِدْ أَخاك في سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ

فإِن ظَفِرَ كان قد قضى ما عليه، وإِلا لَزِمَه الأَوَّلُ والآخِرُ.

ابن الأَعرابي: أَطْرَدْنا الغَنَم وأَطْرَدْتُمْ أَي أَرْسَلْنا

التُّيوس في الغنم. قال الشافعي: وينبغي للحاكم إِذا شَهِدَ الشهودُ لرجل على

آخر أَن يُحْضِرَ الخَصْم، ويَقْرأَ عليه ما شهدوا به عليه، ويُنْسِخَه

أَسماءَهم وأَنسابهم ويُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لم يأْتِ به حَكَمَ عليه؛

قال أَبو منصور: معنى قوله يُطْرِدَه جرحهم أَن يقول له: قد عُدِّلَ

هؤُلاءِ الشهودُ، فإِن جئتَ بجرحهم وإِلا حَكَمْتُ عليك بما شهدوا به عليك؛

قال: وأَصله من الإِطْرادِ في السِّباق وهو أَن يقول أَحد المتسابقين

لصاحبه: إِن سبقْتني فلك عليّ كذا، وإِن سَبَقْتُ فلي عليك كذا، كأَنَّ الحاكم

يقول له: إِن جئت بجرح الشُّهودِ وإِلا حكمت عليك بشهادتهم.

وبنو طُرُودٍ: بَطْن وقد سَمَّتْ طَرَّاداً ومُطَرِّداً.

Expand

عجم

(باب العين والجيم والميم معهما) (ع ج م، ع م ج، ج ع م، ج م ع، م ع ج، م ج ع مستعملات)

عجم: العَجَمُ: ضِدُّ العَرَب. ورجلٌ أعجميّ: ليس بعربيّ وقوم عجم وعرب والأعجم: الذي لا يُفْصِحُ. وامرأة عجماء بيّنة العجمة. والعجماء: كلّ دابّة أو بهيمة.

وفي الحديث: جُرْحُ العجماء جُبار

يقول: إذا أفلتت الدّابّة فقتلت إنسانا فليس على صاحبها دِيَةً وجُبار، أي: باطل، هدر دُمُه. والعجماء كل صلاة لا يُقْرأُ فيها. والأعجم: كلّ كلام ليس [بلغة] عربيّة إذا لم ترد بها النسبة. قال أبو النجم:

صوتا مخوفا عندها مليحا ... أعجمَ في آذانها فصيحا

يصف حمار الوحش. وتقول: اسعجمت الدار عن جواب السائل. والمعجم حروف الهجاء المقطعة، لأنها أعجمية. وتعجيم الكتاب: تنقيطه كي تستبين عجمته ويصحّ. وعُجْمَةُ الرّملِ أكثره واضخمه وأكثره تراكما في وسط الرَّمل. قال ذو الرّمة:

من عُجْمَةِ الرّمل أنقاء لها حِبَبُ

وعَجَمُ التَّمر نواهُ والإنسان يعجُم التمرة إذا لاكها بنواتها في فمه. وعجيم النَّوى: الذي قد قشر لحاؤه من التّمر. وعجَمتُ العود: عضضتُ عليه بأسناني أيّها أصلب. قال عبد الله بن سبرة الجرشيّ:

وكم عاجم عودى أضرّ بنابه ... مذاقي ففي نابَيْه فرض فلول

وقال الحجاج بن يوسف: إنّ أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها فوجدني أصلبها

. قوله: عجم، أي: عضّ عليها بأسنانه لينظر أيّها أصلب، وهذا مَثَلٌ، أي: جرَّب الرجال فاختارني منهم. والثور يعجُم قرنَه يدلكه بشجرة لينظِّفه. وما عجمتك عيني مذ كذا، أي: ما أَخَذَتْك. وتقول للرجل العزيز النفس: أنه لصُلْبُ المَعْجَمِ. أي: إذا عجمته الأموروجدته متينا. وقال سعد بن مسمع:

ذا سُبْحَةٍ لو كان حلو المعجم

أي: ذا جمال. وهذا من سُبُحات الوجه، وهو محاسنه، ولأنك إذا رأيته قلت: سبحان الله. وقوله: لو كان حلو المعجم، أي: لو كان محمود الخُبْر كان قد تمّ أمره ولكنّه جَمال دون خُبْر. قال أبو ليلى: المعجم: هاهنا المذاق. عَجَمْتُهُ: ذُقْنُهُ. قال الأخطل:

يا صاح هل تبلغَنْها ذات معجمة ... بدايتيها ومَجْرَى نِسْعِها بَقَعُ

عمج: التَّعْمُّجُ: الاعوجاج في السير، والمشي لليدين والأعضاء لاعوجاج الطريق كتَعَمَّجَ السيل إذا انقلب بعضه على بعض. قال:

تَدافُعَ السَّيْلِ إذا تعَمَّجَا

جعم: امرأة جَعْمَاءُ: أُنْكِرَ عقلها هرما، ولا يقال رجل أجْعَم. وناقة جعماء: مسنة. ورجل جعم وامرأة جَعِمَةٌ، وبها جَعَمٌ، أي: غِلَظُ كلامٍ في سَعَةِ حَلْق. وجَعِمَ الرّجُلُ جَعَماً، أي: قَرِمَ إلى اللَّحْمِ، وهو في ذاك أكول. قال: العجّاج

إذ جَعِمَ الذُّهلانِ كلَّ مَجْعَمِ

أي: جَعِموا إلى الشَّرِّ، كما يُقْرَمُ إلى اللّحم.

جمع: الجمعُ مصدر جمعت الشيء. والجَمْعُ أيضا: اسم لجماعة الناس، والجموع: اسم لجماعة الناس. والمجمع حيث يُجْمَعُ الناس، وهو أيضا اسم للناس والجَمَاعَةُ: عدد كل شيء وكثرته. والجِماعُ: ما جمعَ عَدداً، فهو جِماعُهُ، كما تقول لجماع الخباء: أخبية

قال الحسن: اتقوا هذه الأهواء التي جِماعَها الضلالة ومعادها إلى النار.

وكذلك الجميع إلاَّ أنَّه اسمٌ لازم. يقال: رجل جميع، أي: مجتمِعٌ في خَلْقه. وأما المجتمعُ فالذي استوتْ لِحْيَتُهُ، وبلغ غاية شبابه، ولا يقال للنساء. والمسجدُ الجامعُ نعت به، لأنه يجمع أهله، ومسجد الجامِعِ خطأ بغير الألف واللام، لأنّ الاسم لا يضاف إلى النعت. لا يقال: هذا زيد الفقيه. وتقول: جَمَّعَ الناسُ، أي: شهدوا الجُمُعة، وقضوا الصلاة. وجُمَّاعُ كل شيء: مجتمع خلقه، فمن ذلك: جُمّاع جسد الإنسان رأسُه، وجُمَاعُ الثمرة ونحوها إذا اجتمعت براعيمها في موضع واحد. قال ذو الرّمة:

ورأسٌ كجُمَّاع الثريا ومِشْفَرٌ ... كَسِبْتِ اليماني قدُّه لم يُحَرّدِ

وتقول: ضربته بجُمْع كفّي، ومنهم من يكسر الجيم. وأعطيته من الدراهم جُمْع الكفّ كما تقول: ملء الكف. وماتت المرأة بجُمْع، أي: مع ما في بطنها [وكذلك ] يقال إذا ماتت عذراء. وترك فلان امرأته بجُمْع وسار، أي: تركها وقد أثقلت. واستجمع للمرء أموره إذا استَجمع وهُيءّ له ما يُسَرُّ به من أمره. قال:

إذا استجمعت للمرء فيها أموره ... كبا كبوة للوجه لا يستقيلها واستجمع السيل: أي: اجتمع، واستجمع الفرس جَرْيا. قال:

ومُسْتَجْمِع جَرْيا وليس ببارحٍ ... تُباريِه في ضاحي المِتانِ سواعدُه

وسُمِّيَ جَمْعٌ جمعاً، لأنّ الناس يجتمعون إليها من المزدلفة بين الصلاتين، المغرب والعشاء الاخرة. والمجامَعَةُ والجماعُ: كناية عن الفعل، والله يكني عن الأفعال، قال الله عز وجل: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ* كنىّ عن النكاح

معج: المَعْجُ: التقليب في الجري. مَعَجَ الحمار يَمْعَجُ مَعْجاً، أي: جَرَى في كُلِّ وجهٍ جرياً سريعا. قال العجاج:

حُنِّيَ منه غيرَ ما أَنْ يَفْحَجا ... غَمْرَ الأَجَاريَّ مِسَحّاً مِمْعَجا

وحمارٌ معاجٌ: يسبق في عَدْوِه يميناً وشمالاً. والريح تمعَجُ في النبات، أي : تفليه وتقلبه. قال ذو الرمة:

أو نَفْحَةٌ من أعالي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ ... فيها الصَّبا مَوْهِنا والرَّوضُ مَرْهُومُ

والفصيل يَمْعَجُ ضرعَ أمّه إذا لَهَزَهُ، وقلّب فاه في نواحيه ليستمكن. وتقول: جاءنا الوادي يَمْعَج بسيوله، أي: يُسْرع. قال:

ضافت تمعّج أعناق السيول به مجع: مَجَعَ الرّجل مَجْعا، وتمجَّعُ تَمَجُّعا إذا أكل التّمر باللّبن. والمُجاعة: فُضالةُ ما يُمْجَع. والاسم: المَجيع. قال:

إنّ في دارنا ثلاثَ حُبالى ... فوددنا لو قد وضعْنَ جميعا

جارتي ثم هرّتي ثم شاتي ... فإذا ما وضعْنَ كُنَّ ربيعا

جارتي للخبيص والهرّ للفأر ... وشاتي إذا اشتهيت مجيعا

ورجلٌ مجّاععةٌ، أي: كثير التّمجَع، مثل: علاّمة ونسَّاببة. قال الخليل: يدخلون هذه الهاءات في نعوت الرجال للتوكيد.
Expand
(عجم) الْحَرْف وَالْكتاب عجما أَزَال إبهامه بالنقط والشكل وَالشَّيْء عجما وعجوما عضه ليعلم صلابته من رخاوته وَيُقَال عجم فلَانا وعجم عوده امتحنه واختبره وعجمت الْأُمُور فلَانا دربته وَمَا عجمتك عَيْني مُنْذُ كَذَا مَا رأتك وَجعلت عَيْني تعجمه تنظر إِلَيْهِ ويخيل إِلَيْهَا أَنَّهَا رَأَتْهُ من قبل

(عجم) فلَان عجمة كَانَ فِي لِسَانه لكنة وَيُقَال كَذَلِك عجم الْكَلَام إِذا لم يكن فصيحا فَهُوَ أعجم وَهِي عجماء (ج) عجم
(عجم) - في الحديث: "بِعَدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ وأَعْجَم"
: أي آدمِىّ وبَهيَمة. 
عجم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: العَجْماء جُبار 33 / الف والبئر جُبار والمعدن جُبار وَفِي الرَّكاز الْخمس. قَوْله: العَجْماء جَبَّار يَعْنِي الْبَهِيمَة وَإِنَّمَا سميت عجماء لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّم قَالَ أَبُو عبيد: من ذكر اللَّه [تبَارك وَتَعَالَى -] فِي السُّوق كَانَ لَهُ [من الْأجر -] بِعَدَد كل فصيح [فِيهَا -] وأعجم فَقَالَ الْمُبَارك: الفصيح الْإِنْسَان والأعجم الْبَهِيمَة.
(ع ج م) : (عَجَمُ) الزَّبِيبِ بِالتَّحْرِيكِ حَبُّهُ وَكَذَا عَجَمُ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالرُّمَّانِ وَنَحْوِهِ وَالْوَاحِدَةُ عُجْمَةٌ (وَالْعَجَمُ) جَمْعُ الْعَجَمِيِّ وَهُوَ خِلَافُ الْعَرَبِيِّ وَإِنْ كَانَ فَصِيحًا (وَالْأَعْجَمِيُّ) الَّذِي فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ أَيْ عَدَمُ إفْصَاحٍ بِالْعَرَبِيَّةِ وَإِنْ كَانَ عَرَبِيًّا وَقَوْلُهُ وَلَوْ قَالَ لِعَرَبِيٍّ يَا عَجَمِيُّ لَمْ يَكُنْ قَاذِفًا لِأَنَّهُ وَصْفٌ لَهُ بِاللُّكْنَةِ فِيهِ نَظَرٌ (وَالْأَعْجَمُ) مِثْلُ الْعَجَمِيّ وَمُؤَنَّثُهُ الْعَجْمَاءُ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْبَهِيمَةِ غَلَبَةَ الدَّابَّةِ عَلَى الْفَرَسِ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (الْعَجْمَاءُ) جُبَارٌ (وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ) جُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ أَيْ هَدَرٌ (وَمِنْهَا) صَلَاةُ النَّهَارِ عَجْمَاءُ أَيْ لَا تُسْمَعُ فِيهَا قِرَاءَةٌ.
عجم
العَجَمُ والعُجْمُ والأعْجمُ: ضدُ العَرَب. وأعْجَمَهُ: أتى به عَجَمِيَاَ، فأما إِذا لم يُفْصِحْ فهو أعْجَمُ، وقد عَجُمَ يَعْجُمُ بضمِّ الجيم وكلُّ كَلام ليس بعَرَبِيةٍ فهو أعْجَمُ. والعَجْمَاءُ: البَهِيْمَةُ. وكلُّ صَلاة لا يُقْرأ فيها. والمُعْجَمُ: حُروفُ الهِجاءِ. وعَجمْتُ الكِتَابَ.
وعُجْمَةُ الرمْل: أكْثَرُه. ومُعْظَمُ كل شيءٍ. والعَجَمُ: حب الزًبيبِ. والنوى. والعَجْمُ: العضً. وصِغارُ الإبِل، ولا واحِدَ لها.
والثوْر ُيَعْجُمُ قَرْنَه: أي يَدْلُكُهُ بشَجَرةٍ ليُنظفَه. وما عَجَمَتْكَ عَيْني مُنذُ كذا: أي ما أخَذَتْكَ.
والرجُلُ العَزِيْزُ النفْس: هو صُلْبُ المَعْجَم. والعَجامُ: الخُفاشُ الضخْمُ. وعَجمتُ النوى: طبَخْتَه.
وهو يَعْجُمُ كذا: أي يَعْرِفه. وعَجمُ الذنبِ وعَجْبُه: واحِدٌ.
والعجمَة: صَخْرَة تكونُ في الوادي ناتِئة، ويُقال: عَجَمَة بالفتح أيضاً. وهي الناقةُ الصلبَةُ أيضاً. والعَجَمْجَمَةُ: الشديدةُ من الإبل.
عجم: نعاجم: وردت في ديوان الهذليين (ص257) البيت السادس انعجم. انعجم لسانه عن ردّ الجواب: امتنع عن رد الجواب وظل ساكتاً (بوشر).
وفي المقري (1: 757): فانعجمت نفسي عن الإجابة.
عَجَم: السودان العَجَم (البكري ص177).
وقد ترجمها كاترمير إلى الفرنسية بما معناه: الزنوج الوثنيون وهي كذلك في تعليقة السيد دي سلان (ص518).
عَجَميّ: صيني، خزف مزخرف (بوشر). عَجَمي: نوع من نسيج القطن (صفة مصر 17: 369).
عَجَمي: ثور، ذكر البقر. (دوماس حياة العرب ص430) وثور صغير عمره سنتان أو ثلاث سنين. وجمعها عجامة (شيرب، بوسيه).
عَجَميَّة: لفظة يطلقها عرب الأندلس على اللغة الأسبانية.
عَجَمِيَّة: لوزية، حلوى اللوز (بوشر) وانظر ترجمة لين ألف ليلة (1: 71).
أعجم، عجماء: اسم نبات. انظر ابن البيطار (2: 184) وقد أساء سونثيمر ترجمة هذه المادة إساءة كبيرة.
مُعجَم: فهرس بأسماء الشيوخ الذين يدرس عليهم الطالب مرتب على حروف الهجاء مع ترجمة لحياتهم وذكر مؤلفاتهم (ابن خلكان 1: 420، المقري 1: 506، 804، 2: 769) وهو فهرسة شيوخه على حروف المعجم (المقري 1: 810) مَعْجَمَة: في المعجم اللاتيني العربي: كَتِف ثم مَعْجَمة وهذا غريب لان هذه الكلمة لا تعني كلمة كتف.
ع ج م

سألته فاستعجم عن الجواب. قال امرؤ القيس:

صم صداها وعفا رسمها ... واستعجمت عن منطق السائل

وفي الحديث " من استعجمت عليه قراءته فلينم " وكتاب فلان أعجم إذا لم يُفهم ما كتب. وباب الأمير معجم أي مبهم مقفل. والفحل الأعجم حريّ أن يكون مئناثاً وهو الأخرس الذي يهدر في شقشقة لا ثقب لها فلا يخرج الصوت منها. " وجرح العجماء جبار ". " وصلاة النهار عجماء ". وقد عجمته التجارب والدهور. وفلان صلب المعجم: لمن إذا عجمته الأمور وجدته متيناً. وعوده صليب لا تحيك فيه العواجم أي الأسنان. وقال:

أبى عودك المعجوم إلا صلابة ... وكفّاك إلا نائلاً حين تسأل

وما عجمتك عيني منذ زمان أي ما أخذتك، ورأيت فلاناً فجعلت عيني تعجمه كأنها تعرفه ولا تمضي على معرفته: ونظرت في الكتاب فعجمته أي لم أقف حق الوقوف على حروفه. والثور يعجم قرنه إذا دلكه على شجرة. وحكى أبو دواد " سنجيّ: قال لي أعرابيّ تعجمك عيني أي يخيل إليّ أني رأيتك. وناقة ذات معجمة أي بقية وقوة على السير.
عجم
العُجْمَةُ: خلافُ الإبانة، والإِعْجَامُ: الإبهام، واسْتَعْجَمْتُ الدّارَ: إذا بان أهلها ولم يبق فيها عريب، أي: من يبين جوابا، ولذلك قال بعض العرب: خرجت عن بلاد تنطق، كناية عن عمارتها وكون السّكان فيها. والعَجَمُ: خلاف العَرَبِ، والعَجَمِيُّ منسوبٌ إليهم، والأَعْجَمُ: من في لسانه عُجْمَةٌ، عربيّا كان، أو غير عربيّ، اعتبارا بقلّة فهمهم عن العجم. ومنه قيل للبهيمة:
عَجْمَاءُ والأَعْجَمِيُّ منسوبٌ إليه. قال: وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ
[الشعراء/ 198] ، على حذف الياءات. قال تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ
[فصلت/ 44] ، يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ [النحل/ 103] ، وسمّيت البهيمة عَجْمَاءَ من حيث إنها لا تبين عن نفسها بالعبارة إبانة النّاطق. وقيل: «صلاة النهار عَجْمَاءُ» ، أي: لا يجهر فيها بالقراءة، «وجُرْحُ العَجْمَاءِ جُبَارٌ» ، وأَعْجَمْتُ الكلامَ ضدّ أَعْرَبْتُ، وأَعْجَمْتُ الكتابةَ: أزلت عُجْمَتَهَا، نحو:
أشكيته: إذا أزلت شكايته. وحروف المُعْجَمُ، روي عن الخليل أنها هي الحروف المقطّعة لأنها أَعْجَمِيَّةٌ. قال بعضهم: معنى قوله: أَعْجَمِيَّةٌ أنّ الحروف المتجرّدة لا تدلّ على ما تدلّ عليه الحروف الموصولة . وباب مُعْجَمٌ: مُبْهَمٌ، والعَجَمُ: النّوى، الواحدة: عَجَمَةٌ، إمّا لاستتارها في ثَنْيِ ما فيه، وإمّا بما أخفي من أجزائه بضغط المضغ، أو لأنّه أدخل في الفم في حال ما عضّ عليه فأخفي، والعَجْمُ: العَضُّ عليه، وفلانٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، أي: شديدٌ عند المختبر.
[عجم] نه: فيه: "العجماء" جبار، هو البهيمة لأنها لا تتكلم، وكل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم ومستعجم. ط: أي إذا لم يكن معها سائق ولا قائدو"عجمتك" الأمور، أي خبرتك، من العجم العض، عجمت العود إذا عضضته لتنظر أصلب هو أم رخو. ومنه ح الحجاج: إن أمير المؤمنين نكب كنانته "فعجم" عيدانها عودًا عودًا. وفيه: حتى صعدنا إحدى "عجمتي" بدر، العجمة بالضم من الرمل المشرف على ما حوله.
ع ج م : الْعُجْمَةُ فِي اللِّسَانِ بِضَمِّ الْعَيْنِ لُكْنَةٌ وَعَدَمُ فَصَاحَةٍ وَعَجُمَ بِالضَّمِّ عُجْمَةً فَهُوَ أَعْجَمُ وَالْمَرْأَةُ عَجْمَاءُ وَهُوَ أَعْجَمِيٌّ بِالْأَلِفِ عَلَى النِّسْبَةِ لِلتَّوْكِيدِ أَيْ غَيْرُ فَصِيحٍ وَإِنْ كَانَ عَرَبِيًّا وَجَمْعُ الْأَعْجَمِ أَعْجَمُونَ وَجَمْعُ الْأَعْجَمِيِّ أَعْجَمِيُّونَ عَلَى لَفْظِهِ أَيْضًا وَعَلَى هَذَا فَلَوْ
قَالَ لِعَرَبِيٍّ يَا أَعْجَمِيُّ بِالْأَلِفِ لَمْ يَكُنْ قَذْفًا لِأَنَّهُ نَسَبَهُ إلَى الْعُجْمَةِ وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي الْعَرَبِ وَكَأَنَّهُ قَالَ يَا غَيْرَ فَصِيحٍ وَبَهِيمَةٌ عَجْمَاءُ لِأَنَّهَا لَا تُفْصِحُ وَصَلَاةُ النَّهَارِ عَجْمَاءُ لِأَنَّهُ لَا يُسْمَعُ فِيهَا قِرَاءَةٌ.

وَاسْتَعْجَمَ الْكَلَامُ عَلَيْنَا مِثْلُ اسْتَبْهَمَ.

وَأَعْجَمْتُ الْحَرْفَ بِالْأَلِفِ أَزَلْتُ عُجْمَتَهُ بِمَا يُمَيِّزُهُ عَنْ غَيْرِهِ بِنَقْطٍ وَشَكْلٍ فَالْهَمْزَةُ لِلسَّلْبِ وَأَعْجَمْتُهُ خِلَافُ أَعْرَبْتُهُ وَأَعْجَمْتُ الْبَابَ أَقْفَلْتُهُ.

وَالْعَجَمُ بِفَتْحَتَيْنِ خِلَافُ الْعَرَبِ وَالْعُجْمُ وِزَانُ قُفْلٍ لُغَةٌ فِيهِ الْوَاحِدُ عَجَمِيٌّ مِثْلُ زَنْجٍ وَزِنْجِيٍّ وَرُومٍ وَرُومِيٍّ فَالْيَاءُ لِلْوَحْدَةِ وَيُنْسَبُ إلَى الْعَجَمِ بِالْيَاءِ فَيُقَالُ لِلْعَرَبِيِّ هُوَ عَجَمِيٌّ أَيْ مَنْسُوبٌ إلَيْهِمْ.

وَالْعَجَمُ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْضًا النَّوَى مِنْ التَّمْرِ وَالْعِنَبِ وَالنَّبْقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ الْوَاحِدَةُ عَجَمَةً بِالْهَاءِ.

وَالْعَجْمُ بِالسُّكُونِ صِغَارُ الْإِبِلِ نَحْوُ بَنَاتِ اللَّبُونِ إلَى الْجَذَعِ يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى.

وَالْعَجَمُ أَيْضًا أَصْلُ الذَّنَبِ وَهُوَ الْعُصْعُصُ لُغَةٌ فِي الْعَجْبِ وَالْعَجْمُ الْعَضُّ وَالْمَضْغُ وَعَجَمْتُهُ عَجْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا مَضَغْتَهُ وَهُوَ طَيِّبُ الْمَعْجَمَة. 
ع ج م: (الْعَجَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ النَّوَى وَكُلُّ مَا كَانَ فِي جَوْفِ مَأْكُولٍ كَالزَّبِيبِ وَنَحْوِهِ الْوَاحِدُ (عَجَمَةٌ) مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ. يُقَالُ: لَيْسَ لِهَذَا الزَّمَانِ (عَجَمٌ) . وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: عَجْمٌ بِالتَّسْكِينِ. وَ (الْعَجَمُ) أَيْضًا ضِدُّ الْعَرَبِ الْوَاحِدُ (عَجَمِيٌّ) وَ (الْعُجْمُ) بِالضَّمِّ ضِدُّ الْعَرَبِ. وَفِي لِسَانِهِ (عُجْمَةٌ) . وَ (الْعَجْمَاءُ) الْبَهِيمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «جُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ» وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ عَجْمَاءَ لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّمُ وَكُلُّ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْكَلَامِ أَصْلًا فَهُوَ (أَعْجَمُ) وَ (مُسْتَعْجِمٌ) . وَ (الْأَعْجَمُ) أَيْضًا الَّذِي لَا يُفْصِحُ وَلَا يُبَيِّنُ كَلَامَهُ وَإِنْ كَانَ مِنَ الْعَرَبِ وَالْمَرْأَةُ (عَجْمَاءُ) . وَ (الْأَعْجَمُ) أَيْضًا الَّذِي فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ وَإِنْ أَفْصَحَ بِالْعَجَمِيَّةِ. وَرَجُلَانِ (أَعْجَمَانِ) وَقَوْمٌ (أَعْجَمُونَ) وَ (أَعَاجِمُ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} [الشعراء: 198] . ثُمَّ يُنْسَبُ إِلَيْهِ فَيُقَالُ: لِسَانٌ (أَعْجَمِيٌّ) وَكِتَابٌ أَعْجَمِيٌّ وَلَا يُقَالُ: رَجُلٌ (أَعْجَمِيٌّ) فَيُنْسَبُ إِلَى نَفْسِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ (أَعْجَمُ) وَ (أَعْجَمِيٌّ) بِمَعْنًى. مِثْلُ دَوَّارٍ وَدَوَّارِيٍّ وَجَمَلٍ قَعْسَرٍ وَقَعْسَرِيٍّ. هَذَا إِذَا وَرَدَ وُرُودًا لَا يُمْكِنُ رَدُّهُ. وَصَلَاةُ النَّهَارِ (عَجْمَاءُ) لِأَنَّهُ لَا يُجْهَرُ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ. وَ (الْعَجْمُ) الْعَضُّ. وَقَدْ (عَجَمَ) الْعُودَ مِنْ بَابِ نَصَرَ إِذَا عَضَّهُ لِيَعْلَمَ صَلَابَتَهُ مِنْ خَوَرِهِ. وَ (الْعَجْمُ) النَّقْطُ بِالسَّوَادِ
كَالتَّاءِ عَلَيْهَا نُقْطَتَانِ يُقَالُ: (أَعْجَمَ) الْحَرْفَ وَ (عَجَّمَهُ) أَيْضًا (تَعْجِيمًا) وَلَا يُقَالُ: عَجَمَهُ. وَمِنْهُ حُرُوفُ (الْمُعْجَمِ) وَهِيَ الْحُرُوفُ الْمُقَطَّعَةُ الَّتِي يَخْتَصُّ أَكْثَرُهَا بِالنَّقْطِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ حُرُوفِ الِاسْمِ. وَمَعْنَاهُ حُرُوفُ الْخَطِّ الْمُعْجَمِ كَقَوْلِهِمْ مَسْجِدُ الْجَامِعِ وَصَلَاةُ الْأُولَى أَيْ مَسْجِدُ الْيَوْمِ الْجَامِعِ وَصَلَاةُ السَّاعَةِ الْأُولَى. وَنَاسٌ يَجْعَلُونَ الْمُعْجَمَ بِمَعْنَى الْإِعْجَامِ مَصْدَرًا مِثْلُ الْمُخْرَجِ وَالْمَدْخَلِ أَيْ مِنْ شَأْنِ هَذِهِ الْحُرُوفِ أَنْ تُعْجَمَ. وَ (أَعْجَمَ) الْكِتَابَ ضِدُّ أَعْرَبَهُ. وَ (اسْتَعْجَمَ) عَلَيْهِ الْكَلَامَ اسْتَبْهَمَ. 
[عجم] العَجْمُ : أصل الذَنَبِ، مثل العجب، وهو العصعص. والعجم أيضا: صغار الإبل، نحو بنات اللَبونِ إلى الجَذَعِ، يستوي فيه الذكر والأنثى، والجمع العُجومُ. والعَجَمُ، بالتحريك: النوى وكلُّ ما كانَ في جوفِ مأكولٍ، كالزبيب وما أشبهه. قال أبو ذؤيب يصف مَتْلَفاً، وهو المفازة. مُسْتَوْقَدٌ في حصاهُ الشمس تَصْهَرُهُ كأنّه عَجَمٌ بالبيدِ مرضوخ الواحدة عجمة، مثل قصبة وقصب. يقال: ليس لهذا الرمان عجم. قال يعقوب: والعامة تقول عجم بالتسكين. والعجم: خلاف العَرَبِ، الواحد عَجَمِيٌّ. والعُجْمُ بالضم: خلاف العُرْبِ. وفي لسانه عُجْمَةٌ. وعُجْمَةُ الرمل أيضاً: آخره. والعَجَمَةُ بالتحريك أيضاً: النخلةُ تنبُت من النواة. والعَجَماتُ: الصُخور الصِلابُ والإبلُ العَجَمُ: التي تَعْجُمُ العِضاه والقتادَ والشَوكَ، فتجزأ بذلك من الحَمْض. والعَجْماءُ: البهيمةُ. وفي الحديث: " جُرحُ العَجْماءِ جُبارٌ ". وإنَّما سمّيت عَجْماءَ لأنَّها لا تتكلَّم. فكلُّ من لا يقدر على الكلام أصلاً فهو أعجم ومستعجم. والاعجم أيضا: الذي لا يُفصح ولا يُبين كلامَه، وإن كانَ من العرب. والمرأة عجماء، ومنه زياد الاعجم الشاعر. والاعجم أيضا: الذى في لسانه عُجْمَةٌ وإن أفصح بالعَجَمِيَّةِ. ورجلان أعْجمانِ وقومٌ أعْجَمونَ وأعاجِمُ. قال الله تعالى: (ولو نزلناه على بعض الاعجمين) ، ثم ينسب إليه فيقال لسانٌ أعْجَمِيٌّ، وكتاب أعجمى. ولا تقل رجل أعجمى فتنسبه إلى نفسه، إلا أن يكون أعجم وأعجمي بمعنى مثل دوار ودوارى، وجمل قعسر وقعسرى. هذا إذا ورد ورودا لا يمكن رده. وأما قول الشاعر : كأن قرادى صدره طبعتهما بطين من الجولان كتاب أعجم. فلم يرد به العجم، وإنما أراد به كتاب رجل أعجم، وهو ملك الروم. والاعجم من الموج: الذي لا يتنفّس، أي لا ينضَح الماء ولا يُسمع له صوت. وصلاة النهار عَجْماءُ، لأنّه لا يُجهر فيها بالقراءة. والعَجْمُ: العض. وقد عجمت العود (*) أعجمه بالضم، إذا عضضته لتعلمَ صلابتَه من خَوَره. والعَواجِمُ: الأسنان. وعَجَمْتُ عودَه، أي بلوتُ أمره وخبرتُ حاله. وقال: أبى عودُكَ المَعْجومُ إلاَّ صلابةً وكَفَّاكَ إلا نائلاً حين تُسْألُ ورجلٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، إذا كانَ عزيز النفس. وناقةٌ ذات مَعْجَمَةٍ، أي ذات سِمَنٍ وقوّةِ وبقيّةٍ على السَير. وما عجمتك عينى منذا كذا، أي ما أخذَتْك. ورأيت فلاناً فجعلَتْ عيني تَعْجُمُهُ كأنَّها تعرفه. والثورُ يَعْجُمُ قرنَه، إذا ضرب به الشجرةَ يبلُوه. وعَجْمُ السيفِ: هَزُّهُ للتجرِبة. والعَجْمُ: النَقْطُ بالسواد، مثل التاء عليه نقطتان. يقال: أعجمت الحرف. والتَعْجيمُ مثله، ولا تقل عجمت. ومنه حروف المعجم، وهى الحروف المقطعة التى يختص أكثرها بالنقط من بين سائر حروف الاسم، ومعناه حروف الخط المعجم، كما تقول: مسجد الجامع وصلاة الاولى، أي مسجد اليوم الجامع وصلاة الساعة الاولى. وناس يجعلون المعجم بمعنى الاعجام مصدرا، مثل المخرج والمدخل، أي من شأن هذه الحروف أن تعجم. وأعجمت الكتاب: خلاف قولك أعربته. قال رؤبة : والشعر لا يسطيعه من يظلمه يريد أن يعربه فيعجمه أي يأتي به أعجميا، يعنى يلحن فيه. قال الفراء: رفعه على المخالفة، لانه يريد أن يعربه ولا يريد أن يعجمه. وقال الاخفش: لوقوعه موقع المرفوع، لانه أراد أن يقول يريد أن يعربه فيقع موقع الاعجام، فلما وضع قوله فيعجم موضع قوله فيقع رفعه. وأنشد الفراء: الدار أقوت بعد محرنجم من معرب فيها ومن معجم وباب معجم، أي مقفل به. واسْتَعْجَمَ عليه الكلام: استبهم. أبو عمرو: العجمجمة من النوق: الشديدة، مثل العثمثمة. وأنشد: بات يبارى ورشات كالقطا عجمجمات حشفا تحت السرى
Expand
عجم
عجَمَ يَعجُم، عَجْمًا، فهو عاجِم، والمفعول مَعْجوم
• عجمَ الحرفَ أو الكتابَ: أزال إبهامَه بالنَّقط أو بالشَّكْل.
• عجَم الشَّيءَ: اختبره ° عجَم عُود فلان. 

عجُمَ يَعجُم، عُجْمةً، فهو أعجمُ
• عجُم الشَّخصُ: كانت في لسانه لُكنة وعدم إفصاح في الكلام "لم يستطعْ التعبيرَ عن نفسه بسبب عُجْمته- عجُم لسانُه بعد أن أقَام مدَّة طويلة في بلاد أجنبيّة". 

أعجمَ يُعجم، إعجامًا، فهو مُعجِم، والمفعول مُعجَم
• أعجم الحرفَ أو الكتابَ: عجَمه؛ أزال إبهامه بالنَّقط أو بالشَّكل.
• أعجم الكلامَ: أبهمه وذهَب به إلى العُجْمة. 

استعجمَ على يستعجِم، استعجامًا، فهو مُسْتَعْجِم، والمفعول مُسْتَعْجَم عليه
• استعجم الكلامُ علينا: خفِي علينا واستبهم "استعجم على الجاهل حديث العلماء". 

أعْجَمُ [مفرد]: ج أعجمون وعُجْم، مؤ عجماءُ، ج مؤ عَجْماوات وعُجْم:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجُمَ.
2 - مَنْ لا يُفصح في كلامه ولا يُبين وإن كان عربيًّا.
3 - مَنْ ليس بعربيّ وإن أفصح بالعجميَّة " {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ} ".
4 - أخرسُ "الحيوان مخلوقٌ أعجم" ° العجماءُ: البهيمة. 

أعجميّ [مفرد]: ج أعجميُّون وأعاجِمُ، مؤ أعجميّة، ج مؤ أعجميّات وأعاجِمُ:
1 - اسم منسوب إلى أعْجَمُ: ليس بعربيّ ولا بفصيح "لِسانٌ أعجميّ- كتابٌ أعجميّ: غير مبين- {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ ءَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} " ° لفظ أعجميّ: لفظ دخيل أو غير فصيح في لغة ما، مثل كلمة تليفون.
2 - مَنْ لا ينطق بالكلام الفصيح ولو كان عربيًّا "ما أكثر الأعاجم من العرب". 

عَجْم [مفرد]: مصدر عجَمَ. 

عَجَم [جمع]: مف عَجَميّ
• العَجَم: من لم يكونوا من العرب، نطقوا بالعربيّة أو لم ينطقوا، وتُطلق مجازًا على الفرس "أُرسل النَّبيُّ محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم إلى العرب والعَجَم" ° بلادُ العَجَمِ: بلاد الفُرْسِ، إيران حاليًّا. 

عُجْمة [مفرد]: ج عُجُمات (لغير المصدر) وعُجْمات (لغير المصدر):
1 - مصدر عجُمَ.
2 - إبهام وخفاء في الكتابة وعدم فصاحة في الكلام. 

عَجَميّ [مفرد]: ج عَجَم: اسم منسوب إلى عَجَم: وهم غيرُ العرب "سِجَّاد عَجَمِيّ: من بلاد العَجَم- بلح/ فنّ عَجَميّ- ينطق بالعربيّة بشكل جيِّد بالرَّغم من أنّه عَجَميّ". 

مُعْجَم [مفرد]: ج مُعْجمات ومَعاجِمُ:
1 - اسم مفعول من أعجمَ.
2 - (لغ) قاموس، كتاب يضمُّ مفرداتٍ لغويَّةً مرتَّبة ترتيبًا معيَّنًا وشرحًا لهذهِ المفردات أو ذكر ما يقابلها بلغة أخرى "ازدهرت صناعة المعاجم في العصر الحديث- بحث عن معنى الكلمة في المعجم" ° حروف المُعْجَم: الحروف الهجائيَّة. 

مُعجماتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مُعْجمات: على غير قياس "ازداد اهتمام المعجماتيّين بلغة الصحافة- لديه فكر معجماتيّ". 

مُعجميّات [جمع]: (لغ) علم يقوم على جمع مفردات اللغة وتصنيفها من حيث دلالتها وبنيتها وأصولها. 
Expand
الْعين وَالْجِيم وَالْمِيم

العَجَم والعُجْم: خلاف الْعَرَب. يعتقب هَذَانِ المثالان كثيرا. وَرجل أعْجَم، وَقوم أعْجَم. قَالَ:

سَلُّومُ لوْ أصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ

فِي الرُّومِ أَو فارسَ أَو فِي الدَّيْلَمِ

إذَنْ لَزُرْناكِ وَلَو بِسُلَّمِ

وَقَول أبي النَّجْم:

وطاَلَما وطاَلَما وطاَلَما

غَلَبْتُ عاداً وغَلَبْتُ الأعْجَما

إِنَّمَا أَرَادَ العَجَم، فأفرده، لمقابلته إِيَّاه بعاد، وَعَاد لفظ مُفْرد، وَإِن كَانَ مَعْنَاهُ الْجمع. وَقد يجوز أَن يُرِيد الأعْجَمِين، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو النَّجْم بِهَذَا الْجمع: أَي غَلَبت النَّاس كلهم. وَإِن كَانَ العَجم لَيْسُوا مِمَّن عَارض أَبَا النَّجْم، لِأَن أَبَا النَّجْم عَرَبِيّ، والعَجم غير عرب، وَلم يَجْعَل الْألف فِي قَوْله: " وطالما " الْأَخِيرَة تأسيسا، لِأَنَّهُ أَرَادَ أصل مَا كَانَت عَلَيْهِ " طَال " و" مَا " جَمِيعًا، إِذا لم تجْعَل كلمة وَاحِدَة، وَهُوَ قد علها كلمة وَاحِدَة. وَكَانَ الْقيَاس أَن يَجْعَلهَا هَاهُنَا تأسيسا، لِأَن " مَا " هَاهُنَا، تصْحَب الْفِعْل كثيرا.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الأعجمُ: الَّذِي لَا يفصح، وَالْأُنْثَى: عَجْماء. وَكَذَلِكَ الأعْجَميّ. فَأَما العَجَميّ: فَالَّذِي من جنس العَجَم، أفْصح أَو لم يفصح. وَالْجمع: عَجَم. وَنَظِيره عَرَبِيّ وعرب وعركي وعرك، ونبطي ونبط، وخرزي وخرز، وخولي وخول. وَقد أَنْعَمت شرح هَذِه الْمَسْأَلَة، وَأثبت رد أبي عَليّ الْفَارِسِي على أبي إِسْحَاق فِيهَا، عِنْد ذكر عُجْمة اللِّسَان، فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَكَلَام أعْجَمُ وأعْجَميٌّ: بَين العُجْمة. وَقَوله تَعَالَى: (أأعْجمِيّ وعَرَبيّ؟) : إِنَّمَا أَرَادَ: أقرآن أعْجَميّ، وَنَبِي عَرَبِيّ؟ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأعْجَمْتُ الْكَلَام: ذهبت بِهِ إِلَى العُجْمة.

وَقَالُوا: حُرُوف المُعْجَم، فأضافوا الْحُرُوف إِلَى المُعْجم. " فَإِن سَأَلَ سَائل فَقَالَ: مَا معنى قَوْلنَا " حُرُوف المُعْجم "؟ هَل المُعْجَم وصف لحروف هَذِه، أَو غير وصف لَهَا؟ فَالْجَوَاب: أَن المُعجَم، من قَوْلنَا حُرُوف المُعْجَم، لَا يجوز أَن يكون صفة لحروف هَذِه، من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن حروفا هَذِه، لَو كَانَت غير مُضَافَة إِلَى المعجم لكَانَتْ نكرَة والمُعْجَم، كَمَا ترى، معرفَة، ومحال وصف النكرَة بالمعرفة. وَالْآخر: أَن الْحُرُوف مُضَافَة، ومحال إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صفته، وَالْعلَّة فِي امْتنَاع ذَلِك: أَن الصّفة هِيَ الْمَوْصُوف، على قَول النَّحْوِيين، فِي الْمَعْنى، وَإِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه غير جَائِزَة، وَإِذا كَانَت الصّفة هِيَ الْمَوْصُوف عِنْدهم فِي الْمَعْنى، لم يجز إِضَافَة الْحُرُوف إِلَى المُعْجَم، لِأَنَّهُ غير مُسْتَقِيم إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه. قَالَ: وَإِنَّمَا امْتنع ذَلِك من قبل أَن الْغَرَض فِي الْإِضَافَة، إِنَّمَا هُوَ التَّخْصِيص، والتعريف، وَالشَّيْء لَا تعرفه نَفسه، لِأَنَّهُ لَو كَانَ بِنَفسِهِ، لما احْتِيجَ إِلَى إِضَافَته، وَإِنَّمَا يُضَاف إِلَى غَيره ليعرفه.

وَذهب مُحَمَّد بن يزِيد إِلَى أَن المُعْجَم مصدر، بِمَنْزِلَة الإعجام، كَمَا تَقول: أدخلته مدخلًا، وأخرجته مخرجا: أَي إدخالا وإخراجا. وَحكى الْأَخْفَش أَن بَعضهم قَرَأَ: (ومَنْ يُهِنِ اللهُ فمَالَهُ مِنْ مُكْرَمٍ) بِفَتْح الرَّاء، أَي من إكرام، فكأنهم قَالُوا: هَذِه حُرُوف الإعجام. فَهَذَا أَسد وأصوب من أَن يذهب إِلَى أَن قَوْلهم " حُرُوف المُعْجَم ": بِمَنْزِلَة قَوْلهم: " صَلَاة الأولى، وَمَسْجِد الْجَامِع، لِأَن معنى ذَلِك: صَلَاة السَّاعَة الأولى، أَو الْفَرِيضَة الأولى، وَمَسْجِد الْيَوْم الْجَامِع، فَالْأولى غير الصَّلَاة فِي الْمَعْنى، وَالْجَامِع غير الْمَسْجِد فِي الْمَعْنى، وَإِنَّمَا هما صفتان حذف موصوفاهما، وأقيما مقامهما، وَلَيْسَ كَذَلِك حُرُوف المعجم، لِأَنَّهُ لَيْسَ مَعْنَاهُ حُرُوف الْكَلَام المُعْجَم، وَلَا حُرُوف اللَّفْظ المُعْجَم، إِنَّمَا الْمَعْنى أَن الْحُرُوف هِيَ المُعْجَمة، فَصَارَ قَوْلنَا حُرُوف المُعْجَم، من بَاب إِضَافَة الْمَفْعُول إِلَى الْمصدر، كَقَوْلِهِم: هَذِه مَطِيَّة ركُوب: أَي من شانها أَن تركب، وَهَذَا سهم نضال: أَي من شَأْنه أَن يناضل بِهِ. وَكَذَلِكَ حُرُوف المُعْجَم: أَي من شَأْنهَا أَن تُعْجَم.

فَإِن قيل: إِن جَمِيع هَذِه الْحُرُوف لَيْسَ مُعْجما، إِنَّمَا المُعجم بَعْضهَا، أَلا ترى أَن الْألف والحاء وَالدَّال وَنَحْوهَا لَيْسَ مُعْجما، فَكيف استجازوا تَسْمِيَة جَمِيع هَذِه الْحُرُوف حُرُوف المُعْجَم؟ قيل لَهُ: إِنَّمَا سميت بذلك، لِأَن الشكل الْوَاحِد إِذا اخْتلفت أصواته، فأعْجَمْتَ بَعْضهَا، وَتركت بَعْضهَا، فقد علم أَن هَذَا الْمَتْرُوك بِغَيْر إعجام، وَهُوَ غير ذَلِك الَّذِي من عَادَته أَن يُعْجَم، فقد ارْتَفع أَيْضا بِمَا فَعَلُوهُ الْإِشْكَال والاستبهام عَنْهُمَا جَمِيعًا. وَلَا فرق بَين أَن يَزُول الاستبهام عَن الْحَرْف بإعجام عَلَيْهِ، أَو مَا يقوم مقَام الإعجام فِي الايضاح وَالْبَيَان، أَلا ترى انك إِذا أعجمت الْجِيم بِوَاحِدَة من أَسْفَل، وَالْخَاء بِوَاحِدَة من فَوق، وَتركت الْحَاء غفلا، فقد علم بإغفالها أَنَّهَا لَيست بِوَاحِدَة من الحرفين الآخرين، اعني الْجِيم وَالْخَاء، وَكَذَلِكَ الدَّال والذال، وَالصَّاد وَالضَّاد، وَسَائِر الْحُرُوف. فَلَمَّا اسْتمرّ الْبَيَان فِي جَمِيعهَا، جَازَ تَسْمِيَتهَا " حُرُوف المُعْجَم ".

والأعْجَم: المُسْتَعْجِم الْأَخْرَس.

والعَجماء: كل بَهِيمَة. وَفِي الحَدِيث: " جُرْحُ العَجْماء جُبار " أَي لَا دِيَة فِيهِ وَلَا قَود. وَصَلَاة النَّهَار عَجْماء: لإخفاء الْقِرَاءَة فِيهَا.

واسْتَعْجم الرجل: سكت. واسْتَعْجمت عَلَيْهِ قِرَاءَته: انْقَطَعت، فَلم يقدر على الْقِرَاءَة، من نُعَاس. وَمِنْه حَدِيث عبد الله: " إِذا كَانَ أحدكُم يُصَلِّي، فاسْتَعْجمَتْ عَلَيْهِ قِرَاءَته، فلينم ". وَكَذَلِكَ اسْتَعْجمت الدَّار عَن جَوَاب سائلها: قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

صَمَّ صَدَاها وعَفا رَسْمُها ... واسَتْعَجمتْ عَن منطِقِ السَّائلِ عدَّاه بعن، لِأَن اسْتَعْجَمتْ فِي معنى سكتت وأعْجَم الْكتاب، وعَجَّمه: نقطه. قَالَ ابْن جني: أعْجَمْتُ الْكتاب: أزلت استِعجامه. وَهُوَ عِنْده على السَّلب. لِأَن أفْعَلتُ، وَإِن كَانَ أَصْلهَا الْإِثْبَات، فقد تَجِيء للسلب، كَقَوْلِهِم: أشكيت زيدا: أَي زلت لَهُ عَمَّا يشكوه. وَكَقَوْلِه تَعَالَى: (إنّ الساعةَ آتِيَةٌ أكادُ أُخْفِيها) : تَأْوِيله وَالله أعلم عِنْد أهل النّظر: أكاد أُظْهِرها. وتلخيص هَذِه اللَّفْظَة: أكاد أُزيل عَنْهَا خفاءها، أَي سترهَا. وَقَالُوا: عَجَّمت الْكتاب، فَجَاءَت فعَّلْت للسَّلب أَيْضا، كَمَا جَاءَت أفْعَلْت. وَله نَظَائِر، مِنْهَا مَا قدمنَا ذكره، وَمِنْهَا مَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعه. وحروف المعْجَم: مِنْهُ.

وعُجْمة الرمل: كثرته. وَقيل: عُجْمَته وعَجْمَته: مَا تَعَقَّد مِنْهُ.

ورملة عَجْماء: لَا شجر فِيهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والعَجَم: النَّوى. الْوَاحِدَة عَجَمة. وَهُوَ العُجام أَيْضا. قَالَ رؤبة، وَوصف أتنا:

فِي أَربع مثل عُجامِ القَسْبِ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العَجَمة: حَبَّة الْعِنَب حِين تنْبت. وَالصَّحِيح هُوَ الأول.

وعَجَمَ الشَّيْء يَعْجُمه عَجْما وعُجُوما: عضَّه. وَقيل: لاكه للْأَكْل أَو الْخِبْرَة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وكنتُ كعَظْم العاجماتِ اكْتَنَفَهُ ... بأطْرافِها حَتَّى اسْتَدَقَّ نُحولُهَا

يَقُول: ركبتني المصائب وعَجَمَتني، كَمَا عَجَمت الْإِبِل الْعِظَام.

والعُجامَة: مَا عَجَمْته.

وعَجَم الرجل: رازه، على مثل. وعَجَمْته الْأُمُور: دَرَّبَتْهُ.

وَرجل صلب المَعْجَم والمَعْجَمة: عَزِيز النَّفس، إِذا عَجَمَتْه الْأُمُور وجدته متينا.

وناقة ذَات مَعْجَمة: أَي صَبر على الدَّعك. وَمَا عَجَمَتْك عَيْني مذ كَذَا: أَي مَا أخذتك. وَرَأَيْت فلَانا فَجعلت عَيْني تَعْجُمُه: أَي كَأَنَّهَا تعرفه وَلَا تمْضِي على مَعْرفَته. هَذِه عَن اللَّحيانيّ، وَأنْشد لأبي حَيَّة النميري: كتحبير الكِتاب بكَفِّ يَوْما ... يَهوديّ يقارِبَ أَو يُزِيلُ

على أَن البصِيَر بهَا إِذا مَا ... أعادَ الطَّرْفَ يَعْجُمُ أوْ َيفِيلُ

أَي يعرف أَو يشك.

والعَجْم: صغَار الْإِبِل وفتاياها. وَالْجمع: عُجُوم. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بَنَات اللَّبُون والحقاق والجذاع: من عُجُوم الْإِبِل، فَإِذا أثنت فَهِيَ من جلتها.

وعَجْمُ الذَّنب وعُجْمُه جَمِيعًا: عَجْبُه. وَزعم اللَّحيانيّ أَن ميمها بدل من الْبَاء فِي عَجْب وعُجْب.

وَبَنُو أعْجَمَ وَبَنُو عَجْمان: بطْنَان.
Expand

عجم

1 عَجَمَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. عَجْمٌ (S, Msb, K) and عُجُومٌ, (K,) He bit it: (Msb, K:) and he chewed it: (Msb:) or he chewed it for the purpose of eating or of trial: (K:) or he bit it with the lateral teeth, not with the central incisors: (TA:) or he bit it, namely, a piece of wood, or a stick, or rod, or the like, in order to know whether it were hard or fragile: (S:) or he tried it with his lateral teeth in order that he might know, or prove, its hardness: and he bit it, namely, a gaming-arrow known for winning, between two lateral teeth, in order to make upon it a mark by which he might know it. (TA.) b2: Hence, (TA,) (tropical:) He tried, tested, or proved, him. (K, TA.) And عَجَمْتُ عُودَهُ (assumed tropical:) I tried, tested, or proved his case, and knew his state, or condition. (S, TA.) And عَجَمَتْهُ الأُمُورُ (assumed tropical:) Affairs exercised him so as to render him strong for them, and habituated, or inured, to them. (TA.) And Kabeesah Ibn-Jábir says, الأُمُورَ وَعَاجَمَتْنِى ↓ وَعَاجَمْتُ كَأَنِّى كُنْتُ فِى الأُمَمِ الخَوَالِى

[(assumed tropical:) And I have tried affairs, and they have tried me, as though I were of the generations that have passed away]; meaning, as though I were one of the long-lived, by reason of my many trials. (Ham p. 340.) b3: [Hence also,] one says, الثُّوْرُ يَعْجُمُ قَرْنَهُ (assumed tropical:) The bull smites the tree with his horn to try, or test, it. (S, K.) b4: And عَجَمَ السَّيْفَ, (S, K,) inf. n. عَجْمٌ, (TA,) (assumed tropical:) He shook the sword to try, or test, it. (S, K.) b5: مَا عَجَمَتْكَ عَيْنِى

مُنْذُ كَذَا means (assumed tropical:) My eye has not seen thee since such a time; (S, K, TA;) and is said by a man to one with whom his [last] meeting was long past. (TA.) An Arab of the desert is related to have said, تَعْجُمُكَ عَيْنِى, meaning (assumed tropical:) [My eye seems to know thee; or] it seems to me that I have seen thee. (TA.) And one says, رَأَيْتُ فُلَانًا فَجَعَلَتْ عَيْنِى تَعْجُمُهُ i. e. (assumed tropical:) [I saw such a one,] and my eye seemed to know him, (Lh, S, K, TA,) not knowing him perfectly, as though not certain of him. (TA.) And عَجَمُونِى (assumed tropical:) They knew me. (TA.) b6: And [hence, app.,] one says, نَظَرْتُ فِى

الكِتَابِ فَعَجَمْتُ, meaning (assumed tropical:) [I looked into the book, or writing, and] I did not know surely its letters. (TA.) b7: See also 4.

A2: عَجُمَ, [aor. ـُ inf. n. عُجْمَةٌ, He had an impotence, or an impediment, or a difficulty, in his speech, or utterance; and [a barbarousness, or vitiousness, therein, especially in speaking Arabic; (see عُجْمَةٌ below;) i. e.] a want of clearness, perspicuousness, distinctness, chasteness, or correctness, therein. (Msb.) 2 عَجَّمَ see 4.3 عَاْجَمَ see the verse cited in the first paragraph.4 اعجمهُ He made it (i. e. speech, or language, S, K, or a thing, TA) to want, or be without, or to have a quality the contrary of, clearness, perspicuousness, or distinctness; (S, Msb, K, * TA;) or [to be barbarous, or vitious, i. e.] to want, or be without, chasteness, or correctness. (K, * TA.) Ru-beh says, [in some verses very differently cited in different copies of the S,] of him who attempts poetry without having knowledge thereof, يُرِيدُ أَنْ يُعْرِبَهُ فَيُعْجِمُهْ [He desires to make it clear, &c., and he makes it to want clearness, &c.]. (S.) b2: And He dotted it, or pointed it, (S, K,) namely, a letter, (S,) or a writing; (K;) he removed its عُجْمَة [or want of clearness, &c.,] by means of dots, or [diacritical] points, (Nh, Msb, TA,) and [the signs called]

شَكْل, [but see شكل,] which distinguished it, namely, a letter, from other letters; the ا denoting privation; (Msb;) as ISd holds to be the case; (TA;) and so ↓ عجّمهُ, (S, * K,) inf. n. تَعْجِيمٌ; (S;) and ↓ عَجَمَهُ, (K,) inf. n. عَجْمٌ; (S;) for J's assertion [in the S] that one should not say عَجَمْتُ is a mistake: (K:) this last verb, however, which J thus disallows, is disallowed also by Th, in his Fs, and by most of the expositors thereof; and J confined himself to the correct and chaste. (TA.) b3: And He locked it; namely, a door. (Msb.) b4: نَهَانَا النِّبِىُّ أَنْ نُعْجِمَ النَّوَى طَبْخًا [The Prophet forbade us to make the date-stones to become as though they were chewed and bitten], (K,* TA,) occurring in a trad., means that when dates are cooked for دِبْس, (K, TA,) i. e. for taking their sweetness, (TA,) they should be cooked gently, so that the cooking shall not extend to the stones, (K, TA,) nor produce upon them such an effect as that of their being chewed and bitten, (TA,) and thus spoil the taste of the حَلَاوَة, (K, TA,) so in the copies of the K, but correctly, as in the Nh, the سُلَافَة [here meaning the sweet decocture]; (TA;) or because they [the date-stones] are food for the home-fed animals, and therefore they should not be thoroughly cooked, that their taste, (K, TA,) in the Nh their strength, (TA,) may not go away: (K, TA:) or the meaning is, [that he forbade] the cooking the date-stones immoderately, so that they would crumble, and their strength, with which they would be good for the sheep, or goats, would be spoiled. (TA.) 7 إِنْعَجَمَ see the next paragraph.10 استعجم He was unable to speak: (TA:) he was silent, mute, or speechless; (K, TA;) said of a man. (TA.) And اِسْتَعْجَمَتِ الدَّارُ عَنْ جَوَابِ سَائِلِهَا [The dwelling kept silence from replying to its interrogator]: and Imra-el-Keys says, صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا رَسْمُهَا وَاسْتَعْجَمَتْ عَنْ مَنْطِقِ السَّائِلِ [Its echo has become dumb, and its trace has become effaced, and it has become in the state of keeping silence from answering the speech of the interrogator]: he makes استعجمت trans. by means of عن because it is used in the sense of سَكَتَتْ. (TA.) b2: One says also, استعجم عَلَيْهِ الكَلَامُ, (S,) or عَلَيْنَا, (Msb,) meaning Speech was as though it were closed against him, or us; or he, or we, became impeded in speech, unable to speak, or tongue-tied; syn. اِسْتَبْهَمَ: (S, Msb:) and عليه الكلام ↓ انعجم; [which means the same;] syn. اِنْطَبَقَ and اِنْغَلَقَ. (K * and TA in art. طبق.) And accord. to the K, one says, استعجم القِرَآءَةَ, meaning He was unable to perform [or continue] the recitation, or reading, by reason of the overcoming of drowsiness: but what is said in the Nh and other works is اِسْتَعْحَمَتْ عَلَيْهِ قِرَآءَتُهُ i. e. His recitation, or reading, was cut short, and he was unable to perform [or continue] it, by reason of drowsiness: and it is also expl. as meaning he was, or became, impeded in his recitation, or reading, and unable to perform [or continue] it, as though he became one in whom was عُجْمَة. (TA.) b3: And استعجم الخَبَرُ means The information, or narration, was dubious, confused, vague, or difficult to be understood or expressed; or was not to be understood or expressed; as though it were closed [against the hearer or speaker]; syn. اِسْتَبْهَمَ, and اِسْتَغْلَقَ. (Msb in art. بهم.) عَجْمٌ The young of camels; (S, Msb, K, TA;) such as the بَنَات لَبُون and حِقَاق and جِذَاع: (IAar, S, * Msb, * TA:) thus far: (S, Msb:) when they have entered upon the state of إِثْنَآء, they are of the جِلَّة thereof: (IAar, TA:) applied to the male and to the female: (S, Msb, K:) pl. عُجُومٌ [app. meaning young camels of different ages not exceeding the age of the جَذَع]. (S, K.) A2: And The root, or base, of the tail; (S, Msb, K;) which is the عُصْعُص; (S, Msb;) as also ↓ عُجْمٌ; (K;) like عَجْبٌ [and عُجْبٌ]; (S, Msb;) [each] a dial. var. of عجب; (Msb;) or, accord. to Lh, the م is a substitute for the ب of عجب. (TA.) A3: See also عَجَمٌ.

A4: [Golius and Freytag have assigned to this word a meaning belonging to عَجْمِىٌّ.]

عُجْمٌ: see the next preceding paragraph: A2: and that here following.

عَجَمٌ [Foreigners, as meaning] others than Arabs; such as are not Arabs; [often used as implying disparagement, like barbarians; and often especially meaning Persians;] (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ عُجْمٌ, [of which see an ex. in a verse of Lebeed cited voce رَازِقِىٌّ,] (S, Msb, K,) or this latter may be a pl. of the former: (TA:) ↓ عَجَمِىٌّ (of which أَعْجَامٌ is pl., TA) signifies one thereof; (S, Mgh, Msb, K;) one who is of the race of the عَجَم; (K;) though he may be chaste, or correct, in [the Arabic] speech; (Mgh, K;) the ى denoting unity; but it is also the relative ى, and thus one may apply to an Arab the appellation ↓ عَجَمِىٌّ as meaning called thus in relation to the عَجَم: (Msb:) and one says also ↓ رَجُلٌ أَعْجَمُ [a man not of the Arabs]: and ↓ قَوْمٌ أَعْجَمُ [a people, or party, not of the Arabs]. (K.) A2: Also The stones of dates (S, Mgh, Msb, K) and of the drupes of the lote-tree (Msb) and of grapes (Mgh, Msb) and of raisins and of pomegranates and the like, (Mgh,) or also of other things, (Msb,) or the similar stones of anything, (K,) or also whatever is in the interior of a thing that is eaten such as the raisin and the like; (S;) and ↓ عُجَامٌ signifies the same: (K:) the vulgar say ↓ عَجْم: (Yaakoob, S:) [see also غِيضٌ, in an explanation of which عَجَمٌ is evidently, I think, used as meaning the heart (commonly termed جُمَّار q. v.) of the palm-tree:] the n. un. is عَجَمَةٌ, (S, Mgh, Msb,) which is incorrectly expl. by AHn as meaning a grape-stone when it germinates. (ISd, TA.) A3: Also Camels that bite, or chew, the [trees called] عِضَاه and the tragacanths and [other] thorny trees, and satisfy themselves therewith so as to be in no need of the [plants called] حَمْض. (S.) عَجْمَةٌ sing. of عَجَمَاتٌ, (K, TA,) which signifies Hard rocks (S, K, TA) protruding (lit. growing forth) in a valley. (TA.) b2: See also عَجَمَةٌ.

عُجْمَةٌ (S, Mgh, Msb, K, TA) An impotence, or an impediment, or a difficulty, (Msb, TA, *) in speech, or utterance; (S, Msb, K, TA;) and [a barbarousness, or vitiousness, therein; i. e.] a want of clearness, perspicuousness, distinctness, chasteness, or correctness, therein, (Mgh, Msb,) meaning, in speaking Arabic. (Mgh, Msb. *) [See also 1, last sentence, where it is mentioned as an inf. n.]

A2: Also, (S, K,) and ↓ عِجْمَةٌ, (K,) Such as is accumulated, or congested, of sand: or abundance thereof: (K, TA:) or sand rising above what is around it: (TA:) or the last portion of sand. (S in explanation of the former.) عِجْمَةٌ: see the next preceding paragraph.

عَجَمَةٌ, (S, TA,) thus in the L, and thus correctly, (TA,) i. e. بِالتَّحْرِيكِ, (S, TA,) but in the K ↓ عَجْمَةٌ, (TA,) [app. from the same word as signifying “ a date-stone,” n. un. of عَجَمٌ,] A palmtree growing from a date-stone. (S, K, TA.) عَجْمِىٌّ, with the ج quiescent, Intelligent and discriminating; (K, TA;) applied to a man. (TA.) عَجَمِىٌّ; pl. أَعْجَامٌ: see عَجَمٌ, first sentence. [The sing. is applied to anything as meaning Of, or belonging to, the عَجَم.]

عَجَمِيَّةٌ [A speech, or language, foreign to the Arabs]. (TA in art. رطن.) عُجَامٌ: see عَجَمٌ, latter half.

عَجُومٌ: see عَجَمْجَمَةٌ.

عُجَامَةٌ A thing that one has bitten, or chewed [like مُضَاغَةٌ]. (TA. [The explanation there given is ما عجمه: correctly مَا عَجَمْتَ.]) عَجُومَةٌ: see عَجَمْجَمَةٌ.

عَجَّامٌ The large خُفَّاش [or bat]; and the وَطْوَاط [which accord. to some signifies the same as خُفَّاش; but accord. to others, the large خُفَّاش; or the swallow; or a species of the swallows of the mountains]. (K.) عَاجِمَةٌ: and عَاجِمَاتٌ: see what next follows.

عَوَاجِمُ [a pl. of which the sing. ↓ عَاجِمَةٌ (a subst. formed from the act. part. n. عَاجِمٌ) I do not find mentioned] The teeth. (S, K.) b2: and Camels; because they bite, or chew, bones; and so ↓ عَاجِمَاتٌ. (TA.) عَجَمْجَمَةٌ applied to a she-camel, (AA, S, K,) Strong; like عَثَمْثَمَةٌ: (AA, S:) or strong to journey; as also ↓ عَجُومَةٌ (K, TA) and ↓ عَجُومٌ: (TA:) pl. of the first عَجَمْجَمَاتٌ. (AA, S.) أَعْجَمُ One having an impotence, or an impediment, or a difficulty, in speech, or utterance, (S, Msb,) though he may be clear, perspicuous, distinct, chaste, or correct, in speaking a foreign language; (S;) and [barbarous, or vitious therein; i. e.] not clear, perspicuous, distinct, chaste, or correct, therein; (S, Mgh, Msb, K;) meaning, in speaking Arabic, (S, Mgh, Msb, * K, *) though he may be an Arab; (S, Mgh, Msb;) and ↓ أَعْجَمِىٌّ signifies the same, (Mgh, Msb, K,) and therefore, if applied to an Arab, it does not imply reproach; (Msb; [but it is said in the Mgh that this demands consideration;]) or this latter epithet is applied to a tongue, or speech, and to a book, or writing, but not to a man unless it be syn. with the former epithet: (S:) the fem. of the former is عَجْمَآءُ: (S, Mgh, Msb:) and the dual masc. أَعْجَمَانِ (S) and fem.

عَجْمَاوَانِ; (Har p. 226;) and the pl. masc.

أَعْجَمُونَ (S, Msb, TA) and أَعَاجِمُ (S, TA) and عُجْمَانٌ: (TA:) and the pl. of ↓ أَعْجَمِىٌّ is أَعْجَمِيُّونَ. (Msb.) See also عَجَمٌ, first sentence, in two places. b2: Also Dumb; speechless; destitute of the faculty of speech; (K, TA:) unable to speak; and so ↓ مُسْتَعْجِمٌ: (S, TA:) fem. of the former as above. (TA.) b3: Hence, (S,) by predominance of its application, (Mgh,) عَجْمَآءُ signifies A beast, or brute; syn. بَهِيمَةٌ; (S, Mgh, K;) and so ↓ مُسْتَعْجِمٌ [or the fem. of this]: (TA:) pl. of the former in this sense, as a subst., عَجْمَاوَاتٌ: (Har p. 13:) [and] عَجْمَآءُ is applied [also] as an epithet to a beast, or brute, (بهيمة,) for the like reason. (Msb.) It is said in a trad., جُرْحُ العَجْمَآءِ جُبَارٌ [expl. in art. جبر]. (S, Mgh.) b4: [Hence also] فَحْلٌ أَعْجَمُ signifies A stallion [camel] that brays in a شِقْشِقَة [or faucial bag] to which there is no perforation, so that the sound does not issue from it: and they approve of the sending such among the شَوْل [or she-camels that have passed seven or eight months since the period of their bringing forth] because he usually begets females. (TA.) b5: (tropical:) The prayer of the daytime is termed عَجْمَآءُ because the reciting [of the Kur-án] therein is inaudible; (S, Mgh, Msb, K, TA;) i. e. the prayer of noon and of afternoon; (TA;) and these two together are termed العَجْمَاوَانِ. (Har p. 226.) b6: مَوْجٌ أَعْجَمُ means (tropical:) Waves that do not sprinkle their water, and of which no sound is heard. (S, K.) b7: And عَجْمَآءُ [or رَمْلَةٌ عَجْمَآءُ?] (assumed tropical:) A tract of sand in which are no trees. (IAar, K.) أَعْجَمِىٌّ: see the next preceding paragraph, first sentence, in two places. [It is often improperly used for عَجَمِىٌّ.]

أَعْجَمِيَّةٌ [A barbarous, or vitious, speech or language]. (TA in art. رطن.) صُلْبُ المَعْجَمِ [lit. Hard in respect of the place of biting, or of chewing. And hence,] applied to a man, (S, K, TA,) as also ↓ صُلْبُ المَعْجَمَةِ, (TA,) (tropical:) Mighty, strong, resisting, or indomitable, in respect of spirit; (S, K, TA;) such as, when tried by affairs, or events, is found to be mighty, strong, or resisting, and hard, or hardy. (TA.) And ↓ نَاقَةَ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ (tropical:) A she-camel having strength, or power, and fatness, and endurance of journeying: (S, K, TA:) or having patience, and soundness, and strength for treading the way with vehemence: [for الدعك the last word of this explanation in my original, (evidently, I think, a mistranscription,) I read الدَّعْق:] Sh disapproves of the saying having fatness: accord. to IB, the phrase signifies a she-camel such as, when tried, is found to have strength for traversing the desert, or waterless desert; and he says that it does not mean in which is fatness. (TA.) مُعْجَمٌ [pass. part. n. of 4: and also an inf. n. of that verb]. حُرُوفُ المُعْجَمِ, an appellation of The letters of the alphabet (الحُرُوف المُقَطَّعَة) [of the language of the Arabs], most of which are distinguished by being dotted from the letters of other peoples, means حُرُوفُ الخَطِّ المُعْجَمِ [the letters of the dotted character]: (S:) or by المُعْجَمِ is meant الإِعْجَامِ, it being an inf. n., like المُدْخَل (S, K) and المُخْرَج, (S,) so that the meaning of حُرُوفُ المُعْجَمِ is [the letters] of which a property is the being dotted: (S, K:) of which explanations, the latter is held by Mbr and IB and others to be the more correct. (L, TA.) b2: Also, applied to a door, Locked. (S, K.) مَعْجَمَة: see مَعْجَم, in two places.

مُعَجَّمٌ [applied to a plant, or herbage, Much bitten; or] eaten [or depastured] until but little thereof has remained. (IAar, TA.) مُسْتَعْجَمٌ: see أَعْجَمُ, in two places.
Expand

عجم: العُجْمُ والعَجَمُ: خِلافُ العُرْبِ والعَرَبِ، يَعْتَقِبُ هذانِ

المِثالانِ كثيراً، يقال عَجَمِيٌّ

وجمعه عَجَمٌ، وخلافه عَرَبيّ وجمعه عَرَبٌ، ورجل أَعْجَم وقوم أعْجَمُ؛

قال:

سَلُّومُ، لو أَصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ

في الرُّومِ أَو فارِسَ، أَو في الدَّيْلَمِ،

إذاً لَزُرناكِ ولو بسُلَّمِ

وقول أَبي النَّجْم:

وطَالَما وطَالَما وطالَما

غَلَبْتُ عاداً، وغَلَبْتُ الأَعْجَما

إنما أَراد العَجَم فأَفرده لمقابلته إياه بعادٍ، وعادٌ لفظ مفرد وإِن

كان معناه الجمعَ، وقد يُرِيدُ الأَعْجَمِينَ، وإِنما أَراد أَبو النجم

بهذا الجَمْعَ أَي غلبتُ الناسَ كُلَّهم، وإن كان الأَعْجَمُ ليسوا ممن

عارَضَ أَبو النجم، لأَن أَبا النجم عربي والعَجَم غير عرب، ولم يجعل الأَلف

في قوله وطالما الأخيرةَ تأْسيساً لأَنه أَراد أَصل ما كانت عليه طال

وما جميعاً إذا لم تجعلا كلمة واحدة، وهو قد جعلهما هنا كلمة واحدة، وكان

القياسُ أَن يجعلها ههنا تأْسيساً لأَن ما ههنا تَصْحَبُ الفعلَ كثيراً.

والعَجَمُ: جمع العَجيّ، وكذلك العَرَبُ جمع العَرَبيّ، ونَحْوٌ من هذا

جَمْعُهم اليهوديَّ والمجوسيَّ اليهودَ والمجوس. والعُجْمُ: جمع الأَعْجَمِ

الذي لا يُفْصِحُ، ويجوز أَن يكون العُجْمُ جمعَ العَجَم، فكأَنه جمع

الجمع، وكذلك العُرْبُ جمعُ العَرَبِ. يقال: هؤلاء العُجْمُ والعُرْبُ؛ قال

ذو الرمة:

ولا يَرى مِثْلَها عُجْمٌ ولا عَرَبُ

فأَراد بالعُجْم جمعَ العَجَمِ لأَنه عطف عليه العَرَبَ. قال أَبو إسحق:

الأَعْجَمُ الذي لا يُفْصِحُ ولا يُبَيِّنُ كلامَه وإِن كانَ عَرَبيَّ

النَّسبِ كزيادٍ الأَعْجَمِ؛ قال الشاعر:

مَنْهَل للعبادِ لا بُدَّ منه،

مُنْتَهى كلِّ أَعْجَمٍ وفَصِيح

والأُنثى عَجْماءُ، وكذلك الأَعْجَميُّ، فأَما العَجَميُّ فالذي من جنس

العَجَم، أَفْصَحَ أَو لم يُفْصِحْ، والجمع عَجَمٌ كَعَرَبيٍّ وعَرَبٍ

وعَرَكيٍّ وعَرَكٍ ونَبَطيٍّ ونَبَطٍ وخَوَليٍّ وخَوَلٍ وخَزَريٍّ وخَزَرٍ.

ورجل أَعْجَميٌّ

وأَعْجَمُ إذا كان في لسانه عُجْمة، وإن أَفْصَحَ بالعجمية، وكلامٌ

أَعْجَمُ

وأَعْجَميٌّ بَيِّنُ العُجْمة. وفي التنزيل: لِسانُ الذي يُلْحدُونَ

إليه أَعْجَمِيٌّ؛ وجمعه بالواو والنون، تقول: أَحْمَرِىٌّ وأَحْمَرُونَ

وأَعْجَمِيٌّ وأَعْجَموُن على حَدِّ أَشْعَثِيٍّ وأَشْعَثِينَ وأَشْعَريٍّ

وأَشْعَرِينَ؛ وعليه قوله عز وجل: ولو نَزَّلْناه على بَعْضِ

الأَعْجَمِينَ؛ وأَما العُجْمُ فهو جمع أَعْجَمَ، والأَعْجَمُ الذي يُجْمَعُ على

عُجْمٍ يَنْطَلِقُ على ما يَعْقِلُ وما لا يَعْقِل، قال الشاعر:

يَقُولُ الخَنا وأَبْغَضُ العُجْمِ ناطقاً،

إلى ربِّنا، صَوْتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ

ويقال: رَجُلانِ أعْجمانِ، ويُنْسَبُ إلى الأَعْجَمِ الذي في لسانه

عُجْمةٌ فيقال: لسانٌ أَعْجَميٌّ وكِتابٌ أَعْجَميٌّ، ولا يقال رجل

أَعجميٌّفتَنسُبه إلى نفسه إلاَّ أَن يكون أَعْجَمُ وأَعْجَمِيٌّ بمعنىً مثل

دَوَّارٍ ودَوَّاريّ وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَريٍّ، هذا إذا ورَدَ ورُوداً

لا يُمْكِنُ رَدُّه. وقال ثعلب: أَفْصَحَ الأَعْجَمِيٌّ؛ قال أَبو سهل:

أَي تكلم بالعربية بعد أَن كان أَعْجَمِيّاً، فعلى هذا يقال رجل

أَعْجَمِيٌّ، والذي أَراده الجوهري بقوله: ولايقال رجل أَعْجَمِيٌّ، إنما أَراد به

الأَعْجَمَ الذي في لسانه حُبْسَةٌ وإن كان عربيّاً؛ وأَما قولُ ابنِ

مَيَّادَةَ، وقيل هو لمِلْحَة الجَرْميّ:

كأَنَّ قُرادَيْ صَدْرِه طَبَعَتْهما،

بطينٍ من الجَوْلان، كُتَّابُ أَعْجَمِ

فلم يُرِدْ به العَجَمَ وإنما أَراد به كُتَّابَ رَجُلٍ أَعجَمَ، وهو

مَلِكُ الروم. وقوله عَزَّ وجَلَّ: أَأَعْجَمِيٌّ وعربيٌّ، بالاستفهام؛ جاء

في التفسير: أَيكون هذا الرسولُ عربيّاً والكتابُ أَعجمي. قال الأَزهري:

ومعناه أَن الله عز وجل قال: ولو جعلناه قرآناً أَعْجَمِيّاً لقالوا

هَلاَّ فُصِّلَتْ آياتُه عَرَبِيَّةً مُفَصَّلةَ الآي كأَن التَّفْصِيل

للسان العَرَب، ثم ابتدأَ فقال: أَأََعجمي وعربي، حكايةً عنهم كأَنهم

يَعَْجبون فيقولون كتابٌ أَعجميّ ونبيّ عربي، كيف يكون هذا؟ فكان أَشد لتكذيبهم،

قال أَبو الحسن: ويُقرأ أَأَعجمي، بهمزتين، وآعجمي بهمزة واحدة بعدها

همزة مخففة تشبه الأَلف، ولا يجوز أن تكون أَلفاً خالصة لأن بعدها عيناً

وهي ساكنة، ويُقرأُ أَعْجَميٌّ، بهمزة واحدة والعين مفتوحة؛ قال الفراء:

وقراءة الحسن بغير استفهام كأنه جعله من قِبَلِ الكَفَرَة، وجاء في التفسير

أَن المعنى لو جعلناه قرآناً أَعجميّاً لقالوا هَلاّ بُيِّنَتْ آياته،

أَقرآنٌ

ونَبيٌّ عَربي، ومن قرأَ آعجمي بهمزة وأَلف فإنه منسوب إلى اللسان

الأَعجمي، تقول: هذا رجل أَعْجميٌّ

إذا كان لا يُفْصِحُ، كان من العَجَمِ أَو من العَرَب. ورجل عَجَمِيٌّ

إذا كان من الأَعاجِم، فَصِيحاً كان أَو غير فصيح، والأَجْوَدُ في

القراءةِ آعْجَميٌّ، بهمزة وأَلف على جهة النسبة إلى الأَعْجَمِ، ألا تَرى

قَوْلَه: ولو جعلناه قرآناً أَعجميّاً؟ ولم يقرأْه أحد عَجَمِيّاً؛ وأَما

قراءة الحسن: أَعَجَمِيٌّ

وعربي، بهمزة واحدة وفتح العين، فعلى معنى هَلاَّ بُيِّنَتْ آياتُه

فَجُعِلَ بعضُه بياناً للعَجَم وبعضُه بياناً للعرب. قال: وكل هذه الوجوه

الأَربعة سائغةٌ في العربية والتفسير.

وأَعْجَمْتُ الكتابَ: ذَهَبْتُ به إلى العُجْمَةِ، وقالوا: حروفُ

المُعْجم فأَضافوا الحروفَ إلى المُعْجَم، فإن سأَل سائل فقال: ما معنى حروف

المعجم؟ هل المُعْجَم صفةٌ لحروفٍ هذه أَو غير وصف لها؟ فالجواب أَنَّ

المُعْجَم من قولنا حروفُ المُعْجَم لا يجوز أَن يكون صفة لحروفٍ هذه من

وجهين: أَحدهما أَن حروفاً هذه لو كانت غير مضافة إلى المُعْجَم لكانت نكرة

والمُعْجَم كما ترى معرفة ومحال وصف النكرة بالمعرفة، والآخر أَن الحروفَ

مضافةٌ

ومحال إضافة الموصوف إلى صفته، والعلة في امتناع ذلك أَن الصفة هي

الموصوف على قول النحويين في المعنى، وإضافةُ الشيء إلى نفسه غير جائزة، وإذا

كانت الصفةُ هي الموصوف عندهم في المعنى لم تجز إضافة الحروف إلى المعجم،

لأَنه غير مستقيم إضافةُ

الشيءِ إلى نفسه، قال: وإنما امتنع من قِبَلِ أَن الغَرَضَ في الإضافة

إنما هو التخصيصُ والتعريفُ، والشيء لا تُعَرِّفُه نفسهُ لأَنه لو كان

معرفة بنفسه لما احتيج إلى إضافته، إنما يضاف إلى غيره ليُعَرِّفَه، وذهب

محمد بن يزيد إلى أَن المُعْجَم مصدر بمنزلة الإعجام كما تقول أَدْخَلْتُه

مُدْخَلاً وأَخْرَجْتُه مُخْرَجاً أَي إدخالاً وإخراجاً. وحكى الأَخفش

أَن بعضهم قَرَأَ: ومن يُهِنِ اللهُ فما له من مُكْرَم، بفتح الراء، أَي من

إكْرامٍ، فكأَنهم قالوا في هذا الإعْجام، فهذا أَسَدُّ وأَصْوَبُ من أن

يُذْهَب إلى أَن قولهم حُروف المُعْجَم بمنزلة قولهم صلاةُ الأُولى ومسجد

الجامع، لأَن معنى ذلك صلاة الساعةِ الأُولى أَو الفَريضةِ الأُولى

ومسجد اليوم الجامع، فالأُولى غيرُ الصلاةِ في المَعنى والجامعُ غيرُ المسجد

في المعنى، وإنما هما صِفتان حُذف موصوفاهما وأُقيما مُقامَهما، وليس

كذلك حُروفُ المُعْجَم لأَنه ليس معناه حروفَ الكلامِ

المعجم ولا حروف اللفظِ المعجم، إنما المعنى أَن الحروفَ هي المعجمةُ

فصار قولنا حروف المعجم من باب إضافة المفعول إلى المصدر، كقولهم هذه

مَطِيَّةُ رُكُوبٍ أَي من شأْنها أَن تُرْكَب، وهذا سَهْمُ نِضالٍ أَي من

شأْنه أَن يُناضَلَ به، وكذلكَ حروفُ المعجم أَي من شأْنها أَن تُعجَم، فإن

قيل إن جميع الحروف ليس مُعْجَماً إنما المُعْجمُ بَعْضُها، أَلا ترى

أَنَّ الأَلفَ والحاء والدالَ ونحوها ليس معجماً فكيف استجازوا تسميةَ جميعِ

هذه الحروفِ حُروفَ المعجم؟ قيل: إنما سُمّيت بذلك لأَن الشكل الواحدَ

إذا اختلفتْ أَصواتُه، فأَعْجَمْتَ بَعْضَها وترَكْتَ بعضَها، فقد علم أَن

هذا المتروكَ بغير إعجام هو غيرُ ذلك الذي مِنْ عادته أَن يُعْجَمَ، فقد

ارتفع أَيضاً بما فعَلُوا الإشكالُ والاسْتِبْهامُ عنهما جميعاً، ولا

فرقَ بين أَن يزولَ الاستبهامُ عن الحرفِ بإعْجامٍ عليه، أَو ما يقوم مَقامَ

الإِعجام في الإيضاحِ والبيان، أَلا ترى أَنك إذا أَعْجَمْتَ الجيمَ

بواحدةٍ من أَسفلَ والخاءَ بواحدةٍ من فَوْقُ وتركتَ الحاءَ غُفْلاً فقد

عُلِمَ بإِغْفالها أَنها ليست بواحدةٍ من الحرفين الآخَرَيْن، أَعني الجيمَ

والخاء؟ وكذلك الدالُ والذالُ والصادُ وسائرُ الحروف، فلما اسْتَمَرَّ

البيانُ في جميعها جاز تسميتُها حروفَ المعجم. وسئل أَبوالعباس عن حروف

المعجم: لِمَ سُمِّيَت مُعْجَماً؟ فقال: أَما أَبو عمرو الشَّيْبانيُّ فيقول

أَعْجَمْتُ أَبهمت، وقال: والعَجَمِيُّ مُبْهَمُ الكلامِ لا يتبين

كلامُه، قال: وأَما الفراء فيقول هو من أَعْجَمْتُ الحروف، قال: ويقال قُفْلٌ

مُعْجَم وأَمْرٌ مُعْجَم إذا اعْتاصَ، قال: وسمعت أَبا الهَيْثَم يقول

مُعجمُ الخَطِّ هو الذي أَعْجَمه كاتِبُه بالنقط، تقول: أَعْجَمْتُ

الكتابَ أُعْجِمهُ إعْجاماً، ولا يقال عَجَمْتُه، إنما يقال عَجَمْتُ

العُودَ إذا عَضَضْتَه لتَعرِفَ صَلابتَه من رَخاوتِه. وقال الليث: المعجم

الحروفُ المُقَطَّعَةُ، سُمِّيت مُعْجَماً لأَنها أَعجمية، قال: وإذا قلت

كتابٌ مُعَجَّمٌ فإن تَعْجيمَه تنقيطُه لِكَيْ تسْتبِينَ عُجْمَتُه

وتَضِحَ، قال الأَزهري: والذي قاله أَبوالعباس وأَبو الهَيْثم أَبْينُ

وأَوْضَحُ. وفي حديث عطاء: سُئل عن رجل لَهَزَ رجلاً فقَطَعَ بعضَ لسانه

فعَجَمَ كلامَه فقال: يُعْرَضُ كلامُه على المُعْجَم، فما نقَصَ كلامُه منها

قُسِمَت عليه الدِّيةُ؛ قال ابن الأَثير: حروف المعجم حروف أ ب ت ث، سميت

بذلك من التَّعْجيم، وهو إزالة العُجْمة بالنقط.

وأَعْجَمْت الكتاب: خلافُ قولك أَعْرَبْتُه؛ قال رؤبة

(* قوله «قال

رؤبة» تبع فيه الجوهري، وقال الصاغاني: الشعر للحطيئة):

الشِّعرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ،

إذا ارْتَقَى فيه الذي لا يَعْلَمُهْ،

زَلَّتْ به إلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ،

والشِّعْرُ لا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ،

يُريدُ أَنْ يُعْرِبَه فَيُعجِمُهْ

معناه يريد أَن يُبيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلاً لا بَيانَ له، وقيل:

يأْتي به أَعْجَمِيّاً أَي يَلْحَنُ فيه؛ قال الفراء: رَفَعَه على

المُخالفة لأَنه يريد أَن يُعْربَه ولا يُريدُ أَن يُعْجِمه؛ وقال الأَخفش:

لوُقوعه مَوْقِع المرفوع لأَنه أَراد أَن يقول يريد أَن يعربه فيقَعُ مَوْقعَ

الإعْجام، فلما وضع قوله فيُعْجِمُه موضعَ قوله فيقعُ رَفعَه؛ وأَنشد

الفراء:

الدارُ أَقْوَتْ بَعْدَ محْرَنْجِمِ،

مِنْ مُعْرِبٍ فيها ومِنْ مُعْجِمِ

والعَجْمُ: النَّقْطُ بالسواد مثل التاء عليه نُقْطتان. يقال:

أَعْجَمْتُ الحرفَ، والتَّعْجِيمُ مِثْلُه، ولا يقال عَجَمْتُ. وحُروفُ المعجم: هي

الحُروفُ المُقَطَّعَةُ من سائر حروفِ الأُمَم. ومعنى حروفِ المعجم أَي

حروف الخَطِّ المُعْجَم، كما تقول مسجد الجامعِ أَي مسجد اليوم الجامعِ،

وصلاةُ الأُولى أَي صلاة الساعةِ الأُولى؛ قال ابن بري: والصحيح ما ذهب

إليه أَبو العباس المبرد من أَن المُعْجَم هنا مصدر؛ وتقول أَعْجَمْتُ

الكتابَ مُعْجَماً وأَكْرَمتُه مُكْرَماً، والمعنى عنده حروفُ الإعْجامِ أَي

التي من شأْنها أَن تَعْجَم؛ ومنه قوله: سَهْمُ نِضالٍ أَي من شأْنه

أَنْ يُتَناضَلَ به. وأَعْجَم الكتابَ وعَجَّمَه: نَقَطَه؛ قال ابن جني:

أَعْجَمْتُ الكتاب أَزَلْتُ اسْتِعْجامَه. قال ابن سيده: وهو عنده على

السَّلْب لأَن أَفْعَلْتُ وإن كان أَصْلُها الإثْباتَ فقد تجيء للسلب، كقولهم

أَشْكَيْتُ زيداً أَي زُلْتُ له عَمَّا يَشكُوه، وكقوله تعالى: إن الساعة

آتية أَكادُ أُخْفِيها؛ تأْويله، والله أَعلم، عند أَهل النظر أَكاد

أُظْهرها، وتلخيصُ هذه اللفظةِ أَكادُ أُزِيل خَفاءَها أَي سَتْرَها.

وقالوا: عَجَّمْتُ الكتابَ، فجاءت فَعَّلْت للسَّلْب أَيضاً كما جاءت

أَفْعَلْت، وله نظائر منها ما تقدّم ومنها ما سيأْتي، وحُروفُ المُعْجَم منه.

وكتابٌ مُعْجمٌ إذا أَعْجمَه كاتبُه بالنَّقْط؛ سُمِّي مُعْجَماً لأَن شُكول

النَّقْط فيها عُجمةٌ

لا بيانَ لها كالحروف المُعْجَمة لا بيانَ لها، وإن كانت أُصولاً للكلام

كله. وفي حديث ابن مسعود: ما كُنّا نتَعاجَمُ أَن مَلَكاً يَنْطِقُ على

لسان عُمَر أَي ما كنا نَكْني ونُوَرّي. وكلُّ مَنْ لم يُفْصح بشيء فقد

أَعْجَمه. واسْتَعْجم عليه الكلامُ: اسْتَبْهَم.

والأَعْجَمُ: الأَخْرَسُ. والعَجْماء والمُسْتَعجِمُ: كلُّ بهيمةٍ. وفي

الحديث: العَجْماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي لا دِيةَ فيه ولا قَودَ؛ أَراد

بالعَجْماء البهيمة، سُمِّيت عَجْماءَ لأَنها لا تَتَكلَّمُ، قال: وكلُّ

مَن لا يقدِرُ على الكلام فهو أَعجم ومُسْتَعْجِمٌ. ومنه الحديث: بعدَدِ

كل فصيح وأَعْجَم؛ قيل: أَراد بعدد كل آدَمِيٍّ وبهيمةٍ، ومعنى قوله

العجماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي البهيمة تنفلت فتصيبُ إنساناً في انْفِلاتها،

فذلك هَدَرٌ، وهو معنى الجُبار. ويقال: قرأَ فلان فاسْتَعْجمَ عليه ما

يَقْرؤه إذا الْتَبَسَ عليه فلم يَتَهيَّأْ له أَن يَمضِي فيه. وصلاةُ

النهارِ عَجماءُ لإخْفاء القراءة فيها، ومعناه أَنه لا يُسْمَعُ فيها

قراءةٌ.واسْتَعّجَمَتْ على المُصَلِّي قِراءته إذا لم تَحضُرْه. واستعجم الرجل:

سكَت. واستَعجمت عليه قراءتُه: انقطعت فلم يَقْدِرْ على القراءة من

نعاس. ومنه حديث عبد الله: إذا كانَ أحدكُم يُصلِّي فاسْتعجَمَتْ عليه

قِراءتُه فَلْيُتِمَّ، أَي أُرْتِجَ عليه فلم يقدِرْ أَن يقرأَ كأَنه صارَ به

عُجْمةٌ، وكذلك اسْتَعْجَمَتِ الدارُ عن جواب سائلها؛ قال امرؤ القيس:

صَمَّ صَداها وعَفا رَسْمُها،

واسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِقِ السائلِ

عَدَّاه بِعن لأَن اسْتَعْجَمَت بمعنى سكتَتْ؛ وقول علقمة يَصف فرساً:

سُلاَّءَةٌ كعَصا النَّهْدِيّ غُلَّ لها

ذُو فَيْئةٍ، من نَوَى قُرَّانَ، معجومُ

قال ابن السكيت: معنى قوله غُلَّ لها أَي أُدخِلَ لها إدخالاً في باطن

الحافرِ في موضع النُّسور، وشَبَّه النُّسورَ بِنَوَى قُرَّانَ لأَنها

صِلابٌ، وقوله ذُو فَيئَة يقول له رُجوعٌ ولا يكون ذلك إلامن صَلابتِه، وهو

أَن يَطعَمَ البعيرُ النَّوَى ثم يُفَتَّ بَعرُه فيُخْرَجَ منه النَّوَى

فيُعلَفَه مَرَّةً أُخرى، ولا يكون ذلك إلا من صَلابته، وقوله مَعْجوم

يريد أَنه نَوى الفَم وهو أَجود ما يكون من النَّوى لأَنه أَصْلَبُ من نَوى

النبيذِ المطبوخ. وفي حديث أُمّ سلمة: نهانا النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَن نَعْجُمَ النَّوَى طَبخاً، وهو أَن نُبالِغَ في طَبْخِه ونُضْجه

يَتَفتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوّتُه التي يَصْلُحُ معها للغنم، وقيل:

المعنى أَن التمر إذا طُبِخَ لِتُؤْخذَ حَلاوتهُ طُبِخَ عَفواً حتى لا

يَبلُغَ الطَّبخ النوى ولا يُؤثِّرَ فيه تأْثيرَ مَنْ يَعْجُمُه أَي يَلُوكُه

ويَعَضُّه، لأَن ذلك يُفْسِد طعمَ السُّلافةِ، أَو لأَنه قُوتُ

الدَّواجِن فلا يُنْضَجُ لئلا وخَطَب الحَجَّاجُ يوماً فقال: إِن أَميرَ

المؤمنينَ نَكَبَ كِنَانَتَه فعَجَم عِيدانَها عُوداً عُوداً فوجَدَني أَمَرّها

عُوداً؛ يريد أَنه قد رازَها بأَضْراسِه ليَخْبُرَ صَلابتَها؛ قال

النابغة:فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلى الرَّوْق مُنْقَبِضاً

(* تمام البيت:

في حالك اللَّونِ صَدْقٍ، غير ذي أودِ).

أَي يَعَضُّ أَعْلى قَرْنِه وهو يقاتله. والعَجْمُ: عَضٌّ شديدٌ

بالأَضراس دُون الثّنايا. وعَجَم الشيءَ يَعْجُمُه عَجْماً وعُجوماً: عَضّه

ليَعْلَم صلابَتَه من خَوَرِه، وقيل: لاكَه للأَكْل أَو للخِبْرة؛ قال أَبو

ذؤيب:

وكنتُ كعَظْمِ العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه

بأَطْرافِها، حتى اسْتدَقَّ نُحولُها

يقول: رَكِبَتْني المصائبُ وعجَمَتْني كما عَجَمتِ الإبلُ العِظامَ.

والعُجامةُ: ما عَجَمْتَه. وكانوا يَعْجُمون القِدْح بين الضِّرْسَيْن إذا

كان معروفاً بالفَوْز ليُؤثِّرُوا فيه أثَراً يَعْرفونه به. وعَجمَ

الرجلَ: رَازَه، على المَثَل. والعَجْمِيُّ من الرجالِ: المُميِّزُ العاقلُ.

وعَجَمَتْه الأُمورُ: دَرَّبَتْه. ورجل صُلْبُ المَعْجَمِ والمَعْجَمةِ:

عزيزُ النفْس إذا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عزيزاً صُلْباً. وفي حديث

طلحة: قال لعمر لقد جَرَّسَتْكَ الأُمور

(* قوله «لقد جرستك الأمور» الذي

في النهاية: لقد جرستك الدهور وعجمتك الأمور). وعَجَمَتْك البَلايَا أَي

خَبَرَتْك، من العَجْم العَضّ، يقال: عَجَمْتُ الرجلَ إذا خَبَرْتَه،

وعَجمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لِتَنْظُرَ أَصُلْبٌ أَم رخْوٌ. وناقةٌ

ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ صَبْرٍ وصلابةٍ وشِدّةٍ على الدَّعْك؛ وأَنشد بيت

المَرَّار:

جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ، ونُوقٌ

عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً، وحُولُ

وقال غيره: ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ سِمَنٍ، وأَنكره شمر. قال الجوهري:

أي ذاتُ سِمَن وقُوةٍ وبَقِيَّةٍ على السَّير. قال ابن بري: رجلٌ صُلْبُ

المَعْجَم للذي إذا أَصابَتْه الحوادثُ وجدته جَلْداً، من قولك عَودٌ

صُلْبُ المَعْجَمِ، وكذلك ناقة ذاتُ مَعْجَمةٍ للتي اخْتُبِرَتْ فوُجِدتْ

قَويَّةً على قَطْع الفَلاة، قال: ولا يُراد بها السِّمَنُ كما قال

الجوهري؛ وشاهده قول المتلمس:

جاوَزْتُه بأَمونٍ ذاتِ مَعْجَمة،

تَهْوي بكَلْكَلِها والرأْس مَعْكومُ

والعَجُومُ: الناقةُ القوِيَّةُ على السفَر. والثَّوْرُ يَعْجُمُ

قَرْنَه إذا ضَرب به الشجرةَ يَبْلُوه. وعَجِم السَّيْفَ: هزَّه للتَّجْرِبة.

ويقال: ما عَجَمَتْكَ عَيني مُذْ كذا أَي ما أَخَذَتْك. ويقول الرجلُ

للرجل: طالَ عهدِي بك وما عَجَمَتْك عيني. ورأَيتُ فلاناً فجعلَتْ عيني

تعْجُمه أَي كأَنها لا تَعْرِفُه ولا تَمْضِي في معرفته كأَنها لا تُثْبِتُه؛

عن اللحياني؛ وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيْري:

كتَحْبير الكِتابِ بكفِّ، يَوْماً،

يَهُودِيٍّ يُقارِبُ أَو يَزِيلُ

على أَن البَصيرَ بها، إذا ما

أَعادَ الطَّرْفَ، يَعْجُم أَو يَفيلُ

أَي يَعْرف أَو يَشُكُّ، قال أَبو داود السِّنْحيُّ: رآني أَعرابي فقال

لي: تَعْجُمُك عَيْني أَي يُخَيَّلُ إليّ أَنّي رَأَيْتُك، قال:

ونَظَرْتُ في الكتاب فعَجَمْتُ أَي لم أَقِفْ على حُروفه، وأَنشد بيت أَبي

حَيَّة: يَعْجُم أو يَفيل. ويقال: لقد عَجَموني ولَفَظُوني إذا عَرَفُوك؛

وأَنشد ابن الأعرابي لِجُبَيْهاءَ الأَسلميّ:

فلَوْ أَنّها طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ،

نَفَى الرِّقَّ عنه جَذْبُه فهو كالِحُ

قال: والمُعَجَّمُ الذي أُكِلَ لم يَبْقَ منه إلا القليلُ، والطُّنُبُ

أَصلُ العَرْفَجِ إذا انْسَلخَ من وَرَقِه.

والعَجْمُ: صِغارُ الإبل وفَتاياها، والجمعُ عُجومٌ. قال ابن الأعرابي:

بنَاتُ اللَّبونِ والحِقاقُ والجِذاعُ من عُجومِ الإبل فإذا أَثْنَتْ فهي

من جِلَّتِها، يستوي فيه الذكرُ والأُنثى، والإبلُ تُسَمَّى عَواجمَ

وعاجِماتٍ لأَنها تَعْجُم العِظامَ؛ ومنه قوله: وكنتُ كعَظْم العاجِمات.

وقال أَبو عبيدة: فحلٌ أَعْجمُ يَهْدِرُ في شِقْشِقةٍ لا ثُقْبَ لها فهي في

شِدْقه ولا يَخْرُج الصوتُ منها، وهم يَسْتحِبُّون إرْسالَ الأَخْرسِ في

الشَّوْلِ لأَنه لا يكون إلا مِئْناثاً، والإبلُ العَجَمُ: التي تَعْجُم

العِضاهَ والقَتادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بذلك من الحَمْض. والعَواجِمُ:

الأَسنانُ.

وعَجَمْتُ عُودَه أَي بَلَوْتُ أَمْرَه وخَبَرْتُ حالَه؛ وقال:

أَبَى عُودُك المَعْجومُ إلا صَلابةً،

وكَفَّاكَ إلا نائِلاً حينَ تُسْأَلُ

والعَجَمُ، بالتحريك: النَّوَى نَوى التمرِ والنَّبِقِ، الواحدةُ

عَجَمةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصَب. يقال: ليس هذا الرُّمَّان عَجَم؛ قال يعقوب:

والعامّة تقوله عَجْمٌ، بالتسكين، وهو العُجام أَيضاً؛ قال رؤبة ووصف

أُتُناً:في أَرْبعٍ مِثْلِ عُجامِ القَسْبِ

وقال أبو حنيفة: العَجَمةُ حبّة العِنب حتى تنبُت، قال ابن سيده:

والصحيح الأَول، وكلُّ ما كان في جوف مأْكولٍ كالزبيب وما أَشبهه عَجَمٌ؛ قال

أَبو ذؤيب يصف مَتْلَفاً:

مُسْتوقدٌ في حَصاهُ الشَّمْسُ تَصْهره،

كأَنه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ

والعَجَمةُ، بالتحريك: النخلةُ تنبُت من النَّواة. وعُجْمةُ الرملِ:

كَثرته، وقيل: آخِره، وقيل: عُجْمتُه، وعِجْمتُه ما تعقَّد منه. ورملةٌ

عَجْماءُ: لا شجرَ فيها؛ عن ابن الأَعرابي. وفي الحديث: حتى صَعِدْنا إحدى

عُجْمَتَي بدرٍ؛ العُجْمةُ، بالضم: المتراكم من الرمل المُشرف على ما

حَوْله. والعَجَمات: صُخورٌ تَنبت في الأَودية؛ قال أَبو دُواد:

عَذْبٌ كماء المُزْنِ أَنْـ

ـزَلَه مِنَ العَجَماتِ، بارِدْ

يصف رِيقَ جارية بالعذوبة. والعَجَماتُ: الصُّخور الصِّلاب. وعَجْمُ

الذَّنَب وعُجْمُه جميعاً: عَجْبُه، وهو أَصله، وهو العُصْعُص، وزعم

اللحياني أَن ميمَهما بدلٌ من الباء في عَجْبٍ وعُجْب. والأعجَم من الموج: الذي

لا يتنفَّسُ أَي لا يَنضَح الماءَ ولا يُسمعَ له صوت. وبابٌ مُعْجَم أَي

مُقْفَل. أَبو عمرو: العَجَمْجَمةُ من النوق الشديدة مثل العَثَمْثَمة؛

وأَنشد:

باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقَطا،

عَجَمْجَماتٍ خُشُفاً تَحْتَ السُّرَى

الوَرِشاتُ: الخِفافُ، والخُشُفُ: الماضيةُ في سيرها بالليل.

وبنو أَعجَمَ وبنو عَجْمانَ: بَطنان.

Expand
عجم

(العَجْمُ، بالضَّمِّ، وبالتَّحْرِيكِ: خِلافُ) العَرَبِ: و (العَرَب) يَعْتَقِبُ هذَانِ المِثَالان كَثِيرًا، يُقَال: (رَجُلٌ) أعجَمُ، و (قَوْمٌ أعْجَمُ) قَالَ:
(سَلُّومُ لَوْ أصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ ... )

(فِي الرُّومِ أَو فارِسَ أَو فِي الدَّيْلَمِ ... )

(إِذا لَزُرْنَاكِ وَلَو بِسُلَّمِ ... ) وقَولُ أبِي النَّجْمِ:
(وطَالَما وطَالما وطَالَمَا ... )

(غَلبتُ عادًا وغَلَبْتُ الأعْجَمَا ... )

إنّما أرادَ العَجَمُ، فأفْرَدَه لِمُقَابَلَتِه إيَّاه بعادٍ، وعادٌ لَفْظٌ مُفْرَدٌ وَإِن كَانَ مَعْناه الجَمْعَ، وقَدْ يُرِيدُ الأعْجَمِينَ، وإنَّما أرادَ أبُو النَّجْمِ بهَذَا الجَمْعَ، أَي: غَلبتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ، وإنْ كَانَ الأعجَمُ لَيسُوا مِمَّنْ عارضَ أبُو النَّجْمِ؛ لأنَّ أبَا النَّجْمِ عربِيُّ والعَجَمُ غَيْرُ عَرَبٍ، وَقد يَكُونُ العُجْمُ، بالضَّمِّ جَمْعَ: العَجَمِ، تَقول: هؤُلاءِ العُجْم والعَرَبُ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وَلَا يَرَى مِثْلَها عُجْمٌ وَلَا عَرَبٌ)
وذَكَر ابنُ جِنِّي فِي مُقَدِّمَة كِتابِ سِرِّ الصِّناعةِ أنّ مَادَّة ((ع ج م)) وقَعَتْ فِي لُغَةِ العَرَبِ للإبْهِامِ والإخْفَاءِ، وضِدِّ البَيَانِ.
(والأعْجَمُ: مَنْ لَا يُفْصِحُ) وَلَا يُبِينُ كَلامَه وَإِن كانَ مِنَ العَرَبِ. وامرأةٌ عَجْمَاءُ.
وَمِنْه: زِيادٌ الأعْجِمُ.
والأعْجَمُ أَيْضا: مَنْ فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ وَإِن أفْصَحَ بالعَرَبِيَّةِ.
ورَجُلانِ أعْجَمَانِ، وقَومٌ أعْجَمُونَ وأعاجِمُ. وَفِي التَّنْزِيل: {وَلَو نزلناه على بعض الأعجمين} كَمَا فِي الصِّحَاح، قَالَ الشَّاعِر:
(مَنْهَلٌ لِلْعِبادِ لَا بُدَّ مِنْهُ ... مُنْتَهَى كُلِّ أعْجَمٍ وفَصِيحِ)

(كالأعْجَمِيِّ) قَالَ ثَعْلَبٌ: أفْصَحَ الأعجَمِيُّ قَالَ أَبُو سَهْلٍ: أَي تَكَلَّمَ بالعَرَبِيَّةِ بعدَ أَن كَانَ أعجَمِيًّا.
وأمّا قَولُ الجَوْهَرِيِّ: وَلَا تَقُل رَجُلٌ أعْجَمِيٌّ، فتَنْسُبه إِلَى نَفْسِه، إلاَّ أَن يَكُونَ أعجمُ وأعْجَمِيُّ بِمَعْنًى، مِثْل دَوَّار ودَوَّارِيٍّ، وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَرِيٍّ، هَذَا إِذا وَرَدَ وُرُودًا لَا يُمْكِنُ رَدُّه. فإنَّما أرادَ بِهِ الأعْجَمَ: الَّذِي فِي لِسانِه حُبْسَةٌ وَإِن كَانَ عَرَبِيًّا. (و) الأعْجَمُ: (الأخْرَسُ) وَهِي عَجْمَاءُ.
(و) الأعْجَمُ: لَقَب (زِياد) بنِ سُلَيْم - ويُقالُ: ابْن سُلَيْمانَ، ويُقالُ: ابْن سَلْمى - العَبْدِيّ اليَمَانِيّ، أَبُو أمامَةَ (الشَّاعِر) المُجِيد، لُقِّب بِهِ لِعُجْمةٍ كانَت فِي لِسانِه، ذَكَره محمدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ فِي الطَّبَقَةِ السَّابِعَةِ من شُعَراءِ الإسْلامِ، وذَكَره ابنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَله حَديثٌ واحِدٌ رَوَاهُ أَبُو دَاود والتِّرمِذِيُّ وابنُ ماجَةَ.
(والمَوجُ) الأعجَمُ، الَّذِي (لَا يَتَنَفَّسُ، فَلاَ) - وَفِي الصِّحَاح أَيْ: لَا - (يَنْضَحُ مَاء وَلَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ) ، نَقلَه الجَوْهَرِيّ.
(والعَجَمِيُّ) ، مُحَرَّكَة: (مَنْ جِنْسُه العَجَمُ وَإِن أَفْصَحَ. ج: عَجَمٌ) ، مُحَرَّكَةً أَيْضا، وكَذَلِك العَرَبِيُّ وجَمْعُه: العَرَبُ، ويَجُوزُ من هَذَا جَمْعُهُم اليَهُودِيَّ والمَجُوسِيَّ: اليَهُودَ والمَجوسَ. وَقَالَ بَعضُهم: هُوَ العَجَمِيُّ أفْصَحَ وَلم يُفْصِح، كَعَرَبِيٍّ وَعَرَبٍ، وعَرَكِيٍّ وعَرَكٍ، ونَبَطِيٍّ ونَبَطٍ.
(و) العَجْمِيُّ من الرِّجالِ، (بسُكُونِ الجِيمِ) : هُوَ (العاقِلُ المُمَيِّزُ) .
(وأَعْجَمَ فُلانٌ الكَلامَ) ، أَي: (ذَهَبَ بِهِ إِلَى العُجْمَةِ) ، بالضَّمِّ. وكُلُّ مَنْ لم يُفْصِح بشَيْءٍ فقد أَعْجَمَه.
(و) أَعجَم (الكِتَابَ) : خِلاف أَعْرَبَه، كَمَا فِي الصِّحاح أَي: (نَقَطَهُ) ، وَفِي النِّهايَةِ: أَزَالَ عُجْمَتَه بالنَّقْطِ، وأَنْشَدَ الجَوهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ، ويُقالُ لِلحُطَيْئَةِ:
(والشِّعْرُ لَا يَسْطِيعُهُ مَنْ يَظْلِمُهْ ... )

(يُرِيدُ أَن يُعْرِبُه فَيُعْجِمُهْ ... )
وَأَوَّلُه:
(الشِّعْرُ صَعْبٌ وطَوِيلٌ سُلَّمُهْ ... )

(إذَا ارْتَقَى فِيهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهْ ... )

(زلَّت بِهِ إِلَى الحَضِيضِ قَدَمُهْ)

أَي: يَأْتي بِهِ أَعْجَمِيًّا، يَعْنِي يَلْحَنُ فِيهِ، هَذَا قَولُ الجَوْهَرِيِّ، وقِيل: يُرِيدُ أَنْ يُبَيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلاً لَا بَيانَ لَهُ، ثمَّ نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن الفَرِّاءِ، قالَ: رَفَعه على المُخَالَفَة، لأنّه يُرِيدُ أَن يُعْرِبَه وَلَا يُرِيدُ أَن يُعْجِمَه، وَقَالَ الأَخْفَشُ: لِوُقُوعِه مَوْقِعَ المَرْفُوِعِ، لأنَّه أَرادَ أَنْ يَقُولَ: يُرِيدُ أَن يُعْرِبَه فَيَقَعُ مَوْقِعَ الإِعْجَامِ فَلَمَّا وَضَعَ قَوْلَه: فَيُعْجِمُه مَوْضِعَ قَوْلِهِ فَيَقَعُ رَفَعَهُ.
(كَعَجَمة) عَجْمًا، (وعَجَّمَه) تَعْجيمًا.
(وقَوْلِ الجَوْهَرِيِّ) : (لَا تَقُلْ عَجَمْتُ، وَهَمٌ) قُلتُ: نَصُّ الجَوْهَرِيِّ: العَجْمُ النَّقْطُ بالسَّوادِ، مِثْل التّاء عَلَيْهَا نُقْطَتَان، يُقالُ، أَعْجَمْتُ الحرفَ، والتَّعْجِيمُ مِثلُه، وَلَا تَقُل عَجَمْتُ. هذَا نَصُّه، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ ثَعْلَبٌ فِي فَصِيحِه، ومَشَى عَلَيْهِ أَكثرُ شُرَّاحِه. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: ((سَمِعْتُ أَبَا الهَيْثَمَ يَقولُ: مُعْجَمُ الخَطِّ هُوَ الذِي أَعْجَمَه كَاتِبُه بالنَّقْطِ، تَقُول: أَعْجَمْتُ الكِتابَ أُعْجِمُه إعْجامًا، وَلَا يُقالُ، عَجَمْتُه، إنّما يُقالُ: عَجَمْتُ العُودَ: إِذا عَضِضْتَه، لِتَعْرف صَلاَبَتَه مِنْ رَخاوَتِه)) وأَجازَه آخَرون، وَإِلَيْهِ مالَ ابنُ سيدَه والمُصَنِّفُ، وإذَا كَانَ الجَوْهَرِيُّ الْتَزَم على نَفْسِه بالصَّحِيحِ الفَصِيحِ، وَهَذَا لَمْ يَثْبُث عِنْدَه على شَرْطه فَلَا يَكُونُ مَا قَالَه وَهَمًا، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ. وَقَالَ ابنُ جِنِّي: أَعْجَمْتُ الكِتَابَ: أَزَلْتُ استِعْجَامَه. قَالَ ابنُ سيدَه: وَهُوَ عِنْدِي على السَّلْبِ، لأنَّ أَفْعَلْتُ وَإِن كَانَ أَصْلُها الإِثْبَاتَ، فَقَد تَجِىءُ للسَّلْبِ، كقَوْلِهم: أَشْكَيْتُ زَيْدًا، أَي: زُلْتُ لَهُ عَمَّا يَشْكُوهُ، وقَالُوا: عَجَّمْتُ الكِتَابَ، فَجَاءَت فَعَلْتُ للسَّلْب أَيضًا. كَمَا جاءَت أَفْعَلْت، ولَهُ نَظائِر ذُكِرَت فِي مَحَلِّها.
(واسْتَعْجَمَ) الرَّجلُ: (سَكَتَ) . وكُلُّ مَنْ لَمْ يَقْدِر عَلى الكَلاَم فَهُو: أَعجَمُ، ومُسْتَعْجِمٌ.
(و) اسْتَعْجَم (القِرَاءَةَ) : إِذا (لَمْ يَقْدِر عَلَيها لِغَلَبَةِ النُّعَاسِ) . وَالَّذِي فِي النِّهاية وغَيْرِها: اسْتَعْجَمَتْ عَلَيه قِرَاءَتُه: انْقَطَعَتْ فَلم يَقْدِرْ على القِراءَةِ من نُعاسٍ، وَمِنْه: حَدِيثُ عَبْدِ اللَّه: ((إذَا كَانَ أحدُكُمْ يُصَلِّي فاسْتَعْجَمَت عَلَيْهِ قِراءَتُه فَلْيُتِمَّ)) أَي: أُرْتِجَ عَلَيْهِ فَلم يَقْدِر أَن يَقْرَأَ، كَأَنَّه صَارَ بِهِ عُجْمَةٌ.
(والعَجْمُ) ، بِالفَتْحِ وسُكُونِ الجِيمِ: (أَصْلُ الذَّنَبِ) ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: مِثْل: العَجْب، وَهُوَ العُصْعُصُ، (ويُضَمُّ) ، وَزَعَم اللِّحيانيُّ أَنَّ مِيمَهُمَا بَدَلٌ مِنْ بَاءِ عَجْبٍ وعُجْبٍ.
(و) العَجْمُ: (صِغَارُ الإِبِلِ) وفَتَايَاهَا قَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: بناتُ اللَّبونِ والحِقَاقُ والجِذَاعُ من عُجُوم الإِبل، فَإِذا أَثْنَتْ فَهِي مِنْ جِلَّتِهَا (للذَّكَرِ والأُنْثَى. ج: عُجومٌ) ، بالضَّمِّ.
(و) العَجَمُ، (بالتَّحْرِيكِ) - وعلَيه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، وأَوْرَدَه المُبَرِّدُ فِي الكَامِلِ - (وكَغُرابٍ) أَيْضا: (نَوَى كُلِّ شَيْءٍ) من تَمْرٍ ونَبِقٍ وغَيْرِهِمَا، الوَاحِدَةُ: عَجَمَةٌ، مِثْل: قَصَبٍ وقَصَبَةٍ. قَالَ يَعْقوبُ: والعَامَّةُ تَقول: عَجْمٌ، بالتَّسْكِينِ، قَالَ رُؤْبَةُ ووَصَفَ أُتُنًا:
(فِي أَرْبَعٍ مِثْلِ عَجامِ القَسْبِ ... )
وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: العَجَمَةُ: حَبَّةُ العِنَبِ حَتَّى تَنْبُتَ، قَالَ ابنُ سيدَه: والصَّحِيحُ الأَوَّل، وكُلُّ مَا كَانَ فِي جَوْفِ مَأْكُولٍ كالزَّبِيبِ وَمَا أَشْبَهَهُ: عَجَمٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مَتْلَفًا:
(مُسْتَوْقِدٌ فِي حَصَاهُ الشَّمْسُ تصْهَرُهُ ... كَأَنَّه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوحُ)

كَمَا فِي الصِّحَاحِ: قَالَ الرَّاغِبُ. ((سُمِّيَ بِهِ إِمَّا لاسْتِتَاره فِي ثِنْي مَا فِيه، وإمَّا بِمَا أُخْفِيَ مِنْ أَجْزَائِه بِضَغْطِ المَضْغِ، أَو لأنّه أُدْخِلَ فِي الفَمِ فِي حالِ العَضِّ عَلَيْهِ فأُخْفِيَ)) .
(وعَجَمَه) يَعْجِمُه (عَجْمًا وعَجومًا: عَضَّه) شَدِيدًا بالأضْراس دُونَ الثَّنَايَا، قَالَ النِّابِغَةُ:
(وظَلَّ يَعْجُم أَعلى الرَّوْقِ مُنْقَبِضًا ... )
أَي: يَعَضُّ أَعلَى قَرْنِه وَهُوَ يُقَاتِلُه، ويُقالُ، عَضَّه ليَعْلَمَ صَلابَتَه من خَوَرِهِ. (أَو) عَجَمَه، إِذا (لاَكَهُ للأَكْلِ، أَوْ للْخِبْرَةِ) ، وكَانُوا يَعْجُمُونَ القِدْحَ بينَ الضِّرْسَيْنِ، إِذا كانَ مَعْروفًا بالفَوْزِ، ليُؤَثِّرُوا فِيهِ أَثَرًا يَعْرِفُونَه بِهِ.
(و) عَجَم (فُلانًا: رازَهُ) ، على المَثل، وخَطَب الحَجَّاجُ يَوْمًا فَقَالَ: ((إنَّ أَميرَ المُؤْمِنين نَكَبَ كِنَانَتَه فَعَجَم عِيدَانَها عُودًا عُودًا، فَوَجَدَنِي أَمَرَّهَا عُودًا)) ، يُريدُ: أَنَّه قَدْ رازَها بأَضْراسِه لِيَخْبُرَ صَلابَتَها.
وَفِي الصِّحاح: عَجَمْتُ عُودَهُ، أَي: بَلَوْتُ أَمْرَه، وخَبرتُ حَالَه، وأَنشَدَ لِلأَخْطَلِ:
(أَبَى عودُكَ المَعْجومُ إلاّ صَلاَبَةً ... وَكَفَّاكَ إِلاّ نائِلاً حِين تُسْأَلُ)

(و) عَجَم (السَّيْفَ) عَجْمًا: (هَزَّهُ تَجْرِبةً) نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
(والعُجْمَةُ، بالضَّمِّ، والكَسْرِ: مَا تَعَقَّدَ من الرَّمْلِ، أَو كَثْرَةُ الرَّمْلِ) ، ولَوْ قالَ: أَو كَثْرَتُهُ كَانَ أَخْصَرَ. وقيلَ: هُوَ الرَّملُ المُشْرِفُ على مَا حَوْلَه، وبِهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ: ((حَتَّى صَعَدْنا إحْدَى عَجْمَتَيْ بَدْرْ)) وَقيل: عُجْمَةُ الرَّمْلِ: آخِرُه، وعَلى هَذَا اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ.
(وبابٌ مُعْجَمٌ، كمُكْرَمٍ: مُقْفَلٌ) نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
(والعَجْمَاءُ: البَهِيمَةُ) . وَفِي الحدِيثِ: ((جُرحُ العَجْماءِ جُبَارٌ)) وإنَّما سُمِّيَتْ عَجْمَاءَ لأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّمُ، كمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ غَيْرُه: لأَنَّها لَا توضِحُ عمَّا فِي نَفْسِهَا. وَقَالَ الرَّاغِبُ: منْ حَيْثُ إِنَّها لَا تُبِينُ عمَّا فِي نَفْسِها فِي العِبَارَة إِبَانَةَ النَّاطِقِ.
(و) العَجْماءُ: (الرَّمْلَةُ) الَّتِي (لَا شَجَرَ بهَا) عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ.
(و) العَجْماءُ: (وادٍ باليَمَامَةِ) .
(و) العَجَّامُ، (كَشَدَّادٍ: الخُفَّاشُ الضَخْمُ. والوَطْوَاطُ) . قَالَ شَيْخُنا: تَقدَّم للمُصَنِّفِ تَفْسِيرُ الخُفَّاش بالوَطْوَاطِ، وبالعَكْسِ، وهُنَا عَطَفَه كأنَّه مُغَايِرٌ، وَالَّذِي عَلَيهِ أَكْثَرُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الكَبِيرَ وَطْوَاطٌ والصَّغَير خُفَّاشٌ.
(والعَوَاجِمُ: الأَسْنانُ) نَقَله الجَوْهَرِيّ.
(و) من المَجازِ: (رَجُلٌ صُلْبُ المَعْجَمِ - كَمَقْعَدٍ -) والمَعْجَمَةِ - كَمَرْحَلَةٍ - (أَيْ: عَزِيزُ النَّفْسِ) إِذَا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عَزِيزًا صُلْبًا. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ من قَوْلِك: عُودٌ صُلْبُ المَعْجَمِ.
(و) من المَجازِ: (ناقَةٌ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ) أَي: ذاتُ (قُوَّةٍ وسِمَنٍ وبَقِيَّةٍ على السَّيْر) ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقيل: ذاتُ صَبْرٍ وصَلابَةٍ وشِدَّةٍ على الدَّعْكِ، وأنْكَرَ شَمِر قَولَهم: ذاتُ سِمَنٍ، قَالَ المَرَّار:
(جِمالٌ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ ونُوقٌ ... عَواقِدُ أَمْسَكَت لَقَحًا وحُولُ)

وقالَ ابنُ بَرِّيّ: ناقَةٌ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ وهيَ الَّتِي اخْتُبِرَتْ فوُجِدَتْ قَوِيَّةً على قَطْعِ الفَلاةِ، قالَ: وَلَا يُرادُ بهَا السِّمَنُ كَمَا قالَ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وشاهِدُه قَولُ المُتَلَمِّس:
(جَاوَزْتُهُ بأَمونٍ ذَاتِ مَعْجَمَةٍ ... تَهْوِي بِكَلْكَلِهَا والرَّأْسُ مَعْكُومُ)

(وحُروفُ المُعْجُم) : هِيَ الحُروفُ المُقَطَّعَةُ الَّتِي يَخْتَصُّ أَكثرُها بالنَّقْطِ من بَيْنِ سَائِر حُروفِ الأُمَم، ومَعْنَاه حُروفُ الخَطِّ المُعْجَمِ، كَمَا تَقُول: مَسْجِدُ الجامِع، وصَلاَةُ الأُولى (أَي) : مَسْجِدُ اليومِ الجَامِع، وصَلاَةُ السَّاعةِ الأُولَى، وناسٌ يَجْعَلُونَ المُعْجَمَ من (الإِعْجَامِ: مَصْدَرًا، كالمُدْخَلِ) والمُخْرَجِ، (أَي: مِنْ شَأْنِه أَن يُعْجَمَ) ، هَذَا نَصُّ الجَوْهَرِي، وهَذَا القَوْل ذهَبَ إِلَيْهِ محمدُ بنُ يَزيدَ المُبَرِّدُ، وصَوَّبَه، كَمَا نَبَّه عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيّ وغَيْرُه. وقَالُوا: ((هُوَ أَسَدُّ وأَصْوَبُ من أَنْ يُذْهَبَ إِلى قَوْلِهم: إنَّه بِمَنْزِلَة صَلاةِ الأُولَى ومَسْجِدِ الجَامِع، فالأُولَى غَيْرُ الصَّلاةِ فِي المَعْنَى، والجَامِع غيرُ المَسْجِدِ فِي المَعْنَى، وإنّما هُمَا صِفَتَانِ حُذِفَ مَوْصُوفَاهُمَا، أَو أُقِيما مُقامَهمَا، ولَيْسَ كَذلِكَ حُروفُ المُعْجَمِ، لأنّه لَيْسَ مَعْناه حُروفَ الكَلامِ المُعْجَمِ، وَلَا حُروفَ اللَّفْظِ المُعْجَمِ، إنّما المَعْنَى أَنَّ الحُروفَ هِيَ المُعْجَمَةُ، فصَارَ من بابِ إِضَافَةِ المَفْعولِ إِلى المَصْدَرِ كَقَوْلهم: هَذِه مَطِيَّةُ رُكُوبٍ، أَي: مِنْ شَأْنها أَن تُرْكَبَ، وهَذَا سَهْمُ نِضَالٍ، أَي: مِنْ شَأْنِه أَن يُنَاضَلَ بِهِ، وكَذَلِك حُروفُ المُعْجَمِ أَيْ: مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُعْجَمَ فإِنْ قِيلَ: إِنَّ جَمِيعَ هذِه الحُروف لَيْس مُعْجَماً، إِنَّمَا المُعْجَمُ بَعْضُهَا، فَكيفَ استَجَازُوا تَسْمِيَةَ جَميعِها مُعْجَمًا؟ قيل: إنَّما سُمِّيَتْ بِذَلِك لأَنَّ الشَّكْلَ الواحِدَ إِذا اخْتَلَفَتْ أَصْوَاتُه، فَأُعْجِمَتْ بَعْضُها وتُرِكَتْ بَعضُها، فقد عُلِمَ أنَّ هذَا المَتْرُوكَ بغَيْر إعْجَامٍ هُوَ غَيْر ذَلِك الَّذِي من عادَته أَنْ يُعْجَمَ، فَقَدْ ارتَفَعَ أَيْضا بمَا فَعَلُوا الإِشْكَالُ والاسْتِبْهامُ عَنْهُما جَميعًا، وَلَا فَرْقَ بَين أنْ يَزُولَ الاسْتِبْهامُ عَن الحَرْفِ بإعْجَامٍ عَلَيْهِ، أَو مَا يَقُومَ مَقامَ الإعْجام فِي الإيضَاح والبَيانِ)) ، وسُئِل أَبو العبَّاسِ عَنْهَا فَقَالَ: أَمَّا أَبُو عَمْرٍ والشَّيْبانِيُّ فَيَقُولُ: أَعْجَمْتُ: أَبْهَمْتُ، وأَمَّا الفَرَّاءُ فيقولُ: هُوَ مِنْ أَعْجَمْتُ الحُروفَ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا الهَيْثَمِ يَقولُ: مُعْجَمُ الخَطِّ: هُوَ الذِي أَعْجَمَهُ كَاتِبُه بالنَّقْطِ. وقالَ اللَّيْثُ: سُمِّيَتْ [مُعْجَمًا] لأنَّها أَعْجَمِيَّةٌ، وَإِذا قُلْتَ: كِتَابٌ مُعَجَّمٌ فإنَّ تَعْجِيمَهُ تَنْقِيطُهُ، لكَي تَسْتَبِينَ عُجْمَتُه وتَتَّضِحَ. قَالَ الأَزْهَرِي: والّذي قالَه أبَو العَبَّاسِ وأَبُو الهَيْثَمِ أبْيَنُ وأَوْضحُ.
(وصَلاةُ النَّهار عَجْماءُ، لأَنَّه لَا يُجْهَرُ فِيهَا) بِالقِراءَةِ، وَهُوَ مجازٌ، وهُمَا صَلاتَا الظُّهْرِ والعَصْرِ.
(والعَجْمَةُ) ، بالفَتْحِ، وضَبَطَه فِي اللِّسان بالتَّحْرِيكِ: (النَّخْلَةُ) الَّتِي (تَنْبُتُ من النَّوَاةِ) ، والصَّوَابُ فِيهِ: التَّحْريكُ.
(و) العَجْمَةُ: (الصَّخْرَةُ الصُّلْبَةُ) تَنْبُتُ فِي الوادِي (ج: عَجَمَاتٌ) ، مُحَرَّكَةً، قَالَ أبُو دُوَادٍ يَصِفُ رِيقَ حارِيَةٍ بِالعُذُوبَةِ:
(عَذْبٌ كَمَاءِ المُزْنِ أَنْ ... زَلَهُ مِنَ العَجَمَاتِ بارِدْ) (والعَجُومَةُ: النَّاقَةُ القَوِيَّة على السَّفَرِ) ، وكّذلك العَجُومُ، (كالعَجَمْجَمَةِ) وَهِي النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ، مِثْلُ العَثَمْثَمَةِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أبِي عَمْرٍ و، وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍ و:
(باتَ يُوَارِي وَرِشَاتٍ كَالقَطَا ... )

(عَجَمْجَمَاتٍ خُشُفًا تَحْتَ السُّرَى ... )

(وبَنُو الأَعْجَم: بَطْنَانِ مِن العَرَبِ) أحَدُهما: الأَعْجَمُ بنُ سَعْدِ بنِ الشَّرِسِ بنِ السَّكُونِ، مِنْهُم أُسَيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ بَشَّارِ ابنِ مَرْثَدِ بنِ الأَعْجَمِ الأَعْجَمِيُّ، يَروِي عَن ابنِ مَسْعُودٍ، وَمن مَوَالِيهِمْ: زَرارةُ بنُ أَوفَى بنِ عَبْدِ العَزِيزِ بن سُوَيْدٍ التَّجِيبيُّ، ثمَّ الأَعْجَمِيُّ، كَانَ على شُرْطَة مِصْرَ، تُوِفِّيَ سَنَةَ أَربعٍ ومِائَتَيْن.
(والمَعْجُومُ: سَيْفُ الجَارُودِ بِشْرِ بنِ المُعَلَّى) .
(ومَا عَجَمَتْكَ عَيْنِي مُنْذ كَذَ) ، أيْ: (مَا أَخَذَتْكَ) ، كَمَا فِي الصِّحَاح. وَفِي بَعْضِ نُسَخِه: مَا نَظَرَتْك، يقولُ ذَلِك الرَّجُلُ لِمنْ طَالَ عَهْدُه بِهِ.
(و) يُقَالُ: رأيتُ فُلانًا و (جَعَلَتْ عَيْني تَعْجُمُه) بِضَمِّ الْجِيم، أَي: (كَأَنَّها تَعْرِفُه) ، وَلَا تَمْضِي على مَعْرِفَته، كَأَنَّها لَا تُثْبِتُه، عَن اللِّحيانِيِّ، وأَنشَدَ لأبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ:
(عَلَى أَنَّ البَصيرَ بهَا إذَا مَا ... أَعَادَ الطَّرْفَ يَعْجُمُ أَو يَفِيلُ)

أَي: يَعْرِفُ أَو يَشُكُّ.
قالَ أبُو دَاودَ السِّنْجِيُّ: رَآني أَعرابِيٌّ فَقَالَ لِي: تَعْجُمُك عَيْنِي، أَي: يُخَيَّل إليَّ أنِّي رَأَيْتُك.
وَيُقَال: لَقَدْ عَجَمُونِي ولَفَظُونِي، إذَا عَرَفُوك.
(والثُّورُ يَعْجُم قَرْنَه: إِذا ضَرَبَ بِهِ الشَّجَرَةَ يَبْلُوهُ) ، أَي: يَخْتَبِرُه، نَقلَه الجَوْهَرِيُّ.
(وذاتُ العَجْمِ: فَرَسُ حَنْظَلَةَ بنِ أَوْسٍ السَّعْدِيِّ) . وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: هِيَ لِرَجُل من بَنِي حَنْظَلَةَ، وفيهَا يَقُولُ الزِّبْرِقَانُ بنُ بَدْرٍ:
(رُزِئْتُ أَبِي وابْنِي شَرِيفٌ كِلاَهُمَا ... وفارسُ ذاتِ العَجْمِ حُلْوٌ شَمَائِلُهْ) (وأَبُو العَجْمَاءِ) يَسِيرُ بنُ عَمْرٍ و (الشَّيْبَانِيُّ تَابِعِيُّ) ، عَن ابنِ مَسْعُود.
(وَفِي الحَدِيثِ) عَن أُمِّ سَلَمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: (( (نَهَانَا) النبيُّ صلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسلَّم (أَن نَعْجُم النَّوَى) طَبْخًا)) (أَي: إِذا طُبِخَ التَّمْرُ للدِّبْسِ) ، أَي: لِتُؤْخَذَ حَلاوَتُه (يُطْبَخ عَفْوًا بِحَيْثُ لَا يَبْلُغ الطَّبخُ النَّوَى) ، وَلَا يُؤَثِّرُ فِيهِ تَأْثِيرَ مَنْ يَعْجُمُه، أَي يَلُوكُه ويَعَضُّه، (فَيُفْسِدُ طَعْمَ الحَلاَوَةِ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّواب: طَعْم السُّلافَة، كَمَا هُوَ نَصُّ النِّهَايَةِ، (أَوْ لأَنَّه قُوتٌ لِلدَّواجِنِ فَلَا يُنْضَجُ، لِئَلاَّ يّذْهَبَ طَعْمُه) . وَفِي النِّهَايَةِ: قُوَّتُه. وَقيل: هُوَ أَن يُبالَغَ فِي طَبْخِهِ ونُضْجِهِ حَتَّى يَتَفَتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوَّتُه الَّتِي يَصْلُحُ مَعهَا للغَنَمِ.
[] وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
العُجْمَةُ، بالضَّمِّ: الحُبْسَةُ فِي اللِّسانِ.
والتَّعَاجُمُ: التَّكْنِيَةُ والتَّوْرِيَةُ.
والمُسْتَعْجِم: كُلُّ بَهِيمَةٍ.
واسْتَعْجَمَتِ الدَّارُ عَن جَوَابِ سَائِلِها، قَالَ امرُؤ القَيْس:
(صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا رَسْمُهَا ... واسْتَعْجَمَتْ عَن مَنْطِقِ السَّائِلِ)

عَدَّاهُ بِعَنْ، لأَنَّ اسْتَعْجَمَت بمَعْنَى: سَكَنَتْ.
والعَواجِمُ والعَاجِماتُ: الإبلُ، لأنَّها تعجُم العِظامَ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(وكُنْتُ كَعَظْمِ العَاجِمَاتِ اكتَنَفْنَهُ ... بأَطرافِها حَتَّى استدَقَّ نُحولُها)

يَقُول: ركَبتْنِى المَصائِبُ وعَجَمَتْنِى كَمَا عَجَمَتِ الإِبِلُ العِظَامَ.
والعُجَامَة، بالضَّمِّ: مَا عَجَمَتْه.
وعَجَمَتْه الأُمورُ: دَرَّبَتْه.
والعَجُومُ: النَّاقَةُ القَوِيَّةُ على السَّفَرِ.
ونَظَرْتُ فِي الكِتَابِ فَعَجَمْتُ، أَي: لم أَقِفْ على حُرُوفِه. والمُعَجَّم: الَّذي أُكِلَ حَتَّى لم يَبْقَ فِيهِ إِلَّا القَلِيلُ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ لِجُبَيْهَاءَ الأسْلَمِيِّ:
(فَلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ ... نَفَى الرِّقَّ عَنهُ جَذْبُهُ فَهُوَ كالِحُ)

قَالَ: والطُّنُبُ: أَصْلُ العَرْفَجِ إِذا انْسَلَخَ من وَرَقِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَحْلٌ أَعْجَمُ: يَهْدِرُ فِي شِقْشِقَةٍ لَا ثُقبَ لَهَا فَهِيَ فِي شِدْقِه، وَلَا يَخْرُجُ الصَّوتُ مِنْهَا.
وهم يَسْتَحِبُّونَ إِرْسَالَ الأَخْرَس فِي الشَّوْلِ لأَنَّه لَا يَكونُ إلاّ مِئْناثًا.
والإِبِلُ العَجَمُ: الَّتِي تَعْجُم العِضَاةَ والقَتَادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بذَلِك من الحَمْضِ.
وبَنُو عَجْمَانَ: بَطنٌ من العَرَبِ.
ويُجْمَع الأعْجَمُ على: عُجْمان، بالضَّمِّ.
والعَجَمِيُّ علَى: أَعْجَامٍ.
وأَبُو مُحمَّدٍ حَبِيبُ بنُ عِيسَى العَجَمِيُّ: عابِدٌ مُجَابُ الدَّعْوَةِ، أَخَذَ عَن الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَعنهُ داودُ الطَّائِيُّ وحَمَّادُ ابنُ سَلَمَةَ.
وبَنُو العَجَمِيِّ: فُقَهَاءُ حَلَب، وأَوَّلُ مَنْ وَرَدَ مِنهم إِلَيْهَا من نَيْسَابورَ، جَدُّهم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ طَاهِر بنِ مُحَمَّدٍ بنِ الحُسَيْنِ الكَرَائِسِيُّ، مِنْهُم: أَبُو المُظَفَّر عبدُ المَلِك بنُ عَبدِ الله، من شُيوخِ الشَّرَفِ الدِّمْيَاطِيّ، والشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ عُمرَ بنِ إبراهِيمَ، مِمَّن سَمِعَ على التَّقِىِّ السُّبْكِيِّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن أحمَدَ بن عُمَر بن محمَّد، مِمَّن اجْتَمَعَ بِالحافِظِ ابْن حَجَرٍ، والقاضِي شِهابُ الدِّينِ أحمدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ أحمَدَ مُسْنَد مِصْرَ، ووَلدُه أَبُو العِزِّ مُحمدٌ، سَمِعَ مِنْهُ شُيوخُنَا، والجَمالُ يوسفُ بنُ عبدِ الله ابنِ عُمَرَ بنِ عليٍّ الكُورانِيُّ نَزِيلُ القَرَافَةِ، عُرِفَ بِالعَجَمِيِّ، مَشْهُورٌ، وَأَبُو الأَسْرارِ حَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى المَكِّيُّ، مِمَّن حَدَّثَ عَنهُ شُيوخُنا بِالإِجازَةِ.
Expand
(عجم) الْكتاب عجمه
عجم: {الأعجمين}: من في لسانه لكنة.

عجم


عَجَمَ(n. ac. عَجْم
عُجُوْم)
a. Bit, gnawed.
b. Tried, tested, proved.

عَجَّمَa. Put the vowel-points to, pointed, dotted (
writing ).
عَاْجَمَa. see I (b)
أَعْجَمَa. see IIb. Spoke barbarously, unintelligibly.
c. Locked (door).
إِنْعَجَمَ
a. ['Ala], Was obscure, unintelligible to.
إِسْتَعْجَمَa. Was embarrassed, mute.
b. Stammered, stuttered, got confused over (
reading ).
c. see VII
عَجْمَةa. see 4t
عُجْمa. see 4 (a)
عُجْمَةa. Stammering, stuttering; barbarousness, vitiousness of
speech; barbarism, solecism.

عَجَم
(pl.
أَعْجَاْم)
a. Foreigners; Persians.
b. [art.], Persia.
c. see 24
عَجَمَة
( pl.
reg. )
a. Palm-tree.
b. Rock.

عَجَمِيّa. Foreigner; foreign.

أَعْجَمُ
(pl.
أَعَاْجِمُ & reg. )
a. Foreigner.
b. Speechless, mute, silent.

أَعْجَمِيّa. see 4yi
عُجَاْمa. Kernel, stone.

عَجْمَآءُ
(pl.
عُجْم)
a. fem. of
أَعْجَمُb. (pl.
عَجْمَاوَات), Brute, beast.
c. Treeless track of sand.

N. P.
أَعْجَمَa. Pointed, dotted (writing).
b. Obscure.
c. Locked (door).
حُرُوْف المُعْجَم
a. Letters of the alphabet; dotted letters of the
alphabet.

مَا عَجَمَتْهُ عَيْنِي مُنْذ
a. My eye has not beheld him since.

عشر

عشر
عَشَرْتُ القومَ: صِرتَ عاشِرَهم. وكُنْتُ عاشِرَ عَشَرَةٍ: أي كانوا تسعةً فَتَمُّوا بي عَشَرَةً.
وعَشرْتُ القومَ - ويُقال بالتخفيف -: أخَذْتَ العُشْرَ من أموالهم، وبه سُميَ العَشارُ عَشاراً. والعُشْرُ والعَشِيْرُ والمِعْشَارُ: واحِدٌ. والعُشْرُ: النوْقُ التي تُنْزِلُ الحِّزةَ القَليلةَ من غير أن يَجْتَمِعَ والعَوَاشِرُ قي عددِ آياتِ القران: جَمْعُ عَاشِرَةٍ: وهي الآية التي بها تتم الآي عَشْراً.
والعِشْر: وِرْدُ الإبل. والقِطْعَةُ تنكسِرُ من القَدَح أو البُرْمَة.
وكُلُ شيءٍ يصيرُ فِلَقاً كِسَرأ فهو أعْشَارٌ، قِدْرٌ أعْشَار، لا يُفْردُونَ العِشْرَ، ويقولون: قدُوْرٌ أعاشِيْر. والأعْشَارُ والعَوَاشِر: قَوادِمُ رِيْش الطّائر.
وجاءَ القومُ عُشَار َعُشَارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ: أي عَشَرَةً عَشَرَة.
وعَشَرْتُ الشَّيْءَ: كَفَلْته عَشَرَةً. وعَشَرْتُه: نقصْته من العَشَرَة واحِداً، فالعُشُوْرُ نُقْصانٌ والتَّعْشِيْرُ تَمامٌ. والمُعَشرُ: الحِمارُ الشَّديدُ النَّهيقِ المُتَتَابِعُه، ويُقال: نُعِتَ بذلك لأنًه لا يكُفُّ حتى يَبلغَ به عَشْرَ نَهَقاتٍ، وكانوا إذا أرادوا دُخولَ قريةٍ وَبِئةٍ وقفوا على بابِها وعَشروا لِئلا يُصيبَهم وَباؤها. والمُعَشَرُ: الذي أنتجت إبلهُ.
وعَشرَتْ: صارتْ عِشَاراً، والواحدةُ: عُشَرَاء: وهي التي أتى عليها من أيام حَملها عَشَرَةُ أشهر وإِلى أنْ تضع، تُسمَى بذلك. وقيل: بل يقعُ اسمُ العِشَارِ على النوقِ حين نُتِجَ بعضُها أو أقْرَبَ بعضُهما. ويُجْمَعُ العُشَرَاءُ على العَشَائرِ والعُشَرَاوات. والعَاشرة حَلْقَةُ التَعْشِير ِفي المُصْحَف. وتعْشَارُ: مَوْضِعٌ. وقيل: ماءٌ.
والعُشَرُ: شَجَرٌ له صَمْغٌ يُقال له: سُكَرُ العُشَر. والعَشِيْرُ: الذي يُعَاشِرُك، قال الخليل: ولا يُجْمَعُ على العُشَراء ولكنْ يُقال: هُمْ مُعَاشِروك، وقال غيرُه: بلى؛ يُقال عَشِيْرٌ وعُشَراءُ وعَشِيْرون، وبه سُميَ زَوْجُ المرأةِ عَشِيْراً.
والمَعْشَرُ: الجَماعَةُ أمْرُهم واحِدٌ.
والعُشَارِيُّ: ما طُوْلُه عَشْرُ أذْرُع أو أتى عليه عَشْرُ سِنين. فإذا جاوَزَ العَشْرَ فمنهم مَنْ يمتنعُ من النَسْبَة، ومنهم مَنْ ينسبُ إلى الاسْم الأخيرِ فيقول: أحَدَ عَشْري، ومنهم مَنْ يَنسبُ إلى الأوَل، ومنهم مَن ينسبُ إلى كلِّ واحدٍ منهما.
والعَاشُوْراءُ: اسْمُ العَاشِرِ من المُحَرُّم.
ولاعبَني بالعُوَيْشِراءِ: أي بالقُلَةِ. وعَاشِرَةُ: من أسْماءِ الضبُع، اسمٌ مَعْرِفَةٌ، ويُجْمَعُ على عاشِرَاتٍ، سُميَتْ بذلك لعَشِيْرِها: وهو صَوْتُها.
عشر: {العشار}: الحوامل من الإبل، واحدها: عشراء، وهي التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع، وبعدها تضع. {معشار}: عشر. {وعاشروهن}: صاحبوهن. {العشير}: الخليط.
(عشر)
فلَان عشرا أَخذ وَاحِدًا من عشرَة وَزَاد وَاحِدًا على تِسْعَة فَجَعلهَا عشرَة وَالْقَوْم صَار عاشرهم وَالْقَوْم عشرا وعشورا أَخذ عشر أَمْوَالهم وَيُقَال عشر المَال أَخذ عشرَة مكسا فَهُوَ عَاشر
(عشر)
الْحمار كرر النهيق فِي طلق وَاحِد والغراب نعق والناقة صَارَت عشراء وَالْعدَد كَانَ تِسْعَة فزاده وَاحِدًا وَيُقَال اللَّهُمَّ عشر خطاي اكْتُبْ لكل خطْوَة عشر حَسَنَات وَالْقَوْم أَخذ عشر أَمْوَالهم وَيُقَال عشر المَال أَخذ عشره وَالشَّيْء جعله عشرَة أَجزَاء يُقَال عشر الْقدح
(ع ش ر) : (فِي الْحَدِيثِ) «نَهَى عَنْ قَضَاء الصَّوْمِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ» أَيْ فِي أَيَّامِ اللَّيَالِي الْعَشْرِ عَلَى حَذْفِ الْمَوْصُوف (وَالْعُشْرُ) بِالضَّمِّ أَحَدُ أَجْزَاءِ الْعَشَرَةِ وَمِنْ مَسَائِل الْجَدِّ الْعُشْرِيَّة وَالْعَشِيرُ فِي مَعْنَاهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ أَنَّ بَعِيرًا تَرَدَّى فِي بِئْرٍ فِي الْمَدِينَةِ فَوُجِئَ فِي خَاصِرَتِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَشِيرًا بِدِرْهَمَيْنِ أَيْ نَصِيبًا وَالْجَمْعُ أَعْشِرَاءٌ كَأَنْصِبَاءٍ يَعْنِي اشْتَرَى مِنْهُ هَذَا الْقَدْرَ مَعَ زُهْدِهِ فَدَلَّ عَلَى حِلِّهِ وَمَنْ رَوَى عُشَيْرًا بِالضَّمِّ عَلَى لَفْظ التَّصْغِير فَقَدْ أَخْطَأَ وَالْعُشَرَاءُ النَّاقَةُ الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا مِنْ حِينِ حَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ وَثَوْبٌ عُشَارِيٌّ طُولُهُ عَشْرُ أَذْرُعٍ وَكَذَا الْخُمَاسِيّ وَالتُّسَاعِيّ.
ع ش ر

فلان لا يعشر فلاناً ظرفاً أي لا يبلغ معشاره. وعشرت القوم تعشيراً إذا كانوا تسعة فجعلتهم عشرة. وعشرتهم إذا أخذت واحداً فصاروا تسعة. وعشرت الناقة: صارت عشراء، نحو: ثيّبت المرأة وعوّد البعير. وحمار معشر: شديد النهاق متتابعه لا يكف حتى يبلغ به عشر نهقات. والضبع تعشر كما يعشر العير. وكانت العرب تقول: إذا أراد الرجل دخول قرية يخاف وباءها عشر على بابها فلا يضرّه. وعن محمد بن حرب الهلالي قلت لأعرابيّ: إني لك لوادّ، قال: إن لك في صدري لرائدا، ودعت لي امرأته وقد أتيتها مسلماً فقالت: عشّر الله خطاك أي جعلها عشر أمثالها. وأعشرنا منذ لم نلتق أي أتت علينا عشرة أيام، كما قالوا: أشهرنا من الشهر. وفي الحديث " تسعة أعشراء الرزق في التجارة " وضرب في أعشاره، ولم يرض بمعشاره؛ إذا أخذه كلّه من أعشار الجزور والضرب فيها بسهام الميسر. وعندي ثوب عشاريّ أي عشر أذرع. وقدر أعشار، وقدور أعشار وأعاشير وهي العظام التي تشعب لكبرها عشر قطع، وكذلك جفنة أكسار، وجفان أكسار وهي المقاري الكبار المشعبة. وهو عشيرك أي معاشرك: أيديكما وأمركما واحد. وزوج المرأة: عشيرها.

عشر


عَشَرَ(n. ac.
عَشْر
عُشُوْر)
a. Took a tenth from; tithed, took tithes of.
b.(n. ac. عَشْر), Made ten; was the tenth; was in the tenth month (
female ).
عَشَّرَa. see I (a)b. Took the tenth of; decimated.
c. see IV (b)
عَاْشَرَa. Mixed, consorted, associated with; visited.

أَعْشَرَa. Became ten; was ten.
b. Was in the tenth month (female).

تَعَاْشَرَa. Were, became intimate; associated together.

عَشْر
[ fem. ]
a. Ten.

عِشْرa. The watering the camels on the tenth day.

عِشْرَةa. Society, company; intercourse.

عُشْر
(pl.
عُشُوْر
أَعْشَاْر
38)
a. Tenth part, tenth; tithe.

عَشَرَة
[ mas. ]
a. Ten.
b. ( pl.
reg.), Ten of; a denary.
عُشَرa. A kind of swallow-wort.
b. The 10th, 11th & 12th nights of a lunar
month.

مَعْشَر
(pl.
مَعَاْشِرُ)
a. Band, company; gathering, assembly.

عَاْشِر
(pl.
عُشَّر)
a. Tenth.
b. see 28
عَاْشِرَة
(pl.
عَوَاْشِرُ)
a. Fem. of
عَاْشِر
عُشَاْرَةa. A tenth.

عُشَاْرِيّa. Ten yards long.
b. Nile-boat.

عَشِيْر
(pl.
عُشَرَآءُ)
a. Friend, companion, associate.
b. Husband.
c. (pl.
أَعْشِرَآءُ), A tenth.
عَشِيْرَة
(pl.
عَشَاْئِرُ)
a. Kindred, kinsfolk, kin, kith.
b. Tribe; race.

عَشُوْر
a. [ coll. ], Sociable.

عَشَّاْرa. Collector of tithes; publican.

أَعْشَاْرِيّa. Decimal. —
عَاْشُوْر عَاْشُوْرَى
(pl.
عَوَاْشِيْرُ), The 9th or the 10th day of the month
Al-Muharram.

مِعْشَاْرa. see 24t
N. Ag.
عَاْشَرَa. see 25 (a)
N. Ac.
عَاْشَرَ
(عِشْر)
a. see 2t
عِشْرُوْن عِشْرِيْن
a. Twenty.

عَاشُوْرَآء
a. see 40
عُشَارَ عُشارَ
مَعْشَرَ مَعْشَرَ
a. By tens.

قِدْر أَعْشَار
a. Large cooking-pot, caldron.

جَفْن أَعْشَار
a. Scabbard, swordcase.

قَلْب أَعْشَار
a. Broken heart.
عشر حلل خلل / وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ للنِّسَاء: إنّكنّ أَكثر أهل النَّار وَذَلِكَ لأنكنّ تكثرن اللعنَ وتكفرن العشير. قَوْله: تكفرن العشير يَعْنِي الزَّوْج سمي عشيرًا لِأَنَّهُ يعاشرها وتعاشره. [و -] قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {لَبِئْسَ الْمَوْلىَ وَلَبِئْسَ الْعَشِيْرُ} وَكَذَلِكَ حَلِيلَة الرجل هِيَ امْرَأَته وَهُوَ حَلِيلهَا سميا بذلك لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يحالّ صَاحبه يَعْنِي أَنَّهُمَا يحلان فِي منزل وَاحِد وَكَذَلِكَ كل من نازلك أَو جاورك فَهُوَ حَليلُك وَقَالَ الشَّاعِر:

[الوافر]

ولستُ بأطلس الثوبَين يُصبي ... حليلَته إِذا هدأ النيامُ

فَهُوَ هَهُنَا لم يرد بالحليلة امْرَأَته لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ بَأْس أَن يصبي امْرَأَته وَإِنَّمَا أَرَادَ جارته لِأَنَّهَا تحالّه فِي الْمنزل. وَيُقَال أَيْضا: إِنَّمَا سميت الزَّوْجَة حَلِيلَة لِأَن كلّ وَاحِد مِنْهُمَا يحلّ إِزَار صَاحبه. وَكَذَلِكَ الْخَلِيل سمي خَلِيلًا لِأَنَّهُ يخال صَاحبه من الْخلَّة وَهِي الصداقة يُقَال مِنْهُ: خاللت الرجل خلالا ومخالّة وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس: ولستُ بِمَقْلِيّ الْخلال وَلَا قالي

يُرِيد بالخلال المخالّة. وَمِنْه الحَدِيث عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: إِنَّمَا الْمَرْء بخليله أَو [قَالَ -] : على دين خَلِيله شكّ أَبُو عبيد فَلْينْظر امْرُؤ من يخال. [قَالَ -] : وَكَذَلِكَ القعيد من المقاعدة والشريب والأكيل من المشاربة والمواكلة وعَلى هَذَا كل هَذَا الْبَاب.
عشر
العَشْرَةُ والعُشْرُ والعِشْرُونَ والعِشْرُ معروفةٌ.
قال تعالى: تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ
[البقرة/ 196] ، عِشْرُونَ صابِرُونَ
[الأنفال/ 65] ، تِسْعَةَ عَشَرَ
[المدثر/ 30] ، وعَشَرْتُهُمْ أَعْشِرُهُمْ: صِرْتُ عَاشِرَهُمْ، وعَشَرَهُمْ: أَخَذَ عُشْرَ مالِهِمْ، وعَشَرْتُهُمْ: صيّرتُ مالهم عَشَرَةً، وذلك أن تجعل التِّسْعَ عَشَرَةً، ومِعْشَارُ الشّيءِ: عُشْرُهُ، قال تعالى: وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ
[سبأ/ 45] ، وناقة عُشَرَاءُ: مرّت من حملها عَشَرَةُ أشهرٍ، وجمعها عِشَارٌ. قال تعالى: وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ
[التكوير/ 4] ، وجاءوا عُشَارَى:
عَشَرَةً عَشَرَةً، والعُشَارِيُّ: ما طوله عَشَرَةُ أذرع، والعِشْرُ في الإظماء، وإبل عَوَاشِرُ، وقَدَحٌ أَعْشَارٌ:
منكسرٌ، وأصله أن يكون على عَشَرَةِ أقطاعٍ، وعنه استعير قول الشاعر:
بسهميك في أَعْشَارِ قلب مقتّل
والعُشُورُ في المصاحف: علامةُ العَشْرِ الآياتِ، والتَّعْشِيرُ: نُهَاقُ الحميرِ لكونه عَشَرَةَ أصواتٍ، والعَشِيرَةُ: أهل الرجل الذين يتكثّر بهم. أي:
يصيرون له بمنزلة العدد الكامل، وذلك أنّ العَشَرَةَ هو العدد الكامل. قال تعالى:
وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
[التوبة/ 24] ، فصار العَشِيرَةُ اسما لكلّ جماعة من أقارب الرجل الذين يتكثّر بهم. وَعاشَرْتُهُ: صرت له كَعَشَرَةٍ في المصاهرة، وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
[النساء/ 19] . والعَشِيرُ: المُعَاشِرُ قريبا كان أو معارف.
ع ش ر: (عَشَرَةُ) رِجَالٍ بِفَتْحِ الشِّينِ وَ (عَشْرُ) نِسْوَةٍ بِسُكُونِهَا. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَكِّنُ الْعَيْنَ لِطُولِ الِاسْمِ وَكَثْرَةِ حَرَكَاتِهِ فَتَقُولُ: أَحَدَ عْشَرَ وَكَذَا إِلَى تِسْعَةَ عْشَرَ إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ فَإِنَّ الْعَيْنَ مِنْهُ لَا تُسَكَّنُ لِسُكُونِ الْأَلِفِ وَالْيَاءِ قَبْلَهَا. وَتَقُولُ: إِحْدَى عَشِرَةَ امْرَأَةً بِكَسْرِ الشِّينِ وَإِنْ شِئْتَ سَكَّنْتَ إِلَى تِسْعَ عَشْرَةَ. وَالْكَسْرُ لِأَهْلِ نَجْدٍ وَالتَّسْكِينُ لِأَهْلِ الْحِجَازِ. وَلِلْمُذَكَّرِ أَحَدَ عَشَرَ بِفَتْحِ الشِّينِ لَا غَيْرُ. وَ (عِشْرُونَ) اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِهَذَا الْعَدَدِ وَلَيْسَ جَمْعًا لِعَشَرَةٍ. وَإِذَا أَضَفْتَهُ أَسْقَطْتَ النُّونَ فَقُلْتَ: هَذِهِ عِشْرُوكَ وَعِشْرِيَّ. وَ (الْعُشْرُ) جُزْءٌ مِنْ عَشَرَةٍ وَكَذَا (الْعَشِيرُ) بِوَزْنِ الشَّعِيرِ وَجَمْعُهُ (أَعْشِرَاءُ) كَنَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءَ وَفِي الْحَدِيثِ: «تِسْعَةُ أَعْشِرَاءِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ» وَ (مِعْشَارُ) الشَّيْءِ عُشْرُهُ. وَلَا يُقَالُ: الْمِفْعَالُ فِي غَيْرِ الْعُشْرِ. وَ (عَشَرَهُمْ) يَعْشُرُهُمْ بِالضَّمِّ (عُشْرًا) بِضَمِّ الْعَيْنِ أَخَذَ عُشْرَ أَمْوَالِهِمْ وَمِنْهُ (الْعَاشِرُ) وَ (الْعَشَّارُ) بِالتَّشْدِيدِ. وَ (عَشَرَهُمْ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَارَ عَاشِرَهُمْ. وَأَعْشَرَ الْقَوْمُ صَارُوا عَشَرَةً. وَ (الْمُعَاشَرَةُ) وَ (التَّعَاشُرُ) الْمُخَالَطَةُ وَالِاسْمُ (الْعِشْرَةُ) بِالْكَسْرِ. وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ وَ (عَشُورَاءَ) أَيْضًا مَمْدُودَانِ. وَ (الْمَعَاشِرُ) جَمَاعَاتُ النَّاسِ الْوَاحِدُ (مَعْشَرٌ) . وَ (الْعَشِيرَةُ) الْقَبِيلَةُ. وَ (الْعَشِيرُ) الْمُعَاشِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ» يَعْنِي الزَّوْجَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [الحج: 13] . وَ (عُشَارُ) بِالضَّمِّ مَعْدُولٌ عَنْ عَشَرَةٍ عَشَرَةٍ يُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ عُشَارَ عُشَارَ أَيْ عَشَرَةً عَشَرَةً. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يُسْمَعْ أَكْثَرُ مِنْ أُحَادَ وَثُنَاءَ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ إِلَّا فِي شِعْرِ الْكُمَيْتِ فَإِنَّهُ جَاءَ عُشَارُ. وَ (الْعِشَارُ) بِالْكَسْرِ جَمْعُ عُشَرَاءَ كَفُقَهَاءَ وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا مِنْ وَقْتِ الْحَمْلِ عَشَرَةُ أَشْهُرٍ وَتُجْمَعُ عَلَى (عُشَرَاوَاتٍ) أَيْضًا بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتَحِ الشِّينِ. وَقَدْ (عَشَّرَتِ) النَّاقَةُ (تَعْشِيرًا) صَارَتْ عُشَرَاءَ. 
[عشر] عَشَرَةُ رجال وعَشْرُ نسوة. قال ابن السكيت: ومن العرب من يسكن العين فيقول: أحد عشر، وكذلك إلى تسعة عشر، إلا اثنى عشر فإن العين لا تسكن لسكون الالف والياء. وقال الاخفش: إنما سكنوا العين لما طال الاسم وكثرت حركاته. وتقول: إحدى عَشِرَةَ امرأة، بكسر الشين. وإن شئت سكَّنت إلى تِسْعَ عَشْرَةَ. والكسر لأهل نجد، والتسكين لأهل الحجاز. وللمذكَّر أحَدَ عَشَرَ لا غير. وعِشْرون: اسمٌ موضوع لهذا العدد، وليس بجمع لعشرة، لانه لا دليل على ذلك، فإذا أضفت أسقطت النون، قلت: هذه عشروك وعشرى، تقلب الواو ياء للتى بعدها فتدغم. والعشر: الجزء من أجزاء العَشَرَةِ، وكذلك العَشيرُ: وجمع العَشيرِ أعشراء، مثل نصيب وأنصباء. وفى الحديث: " تسعة أعشراء الرزق في التجارة ". ومعشار الشئ: عُشْرُهُ. ولا يقولون هذا في شئ سوى العشر. وعشرت القوم أعْشَرُهُم، بالضم عُشْراً مضمومة، إذا أخذت منهم عُشْرَ أموالهم. ومنه العاشر والعشار. وعشرت قوم أعشرهم بالكسر عَشْراً بالفتح، أي صِرتُ عاشِرَهُم. والعِشْرُ بالكسر: ما بين الوِرْدين، وهو ثمانية أيام، لأنها ترد اليوم العاشر. وكذلك الاظماء كلها بالكسر. وليس لها بعد العشر اسم إلا في العشرين، فإذا وردت يوم العشرين قيل: ظمؤها عشران، وهو ثمانية عشر يوما. فإذا جاوزت العشرين فليس لها تسمية، وإنما هي جوازئ. وأعشر الرجل، إذا وردت إبله عِشراً. وهذه إبلٌ عواشِرُ. وأعشَرَ القومُ: صاروا عَشرة. والمُعاشَرَة: المخالطة، وكذلك التَعَاشرُ. والاسم العِشْرَةُ. والعُشَرُ، بضم أوَّله: شجرٌ له صمغ، وهو من العِضاه، وثمرته نُفَّاخَةٌ كنُفَّاخة القَتاد الاصفر. الواحد عشرة، والجمع عشر وعشرات. ويقال أيضا لثلاث ليال من ليالى الشهر: عشر، وهى بعد التسع. وكان أبو عبيدة يبطل التسع والعشر، إلا أشياء منه معروفة، حكى ذلك عنه أبو عبيد. ويوم عاشوراء وعشوراء أيضا، ممدوان، والمعاشر: جماعات الناس، الواحد معشر. والعشيرة: القبيلة. وسعد العشيرة. أبو قبيلة من اليمن، وهو سعد بن مذحج. والعشير: المعاشر. وفي الحديث: " إنّكُنَّ تُكثِّرن اللعن وتَكْفُرْنَ العَشِير " يعني الزوج، لأنه يُعاشِرُها وتُعاشِرهُ. وقال الله تعالى:

(لبئس المولى ولبئس العشير) *. وعشار بالضم: معدول من عشرة. تقول: جاء القوم عُشارَ عُشارَ، أي عشرة عشرة. قال أبو عبيد: ولم يسمع أكثر من أُحادَ وثُناءَ وثُلاثَ ورباع، إلا في قول الكميت: ولم يَسْتَريثوكَ حتَّى رمَيْ‍ * تَ فوق الرِجال خِصالاً عشارا - والعشارى: ما يقع طوله عشرة أذرع. والعِشارُ، بالكسر: جمع عشرا، وهى الناقة التى أتت عليها من يوم أرسل فيها الفحلُ عَشَرَةُ أشهر وزال عنها اسم المخاض، ثمَّ لا يزال ذلك اسمها حتَّى تضع وبعد ما تضع أيضاً. يقال: ناقتان عشراوان، ونوق عشار وعشراوات، يبدلون من همزة التأنيث واوا. وقد عَشَّرَتِ الناقة تَعْشيراً، أي صارت عشراء. وبنو عشراء أيضا: قوم من بنى فزارة. وتعشير المصاحف: جعل العواشر فيها. وتعشير الحمار: نَهيقُه عشرةَ أصواتٍ في طَلَقٍ واحد. قال الشاعر : لَعمري لئن عَشَّرتُ من خِيفة الردى * نُهاقَ الحميرِ إنَّني لجزوع - وذلك أنهم كانوا إذا خافوا من وباءٍ بلدٍ عَشروا كتَعْشيرِ الحِمار قبل أن يدخلوها، وكانوا يزعُمون أنَّ ذلك ينفعهم. وأعْشارُ الجزور: الأنصباء. قال امرؤ القيس: وما ذَرَفَتْ عيناكِ إلا لتَضربي * بسهمَيْكِ في أعْشارِ قلبٍ مقتل - يعني بالسهمين: الرقيبَ والمُعَلَّى من سهام المَيْسر، أي قد حُزْتِ القلبَ كلَّه . وبرمةٌ أعْشارٌ، إذا انكسرت قطعاً قطعاً. وقلبٌ أعْشارٌ جاء على بناء الجمع، كما قالوا: رُمح أقصادٌ. والأعْشارُ: قوادمُ ريشِ الطائر. قال الشاعر : إن تكن كالعقاب في الجو فالقع‍ * - بان تهوى كواسر الاعشار - وتعشار، بكسر التاء: موضع قال الشاعر: لنا إبل يعرف الذعر بينها * بتعشار مرعاها قسا فصرائمه -
Expand
ع ش ر : الْعُشْرُ الْجُزْءُ مِنْ عَشْرَةِ أَجْزَاءٍ وَالْجَمْعُ أَعْشَارٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهُوَ الْعَشِيرُ أَيْضًا وَالْمِعْشَارُ وَلَا يُقَالُ مِفْعَالٌ فِي شَيْءٍ مِنْ الْكُسُورِ إلَّا فِي مِرْبَاعٍ وَمِعْشَارٍ وَجَمْعُ الْعَشِيرِ أَعْشِرَاءُ مِثْلُ نَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءَ وَقِيلَ إنَّ الْمِعْشَارَ عُشْرُ الْعَشِيرِ وَالْعَشِيرُ عُشْرُ الْعُشْرِ وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ الْمِعْشَارُ وَاحِدًا مِنْ أَلْفٍ لِأَنَّهُ عُشْرُ عُشْرِ الْعُشْرِ
وَعَشَرْتُ الْمَالَ عَشْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَعُشُورًا أَخَذْتُ عُشْرَهُ وَاسْمُ الْفَاعِلِ عَاشِرٌ وَعَشَّارٌ وَعَشَرْتُ الْقَوْمَ عَشْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ عَاشِرَهُمْ وَقَدْ يُقَالُ عَشَرْتُهُمْ أَيْضًا إذَا كَانُوا عَشَرَةً فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَاحِدًا وَعَشَّرْتَهُمْ بِالتَّثْقِيلِ إذَا كَانُوا تِسْعَةً فَزِدْتَ وَاحِدًا وَتَمَّتْ بِهِ الْعِدَّةُ وَالْمَعْشَرُ الْجَمَاعَةُ مِنْ النَّاسِ وَالْجَمْعُ مَعَاشِرُ وَقَوْلُهُ «إنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ» نَصَبَ مَعَاشِرَ عَلَى الِاخْتِصَاصِ.

وَالْعَشِيرَةُ الْقَبِيلَةُ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وَالْجَمْعُ عَشِيرَاتٌ وَعَشَائِرُ.

وَالْعَشِيرُ الزَّوْجُ وَيَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ أَيْ إحْسَانَ الزَّوْجِ وَنَحْوِهِ وَالْعَشِيرُ الْمَرْأَةُ أَيْضًا وَالْعَشِيرُ الْمُعَاشِرُ وَالْعَشِيرُ مِنْ الْأَرْضِ عُشْرُ الْقَفِيزِ وَالْعَشَرَةُ بِالْهَاءِ عَدَدٌ لِلْمُذَكَّرِ يُقَالُ عَشَرَةُ رِجَالٍ وَعَشَرَةُ أَيَّامٍ وَالْعَشْرُ بِغَيْرِ هَاءٍ عَدَدٌ لِلْمُؤَنَّثِ يُقَالُ عَشْرُ نِسْوَةٍ وَعَشْرُ لَيَالٍ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَالْفَجْرِ} [الفجر: 1] {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2] وَالْعَامَّةُ تُذَكِّرُ الْعَشْرَ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ جَمْعُ الْأَيَّامِ فَيَقُولُونَ الْعَشْرُ الْأَوَّلُ وَالْعَشْرُ الْأَخِيرُ وَهُوَ خَطَأٌ فَإِنَّهُ تَغْيِيرُ الْمَسْمُوعِ وَلِأَنَّ اللَّفْظَ الْعَرَبِيَّ تَنَاقَلَتْهُ الْأَلْسُنُ اللُّكْنُ وَتَلَاعَبَتْ بِهِ أَفْوَاهُ النَّبَطِ فَحَرَّفُوا بَعْضَهُ وَبَدَّلُوهُ فَلَا يُتَمَسَّكُ بِمَا خَالَفَ مَا ضَبَطَهُ الْأَئِمَّةُ الثِّقَاتُ وَنَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ وَالسُّنَّةُ الصَّحِيحَةُ وَالشَّهْرُ ثَلَاثُ عَشَرَاتٍ فَالْعَشْرُ الْأُوَلُ جَمْعُ أُولَى وَالْعَشْرُ الْوَسَطُ جَمْعُ وُسْطَى وَالْعَشْرُ الْأُخَرُ جَمْعُ أُخْرَى وَالْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ أَيْضًا جَمْعُ آخِرَةٍ وَهَذَا فِي غَيْرِ التَّارِيخِ وَأَمَّا فِي التَّارِيخِ فَقَدْ قَالَتْ الْعَرَبُ سِرْنَا عَشْرًا وَالْمُرَادُ عَشْرُ لَيَالٍ بِأَيَّامِهَا فَغَلَّبُوا الْمُؤَنَّثَ هُنَا عَلَى الْمُذَكَّرِ لِكَثْرَةِ دَوْرِ الْعَدَدِ عَلَى أَلْسِنَتِهَا وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] وَيُقَالُ أَحَدَ عَشَرَ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ إلَى تِسْعَةَ عَشَرَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونُهَا لُغَةٌ وَقَرَأَ بِهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَالْعِشْرُونَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِعَدَدٍ مُعَيَّنٍ وَيُسْتَعْمَلُ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَيُعْرَبُ بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ وَيَجُوزُ إضَافَتُهَا لِمَالِكِهَا فَتَسْقُطُ النُّونُ تَشْبِيهًا بِنُونِ الْجَمْعِ فَيُقَالُ عِشْرٌ وَزَيْد وَعِشْرُوكَ هَكَذَا حَكَاهُ الْكِسَائِيُّ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ وَمَنَعَ الْأَكْثَرُ إضَافَةَ الْعُقُودِ وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ إضَافَةَ الْعَدَدِ إلَى غَيْرِ التَّمْيِيزِ وَالْعِشْرَةُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْ الْمُعَاشَرَةِ وَالتَّعَاشُرِ وَهِيَ الْمُخَالَطَةُ.

وَعَشَّرَتْ النَّاقَةُ بِالتَّثْقِيلِ فَهِيَ عُشَرَاءُ أَتَى عَلَى حَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ وَالْجَمْعُ عِشَارٌ وَمِثْلُهُ نُفَسَاءُ وَنِفَاسٌ وَلَا
ثَالِثَ لَهُمَا.

وَعَاشُورَاءُ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ وَتَقَدَّمَ فِي تِسْع فِيهَا كَلَامٌ وَفِيهَا لُغَاتٌ الْمَدُّ وَالْقَصْرُ مَعَ الْأَلِفِ بَعْدَ الْعَيْنِ وَعَشُورَاءُ بِالْمَدِّ مَعَ حَذْفِ الْأَلِفِ. 
Expand
[عشر] فيه: إن لقيتم "عاشرًا" فاقتلوه، أي إن وجدتم من يأخذ العشر على عادة الجاهلية مقيمًا على دينه فاقتلوه لكفره أو لاستحلالها له إن كان مسلمًا وأخذ مستحلًا له تاركًا لفرض الله ربع العشر لا من يأخذه على فرض الله، كيف وقد عشر جماعة للنبي صلى الله عليه وسلم وللخلفاء بعده! وسمي عاشرًا لإضافة ما يأخذه إلى العشر كربع العشر ونصفه، كيف وهو يأخذ العشر جميعه فيما سقته السماء وعشر أموال أهل الذمة في التجارات؛ عشرت ماله وعشرته فأنا عاشر ومعشر وعشار إذا أخذت عشره. ط: إلا لساحر أو "عشار"، استثنيا تشديدًا عليهما وأنهما كالآئسين من رحمته. نه: هو محمول على التأويل المذكور. ومنه ح: ليس على المسلمين "عشور" إنما العشور على اليهود والنصارى، هو جمع عشر، يعني ما كان من أموالهم للتجارات دون الصدقات. ط: يلزمهم من "العشر" ما صولحوا عليهينبع. ن: ذات "العشير" أو الشعير، هما مصغران والأول بإعجام شين والثاني بإهمالها؛ القاضي: هي ذات العشيرة- بالتصغير والإعجام والهاء على المشهور- ومر في س مهملة. نه: وفيه: إن محمد بن مسلمة بارز مرحبًا فدخلت بينهما شجرة "العشر"، هو شجر له صمغ يقال له سكر العشر، وقيل: له ثمر. ومنه ح: قرص بري بلبن "عشري"، أي لبن إبل ترعى العشر. ك: صوم "العشر" لا يصلح حتى يبدؤ برمضان، أي لا يصلح صوم عشر ذي الحجة حتى يبدؤ بقضاء رمضان. ط: ما رأيته صائمًا في "العشر" قط، أي عشر ذي الحجة، ونفى رؤيتها لا يدل على نفيه، كيف وقد دل الحديث على أن صوم يوم منها يعدل صيام سنة وقيام ليلة منها يعدل قيام ليلة القدر. قا: "وليال "عشر"" عشر ذي الحجة، ولذا فسر الفجر بفجر عرفة، أو عشر رمضان الأخير- ويتم في فضل من ف. ن: "العشر" الأوسط- كذا روى، والمشهور استعمالًا تأنيث العشر كما في العشر الأواسط. وثلاث و"عشرين"، أي ليلة ثلاث وعشرين بحذف مضاف. و"عشرون" سورة في ح التهجد بينها أبو داود. ك: "فعشرة" بكسر عين وسكون شين معجمة الصحبة، أي فالمعاشرة بينهما ثلاث ليال مع الأيام فإن أحبا بعدها أن تزايدا تزايدًا وإلا تتاركا. ط: إنه "عاشر عشرة" في الإسلام، أي مثل عاشر عشرة إذ ليس هو من العشرة المبشرة. ش: أذن "لعشرة"، وهذا ليكون أرفق بهم فإنه لا يمكن أن يتعلق أكثر من العشرة على تلك القصعة إلا بضرر، وقيل: لضيق المنزل.
Expand
(عشر) - في صوم "عَاشُورَاءَ".
قال قَومٌ: هو اليَوْم التاسع؛ لأنّ العرب تُنقِص واحدًا من العَدَد. يَقُولون: وردت الِإبل عِشْرًا. إذا وَردَتِ اليَومَ التاسِعَ، ووَردَتْ تِسْعًا؛ إذا وَرَدَت اليَومَ الثّامِنَ. وفلان يُحَمُّ رِبْعًا: إذا حُمَّ اليوم الثالث.
وقال الجَبَّان: العِشْر: أن تَشْرَبَ اليوَمَ العاشِرَ من يوم شَرِبَت. وقيل: هو اسمٌ إسلامِىٌّ، وليس فاعُولاَء بالمَدّ في كَلامِهم غَيْره؛ وقد يُلْحَق به تَاسُوعاءُ.
- في حديث عبد الله ، رضي الله عنه: "لو بَلغَ ابنُ عبَّاس أسْنَانَنا ما عاشَره منا رَجُلٌ"
: أي لو كَان في السِّنِّ مِثلَنا ما بَلَغَ أحدٌ منا عُشْرَ عِلمِه.
- في الحديث: "احْمَدُوا الله عز وجل إذ رَفَع عنكم العُشورَ"
يعنى: ما كَانَت الملُوكُ تأخذه منهم. - وفي حديث آخر: "إن لَقِيتُم عاشِرًا فاقْتلُوه"
: أي إن وجَدتُم مَنْ يأخُذ العُشْر على ما كان يأخذه أَهلُ الجاهلية مُقِيمًا على دينِه فاقْتلُوه لكُفْرِه أو لاستِحْلالِه؛ لذلك إن كان أَسْلَم، وأَخذَه مُسْتَحِلًّا وتارِكًا فرضَ الله عزَّ وجلَّ مِن رُبْعِ العُشْرِ، فأمّا مَن يَعْشُرهم على ما فَرض الله سبحانه وتعالى فحَسَن جَميل، فقد عَشَرَ أَنَسٌ وزِيادُ بن جَرِير لِعُمرَ، وجَماعةٌ من الَصَّحابةِ والتَّابعين، رضي الله عنهم. ويجوز أن يُسَمَّى ذلك عَاشِرًا؛ لإضافَةِ ما يَأخُذُه إلى العُشْر، كَرُبْع العُشْرِ، ونِصْفِ العُشْر ونَحوهِما.
يقال: عَشَرْتُه: أَخذتُ عُشْرَ مَالِه، أَعْشُره - بالضم، فأنا عَاشِرٌ. وعَشَّرتُه، أيضًا فأنا مُعَشِّر وعَشَّارٌ.
فأَمَّا عَشَرتُهم: أَىْ صِرتُ عاشِرَهم أَعشِرهم بالكسر.
ومنه: كِنت عاشِرَ عَشَرَة: أي كُنتُ أَحَدَ العَشَرة، فإذا قُلتَ: عَاشِرُ تِسْعة، فمَعْناه: صَيَّرتُهم بي عَشَرَة.
ومَا وَرَد في الحَديث: "من عُقُوبَةِ العَشَّار". فمَحْمولٌ على الحَديث الذي ذَكَرْناه "إن لَقِيتُم عاشِرًا فاقْتلُوه"
- في حديث آخَرَ "لَيْس على المُسْلِمِين عُشُورٌ إنما العُشُورُ على اليَهُودِ والنَّصَارَى" : يعنى: عُشورَ التِّجاراتِ دُونَ الصَّدَقَات والذى يَلْزمُهم من ذلك ما صُولِحوا عليه وَقْتَ العَهدِ عند الشافعى.
وقال: أَصْحابُ الرَّأْىِ: إنْ أَخَذوا من المسلمين إذا دَخَلوا بلادَهم أَخذْنا منهم إذا دَخَلوا بِلادَنا للتِّجارة.
- وفي حَديث: عُثْمانَ بنِ أبى العَاصِ رضي الله عنه: "إِنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ اشْتَرطُوا أن لا يُحْشَرُوا ولا يُعْشرُوا ولا يُحَبُّوا، فقال لكم أن لا تُحْشَروا ولا تُعْشَروا، ولا خَيرَ في دينٍ ليس فيه رُكُوعٌ، الحَشْر في الجهاد والنَّفير له"
ولاَ يُعْشَروا معناه الصَّدَقَة الواجِبَة، ولا يُجَبُّوا: أي لا يركَعُوا، وأَصلُ التَّجْبِيَةِ: أن يُكَبَّ الإنسانُ على مقدَّمه، ويرفَعَ مُؤَخّره.
ويُشبِه أن يكون إنما سَمَح لهم بَترْك الجهادِ والصَّدقَة؛ لأنهما لم يكونَا واجِبَيْن في الحَال عليهم، لأنَّ الصَّدقَةَ إنما تَجِب بحَوْل الحَوْل، والجِهادُ يَجب بحُضُور العَدُوّ. فأما الصَّلاة فهى رَاهِنَةٌ في كل يَوْم وليَلْةٍ في أَوقاتِها.
وقد سُئِل جابرٌ، رضي الله عنه، عن اشْتِراطِ ثَقِيف أن لا صَدقَةَ عليها ولا جِهادَ؛ فقال: علم أنهم سيَتَصَدَّقُون ويُجاهِدُونَ إذا أَسْلَموا. - في حديث بَشِيرِ بن الخَصَاصِيَّة، رضي الله عنه، "حينَ ذَكَر له شرائعَ الإسلامَ. فقال: أَمَّا اثنان منها فَلَا أُطِيقُهُما؛ أما الصَدقَةُ فإنّما لى ذَوْدٌ، هُنَّ رِسْلُ أَهلىِ وحَمُولَتُهم؛ وأما الجهادُ فأَخافُ إذا حَضَرت خشَعَت نفسى. فكَفَّ يَده، وقالَ: لا صَدقَةَ ولا جِهادَ، فَبِمَ تَدخُل الجَنَّة؟ "
فلم يَحتَمِل لِبَشِير ما احْتَمَل لِثَقِيف، فيُشْبِه أن يكون إنما لم يَسْمح له بِتَرْكه لعِلمِه بأنه يَقْبَل إذا قِيلَ له، وثَقِيفٌ كانوا لا يَقْبَلُونَه في الحال، ويحتمل أَنَّه عَلِم أَنَّ بَشِيرًا يُفارِقه على ذلك، فإذا سُمِح له بَتَرْكِه بَقِى على ذلك أبدا، فلا يَقبَل بَعَده، بخلاف ثَقِيفٍ فإنهم كانو يختَلِفون إليه، فكان يتدرجُهم على قَبولِه، حتى يُقرُّوا به، كما ذكره جابر؛ أو يكون خَافَ على ثَقِيف أنّه إن أَبَى عليهم إلا الإقرارَ به نَفَروا عن الإِسلامِ، فأَرادَ أن يَتَدرجَهم عليه شيئا فشيئا.
كما رُوِى أَنَّ سَلْمَانَ، رضي الله عنه، كان يقول لامرأَةٍ فارسِيَّة: صَلّى كلَّ يومٍ صَلاةً، فقِيلَ له: وما تُغنِى عنها صَلاةٌ واحدةٌ؟ فقال: إن صَلَّت واحدةً صلَّت الخمسَ أو نحو ذلك، وعَلم من بَشِير خلافَ ذلك. - قوله تبارك وتعالى: {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} .
قيل: إنَّما أَنَّث العَشْر؛ لأنه أَرادَ الأيامَ بلياليها.
وقال المُبَرِّد: إنما أَنَّثَ العَشَرَةَ للمُدَّة.
- وقوله تبارك وتعالى: {عِشْرُونَ صَابِرُونَ}
قيل: عِشرون: جمع عَشْر. وقيل: هو اسم العِشْرِين.
وقيل: لا وَاحِدَ له كالاثْنَيْن.
- في حديث مَرْحَب: "أَنَّ محمدَ بنَ مسْلَمَة، رضي الله عنه بارَزَه، فدَخَلت بينهما شَجَرةٌ من شَجَر العُشَر".
قال الأَصمَعِىُّ: العُشَرَة: شَجَرةٌ ثَمَرُها الخُرْفُعُ، والخُرْفُع: جلدة إذا انشقَّت ظهر منها مثِلُ القُطْن يُشَبَّهُ به لُغامُ البَعِير.
وقيل: العُشَر: شَجَر له صَمْغ يقال له: سُكَّر العُشَر.
- في حديث عائشة رضي الله عنها: "كانوا يَقُولُون: إذا قَدِمَ الرجلُ أَرضًا وَبِئَةً ووَضَع يَدَه خَلفَ أُذُنهِ، ونَهَق مِثْلَ الحِمار عَشْرا لم يُصِبْه وَبَؤُها! "
يقال: من دَخَل خَيْبَرَ عَشَّر. والمَعْشَر في الأَصْل: الحِمارُ الشَّدِيدُ الصَّوت المُتَتَابع النَّهيق؛ لأنَّه لا يكُفُّ إذا نَهَق، حتى يبلُغَ عَشْرَ نَهَقَات، قال الشاعِرُ:
لعَمْرِى لَئن عَشَّرتُ مِن خِيفَةِ الرَّدَى
نَهِيقَ حِمارٍ، إنَّنِى لجَزوعُ .
- في الحديث: "أُتى بلَبَن عُشَرى"
: أي: لَبَن إبلٍ تَرعَى العُشَر، وهو الشَّجَر الذي تَقَدَّم. والعُشر من النّوق.
Expand
عشر: عَشَّر (بالتشديد): زوجّ، أنزى، أسفد طلباً للنسل (بوشر). عَشَّر: نزا على أنثاه، سفدها. (بوشر) عاشر، حسن معاشرة النساء: يقال عن النساء اللاتي يلاطفن أزواجهن ويتحببن إليهم. (ابن بطوطة 4: 125، 150).
عاشر امرأة: تمتع بها وتلذذ. (بوشر).
تعاشر: عشر، اخذ العشر أو واحدا من كل عشرة، واعدم عشر المتمردين بالاقتراع بينهم، وأهلك عدداً عظيماً منهم (فوك).
تعاشر: نزا على أنثاه وخالطها وسفدها طلباً للنسل. (بوشر).
عَشْر: قارن ما ذكره لين في مادة عَشَرَة بما جاء في مجلة الشرق والجزائر (14: 106) وفيها (ان المسلمين يجزئون القرآن كله ويقسمونه ستين حزْباً، وكل عشر آيات من الحزب عُشْر (اقرأها عَشْر)). وعند لين (عادات 2: 324): آيتان أو ثلاث آيات من القرآن. (ابن جبير ص150) وفي رياض النفوس (ص90 ق): كان إذا اقرأ الصبيان اعشارهم يقول للطفل اقرأ أنت يا لصّ ويكثر من قول ذلك فإذا كبر الطفل تسرَّق وتلصص وتصح فيه فراسة أبي اسحق. وفي كتاب الخطيب (ص143 ق، ص177 ق): قراءة أحاديث من الصحيحين ويختم بأعشار من القرآن.
عَشْر: نقش الوريدة أو صورتها التي تدل على أخر الآية من القرآن. (فليشر في تعليقه على المقري 2: 482، بريشت ص70).
عَشْر: مدّة عشرة أيام، عشرة سنين. (ويجرز عند ميرسنج، ص67).
عَشْر الدَّلاَّل: في كتاب محمد بن الحارث (ص240) أن أحد الظرفاء أطلق على القاضي محمد بن بشير لقب عَشْر الدَّلاَّل (وهذا الضبط في المخطوطة) غير أن المؤلف لم يفسر معنى هذا.
عُشْر: أرْض عُشْر: أرض تدفع جزء من عشرة زكاةٍ. (معجم الماوردي).
عِشْرة: اتصال جنسي، جماع. ويقال: له عشرة بمعنى له علاقة غرامية مع. (بوشر).
عشرا: في مادة بمعنى حامل (فرس، ناقة) وهي تصحيف عشراء جمعها عند بوسييه عشار يذكر بوسييه: ابن عشار وهو الصغير من الإبل عمره من سنة إلى سنتين. وعند دافيدسن: ابن عشار الجمل في سنته الثانية، وفي مجلة الشرق والجزائر والسلسلة الجديدة (1: 182): (إن الناقة لا تضع إلا صغيرا واحدا وغالباً ما يحملون عليها الفحل بعد نتاجها مباشرة، فاذا حملت سمي المولود الذي قد وضعته ولد العشار).
عَشْريّ: عُشَارِيّ: طوله عشر أذرع. (معجم بدرون، رسالة إلى السيد فليشر ص30).
الكَسْر العشري: عبارة عن كسر يكون مخرجه مع صفر أو أكثر عن يمينه.
عَشْريّ: عشاري وهو لقب يطلق على أبناء العشرة الكبار من مريدي المهدي. (دي سلان ترجمة تاريخ البربر 2: 88).
دينار عشري: انظر مادة دينار (واضافات وتصحيحات).
ناقة عشرية: ناقة وحيدة السنام. ففي ألف ليلة (برسل 12: 192): فأمر لهم بثلاث روس من جياد الخيل العتاق وعشر نوق عشريات. ويقال أيضاً: عشري فقط (شو 1: 252) وفيه: عُشاري. وعند بلاكيير (2: 188): (أعشاري هو جمل ذو سنام واحد تستمر حالة عدم التأثر وفقدان الحس عشرة أيام بعد ولادته. وهذا الحيوان نفيس جداً).
عُشْري: موضع يدفع واحداً من عشرة زكاةً.
(مقابل خَراجِيّ). (معجم البلاذري، ابن العوام 1: 5).
عَشُور: هي عشير عند أعراب البحر الميت، وهي اسم نبات. انظر بركهارت (نوبية ص36). عَشِير: أسرة، عائلة. (عباد 2: 250).
عَشِير: عشيرة، قبيلة. (مملوك 1،1: 186).
العشير: اسم جمع مفرد، ويجمع على عشران. وهم 1: بدو أهل الشام من قيسية ويمانية. 2: الدروز (مملوك 1، 1: 186، 273). (والجمع عشائر الذي ذكره كاترمير هو جمع عشيرة بمعنى قبيلة). ففي ابن إياس (ص58): ومعه السواد الاعظم من الزعر والعشير. وفيه (ص65): واجتمع عنده من العشير والعربان ما لا يحصى عددهم. وفيه (ص141): جمع كثير من العربان والعشير والتركمان، وفيه (ص153): جماعة كبيرة من العشير من عربان جبل نابلس.
عَشير: اسم نبات. (انظر: عَشُور).
عشارة: معاشرة، عشرة، مصاحبة. ففي طرائف فريتاج (ص64) من وصية أمّ لابنة زوجتها: يا بنية عليك بحسن الصحبة بالقناعة، والعشارة بالسمع والطاعة.
فرس عشارة: فرس حامل. (بوشر).
عَشِيرة. عَشائِر: الأسر الكبير من القبيلة (زيشر 12: 91 رقم 2).
عَشِيَرة: جمع غفير، جمهور، عدد وافر. ففي حيان- بسام (3: 3ق): ولحق بهم الأول أمرهم من موالى المسلمين وأجناس الصقالبة والإفرنجة والبشكنس عشيرتهم.
عَشِيَرة: بمعنى عَشِير أي صديق ورجل من نفس القبيل. ففي حيان (ص67 و): ويستشفعون بهم إلى سوّار عشيرتهم.
عَشِيَرة: معاملة حسنة. (معجم البيان). هُجن عشاري (جمع): إبل ذات سنام واحد (ألف ليلة 1: 873).
عُشَاري: دواء مركب من عشرة أجزاء. يقال مثلاً: الاصطماخيقون العشاري (ابن وافد ص 14و).
عُشَاري: ما طوله عشرة أذرع (ديسكرياك ص272) وهي فيه بفتح العين وهو خطأ.
عَشَارِي: مركب، زورق، قارب، فلك. وهذه الكلمة التي ذكرها فريتاج مرتين إحدهما بصورة عُشَاري وهو خطأ (وتجد نفس الخطأ عند دي ساسي عبد اللطيف ص309) رقم 26 ليست مستعملة بمصر وحدها كما قال، لأنا نجدها في معجم فوك ومعجم الكالا، وهي عند الكتاب المغاربة مستعملة كثيراً. (ابن جبير ص8) وحتى عند الكتاب المشارقة مثل ابن العميد فيما نقله النويري.
(مخطوطة 273 ص62) والجمع عُشاريات.
(فوك، مملوك 1، 2: 89، أماري ديب ملحق ص5). ومن هذه الكلمة أخذت الكلمة الإيطالية Usciere التي كانت مستعمله في العصور الوسطى. (أماري ديب ص397 رقم ف). ناقة عشارية: ناقة ذات سنام واحد (ألف ليلة: 669) وانظر: عَشْري.
عَشُورَى والصور الأخرى لهذه الكلمة: نقرأ عند موويت (ص354): (لا شورا: عيد عليهم أن يقدموا فيه للأمير جزءاً من أربعين من دراهمهم، ولا يحتفلون به إلا يوما واحداً ويتراشقون بالمياه الكثيرة). وعند مارتن (ص39): هو السنة الجديدة عند المسلمين، وقد بدأت الهجرة في هذا الوقت. وعند روزيه (2: 85): أول أيام السنة. وعند فلوجل (مجلد 67 ص9): السنة الجديدة التي يجب على كل مسلم أن يعطي الفقراء عشر أمواله أو في الأقل شيئاً منها.
عَشُوري: والعامة تطلق هذا الاسم على شهر محرم كله (دومب ص57، هوست ص251، رولاند).
شائع العاشور: شهر صفر. (بوشر)
عشيري: نوع من الفلك بمصر. أمعن في وصفه عبد اللطيف (ترجمة دي ساسي ص299). وكتابة الكلمة مشكوك فيها وأرى أن كلمة عُشَّيّرى التي يقترحها دي ساسي (ص309 رقم 26) غير مقبولة، وأفضل عليها عَشَيْرِيّ التي هي صورة اخرى من عُشارِيّ عُشِيران: لحن موسيقي. (صفة مصر 14: 29).
عَشّار: من وظيفته قراءة أعشار القرآن (ابن بطوطة 4: 204، 274) الترجمة في القسم الأول ليست صحيحة ولم تذكر في القسم الثاني.
عاشِر: من نصبه الأمام على الطريق لأخذ صدقة التجار وأمنهم من اللصوص (محيط المحيط).
دنار عاشِري: دينار يساوي عشرة دراهم.
ففي البيان (1: 115): وضرب إبراهيم بن احمد دنانير ودراهم سماها العاشرية في كل دينار منها عشرة دراهم.
عَوَاشِر وعواشير: أوقات العطلة. (همبرت ص152)، وعند بوسييه ورولاند: أيام المتعة والتسلية التي تسبق الأعياد وتليها. ولعل إنه لا بد أن نفهم هذا المعنى من عبارة البيان (1: 241) وهي: فكانت تقوم فيه سوق جامعة ثلاث مرات في السنة في رمضان وفي العواسر وفي العاشورا.
فأذا هي أيام المتعة والتسلية قبل بعض الأعياد ما دام هذه السوق لا تقوم ثلاث مرات في السنة.
مُعَشَّر: ذو عشرة زوايا وعشرة أضلاع (ألكالا) وفي معجم بوشر: معشر الأضلاع.
مُعَشّرة: فرس معشرة: فرس حامل (بوشر) والبدو لا يستعملون هذه الكلمة إلا وصفاً للنوق والبقر. وأما أهل المدن يستعملونها وصفاً للأفراس والأتنّ. والجمع معَاشير كما لو كان المفرد منها معشورة (زيشر 22: 143).
مَعَاشِر (جمع): الدائرة التي تدفع فيها التجار العشر. دائرة الكمرك (بلجراف 2: 189).
Expand
عشر
عشَرَ1 يعشِر، عَشْرًا، فهو عاشِر، والمفعول مَعْشور
• عشَر الشَّيءَ: أخذ عُشْره، أي جُزْءًا من عَشرة أجزاء متساوية.
• عشَر فلانًا: أخذ عُشْر ماله.
• عشَر القومَ: صار عاشرهم، كمّلَهم بنفسه عَشَرة. 

عشَرَ2 يعشُر، عَشْرًا وعُشْرًا وعُشورًا، فهو عاشِر، والمفعول مَعْشُور
• عشَر القومَ: أخذ عُشْر أموالهم.
• عشَر المالَ: أخذ عُشْره مَكْسًا. 

تعاشرَ يتعاشر، تعاشُرًا، فهو مُتعاشِر
• تعاشر الأحبَّةُ: تخالطوا، وتصاحبوا وتعاملوا مع بعضهم البعض "تعاشر زملاءُ العمل- تعاشر الجيرانُ وكانت بينهم مودّة". 

عاشرَ يعاشر، معاشَرةً، فهو مُعاشِر، والمفعول مُعاشَر
• عاشر فلانًا: خالطَه وصاحبَه رافقَه وتعامل معه "عاشر العلماءَ/ جيرانَه- معاشرة الصَّالحين طيِّبة- قلْ لي مَن تعاشر أقُلْ لك مَن أنتَ- وعاشِرْ بمعروفٍ وسامِحْ مَن اعتدى ... وفارقْ ولكنْ بالتي هي أحسنُ- {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ".
• عاشر زوجتَه: جامعها. 

عشَّرَ يعشِّر، تعشيرًا، فهو مُعَشِّر، والمفعول مُعَشَّر (للمتعدِّي)
• عشَّرتِ النَّاقةُ: صارت عُشَراء؛ أي يمرّ على حملها عشرة أشُهر.
• عشَّر الشَّيءَ:
1 - جعله ذا عشرةِ أركان أو أجزاء "عَشَّر البناءَ- عشَّر الرسمَ- عشَّر القومَ: أخذ عُشْرَ أموالهم" ° اللَّهُمَّ عشِّرْ خُطاي: ارزقني في كلِّ خُطْوةٍ عَشْرَ حسنات.
2 - صيَّره عَشرةً "عشَّر دَخْلَه/ ربحَه: ضاعفه عشر مرات".
• عشَّرَ التِّسعةَ: عشَرهم، جعلهم عشرة بانضمامه إليهم. 

عاشِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عشَرَ1 وعشَرَ2.
2 - عددٌ ترتيبيّ يوصف به يدلّ على واحد جاء عاشرًا، ما بعد التاسع وقبل الأحد عشر "حدث ذلك في القرن العاشِر الهجريّ- حصَل على المركز العاشِر- المادَّة العاشِرة من القانون تنصّ على كذا- جاءني في اليوم العاشِر من الشَّهر الحالي" ° عاشِرًا: الواقع بعد التاسع، يستعمل في العدّ، فيقال: تاسعا، عاشرًا.
• عاشِر تسعة: مَنْ أو ما يضاف إلى التسعة فيجعلها عشرة.
• عاشر عشرة: أحدهم. 

عاشوراءُ [مفرد]:
1 - اليوم العاشِر من شهر المُحَرَّم "صامَ عاشوراء- كان استشهاد الحُسين في يوم عاشوراء".
2 - نوع من الحلوى يُتَّخذ من قشور القمح واللَّبن والزَّبيبُ "قدَّمتُ إليه طبق عاشوراء". 

عُشارَ [مفرد]
• جاءوا عُشارَ: عَشَرةً عَشَرَة، معدول عن عشرة عشرة بالتكرار، يستوي فيها المذكّر والمؤنّث، وهي ممنوعة من الصرف "أقبل المهنِّئون عُشارَ- دخل التَّلاميذ عُشارَ". 

عَشْر [مفرد]: مصدر عشَرَ1 وعشَرَ2. 

عُشْر [مفرد]: ج أعشار (لغير المصدر) وعُشور (لغير المصدر):
1 - مصدر عشَرَ2.
2 - جزء واحد من عشرة أجزاء متساوية من الشَّيء "عُشر المائة عَشَْرة- أخذ عُشرَ الكمّيَّة".
3 - ما يُؤخذ عن زكاة الأرض التي أسلم أهلُها عليها "ضريبة العُشْر". 

عُشَراءُ [مفرد]: ج عُشَرَاوَات وعِشار
• ناقة عُشَراءُ: مضى على حملها عشرة أشهر " {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}: وتعطيلها: إهمالها لإنشغال أهلها بأنفسهم". 

عَشْرة [مفرد]: ج عشَرات: عدد فوق تسعة ودون إحدى عشرة، يخالف المعدود في التذكير والتأنيث إفرادًا ويطابقه فيها في حالة التركيب، أوَّل العقود "عَشْرةُ رجال- عَشْرُ فتيات- {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ} " ° الوصايا العَشْر: وصايا الله تعالى العَشْر لموسى عليه السَّلام على جبل طور سيناء- عشراتُ الأشياءِ: أشياءُ كثيرةٌ. 

عَشَرَة [مفرد]: أوّل العقود من الأعداد ويأتي بعد التِّسعة من الأعداد البسيطة تُذكَّر مع المعدود المؤنَّث، وتؤنَّث مع المعدود المذكَّر، أما في التَّركيب فتُذكَّر مع المعدود المذكَّر وتُؤنَّث مع المعدود المؤنَّث "في القاعة تسعة عشر شخصًا- {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} - {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} ". 

عِشْرة [مفرد]: مخالطة ومصاحبة ومعايشة ومعاملة "رجلٌ حَسَنُ العِشْرة- عِشْرة ذوي الأخلاق الكريمة دائمًا تأتي بالثِّمار الطَّيّبة". 

عِشْرون [مفرد]:
1 - عدد بين تسعة عشر وواحد وعشرين "دخل المسابقةَ عشرون شخصًا- اشترى التَّذكرةَ بعشرين جنيهًا- {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} ".
2 - عدد يساوي عشرتين، وهو من ألفاظ العقود، يستوي فيه المذكّر والمؤنّث ويعامل معاملة جمع المذكّر السالم.
3 - وصف من العدد عشرين، مُتمِّم للعشرين "الصفحة العشرون". 

عِشْرينيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عِشْرين: مجرورًا "يحتفل بالذّكرى العشرينيّة لتحرير الوطن". 

عشرينيّات [جمع]
• العشرينيَّات: السَّنتان العشرون والتاسعة والعشرون وما بينهما، العقد الثالث من قرن ما "وُلد في العشرينيّات من القرن الماضي". 

عَشْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَشْر.
• العَشْريّ من الأعداد: العدد المؤلَّف من صفر وجزء عشريّ مثل 0.14 أو من جزء صحيح وجزء عَشْريّ مثل 5.15.
• النِّظام العَشْريّ: النِّظام العدديّ الذي يرتكز على العشرة وأضعافها وأجزائها.
• الاثنا عشريّ: (شر) الجزء الأوّل العلويّ من الأمعاء الدقيقة. 

عُشور [مفرد]: مصدر عشَرَ2. 

عَشِير [مفرد]: ج عُشَراءُ:
1 - زوج، زوجة "نعم العشير زوجٌ صالح- نعم العشيرُ المرأةُ الصالحة- إِنّكُنَّ تُكْثرن اللَّعْنَ وَتَكْْفُرْنَ العَشِيرَ [حديث]: إحسان الزّوْج".
2 - أليف، صديق مصاحب، رفيق، معاشر، حسن المعاشرة "كان أحد عُشَرائه في الجامعة- عشير خير- {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} ". 

عَشيرة [جمع]: جج عشيرات وعشائرُ: مجتمع إنسانيّ صغير يشترك في ملكيّة واحدة ويتضامن في أخذ الثَّأر من خصومه، وهو أضيق من القبيلة "قامت معركة كبيرة بين عَشِيرتين كبيرتين في القرية".
• عشيرة الرَّجلُ: بنو أبيه الأقربون، أو قبيلته، أهله "كان جدّي هو رئيس العشيرة- فلان من عشيرة أصيلة- {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} ". 

مِعْشار [مفرد]: ج مَعاشيرُ: عُشْر، جزءٌ من عشرة أجزاء الشَّيء "أخذ مِعْشار الكميَّة- {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا ءَاتَيْنَاهُمْ} ". 

مَعْشر [جمع]: جج مَعاشرُ: كُلُّ جماعة أمرهم واحدٌ "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ [حديث]- إنا مَعاشرَ الأنْبِيَاءِ لاَ نُوَرثُ [حديث]- {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ} ". 
Expand
الْعين والشين وَالرَّاء

العَشَرة: أول الْعُقُود. وَمَا كَانَ من الْعدَد من الثَّلَاثَة إِلَى العَشَرة، فالهاء تلْحق فِيمَا واحده مُذَكّر، وتحذف مِمَّا واحده مؤنث، فَإِذا جَاوَزت العَشَرة فِي الْمُذكر، حذفت الْهَاء فِي الْعشْرَة، وألحقتها فِي الصَّدْر، فِيمَا بَين ثَلَاثَة عشر، إِلَى تِسْعَة عشر، وَفتحت الشَّين، وَجعلت الاسمين اسْما وَاحِدًا، مَبْنِيا على الْفَتْح. فَإِذا صرت إِلَى مؤنث، ألحقت الْهَاء فِي الْعَجز، وحذفتها من الصَّدْر، وأسكنت الشين من عَشْر، وَإِن شِئْت كسرتها. وَلَا ينْسب إِلَى اسْمَيْنِ جعلا اسْما وَاحِدًا، لانك إِن نسبت إِلَى أَحدهمَا، لم يعلم انك تُرِيدُ الآخر. فَمن اضطُرّ إِلَى ذَلِك نسبه إِلَى أَحدهمَا، ثمَّ نسبه إِلَى الآخر. وَمن قَالَ: أرْبَعَ عَشَرة، قَالَ أربعىّ عَشَرِيّ، بِفَتْح الشين. وَمن الشاذ قِرَاءَة من قَرَأَ: (فانفجرت مِنْهُ اثْنَتا عَشَرَةَ عَيْنا) بِفَتْح الشين. ابْن جني: وَجه ذَلِك أَن أَلْفَاظ الْعدَد تغَّير كثيرا فِي حد التَّرْكِيب، أَلا تراهم قَالُوا فِي الْبَسِيط: وَاحِد، وَأحد، ثمَّ قَالُوا فِي التَّرْكِيب، إِحْدَى عَشْرة، وَقَالُوا: عَشْر وعَشَرة. ثمَّ قَالُوا فِي التَّرْكِيب: عِشْرون، وَمن ذَلِك قَوْلهم: ثَلَاثُونَ، فَمَا بعْدهَا من الْعُقُود إِلَى التسعين، فَجمعُوا بَين لفظ الْمُؤَنَّث والمذكر فِي التَّرْكِيب، الْوَاو للتذكير وَكَذَلِكَ أُخْتهَا، وَسُقُوط الْهَاء للتأنيث.

وعَشَر القومَ يَعْشِرهم: صَار عاشِرَهم، وعَشَر: أَخذ وَاحِدًا من عَشَرَة. وعَشَرَه: زَاد وَاحِدًا على تِسْعَة.

وثوب عُشاريّ: طوله عَشْر أَذْرع. وَغُلَام عُشاريّ: ابْن عَشْر سِنِين. وَالْأُنْثَى: بِالْهَاءِ. وعاشُوراء وعَشُوراء: الْيَوْم العاشِر من المحرَّم. وَقيل التَّاسِع.

والعِشْرون: عَشَرة مُضَافَة إِلَى مثلهَا. وضعت على لفظ الْجمع، وَكسر أَولهَا لعِلَّة قد أبنتها فِي الْكتاب " الْمُخَصّص ".

وعَشْرَنْتُ الشَّيْء: جعلته عِشرين، نَادِر، للْفرق بَينه وَبَين عَشَرْت عَشَرة.

والعُشْر والعَشِير: جُزْء من عشرَة. ويطرد هَذَانِ البناءان فِي جَمِيع هَذِه الكسور، وَالْجمع أعشار، وعُشور، وَهُوَ المِعْشار. وَفِي التَّنْزِيل: (وَمَا بَلَغوا مِعْشار مَا آتَيناهم) : أَي مَا بلغ مشركو أهل مَكَّة مِعْشارَ الَّذِي أُوتِيَ من قبلهم من الْقُدْرَة وَالْقُوَّة.

وعَشَر الْقَوْم يَعْشُرهُم عَشْراً وعُشُورا، وعَشَّرهم: أَخذ عُشْر أَمْوَالهم. وعَشَر المَال نفسَه وعشَّرَه: كَذَلِك.

والعَشَّار: قَابض العُشْر. وَمِنْه قَول عِيسَى ابْن عمر لِابْنِ هُبَيْرَة، وَهُوَ يضْرب بَين يَدَيْهِ بالسياط: " تالله إنْ كَانَت إِلَّا أُثَيَّابا فِي أسَيفاط، قبضهَا عَشَاروك ".

والعِشْر: ورد الْإِبِل الْيَوْم الْعَاشِر، فَإِذا جاوزوها بِمِثْلِهَا، فظمئها عِشْران.

وعواشرُ الْقُرْآن: الْآي الَّتِي تتمّ بهَا العَشْر.

وَجَاء الْقَوْم عُشارَ عُشارَ، ومَعْشَرَ مَعْشَرَ، وعُشارَ ومَعْشَرَ: أَي عَشَرَة عَشَرَة.

وعَشَّر الْحمار: تَابع النَّهيق عَشْرَ نهقات. قَالَ:

وَإِنِّي وَإِن عَشَّرْت من خشْيةِ الرَّدَى ... نُهاقَ حمارٍ إنَّني لَجَزوعُ

وَمَعْنَاهُ: أَنهم يَزْعمُونَ أَن الرجل إِذا ورد أَرض وباء، فنَهَق عَشْر نهقات نهيق الْحمار، ثمَّ دَخلهَا، أَمن الوباء. وأنشدنيه بَعضهم: " فِي أَرض مَالك " مَكَان قَوْله: " من خشيَة الردى ". وَكَذَلِكَ أَنْشدني " نهاق الْحمار ". وعَشَّر الْغُرَاب: نَعَب عَشْرَ نعبات. وَقيل: عَشَّر الْحمار: نهق، وعَشَّر الْغُرَاب: نغق، من غير أَن يُشتقَّا من العَشَرة.

والعَشِير: صَوت الضبع، غير مُشْتَقّ أَيْضا. قَالَ:

جاءتْ بِهِ أُصُلاً إِلَى أوْلادِها ... تمْشِي بِهِ مَعَها لَهم تَعْشِيُر

وَحكى اللَّحيانيّ: اللَّهُمَّ عَشِّر خُطاي: أَي اكْتُبْ لكل خطوةٍ عَشْرَ حَسَنَات.

وناقة عُشَراء: مضى لحملها عَشَرة أشهرٍ. وَقيل ثَمَانِيَة. وَالْأولَى أولى، لمَكَان لَفظه. وَإِذا وضعت فَهِيَ عُشَرَاء أَيْضا، حملا على ذَلِك، كالرائب من اللَّبن. وَقيل: العُشَراء من الْإِبِل كالنُّفساء من النِّساء. وَالْجمع عُشَرَاوَات، وعِشار. كسروه على ذَلِك كَمَا قَالُوا: ربُعَة ورُبَعات ورِباع، أجروا " فُعَلاء " مجْرى " فُعَلَة "، كَمَا أجروا " فُعْلَى " مجْرى " فُعْلة " شبهوها بهَا، لِأَن الْبناء وَاحِد، وَلِأَن آخِره عَلامَة التَّأْنِيث. وَقَالَ ثَعْلَب: العِشار من الْإِبِل: الَّتِي قد أَتَى عَلَيْهَا من حملهَا عَشَرة أشهر، وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى: (وَإِذا العِشارُ عُطِّلَتْ) ، وَقيل: العِشار: اسْم يَقع على النُّوق حِين ينْتج بَعْضهَا، وَبَعضهَا ينْتَظر نتاجها، قَالَ الفرزدق:

كم عَمَّةٍ لكَ يَا جَريرُ وخالَةٍ ... فَدْعاءَ قدْ حَلَبَتْ عليَّ عِشارِي

قَالَ بَعضهم: وَلَيْسَ للعِشار لبن، وَإِنَّمَا سمَّاها عِشارا، لِأَنَّهَا حَدِيثَة الْعَهْد بالنتاج، وَقد وضعت أَوْلَادهَا.

وعَشَّرَت النَّاقة وأعْشَرَتْ: صَارَت عُشَراء. وأعْشَرَتْ أَيْضا: أَتَى عَلَيْهَا من نتاجها عَشَرة أشهر.

وَامْرَأَة مُعْشِر: متم، على الِاسْتِعَارَة.

وناقة مِعْشار: يَغْزُو لَبنهَا ليَالِي تُنْتَج. ونعت أَعْرَابِي نَاقَة فَقَالَ: " إِنَّهَا مِعْشار، مِشْكار، مِغْبار ". معشار: مَا تقدم. مِشْكار: تغزر فِي أول نبت البيع. مِغْبار: لَبِنة بَعْدَمَا تغزر اللواتي ينتجن مَعهَا.

والعِشْر: قِطْعَة تنكسر من الْقدح أَو البرمة، كَأَنَّهَا قِطْعَة من عَشْر قطع. وَالْجمع أعشار.

وقدح أعْشار، وقِدْر أعْشار. وقُدورٌ أعاشير: مكسرة على عَشْرِ قطع، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلَّا لتَقْدَحي ... بسَهْمَيكِ فِي أعْشارِ قلبٍ مُقَتَّلِ

أَرَادَ: أَن قلبه كسر ثمَّ شعب كَمَا تشعب الْقدر. وَقيل: أَرَادَ أَن الْجَزُور تقسم على عَشرة أَجزَاء. يَقُول: فقد ضَرَبْتِ بالرقيب، وَله ثَلَاثَة أنصباء، وبالمُعَلَّى، وَله سَبْعَة أنصباء، فحويت قلبِي كُله. ومُقَتَّل: مُذَلَّل. وَقيل: قدر أعْشار: عَظِيمَة، كَأَنَّهُ لَا يحملهَا إِلَّا عَشْر أَو عَشَرة. وَقيل: قدر أعشار: متكسرة، فَلم تُشْتَقّ من شَيْء، قَالَ اللَّحيانيّ: قدر أعْشار: من الْوَاحِد الَّذِي فرق ثمَّ جمع، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ عُشْرا.

والعِشْرة: المخالطة. عاشَرَه مُعاشَرَة.

واعْتَشَرُوا وتَعاشَروا: تخالطوا. قَالَ طرفَة:

فَلَئِنْ شَطَّتْ نَوَاها مَرَّةً ... لَعَلي عَهْدِ حَبيبٍ مُعْتَشِرْ

جعل الحبيب جمعا كالخيط والفريق.

وعشيرة الرجل: بَنو أَبِيه الأدنَوْن. وَقيل: هم الْقَبِيلَة، وَالْجمع عشائر. قَالَ أَبُو عَليّ: قَالَ أَبُو الْحسن: وَلم يجمع جمع السَّلامَة.

والعشير: الْقَرِيب، وَالصديق. وَالْجمع: عُشَراء. وعَشِير الْمَرْأَة: زَوجهَا. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

رأتْه على يأْسٍ وَقد شَاب رأسُها ... وحِينَ تَصَدَّى للْهَوَانِ عَشيرُها

أَي لإهانتها. وَهِي عَشيرته.

ومَعْشَر الرجل: أَهله. والمَعْشَرُ أَيْضا: الْجَمَاعَة متخالطين كَانُوا أَو غير ذَلِك، قَالَ ذُو الإصبع العدواني:

وأنتمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مِئَةٍ ... فَأَجْمعُوا كَيْدَكم طُراًّ فَكِيدُونِي

والمَعشر: الْجِنّ وَالْإِنْس. وَفِي التَّنْزِيل: (يَا معشر الجنّ والإنْسِ)

والعُشَر: شجر لَهُ صمغ، وَفِيه حُرَّاق مثل الْقطن يقتدح بِهِ. قَالَ أَبُو حنيفَة: العُشَر: من العضاه، وَهُوَ عراض الْوَرق، ينْبت صعدا فِي السَّمَاء، وَله سكر يخرج من شعبه ومواضع زهره، وَفِي سكره شَيْء من مرَارَة، وَيخرج لَهُ نُفَّاخ كَأَنَّهُ شقاشق الْجمال الَّتِي تهدر فِيهَا. وَله نور مثل نور الدِّفْلى، مُشْرَب مُشْرِق، حسن المنظر، قَالَ ذُو الرمة يصف الظليم: كأنَّ رِجْلَيْهِ مِسمْا كَانَ مِن عُشَرٍ ... صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ

وَلَا يكسر إِلَّا أَن يجمع بِالتَّاءِ، لقلَّة " فُعَلَة " فِي الْأَسْمَاء.

وَبَنُو العُشَراء: قوم من الْعَرَب.

وعِشار وعَشُوراء، وتِعْشار وَذُو العُشَيرة: مَوَاضِع، قَالَ النَّابِغَة: غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلَى تِعْشارِ وَقَالَ عنترة:

صَعْلٍ يَعُودُ بِذِي العُشَيْرَة بَيْضَة ... كالعَبدِ ذِي الفَرْوِ الطَّوِيلِ الأصْلَمِ

شَبَّهه بالأصلم، وَهُوَ الْمَقْطُوع الْأذن، لِأَن الظليم لَا أذنين لَهُ.
Expand

عشر

1 عَشَرَ, (K,) aor. ـُ as is expressly stated by the expositors of the Fs and by others, but F, confounding two usages of the verb, says عَشِرَ, (TA,) inf. n. عَشْرٌ, (TA,) He took one from ten. (K.) b2: And عَشَرَهُمْ He took one from among them, they being ten. (Msb.) b3: And عَشَرَهُمْ, (S, K,) aor. ـُ (S, O, TA,) accord. to the K عَشِرَ, but this is at variance with other authorities, as mentioned above, (TA,) inf. n. عَشْرٌ, (K,) or عُشْرٌ, with damm, (S, O,) the former correct, but the latter is preferred by MF, who quotes it from the Expositions of the Fs, (TA,) and عُشُورٌ; (K;) and ↓ عشّرهُمْ, (O, K,) inf. n. تَعْشِيرٌ; (TA;) He took from them the عُشْر [i. e. the tenth, or, by extension of the term in the Muslim law, the half of the tenth, or the quarter of the tenth,] of their several kinds of property. (S, O, K.) And in like manner you say, (TA,) عَشَرَ المَالَ, (Msb, TA,) aor. ـُ inf. n. عَشْرٌ and عُشُورٌ; (Msb;) and ↓ عشّرهُ; (TA;) He took the عُشْر of the property. (Msb, TA.) It is said in a trad., respecting women, لَا يُعْشَرْنَ, meaning, They shall not have the tenth of the value of their ornaments taken. (TA.) b4: عَشَرَ, aor. ـِ He added one to nine. (L, K.) [In the TA and CK, this signification is connected with the first mentioned above, at the commencement of this art., by أَوْ, instead of وَ, which latter is evidently the right reading.] b5: And عَشَرَهُمْ, aor. ـِ (S, O, Msb, K,) inf. n. عَشْرٌ, (S, O, Msb,) He became the tenth of them: (S, O, Msb, K:) or he made them ten by [adding to their number] himself. (TA.) [See also 2: and see Q. Q. 1.]2 عَشَّرَ see 1, in two places. b2: عشّرهُمْ, (O, Msb, TA,) inf. n. تَعْشِيرٌ, (TA,) also signifies He made them ten, by adding one to nine. (O, Msb, TA. [See وَحَّدَهُ.]) And العَدَدَ ↓ اعشر He made the number ten. (TA.) b3: عشّر المُصْحَفَ, inf. n. تَعْشِيرٌ, He put, in the copy of the Kur-án, [the marks called] the عَوَاشِر [pl. of عَاشِرَةٌ]. (S, O, K. *) b4: اَللّٰهُمَّ عَشِّرْ خُطَاىَ O God, write down ten good deeds for every one of my steps. (Lh, TA.) b5: عشّر لِامْرَأَتِهِ, or عِنْدَهَا, He remained ten nights with his wife: and in like manner the verb is used in relation to any saying or action. (TA voce سَبَّعَ.) b6: عشّرت, (S, Msb, K, [in the CK عَشَرَت,]) inf. n. تَعْشِيرٌ; (S;) and ↓ اعشرت; (K;) She (a camel) became what is termed عُشَرَآء; (S, K;) she completed the tenth month of her pregnancy. (Msb.) b7: And عشّروا Their camels became such as are termed عِشَار [pl. of عُشَرَآءُ]. (O.) b8: See also 4. b9: عشّر القَدَحَ He broke the قدح [or drinking-bowl] into ten pieces. (O, TA.) b10: And [hence, app.,] عشّر الحُبُّ قَلْبَهُ (assumed tropical:) Love emaciated him [as though it broke his heart into ten pieces]. (TA.) b11: And عشّر, (A, K,) inf. n. تَعْشِيرٌ, (S, O, K,) He (an ass) brayed with ten uninterrupted reciprocations of the sound. (S, A, O, K. *) They assert that, when a man arrived at a country of pestilence, he put his hand behind his ear, and brayed in this manner, like an ass, and then entered it, and was secure from the pestilence: (S, * O, TA:) or he so brayed at the gate of a city where he feared pestilence, and conse-quently it did not hurt him. (A.) b12: Also He (a hyena) cried, or howled, in the same manner. (A.) And He (a raven) croaked in the same manner. (K.) 3 عاشرهُ, (K,) inf. n. مُعَاشَرَةٌ, (S, O, Msb, K,) He mixed with him; consorted with him; held social or familiar intercourse, or fellowship, with him; conversed with him; or became intimate with him; syn. خَالَطَهُ. (S, O, Msb, K.) [See also 6.]4 اعشر العَدَدَ: see 2. b2: اعشروا They became ten. (S, O.) b3: اعشرت said of a she-camel: see 2. b4: Also She (a camel) completed ten months from the time of her bringing forth. (TA.) b5: Also, or ↓ عشّرت, She brought forth her tenth offspring. (TA in art. بكر.) b6: And the former, said of camels, They came to water on the tenth day, counting the day of the next preceding watering as the first. (O.) b7: And اعشر He was, or became, one whose camels came to water on the tenth day, counting the day of the next preceding water-ing as the first; expl. by the words وَرَدَتْ إِبِلُهُ عِشْرًا, (S, TA,) or العِشْرَ. (TA.) b8: And He came to be within [the period of] the [first] ten [nights] of Dhu-l-Hijjeh (فِى عَشْرِ ذِى الحِجَّةِ). (T, TA.) b9: And أَعْشَرْنَا مُنْذُ لَمْ نَلْتَقِ We have had ten nights pass over us since we met. (L, TA.) 6 تَعَاشَرُوا They mixed; consorted; or held social or familiar intercourse, or fellowship; one with another; conversed together; or became intimate, one with another; syn. تَخَالَطُوا; (S, O, Msb, K;) as also ↓ اعتشروا. (TA.) 8 إِعْتَشَرَ see what next precedes. Q. Q. 1 عَشْرَنَهُ He made it twenty: an extr. word [with respect to formation, and post-classical, like سَبْعَنَ, q. v.]. (K, TA.) [In the CK, عَشَرْتُهُ, and expl. there as signifying I made it twenty: but this is evidently a mistranscription.]

عَشْرٌ fem. of عَشَرَةٌ [q. v.].

عُشْرٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عُشُرٌ (TA) A tenth; a tenth part; one part of ten parts; as also ↓ عَشِيرٌ and ↓ مِعْشَارٌ; (S, O, Msb, K;) which last is [of a form] not used [to denote a fractional part] except as applied to the tenth part (S, O) and [in the instance of مِرْبَاعٌ applied to] the fourth part: (O:) or, as some say, مِعْشَارٌ is the tenth of the tenth [i. e. a hundredth part]: and as some say, مِعْشَارٌ is the tenth of the ↓ عَشِير, which latter is the tenth of the عُشْر; so that, accord. to this, the معشار is one of a thousand; for it is the tenth of the tenth of the tenth: (Msb:) [in the TA, “and as some say, معشار is pl. of عشير, which latter is pl. of عُشْرٌ: ” but this is evidently a mistake:] the pl. of عُشْرٌ is أَعْشَارٌ (Msb, K) and عُشُورٌ; (K;) and that of ↓ عَشِيرٌ is أَعْشِرَآءُ: (S, O, Msb:) it is said in a trad., تِسْعَةُ أَعْشِرَآءِ الرِّزْقِ فِى التِّجَارَةِ وَجُزْءٌ مِنْهَا فِى السَّابِيَآءِ, i. e. [Nine tenths of the means of subsistence consist in merchandise, and one part of them consists in] the increase of animals. (S, A, * O. *) b2: أَخَذَ عُشْرَ أَمْوَالِهِمْ [means He took the tenth, or tithe, or by extension of the term in the Muslim law, the half of the tenth, or the quarter of the tenth, of their several kinds of property]. (S, K.) [See 1, and see عَشَّارٌ.]

A2: عُشْرٌ [as a pl. of which the sing. is not mentioned], applied to she-camels, That excern into the udder (تُنْزِلُ) a scanty دِرَّة [or quantity of milk (in the CK دَرَّة)] without its collecting [and increasing]. (O, K.) عِشْرٌ A period of eight days between [camels'] twice coming to water; for they come to water on the tenth day [counting the day of the next preceding watering as the first]; and in like manner, the term for every one of the periods between two waterings is with kesr: [see ثِلْثٌ:] (S, O:) or camels' coming to water on the tenth day [after the next preceding period of abstinence, i. e., counting the day of the next preceding watering as the first]: or on the ninth day [not counting the day of the next preceding watering; for it is evident that these two explanations are virtually one and the the same]; (K;) as in the Shems el-'Uloom, on the authority of Kh, where it is added that they keep them from the water nine nights and eight days, and then bring them to water on the ninth day, which is the tenth from [by which is meant including] the former [day of] watering: (TA:) after the عِشْر, there is no name for a period between the two waterings until the twentieth [day]; (S, O;) but you say, هِىَ تَرِدُ عِشْرًا وَغِبًّا, and عِشْرًا وَرِبْعًا, [and so on,] to the twentieth [day counting the day of the next preceding watering as the first]; (As;) and then you say, that their period between two waterings is عِشْرَانِ, (As, S, O,) i. e., eighteen days; (S, O;) and when they exceed this, they are termed جَوَازِئُ [meaning “ that satisfy themselves with green pasture so as not to need water ”]. (As, S, O.) b2: Also The eighth young one, or offspring. (A in art. ثلث.) A2: And A piece that is broken off from a cooking-pot, (K, TA,) or from a drinking-cup or bowl, (TA,) and from anything; (K, TA;) as though it were one of ten pieces; (TA;) as also ↓ عُشَارَةٌ, (K, TA,) which signifies a piece of anything: (O, TA:) pl. of the former, أَعْشَارٌ [and pl. pl. أَعَاشِيرُ]; (TA;) and of ↓ the latter, عُشَارَاتٌ. (O, TA.) b2: [Hence, app.,] بُرْمَةٌ أَعْشَارٌ A cookingpot, or one of stone, broken in pieces: thus [we find the latter word] occurring in the pl. form [and used as an epithet]. (S, O.) And قِدْرٌ أَعْشَارٌ A cooking-pot broken into ten pieces: (K:) or a large cooking-pot, of ten pieces joined together by reason of its largeness: (A:) or a cooking-pot so large that it is carried by ten men, (K,) or by ten women: (TA:) or [simply] a cooking-pot broken in pieces; not derived from anything: (TA:) pl. قُدُورٌ أَعْشَارٌ, (A,) and أَعَاشِيرُ. (A, K.) And جَفْنٌ

أَعْشَارٌ [A scabbard of a sword, or a sword-case,] broken in pieces. (O.) And قَلْبٌ أَعْشَارٌ [(assumed tropical:) A broken heart.] (S, K.) And أَعْشَارُ جَزُورٍ The portions of a slaughtered camel [for which players at the game called المَيْسِر contend, and which are ten in number; not seven, as is said in one place in the TA. In Har p. 579, اعشار in this case is said to be pl. of عُشْرٌ; but I think that we have better reason for regarding it as a pl. of عِشْرٌ]. (Az, S, O, K.) Imra-el-Keys says, وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إِلَّا لِتَضْرِبِى

بِسَهْمَيْكِ فِى أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ [And thine eyes did not shed tears but that thou mightest play with thy two arrows for the portions of a heart subdued and killed by the passion of love]: he means, by the two arrows, the two called المُعَلَّى and الرَّقِيب; to the former of which are assigned seven portions, and to the latter, three; so that both together gain all the portions; for the slaughtered camel is divided into ten portions: therefore he means that she has played for his heart with her two arrows, [alluding to the glances shot from her eyes,] and gained possession of it altogether: (Az, S, * O: * [see also a verse cited voce رَقِيبٌ:]) or accord. to some, he means that his heart had been broken, and then repaired like as cooking-pots are repaired: but Az says that the former explanation, which is mentioned by Th, pleases him more. (TA.) Hence the saying, ضَرَبَ فِى أَعْشَارِهِ وَلَمْ يَرْضَ بِمِعْشَارِهِ [He played for all the portions of it, and was not content with the fifth of it]; meaning he took the whole of it. (A.) b3: And أَعْشَارٌ alone means Cooking-pots that boil the ten portions [of a جَزُور]. (Har. p. 579.) A3: أَعْشَارٌ also signifies The primary feathers of the wing of a bird; (S, O, TA;) and so ↓ عَوَاشِرُ. (TA.) عُشَرٌ Three nights of the [lunar] month, [the tenth, eleventh, and twelfth,] after the تُسَع [q. v.]. (S, O.) A2: Also [The asclepias gigantea of Linnæus; or gigantic swallow-wort;] a species of tree [or shrub] in which is a substance answering the purpose of tinder, (K,) like cotton, (TA,) than which there is nothing better wherein to strike fire, and with which cushions are stuffed, (K,) on account of its softness: (TA:) [see رَآءٌ, in art. روأ:] accord. to AHn, (TA,) a large species of tree [or shrub], of the kind called عِضَاه, having a sweet gum, (AHn, S, O, *) and milk, (O,) and broad leaves, growing up high, (AHn,) from the flowers and shoots of which, (AHn, K,) or from the joints of the branches and from the places of the flowers whereof, (O,) there comes forth a well-known kind of sugar, (AHn, O, * K,) in which is somewhat of bitterness, (O, K,) called سُكَّرُ العُشَرِ; (AHn, TA;) [or this is a kind of red sugar, which falls like dew upon this tree; (Golius, from Ibn-Maaroof and the Mj;)] it produces also bladders, resembling the شَقَاشِق [or faucial bags] of camels, in which they bray, [blowing them out from their months, with a gurgling sound,] (AHn, TA,) [and] like the bladder of the smaller قَتَاد [q. v.]; (S, O;) and it has a blossom like that of the دِفْلَى, tinged, [but with what hue is not said,] and shining, and beautiful in appearance, as well as a fruit: (AHn, TA:) n. un. with ة: and pl. [of this latter] عُشَرٌ [or rather this is a coll. gen. n.] and عُشَرَاتٌ. (S, O.) [See also سَلَعٌ.]

عُشُرٌ: see عُشْرٌ.

عِشْرَةٌ Social, or familar, intercourse; fellowship; i. q. مُخَالَطَةٌ; (O, * K;) or a subst. from the latter word. (S, Msb.) Sometimes it governs as a verb, [like the inf. n.,] accord. to some grammarians, as in the following ex.: بِعِشْرَتِكَ الكِرَامَ تُعَدُّ مِنْهُمْ [By thine associating with the generous thou will be reckoned as one of them]. (I'Ak p. 211.) عَشَرَةٌ [Ten;] the first of the عُقُود; (A, K;) with ة, (Msb,) and with fet-h to the ش, (TA,) for the masc.; (Msb, TA;) and عَشْرٌ, without ة, (Msb, TA,) and with one fet-hah, (TA,) for the fem. (Msb, TA.) You say, عَشَرَةُ رِجَالٍ [Ten men]: and عَشْرُ نِسْوَةٍ [ten women]. (S, O, Msb, TA.) [In De Sacy's Arabic Grammar, for the former is inadvertently put عَشْرَةٌ; and for the latter, عَشَرٌ; and in Freytag's lexicon we find عَشَرٌ instead of عَشْرٌ.] عَشَرَاتٌ [is the pl. of عَشَرَةٌ: and also] signifies Decimal numbers. (M in art. ست.) The vulgar make عَشْرٌ masc., as meaning a number of days, saying العَشْرُ الأَوَّلُ, and العَشْرُ الأَخِيرُ; but this is wrong [unless thereby they mean to speak of nights with their days, as will be shown by what follows]: the month consists of three عَشَرَات; namely, العَشْرُ الأُوَلُ [The first ten nights. with their days], pl. of أُولَى; and العَشْرُ الوُسَطُ [The middle ten nights, with their days], pl. of وُسْطَى; and العَشْرُ الأَخَرُ [The last, lit. the other, ten nights, with their days], pl. of أُخْرَى; or العَشْرُ الأَوَاخِرُ [The last ten nights, with their days], pl. of آخرَةٌ. (Msb.) [العَشْرُ الأَوَاخِرُ is also especially applied to The last ten nights of Ramadán, with their days: and عَشْرُ ذِى الحِجَّةِ to The first ten nights of Dhu-l-Hijjeh, with their days: and العَشْرُ, alone, to The first ten nights of El-Moharram, with their days.] The Arabs also said, سِرْنَا عَشْرًا, meaning We journeyed ten nights, with their days; making the fem. [لَيَالٍ] to predominate over the masc. [أَيَّام]; as is the case in the Kur ii. 234. (Msb.) And أَيَّامُ العَشْرِ is used for أَيَّامُ اللَّيَالِى العَشْرِ [The days of the ten nights]. (Mgh.) [See some other observations applying to the syntax of عَشَرَةٌ and عَشْرٌ, voce خَمْسَةٌ. and respecting a peculiar pronunciation of the people of El-Hijáz, and a case in which عَشَرَة is imperfectly decl., see ثَلَاثَةٌ.] b2: [عَشْرٌ is also applied to A portion, or paragraph, of the Kur-án properly consisting of ten verses; but it is often applied to somewhat more, or less, than what is considered by some, or by all, as ten verses, either because there is much disagreement as to the divisions of the verses or for the sake of beginning and ending with a break in the tenour of the text: (see عَاشِرَةٌ:) pl. أَعْشَارٌ. These divisions have no mark to distinguish them in some MSS.: in others, each is marked by a round ornament at the end; or by the word عشر, or the letter ع, over, or over against, the commencement.] b3: When you have passed the number ten, you make the masc. fem., and the fem. masc. [to nineteen inclusively]: in the masc., you reject the ة in عَشَرَة; and from thirteen to nineteen [inclusively], you add ة to the former of the two nouns; and [in every case] you pronounce the ش with fet-h; and you make the two nouns one noun, [and, as such,] indecl., with fet-h for the termination: (TA:) you say, أَحَدَ عَشَرَ [Eleven], (S, O, Msb,) [and اِثْنَا عَشَرَ Twelve,] and ثَلَاثَةَ عَشَرَ [Thirteen], and so on; (Msb, TA;) with fet-h to the ش; and in one dial. with sukoon [أَحَدَ عَشْرَ, &c.]; (Msb;) or the former only: (S, O:) and, as ISk says, some of the Arabs make the ع quiescent, [as many do in the present day,] saying أَحَدَ عْشَرَ, and so on to تِسْعَةَ عْشَرَ [inclusively] except in the instance of اِثْنَا عَشَرَ and اِثْنَىْ عَشَرَ, because of the quiescence of the ا and ى; and Akh says that they make the ع quiescent because the noun is long and its vowels are many: (S, O) in the fem., you add ة to the latter of the two nouns, and reject the ة in the former of them, and make the ش in عشرة quiescent: you say إِحْدَى عَشْرَةَ (TA,) [and اِثْنَتَا عَشْرَةَ,] and so on to تِسْعَ عَشْرَةَ [inclusively]: and if you choose, you say إِحْدَى عَشِرَةَ, [&c.,] with kesr to the ش: the former is of the dial. of the people of El-Hijáz, [and is the more common,] and the latter is of the dial. of the people of Nejd: (S, O, TA:) but fet-h to the ش in this case is unknown to the grammarians and lexicologists, as Az says, though an instance has been adduced in an unusual reading of the Kur ii. 57, and another in vii. 160. (TA.) Every noun of number, from eleven to nineteen [inclusively], is mansoob, [or more properly speaking, each of the two nouns of which it is composed is indecl., with fet-h,] in the cases of refa and nasb and khafd, except that of twelve; for اِثْنَا and اِثْنَتَا are decl. [i. e. you say, in a case of nasb or khafd, اِثْنَىْ عَشَرَ and اِثْنَتَىْ عَشْرَةَ]. (TA.) b4: [In the same manner also عَشَرَ and عَشْرَةَ are used in the ordinal compounds,] عُشَرَآءُ A she-camel that has been ten months pregnant, (S, Mgh, O, Msb, K,) from the day of her having been covered by the stallion: she then ceases to be [of those] called مَخَاضً, and she is called عشرا until she brings forth, and also after she has brought forth, (S, O,) or when she has brought forth, at the completion of a year: or when she has brought forth she is termed عَاتِذٌ: (TA:) or that has been eight months pregnant: or, applied to a she-camel, i. q. نُفَسَآءُ applied to a woman: (K:) it is applied also to any female that is pregnant, but mostly to the female of the horse and camel: (IAth:) it is the only sing. word of this measure, which is a pl. measure, except نُفَسَآءُ: (MF:) the dual is عُشَرَاوَانِ: (S, O, TA; in one copy of the S عُشْرَاوَانِ:) and pl. عُشَرَاوَاتٌ; (S, O, K, TA; in one copy of the S, and in the CK عُشْراوات;) but some disallow this; (MF;) and عِشَارٌ; (S, O, Msb, K;) like as نِفَاسٌ is pl. of نُفَسَآءُ; (Msb;) and عُشَارٌ: (K in art. نفس:) or عِشَارٌ is applied to she-camels until some of them have brought forth and others are expected to bring forth. (K.) Some say that عِشَار have no milk; though El-Farezdak applies this term to camels that are milked, because of their having recently brought forth; and it is said that camels are most precious to their owners when they are عشار. (TA.) عَشَائِرُ, as pl. of عِشَارٌ, which is pl. of عُشَرَآءُ, signifies Gazelles that have recently brought forth. (O.) لَبَنٌ عُشَرِىٌّ Milk of camels that feed upon the عُشَر, q. v. (TA.) عِشْرُونَ Twenty; twice ten: (K:) applied alike to a masc. and a fem.: (Msb:) you say عِشْرُونَ رَجُلًا [Twenty men], and عِشْرُونَ امْرَأَةً [Twenty women: the noun following it being in the accus. case as a specificative]: (TA:) it is decl. with و and ى [like a pl. formed by the addition of و and ن]; (Msb;) and when you prefix it to another noun, making it to govern the latter in the gen. case, you drop the ن, (S, Msb,) and say, عِشْرُو زَيْدٍ [The twenty of Zeyd], (Msb,) and عِشْرُوكَ [Thy twenty], (S, O, Msb,) and عِشُرِىّ [My twenty], changing the و into ى [in this last case], because of the letter following it, and these incorporating: (S, O:) so says Ks; but most disallow this mode of prefixing in the case of a decimal number [of this kind], (Msb.) [It signifies also Twentieth.] It is not a pl. of عَشَرَةٌ, (so in a copy of the S and in the O and in the TA.) or عَشْرٌ, (so in another copy of the S,) [or perhaps the right reading is عِشْرٌ, as may be inferred from what will be presently added: but first it should be observed that if it were pl. of عَشَرَةٌ, or of عَشْرٌ, it would signify at least three times ten: some hold it to be a pl. of عِشْرٌ, saying, (TA.) as عِشْرٌ signifies camels' coming to water on the ninth day, they do not say عِشْرَانِ [for twenty], but they say عِشْرُونَ, (in the K, لَمْ يُقَلْ عِشْرَيْنِ وَقَالُوا عِشْرِينَ: but the correct reading seems to be لَمْ يَقُولُوا: TA: [in the CK it is more incorrect, لم يقل عِشْرِينَ وقالوا عِشْرَيْنِ:]) making eighteen days to be عِشْرَانِ, and the nineteenth and twentieth a portion of the third عِشْر; and so, [regarding the portion as a whole,] forming the pl. عِشْرُونَ; (K, * TA;) agreeably with a well-known license, which allows the calling two and a part of the third a pl: (TA:) this is the opinion of Kh and IDrd and some others: but J and most of the lexicologists hold that عِشْرُونَ is not a pl. of عَشَرَةٌ nor of عِشْرٌ nor of any other word, and their opinion I hold to be correct, applying as it does to the other similar nouns of number. (MF.) عُشَارَ Ten and ten; [or ten and ten together; or ten at a time and ten at a time;] (MF;) changed from عَشَرَة, (S,) or rather عَشَرَةً عَشَرَةً; as also ↓ مَعْشَرَ; (MF;) [for which reason, and its having the quality of an epithet, each is imperfectly decl.] You say, جَاؤُوا عُشَارَ عُشَارَ, (S, M, O, L, K,) and ↓ مَعْشَرَ مَعْشَرَ, (M, O, L, K,) and عُشَارَ once, and ↓ مَعْشَرَ once, (M, L, TA,) They came ten [and] ten. (S, M, O, L, K.) MF says that the repetition is manifestly wrong; but it is allowed by the M and L, as well as the K; [and is for the purpose of corroboration;] and مَعْشَرَ

↓ مَعْشَرَ is also authorized by the TS. (TA.) A'Obeyd says that more than أُحَادَ and ثُنَآءَ and ثُلَاثَ and رُبَاعَ has not been heard, except عُشَارَ occurring in a verse of El-Kumeyt. (O, TA.) [But خُمَاسَ is mentioned in the K.]

عَشِيرٌ: see عُشْرٌ, in three places. b2: Also A certain measure of land, a tenth of the قَفِيز, (O, Msb, K,) which is the tenth of the جَرِيب [q. v.]: (O, TA:) pl. أَعْشِرَآءُ. (TA in art. جرب.) A2: and An associate; i. q. مُعَاشِرٌ. (S, O, Msb, K.) b2: And A husband; (S, O, Msb, K;) because he and his wife are associates, each of the other. (S, O.) يَكْفُرْنَ العَشِيرَ means They are ungrateful to the husband. (Msb.) b3: And A wife. (Msb.) b4: And A relation. (K.) b5: And A friend. (K.) Pl. عُشَرَآءُ. (K.) b6: See also عَشِيرَةٌ.

A3: Also The cry of the ضَبُع [or hyena, or female hyena]: (K:) in this sense, a word not derived. (TA.) عُشَارَةٌ; and its pl.: see عِشْرٌ.

عُشَارِىٌّ A garment, or piece of cloth, (A, K,) ten cubits long. (S, A, Mgh, O, K.) b2: And A boy ten years old: fem. with ة. (TA.) عَشُورَى and عَشُورَآءُ: see عَاشُورَآءُ.

عَشِيرَةٌ A man's kinsfolk: (Bd and Jel in ix. 24:) or his nearer or nearest relations, or next of kin, by descent from the same father or ancestor: (K:) or a small sub-tribe; a small portion, or the smallest subdivision, of a tribe, less than a فَصِيلَة: (TA voce شَعْبٌ, q. v.:) or a tribe; syn قَبِيلَةٌ; (S, O, Msb;) a man's قَبِيلَة; (K;) as also ↓ عَشِيرٌ, without ة: (TA:) or a community, such as the Benoo-Temeem, and the Benoo-'Amr-Ibn-Temeem: (ISh:) a word having no proper sing.: (Msb:) accord. to some, from عِشْرَةٌ: accord. to others, from عَشَرَةٌ, the number so called: (Bd ubi suprà, and MF:) pl. عَشَائِرُ (Msb, K) and عَشِيرَاتُ. (Msb.) [See also مَعْشَرٌ.]

A2: عَشَائِرُ is also a pl. pl. of عُشَرَآءُ [q. v., last sentence]. (O.) عَشَّارٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عَاشِرٌ (O, Msb, K) and ↓ مُعَشِّرٌ (TA) One who takes, or receives, the عُشْر [q. v.] of property. (S, Msb, K.) Where the punishment of the عَشَّار, or عَاشِر, is mentioned in traditions, as where it is said that the عَاشِر is to be put to death, the meaning is, he who takes the tenth as the people in the Time of Ignorance used to do: such is to be put to death because of his unbelief; or because, being a Muslim, he holds this practice to be lawful: but such as performed the like office for the Prophet and for the Khaleefehs after him may be thus called because of the relation of what he takes to the tenth, as the quarter of the tenth, and the half of the tenth, and as he takes the tenth wholly of the produce that is watered [only] by the rain, and the tenth of the property in merchandise [of foreigners, and half the tenth of that] of non-Muslim subjects. (TA.) [There is either a mistake or an omission in the last part of the statement above, in the TA, which I have rectified by inserting “ of foreigners ” &c.]

عَاشِرٌ: see عَشَّارٌ. b2: One says also, صَارَ عَاشِرَهُمْ [meaning he became the tenth of them]. (S, Msb, K.) عَاشِرَةٌ The circular sign which marks a division of an 'ashr (عَشْر) in a copy of the Kur-án: (O, L, K:) a post-classical term: (O, L:) pl. عَوَاشِرُ. (S, K.) b2: And عَوَاشِرُ القُرْآنِ means The verses that complete an عَشْر of the Kurn. (K.) b3: and إِبِلٌ عَوَاشِرُ Camels coming to water after an interval of eight days; (S, O;) on the tenth day [counting the day of the next preceding watering as the first]: or on the ninth day [not counting the day of the next preceding watering: see عِشْرٌ]. (K.) A2: For another signification of the pl., عَوَاشِرُ, see عِشْرُ, last sentence.

A3: عَاشِرَةُ is a proper name of The ضَبُع [i. e. hyena, or female hyena]; a determinate noun: [but it has for] pl. عَاشِرَاتٌ. (O.) عَاشُورٌ: see what next follows.

عَاشُورَآءُ and ↓ عَشُورَآءُ (Msb, K) and عَاشُورَى (Msb, K) and ↓ عَشُورَى (K) and ↓ عَاشُورٌ, (Msb, K,) or يَوْمُ عَاشُورَآءَ (S, O, and K in art. تسع, &c.) or يَوْمُ العَاشُورَآءِ (S in that art., &c.) and يَوْمُ عَشُورَآءَ, (S, O,) The tenth day of the month El-Moharram: (S, Msb, K:) or the ninth thereof, (K,) accord. to some; but most of the learned, of old and late times, agree that it is the former; (Msb in art. تسع;) and Az says that by the ninth may be meant the tenth; after the same manner as the term عِشْرٌ, relating to camels' coming to water, is [said to be] applied to a period of nine days, [but means the coming to water on the tenth day, counting the day of the next preceding watering as the first,] as Lth says, on the authority of Kh. (TA.) Few nouns of the measure فَاعُولَآءُ have been heard. (Az, TA.) مَعْشَرٌ A company, or collective body, (Az, S, O, Msb, K,) of people, (S,) consisting of men, exclusive of women; like نَفَرٌ and قَوْمٌ and رَهْطٌ; (Az, Msb;) having no proper sing.: (Az:) or any company, or collective body, whose state of circumstances is one; a community; as the معشر of the Muslims and that of the Polytheists: (Lth:) or a great company, or collective body; so called [from عَشَرَةٌ,] because they are many; for عشرة is that large and perfect number after which there is no number but what is composed of the units comprised in it: (MF:) or the family of a man: or jinn (i. e. genii) and mankind: (K: [or the author of the K may mean, or jinn: and also mankind:]) in the Kur [vi. 130, and lv. 33], we find the expression يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ; but this means O معشر consisting of the jinn and of mankind: and [vi. 128], يَا مَعْشَرَ الجِنِّ, without the mention of الانس: (MF:) pl. مَعَاشِرُ. (S, Msb.) [See also عَشِيرَةٌ.]

A2: مَعْشَرَ: see عُشَارَ, in four places.

مُعْشِرٌ (tropical:) A woman who has completed her full time of pregnancy. (TA.) مُعَشَّرٌ pass. part. n. of 2, q. v. See also مُثَلَّثٌ.]

مُعَشِّرٌ: see عَشَّارٌ.

A2: Also One whose camels have brought forth: and one whose camels have become عِشَار [pl. of عُشَرَآء]. (O, K.) مِعْشَارٌ: see عُشْرٌ.

A2: Also A she-camel whose milk is abundant (K, TA) in the nights of her bringing forth. (TA.)
Expand

عشر: العَشَرة: أَول العُقود. والعَشْر: عدد المؤنث، والعَشَرةُ: عدد

المذكر. تقول: عَشْرُ نِسْوة وعَشَرةُ رجال، فإِذا جاوَزْتَ العِشْرين

استوى المذكر والمؤنث فقلت: عِشْرون رجلاً وعِشْرون امرأَة، وما كان من

الثلاثة إِلى العَشَرة فالهاء تلحقه فيما واحدُه مذكر، وتحذف فيما واحدُه

مؤنث، فإِذا جاوَزْتَ العَشَرة أَنَّثْت المذكرَ وذكّرت المؤنث، وحذفت الهاء

في المذكر في العَشَرة وأَلْحَقْتها في الصَّدْر، فيما بين ثلاثةَ عشَر

إِلى تسعة عشَر، وفتحت الشين وجعلت الاسمين اسماً واحداً مبنيّاً على

الفتح، فإِذا صِرْت إِلى المؤنث أَلحقت الهاء في العجز وحذفتها من الصدر،

وأَسكنت الشين من عَشْرة، وإِن شئت كَسَرْتها، ولا يُنْسَبُ إِلى الاسمين

جُعِلا اسماً واحداً، وإِن نسبت إِلى أَحدهما لم يعلم أَنك تريد الآخر،فإن

اضطُرّ إلى ذلك نسبته إلى أَحدهما ثم نسبته إلى الآخر، ومن قال أَرْبَعَ

عَشْرة قال: أَرْبَعِيٌّ عَشَرِيٌّ، بفتح الشين، ومِنَ الشاذ في القراءة:

فانْفَجَرَت منه اثنتا عَشَرة عَيْناً، بفتح الشين؛ ابن جني: وجهُ ذلك

أَن أَلفاظ العدد تُغَيَّر كثيراً في حدّ التركيب، أَلا تراهم قالوا في

البَسِيط: إِحْدى عَشْرة، وقالوا: عَشِرة وعَشَرة، ثم قالوا في التركيب:

عِشْرون؟ ومن ذلك قولهم ثلاثون فما بعدها من العقود إِلى التسعين، فجمعوا

بين لفظ المؤنث والمذكر في التركيب، والواو للتذكير وكذلك أُخْتُها، وسقوط

الهاء للتأْنيث، وتقول: إِحْدى عَشِرة امرأَة، بكسر الشين، وإِن شئت

سكنت إِلى تسعَ عَشْرة، والكسرُ لأَهل نجد والتسكينُ لأَهل الحجاز. قال

الأَزهري: وأَهل اللغة والنحو لا يعرفون فتح الشين في هذا الموضع، وروي عن

الأَعمش أَنه قرأَ: وقَطَّعْناهم اثْنَتَيْ عَشَرة، بفتح الشين، قال: وقد

قرأَ القُرّاء بفتح الشين وكسرها، وأَهل اللغة لا يعرفونه، وللمذكر أَحَدَ

عَشَر لا غير. وعِشْرون: اسم موضوع لهذا العدد، وليس بجمع العَشَرة

لأَنه لا دليل على ذلك، فإِذا أَضَفْت أَسْقَطْت النون قلت: هذه عِشْرُوك

وعِشْرِيَّ، بقلب الواو ياء للتي بعدها فتدغم. قال ابن السكيت: ومن العرب من

يُسَكّن العين فيقول: أَحَدَ عْشَر، وكذلك يُسَكّنها إِلى تِسْعَةَ

عْشَر إِلا اثني عَشَر فإِن العين لا تسكن لسكون الأَلف والياء قبلها. وقال

الأَخفش: إِنما سكَّنوا العين لمّا طال الاسم وكَثُرت حركاتُه، والعددُ

منصوبٌ ما بين أَحَدَ عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ في الرفع والنصب والخفض،

إِلا اثني عشر فإِن اثني واثنتي يعربان لأَنهما على هِجَاءَيْن، قال:

وإِنما نُصِبَ أَحَدَ عَشَرَ وأَخواتُها لأَن الأَصل أَحدٌ وعَشَرة،

فأُسْقِطَت الواوُ وصُيِّرا جميعاً اسماً واحداً، كما تقول: هو جاري بَيْتَ

بَيْتَ وكِفّةَ كِفّةَ، والأَصلُ بيْتٌ لبَيْتٍ وكِفَّةٌ لِكِفَّةٍ،

فصُيِّرَتا اسماً واحداً. وتقول: هذا الواحد والثاني والثالث إِلى العاشر في

المذكر، وفي المؤنث الواحدة والثانية والثالثة والعاشرة. وتقول: هو عاشرُ

عَشَرة وغَلَّبْتَ المذكر، وتقول: هو ثالثُ ثَلاثةَ عَشَرَ أَي هو أَحدُهم،

وفي المؤنث هي ثالثةُ ثَلاثَ عَشْرة لا غير، الرفع في الأَول، وتقول: هو

ثالثُ عَشَرَ يا هذا، وهو ثالثَ عَشَرَ بالرفع والنصب، وكذلك إِلى

تِسْعَةَ عَشَرَ، فمن رفع قال: أَردت هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ فأَلْقَيت

الثلاثة وتركتُ ثالث على إِعرابه، ومَن نَصَب قال: أَردت ثالثَ ثَلاثةَ عَشَرَ

فلما أَسْقَطْت الثلاثةَ أَلْزَمْت إِعْرابَها الأَوّلَ ليعلم أَن ههنا

شيئاً محذوفاً، وتقول في المؤنث: هي ثالثةَ عَشْرةَ وهي ثالثةَ عَشْرةَ،

وتفسيرُه مثل تفسير المذكر، وتقول: هو الحادي عَشَر وهذا الثاني عَشَر

والثالثَ عَشَرَ إِلى العِشْرِين مفتوح كله، وفي المؤنث: هذه الحاديةَ

عَشْرةَ والثانيةَ عَشْرَةَ إِلى العشرين تدخل الهاء فيها جميعاً. قال

الكسائي: إِذا أَدْخَلْتَ في العدد الأَلفَ واللامَ فأَدْخِلْهما في العدد كلِّه

فتقول: ما فعلت الأَحَدَ العَشَرَ الأَلْفَ دِرْهمٍ، والبصريون

يُدْخِلون الأَلفَ واللام في أَوله فيقولون: ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ

دِرْهمٍ. وقوله تعالى: ولَيالٍ عَشْرٍ؛ أَي عَشْرِ ذي الحِجَّة. وعَشَرَ

القومَ يَعْشِرُهم، بالكسر، عَشْراً: صار عاشرَهم، وكان عاشِرَ عَشَرةٍ.

وعَشَرَ: أَخذَ واحداً من عَشَرة. وعَشَرَ: زاد واحداً على تسعة. وعَشَّرْت

الشيء تَعْشِيراً: كان تسعة فزدت واحداً حتى تمّ عَشَرة. وعَشَرْت،

بالتخفيف: أَخذت واحداً من عَشَرة فصار تسعة. والعُشورُ: نقصان، والتَّعْشيرُ

زيادة وتمامٌ. وأَعْشَرَ القومُ: صاروا عَشَرة. وقوله تعالى: تلك عَشَرَةٌ

كاملة؛ قال ابن عرفة: مذهب العرب إِذا ذَكَرُوا عَدَدين أَن

يُجْمِلُوهما؛ قال النابغة:

توهَّمْتُ آياتٍ لها، فَعرَفْتُها

لِسِتَّةِ أَعْوامِ، وذا العامُ سابِعُ

(* قوله: «توهمت آيات إلخ» تأمل شاهده).

وقال الفرزدق:

ثَلاثٌ واثْنتانِ فهُنّ خَمْسٌ،

وثالِثةٌ تَميلِ إِلى السِّهَام

وقال آخر:

فسِرْتُ إِليهمُ عِشرينَ شَهْراً

وأَرْبعةً، فذلك حِجّتانِ

وإِنما تفعل ذلك لقلة الحِسَاب فيهم. وثوبٌ عُشارِيٌّ: طوله عَشْرُ

أَذرع. وغلام عُشارِيٌّ: ابن عَشْرِ سنين، والأُنثى بالهاء.

وعاشُوراءُ وعَشُوراءُ، ممدودان: اليومُ العاشر من المحرم، وقيل:

التاسع. قال الأَزهري: ولم يسمع في أَمثلة الأَسماء اسماً على فاعُولاءَ إِلا

أَحْرُفٌ قليلة. قال ابن بُزُرج: الضّارُوراءُ الضَّرّاءُ، والسارُوراءُ

السَّرَّاءُ، والدَّالُولاء الدَّلال. وقال ابن الأَعرابي: الخابُوراءُ

موضع، وقد أُلْحِقَ به تاسُوعاء. وروي عن ابن عباس أَنه قال في صوم

عاشوراء: لئن سَلِمْت إِلى قابلٍ لأَصُومَنَّ اليومَ التاسِعَ؛ قال الأَزهري:

ولهذا الحديث عدّةٌ من التأْويلات أَحدُها أَنه كَرِه موافقة اليهود لأَنهم

يصومون اليومَ العاشرَ، وروي عن ابن عباس أَنه قال: صُوموا التاسِعَ

والعاشِرَ ولا تَشَبَّهُوا باليهود؛ قال: والوجه الثاني ما قاله المزني

يحتمل أَن يكون التاسعُ هو العاشر؛ قال الأَزهري: كأَنه تأَول فيه عِشْر

الوِرْدِ أَنها تسعة أَيام، وهو الذي حكاه الليث عن الخليل وليس ببعيد عن

الصواب.

والعِشْرون: عَشَرة مضافة إِلى مثلها وُضِعَت على لفظ الجمع وكَسَرُوا

أَولها لعلة. وعَشْرَنْت الشيء: جعلته عِشْرينَ، نادر للفرق الذي بينه

وبين عَشَرْت. والعُشْرُ والعَشِيرُ: جزء من عَشَرة، يطّرد هذان البناءان في

جميع الكسور، والجمع أَعْشارٌ وعُشُورٌ، وهو المِعْشار؛ وفي التنزيل:

وما بَلَغوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُم؛ أَي ما بلَغ مُشْرِكُو أَهل مكة

مِعْشارَ ما أُوتِيَ مَن قَبْلَهم من القُدْرة والقُوّة. والعَشِيرُ: الجزءُ

من أَجْزاء العَشرة، وجمع العَشِير أَعْشِراء مثل نَصِيب وأَنْصِباء، ولا

يقولون هذا في شيء سوى العُشْر. وفي الحديث: تِسعةُ أَعْشِراء الرِّزْق

في التجارة وجُزْءٌ منها في السَّابِياء؛ أَراد تسعة أَعْشار الرزق.

والعَشِير والعُشْرُ: واحدٌ مثل الثَّمِين والثُّمْن والسَّدِيس والسُّدْسِ.

والعَشِيرُ في مساحة الأَرَضين: عُشْرُ القَفِيز، والقَفِيز: عُشْر

الجَرِيب. والذي ورد في حديث عبدالله: لو بَلَغَ ابنُ عباس أَسْنانَنا ما

عاشَرَه منا رجلٌ، أَي لو كانَ في السن مِثْلَنا ما بَلَغَ أَحدٌ منا عُشْرَ

عِلْمِهِ. وعَشَر القومَ يَعْشُرُهم عُشْراً، بالضم، وعُشُوراً

وعَشَّرَهم: أَخذ عُشْرَ أَموالهم؛ وعَشَرَ المالَ نَفْسَه وعَشَّرَه: كذلك، وبه

سمي العَشّار؛ ومنه العاشِرُ. والعَشَّارُ: قابض العُشْرِ؛ ومنه قول عيسى

بن عمر لابن هُبَيْرة وهو يُضرَب بين يديه بالسياط: تالله إِن كنت إِلا

أُثَيّاباً في أُسَيْفاظ قبضها عَشّاروك. وفي الحديث: إِن لَقِيتم عاشِراً

فاقْتُلُوه؛ أَي إِن وجدتم مَن يأْخذ العُشْر على ما كان يأْخذه أَهل

الجاهلية مقيماً على دِينه، فاقتلوه لكُفْرِه أَو لاستحلاله لذلك إِن كان

مسلماً وأَخَذَه مستحلاًّ وتاركاً فرض الله، وهو رُبعُ العُشْر، فأَما من

يَعْشُرهم على ما فرض الله سبحانه فحَسَنٌ جميل. وقد عَشَر جماعةٌ من

الصحابة للنبي والخلفاء بعده، فيجوز أَن يُسمَّى آخذُ ذلك: عاشراً لإِضافة ما

يأْخذه إِلى العُشْرِ كرُبع العُشْرِ ونِصْفِ العُشْرِ، كيف وهو يأْخذ

العُشْرَ جميعه، وهو ما سَقَتْه السماء. وعُشْرُ أَموالِ أَهل الذمة في

التجارات، يقال: عَشَرْت مالَه أَعْشُره عُشْراً، فأَنا عاشرٌ، وعَشَّرْته،

فأَما مُعَشَّرٌ وعَشَّارٌ إِذا أَخذت عُشْرَه. وكل ما ورد في الحديث من

عقوبة العَشّار محمول على هذا التأْويل. وفي الحديث: ليس على

المُسْلِمين عُشورٌ إِنما العُشور على اليهود والنصارى؛ العُشُورُ: جَمْع عُشْرٍ،

يعني ما كان من أَموالهم للتجارات دون الصدقات، والذي يلزمهم من ذلك، عند

الشافعي، ما صُولِحُوا عليه وقتَ العهد، فإِن لم يُصالَحُوا على شيء فلا

يلزمهم إِلا الجِزْيةُ. وقال أَبو حنيفة: إِن أَخَذُوا من المسلمين إِذا

دَخَلُوا بِلادَهم أَخَذْنا منهم إِذا دَخَلُوا بِلادَنا للتجارة. وفي

الحديث: احْمَدُوا الله إِذْ رَفَعَ عنكم العُشورَ؛ يعني ما كانت المُلوكُ

تأْخذه منهم. وفي الحديث: إِن وَفْدَ ثَقِيف اشترطوا أَن لا يُحشَرُوا

ولا يُعْشَروا ولا يُجَبُّوا؛ أَي لا يؤخذ عُشْرُ أَموالهم، وقيل: أَرادوا

به الصدقةَ الواجبة، وإِنما فَسَّح لهم في تركها لأَنها لم تكن واجبة

يومئذ عليهم، إِنما تَجِب بتمام الحَوْل. وسئل جابرٌ عن اشتراط ثَقِيف: أَن

لا صدقة عليهم ولا جهادَ، فقال: عَلِم أَنهم سَيُصدِّقون ويُجاهدون إِذا

أَسلموا، وأَما حديث بشير بن الخصاصيّة حين ذَكر له شرائع الإِسلام فقال:

أَما اثنان منها فلا أُطِيقُهما: أَما الصدقةُ فإِنما لي ذَوْدٌ هُنَّ

رِسْلُ أَهلي وحَمولتُهم، وأَما الجهاد فأَخافُ إِذا حَضَرْتُ خَشَعَتْ

نفسِي، فكَفَّ يده وقال: لا صدقةَ ولا جهادَ فبِمَ تدخلُ الجنة؟ فلم

يَحْتَمِل لبشير ما احتمل لثقيف؛ ويُشْبِه أَن يكون إِنما لم يَسْمَعْ له

لعِلْمِه أَنه يَقْبَل إِذا قيل له، وثَقِيفٌ كانت لا تقبله في الحال وهو واحد

وهم جماعة، فأَراد أَن يتأَلَّفَهم ويُدَرِّجَهم عليه شيئاً فشيئاً.

ومنه الحديث: النساء لا يُعشَرْنَ ولا يُحْشَرْن: أَي لا يؤخذ عُشْرُ

أَموالهن، وقيل: لا يؤخذ العُشْرُ من حَلْيِهِنّ وإِلا فلا يُؤخذ عُشْرُ

أَموالهن ولا أَموالِ الرجال.

والعِشْرُ: ورد الإِبل اليومَ العاشرَ. وفي حسابهم: العِشْر التاسع

فإِذا جاوزوها بمثلها فظِمْؤُها عِشْران، والإِبل في كل ذلك عَواشِرُ أَي ترد

الماء عِشْراً، وكذلك الثوامن والسوابع والخوامس. قال الأَصمعي: إِذا

وردت الإِبل كلَّ يوم قيل قد وَرَدَتْ رِفْهاً، فإذا وردت يوماً ويوماً لا،

قيل: وردت غِبّاً، فإِذا ارتفعت عن الغِبّ فالظمء الرِّبْعُ، وليس في

الورد ثِلْث ثم الخِمْس إِلى العِشْر، فإِذا زادت فليس لها تسمية وِرْد،

ولكن يقال: هي ترد عِشْراً وغِبّاً وعِشْراً ورِبْعاً إِلى العِشرَين،

فيقال حينئذ: ظِمْؤُها عِشْرانِ، فإِذا جاوزت العِشْرَيْنِ فهي جَوازِئُ؛

وقال الليث: إِذا زادت على العَشَرة قالوا: زِدْنا رِفْهاً بعد عِشْرٍ. قال

الليث: قلت للخليل ما معنى العِشْرِين؟ قال: جماعة عِشْر، قلت:

فالعِشْرُ كم يكون؟ قال: تِسعةُ أَيام، قلت: فعِشْرون ليس بتمام إِنما هو عِشْران

ويومان، قال: لما كان من العِشْر الثالث يومان جمعته بالعِشْرين، قلت:

وإِن لم يستوعب الجزء الثالث؟ قال: نعم، أَلا ترى قول أَبي حنيفة: إِذا

طَلَّقها تطليقتين وعُشْرَ تطليقة فإِنه يجعلها ثلاثاً وإِنما من الطلقة

الثالثة فيه جزء، فالعِشْرون هذا قياسه، قلت: لا يُشْبِهُ العِشْرُ

(*

قوله: قلت لا يشبه العشر إلخ» نقل شارح القاموس عن شيخه أن الصحيح ان القياس

لا يدخل اللغة وما ذكره الخليل ليس إلا لمجرد البيان والايضاح لا للقياس

حتى يرد ما فهمه الليث). التطليقةَ لأَن بعض التطليقة تامة تطليقة، ولا

يكون بعض العِشْرِ عِشْراً كاملاً، أَلا ترى أَنه لو قال لامرأَته أَنت

طالق نصف تطليقة أَو جزءاً من مائة تطليقة كانت تطليقة تامة، ولا يكون نصف

العِشْر وثُلُث العِشْرِ عِشْراً كاملاً؟ قال الجوهري: والعِشْرُ ما بين

الوِرْدَين، وهي ثمانية أَيام لأَنها تَرِدُ اليوم العاشر، وكذلك

الأَظْماء، كلها بالكسر، وليس لها بعد العِشْر اسم إِلا في العِشْرَِينِ، فإِذا

وردت يوم العِشْرَِين قيل: ظِمْؤُها عِشْرانِ، وهو ثمانية عَشَر يوماً،

فإِذا جاوزت العِشْرِينِ فليس لها تسمية، وهي جَوازِئُ. وأَعْشَرَ الرجلُ

إِذا وَرَدت إِبلُه عِشْراً، وهذه إِبل عَواشِرُ. ويقال: أَعْشَرْنا مذ

لم نَلْتقَ أَي أَتى علينا عَشْرُ ليال.

وعَواشِرُ القرآن: الآيُ التي يتم بها العَشْرُ. والعاشِرةُ: حَلْقةُ

التَّعْشِير من عَواشِر المصحف، وهي لفظة مولَّدة. وعُشَار، بالضم: معدول

من عَشَرة. وجاء القوم عُشارَ عُشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشار ومَعْشَر

أَي عَشَرة عَشَرة، كما تقول: جاؤوا أُحَادَ أُحَادَ وثُناءَ ثُناءَ

ومَثْنى مَثْنى؛ قال أَبو عبيد: ولم يُسْمع أَكثرُ من أُحاد وثُناء وثُلاث

ورُباع إِلا في قول الكميت:

ولم يَسْتَرِيثوك حتى رَمَيْـ

ـت، فوق الرجال، خِصَالاً عُشَارا

قال ابن السكيت: ذهب القوم عُشَارَياتٍ وعُسَارَياتٍ إِذا ذهبوا

أَيادِيَ سَبَا متفرقين في كل وجه. وواحد العُشاريَات: عُشارَى مثل حُبارَى

وحُبَارَيات. والعُشَارة: القطعةُ من كل شيء، قوم عُشَارة وعُشَارات؛ قال

حاتم طيء يذكر طيئاً وتفرُّقَهم:

فصارُوا عُشَاراتٍ بكلّ مكانِ

وعَشَّر الحمار: تابَعَ النهيق عَشْرَ نَهَقاتٍ ووالى بين عَشْرِ

تَرْجِيعات في نَهِيقه، فهو مُعَشَّرٌ، ونَهِيقُه يقال له التَّعْشِير؛ يقال:

عَشَّرَ يُعَشِّرُ تَعْشِيراً؛ قال عروة بن الورد:

وإِنِّي وإِن عَشَّرْتُ من خَشْيةِ الرَّدَى

نُهاقَ حِمارٍ، إِنني لجَزُوعُ

ومعناه: إِنهم يزعمون أَن الرجل إِذا وَرَدَ أَرضَ وَباءٍ وضَعَ يدَه

خلف أُذنهِ فنَهَق عَشْرَ نَهقاتٍ نَهيقَ الحِمار ثم دخلها أَمِنَ من

الوَباء؛ وأَنشد بعضهم: في أَرض مالِكٍ، مكان قوله: من خشية الرَّدَى، وأَنشد:

نُهاق الحمار، مكان نُهاق حمار. وعَشَّرَ الغُرابُ: نَعبَ عَشْرَ

نَعَبَاتٍ. وقد عَشَّرَ الحِمارُ: نهق، وعَشَّرَ الغُرابُ: نَعَقَ، من غير أَن

يُشْتَقّا من العَشَرة. وحكى اللحياني: اللهمَّ عشِّرْ خُطايَ أَي اكتُبْ

لكل خُطْوة عَشْرَ حسنات.

والعَشِيرُ: صوت الضَّبُع؛ غير مشتق أَيضاً؛ قال:

جاءَتْ به أُصُلاً إِلى أَوْلادِها،

تَمْشي به معها لهمْ تَعْشِيرُ

وناقة عُشَراء: مصى لحملها عَشَرةُ أَشهر، وقيل ثمانية، والأَولُ أَولى

لمكان لفظه، فإِذا وضعت لتمام سنة فهي عُشَراء أَيضاً على ذلك كالرائبِ

من اللبن

(* قوله: «كالرائب من اللبن» في شرح القاموس في مادة راب ما نصه:

قال أَبو عبيد إِذا خثر اللبن، فهو الرائب ولا يزال ذلك اسمه حتى ينزع

زبده، واسمه على حاله بمنزلة العشراء من الإِبل وهي الحامل ثم تضع وهي

اسمها). وقيل: إِذا وَضَعت فهي عائدٌ وجمعها عَوْدٌ؛ قال الأَزهري: والعرب

يسمونها عِشَاراً بعدما تضع ما في بطونها للزوم الاسم بعد الوضع كما

يسمونها لِقَاحاً، وقيل العَشَراء من الإِبل كالنّفساء من النساء، ويقال:

ناقتان عُشَراوانِ. وفي الحديث: قال صَعْصعة بن ناجية: اشْتَرَيْت مَؤُودةً

بناقَتَينِ عُشَرَاوَيْنِ؛ قال ابن الأَثير: قد اتُّشِعَ في هذا حتى قيل

لكل حامل عُشَراء وأَكثر ما يطلق على الخيل والإِبل، والجمع عُشَراواتٌ،

يُبْدِلون من همزة التأْنيث واواً، وعِشَارٌ كَسَّرُوه على ذلك، كما

قالوا: رُبَعة ورُبَعاتٌ ورِباعٌ، أَجْرَوْا فُعلاء مُجْرَى فُعَلة كما

أَجْرَوْا فُعْلَى مُجْرَى فُعْلَة، شبهوها بها لأَن البناء واحد ولأَن آخره

علامة التأْنيث؛ وقال ثعلب: العِشَارُ من الإِبل التي قد أَتى عليها عشرة

أَشهر؛ وبه فسر قوله تعالى: وإِذا العِشَارُ عُطِّلَت؛ قال الفراء:

لُقَّحُ الإِبلِ عَطَّلَها أَهلُها لاشتغالهم بأَنْفُسِهم ولا يُعَطِّلُها

قومُها إِلا في حال القيامة، وقيل: العِشارُ اسم يقع على النوق حتى يُتْتج

بعضُها، وبعضُها يُنْتَظَرُ نِتاجُها؛ قال الفرزدق:

كَمْ عَمَّة لك يا جَرِيرُ وخالة

فَدْعاء، قد حَلَبَتْ عَلَيّ عِشَارِي

قال بعضهم: وليس للعِشَارِ لبن إِنما سماها عِشاراً لأَنها حديثة العهد

بالنِّتاج وقد وضعت أَولادها. وأَحْسَن ما تكون الإِبل وأَنْفَسُها عند

أَهلها إِذا كانت عِشَاراً. وعَشَّرَت الناقةُ تَعْشِيراً وأَعْشَرَت:

صارت عُشَراء، وأَعْشَرت أَيضاً: أَتى عليها عَشَرَةُ أَشهر من نتاجها.

وامرأَة مُعْشِرٌ: مُتِمٌّ، على الاستعارة. وناقة مِعْشارٌ: يَغْزُر

لبنُها ليالي تُنْتَج. ونَعتَ أَعرابي ناقةً فقال: إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ

مِغْبَارٌ؛ مِعْشَارٌ ما تقدم، ومِشكارٌ تَغْزُر في أَول نبت الربيع،

ومِغْبارٌ لَبِنةٌ بعدما تَغْزُرُ اللواتي يُنْتَجْن معها؛ وأَما قول لبيد

يذكر مَرْتَعاً:

هَمَلٌ عَشائِرُه على أَوْلادِها،

مِن راشح مُتَقَوّب وفَطِيم

فإِنه أَراد بالعَشائِر هنا الظباءَ الحدِيثات العهد بالنتاج؛ قال

الأَزهري: كأَنَّ العَشائرَ هنا في هذا المعنى جمع عِشَار، وعَشائرُ هو جمع

الجمع، كما يقال جِمال وجَمائِل وحِبَال وحَبائِل.

والمُعَشِّرُ: الذي صارت إِبلُه عِشَاراً؛ قال مَقّاس ابن عمرو:

ليَخْتَلِطَنَّ العامَ راعٍ مُجَنَّبٌ،

إِذا ما تلاقَيْنا براعٍ مُعَشِّر

والعُشْرُ: النُّوقُ التي تُنْزِل الدِّرَّة القليلة من غير أَن تجتمع؛

قال الشاعر:

حَلُوبٌ لعُشْرِ الشُّولِ في لَيْلةِ الصَّبا،

سَريعٌ إِلى الأَضْيافِ قبل التأَمُّلِ

وأَعْشارُ الجَزورِ: الأَنْصِباء. والعِشْرُ: قطعة تنكَسِرُ من القَدَح

أَو البُرْمة كأَنها قطعة من عَشْر قطع، والجمع أَعْشارٌ. وقَدَحٌ

أَعْشارٌ وقِدْرٌ أَعْشَارٌ وقُدورٌ أَعاشِيرُ: مكسَّرَة على عَشْرِ قطع؛ قال

امرؤ القيس في عشيقته:

وما ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقدَحِي

بِسَهْمَيكِ في أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّلِ

أَراد أَن قلبه كُسِّرَ ثم شُعِّبَ كما تُشَعَّبُ القِدْرُ؛ قال

الأَزهري: وفيه قول آخر وهو أَعجب إِليّ من هذا القول، قال أَبو العباس أَحمد بن

يحيى: أَراد بقوله بسَهْمَيْكِ ههنا سَهْمَيْ قِداح المَيْسِر، وهما

المُعَلَّى والرَّقيب، فللمُعَلَّى سبعة أَنْصِباء وللرقيب ثلاثة، فإِذا فاز

الرجل بهما غلَب على جَزورِ المَيْسرِ كلها ولم يَطْمَعْ غيرُه في شيء

منها، وهي تُقْسَم على عَشَرة أَجزاء، فالمعنى أَنها ضَربت بسهامها على

قلبه فخرج لها السهام فغَلبته على قَلْبه كلِّه وفَتَنته فَمَلَكَتْه؛

ويقال: أَراد بسهْمَيْها عَيْنَيْها، وجعل أَبو الهيثم اسم السهم الذي له

ثلاثة أَنْصِباء الضَّرِيبَ، وهو الذي سماه ثعلب الرَّقِيب؛ وقال اللحياني:

بعض العرب يُسمّيه الضَّرِيبَ وبعضهم يسمّيه الرقيب، قال: وهذا التفسير

في هذا البيت هو الصحيح. ومُقَتَّل: مُذَلَّل. وقَلْبٌ أَعْشارٌ: جاء على

بناء الجمع كما قالوا رُمْح أَقْصادٌ.

وعَشّرَ الحُبُّ قَلْبَه إِذا أَضْناه. وعَشَّرْت القَدَحَ تَعْشِيراً

إِذا كسَّرته فصيَّرته أَعْشاراً؛ وقيل: قِدْرٌ أَعشارٌ عظيمة كأَنها لا

يحملها إِلا عَشْرٌ أَو عَشَرةٌ، وقيل: قِدْرٌ أَعْشارٌ متكسِّرة فلم يشتق

من شيء؛ قال اللحياني: قِدر أَعشارٌ من الواحد الذي فُرِّقَ ثم جُمِع

كأَنهم جعلوا كل جزء منه عُشْراً.

والعواشِرُ: قوادمُ ريش الطائر، وكذلك الأَعْشار؛ قال الأَعشى:

وإِذا ما طغا بها الجَرْيُ، فالعِقْـ

ـبانُ تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشارِ

وقال ابن بري إِن البيت:

إِن تكن كالعُقَابِ في الجَوّ، فالعِقْـ

ـبانُ تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشار

والعِشْرَةُ: المخالطة؛ عاشَرْتُه مُعَاشَرَةً، واعْتَشَرُوا

وتَعاشَرُوا: تخالطوا؛ قال طَرَفة:

ولَئِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا مَرَّةَ،

لَعَلَى عَهْد حَبيب مُعْتَشِرْ

جعل الحَبيب جمعاً كالخَلِيط والفَرِيق. وعَشِيرَة الرجل: بنو أَبيه

الأَدْنَونَ، وقيل: هم القبيلة، والجمع عَشَائر. قال أَبو علي: قال أَبو

الحسن: ولم يُجْمَع جمع السلامة. قال ابن شميل: العَشِيرَةُ العامّة مثل بني

تميم وبني عمرو بن تميم، والعَشِيرُ القبيلة، والعَشِيرُ المُعَاشِرُ،

والعَشِيرُ: القريب والصديق، والجمع عُشَراء، وعَشِيرُ المرأَة: زوجُها

لأَنه يُعاشِرها وتُعاشِرُه كالصديق والمُصَادِق؛ قال ساعدة بن جؤية:

رأَتْه على يَأْسٍ، وقد شابَ رَأْسُها،

وحِينَ تَصَدَّى لِلْهوَانِ عَشِيرُها

أَراد لإِهانَتِها وهي عَشِيرته. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم:

إِنَّكُنّ أَكْثَرُ أَهل النار، فقيل: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لأَنَّكُنّ

تُكْثِرْن اللَّعْنَ وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ؛ العَشِيرُ: الزوج. وقوله تعالى:

لَبِئْسَ المَوْلى ولَبئْسَ العَشِير؛ أَي لبئس المُعاشِر.

ومَعْشَرُ الرجل: أَهله. والمَعْشَرُ: الجماعة، متخالطين كانوا أَو غير

ذلك؛ قال ذو الإِصبع العَدْوانيّ:

وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زيْدٌ على مِائَةٍ،

فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرّاً فكِيدُوني

والمَعْشَر والنَّفَر والقَوْم والرَّهْط معناهم: الجمع، لا واحد لهم من

لفظهم، للرجال دون النساء. قال: والعَشِيرة أَيضاً الرجال والعالَم

أَيضاً للرجال دون النساء. وقال الليث: المَعْشَرُ كل جماعة أَمرُهم واحد نحو

مَعْشر المسلمين ومَعْشَر المشركين. والمَعاشِرُ: جماعاتُ الناس.

والمَعْشَرُ: الجن والإِنس. وفي التنزيل: يا مَعْشَرَ الجنَّ والإِنس.

والعُشَرُ: شجر له صمغ وفيه حُرّاقٌ مثل القطن يُقْتَدَح به. قال أَبو

حنيفة: العُشر من العِضاه وهو من كبار الشجر، وله صمغ حُلْوٌ، وهو عريض

الورق ينبت صُعُداً في السماء، وله سُكّر يخرج من شُعَبِه ومواضع زَهْرِه،

يقال له سُكّرُ العُشَر، وفي سُكّرِه شيءٌ من مرارة، ويخرج له نُفّاخٌ

كأَنها شَقاشِقُ الجمال التي تَهْدِرُ فيها، وله نَوْرٌ مثل نور الدِّفْلى

مُشْربٌ مُشرق حسن المنظَر وله ثمر. وفي حديث مَرْحب: اين محمد بن سلمة

بارَزَه فدخلت بينهما شجرةٌ من شجر العُشر. وفي حديث ابن عمير: وقُرْصٌ

بُرِّيٌّ بلبنٍ عُشَريّ أَي لَبَن إِبلٍ ترعى العُشَرَ، وهو هذا الشجر؛ قال

ذو الرمة يصف الظليم:

كأَنّ رِجْلَيه، مما كان من عُشَر،

صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ

الواحدة عُشَرة ولا يكسر، إِلا أَن يجمع بالتاء لقلة فُعَلة في

الأَسماء.ورجل أَعْشَر أَي أَحْمَقُ؛ قال الأَزهري: لم يَرْوِه لي ثقةٌ

أَعتمده.ويقال لثلاث من ليالي الشهر: عُشَر، وهي بعد التُّسَع، وكان أَبو عبيدة

يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَرَ إِلا أَشياء منه معروفة؛ حكى ذلك عنه أَبو

عبيد.

والطائفيّون يقولون: من أَلوان البقر الأَهليّ أَحمرُ وأَصفرُ وأَغْبَرُ

وأَسْودُ وأَصْدأُ وأَبْرَقُ وأَمْشَرُ وأَبْيَضُ وأَعْرَمُ وأَحْقَبُ

وأَصْبَغُ وأَكْلَفُ وعُشَر وعِرْسِيّ وذو الشرر والأَعْصم والأَوْشَح؛

فالأَصْدَأُ: الأَسود العينِ والعنقِ والظهرِ وسائرُ جسده أَحمر،

والعُشَرُ: المُرَقَّع بالبياض والحمرةِ، والعِرْسِيّ: الأَخضر، وأَما ذو الشرر

فالذي على لون واحد، في صدرِهِ وعنُقِه لُمَعٌ على غير لونه. وسَعْدُ

العَشِيرة: أَبو قبيلة من اليمن، وهو سعد بن مَذْحِجٍ. وبنو العُشَراء: قوم من

العرب. وبنو عُشَراء: قوم من بني فَزارةَ. وذو العُشَيْرة: موضع

بالصَّمّان معروف ينسب إِلى عُشَرةٍ نابتة فيه؛ قال عنترة:

صَعْل يَعُودُ بذي العُشَيْرة بَيْضَه،

كالعَبْدِ ذي الفَرْوِ الطويل الأَصْلَمِ

شبَّهه بالأَصْلم، وهو المقطوع الأُذن، لأَن الظليم لا أُذُنَين له؛ وفي

الحديث ذكر غزوة العُشَيرة. ويقال: العُشَيْر وذاتُ العُشَيرة، وهو موضع

من بطن يَنْبُع. وعِشَار وعَشُوراء: موضع. وتِعْشار: موضع بالدَّهناء،

وقيل: هو ماء؛ قال النابغة:

غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلى تِعْشارِ

وقال الشاعر:

لنا إِبلٌ لم تَعْرِف الذُّعْرَ بَيْنَها

بتِعْشارَ مَرْعاها قَسَا فصَرائمُهْ

Expand
ع ش ر
. العَشَرَة، مُحَرَّكة: أَوَّلُ العُقُودِ، وإِذَا جُرِّدَت من الهاءِ، وعُدَّ بهَا المؤنَّث، فبالفَتْح، تَقول، تَقول: عَشْر نِسْوَةٍ، وعَشَرَةُ رجَال، فإِذا جاوَزْتَ العِشْرِينَ اسْتَوَى المُذَكَّر والمُؤَنَّث فقلتَ: عِشْرُونَ رَجُلاً، وعِشْرُونَ امرأَةً. وَمَا كَانَ من الثَّلاَثَة إِلى العَشَرَة فالهاءُ تَلْحَقُه فِيمَا واحِدُهُ مُذَكَّر، وتُحْذَف فِيهَا واحِدُه مُؤَنَّث. فإِذا جاوَزْتَ العَشَرَةَ أَنَّثْتَ المُذكَّرَ وذكَّرْتَ المُؤنَّث، وحَذَفْتَ الهاءَ فِي المُذَكَّر فِي العَشَرَة، وأَلْحَقْتَهَا فِي الصدَّرِْفيما بَيْنَ ثَلاثَة عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ، وفَتَحْتَ الشِّين، وجَعَلْتَ الاسْمَيْنِ اسْماً واحِداً مَبْنِيّاً على الفَتْح. فإِذا صِرْتَ إِلى المُؤَنّث أَلْحَقَتَ الهاءَ فِي العَجُز، وحِذْفْتَها مِن الصدْر، وأَسْكَنْتَ الشّين من عَشْرَة، وإِنْ شِئْتَ كَسْرَتَها، كَذَا فِي اللّسان.صارَ عاشِرَهُم، وَكَانَ عاشِرَ عَشَرَةٍ، أَي كَمَّلَهم عَشَرَةً بنَفْسه. وَقد خَلَطَ المُصنِّف هُنا بَين فِعْلَيِ)
البَابَيْنِ. والّذِي صَرَّحَ بِهِ شُرّاح الفَصيح وغَيْرُهم أَنّ الأَوّل من حَدّ ضرب وَالَّذِي فِي كتب الْأَفْعَال أَنه من حدِ كَتَبَ، وَالثَّانِي من حَدّ ضَرَب، قِياساً على نَظائرِه من رَبَعَ وخَمَسَ، كَمَا سيأْتي. وَقد أَشار لذَلِك البَدْرُ القَرافِيُّ فِي حاشِيَته، وتَبِعَهُ شَيْخُنا مُنبِّهاً على ذَلِك، مُتَحَامِلاً عَلَيْهِ أَشَدَّ تَحَامُلٍ. وثَوْبٌ عُشَاريٌّ، بالضّم: طولُه عَشَرَةُ أَذْرعٍ. والعاشُوراءُ، قَالَ شَيْخُنا: قلتُ: المَعروف تَجَرُّدُه من ال والعَشُوراءُ، مَمْدُودان ويُقْصَرانِ، والعاشُورُ: عاشِرُ المُحَرَّمِ قَالَ الأَزهريّ: وَلم أَسمَع فِي أَمثلة الأَسمَاءِ اسْما على فاعُولاءَ إِلاّ أَحْرُفاً قَليلَة. قَالَ ابنُ بُزُرْج: الضّارُورَاءُ: الضَّرّاءُ، والسّارُورَاءُ: السَّرّاءُ، والدَّالُولاءُ: الدَّلاَلُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الخَابُورَاءُ: موضعٌ. وَقد أُلْحِقَ بِهِ تاسُوعاءُ. قلتُ فَهَذِهِ الأَلْفَاظ يُسْتَدْرَك بهَا على ابنِ دُرَيْد حَيْثُ قَالَ فِي الجَمْهَرة: لَيْسَ لَهُم فاعُولاءُ غير عاشُوراءَ لَا ثانِيَ لَهُ، قَالَ شيخُنَا: ويُسْتَدْرَك عَلَيْهِم حاضُوراءُ، وَزَاد ابنُ خالَوَيْهِ سامُوعاءَ. أَو تاسِعُه، وَبِه أَوَّلَ المُزَنيّ الحديثَ لأَصُومَنَّ التاسعَ، فَقَالَ: يحْتَمل أَنْ يكونَ التاسِعُ هُوَ العاشَِر، قَالَ الأزهريّ: كأَنّه تَأَوَّلَ فِيهِ عِشْر الوِرْد أَنَّهَا تسعةُ أَيّام، وَهُوَ الَّذِي حَكاه اللَّيْثُ عَن الخَلِيل، وَلَيْسَ بِبَعِيد عَن الصَّواب. والعِشْرُون، بالكَسْر: عَشَرَتَان، أَي عَشَرَةٌ مُضافَة إِلَى مِثْلها، وُضِعت على لفظ الجَمْع، وَلَيْسَ بجَمْعِ العَشَرَة لأَنّه لَا دَلِيلَ على ذَلِك، وكَسَرُوا أَوَّلَهَا لعِلّة. فإِذا أَضَفْتَ أَسقطتَ النُّون، قلتَ: هَذِه عشْرُوكَ وعِشْرِيَّ، بقَلْبِ الواوِ يَاء للَّتِي بعْدهَا فتُدغم. وعَشْرَنَه: جَعَلَه عِشْرينَ، نادرٌ للفَرْقِ الَّذِي بَيْنَه وَبَين عَشَرْتُ.
والعَشِير: جُزْءٌ من عَشَرة أَجزاءٍ، كالمِعْشَار، بِالْكَسْرِ، الأَخِيرُ عَن قطْرُب، نَقله الجوهريّ فِي ر ب ع والعُشْرُ، بالضّم، والعَشِيرُ والعُشْرُ واحدٌ، مِثْلُ الثَّمِينِ والثُّمنِ، والسَّدِيسِ والسُّدسِ، يَطَّرد هَذَانِ البِنَاءاَن فِي جَمِيع الكُسورِ، ج عُشُورٌ وأَعْشارٌ. وأَما العَشِيرُ فجَمْعُه أَعْشِراءُ، مثل نَصِيب وأَنْصِباءَ. وَفِي الحَدِيث: تِسْعَةُ أَعْشراءِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَة. والعَشِيرُ: القَرِيبُ، والصَّدِيقُ ج عُشَراءُ. وعَشِيرُ المَرْأَةِ: الزَّوْج لأَنّه يُعَاشِرُهَا وتُعاشرُه. وَبِه فُسِّر الحَدِيث: لأَنَّهُنَّ يُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ. والعَشِيرُ: المُعَاشِرُ، كالصَّدِيقِ والمُصادِق. وَبِه فُسِّر قولُه تعالَى: لَبئْسَ المَوْلَى ولَبئْس العَشِيرُ. والعَشِيرُ فِي حِسابِ مِسَاحَةِ الأَرْضِ وَفِي بعض الأُصُول: الأَرْضِينَ: عُشْرُ القَفِيزِ، والقَفِيزُ: عُشْرُ الجَرِيب. والعَشِيرُ: صَوْتُ الضَّبُعِ. غيرُ مُشْتَقٍّ. وعَشَرَهُمْ يَعْشرُهُمْ، مُقْتَضَى اصْطِلَاحه أَن يكونَ من حَدِّ كَتَبَ، كَمَا تَقَدَّم آنِفاً، عَشْراً، بالفَتْح على الصَّواب، ورَجَّحَ شيخُنَا الضَّمّ، ونَقَلَه عَن شُروح الفَصِيح، وعُشُوراً، كقُعُودٍ، وعَشَّرَهُمْ تَعْشيراً: أَخَذ عُشْرَ) أَمْوالِهِم وعَشَرَ المَالَ نَفْسَه وعَشَّرَه، كَذَلِك. وَلَا يَخْفَى أَنّ فِي قَوْله: عَشَرَهُم يَعْشرُهُم، إِلى آخِره، مَعَ ماسَبَق. وعَشَرَ: أَخَذَ وَاحداً من عَشَرَة، تكرارٌ، فإِنَّ أَخْذَ وَاحِدٍ من عَشَرَةٍ هُوَ أَخْذُ العُشْرِ بعَيْنِه، أَشار لذَلِك البَدْرُ القَرَافِيّ فِي حَاشِيَته، وتَبِعَهُ شيخُنَا. وَهُوَ أَحَدُ المَوَاضِعِ الَّتِي لم يُحرِّر فِيهَانقلا عَن الخّلِيل، قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهم يَحْبِسُونَها عَن الماءِ تِسْعَ لَيالٍ وثَمَانِيَةَ أَيّام، ثمَّ تُورَدُ فِي اليَوْمِ التاسعِ، وَهُوَ اليَوْمُ العَاشِرُ من الوِرْدِ الأَوّل.
وَفِي اللِّسَان: العِشْر: وِرْدُ الإِبلِ اليَوْمَ العَاشِرَ. وَفِي حِسابهم: العِشْرُ: التاسِعُ. فإِذا جاوَزُوهَا بمِثْلِهَا فظِمْؤُهَا عِشْرَانِ. والإِبِلُ فِي كلّ ذَلِك عَواشِرُ، أَي تَرِدُ الماءَ عِشْراً، وَكَذَلِكَ الثَّوَامِنُ والسَّوابِعُ والخَوامسُ. وَقَالَ الأَصمعيّ إِذا وَرَدَتِ الإِبِلُ فِي كُلِّ يَوم قيل: قد وَرَدتْ رِفْهاً، فإِذا وَرَدَتْ يَوْمًا ويَوْماً لَا، قيل: وَرَدَتْ غِبّاً، فإِذا ارْتَفَعَتْ عَن الغِبِّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ، وَلَيْسَ فِي الوِرْد ثِلْثٌ، ثمَّ الخِمْس إِلى العِشْر، فإِذا زَادَت فَلَيْسَ لَهَا تَسْمِيَةُ وِرْدٍ، ولكنْ يُقَال: هِيَ تَرِدُ عِشْراً وغِبّاً،)
وعِشْراً ورِبْعاً، إِلى العِشْرِين، فيُقالُ حِينَئِذٍ: ظِمْؤُها عِشْرانِ. فإِذَا جاوَزَتَ العِشْرين فهيَ جَوازِئُ. وَفِي الصّحاح: والعِشْرُ: مَا بَيْن الوِرْدَيْن، وَهِي ثَمَانِيَةُ أَيّام، لأَنَّها تَرِدُ اليَوْمَ العاشِرَ.
وَكَذَلِكَ الأَظْمَاءُ كلّها بِالْكَسْرِ، وَلَيْسَ لَهَا بعد العِشْر اسْمٌ إِلاّ فِي العِشْرِين، فإِذا وَرَدَتْ يَوْمَ العِشْرِينَ قيل: ظِمْؤُهَا عِشْرانِ، وَهُوَ ثمانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً، فإِذا جاوَزَت العِشْرَيْن فَلَيْسَ لَهَا تَسْميَةٌ، وَهِي جَوَازئ. انْتهى. وَمثله قَالَ أَبو مَنْصُورٍ الثَّعَالِبِيّ وصَرّح بِهِ غيرُه، ووجدتُ فِي هَوَامِشِ بعضِ نُسَخِ القَامُوس فِي هَذَا الموضِع مُؤاخَذاتٌ للوزير الفاضِل محمّد رَاغِب باشا، سامَحَه الله وعَفا عَنهُ، مِنْهَا: ادِّعاؤُه أَنّ الصَّواب فِي العِشْر هُوَ وُرُودُ الإِبِلِ اليومَ العاشِرَ، لأَنّه الأَنْسَبُ بالإشْتِقَاق. والجَوابُ عَنهُ أَنّ الصَّواب أَنَّه لَا مُنافاةَ بَين القَوْلَيْن، لأَنّ الوِرْدَ على مَا حَقَّقه الجوهريّ وغيرُه ثَمَانِيَة أَيّام أَو مَعَ لَيْلَة، فمَنِ اعْتَبَر الزِّيادةَ أَلْحَقَ اليومَ باللَّيْلَةِ، وَمن لم يَعْتَبِرْ جَعَلَ اللَّيْلَةَ كالزِّيادَةِ. وَبِه يُجَابُ عَن الجوهريّ أَيضاً، حَيْثُ لم يَذْكُر القَوْلَ الثَّانِيّ، فكأَنَّه اكْتَفَى بالأَوّل لعَدَمِ مُنافاتِه مَعَ الثَّانِي. فتأَمَّل. وَكنت فِي سابِقِ الأَمْرِ حِينَ اطّلعتُ على مُؤاخَذَاتِه كتبتُ رِسَالَة صَغِيرَة تَتَضَمَّن الأَجْوِبَةَ عَنْهَا، لَيْسَ هَذَا محلَّ سَرْدِهَا. ولِهذَا قَالَ شَيْخُنَا: الإِشارة تعودُ لأَقْرَبِ مَذْكُور، أَي ولكَوْنِ العِشْرِ التاسِعَ لم يُقَل: عِشْرِيْنِ، أَي مُثَنَّىً، فَلَو كَانَ العِشْرُ العاشِرَ لقالوا: عِشْرَانِ، مُثَنّىً، لأَنّ فِيهِ عِشْرِيْنِ لَا ثَلاَثَة، هَكَذَا فِي النُّسَخ المُتَدَاوَلَة. وَقَالَ بعضُ الأَفاضِل: ولعلّ الصَّوابَ: ولِهذا لم يَقُولُوا. وَقَالُوا: عِشْرينَ بلَفْظِ الجَمْع، فَلَيْسَ اسْماً للعاشِرِ بل للتاسع، جَعَلُوا ثَمانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً عِشْرِينَ تَحْقِيقاً والتاسِعَةَ عَشَرَ والعِشْرِينَ طَائِفَة من الوِرْد، أَي العِشْر الثَّالِث، فقالُوا بِهَذَا الاعْتِبَار: عِشْرِينَ، جَمَعُوه بذلك وإِنْ لم يكن فِيهِ ثَلَاثَة. وإِطْلاق الجَمْع على الاثْنَيْنِ وبَعْض الثالثِ سائغٌ شائعٌ، كَقَوْلِه تَعَالَى: الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ. فَلفظ العِشْرين فِي العَدَدِ مأَخوذ من العِشْر الَّذِي هُوَ وِرْدِ الإِبِل خاصَّة، واستعماله فِي مُطلق العَدَد فَرْعٌ عَنهُ، فَهُوَ من اسْتِعْمَال المُقَيَّد فِي المُطْلَق بِلَا قَيْد حَقَّقَه شيخُنَا. وَفِي جَمْهَرة ابنِ دُرَيْد: وأَمّا قولُهم عِشْرُونَ فمأْخُوذٌ من أَظْماءِ الإِبِلِ، أَرادوا عِشْراً وعِشْراً وبَعْضَ عِشْرٍ ثالثٍ. فلمّا جاءَ البَعْضُ جَعَلُوها ثَلاثَةَ أَعْشَار فجَمَعُوا، وَذَلِكَ أَن الإِبِلَ تضرْعَى سِتَةَّ أَيّام، وتقرب يَومَيْن، وتَرِدُ فِي التاسعِ، وَكَذَا العِشْر الثَّانِي فهُمَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً، وبَقِيَ يَوْمَانِ من الثالِث فأَقامُوهما مُقَامَ عِشْر والعِشْرُ: آخِرُ الأَظْمَاءِ. انْتهى. وَفِي اللِّسَان: قَالَ اللَّيْث: قلتُ للخَلِيل: مَا مَعْنَى العِشْرين قَالَ: جمَاعَة عِشْر، قلتُ: فالعِشْر كم يكون قَالَ: تِسْعَةُ أَيّام. قُلْتُ: فعِشْرُون لَيْسَ)
بتَمَامِ، إِنَّمَا هُوَ عِشْرَانِ ويَوْمَان. قَالَ: لمّا كَانَ من العِشْر الثَّالِث يَوْمان جَمَعْتَه بالعِشْرِينَ. قلتُ: وإِنْ لم يَسْتَوْعِب الجِزْءَ الثالثَ قَالَ: نَعَمْ، أَلا تَرَى قولَ أَبي حَنيفَة: إِذا طَلَّقها تَطْلِيقَتَيْن وعُشْرَ تَطْلِيقَة، فإِنّه يَجْعَلُهَا ثَلاثاً، وإِنّما من الطَّلْقَةِ الثَالِثَةِ فِيهِ جزءٌ، فالعِشْرُونَ هَذَا قِيَاسُه. قلتُ: لَا يُشْبهُ العِشْرُ التطليقةَ، لأَنّ بعضَ التطليقةِ تطليقةٌ تامّة، وَلَا يكونُ بَعْضُ العِشْر عِشْراً كامِلاً، أَلا تَرَى أَنّه لَو قَالَ لامْرَأَته: أَنْت طالشقٌ نِصْفَ تَطْلِيقَةً أَو جُزْءاً من مائَة تَطْلِيقَة كَانَت تَطْلِيقَةً تامَّةً، وَلَا يكونُ نِصْفُ العِشْر وثُلثُ العِشْرِ عشْراً كَامِلا. انْتهى. قَالَ شَيْخُنا: هَذَا الَّذِي أَوْرَده اللَّيْثُ على شَيِْخه ظاهرٌ فِي القَدْحِ فِي القيَاسِ، بِهَذَا الفَرْقِ الذِي أَشارَ إِلَيْه بَيْنَ المَقِيس والمَقِيسِ عَلَيْه، وَهُوَ يرجه إِلى المُعَارَضَة فِي الأَصْلِ أَو الفَرْع أَو إِلَيْهِمَا. والأَصَحّ أَنّه قادحُ عِنْد أَرْبابِ الأُصول. أَمّا أَهْلُ العَرَبِيّة فلَهُم فِيهِ كَلامٌ. والصَحِيح أَنَّ القيَاسَ عِنْدهم لَا يَدْخُلُ اللُّغَةَ، أَي لَا تُوْضَع قِياساً كَمَا حققته فِي شَرْح الاقْتِراح وغَيْرِه من أُصولِ العَرَبِيَّة. أَما ذِكْرُ مِثْلِ هَذَا لِمُجَرَّدِ البَيَانِ والإِيضاح كَمَا فعلَ الخَليلُ فَلَا يَضُرّ اتّفاقاً. وتَسْمِيَةُ جُزءِ التّطْليقة تَطْلِيَقةً لَيْسَ من اللّغَة فِي شيْءٍ، إِنّمَا هُوَ اصْطِلاحُ الفقهاءِ، وإِجماعُهم عَلَيْهِ، لَا خُصُوصِيَّةٌ للإِمام أَبِي حَنيفَةَ وَحْدَهُ.
وإِنّمَا حَكَمُوا بذلك لَمّا عُلمَ أَنّ الطَّلاقَ لَا يَتَجَزَّأُ، كالعِتْقِ ونَحْوِه، فكلُّ فَرْدِ من أَجْزائه أَو أَجزاءِ مُفْرَدِه عامِلٌ مُعْتَبَرٌ للاحْتِياط، كَمَا حُرِّرَ فِي مُصَنَّفَاتِ الفقْه. وأَما جُزْءٌ من الوِرْد فَهُوَ مُتَصَوَّر ظاهِرٌ، كجزءِ مَا يَقْبَلُ التَّجْزِئَةَ، كجُزْءٍ من عَشَرَة ومنْ أَرْبَعَة ومِنْ عشْرِينَ مَثَلاً وَمن كُلّ عَدَد.
فمُرادُ الخَلِيلِ أَنَّهم أَطْلَقُوا الكُلَّ على الجُزْءِ، ك الحَجُّ أَشْهُر مَعْلُوماتٌ. كَمَا أَنَّ الفُقَهَاءَ فِي إِطْلاق نصْفِ التَّطْلِيقَة على التَّطْلِيقَة يُرِيدُون مِثْلَ ذَلِك، لأَنّ بعض التَّطْليقة جُزْءٌ مِنْهَا، فمهما حَصَلَ أُرِيدَ بِهِ التَّطْلِيقة الكاملَة، وإِنْ كَانَ فِي التَّطْلِيقَةِ لَازِما وَفِي غَيْرها لَيْس كَذَلِك، فَلَا يَلْزَم مَا فَهِمَه اللَّيْثُ وعارَضَ بِهِ من القَدْح فِي المِقْيَاس مُطْلَقاً كَمَا لَا يَخْفَى. وإِلاّ فَأَيْن وَضْعُ اللُّغَةِ وأَحْكَامُها من أَوْضاعِ الفِقْهِ لأَئِمَّته وَالله أَعلم. انْتهى. وَفِي شَمْسِ العُلُوم: وَيُقَال إِنّمَا كُسِرَت العَيْنُ فِي عِشْرينَ، وفُتِح أَوَّلُ بَاقِي الأَعْدادِ مثل ثَلاثِينَ وأَرْبَعِين ونَحْوِه إِلى الثَّمَانِينَ، لأَنَّ عِشْرينَ من عَشَرَة بِمَنْزِلَة اثْنَيْنِ من واحِد، فدَلّ على ذَلِك كَسْرُ أَوّل ستّينَ وتسْعينَ لأَنّه يُقَال سِتَّةٌ وتِسْعَة.
قلتُ: وَهَكَذَا صرَّح بِهِ ابنُ دُرَيْد. قَالَ شيخُنا: ثمّ كلامُ ابنِ دُرَيْد وغيرِه صَرِيحٌ فِي أَنّ العشْرِينَ الَّذي هُوَ العَدَدُ المُعَيَّنُ مأْخوذٌ من عِشْرِ الإِبِل بَعْدَ جَمْعِه بِمَا ذَكَرُوه من التَّأْوِيلات، وكلامُ الجَوْهَرِيّ والمُصَنّف والفَيُّومِيّ وأَكثرِ أَهْلِ اللُّغَة أَنَّ العِشْرينَ اسمٌ موضوعٌ لهَذَا العَدَدِ، وَلَيْسَ)
بجَمْعٍ لَعَشَرَةٍ وَلَا لِعشْرٍ وَلَا لَغْير ذَلِك، فتَأَمَّلْ ذَلِك، فإِنّه عِنْدِي الصَّوابُ الجَارِي على قَوَاعِدِ بَقِيّة العُقُود، فَلَا يُخْرَجُ بِهِ وَحْدَه عَن نَظَائره. ووَجْهُ كَسْرِ أَوَّلِه ومُخَالَفَتُه لأَنْظَارِه مَرَّ شَرْحُه.
وكأَنَّهُم استعملوا العِشْرِين فِي الأَظْمَاءِ اسْتِعْمَالاً آخَرَ، جَمَعُوه ونَقَلُوه لِلْعَدَدِ المَذْكُور. يَبْقَى مَا وَجْهُ جَمْعِه جَمْعَ سَلاَمَةِ وَقد يُقَال: إِلْحَاقُه بالعِشْرِينَ الْمَوْضُوع للعَدَد الْمَذْكُور وَالله أَعْلَم.
والإِبلُ: عَوَاشرُ، يُقَال: أَعْشَرَ الرَّجلُ: إِذا وَرَدَتْ إِبلِهُ عِشْراً. وَهَذِه إِبلٌ عَوَاشِرُ. وعَوَاشرُ القُرْآنِ: الآيُ الَّتِي يَتِمُّ بهَا العَشْرُ. وعُشَارُ، بالضَّمِّ: مَعْدُولٌ من عَشَرَةٍ وجاؤُوا عُشَارَ عُشَارَ، ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشَارَ ومَعْشَرَ، أَي عَشَرَةً عَشَرَةً، كَمَا تَقول: جَاؤُوا أُحَادَ أُحادَ، وثُنَاءَ ثُنَاءَ، ومَثْنَى مَثْنَى. قَالَ أَبو عُبَيْد: وَلم يُسْمَعْ أَكْثَر مِنْ أُحادَ وثُنَاءَ وثُلاَثَ ورُبَاعَ إِلاّ فِي قَوْل الكمَيَتْ:
(فَلَمْ يَسْتَرِيثُوكَ حَتَّى رَمَيْ ... تَ فَوْقَ الرِّجَالِ خِصَالاً عُشَارَا)
كَذَا فِي الصِّحَاح. وَقَالَ الصاغانيّ: والرّجال، بالّلام تصحيفٌ، وَالرِّوَايَة فوقَ الرَّجاءِ، ويُرْوَى: خِلالاً. قَالَ شيخُنَا: تَكْرار عُشَارَ ومَعْشَرَ غَلَطٌ وَاضِحٌ، كَمَا يُعْلَمُ من مبادي العَربِيّة، لأَنّ عُشَارَ مُفْرَدٌ مَعْنَاهُ عَشَرَة، عَشَرَة، ومَعْشَرَ كَذَلِك، مثْل مَثْنَى وَقد أَغْفَل ضَبْطَه اعْتماداً على الشُّهْرَة، وغَلِطَ فِي الإِتْيَانِ بِهِ مُكَرَّراً كمُفَسِّره. قلتُ: الَّذِي ذكره المُصَنف بعَيْنه عِبارَةُ المُحْكَم واللّسان، وَفِيهِمَا جَوازُ الوَجْهَيْن. وَفِي التكملة: جاءَ القَوْمُ مَعْشَرَ مَعْشَرَ، أَي عَشَرَةً عَشَرَةً، كَمَا تَقول: مَوْحَدَ مَوْحَدَ، ومَثْنَى مَثْنَى وكَفَى لِلمُصَنّف قُدْوة بهَؤلاءِ، فَتَأَمَّل وعَشَّرَ الحِمَارُ تَعْشيراً: تابَعَ النَّهِيقَ عَشْراً ووَالى بَين عشْرِ تَرْجِيعَات فِي نَهِيقه، فَهُوَ مُعشِّرٌ، ونَهِيقُه يُقال لَهُ التَّعْشيرُ. قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْد:
(وإِنّي وإِنْ عَشَرْتُ منْ خَشْيَةِ الرَّدَى ... نُهَاقَ حِمَارٍ إِنَّني لَجَزُوعُ)
وَمَعْنَاهُ: أَنَّهُم يَزْعُمُونَ أَن الرَّجُلَ إِذا وَرَدَ أَرْضَ وَبَاءٍ، ووَضَع يَدَه خَلْفَ أُذُنِه فَنَهَقَ عَشْرَ نَهَقَات نَهِيقَ الحِمَار، ثمَّ دَخَلَها، أَمِنَ من الوَبَاءِ. ويُرْوَى: وإِنّي وإِنْ عَشَّرْتُ فِي أَرْض مالِكٍ. وعَشَّرَ الغُرَابُ تَعْشِيراً: نَعَقَ كَذَلِك، أَي عَشْرَ نَعْقَات، من غَيْرِ أَن يُشْتَقّ من العَشَرة، وَكَذَلِكَ عَشَّرَ الحمَارُ. والعُشَرَاءُ، بِضَم العَين وفَتْح الشين مَمْدُودَة، من النُّوق: الَّتِي مَضَى لِحَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ بعد طُرُوقِ الفَحْلِ، كَمَا فِي العِناية أَو ثمانِيَةٌ والأَوَّلُ أَوْلَى لمَكَان لَفْظه، وَلَا يَزالُ ذَلِك اسْمَها حَتّى تَضَعَ، فإِذَا وَضَعَتْ لِتَمَامِ سَنَةٍ فَهِيَ عُشَرَاءُ أَيضاً على ذَلِك، وقِيلَ: إِذَا وَضَعَتْ فَهِيَ عائِذٌ: وجَمْعُها عُوذٌ أَوْ هِيَ من الإِبِلِ كالنُّفَسَاءِ من النِّسَاءِ. قَالَ شيخُنَا: والعُشَرَاءُ نَظِير أَوزانِ)
الجُمُوعِ، وَلَا نَظِيرَ لَهَا فِي المُفْرَداتِ إِلاّ قولُهُم: امْرَأَةٌ نُفَساءُ، انْتهى. وَفِي اللِّسَان: وَيُقَال: ناقَتانِ عُشْرَاوَانِ. وَفِي الحَدِيث قَالَ صَعْصَعَة بنُ ناجِيَةَ: اشتريتُ مَوْءُودَةً بناقَتَيْنِ عُشَرَاوَيْنِ. قَالَ ابنُ الأَثير: قد اتُّسِعَ فِي هَذَا حتَّى قِيلَ لِكُلّ حامِل عُشْرَاءُ، وأَكْثَرُ مَا يُطْلَق على الخَيْلِ والإِبل. ج عُشَرَاوَاتٌ، يُبْدِلُون من هَمْزَةِ التَّأْنِيث واَواً. قَالَ شيخُنَا: وَقد أَنْكَرَه بعضٌ، ومُرادُه جَمْعُ السَّلاَمة. وعِشَارٌ، بِالْكَسْرِ، كَسَّروه على ذَلِك، كَمَا قالُوا: رُبَعَةٌ ورُبَعَاتٌ ورِبَاعٌ، أَجْرَوْا فُعَلاءَ مُجْرَى فُعَلَة، شَبَّهوها بهَا، لأَنّ البِنَاءَ واحدٌ، ولأَنّ آخِرَه علامةُ التَأْنِيث. وَفِي المصْباح: والجَمْعُ عِشَارٌ، ومِثْلُه نُفَسَاءُ ونفَاسٌ، وَلَا ثالِثَ لَهما. انْتهى. وَقَالَ ثَعْلَب: العِشَار من الإِبِل الَّتي قد أَتَى عَلَيْهَا عَشَرَةُ أَشْهَرٍ. وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ قَالَ الفَرّاءُ: لُقَّحُ الإبِلِ عَطَّلَتَها أَهْلُها لاشْتِغالهم بأَنْفُسِهم، وَلَا يُعَطِّلُها قَوْمُهَا إِلاّ فِي حالِ القِيَامَة. أَو العِشَارُ: اسمٌ يَقَعُ على النُّوقِ حَتَّى يُنْتَجَ بَعْضُها وبَعْضُها يُنْتَظَر نِتَاجُهَا، قَالَ الفَرَزْدَق:
(كَمْ عَمّةٍ لكَ يَا جَرِيرُ وخَالَةٍ ... فَدْعاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلَىَّ عِشَارِي)
قَالَ بعضُهم: وَلَيْسَ للعِشَارِ لَبَنٌ، وإِنّمَا سَمّاهَا عِشَاراً لأَنّهَا حديثةُ العَهْدِ بالنِّتَاج وَقد وَضَعَتْ أَوْلادَهَا. وأَحْسَنُ مَا تكونُ الإِبِل وأَنْفَسُهَا عِنْد أَهْلِها إِذا كَانَت عِشَاراً. وعَشَّرَت الناقةُ تَعْشِيراً وأَعْشَرَتْ: صارَت عُشَراءَ. وعَلى الأَوّل اقْتصر صاحِبُ المِصْباح. وأَعْشَرَتْ أَيضاً: أَتَى عَلَيْهَا عَشْرُ أَشْهُرٍ من نِتاجِها. وناقَةٌ مِعْشَارٌ: يَغْزُرُ لَبَنُهَا لَياليَ تُنْتَج. ونَعَتَ أَعْرَابيٌّ نَاقَة فَقَالَ: إِنَّهَا مِعْشَارٌ مِشْكَارٌ مِغْبَارٌ. وقَلْبٌ أَعْشَارٌ، جاءَ على بِنَاءِ الجَمْع، كَمَا قَالُوا: رُمْحٌ أَقْصَادٌ. قَالَ امْرُؤ القَيس فِي عَشِيقَته:
(وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إِلاّ لتَقْدَحي ... بسَهْمَيْك فِي أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقْتَّلِ)
أَراد أَنَّ قَلْبَه كُسِّرَ ثُمّ شُعِبَ كَمَا تُشْعَبُ القُدُورُ. وذكرَ فِيهِ ثَعْلَب قَوْلاً آخَرَ، قَالَ الأزهريّ: وَهُوَ أَعْجَبُ إِلىّ من هَذَا القَوْل، وَذَلِكَ أَنه أَراد بقوله: سَهْمَيْك هُنَا سَهْمَيْ قِداحِ المَيْسر، وهما المُعلَّى والرَّقِيبُ، فلِلْمُعَلَّى سبعةُ أَنْصباءَ، وللرَّقيب ثَلاثَةٌ، فإِذَا فازَ الرَّجُلُ بهما غَلَب على جَزُورِ المَيْسِر كُلّهَا، وَلم يَطْمَعْ غَيْرُه فِي شيْءٍ مِنْهَا. وَهِي تَنْقَسِمُ على عَشَرَةِ أَجزاءٍ، فالمَعْنَى أَنّهَا ضَرَبَتْ بسِهامِها عَلَى قَلْبِه فخَرَج لَهَا السَّهْمَانِ، فغَلَبَتْه على قَلْبِه كُلِّه، وفَتنَتْه فَمَلَكَتْه. وقَدَحٌ أَعْشَارٌ، وقِدْرٌ أَعْشَارٌ، وقُدُورٌ أَعَاشيرُ: مُكَسَّرَةٌ على عَشْرِ قِطَعٍ. وعَشَّرْتُ القَدَحَ تَعْشِيراً، إِذا كَسّرْتَه فصَيَّرْتَه أَعْشَاراً. أَو قِدْرٌ أَعْشَارٌ: عَظِيمَةٌ لَا يَحْمِلُهَا إِلاّ عَشَرَةٌ أَو عَشْرٌ. وقيلَ: قِدْرٌ أَعْشَارٌ: مُتَكَسِّرَة، فَلم)
يشْتَقّ من شيْءٍ، وَقَالَ اللَّحْيَانِيّ: قِدْرٌ أَعْشَار، من الوَاحد الَّذِي فُرِّق ثمَّ جُمِع، كأَنّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عُشْراً. والعِشْر، بالكَسْر: قِطْعَةٌ تَنْكَسِر مِنْهَا، أَي من القِدْر ومِنَ القَدَح ومِنْ كُلِّ شيْءٍ كأَنَّها قطْعَةٌ من عَشْرِ قِطَع، والجَمْعُ أَعْشَارٌ، كالعُشَارَة، بالضَّمّ: وَهِي القِطْعَةُ من كلِّ شيْءٍ، والجَمْعُ عُشَارَاتٌ. وَقَالَ حاتمٌ يَذْكُر طَيِّئاً وتَفَرُّقَهُمْ: فصُارُوا عُشَارَاتٍ بكُلِّ مَكانِ. قَالَ الصاغانيّ: هَكَذَا رَوَاهُ لحاتِمٍ وَلم أَجِدْه فِي ديوَانِ شِعْره. والعِشْرَةُ، بهاءٍ: المُخَالطةَ، يُقَال: عاشَرَه مُعَاشَرَةً، وتَعَاشَرُوا واعْتَشَرُوا: تَخالَطُوا، قَالَ طَرَفَةُ:
(ولَئِنْ شَطَّتْ نَوَاها مَرَّةً ... لَعَلَى عَهْدِ حَبِيبٍ مُعْتَشِر)
جَعلَ الحَبيبَ جَمْعاً كالخَلِيطِ والفَرِيق. وعَشِيرَةُ الرَّجُل: بَنُو أَبيه الأَدْنَوْن أَو قَبِيلَتُه، كالعَشِيرِ، بِلَا هاءٍ ج عَشائِرُ، قَالَ أَبو عليّ: قَالَ أَبو الحَسَنِ: وَلم يُجْمَع جَمْعَ السّلامة. قَالَ ابنُ شُمَيْل: العَشِيرَةُ: العامَّة، مثلُ بنِي تَمِيمٍ، وبَني عَمْرِو بنِ تَمِيم. وَفِي المِصْباح أَنَّ العَشِيرَة الجَمَاعَةُ مِن النَّاس، واخْتُلِفَ فِي مَأْخَذِه، فَقيل: من العِشْرَة، أَي المُعَاشَرَة، لأَنها من شَأْنِهم، أَو من العَشَرَة: الَّذِي هُوَ العددُ لِكَمالِهم، لأَنّها عَدَدٌ كامِلٌ، أَو لأَنّ عَقْدَ نَسبِهم كعَقْدِ العَشَرَة، قَالَه شَيخُنا.
والمَعْشَرُ، كمَسْكَن: الجَمَاعَةُ، وقَيَّدَه بعضُهُم بأَنّه الجَمَاعَةُ العَظِيمَةُ، سُمِّيَتْ لِبُلُوغها غايَةَ الكَثْرَةِ، لأَنّ العَشَرَةَ هُوَ العَدَدُ الكاملُ الكَثِيرُ الَّذِي لَا عددَ بَعْدَه إِلاّ وهُوَ مُرَكَّبٌ مِمّا فِيهِ من الْآحَاد كَأَحَدَ عَشَرَ، وَكَذَا عِشْرُونَ وثَلاثُونَ: أَي عَشَرَتان وثَلاَثَةٌ، فكأَنَّ المَعْشَرَ مَحَلّ العَشَرَة الَّذِي هُوَ الكَثْرَةُ الكاملَة، فَتَأَمّل قَالَه شيخُنَا. وقِيل: المَعْشَرُ: أَهْلُ الرَّجُلِ. وَقَالَ الأَزْهَريّ: المَعْشَرُ والنَّفَرُ والقَوْمُ والرَّهْطُ: مَعْنَاهُ الجَمْعُ، لَا واحِدَ لَهُم من لَفْظِهم، للرّجالِ دُونَ النساءِ، والعَشِيرَة أَيضاً للرّجالِ، والعالَمُ أَيضاً للرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَعْشَرُ: كل ّ جَماعَةٍ أَمْرُهُم واحِدٌ، نَحْو مَعْشَر المُسْلِمينَ، ومَعْشَر المُشْرِكينَ. والجَمْعُ المَعَاشِرُ، وَقيل: المَعْشَرُ: الجِنُّ والإِنْسُ، وَفِي التَّنْزِيل يَا مَعْشَرَ الجِنِّ والإِنْسِ، قَالَ شيخُنَا: ولَكِنَّ الإِضافَةَ تَقْتَضِي المُغَايَرَة، وَفِيه أَنَّ التَّقْدِير يَا مَعْشَراً هُمُ الجنّ والإِنْسُ، فتَأَمَّلْ. ويَبْقَى النَّظَرُ فِي: يَا مَعْشَرَ الجِنّ دُونَ إِنْس، فتَدبَّر. قلتُ: وَهُوَ من تَحْقِيقات القَرافِيّ فِي الحاشِيَة. وَفِي حَديث مَرْحَب أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ مَسْلَمَةَ بارَزَه، فدخلَتْ بَينهمَا شَجَرَةٌ من شَجَر العُشَر، كصُرَد، شَجَرٌ فِيهِ حُرّاقٌ، مثل القُطْنِ لم يَقْتَدِح الناسُ فِي أَجْوَدَ مِنْهُ، ويُحْشَى فِي المَخادّ لنُعُومَته. وَقَالَ أَبو حَنيفَة: العُشَر: من العِضَاه، وَهُوَ من كِبَارِ الشَّجَرِ، وَله صَمْغٌ حُلْوٌ، وَهُوَ عَرِيضُ الوَرَق، يَنْبُت صُعُداً فِي السَّماءِ، ويَخْرُج من زَهْرِه وشُعَبه سُكَّرٌ، م،) أَي مَعْرُوفٌ يُقَال لَهُ: سُكَّرُ العُشَر، وَفِيه أَي فِي سُكَّرِهِ شَيءٌ من مَرَارَة ويَخْرُجُ لَهُ نُفّاخٌ كَأَنّها شَقَائقُ الجِمَال الَّتِي تَهْدِرُ فِيهَا، وَله نَوْرٌ مثل نَوْر الدِّفْلَى مُشْرَبٌ مُشْرِقٌ حَسَنُ المَنْظَر، وَله ثَمَرٌ. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَير: قُرْصٌ بُرِّيٌّ بلَبَنٍ عُشَرِيٍّ: أَي لَبَنُ إِبلٍ تُرْعى العُشَرَ، وَهُوَ هَذَا الشَجَر. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصف الظَّليم:
(كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْمَاكانِ من عُشَرٍ ... صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ)
الواحِدَة عُشَرَة، وَلَا يُكسَّر إِلاَّ أَنْ يُجْمَعَ بالتَّاءِ لقلّة فُعَلة فِي الأَسْمَاءِ. وَبَنُو العُشَراءِ: قَوْمٌ من فَزَارَةَ، وهُمْ من بَني مازِن بن فَزَارَةَ، واسمهُ عَمْرُو بنُ جَابر، وإِنَّمَا سُمِّىَ بالعُشَرَاءِ مَنْظورُ بنُ زَبّانَ بن سَيّار بن العُشَراءِ. وهَرِمُ بنُ قُطْبَةَ بن سَيّار الَّذِي تَحاكَم إِليه عامرُ بنُ الطُّفَيْل وعَلْقَمَةُ بن عُلاثَةَ. وَمِنْهُم حَلْحَلَةُ بنُ قَيْس بن الأَشْيَمِ بنِ سَيَّار، وغَيْرُهم. وأَبو العُشَرَاءِ: أُسَامَةُ بنُ مَالك، ويُقَال: عُطَارِدُ بنُ بِلِزٍ الدّارِميّ: تابِعِيّ مَشْهُور. قَالَ البُخَاريّ: فِي حَدِيثهِ وسَماعه من أَبيه واسْمه نَظَرٌ قَالَه الذَّهبيّ فِي الدِّيوان. وزَبّانُ بالمُوَحَّدَةِ ككَتّان، ابنُ سَيّارِ بنِ العُشَرَاءِ: شاعِرٌ، وَهُوَ أَبو مَنْظُور الَّذِي تَقَدَّمَ ذشكْرُه. فَلَو قالَ: وَمِنْهُم زَبّانُ، كَانَ أَحْسنَ، كَمَا لَا يَخْفَى.
والعُشَرَاءُ: القُلَةُ، بِالضَّمِّ وتَخْفِيف اللَّام المفتوحَة. وعَشُورَاءُ بالمَدّ، وعِشَارٌ وتِعْشَارٌ، بكَسْرِهِما، أَسماءُ مَوَاضعَ، الأَخِيرُ بالدَّهْناء. وقيلَ: هُوَ ماءٌ. قَالَ النابِغَة: غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلى تِعْشَارِ.
وَقَالَ الشاعرُ:
(لَنا إِبِلٌ لم تَعْرِف الذُّعْرَ بينَها ... بتِعْشارَ مَرْعَاها قَساً فَصَرَائِمُهْ)
وَقَالَ بدْرُ بن حَمْرَاءَ الضَّبِّىُّ:
(وَفَيْتُ وَفَاءً لم يَرَ الناسُ مثْلَه ... بتِعْشَارَ إِذ تَحْبُو إِلَىَّ الأَكَابرُ)
وذُو العُشَيْرَة: ع بالصَّمَّانِ مَعْرُوفٌ، فِيهِ عُشَرَةٌ نابِتَةٌ، قَالَ عَنْتَرَةُ فِي وَصْفِ الظَّلِيم:
(صَعْلٍ يَعُودُ بذِي العُشَيْرَةِ بَيْضَهُ ... كالعَبْد ذِي الفَرْوِ الطَوِيلِ الأَصْلمِ)
وَذُو العُشَيْرَة: ع بناحيَةِ يَنْبُعَ، من مَنازل الحاجّ، غَزْوَتُها م، أَي معروفَةٌ، وَيُقَال فِيهِ العُشَيرُ، بِغَيْر هاءٍ أَيضاً، وضُبطَ بالسّين المُهْمَلَة أَيضاً، وَقد تَقَدّم. والعُشَيْرَةُ مُصَغّراً: ة، باليَمَامَةِ.
وعاشِرَةُ: عَلَمٌ للضَّبُع، ج عاشِرَاتٌ قَالَه الصاغانيّ. والمُعَشَّر، كمُحَدِّث: من أُنْتِجَتْ إِبِلُه، وَمن صارَتْ إِبلُه عِشَاراً، أَوْرَدَهُمَا الصاغانيّ، وَاسْتشْهدَ للثانِي بقَوْلِ مَقّاسِ بن عَمْرو:
(حَلَفْتُ لَهُم بِاللَّه حَلْفَةَ صادِقٍ ... يَمِيناً ومَنْ لَا يَتَّقِ الله يَفْجُرِ)
)
(لَيَخْتَلِطَنَّ العَامَ رَاعٍ مُجَنِّبٌ ... إِذا مَا تَلاقَيْنَا براعٍ مُعَشِّرِ)
قَالَ: المُجنِّب: الَّذِي لَيْسَ فِي إِبِلِه لَبَنٌ. يَقُول: لَيْسَ لَنا لَبَنٌ، فَنحْن نُغِيرُ عَلَيْكُم فنَأْخُذُ إِبِلَكُم فيَخْتَلِط بَعْضُها ببَعْض. وَعَن ابْن شُمَيْل: الأَعْشَرُ: الأَحْمَقُ، قَالَ الأَزْهَريّ: لم يَرْوِه لي ثِقَةٌ أَعْتَمده.
والعُوَيْشِرَاءُ: القُلَةُ، وَلَا يَخْفَى لَو قَالَ فِيمَا تَقَدَّم: والعُشَراءُ: القُلَةُ، كالعُوَيْشِراءِ، كَانَ أَخْصَرَ.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: يُقَال: ذَهَبُوا عُشَارَيَاتٍ وعُسَارَيَاتٍ بالشِّينِ والسِّين، إِذا ذَهَبُوا أَيَادِيَ سَبَا مُتفرِّقِينَ فِي كُلّ وَجْهٍ. وواحِدُ العُشَارَيَات عُشَارَى، مثل حُبَارَى وحُبَارَيَات. والعَاشِرَةُ: حَلْقَة التَّعْشِير من عَوَاشِرِ المُصحَفِ، وَهِي لَفْظَةٌ مُوَلَّدَة، صَرّح بِهِ ابنُ مَنْظُور والصَّاغَانِيّ. والعُشْرُ، بالضّمّ: النُّوقُ الَّتِي تُنْزِلُ الدِّرَّةَ القَلِيلَةَ من غير أَنْ تَجْتَمِعَ قَالَ الشَّاعِر:
(حَلُوبٌ لعُشْرِ الشَّوْلِ فِي لَيْلَةِ الصَّبَا ... سَريعٌ إِلى الأَضْيافِ قَبْلَ التَّأَمُّلِ)
وأَعْشَارُ الجَزُورِ: الأَنْصِباءُ، وَهِي تَنْقَسِم على سَبْعَةِ أَجْزاءٍ، كَمَا هُوَ مُفَصَّلٌ فِي مَحَلِّه. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: غُلامٌ عُشَارشيٌّ، بالضمّ: ابنُ عَشْرِ سِنِينَ، والأُنْثَى بالهَاءِ. والعُشُرُ، بضَمّتين: لغةٌ فِي العُشْرِ. وَجمع العُشْرِ العُشُورُ والأَعْشَار. وقِيلَ: المِعْشَارُ: عُشْرُ العُشْرِ. وَقيل: إِنّ المِعْشارَ جَمْعُ العَشِيرِ، والعَشِيرُ جَمْعُ العُشْر، وعَلَى هَذَا فيكونُ المِعْشَارُ وَاحِدًا من الأَلْف، لأَنّه عُشْرُ عُشْرِ العُشْرِ قَالَه شيخُنَا. والعاشِرُ: قَابِضُ العُشْرِ. وأَعْشَرَ الرَّجُلُ: وَرَدَتْ إِبِلُه العِشْر.
وأَعْشَرُوا: صارُوا عَشَرةً. وأَعْشَرْتُ العَدَدَ: جَعَلْتُه عَشَرَةً. وأَعْشَرُوا: صارُوا فِي عَشْر ذِي الحِجَّة، كَذَا فِي التَّهْذِيب لابنِ القَطّاع. وَفِي اللّسَان: ويُقَال: أَعْشَرْنا مُنْذُ لم نَلْتَقِ، أَي أَتَى عَلَيْنَا عَشْرُ لَيالٍ. زادَ فِي الأَساسِ: كَمَا يُقَال: أَشْهَرْنا. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: اللهُمَّ عَشِّرْ خُطَايَ: أَي اكتُبْ لِكُلِّ خَطْوَةٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ. ومثلُه فِي الأَساس. وامْرَأَةٌ مُعْشرٌ: مُتِمٌّ، على الاستعارَة. والعَشَائِرُ: الظِّبَاءُ الحَدِيثاتُ العَهْد بالنَّتَاج. قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُر مَرْتَعاً:
(هَمَلٌ عَشَائِرُه عَلَى أَولاَدِها ... من راشِحٍ مُتَقَوِّبٍ وفَطِيمِ)
قَالَ الأزهريّ: كأَنّ العَشَائِرَ هُنَا فِي هَذَا المَعْنَى جَمْعُ عِشَارٍ، وعَشَائِرُ هُوَ جَمْعُ الجَمْعِ، كَمَا يُقَال: جِمَالٌ وجَمَائِلُ، وحِبَالٌ وحَبَائِلُ. وعَشَّرَ الحُبُّ قَلْبَه، إِذَا أَضْنَاهُ. والعَوَاشِرُ: قَوَادِمُ رِيشِ الطائِرِ، وَكَذَلِكَ الأَعْشَارُ، قَالَ الأَعشى:
(وإِذَا مَا طَغَى بِها الجَرْيُ فالعِقْ ... بانُ تَهْوِي كَوَاسشرَ الأَعْشَارِ)
وَيُقَال لِثَلاَث من لَيَالِي الشَّهْر: عُشَرُ، وَهِي بعد التُّسَعِ. وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَرَ إِلاّ) أَشياءَ مِنْهُ مَعْرُوفَة، حكَى ذَلِك عَنهُ أَبو عُبَيْد كَذَا فِي اللّسَان. وعَشَّرْتُ القَومَ تَعْشِيراً، إِذا كانُوا تِسْعَةً وزِدْتَ واحِداً حَتَّى تَمَّت العَشَرَةُ. والطّائِفِيّون يَقُولُونَ: مِن أَلْوَانَ البَقَرِ الأَهْلِيّ أَحْمَرُ وأَصْفَرُ وأَغْبَرُ وأَسْوَدُ وأَصْدَأُ وأَبْرَقُ وأَمْشَرُ وأَبْيَضُ وأَعْرَمُ وأَحْقَبُ وأَكْلَفُ وعُشَرُ وعِرْسِىٌّ وذُو الشّرَرِ، والأَعْصَمُ، والأَوْشَحُ، فالأَصْدَأُ: الأَسْوَدُ العَيْنِ والعُنُقِ والظّهْرِ، وسائرُ جَسَده أَحْمَرُ: والعُشَرُ: المُرقَّعُ بالبَيَاض والحُمْرَة. والعِرْسِىُّ: الأَخْضَرَ. وأَما ذُو الشّرَرِ، فالّذِي على لَوءنٍ واحِدٍ، فِي صَدْرِه وعُنُقه لُمَعٌ على غَيْر لَوْنه. وسَعْدُ العَشِيرَةِ أَبو قَبِيلَةٍ من اليمَن وَهُوَ سَعْدُ بن مَذْحِج. قلتُ: وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ فِي أَنْسَاب العَرَب: إِنَّمَا سُمِّىَ سَعْدَ العَشِيرَةِ لأَنّه لم يَمُتْ حتَّى رَكِبَ مَعَهُ من وَلَدِ وَلَدِ وَلَدِه ثَلاثُمائة رَجُلٍ. وعَشَائِرُ وعِشْرُونَ، وعَشِيرَةُ، وعَشُورَى، مَواضِعُ.
وعَشَرُ: حِصْنٌ بالأَنْدَلُس. وعُشَرُ كزُفَرَ: وَادٍ بالحِجَاز، وَقيل: شِعْبٌ لهُذيل قُرْبَ مَكَّة عِنْد نَخْلَةَ اليَمَانِيَةِ. وَذُو عُشَرَ: وَادٍ بَين البَصْرَة ومَكَّة، من دِيَارِ تَميم، ثُمّ لبَني مازِنِ بن مَالِك بن عَمْرو، وأَيضاً وادٍ فِي نَجْد. وأَبو طالِبٍ العُشَارِيُّ، بالضَّمّ، مُحَدِّثٌ مَشْهُور. وأَبو مَعْشَرٍ البَلْخِيّ فَلَكِيٌّ مَعْرُوف ونِظَامُ الدِّين عاشُورُ بنُ حَسَنِ بنِ عَلِيّ المُوسَوِيّ بَطْنٌ كَبِيرٌ بأَذْرَبيجانَ. وأَبو السُّعُود بن أَبي العَشائر الباذبينيّ الواسِطِيّ أَحدُ مَشايخ مِصْرَ، أَخذ عَن دَاوُودَ بنِ مُرْهَف القُرَشيّ التَّفِهْنِيّ المَعْرُوف بالأَعْزَب. وأَبو مُحَمّد عاشرُ بنُ مُحَمّد بن عاشِرٍ، حَدَّث عَن أَبِي عَلِيّ الصّدَفِيّ، وعنهُ الإِمامُ الشّاطِبِيّ المُقرِي. والفَقِيهُ النَّظَّارُ أَبُو مُحَمّدٍ عبدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عاشِرٍ الأَنْدَلُسِيّ، حَدّث عَن أَبي عَبْدِ الله مُحَمّدِ بنِ أَحْمَدَ التُّجِيبيّ، وأَبي العَبّاسِ أَحْمَدَ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ القاضِي، وأَبِي جُمْعَةَ سَعِيدِ بنِ مَسْعُودٍ الماغُوشِيّ، وَعَن القَصَّار وابْنِ أَبي النّعيم وأَبِي النَّجاءِ السَّنْهُورِيّ، وعبدِ الله الدَّنوشَرِيّ ومُحَمّد بن يَحْيَى الغَزِّيّ وغَيْرِهم، حَدّث عَنهُ شيخُ مَشايخِ شُيوخِنَا إِمام المَغْرِب أَبو البَرَكات عَبْدُ القادِر بن عَلِيّ الفاسِيّ، رَضِيَ الله عَنْهُم.
Expand
(باب العين والشين والراء معهما) (ع ش ر، ع ر ش، ش ع ر، ش ر ع، ر ع ش مستعملات، ر ش ع مهمل)

عشر: العَشْرُ: عدد المؤنّث، والعَشَرَةُ : عدد المذكّر، فإذا جاوزت ذلك أنّثت المؤنث وذكّرت المذكر. وتقول: عَشْرُ نسوة، وإحدى عَشْرَةَ امرأة، وعشرةُ رجالٍ، وأَحدَ عَشَرَ رجلاً وثلاثةَ عَشَرَ رجلاً تلحق الهاء في ثلاثة وتنزعها من عشرة، ثم تقول: ثلاث عشرة امرأة تنزع الهاء من ثلاثة وتلحقها بالعشرة. وعَشَرْتُ القوم: صرتُ عاشرهم، وكنت عاشر عشرَة: أي: كانوا تسعة فتمُّوا بي عشَرة. وعَشَّرْتُهُم تعشيرا: أخذت العُشْر من أموالهم، وبالتخفيف أيضا، وبه سُمِّيَ العشَّار عشّاراً والعُشْرُ: جزء من عَشَرَةِ أجزاء، وهو العشير والمِعْشار. والعِشر: وِرْدُ الإبل [ال] يوم العاشر. وفي حسابهم: العِشْرُ: التاسع. وإبلٌ عواشُر: وردت الماء عشراً. ويجمع [العِشْر] ويُثَنّى، فيقال: عِشْران وعِشْرون، وكلّ عِشْر من ذلك: تسعة أيام. ومثله: الثوامن والخوامس. قال ذو الرّمة:

أقَمْتُ لهم أعناق هيمٍ كأنّها ... قطا نش عنها ذو جلاميد خامِسُ

يعني بالخامس: القطا التي وردت الماء خمساً. والعرب تقول: سقينا الإبلَ رِفْهاً أيْ: في كلِّ يوم، وغِبّا إذا أوردوا يوما، وأقاموا في الرّعي يوما، وإذا أوردوا يوما، وأقاموا في الرعي يومين ثم أوردوا [ال] يوم الثالث قالوا: أوردنا رِبْعا، ولا يقولون ثِلْثا أبدا، لأنّهم يحسبون يوم الورد الأول والآخر، ويحسبون يومي المقام بينهما، فيجعلون ذلك أربعة. فإذا زادوا على العشرة قالوا: أوردناها رِفْهاً بعدَ عِشْرٍ. قال اللّيث: قلت للخليل: زعمت أنّ عشرين جمع عِشْر، والعِشْرُ تسعةُ أيام، فكان ينبغي أن يكون العشرون سبعة وعشرين يوما، حتى تستكمل ثلاثة أتساع. فقال الخليل: ثمانيَ عَشَرَ يوما عِشْران [ولمّا كان اليومان من العِشْر الثالث مع الثمانية عشر يوما] سمّيته بالجمع. قلت: من أين جاز لك ذلك، ولم تُسْتَكْمَلِ الأجزاء الثلاثة؟ هل يجوز أن تقول للدّرهمين ودانَقَيْن: ثلاثة دراهم؟ قال: لا أقيس على هذا ولكن أقيسه على قول أبي حنيفة، ألا ترى أنه قال: [إذا] طلقتها تطليقتين وعُشْر تطليقة [ف] هي ثلاث تطليقات، وليس من التطليقة الثالثِة في الطّلاق ألاّ عُشْرُ تطليقةٍ، فكما جاز لأبي حنيفةَ أن يَعتدَّ بالعُشْرِ جاز لي أن أعتدَّ باليومين. وتقول: جاء القوم عشارَ عشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ، أي: عشرة عشرة و [أحاد أحاد]  ومثنى مثنى وثلاث ثلاث، إلى عشرة، نصَبٌ بغير تنوين. وعشرت [هم] تعشيرا، أي: كانوا تسعة فزدت واحدا [حتى تمّ عشرة، وعَشَرْتُ، خفيفة، أخذت واحدا] من عَشَرَةٍ فصار [وا] تسعةً، فالعشورُ نقصان والتَّعشير تمام. والمُعَشِّرُ [الحمار] الشّديد النُّهاقِ المتتابع، سُمِّيَ به، لأنه لا يكفّ حتى يبلغ بع عَشْرَ نَهقَات وترجيعات. قال:

[لعمري لئن] عشّرتُ من خشية الرَّدى ... نُهاق [الحمير] إني لجزوع

وناقة عُشَراء، أي: أقربت، وسُمّيت به لتمام عشرة أشهر لحملها. عشَّرت تعشيرا، فهي بعد ذلك عُشراء حتى تضع، والعدد: عُشَراواتٌ، والجميع: العشار، ويقال: بل سُمّيت عُشَراء لأنها حديثة العهد بالتعشير، والتعشير: حمل الولد في البطن، يقال: عُشرَاء بيّنة التعشير. يقال: بل العشار اسم النوق التي قد نُتِجَ بعضها وبعضها قد أقرب ينتظر نتاجها. قال الفرزدق:

كم خالة لك يا جرير وعمة ... فدعاء قد حلبث علي عشاري قال بعضهم: ليس للعشارِ لبنٌ، وإنمّا سمّاها عشاراً لأنها حديثة العهد بالتعشير وهي المطافيل. والعاشِرَةُ: حلقة من عواشر المصحف. ويقال للحلقة: التعشير. [والعِشْر] : قطعة تنكسر من البُرْمَة أو القَدَح، فهو أعشار. قال:

وقد يقطع السيف اليماني وجفنه ... شباريق أعشار عثمن على كسر

وقُدورٌ أعشارٌ لا يكاد يُفْرَدُ العِشْرُ من ذلك. قدورٌ أعاشيرُ، أي: مُكسَّرة على عَشْرِ قطع. تِعْشار موضع معروف، يقال: بنجد ويقال: لبني تميم. والعُشَرُ: شجر له صمغ. يقال له: سُكّر العُشَرِ. والعِشْرَةُ: المعاشرة. يقال: أنت أطولُ به عِشْرَةً، وأبطنُ به خِبْرَةً. قال زهير:

لَعمْرُكَ، والخطوب مغيّرات ... وفي طول المعاشرة التَّقالي

وعشيرك: الذي يعاشرك، أمركما واحد، ولم أسمع له جمعا، لا يقولون: هم عُشَراؤك، فإذا جمعوا قالوا: هم مُعاشروك وسمّيت عشيرة الرّجل لمعاشرة بعضهم بعضا، [و] الزوج [عشير] المرأة، [والمرأة عشيرة الرجل] والمَعْشَرُ: كل جماعة أمرهم واحد. المسلمون مَعْشَر، والمشركون مَعْشَر، والإنْسُ معشر، والجنّ مَعْشَرَ وجمعه: مَعاشِرُ. والعشاريّ من النبات: ما بلغ طولهُ أربعة أذرع. وعاشوراء: اليوم العاشرُ من المحرّم ، ويقال: بل التاسع، وكان المسلمون يصومونه قبل فرض شهر رمضان.

عرش: العَرْشُ: السرير للملك. والعَريش: ما يُسْتَظلُّ به، وإن جُمِعَ قيل: عروش في الاضطرار. وعَرْشُ الرجل: قِوامُ أمِره، وإذا زال عنه ذلك قيل: ثُلَّ عرشُه. قال زهير:

تداركتما عبساً وقد ثُلَّ عَرْشهُ ... وذبيان إذ زلَّتْ بأقدامها النّعل

وجمع العرش: عِرَشَةٌ وأعراشٌ. ويقال: العرش: ما عُرِّش من بناء يستظلِّ به. قالت الخنساء:

كان أبو حسان عرشا خوى ... مما بناه الدهر دانٍ ظليل

وعرّشت الكَرْم بالعوش تعريشاً إذا عطفت ما ترسل عليه قضبان الكَرْم. الواحد: عَرْش. وجمعه: عروشٌ، وعُرُشٌ. والعريش: شبهُ الهودجَ، وليس به، يُتَّخَذُ للمرأة على بعيرها. وعرش البيت سقفه، وعرش البئر: طيُّها بالخشب. قال ابو ليلى: تكون بئر رخو الأسفل والأعلى فلا تمسك الطيّ، لأنها رملة فيُعْرشُ أعلاها بالخشب بعد ما يطوى موضع الماء بالحجارة، ثم تقوم السقاة عليه فيستقون، قال:

وما لمثابات العروش بقيّة ... إذا استلَّ من تحت العروش الدعائم وعرَّش الحمار بعانته تعريشاً إذا حمل عليها رافعاً رأسه شاحيا فاه. قال [رؤبة]

كأنّ حيث عرّش القنابلا ... من الصبيين وحنواً ناصلا

وللعُنُق عُرْشان بينهما الفقار، وفيهما الأخدعان وهما لحمتان مستطيلتان عَداءَ العنق، أي: طَواره. قال:

[وعبدُ] يغوث تحجل الطير حوله ... وقد هذَّ عُرْشَيْهِ الحُسامُ المذكَّرُ

والعرش في القدم ما بين الحمار والأصابع من ظهر القدم، والحمار: ما ارتفع من ظهر القدم، وجمعه: عِرَشَةٌ، وأعراش. والعُرش: مكة:

شعر: رجل أَشْعَرُ: طويل شَعَرَ الرأس والجسد كثيره. وجمع الشَّعْر: شعور وشَعْرٌ وأشعارٌ. والشِّعار: ما استشعرت به من اللّباس تحت الثياب. سمي به لأنّه يلي الجسد دون ما سواه من اللباس، وجمعه: شعر وجل الأعشَى الجلّ الشِّعار فقال:

وكل طويل كأن السليط ... في حيث وَارى الأديمُ الشِّعارا

معناه بحيث وارَى الشِّعار الأديم، ولكنهم يقولون هذا وأشباهه لسعة العربيّة، كما يقولون: ناصح الجيب، أي: ناصح الصدر. والشِّعار ما يُنادي به [القومُ] في الحرب، ليَعْرِفَ بعضُهم بعضا. والأشْعَرُ: ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشعيرات حوالي الحافر، ويجمع: أشاعر. وتقول: أنت الشِّعار دون الدثِّار، تصفه بالقرب والمودَّة. وأَشْعَرَ فلان قلبي همّا، أي: ألبسه بالهَم حتى جعله شِعاراً للقلب. وشعرت بكذا أَشْعُرُ شعرا لا يريدونه به من الشعر المبّيت، أنّما معناه: فَطِنْتُ له، وعلمت به. ومنه: ليت شعري، أيْ: علمي. وما يُشْعُرِكَ أي: ما يدريك. ومنهم من يقول: شَعَرْتُهُ، أي: عَقَلْتُه وفهمته. والشِّعْرُ: القريض المحدَّد بعِلامات لا يجاوزها، وسُمِّيَ شعرا، لأن الشاعر يفطن له بما لا يفطن له غيره من معانيه. ويقولون: شِعْرٌ شاعرٌ أي: جيّد، كما تقول: سبيٌ سابٌ، وطريقٌ سالكٌ، وإنّما هو شعر مشعور. والمَشْعَرِ: موضع المنسك من مشاعر الحج من قول الله: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وكذلك الشِّعارة من شعائر الحج، وشعائر الله مناسك الحج، أي: علاماته، والشّعيرة من شعائر الحج، وهو أعمال الحج من السعي والطَّواف والذبائح، كل ذلك شعائر الحجّ. والشعيرة أيضا: البَدَنَةُ التي تُهْدَى إلى بيت الله، وجُمِعَتْ على الشَّعائر. تقول: قد أَشْعَرْتُ هذه البّدَنَةَ لله نُسْكا، أي: جعلتها شعيرة تُهْدَى. ويقال: إشعارها أن يُجَأَ أصل سَنامها بسِكّين. فيسيل الدَّمُ على جنبها، فيُعَرفُ أنّها بَدَنُة هَدْيٍ. وكَرِهَ قوم من الفقهاء ذلك وقالوا: إذا قلّدتَ فقد أشعَرْتَ. والشعيرة حديدة أو فضَّة تُجْعَلُ مِساكاً لنصل السِّكِّين في النِّصابِ حيثُ يُركَّبُ. والشَّعاريرُ: صغارُ القِثَّاء، الواحدة، شُعْرُورةَ وشعرور. والشعارير: لعبة للصبيان، لا يُفْرد. يقولون: لعبنا الشّعارير، ولعِبَ الشعارير. والشَّعْراء من الفواكه واحده وجمعه سواء. تقول: هذه شعراءُ واحدة، وأكلنا شعراء كثيرة. والشُّعَيْرَاءُ ذباب من ذباب الدَّوابّ، ويقال: ذباب الكلب. والشَّعِيَرَةُ من الحُلِيّ تتخذ من فضَّة أو ذهب أمثال الشعير. بنو الشُّعَيْراء: قبيلة من العرب. الشِّعْرَى: كوكبٌ وراء الجوزاء. ويُسمّي اللّحم الذي يبدو إذا قُلّمَ الظُّفْر: أشعر. شِعْرٌ جبل لبني سُلَيْم، ويقال: لبني كلاب بأعلى الحِمِى خلف ضربة. والشَّعْرَانُ: ضرب من الرِّمث أخضر يضرب إلى الغبرة مثل قعدة الإنسان ذو ورق، ويقال: هو ضرب من الحَمْض. والشِّعْرِةُ: الشعر النّابت على عانة الرّجل. قال الشاعر:

يحطّ العفر من أفناء شعر ... ولم يترك بذي سَلْعٍ حمارا

يعني به اسم جبل يصف المطر في أوّل السنة.

شرع: شَرَعَ الوارد الماء وشَرْعاً فهو شارع، والماء مشروع فيه إذا تناوله بفيه. والشَّريعة والمَشْرَعَة: موضع على شاطىء البحر أو في البحر يُهَيَّأ لشُرْب الدَّوابِّ، والجميع: الشرائع، والمشارع، قال ذو الرّمة:

وفي الشَّرائع من. جِلاّنَ مُقْتِنِصٌ ... رثُّ الثياب خفي الشخص منزرب والشَّريعة والشّرائع: ما شرع الله للعباد من أمر الدين، وأمرهم بالتمسك به من الصلاة والصوم والحج وشبهه، وهي الشِّرْعَةُ والجمعُ: الشِّرِع. ويقال: هذه شِرعُة ذاك، أي: مثله. قال الخليل بن أحمد رضي الله عنه:

كفّاك لم تخلقا للندى ... ولم يك بخلهما بدعه

فكفّ عن الخير مقبوضة ... كما حُطّ من مائة سبعه

وأخرى ثلاثة آلافها ... وتسع مئيها لها شرعه

أي: مثلها:.. وأَشْرَعْتُ الرماح نحوهم إشراعاً. وشَرَعَتْ هي نفسها فهي شوارع. قال:

وق خيّرونا بين ثنتين منهما ... صدور القنا قد أُشْرِعَتْ والسلاسل

ولغة شرعناها نحوهم فهي مشروعة قال:

أناخوا من رماح الخط لما ... رأونا قد شرعناها نِهالا

وكذلك في السيوف. يقال: شرعناها نحوهم. قال النابغة:

غداة تعاورتهم ثَمَّ بيضٌ ... شرعْنَ إليه في الرهج المكن

أي: المغطّي. قال أبو ليلى: أشرعت الرماح فهي مشرعة. وإبلٌ شُروع إذا كانت تشرب. ودار شارعة، ومنزل شارع إذا كان قد شرع على طريق نافذ، والجميع: الشوارع. ويجيء في الشّعر الشارع اسما لمشرعة الماء. والشراع: الوتر نفسه ما دام مشدوداً على القوس. والشَّرْعه الوتر، ويُجْمَعُ على شِرَع، قال:

ترنّم صوتُ ذي شِرَعٍ عتيق

وقال:

ضرب الشَّراعِ نواحيَ الشِّريان

يعني: ضرب الوتر سِيَتَيِ القوس. وشِراعُ السَّفينة. يقال: ثلاثة أَشْرِعَة. وجمعه: شُرُعٌ وشَرّعْتُ السَّفينة تشريعا: جعلت لها شِراعاً، وهو شيء يكون فوق خشبة كالملاءة الواسعة، تصفّقه الرياح فتمضي السفينة. ورفع البعيرُ شِراعَهُ، أي: عُنُقَه. ونحن في هذا الأمر شَرَعٌ، أيْ: سواء. وتقول: شَرْعُكَ هذا، أيْ: حَسْبُكَ. وأَشْرَعَنِي، أيْ: أحسبني وأَكفاني، والمعني واحد. وشَّرعت الشيء إذا رفعته جداً. وحيتان شُرَّعٌ: رافعة رءوسها، كما قال الله عز وجل إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً

أي: رافعة رءوسها. قال أبو ليلى: شُرَّعاً: خافضة رءوسها للشرب. وأنكره عرام. وشرّعت اللحمة تشريعا إذا قددتها طولا، واحدتها: شريعة، وجمعُها: شرائع. ويقال: هذا أشرعُ من السَّهم، أيْ: أَنْفَذُ وأسرع.

رعش: الرَّعَشُ: رعدة تعترى الإنسان. ارتعشَ الرّجلُ. وارتعشتْ يدُهُ. ورَعَشَ يَرْعَشُ رَعْشاً. ورجل رِعْشيشٌ، وقد أخذته الرعشيشة عند الحرب ضعفا وجبنا. قال: .

لجّت به غير صياش ولا رعش

قال:

وليس برعشيش تطيش سهامه

والرَّعْشاء: النّعامة الأنثي السَّريعة. وظليم رَعِشٌ على تقدير فَعِل بدلاً من أفعل. وناقة رَعْشَاءُ وجملٌ أَرْعَشُ إذا رأيت له اهتزازا من سُرعته في السَّير. ويقال: جمل رَعْشَنٌ وناقة رَعْشَنَةٌ، قال:

من كلّ رعشاءَ وناجٍ رعشنِ ... يركبن أعضادَ عتاقِ الأجفن

جفن كلّ شيء بدنه. ويقال: أدخل النون في رَعْشَنٍ بدلاً من الألف التي أخرجها من أرعش. وكذلك الأصيد من الملوك يقال له: الصَّيدَنُ، ويقال: بل الصَّيدَنُ الثعلب. والرَّعْشن بناءٌ على حِدةٍ بوزن فَعْلَلٍ. والرُّعاشُ: رِعْشَة تغشَى الإنسان من داءٍ يصيبه لا يسكن عنه. وارتعش رأس الشيخ من الكبر كالمفلوج.
Expand

وحد

(وح د)

الوَاحدُ: أول عدد الْحساب. وَقد ثنى، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

فلمَّا التَقَيْنا واحِدَيْنِ عَلَوْتُه ... بِذِي الكَفِّ إِنِّي للكُماةِ ضَرُوبُ

وَجمع بِالْوَاو وَالنُّون، قَالَ:

فقد رجَعُوا كَحَيٍّ واحِدِينا

وَرجل واحِدٌ: مُتَقَدم فِي بَأْس أَو علم أَو غير ذَلِك، كَأَنَّهُ لَا مثيل لَهُ فَهُوَ وَحده لذَلِك، قَالَ أَبُو خرَاش:

أقَبْلتُ لَا يَشتَدُّ شَدِّى واحِدٌ ... عِلْجٌ أَقَبُّ مُسَيَّرُ الأقْرابِ

وَالْجمع أُحْدانٌ، قَالَ الْهُذلِيّ: يحمي الصَّرِيمةَ أُحْدانُ الرّجالِ لَهُ ... صَيْدٌ، ومُجتَرِئٌ بالليلِ هَمَّاسُ

وَأما قَوْله:

طارُوا إِلَيْهِ زَرافاتٍ وأُحْدانَا

فقد يجوز أَن يَعْنِي: أفرادا، وَهُوَ أَجود لقَوْله: زرافات، وَقد يجوز أَن يَعْنِي بِهِ الشجعان الَّذين لَا نَظِير لَهُم فِي الْبَأْس.

وَأما قَوْله:

لِيَهْنِئ تُراثيِ لَا مرِيءٍ غيرِ ذِلَّةٍ ... صَنابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ

سَرِيعاتُ مَوْتٍ رَيِّثَاتُ إفاقَةٍ ... إِذا مَا حُمْلُنَ حَمْلُهنَّ خفِيف

فَإِنَّهُ عَنى بالأحدان السِّهَام الْأَفْرَاد الَّتِي لَا نَظِير لَهَا، وَأَرَادَ: لَا مريء غير ذِي ذلة أَو غير ذليل، والصنابر السِّهَام الرقَاق، والحفيف الصَّوْت، والريثات البطاء، وَقَوله: " سريعات موت ريثات إفاقة " يَقُول: يمتن من رمى بِهن لَا يفِيق مِنْهُنَّ سَرِيعا، وحملهن خَفِيف، على من يحملهن.

وَحكى الَّلحيانيّ: عددت الدَّرَاهِم أفرادا ووحادا، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم أَعدَدْت الدَّرَاهِم أفرادا ووحادا ثمَّ قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَعدَدْت، أَمن العَدَدِ أم من العُدَّةِ.

والوَحَدُ والأحَدُ كالواحِدِ، همزته بدل من وَاو.

وأحدَ عشر أَيْضا، همزته بدل من وَاو. وحادي عشر، مقلوب مَوضِع الْفَاء إِلَى اللَّام، لَا يسْتَعْمل إِلَّا كَذَلِك، وَهُوَ فَاعل نقل إِلَى عالف فَانْقَلَبت الْوَاو الَّتِي هِيَ الأَصْل يَاء لانكسار مَا قبلهَا.

وَحكى يَعْقُوب: معي عشرَة فإحداهن لي، أَي اجعلهن أحد عشر، وَرَوَاهُ الْفراء: فأحدهن لي، أَي اجعلهن كَذَلِك، وَظَاهر ذَلِك يؤنس بِأَن الْحَادِي فَاعل، وَالْوَجْه، إِن كَانَ هَذَا الْمَرْوِيّ صَحِيحا، أَن يكون الْفِعْل مقلوبا من وحدت إِلَى حَدَوتُ وَذَلِكَ انهم لما رَأَوْا الْحَادِي فِي ظَاهر الْأَمر على صُورَة فَاعل، صَار كَأَنَّهُ جَار على حَدَوْتُ، جَرَيَان غاز على غزوت.

وإحْدَى، صِيغَة مَضْرُوبَة للتأنيث على غير بِنَاء الْوَاحِد كَبِنْت من ابْن، وَأُخْت من أَخ، وَقد أَنْعَمت شرح هَذِه الْكَلِمَة وتقصيت تعليلها فِي " الْكتاب الْمُخَصّص " فِي بَاب الْعدَد.

وَرجل أَحَدٌ ووَحَدٌ ووحِدٌ ووحْدٌ ووحيدٌ ومُتَوَحِّدٌ، الْأُنْثَى وحَدَةٌ، حَكَاهُ أَبُو عَليّ فِي التَّذْكِرَة وَأنْشد:

كالبيدانَةِ الوَحَده

ووَحِدَ ووحُدَ وَحادةً وحِدَةً ووَحْداً، وتوحَّدَ: بَقِي وَحْدَه يَطَّرِد إِلَى الْعشْرَة، عَن الشَّيْبَانِيّ: وأوحَدَ الله جَانِبه أَي بَقِي وَحده.

وأوحَدَه للأعداء: تَركه، وَقد أَنْعَمت شرح ذَلِك هُنَالك أَيْضا.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: الوَحْدَةُ، فِي معنى التوَحُّدِ.

وَدخل الْقَوْم مَوْحَدَ موحَدَ، وأُحادَ أُحادَ، أَي واحِداً واحِداً، معدول عَن ذَلِك، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فتحُوا مَوْحَدَ إِذْ كَانَ اسْما مَوْضُوعا لَيْسَ بمصدر وَلَا مَكَان.

ومررت بِهِ وحْدَه، مصدر لَا يثنى وَلَا يجمع وَلَا يُغير عَن الْمصدر، وَهُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلك أفرادا، وَإِن لم يتَكَلَّم بِهِ، وَأَصله: أوْحَدتُه بمروري إيحاداً، ثمَّ حذفت زيادتاه فجَاء على الْفِعْل، وَمثله قَوْلهم: عمرك الله إِلَّا فعلت، أَي عمَّرتك لله تعميرا.

وَقَالُوا: هُوَ نَسِيج وحْدِه وعيير وَحده وجحيش وَحده، فأضافوا إِلَيْهِ فِي هَذِه الثَّلَاثَة وَهُوَ شَاذ. وَأما ابْن الْأَعرَابِي فَجعل وَحده اسْما ومكنه فَقَالَ: جلس وَحده، وعَلى وَحده، وجلسا على وحديهما، وعَلى وَحدهمَا، وجلسوا على وحدهم.

وحِدَةُ الشَّيْء: تَوَحّدُه. وَهَذَا الْأَمر على حِدَتِه وعَلى وَحْدِه.

وَحكى أَبُو زيد: قُلْنَا هَذَا الْأَمر وَحْدَيْنا، وقالتاه وحْدَيهما، وَهَذَا أَيْضا خلاف لما ذكرنَا.

وأوحَدَه النَّاس: تَرَكُوهُ وَحده. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

مطَأطَأةً لم يُنْبِطُوها وإنَّها ... لَيَرضَى بهَا فُرَّاطُها أُمَّ واحِدِ أَي انهم تقدمُوا يحفرونها يرضون بهَا أَن تصير أما لوَاحِد، أَي أَن تضم وَاحِدًا وَهِي لَا تضم اكثر من وَاحِد، هَذَا قَول السكرِي.

والوَحْدُ من الْوَحْش: المُتَوحِّدُ، وَمن الرِّجَال الَّذِي لَا يعرف نسبه وَلَا أَصله.

والتوحيدُ. الْأَيْمَان بِاللَّه وَحده لَا شريك لَهُ. وَالله الأوحَدُ والمتوَحِّدُ وَذُو الوَحدانِيَّةِ.

والمِيحادُ: جُزْء كالمعشار.

والميحادُ: الأكمة المنفردة.

وَذَلِكَ أَمر لست فِيهِ بأوحَدَ، أَي لَا أخص بِهِ.

وَفُلَان لَا واحَدَ لَهُ أَي لَا نَظِير لَهُ.

وَلَا يقوم لهَذَا الْأَمر إِلَّا ابْن إحْداها، أَي كريم الْآبَاء والأمهات، من الرِّجَال وَالْإِبِل. وَقَوله:

حتَّى استثاروا بِي إحْدَى الإحَدِ

لَيْثاً هِزَبراً ذَا سِلاَحٍ مُعْتَدِ

فسره ابْن الْأَعرَابِي بِأَنَّهُ واحِدٌ لَا مثيل لَهُ، يُقَال: هَذَا إحدَى الإحَدِ وأَحَدُ الأحَدِينَ وواحِدُ الآحادِ.

وإحْدَى بَنَات طبق: الداهية، وَقيل: الْحَيَّة، سميت بذلك لتلويها حَتَّى تصير كالطبق.

وَبَنُو الوَحْدِ: قوم من تغلب، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَقَوله:

فَلَو كنتمُ مِنَّا أخَذْنا بأخذِكم ... ولكنَّها الأوحادُ أسفلَ سافِل

أَرَادَ بني الوحَدِ من بني تغلب، جعل كل وَاحِد مِنْهُم أحدا، وَقَوله: أَخذنَا بأخذكم، أَي أدركنا إبلكم فرددناها عَلَيْكُم.

والوحِيدُ: مَوضِع بِعَيْنِه، عَن كرَاع.

والوَحيدُ: نقا من انقاء الدهناء، قَالَ الرَّاعِي:

مَهاريسُ لاقَتْ بالوحيدِ سَحابَةً ... إِلَى أُمُلٍ الغرَّافِ ذاتِ السلاسِلِ

والوُحدانُ: رمال متقطعة، قَالَ الرَّاعِي: حَتَّى إِذا هَبَطَ الوُحْدانَ وانكشفَتْ ... عَنهُ سلاسِلُ رَمْلٍ بَينهَا رُبَدُ

وَقيل الوُحدانُ: اسْم مَوضِع.
Expand
وحد
الوَحَدُ: المُنْفَرِدُ من كلِّ َشْيءٍ، وكذلك الوَحِيْدُ.
ووَحَدَ الشَّيْءُ يَحِدُ حِدَةً. وذلك على حِدَتِه، ويُثَنّي ويُجْمَعُ، وعلى وَحْدِه كذلك.
والوَحْدَةُ: الإنْفِرادُ، وَحُدَ يَوْحُدُ وَحَادَةً ووَحْدَةً، ووَحِدَ مِثْلُه.
والتَّوْحِيْدُ: الإيمانُ باللهِ عزَّ وجَلَّ. وهو نَسِيْجُ وَحْدِه؛ وهما نَسِيْجا وَحْدِهما؛ وهم نُسَجَاءُ وَحْدِهم: وهو المُكْتًفي برَأيْهِ لا يُقارِعُه في الفَضْلِ أحَدٌ. وقيل: وُلِدَ وَحْدَه من غَيْرِ تَوْأمٍ فيكون فيه ضَعْفٌ. والواحِدُ: أوَّلُ عَدَدِ الحِسابِ، وأحَدَ عَشَرَ: يَجْري مَجْرى واحِدٍ في العَدَدِ. والوُحْدَانُ: جَماعَةُ واحِدٍ، والمَوْحَدُ والمَثْنى، وأُحَادُ وثُناءٌ: أي وُحْداناً. والوُحَادُ كالثُّناءِ، والمِيْحادُ كالمِعْشارِ: وهو جُزْءٌ واحِدٌ، وجَمْعُه: مَوَاحِيْدُ.
ولَسْتُ في ذلك الأمْرِ بأوْحَدَ: أي على حِدَةٍ، وفي المُؤنَّثِ: بِوَحْدَاِنَّيةٍ ولا بواحِدَةٍ ولا بمُوْحَدَةٍ، ويقال: وَحْدَاء؛ مَمْدُوْدٌ.
وقيل في قوله:
ولَقَدْ شَهِدْتُ إذا القِدَاحُ تُوُحِّدَتْ
أي كُلُّ رَجُلٍ منهم أخَذَ قِدْحاً لِغَلاءِ اللَّحْمِ. والمَوَاحِيْدُ: الذين يَخْرُجُونَ في الغَزْوِ. والوُحُوْدَةُ: الوَحْدَةُ. والمُوْحِدُ من الغَنَم: التي تَلِدُ واحِداً. ولم أرَ حَيّاً واحِدِيْنَ مِثْلَهم، لأنَّهم يقولون: هما واحِدَانِ؛ للأثْنَيْنِ. وأقَمْنا عندهم لياليَ واحِدَاتٍ.

وحد


وَحَدَ
a. [ يَحِدُ] (n. ac.
وَحْد
وَحْدَةحِدَة [] وُحُوْد), Was alone; was unique.
وَحُدَ
a. [ يَحِدُ] (n. ac.
وَحَاْدَة
وُحُوْدَة)
see I
وَحَّدَa. Reduced to one, made one, unified.
b. Made, regarded as unique; declared one.

أَوْحَدَ
a. [acc. & La], Left, abandoned to.
b. Cut off, isolated from.
c. Brought forth one.
d. see II
تَوَحَّدَa. Was one; was alone; isolated himself; was
unique.
b. [Bi], Was alone in.
c. [acc. & Bi], Protected.
d. see VIII (a)
إِوْتَحَدَ
(ت)
a. Was united; united, assembled.
b. [Bi], Became united to, joined.
وَحْدa. Alone.
b. see 1t & 21
وَحْدَةa. Isolation, loneliness, solitariness; solitude.
b. Singularity, peculiarity, oddity, originality.
c. Unity; oneness.

وِحْدَةa. see 1t (a)
وَحَدa. Alone; sole, single; solitary.
b. Unique, incomparable; singular.

وَحِدa. see 4
أَوْحَدُ
(pl.
أُحْدَان)
a. see 21
مَوْحَدa. Single, separate.

وَاْحِدa. One; single; sole.
b. (pl.
وُحْدَاْن
&
أُحْدَان )
a. Unique, incomparable, peerless.

وُحَاْدa. see 17
وَحِيْدa. see 21 (a) (b).
c. Only (son).
وَحْدَاْنِيَّةa. Unity.
b. Uniqueness, incomparability.

مِوْحَاْد
(pl.
مَوَاْحِيْدُ)
a. Solitary hill.

N. P.
وَحَّدَa. Marked with a single point (letter).

N. Ac.
وَحَّدَa. Belief in the unity of God; unitarianism.
b. Declaration of the same.

N. Ag.
تَوَحَّدَa. see 4
N. Ac.
تَوَحَّدَa. see 1t
إِتِّحَاد
a. Union; concord, harmony; unity.

أُحَادَ مُوْحَدَ
a. One after another, one by one, singly.
أَحَد إِحْدَى
a. see under
أَحَدَ

وَاحِدًا وَاحِدًا
a. One by one.

وَحْدَهُ
a. عَلَى وَحْدِهِ Unaccompanied.

عَلَى حِدَتِهِ
a. Separately.

مِن ذَات حِدَتِهِ
a. or
عَلَى By himself, without help.

هُوَ نَسِيْج وَحْدِهِ
a. He is incomparable, unrivalled.

جَلَسُوا وَحْدَهُمْ
جَلَسُوا عَلَى وَحْدِهِمْ
a. They sat alone, apart.

هُوَ أَوْحَدُ أَهْلِ
زَمَانِهِ
a. He is the paragon of his age.

لَسْتُ فِى هٰذَا الأَمْرِ
بِأَوْحَدَ
a. I am not alone in this matter.
(وحد) الله سُبْحَانَهُ أقرّ وآمن بِأَنَّهُ وَاحِد وَالشَّيْء جعله وَاحِدًا
(وحد) (يوحد) وحدا وحدة ووحدة ووحودا بَقِي مُفردا

(وحد) (يوحد) وحادة ووحودة بَقِي مُفردا
(و ح د) : (أَجِيرُ الْوَحْدِ) عَلَى الْإِضَافَةِ خِلَافُ الْأَجِيرِ الْمُشْتَرَكِ فِيهِ مِنْ الْوَحْدِ بِمَعْنَى الْوَحِيدِ وَمَعْنَاهُ أَجِيرُ الْمُسْتَأْجِرِ الْوَاحِدِ وَفِي مَعْنَاهُ الْأَجِيرُ الْخَاصُّ وَلَوْ حَرَّكَ الْحَاءَ لَصَحَّ لِأَنَّهُ يُقَالُ رَجُلٌ (وَحَدٌ) أَيْ مُنْفَرِدٌ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ
كَأَنَّ رَحْلِي وَقَدْ زَالَ النَّهَارُ بِنَا ... بِذِي الْجَلِيلِ عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ.
وحد
الوحدة: الانفراد، والواحد في الحقيقة هو الشيء الذي لا جزء له البتّة، ثمّ يطلق على كلّ موجود حتى إنه ما من عدد إلّا ويصحّ أن يوصف به، فيقال: عشرة واحدة، ومائة واحدة، وألف واحد، فالواحد لفظ مشترك يستعمل على ستّة أوجه:
الأوّل ما كان واحدا في الجنس، أو في النّوع كقولنا: الإنسان والفرس واحد في الجنس، وزيد وعمرو واحد في النّوع.
الثاني: ما كان واحدا بالاتّصال، إمّا من حيث الخلقة كقولك: شخص واحد، وإمّا من حيث الصّناعة، كقولك: حرفة واحدة.
الثالث: ما كان واحدا لعدم نظيره، إمّا في الخلقة كقولك: الشّمس واحدة، وإمّا في دعوى الفضيلة كقولك: فلان واحد دهره، وكقولك:
نسيج وحده.
الرابع: ما كان واحدا لامتناع التّجزّي فيه، إمّا لصغره كالهباء، وإمّا لصلابته كالألماس.
الخامس: للمبدإ، إمّا لمبدإ العدد كقولك:
واحد اثنان، وإمّا لمبدإ الخطّ كقولك: النّقطة الواحدة. والوحدة في كلّها عارضة، وإذا وصف الله تعالى بالواحد فمعناه: هو الذي لا يصحّ عليه التّجزّي ولا التكثّر ، ولصعوبة هذه الوحدة قال تعالى: وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ [الزمر/ 45] ، والوحد المفرد، ويوصف به غير الله تعالى، كقول الشاعر:
على مستأنس وحد
وأحد مطلقا لا يوصف به غير الله تعالى، وقد تقدّم فيما مضى ، ويقال: فلان لا واحد له، كقولك: هو نسيج وحده، وفي الذّمّ يقال: هو عيير وحده، وجحيش وحده، وإذا أريد ذمّ أقلّ من ذلك قيل: رجيل وحده.
[وحد] الوَحْدَةُ: الانفرادُ. تقول: رأيته وحدَه. وهو منصوبٌ عند أهل الكوفة على الظرف، وعند أهل البصرة على المصدر في كل حال ، كأنك قلت: أوحدته برؤيتي إيحادا، أي لم أر غيره، ثم وضعت وحده هذا الموضع. وقال أبو العباس: يحتمل أيضا وجها آخر وهو أن يكون الرجل في نفسه منفردا، كأنك قلت: رأيت رجلا منفردا انفرادا، ثم وضعت وحده موضعه. ولا يضاف إلا في قولهم: فلانٌ نسيجُ وحدِهِ، وهو مدحٌ. وجُحَيْشُ وحدِهِ وعُيَيْرُ وحدِهِ، وهما ذم. كأنك قلت: نسيج إفراد، فلما وضعت وحده موضع مصدر مجرور جررته. وربما قالوا: رجيل وحده. والواحد: أول العدد، والجمع وحدان وأحدان، مثل شاب وشبان، وراع ورعيان. قال الفراء: يقال أنتم حيٌّ واحدٌ وحي واحِدونَ، كما يقال: شِرْذِمَةٌ قليلون. وأنشد للكميت: فَضَمَّ قَواصيَ الأحياءِ منهم * فقد رَجَعوا كَحَيٍّ واحِدِينا - ويقال: وحَّدهُ وأحَّدَهُ، كما يقال ثنَّاهُ وثلَّثهُ. ورجلٌ وَحَدٌ ووَحِدٌ ووحيد، أي منفردٌ. وتوَّحَدَ برأيه: تفَرَّدَ به. وبنو الوحيد: بطن من العرب من بنى كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وتوحدة الله بصعمته، أي عصَمه ولم يَكِلْهُ إلى غيره. وأوْحَدَتِ الشاةُ فهي موحِدٌ، أي وضعتْ واحِداً، مثل أفَذَّتْ. وفلانٌ واحِدُ دهرِهِ، أي لا نظير له. وفلان لا واحد له. وأوْحَدَهُ الله: جعله واحِدَ زمانه. وفلانٌ أوحَدُ أهلِ زمانِهِ، والجمع أحدان، مثل أسود وسودان، وأصله وحدان. قال الكميت: فباكره والشمس لم يبد قرنها * بأحدانه المستولغات المكلب - يعنى كلابه التى لا مثلها كلاب، أي هي واحدة الكلاب. ويقال: لست في هذا الأمر بأوْحَد، ولا يقال للانثى واحداء. وتقول: أعط كلَّ واحدٍ منهم على حِدَةٍ، أي على حِيالِهِ. والهاءُ عوضٌ من الواخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، أي فُرادى. وقولهم: أُحادَ ووُحادَ وموحد، غير مصروفات، لما ذكرناه في ثلاث. والميحاد من الواحد كالمعشار من العشرة.
و ح د: (الْوَحْدَةُ) الِانْفِرَادُ تَقُولُ: رَأَيْتُهُ (وَحْدَهُ) . وَهُوَ مَنْصُوبٌ عِنْدَ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَى الظَّرْفِ وَعِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَلَى الْمَصْدَرِ فِي كُلِّ حَالٍ كَأَنَّكَ قُلْتَ: (أَوْحَدْتُهُ) بِرُؤْيَتِي (إيِحَادًا) أَيْ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ ثُمَّ وَضَعْتَ (وَحْدَهُ) هَذَا الْمَوْضِعَ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: يَحْتَمِلُ أَيْضًا وَجْهًا آخَرَ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ فِي نَفْسِهِ مُنْفَرِدًا كَأَنَّكَ قُلْتَ: رَأَيْتُ رَجُلًا مُنْفَرِدًا انْفِرَادًا ثُمَّ وَضَعْتَ وَحْدَهُ مَوْضِعَهُ. وَلَا يُضَافُ إِلَّا فِي قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ نَسِيجُ وَحْدِهِ وَهُوَ مَدْحٌ، وَجُحَيْشُ وَحْدِهِ وعُيَيْرُ وَحْدِهِ وَهُمَا ذَمٌّ، كَأَنَّكَ قُلْتَ: نَسِيجُ إِفْرَادٍ فَلَمَّا وَضَعْتَ وَحْدَهُ مَوْضِعَ مَصْدَرٍ مَجْرُورٍ جَرَرْتَهُ. وَرُبَّمَا قَالُوا: رُجَيْلُ وَحْدِهِ. (وَالْوَاحِدُ) أَوَّلُ الْعَدَدِ وَالْجَمْعُ (وُحْدَانٌ) (وَأُحْدَانٌ) كَشَابٍّ وَشُبَّانٍ وَرَاعٍ وَرُعْيَانٍ. وَيُقَالُ: حَيٌّ (وَاحِدٌ) وَحَيٌّ (وَاحِدُونَ) كَمَا يُقَالُ: شِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ. وَيُقَالُ: (وَحَّدَهُ) (وَأَحَّدَهُ) بِتَشْدِيدِ الْحَاءِ فِيهِمَا، كَمَا يُقَالُ: ثَنَّاهُ وَثَلَّثَهُ وَرَجُلٌ (وَحَدٌ) (وَوَحِدٌ) بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا وَ (وَحِيدٌ) أَيْ مُنْفَرِدٌ. (وَتَوَحَّدَ) بِرَأْيِهِ تَفَرَّدَ بِهِ. وَفُلَانٌ (وَاحِدُ) دَهْرِهِ أَيْ لَا نَظِيرَ لَهُ وَفُلَانٌ لَا وَاحِدَ لَهُ. (وَأَوْحَدَهُ) اللَّهُ جَعَلَهُ وَاحِدَ زَمَانِهِ. وَفُلَانٌ (أَوْحَدُ) زَمَانِهِ وَالْجَمْعُ (أُحْدَانٌ) مِثْلُ أَسْوَدَ وَسُودَانٍ وَأَصْلُهُ وُحْدَانٌ. وَيُقَالُ: لَسْتَ فِي هَذَا الْأَمْرِ بِأَوْحَدَ، وَلَا يُقَالُ: لِلْأُنْثَى وَحْدَاءُ. وَتَقُولُ: أَعْطِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى (حِدَةٍ) أَيْ عَلَى حِيَالِهِ. وَجَاءُوا (مَوْحَدَ مَوْحَدَ) وَ (أُحَادَ أُحَادَ) وَ (وُحَادَ وُحَادَ) أَيْ فُرَادَى كُلُّ ذَلِكَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ لِلْعَدْلِ وَالصِّفَةِ. 
[وحد] نه: "الواحد" تعالى هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر، الأزهري: الأحد بنى لنفي ما يذكر معه من العدد كما جاءني أحد، والواحد اسم بني لمفتتح العدد تقول: جاءني واحد من الناس، ولا تقول: جاءني أحد، فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، والأحد ينفرد بالمعنى، وقيل: الواحد من لا يتجزأ ولا يثني ولا يقبل الانقسام ولا نظير له، ولا يجمع هذين الوصفين إلا الله. وفيه: إن الله لم يرض بالوحدانية لأحد غيره، شر أمتي "الوحداني" المعجب بدينه المراتي بعمله، يريد به المفارق للجماعة المنفرد بنفسه، منسوب إلى الواحد. وح: وكان رجلًا "متوحدًا" منفردًا لا يخالط الناس ولا يجالسهم: ومنه في صفة عمر: لقد "أوحدت" به، أي ولدته أمه وحيدًا فريدًا لا نظير له. وفيه: فصلينا" وحدانا"، أي منفردين واحدًا بعد واحد، جمع واحد. وفيه: من يدلني على نسيج "وحده". ومنه في صفة عمر: نسيج "وحده"، من جلس وحده ورأيته وحده أي منفردًا، وهو حال أو مصدر بمعنى أوحدته برؤيتي إيجادًا، وهو أبدًا منصوب، ولا يضاف إلا في ثلاث: نسيج وحده - وهو مدح، وجحيش وحده، وعيير وحده - وهما ذم. غ: أعظكم "بواحدة"، أي بخصلة واحدة وهي أن تقوموا لله أو بأن توحدوا الله. و"الوحيد" بنى على الانفراد عن الأصحاب. و"من خلقت "وحيدًا"" لم يشركني فيخلقه أحد. أو وحيد لا مال له ولا بنين. ك: ليؤذن في السفر مؤذن "واحد"، أي أذانًا واحدًا في الصبح وغيره، وكان ابن عمر يؤذن للصبح في السفر ذانين، وقيد السفر لا مفهوم له لأن الحضر كذلك، والتأذين جماعة أحدثه بنو أمية. ن: على أن "يوحد" الله، بضم تحتية وفتح حاء. وح: فأهل "بالتوحيد"، أي بنفي شريك كان المشركون يهلون به. ط: قوله: لبيك، بيان التوحيد، وهو تعريض لشرك الجاهلية بقولهم: إلا شريك هو لك. ن: إن كنت لابد فاعلًا "فواحدة"، أي لا تفعل وإن فعلت فافعل واحدة. ط: "أحدًا أحد" أي أشر باصبع واحدة لأن الذي تدعو إليه واحد، وأصله وحد. ح: وتكراره للمبالغة، فإن الإشارة باصبعين يوهم إلى اثنين. وح: ليس بينه وبين الطواف "واحد"، كأنه يريد بقوله: واحد، الحائل والسترة، ويريد بالطواف المطاف. ط: أو يعلم ما في "الوحدة" ما أعلم ما سار راكب، "ما" الأولى استفهامية علق العلم، والثانية موصولة بدل من الأولى، والثالثة نافية، والمضرة في الوحدة فوت الجماعة وعدم المعونة خصوصًا للراكب من نفور مركبه وسقوطه في الوهدة سيما في الليل فإن الخطر فيه أكثر ولذا تعرض لليل والركوب.
وحد:
وحدّد: انتمى إلى حزب الموحدين أو انتسب لهم (عبد الواحد 143، ابن الأثير 7:147:11، البربرية 294:1 و311:8 و32:4، 335 وابن صاحب
الصلاة 32 و 57 ... الخ).
أتحدّب: اتحد ذاتياً ب .. (بقطر)؛ وفي محيط المحيط (اتحد الشيئان اتحاداً صارا شيئاً واحداً وذلك كما يختلط الماء بالماء. والشيء اقترن به اتحاد الخمر بالماء).
اتحد مع: تألف (بقطر).
اتحد: التحم، التصق (بقطر).
اتحد: اشترك (بقطر).
اتحد: انظر فيما يأتي اسمي المفعول والمصدر.
وَحْداهم: وردت في (فوك) في مادة solus.
وحدة: حالة الإنسان الوحيد في العالم الذي لا معين له ولا من يحميه (كوسج كرست 7:86).
وحدة: خلوة، حالة الإنسان الذي اعتزل الدنيا (بقطر).
ليلة الوحدة أو ليلة الوحشة: هي الليلة الأولى بعد المآتم (لين عادات مصر 340:2).
الوحدة: وحدة الإمام التامة مع الخالق (المقدمة 12:164:2. انظر البيضاوي 49:2).
الوحدة المطلقة: الوحدة المجردة للخالق مع العالم (المقدمة 4:68:3 و4:70 وما بعده، البربرية 8:416؛ المقري 654:3) في الحديث عن كتاب صوفي لابن الخطيب): تكلم فيه على طريقة أهل الوجوه المطلقة. أخطأ (بقطر) خطأ مؤسفاً حين أدرج هذا الاصطلاح مادة مذهب التالية ( déisme) وأخطأ في كتابة هذه الكلمة بالجيم بدلاً من الحاء ولم يكن هذا من خطأ الطباعة لأنه قد كرره في الاشتقاق الأخر أي في كلمة déiste: إله، ألهاني، عابد الله وحده). وكان الأجدر أن يضعه في مادة وحدة الوجود Panthéisme.
وحدان: وحيد (عبّاد 316:1).
وحداني: وحيد (باين سميث 1598).
وحدانية: خلوة، عزلة (الكالا، باين سميث 1589، بار علي 4447).
وحيد: ناسك (الكالا)
الوحيد: عند البربر هو ما يدعى باللاتينية نبات carthmus carthmus ( ابن البيطار المجلد الثاني 44) وحيداني: وحيد (بار علي 4446).
وحادة، مَنعَى، وحادةٍ = منعىّ واحدٌ: خبر وفاة شخص واحد (معجم مسلم).
واحدٍ. الواحد من الكتّاب: فلان من رجال القلم (دي ساسي كرست 3:55:2). أنت واحدة: إحدى صيغ الطلاق لمَنْ يريد تطليق زوجته (معجم التنبيه).
لواحد: في الوقت نفسه، معاً (فوك).
واحد في واحد: واحد فواحد (فوك).
واحد بواحد: واحد يساوي الآخر (النويري أفريقيا): واحدة بواحدة هذا بيان يقتضي الآخر تماماً (أنظر الجريدة الآسيوية 105:1:1841 أو دي سلان في ترجمة تاريخ البربرية 319:7).
هو أجود واحد: هو أكرم الناس. مثلما يقال هو أفضل رجل أو هذا خير شيء (معجم مسلم).
واحد: نفس: لغاتهم ترجع إلى أصول واحدة (معجم مسلم).
لا - بالواحدة: أبداً (معجم الجغرافيا).
واحدّي: وحيد القرن (جاكسون 38).
توحيد: دين التوحيد (لين عادات مصر 318:1).
توحيد: هو عند الصوفية الاتحاد بالله (بالمقري 568:1 و 571:4 و 588:16 والمقدمة 5:199:1).
مؤحدة: في (محيط المحيط): (والموحد من الحروف ما كان ذا نقطة واحدة كالباء يقال لها موحدة تحتية والنون يقال لها موحدة فوقية). وليس مُوَحَدةَ التي جاءت عند (فريتاج).
موحد: في (محيط المحيط): (والموحد مَنْ يعتقد بوحدانية الله وبه لقب المسلمون. وربما لقب الدروز أيضاً بالموحدين).
متوحد: في (محيط المحيط): (المتوحد المنفرد بنفسه ذو الوحدانية) (بقطر).
اتحاد: وحدة الله مع العالم (مرسنيج
7:3 (ملاحظة الناشر، ص139 سخيفة)).
اتحادي: متحد féderatif ( بقطر).
متحدّ: حقيقي (بقطر، سمهودي 17:147): (قضية ابن عاث متحدة مع ما ذكر ابن النجار).
متحداً: متألف، إلفة متحدة، صداقة حميمة (ابن خلكان 384:1).
متّحد: مصاهر، قريب (بقطر).
متّحد: متحالف confédéré ( بقطر).
متّحد: مرتبط بالصداقة (بقطر).
متحد ب: ملتصق أو ملتحم بشدة (بقطر).
متّحد مع: هو من حزب أو من طائفة أو من التشيعين لفلان.
Expand
و ح د : وَحَدَ يَحِدُ حِدَةُ مِنْ بَابِ وَعَدَ انْفَرَدَ بِنَفْسِهِ فَهُوَ وَحَدٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَكَسْرُ الْحَاءِ لُغَةٌ وَوَحُدَ بِالضَّمِّ وَحَادَةً وَوَحْدَةً فَهُوَ وَحِيدٌ كَذَلِكَ.

وَكُلُّ شَيْءٍ عَلَى حِدَةٍ أَيْ مُتَمَيِّزٌ عَنْ غَيْرِهِ.

وَجَاءَ زَيْدٌ وَحْدَهُ وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ وَحْدَهُ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ مَعْرِفَةٌ أُقِيمَ مُقَامَ مَصْدَرٍ يَقُومُ مَقَامَ الْحَالِ وَبَنُو تَمِيمٍ يُعْرِبُونَهُ بِإِعْرَابِ الِاسْمِ الْأَوَّلِ وَزَعَمَ يُونُسُ أَنَّ وَحْدَهُ بِمَنْزِلَةِ عِنْدَهُ وَالْوَاحِدُ مُفْتَتَحُ الْعَدَدِ يُقَالُ وَاحِدٌ اثْنَانِ ثَلَاثَةٌ وَيَكُونُ بِمَعْنَى جُزْءٍ مِنْ الشَّيْءِ فَالرَّجُلُ وَاحِدٌ مِنْ الْقَوْمِ أَيْ فَرْدٌ مِنْ أَفْرَادِهِمْ وَالْجَمْعُ وُحْدَانٌ بِالضَّمِّ قَالَ 
طَارُوا إلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَوُحْدَانَا
وَأَحَدٌ أَصْلُهُ وَحَدٌ فَأُبْدِلَتْ الْوَاوُ هَمْزَةً وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى.
وَفِي التَّنْزِيلِ {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب: 32] وَيَكُونُ بِمَعْنَى شَيْءٍ وَعَلَيْهِ قِرَاءَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} [الممتحنة: 11] أَيْ شَيْءٌ

وَيَكُونُ أَحَدٌ مُرَادِفًا لِوَاحِدٍ فِي مَوْضِعَيْنِ سَمَاعًا أَحَدُهُمَا وَصْفُ اسْمِ الْبَارِي تَعَالَى فَيُقَالُ هُوَ الْوَاحِدُ وَهُوَ الْأَحَدُ لِاخْتِصَاصِهِ بِالْأَحَدِيَّةِ فَلَا يَشْرَكُهُ فِيهَا غَيْرُهُ وَلِهَذَا لَا يُنْعَتُ بِهِ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى فَلَا يُقَالُ رَجُلٌ أَحَدٌ وَلَا دِرْهَمٌ أَحَدٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ وَالْمَوْضِعُ الثَّانِي أَسْمَاءُ الْعَدَدِ لِلْغَلَبَةِ وَكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ فَيُقَالُ أَحَدٌ وَعِشْرُونَ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ وَفِي غَيْرِ هَذَيْنِ يَقَعُ الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا فِي الِاسْتِعْمَالِ بِأَنَّ الْأَحَدَ لِنَفْيِ مَا يُذْكَرُ مَعَهُ فَلَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا فِي الْجَحْدِ لِمَا فِيهِ مِنْ الْعُمُومِ نَحْوُ مَا قَامَ أَحَدٌ أَوْ مُضَافًا نَحْوُ مَا قَامَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ وَالْوَاحِدُ اسْمٌ لِمُفْتَتَحِ الْعَدَدِ كَمَا تَقَدَّمَ وَيُسْتَعْمَلُ فِي الْإِثْبَاتِ مُضَافًا وَغَيْرَ مُضَافٍ فَيُقَالُ جَاءَنِي وَاحِدٌ مِنْ الْقَوْمِ وَأَمَّا تَأْنِيثُ أَحَدٍ فَلَا يَكُونُ إلَّا بِالْأَلِفِ لَكِنْ لَا يُقَالُ إحْدَى إلَّا مَعَ غَيْرِهَا نَحْوُ إحْدَى عَشْرَةَ وَإِحْدَى وَعِشْرُونَ قَالَ ثَعْلَبٌ وَلَيْسَ لِلْأَحَدِ جَمْعٌ وَأَمَّا الْآحَادُ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ الْوَاحِدِ مِثْلُ شَاهِدٍ وَأَشْهَادٍ قَالُوا وَإِذَا نُفِيَ أَحَدٌ اخْتَصَّ بِالْعَاقِلِ وَأَطْلَقُوا فِيهِ الْقَوْلَ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْأَحَدَ يَكُونُ بِمَعْنَى شَيْءٍ وَهُوَ مَوْضُوعٌ لِلْعُمُومِ فَيَكُونُ كَذَلِكَ فَيُسْتَعْمَلُ لِغَيْرِ الْعَاقِلِ أَيْضًا نَحْوُ مَا بِالدَّارِ مِنْ أَحَدٍ أَيْ مِنْ شَيْءٍ عَاقِلًا كَانَ أَوْ غَيْرَ عَاقِلٍ ثُمَّ يُسْتَثْنَى فَيُقَالُ إلَّا حِمَارًا وَنَحْوَهُ
فَيَكُونُ الِاسْتِثْنَاءُ مُتَّصِلًا وَصَرَّحَ بَعْضُهُمْ بِإِطْلَاقِ أَحَدٍ عَلَى غَيْرِ الْعَاقِلِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى شَيْءٍ كَمَا تَقَدَّمَ وَتَأْنِيثُ الْوَاحِدِ وَاحِدَةٌ بِالْهَاءِ وَيَوْمُ الْأَحَدِ مَنْقُولٌ مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ عَلَمٌ عَلَى مُعَيَّنٍ وَجَمْعُهُ آحَادٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ. 
Expand

وحد

1 وَحَدَ, aor. ـِ (T, L, Msb;) and وَحِدَ, (Lh, M, L, K,) aor. ـْ (Lh) and يَحِدُ; (K;) with the latter aor. , like وَرِثَ, aor. ـِ but وَحِدَ with this aor. is not mentioned by the lexicologists or grammarians [except F]; (MF;) [and its aor. is therefore probably يَوْحَدُ, only, agreeably with analogy, for which reason it seems to be omitted in the M;] and وَحُدَ, (Lh, M, L, Msb, K,) aor. also يَحِدُ; (K;) but this is without a parallel, and without any authority [except F]; (MF;) or يَوْحَدُ; (L;) [but this is also extr., and is probably a mistake for يَوْحُدُ, which is the form agreeable with analogy;] inf. n. حِدَةٌ (T, M, L, Msb, K) and وَحْدٌ (M, L, K) and وَحَدٌ (L) and وَحْدَةٌ, (L, K,) or وُحْدَةٌ, (as in some copies of the K and in the TA) and وُحُودٌ (K) and وَحَادَةٌ (M, L, Msb, K) and وُحُودَةٌ; (K;) He, or it, was, or became, alone, by himself or itself, apart from others; (T, L, Msb;) as also [↓ إِتَّحَدَ; and ↓ توحّد; and] ↓ استوحد; (A:) he was, or became, alone, without anyone to cheer him by his society, company, or conversation: (L:) he remained alone, by himself, apart from others; (Lh, M, L, K;) as also ↓ توحّد. (M, L, K.) See also 5, below.2 وحّدهُ, (inf. n. تَوْحِيدٌ, K,) He made it one; or called it one: (K:) like as one says ثَنَاهُ, and ثَلَّثَهُ: (S, L:) as also أَحَّدَهُ. (TA.) Similar verbs are formed from the other nouns significant of numbers, to عَشَرَةٌ. (Esh-Sheybánee, K.) b2: وحّد لِامْرَأَتِهِ, or عِنْدَهَا, He remained one night with his wife: and in like manner the verb is used in relation to any saying or action. (TA, voce سَبَّعَ.) b3: وحّد اللّٰهَ, inf. n. تَوْحِيدٌ, He asserted, or declared, God to be one: he asserted, declared, or preferred belief in, the unity of God: as also احّدهُ. (T, L.) b4: التَّوْحِيدُ The belief in God alone; (L, K;) in his unity. (L.) 4 اوحد اللّٰهُ جَانِبَهُ [God rendered him solitary]; i. e., he remained alone; (K;) or was made to remain alone. (L.) b2: اوحدهُ لِلْأَعْدَآءِ He left him [alone] to the enemies. (L, K.) b3: اوحدهُ He (God) made him the unequalled one of his time: (S, L, K:) made him to have no equal. (A.) b4: اوحدهُ النَّاسُ The people left him alone, or by himself. (L.) b5: أَوْحَدْتُهُ بِرُؤْيَتِى, inf. n. إِيحَادٌ, [I singled him by my sight;] I saw none save him. (S, L.) b6: اوحدت She (a ewe) brought forth one only: (S, K:) like

أَفَذَّتْ. (S.) b7: اوحدت بِهِ She (a woman) brought him forth an unequalled one. (L, from a trad.) 5 توحّد اللّٰهُ بِعِصْمَتِهِ, (S,) or توحّدهُ بعصمته, (L, K,) God protected him himself, not committing him to the care of another. (S, L, K.) b2: توحّد بَالأَمْرِ He was, or became, alone, without any to share or participate with him, in the affair. (L.) b3: توحّد بِرَأْيِهِ He was, or became, alone, without any to share, or participate with him, in his opinion. (S, L.) b4: See 1.8 إِوْتَحَدَ [اِتَّحَدَ It was, or became, one. And hence, اِتَّحَدَ مَعَهُ He was, or became, one with him in interests &c.] b2: اتّحد It (a number of things, or substances, two and more, KT,) became one. (KT, KL.) See 1.10 إِسْتَوْحَدَ see 1.

حِدَةٌ: see وَحْدٌ. b2: فَعَلَهُ مِنْ ذَاتِ حِدَتِهِ, and عَلَى ذات حدته, and من ذِى حدته, and من ذات نَفْسِهِ, and من ذات رَأْيِهِ, He did it of himself; of his own accord; of his own judgment. (Az, L, K.) وَحْدٌ: see 1, and وَحِيدٌ. b2: رَأَيْتُهُ وَحْدَهُ (S, L, K) I saw him alone. (S, L.) وحد is here an inf. n., having no dual nor pl. (K.) The Koofees hold it to be in the acc. case as an adv. n. of place: the Basrees, as an inf. n., in every instance; as though thou saidst أَوْحَدْتُهُ بِرُؤْيَتِى إِبحَادًا, meaning “ I saw none save him,” and then substituted وحده: or, as Abu-l-'Abbás says, it may mean the man's being himself alone; as though thou saidst رَأَيْتُ رَجُلًا مُنْفَرِدًا اِنْفِرَادًا, and then substituted وحده. (S.) Or it is in the acc. case as a denotative of state accord. to the Basrees [and the grammarians in general]; not as an inf. n., J being in error in what he says on this matter: (IB, K:) the Basrees hold it to be a noun occupying the place of an inf. n. in the acc. case as a denotative of state; like جَآءَ زَيْدٌ رَكْضًا, meaning رَاكِضًا: (IB:) excepting some of them, as Yoo, who holds it to be in the acc. case as an adv. n. of place, for عَلَى وَحْدِهِ, (IB, K,) like عِنْدَهُ: (TA:) and there is a third opinion, that of Hishám; that it is in the acc. case as an inf. n. (L.) Or, (accord. to IAar, L,) it is a noun used as a noun absolutely: (L, K:) so in the dial. of the Benoo-Temeem: (Msb:) you say جَلَسَ وَحْدَهُ, and عَلَى وَحْدِهِ, and جَلَسَا عَلَى وَحْدِ هِمَا, and وَحْدَيْهِمَا, and جَلَسُوا عَلَى وَحْدِهِمْ, [He sat alone, and they two sat alone, and they sat alone]. (L, K.) When not preceded by a prefixed n. [or a prep.], it is always in the acc. case: (Lth, L:) you say, لَا إِلَاَه إِلَّا اللّٰهُ وَحْدَهُ [There is no deity but God alone]: and مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَحْدَهُ [I passed by Zeyd alone]: (L:) [excepting in a few cases, such as the phrases]

قُلْنَا هٰذَا الأَمْرَ وَحْدَيْنَا [We two alone said this thing], and قَالَتَاهُ وَحْدَيْهُمَا [They two women alone said it]; mentioned by Az. (L.) Yousay also, هٰذَا عَلَى وَحْدِهِ, and ↓ عَلَى حِدَتِهِ, This is by itself; (L, K;) and هُمَا عَلَى حِدَتِهِمَا They two are by themselves: and هُمْ عَلَى حِدَتِهِمْ They are by themselves: (L:) and أَعْطِ كُلَّ وَاحِدٍ

مَنْهُمْ عَلَى حِدَتِهِ Give thou to every one of them by himself; syn. على حِيَالِهِ. (S.) The ة in حِدَةٌ is a substitute for the و (S, L) which is cut off from the beginning. (L.) b3: وَحْدٌ, (K,) or ↓ وَحَدٌ, (L,) A wild animal alone, by itself, or apart from others. (L, K.) b4: وَحَدٌ, (K,) or ↓ وَحَدٌ, (L,) A man whose lineage and origin are unknown. (Lth, L, K.) b5: وَحْد is used as the complement of a prefixed n. only in the following phrases: (A'Obeyd, S, L:) هُوَ نَسِيجُ وَحْدِهِ, which is an expression of praise; (S, L, K;) meaning, (tropical:) He is one unequalled; one who has no second: (L:) or he is a man of right judgment: you say also هُمَا نَسِيجَا وَحْدِهِمَا, and هُمْ نُسَجَآءُ وَحْدِهِمْ, and هِىَ نَسِيجَةُ وَحْدِهَا, and هُنَّ نَسَائِجُ وَحْدِهِنَّ: (Lth, L:) [see art. نسج:] it is as though you said نَسِيجُ إِفْرَادٍ: you put وحده in the place of an inf. n. in the gen. case: (S:) and رَجُلُ وَحْدِهِ, (IAar, L,) and رُجَيْلُ وَحْدِهِ, (S, L,) [A man unequalled; who has no second, and a little man (probably meaning the contr.) &c.]: and قَرِيعُ وَحْدِهِ A man with whom no one contends in excellence: (Lth, L:) and عُيَيْرُ وَحْدِهِ, and جُحَيْشُ وَحْدِهِ, which are expressions of dispraise; (S, L, K;) meaning, (tropical:) One who does not consult, nor mix with, any one, and who is contemptible and weak: (Sh, L:) وَحْد being used in the manner of an inf. n., not being an epithet nor an enunciative so as to be in concordance with the preceding noun, would be more properly in the acc. case; but the Arabs use it in these instances as the complement of a prefixed n.: (Lth, L:) these expressions are indeterminate: for the Arabs say, رُبَّ نَسِيجِ وَحْدِهِ قَدْ رَأَيْتُ (tropical:) [Few unequalled men have I seen]. (Hishám, Fr., L.) وَحَدٌ: see وَحْدٌ and وَحِيدٌ.

وَحِدٌ: see وَحِيدٌ.

وَحْدَةٌ The state of being alone, or apart from others; solitariness; solitude. (Sb, S.) See 1. b2: وَحْدَةُ القَبْرِ [The solitude of the grave]. (A.) b3: [لَيْلَةُ الوَحْدَةِ The night of solitude; the first night after burial: so called because the soul is believed to remain in the grave during this night, and then to depart to the place appointed for the residence of good souls until the last day, or to the appointed prison in which wicked souls await their final doom. See also لَيْلَةٌ الوَحْشَةِ.]

وَحْدَانِيَّةٌ The unity of God: (L, K: *) as also أَحْدِيَّةٌ. (Msb.) وَحْدَانِيٌّ One who is singular in his religious opinions; who separates himself from the general body of believers: a rel. n. from الوَحْدَةُ; the ا and ن being added to give intensiveness to the signification. (L.) وُحَادَ: see مَوْحَدَ.

وَحِيدٌ (S, L, Msb, K) and ↓ مُتَوَحِّدٌ (L, K) and ↓ وَحَدٌ and ↓ وَحِدٌ (S, L, Msb, K) and ↓ وَحْدٌ (M, L) and ↓ وَاحِدٌ (L) A man alone; by himself; apart from others; solitary; lonely: (S, M, L, Msb, K;) as also أَحَدٌ: (M, L, K:) or, accord. to Az, one should not say رَجُلٌ أَحَدٌ, nor دِرْهَمٌ أَحَدٌ, nor شَىْءٌ أَحَدٌ, though some of the lexicologists assert that أَحَدٌ is originally وَحَدٌ: for أَحَدٌ is an epithet applied to God alone: (L:) the fem. epithet used in this sense is وَحِدَةٌ: (K:) and ↓ وَاحِدٌ in this sense receives the dual form: and the pl. is وُحْدَانٌ and أَحْدَانٌ and وِحَادٌ. (L.) رَجُلٌ وَحِيدٌ A man who has no one to cheer him by his society, conversation, or company. And ↓ رَجُلٌ مُتَوَحِّدٌ A man who remains alone, by himself, apart from others, or solitary, not mixing with other people, not sitting with them. (L.) See also وَحْدٌ.

وَاحِدٌ One; the first of the numbers: (S, L, Msb, K:) syn. [in many cases, which will be shown below,] with أَحَدٌ: (K:) [and one alone: a single person or thing:] fem. وَاحِدَةٌ: (L, Msb:) it sometimes receives the dual form; (L, K;) as in the expression إِلْتَقَيْنَا وَاحِدَيْنِ [We met, we being each of us one alone]; cited from a poet by IAar: or the dual form pertains to it in another sense, explained below, namely “ alone: ” (L:) pl. وَاحِدُونَ (S, L, K) and وُحْدَانٌ and أُحْدَانٌ; (S, L;) in the last of which, أ is substituted for و because of the dammeh: (L:) one says, أَنْتُمْ حَىٌّ وَاحِدٌ, and حَىٌّ وَاحِدُونَ, (Ye are one tribe, L) like as one says شِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ: (Fr, S, L:) آحَادٌ may also be a pl. of وَاحِدٌ [and therefore originally أَوْحَادٌ,] like as أَشْهَادٌ is pl. of شَاهِدٌ. (Th, Msb.) Its proper signification is A thing having no subdivision: and it is secondarily applied to any existing thing; so that there is no number to which it may not be applied as an epithet; wherefore one says, عَشَرَةٌ وَاحِدَةٌ [One ten], and مِائَةٌ وَاحِدَةٌ [One hundred]. (Er-Rághib.) It is interchangeable for أَحَدٌ when used as an epithet applied to God; and in certain nouns of number. [See art. أحد.] In most cases differing from these two, there is a difference in usage. The latter is used in affirmative phrases as a prefixed noun only, governing the noun which follows it in the gen. case; and is used absolutely in negative phrases: whereas the former is used in affirmative phrases as a prefixed n. and otherwise. (Msb.) [See, again, art. أَحد.] b2: ↓ لَسْتُ فِى هٰذَا الأَمْرِ بأَوِْحَدَ I am not alone, without a parallel, or watch, in this affair: (S, * L, K: *) or simply, I am not alone in it. (T, L.) The fem. وَحْدَآءُ is not used. (S, L.) b3: أُحْدَانٌ, the pl. of ↓ اوحد, is applied by a poet to dogs having no equals or matches. (S, L.) b4: فُلَانٌ لَا وَاحِدَ لَهُ Such a one has no equal, like, parallel, or match. (S, M, L.) b5: Also, One that has no equal; one unequalled. (L.) b6: فُلَانٌ وَاحِدُ دَهْرِهِ Such a person is the unequalled one of his age. (S, L.) And in like manner, (TA,) أَهْلِ زَمَانِهِ ↓ فُلَانٌ أَوْحَدُ (S, L) Such a person is the unequalled one of the people of his time. (TA.) The pl. of ↓ اوحد [as well as of واحد in the same sense] is أُحْدَانٌ, (originally وُحْدَانٌ, S) like as سُودَانٌ is pl. أَسْوَدُ. (S, L.) b7: وَاحِدُ أُمِّهِ [An unequalled son of his mother], is an indeterminate expression, like نَسِيجُ وَحْدِهِ, q. v. (Hishám, Fr. L.) b8: Also, A man pre-eminent in knowledge or science, or in valour in war, (L, K [in the CK, for بَأْس is put ناس]) or in other qualities; as though having no equal, and thus being alone: (L:) pl. وُحْدَانٌ and أُحْدانٌ. (L, K.) b9: الوَاحِدُ and الأَحَدُ (T, L) and ↓ الأَوْحَدُ and ↓ المُتَوَحِّدُ, (M, L, K,) epithets applied to God, The One, the Sole; He whose attribute is unity: (M, L, K:) or the first signifies the One in essence, who has no like nor equal; and the second, the One in attributes, beside whom there is no other: or the first, the One who is not susceptible of division into parts or portions, nor of duplication, and who has no equal nor like: (TL:) or the One who has ever been alone, without companion: (IAth, L:) and there is no being but God to whom the first and second of these epithets are applicable together, or to whom the second is applicable alone. (T, L.) See also أَحَدٌ, in art. أحد. b10: الإِنْسَانُ وَالفَرَسُ وَاحِدٌ فِى الجِنْسِ The human being and the horse are one in genus. And زَيْد وَعَمرْوٌ وَاحِدٌ فِى النَّوْعِ Zeyd and 'Amr are one in species. (Er-Rághib.) b11: وَاحِدٌ Singular, as opposed to plural: pl. وُحْدَانٌ. (The lexicons, passim.) b12: أَصْحَابِى وَأَصْحَابُكَ وَاحِدٌ [Thy companions and my companions are one and the same]. And الجُلُوسُ وَالقُعُود وَاحِدٌ [الجلوس and القعود are one and the same]. (L.) b13: See وَحِيدٌ. b14: حَادِىَ عَشَرَ, masc., and حَادِيَةَ عَشْرَةَ, fem., Eleventh. In this case, [and in similar instances, as حَادِى وَعِشْرُونَ Twentyfirst, &c.,] حادى and حادية are formed by transposition from وَاحِدٌ and وَاحِدَةٌ, by putting the first radical letter after the second. [When without the article, it is indecl.: but when rendered determinate by the article, the first word is decl.] You say, هُوَ حَادِىَ عَشَرَهُمْ [He is the eleventh of them]: and اليَوْمُ الحَادِى عَشَرَ [The eleventh day]: and اللَّيْلَةُ الحَادِيَةُ عَشْرَةَ [The eleventh night]. (ISd, L.) [The rules respecting حَادِىَ عَشَرَ and its fem. are the same as those respecting ثَالِثَ عَشَرَ and its fem., explained in art. ثلث, q. v.] b15: بِوَاحِدَةٍ signifies i. q. فَقَطْ: and is often used in the sense of البَتَّةَ. (MF, voce ذُرُّوحٌ.) إِحْدَى: see art. أحد.

أُحَادَ: see مُوْحَدَ.

أَوْحَدُ: see وَاحِدٌ.

مُوحِدٌ A ewe bringing forth, or that brings forth, one ewe only. (S, K.) [See مُغْرِدٌ.]

مَوْحَدَ and ↓ وُحَادَ and أُحَادَ [used adverbially] are imperfectly decl. because of their having the quality of an epithet and deviating from their original form, (S, L,) which is وَاحِدًا: (L, K:) or because they differ from their original both as to the letter and the meaning; the original word being changed as above stated, and the meaning being changed to وَاحِدًا وَاحِدًا: (S, L:) you say دَخَلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ, (S, L, K,) [and وُحَادَ وُحَادَ,] and أُحَادَ أُحَادَ, (L, K,) They entered one [and] one, [one and one]; or one [by] one, [one by one]; (K;) or one at a time; one after another. (S, L.) مُوَحَّدَةٌ, (not مُوحَدَةٌ,) conv. term in lexicology, Having one diacritical point; one-pointed: an epithet added to باء to prevent its being mistaken for تاء, ثاء, or ياء. (The lexicons, passim.)]

مِيحَادٌ One of several hills, such as are called أَكَمَات, separate or remote, one from another: pl. مَوَاحِيدُ. (L, K.) F remarks, that J is in error in saying, المِيحَادُ مِنَ الوَاحِدِ كَالمِعْشَارِ مِنَ العَشَرَةِ: (TA:) but the meaning of this is, that it denotes one part or portion; like as مِعْشَارٌ signifies one of ten: (L:) [i. e., the former signifies one of several things whereof each is alone, or by itself:] and the same explanation is given by [several] old authors. (TA.) [In one copy of the S, instead of العَشَرَة, I find العُشْر; which affords a good sense, i. e., that ميحاد, is syn. with وَاحِدٌ; and may be the true reading.]

مُتَوَحِّدٌ: see وَحِيدٌ and وَاحِدٌ.
Expand
وحد
وحَدَ يحِد، حِدْ، وَحْدًا ووَحْدَةً وحِدَةً ووُحودًا، فهو أوحدُ
• وحَد الشَّخصُ: انفرَد بنفسه "وحَد الرَّجلُ في بيته". 

وحُدَ يوحُد، وَحادَةً ووُحودةً، فهو واحِد ووحيد
• وحُد الشَّخصُ: بقِي مُفردًا "وحُد العددُ- {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} ". 

وحِدَ يوحَد، وَحْدًا ووَحْدَةً وحِدَةً، فهو وحيد
• وحِد الشَّخصُ: وحُد؛ بقي مُفْردًا. 

اتَّحدَ/ اتَّحدَ بـ يتَّحد، اتِّحَادًا، فهو مُتَّحِد، والمفعول مُتَّحَد به
• اتَّحد الشَّخصُ: انفرد.
• اتَّحدت الأشياءُ: اندمجت، صارت شيئًا واحدًا "اتّحدت الخيوطُ: صارت خيطًا واحدًا".
• اتَّحد القومُ: اتّفقوا أو انضمّوا إلى وحدة يجمعهم فيها نوع العمل أو الخطّ السّياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ "اتحدَتْ الآراء- اتّحاد العمّال/ المحامين- اتّحدوا ضدّ العدُوّ- في الاتّحاد قوّة".
• اتَّحد بفلان: اجتمع به. 

توحَّدَ/ توحَّدَ بـ يتوحَّد، تَوَحُّدًا، فهو مُتوحِّد، والمفعول مُتوحَّد (للمتعدِّي)
• توحَّد الشَّخصُ: أقام وحده، وانفرد بنفسه "توحَّد ليستطيع العمل- توحَّد في داره منصرفًا إلى الكتابة- توحَّد الرَّاهب لينقطع عن النّاس تعبُّدًا لله".
• توحَّدهُ اللهُ بعصمته: عصمه ولم يكِلْهُ إلى غيره.
• توحَّد اللهُ بربوبيَّته وجلاله وعظمته: تفرَّد بها "توحَّد برأيه". 

وحَّدَ يوحِّد، توحيدًا، فهو مُوحِّد، والمفعول مُوحَّد
• وحَّد المناهِجَ المدرسيَّة: جعلها واحدةً "وحّد الأهدافَ/ الدُّيونَ/ الجهودَ- برامج تعليميّة موحَّدة" ° توحيد الكلمة: الإجماع، الاتفاق على كلمة واحدة.
• وحَّد القومَ: جمع بينهم، صيَّرهم صفًّا واحدًا "وحّد الجيشَ- توحيد الصُّفوف".
• وحَّدَ اللهَ سبحانَهُ: أقرّ وآمن بأنَّه واحد، قال: لا إله إلا الله "وحّد اللهَ ولم يُشرك به شيئًا- إنَّه من المُوَحِّدين". 

آحاد [جمع]: مف أحد
• الآحاد: (جب) المرتبة التي إذا وُضع فيها العدد المفرد كان مساويًا قيمته المطلقة ويقابل العشرات والمئات ° جاءوا آحاد: واحدًا واحدًا.
• حديث الآحاد/ خبر الآحاد: (حد) ما رواه واحد من الصحابة أو واحد من تابعيهم، ولا يأخذ به الفقهاء إذا لم تثبت لهم صحّتُه من طريق آخر. 

أُحادُ [مفرد]: واحدًا واحدًا أو فردًا فردًا معدول عن واحدًا واحدًا بالتكرار، يستوي فيها المذكّر والمؤنّث، وهي ممنوعة من الصرف "جاءوا أُحادَ- جاءوا أُحادَ أُحادَ". 

أُحاديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أُحادُ: "صراع أُحاديّ".
2 - ما يدلّ على المفرد الواحد ° عالَم أحاديّ القطب: يخضع لسيطرة قوة واحدة- إعلام أحاديّ: يخدم وجهة نظر واحدة- أُحاديّ الذَّرَّة: ذو ذرَّة واحدة- أُحاديّ اللُّغَة: معبَّر عنه بلغة واحدة فقط، أو
 مَنْ يعرف أو يستخدم لغة واحدة فقط- كلمة أُحاديَّة المقطع: ذات مقطع واحد- الخطّ الأُحاديّ: الخطّ الحديديّ المفرد- زواج أُحادِيّ: حالة يكون فيها الشَّخص متزوِّجًا من امرأة واحدة فقط- صورة أحاديَّة اللّون: لوحة مرسومة بظلال مختلفة من نفس اللون. 

أحاديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أُحاد: "كلمة أحادية المقْطَع: ذات مقطع واحد" ° صورة أحاديَّة اللّون: لوحة مرسومة بظلال مختلفة من نفس اللّون.
2 - مصدر صناعيّ من أُحاد: تفرّد وزعامة وسيطرة "هيمنت الأحاديّة الأمريكية على العالم".
• أُحاديّة الزواج: زواج الرجل بامرأة واحدة فقط "ينادي دُعاة الحريَّة بأحاديّة الزواج في المجتمعات النامية". 

أَحَد1 [مفرد]: ج آحاد، مؤ إحدى:
1 - اسم عدد بمعنى واحد للغلبة وكثرة الاستعمال، يوافق المعدود في التذكير والتأنيث تركيبًا وعطفًا، ولا يحتاج إلى تمييز في حالة الإفراد " {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} - {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} ".
2 - اسم لكلِّ من يصلح أن يُخاطب (في سياق النفي أو الاستفهام) يقع على الذكر والأنثى "ما أتى أحد الثلاثة- هل في الدَّار أحدٌ؟ - {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} ".
3 - واحد لا نظير له " {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ".
• الأحَد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الفرد الذي لا شبيه له ولا نظير، المُنفرِد بوحدانيَّته في ذاته وصفاته "الله الواحد الأحد- {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ".
• أَحَد عَشَر: عدد مركّب من أحد وعشر يلي عشرة ويسبق اثني عشر، مبنيّ على فتح الجزأين " {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} ". 

أَحَد2 [مفرد]: ج آحاد وأُحْدان وأَحَدون
• الأحد: ثاني أيّام الأسبوع، يأتي بعد السبت ويليه الإثنين "لا يعمل الأوربيّون أيّام الآحاد". 

أوحدُ [مفرد]: ج أُحْدان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وحَدَ ° فلان أوحدُ زمانه: لا نظير له- لست في هذا الأمر بأوحد: لا أُخَصّ به.
• اللهُ الأوحدُ: ذو الوحدانيّة لا يشركه أَحَدٌ. 

اتِّحاد [مفرد]:
1 - مصدر اتَّحدَ/ اتَّحدَ بـ ° اتّحاد الكلمة.
2 - انضمام مُقاطعتين أو أكثر في دولةٍ واحدة "اتّحاد الإمارات العربيَّة" ° رمز اتّحاد: شعار أو صورة على علم ترمز إلى اتّحاد دولتين أو أكثر.
3 - انضمام عُمّال أو غيرهم في وحدة تجمعهم "اتّحاد الكُتّاب العرب/ المنتجين/ البريديّين" ° اتّحاد الطَّلَبَة: تنظيم في جامعة أو كلِّيَّة يُوَفِّر التَّسهيلات والمرافق للتَّرويح، مبنى يشتمل على تلك المرافق.
4 - (جر) اتّحاد من الشركات أو المؤسسات التي تجتمع بهدف تقليل المنافسة والسيطرة على الأسعار.
5 - (سف) امتزاج شيئين أو أكثر في كلّ متّصل الأجزاء، ومنه اتّحاد النَّفس والبدن "مبدأ الاتّحاد والحلول".
• اتِّحاد جُمْرُكيّ: (جر) منظمة دوليّة تهدف إلى إلغاء القيود الجمركية على البضائع المتبادلة بين الدول الأعضاء، وتشريع سياسة تعريفة جمركية موحدة من أجل الدول غير الأعضاء.
• الاتِّحاد الأوربيّ: (سة) اتِّحاد أوربيّ إقليميّ أنشئ بمقتضى معاهدة ماستريخت في عام 1993م، يهدف إلى تأكيد هويَّة الاتِّحاد على المستوى الدَّوليّ، وعن طريق سياسة خارجيّة مشتركة، وإقامة اتِّحاد فيدراليّ، والتَّحرير الكامل لحركة السِّلع والخدمات، وتحقيق الوحدة النقديَّة (اليورو) وإقامة بنك مركزيّ أوربيّ.
• اتِّحاد كونفدراليّ: (سة) اتفاق ينشأ بين دولتين أو أكثر، على أن تحتفظ كُلُّ دولة بشخصيتها الدوليَّة.
• اتِّحاد المغرب العربيّ: (سة) اتحاد يضمّ كُلاًّ من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وتمّ هذا الاتحاد بموجب اتفاقية كازابلنكا في عام 1989م وأراد أن يكون له قوة اقتصادية، ولهذا الاتحاد مجلس رئاسة وأمانة سر دائمة ومجلس لوزراء الخارجيّة.
• اتِّحاد التَّسليف: (قص) جمعية تعاونية تُؤسس بغرض إمداد أعضائها بالسُّلف والقروض بفائدة معقولة.
 • اتِّحاد كيميائيّ: (كم) تفاعل كيميائي بسيط تتّحد فيه العناصر لتكوين المركّبات، وهو عبارة عن تآلف وثيق بين ذرّات جسمين بسيطين أو أكثر بنسبة ثابتة، ويكون الجسم المركّب الناشئ مختلفًا تمامًا عن مركّباته كالماء وهو اتّحاد من أُكسجين وهيدروجين. 

اتِّحاديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى اتِّحاد: "الحكومة الاتّحاديّة للولايات المتحدة" ° حكومة اتّحاديَّة: حكومة فِدْراليّة؛ حكومة مركزيَّة لاتّحاد مجموعة ولايات أو أقطار تعترف بسيادة سلطة مركزيّة، وتحتفظ ببعض القوى الحكوميّة الباقية.
2 - نقابيّ، من كان عضوًا في مُنظمة أو جماعة.
3 - من يناصر سياسيًّا اتّحاد قُطريْن أو أكثر. 

اتّحاديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اتِّحاد.
2 - مصدر صناعيّ من اتِّحاد: نظام دولة تكون فيها الصّلاحيّات الدُّستوريَّة مشاركة بين حكومة مركزيّة وجماعات محلّيّة تتألَّف منها تلك الدَّولة "اتحاديّة اندماجيّة". 

توحيد [مفرد]: مصدر وحَّدَ.
• التَّوحيد:
1 - الإيمان بالله تعالى وحده لا شريك له ° مَعالِمُ التَّوحيد: أماكن العبادة من مساجد وغيرها عند المسلمين.
2 - (سف) تجريد الذَّات الإلهيّة عن كلِّ ما يُتصوَّر في الأفهام ويُتَخيّل في الأوهام والأذهان.
• علم التَّوحيد: (سف) علم الكلام، وهو العلم الذي يبحث في الإلهيّات والنبوّات والسمعيّات.
• مذهب التَّوحيد: (سف) القول بإله واحد.
• توحيد النَّمط: (قص) اقتصار المنشآت على إنتاج نموذج واحد، أو نماذج قليلة من كلّ سلعة لتوفير الإنتاج. 

توحيديَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى توحيد: "الدِّيانات/ الرِّسالات/ الاعتقادات التوحيديَّة".
• نزعة توحيديّة: (دن) نزعة تتعلّق بالإيمان بالله الواحد الأحد وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرِّه. 

حِدَة [مفرد]: مصدر وحَدَ ووحِدَ ° بقِيَ على حِدَته: أي متمِّيزًا عن غيره- عاش على حِدَة: منفردًا، في عُزْلة- فعله من ذات حِدَته: من ذات نفسه ورأيه- كلّ على حِدَة/ على حِدَة: منفردًا. 

مُتَّحِد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اتَّحدَ/ اتَّحدَ بـ.
2 - من كان بينه وبين آخر اتّفاق وانسجام "شركاء مُتّحِدُون".
3 - ما كان بينه وبين غيره وحدةٌ معيَّنة "الإمارات العربيّة المتّحِدَة- هيئة الأمم المتّحِدة- المملكة المتّحِدة".
4 - (هس) واقع في المستوى ذاته "خطوط مستقيمة متَّحدَة المستوى". 

مُوحَّد [مفرد]: اسم مفعول من وحَّدَ.
• التَّرقيم الدَّوليّ المُوحَّد للكتاب: نظام يأخذ بمقتضاه كلّ كتاب يصدر ترقيمة تسلسليّة معيَّنة لا يأخذها أي كتاب آخر.
• الفهرس المُوحَّد: الفهرس الذي يضمّ فهارس عِدّة مكتبات تابعة لهيئة واحدة. 

واحِد [مفرد]: ج واحِدون وأُحْدان ووُحْدَان:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وحُدَ.
2 - فرد من أفراد الشَّيء أو القوم وغير ذلك، جزء من الشَّيء "أتوا زُرافاتٍ ووُحدانًا- بالحرف الواحد: حرفيًّا، دون تغيير- أخذ موزةً واحدة- هم يَدٌ واحدة على عدوِّهم- *فقد رجَعُوا كَحَيٍّ واحدينا*" ° بضربة واحدة: بسرعة- شربه دفعة واحدة: في جرعة واحدة- صفّ واحد: صفّ من أشخاص أو حيوانات تتحرَّك الواحد خلف الآخر- على طريق واحدة: على نمط ثابت- لا واحد له: لا نظير له ولا شبيه- هو واحد عصره/ هو واحد دهره- هو واحدُ قومه: المتقدّم بينهم في العلم أو الفضيلة أو نحوهما، لا نظير له- واحدًا واحدًا: بالتتالي- واحدة بواحدة: شيئًا بشيء- يد واحدة: مجتمعون، متَّفقون، متعاونون.
3 - (جب) اسم عدد أصلي دون الاثنين، وهو أوّل عدد الحساب "السَّاعة الواحدة".
• الواحد:
1 - اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الفرد الذي لا شريكَ له، ولا شيءَ قبله ولا يجري عليه حُكم العَدَد، الذي لا يتجزَّأ ولا يتثنَّى " {وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} ".
2 - (سف) الأحد، الكائن بذاته من جهة مبدأ الوجود أو الفكر. 

واحديَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من واحِد.
• الواحديَّة: (سف) مذهب يرُدّ الكونَ كلَّه إلى مبدأ
 واحد، كالرُّوح المحض، أو كالطَّبيعة المحضة أو كالمادّة الصّرفة. 

وَحادة [مفرد]: مصدر وحُدَ. 

وَحْد [مفرد]:
1 - مصدر وحَدَ ووحِدَ.
2 - منفرد (لا يُثنّى ولا يُجمع) "الله وَحْده- يدٌ وَحْدها لا تصفق" ° هو قريع وَحْده: أي لا يقارعه في الفضل أحد- هو نَسيج وَحْده: لا ثاني له، لا مثيل له، وتقال في المدح.
3 - رجل لا يُعْرفُ نسبه وأصلُه. 

وَحْدانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وَحْدَة: على غير قياس.
2 - مفارقٌ للجماعة، منفردٌ بنفسه "فتًى خجولٌ وَحْدانيّ". 

وَحْدانيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من وَحْدَة.
• الوَحْدانيَّة:
1 - من صفات الله تعالى، وتعني تفرُّدَه تعالى في ماهيّته وصفات كماله "وَحْدانيّة الله".
2 - (دن) إيمان بوجود إله واحد خالق لكلّ الكون. 

وَحْدَة [مفرد]: ج وَحَدات (لغير المصدر) ووَحْدات (لغير المصدر):
1 - مصدر وحَدَ ووحِدَ ° وَحْدَة الوجود: مذهب يقول إنّ الله والعالم حقيقة واحدة- وَحْدَة طائفيّة.
2 - عُزلة وانفرادٌ بالنفس "عاش في وَحْدةٍ وانعزال- الوَحْدَة خير من جليس السُّوء".
3 - (سة) اتّحاد قطرين أو أكثر في الرِّئاسة والسِّياسة والجيش والاقتصاد والإدارة فتصبح بموجبها دولة واحدة "الوَحْدة العربيّة".
4 - (طب) مقدار أو جرعة من مادّة دوائيّة، كعقّار أو طُعم، لازمة لإحداث تأثير معين.
5 - (فز) كميّة متّخذة قياسًا مشتركًا لسائر الكميّات الأخرى التي هي من ذات النوع، فالمتر مثلاً وحدة لقياسات الطول، والجرام وحدة لقياسات الوزن "وَحْدة صرفية/ قاموسيّة- وَحْدة حراريَّة: وحدة لقياس الحرارة وقيمة الطاقة الناتجة عن تناول الطعام، سُعْر".
• وحدة معالجة مركزيَّة: (حس) الجزء الرئيسيّ من الحاسب الذي يحتوي على الدوائر التي تتحكّم في التعليمات وتترجمها وتنفذها.
• الوَحْدَة العضويَّة: (دب) ترابط منطقيّ أو جماليّ أو قصصيّ بين أجزاء العمل الأدبيّ المكتمل.
• منظمة الوَحْدَة الأفريقيَّة: (سة) منظمة تضمّ جميع الدول الأفريقية وتسعى لتدعيم التعاون فيما بينها.
• الوَحْدة الفلكيَّة: (فك) معدّل بُعد الأرض عن الشَّمس ويساوي 149.500.000كم.
• وحدة النَّقد: (قص) وزن ثابت من معدِن معيَّن العيار يحدّده المشرِّع.
• وَحْدة المسكن: (نت) أن يكون للنبات أزهار ذكريّة وأزهار أنثويّة في نبتة واحدة.
• الوَحْدة المربَّعة: (هس) مربَّع طول أحد أضلاعه وحدةٌ من وحدات القياس الطُّوليّ، كالذّراع المربّعة، وهي مربّعٌ كلُّ ضلع من أضلاعه ذراعٌ واحدة. 

وَحْدَويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وَحْدَة: على غير قياس "أساس/ تجمُّع وَحْدويّ".
2 - (سة) من يدعو لاتّحاد قطرين أو أكثر وتكوين دولة واحدة، أو يركز على أهميّة التوحُّد في المسار والأهداف والمصالح. 

وَحْدَويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وَحْدَة: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من وَحْدَة.
3 - (سة) مذهب سياسيّ يدعو إلى توحيد قطرين في دولة واحدة. 

وُحود [مفرد]: مصدر وحَدَ. 

وُحودة [مفرد]: مصدر وحُدَ. 

وحيد [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وحُدَ ووحِدَ: حزين، بائس؛ منفرد بنفسه، لا أصدقاء له.
2 - من ليس له أخٌ أو أخت "وحيدُ أبويه" ° الابن الوحيد: لقب السيد المسيح عليه السلام، أو الذي لا أخ له.
• وحيد القرن: (حن) الكركَدَّن، حيوان ثدييّ من ذوات الحافر، عظيم الجثة، كبير البطن، قصير القوائم، غليظ الجلد، له قرن واحد قائم فوق أنفه ويتغذى على العشب.
• القصَّة وحيدة الحدث: (دب) نوع من السَّرد النَّثري الخياليّ يتميَّز بمعالجته لحدث واحد قد يبدو غريبًا وإن كان واقعيًّا ممكنًا، كما يتميَّز باحتوائه على تحوُّل فجائيّ لسيْر الأحداث قبل نهاية القصة.
• وحيد الذَّرَّة: (كم) جسم لا تحوي جزيئاته إلا ذرَّة واحدة

منه كجزيئات الغازات النّادرة.
• وحيد الخليّة: (نت) ذو خليّة واحدة "نباتات وحيدة الخلية".
• وحيد السَّداة: (نت) الذي يكون ذا عضو تذكير واحد.
• وحيد الشِّقّ/ وحيد الجنس: (نت) نعت للزهرة التي تكون من شق واحد إمّا ذكريّ وإمّا أنثويّ.
• وحيد الفَلقَة: (نت) نعت أو اسم لكل نبات له فلقة واحدة.
• وحيد المسكن: (نت) اسم لنبات تكون أزهاره ثنائيَّة الشّقّ ومحمولة على فرد واحد، أيّ أن له أزهارًا ذكريَّة. وأزهارًا أنثويَّة في نبتة واحدة.
• وحيد السَّنام: جمل بحدبة واحدة. 
Expand
(وحد)
(وحد) - في الحديث: "أنه رَأى سَعدًا - رضي الله عنه - يُشِيرُ في الصَّلاَةِ بِإصْبَعَين، فقال: أحِّدْ أحِّدْ"
: أي لا تُشِرْ إلّا بِإصْبَعٍ واحِدَةٍ، من الوَحْدَةِ، والوَاحِد وَالوَحِيد.
- ومنه قول عائشة لِعُمَر - رضي الله عنهما -: "لِلّهِ أُمٌّ حَفَلَت علَيه لقد أَوْحَدَتْ به"
: أي وَلدَته وجاءتْ به فَرِيدًا وحِيدًا لا نَظِيَر له، كما يُقالُ: أذْكرتْ وآنثَتْ؛ إذَا وَلدَت ذكراً أو أنثَى.
- ذكر الزمخشري أنّ في الحديث: "أنّ الله تعالى لمَ يْرضَ بالوحدانِيَّة لأحَدٍ غَيرْه، شِرارُ أمَّتِى الوَحْدانِيُّ المُعْجِب بدِينِه المُرائِي بعَمَلِه".
يعنى المُفارِقَ للجَماعة.
- في الحديث : "لَتُصَلُّنَّ وُحْدانًا"
جمع واحِد، كَراكِبٍ ورُكْبانٍ. 
و ح د

هو واحد، وهم وحدان، ولا تنس وحدة القبر ووحشته. وجاء وحده. وأكرم كل رجل على حدةٍ. وجاءوا أحاد وموحد. وهو من آحاد الناس. وهو واحد قومه وأوحدهم. وهو واحد أمّه. قال حاتم:

أماويّ إني ربّ واحد أمّه ... أجرت فلا منّ عليه ولا أسر

وما أنت في هذا بأوحد. قال:

وتلك سبيل لست فيها بأوحد

واتحد الرّجلان، وبينهما اتحاد. ووحّد الله توحيداً. وله الوحدانية. وأحّد ربك، وتوحّد الله تعالى بالربوبية. وتوحّد فلان برأيه. وتوحّده الله بالفضل. وفلان وحدٌ ووحيدٌ: منفرد، واستوحد: انفرد. ومعي عشرة فأحدهنّ أي اجعلهنّ أحد عشر. وشاة موحدٌ ومفردٌ ومفذٌّ: تلد واحداً. وقد أوحدت إيحاداً. وأوحد الله فلاناً: جعله بلا نظير. وما بالدّار أحد. ونزلت به إحدى الإحد أي إحدى الدّواهي. قال رجل من غطفان:

إنّكم لن تنتهوا عن الحسد ... حتى يدلّيكم إلى إحدى الإحد

وتحلبوا صرماء لم ترأم أحد

وحد: الواحدُ: أَول عدد الحساب وقد ثُنِّيَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

فلما التَقَيْنا واحِدَيْنِ عَلَوْتُه

بِذي الكَفِّ، إِني للكُماةِ ضَرُوبُ

وجمع بالواو والنون؛ قال الكميت:

فَقَدْ رَجَعُوا كَحَيٍّ واحدِدِينا

التهذيب: تقول: واحد واثنان وثلاثة إِلى عشرة فإِن زاد قلت أَحد عشر

يجري أَحد في العدد مجرى واحد، وإِن شئت قلت في الابتداء واحد اثنان ثلاثة

ولا يقال في أَحد عشر غير أَحد، وللتأْنيث واحدة، وإِحدى في ابتداء العدد

تجري مجرى واحد في قولك أَحد وعشرون كما يقال واحد وعشرون، فأَما إِحدى

عشرة فلا يقال غيرها، فإِذا حملوا الأَحد على الفاعل أُجري مجرى الثاني

والثالث، وقالوا: هو حادي عِشْريهم وهو ثاني عشريهم، والليلة الحاديةَ

عشْرَةَ واليوم الحادي عشَر؛ قال: وهذا مقلوب كما قالوا جذب وجبذ، قال ابن

سيده: وحادي عشر مقلوبٌ موضِع الفاء إِلى اللام لا يستعمل إِلا كذلك، وهو

فاعِل نقل إِلى عالف فانقلبت الواو التي هي الأَصل ياءً لانكسار ما قبلها.

وحكى يعقوب: معي عشرة فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ أَي صَيِّرْهُنَّ لي أَحد

عشر. قال أَبو منصور: جعل قوله فأَحِّدْهُنَّ ليه، من الحادي لا من أَحد،

قال ابن سيده: وظاهر ذلك يؤنس بأَن الحادي فاعل، قال: والوجه إِن كان هذا

المروي صحيحاً أَن يكون الفعل مقلوباً من وحَدْت إِلى حَدَوْت، وذلك

أَنهم لما رأَوا الحادي في ظاهر الأَمر على صورة فاعل، صار كأَنه جارٍ على

حدوث جَرَيانَ غازٍ على غزوت؛ وإِحدى صيغة مضروبة للتأْنيث على غير بناء

الواحد كبنت من ابن وأُخت من أَخ. التهذيب: والوُحْدانُ جمع الواحِدِ ويقال

الأُحْدانُ في موضع الوُحْدانِ. وفي حديث العيد: فصلينا وُحداناً أَي

منفردين جمع واحد كراكب ورُكْبان. وفي حديث حذيفة: أَوْ لَتُصَلُّنّ

وُحْداناً. وتقول: هو أَحدهم وهي إِحداهنّ، فإِن كانت امرأَة مع رجال لم يستقم

أَن تقول هي إِحداهم ولا أَحدهم ولا إِحداهنّ إِلاّ أَن تقول هي كأَحدهم

أَو هي واحدة منهم. وتقول: الجُلوس والقُعود واحد، وأَصحابي وأَصحابك

واحد. قال: والمُوَحِّدُ كالمُثَنِّي والمُثَلِّث. قال ابن السكيت: تقول هذا

الحاديَ عَشَرَ وهذا الثانيَ عَشَرَ وهذا الثالثَ عَشَرَ مفتوح كله إِلى

العشرين؛ وفي المؤَنث: هذه الحاديةَ عَشْرة والثانيةَ عشرة إِلى العشرين

تدخل الهاء فيها جميعاً. قال الأَزهري: وما ذكرت في هذا الباب من

الأَلفاظ النادرة في الأَحد والواحد والإِحدى والحادي فإِنه يجري على ما جاء عن

العرب ولا يعدّى ما حكي عنهم لقياس متوهّم اطراده، فإِن في كلام العرب

النوادر التي لا تنقاس وإِنما يحفظها أَهل المعرفة المعتنون بها ولا

يقيسون عليها؛ قال: وما ذكرته فإِنه كله مسموع صحيح. ورجل واحد: مُتَقَدِّم في

بَأْس أَو علم أَو غير ذلك كأَنه لا مثل له فهو وحده لذلك؛ قال أَبو

خراش:

أَقْبَلْتُ لا يَشْتَدُّ شَدِّيَ واحِدٌ،

عِلْجٌ أَقَبُّ مُسَيَّرُ الأَقْرابِ

والجمع أُحْدانٌ ووُحْدانٌ مثل شابٍّ وشُبّانٍ وراع ورُعْيان. الأَزهري:

يقال في جمع الواحد أُحْدانٌ والأَصل وُحْدان فقلبت الواو همزة

لانضمامها؛ قال الهذلي:

يَحْمِي الصَّريمةَ، أُحْدانُ الرجالِ له

صَيْدٌ، ومُجْتَرِئٌ بالليلِ هَمّاسُ

قال ابن سيده: فأَما قوله:

طارُوا إِليه زَرافاتٍ وأُحْدانا

فقد يجوز أَن يُعْنى أَفراداً، وهو أَجود لقوله زرافات، وقد يجوز أَن

يعنى به الشجعان الذين لا نظير لهم في البأْس؛ وأَما قوله:

لِيَهْنِئ تُراثي لامْرئٍ غيرِ ذِلّةٍ،

صَنابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ

سَريعاتُ مَوتٍ رَيِّثاتُ إِفاقةٍ،

إِذا ما حُمِلْنَ، حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ

فإِنه عنى بالأُحْدانِ السهام الأَفْراد التي لا نظائر لها، وأَراد

لامْرئٍ غير ذي ذِلّةٍ أَو غير ذليل. والصَّنابِرُ: السِّهامُ الرِّقاقُ.

والحَفِيف: الصوتُ. والرَّيِّثاتُ: البِطاءُ. وقوله: سَرِيعاتُ موت

رَيِّثاتُ إِفاقة، يقول: يُمِتْنَ مَن رُميَ بهن لا يُفيق منهن سريعاً، وحملهن

خفيف على من يَحْمِلُهُنَّ.

وحكى اللحياني: عددت الدراهم أَفْراداً ووِحاداً؛ قال: وقال بعضهم:

أَعددت الدراهم أَفراداً ووِحاداً، ثم قال: لا أَدري أَعْدَدْتُ أَمن العَدَد

أَم من العُدّة. والوَحَدُ والأَحَدُ: كالواحد همزته أَيضاً بدل من واو،

والأَحَدُ أَصله الواو. وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل عن

الآحاد: أَهي جمع الأَحَدِ؟ فقال: معاذ الله ليس للأَحد جمع، ولكن إِن جُعلت

جمعَ الواحد، فهو محتمل مثل شاهِد وأَشْهاد. قال: وليس للواحد تثنية ولا

لللاثنين واحد من جنسه. وقال أَبو إِسحق النحوي: الأَحَد أَن الأَحد شيء

بني لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد، وأَحد يصلح في

الكلام في موضع الجحود وواحد في موضع الإِثبات. يقال: ما أَتاني منهم

أَحد، فمعناه لا واحد أَتاني ولا اثنان؛ وإِذا قلت جاءني منهم واحد فمعناه

أَنه لم يأْتني منهم اثنان، فهذا حدُّ الأَحَد ما لم يضف، فإِذا أُضيف

قرب من معنى الواحد، وذلك أَنك تقول: قال أَحد الثلاثة كذا وكذا وأَنت تريد

واحداً من الثلاثة؛ والواحدُ بني على انقطاع النظير وعَوَزِ المثل،

والوحِيدُ بني على الوَحْدة والانفراد عن الأَصحاب من طريق بَيْنُونته عنهم.

وقولهم: لست في هذا الأَمر بأَوْحَد أَي لست بعادم فيه مثلاً أَو

عِدْلاً. الأَصمعي: تقول العرب: ما جاءَني من أَحد ولا تقول قد جاءَني من أَحد،

ولا يقال إِذا قيل لك ما يقول ذلك أَحد: بَلى يقول ذلك أَحد. قال: ويقال:

ما في الدّار عَريبٌ، ولا يقال: بلى فيها عريب. الفراء قال: أَحد يكون

للجمع والواحد في النفي؛ ومنه قول الله عز وجل: فما منكم من أَحد عنه

حاجزين؛ جُعِل أَحد في موضع جمع؛ وكذلك قوله: لا نفرّق بين أَحد من رسله؛

فهذا جمع لأَن بين لا تقع إِلا على اثنين فما زاد.

قال: والعرب تقول: أَنتم حَيّ واحد وحي واحِدون، قال: ومعنى واحدين

واحد. الجوهري: العرب تقول: أَنتم حيّ واحد وحيّ واحدون كما يقال شِرْذِمةٌ

قليلون؛ وأَنشد للكميت:

فَضَمَّ قَواصِيَ الأَحْياءِ منهم،

فَقَدْ رَجَعوا كَحَيٍّ واحِدينا

ويقال: وحَّدَه وأَحَّدَه كما يقال ثَنَّاه وثَلَّثه. ابن سيده: ورجل

أَحَدٌ ووَحَدٌ ووَحِدٌ ووَحْدٌ ووَحِيدٌ ومُتَوَحِّد أَي مُنْفَرِدٌ،

والأُنثى وَحِدةٌ؛ حكاه أَبو علي في التذكرة، وأَنشد:

كالبَيْدانةِ الوَحِدهْ

الأَزهري: وكذلك فَريدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ. ورجل وحِيدٌ: لا أَحَدَ معه

يُؤنِسُه؛ وقد وَحِدَ يَوْحَدُ وَحادةً ووَحْدةً وَوَحْداً. وتقول: بقيت

وَحيداً فَريداً حَريداً بمعنى واحد. ولا يقال: بقيت أَوْحَدَ وأَنت تريد

فَرْداً، وكلام العرب يجيء على ما بني عليه وأُخذ عنهم، ولا يُعَدّى به

موضعُه ولا يجوز أَن يتكلم فيه غير أَهل المعرفة الراسخين فيه الذين أَخذوه

عن العرب أَو عمن أَخذ عنهم من ذوي التمييز والثقة. وواحدٌ ووَحَد

وأَحَد بمعنى؛ وقال:

فلَمَّا التَقَيْنا واحدَيْن عَلَوْتُهُ

اللحياني: يقال وَحِدَ فلان يَوْحَدُ أَي بقي وحده؛ ويقال: وَحِدَ

وَوَحُدَ وفَرِدَ وفَرُدَ وفَقِهَ وفَقُهَ وسَفِهَ وسَفُهَ وسَقِمَ وسَقُمَ

وفَرِعَ وفَرُعَ وحَرِضَ وحَرُضَ. ابن سيده: وحِدَ ووحُدَ وحادةً وحِدةً

ووَحْداً وتَوَحَّدَ: بقي وحده يَطَّرد إِلى العشرة؛ عن الشيباني.

وفي حديث ابن الحنظلية: وكان رجلا مُتوحّداً أَي مُنْفرداً لا يُخالِط

الناس ولا يُجالِسهم. وأَوحد الله جانبه أَي بُقِّي وَحْدَه. وأَوْحَدَه

للأَعْداء: تركه. وحكى سيبويه: الوَحْدة في معنى التوَحُّد. وتَوَحَّدَ

برأْيه: تفرّد به، ودخل القوم مَوْحَدَ مَوْحَدَ وأُحادَ أُحادَ أَي فُرادى

واحداً واحداً، معدول عن ذلك. قال سيبويه: فتحوا مَوْحَد إِذ كان اسماً

موضوعاً ليس بمصدر ولا مكان. ويقال: جاؤوا مَثْنَى مَثنى ومَوْحَدَ

مَوْحد، وكذلك جاؤوا ثُلاثَ وثُناءَ وأُحادَ. الجوهري: وقولهم أُحادَ وَوُحادَ

ومَوْحَد غير مصروفات للتعليل المذكور في ثُلاثَ. ابن سيده: مررت به

وحْدَه، مصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يُغَيّر عن المصدر، وهو بمنزلة قولك

إِفْراداً وإِن لم يتكلم به، وأَصله أَوْحَدْتُه بِمُروري إِيحاداً ثم حُذِفت

زياداته فجاءَ على الفعل؛ ومثله قولهم: عَمْرَكَ اللَّهَ إِلاَّ فعلت

أَي عَمَّرتُك الله تعميراً. وقالوا: هو نسيجُ وحْدِه وعُيَبْرُ وحْدِه

وجْحَيْشُ وحْدِه فأَضافوا إِليه في هذه الثلاثة، وهو شاذّ؛ وأَما ابن

الأَعرابي فجعل وحْدَه اسماً ومكنه فقال جلس وحْدَه وعلا وحْدَه وجلَسا على

وحْدَيْهِما وعلى وحْدِهما وجلسوا على وَحْدِهم، وقال الليث: الوَحْد في كل

شيء منصوب جرى مجرى المصدر خارجاً من الوصف ليس بنعت فيتبع الاسم، ولا

بخبر فيقصد إِليه، فكان النصب أَولى به إِلا أَن العرب أَضافت إِليه

فقالت: هو نَسيجُ وحْدِه، وهما نَسِيجا وحْدِهما، وهم نُسَجاءُ وحدِهم، وهي

نَسِيجةُ وحدِها، وهنَّ نسائج وحْدِهنَّ؛ وهو الرجل المصيب الرأْي. قال:

وكذلك قَريعُ وحْدِه، وكذلك صَرْفُه، وهو الذي لا يقارعه في الفضل أَحد.

قال أَبو بكر: وحده منصوب في جميع كلام العرب إِلا في ثلاثة مواضع، تقول:

لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له، ومررت بزيد وحده؛ وبالقوم وحدي. قال:

وفي نصب وحده ثلاثة أَقوال: قال جماعة من البصريين هو منصوب على الحال،

وقال يونس: وحده هو بمنزلة عنده، وقال هشام: وحده منصوب على المصدر، وحكى

وَحَدَ يَحِدُ صَدَر وَحْدَه على هذا الفعل. وقال هشام والفراء: نَسِيجُ

وحدِه وعُيَيْرُ وحدِه وواحدُ أُمّه نكرات، الدليل على هذا أَن العرب

تقول: رُبَّ نَسِيجِ وحدِه قد رأَيت، وربّ واحد أُمّه قد أَسَرْتُ؛ وقال

حاتم:

أَماوِيّ إِني رُبَّ واحِدِ أُمِّه

أَخَذْتُ، فلا قَتْلٌ عليه، ولا أَسْرُ

وقال أَبو عبيد في قول عائشة، رضي الله عنها، ووصْفِها عمر، رحمه الله:

كان واللهِ أَحْوذِيّاً نَسِيجَ وحدِه؛ تعني أَنه ليس له شبيه في رأْيه

وجميع أُموره؛ وقال:

جاءَتْ به مُعْتَجِراً بِبُرْدِه،

سَفْواءُ تَرْدي بِنَسيجِ وحدِه

قال: والعرب تنصب وحده في الكلام كله لا ترفعه ولا تخفضه إِلا في ثلاثة

أَحرف: نسيج وحده، وعُيَيْر وحده، وجُحَيْش وحده؛ قال: وقال البصريون

إِنما نصبوا وحده على مذهب المصدر أَي تَوَحَّد وحدَه؛ قال: وقال أَصحابنا

إِنما النصْبُ على مذهب الصفة؛ قال أَبو عبيد: وقد يدخل الأَمران فيه

جميعاً؛ وقال شمر: أَما نسيج وحده فمدح وأَما جحيش وحده وعيير وحده فموضوعان

موضع الذمّ، وهما اللذان لا يُشاوِرانِ أَحداً ولا يُخالِطانِ، وفيهما مع

ذلك مَهانةٌ وضَعْفٌ؛ وقال غيره: معنى قوله نسيج وحده أَنه لا ثاني له

وأَصله الثوب الذي لا يُسْدى على سَداه لِرِقّة غيره من الثياب. ابن

الأَعرابي: يقال نسيجُ وحده وعيير وحده ورجلُ وحده. ابن السكيت: تقول هذا رجل

لا واحد له كما تقول هو نسيج وحده. وفي حديث عمر: من يَدُلُّني على نسيج

وحده؟ الجوهري: الوَحْدةُ الانفراد. يقال: رأَيته وحده وجلس وحده أَي

منفرداً، وهو منصوب عند أَهل الكوفة على الظرف، وعند أَهل البصرة على المصدر

في كل حال، كأَنك قلت أَوحدته برؤْيتي إِيحاداً أَي لم أَرَ غيره ثم

وضَعْت وحده هذا الموضع. قال أَبو العباس: ويحتمل وجهاً آخر، وهو أَن يكون

الرجل بنفسه منفرداً كأَنك قلت رأَيت رجلاً منفرداً انفراداً ثم وضعت وحده

موضعه، قال: ولا يضاف إِلا في ثلاثة مواضع: هو نسيج وحده، وهو مدح،

وعيير وحده وجحيش وحده، وهما ذم، كأَنك قلت نسيج إِفراد فلما وضعت وحده موضع

مصدر مجرور جررته، وربما قالوا: رجيل وحده. قال ابن بري عند قول الجوهري

رأَيته وحده منصوب على الظرف عند أَهل الكوفة وعند أَهل البصرة على

المصدر؛ قال: أَما أَهل البصرة فينصبونه على الحال، وهو عندهم اسم واقع موقع

المصدر المنتصب على الحال مثل جاء زيد رَكْضاً أَي راكضاً. قال: ومن

البصريين من ينصبه على الظرف، قال: وهو مذهب يونس. قال: وليس ذلك مختصاً

بالكوفيين كما زعم الجوهري. قال: وهذا الفصل له باب في كتب النحويين

مُسْتَوْفًى فيه بيان ذلك.

التهذيب: والوحْد خفِيفٌ حِدةُ كلِّ شيء؛ يقال: وَحَدَ الشيءُ، فهو

يَحِدُ حِدةً، وكلُّ شيء على حِدةٍ فهو ثاني آخَرَ. يقال: ذلك على حِدَتِه

وهما على حِدَتِهما وهم على حِدَتِهم. وفي حديث جابر ودَفْنِ أَبيه: فجعله

في قبر على حِدةٍ أَي منفرداً وحدَه، وأَصلها من الواو فحذفت من أَولها

وعوّضت منها الهاء في آخرها كعِدة وزِنةٍ من الوعْد والوَزْن؛ والحديث

الآخر: اجعل كلَّ نوع من تمرك على حِدةٍ. قال ابن سيده: وحِدةُ الشيء

تَوَحُّدُه وهذا الأَمر على حِدته وعلى وحْدِه. وحكى أَبو زيد: قلنا هذا الأَمر

وحْدينا، وقالتاه وحْدَيْهِما، قال: وهذا خلاف لما ذكرنا.

وأَوحده الناس تركوه وحده؛ وقول أَبي ذؤَيب:

مُطَأْطَأَة لم يُنْبِطُوها، وإِنَّها

لَيَرْضَى بها فُرِّاطُها أُمَّ واحِدِ

أَي أَنهم تَقَدَّمُوا يَحْفِرونها يَرْضَوْن بها أَن تصير أُمّاً لواحد

أَي أَن تَضُمَّ واحداً، وهي لا تضم أَكثر من واحد؛ قال ابن سيده: هذا

قول السكري. والوحَدُ من الوَحْش: المُتَوَحِّد، ومن الرجال: الذي لا يعرف

نسبه ولا أَصله. الليث: الوحَدُ المنفرد، رجل وحَدٌ وثَوْر وحَد؛ وتفسير

الرجل الوَحَدِ أَن لا يُعرف له أَصل؛ قال النابغة:

بِذي الجَلِيلِ على مُسْتَأْنِسٍ وحَدِ

والتوحيد: الإِيمان بالله وحده لا شريك له. والله الواحِدُ الأَحَدُ: ذو

الوحدانية والتوحُّدِ. ابن سيده: والله الأَوحدُ والمُتَوَحِّدُ وذُو

الوحْدانية، ومن صفاته الواحد الأَحد؛ قال أَبو منصور وغيره: الفرق بينهما

أَن الأَحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد، تقول ما جاءَني أَحد، والواحد

اسم بني لِمُفْتَتَح العدد، تقول جاءني واحد من الناس، ولا تقول جاءني

أَحد؛ فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، والأَحد منفرد بالمعنى؛

وقيل: الواحد هو الذي لا يتجزأُ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له

ولا مثل ولا يجمع هذين الوصفين إِلا الله عز وجل؛ وقال ابن الأَثير: في

أَسماء الله تعالى الواحد، قال: هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه

آخر؛ قال الأَزهري: وأَما اسم الله عز وجل أَحد فإِنه لا يوصف شيء

بالأَحدية غيره؛ لا يقال: رجل أَحَد ولا درهم أَحَد كما يقال رجل وحَدٌ أَي فرد

لأَن أَحداً صفة من صفات الله عز وجل التي استخلصها لنفسه ولا يشركه فيها

شيء؛ وليس كقولك الله واحد وهذا شيء واحد؛ ولا يقال شيء أَحد وإِن كان

بعض اللغويين قال: إِن الأَصل في الأَحَد وحَد؛ قال اللحياني: قال

الكسائي: ما أَنت من الأَحد أَي من الناس؛ وأَنشد:

وليس يَطْلُبُني في أَمرِ غانِيَةٍ

إِلا كَعَمرٍو، وما عَمرٌو من الأَحَدِ

قال: ولو قلت ما هو من الإِنسان، تريد ما هو من الناس، أَصبت. وأَما قول

الله عز وجل: قل هو الله أَحد الله الصمَد؛ فإِن أَكثر القراء على تنوين

أَحد. وقد قرأَه بعضهم بترك التنوين وقرئَ بإِسكان الدال: قل هو الله

أَحَدْ، وأَجودها الرفع بإِثبات التنوين في المرور وإِنما كسر التنوين

لسكونه وسكون اللام من الله، ومن حذف التنوين فلالتقاء الساكنين أَيضاً.

وأَما قول الله تعالى: هو الله، فهو كناية عن ذكر الله المعلوم قبل نزول

القرآن؛ المعنى: الذي سأَلتم تبيين نسبه هو الله، وأَحد مرفوع على معنى هو

الله أَحد، وروي في التفسير: أَن المشركين قالوا للنبي، صلى الله عليه

وسلم: انْسُبْ لنا ربَّك، فأَنزل الله عز وجل: قل هو الله أَحد الله الصمد.

قال الأَزهري: وليس معناه أَنّ لله نَسَباً انْتَسَبَ إِليه ولكن معناه

نفي النسب عن اللهِ تعالى الواحدِ، لأَن الأَنْسابَ إِنما تكون للمخلوقين،

والله تعالى صفته أَنه لم يلد ولداً ينسب إِليه، ولم يولد فينتسب إِلى

ولد، ولم يكن له مثل ولا يكون فيشبه به تعالى الله عن افتراء المفترين،

وتقدَّس عن إِلحادِ المشركين، وسبحانه عما يقول الظالمون والجاحدون علوًّا

كبيراً. قال الأَزهري: والواحد من صفات الله تعالى، معناه أَنه لا ثاني

له، ويجوز أَن ينعت الشيء بأَنه واحد، فأَما أَحَد فلا ينعت به غير الله

تعالى لخلوص هذا الاسم الشريف له، جل ثناؤه. وتقول: أَحَّدْتُ الله تعالى

ووحَّدْته، وهو الواحدُ الأَحَد. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَنه قال لرجل ذَكَرَ اللَّهَ وأَومَأَ بإِصْبَعَيْهِ فقال له: أَحِّدْ

أَحِّدْ أَي أَشِرْ بِإِصْبَعٍ واحدة. قال: وأَما قول الناس: تَوَحَّدَ الله

بالأَمر وتفرّد، فإِنه وإِن كان صحيحاً فإِني لا أُحِبُّ أَن أَلْفِظَ به

في صفة الله تعالى في المعنى إِلا بما وصف به نفسه في التنزيل أَو في

السُّنَّة، ولم أَجد المُتَوَحِّدَ في صفاته ولا المُتَفَرِّدَ، وإِنما

نَنْتَهِي في صفاته إِلى ما وصف به نفسه ولا نُجاوِزُه إِلى غيره لمَجَازه

في العربية. وفي الحديث: أَن الله تعالى لم يرض بالوَحْدانيَّةِ لأَحَدٍ

غيره، شَرُّ أُمَّتي الوَحْدانيُّ المُعْجِبُ بدينه المُرائي بعَمَلِه،

يريد بالوحْدانيِّ المُفارِقَ للجماعة المُنْفَرِدَ بنفسه، وهو منسوب إِلى

الوَحْدةِ والانفرادِ، بزيادة الأَلف والنون للمبالغة.

والمِيحادُ: من الواحدِ كالمِعْشارِ، وهو جزء واحد كما أَن المِعْشارَ

عُشْرٌ، والمَواحِيدُ جماعة المِيحادِ؛ لو رأَيت أَكَماتٍ مُنْفَرِداتٍ كل

واحدة بائنة من الأُخرى كانت مِيحاداً ومواحِيدَ. والمِيحادُ: الأَكمة

المُفْرَدةُ. وذلك أَمر لَسْتُ فيه بأَوْحَد أَي لا أُخَصُّ به؛ وفي

التهذيب: أَي لست على حِدةٍ. وفلانٌ واحِدُ دَهْرِه أَي لا نَظِيرَ له.

وأَوحَدَه اللَّهُ: جعله واحد زمانه؛ وفلانٌ أَوْحَدُ أَهل زمانه وفي حديث

عائشة تصف عمر، رضي الله تعالى عنهما: للهِ أُمٌّ

(* قوله «لله أم إلخ» هذا

نص النهاية في وحد ونصها في حفل: لله أم حفلت له ودرت عليه أي جمعت اللبن

في ثديها له.) حَفَلَتْ عليه ودَرَّتْ لقد أَوْحَدَت به أَي ولَدَتْه

وحِيداً فَرِيداً لا نظير له، والجمع أُحْدان مثل أَسْوَدَ وسُودان؛ قال

الكميت:

فباكَرَه، والشمسُ لم يَبْدُ قَرْنُها،

بِأُحْدانِه المُسْتَوْلِغاتِ، المُكَلِّبُ

يعني كلابَه التي لا مثلها كلاب أَي هي واحدة الكلاب. الجوهري: ويقال:

لست في هذا الأَمر بأَوْحَد ولا يقال للأُنثى وَحْداء. ويقال: أَعْطِ كل

واحد منهم على حِدَة أَي على حِيالِه، والهاء عِوَضٌ من الواو كما قلنا.

أَبو زيد: يقال: اقتضيت كل درهم على وَحْدِه وعلى حِدته. تقول: فعل ذلك من

ذاتِ حدته ومن ذي حدته بمعنى واحد. وتَوَحَّده الله بعِصْمته أَي عَصَمه

ولم يَكِلْه إِلى غيره. وأَوْحَدَتِ الشاةُ فهي مُوحِدٌ أَي وَضَعَتْ

واحِداً مثل أَفَذَّتْ. ويقال: أَحَدْتُ إِليه أَي عَهِدْتُ إِليه؛ وأَنشد

الفراء:

سارَ الأَحِبَّةُ بالأَحْدِ الذي أَحَدُوا

يريد بالعَهْدِ الذي عَهِدُوا؛ وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال

في قوله:

لقدْ بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ

قال: أَقام أَحداً مقام ما أَو شيءٍ وليس أَحد من الإِنس ولا من الجن،

ولا يتكَلَّمُ بأَحَد إِلا في قولك ما رأَيت أَحداً، قال ذلك أَو تكلم

بذلك من الجن والإِنس والملائكة. وإِن كان النفي في غيرهم قلت: ما رأَيت

شيئاً يَعْدِلُ هذا وما رأَيت ما يعدل هذا، ثم العَربُ تدخل شيئاً على أَحد

وأَحداً على شيء. قال الله تعالى: وإِن فاتكم شيء من أَزواجكم (الآية)

وقرأَ ابن مسعود: وإن فاتكم أَحد من أَزواجكم؛ وقال الشاعر:

وقالتْ: فلَوْ شَيءٌ أَتانا رَسُوله

سِواكَ، ولكنْ لم نَجِدْ لكَ مَدْفَعا

أَقام شيئاً مقام أَحَدٍ أَي ليس أَحَدٌ مَعْدُولاً بك. ابن سيده: وفلان

لا واحد له أَي لا نظير له. ولا يقوم بهذا الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَي

كريم الآباءِ والأُمهاتِ من الرجال والإِبل؛ وقال أَبو زيد: لا يقوم

بهذا الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَي الكريم من الرجال؛ وفي النوادر: لا

يستطيعها إِلا ابن إِحْداتها يعني إِلا ابن واحدة منها؛ قال ابن سيده

وقوله:حتى اسْتثارُوا بيَ إِحْدَى الإِحَدِ،

لَيْثاً هِزَبْراً ذا سِلاحٍ مُعْتَدِي

فسره ابن الأَعرابي بأَنه واحد لا مثل له؛ يقال: هذا إِحْدَى الإِحَدِ

وأَحَدُ الأَحَدِين وواحِدُ الآحادِ. وسئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة

قال: ذلك أَحَدُ الأَحَدِين؛ قال أَبو الهيثم: هذا أَبلغ المدح. قال:

وأَلف الأَحَد مقطوعة وكذلك إِحدى، وتصغير أَحَد أُحَيْدٌ وتصغير إِحْدَى

أُحَيدَى، وثبوت الأَلِف في أَحَد وإِحْدى دليل على أَنها مقطوعة، وأَما

أَلِف اثْنا واثْنَتا فأَلِف وصل، وتصغير اثْنا ثُنَيَّا وتصغير اثْنَتا

ثُنَيَّتا.

وإِحْدَى بناتِ طَبَقٍ: الدّاهِيةُ، وقيل: الحَيَّةُ سميت بذلك

لِتَلَوِّيها حتى تصير كالطَّبَق.

وبَنُو الوَحَدِ: قوم من بني تَغْلِب؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ قال وقوله:

فَلَوْ كُنتُمُ مِنَّا أَخَذْنا بأَخْذِكم،

ولكِنَّها الأَوْحادُ أَسْفَلُ سافِلِ

أَراد بني الوَحَد من بني تَغْلِبَ، جعل كل واحد منهم أَحَداً. وقوله:

أَخَذْنا بأَخْذِكم أَي أَدْرَكْنا إِبلكم فرددناها عليكم.

قال الجوهري: وبَنُو الوَحِيدِ بطْنٌ من العرب من بني كلاب بن ربيعة بن

عامر بن صَعْصَعةَ.

والوَحِيدُ: موضع بعينه؛ عن كراع. والوحيد: نَقاً من أَنْقاء

الدَّهْناءِ؛ قال الراعي:

مَهارِيسُ، لاقَتْ بالوَحِيدِ سَحابةً

إِلى أُمُلِ الغَرّافِ ذاتِ السَّلاسِلِ

والوُحْدانُ: رِمال منقطعة؛ قال الراعي:

حتى إِذا هَبَطَ الوُحْدانُ، وانْكَشَفَتْ

مِنْه سَلاسِلُ رَمْلٍ بَيْنَها رُبَدُ

وقيل: الوُحْدانُ اسم أَرض. والوَحِيدانِ: ماءانِ في بلاد قَيْس

معروفان. قال: وآلُ الوَحِيدِ حيٌّ من بني عامر. وفي حديث بلال: أَنه رَأَى

أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ يقول يوم بدر: يا حَدْراها؛ قال أَبو عبيد: يقول هل أَحد

رأَى مثل هذا؟ وقوله عز وجل: إِنما أَعظُكم بواحدة هي هذه أَنْ تقوموا

لله مَثْنَى وفُرادَى؛ وقيل: أَعظُكم أَنْ تُوَحِّدُوا الله تعالى. وقوله:

ذَرْني ومَن خَلَقْتُ وحِيداً؛ أَي لم يَشْرَكْني في خلقه أَحَدٌ، ويكون

وحيداً من صفة المخلوق أَي ومَنْ خَلَقْتُ وحْدَه لا مال له ولا وَلد ثم

جَعَلْت له مالاً وبنين. وقوله: لَسْتُنَّ كأَحَد من النساءِ، لم يقل

كَواحِدة لأَن أَحداً نفي عام للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة.

Expand
وحد
: ( {الوَاحِدُ: أَوَّلُ عَدَدِ الحِسَابِ) . وَفِي الْمِصْبَاح: الوَاحِدُ: مُفْتَتَحُ العَدَدِ. (وَقد يُثَنَّى) . أَنشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ.
فَلَمَّا الْتَقَيْنَا} وَاحِدَيْنِ عَلَوْتُهُ
بِذِي الكَفِّ إِنِّي لِلْكُمَاةِ ضَرُوبُ
وَقد أَنكَر أَبو الْعَبَّاس تَثْنِيَتَه، كَمَا نَقلَه عَنهُ شيخُنا. قلت: وسيأْتي قَرِيبا، ومَرَّ للمصنِّف بِعَيْنِه فِي أَح د، (ج {واحِدُونَ) ، ونَقَلَ الجَوهرِيُّ عَن الفَرَّاءِ يُقَال: أَنتم حَيٌّ} واحِدٌ وحَيٌّ واحِدُونَ، كَمَا يُقَال شِرْذِمَةٌ قَليلونَ، وأَنشد للكميت:
فَضَمَّ قَوَاصِيَ الأَحْياءِ مِنْهُمْ
فَقَدْ رَجَعُوا كَحَيَ {وَاحِدِينَا
(و) الْوَاحِد (: المُتَقَدِّم فِي عِلْم أَو بَأْسٍ) أَو غَيْرِ ذالك، كأَنه لَا مِثْلَ لَهُ، فَهُوَ} وَحْدَه لذَلِك، قَالَ أَبو خِرَاشٍ.
أَقْبَلْتُ لَا يَشْتَدُّ شَدِّى وَاحِدٌ
عِلْجٌ أَقَبُّ مُسَيَّرُ الأَقْرَابِ (ج {وُحْدَانٌ} وأُحْدانٌ) ، كرَاكبٍ ورُكْبَان، ورَاعٍ ورُعْيَانٍ، قَالَ الأَزهريُّ: يُقَال فِي جَمْعِ الواحدِ أُحْدَانٌ، والأَصْل وُحْدَانٌ، فقُلِبت الواوُ هَمْزةً لانْضِمامِها، قَالَ الهُذَلِيُّ:
يَحْمِي الصَّرِيمَةَ {أُحْدَانُ الرِّجَاله لَهُ
صَيْدٌ ومُجْتَرِيُّ بِاللَّيْلِ هَمَّاسُ
طَارُوا إِلَيْهِ زُرَافَاتٍ} وَأُحْدَانَا
فقد يجوز أَن يَعْنَى: أَفْرَاداً، وَهُوَ أَجْوَدُ، لقَوْله: زُرَافَات، وَقد يَجُوز أَن يَعْنِيَ بِهِ الشُّجْعَانَ الَّذين لَا نَظِيرَ لَهُم فِي البَأْسِ.
(و) الواحِدُ (بمَعنَى الأَحَدِ) ، همزتُه أَيضاً بَدَلٌ من الْوَاو، وروَى الأَزهَرِيُّ عَن أَبي العبّاسِ سُئلِ عَن {الْآحَاد أَهِي جَمْعُ} الأَحَدِ؟ فَقَالَ: معاذَ الله، لَيْسَ {للأَحَدِ جَمْعٌ، وَلَكِن إِن جُعِلَتْ جَمْعَ الواحِد فَهُوَ مُحْتَمَلٌ مثلُ شَاهِدٍ وأَشْهَادٍ، قَالَ: وَلَيْسَ للواحِدِ تَثْنِيَة وَلَا للاثْنينِ واحِدٌ مِن جِنْسِه، وَقَالَ أَبو إِسحاقَ النحويُّ:} الأَحَدُ أَصلُه {الوَحَدُ، وَقَالَ غيرُه: الفَرْقُ بَين} الوَاحِد {والأَحَدِ أَن} الأَحَدَ شيْءٌ بُنِيَ لِنَفْيِ مَا يُذْكَر مَعَه مِن العَدَده، والواحِدُ اسمٌ لمُفْتَتَحِ العَددِ، {وأَحَدٌ يَصْلُح فِي الكلامِ فِي مَوْضِع الجُحُودِ، وواحِدٌ فِي موضِع الإِثباتِ، يُقَال: مَا أَتاني مِنْهُم أَحَدٌ، فَمَعْنَاه: لَا} وَاحِدٌ أَتَانِي وَلَا اثنانِ، وإِذا قلتَ جاءَني مِنْهُم واحِدٌ، فَمَعْنَاه أَنه لم يَأْتِنِي مِنْهُم اثنانِ، فَهَذَا حَدُّ الأَحَدِ، مَا لم يُضَفْ، فإِذا أُضيف قَرُبَ من مَعْنَى الواحِدِ، وذالك أَنك تقولُ: قَالَ أَحَدُ الثلاثةِ كَذَا وكَذَا، وأَنت تُرِيد واحِداً من الثلاثةِ، والواحِدُ بُنِيَ على انْقِطَاعِ النَّظِيره وعَوَزِ المِثْلِ، {والوَحِيدُ بُنِيَ عَلَى} الوَحْدَةِ والانْفِرَادِ عَن الأَصْحابِ مِنْ طَرِيقِ بَيْنُونَتِه عنْهمْ.

تَابع كتاب (وَحدَ، كعَلِمَ وكَرُمُ، يَحِدُ، فيهمَا) قَالَ شيخُنَا: كِلاَهما مِمَّا لَا نَظِيرَ لَهُ، وَلم يَذْكُرْهُ أَئمَّةُ اللُّغَةالحَنْظَلِيَّةِ (وَكَانَ رَجُلاً {مُتَوَحِّداً) أَي مُنْفَرِداً لَا يُخَالِط الناسَ وَلَا يُجَالِسهم.
(} ووَحَّدَه {تَوْحِيداً: جعَلَه} وَاحِداً) ، وَكَذَا أَحَّدَهُ، كَمَا يُقَال ثَنَّاهُ وثَلَّثَه، قَالَ ابنُ سِيده: (ويطَّرِدُ إِلى العَشَرةِ) عَن الشيبانيّ.
(ورجُلٌ {وَحَدٌ} وأَحَدٌ مُحَرَّكتينِ، {ووَحِدٌ) ، ككَتِفٍ، (} ووَحِيدٌ) ، كأَميرٍ، ووَحْدٌ، كعَدْلٍ، ( {ومُتَوَحِّدٌ) ، أَي (مُنْفَرِدٌ) ورَجُلُ} وَحِيدٌ: لَا أَحَدَ مَعَه يُؤْنِسُه، وأَنكر الأَزهريُّ قَوْلهم رَجُلٌ {أَحَدٌ، فَقَالَ: لَا يُقَال رَجُلٌ أَحَدٌ وَلَا دِرْهَمٌ أَحَدٌ، كَمَا يُقَال رَجُلٌ واحِدٌ، أَي فَرْدٌ، لأَن} أَحَداً مِن صفاتِ الله عَزَّ وجَلَّ الَّتِي استَخْلَصها لِنَفْسه وَلَا يَشْرَكُه فِيهَا شيءٌ، وَلَيْسَ كَقَوْلِك: الله وَاحِدٌ وهاذا شيءٌ واحِدٌ، وَلَا يقالُ شَيْءٌ أَحَدٌ وإِن كانَ بعضُ اللغويِّينَ قَالَ: إِن الأَصْل فِي {الأَحَدِ} وَحَدٌ. (وَهِي) ، أَي الأُنْثَى ( {وَحِدَةٌ) ، بِفَتْح فَكسر فَقَط، وَذَا عَدَلَ عَن اصْطِلَاح وَهُوَ قولُه وَهِي بِهاءٍ، لأَنه لَو قَالَ ذالك لاحْتَمَل أَو تَعَيَّن أَن يَرْجِعَ للأَلفاظ الَّتِي تُطْلَق على المُذَكَّر مُطْلَقاً، قَالَه شيخُنا، قلت: وهاذا حَكَاهُ أَبو عَلِيَ فِي التَّذْكِرَةِ، وأَنشد:
كَالبَيْدَانَةِ} الوَحِدَهْ
قَالَ الأَزهريُّ) وكذالك فَرِيدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ.
( {وأَوْحدَه للأَعْدَاءِ: تَرَكَه، و) } أَوْحَدَ (الله تَعَالَى جانِبَه، أَي بَقِيَ {وَحْدَه، و) فِي الأَساس:} أَوْحَدَ الله (فلَانا: جَعَلَه {واحِدَ زَمَانِه) ، أَي بِلا نَظِيرٍ، وفُلانٌ} واحِدُ دَهْرِه، أَي لَا نَظِيرَ لَهُ، وَكَذَا {أَوْحَدُ أَهلِ زَمانِه.
(و) } أَوْحَدَتِ (الشَّاةُ: وضَعَتْ {وَاحِدَةً) ، مِثْل أَفَذَّتْ وأَفْرَدَتْ، (وَهِي} مُوحِدٌ) ومُفِذٌ ومُفْرِدٌ، إِذا كَانَت تَلِدُ {واحِداً، وَمِنْه حديثُ عائشةَ تَصِف عُمَر، رَضِي الله عَنْهُمَا (لِلَّهِ أُمٌّ حفَلَتْ عَلَيْهِ ودَرَّتْ، لقدْ أَوْحَدَتْ بِهِ) ، أَي ولَدَتْه} وَحِيداً فَرِيداً لَا نَظِيرَ لَهُ.
(و) يُقَال (دَخَلُوا! مَوْحَدَ مَوْحَدَ، بِفَتْح الميمِ والحاءِ، {وأُحَادَ} أُحادَ، أَي) فُرَادَى ( {واحِداً وَاحِدًا، مَعدولٌ عَنهُ) ، أَي عَن واحِدٍ} واحِدٍ اختصاراً، قَالَ سيبويهِ، فَتَحُوا مَوْحَد إِذا كانَ اسْماً مَوْضُوعا لَيْسَ بمصْدَرٍ وَلَا مَكَانٍ، وَيُقَال جاؤُوا مَثْنَى مَثْنَى {ومَوْحَدَ} مَوْحَدَ، وكذالك جاؤُوا ثُلاثَ وثُنَاءَ وأُحَادَ، وَفِي الصّحاح وقولُهم {أُحَادَ} ووُحَادَ {ومَوْحَدَ، غيرُ مَصرُوفاتٍ، للتعْلِيلِ المذكورِ فِي ثُلاثَ.
(وَرَأَيْتُه) ، وَالَّذِي فِي الْمُحكم: ومرَرْت بِهِ (} وَحْدَه، مَصْدَرٌ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع) وَلَا يُغَيَّرُ عَن المصدَرِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلك إِفْرَاداً. وإِن لم يُتَكَلَّمْ بِهِ، وأَصلُه {أَوْحَدْتُه، بِمرُوري} إِيحاداً، ثمَّ حُذِفَتْ زِيَادَاتُه فجاءَ على الفِعْل، ومثلُه قولُهم: عَمْرَكَ الله إِلاَّ فَعَلْتَ، أَي عَمَّرْتُك الله تَعْمِيراً. (و) قَالَ أَبو بكر: وَحْدَه مَنْصُوبٌ فِي جَمِيع كلامِ العَربِ إِلاَّ فِي ثلاثةِ مَواضِعَ تَقول. لَا إِله إِلاَّ الله وَحْدَه لَا شَرِيكع لَهُ، ومررْتُ بزيدٍ وَحْدَه وبالقَوْم وَحْدِي، قَالَ: وَفِي نَصْبِ وَحْدعه ثلاثةُ أَقوالٍ: (نَصْبُه على الحَالِ) ، وهاذا (عِنْد البَصْرِيِّينَ) ، قَالَ شيخُنا المدابِغِيّ فِي حَاشِيَةِ التَّحْرِير: وَحْدَه مَنْصُوبٌ على الحالِ، أَي مُنْفَرِداً بذالك، وَهُوَ فِي الأَصْلِ مَصْدَرٌ مَحْذُوفُ الزوائِد، يُقَال {أَوحَدْتُه} إِيحاداً أَي أَفْرَدْتُه. (لَا عَلَى المَصْدَرِ، وأَخْطَأَ الجَوْهَرِيُّ) ، أَي فِي قولِه: وَعند أَهلِ البَصْرَةِ على المَصْدَرِ فِي كُلِّ حالٍ، كأَنك قُلْتَ أَوحَدْتُه بِرُؤْيتِي إِيحاداً، أَي لمْ أَرَ غيرَه. وهاذه التَّخْطِئَةُ سبقَه بهَا ابنُ بَرِّيَ كَمَا يأْتي النَّقْلُ عَنهُ، (ويُونُسُ مِنْهُم يَنْصِبُهُ على الظَّرْف بإِسْقاطِ عَلَى) ،! فوحْدَه عِنْده بمنزِلَة (عنْدَه) ، وَهُوَ القولُ الثَّانِي، والقولُ الثَّالِث أَنه مَنْصُوبٌ على المَصْدَرِ، وَهُوَ قَوْلُ هِشَامٍ، قَالَ ابنُ بَرِّيَ عِنْد قَولِ الجوهَرِيّ رأَيْتُه وَحْدَه مَنْصُوب على الظَّرْفِ عندَ أَهْلِ الكُوفَةِ وعِنْد أَهْلِ البَصْرَةِ على المَصْدَره، قَالَ: أَمَّا أَهْلُ البَصْرَةَ فيَنْصِبُونَه على الحَالِ، وَهُوَ عِنْدَهم اسمٌ واقِعٌ مَوْقِعَ المَصدَر المُنْتَصِب على الحالِ، مثل جَاءَ زَيْدٌ رَكْضاً، أَي راكِضاً، قَالَ: وَمن البصريِّينَ مَن يَنْصِبه على الظَّرْفِ، قَالَ: وَهُوَ مَذْهَب يُونُسَ، قَالَ: فَلَيْسَ ذالك مُخْتَصًّا باكلُوفِيِّينَ كَمَا زَععمَ الجوهَرِيُّ، قَالَ: وهاذا الفَصْلُ لَهُ بابٌ فِي كُتُب النَّحوِيِّينَ مُسْتَوفًى فِيهِ بيَانُ ذالك، (أَوْ هُو اسْمٌ مُمَكَّنٌ) ، وَهُوَ قَول ابْن الأَعرابيّ، جعل وَحده اسْما ومكَّنَه، (فَيُقَال جَلَسَ وَحْدَه، وعَلى وَحْدِ، و) جلسَا (عَلى {وَحْدِهِمَا، و) على (} وَحْدَيْهِمَا، و) جَلسوا على ( {وَحْدِهِم. و) فِي التَّهْذِيب:} والوَحْدُ، خَفِيفٌ: {حِدَةُ كُلِّ شَيْءٍ، يُقَال: وَحَدَ الشيءُ فَهُوَ} يَحِدُ {حِدَةً، وكلُّ شيْءٍ على} حِدَة (فَهو ثَانِي آخَرَ) يُقَال: (هاذا على {حِدَتِه) ، وهما على حِدَتِهما، وهم على} حِدَتِهِم. (وعَلى {وَحْدِه أَي} تَوَحُّدِهِ) . وَفِي حَدِيث جابرٍ ودَفْنِ ابْنِه فَجَعَلَه فِي قَبْرٍ عَلَى {حِدَةٍ) أَي مُنْفَرِداً} وَحْدَه، وأَصْلُها من الْوَاو فحُذِفَت من أَوَّلها وعُوِّضَتْ مِنْهَا الهاءُ فِي آخِرِها، كعِدَة وزِنَةٍ، من الوَعْد والوَزْنِ.
{وحِدَةُ الشيْءِ: تَوَحُّدُه، قالَه ابنُ سيدَه، وحكَى أَبو زيد: قُلْنَا هاذا الأَمْرَ} وحْدِينا، وقَالَتَاه {وَحْدَيْهِمَا.
(} والوَحَدُ مِن الوَحْشِ: {المُتَوَحِّدُ) .
(و) الوَحَدُ (: رَجُلٌ لَا يُعْرَفُ نَسَبُه وأَصْلُه) .
وَقَالَ الليثُ: الوَحَدُ: المُتَفَرِّدُ، رَجُلٌ وَحَدٌ، وثَوْرٌ وَحَدٌ، وتَفْسِيرُ الرجُلِ الوَحَدِ أَن لَا يُعْرَف لهُ أَصْلٌ، قَالَ النابِغَةُ:
بِذِي الجَلِيلِ عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ
(} والتَّوْحِيدُ: الإِيمانُ بِاللَّه {وَحْدَه) لَا شَرِيكَ لَهُ. (وَالله) } الوَاحِدُ ( {الأَوْحَدُ) الأَحَدُ (} والمُتَوَحِّدُ: ذُو! الوَحْدَانِيَّةِ) {والتَّوَحُّدِ، قَالَ أَبو منصورٍ: الواحِدُ مُنْفَرِدٌ بالذّات فِي عَدَمِ المِثْلِ والنَّظِيرِ، والأَحَدُ مُنْفَرِدٌ بالمعنَى، وَقيل: الوَاحِدُ: هُوَ الَّذِي لَا يَتَجَزَّأُ وَلَا يُثنَّى وَلَا يَقْبَلُ الانْقِسَام، وَلَا نظِيرَ لَهُ وَلَا مِثْلَ وَلَا يَجْمَعُ هاذَيْنِ الوَصْفَيْنِ إِلاَّ الله عَزَّ وَجَلَّ. وَقَالَ ابنُ الأَثيرُ: فِي أَسْمَاءِ الله تَعَالَى الوَاحِدُ، قَالَ: هُوَ الفَرْدُ الَّذِي لم يَزَلْ وَحْدَه، وَلم يَكُنْ مَعَه آخَرُ، وَقَالَ الأَزهريُّ، والواحِدُ مِن صفاتِ الله تَعَالى مَعْنَاه أَنَّه لَا ثَانِيَ لَهُ، ويَجوز أَن يُنْعَتَ الشيْءُ بأَنَّه} واحِدٌ، فأَمَّا أَحَدٌ فَلَا يُنْعَتُ بِهِ غَيْرُ الله تَعالى، لِخُلُوصِ هَذَا الاسمِ الشرِيفِ لَهُ، جَلَّ ثَنَاؤه. وَتقول: {أَحّدْتُ الله} ووَحَّدْتُه، وَهُوَ {الوَاحِدُ} الأَحَدُ، وَفِي الحَدِيث (أَن الله تَعَالَى لَمْ يَرْضَ {بِالوَحْدَانِيَّةِ لِأَحَدٍ غَيْرِهُ، شَرُّ أُمَّتِي} - الوَحْدَانِيُّ المُعْجِبُ بِدِينِه المُرائِي بِعَمَلِه) يُرِيد {- بالوَحْدَانيِّ المُفَارِقَ الجَمَاعَةِ المُتَفَرِّدَ بِنَفْسِهِ، وَهُوَ مَنْسُوب إِلى الوَحْدَةِ: الانْفِرَاد، بِزِيَادَة الأَلَفِ والنُّون للبمالغَةِ.
(وإِذَا رَأَيْتَ أَكَمَاتٍ مُنْفَرِدَاتِ، كُلُّ واحِدَةٍ بائِنَةٌ) ، كَذَا فِي النّسخ، وَفِي بَعْضهَا: نائِيَةٌ. بالنُّون والياءِ التَّحْتِيَّة، (عَن الأُخْرَى فتِلْكَ} مِيحَادٌ) ، بِالْكَسْرِ، (و) الجمعُ ( {مَوَاحِيدُ، و) قد (زَلَّتْ قَدَمُ الجَوهرِيُّ فَقَالَ:) } المِيحَادُ مِن {الوَاحِدِ كالمِعْشَارِ مِن العَشَرَةِ) ، هاذا خِلاَفُ نَصِّ عِبارته، فإِنه قَالَ:} والمِيحَادُ من {الواحِدِ كالمِعْشَارِ، وَهُوَ جُزْءٌ} واحِدٌ، كَمَا أَنَّ المِعْشَارَ عُشْرٌ. ثُمَّ بيَّنَ المُصَنِّف وَجْهَ الغَلَطِ فَقَالَ: (لأَنَّه إِن أَرادَ الاشتقاقَ) وبَيَانَ المَأْخَذِ، كَمَا هُوَ المتبادِرُ إِلى الذَّهْنِ (فَمَا أَقَلَّ جَدْوَاهُ) ، وَقد يُقَال: إِن الإِشارَةَ لِبَيَانِ مِثْلِه لَيْسَ ممَّا يُؤاخَذُ عَلَيْهِ، خُصُوصاً وَقد صَرَّح بِهِ الأَقْدَمُونَ فِي كُتبهم، (وإِن أَرادَ أَنَّ المِعْشَارَ عَشَرَةٌ، كَمَا أَنَّ {المِيحَادَ فَرْدٌ فَرْدٌ، فَغَلَطٌ) ، وَفِي التكملة: فقد زَلَّ، (لأَنَّ المِعْشَارَ والعُشْرَ} واحِدٌ مِنْ العَشَرَةِ، وَلَا يُقال فِي {المِيحَادِ وَاحِدٌ مِن الواحِدِ) هاكذا أَوْرَدَه الصاغانيُّ فِي تَكْمِلَته، وقَلَّدَه المُصنِّف على عادَتِه، وأَنْت خَبيرٌ بأَنَّ مَا ذَكره المُصنِّف لَيْسَ مَفْهُومَ عِبَارَتِه الَّتِي سُقْنَاهَا عَنهُ، وَلَا يَقُولُ بِهِ قائلٌ فَضْلاً عَن مثْل هاذا الإِمامِ المُقْتَدَى بِهِ عِنْد الأَعلام.
(} والوَحِيدُ: ع) بِعَينِه، عَن كُرَاع، وَذكره ذُو الرُّمَّة فَقَالَ:
أَلاَ يَا دَارَ مَيَّةَ بِالوَحِيدِ
كأَنَّ رُسُومَها قِطَعُ البُرُودِ
وَقَالَ السُّكَّرِيّ: نَقاً بالدَّهْنَاءِ لبنِي ضَبَّةَ، قَالَه فِي شَرْحِ قولِ جَريرٍ:
أَسَاءَلْتَ الوَحِيدَ وجَانِبَيْهِ
فَمَا لَكَ لاَ يُكَلِّمُكَ الوَحِيدُ
وذَكر الحَفْصِيُّ مَسافَةَ مَا بَيْنَ اليَمَامَةِ والدَّهْنَاءِ ثمَّ قَالَ: وأَوَّلُ جَبَلٍ بالدَّهْنَاءِ يُقَال لَهُ الوَحيدُ (وَهُوَ) ماءٌ من ميَاه (بنى) عُقَيْل يُقَارب بلادَ بَنِي الْحَارِث بن كَعْبٍ.
( {والوَحِيدَانِ: مَاءَانِ بِبلادِ قَيْسٍ) مَعْرُوفَانِ، قَالَه أَبو منصورٍ، وأَنشد غيرُه لابنِ مُقْبِلٍ:
فَأَصْبَحْنَ مِنْ مَاءٍ} الوَحِيدَيْنِ نُقْرَةً
بِمِيزَانِ رَغْمٍ إِذْ بَدَا صَدَوَانِ
ويُرْوَى الوَجِيدَانِ، بِالْجِيم والحاءِ، قَالَه الأَزْدِيُّ عَن خالِدٍ.
( {والوَحِيدَةُ: من أَعْرَاضِ المَدِينَة) ، على مُشْرِّفها أَفضْلُ الصلاةِ والسلامِ، (بَيْنَها وبينَ مَكَّة) زِيدَتْ شَرَفاً، قَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
أَدَارَ سُلَيْمَى بِالوَحِيدَةِ فَالغَمْرِ
أَبِينِي سَقَاكِ القَطْرُ مِنْ مَنْزِلٍ قَفْرِ
(و) يُقَال: (فَعَلَه مِنْ ذاتِ} حِدَتِه، وعَلى ذاتِ حِدَتِه، وَمن ذِي حِدَتِه، أَي مِن ذاتِ نَفْسِه و) ذاتِ (رَأْيِه) ، قَالَه أَبو زيد. (و) تَقول: ذالك أَمْرٌ (لَسْتُ فِيهِ {بِأَوْحَدَ، أَي لَا أُخَصُّ بِهِ) ، وَفِي التَّهْذِيب: أَي لَسْتُ عَلَى} حِدَةٍ، وَفِيالصِّحَاح: وَيُقَال: لَسْتُ فِي هاذا الأَمْرِ {بأَوْحَدَ، وَلَا يُقَال للأُنْثَى} وَحْدَاءُ، انْتهى: وَقيل: أَي لَسْتُ بِعَادِمٍ فِيهِ مِثْلاً أَو عِدْلاف، وأَنْشَدَنا شيخُنَا المَرحوم مُحمّد بن الطيِّب قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبو عبد الله مُحَمّد بن المسناويّ قَالَ: مِمَّا قَالَه الإِمامُ الشَّافِعِيُّ رَضِي الله عَنهُ مُعَرِّضاً بأَنّ الإِمَامَ أَشْهَبَ رَحمَه الله يَتَمَنَّى مَوْتَه:
تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ فَإِنْ أُمُتْ
فِتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيها {بِأَوْحَدِ
فَقُلْ لِلَّذِي يَبْغِيْ خِلاَفَ الَّذِي مَضَى
تَهَيَّأْ لِأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأَنْ قَدِ
قلتُ: ويُجْمَع} الأَوْحَدُ على أُحْدَانٍ، مثل أَسْوَدَ وسُودَانٍ، قَالَ الكُمَيْت:
فَبَاكَرَهُ والشَّمْسُ لَمْ يَبْدُ قَرْنُهَا
{بِأُحْدَانِه المُسْتَوْلِغَاتِ المُكَلِّبُ
يَعْنِي كِلابَه الَّتِي لَا مِثْلُهَا كِلاَبٌ، أَي هِيَ واحِدَةُ الكِلابِ.
(و) فِي الْمُحكم: وفُلاَنٌ لَا وَاحِدَ لَهُ، أَي لَا نَظِيرَ لَهُ.
وَلَا يَقُوم لهاذا الأَمْرِ إِلاص ابْنُ إِحْدَاها، يُقَال: (هُوَ ابنُ إِحْدَاهَا) ، إِذا كَانَ (كَرِيم الآباءِ والأُمَّهَاتِ مِن الرِّجَالِ والإِبِلِ) ، وَقَالَ أَبو زيد: لَا يَقُومُ بهاذا الأَمْرِ إِلاَّ ابنُ} إِحْدَاها، أَي الكَرِيمُ مِن الرِّجَالِ. وَفِي النَّوَادِر: لَا يَستطِيعُها إِلاَّ ابنُ {إِحْدَاتِها، يَعْنِي إِلاَّ ابْنُ وَاحِدَة مِنْهَا.
(} وَوَاحِدُ {الآحَادِ) ،} وإِحدى {الإِحَدِ،} وَوَاحِد {الأَحَدِينَ، وأَن} أَحَداً تَصغيره {أُحَيْد، وتَصْغِير} إِحْدَى {أُحَيْديَ مَرَّ ذكْرُه (فِي أَح د) وَاخْتَارَ المُصنِّف تَبعاً لشيخِه أَبي حَيَّان أَن الأَحَد مِن مَادَّة الوَحْدَة كَمَا حَرَّرَه، وأَن التفرِقَة إِنما هِيَ فِي المعَاني، وجَزَم أَقوامٌ بأَن الأَحَدَ من مادَّة الهَمزة، وأَنه لَا بَدَلَ، قَالَه شيخُنا.
(ونَسَيجُ} وَحْدِه، مَدْحٌ. وعُيَيْرُ) وَحْدِه (وجُحَيْشُ وَحْدِه) ، كِلَاهُمَا (ذَمٌّ) ، الأَوَّل كأَمِيرٍ، والاثنانِ بعْدَه تَصْغِيرُ عَيْرٍ وجَحْش، وكذالك رُجَيْلُ وَحْدِه، وَقد ذَكرَ الكُلَّ أَهْلُ الأَمْثَال، وكذالك المصنِّف، فقد ذَكَرَ كُلَّ كَلِمَةٍ فِي بَابِها، وكُلُّهَا مَجَازٌ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الزمخشريُّ وغيرُه، قَالَ الليثُ: الوَحْدُ فِي كُلِّ شيْءٍ مَنصوبٌ جَرَى مَجْرَى المَصْدَرِ خارِجاً مِن الوَصْفِ لَيْسَ بِنَعْتٍ فيَتْبَع الاسْمَ، وَلَا بِخَبَرٍ فيُقْصَد إِليه، فكانَ النَّصْب أَوْلَى بِهِ، إِلاّ أَنّ العَرعب أَضافَتْ إِليه فقالَتْ هُوَ نَسِيجُ وَحْدِه، وهما نَسِيجاً {وَحْدِهما، وهُمْ نَسِيجُو} وَحْدِهم، وَهِي نَسِيجَةُ {وَحْدِهَا، وهُنَّ نَسَائِجُ} وَحْدِهِنَّ، وَهُوَ الرَّجُلُ المُصِيبُ الرَّأْيِ، قَالَ: وكذالك قَرِيعُ وَحْدِه، وَهُوَ الَّذِي لَا يُقَارِعُه فِي الفَضْلِ أَحدٌ. وَقَالَ هِشَامٌ والفَرَّاءُ: نَسِيجُ وَحْدِه، وعُيَيْرُ وَحْدِه،! ووَاحِدُ أُمِّهِ، نَكِرَاتٌ، الدَّليلُ على هاذا أَنَّ العَرَب تقولُ: رُبَّ نَسِيجِ وَحْدِه قد رأَيْتُ، ورُبَّ وَاحِدِ أُمِّه قَدْ أَسَرْت، قَالَ حاتِمٌ:
أَماوِيَّ إِنِّي رُبَّ وَاحِدِ أُمِّهِ
أَخَذْتُ وَلاَ قَتْلٌ عَلَيْهِ وَلَا أَسْرُ
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قولِ عائشةَ وَوَصْفِها عُمَرَ، رَضِي الله عَنْهُمَا (كَان وَالله أَحْوَذِيًّا نَسِيجَ وَحْدِه) تَعْنِي أَنَّه لي لَهُ شِبْهٌ فِي رَأْيِه وجمِيعِ أُمورِه. قَالَ: وَالْعرب تَنْصِبُ وَحْده فِي الْكَلَام كُلِّه لَا تَرْفَعُه وَلَا تَخْفِضُه إِلا فِي ثَلاَثَةِ أَحْرُفٍ: نَسِيجُ وَحْدِه، وعُيَيْرُ وَحْدِه، وجُحَيْشُ وَحْدِه، قَالَ شَمِرٌ: أَمصا نَسِيجُ وَحْدِه فَمَدْحٌ، وأَمّا جُحَيْشُ وَحْدِه وعُيَيْرُ وَحْدِه فمَوْضوعانِ مَوْضِعَ الذَّمِّ، وهما اللذانِ لَا يُشَاوِرَانِ أَحَداً وَلَا يُخَالِطَانِ، وَفِيهِمَا مَعَ ذالك مَهَانَةٌ وضَعْفٌ، وَقَالَ غيرُه: معنَى قَوْلِه نَسِيجُ وَحْدِه أَنَّه لَا ثَانِيَ لَهُ، وأَصْلُه الثَّوْبُ الَّذِي لَا يُسْدَى على سَدَاه لِرِقَّتِه غَيْرُهُ مِن الثِّيَابِ، وَعَن ابنِ الأَعْرَابيّ: يُقَال: هُوَ نَسِيجُ وَحْدِه وعُيَيْرُ وَحْدِه ورُجَيْلُ وَحْدِه، وَعَن ابنِ السِّكِّيت: تَقول: هاذا رَجُلٌ لَا وَاحِدَ لَهُ، كَمَا تَقول: هُوَ نَسِيجُ وَحْدِه، وَفِي حَدِيث عُمَرَ (مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى نَسِيجِ وَحْدِه) . (وإِحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ: الدَّاهِيَةُ، و) قيل (: الحَيَّةُ) سُمِّيَتْ بذالك لِتَلَوِّيها حَتَّى تَصِيرَ كالطَّبَقِ.
(و) فِي الصّحاح: (بنُو {الوَحِيدِ: قَوْمٌ من بني كِلاَب) بن رَبيعةَ بن عامِرِ بن صَعْصَعَةَ.
(} والوُحْدَانُ، بالضمِّ: أَرْضٌ) ، وَقيل رِمَالٌ مُنْقَطَعَةٌ، قَالَ الرَّاعِي:
حَتَّى إِذَا هَبَطَ الوُحْدَانُ وَانْكَشَفَتْ
عَنْهُ سَلاَسِلُ رَمْلٍ بَيْنَها رُبَدُ
( {وتَوَحَّدَه الله تَعالى بِعِصْمَتِه) ، أَي (عَصَمَه وَلم يَكِلْهُ إِلى غَيْرِه) . وَفِي التَّهْذِيب: وأَما قولُ الناسِ} تَوَحَّدَ الله بالأَمْرِ وتَفَرَّدَ، فإِنه وإِن كَانَ صَحِيحا فإِني لَا أُحِبّ أَن أَلْفِظَ بِهِ فِي صِفَةِ الله تَعَالَى فِي المَعْنَى إِلاَّ بِمَا وَصَفَ بِه نَفْسَه فِي التَّنْزِيلِ أَو فِي السُّنَّةِ، وَلم أَجِد {المُتَوَحِّدَ فِي صِفَاتِه وَلَا المُتَفَرِّدَ، وإِنّمَا نَنْتَهِي فِي صِفَاته إِلى مَا وَصَفَ بِهِ نَفَسَه وَلَا نُجَاوِزُهُ إِلى غيرِه لمَجَازِه فِي العَرَبِيَّةِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} الأُحْدَانُ، بالضَّمّ: السِّهَامُ الأَفْرَادُ الَّتِي لَا نَظائرَ لَهَا، وَبِه فسّر قَول الشاعِر:
لِنَهْنِىءْ تُرَاثِي لامْرِىءٍ غَيْرِ ذِلَّةٍ
صَنَابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ
سَرِيعَاتُ مَوْتٍ رَيِّثَاتُ إِفَاقَةٍ
إِذَا مَا حُمِلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ
والصَّنابِر: السِّهَام الرِّقَاق وحكَى اللحيانيُّ: عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ أَفْراداً ووِحَاداً، قَالَ: وَقَالَ بعضُهم: أَعْدَدْت الدَّراهِمَ أَفرَاداً {وَوِحَاداً، ثمَّ قَالَ: لَا أَدْرِي أَعْدَدْتُ، أَمِنَ العَدَدِ أَم من العُدَّةِ.
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: وَتقول: بَقِيتُ} وَحِيداً فَرِيداً حَرِيداً، بِمَعْنى واحدٍ، وَلَا يُقَال بقيتُ أَوْحَدَ، وأَنت تُريدُ فَرْداً، وكلامُ العَرَبِ يَجِىءُ على مَا بُنِيَ عَلَيْهِ وأُخِذَ عَنْهُمْ، وَلَا يُعْدَّى بِهِ مَوْضِعُه، وَلَا يَجُوز أَن يَتَكَلَّمَ بِهِ غيرُ أَهلِ المَعرِفة الراسخينَ فِيهِ، الَّذين أَخَذُوه عَن العَرَبِ أَو عمّن أَخَذَ عَنْهُم من ذَوِي التَّمْييزه والثِّقَة.
وَحكى سيبويهِ: {الوَحْدَةُ فِي معنى} التَّوَحُّدِ.
{وتَوَحَّدَ بِرَأْيِهِ: تَفَرَّدَ بِهِ.
} وأَوْحَدَه النَّاسُ: تَرَكُوه {وَحْدَهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: قَالَ الكسائيُّ: مَا أَنْتَ مِن الأَحَدِ، أَي من الناسِ، وأَنشد:
وَلَيْسَ يَطْلُبُنِي فِي أَمْرِ غَانِيَةٍ
إِلاَّ كعَمْرٍ ووَمَا عَمْرٌ ومِنَ الأَحَدِ
قَالَ: وَلَو قَلْتَ: مَا هُو مِنَ الإِنسانِ، تُرِيد مَا هُو مِن النَّاسِ، أَصْبَتَ.
وَبَنُو} الوَحَدِ قَوْمٌ من تَغْلِبَ، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابيّ، وَبِه فسّر قَوْله:
فَلَوح كُنْتُمُ مِنَّا أَخَذْنَا بِأَخْذِكُمْ
وَلاكِنَّهَا {الأَوْحَادُ أَسْفَلُ سَافِلِ
أَراد بني الوَحَدِ من بني تَغْلِبَ: جعل كُلَّ} واحِدٍ مِنْهُم {أَحَداً.
وابنُ} الوَحِيدِ الكاتبُ صاحِبُ الخَطِّ المَنْسُوبِ، هُوَ شَرَفُ الدينه مُحَمَّد ابْن شَرِيف بن يُوسُف، تَرْجَمه الصَّلاَح الصَّفَدِيُّ فِي الوافي بالوَفَيَاتِ.
{ووَحْدَةُ، من عَمَلِ تِلِمْسَانَ، مِنْهَا أَبو مُحَمَّد عبد الله بن سعيد} - الوَحْديّ وَلِيَ قَضَاءَ بَلَنْسِيَةَ، وَكَانَ من أَئِمَّة المالِكِيّةَ، توفيِّيَ سنة 510.
{- والواحِدِيُّ، مَعْرُوف، من المُفَسِّرِين.
وأَبو حَيَّان عليّ بن محمّد بن العبصاس التَّوْحِيدِيّ، نِسبة لِنَوْعٍ من التَّمْرِ يُقَال لَهُ} التَّوْحِيد، وَقيل هُوَ المُرَاد من قَوْلِ المُتَنَبِّي:
هُوَ عِنْدِي أَحْلَى مِنَ التَّوْحِيدِ
وَقيل: أَحْلَى مِن الرَّشْفَةِ الوَاحِدَةِ، وَقَالَ ابنُ قاضِي شَهْبَة، وإِنما قيل لأَبي حَيَّانَ: {- التَّوْحِيديُّ، لأَن أَباه كَانَ يَبِيع} التَّوْحِيدَ ببغدَادَ، وَهُوَ نَوْعٌ من التَّمْر بالعِراقِ.
وواحِدٌ: جَبَلٌ لِكَلْبٍ، قَالَ عَمْرُو بنُ العَدَّاءِ الأَجْدَارِيُّ ثمَّ الكَلْبِيُّ:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً
بِإِنْبِطَ أَوْ بِالرَّوْضِ شَرْقِيَّ! وَاحِدِ بِمَنْزِلَةٍ جَادَ الرَّبِيعُ رِيَاضَهَا
قَصِيرٌ بِهَا لَيْلُ العَذَارَى الرَّوَافِدِ
وحَيْثُ تَرَى جُرْدَ الجِيَادِ صَوَافِناً
يَقُوِّدُهَا غِلْمَانُنَا بِالقَلائِدِ
كَذَا فِي المعجم:
تَذيِيل. قَالَ الرّاغِبُ الأَصْبهانيّ فِي المُفْرَدَات: الواحِد فِي الحَقِيقَة هُوَ الشيءُ الَّذِي لَا جُزْءَ لَهُ البَتَّهَ، ثمَّ يُطْلَقُ على كُلِّ موجودٍ حَتَّى أَنَّه مَا مِن عَدَدٍ أَلاَّ وَيَصِحُّ وَصْفُه بِهِ، فَيُقَال عَشَرَةً {واحِدَةٌ، ومائةٌ} واحِدَةٌ، {فالوَاحِدُ لَفْظٌ مُشْتَرَكٌ يُسْتَعْمَل على سِتَّةِ أَوْجُهٍ.
الأَوّل مَا كَانَ واحِداً فِي الجِنْسِ أَو فِي النَّوْعِ، كقولِنا الإِنسان والفَرس واحِدٌ فِي الجِنْس وزَيْدٌ عَمْرٌ وواحِدٌ فِي النَّوْعِ.
الثَّانِي مَا كَانَ} واحِداً بالاتّصال، إِما من حَيْثُ الخِلْقَةُ، كَقَوْلِك شَخْصٌ واحِدٌ، وإِما من حيثُ الصّنَاعَةُ، كَقَوْلِك (حِرْفَةٌ وَاحِدَة) .
(الثَّالِث مَا كَانَ واحِداً لِعَدَم نَظيرِه. إِما فِي الخِلْقَةِ. كقَولك) الشَّمْسُ واحِدَةٌ، وإِما فِي دَعْوَى الفَضِيلَة، كقَولك فُلانٌ واحِدُ دَهْرِه و (كَقَوْلِك) نَسِيجُ وَحْدِه.
الرابِع: مَا كانَ واحِداً لاِمْتِنَاع التَّجَزِّي فِيهِ، إِمَّا لِصِغَرِه، كالهَبَاءِ، وإِما لِصَلاَبَتِه، كالمَاسِ.
الخَامِس للمَبحدَإِ، إِمّا لِمَبْدَإِ العَدَدِ، كَقَوْلِك واحِد اثنانِ وإِما لمبدإِ الخَطِّ، قكولِك: النُّقْطَة الواحِدَة.
والوَحْدَة فِي كُلِّهَا عَارِضَةٌ، وإِذا وُصِف الله عَزَّ وجَلَّ بالوَاحِدِ فمَعْنَاهُ هُوَ الَّذِي لَا يَصِحُّ عَلَيْه التَّجَزِّي، وَلَا التكثُّر.

تَابع كتاب ولصُعوبةِ هاذه الوَحْدَةِ قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 45) الْآيَة، هاكذا نقلَه المُصَنِّف فِي البصائر، وَقد أَسْقَطَ ذِكْرَ الثالِث والسادِس فلعلَّه سَقَطَ من الناسِخ فليُنْظَرْ.
تَكميل:
التَّوْحِيدُ تَوْحِيدَانِ.
تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة، {وتَوْحِيدُ الإِلاهيَّة.
فصاحِبُ تَوْحِيد الرَّبَّانِيَّةِ يَشْهَد قَيُّومِيَّةَ الرَّبِ فَرْقَ عَرْشِه يُدَبِّرُ أَمْرَ عِبَادِه} وَحْدَه، فَلَا خالِقَ وَلَا رَازِقَ وَلَا مُعْطِيَ وَلَا مَانِعَ وَلَا مُحْيِيَ وَلَا مُمِيتَ وَلَا مُدَبِّرَ لأَمْرِ المَمْلَكَةِ ظَاهِراً وباطِناً غيرُه، فَمَا شاءَ كانَ، وَمَا لم يَشَأْ لم يَكُنْ، وَلَا تَتَحَرَّكُ ذَرَّةٌ إِلاَّ بإِذْنِه، وَلَا يَجُوز حادِثٌ إِلا بِمَشِيئَتِه، وَلَا تَسْقُط وَرَقَةٌ إِلاَّ بِعِلْمِه، وَلَا يَعْزُب عَنهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلَا فِي الأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذالك وَلَا أَكْبَرُ إِلاَّ وَقد أَحْصَاهَا عِلْمُه، وأَحاطتْ بهَا قُدْرَتُه، ونَفَذَتْ فِيهَا مَشِئَتُه، واقْتَضَتْهَا حِكْمَتُه.
وأَمّا تَوْحِيدُ الإِلاهِيَّة، فَهُوَ أَن يُجْمِعَ هِمَّتَه وقَلْبَ وعَزْمَه وإِرادَتَه وحَرَكاتِه على أَداءِ حَقِّه، والقيامِ بِعُبُودِيَّتِه. وأَنْشَدَ صاحِبُ المنَازِل أَبياناً ثلاثَةً ختَم بهَا كِتَابَه:
مَا {وَحَّدَ الوَاحِدَ مِنْ وَاحِدٍ
إِذْ كُلُّ مَنْ وَحَّدَه جَاحِدُ
} تَوْحِيدُ مَنْ يَنْطِقُ عَنْ نَفْسِهِ
عَارِيَةٌ أَبْطَلَهَا الوَاحِدُ
! تَوْحِيدُهُ إِيَّاهُ تَوْحِيدُهُ
ونَعْتُ مَنْ يَنْعَتُه لاَحِدُ
وحاصِل كلامِه وأَحْسَنُ مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ أَن الفَنَاءَ فِي شُهُودِ الأَزَلِيَّة، والحُكْمِ يَمْحُو شُهُودَ العَبْدِ لِنَفْسِه وصِفَاتِ فَضْلاً عَن شُهُودِ غَيْرِه، فَلَا يَشْهَدُ مَوْجُوداً فاعِلاً على الحَقِيقَةِ إِلا الله وَحْدَه، وَفِي هاذا الشُّهودِ تَفْنَى الرسُومُ كُلُّهَا، فَيَمْحَقُ هاذا الشُّهُودُ مِن القَلْبِ كُلَّ مَا سِوَى الحَقِّ، إِلاَّ أَنه يَمْحَقه مِن الوُجُودِ، وحينئذٍ يَشْهَد أَنَّ التَّوْحِيدَ الحَقِيقيَّ غيرَ المُسْتَعَارِ هُوَ تَوْحِيدُ الرَّبِّ تَعَالَى نَفْسِه، وتَوْحِيدُ غَيْرِه لَهُ عارِيَةٌ محْضَةٌ أَعَارَهُ إِيَّاه مالِكُ المُلُوكِ، والعَوَارِي مَرْدُودَةٌ إِلى مَن تُرَدُّ إِليه الأُمُورُ كُلُّهَا. {ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقّ} (سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: 62) .
وَقد استَطْرَدْنَا هاذا الكلامَ تَبرُّكاً بِهِ لِئَلَّا يَخْلُو كِتَابُنَا مِن بَرَكَاتِ أَسْرَارِ آثارِ التَّوْحيد، وَالله يَقولُ الحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي سَوَاءَ السَّبِيلِ.
Expand

حفظ

الحفظ: ضبط الصور المدركة.
(حفظ)
الشَّيْء حفظا صانه وحرسه وَيُقَال حفظ المَال وَحفظ الْعَهْد لم يخنه وَالْعلم وَالْكَلَام ضَبطه ووعاه فَهُوَ حَافظ وحفيظ وَمِنْه من حفظ حجَّة على من لم يحفظ
حفظ الحِفْظُ ضِدُّ النِّسْيانِ. والحَفِيْظُ المُوَكَّلُ بالشَّيْءِ يَحْفَظُه، وكذلك الحافِظُ. والحَفَظَةُ الجَماعَةُ؛ منه. ورَجُلٌ حافِظٌ وقَوْمٌ حُفّاظٌ. والتَّحَفُّظُ قِلَّةُ الغَفْلَةِ في الأُمُور. والمُحَافَظَةُ المُوَاظَبَةُ على الصَّلاةِ وغيرِها. والحِفَاظُ المُحَافَظَةُ على المَحَارِمِ، والاسْمُ الحَفِيْظَةُ. وأهْلُ الحَفَائِظِ أهْلُ الحِفَاظِ. والحِفْظَةُ مَصْدَرُ الاحْتِفاظِ؛ عندما تَرى من حَفِيْظَةِ الرَّجُلِ، تقول احْتَفَظْتُه فاحْتَفَظَ حِفْظَةً. ومنه قَوْلُهم في المَثَلِ " الحَفَائظُ تُحَلِّلُ الأحْقَادَ ". واحْفَاظَّتِ الجِيْفَةُ انْتَفَخَتْ.

حفظ


حَفِظَ(n. ac. حِفْظ)
a. Kept, guarded, kept watch over, took care of, was
mindful of.
b. Knew or learned by heart, committed to memory.
c. ['An], Kept, preserved from.
حَفَّظَa. Made to learn by heart

حَاْفَظَa. Defended, proctected.
b. ['Ala], Was attentive to; observed, was observant of.

أَحْفَظَa. Angered, irritated.

تَحَفَّظَa. Was circumspect, vigilant, careful.
b. [Min], Kept himself from, was on his guard against.
c. Committed to memory.

إِحْتَفَظَ
a. [Bi], Kept, guarded.
b. [acc. & La], Took, appropriated for (himself).

إِسْتَحْفَظَa. Asked to keep, take care of, intrusted to.

حِفْظa. Attention, vigilance, care; watch, guard;
preservation.
b. Memory.
c. Observance, keeping (law).
حِفْظَةa. see 25t
حُفَظَةa. Having a retentive memory.

حَاْفِظ
(pl.
حَفَظَة
حُفَّاْظ
29)
a. Guardian, keeper, preserver.
b. Knowing by heart; having a retentive memory.
c. (pl.
حَفَظَة
& reg.), The Watchers or Guardians: the Angels.
d. [art.], Preserver, keeper, guardian (God).

حَاْفِظَةa. Memory.

حَفِيْظa. see 21
حَفِيْظَة
(pl.
حَفَاْئِظُ)
a. Protection.
b. Amulet, charm.

N. Ag.
حَاْفَظَa. Keeper, preserver, protector.
[حفظ] حفظت الشئ حفظا، أي حَرَسْتُه. وحَفِظْتُهُ أيضاً بمعنى استظهرته. والحَفَظَةُ: الملائكةُ الذين يكتُبونَ أعمالَ بني آدم. والمُحافَظَةُ: المراقبةُ. ويقال: إنَّه لَذو حِفاظٍ وذو مُحافظَةٍ، إذا كانت له أنفةٌ. والحَفيظُ: المحافِظُ، ومنه قوله تعالى: {وما أنا عَليكُمْ بِحَفيظٍ} . يقال احْتَفِظْ بهذا الشئ، أي احفظه. والتحفظ: التَيَقُّظُ وقِلَّةُ الغفلةِ. وتَحَفَّظْتُ الكتابَ، أي استظهرته شيئا بعد شئ. وحَفَّظْتُهُ الكتابَ، أي حملته على حفظه. واستحفظته: سألته أي يحفظه. والحَفيظَةُ: الغضبُ والحميَّةُ، وكذلك الحِفْظَةُ بالكسر. وقد أَحْفَظْتُهُ فاحْتَفَظَ، أي أغضبته فغضب. قال العُجَيْرُ السَلوليّ: بعيد من الشئ القليل احتفاظه * عليكَ وَمَنْزورُ الرِضا حين يَغْضَبُ * وقولهم: " إن الحَفائِظَ تَنقَضُ الأحقادَ "، أي إذا رأيت حَميمَكَ يَظْلَمُ حَميتَ له وإن كان عليه في قلبك حقد. 
باب الحاء والظاء والفاء معهما ح ف ظ يستعمل فقط

حفظ: الحِفْظ: نقيض النِّسيان، وهو التَّعاهدُ وقلّة الغَفْلة، والحَفيظ: المُوَكَّل بالشيء يحفَظْه. والحَفَظَةُ جمع الحافظ، وهم الذين يُحصُون أعمال بني آدَم من الملائكة . والاحتفاظ: خُصُوص الحفظ، تقول: احتفظت به لنفسي، واستَحْفَظْتُه كذا، أي: سألته أن يحفَظه عليك . والتَحَفُّظ: قِلّة الغَفْلة حَذَراً من السَّقْطة في الكلام والأمور. والمُحافَظة: المُواظَبة على الأمور من الصَّلوات والعلم ونحوه. والحِفاظ: المُحافظة على المَحارم ومَنْعُها عند الحروب، والاسم منه الحَفيظة، يقال: هو ذو حفيظة. وأهل الحَفائظ: المُحامون من وراء إخوانهم، مُتعاهدونَ لأمورهم، مانِعونَ لعَوْراتِهم، قال:  إنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحَفائِظا ... إذ كَرِهَتْ ربيعةُ الكَظائِظا

والحفظة مصدر الاحتفاظ عند ما يُرَى من حَفيظة الرَّجل، تقول: أَحْفَظْتُه فاحتَفَظَ حِفْظةً أي أغضَبْتُه، قال العجاج:

وحِفْظةً أكَنَّها ضَميري

يُفسَّرونَه: على غَضْبةٍ أَجَنَّها ضَميري. وتقول: احفاظَّت الجيِفةُ أي: انَتَفَخَتْ .
[حفظ] في ح حنين: أردت أن "أحفظ" الناس، أي أغضبهم من الحفيظة الغضب. ومنه: فبدرت مني كلمة "أحفظته" أي أغضبته. ك ومنه: فلما "أحفظ" الأنصاري، قيل: هو من كلام الزهري. وح: لا "يحفظها" أحد إلا دخل الجنة مر في أحصاها. وفيه: "حفظته" كما أنك هنا، أي حفظاً ظاهراً كالمحسوس. وح: ذكر أشياء "حفظتها" أو "لا أحفظها" تنويع، وقيل: شك. وح: أو "تحفظته" من إنسان، شك من علي يعني قيل لسفيان: حفظته أو تحفظته من إنسان قبل أن تسمعه من عمرو. ط: ما حد العلم؟ قال: من "حفظ" على أمتي أربعين حديثاً، أي نقلها إلى المسلمين وإن لم يحفظها ولا عرف معناها إذ به يحصل نفعهم لا بحفظه، واتفقوا على ضعف الحديث وعلى جواز العمل به في الفضائل، يعني من جمع أحاديث متفرقة مراقباً إياها بحيث تبقى مستمرة على أمتي، يريد حد العلم معرفة أربعين حديثاً بأسانيدها مع رعاية صحيحها وحسنها مع التعليم، أو هو من قبيل "قل هي مواقيت للناس" يعني لا جدوى في معرفة حده، وكن فقيهاً معلم الخير. وح: كان في "حفظ" من الله ما دام عليه خرقة، التنكير للتعظيم، أي حفظ عظيم، وفي خرقة للتحقير. وح: "يتحفظ" من شعبان، أي يتكلف في عد أيامه وحفظها. وح: من "حفظها" أو "حافظ" عليها، أي لا يسهو عنها ويؤديها في أوقاتها. وح "فاحفظها" بما "تحفظ" من التوفيق والعصمة. وح: "احفظ" الله تجده تجاهك، أي راع حق الله تعالى وتحر رضاه تجده تجاهك، بضم تاء أي مقابلك، أي يحفظك الله من مكاره الدنيا والآخرة. وح: اللهم "احفظه" في ولده، أي أكرمه وراع أمره لئلا يضيع في شأن ولده، وهذا معنى قوله: واجعل الخلافة باقية في عقبه. ج: ولقد علم "المحفوظون" أي الذين حفظهم الله من تحريف في قول أو فعل. غ: "يحفظونه من أمر الله" أي بأمره وغذنه.
(ح ف ظ) : (حَفِظَ) الشَّيْءَ حِفْظًا مَنَعَهُ مِنْ الضَّيَاعِ وَقَوْلُهُمْ (الْحِفْظُ) خِلَافُ النِّسْيَانِ مِنْ هَذَا وَقَدْ يُجْعَلُ عِبَارَةً عَنْ الصَّوْنِ وَتَرْكِ الِابْتِذَالِ يُقَالُ فُلَانٌ يَحْفَظُ نَفْسَهُ وَلِسَانَهُ أَيْ لَا يَبْتَذِلُهُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89] فِي أَحَدِ الْأَوْجُهِ أَيْ صُونُوهَا وَلَا تَبْتَذِلُوهَا وَالْغَرَضُ صَوْنُ الْمُقْسَمِ بِهِ عَنْ الِابْتِذَالِ وَبَيَانُهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 224] أَيْ مُعَرَّضًا لَهَا فَتَبْتَذِلُوهُ بِكَثْرَةِ الْحَلِفِ بِهِ لِأَنَّهُ أَمْرٌ مَذْمُومٌ (وَمِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ} [القلم: 10] فَجَعَلَ الْحَلَّافَ عُنْوَانَ الْأَوْصَافِ الْمَذْمُومَةِ يُعَضِّدُ هَذَا الْوَجْهَ مَجِيئُهُ بِالْوَاوِ دُونَ الْفَاءِ وَعَلَيْهِ بَيْتُ كَثِيرٍ
قَلِيلُ الْأَلَايَا حَافِظٌ لِيَمِينِهِ ... وَإِنْ بَدَرَتْ مِنْهُ الْأَلِيَّةُ بَرَّتْ
أَيْ لَا يُولِي أَصْلًا بَلْ يَتَحَفَّظُ وَيَتَصَوَّنُ أَلَا تَرَى كَيْفَ قَرَّرَ بِذَلِكَ أَنَّ الْقِلَّةَ فِيهِ بِمَعْنَى الْعَدَمِ كَمَا فِي بَيْتِ الْحَمَاسَةِ
قَلِيلُ التَّشَكِّي لِلْمُهِمِّ يُصِيبُهُ ... كَثِيرُ الْهَوَى شَتَّى الْهَوَى وَالْمَسَالِكِ
وَلِهَذَا دَخَلَ الْبَيْتَانِ فِي بَابِ الْمَدْحِ عَلَى أَنَّكَ لَوْ حَمَلْتَ الْقِلَّةَ عَلَى الْإِثْبَاتِ وَالْحِفْظَ عَلَى مُرَاعَاةِ الْيَمِينِ لِأَدَاءِ الْكَفَّارَةِ كَمَا زَعَمُوا لَمْ تَحْلُ بِطَائِلٍ قَطُّ مِنْ قَوْلِهِ وَإِنْ بَدَرَتْ وَهَذَا ظَاهِرٌ لِمَنْ تَأَمَّلَ وَبَدَرَتْ بِالْبَاءِ مِنْ قَوْلِهِمْ بَدَرَ مِنْهُ كَلَامٌ أَيْ سَبَقَ وَالْبَادِرَةُ الْبَدِيهَةُ.
الْحَاء وَالْفَاء والظاء

الحِفْظُ نقيض النسْيَان. حَفِظَ الشَّيْء حِفْظا. وَرجل حافِظٌ، من قوم حُفَّاظٍ، وحَفيظٌ، عَن الَّلحيانيّ. وعدوه فَقَالُوا: هُوَ حفيظٌ علمك وَعلم غَيْرك.

وَإنَّهُ لحافِظُ الْعين، أَي لَا يغلبه النّوم، عَن الَّلحيانيّ، وَهُوَ من ذَلِك لِأَن الْعين تحفظ صَاحبهَا إِذا لم يغلبها النّوم.

والحافِظُ والحفيظُ: الْمُوكل بالشَّيْء.

والحفَظَةُ: الَّذين يُحصونَ أَعمال بني آدم من الْمَلَائِكَة، وهم الحافظون. وَفِي التَّنْزِيل: (و إِن عَلَيْك لحافِظِينَ) وَلم يَأْتِ فِي الْقُرْآن مكسرا.

وحفِظَ المَال والسر حِفظا: رعاه. وَقَوله تَعَالَى: (وجَعلنا السَّماءَ سقْفا مَحْفوظا) قَالَ الزّجاج: حفظه الله من الْوُقُوع على الأَرْض إِلَّا بأذنه، وَقيل: مَحْفوظا بالكواكب كَمَا قَالَ تَعَالَى: (إنَّا زَيَّنا السَّماء الدُّنيا بزِينةِ الكواكبِ وحِفظْا من كلّ شيطانٍ مارِدٍ) .

واستحفَظَه إِيَّاه: استرعاه. وَفِي التَّنْزِيل: (بِمَا استُحْفِظوا من كتابِ اللهِ) .

واحتفظ الشَّيْء لنَفسِهِ: خصها بِهِ.

والتَّحَفُّظُ: قلَّة الْغَفْلَة فِي الْأُمُور كَأَنَّهُ على حذر من السُّقُوط، أنْشد ثَعْلَب:

إِنِّي لأُبْغِضُ عاشِقا مُتَحَفِّظا ... لم تتَّهمْه أعْيُنٌ وقُلُوبُ

والمُحافظة: الْمُوَاظبَة على الْأَمر، وَفِي التَّنْزِيل: (حافِظُوا على الصَّلوَاتِ) أَي صلوها فِي أَوْقَاتهَا.

والمحافظة والحفاظ: الذب عَن الْمَحَارِم وَالْمَنْع لَهَا عِنْد الحروب. وَالِاسْم الحفيظَةُ.

والحِفْظَةُ والحفِيظةُ: الْغَضَب. وَقد أحْفَظَه فاحتَفَظَ، وَلَا يكون الإحْفاظُ إِلَّا بِكَلَام قَبِيح من الَّذِي يعرض لَهُ، وإسماعه إِيَّاه مَا يكره.

واحفاظَّت الجيفة: انتفخت.
حفظ
الحِفْظ يقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه الفهم، وتارة لضبط الشيء في النفس، ويضادّه النسيان، وتارة لاستعمال تلك القوة، فيقال: حَفِظْتُ كذا حِفْظاً، ثم يستعمل في كلّ تفقّد وتعهّد ورعاية، قال الله تعالى: وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ
[يوسف/ 12] ، حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ
[البقرة/ 238] ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ [المؤمنون/ 5] ، وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ [الأحزاب/ 35] ، كناية عن العفّة، حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ
[النساء/ 34] ، أي:
يحفظن عهد الأزواج عند غيبتهن بسبب أنّ الله تعالى يحفظهنّ، أي: يطّلع عليهنّ، وقرئ:
بِما حَفِظَ اللَّهُ بالنصب، أي: بسبب رعايتهن حقّ الله تعالى لا لرياء وتصنّع منهن، وفَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً
[الشورى/ 48] ، أي: حافظا، كقوله: وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ [ق/ 45] ، وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ [الأنعام/ 107] ، فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً [يوسف/ 64] ، وقرئ: حفظا أي: حفظه خير من حفظ غيره، وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ [ق/ 4] ، أي: حافظ لأعمالهم فيكون حَفِيظٌ بمعنى حافظ، نحو قوله تعالى: اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ [الشورى/ 6] ، أو معناه: محفوظ لا يضيع، كقوله تعالى: عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى [طه/ 52] ، والحِفَاظ: المُحَافَظَة، وهي أن يحفظ كلّ واحد الآخر، وقوله عزّ وجل: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ
[المؤمنون/ 9] ، فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها ومراعاة أركانها، والقيام بها في غاية ما يكون من الطوق، وأنّ الصلاة تحفظهم الحفظ الذي نبّه عليه في قوله: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت/ 45] ، والتَحَفُّظ: قيل: هو قلّة الغفلة ، وحقيقته إنما هو تكلّف الحفظ لضعف القوة الحافظة، ولمّا كانت تلك القوة من أسباب العقل توسّعوا في تفسيرها كما ترى. والحَفِيظَة:
الغضب الذي تحمل عليه المحافظة أي: ما يجب عليه أن يحفظه ويحميه. ثم استعمل في الغضب المجرّد، فقيل: أَحْفَظَنِي فلان، أي:
أغضبني.
حفظ: حَفِظَ: بمعنى صان وحرس. ويقال حفِظ عليه الشيء. ففي حيان (ص30 و): قال السلطان لحفيدة الذي هربت بغلته: لماذا لم يكن لنا خصياً يخدمك ويحفظ عليك مثل هذه الصورة من زوال دابَّتك.
وحفظ: حافظ على، راعي، تمَّم.
حفظ أيام الأعياد: راعى أيام الأعياد.
حفظ الناموس: راعى الآداب: راعى ما يليق ويناسب ويقال أيضا: حفظ الظاهر بمعنى رعى الآداب وراعى ما يليق ويناسب. غير أن التعبير الأول يعني أيضاً: صان سمعته وحافظ عليها (بوشر).
وحفظ: درس (همبرت ص112) وحفظ: تعلم لغة (ابن جبير ص32).
وحفظ فلانا: احترمه وكرمه (معجم الادريسي) وفي رياض النفوس (ص84 ق) ونصحوه أن يطلق امرأته وكانت شرسة مشاكسة، فقال: حفظتها في والدها أي أني أراعي حرمتها وأكرمها إكراما لأبيها. ثم راح يعدد كل ما تفضَّل به أبوها عليه.
حفظ سرعة: كبحه (بوشر).
حفظ عهده أو حقه: كان وفيا له (بوشر).
وهذا مثل قولهم: حفظ له ذماماً (كوسج مختار ص73) حيث عليك أن تقرأ ذماما بدل زماما.
حفظ الغذاء: لزم الحمية احتمى (فوك).
حفظ قلبه: جرَّأه وشجعه (كليلة ودمنة ص259). حفظ لسانه: سكت، صمت أمسك لسانه.
وحفظ اللسان: تحفظ وأحراس في الكلام (بوشر).
حفَّظ (بالتشديد): مثل ما يقال: حفظ لسانه أي سكت وصمت يقال كذلك: كان مُحفِّظا للطرف لا ينظر إلى شيء (مختارات من تاريخ العرب ص36) ومعناه اللفظي: كان يمسك نظره، أي كان لا يبيح لنفسه النظر إلى ما لا يعنيه.
حافظ قلعة: ذبَّ عنها وحماها (بوشر).
وحافظ عليه: رعاه وذب عنه (بيان 1: 163).
تحفظ به: عني به (معجم بدرون) وتحفظ فلاناً: ترصده وراقبه ليهاجمه ويسرقه (معجم الماوردي).
انحفظ: ذكرت في معجم فوك في مادة ( Custodire) . حُفِظَ، صين (مركس محفوظات 1: 186، رقم 2).
احتفظ من: احترس من (فوك).
احتفظ الغذاء: لزم الحمية، احتمى (فوك).
واحتفظ على فلان: راعاه وتلطف به وداراه (عنتر ص53).
استحفظ: بالمعنى الذي ذكره لين.
ويتعدى إلى المفعول الثاني بعلي. ففي الفخري (ص153): إنه ما يحفظ الخليفة في قبره أن يستحفظ على الناس رجلاً صالحا.
واستحفظ عليه: ادخره (بوشر) حِفْظ: أمن، أمان (بوشلار).
آيات الحفظ: آيات من القرآن. تتخذ تعويذة. وتجدها مذكورة في كتاب لين عادات المصريين (1: 377).
حِفاظ: أهل الحفاظ: الحامية. ففي حيان (ص3 ق): أهل الحفاظ أعني جند حضرته قرطبة.
والجمع: أحفظة: أغلفة، ظروف (المقري 1: 403) ولم أعثر على مفرد هذه الكلمة وربما كان مفردها حِفاظ مثل مرادفتها أصْوِنة ومفردها صِوان.
وحِفاظ: لفيفة، حضينة (محيط المحيط).
وحفاظ: رباط يشد ليمنع هبوط الشيء (بوشر، محيط المحيط).
حُفَاظ وجمعها حفاظات: لفافات وهي لفافة من نسيج القطن أو الكتان أو من الجلد وغير ذلك يشدّ بها (بوشر). حَفِظ: ملاك حفيظ: ملك حافظ (ألكالا).
حَفَّاظ: حارس (رولاند).
حافِظ: حاكم، وال، عامل (كرتاس ص166، 192، تاريخ البربر 1: 454).
حَفَّاظ: صغار الطلبة وهم الطبقة الخامسة في طبقات الموحدين (الحلل ص44ق).
حافظ الأجساد ( Lencrium scordium) ( ابن البيطار 1: 233، 2: 102) وليس في مخطوطة (أب) الأبدان كما هي لدى سونثيمر، بل الأجساد.
حافظة: الحافظة: القوة الحافظة وهي ملكة الحفظ. الذاكرة (بوشر، المقدمة 1: 176، المقري 1: 476، 569).
حافظة: حقيبة أوراق (محيط المحيط).
مِحْفِظَة جمعها مَحافِظ: جراب، حقيبة، كيس (فوك).
ومحفظة: كيس نقود (معجم ابن جبير، المقري 3: 754) ومحفظة: علبة الجواهر، دُرج الحلي (بشحتختة) (ألف ليلة 3: 551). محفظة: أنبوب طويل رفيع من القصب أو الخشب للكحل. (براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 342).
محفظة: حقيبة أوراق، (بوشر، همبرت ص112، هلو).
مَحْفُوظ: نسبة محفوظة: تعني نسبة محكمة (مضبوطة) عند ابن طفيل (ص89).
وذهب محفوظ: ربما يعني انه مخلوط بنسبة معينة مضبوطة. ففي كتاب الخطيب (ص15 و): وصَرْفُهم وذهب إبريز طيب محفوظ.
والمحفوظ من الحديث: ما يصلح أن يحفظ وهو أحد حديثين منكرين يرجح أحدهما على الآخر (دي سلان مقدمة 2: 482).
مَحْفُوظِية: حافظة: ذاكرة، (بوشر).
مُحافِظ: والي المدينة (برتون 1: 19، 2: 10).
محافظون: حامية المدينة (بوشر).
مُحافَظة: حامية المدينة (هلو).
محافظة القوانين: امتثال القوانين (بوشر).
مُسْتَحْفَظ: آمر الحصن، والي (ابن الأثير 1: 49) = تاريخ أبي الفداء، 3: 222، أبو الفرج ص347)، فريتاج مختارات ص97 أبو الفرج ص400).
Expand

حفظ

1 حَفِظَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. حِفْظُ, (S, Mgh, Msb,) He kept it, preserved it, guarded it, protected it, or took care of it; (S, K;) namely, a thing; (S;) he prevented it from perishing, or becoming lost; (Mgh, Msb;) namely, a thing, (Mgh,) or property &c.; (Msb;) and hence the saying, (Mgh,) حِفْظٌ is the contr. of نِسْيَانٌ; (M, Mgh;) i. e., it signifies the taking care, being careful; (M;) being mind ful, regardful, attentive, or considerate: (M, K:) [see also 5:] and بِهِ ↓ احتفظ signifies the same as حَفِظَهُ. (S, Msb.) [Hence,] you say, حَفِظَ المَالَ He kept and tended, or pastured and defended, the camels or the like. (K.) [And حَفِظَ حُرْمَةَ صَاحِبِهِ He was regardful of everything entitled to reverence, respect, honour, or defence, in the character and appertenances of his companion, or friend.] and حَفِظَ السِّرَّ He kept the secret. (TA.) [and حَفِظَ يَمِينَهُ He kept his oath: but this has also another meaning, as will be seen below.] and حَفِظَ القُرْآنَ He kept, or retained, the Kur-án in his mind, or memory; got it, knew it, or learned it, by heart. (S, * Msb, K.) [See also 5.] and حَفِظَ عِنْ فُلَانٍ [He learned by heart from such a one: and, followed by an accus. case, the same; or he retained in his memory, as learned, or heard, from such a one; or he remembered to have heard from such a one]. (TA &c. passim.) And one says of God, قَدْ حَفِظَ عَلَى خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ مَا يَعْمَلُونَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ [He hath preserved from oblivion, for, or against, his creatures and his servants, what they do of good or evil]. (TA.) b2: Also He kept it from being used, or employed, on, or for, ordinary, mean, or vile, occasions, or purposes. (Mgh, Msb.) You say, فُلَانٌ يَحْفَظُ نَفْسَهُ وَلِسَانَهُ Such a one keeps himself and his tongue from ordinary, mean, or vile, employment, in that which does not concern him. (Mgh.) and hence the saying in the Kur [v. 91], وَاحْفَظُوا

أَيْمَانَكُمْ, accord. to one of the modes of interpreting it; i. e. And keep ye your oaths from being used, or uttered, on, or for, ordinary, mean, or vile, occasions, or purposes; agreeably with what is said in ii. 224 of the Kur, where ordinary and frequent swearing by God is forbidden. (Mgh.) [Another meaning of which this phrase is susceptible has been shown above.]2 حَفَّظْتُهُ الكِتَابَ I incited him, or urged him, [or made him,] to commit to memory, or learn by heart, the book: (S:) and [in like manner,] الحَدِيثَ ↓ أَحْفَظْتُهُ I made him to retain the narration, or tradition, in his mind, or memory; or to know it, or learn it, by heart. (TA in art. زكت.) 3 مُحَافَظَةٌ The defending of those persons, or things, that are sacred, or inviolable, or that one is bound to respect or honour, and to defend, (K, TA,) on the occasions of wars; (TA;) as also حِفَاظٌ. (K, TA.) You say, حافظ حَرِيمَهُ He defended his wife, or wives, or the like. (TK.) [And hence,] you say, إِنَّهُ لَذُو حِفَاظٍ, and ذُو مُحَافَظَةٍ, meaning Verily he is disdainful, or scornful. (S, TA.) b2: The being mindful, watchful, observant, or regardful: (S, and TA in art. رعى:) [see also 5:] or the keeping, attending, or applying oneself, constantly, perseveringly, or assiduously, (K, TA,) to a thing, or an affair. (TA.) You say, حافظ عَلَى الأَمْرِ, (TA,) or على الشَّىْءَ, inf. n. محافظة, (Msb,) He kept, attended, or applied himself, constantly, &c., to the thing, or affair. (TA.) And hence the saying in the Kur [ii. 239], حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ Perform ye the prayers in their proper times: or, accord. to Az, keep ye, attend ye, or apply yourselves, constantly, or perseveringly, to the performance of the prayers in their proper times. (TA.) b3: حِفَاظٌ, is also explained as signifying The being mindful, or observant, of a covenant, and the keeping, or fulfilling, of a promise, with forgiveness, and holding fast to love or affection. (TA.) 4 أَحْفَظَ see 2.

A2: احفظهُ, (S, K, TA,) and احفظهُ حِفْظَةً, inf. n. إِحْفَاظٌ, [He made him to conceive what is termed حِفْظَة, or حَفِيظَة;] he angered him; made him angry: (S, K, TA:) and in the same sense it is said of a speech, or word: (TA:) or only he angered him by evil, or foul, speech, (K, TA,) and making him to hear what he disliked, or hated. (TA.) 5 تحفّظ He guarded himself; syn. اِحْتَرَزَ (K, TA,) or تَحَرَّزَ, (Msb,) and تَحَرَّسَ, and اِحْتَرَسَ, (S and Msb and K in art. حرس,) مِنْهُ from him, or it, (S in art. حرس, &c.,) or عَنهُ. (TA.) He was, or became, careful, mindful, attentive, or considerate; (TA;) watchful, vigilant, or heedful; (S, O, L, TA;) in affairs, and speech, and to avoid a slip, or fault; as though he were cautious, or careful, or fearful, of falling. (L, TA.) [See also 1, and 3.]

A2: [In the last of the senses explained above, it is also trans.: you say, تحفَظ أَمْرَهُ He was careful, mindful, &c., of his affair, or case: see Bd in xxxiii. 52.] b2: تَحَفَّظْتُ الكِتَابَ I learned the book by heart, one part, or thing, after another. (S, TA.) [See also حَفِظَ القُرْآنَ, in the first paragraph.]8 احتفظ بِهِ: see 1. b2: احتفظهُ لِنَفْسِهِ, (K,) and احتفظ بِهِ لنفسه, (TA,) He appropriated it, took it, or chose it, to, or for, himself. (K, TA.) A2: احتفظ [He conceived, or became affected with, what is termed حِفْظَة, or حَفِيظَة;] he became angered, or angry: (S, K:) or he became angered by evil, or foul, speech. (K.) 10 استحفظهُ, (S, Kz, Sgh, Msb, K,) followed by إِيَّاهُ, (K,) or الشَّىْءَ, (Kz, Msb,) or مَالًا, or سِرًّا, (Sgh,) [but in the S, nothing follows it,] He asked him to keep, preserve, guard, or take care of, or to preserve from perishing or becoming lost, or to be careful of, or mindful of, or attentive to, (S, Sgh, Msb, K,) it, (S, K,) or the thing, (Msb,) or property, or a secret: (Sgh:) or he placed the thing with him for him to keep it, preserve it, guard it, or take care of it, &c.: (Kz:) or he intrusted him with the thing; intrusted it to him; or gave it to him in trust, or as a deposite. (Msb.) It is said in the Kur [v. 48], بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللّٰهِ, meaning By that which they have been required to keep, &c., of the Book of God: (Msb:) or by that with which they have been intrusted, of the Book of God. (Msb, TA.) حِفْظٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (S, Mgh, Msb.) b2: See also حَافِظٌ, last sentence but one.

حِفْظَةٌ: see حَفِيظَةٌ.

رَجُلٌ حُفَظَةٌ A man of much حِفْظ [app. meaning retention in the mind, or memory: see 1]. (Sgh.) حَفِيظٌ: see حَافِظٌ, in seven places: b2: and see مَحْفُوظٌ.

حَفِيظَةٌ The defence of those persons, or things, that are sacred, or inviolable, or that one is bound to respect or honour, and to defend; a subst. from 3, in the first of the senses mentioned above: (K, TA:) pl. حَفَائِظُ. (TA.) Hence the saying, الحَفَائِظُ تُذْهِبُ الأَحْقَادَ, (TA,) or تَنْقُضُ الأَحْقَادَ, (S,) [The acts of defending those whom one is bound to respect or honour, and to defend, put away, or annul, rancorous feelings;] i. e., when thou seest thy relation, or kinsman, wronged, thou defendest him, though rancour be in thy heart. (S, TA.) b2: Also, and ↓ حِفْظَةٌ, Indignation, and anger, (S, K, TA,) by reason of violence, or injury, done to something which one is bound to honour or respect, and to defend, or of wrong done to a relation, or kinsman, in one's neighbourhood, or of the breach of a covenant. (TA.) It is said in a prov., المَقْدِرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ [Power to revenge dispels anger, or indignation, &c.]; meaning that it is incumbent to forgive when one has power [to revenge]. (A, TA.) A2: An amulet, or a charm, bearing an inscription, which is hung upon a child, to charm against the evil eye &c. (TA.) حَافِظٌ and ↓ حَفِيظٌ Keeping, preserving, guarding, or taking care of, a thing; or a keeper, preserver, &c.: keeping and tending, or pasturing and defending, camels or the like; or a keeper and tender thereof: (K:) keeping a secret [and an oath]: (TA:) keeping, or retaining, the Kur-án [&c.] in the mind, or memory; knowing it, or learning it, by heart: (K:) intrusted with a thing, (K, TA,) to keep it, preserve it, guard it, or take care of it: (TA:) [careful, mindful, attentive, or considerate: (see 1:)] and the latter, a keeper, or person mindful, of the ordinances prescribed by God: (Bd and Jel in l. 31:) pl. of the former حَفَظَةٌ and حُفَّاظٌ: (Msb, K:) the latter pl. particularly applied to persons endowed with a faculty of retaining in the mind what they have heard, and seldom forgetting what they learn by heart. (TA.) You say, ↓ فُلَانٌ حَفِيظُنَا عَلَيْكُمْ i. e. حَافِظُنَا [Such a one is our keeper over you]. (TA.) It is said in the S that ↓ حَفِيظٌ is syn. with ↓ مُحَافِظٌ; [but this seems to be a mistranscription for حَافِظٌ;] and hence (it is there added) the saying in the Kur [vi. 104, and xi. 88], ↓ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [And I am not a defender, or a watcher, or, as I rather think, a keeper, over you]. (TA.) You say also, رَجُلٌ حَافِظٌ لِدِينِهِ وَأَمَانَتِهِ وَيَمِينِهِ [A man who is a keeper, &c., of his religion and his deposite and his oath]; and ↓ حَفِيظٌ likewise: (Msb:) but حَافِظٌ لِيَمِينِهِ signifies also who keeps his oath from being used, or uttered, on, or for, ordinary, mean, or vile, occasions, or purposes. (Mgh.) And رَجُلٌ حَافِظُ العَيْنِ A man whom sleep does not overcome: (Lh, K:) because the eye guards the person when sleep does not overcome it. (TA.) ↓ الحَفِيظُ is also a name of God; meaning [The Preserver of all things;] He from whose preservation nothing is excluded, (K, * TA,) not even a thing of the weight of a ذَرَّة [q. v.], (TA,) in the heavens, nor on the earth; (K, TA;) who preserves from oblivion, for, or against, his creatures and his servants, what they do of good or evil; who preserves the heavens and the earth by his power, and whom the preservation of both does not burden. (TA.) And الحَفَظَةُ is an appellation of The recording angels, who write down the actions of the sons of Adam, or mankind; (S, K;) as also الحَافِظُونَ. (K.) ↓ حَفِيظٌ is sometimes trans.; as in the saying, هُوَ حَفِيظٌ عِلْمَكَ وَعِلْمَ غَيْرِكَ [He knows by heart thy science, and the science of others beside thee]. (TA.) [القُوَّةُ الحَافِظَةُ, and simply الحَافِظَةُ, signify The retentive faculty of the mind; retentiveness of mind; or memory; as also ↓ الحَفْظُ, for حِفْظُ القَلْبِ.] b2: حَافِظٌ also signifies (tropical:) A distinct and direct road; (En-Nadr, K, TA;) not one that is apparent at one time and then ceases to be traceable. (En-Nadr, TA.) مُحْفِظَاتٌ Things that anger a man, when he has his kinsman, or neighbour, slain. (TA.) b2: And مُحْفِظَاتُ رَجُلٍ A man's women and others whom he protects, and for whose defence he fights [when required to do so: because they occasion his being angered when they are injured]. (TA.) مَحْفُوظٌ Kept, preserved, guarded, or taken care of, because of the high estimation in which it is held; as also ↓ حَفِيظٌ. (TA.) It is said in the Kur [lxxxv. 21 and 22], بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (TA) [Nay, it is a glorious Kur-án, written upon a tablet preserved] from the devils and from the alteration of anything thereof: (Jel:) or, accord. to one reading, مَحْفُوظٌ, this epithet being thus made to relate to the Kurn. (TA.) b2: [Hence, as an epithet in which the quality of a subst. predominates, and then as a subst.,] A young child; in the dial. of Mekkeh; as a term of good omen: pl. مَحَافِيظُ. (TA.) b3: [Also Kept, or retained, in the mind, or memory; known, or learned, by heart. Hence the phrase,] عَرَضَ مَحْفُوظَاتِهِ عَلَى فُلَانٍ He showed the things which he kept, or retained, in his mind, or memory, or which he knew, or had learned, by heart, to such a one. (TA.) مُحَافِظٌ: see حَافِظٌ.
Expand
حفظ
حَفِظَهُ، كعَلمِهُ، حِفْظَاً: حَرَسَه، كَمَا فِي الصّحاح. وحَفِظَ القُرْآنَ: اسْتَظْهَرَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيضاً، أَي وَعَاهُ على ظَهْرِ قَلْبٍ، كَمَا فِي المِصْبَاح، وَهُوَ من ذلِكَ. ومنهُ قَوْلُ المُحَدِّثين: عَرَض مَحْفُوظَاتهِ علَى فُلانٍ.
وحَفِظَ المَالَ والسِّرَّ: رَعاهُ، وحَفِظَ الشَّيْءَ حِفْظاً فَهُوَ حَفِيظٌ عَن اللِّحْيَانِيّ. ورَجُلٌ حافِظٌ مِنْ قَوْمٍ حُفَّاظٍ، وهُمْ الَّذِينَ رُزِقُوا حِفْظَ مَا سَمِعُوا، وقَلَّمَا يَنْسَوْنَ شَيْئاً يَعُونَهُ، وحافِظٌ من قَوْمٍ حَفَظَةٍ، مُحَرَّكة ككَاتِبٍ وكَتَبةٍ. ورَجُلٌ حَافِظُ العَيْنِ أَيْ لَا يَغْلِبُه النَّوْمُ عَن اللِّحْيَانيّ، وَهُوَ من ذلِكَ، لأَنَّ العَيْنَ تَحْفَظُ صاحِبَها إِذا لَمْ يَغْلِبْهَا النَّوْمُ.
والحَفِيظُ: المُوَكَّلُ بالشَّيْءِ يَحْفَظُه، كالحَافِظِ، يُقَالُ: فُلانٌ حَفِيظٌ عَلَيْكم، أَي حافِظٌ. وَفِي الصّحاح: الحَفِيظُ: المُحافِظُ. ومِنْهُ قَوْلُه تَعالَى: وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ. والحَفِيظُ فِي الأَسْمَاءِ الحُسْنَى: الَّذِي لَا يَعْزُب عَنْهُ شَيْءٌ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، أَي عَن حِفْظِهِ فِي السَّمواتِ وَلَا فِي الأرْضِ، تَعالَى شَأْنُهُ، وَقد حَفِظَ على خَلْقِهِ وعِبَادِه مَا يَعْمَلُون مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، وَقد حَفِظَ السَّمواتِ والأَرْضَ بِقُدْرَتِهِ وَلَا يَؤُودُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ وَفِي التَّنْزِيل العَزِيز: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ وقُرِئَ مَحْفُوظٌ وَهُوَ نَعْتٌ لِلقُرْآن، وكَذا قَوْلُه تَعَالَى: فاللهُ خَيْرٌ حِفْظاً، وقَرَأَ الكُوفِيُّون غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ: حافِظاً، وعَلَى الأَوَّلِ أَي حِفْظُ اللهِ خَيْرُ حِفْظٍ، وعَلَى الثّاني فالمُرَادُ اللهُ خَيْرُ الحَافِظِينَ. وقَوْلُه تَعَالَى: يَحْفَظُونَه مِنْ أَمْرِ الله، أَي ذلِكَ الحِفْظ من أَمْرِ الله.
وَقَالَ النَّضْرُ: الحافِظُ: الطَّرِيقُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ فأَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً ثمَّ يَنْقَطعُ أَثَرُهُ فَلَيْسَ بحَافِظٍ.
والحَفَظَةُ، مُحَرَّكَةً: الَّذِينَ يُحْصُونَ أَعْمَالَ العِبَادِ ويَكْتُبُونَها عَلَيْهِم، مِنَ المَلائكَة، وهم الحافِظُونَ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: وإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، وأَخْصَرُ مِنْهُ عِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ: والحَفَظَةُ: المَلائكَةُ الَّذِين يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ بَنِي آدَم. والحِفْظَةُ، بالكَسْرِ، والحَفِيظَةُ: الحَمِيَّةُ والغَضَبُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، زادَ غَيْرُه: لحُرْمَةٍ تُنْتَهَكُ مِنْ حُرُمَاتِكَ، أَو جَارٍ ذِي قَرَابَةٍ يُظْلَمُ مِنْ ذَوِيكَ، أَو عَهْدٍ يُنْكَثُ. شاهِدُ الأَوَّلِ قَوْلُ العَجّاج:
(معَ الجلاَ ولائِحِ القَتِيرِ ... وحِفْظَةٍ أَكَنَّها ضَميرِي)
فُسِّرَ على غَضْبَةٍ أَجَنَّها قَلْبِي.) وشاهِدُ الثّانِيَةِ قَوْلُ الشاعِرِ:
(وَمَا العَفْوُ إِلاَّ لامْرِئٍ ذِي حَفِيظَةٍ ... مَتَى يُعْفَ عَنْ ذَنْبِ امْرئِ السَّوْءِ يَلْجَجِ)
وَقَالَ قُرَيْطُ بنُ أُنَيْفٍ:
(إِذاً لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ ... عِنْدَ الحَفِيظَةِ إِنْ ذُو لُوثَةٍ لاَنا)
وَفِي التَّهْذِيبِ: والحِفْظَةُ: اسْمٌ من الاحْتِفَاظِ عِنْدَمَا يُرَى مِنْ حَفِيظَة الرَّجُلِ، يَقُولُونَ: أَحْفَظَه حِفْظَةً أَي أَغْضَبَهُ. وَمِنْه حَدِيثُ حُنَيْنٍ أَرَدْتُ أَنْ أُحْفِظَ النَّاسَ وأَنْ يُقَاتِلُوا عَن أَهْلِيهِم وأَمْوَالِهِم.
وَفِي حَدِيث آخَرَ فَبَدَرَت مِنّي كَلِمَةٌ أَحْفَظَتْهُ، أَي أَغْضَبَتْهُ فاحْتَفَظَ، أَيْ غَضِبَ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِلْعُجَيْرِ السَّلُولِيّ:
(بَعِيدٌ من الشَّيْءِ القَلِيلِ احْتِفاظُهُ ... عَلَيْكَ، ومَنْزُورُ الرَِّضَا حِينَ يَغْضَبُ)
أَوْ لَا يَكُونُ الاِحْفَاظُ إِلاّ بِكَلامٍ قَبِيحٍ مِنَ الَّذِي تَعَرَّضَ لَهُ وإِسْمَاعِهِ إِيَّاه مَا يَكْرَهُْ.
والمُحَافَظَةُ: المُوَاظَبَةُ على الأَمْرِ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: حافِظُوا على الصَّلَوَاتِ أَيْ صَلُّوها فِي أَوْقَاتِها. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: أَيْ واظِبُوا على إِقَامَتِهَا فِي مَوَاقِيتِهَا. ويُقَالُ: حافَظَ عَلَى الأَمْرِ، وثَابَرَ عَلَيْه، وحَارَص وبَارَك، إِذا داوَمَ عَلَيْه. وَقَالَ غَيْرُه: المُحَافَظَةُ: المُرَاقَبَةُ، وَهُوَ من ذلِكَ.
والمُحَافَظَةُ: الذَبُّ عَنِ المَحَارِمِ، والمَنْعِ عِنْدَ الحُرُوبِ، كالحِفاظِ، بالكَسْرِ، وإِطْلاقُهُ يُوهِمُ الفَتْحَ، ولَيْسَ كَذِلِكَ يُقَال إِنَّه لذُو حفاظ، وَذُو مُحَافظَة، إِذَا كانَتْ لَهُ أَنَفَةٌ. قالَ رُؤْبَةُ ويُرْوَى للعَجّاجِ:
(إِنَّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفَاظا ... إِذْ سَئِمَتْ رَبِيعَةُ الكِظَاظَا) ويُقَالُ: الحِفَاظُ: المُحَافَظَةُ على العَهْدِ، والوَفَاءُ بالعَقْدِ، والتَّمَسُّكُ بالوُدِّ.
والاسْمُ الحَفيظَةُ، قالَ زُهَيْر.
(يَسُوسُونَ أَحْلاماً بَعِيداً أَناتُهَا ... وإِنْ غَضِبُوا جاءَ الحَفِيظَةُ والجِدُّ)
والجَمْعُ الحَفائظُ، وَمِنْه قَوْلُهم: الحَفائِظُ تُذْهِبُ الأَحْقَادُ، أَيْ إِذا رَأَيْتَ حَمِيمَكَ يُظْلَمُ حَمِيتَ لَهُ، وإِنْ كانَ فِي قَلْبِكَ عَلَيْهِ حِقْدٌ، كَمَا فِي الصّحاح.
واحْتَفَظَهُ لنَفْسِهِ: خَصَّها بهِ. يُقَالُ: احْتَفَظْتُ بالشَيْءِ لِنَفْسِي. وَفِي الصّحاح: ُقَال: احْتَفِظْ بِهَذا الشَّيْءِ أَي أحفظه والتحفظ: الإحتراز يُقَال تحفظ عَنهُ أَيْ احْتَرَز. وَفِي المُحْكَمِ: الحِفْظُ: نَقِيضُ النِّسْيَان، وَهُوَ التَّعاهُدُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ.)
وَفِي العُبَاب، والصّحاحِ: التَّحَفُّظُ: التَّيَقُّظُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ، ولكِنْ هكَذَا فِي النَّسَخِ بِغَيْرِ وَاوِ العَطْفِ.
والحِفْظُ: قِلُّةُ الغَفْلَةِ فَشَرَحْناهُ بِمَا ذَكَرْنَا، والأَوْلَى: وقِلِّة الغَفْلَة، ليَكُونَ مِنْ مَعَانِي التَّحَفُّظِ، كَمَا فِي العُبَابِ والصّحاح، فتَأَمَّل.
وَفِي اللِّسَانِ: التَّحَفُّظُ: قِلَّةُ الغَفْلَةِ فِي الأُمُورِ والكَلامِ، والتَّيُقُّظ مِنْ السَّقْطَةِ، كَأَنَّهُ حَذِرٌ مِنَ السُّقُوطِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(إِنِّي لأُبْغِضُ عَاشِقًا مُتَحفِّظاً ... لمْ تَتَّهِمْهُ أَعْيُنٌ وقُلُوبُ)
واسْتَحْفَظَهُ إِياهُ، أَي سَأَلَه أَنْ يَحْفَظَهُ، كَمَا فِي الصّحاح، ولَيْسَ فِه إِيّاه زَادَ الصّاغَانِيُّ: مَالا أَوْ سِرّاً. وقَوْلُه تَعالَى: بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ الله، أَيْ اسْتُودِعُوه وائْتُمِنُوا عَلَيْه. وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَن القَزَّازِ قَالَ: اسْتَحْفَظْتُه الشَّيْءِ: جَعَلْتُه عِنْدَهُ يَحْفَظُهُ، يَتَعدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ، ومِثْلُه: كَتَبْتُ الكِتَابَ واسْتَكْتَبْتُه الكِتابَ. واحْفاظَّتِ الحَيَّةُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، صَوابُهُ الجِيفَةُ احْفِيظاظاً: انْتَفَخَت، هَكَذَا ذَكَرَهُ ابنُ سِيدَه فِي الحَاءِ. ورَوَاه الأَزْهَرِيُّ عَن اللَّيْثِ فِي الجِيمِ والحَاءِ: أَو الصَّوابُ بالجِيمِ وَحْدَهُ، والحاءُ تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ، قالَه الأَزْهَرِيُّ. قَالَ: وقدْ ذَكَرَ اللَّيْثُ هذَا الحَرْفَ فِي بابِ الجِيم أَيضاً، فَظَنَنْتُ أَنَّه كانَ مُتَحَيِّراً فِيهِ، فذَكَرهُ فِي مَوْضِعَين.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: وقَدْ يَكُونُ الحَفِيظُ مُتَعَدِّياً، يُقَال: هُوَ حَفِيظٌ عِلْمَكَ وعِلْمَ غَيْرِكَ.
وتَحَفَّظْتُ الكِتَابَ، أَي اسْتَظْهَرْتُهُ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
والمُحْفِظاتُ: الأُمُورُ الَّتِي تُحْفِظُ الرَّجُلَ، أَي تُغْضِبُهُ إِذا وُتِرَ فِي حَمِيمِهِ، أَو فِي جِيرانِهِ. قَالَ القَطَامِيُّ:
(أَخُوكَ الَّذِي لَا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وتَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظات الكتائفُ)
يَقُولُ: إِذا اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ مِنْ ذِي قَرَابَتِهِ، فاضْطَغَنَ عَلَيْهِ سَخِيمَةً، لإِساءَةٍ كانَتْ مِنْهُ إِلَيْه فَأَوْحَشَتْهُ، ثُمَّ رَآه يُضامُ، زَالَ عَن قَلْبِهِ مَا احْتَقَدَهُ عَلَيْهِ وغَضِبَ لَهُ، فَنَصَرَهُ وانْتَصَرَ لَهُ مِنْ ظُلْمه. وحُرَم الرَّجُل مُحْفِظاتُه أَيضاً.
ويُقَالُ: تَقَلَّدَتْ بحَفِيظِ الدُّرِّ، أَي بمَحْفُوظِهِ ومَكْنُونِه، لنَفاسَتِهِ. وَفِي المَثَلِ المَقْدِرةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ يُضْرَبُ لِوُجُوب العَفْوِ عِنْد المَقْدرَةِ، كَمَا فِي الأَساسِ.
والحَفِيظَةُ: الخَرَزُ يُعَلَّقُ على الصَّبِيّ. ورَجُلٌ حُفَظَةٌ، كهُمَزة، أَيْ كَثِيرُ الحِفْظِ،، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. والمَحْفُوظُ: الوَلَدُ الصَّغِيرُ، مَكِّيّة، والجَمْعُ مَحَافِيظُ، تَفاؤُلا.)
والحَافِظُ عِنْدَ المُحَدِّثِينَ مَعْرُوفٌ، إِلاَّ أَبَا مُحَمَّدٍ النَّعّالَ الحافِظَ، فإِنَّهُ لُقِّبَ بِهِ لحِفْظِهِ النِّعالَ.
Expand
حفظ
حفِظَ يَحفَظ، حِفْظًا، فهو حافظ وحفيظ، والمفعول مَحْفوظ
• حفِظ الشَّيءَ: صانَه، حرسَه، رعاه "حفِظ القرآنُ لغتَنا العربيّة من الضَّياع- حَفِظ الأمنَ/ النظامَ: صانه- حفِظ لسانَه: تحفّظ واحترس في الكلام- حفِظ عهدَه/ حقَّه/ كلمتَه: كان وفيًّا له- حفِظ المالَ: رعاه- حفِظ فلانًا: أكرمه واحترمه، راعى حرمتَه- {وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} " ° حفِظَ السِّرَّ: كتمه- حفِظَ الودَّ- حفِظَ الولاءَ/ حفِظَ

العهدَ: لم يخُنْه- حفِظَ جميلَه: ذكره شاكرًا- حفِظَ قدرَه: احترمه- حفِظَك الله: حرسك ورعاك- حفِظَ كلمتَه: وفى بعهده ووعده- حفِظَ ماءَ وَجْهه: حافظ على كرامته.
• حفِظ الأمرَ: ضبطه ووعاه "حفِظ العلمَ والكلامَ- كان يُعِدُّ دروسَه ويحفظها على أحسن وجه".
• حفِظ الكتابَ ونحوَه: استظهره عن ظهر قلب "حفِظ القرآنَ/ القصيدةَ"? حفِظَه عن ظهر قلب: نصًّا دون تغيير، طُبع في ذاكرته.
• حفِظ الأغذيةَ وغيرَها: صانها من التَّلف أو التلوّث "تُراعى طرق مختلفة لحفظ الموادّ الغذائيّة".
• حفِظ الأوراقَ ونحوَها: حفظها في إضبارة أو ملف "لا عمل له إلاّ حفظ الوثائق". 

أحفظَ يُحفظ، إحفاظًا، فهو مُحفِظ، والمفعول مُحفَظ
• أحفظ الأمرُ فلانًا: أثارَه وأغضَبه "أَرَدتُّ أَنْ أُحْفِظَ النّاسَ وَأَنْ يُقَاتِلُوا عَنْ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ [حديث] ".
• أحفظه الشَّيءَ: جعله يستظهره عن ظهر قلب "أحفظه الكتابَ كلَّه في عشرة أيّام- أحفظه القرآنَ". 

احتفظَ/ احتفظَ بـ يحتفظ، احتفاظًا، فهو محتفِظ، والمفعول محتفَظ
• احتفظ الشَّيءَ لنفسه/ احتفظ بالشَّيء لنفسه: امتلكه، خصّ به نفسه "احتفظتُ بالرِّسالة منذ تسلَّمتها حتّى اليوم- احتفظ فريق الكرة بالكأس: أحرزه ثلاثَ مرّات متتالية" ° احتفظ بحقِّه في الكلام.
• احتفظ بالشَّيء:
1 - حفظَه، صانه "احتفظتِ اللُّغة العربيّة بكيانها طوال العصور- احتفظ باللّوحة القيِّمة".
2 - اعتنى به "احتفظ بنصيحة جدِّه". 

استحفظَ يستحفظ، استحفاظًا، فهو مُستحفِظ، والمفعول مُستحفَظ
• استحفظ فلانًا الشَّيءَ: ائتمنه عليه وسأله أن يصونَه ويحفظه "استحفظت صديقي سِرِّي: سألته أن يحفظه ويكتمه- {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ} ". 

انحفظَ ينحفظ، انحفاظًا، فهو مُنحفِظ
• انحفظت أموالُه: مُطاوع حفِظَ: صِينت ورُعيت. 

تحفَّظَ/ تحفَّظَ على/ تحفَّظَ عن/ تحفَّظَ في/ تحفَّظَ من يتحفَّظ، تحفُّظًا، فهو مُتحفِّظ، والمفعول مُتحفَّظ
• تحفَّظ الكتابَ ونحوَه: مُطاوع حفَّظَ: بذل جهدًا في حفظه واستظهاره عن ظهر قلب.
• تحفَّظ على الشَّيء:
1 - صانه، لم يتصرّف فيه "تحفَّظ على النقود حتى يعرف صاحبها".
2 - حبسه، سجنه "تحفَّظت الشّرطةُ على المتّهم".
• تحفَّظ عن الشَّيء/ تحفَّظ من الشَّيء: احترز ولم يندفع في التصرُّف بشأنه "كان يحمل رسالةً تحفَّظ عن كشف مضمونها: امتنع ورفض- إجراءات تحفّظيّة".
• تحفَّظ في قوله أو رأيه: قيَّده ولم يطلقه، تكلَّم بحذر "هذا الكاتبُ يصف مجتمعَه بلا تحفّظ ولا مجاملة" ° غير متحفّظ في كلامه: يجهر بقوله ويتحدّث بصراحة دون حذر أو تردُّد. 

حافظَ على يحافظ، مُحافظةً وحِفاظًا، فهو محافِظ، والمفعول محافَظ عليه
• حافَظ على الشَّيء:
1 - رعاه وصانه "حافظ على صحّته/ كرامته- حافظ على القانون/ المبادئ/ المظاهر- حافِظْ على الصّديق ولو في الحريق [مثل]: يُضرب في الحفاظ على الصَّداقة" ° حافظ على العهد: تمسَّك به- حافظ على هدوئه: اتّسم بالهدوء ولم يثر- يحافظ على المحارم: يحمي الحُرُمات.
2 - واظب عليه وراقبه "حافظ على النَّظافة: اعتنى بها- {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى} ". 

حفَّظَ يحفِّظ، تحفيظًا، فهو محفِّظ، والمفعول محفَّظ
• حفَّظه الكتابَ ونحوَه: جعله يستظهره عن ظهر قلب، حمله على حِفْظِه "حفَّظ الصبيَّ القرآنَ". 

تحفُّظ [مفرد]: ج تَحَفُّظات (لغير المصدر):
1 - مصدر تحفَّظَ/ تحفَّظَ على/ تحفَّظَ عن/ تحفَّظَ في/ تحفَّظَ من ° أبدى
 تحفّظًا: احترس ولم يتّخذ موقفًا حاسمًا- بدون تحفُّظات: بدون احتراس- مع التحفُّظ: بشيء من الاحتراس.
2 - عدم اتّخاذ موقف حاسم "أبدى بعضُ أعضاء مجلس الأمن تحفُّظَهم على المشروع".
3 - (قن) بيانٌ احترازيّ يُثبته أحدُ الأطراف في عقد دفعًا لبعض الاحتمالات والنتّائج. 

تحفُّظيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تحفُّظ.
• إجراء تحفُّظيّ: احترازيّ، على سبيل الحيْطة والاحتراس، تدبير وقائيّ. 

حافِظ [مفرد]: ج حافظون وحَفَظَة وحُفَّاظ:
1 - اسم فاعل من حفِظَ.
2 - حارس، موكَّل بشيء يحفظه "هو حافظٌ على مالي- {فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا} " ° حافظ العين: لا يغلبه النَّوم- حافظة النَّعل: قطعة معدنيّة أو مطاطيّة صلبة متَّصلة بنعل الحذاء.
3 - من يحفظ ويستظهر القرآن الكريم أو من يستظهر عددًا عظيمًا من الأحاديث النبويّة.
4 - (كم) ما يُضاف من مادَّة كيميائيّة إلى الطعام ليمنع أو يعوق فساده أو انحلاله.
• الحافظ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالمُ بجُمَل الأشياء وتفاصيلها، الحافِظ كتابه من التَّحريف والتَّضييع، والحارسُ عبادَه عن أسباب الهلكة في أمور دينهم ودنياهم.
• الحافظان: الملَكَان اللَّذان يحافظان على الإنسان، ويشهدان له أو عليه يوم القيامة.
• الحَفَظة: الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم " {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً}: رقباء". 

حافِظة [مفرد]: ج حافظات وحوافِظُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حفِظَ.
2 - مَلَكة تخزِّن الأفكارَ، وتحفظ الصُّورَ والمعاني في الذِّهن، ذاكرة "ينمّ حديثُه في علوم اللُّغة عن تعمّق وحافظة واعية" ° حوافظ الثَّقافة: كُلُّ ما يُسَجِّل مظاهرَ الثَّقافة مثل الآثار والكتب والأشرطة وما إلى ذلك.
3 - ملف أو كيس أو حقيبة تُصان فيها الأوراقُ والنُّقودُ. 

حِفْظ [مفرد]: مصدر حفِظَ ° آيات الحِفْظ: آيات من القرآن تُتَّخذ تعويذة- حِفْظ الذَّات: الحفاظ على النفس من الأذى أو الهلاك- حِفْظ المفقودات: مكان مخصَّص في محطّات وسائل النقل لحفظ ما يرد من الأشياء الملتقطة انتظارًا لمن يبحث عنها من أصحابها- في الحِفْظ والصون: لا يمسُّه سوء- في حِفْظِ الله: في رعايته وحمايته.
• حِفْظ التَّحقيق: (قن) إيقافه وعدم المضيّ فيه. 

حفّاظ [مفرد]: ج حفاظات: حفاظة، لباس أو قطعة قطنية أو إسفنجية توضع للطفل لتلقي البول ونحوه وحماية جسمه وملابسه منه، ومنه ما تتخذه المرأة لتلقي دم الحيض أو النفاس، والعامة تسميه حفّاضًا. 

حفّاظة [مفرد]: ج حفاظات: حفّاظ، لباس أو قطعة قطنية أو إسفنجية توضع للطفل لتلقي البول ونحوه وحماية جسمه وملابسه منه، ومنه ما تتخذه المرأة لتلقي دم الحيض أو النفاس، والعامة تسميها حفّاضة. 

حفيظ [مفرد]: ج حُفَظاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حفِظَ.
2 - أمين " {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} ".
3 - رقيب، حارس موكَّل بشيء " {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} ".
4 - من يرعى حدودَ الله " {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} ".
5 - حافظ للأعمال " {وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} ".
• الحفيظ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يعزُب عنه مثقالُ ذرَّة في السَّموات ولا في الأرض. 

حفيظة [مفرد]: ج حفيظات وحفائِظُ:
1 - مؤنَّث حفيظ.
2 - غضب وحميَّة "أثار حفيظتَه- المقدرة تُذهب الحفيظةَ [مثل]: يُضرب لوجوب العفو عند المقدرة" ° مِنْ أهل الحفيظة: الحميّة والغضب.
3 - حِرْزٌ يُعَلَّق على الصّبيّ.
4 - تُقيَة وحَذَر "جعلتْهُ حفيظتُه يسكت ولا يُبدي رأيَه" ° اذهب في حفيظة: في تقية وتحفّظ. 

مُحافِظ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حافظَ على.
2 - من يتمسَّك بالتَّقاليد الاجتماعيّة والسياسيّة الموروثة ° حزب المحافظين: من أكبر الأحزاب السِّياسيَّة في بريطانيا.
3 - من يُدير شئونَ مؤسَّسةٍ أو بلدٍ أو منطقة "محافظ العاصمة/ المصرف أو البنك".
4 - من يتجنَّب النَّاس والمناسبات الاجتماعيّة "فلان محافظ فلا يحضر حفلات عيد الميلاد". 

مُحافَظة [مفرد]:
1 - مصدر حافظَ على.
2 - وحدة إداريّة تمثِّل جزءًا من الدَّولة يرأسها مُحافِظٌ، تُمنَح الشَّخصيّة المعنويّة ويوكل إليها الإشراف على إنشاء وإدارة المرافق المحليّة التي تعني أهل الإقليم "محافظة القاهرة".
3 - (سة) نزعة خاصّة في السِّياسة للإبقاء على الوجود أو النظام التقليديّ. 

مَحْفَظَة1/ مِحْفَظَة [مفرد]: ج مَحْفَظات ومَحَافِظُ:
1 - ما تُصان فيه النُّقود، وتُوضع عادة في الجيب "سُرقت مَحْفَظَتُه".
2 - حقيبة جلديّة صغيرة تُصان فيها الأوراق والكتب "لا يُحاسب الطّالب عمّا في مَحْفَظَته بل عمّا استوعبه عقله". 

مَحْفَظَة2 [مفرد]: ج مَحْفَظات ومَحَافِظُ:
1 - (شر، طب) نسيج رقيق يأخذ شكل الكيس الغشائيّ ليحيط بعضو معيَّن.
2 - (طب) حافظة صغيرة من الجيلاتين قابلة للذوبان، تحتوي على الدواء ليبتلعها المريض.
3 - (نت) تركيب مُغلق يحوي البذور.
4 - (قص) لفظ يستخدم لوصف مجموعة أو تشكيلة من الأسهم والسَّندات وغيرها من الأصول المملوكة لفرد أو مؤسَّسة. 

مَحْفوظ [مفرد]: اسم مفعول من حفِظَ.
• أطعمة محفوظة: مُجمَّدة أو مُعلَّبة أو مجفَّفَة ° جميع الحقوق محفوظة للنَّاشر/ جميع الحقوق محفوظة للمؤلِّف: عبارة تكتب عادة في صدر الكتب للإشارة إلى أنّ حقّ إعادة الَّنشر والتَّرجمة والتَّعديل مقصور على النَّاشر أو المؤلِّف دون سواهما. 

محفوظات [جمع]: مف مَحْفوظ ومَحْفُوظة:
1 - ما يُحفظ من النُّصوص الشِّعرية أو النَّثريّة ° درس المحفوظات: خاصّ بالمحفوظات كدرس من دروس العربيّة.
2 - وثائق ونحوها من المعاملات الرَّسميَّة "أودع النصَّ المعتمد في دار المحفوظات".
3 - مأكولات معلّبة. 
Expand
ح ف ظ : حَفِظْت الْمَالَ وَغَيْرَهُ حِفْظًا إذَا مَنَعْتَهُ مِنْ الضَّيَاعِ وَالتَّلَفِ وَحَفِظْتُهُ صُنْتُهُ عَنْ الِابْتِذَالِ وَاحْتَفَظْتُ بِهِ وَالتَّحَفُّظُ التَّحَرُّزُ وَحَافَظَ عَلَى الشَّيْءِ مُحَافَظَةً وَرَجُلٌ حَافِظٌ لِدِينِهِ وَأَمَانَتِهِ وَيَمِينِهِ وَحَفِيظٌ أَيْضًا وَالْجَمْعُ حَفَظَةٌ وَحُفَّاظٌ مِثْلُ: كَافِرٍ فِي جَمْعَيْهِ وَحَفِظَ الْقُرْآنَ إذَا وَعَاهُ عَلَى ظَهْرِ قَلْبِهِ وَاسْتَحْفَظْتُهُ الشَّيْءَ سَأَلْتُهُ أَنْ يَحْفَظَهُ وَقِيلَ اسْتَوْدَعْتُهُ إيَّاهُ وَفُسِّرَ {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ} [المائدة: 44] بِالْقَوْلَيْنِ. 
ح ف ظ: (حَفِظَ) الشَّيْءَ بِالْكَسْرِ حِفْظًا حَرَسَهُ وَحَفِظَهُ أَيْضًا اسْتَظْهَرَهُ. وَ (الْحَفَظَةُ) الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ. وَ (الْمُحَافَظَةُ) الْمُرَاقَبَةُ. وَالْحِفَاظُ وَالْمُحَافَظَةُ أَيْضًا الْأَنَفَةُ. وَ (الْحَفِيظُ) الْمُحَافِظُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} [الأنعام: 104] وَيُقَالُ (احْتَفِظْ) بِهَذَا الشَّيْءِ أَيِ احْفَظْهُ. وَ (تَحَفَّظَ) الْكِتَابَ اسْتَظْهَرَهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَ (حَفَّظَهُ) الْكِتَابَ (تَحْفِيظًا) حَمَلَهُ عَلَى حِفْظِهِ. وَ (اسْتَحْفَظَهُ) كَذَا سَأَلَهُ أَنْ يَحْفَظَهُ. 

نحا

(نحا)
إِلَى الشَّيْء نَحوا مَال إِلَيْهِ وقصده فَهُوَ ناح وَهِي نَاحيَة وَالشَّيْء قَصده وَكَذَا عَنهُ أبعده وأزاله
(نحا) - في الحديث: "يَأتِينى أنحَاءٌ مِن الملائكَةِ"
: أي ضُرُوبٌ منهم ، وفيه أنّ الملائكة كانوا يَزُورُونَه، سِوَى جبريل عليه الصلاة والسَّلَامُ.
- في حديث الحسن: "تَنحَّى في بُرْنُسِه"
: أي تَعَمَّد للعبادة، وتوجَّه لها، وصار في ناحِيَتِها، أَو تَجَنَّب الناسَ وصار في نَاحِيةٍ منهم.
ن ح ا: (النَّحْوُ) الْقَصْدُ وَالطَّرِيقُ. يُقَالُ: (نَحَا) (نَحْوَهُ) أَيْ قَصَدَ قَصْدَهُ. وَنَحَا بَصَرَهُ إِلَيْهِ أَيْ صَرَفَ، وَبَابُهُمَا عَدَا. وَ (أَنْحَى) بَصَرَهُ عَنْهُ عَدَلَهُ. وَ (نَحَّاهُ) عَنْ مَوْضِعِهِ (فَتَنَحَّى) . وَ (النَّحْوُ) إِعْرَابُ الْكَلَامِ الْعَرَبِيِّ. وَ (النِّحْيُ) بِالْكَسْرِ زِقٌّ لِلسَّمْنِ وَالْجَمْعُ (أَنْحَاءٌ) . وَ (النَّاحِيَةُ) وَاحِدَةُ (النَّوَاحِي) . 
[نحا] النَحْوُ : القصد، والطريق. يقال: نَحَوْتُ نَحْوَكَ، أي قصدت قصدك. ونَحَوْتُ بَصَري إليه، أي صرفت. وأنْحَيْتُ عنه بصري، أي عَدَلته. وقول الشاعر :

نحاه للحد زبرقان وحارث * أي صيرا هذا الميت في ناحية القبر. وأنْحى في سيره، أي اعتمد على الجانب الأيسر. والانْتِحاء مثله، هذا هو الأصل، ثم صار الانْتحاءُ الاعتمادَ والميلَ في كلّ وجه. وانتحيت لفلان، أي عرضت له. وأنْحَيْتُ على حَلْقه السكّين، أي عرضت. ونَحَّيْتُهُ عن موضعه تنحية، فتنحى. وقال :

كتنحية القتب المجلب * والنحو: إعراب الكلام العربي، وحكى عن أعرابي أنه قال: " إنكم لتنظرون في نحو كثيرة "، فشبهها بعتو، وهو قليل، والوجه في مثل هذا الواو إذا جاءت في جمع الياء، كقولهم في جمع ثدى وعصا وحقو: ثدى وعصى وحقى. وبنو نحو: قوم من العرب. والنحى بالكسر: زق للسمن، والجمع أنحاء، عن أبى عبيدة. وفى المثل: " أشغل من ذات النحيين "، وهى امرأة من تيم الله بن ثعلبة كانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتاها خوات ابن جبير الانصاري فساومها فحلت نحيا مملوءا فقال: أمسكيه حتى أنظر إلى غيره، ثم حل آخر وقال لها: أمسكيه، فلما شغل يديها ساورها حتى قضى ما أراد وهرب، فقال في ذلك (*) وذات عيال واثقين بعقلها * خلجت لها جار استها خلجات وشدت يديها إذ أردت خلاطها * بنحيين من سمن ذوى عجرات فكانت لها الويلات من ترك سمنها * ورجعتها صفرا بغير بتات فشدت على النحيين كفا شحيحة * على سمنها والفتك من فعلاتي ثم أسلم خوات وشهد بدرا فقال له رسول الله صلى عليه وسلم: " يا خوات كيف كان شرادك) وتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، قد رزق الله خيرا، وأعوذ بالله من الحور بعد الكور. وهجا رجل بنى تيم الله فقال : أناس ربة النحيين منهم * فعدوها إذا عد الصميم  الاموى: أهل المنحاة: القوم البُعَداء الذين ليسوا بأقاربَ. والمَنْحاةُ: طريق السانيةِ. والناحيَةُ: واحدة النَواحي. وقول الشاعر : لقد صبرَتْ حنيفةُ صبرَ قومٍ * كرامٍ تحت أظلال النواحي فإنَّما يريد نواحي السيوف. وقال الكسائي: أراد النَوائِحَ فقلب، يعنى الرايات المتقابلات. ويقال: الجبلان يَتَناوَحانِ، إذا كانا متقابلين.
[نحا] نه: في ح ابن ملحان: "فانتحى" له ابن الطفيل فقتله، أي عرض له وقصد، يقال: ونحا أنحى وانتحى. ومنه ح: "فانتحاه" ربيعة، أي اعتمده بالكلام وقصده. وح الخضر: و"تنحى" له، أي اعتمد خرق السفينة. وح: فلم أنشب حتى "أنحيت" عليها- في رواية، والمشهور بمثلثة وخاء معجمةخرج لحاجة أجيء أنا وغلام "نحوي"، أي مقارب لي في السن. قس: فدعا بإناء "نحو" من صاع قد صاع، نحو- بالجر منونًا صفة إناء، وروى بالنصب صفة للجار والمجرور أو بإضمار أعني، وروى: قدر صاع- بدل من نحو. ك: من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو "نحوها"- بالنصب عطفًا على الدفن، وهو الحرمان الشريفان. ح: رأس الكفر "نحو" المشرق، بالنصب على الظرف وهو خبر رأس. وفإن بقي من قراءته "نحو"- بالرفع، وروى بالنصب حال، و"من" زائدة.
باب نخ

نحا: الأَزهري: ثبت عن أَهل يُونانَ، فيما يَذْكُر المُتَرْجِمُون

العارِفُون بلسانهم ولغتهم، أَنهم يسمون عِلْمَ الأَلفاظ والعِنايةَ بالبحثْ

عنه نَحْواً، ويقولون كان فلان من النَّحْوِيينَ، ولذلك سُمي يُوحنَّا

الإِسكَنْدَرانيُّ يَحْيَى النَّحْوِيَّ للذي كان حصل له من المعرفة بلغة

اليُونانِيِّين. والنَّحْوُ: إِعراب الكلام العربي. والنَّحْوُ: القَصدُ

والطَّرِيقُ، يكون ظرفاً ويكون اسماً، نَحاه يَنْحُوه ويَنْحاه نَحْواً

وانْتَحاه، ونَحْوُ العربية منه، إِنما هو انتِحاء سَمْتِ كلام العرب في

تَصَرُّفه من إِعراب وغيره كالتثنية والجمع والتحقير والتكبير والإِضافة

والنسب وغير ذلك، ليَلْحَق مَن ليس من أَهل اللغة العربية بأَهلها في

الفصاحة فيَنطِق بها وإِن لم يكن منهم، أَو إِن شَذَّ بعضهم عنها رُدَّ به

إِليها، وهو في الأَصل مصدر شائع أَي نَحَوْتُ نَحْواً كقولك قَصَدْت

قَصْداً، ثم خُص به انْتِحاء هذا القَبيل من العلم، كما أَن الفِقه في الأَصل

مصدر فَقِهْت الشيء أَي عَرَفته، ثم خُص به علم الشريعة من التحليل

والتحريم، وكما أَن بيت الله عز وجل خُص به الكعبة، وإن كانت البيوت كلها لله عز

وجل؛ قال ابن سيده: وله نظائر في قصر ما كان شائعاً في جنسه على أَحد

أَنواعه، وقد استعملته العرب ظَرْفاً، وأَصله المصدر؛ وأَنشد أَبو

الحسن:تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ،

بأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ

يَحْدُو بها كلُّ فَتًى هَيّاتٍ،

وهُنَّ نَحْوَ البيتِ عامِداتِ

والجمع أَنْحاء ونُحُوٌّ؛ قال سيبويه: شبهوها بعُتُوٍّ وهذا قليل. وفي

بعض كلام العرب: إِنَّكم لَتَنْظُرون في نُحُوٍّ كثيرة أَي في ضُروب من

النَّحو، شبهها بعُتُوٍّ، والوجه في مثل هذه الواوات إِذا جاءت في جمعٍ

الياءُ كقولهم في جمع ثَدْي ثُدِيٌّ وعُصِيٌّ وحُقِيٌّ. الجوهري: يقال

نَحَوْتُ نَحْوَك أَي قَصَدْتُ قَصْدَك. التهذيب: وبَلَغنا أَنّ أَبا الأَسود

الدُّؤليَّ وضع وجُوه العربية وقال للناس انْحُوا نحْوه فسمي نَحْواً.

ابن السكيت: نَحا نَحْوَه إِذا قصده، ونَحا الشيءَ يَنْهاه ويَنْحُوه إِذا

حَرَّفه، ومنه سمي النَّحْوِيُّ لأَنه يُحرّف الكلام إِلى وجوه الإِعراب.

ابن بزرج: نَحَوْت الشيء أَمَمْتُه أَنْحُوه وأَنْحاه. ونَحَّيْتُ الشيء

(* قوله« ونحيت الشيء» كذا في الأصل مضبوطاً، وفي التهذيب: نحيت عن

الشيء، بشد الحاء وزيادة عن.) ونَحَوْته؛ وأَنشد:

فلم يَبْقَ إِلاَّ أَن تَرَى، في مَحَلِّه،

رَماداً نَحَتْ عنه السُّيولَ جَنادِلُهْ

ورجل ناحٍ من قوم نُحاةٍ: نَحْوِيٌّ، وكأَنَّ هذا إِنما هو على النسب

كقولك تامرٌ ولابِنٌ. الليث: النَّحْوُ القَصْدُ نَحْوَ الشيء.

وأَنْحَىْ عليه وانْتَحَى عليه إِذا اعتمد عليه. ابن الأَعرابي: أَنْحَى

ونَحَى وانْتَحَى أَي اعْتَمَدَ على الشيء. وانْتَحَى له وتَنَحَّى له:

اعتمد. وتَنَحَّى له بمعنى نَحا له وانْتَحَى؛ وأَنشد:

تَنحَّى له عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَه

بِمُدْرَنْفِقِ الخَلْجاء، والنَّقْعُ ساطِعُ

وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: أَنه رأْى رجلاً تَنحَّى في سُجُوده

فقال لا تَشِينَنَّ صُورَتَكَ؛ قال شمر: الانْتحاء في السجود الاعْتِمادُ

على الجبهة والأَنف حتى يُؤثِّر فيهما ذلك. الأَزهري في ترجمة ترح: ابن

مُناذر التَّرَحُ الهَبوط،

(* قوله« الترح الهبوط إلخ» هذا الضبط هو

الصواب كما ضبط في مادة ترح من التكملة، وتقدم ضبط الهبوط بالضم وانتحى بضم

التاء في ترح من اللسان خطأ.) ؛ وأَنشد:

كأَنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ،

إِذا انْتَحَى بالتَّرَحِ المُصَوَّبِ

قال: الانْتِحاء أَن يَسْقُط هكذا، وقال بيده، بعضُها فوق بعض، وهو في

السجود أَن يسقط جبينه إِلى الأَرض ويشدَّه ولا يعتمد على راحتيه ولكن

يعتمد على جبينه، قال الأَزهري: حكى شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان عن بعض

العرب ، قال شمر: وكنت سأَلت ابن مناذر عن الانتحاء في السجود فلم يعرفه،

قال: فذكرت له ما سمعت فدَعا بدواته فكتبه بيده. وانْتَحَيْت لفلان أَي

عَرَضْت له . وفي حديث حرام بن مِلْحان: فانْتَحَى له عامر بن الطُّفَيل

فقَتَله أَي عَرَضَ له وقَصَد. وفي الحديث: فانْتَحاه رَبيعَةُ أَي

اعْتَمَدَه بالكلام وقَصَده. وفي حديث الخضر . عليه السلام: وتَنَحِّى له

أَي اعْتَمَد خَرْقَ السًّفينةِ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فلم

أَنْشَبْ حتى أَنْحَيْتُ عليها. وقال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية ،

والمشهور بالثاء المثلثة والخاء المعجمة والنون. وفي حديث الحسن: قد تَنحَّى

في بُرْنُسِه وقامَ الليلَ في حِنْدِسِه أَي تَعَمَّدَ العِبادة وتوجَّه

لها وصار في ناحِيتها وتَجَنَّب الناس وصار في ناحية منهم . وأَنْحَيْتُ

على حَلقه السِّكين أَي عَرَضْتُ؛ وأَنشد ابن بري :

أَنْحَى على وَدَجَيْ أُنْثَى مُرَهَّفةً

مَشْحُوذةً ، وكذاكَ الإثْمُ يُقْتَرَفْ

وأََنْحَى عليه ضرباً: أَقبَلَ . وأَنْحَى له السِّلاح: ضَرَبه بها

أَو طَعَنَه أَو رَماه ، وأَنْحَى له بِسَهْم أَو غيره من السلاح.

وتَنَحَّى وانْتَحى: اعْتَمَدَ. يقال: انْتَحَى له بسهم ونَحا عليه بشُفْرته،

ونحا له بسهم . ونحا الرَّجل وانْتَحَى: مالَ على أَحد شِقَّيْهِ أَو

انْحَنى في قَوْسِه. وأَنْحَى في سَيره أَي اعْتَمَد على الجانب الأَيسر . قال

الأَصمعي: الانتحاء في السير الاعْتماد على الجانب الأَيسر، ثم صار

الاعتماد في كل وجه ؛ قال رؤبة:

مُنْتَحِياً مِنْ نَحْوِه على وُفَقْ

ابن سيده: والانْتِحاءُ اعْتِمادُ الإِبل في سيرها على الجانب الأَيسر ،

ثم صار الانْتِحار المَيلُ والاعْتماد في كل وجه؛ وأَنشد ابن بري لكعب

بن زهير :

إذا ما انْتحاهُنَّ شُؤْبُوبُه

أَي اعْتَمَدهن. ونَحَوْتُ بَصَرِي إليه أَي صرَفْت. ونَحا إليه بصَره

يَنْحُوه ويَنْحاه: صرَفه.

وأَنْحَيْتُ إليه بصَري: عَدَلْتُه؛ وقول طريف العبسي:

نَحاهُ لِلَحْدٍ زبْرِقانُ وحرِثٌ،

وفي الأَرض لِلأَقْوامِ بَعْدَكَ غُولُ

أَي صَيَّرا هذا الميت في ناحية القبر. ونَحَيْتُ بَصَري إليه :

صَرَفْته. التهذيب: شمر انْتَحى لي ذلك الشيءُ إذا اعتَرَض له واعتمدَه؛

وأَنشد للأَخطل :

وأَهْجُرْكَ هِجْراناً جَمِيلاً ويَنْتَحي

لنا ، من لَيالِينا العَوارِمِ أَوَّلُ

قال ابن الأَعرابي :

يَنْتَحي لنا يَعودُ لنا ، والعَوارِمُ: القِباحُ . ونَحَى الرجلَ :

صَرَفَه ؛ قال العجاج:

لقد نَحَاهُم جَدُّنا والناحي

ابن سيده: والنُّحَواء الرِّعْدة ، وهي أَيضاً التَّمَطِّي؛ قال شَبِيب

بن البَرْصاء:

وهَمٌّ تأْخُذُ النُّحَواءُ منه ،

يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ

وانْتَحى في الشيء: جَدَّ. وانتحى الفرَس في جَرْيه أَي جَدَّ.

والنَّحْيُ والنَّحْيُ والنَّحَى: الزِّقُّ، وقيل: هو ما كان للسمْن

خاصة. الأَزهري: النِّحْيُ عند العرب الزِّقُ الذي فيه السمن خاصة، وكذلك

قال الأصمعي وغيره: النحي الزق الذي يجعل فيه السمن خاصة؛ ومنه قِصَّةُ

ذاتِ النِّحْيَيْنِ المَثَلِ المشهور: أَشْغَلُ مِن ذاتِ النِّحَيَيْن؛

وهي امرأَة من تَيْمِ الله بن ثعْلَبةَ وكانت تَبِيع السمن في الجاهلية ،

فأَتى خَوَّاتُ بن جُبَيْر الأَنصاري يَبتاع منها سَمناً فساوَمَها ،

فحلَّت نِحْياً مَمْلُوءاً ، فقال: أَمْسِكِيه حتى أَنظر غيره، ثم حلَّ آخر

وقال لها: أَمسكيه، فلما شَغل يديها ساوَرَها حتى قَضى ما أَراد وهرَب

فقال في ذلك:

وذاتِ عِيالٍ ، واثقِينَ بِعَقْلِها، * خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتِ

وشَدَّتْ يَدَيْها، إذ أَرَدْتُ خِلاطَها، * بنِحْيَيْنِ مِن سَمْنٍ ذَوَي عُجَراتِ

فكانتْ لها الوَيْلاتُ مِنْ تَرْكِ سَمْنِها، * ورَجْعَتِها صِفْراً بغير بتاتِ

فشَدَّتْ على النِّحْيَيْنِ كَفّاً شَحِيحةً * على سَمْنِها ، والفَتْكُ مِن فَعَلاتي

قال ابن بري: قال علي بن حمزة الصحيح في رواية خَوَّات بن جُبَيْر:

فشدَّت على النحيين كَفَّيْ شَحيحةٍ

تثنية كفّ ، ثم أَسْلم خَوَّاتٌ وشهد بدراً ، فقال له رسول الله ، صلى

الله عليه وسلم: كيف شِرادُك؟ وتَبَسَّمَ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم

، فقال: يا رسول الله قد رَزَقَ الله خيراً وأَعوذ بالله من الحَوْ رِ

بَعدَ الكَوْرِ وهَجا العُدَيلُ بن الفَرْخِ بني تَيمِ اللهِ فقال:

تَزَحْزَحَ ، يا ابنَ تَيْمِ اللهِ ، عَنَّا * فَما بَكْرٌ أَبُوكَ ، ولا تَمِيمُ

لكُلِّ قَبِيلةٍ بَدرٌ ونجْمٌ، * وتَيْمُ الله ليس لها نُجُومُ

أُناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ مِنْهُمْ، * فُعُدُّوها إذا عُدَّ الصَّمِيمُ

قال ابن بري: قال ابن حمزة الصحيح أَنها امرأَة من هذيل ، وهي خَوْلة

أُم بشر بن عائذ، ويحكى أَن أَسَدِيًّا وهُذَليًّا افتخرا ورضيا بإِنسان

يحكم بينهما فقال: يا أَخا هذيل كيف تُفاخِرُون العرب وفيكم خِلال ثلاث:

منكم دليل الحَبَشة على الكعبة ، ومنكم خَولةُ ذاتُ النَّحيين، وسأَلتم

رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، أَن يُحلِّلَ لكم الزنا؟ قال: ويُقَوِّي

قول الجوهري إنها من تيم الله ما أَنشده في هجائهم :

أُناس ربة النحيين منهم

وجمع النِّحْي أَنحاء ونُحِيٌّ ونِحاء؛ عن سيبويه . والنِّحْي أَيضاً :

جَرْةُ فَخّار يجعل فيها اللبن ليُمخض. وفي التهذيب: يجعل فيها اللبن

المَمْخُوض. الأَزهري :

العرب لا تعرف النِّحْيَ غير الزق ، والذي قاله الليث إنه الجَرَّةُ

يُمْخَض فيها اللبن غير صحيح . ونَحى اللبنَ يَنْحِيهِ ويَنْحاه: مَخَضه؛

وأَنشد :

في قَعْرِ نِحْيٍ أَستَثيرُ حُمَّهْ

والنِّحْيُ: ضَرْب من الرُّطَب ؛ عن كراع.

ونَحى الشيء يَنْحاه نَحْياً ونَحَّاه فتَنَحَّى: أَزاله.

التهذيب: يقال نَحَّيْت فلاناً فتَنَحَّى ، وفي لغة: نَحَيْتُه وأَنا

أَنْحاه نَحْياً بمعناه ؛ وأَنشد :

أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نفْسَه

لِشيءٍ نَحَتْهُ ، عن يَدَيْهِ ، المَقادِرُ

أَي باعَدَتْه. ونَحَّيْته عن موضعه تَنْحِيةً فتنحَّى، وقال الجعدي :

أُمِرَّ ونُحِّيَ عن زَوْرِه،

كتَنْحِيةِ القَتَبِ المُجْلَبِ

ويقال: فلان نَحِيَّةُ القَوارِعِ إذا كانت الشَّدائد تَنْتَحِيه ؛

وأَنْشد:

نَحِيَّةُ أَحْزانٍ جَرَتْ مِنْ جُفُونِه

نُضاضةُ دَمْعٍ ، مِثْلُ ما دَمَعَ الوَشَلْ

ويقال: استَخَذَ فلانٌ فلاناً أُنْحِيَّةً أَي انْتَحى عليه حتى أَهلَك

ما لَه أو ضَرّه أَو جَعلَ به شَرًّا؛ وأَنشد:

إني إذا ما القوْمُ كانوا أُنْحِيَهْ

أَي انْتَحَوْا عن عمل يَعملونه . الليث: كل مَن جدَّ في أَمرٍ فقد

انْتحى فيه، كالفرس يَنْتَحي في عَدْوه.

والنَّاحِيةُ من كل شيء: جانِبه . والناحية: واحدة النَّواحي ؛ وقول

عُتيِّ بن مالك :

لقد صَبَرَتْ حَنيفة صَبْرَ قَوْمٍ

كِرامٍ ، تَحتَ أَظْلال النَّواحِي

فإنما يريد نَواحي السُّيوف ، وقيل: أَراد النَّوائح فقلب ، يعني

الرَّايات المُتقابلات . ويقال: الجبلان يَتناوَحانِ إذا كانا متقابلين.

والناحِيةُ والنَّاحاة: كل جانب تَنَحَّى عن القَرار كناصِيةٍ وناصاةٍ ؛

وقوله :

أَلِكْني إلَيْها ، وخَيْرُ الرَّسُو

لِ أَعْلَمُهمْ بنَواحِي الخَبَرْ

إنما يَعْني أَعلَمهم بنَواحي الكلام. وإبِل نَحِيٌّ:

مُتَنَحِّيةٌ ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد :

ظَلَّ وظَلَّتْ عُصَباً نَحِيًّا،

مثْلَ النَّجيِّ اسْتَبْرَزَ النَّجِيَّا

والنَّحي من السِّهام: العريضُ النَّصْل الذي إذا أَردت أَن تَرمي به

اضْطَجَعْته حتى تُرْسله.

والمَنْحاة: ما بين البئر إلى منتهى السَّانيِة ؛ قال جرير :

لقد ولدَتْ أُمُ الفَرَزدَقِ فَخَّةً ،

تَرَى بَيْنَ فَخْذَيْها مَناحِيَ أَرْبَعا

الأَزهري: المَنْحاةُ مُنتهى مذهب السَّانِية، وربما وُضِع عنده حجر

ليَعلم قائدُ السانية أَنه المُنتَهَى فيَتَيَسَّر مُنْعَطِفاً لأَنه إذا

جاوَزه تقطَّع الغَرْبُ وأَداتُه. الجوهري: والمَنحاةُ طريق السانيِة ؛

قال ابن بري: ومنه قول الراجز :

كأَنَّ عَينَيَّ ، وقد بانُوني،

غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ

وقال ابن الأَعرابي: المَنْحاة مَسِيلُ الماء إذا كان مُلْتَوِياً ؛

وأَنشد :

وفي أَيْمانِهِمْ بِيضٌ رِقاقٌ،

كباقِي السَّيلِ أَصْبَحَ في المَناحِي

وأَهْلُ المَنحاةِ: القوم البُعداء الذين ليسوا بأَقارِب. وقوله في

الحديث: يأْتيني أَنْحاء مِن الملائكة أَي ضُرُوبٌ منهم ، واحدهم نَحْوٌ ،

يعني أَن الملائكةَ كانوا يَزُورُونه سِوَى جبريلَ ، عليه السلام.

وبنو نَحْوٍ: بَطْنٌ من الأَزْد ، وفي الصحاح: قوم من العرب .

Expand

طرق

طرق: روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال:

الطَّرْق والعِيَافَةُ من الجِبْتِ؛ والطَّرْقُ: الضرب بالحصى وهو ضرب

من التَّكَهُّنِ. والخَطُّ في التراب: الكَهانَةُ. والطُّرَّاقُ:

المُتكَهِّنُون. والطَّوارِقُ: المتكهنات، طَرَقَ يَطْرُقُ طَرْقاً؛ قال

لبيد:لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَّوَارِقُ بالحصى، * ولا زَاجِراتُ الطير ما اللهُ صَانِعُ

واسْتَطْرَقَهُ: طلب منه الطَّرْقَ بالحصى وأَن ينظر له فيه؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

خَطَّ يدِ المُسْتَطْرَقِ المَسْؤولِ

وأَصل الطَّرْقِ الضرب، ومنه سميت مِطْرقَة الصائغ والحدّاد لأَنه

يَطْرقُ بها أَي يضرب بها، وكذلك عصا النَّجَّاد التي يضرب بها الصوفَ.

والطَّرقُ: خطّ بالأَصابع في الكهانة، قال: والطَّرْقُ أَن يخلط الكاهن القطنَ

بالصوف فَيَتَكهَّن. قال أَبو منصور: هذا باطل وقد ذكرنا في تفسير

الطَّرْقِ أَنه الضرب بالحصى، وقد قال أَبو زيد: الطَّرْقُ أَن يخط الرجل في

الأَرض بإِصبعين ثم بإِصبع ويقول: ابْنَيْ عِيانْ، أَسْرِعا البيان؛ وهو

مذكور في موضعه. وفي الحديث: الطِّيَرَةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من

الجِبْتِ؛ الطرقُ: الضرب بالحصى الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخَطُّ في

الرمل.وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعود يَطْرُقُه طَرْقاً: ضربه، واسم ذلك

العود الذي يضرب به المِطْرَقةُ، وكذلك مِطْرَقَةُ الحدّادين. وفي الحديث:

أَنه رأَى عجوزاً تَطْرُقُ شَعراً؛ هو ضرب الصوف والشعر بالقضيب

لَينْفشا. والمِطْرَقة: مِضْربة الحداد والصائغ ونحوهما؛ قال رؤبة:

عَاذِل قد أُولِعْتِ بالتَّرقِيشِ

إِليَّ سِراًّ، فاطْرُقي ومِيشِي

التهذيب: ومن أَمثال العرب التي تضرب للذي يخلط في كلامه ويتفنن فيه

قولهم: اطْرُقي ومِيشِي. والطَّرْق: ضرب الصوف بالعصا. والمَيْشُ: خلط الشعر

بالصوف. والطَّرْق: الماء المجتمع الذي خيضَ فيه وبِيل وبُعِرَ فكَدِر،

والجمع أَطْرَاق. وطَرَقَت الإِبل الماء إِذا بالت فيه وبعرت، فهو ماء

مَطْرُوق وطَرْقٌ. والطَّرْقُ والمَطرُوق أَيضاً: ماء السماء الذي تبول فيه

الإِبل وتَبْعَرُ؛ قال عدي بن زيد:

ودَعَوْا بالصَّبُوح يوماً، فجاءَتْ

قَيْنَةٌ في يمينها إِبْريقُ

قدَّمَتْهُ على عُقارٍ، كعَيْن الـ

ـدّيكِ، صَفَّى سُلافَها الرَّاووقُ

مُزَّةٍ قبل مَزْجِها، فإِذا ما

مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمَها مَنْ يَذُوقُ

وطَفَا فوقها فَقَاقِيعُ، كاليا

قوت، حُمْرٌ يَزينُها التَّصفيقُ

ثم كان المِزَاجُ ماءَ سحاب

لا جَوٍ آجِنٌ، ولا مَطْرُوقُ

ومنه قول إِبراهيم في الوضوء بالماء: الطَّرْقُ أَحَبُّ إليَّ من

التَّيَمُّم؛ هو الماء الذي خاضت فيه الإِبل وبالت وبعرت. والطَّرْق أَيضاً:

ماء الفحلِ. وطرَقَ الفحلُ الناقة يَطْرُقها طَرْقاً وطُروقاً أَي قَعا

عليها وضربها. وأَطْرَقه فحلاً: أَعطاه إِياه يضرب في إِبله، يقال:

أَطرِقْني فحلَك أَي أَعِرْني فحلك ليضرب في إِبلي. الأَصمعي: يقول الرجل للرجل

أَعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ أَي ماءه وضِرابَهُ؛ ومنه يقال: جاء فلان

يَسْتَطْرِقُ ماءَ طَرْقٍ. وفي الحديث: ومِنْ حقِّها إِطْراقُ فحلِها أَي

إِعارته للضراب، واسْتطْراق الفحل إِعارته لذلك. وفي الحديث: من أَطْرَقَ

مسلماً فَعَقّتْ له الفرسُ؛ ومنه حديث ابن عمر: ما أُعْطيَ رجلٌ قطّ

أَفضلَ من الطَّرْقِ، يُطْرِق الرجلُ الفحل فيُلْقِح مائة فَيَذْهبُ

حَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي يحوي أَجره أَبَدَ الآبِدينَ، ويُطْرِقُ أَي يعير فحله

فيضرب طَرُوقَة الذي يَستَطْرِقه. والطَّرْقُ في الأَصل: ماء الفحل، وقيل: هو

الضِّرابُ ثم سمي به الماء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: والبيضة منسوبة

إِلى طَرْقِها أَي إِلى فحلها. واسْتَطْرَقَهُ فحلاً: طلب منه أَن

يُطْرِقَهُ إِياه ليضرب في إِبله. وطَرُوقَةُ الفحل: أُنثْاه، يقال: ناقة

طَرُوقَةُ الفحل للتي بلغت أَن يضربها الفحل، وكذلك المرأَة. وتقول العرب:

إِذا أَردت أَن يُشْبهك ولَدُك فأَغْضِب طَرُوقَتَك ثم ائتِْها. وفي

الحديث: كان يُصْبِحُ جنباً من غير طَرُوقَةٍ أَي زوجة، وكل امرأة طَرُوقَةُ

زوجها، وكل ناقة طَرُوقَةُ فحلها، نعت لها من غير فِعْلٍ لها؛ قال ابن

سيده: وأَرى ذلك مستعاراً للنساء كما استعار أَبو السماك الطَّرْق في

الإِنسان حين قال له النجاشي: ما تَسْقِنيي؟ قال: شراب كالوَرْس، يُطَيْب النفس،

ويُكْثر الطَّرْق، ويدرّ

في العِرْق، يشدُّ العِظام، ويسهل للفَدْم الكلام؛ وقد يجوز أَن يكون

الطَّرْقُ وَضْعاً في الإِنسان فلا يكون مستعاراً. وفي حديث الزكاة في

فرائض صدَقات الإِبل: فإِذا بلغت الإِبل كذا ففيها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفحل؛

المعنى فيها ناقة حِقَّةٌ يَطْرقٌ الفحلُ مثلها أَي يضربها ويعلو مثلها

في سنها، وهي فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعولة أَي مركوبة للفحل. ويقال

للقَلُوصِ التي بلغت الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل: هي

طَرْوقَتُه. ويقال للمتزوج: كيف وجدتَ طَرُوقَتَك؟ ويقال: لا أَطْرَقَ اللهُ

عليك أَي لا صَيَّر لك ما تَنكْحِه. وفي حديث عمرو بن العاص: أَنه قَدِم

على عمر، رضي الله عنه، من مصر فجرَى بينهما كلام، وأَن عمر قال له: إِن

الدجاجة لتَفْحَصُ في الرماد فَتَضَعُ لغير الفحل والبيضة منسوبة إِلى

طَرْقها، فقام عمرو مُتَرَبَّدَ

الوجه؛ قوله منسوبة إِلى طَرْقها أَي إِلى فحلها، وأَصل الطَّرْق

الضِّرَاب ثم يقال للضارب طَرْقٌ بالمصدر، والمعنى أَنه ذو طَرْقٍ؛ قال الراعي

يصف إِبلاً:

كانَتْ هَجائِنُ مُنْذرٍ ومُحٍرَّقٍ

أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا

أَي كان ذو طَرْقِها فحلاً فحيلاً أَي منجباً. وناقة مِطْراق: قريبة

العهد بطَرق الفحل إِِياها. والطَّرْق: الفحل، وجمعه طُرُوقٌ وطُرَّاقٌ؛ قال

الشاعر يصف ناقة:

مُخْلفُ الطُّرَّاقِ مَجهُولَةٌ،

مُحْدِثٌ بعد طِرَاقِ اللُّؤَم

قال أَبو عمرو: مُخْلِفُ الطُّرَّاق: لم تلقح، مجهولة: محرَّمة الظهر لم

تُرْكَبْ ولم تُحْلَبْ، مُحْدِث: أَحدثتِ لِقاحاً، والطِّراق: الضِّراب،

واللؤام: الذي يلائمها. قال شمر: ويقال للفحل مُطْرِق؛ وأَنشد:

يَهَبُ النَّجِيبَةَ والنَّجِيبَ، إِذا شَتَا،

والبازِلَ الكَوْمَاء مثل المُطْرِق

وقال تيم:

وهل تُبْلغَنِّي حَيْثُ كانَتْ دِيارُها

جُمالِيَّةٌ كالفحل، وَجنْاءُ مُطْرِقُ؟

قال: ويكون المُطْرِقُ من الإِطْراقِ أَي لا تَرْغو ولا تَضِجّ. وقال

خالد بن جنبة: مُطْرِقٌ من الطَّرْق وهو سرعة المشي، وقال: العَنَقُ

جَهْدُ الطَّرْق؛ قال الأَزهري: ومن هذا قيل للراجل مُطْرِق وجمعه

مَطَارِيقُ، وأَما قول رؤبة:

قَوَارِباً من واحِفٍ بعد العَنَقْ

للعِدِّ، إِذ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ

فهي مناقع المياه تكون في بحائر الأَرض. وفي الحديث: نهى المسافر أَن

يأْتي أَهله طُروقاً أَي ليلاً، وكل آتٍ بالليل طَارِقٌ، وقيل: أَصل

الطُّروقِ من الطَّرْقِ وهو الدَّق، وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دَق

الباب. وطَرَق القومَ يَطْرُقُهم طَرْقاً وطُروقاً: جاءَهم ليلاً، فهو

طارِقٌ. وفي حديث عليّ، عليه السلام: إِنها حَارِقةٌ طارِقةٌ أَي طَرَقَتْ

بخير. وجمع الطارِقَةِ طَوارِق. وفي الحديث: أَعوذ بك من طَوارِقِ الليل

إِلا طارِقاً يَطْرُقُ بخير. وقد جُمع طارِقٌ على أَطْراقٍ مثل ناصرٍ

وأَنصار؛ قال ابن الزبير:

أَبَتْ عينُه لا تذوقُ الرُّقاد،

وعاوَدها بعضُ أَطْراقِها

وسَهَّدَها، بعد نوع العِشاء،

تَذَكُّرُ نَبْلِي وأَفْواقِها

كنى بنبله عن الأقارب والأَهل. وقوله تعالى: والسماء والطَّارِقِ؛ قيل:

هو النجم الذي يقال له كوكب الصبح، ومنه قول هند بنت عتبة، قال ابن بري:

هي هند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإِيادي قالت يوم أُحد تحض على

الحرب:نَحْنُ بناتُ طارِق،

لا نَنْثَني لِوامِق،

نَمْشي على النَّمارِق،

المِسْكُ في المَفَارِق،

والدُّرُّ في المَخانِق،

إِن تُقْبِلوا نُعانِق،

أَو تُدْبِرُوا نُفارِق،

فِراقَ غَيرِ وامِق

أَي أَن أَبانا في الشرف والعلو كالنجم المضيء، وقيل: أَرادت نحن بنات

ذي الشرف في الناس كأَنه النجم في علو قدره؛ قال ابن المكرم: ما أَعرف

نجماً يقال له كوكب الصبح ولا سمعت من يذكره في غير هذا الموضع، وتارة يطلع

مع الصبح كوكب يُرَى مضيئاً ، وتارة لا يطلُع معه كوكب مضيء، فإِن كان

قاله متجوزاً في لفظه أَي أَنه في الضياء مثل الكوكب الذي يطلع مع الصبح

إِذا اتفق طلوع كوكب مضيء في الصبح، وإِلا فلا حقيقة له. والطَّارِقُ:

النجم، وقيل: كل نجم طَارِق لأَن طلوعه بالليل؛ وكل ما أَتى ليلاً فهو طارِق؛

وقد فسره الفراء فقال: النجم الثّاقِب. ورجل طُرَقَةٌ، مثال هُمَزَةٍ،

إِذا كان يسري حتى يَطْرُق أَهله ليلاً. وأَتانا فلان طُروقاً إِذا جاء

بليل. الفراء: الطَّرَقُ في البعير ضعف في ركبتيه. يقال: بعير أَطرَقُ

وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَقِ، والطَّرَقُ ضعف في الركبة واليد، طَرِقَ

طَرَقاً وهو أَطْرَقُ، يكون في الناس والإِبل؛ وقول بشر:

ترى الطِّرَقَ المُعَبَّدَ في يَدَيْها

لكَذَّان الإكَامِ، به انْتِضالُ

يعني بالطَّرَق المُعَبَّد المذلل، يريد ليناً في يديها ليس فيه جَسْوٌ

ولا يبس. يقال: بعير أَطْرَق وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَق في يديها

لين، وفي الرَّجل طَرْقَةٌ وطِراقٌ وطِرِّيقَةٌ أَي استرخاء وتكسر ضعيف

ليِّن؛ قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته:

ولا تَحْلَيْ بمَطْرُوقٍ، إِذا ما

سَرى في القَوْم، أَصبح مُسْتَكِينَا

وامرأَة مَطْروقَةٌ: ضعيفة ليست بمُذكًّرَة. وقال الأَصمعي: رجل

مَطْروقٌ أَي فيه رُخْوَةٌ وضعف، ومصدره الطِّرِّيقةُ، بالتشديد. ويقال: في ريشه

طَرَقٌ أَي تراكب. أَبو عبيد: يقال للطائر إِذا كان في ريشه فَتَخٌ، وهو

اللين: فيه طَرَقٌ. وكَلأٌ مَطْروقٌ: وهو الذي ضربه المطر بعد يبسه.

وطائر فيه طَرَقٌ أَي لين في ريشه. والطَّرَقُ في الريش: أَن يكون بعضُها

فوق بعض. وريش طِرَاقٌ إِذا كان بعضه فوق بعض؛ قال يصف قطاة:

أَمّا القَطاةُ، فإِنِّي سَوْفَ أَنْعَتُها

نعْتاً، يُوافِقُ نَعْتي بَعْضَ ما فيها:

سَكَّاءٌ مخطومَةٌ، في ريشها طَرَقٌ،

سُود قوادمُها، صُهْبٌ خَوافيها

تقول منه: اطَّرقَ جناحُ الطائر على افْتَعَلَ أَي التف. ويقال:

اطَّرَقَت الأَرض إِذا ركب التراب بعضه بعضاً. والإِطْراقُ: استرخاء العين.

والمُطْرِقُ: المسترخي العين خِلقةً. أَبو عبيد: ويكون الإِطْراقُ الاسترخاءَ

في الجفون؛ وأَنشد لمُزَِّدٍ يرثي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:

وما كُنْت أَخْشَى أَن تكونَ وفاتُه

بِكَفَّيْ سَبَنْتى أَزرقِ العينِ مُطْرِقِ

والإِطْراقُ: السكوت عامة، وقيل: السكوت من فَرَقٍ. ورجل مُطْرِقٌ

ومِطْراقٌ وطِرِّيق: كثير السكوت. وأَطْرَقَ الرجل إِذا سكت فلم يتكلم،

وأَطْرَقَ أيضاً أَي أَرخى عينيه ينظر إِلى الأَرض. وفي حديث نظر الفجأَة:

أَطْرِق بصَرك، الإِطْراقُ: أَن يُقْبل ببصره إِلى صدره ويسكت ساكناً؛ وفيه:

فأَطْرَقَ ساعة أَي سكت، وفي حديث آخر: فأَطْرَقَ رأْسَه أَي أَماله

وأَسكنه. وفي حديث زياد: حتى انتهكوا الحَرِيمَ ثم أَطْرَقُوا وراءكم أَي

استتروا بكم.

والطِّرِّيقُ: ذَكَر الكَرَوان لأَنه يقال أَطْرِقْ كَرَا فيَسْقط

مُطْرِقاً فيُؤخذ. التهذيب: الكَرَوان الذكر اسمه طِرِّيق لأَنه إِذا رأَى

الرجل سقط وأَطْرَق، وزعم أَبو خيرة أَنهم إِذا صادوه فرأَوه من بعيد

أَطافوا به، ويقول أَحدهم: أَطْرِقْ كَرَا إِنك لا تُرى، حتى يتَمَكن منه

فيُلقي عليه ثوباً ويأْخذه؛ وفي المثل:

أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا

إِنَّ النَّعامَ في القُرَى

يضرب مثلاً للمعجب بنفسه كما يقال فَغُضَّ الطرْفَ، واستعمل بعض العرب

الإِطراق في الكلب فقال:

ضَوْرِيّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها،

يُطْرِقُ كلبُ الحيِّ مِن حِذارِها

وقال اللحياني: يقال إِنَّ تحت طِرِّيقتِك لَعِنْدأْوةً؛ يقال ذلك

للمُطْرق المُطاوِل ليأْتِي بداهية ويَشُدّ شَدّة ليثٍ غيرِ مُتّعقٍ، وقيل

معناه أَي إِن في لينِه أَي إِنَّ تحت سكوتك لَنَزْوةً وطِماحاً،

والعِنْدَأْوةُ أَدْهى الدَّواهي، وقيل: هو المكر والخديعة، وهو مذكور في

موضعه.والطُّرْقةُ: الرجل الأَحْمَق. يقال: إِنه لَطُرْقةٌ ما يحسن يطاق من

حمقه.

وطارَقَ الرجلُ بين نعلين وثوبين: لَبِس أَحدَهما على الآخر. وطارَقَ

نعلين: خَصَفَ إِحدَاهما فوق الأُخرى، وجِلْدُ النعل طِراقُها. الأَصمعي:

طارَقَ الرجلُ نعليه إِذا أَطبَقَ نعلاً على نعل فخُرِزَتا، وهو

الطَّرّاق، والجلدُ الذي يضربها به الطِّراقُ؛ قال الشاعر:

وطِرَاقٌ من خَلْفِهِنّ طِراقٌ،

ساقِطاتٌ تَلْوي بها الصحراءُ

يعني نعال الإِبل. ونعل مُطارَقة أَي مخصوفة، وكل خصيفة طِراقٌ؛ قال ذو

الرمة:

أَغبْاشَ لَيْلِ تمامٍ، كانَ طارَقَه

تَطَخْطُخُ الغيمِ، حتى ما لَه جُوَبُ

وطِرَاقُ النعل: ما أُطْبِقَت عليه فخُرِزَتْ به، طَرَقَها يَطْرُقُها

طَرْقاً وطارَقَها؛ وكل ما وضع بعضه على بعض فقد طُورِقَ وأَطْرقَ.

وأَطْراقُ البطن: ما ركب بعضه بعضاً وتَغَضَّنَ. وفي حديث عمر: فلِبْسْتُ

خُفَّيْنِ مُطارَقَيْنِ أَي مُطبْقَينِ واحداً فوق الآخر. يقال: أَطْرَقَ

النعلَ وطارَقَها.

وطِرَاقُ بيضةِ الرأْس: طبقاتٌ بعضها فوق بعض. وأَطراقُ القربة:

أَثناؤها إِذا انْخَنَثَتْ وتثنَّتْ، واحدها طَرَقٌ. والطَّرَقُ ثِنْيُ القربة،

والجمع أَطرْاقٌ وهي أَثناؤها إِذا تَخَنَّثَتْ وتثنَّتْ. ابن الأَعرابي:

في فلان طَرْقة وحَلَّة وتَوضِيع إِذا كان فيه تخنُّث. والمَجَانّ

المُطْرَقَة: التي يُطْرَق بعضُها على بعض كالنَّعْل المُطْرَقة المَخصُوفة.

ويقال: أُطْرِقَت بالجلْد والعصَب أَي أُلْبِسَت، وتُرْس مُطْرَق.

التهذيب: المَجانُّ المُطْرَقة ما يكون بين جِلْدين أَحدهما فوق الآخر، والذي

جاءَ في الحديث: كأَنَّ وُجوهَهم المَجانَّ المُطْرَقة أَي التِّراس التي

أُلْبِسَتِ العَقَب شيئاً فوق شيء؛ أَراد أَنهم عِراضُ الوُجوه غِلاظها؛

ومنه طارَق النعلَ إِذا صيَّرها طاقاً فوق طاقٍ وركَب بعضها على بعض،

ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير، والأَول أَشهر. والطِّراق: حديد يعرَّض

ويُدار فيجعل بَيْضة أَو ساعِداً أَو نحوَه فكل طبقة على حِدَة طِراق.

وطائر طِراق الريش إِذا ركب بعضُه بعضاً؛ قال ذو الرمة يصف بازياً:

طِرَاق الخَوافي، واقِعٌ فَوْقَ ريعهِ،

نَدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَفْرَقُ

وأَطْرَق جَناح الطائر: لَبِسَ الريش الأَعلى الريش الأَسفل. وأَطْرَق

عليه الليل: ركب بعضُه بعضاً؛ وقوله:

. . . . . . . . ولم

تُطْرِقْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ

(* قوله «ولم تطرق إلخ» تقدم انشاده في مادة سلطح:

أنت ابن مسلنطح البطاح ولم * تعطف عليك الحني والولج.)

أَي لم يوضَع بعضُه على بعض فتَراكَب. وقوله عز وجل: ولقد خلقنا فوقكم

سبعَ طَرائق؛ قال الزجاج: أَراد السمواتِ السبع، وإِنما سميت بذلك

لتراكُبها، والسموات السبع والأرضون السبع طَرائِقُ بعضُها فوق بعض؛ وقال

الفراء: سبْعَ طرائق يعني السموات السبع كلُّ سماء طَرِيقة.

واختضَبَت المرأَة طَرْقاً أَو طَرْقين وطرْقَة أَو طَرْقَتَينِ يعني

مرة أَو مرتين، وأَنا آتيه في النهار طََرْقة أَو طَرْقَتَين أَي مرَّة أَو

مرَّتين. وأَطْرَق إِلى اللهْو: مال؛ عن ابن الأعرابي.

والطَّرِيقُ: السبيل، تذكَّر وتؤنث؛ تقول: الطَّريق الأَعظم والطَّريق

العُظْمَى، وكذلك السبيل، والجمع أَطْرِقة وطُرُق؛ قال الأَعشى:

فلمّا جَزَمتُ به قِرْبَتي،

تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفَا

وفي حديث سَبْرة: أَن الشيطان قَعَد لابن آدم بأَطْرِقة؛ هي جمع طريق

على التذكير لأَن الطريق يذكَّر ويؤنث، فجمعه على التذكير أَطْرِقة كرغيف

وأَرْغِفة، وعلى التأْنيث أَطْرُق كيمين وأَيْمُن. وقولهم: بَنُو فلان

يَطَؤُهم الطريقُ؛ قال سيبويه: إِنما هو على سَعَة الكلام أَي أَهلُ الطريق،

وقيل: الطريق هنا السابِلةُ

فعلى هذا ليس في الكلام حذف كما هو في القول الأول، والجمع أَطْرِقة

وأَطْرِقاء وطُرُق، وطُرُقات جمع الجمع؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

يَطَأُ الطَّرِيقُ بُيُوتَهم بِعيَاله،

والنارُ تَحْجُبُ والوُجوه تُذالُ

فجعل الطَّرِيقَ يَطَأُ بِعياله بيوتَهم، وإِنما يَطَأُ بيوتَهم أَهلُ

الطَّرِيق.

وأُمُّ الطَّرِيق: الضَّبُع؛ قال الكُمَيْت:

يُغادِرْنَ عَصْبَ الوالِقيّ وناصِحٍ،

تَخُصُّ به أُمُّ الطَّريقِ عِيالَها

الليث: أُمُّ طَريق هي الضَّبُع إِذا دخل الرجل عليها وِجارَها قال

أَطْرِقي أُمَّ طرِيق ليست الضَّبُع ههنا.

وبناتُ الطَّرِيق: التي تفترق وتختلِف فتأْخذ في كل ناحية؛ قال أَبو

المثنى بن سَعلة الأَسدي:

أِرْسَلْت فيها هَزِجاً أَصْواتُهُ،

أََكْلَف قَبْقَابَ الهَدِيرِ صاتُهُ،

مُقاتِلاً خالاته عَمّاتُهُ،

آباؤُه فيها وأُمَّهاتُهُ،

إِذا الطَّرِيقُ اختلفَتْ بَناتُهُ

وتَطَرَّقَ إِلى الأَمر: ابتغى إِليه طَريقاً. والطريق: ما بين

السِّكَّتَينِ من النَّخْل. قال أَبو حنيفة: يقال له بالفارسية

الرَّاشْوان.والطَّرُيقة: السِّيرة. وطريقة الرجل: مَذْهبه. يقال: ما زال فلان على

طَرِيقة واحدة أَي على حالة واحدة. وفلان حسن الطَّرِيقة، والطَّرِيقة

الحال. يقال: هو على طَرِيقة حسَنة وطَريقة سَيِّئة؛ وأَما قول لَبِيد

أَنشده شمر:

فإِنْ تُسْهِلوا فالسِّهْل حظِّي وطُرْقَني،

وإِِنْ تُحْزِنُوا أَرْكبْ بهم كلَّ مَرْكبِ

قال: طُرْقَتي عادَتي. وقوله تعالى: وأَنْ لَوِ اسْتَقاموا على

الطَّرِيقة؛ أَراد لَوِ استقاموا على طَرِيقة الهُدى، وقيل، على طَريقة الكُفْر،

وجاءت معرَّفة بالأَلف واللام على التفخيم، كما قالوا العُودَ للمَنْدَل

وإِن كان كل شجرة عُوداً. وطَرائقُ الدهر: ما هو عليه من تَقَلُّبه؛ قال

الراعي:

يا عَجَباً للدَّهْرِ شَتَّى طَرائِقُهْ،

ولِلْمَرْءِ يَبْلُوه بما شاء خالِقُهْ

كذا أَنشده سيبويه يا عجباً منوناً، وفي بعض كتب ابن جني: يا عَجَبَا،

أَراد يا عَجَبي فقلب الياء أَلفاً لمدِّ الصَّوْت كقوله تعالى: يا

أَسَفَى على يوسف. وقولُه تعالى: ويَذْهَبا بطَرِيقَتكُم المُثْلى؛ جاء في

التفسير: أَن الطَّرِيقة الرجالُ

الأَشراف، معناه بجَماعِتكم الأَشراف، والعرب تقول للرجل الفاضل: هذا

طَرِيقَة قومِه، وطَرِيقَة القوم أَماثِلُهم وخِيارُهُم، وهؤلاء طَرِيقةُ

قومِهم، وإِنَّما تأْويلُه هذا الدي يُبْتَغَى أَن يجعلَه قومُه قُدْوةً

ويسلكوا طَرِيقَته. وطَرائِقُ قومِهم أَيضاً: الرجالُ الأشراف. وقال

الزجاج: عندي، والله أَعلم، أَن هذا على الحذف أَي ويَذْهَبا بأَهْل

طَريقَتِكم المُثْلى، كما قال تعالى: واسأَلِ

القَرْية؛ أَي أَهل القرية؛ الفراء: وقوله طَرائِقَ قِدَداً من هذا.

وقال الأَخفش: بطَرِيقَتكم المُثْلى أَي بسُنَّتكم ودينكم وما أَنتم عليه.

وقال الفراء: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً؛ أَي كُنَّا فِرَقاً مختلفة

أَهْواؤنا. والطّريقة: طَرِيقة الرجل. والطَّرِيقة: الخطُّ في الشيء. وطَرائِقُ

البَيْض: خطُوطُه التي تُسمَّى الحُبُكَ. وطَريقة الرمل والشَّحْم: ما

امتدَّ منه. والطَّرِيقة: التي على أَعلى الظهر. ويقال للخطّ الذي يمتدّ

على مَتْن الحمار طَرِيقة، وطريقة المَتْن ما امتدَّ منه؛ قال لبيد يصف

حمار وَحْش:

فأَصْبَح مُمتْدَّ الطَّريقة نافِلاً

الليث: كلُّ أُخْدُودٍ من الأَرض أَو صَنِفَةِ ثَوْب أَو شيء مُلْزَق

بعضه ببعض فهو طَرِيقة، وكذلك من الأَلوان. اللحياني: ثوب طَرائقُ

ورَعابِيلُ بمعنى واحد. وثوبٌ طَرائق: خَلَقٌ؛ عن اللحياني، وإِذا وصفت القَناة

بالذُّبُول قِيل قَناة ذات طَرائق، وكذلك القصبة إِذا قُطِعَتْ رَطْبة

فأَخذت تَيْبَس رأَيت فيها طَرائق قد اصْفَرَّت حين أَخذت في اليُبْس وما لم

تَيْبَس فهو على لوْن الخُضّرة، وإِن كان في القَنا فهو على لَوْن

القَنا؛ قال ذو الرمة يصف قَناة:

حتَّى يَبِضْنَ كأَمْثال القَنا ذبَلَتْ،

فيها طرائقُ لَدْناتٌ على أَوَدِ

والطَّرِيقَةُ وجمعها طَرائق: نَسِيجة تُنْسَج من صوف أَو شعَر عَرْضُها

عَظْمُ الذِّراع أَو أَقلّ، وطولها أَربع أَذرُع أَو ثماني أَذرُع على

قَدْرِ عِظَم البيت وصِغَره، تُخَيّط في مُلتْقَى الشِّقاق من الكِسْر

إِلى الكِسْر، وفيها تكون رؤوس العُمُد، وبينها وبين الطَّرائقِِ أَلْبادٌ

تكون فيها أُنُوف العُمُد لئلا تَُخْرِقَ الطَّرائق. وطَرَّفوا بينهم

طَرائِق، والطَّرائق: آخرُ ما يَبْقى من عَفْوةِ الكَلإِ. والطَّرائق:

الفِرَق.

وقوم مَطارِيق: رَجَّالة، واحدهم مُطْرِق، وهو الرَّاجِل؛ هذا قول أَبي

عبيد، وهو نادر إِلا أَن يكون مَطارِيق جمع مِطْراق. والطَّرِيقة:

العُمُد، وكل عَمُود طَرِيقة. والمُطْرِق: الوَضيع.

وتَطارق الشيءُ تتابع. واطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً وتَطارقت: تَبِع

بعضُها بعضاً وجاءت على خُفٍّ واحد؛ قال رؤبة:

جاءتْ معاً، واطَّرَقَتْ شَتِيتا،

وهيَ تُثِير السَّاطعَ السِّخْتِيتا

يعني الغُبار المرتفع؛ يقول: جاءت مجتمِعة وذهبت متفرِّقة.

وتركَتْ راعِيَها مَشْتُوتا

ويقال: جاءت الإِبل مَطارِيق يا هذا إِذا جاء بعضُها في إِثْر بعض،

والواحد مِطْراق. ويقال: هذا مِطراق هذا أَي مثله وشِبْهه، وقيل أَي تِلْوُه

ونظيرهُ؛ وأَنشد الأَصمعي:

فاتَ البُغاةَ أَبو البَيْداء مُحْتَزِماً؛

ولم يُغادِر له في الناس مِطْراقا

والجمع مَطارِيق. وتَطارق القومُ: تَبِعَ بعضُهم بعضاً. ويقال: هذا

النَّبْل طَرْقةُ رجلٍ واحد أَي صنعة رجل واحد. والطَّرَق: آثار الإِبل إِذا

تبع بعضُها بعضاً، واحدتها طَرَقة، وجاءت على طَرَقة واحدة كذلك أَي على

أَثر واحد. ويقال: جاءت الإِبل مَطارِيقَ إِذا جاءت يَتْبع بعضُها بعضاً.

وروى أَبو تراب عن بعض بني كلاب: مررت على عَرَقَة الإِبل وطَرَقَتِها

أَي على أَثرها؛ قال الأَصمعي: هي الطَّرَقة والعَرَقة الصَّفّ

والرَّزْدَقُ. واطَّرَق الحوْضُ، على افْتَعل، إِذا وقع فيه الدِّمْنُ فَتَلَبَّد

فيه. والطَّرَق، بالتحريك: جمع طَرَقة وهي مثال العَرَقة. والصَّفّ

والرَّزْدَق وحِبالةُ الصائد ذات الكِفَفِ وآثارُ الإِبل بعضها في إِثْر بعض:

طَرَقة. يقال: جاءت الإِبل على طَرَقة واحدة وعلى خُفّ واحد أَي على أَثر

واحد.

واطَّرَقت الأَرض: تلبَّد تُرابها بالمطر؛ قال العجاج:

واطَّرَقت إِلاَّ ثلاثاً عُطَّفا

والطُّرَق والطُّرق: الجوادُّ وآثارُ المارة

تظهر فيها الآثار، واحدتها طُرْقة. وطُرَق القوس: أَسارِيعُها

والطَّرائقُ التي فيها، واحدتها طُرْقة، مثل غُرْفة وغُرَف. والطُّرَق:

الأَسارِيعُ. والطُّرَق أَىضاً: حجارة مُطارَقة بعضها على بعض.

والطُّرْقة: العادَة. ويقال: ما زال ذلك طُرْقَتَك أَي دَأْبك.

والطِّرْق: الشَّحْم، وجمعه أَطْراق؛ قال المَرَّار الفَقْعَسي:

وقد بَلَّغْنَ بالأَطْراقِ، حتَّى

أُذِيعَ الطِّرْق وانكَفَت الثَّمِيلُ

وما به طِرْق، بالكسر، أَي قُوَّة، وأَصل الطِّرْق الشَّحْم فكنى به

عنها لأَنها أَكثر ما تكون عنه؛ وكل لحمة مستطيلة فهي طَرِيقة. ويقال: هذا

بعير ما به طِرْق أَي سِمَن وشَحْم. وقال أَبو حنيفة: الطِّرْق السِّمَن،

فهو على هذا عَرَض. وفي الحديث: لا أَرى أَحداً به طِرْقٌ يتخلَّف؛

الطَّرْق، بالكسر: القوَّة، وقيل: الشحم، وأَكثر ما يستعمل في النفي. وفي حديث

ابن الزبير

(* قوله «وفي حديث ابن الزبير إلخ» عبارة النهاية: وفي حديث

النخعي الوضوء بالطرق أحب إليّ من التيمم، الطرق الماء الذي خاضته الإبل

وبالت فيه وبعرت، ومنه حديث معاوية: وليس للشارب إلخ): وليس للشَّارِب

إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ

وطَرَّقَتِ المرأَة والناقة: نَشِب ولدُها في بطنها ولم يسهُل خروجه؛

قال أَوس بن حجر:

لها صَرْخة ثم إِسْكاتةٌ،

كما طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ

(* قوله «لها» في الصحاح لنا).

الليث: طَرَّقَتِ

المرأَة، وكلُّ حامل تُطَرِّقُ إِذا خرج من الولد نصفه ثم نَشِب فيقال

طَرَّقَت ثم خَلُصت؛ قال أَبو منصور: وغيره يجعل التَّطْرِيق للقَطاة إِذا

فَحَصَتْ للْبَيْض كأَنها تجعل له طَريقاً؛ قاله أَبو الهيثم، وجائز أَن

يُستْعار فيُجعَل لغير القَطاة؛ ومنه قوله:

قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ

يعني الداهية. ابن سيده: وطَرَّقت القطاة وهي مُطَرِّق: حان خروج

بَيْضها؛ قال المُمَزِّق العَبْدي: وكذا ذكره الجوهري في فصل مزق، بكسر الزاي،

قال ابن بري: وصوابه المُمَزَّق، بالفتح، كما حكي عن الفراء واسمه شَأْسُ

بن نَهار:

وقد تَخِذَتْ رجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها

نَسِيفاً، كَأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ

أَنشده أَبو عمرو بن العلاء؛ قال أَبو عبيد: ولا يقال ذلك في غير

القطاة. وطَرَّق بحَقِّي تَطْرِيقاً: جَحَدَه ثم أَقرَّ به بعد ذلك. وضَرَبَه

حتى طَرَّق بِجَعْرِه أَي اخْتَضَب. وطَرَّق الإِبلَ تَطْرِيقاً: حَبَسها

عن كَلإٍ أَو غيره، ولا يقال في غير ذلك إِلا أَن يُستعار؛ قاله أَبو

زيد؛ قال شمر: لا أعَرف ما قال أَبو زيد في طَرَّقْت، بالقاف، وقد قال ابن

الأعَرابي طَرَّفْت، بالفاء، إِذا طَرَده. وطَرَّقْت له من الطَّرِيق.

وطَرْقاتُ الطَّرِيق: شَرَكُها، كل شَرَكة منها طَرْقَة، والطَّرِيق: ضرْب

من النَّخْل؛ قال الأَعشى:

وكلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطَّرِيـ

قِ، يَجْري على سِلطاتٍ لُثُمْ

وقيل: الطَّرِيقُ أَطول ما يكون من النخل بلغة اليمامة، واحدته طَرِيقة؛

قال الأَعشى:

طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ،

عليه أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْر تَنْعَبُ

وقيل: هو الذي يُنال باليد. ونخلة طَرِيقة: مَلْساء طويلة.

والطَّرْق: ضرْب من أَصوات العُودِ. الليث: كل صوت من العُودِ ونحوه

طَرْق على حِدَة، تقول: تضرِبُ هذه الجارية كذا وكذا طَرْقاً. وعنده طُرُوق

من الكلام، واحِدُه طَرْق؛ عن كراع ولم يفسره، وأَراه يعني ضُرُوباً من

الكلام. والطَّرْق: النخلة في لغة طيّء؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

كأَنه لَمَّا بدا مُخايِلا

طَرْقٌ، تَفُوت السُّحُقَ الأَطاوِلا

والطَّرْق والطِّرْق: حِبالة يُصاد بها الوحوش تتَّخذ كالفخّ، وقيل:

الطِّرْقُ الفَخّ.. وأَطرق الرجل الصَّيْدَ إِذا نصَب له حِبالة. وأَطْرَق

فلان لفلان إِذا مَحَل به ليُلْقِيه في وَرْطة، أُخِذ من الطِّرْق وهو

الفخّ؛ ومن ذلك قيل للعدُوّ مُطْرِق وللسَّاكت مُطْرِق.

والطُّرَيْق والأُطَيْرِقُ: نخْلة حجازيّة تبكِّر بالحَمْل صَفْراء

التمرة والبُسْرة؛ حكاه أَبو حنيفة. وقال مرّة: الأُطَيْرِق ضرّب من النخل

وهو أَبْكَر نخل الحجاز كله؛ وسماها بعض الشعراء الطُّرَيْقيِن

والأُطَيْرِقِين، قال:

أَلا تَرَى إِلى عَطايا الرَّحْمَنْ

مِنَ الطُّرَيْقِيِن وأُمِّ جِرْذانْ؟

قال أَبو حنيفة: يريد بالطُّرَيْقِين جمعَ الطُّرَيْقِ.

والطَّارِقيّة: ضرْب من القلائد.

وطارق: اسم والمِطْرَقُ: اسم ناقة أَو بعير، والأَسبق أَنه اسم بعير؛

قال:

يَتْبَعْنَ جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ

ومُطْرِق: موضع؛ أَنشد أَبو زيد:

حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ

وأَطْرِقا: موضع؛ قال أَبو ذؤيب:

على أَطْرِقا بالياتُ الخيا

مِ، إِلا الثُّمامُ وإِلا العِصِيُّ

قال ابن بري: من روى الثمام بالنصب جعله استثناء من الخيام، لأَنها في

المعنى فاعلة كأَنه قال بالياتٌ خِيامُها إِلا الثمامَ لأَنهم كانوا

يظلّلُون به خِيامَهم، ومَنْ رفع جعله صفة للخيام كأَنه قال باليةٌ خيامُها

غيرُ الثُّمام على الموضع، وأَفْعِلا مقصور بناءٌ قد نفاه سيبويه حتى قال

بعضهم إِن أَطْرِقا في هذا البيت أَصله أَطْرِقاء جمع طريق بلغة هذيل ثم

قصر الممدود؛ واستدل بقول الآخر:

تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا

ذهب هذا المعلِّل إِلى أَن العلامتين تَعْتَقِبان؛ قال الأَصمعي: قال

أَبو عمرو بن العلاء أَطْرِقا على لفظ الاثنين بَلد، قال: نرى أَنه سمي

بقوله أَطْرِق أَي اسكت وذلك أَنهم كانوا ثلاثة نَفَر بأَطْرِقا، وهو موضع،

فسَمِعُوا صوتاً فقال أَحدُهم لصاحِبَيْه: أَطْرِقا أَي اسكُتا فسمِّي

به البلد، وفي التهذيب: فسمي به المكان؛ وفيه يقول أَبو ذؤَيب:

على أَطْرِقا بالياتُ الخِيام

وأَما مَنْ رواه أَطْرُفاً، فَعَلا هذا: فعل ماض. وأَطْرُق: جمع طَرِيق

فيمن أَنَّث لأَن أَفْعُلاً إِنما يكسَّر عليه فَعِيل إِذا كان مؤنثاً

نحو يمين وأَيْمُن.

والطِّرْياقُ: لغة في التِّرْياقِ؛ رواه أَبو حنيفة.

وطارِقَةُ الرجل: فَخْذُه وعَشِيرتُه؛ قال ابن أَحمر:

شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إِليها،

وطارِقَتي بأَكْنافِ الدُّرُوبِ

النضر: نَعْجة مَطْرُوقة وهي التي تُوسَم بالنار على وَسَط أُذُنها من

ظاهر، فذلك الطِّراقُ، وإِنما هو خطّ أَبيض بنارٍ كأَنما هو جادّة، وقد

طَرَقْناها نَطْرُقها طَرْقاً، والمِيسَمُ الذي في موضع الطِّراق له حُروف

صِغار، فأَمّا الطَّابِعُ فهو مِيسَمُ الفَرائضِ، يقال: طَبَعَ الشَّاة.

Expand
(طرق) : الأَطِرقاءُ: الطُّرُقُ.
(طرق)
النَّجْم طروقا طلع لَيْلًا وَهُوَ النَّجْم الطارق والمعدن طرقا ضربه ومدده وَالصُّوف وَنَحْوه نفشه وندفه وَالْبَاب قرعه وَالْقَوْم طرقا وطروقا أَتَاهُم لَيْلًا وَالطَّرِيق سلكه وَالْكَلَام عرض لَهُ وخاض فِيهِ

(طرق) طرقا ضعف عقله
(ط ر ق) : (الْمِطْرَقَةُ) مَا يُطْرَقُ بِهِ الْحَدِيدُ أَيْ يُضْرَبُ (وَمِنْهُ) وَإِنْ قَالُوا لَنَطْرُقَنَّكَ أَوْ لَنَشْتُمَنَّكَ وَقِيلَ لَنَقْرُصَنَّكَ أَصَحُّ مِنْ قَرَصَهُ بِظُفُرَيْهِ إذَا أَخَذَهُ الْقَارِصَةُ الْكَلِمَةُ الْمُؤْذِيَةُ (وَالطَّرْقُ) الْمَاءُ الْمُسْتَنْقِعُ الَّذِي خَوَّضَتْهُ الدَّوَابُّ وَبَالَتْ فِيهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ النَّخَعِيِّ الْوُضُوءُ بِالطَّرْقِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ التَّيَمُّمِ وَقَوْلُ خُوَاهَرْ زَادَهْ بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُ (الِاسْتِطْرَاقُ) بَيْنَ الصُّفُوفِ أَيْ الذَّهَابُ بَيْنَهَا اسْتِفْعَالٌ مِنْ الطَّرِيقِ وَفِي الْقُدُورِيِّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَطْرِقَ نَصِيبَ الْآخَرِ أَيْ يَتَّخِذَهُ طَرِيقًا.
طرق جوأ وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم فِي الْوضُوء بالَّطرْق [قَالَ -] هُوَ احبُّ إليّ من التَّيَمُّم. [قَوْله -] الطَّرْق هُوَ المَاء الَّذِي يكون فِي الأَرْض فتبول فِيهِ الْإِبِل وَهُوَ مستنقع يُقَال لَهُ طَرْقٌ ومَطْرُوقٌ [قَالَ الشَّاعِر: (الْخَفِيف)

ثمَّ كَانَ المِزَاجُ مَاء سحابٍ ... لَا جَوٍ آجِنٌ وَلَا مَطْرُوقُ

والجَوَى: المنتن المتغيّر وَمِنْه حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج: إِنَّهُم يموتون فَتَجْوَى الأَرْض مِنْهُم أَي تُنْتِنُ. والآجِنُ الْمُتَغَيّر أَيْضا وَهُوَ دون الجَوِي فِي النَّتْن وَهُوَ الَّذِي يرْوى فِيهِ الحَدِيث عَن الْحسن وَابْن سِيرِين أَنه رخص فِيهِ الْحسن وَكَرِهَهُ ابْن سِيرِين قَالَ زُهَيْر فِي الجوي: (الوافر)

بسأتَ بنِيئها وجَوِيتَ عَنْهَا ... وَعِنْدِي لَو أردْتَ لَهَا دَوَاء] 
(طرق) - في الحديث: "لا أَرَى أَحدًا به طِرقٌ يَتَخَلَّف"
: أي قُوَّة.
قاك الأصمعى: الطِّرقُ: الشَّحْم. ويقال: إذا أكلت الإِبِل الخُلَّة اشتَدَّ طِرقُها: أي نِقْيُها، وأكَثر ما يُستَعمل في النَّفْى.
- في حديث نَظَر الفُجَاءَة قال: "أَطْرِق بَصَرَك"
ويروى: اصْرِف بَصَرَك. والإطراقُ أن يُقبِل ببصره إلى صَدْرِه، والصَّرْفُ أن يُقْلِبَه إلى الشِّق الآخر. ويُروَى: اطْرِف - بالفاء - بمعنى اصْرِف.
في الحديث: " لا تَطْرقُوا أَهْلكم ليلًا".
قيل: أصل الطَّرْق الدَّقّ والضَّرْب. ومنه سُمِّى الطَرِيقُ؛ لأن المارَّة تَدُقُّه بأرجُلِها، والمِطْرَقَة من هذا. وسُمِّى الآتىِ بالليل طارِقًا لحاجَتِه في الوقت الذي يأتي فيه إلى دَقِّ الأبواب التي يَقْصِدُها، لأن العادةَ في الأبوابِ أن تفتح بالنَّهار وتُغْلَق باللَّيل. وقيل: الطُّروقُ: السُّكُون.
- ومنه الحديث: "أنه أطرَق رأسَه" 
: أي أَمسَك عن الكَلَام وسَكَن، وَلمَّا كان اللّيلُ يُسْكَن فيه، ومن يأتيِ فيه يأتي بِسُكُون قيل: طَارِق. - في حديث عمر، - رضي الله عنه -، "فَلبِسْت خُفَّيْن مُطَارَقَيْن"
: أي مُطْبَقين، وكل ما ضُوعِف فقد طُورِق، وطَارَقْتُ نَعِلى: طَبَقْتها.
- في حديث عَلِىٍّ رضِي الله عنه: "أنها حارِقَة طَارِقَة فَائِقة" 
: أي طَرَقَت بخَيْر.
ط ر ق : طَرَقْت الْبَابَ طَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَطَرَقْت الْحَدِيدَةَ مَدَدْتهَا وَطَرَّقْتُهَا بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَطَرَقْت الطَّرِيقَ سَلَكْته وَطَرَقَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ طَرْقًا فَهِيَ طَرُوقَةٌ فَعُولَةٌ بِفَتْحِ الْفَاءِ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ الْمُرَادُ الَّتِي بَلَغَتْ أَنْ يَطْرُقَهَا
وَلَا يُشْتَرَطُ أَنْ تَكُونَ قَدْ طَرَقَهَا وَكُلُّ امْرَأَةٍ طَرُوقَةُ بَعْلِهَا وَطَرَقَ النَّجْمُ طُرُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ طَلَعَ وَكُلُّ مَا أَتَى لَيْلًا فَقَدْ طَرَقَ وَهُوَ طَارِقٌ وَالْمِطْرَقَةُ بِالْكَسْرِ مَا يَطْرُقُ بِهِ الْحَدِيدَ وَالطَّرِيقُ يُذْكَرُ فِي لُغَةِ نَجْدٍ وَبِهِ جَاءَ الْقُرْآنُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} [هود: 12] وَيُؤَنَّثُ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ وَالْجَمْعُ طُرُقٌ بِضَمَّتَيْنِ وَجَمْعُ الطُّرُقِ طُرُقَاتٌ وَقَدْ جُمِعَ الطَّرِيقُ عَلَى لُغَةِ التَّذْكِيرِ أَطْرِقَةٌ وَاسْتَطْرَقْت إلَى الْبَابِ سَلَكْت طَرِيقًا إلَيْهِ.

وَطَرَّقْتُ التُّرْسَ بِالتَّشْدِيدِ خَصَفْتُهُ عَلَى جِلْدٍ آخَرَ وَنَعْلٌ مُطَارَقَةٌ مَخْصُوفَةٌ وَطَرَّقْتُهَا تَطْرِيقًا خَرَزْتُهَا مِنْ جِلْدَيْنِ أَحَدُهُمَا فَوْقَ الْآخَرِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطَرَّقَةُ» أَيْ غِلَاظُ الْوُجُوهِ عِرَاضُهَا وَفِي الصِّحَاحِ مَكْتُوبٌ بِالتَّخْفِيفِ . 

طرق


طَرِقَ(n. ac. طَرَق)
a. Drank thick, muddy water.

طَرَّقَ
a. [La], Opened the way, made room for.
b. Hammered, flattened out.
c. [Bi], Acknowledged ( a debt ), previously
denied.
طَاْرَقَa. Doubled; soled (shoe).
b. Put one garment over another.

أَطْرَقَa. Bent down his eyes, was silent.
b. [Ila], Occupied himself with (trifles).
c. see VI
تَطَرَّقَ
a. [Ila], Sought to gain access to, to get at; found a way
to, reached.
تَطَاْرَقَa. Followed each other, walked in single file (
camels ).
إِطْتَرَقَ
(ط)
a. Followed in the track of.
b. Was dense (plumage).
c. Fell (night).
d. see III (b)
إِسْتَطْرَقَa. Consulted the diviners.
b. [ coll. ], Accustomed himself
to.
طَرْقa. A time, once.
b. Music, melody, sound ( of a musical
instrument ).
طَرْقَةa. see 1
طِرْقa. see 4t
طُرْق
طُرْقَةa. see 1
طَرَق
(pl.
أَطْرَاْق)
a. Fold, crease.

طَرَقَة
(pl.
طَرَق)
a. Snare, trap.

مِطْرَق
مِطْرَقَة
20t
(pl.
مَطَاْرِقُ)
a. Mallet; blacksmith's hammer.
b. Stick, rod, staff.

طَاْرِق
(pl.
طُرَّاْق أَطْرَاْق)
a. One knocking at the door; wayfarer, traveller by
night.
b. One who divines by means of pebbles.
c. Morning-star.

طَاْرِقَة
(pl.
طَوَاْرِقُ)
a. Event; misfortune, calamity.
b. Small seat.
c. Family; clan, tribe.

طَاْرِقِيَّةa. Necklace, collar.

طِرَاْق
(pl.
طُرْق)
a. Patch or piece of leather; sole, clump &c.
b. Plate or disc of iron.

طَرِيْق
(pl.
طُرُق طُرُقَات
أَطْرِقَة
أَطْرُق
أَطْرِقَآءُ)
a. Road, way, path.
b. see 1
طَرِيْقَة
(pl.
طَرَاْئِقُ)
a. Way, path; course; manner, mode; usage, practice;
state, condition.
b. Line; streak; stripe; strip.
c. Chief, head.
d. (pl.
طَرِيْق), High palm-tree.
طِرِّيْقَةa. Gentleness, submissiveness.

مِطْرَاْق
(pl.
مَطَاْرِيْقُ)
a. Series; file, line.

N. P.
طَرڤقَa. Beaten; flattened.

N. P.
طَرَّقَa. Minted gold.
b. Striped garment.
c. see N. P.
IV
N. P.
أَطْرَقَa. Shield.

N. Ag.
تَطَرَّقَa. Malleable.

طَرَائِق الدَّهْر
a. The vicissitudes of fortune.
طرق
الطَّرِيقُ: السّبيل الذي يُطْرَقُ بالأَرْجُلِ، أي يضرب. قال تعالى: طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ
[طه/ 77] ، وعنه استعير كلّ مسلك يسلكه الإنسان في فِعْلٍ، محمودا كان أو مذموما. قال:
وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى
[طه/ 63] ، وقيل: طَرِيقَةٌ من النّخل، تشبيها بالطَّرِيقِ في الامتداد، والطَّرْقُ في الأصل: كالضَّرْبِ، إلا أنّه أخصّ، لأنّه ضَرْبُ تَوَقُّعٍ كَطَرْقِ الحديدِ بالمِطْرَقَةِ، ويُتَوَسَّعُ فيه تَوَسُّعَهُم في الضّرب، وعنه استعير: طَرْقُ الحَصَى للتَّكَهُّنِ، وطَرْقُ الدّوابِّ الماءَ بالأرجل حتى تكدّره، حتى سمّي الماء الدّنق طَرْقاً ، وطَارَقْتُ النّعلَ، وطَرَقْتُهَا، وتشبيها بِطَرْقِ النّعلِ في الهيئة، قيل: طَارَقَ بين الدِّرْعَيْنِ، وطَرْقُ الخوافي : أن يركب بعضها بعضا، والطَّارِقُ: السالك للطَّرِيقِ، لكن خصّ في التّعارف بالآتي ليلا، فقيل: طَرَقَ أهلَهُ طُرُوقاً، وعبّر عن النّجم بالطَّارِقِ لاختصاص ظهوره باللّيل. قال تعالى: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ
[الطارق/ 1] ، قال الشاعر:
نحن بنات طَارِقٍ
وعن الحوادث التي تأتي ليلا بالطَّوَارِقِ، وطُرِقَ فلانٌ: قُصِدَ ليلًا. قال الشاعر:
كأنّي أنا المَطْرُوقُ دونك بالّذي طُرِقْتَ به دوني وعيني تهمل
وباعتبار الضّرب قيل: طَرَقَ الفحلُ النّاقةَ، وأَطْرَقْتُهَا، واسْتَطْرَقْتُ فلاناً فحلًا، كقولك:
ضربها الفحل، وأضربتها، واستضربته فحلا.
ويقال للنّاقة: طَرُوقَةٌ، وكنّي بالطَّرُوقَةِ عن المرأة.
وأَطْرَقَ فلانٌ: أغضى، كأنه صار عينه طَارِقاً للأرض، أي: ضاربا له كالضّرب بالمِطْرَقَةِ، وباعتبارِ الطَّرِيقِ، قيل: جاءت الإبلُ مَطَارِيقَ، أي: جاءت على طَرِيقٍ واحدٍ، وتَطَرَّقَ إلى كذا نحو توسّل، وطَرَّقْتُ له: جعلت له طَرِيقاً، وجمعُ الطَّرِيقِ طُرُقٌ، وجمعُ طَرِيقَةٍ طرَائِقُ. قال تعالى:
كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً [الجن/ 11] ، إشارة إلى اختلافهم في درجاتهم، كقوله: هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ [آل عمران/ 163] ، وأطباق السّماء يقال لها: طَرَائِقُ. قال الله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ
[المؤمنون/ 17] ، ورجلٌ مَطْرُوقٌ: فيه لين واسترخاء، من قولهم: هو مَطْرُوقٌ، أي: أصابته حادثةٌ لَيَّنَتْهُ، أو لأنّه مضروب، كقولك: مقروع، أو مدوخ، أو لقولهم: ناقة مَطْرُوقَةٌ تشبيها بها في الذِّلَّةِ.
ط ر ق

طرق الحديد بالمطرقة والمطارق. وطرق الباب: قرعه. وطرق الصوف بالمطرق وهو القضيب. ونعل مطرقة ومطارقة: مخصوفة، وكل خصفة: طراق. وريش طراق ومطرق: بعضه فوق بعض، وفيه طرق. قال زهير:

أهوى لها أسفع الخدين مطرق ... ريش القوادم لم تنصب له الشبك

وطارقت بين ثوبين. وتطارقت الإبل: تتابعت متقاطرة. وهذا طرق الإبل وطرقاتها: آثارها متطارقة، الواحدة: طرقة. وجاءت على طرقة واحدة وخف واحد. وترس مطرق: طورق بجلد. " وكأن وجوههم المجان المطرقة ". ووضع الأشياء طرقة طرقة وطريقة طريقة: بعضها فوق بعض، وهي طرق وطرائق. وطرق طريقاً: سهّله حتى طرقه الناس بسيرهم. " ولا تطرقوا المساجد ": لا تجعلوها طرقاً وممارّ. وطرق لي: اخرج. وما تطرقت إلى الأمير. وطرق لي فلان. وطرقت المرأة والقطاة إذا عسر خروج الولد والبيضة. وامرأة وقطاة مطرق. وأطرق الرجل: رمى ببصره الأرض. وفي ركبتيه طرق، وفي جناح الطائر طرق: لين واسترخاء. ورجل أطرق، وامرأة طرقاء. وما به طرق: شحم وقوة. ومن المجاز: طرقنا فلان طروقاً. ورجل طرقة. وطرقه هـ. وطرقني الخيال. وطرقه الزمان بنوائبه. وأصابته طارقة من الطوارق، ونعوذ بالله من طوارق السوء. وطرق سمعي كذا. وطرقت مسامعي بخير. وطرقت الماء الدواب. وماء طرق. وطرق بالحصي. ونساء طوارق. وهي عن الطرق. قال الطرماح:

فأصبح محبوراً تخط ظلوفه ... كما اختلفت بالطرق أيدي الكواهن

وصف الثور وأنه نجا من الصائد. وتقول: هم نفشوا الكلام وماشوه وطرقوه: للنحارير في العربية. وطرق فلان. وأخذ في التطريق إذا احتال عليك وتكهن من طرق الحصى. وفلان مطروق: به طرقة أي هوج وجنون. وفلان مطروق: ضعيف يطرقه كل أحد. قال ابن أحمر:

فلا تصلي بمطروق إذا ما ... سري في القوم أصبح مستكيناً

وطرق الفحل الناقة، وهي طروقته، واستطرقت فلاناً فحله، وأطرقني فحلك. ويقال للمتزوّج: كيف طروقتك. وأنا آتيه في اليوم طرقتين، وطرقة واحدة أي أتية. قال ابن هرمة:

إذا هيب أبواب الملوك قرعتها ... بطرقة ولاجٍ لها نابه الذكر

وهذه النبل طرقة رجل واحد. وهذا دأبك وطرقتك أي طريقتك ومذهبك. قال لبيد:

فإن يسهلوا فالسهل حظي وطرقتي ... وإن يحزنوا أركب بهم كل مركب

ولسنا للعدو بطرقة أي لا يطمع فينا العدو. وما لفلان فيك طرقة: مطمع. وتطارق الظلام والغمام. وطارق الغمام الظلام. قال ذو الرمة:

أغباش ليل تمام كان طارقه ... تطخطخ الغيم حتى ماله جوب

وتطارقت علينا الأخبار. وطرق فلان بحقي إذا جحده ثم أقر به بعد. وسمعتهم: هو أخس من فلان بعشرين طرقة.
Expand
[طرق] نه: فيه: نهى المسافر أن يأتي أهله "طروقًا". ن: بضم طاء. نه: أي ليلًا، وكل آت بالليل طارق، وقيل: أصله من الطرق وهو الدق والآتي بالليل يحتاج إلى دق الباب. ومنه ح: إنها حارقة "طارقة"، أي طرقت بخير، والطوارق جمع طارقة. وح: أعوذ من "طوارق" الليل. ج: هي ما ينوب من النوائب في الليل. ك: ومنه: "طرق" صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا. ن: وروى: طرقه، وفاطمة بالنصب، فقال: ألا تصلون؟ جمع الاثنين مجازًا، فقلت إن نفوسنا بيد الله- قاله انقباضًا واستحياء من طروقه وهما مضطجعان- وقد مر. ك: "لا يطرق" أهله- بضم راء. ط: ولا ينافيه ح: إن أحسن ما دخل الرجل أهله أول الليل، لأن المراد هنا بالدخول الجماع، فإن المسافر يغلب عليه الشبق فإذا قضى شهوته خف وطاب نومه، أو يحمل على السفر القريب أو على اشتهار قدومه، وما موصولة أي الوقت الذي دخل فيه أهله. ومنه ح: "طرق" صاحبنا. غ: ومنه: النجم "طارق"، لأنه يرى بالليل. ومنه: نحن بنات "طارق"، شبه أباه في الشرف والعلو بالنجم. نه: وفيه: "والطرق" من الجبت، هو الضرب بالحصى الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخط في الرمل- ومر في الخاء. ط: هو بفتح طاء وسكون راء نوع من التكهن. ج: كما يعمله المنجم لاستخراج الضمير"طارق" به رداءه، من طارقت الثوب على الثوب إذا طبقته عليه. نه: وفي ح نظر الفجاءة: "أطرق" بصرك، الإطراق أن يقبل ببصره إلى صدره ويسكت ساكتًا، وفيه: "فأطرق" ساعة، أي سكت. وح: "فأطرق" رأسه، أي أماله وأسكنه. ومنه ح: حتى انتهكوا الحريم ثم "أطرقوا" وراءكم، أي استتروا بكم. وفيه: الوضوء "بالطرق" أحب إلي من التيمم، هو ماء خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت. ومنه ح: وليس للشارب إلا الرنق و"الطرق". وفيه ح: لا أرى أحدًا به "طرق" يتخلف، هو بالكسر القوة، وقيل: الشحم، وأكثر ما يستعمل في النفي. وح: إن الشيطان قعد لابن آدم "بأطرقه"، هي جمع طريق، ويذكر ويؤنث، فجمعه على التذكير أطرقة وعلى التأنيث أطرق. ك: سهل الله "طريقًا" إلى الجنة، أي في الآخرة أو في الدنيا بتوفيق الصالحات، أو هو إشارة بتسهيل العلم على طالبه لأنه موصل إليها. وفيه: ثم "يطرق بمطرقة" من حديد فيصيح صيحة يسمعها من يليه، أي يلي الميت من الملائكة فقط، لأن "من" للعاقل، وقيل: يدخل غيرهم أيضًا بالتغليب. وح: إذا ذا جبرئيل "أطرق"، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض. ن: يحشر الناس على ثلاث "طرائق"، أي فرق. ومنه: "كنا "طرائق"" أي فرقا "قددا" مختلفة. ج: على "طرائق"، جمع طريقة: الحال. ط: كنا بماء "بالطريق" أي كنا نازلين بماء كائن في طريق مكة. غ: ""بطريقتكم" المثلى" بأشرافكم أو سنتكم. و"لو استقاموا على "الطريقة""، يعني الشرك أو الهدى، والسماوات طرائق لأنها مطارقة بعضها فوق بعض. مد: "سبع "طرائق""، جمع طريقة لأنها طرائق الملائكة ومتقلباتهم.
Expand
طرق
الطَّرْق: نَتْفُ الصوْفِ بالمِطْرَقَة وهي الخَشَبَةُ التي يُضْرَبُ بها، والجميع المَطارِقُ، وهيِ - أيضاً - تكونُ مَعَ الحَدّادِين. وفي المَثَل: " ضرْبُكَ بالفِطِّيْس خيْر من المِطْرَقَة ".
والطِّرَاقُ: الحَدِيدُ الذي يُعَرضُ ثم يُدَارُ فَيُجْعَلُ بَيْضَةً أو ساعِداً ونحوه، فكُلُّ صَنْعَةٍ على حَذْوٍ: طِرَاقٌ، وكلّ قَبِيلةٍ على حِيالِها كذلك.
وجِلْدُ النَّعْل: طِرَاقُها إذا عُزِلَ عنها الشِّرَاكُ.
وتًرْسٌ مُطْرَق: وهو أنْ يُقَوَّرَ جِلْدٌ على مِقْدَارِ التُّرْس فَيُلْزَقَ به. ورِيْشٌ طِرَاقٌ.
والسَّماوات السَّبْعُ طَرائقُ بعضها فوق بعضٍ.
وقُدَامى الجَنَاح مُطْرَقٌ بعضُها على بعضٍ.
وثَوْبٌ طَرائقُ: أي قِطَعٌ. وجَبَل مُطرّقٌ: فيه ألْوانٌ.
وطارَقَ بين ثَوْبَيْنِ: أي ظاهَرَ بينهما. والطَّرِيْقُ: مَعْرُوْفٌ، يُذَكَّرُ ويُؤنَثُ.
والطَّرِيْقَةُ: كُلُّ أحْدُوْرَةٍ من الأرض أو صَنِفَةٍ من الثَّوْب، وكذلك من الألوان، والجميع الطَّرائقُ.
والطَّرِيْقَةُ: الحالُ. ومن خُلُقِ الانسانِ: لِيْنٌ وانْقِيَادٌ، وإنَّ في طَرِيْقَتِه لَعِنْدَاوَةً: أي في لِيْنِه بَعْضُ العُسْرِ، ويُقال طِرّيقَةٌ أيضاً.
والطَّرِيْقَة: أماثِلُ القَوْم، هؤلاء طَرِيْقَةُ قَوْمِهم، والجميع طَرَائقُ.
والطَّرِيْقَةُ: عَمُوْدُ المِظَلَّةِ والخِبَاءِ والبُيُوتِ من الشَّعر، طَرقُوا بينهم تَطْرِيقاً. ونَسِيْجَةٌ تُنْسَجُ من صُوفٍ أو شَعرٍ.
وطَرْقُ الفَحْل: ضِرَابُه لِسَنَةٍ. واسْتَطْرَقَ فلانٌ فلاناً فَحْلَهُ فأطْرَقَه: أي أعطاه لِيَضْرِبَ في إبِلِه.
والمَرْأةُ طَرُوْقَةُ زَوْجِها.
والطَّرُوْقَةُ: القَلُوصُ التي بَلَغَتِ الضرَابَ. ويُقال: أطْرِقْني فَحْلَكَ. ولكَ طَرْقُهُ العامَ. وناقَةٌ مِطْرَاقٌ: قَرِيْبَةُ العَهْدِ بالفَحْل. والطّارِقِيَّةُ: ضَرْبٌ من القَلائدِ.
والطارِق: كَوْكَبُ الصُّبْح. والذي يَجِيْء لَيْلاً، طَرَقَ طُرُوْقاً وطَرْقاً، ورَجُلٌ طُرَقَةٌ: يَسْري حتّى يَطْرُقَ أهْلَه.
والأطْرَاقُ: ما يَطْرُقُ من المَكارهِ.
والإطْرَاقُ: السُّكُوْتُ. ورَجُلٌ طِرِّيْقٌ: كثيرُ الإطْرَاقِ فَرَقاً. والكَرَوَان المُذَكِّرْ: طِرِّيْقٌ لأنَّه إذا رأى إنْساناً سَقَطَ على الأرض فأطْرَقَ، ويُقال له: " أطْرِقْ كَرا أطْرِقْ كَرا؛ إن النعَامَ في القُرى، إنَّكَ لا تُرى " عِنْدَ صَيدِه.
وأمُّ طُرّيْقٍ: الضَّبُعُ، إذا دُخِلَ عليها وَجَارُها قيل: أطْرِقي أمَّ طُريق لَيْسَتِ الضَبُعُ ها هنا. ورَجُلٌ مُطَرقٌ: غَلِيْظُ الجُفُونِ ثَقِيلُها.
وكَلأ مَطْرُوْقٌ: وهو الذي ضَرَبَه المَطَرُ بَعْدَ يُبْسِه.
وطَرَّقْتُ الإِبلَ: إذا حَبَسْتَها على كَلإَ أو غيرِه.
والطَّرْقُ: خَطّ بإِصْبَعٍ في الكَهَانَةِ، ً طَرَقَ يَطْرُق طَرْقاً.
وكُلُّ صَوْتٍ من العُوْدِ ونحوِه: طَرْقٌ. وهذه الجارِيَةُ تَضْرِبُ كذا وكذا طَرْقاً: أي نوْعاً.
والطَّرْقُ: النَّخْلُ الطَّوِيل، وجَمْعُه طُرُوْقٌ، وكذلك الطَّرِيقُ. والفَحْلُ من الإِبل.
والطِّرْق: الشَحْمُ. وحِبَالَةٌ يُصَاد بها الوَحْشُ كالفَخِّ.
والطَّرْقُ: من مَناقِع المِياهِ في نحائزِ الأرض. واسْمُ مَوضِعٍ.
والطَّرْقُ: الماءُ الذي قد بالَتْ فيه الدَّوابُّ حتّى اصْفَرَّ، طَرَقَتْه الإِبلُ، وهي تَطْرُقُ طَرْقاً.
وطَرَّقَتِ المَرْأةُ: إذا خَرَجَ من الوَلَدِ نِصْفُه واحْتَبَسَ بعضَ الاحْتِباس، يُقال: طَرَّقَتْ ثمَّ تَخَلَّصَتْ. وطَرقَتِ القَطاةُ: حانَ خُروجُ بَيْضِها.
والرِّجْلُ الطَّرْقاءُ: الذي في ساقِها اعْوِجاجٌ من غَيْرِ فَحَجٍ.
وضَرَبْتُه حتّى طًرّقَ بجَعْرِه. وتَطَرَّقَتِ الشَّمْسُ: دَنا غُرُوبُها.
وهذا مِطْراقُ هذا: أي شِبْهُه. وإذا خَرَجَ القَوْمُ رَجّالةً لا دَوَابَّ لهم قيل: خَرَجُوا مَطارِيْقَ، واحِدُهم مُطْرِق.
وجاءتِ الإبلُ مَطارِيْقَ: إذا جاءَ بعضُها في أثَرِ بعضٍ، الواحِدُ مِطْرَاقٌ. وقيل: هي التي تَسِيْرُ ولا تَأْكُلُ، يُقال: أطْرَقَتْ إذا أعْنَقَتْ.
والمشيُ الطَّرَقُ: هو الرُّوَيْدُ. ومَرَرْت على طَرَقَةِ الإبل: أي على أثرِها.
وطرّقَ فلانٌ حَقَّ فلانٍ: جَحَدَه وتَعَسَّرَ عليه.
وما لهُ فيكَ طُرْقَةٌ: أي مَطْمَعٌ. والطُّرْقَةُ: العادَة والخُلُق.
ورَجُلٌ مَطْرُوْقٌ: إذا كان فيه طِرِّيْقَةٌ واسْتِرْخاءٌ، وفيه طَرَقٌ وطَرْقَةٌ؛ وهو لِيْنٌ في يَدَي البَعِير، بَعِيْرٌ أطْرَقُ وناقَةٌ طَرْقاءُ.
والمَطْرُوْقُ: الذي به طَرَقَةٌ: أي جُنُونٌ وهَوَجٌ. وهو أيضاً: المَوْسُوْمُ بِسِمَةٍ يُقال لها الطِّرَاقُ تَقَعُ طُولاً على العُنُق.
والطِّرَاقُ: وِقايَةٌ للأسْقِيَةِ، كِسَاءٌ أو نَطْعٌ.
وأطْرَاقُ القِرْبَةِ: أثْنَاؤها، الواحِدُ طَرَقٌ. والطُّرْقَةُ: الظُّلْمَةُ.
والطِّرَاقُ: اللَّيْلُ إذا تَطارَقَتْ ظُلْمَتُه أي تَرَاكَمَتْ.
واخْتَضَبَتِ المَرْأةُ طُرْقَةً أو طُرْقَتَيْنِ: أي مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ.
والطِّرْيَاقُ: لُغَةٌ في الدِّرْياق. والطِّرِّيْقَةُ من الأرض: السهْلَةُ التي تُنْبِتُ البَقْلَ والصِّلِّيَانَ. وأطْرِقَاءُ: اسْمُ بَلَدٍ.
Expand
[طرق] الطَريقُ: السبيلُ، يذكَّر ويؤنَّثُ. تقول: الطَريقُ الأعظم، والطَريقُ العظمى، والجمع أَطْرِقَةٌ وطُرقٌ. قال الشاعر : فلمّا جَزَمْتُ به قِرْبَتي تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أو خَليفا قال أبو عمرو: الطَريقَةُ أطول ما يكون من النَخل، بلغة اليمامة، حكاها عنه يعقوب. والجمع طَريقٌ. قال الأعشى: طَريقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصولُهُ عليه أبابيلٌ من الطير تَنْعَبُ والطَريقَةُ: نسيجةٌ تُنْسَجُ من صوف أو شَعر في عَرض الذِراع أو أقلّ، وطولُها على قدر البيت، فتُخَيَّطُ في ملتقى الشِقاقِ من الكِسْرِ إلى الكِسْرِ. وطَريقَةُ القوم: أماثلُهم وخيارهم. يقال: هذا رجلٌ طَريقَةُ قومِه، وهؤلاء طَريقَةُ قومِهم وطَرائِقُ قومِهم أيضاً، للرجال الأشراف، حكاها يعقوب عن الفراء. قال: ومنه قوله تعالى {كنا طَرائِقَ قِدَداً} أي كنا فِرَقاً مختلفة أهواؤنا. وطريقة الرجال: مذهبه. يقال: ما زال فلانٌ على طريقة واحدة، أي على حالة واحدةٍ. واختضبت المرأة طَرْقَةً أو طَرْقَتَيْنِ، أي مَرّةً أو مرتين . وأنا آتي فلاناً في اليوم طَرْقَتَيْنِ، أي مَرَّتَين. وهذا النَبْلُ طَرْقَةُ رجلٍ واحدٍ، أي صَنْعَةُ رجلٍ واحدٍ. قال أبو زيد: الطَرْقُ والمَطْروقُ: ماءُ السماء الذي تبولُ فيه الإبل وتَبْعر. قال الشاعر : ثم كانَ المِزاجُ ماَء سَحابٍ لا جَوٍ آجنٌ ولا مطروق  ومنه قول إبراهيم : " الوضوء بالطرق أحب إلى من التيمم ". والطريق أيضا: ماء الفحل ". والطُرْقُ: الأساريعُ التي في القَوس، الواحدة طرقة، مثال غرفة وغرف. ويقال أيضا: ما زال ذاك طَرْقتَك، أي دأبك. وقولهم: ما به طِرْقٌ بالكسر، أي قُوَّةٌ. وأصل الطِرْقِ الشحمُ فكَنَّى به عنها، لأنَّها أكثر ما تكون عنه. والطَرَقُ بالتحريك: جمع طَرَقَةٍ، وهي مثل العَرَقَةِ والصَفِّ والرَزْدق، وحِبالةُ الصائدِ ذات الكِفَف. وآثارُ الإبل بعضِها في إثر بعض طرقة. يقال: جائت الإبل على طَرَقَةٍ واحدةٍ، وعلى خُفٍّ واحد، أي على أثرٍ واحدٍ. والطَرَقُ أيضاً: ثِنْيُ القِربَةِ، والجمع أطْراقٌ، وهي أثناؤها إذا تَخَنثتْ وتَثَنَّتْ. وأمّا قول رؤبة * لِلْعدَ إذْ أخْلَفَهُ ماءُ الطَرَقْ * فهي مناقعُ المياه. قال الفراء: الطَرَقُ في البعير. ضَعْفٌ في ركبتيه. يقال: بعير أطرق وناقة طرفاء، بينه الطرق. والطرق أيضاً في الريش: أن يكونَ بعضُها فوق بعض. وقال يصف قطاةً: أمَّا القَطاةُ فإنِّي سوفَ أنْعَتُها نَعْتاً يوافق نَعْتي بعض ما فيها سَكَّاءُ مَخْطومَةٌ في ريشِها طَرَقٌ سودٌ قَوادِمها صُهْبٌ خَوافيها تقول منه: اطَّرَقَ جناحُ الطائر على افتعل، أي التف. قال الاصمعي: رجلٌ مَطْرُوقٌ، أي فيه رِخوة وضعفٌ. قال ابن أحمر: ولا تَصِلي بمَطْروقٍ إذا ما سَرى في القوم أصبح مُسْتَكينا ومصدره الطريقة بالتشديد. يقال: " إن تحت طريقتك لعندأوة " أي إن لينه وانقياده أحيانا بعص العسر. ويقال: هذا مِطْراق هذا أي تلوه ونظيره. وقال فات البغاة أبو البَيْداء مُخْتَزِماً ولم يغادرْ له في الناس مِطْراقا والجمع مَطاريقُ. يقال: جاءت الإبلُ مَطاريقَ إذا جاءت يتبع بعضُها بعضاً. وطَرَقَتِ الإبلُ الماءَ، إذا بالَتْ فيه وبَعَرَتْ، فهو ماءٌ مَطْروقٌ وطَرْقٌ. وأتانا فلان طُروقاً، إذا جاء بليلٍ. وقد طَرَقَ يَطرُقُ طُروقاً، فهو طارقٍ. ورجلٌ طُرَقَة، مثال همزة، إذا كان يَسْري حتَّى يَطْرُقَ أهله ليلاً. والطارِقُ: النجمُ الذي يقال له كوكب الصبح، ومنه قول هند : نحن بَناتُ طارِقٍ نمشي على النمارق أي إن أبانا في الشرف كالنجم المضئ. وطارِقَةُ الرجل: فَخِذُه وعشيرته. قال الشاعر: شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إليها وطارِقَتي بِأكْنَاف الدُروبِ والطَرْقُ: الضربُ بالحصى، وهو ضربٌ من التكهُّن. والطُرَّاق: المتكهِّنون. والطَوارِقُ: المتكهِّنات. قال لبيد: لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَوارِقُ بالحصى ولا زاجِراتُ الطيرِ ما الله صانِعُ وطَرَقَ الفحلُ الناقة يطْرُقُ طُروقاً، أي قَعا عليها. وطروقة الفحل: أنثاه. يقال: ناقد طَروقَةُ الفحلِ، للتي بلغت أن يضرِبَها الفحلُ. وطَرَقَ النجَّاد الصوفَ يطرقه طرقا، إذا ضربه. والضيب الذى يضربه به يسمى مطرفة، وكذلك مِطْرَقَةُ الحدادين. قال رؤبة: عاذل قد أولعت بالتَرْقيشِ إليَّ سِرًّا فاطْرُقي وَميشي قال يعقوب: أطرَقَ الرجلُ، إذا سكت فلم يتكلَّم. وأطرَقَ، أي أرخى عينيه ينظرُ إلى الأرض. وفي المثل: أطرق كرا أطرق كرا إن النَعامَ في القُرى يُضرب للمعجب بنفسه، كما يقال " فَغُضَّ الطرفَ ". والمُطْرِقُ: المسترخي العين خِلْقَةً. وأطرقا، على لفظ أمر الاثنين: اسم بلد. قال أبو ذؤيب: على أطرقا باليات الخيام إلا الثمام وإلا العصى ويقال: أطْرِقْني فَحْلَكَ، أي أعِرني فَحلك ليضرب في إبلي. واسْتَطْرَقْتُهُ فحلاً، إذا طلبتَه منه ليضربَ في إبلك. واطَّرَقَتِ الإبلُ وتَطَارَقَتْ، إذا ذهبت بعضها في إثر بعض. ومنه قول الراجز :

جاءتْ معاً واطَّرَقَتْ شَتيتا * يقول: جاءت مجتمعة وذهبت متفرقة والمجان المطرقة : التي يُطْرَقُ بعضها على بعض، كالنعل المُطْرَقَةَ المخصوفة. ويقال أُطْرِقَتْ بالجلد والعَصَب، أي أُلْبِست. وتُرْسٌ مُطْرَقٌ. وطِراقُ النعل: ما أُطْبِقَتْ فخُرِزَتْ به. وريشٌ طِراقٌ، إذا كان بعضه فوق بعض.. طارق الرجلُ بين الثَوبين، إذا ظاهَرَ بينهما، أي لبس أحدهما على الآخر. وطارَقَ بين نعلين، أي خصف إحداهما فوقَ الأخرى. ونعلٌ مُطارَقَةٌ، أي مخصوفةٌ. وكلُّ خصيفةٍ طراق. قال ذو الرمة: أغْباشَ ليلٍ تَمامٌ كان طارَقَه تطخطخ الغيم حين ما له جوب قال الاصمعي: طرقت القطاة، إذا حان خروجُ بيضِها. قال أبو عبيد: لا يقال ذلك في غير القطاة. قال الممزَّق العبدى: لقد تخذت رجل إلى جَنْبِ غَرْزِها نَسيفاً كأُفْحوصِ القطاة المطرق قال: وطرقت الناقة بولدها، إذا نَشِب ولم يسهل خروجه، وكذلك المرأة. وأنشد أبو عبيدة : لنا صرخةٌ ثم إسْكاتَةٌ كما طَرَّقَتْ بنِفاسٍ بِكر قال: وضربه حتَّى طَرَّقَ بجَعْرِهِ. قال: وطَرَّقَ فلان بحقى، إذا كان فد جَحَدَه ثم أقرَّ به بعد ذلك. وطَرَّقْتُ الإبل، إذا حبَستَها عن كلأٍ أو غيره، وطَرَّقْتُ له من الطريق.
Expand
طرق
طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في يَطرُق، طَرْقًا وطُروقًا، فهو طارِق، والمفعول مطروق
• طرَق النَّجمُ: طلع ليلاً "طرَق كوكبٌ وتلألأ- نجم طارِق".
• طرَق البابَ/ طرَق على الباب: قرَعه، دقَّه، نقَر عليه ° طرَق سمعَه/ طرَق أذنَه/ طرَق مسامعه كلامٌ: سمعه.
• طرَق الحديدَ: ضرب عليه بالمطرقة، مدّده ورقَّقَه "طرَق معدنًا/ سبيكةً"? طرق الزمانُ بنوائبه.
• طرَق النجَّادُ الصُّوفَ: ضرَبه بالمِطْرق.
• طرَق الطّريقَ: سلكَه? طرَق الكلامَ: عرض له وخاض فيه- طرق ميدانًا/ طرق مجالاً: حاول دخولَه والعملَ فيه- طريق مطروق: سلكه الناس من قبل- لا يترك بابًا إلا ويطرقه: يسلك كل السُّبل، يستعمل كل الوسائل- مَوْضوع مطروق: تمَّ تناوله من قبل، ليس جديدًا.
• طرَق فلانٌ القومَ: أتاهم ليلاً "طرَقه خيالٌ فأرَّقه".
• طرَقَ ببالِه/ طرَقَ في باله أمرٌ: خطَر، حضَر "طرَق في ذهنه هاجس"? طرَق فلانٌ بحقِّي: إذا جحده ثم أقرَّ به بعدُ. 

أطرقَ/ أطرقَ إلى/ أطرقَ بـ يُطرِق، إطراقًا، فهو مُطرِق، والمفعول مُطرَق (للمتعدِّي)

• أطرق الرَّجلُ: سكَت ولم يتكلم، أرخى عينيه ينظر إلى الأرض.
• أطرق رأسَه/ أطرق برأسِه: أمال رأسَه إلى صدره وسكَت، أو أرخَى عَيْنَيْه إلى الأرض وأمسك عن الكلام "أطرق رأسَه حينما واجهته بخطئه- أطرق برأسه حين عاتبه والده على أفعاله".
• أطرق إلى اللَّهو: مال إليه ورغب فيه. 

استطرقَ إلى يَستطرِق، استطراقًا، فهو مُستطرِق، والمفعول مُستطرَق إليه
• استطرق إلى الباب: سلك الطريق إليه. 

تطرَّقَ إلى يَتطرّق، تطرُّقًا، فهو مُتطرِّق، والمفعول مُتطرَّق إليه
• تطرَّق الشَّكُّ إلى فكره: ابتغى إليه طريقًا، عرض له، تناوله في مجرَى حديثه "تطرَّق المتكلِّمُ إلى موضوع آخر- تطرَّق اليأسُ إلى نفسها: تسلَّل". 

طرَّقَ يُطرِّق، تطريقًا، فهو مُطرِّق، والمفعول مُطرَّق
• طرَّق المعدِنَ: بالغ في تمديده وضربه بالمطرقة "طرَّق سبيكة من النُّحاس بشكل خاص- طرَّق شفرات السكاكين".
• طرَّق الموضِعَ: جعلَه طريقًا أو ممرًّا لغيره، سهَّله حتى طرقه الناس بسيرهم ° طرّق طُرُقا حسنَةً: أحدثها، سنَّها. 

طارق1 [مفرد]: ج طارقون وطُرّاق:
1 - اسم فاعل من طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في.
2 - زائر باللَّيل "أيقظنا في الليل طارقٌ مرعب". 

طارق2 [مفرد]: ج طَوَارِقُ: نجمٌ مضيء "نحن بناتُ طارِق: إنّ أبانا في الشرف كالنجم المضيء- {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ} ".
• الطَّارق: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 86 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبع عشرة آية. 

طارِقة [مفرد]: ج طارقات وطَوَارِقُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في.
2 - مصيبة، داهية "تحمّل جميع الطوارق حتى أصبح مثالاً للصبر- أصابته طارقة فسانده النَّاس". 

طرائقُ [جمع]: مف طريقة: سموات بعضها فوق بعض " {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} ". 

طَرْق [مفرد]: ج طُرُوق (لغير المصدر):
1 - مصدر طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في.
2 - تزيين المعدن وزخرفته "طرْق نحاس/ ذهب" ° قابل للطَّرق: وصف للجسم الذي يمكن تحويله إلى صفائح رقيقة كالذهب. 

طُرْقة [مفرد]: ج طُرُقات وطُرْقات وطُرَق: طريق ضيِّق، ممرّ "هذه الطُّرْقة تُؤدِّي بنا إلى البيت". 

طُرُوق [مفرد]: مصدر طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في. 

طَريق [مفرد]: ج طُرُق، جج طُرُقات:
1 - ممرّ ممتدّ أوسعُ من الشارع، يذكّر ويؤنث "قامت الدولة بتمهيد الطُرُق- إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ [حديث] " ° اختبار الطَّريق: اختبار يُجرى للمركبات لمعرفة مقدار صلاحها للسير على الطرق، فحص للشخص الذي يسعى للحصول على رُخصة قيادة لمعرفة قدرته على القيادة في الطرق- الرَّفيق قبل الطَّريق: ابحث عن رفيق سفرك وامتحنه قبل اصطحابك إياه- بطريق الجوّ/ بطريق البحر: بالطائرة أو السفينة- حاد به عن الطَّريق: مال به عنه- شاكلتا الطَّريق: جانباه- شق طريقه: كدَّ ونجح- طُرق مشروعة: وسائل لا تخالف القوانين المتعارف عليها- على قارعة الطَّريق: في وسطه- في طريقه: آتٍ ذاهب، مسافر- في طريقه نحو كذا: يتجه نحو كذا- قاطع طريق: لصٌّ يترقب المارة في الطريق ليأخذ ما معهم بالإكراه- قطَع الطَّريقَ: أغلقه، عَبَرَه، سرق المسافرين- قطَع الطَّريقَ عليه: منعه من تنفيذ ما يريد تنفيذه- مفترق الطُّرق: ساعة الفصل والحسم.
2 - سبيل ونهج "رأى أن طريق النجاح هو المذاكرة- اجتهد ووصل إلى طريق المجد".
3 - مذهب وأسلوب، مسلك الطائفة من المتصوفة "سلك طريق الحامديَّة الشاذليَّة". 

طَريقَة [مفرد]: ج طرائقُ وطُرُق:
1 - نَهْج؛ أسلوب ومسلك ومذهب "طريقة علميَّة: طريقة منظمة تقوم على جمع المعلومات بالملاحظة والتجريب وصياغة الفرضيات واختبارها- عبّر عن مشاعره بطريقة غريبة- تكثر الطُّرُق
 الصوفيّة بمصر- {إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إلاَّ يَوْمًا} " ° طرائقُ الدَّهر: تقلُّباته وأحواله.
2 - وسيلة "طُرُق المواصلات مُنظّمة- وجد طريقة لإدارة الآلة" ° بطريقةٍ ما: بوسيلة غير محدَّدة أو معروفة أو مفهومة، بتحفُّظ.
• طرُق الطَّعن: (قن) الوسائل القضائيَّة التي يستعملها المحكوم عليه أو محاميه من أجل إلغاء الحكم أو تعديله. 

مُستطرَق [مفرد]: اسم مفعول من استطرقَ إلى.
• الأواني المستطرَقَة:
1 - (فز) عدّة أنابيب مختلفة الأحجام والأشكال متَّصل بعضُها ببعض بأنبوبة أفقيَّة، إذا وُضِع سائل في إحداها توزَّع إلى بقيّة الأواني متَّخذًا مستوًى أفقيًّا واحدًا.
2 - (كم) المعادن التي يمكن تشكيلها بالطَّرق أو بالضَّغط أو بالثَّني أو بالسَّحب. 

مُستطرِق [مفرد]: اسم فاعل من استطرقَ إلى.
• الأواني المستطرِقَة: (فز) عدّة أنابيب مختلفة الأحجام والأشكال متصل بعضُها ببعض بأنبوبة أفقيَّة، إذا وُضِع سائل في إحداها توزَّع إلى بقيّة الأواني متَّخذًا منسوبًا أفقيًّا واحدًا. 

مِطْرَق [مفرد]: ج مَطَارِقُ: اسم آلة من طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في: أداة من حديد يضربُ بها الصوف والقطن أو المعدن "مِطرق المنجِّد/ الحدّاد". 

مِطرَقة [مفرد]: ج مَطَارِقُ:
1 - اسم آلة من طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في: أداة من حديد أو نحوه تُطرَق بها المعادن وتدقّ المسامير "مطرقة حدّاد/ نجّار- مطرقة ثقيلة" ° المطرقة والمنجل: شعار الشيوعية، يرمز إلى اتحاد العمَّال والفلاحين.
2 - آلة يُدَقّ بها الصُّوف والقطن ليندف "مِطْرَقة مُنجِّد".
3 - (حي) العُظيمة الأولى من عظيمات الأذن الوسطى التي تأتي بعد غشاء الطَّبلة.
4 - مقرعة توضع على باب البيت لتنبيه من بالداخل "مطرقة الباب". 
Expand
طرق: طَرَق: سلك، مشى سار، رحل، ارتحل.
(فوك، الكالا) وهي = طرق الطريق في معجم لين.
طرق: ضربة ثانية كرّر الدّق، وتستعمل مجازاً بمعنى كرر القول حتى أملّ. ومطروق: معاد، مكَّرر. يقال فكرة مطروقة وكلام مطروق (بوشر).
طرق روحه: استمنى بيده، جلد عميرة (بوشر).
طرق الحِنْطَة: غربلها (محيط المحيط).
طرَّق (بالتشديد) دقه على السندان (بوشر).
طَرَّق. لم يُطَرَق المضيق: فعل ما جعلنا لا نستطيع المرور في المضيق (أماري ص207).
وهذا صواب العبارة لما جاء في مخطوطتنا رقم 12 طَرَّق إلى: عبّر طريقاً إلى، فتح طريقاً إلى (معجم مسلم، المقري 1: 244).
طَرَّق على فلان: حاول خداعه والمكر به. (معجم مسلم).
طَرَّق: برقش، رقش، (فوك) وانظر: مُطَرَّق فيما يلي: أطْرَق. طأطأ رأسه، أمال رأسه إلى صدره وفي معجم فوك: أطرق برأسه. تَطَرَّق: بالمعنى الأول في معجم لين وهو وجد طريقاً إلى وتطَرَّق إلى مجازاً أيضاً بمعنى اولع ب، وانهمك في، ففي مملوك (2، 2: 269): كان يمنعها التطرّف (ق) إلى التبهرج. وقد ترجمها كاترمير بما معناه: كان يمنعها من الانهماك في التبرج، وبدلاً من أن يقال تطرَّق إلى يقال تطّرق ل أيضاً (المقدمة1: 56 المقري 1: 658 وعليك أن تقرأ فيه يتطّرق وفقاً لطبعة بولاق).
ويقال كذلك، تطَّرق على (معجم مسلم) وهو نفس المعنى فيما أرى في عبارة ياقوت (1: 819) التي نقلت فيه.
تطَرَّق: سار، مضى، انطلق (زيشر 5: 102، فوك).
متّطرق: مارّ، عابر سبيل، ابن سبيل (ابن حوقل ص159).
تطرَّق إلى: أوصل إلى، قاد الى، يقال: الطريق يتطرقّ إلى (ففي ألف ليلة (1: 105): أصبت طريقاً متطرقاً إلى أعلاه.) تطرُّق الاحتمال: تفّرع وتشعب (أي الصور المختلفة) للقضية والفرضية (دي سلان المقدمة 1: 39).
تطَرّق: ضرب، قرع، دقْ (معجم مسلم، فوك) يِتطرَّق: طروق، لدن، قابل للتطريق (بوشر).
تَطرَّق: هاجم أغار على (معجم مسلم).
تطرَّق ب: تبرفش، ترقش (فوك).
تطارَق: جُعل بعضُه فوق بعض، ففي الكامل (ص148): لبدة الأسد ما يتطارق من شعره بين كتفيه.
انطرق. انطرق في: اصطدم، ويقال، انطرق رأسه في الحائط أي اصطدم في الحائط (بوشر).
اطَّرق: طاف، جاب عدة بلدان. ففي ابن البيطار (1: 293): وكان قد وقع له منه بعد إطراقه البلاد باحثاً عنه مشرقاً ومغرباً قطعة صغيرة. وقد سقطت كلمة البلاد من مخطوطة ب.
استطرق: قارن قولهم الاستطراق بين الصفوف الذي ذكره لين في معجمه مع ما جاء في كتاب الماوردي (ص 329): ويُمنعَ الناس في الجوامع والمساجد من استطراق حلق الفقراء والقُرَّاء صيانة لحرمتها.
طَرْقَة: قرعة، دقُة، نقرة (بوشر).
طرقة: غزوة، غارة (معجم الادريسي).
طَرْقَة يد: سَطْو، عمل جريء (بوشر).
طرقة (ضبطها مشكوك فيه) يظهر أن معناها بكرة (القزويني 2: 128) طُرُقّي: جرّاح، طبيب دجّال يبيع الدواء في الطرق العامة (بوشر).
طَرْقُون: ذكرت في القسم الأول من معجم فوك مع كلمة لاتينية معناها رقص غير أنها لم تذكر في القسم الثاني.
ويظهر من قصة عجيبة عند ابن الخطيب أن هذه الكلمة لها حقا بعض العلاقة بفكرة الرقص. ففي ترجمته لابن مردنيش يقول أن هذا الأمير الذي تولى الحكم في أسبانيا الشرقية في أواسط القرن السادس للهجرة قد فرض ضرائب متنوعة على رعيته لكي يستطيع دفع رواتب جنوده النصارى حتى إنه فرض هذه الضريبة على حفلات الأعراس، وفي القصة التالية أن رجلاً من مدينة قسطيلة يقول إنه ربح في مرسيه دوقتين (وهو نقد ذهبي قديم) في عمله بالبناء، فدعا بعض بلدياته لقضاء ليلة عنده. ويستمر قائلاً (ص186، ص187): فاشتريت لحماً وشراباً وضربنا دُفاً فلما كان عند الصباح وإذا بنقر عنيف بالباب فقلت من أنت فقال أنا الطرقون الذي بيده قبالة اللهو وهي متَّفقة بيدي وانتم ضربتم البارحة الدُفَّ فاعطنا حَقَّ العرس الذي عملتَ فقلتُ له والله ما كانت لي .. فأُخِذت وسُجنتُ (وليس في المخطوطة فراغ، غير أني أرى أن شيئاً ناقصاً فيه) فالطرقون إذاً هو من يتولى استلام الضريبة المفروضة على احتفالات الأعراس وعلى الرقص وكذلك على الموسيقى التي تضرب في العرس، ولا ادري لماذا ذكر فوك كلمة طرقون في مادة الفعل saltare اللاتيني الذي معناه رقص.
ونجد هذه الكلمة في أبيات لشاعر أندلسي هو الفقيه عمر وقد نقلها المقريزي وكان يرددها رجل يحيى حياة التسكع. فنقرأ في المقريزي (3: 23)
ولا تنسى أياماً تقّضت كريمة ... بزاوية المحروق أو دار همدان
وتأليفنا لقبض إتارةَ ... وإغرام مسنون وقسمة حُلْوان
وقد جلس الطرقون بالبعد مطرقاً ... يقول نصيبي أو أبوح بكتمان
وهكذا نرى أن هذا الشخص يتظاهر بأنه جابي الضرائب فيجمع الإتاوات بينما جلس الطرقون بعيداً مطرقاً برأسه وهو يقول اعطني نصيبي وإلا بحت بالسر. وبذلك كان على الناس البائسين أن يدفعوا مرتين الأولى لهذا المحتال ثم إلى الطرقون الذي يقول لمن دفع الضريبة إلى غيره إنه قد خدعه محتال تظاهر بأنه الطرقون.
طِراق: قارن قولهم طائرُ طراقُ الريش الذي ذكره لين نقلا من تاج العروس بقولهم: طراقُ الخَوافي الذي ذكره المبرد في الكامل ص90) طروق = طارق (رايت ص91 رقم 12).
طَريق: يجمعها العامة على طُرُوق وهو تصحيف طُرُق (معجم مسلم).
طَرِيق: بمعنى افسحوا الطريق، فحين يصل العربي إلى منزله ومعه غرباء يصيح قائلا: طريق وذلك لكي تدخل نساؤه في بيوتهن (نيبور رحلة إلى بلاد العرب ص47) طريق السلامة: مع السلامة على الطائر الميمون (بوشر)
أرباب الطريق: هم عند الجوبري المنجمون وضاربوا الرمل ثم يذكر بعد ذلك أصحاب الطريق في الطب أو أطباء، الطرق (زيشر 20: 496، 497) وبمقارنة هذا بما نقلته من معجم بوشر في مادة طُرَقي يمكننا أن نؤكد أن هذه الكلمات تعني غالباً الدجالين المشعوذين من الجراحين والمنجمين وضاربي الرمل ومن لف لفهم الذين يتعاطون مهنهم في الطرقات العامة.
طريق التبن وطريق اللبّانة: المجّرة، أن السماء، أمّ النجوم (بوشر).
على الطريق: على شكل، على هيئة (بوشر).
طريق: قسم من أحوال إسناد الحديث (عبد الواحد ص130، المقدمة 1: 355، 2: 144، 145، 147) وفي المقري (1: 495): كان بصيراً بالطرق.
الطريق: التصوّف (المقري 1: 571).
أهل الطريق: الصوفية (المقري 1: 596).
طريق: مَرَّة (بوشر سوريا) وفي محيط المحيط: عامية طَرْق وفي رحلة ابن جبير (ص147): فسعى على قدميه طريقين من الصفا إلى المروة (ألف ليلة برسل 2: 184، 275) وفي طبعة ماكن (1: 259): مرة (برسل 3: 372) وفي رحلة ابن جبير (ص68): في طريق واحدة أي في مرة واحدة طريق في مصطلح الموسيقى: لحن: نَغَم (ألف ليلة 2: 271، 3: 410، برسل 7: 193).
وفي طبعة ماكن: طريقة.
طريق الأسْقُف: منشور رَعائي (ألكالا). طريقة. الطريقة: الصراط المستقيم. وطباعة السلطان ففي حيان (ص16 و) في كلامه عن رئيس ظل مخلصاً للسلطان: استقام على الطريقة (حيان ص24 ق).
الطريقة المحترقة: (أبو الفداء جغرافية ص5) هو الفضاء الواقع بين الدرجة التاسعة عشرة من الميزان والدرجة الثالثة من العقرب. انظر ترجمة رينو (ص6 رقم 1).
طريقة: نهج متبع في بحث علم من العلوم والذي يختلف عند العلماء. ففي مرجريت (ص17) وله طريقة في علم الخلاف.
طريقة: خداع، مكر، أسلوب في الغش (ألف ليلة برسل 9: 195).
طريقة: منطلق، سبيل، وسيلة، ذريعة، وسيلة النجاح (بوشر).
طريقة: وسيلة لإزاحة الضمير، وسيلة لإتمام عمل، وسيلة للصلح، تسوية. ومجازاً: تلطيف تسكين، تخفيف، مصالحة، توفيق، ويقال: طريقة ل أي مصالحة، توفيق (بوشر).
طريقة: للصوفية اليوم في الهند وبخراسان على الخصوص ثلاث درجات في نظامهم وتسمى: طريقة ومعرفة وحقيقة، فاتباع الدرجة الأولى مسلمون يقومون بواجباتهم الدينية. أنظر زيشر (16: 241) طريقة (من مصطلح الموسيقى): لحن، نغم (ألف ليلة 2: 51 ب، 152، 163، 259، 267، 4: 173).
طريقة الأسْقفُ: منشور رَعائي (ألكالا).
طريقة الشرع: مرافعة، مقاضاة، أسلوب المحاكمات (بوشر).
طريقة ماء: ما يجلب من الماء من الحوض والمصنع مرة واحدة (اسيبنا مجلة الشرق والجزائر 13: 148).
طريقة: قارون مع ما ذكره لين (1849) في الآخر مع ما جاء في زيشر (22: 80) وهو: وكبَّر البيت على خمس طرائق كما كان باًلأول. وقد ترجمها وبتزشتان إلى الألمانية بما معناه: وسّع البيت وجعله يقوم على خمسة أعمدة كما كان بالأول.
(انظر تعليقه ص100 رقم 21). ويقول بوسييه: إنها سير قوي تبطن به الخيمة العربية تسند الدعامات والركائز وعليها يقع كل الحمل (130).
طراقِي. الكِساء الطراقيّ: كان اسم نسيج يصنع في مدينة طراق بأفريقية ويصدر إلى مصر (البكري ص47).
طِرَاقِيَّة: حنطة ضعيفة تخرج عند الغربلة (محيط المحيط).
طَرَّاق= طارق (عباد 1: 66).
طرّاق: عابر طريق، عابر سبيل (فوك طرّاق) الحديد: حدّاد (بوشر) طَرَّاقَة: عازف كمان في القرى للرقص، شاعر يطوف البلاد منشداً شعره على آلة موسيقية (صفة مصر 14: 181).
طَرّاقَة: مطرقة، شاكوس (معجم الأسبانية ص213).
طارِقَة: هذه الكلمة تدل على نوع من الأسلحة وقد وجد المستشرقون وهم العلماء باللغات والآداب الشرقية صعوبة في تفسيرها، وقد فسرها شولتز أولا بحربة ومزراق، ثم بدرع وزرد وقد رأى إنها تحريف تاركو اليونانية وقد اعتمد كل من رينو ودي ساسي على هذا الأصل غير الأكيد، وقد وجد دي ساسي عدة نصوص في المقريزي لم تترك له شكاً معنى هذه الكلمة. وقد أضاف السيد لين رأياً جديداً خاطئاً على ما سبق وقيل من الآراء فقال هذه الكلمة تعني ركاماً ضخماً من الأسلحة ولو اطلع على تعليقة كاترمير البارعة (مونج ص288 - 289) لأصدر حكماً آخر. على أن هذه التعليقة ليست بكافية لأنها لا تدل على اصل كلمة طارقة ولا على معناها الأصلي.
وارى إنها ليست عربية الأصل لان اللغات العربية لم تذكر أصلها وقد دخلت فيها في وقت متأخر. وأعتقد أن من العبث أن نفتش عنها عند الكتاب السابقين على عهد الحروب الصليبية وأن العرب قد أخذوها من الصليبيين وهي ليست غير الكلمة اللاتينية targa الموجودة في اللغة الإيطالية والأسبانية والبرتغالية والبروفنسالية بصورة Tarje وبالفرنسية بصورة Targe أن هذه الكلمة مأخوذة من الكلمة اللاتينية Tergum ( انظر دوكانج) أو من الكلمة الألمانية Zarga ( جريم، مونيمن، النحو الألماني 3: 445) ويرى دميليز في أصول الكلمات في اللغات الرومانية هذا الرأي. وهي على كل حال من أصل أوربي وتعني ترساً كبير يغطي كل الجانب الأسفل من الجسم.
والكلمة العربية طريقة (طَرْغَة) في معجم (فوك) تدل على نفس هذا المعنى، وهذا ما يمكن أن نراه في عبارات عماد الدين الأصفهاني في التي نقلها كاترمير ويستنتج منها أن الصليبين كانوا يستعملون هذه التروس، وقد أساء كلترمير ترجمة جملة: (لمعت بولرقُ بيارقه، وراعت طوارقُ طوارقه) فقد ترجمها بما معناه: لمعت بوارق بيارقه، وطوارقه التي تقدمت نشرت الذعر.
وفي حياة صلاح الدين (ص124): رأيت الصليبيين يسيرون في حالة يرثى لها، ما وجدت مع واحد منهم طارقة ولا رمحاً إلا النادر، ونجد فيها أيضاً أن الأمراء الصليبين اهدوا إلى الصلاح الدين طوارق وسيوفاً ألمانية وغير ذلك (دي ساسي طرائف 1: 275) وفي الغرب كان النصارى من الأسبان هم الذين يملكون هذا النوع من التروس، (انظر عباد 2: 201) وقد استعارها منهم المسلمون.
ونجد مثلاً في الحلل (ص58 ق) عبارة من ابن اليسع يذكر فيه أحد الموحدين ما يلي: فصنعنا دارةً مربَّعة في البسط جعلنا فيها من جهاتها الأربع صفاً من الرجال بأيديهم القنا الطوال والطوارق المانعة ووراءهم أصحاب الدرق والحراب صفاً ثانياً.
وكانت في القاهرة حارة تسمى الطوارق أو حارة الصبيان الطوارق لأن فيها منازل الفتيان المسلحين بالطوارق، وهم من جملة طوائف العسكر كانوا معدّين لحمل الطوارق (المقريزي في دي ساسي 1: 1) وأخيراً فان هذه الكلمة كانت تدل في أوربا على وقاء نقال يستخدمه المحاصرون عند الهجوم وهي نوع من آلات الحرب مؤلف من عدة الواح يحتمي وراءها المهاجمون من السهام والحجارة (انظر دوطانج).
وكانت الطريقة تدل في الشرق على هذا المعنى ويظهر إنها لا تزال معروفة في القاهرة لان كاترمير يقول (ص427) إنه مدين لمارسيل في تفسيره لها وإنها لوح يحتمي وراءه الجنود من السهام والحجارة.
وكلمة تُرْس قد تغير أيضا معناها كما يدل عليها النص في طرائف فريتاج (ص131).
طارقِيات (جمع): ألواح يحتمي وراءها الجنود من السهام والحجارة (حياة صلاح الدين ص250 ابن الاثير 12:4).
مِطْرَق: بالعامية مَطْرق: دبوس، هراوة (دوماس حياة العرب ص 199) وعصاً غليظة فعند كاريت قبيل (2: 241): (عصا قصيرة رقيقة يستعملها العرب أحياناً في سوق ابلهم).
(بركهارت بلاد العرب 1: 420) وفي ألف ليلة (4: 553): وإذا بالوالي اقبل عليّ ومعه جماعة بسيوف ومطارق. (وقد ترجمها لين بما معناه (درق من الجلد) وهو معنى ما تدل عليه هذه الكلمة).
مِطْرَق: انظر الفعل مَطْرَقَ في حرف الميم.
مُطَرَّق: يقول ابن العوام (2: 564) في كلامه عن تنعيل الفرس: ولا يُنْعل الا بنعل مطرق فانه الصق للحافر واسبق ليدي الدابَّة.
وقد ترجمها بانكري بما معناه: لا تستعمل إلا حديدة مغلفة بجلد غير أني أرى ما يراه كلمنت- موليه إنه حديد ممطول وقد فسرها بوسييه بأنها طرق على السندان.
مُطَرَّق: جرح المسمار في قدم المطية، ألم الفرس المنُعَّل (الكالا). مَطرَق: مبرقش، مرقَّش (لين، فوك) ونسيج مُخطط، ذو خطوط (بوسيبه) وفي كرتاس (ص178) كان يلبس تليسا مطرقا وبرنوسا مرقعاً وفي ابن البيطار (1: 471) يقولا الادريسي في كلامه عن الذراريح: النوع الأسود المطرق بالحمرة.
وفي مخطوطاتنا المطرق بالفاء وهو خطأ.
مطرقا: اسم نبات يشبه الثوم. (انظره في مادة سفرذيون).
مِطْرَقَة خَشَب: ناقوس خشب، وطاحونة صغيرة من الخشب (بوشر) وهي مثل matraca بالأسبانية وتعني ناقوس خشب يستعمل بدل الأجراس في أسبوع الآلام.
مَطُروُق: شائع، متداول. ويقال: كلمة مطروقة أي شائعة متداولة (بوشر).
مَطّرُوق: مبتذل، غثّ، ركيك (بوشر).
بيت مَطُروق: مُرْتاد، يكثر التردد عليه (بوشر).
مُتَطَرَّق إلى: طريق يوصل إلى (الكامل ص 113).
Expand
(ط ر ق)

الطّرق: الضَّرْب بالحصى، والخط فِي التُّرَاب للكهانة.

طرق يطْرق طرقاً. قَالَ لبيد:

لعمرك مَا تَدْرِي الطوارق بالحصى ... وَلَا زاجرات الطير مَا الله صانع

واستطرقه: طلب مِنْهُ الطّرق بالحصى وانشد ابْن الْأَعرَابِي:

خطّ يَد المستطرق الْمَسْئُول

وطرق النجاد الصُّوف بِالْعودِ يطرقه طرقاً: ضربه.

وَاسم ذَلِك الْعود: المطرقة.

والمطرقة: مضربة الْحداد والصائغ وَنَحْوهمَا.

والطرق: المَاء الْمُجْتَمع الَّذِي خيض فِيهِ وبيل، وبعر فكدر. وَالْجمع: اطراق.

وَقد طرقته الْإِبِل تطرقه طرقاً.

وطرق الْفَحْل النَّاقة يطرقها طرقاً: ضربهَا.

واطرقه فحلاً: أعطَاهُ إِيَّاه يضْرب فِي إبِله.

واستطرقه فحلاً: طلب مِنْهُ أَن يطرقه إِيَّاه ليضْرب فِي إبِله.

وناقة طروقة الْفَحْل: بلغت أَن يضْربهَا، وَكَذَلِكَ: الْمَرْأَة.

تَقول الْعَرَب: إِذا أردْت أَن يشبهك ولدك فأغضب طروقتك، ثمَّ ائتها.

وَأرى ذَلِك مستعارا للنِّسَاء، كَمَا اسْتعَار أَبُو السماك الطّرق فِي الْإِنْسَان حِين قَالَ لَهُ النَّجَاشِيّ: مَا تسقيني؟ قَالَ: شراب كالورس يطيب النَّفس، وَيكثر الطّرق، ويدر فِي الْعرق، يشد الْعِظَام، ويسهل للفدم الْكَلَام.

وَقد يجوز أَن يكون الطّرق وضعا مُسْتَعْملا فِي الْإِنْسَان فَلَا يكون مستعارا. وطرق الْقَوْم يطرقهم طرقاً، وطروقاً: جَاءَهُم لَيْلًا.

وَقَوله تَعَالَى: (والسَّمَاء والطارق) قيل: هُوَ كَوْكَب الصُّبْح.

وَقيل: كل نجم طَارق، لِأَن طلوعه بِاللَّيْلِ.

وكل مَا أَتَى لَيْلًا: فَهُوَ طَارق.

والطرق: ضعف فِي الرّكْبَة وَالْيَد.

طرق طرقا، وَهُوَ اطرق، يكون فِي النَّاس وَالْإِبِل.

وَقَول بشر:

ترى الطّرق المعبد فِي يَديهَا ... لكذان الإكام بِهِ انتضال

يَعْنِي بالطرق المعبد: الْمُذَلل، يُرِيد: لينًا فِي يَديهَا لَيْسَ فِيهِ جسو وَلَا يبس.

وَفِي الرجل طرْقَة، وطراق، وَطَرِيقَة: أَي استرخاء وتكسر وَضعف.

وَرجل مطروق: ضَعِيف لين قَالَ ابْن احمر:

وَلَا تحلى بمطروق إِذا مَا ... سرى فِي الْقَوْم أصبح مستكينا

وَامْرَأَة مطروقة: ضَعِيفَة لَيست بمذكرة.

وطائر فِيهِ طرق: أَي لين فِي ريشه.

والإطراق: استرخاء الْعين.

والإطراق: السُّكُوت عَامَّة، وَقيل: السُّكُوت من فرق.

وَرجل مطرق، ومطراق، وَطَرِيق: كثير السُّكُوت.

وَالطَّرِيق: ذكر الكروان، لِأَنَّهُ يُقَال لَهُ: أطرق كرا، فَيسْقط مطرقا، فَيُؤْخَذ.

وَاسْتعْمل بعض الْعَرَب الإطراق فِي الْكَلْب فَقَالَ:

ضورية أولعت باشتهارها ... يطْرق كلب الْحَيّ من حذارها وَقَالَ اللحياني: إِن تَحت طريقتك لعنداوة: يُقَال ذَلِك للمطرق المطاول لياتي بداهية، ويشد شدَّة لَيْث غير متق.

والعنداوة: ادهى الدَّوَاهِي، وَقيل: هِيَ الْمَكْر والخديعة، وَقد تقدم.

وطارق الرجل بَين نَعْلَيْنِ وثوبين: لبس أَحدهمَا على الآخر.

وطراق النَّعْل: مَا اطبقت عَلَيْهِ فخرزت بِهِ.

طرقها يطرقها طرقاً، وطارقها.

وكل مَا وضع بعضه على بعض: فقد طورق، واطرق.

واطراق الْبَطن: مَا ركب بعضه على بعض وتغضن.

وأطراق الْقرْبَة: أثناؤها، إِذا انخنثت وتثنت. وَاحِدهَا: طرق.

والطراق: حَدِيد يعرض فَيجْعَل بَيْضَة أَو ساعدا، فَكل طبقَة على حِدة: طراق.

وطائر طراق الريشك إِذا ركب بعضه بَعْضًا قَالَ ذُو الرمة يصف بازيا:

طراق الخوافي وَاقع فَوق ريعه ... ندى لَيْلَة فِي ريشه يترقرق

وأطرق جنَاح الطَّائِر: لبس الريش الْأَعْلَى الريش الْأَسْفَل.

واطرق عَلَيْهِ اللَّيْل: ركب بعضه بَعْضًا. وَقَوله:

وَلم تطرق عَلَيْك الحنى والولج

أَي: لم يوضع بعضه على بعض فيتراكب.

وَقَوله تَعَالَى: (وَلَقَد خلقنَا فَوْقكُم سبع طرائق) قَالَ الزّجاج: أَرَادَ السَّمَوَات السَّبع، أَرَاهَا سميت بذلك لتراكبها.

واختضبت الْمَرْأَة طرقاً أَو طرقين: يَعْنِي مرّة أَو مرَّتَيْنِ.

وَأَنا آتيه فِي النَّهَار طرقتين: أَي مرَّتَيْنِ.

واطرق إِلَى اللَّهْو: مَال، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَالطَّرِيق: السَّبِيل، تذكر وتؤنث.

وَقَوْلهمْ: بَنو فلَان يطؤهم الطَّرِيق. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنَّمَا هُوَ على سَعَة الْكَلَام: أَي أهل الطَّرِيق. وَقيل: الطَّرِيق هُنَا: السابلة، فعلى هَذَا لَيْسَ فِي الْكَلَام حذف كَمَا هُوَ فِي القَوْل الأول. وَالْجمع: أطرقة، وأطرقاء، وطرق.

وطرقات: جمع الْجمع.

وَأم الطَّرِيق: الضبع، قَالَ الْكُمَيْت:

يغادرن عصب الوالقي وناصح ... تخص بِهِ أم الطَّرِيق عيالها

وتطرق إِلَى الْأَمر: ابْتغى إِلَيْهِ طَرِيقا.

وَالطَّرِيق: مَا بَين السكتين من النّخل، قَالَ أَبُو حنيفَة: يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: الراشوان.

والطريقة: السِّيرَة. وَقَوله تَعَالَى: (وأَن لَو استقاموا على الطَّرِيقَة) أَرَادَ: طَريقَة الْهدى.

وَجَاءَت معرفَة بِالْألف وَاللَّام على التفخيم، كَمَا قَالُوا: الْعود للمندل، وَإِن كَانَ كل شجر عودا.

وطرائق الدَّهْر: مَا هُوَ عَلَيْهِ من تقلبه، قَالَ الرَّاعِي:

يَا عجبا للدهر شَتَّى طرائقه ... وللمرء يبلوه بِمَا شَاءَ خالقه

هَكَذَا انشده سِيبَوَيْهٍ منونا، وَفِي بعض كتب ابْن جني: " يَا عجبا " أَرَادَ: " يَا عجبي "، فَقلب الْيَاء الْفَا لمد الصَّوْت، كَقَوْلِه تَعَالَى: (يَا أسفا على يُوسُف) وَقَوله تَعَالَى: (ويذهبا بطريقتكم المثلى) جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَن مَعْنَاهُ: بجماعتكم الاشراف.

وَالْعرب تَقول للرجل الْفَاضِل: هَذَا طَريقَة قومه، وَإِنَّمَا تَأْوِيله: هَذَا الَّذِي يَنْبَغِي أَن يَجعله قومه قدوة، ويسلكوا طَرِيقه. وَقَالَ الزّجاج: عِنْدِي، وَالله اعْلَم، أَن هَذَا على الْحَذف: أَي ويذهبا بِأَهْل طريقتكم المثلى. كَمَا قَالَ تَعَالَى: (واسْأَل الْقرْيَة) أَي: أهل الْقرْيَة.

والطريقة: الْخط فِي الشَّيْء. وطرائق الْبيض: خطوطه الَّتِي تسمى الحبك.

وَطَرِيقَة الرمل والشحم: مَا امْتَدَّ مِنْهُ.

والطريقة: الَّتِي على أَعلَى الظّهْر.

وَطَرِيقَة الْمَتْن: مَا امْتَدَّ مِنْهُ، قَالَ لبيد يصف حمَار وَحش:

فَأصْبح ممتد الطَّرِيقَة نافلاً

والطريقة: نسيجة تنسج من صوف أَو شعر عرضهَا عظم الذِّرَاع أَو اقل، وطولها أَربع أَذْرع أَو ثَمَان على قدر عظم الْبَيْت، فتخيط فِي عرض الشقاق من الْكسر إِلَى الْكسر، وفيهَا تكون رُؤُوس الْعمد، وَبَينهَا وَبَين الطرائق ألباد تكون فِيهَا أنوف الْعمد لِئَلَّا تخرق الطرائق.

وطرقوا بَينهم: جعلُوا لَهُ طرائق.

والطرائق: آخر مَا يبْقى من عفوة الْكلأ.

والطرائق: الْفرق.

وثوب طرائق: خلق، عَن اللحياني.

وَطَرِيقَة الْقَوْم: اماثلهم.

وَقوم مطاريق: رجالة، واحدهم: مطرق، هَذَا قَول أبي عبيد، وَهُوَ نَادِر، إِلَّا أَن يكون " مطاريق " جمع: مطراق.

والمطرق: الوضيع.

وتطارق الشَّيْء: تتَابع.

واطرقت الْإِبِل: تبع بَعْضهَا بَعْضًا، وَجَاءَت على خف وَاحِد، قَالَ رؤبة:

جَاءَت مَعًا واطرقت شتيتا ... وَهِي تثير الساطع السختيتا

والطرق: آثَار الْإِبِل إِذا تبع بَعْضهَا بَعْضًا. واحدتها: طرْقَة.

وَجَاءَت على طرْقَة وَاحِدَة: كَذَلِك. والطرق، والطرق: الْجواد: وآثار المارةتظهر فِيهَا الْآثَار، واحدتها: طرْقَة.

وطرق الْقوس: الطرائق الَّتِي فِيهَا، واحدتها: طرْقَة.

والطرق أَيْضا: حِجَارَة مطارقة بَعْضهَا على بعض.

والطرقة: الْعَادة.

والطرق: الشَّحْم، وَجمعه: اطراق، قَالَ المرار الفقعسي:

وَقد بلغن بالاطراق حَتَّى ... أذيع الطّرق وانكفت الثميل

وَمَا بِهِ طرق: أَي قُوَّة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الطّرق: السّمن، فَهُوَ على هَذَا عرض.

وطرقت الْمَرْأَة: نشب وَلَدهَا فِي بَطنهَا. قَالَ أَوْس بن حجر:

لَهَا صرخة ثمَّ إسكاتة ... كَمَا طرقت بنفاس بكر

وطرقت القطاة، وَهِي مطرق: حَان خُرُوج بيضها، قَالَ الممزق:

وَقد تخذت رجْلي إِلَى جنب غرزها ... نسيفا كأفحوص القطاة المطرق

وطرق بحقي: جَحده، ثمَّ اقربه بعد ذَلِك.

وضربه حَتَّى طرق بجعره: أَي اختضب.

وطرق الْإِبِل: حَبسهَا عَن كلأ، وَلَا يُقَال فيغير الْإِبِل إِلَّا أَن يستعار.

وَالطَّرِيق: ضرب من النّخل. قَالَ الْأَعْشَى:

وكل كميت كجذع الطري ... ق يجْرِي على سلطات لثم

وَقيل: الطَّرِيق أطول مَا يكون من النّخل، واحدته: طَريقَة، وَقيل: هُوَ الَّذِي ينَال بِالْيَدِ.

ونخلة طَريقَة: ملساء طَوِيلَة. والطرق: ضرب من أصوات الْعود.

وَعِنْده طروق من الْكَلَام، واحده: طرق، عَن كرَاع، وَلم يفسره، وَأرَاهُ يَعْنِي: ضروبا من الْكَلَام.

والطرق: النَّخْلَة فِي لُغَة طَيء، عَن أبي حنيفَة، وانشد:

كَأَنَّهُ لما بدا مخايلا ... طرق تفوت السحق الأطاولا

والطرق: حبالة يصاد بهَا الْوَحْش.

وَالطَّرِيق، والأطيرق: نَخْلَة حجازية تبكر بِالْحملِ، صفراء التمرة والبسرة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة وَقَالَ مرّة: الأطيرق: ضرب من النّخل، وَهُوَ أبكر نخل الْحجاز كُله، وسماها بعض الشُّعَرَاء الطَّرِيقَيْنِ والأطيرقين، قَالَ:

أَلا ترى إِلَى عطايا الرَّحْمَن ... من الطَّرِيقَيْنِ وَأم جرذان

قَالَ أَبُو حنيفَة: يُرِيد بالطريقين: جمع الطَّرِيق.

والطارقية: ضرب من القلائد.

وطارق: اسْم.

والمطرق: اسْم نَاقَة أَو بعير. والأسبق: أَنه اسْم بعير، قَالَ:

يتبعن جرفاً من بَنَات المطرق

ومطرق: مَوضِع، انشد أَبُو زيد:

حَيْثُ تحجي مطرق بالفالق

وأطرقا: مَوضِع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

على أطرقا باليات الخيا ... م إِلَّا الثمام وَإِلَّا العصى

و" افعلا " مَقْصُور: بِنَاء قد نَفَاهُ سِيبَوَيْهٍ، حَتَّى قَالَ بَعضهم: إِن " اطرقا " هَاهُنَا أَصله: " أطرقاء " جمع: طَرِيق. بلغَة هُذَيْل، ثمَّ قصر الْمَمْدُود، وَاسْتدلَّ بقول الآخر:

تيممت أطرقة أَو خليفا

ذهب هَذَا الْمُعَلل إِلَى أَن العلامتين يعتقبان، قَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: أطرقا: بلد، نرى أَنه سمي بقوله: أطرق: أَي اسْكُتْ، وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا ثَلَاثَة نفر فِي مفازة، فَقَالَ وَاحِد لصاحبيه: أطرقا: أَي اسكتا، فَسُمي بِهِ الْبَلَد، وَأما من رَوَاهُ: " علا اطرقاً " ف " علا " على هَذَا: فعل مَاض، وأطرق: جمع طَرِيق، فِيمَن أنث، لِأَن افعلا إِنَّمَا يكسر عَلَيْهِ فعيل، إِذا كَانَ مؤنثا نَحْو يَمِين وأيمن.

والطرباق: لُغَة فِي الترياق، رَوَاهُ أَبُو حنيفَة.
Expand

طرق

1 طَرْقٌ signifies The beating [a thing], or striking [it, in any manner, and with anything]; (K, TA;) this being the primary meaning: (TA:) or with the مِطْرَقَة, (K, TA,) which is the implement of the blacksmith and of the artificer [with which he beats the iron], and the rod, or stick, with which one beats wool [or hair] to loosen or separate it: (TA:) and the slapping (K, TA) with the hand. (TA.) You say, طَرَقَ البَابَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ, He knocked [or (as we say) knocked at] the door. (Msb.) طَرَقَ الصُّوفَ, (S, O, TA, *) or الشَّعَرَ, (TA,) aor. as above, (S, O,) and so the inf. n., (S, O, K,) He beat the wool, (S, O, K, TA,) or the hair, (TA,) with the rod, or stick, called مِطْرَقَة, (S, O,) to loosen it, or separate it: (S, * O, * TA:) or he plucked it [so as to loosen it, or separate it]. (K, TA.) اُطْرُقِى

وَمِيشِى, a prov., and occurring in a verse of Ru-beh, [originally addressed to a woman,] and [lit.] meaning Beat thou the wool with the stick, and mix the hair with the wool, is said to him who confuses or confounds, in his speech, and practises various modes, or manners, therein. (Az, TA. [See Freytag's Arab. Prov. ii. 28.]) And you say also, طَرَقَ الحَدِيدَةَ He beat the piece of iron [with the مِطْرَقَة]: (Mgh, * Msb:) and ↓ طرّقها he beat it much, or vehemently. (Msb.) And طَرَقَهُ بِكَفِّهِ, inf. n. as above, He slapped him with his hand. (TA.) And طَرَقْتُ الطَّرِيقَ I travelled [or beat] the road. (Msb.) [And hence, app.,] طَرْقٌ signifies also The being quick of pace; [probably as an inf. n.;] or quickness of going along. (Sh, TA.) And طُرِقَتِ الأَرْضُ The ground was beaten so as to be rendered even, or easy to be travelled; and trodden with the feet. (TA.) And طَرَقَ الدَّوَابُّ المَآءَ بِالرِّجْلِ حَتَّى تُكَدِّرَهُ [The beasts beat the water with the foot so as to render it turbid, or muddy]: (Er-Rághib, TA:) or طَرَقَتِ الإِبِلُ المَآءَ, (S, O, TA,) aor. as above, (O,) (tropical:) the camels staled and dunged in the water. (S, O, TA.) b2: Also (assumed tropical:) The coming by night; (K, TA;) because he who comes by night [generally] needs to knock at the door; as some say; (TA;) and so طُرُوقٌ [which is the more common in this sense]. (K, TA.) You say, طَرَقَ, aor. ـُ inf. n. طُرُوقٌ, He came by night. (S.) أَتَانَا فُلَانٌ طُرُوقًا (assumed tropical:) Such a one came to us by night. (S.) and طَرَقَ القَوْمَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ and طُرُوقٌ, (assumed tropical:) He came to the people, or party, by night. (TA.) And طَرَقَ أَهْلَهُ, (TA,) or طَرَقَ أَهْلَهُ لَيْلًا, (S, O,) inf. n. طُرُوقٌ, (TA,) (assumed tropical:) He came to his اهل [meaning wife] by night: (S, * O, TA:) the doing of which by him who has been long absent is forbidden by the Prophet. (O, TA. *) and طَرَقَ النَّجْمُ, aor. ـُ inf. n. طُرُوقٌ, (assumed tropical:) The star, or asterism, rose: and of anything that has come by night, one says طَرَقَ. (Msb.) One says also, طُرِقَ فُلَانٌ (assumed tropical:) Such a one was made an object of [or was visited by or was smitten by] nocturnal accidents or calamities. (TA.) And طَرَقَهُ الزَّمَانُ بِنَوَائِبِهِ (assumed tropical:) [Time, or fortune, visited him, or smote him, with its accidents, or calamities; or did so suddenly, like one knocking at the door in the night]. (TA.) And طَرَقَنِى خَيَالٌ (assumed tropical:) [An apparition, or a phantom, visited me in the night]. (TA.) And طَرَقَنِى هَمٌّ (assumed tropical:) [Anxiety came upon me; or did so suddenly, like one coming in the night]. (TA.) And [hence, app.,] طَرَقَ سَمْعِى

كَذَا (assumed tropical:) [Such a thing struck my ear]: and طُرِقَتْ مَسَامِعِى بِخَيْرٍ (assumed tropical:) [My ears were struck by good tidings]. (TA.) b3: Also The stallion's covering the she-camel; (Msb, K; *) and so طُرُوقٌ; (K, TA;) and طِرَاقٌ likewise [app. another inf. n. of طَرَقَ, as its syn. ضِرَابٌ is of ضَرَبَ]: (TA:) or his leaping her, (S, O, TA,) and covering her. (TA.) You say, طَرَقَ القَحْلُ النَّاقَةَ, (S, O, Msb, TA,) aor. ـُ (S, O, TA,) inf. n. طَرْقٌ, (Msb,) or طُرُوقٌ, (S) or both, (O, TA,) The stallion covered the she-camel: (Msb:) or leaped the she-camel, (S, O, TA,) and covered her. (TA.) b4: And [The practising of pessomancy;] i. q. ضَرْبٌ بِالحَصَى, (S, IAth, O, K,) which is performed by women, (IAth, TA,) or by a diviner; (K;) a certain mode of divination: (S:) or [the practising of geomancy; i. e.] a man's making lines, or marks, upon the ground, with two fingers, and then with one finger, and saying, اِبْنَىْ عِيَانْ أَسْرِعَا البَيَانْ: (Az, O, TA: [see this saying explained, with another description of the process, in the first paragraph of art. خط:]) or it is the making lines, or marks, upon the sand: (TA:) you say, طَرَقَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ, He made lines, or marks, with a finger, (&c.,) in divining. (JK.) [See the last sentence in art. جبت.] Also The diviner's mixing cotton with wool when divining. (Lth, K.) b5: And طَرَقْنَا النَّعْجَةَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ, We branded the ewe with the mark called طِرَاق. (ISh, O.) A2: طُرِقَ, (K, TA,) like عُنِىَ, (TA,) [inf. n., app., طَرْقٌ, q. v.,] (tropical:) He was, or became, weak in intellect, (K, TA,) and soft. (TA.) A3: طَرِقَ, aor. ـَ (K,) inf. n. طَرَقٌ, (Fr, S, O, K,) He (a camel) had a weakness in his knees: (Fr, S, O, K: [see حَلَلٌ:]) or, said of a human being and of a camel, he had a weakness in the knee and in the arm or the fore leg: (TA:) or, said of a camel, he had a crookedness in the سَاق (Lth, * O, * K) of the kind leg, [app. meaning in the thigh,] without the [kind of straddling termed] فَحَج, and with an inclining in the heel. (Lth, O.) b2: [See also طَرَقٌ below.]

A4: طَرِقَ signifies also He drank turbid, or muddy, water, (O, K, TA,) such as is termed [طَرْقٌ and] مَطْرُوقٌ. (TA. [In the K it is said to be, in this sense, like سَمِعَ; which seems to indicate that the inf. n. is طَرْقٌ, not طَرَقٌ.]) 2 طرّق الحَدِيدَةَ: see 1, former half. b2: طرّق طَرِيقًا He made a road plane, or even, so that people travelled it [or beat it with their feet] in their passing along. (TA.) The saying لَا تُطَرِّقُوا المَسَاجِدَ means Make not ye the mosques to be roads [or places of passage]. (TA.) طَرَّقْتُ لَهُ is from الطَّرِيقُ: (S, O:) you say, طرّق لَهَا [app. referring to camels] He made for them a road, or way: (K:) or طرّق لَهُ he gave a way to, or admitted, him, or it. (MA.) b3: طَرَّقَتْ said of the [bird called] قَطَاة, peculiarly, (inf. n. تَطْرِيقٌ, O, K,) She arrived at the time of her egg's coming forth: (As, A'Obeyd, S, O, K:) or she (a قطاة) hollowed out in the ground a place wherein to lay her eggs: as though she made a way for them: so says A Heyth: but the verb may be similarly used of other than the قطاة, metaphorically; whence the saying, قَدْ طَرَّقَتْ بِبِكْرِهَا أُمُّ طَبَقْ i. e. (tropical:) Calamity [has prepared to bring forth her first-born]. (Az, TA.) [Hence, app.,] one says also, ضَرَبَهُ حَتَّى طَرَّقَ بِجَعْرِهِ [He beat him until he gave passage, or was about to give passage, to his ordure]. (As, S, O.) And طرّق لِى, inf. n. تَطْرِيقٌ, signifies أَخْرَجَ [app. meaning He gave forth, or produced, to me something]. (TA.) b4: طَرَّقَتْ بِوَلَدِهَا, said of a camel, means She brought forth with difficulty, her young one sticking fast, and not coming forth easily; and in like manner it is said of a woman: (As, S, O, K:) so in a verse of Ows Ibn-Hajar, cited voce نِفَاسٌ: (O:) or طرّقت said of a woman and of any pregnant female, means the half of her young one came forth, and then it stuck fast. (Lth, TA.) [Hence,] طرّق فُلَانٌ بِحَقِّى (tropical:) Such a one acknowledged my right, or due, after disacknowledging it. (As, S, O, K, TA.) b5: Accord. to Az, (TA,) طرّق الإِبِلَ means He withheld the camels from pasture, (S, O, K, TA,) or from some other thing: (S, O, TA:) Sh, however, says that he knew not this; but that IAar explained طَرَّفْتُ, with ف, as meaning “ I repelled. ” (TA.) b6: أَخَذَ فُلَانٌ فِى التَّطْرِيقِ means (assumed tropical:) Such a one practised artifice and divination. (TA.) A2: طَرَّقْتُ التُّرْسَ I sewed the shield upon another skin: and طَرَّقْتُ النَّعْلَ, inf. n. تَطْرِيقٌ, I made the sole of two pieces of skin, sewing one of them upon the other. (Msb. [See also the next paragraph.]) 3 طَارَقْتُ النَّعْلَ [meaning I sewed another sole upon the sole] is an instance of a verb of the measure فَاعَلَ relating to the act of a single agent. (AAF, TA in art. خدع.) [See also 2, last sentence.] You say also, طارق الرَّجُلُ نَعْلَيْهِ, [inf. n. مُطَارَقَةٌ,] The man put one of his two soles upon the other and sewed them together. (As, TA.) And طارق بَيْنَ نَعْلَيْنِ He sewed one sole upon another. (S, O, K.) And طارق بين الثَّوْبَيْنِ, (S,) or بَيْنَ ثَوْبَيْنِ, (O, K,) and بين الدِّرْعَيْنِ, (TA,) i. q. طَابَقَ, (K,) or ظَاهَرَ, i. e. He put on himself one of the two garments, or one of two garments, [and one of the two coats of mail,] over the other. (S, O.) طُورِقَ is said of anything as meaning It was put one part thereof upon, or above, another; and so ↓ اِطَّرَقَ; (TA;) [and in like manner ↓ أُطْرِقَ; for] one says of shields, يُطْرَقُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ One of them is sewed upon another: (S, O, K:) and أُطْرِقَتْ بِالجِلْدِ وَالعَصَبِ They were clad [or covered] with skin and sinews. (S, O.) b2: طارق الغَمَامُ الظَّلَامَ The clouds followed upon the darkness. (TA.) b3: And طارق الكَلَامَ (tropical:) He practised, or took to, various modes, or manners, in speech; syn. تَفَنَّنَ فِيهِ. (TA.) 4 اطرقهُ فَحْلَهُ He lent him his stallion [camel] to cover his she-camels. (S, O, K.) b2: لَا أَطْرَقَ اللّٰهُ عَلَيْكَ, (O,) or عَلَيْهِ, (K, TA,) means (tropical:) May God not cause thee, or him, to have one whom thou mayest, or whom he may, take to wife, or compress. (O, K, TA.) b3: See also 3, latter part. b4: اطرق رَأْسَهُ He inclined his head [downwards]. (TA.) And أَطْرِقْ بَصَرَكَ Lower thine eyes towards thy breast, and be silent: occurring in a trad. respecting the looking unexpectedly [at one at whom one should not look]. (TA.) And أَطْرَقَ, alone, He bent down his head: (MA:) or he lowered his eyes, looking towards the ground; (S, O, K;) and sometimes the doing so is natural: (TA: [and the same is indicated in the S:]) and it may mean he had a laxness in the eyelids: (A'Obeyd, TA:) or he contracted his eyelids, as though his eye struck the ground: (Er-Rághib, TA:) and he was, or became, silent, (ISk, S, O, K,) accord. to some, by reason of fright, (TA,) not speaking. (ISk, S, O, K.) It is said in a prov., أَطْرِقٌ كَرَا أَطْرِقٌ كَرَا

إِنَّ النَّعَامَ فِى القُرَى

[Lower thine eyes karà: lower thine eyes karà: (كرا meaning the male of the كَرَوَان, a name now given to the stone-curlew, or charadrius ædicnemus:) verily the ostriches are in the towns, or villages]: applied to the self-conceited; (S, O;) and to him who is insufficient, or unprofitable; who speaks and it is said to him, “Be silent, and beware of the spreading abroad of that which thou utterest, for dislike of what may be its result: ” and by the saying انّ النعام فى القرى is meant, they will come to thee and trample thee with their feet: (O:) it is like the saying فَغُضِّ الطَّرْفَ. (S. [See also كَرَوَانٌ: and see also Freytag's Arab. Prov. ii. 30-31.]) It is asserted that when they desire to capture the كرا, and see it from afar, they encompass it, and one of them says, أَطْرِقْ كَرَا إِنَّكَ لَا تُرَى [or لَنْ تُرَى (Meyd in explanation of the preceding prov.) i. e. Lower thine eyes, or be silent, karà: thou wilt not be seen:] until he becomes within reach of it; when he throws a garment over it, and takes it. ('Eyn, TA.) And أَطْرِقْ كَرَا يُحْلَبْ لَكَ [Lower thine eyes, or be silent, karà: milk shall be drawn for thee:] is [a prov., mentioned by Meyd,] said to a stupid person whom one incites to hope for that which is vain, or false, and who believes [what is said to him]. (O.) b5: One says also, اطرق إِلَى اللَّهْوِ (tropical:) He inclined to diversion, sport, or play. (IAar, K, TA.) b6: اطرق اللَّيْلُ عَلَيْهِ: see 8: b7: and اطرقت الإِبِلُ: see 6.

A2: اطرق الصَّيْدَ He set a snare for the beasts, or birds, of the chase. (TA.) b2: And hence, اطرق فُلَانٌ لِفُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one plotted against such a one by calumny, or slander, in order to throw him into destruction, or into that from which escape would be difficult. (TA.) 5 تطرّق إِلَى كَذَا He found a way to such a thing: (MA:) or he sought to gain access to such a thing. (Er-Rághib, TA.) 6 تَطَارُقٌ signifies The coming consecutively, or being consecutive. (TA.) You say, تطارقت الإِبِلُ The camels came following one another, the head of each. [except the first] being at the tail of the next [before it], whether tied together in a file or not: (TA:) or went away, one after another; (S, O, K;) as also ↓ اِطَّرَقَت; (O, K, TA;) in the S, incorrectly, ↓ أَطْرَقَت; (O, K, TA;) in mentioned in the K, in another part of the art., and there expl. as meaning the followed one another; but the verb in this sense is ↓ اِطَّرَقَت: (TA:) and, (O, K, TA,) as some say, (O, TA,) this last signifies they scattered, or dispersed, themselves upon the roads, and quitted the main beaten tracks: (O, K, TA:) As cited as an ex., (from Ru-beh, TA,) describing camels, (O,) شَتِيتَا ↓ جَآءَتْ مَعًا واطَّرَقَتْ meaning They came together, and went away in a state of dispersion. (S, O, TA.) And you say, تطارق الظَّلَامُ وَالغَمَامُ The darkness and the clouds were, or became, consecutive. (TA.) And تطارقت عَلَيْنَا الأَخْبَارُ [The tidings came to us consecutively]. (TA.) 8 اِطَّرَقَ: see 3. Said of the wing of a bird, (S, TA,) Its feathers overlay one another: (TA:) or it was, or became, abundant and dense [in its feathers]. (S, TA.) And اطّرقت الأَرْضُ The earth became disposed in layers, one above another, being compacted by the rain. (TA.) And اطّرق الحَوْضُ The watering-trough, or tank, had in it [a deposit of] compacted dung, or dung and mud or clay, that had fallen into it. (TA.) and اطّرق عَلَيْهِ اللَّيْلُ, as in the O and L; in the K, erroneously, ↓ أَطْرَقَ; The night came upon him portion upon portion. (TA.) See also 6, in three places.10 استطرقهُ فَحْلًا He desired, or demanded, of him a stallion to cover his she-camels; (S, O, K;) like استضربهُ. (TA.) b2: And استطرقهُ He desired, or demanded, of him the practising of pessomancy (الضَّرْبَ بِالحَصَى), and the looking [or divining] for him therein. (K, * TA.) b3: And He desired, or demanded, of him the [having, or taking, a] road, or way, within some one of his boundaries. (TA.) b4: مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَطْرِقَ نَصِيبَ الآخَرِ, a phrase used by El-Kudooree, means Without his taking for himself the portion of the other as a road or way [or place of passage]. (Mgh.) And الاِسْتِطْرَاقُ بَيْنَ الصُّفُوفِ, a phrase used by Khwáhar-Zádeh [commonly pronounced KháharZádeh], means The going [or the taking for oneself a way] between the ranks [of the people engaged in prayer]: from الطَّرِيقُ. (Mgh.) And اِسْتَطْرَقْتُ

إِلَى البَابِ I went along a road, or way, to the door. (Msb.) [Hence a phrase in the Fákihet el-Khulafà, p. 105, line 15.] b5: [اسْتَطْرَقَتْ in a verse cited in the K in art. دد is a mistake for استطرفت, with فا: see 10 in art. طرب.]

طَرْقٌ [originally an inf. n., and as such app. signifying An act of striking the lute &c.: and hence,] a species (ضَرْبٌ) of the أَصْوَات [meaning sounds, or airs, or tunes,] of the lute: (TA:) or any صَوْت [i. e. air, or tune], (Lth, O, K, TA,) or any نَغْمَة [i. e. melody], (K, TA,) of the lute and the like, by itself: (Lth, O, K, TA:) you say, تَضْرِبُ هٰذِهِ الجَارِيَةُ كَذَا وَكَذَا طَرْقًا [This girl, or young woman, or female slave, plays such and such airs or tunes, or such and such melodies, of the lute or the like]. (Lth, O, K. *) b2: [Hence, probably,] عِنْدَهُ طُرُوقٌ مِنَ الكَلَامِ, sing. طَرْقٌ, a phrase mentioned by Kr; thought by ISd to mean He has [various] sorts, or species, of speech. (TA.) b3: See also طَرْقَةٌ, in four places.

A2: Also (tropical:) A stallion [camel] covering: (O, K, TA:) pl. طُرُوقٌ and طُرَّاقٌ: (TA:) an inf. n. used as a subst. [or an epithet]: (O, K, TA:) for ذُو طَرْقٍ. (TA.) b2: And (assumed tropical:) The sperma of the stallion [camel]: (S, K:) a man says to another, أَعِرْنِى

طَرْقَ فَحْلِكَ العَامَ i. e. [Lend thou to me] the sperma, and the covering, (As, TA.) which latter is said to be the original meaning, (TA,) of thy stallion [camel this year]. (As, TA.) And it is said to be sometimes applied metaphorically to (assumed tropical:) The sperma of man: or in relation to man, it may be an epithet, [like as it is sometimes in relation to a stallion-camel, as mentioned above,] and not metaphorical. (TA.) And طَرْقُ الجَمَلِ means also The hire that is given for the camel's covering of the female. (TA in art. شبر.) A3: Also, and ↓ مَطْرُوقٌ, (tropical:) Water (S, O, K, TA) of the rain (S, O, TA) in which camels (S, O, K) and others [i. e. other beasts] have staled, (S,) or waded and staled, (S, * O, K, TA,) and dunged: (S, O, TA:) or stagnant water in which beasts have waded and staled: (Mgh:) and ↓ طَرَقٌ [expressly stated to be مُحَرَّكَة] signifies [the same, or] water that has collected, in which there has been a wading and staling, so that it has become turbid; (TA;) or places where water collects and stagnates (S, O, K, TA) in stony tracts of land; (TA;) and the pl. of this is أَطْرَاقٌ. (TA.) A4: طَرْقٌ also signifies A [snare, trap, gin, or net, such as is commonly called] فَخّ, (IAar, O, K,) or the like thereof; and so ↓ طِرْقٌ: (K: [by Golius and Freytag, this meaning has been assigned to طَرْقَةٌ; and by Freytag, to طِرْقَةٌ also; in consequence of a want of clearness in the K:]) or a snare, or thing by means of which wild animals are taken, like the فَخّ; (Lth, O;) and ↓ طَرَقَةٌ, (S, O, K,) of which the pl. [or coll. gen. n.] is ↓ طَرَقٌ, (S, K,) signifies [the same, or] the snare (حِبَالَة) of the sportsman, (S, O, K,) having [what are termed] كِفَف [pl. of كِفَّةٌ, q. v.]. (S, O) A5: And A palm-tree: of the dial. of Teiyi. (AHn, K.) A6: And (tropical:) Weakness of intellect, (K, TA,) and softness. (TA [See طُرِقَ.]) طُرْقٌ: see طَرْقَةٌ.

A2: [Also a contraction of طُرُقٌ, pl. of طَرِيقٌ, q. v.]

A3: And pl. of طِرَاقٌ [q. v.]. (K.) طِرْقٌ Fat, as a subst.: (S, O, K:) this is the primary signification. (S, O.) [See an ex. voce بِنٌّ.] b2: And Fatness. (AHn, K.) One says, هٰذَا البَعِيرُ مَا بِه طِرْقٌ i. e. This camel has not in him fatness, and fat. (AHn, TA.) It is said to be mostly used in negative phrases. (TA.) b3: And Strength: (S, O, K:) because it mostly arises from fat. (S, O.) One says, مَا بِهِ طِرْقٌ, meaning There is not in him strength. (TA.) The pl. is أَطْرَاقٌ. (TA.) A2: See also طَرْقٌ, last quarter.

طَرَقٌ: see طَرْقٌ, third quarter. b2: Also i. q. مُذَلَّلٌ [applied to a beast, app. to a camel,] meaning Rendered submissive, or tractable; or broken. (TA.) A2: It is also pl. of ↓ طَرَقَةٌ, [or rather is a coll. gen. n. of which the n. un. is طَرَقَةٌ,] (S, O, K,) which latter signifies A row of bricks in a wall, or of other things, (S, O,) or [particularly] of palm-trees. (As, TA.) b2: Also, ↓ the latter, [as is expressly stated in the TA, and indicated in the S and O, (آثارُ and بَعْضُهَا in the CK being mistakes for آثارِ and بَعْضِهَا,)] The foot-marks [or track] of camels following near after one another. (S, O, K.) You say, وَاحِدَةٍ ↓ جَآءَتِ الإِبِلُ عَلَى طَرَقَةٍ The camels came upon one track [or in one line]; like as you say, عَلَى خُفٍّ وَاحِدٍ. (S, O. [See also a similar phrase voce مِطْرَاقٌ.]) And Aboo-Turáb mentions, as a phrase of certain of BenooKiláb, الإِبِلِ ↓ مَرَرْتُ عَلَى طَرَقَةِ and عَرَقَتِهَا, meaning I went upon the track of the camels. (TA.) b3: See also طَرْقٌ, last quarter.

A3: Also, i. e. طَرَقٌ, A duplicature, or fold, (ثِنْى, in the CK [erroneously] ثَنْى,) of a water-skin: (S, O, K:) and أَطْرَاقٌ is its pl., (S, O,) signifying its duplicatures, or folds, (S, O, K,) when it is bent, (O,) or when it is doubled, or folded, (S, K,) and bent. (S.) b2: And أَطْرَاقُ البَطْنِ The parts of the belly that lie one above another (K, TA) when it is wrinkled: pl. of طَرَقٌ. (TA.) b3: طَرَقٌ in the feathers of a bird is their Overlying one another: (S, O, K, TA:) or, accord. to the A, it is softness and flaccidity therein. (TA.) b4: [Also inf. n. of طَرِقَ, q. v.]

طَرْقَةٌ A time; one time; syn. مَرَّةٌ; (S, O, K;) as also ↓ طَرْقٌ, (O, K,) and ↓ طُرْقَةٌ and ↓ طُرْقٌ. (K.) You say, اِخْتَضَبَتِ المَرْأَةُ طَرْقَةً, (S, O,) or طَرْقَتَيْنِ, (S,) or ↓ طَرْقًا, (K,) or ↓ طَرْقَيْنِ, (O, K,) [&c.,] i. e. [The woman dyed her hands with hinnà] once, or twice. (S, O, K.) And أَنَا آتِى, فُلَانًا فِى اليَوْمِ طَرْقَتَيْنِ, (S, K,) and ↓ طَرْقَيْنِ, (O, K,) &c., (K,) i. e. (tropical:) [I come to such a one in the day] twice. (S, O, TA.) And هُوَ أَحْسَنُ مِنْ فُلَانٍ

بِعِشْرِينَ طَرْقَةً (assumed tropical:) [He is better than such a one by twenty times]. (A, TA.) A2: طَرْقَةُ الطَّرِيقِ meansThe main and middle part, or the distinct [beaten] track, of the road. (TA.) b2: And هٰذِهِ النَّبْلُ طَرْقَةُ رِجُلٍ وَاحِدٍ [These arrows are] the work, or manufacture, of one man. (S, O, K. *) A3: See also طِرِّيقَةٌ.

طُرْقَةٌ i. q. طَرِيقٌ, q. v. (K.) b2: And sing. of طُرَقٌ signifying The beaten tracks in roads; and of طُرُقَات in the phrase طُرُقَاتُ الإِبِلِ meaning the tracks of the camels following one another consecutively. (TA.) b3: Also A way, or course, that one pursues (طَرِيقَةٌ) to a thing. (K.) b4: and (assumed tropical:) A custom, manner, habit, or wont. (S, O, K.) One says, مَا زَالَ ذٰلِكَ طُرْقَتَكَ (assumed tropical:) That ceased not to be thy custom, &c. (S, O.) b5: And A line, or streak, (طَرِيقَةٌ,) in things that are sewed, or put, one upon another. (K, * TA: [المُطارَقَةُ in the CK is a mistake for المطارقةِ:]) as also ↓ طِرْقَةٌ. (K.) b6: And A line, or streak, in a bow: or lines, or streaks, therein: pl. طُرَقٌ: (K:) or its pl., i. e. طُرَقٌ, has the latter meaning. (S, O.) b7: And Stones one upon another. (O, K.) A2: Also Darkness. (Ibn-'Abbád, O, K.) One says, جِئْتُهُ فِى طُرْقَةِ اللَّيْلِ [I came to him in the darkness of night]. (TA.) A3: And i. q. مَطْمَعٌ [app. as meaning Inordinate desire, though it also means a thing that is coveted], (Ibn-'Abbád, O,) or طَمَعٌ [which has both of these meanings]. (K.) [That the former is the meaning here intended I infer from the fact that Sgh immediately adds what here follows.] b2: IAar says, (O,) فِى فُلَانٍ

طُرْقَةٌ means In such a one is تَخْنِيث [i. e., app., a certain unnatural vice; see 2 (last sentence) in art. خنث]: (O, TA:) and so فِيهِ تَوْضِيعٌ. (TA.) A4: See also طَرْقَةٌ.

A5: Also Foolish; stupid; or unsound, or deficient, in intellect or understanding. (O, K.) A6: [Freytag adds, from the Deewán of the Hudhalees, that it signifies also A prey (præda).]

طِرْقَةٌ: see the next preceding paragraph.

طَرَقَةٌ: see طَرَقٌ, in four places: b2: and see also طَرْقٌ, last quarter. b3: One says also, وَضَعَ الأَشْيَآءَ طَرَقَةً طَرَقَةً i. e. He put the things one upon another; and so ↓ طَرِيقَةً طَرِيقَةً. (TA.) طُرَقَةٌ (tropical:) A man who journeys by night in order that he may come to his أَهْل [meaning wife] in the night: (S, O, TA:) or one who journeys much by night. (L in art. خشف.) طِرَاقٌ (of which طُرْقٌ is the pl. [app. in all its senses]) Any sole that is sewed upon another sole so as to make it double, (S, * O, K,) matching the latter exactly: (O, K:) [this is called طِرَاقُ نَعْلٍ; for it is said that] طِرَاقُ النَّعْلِ signifies that with which the sole is covered, and which is sewed upon it. (S.) b2: And The skin [meaning sole] of a sandal, (Lth, O, K,) when the [thong, or strap, called] شِرَاك has been removed from it. (Lth, O.) El-Hárith Ibn-Hillizeh [in the 13th verse of his Mo'allakah, using it in a pl. sense,] applies it to the Soles that are attached to the feet of camels: (TA:) or he there means by it the marks left by the طراق of a she-camel. (EM p. 259.) And A piece of skin cut in a round form, of the size of a shield, and attached thereto, and sewed. (O, K.) b3: And Anything made to match, or correspond with, another thing. (Lth, O, K.) b4: Iron that is expanded, and then rounded, and made into a helmet (Lth, O, K) or a [kind of armlet called]

سَاعِد (Lth, O) and the like. (Lth, O, K.) and Any قَبِيلَة [i. e. plate, likened to a قبيلة of the head,] of a helmet, by itself. (Lth, O.) and Plates, of a helmet, one above another. (TA) b5: رِيشٌ طِرَاقٌ Feathers overlying one another. (S.) And طَائِرٌ طِرَاقُ الرِّيشِ A bird whose feathers overlie one another. (TA.) A2: Also A brand made upon the middle of the ear of a ewe, (En-Nadr, O, K,) externally; being a white line, made with fire, resembling a track of a road: (En-Nadr, O:) there are two such brands, called طِرَاقَانِ. (TA.) A3: See also طِرِّيقَةٌ.

طَرِيقٌ A road, way, or path; syn. سَبِيلٌ; (S;) [i. e. a beaten track, being of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; and applied to any place of passage;] and ↓ طُرْقَةٌ signifies the same: (K:) [see also مُسْتَطْرَقٌ:] it is masc. (S, O, Msb, K *) in the dial. of Nejd, and so in the Kur xx. 79; (Msb;) and fem. (S, O, Msb, K) in the dial. of El-Hijáz: (Msb:) the latter accord. to general usage: (MF:) [see زُقَاقٌ:] the pl. [of pauc.] is أَطْرِقَةٌ (S, Msb, K) with those who make the sing. masc. (Msb) and أَطْرُقٌ (O, K) with those who make the sing. fem. (TA) and [of mult.] طُرُقٌ (S, O, Msb, K) and طُرْقٌ [of which see an ex. voce دِلَالَةٌ] (K) and أَطْرِقَآءُ, (O, K,) and طُرُقَاتٌ is a pl. pl. (Msb, K) i. e. pl. of طُرُقٌ. (Msb, TA.) b2: In the saying بَنُو فُلَانٍ

يَطَؤُهُمُ الطَّرِيقُ, accord. to Sb, الطَّرِيقُ is for أَهْلُ الطَّلرِيقِ: [the meaning therefore is, (assumed tropical:) The sons of such a one sojourn, or encamp, where the people of the road tread upon them, i. e., become their guests: (see more in art. وطأ:)] or, as some say, الطريق here means the wayfarers without any suppression. (TA.) b3: حَقُّ الطَّرِيقِ [The duty relating to the road] is the lowering of the eyes; the putting away, or aside, what is hurtful, or annoying; the returning of salutations; the enjoining of that which is good; and the forbidding of that which is evil. (El-Jámi' es-Sagheer. See جَلَسَ.) b4: قَطَعَ الطَّرِيقَ [He intercepted the road] means he made the road to be feared, relying upon his strength, robbing, and slaying men [or passengers]. (Msb in art. قطع.) [And أَصَابَ الطَّرِيقَ means the same; or, as expl. by Freytag, on the authority of Meyd, He was, or became, a robber.] b5: [Hence,] اِبْنُ الطَّرِيقِ means (assumed tropical:) The robber [on the highway]. (T in art. بنى.) b6: [But أَهْلُ طَرِيقِ اللّٰهِ means (assumed tropical:) The devotees.] b7: أُمُّ طَرِيقٍ, thus correctly in the 'Eyn, [and shown to be so by a verse there cited, q. v. voce عَسْبٌ,] (assumed tropical:) The hyena: erroneously written by Sgh, ↓ امّ طُرَّيْقٍ; and the author of the K has copied him in this instance accord. to his usual custom. (TA.) b8: See also أُمُّ الطَّرِيقِ and أُمَّةُ الطَّرِيقِ in art. ام. b9: بَنَاتُ الطَّرِيقِ means (assumed tropical:) The branches of the road, that vary, and lead in any, or every, direction. (TA.) b10: طَرِيقٌ signifies also The space between two rows of palm-trees; as being likened to the طَرِيق [commonly so called] in extension. (Er-Rághib, TA.) b11: أَخَذَ فُلَانٌ فِى الطَّرِيقِ means the same as أَخَذَ فِى التَّطْرِيقِ [expl. before: see 2, near the end]. (TA.) b12: طَرِيقٌ as syn. with طَرِيقَةٌ: see the latter word, first sentence. b13: [بِالطَّرِيقِ الأَوْلَى is a phrase of frequent occurrence, app. post-classical; lit. By the fitter way; meaning with the stronger reason; à fortiori: see an ex. in Beyd xlii. 3, and De Sacy's Anthol. Gr. Ar. p. 467.]

A2: Also A sort of palm-tree. (TA.) b2: See also طَرِيقَةٌ (of which it is said to be a pl.), last sentence.

طُرَيْقٌ: see أُطَيْرِقٌ.

طَرُوقَةٌ A she-camel covered by the stallion; of the measure فَعُولَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ. (Msb.) طَرُوقَةُ الفَحْلِ means The female of the stallion [camel]. (S, O.) And (S, O) A she-camel that has attained to the fit age for her being covered by the stallion: (S, O, Msb, K:) it is not a condition of the application of the term that he has already covered her: (Msb:) or a young, or youthful, she-camel that has attained to that age and kept to the stallion and been chosen by him. (TA.) And one says to a husband, كَيْفَ طَرُوقَتُكَ, meaning (assumed tropical:) How is thy wife? (TA:) every wife is termed طَرُوقَةُ زَوْجِهَا, (O,) or طروقة بَعْلِهَا, (Msb,) or طروقة فَحْلِهَا; (K, * TA;) which is thought by ISd to be metaphorical. (TA.) b2: One says also, نَوَّخَ اللّٰهُ الأَرْضَ طَرُوقَةً

لِلْمَآءِ i. e. (assumed tropical:) God made, or may God make, the land capable of receiving the water [of the rains so as to be impregnated, or fertilized, or soaked, thereby]; expl. by جَعَلَهَا مِمَّا تُطِيقُهُ. (S in art. نوخ.) [See also a verse cited in art. سفد, conj. 4.]

طَرِيقَةٌ A way, course, rule, mode, or manner, of acting or conduct or the like, (syn. مَذْهَبٌ, S, TA, and سِيرَةٌ, and مَسْلَكٌ, TA,) of a man, (S, TA,) whether it be approved or disapproved; (TA;) as also ↓ طَرِيقٌ, which is metaphorically used in this sense: (Er-Rághib, TA:) [like مَذْهَبٌ, often relating to the doctrines and practices of religion: and often used in post-classical times as meaning the rule of a religious order or sect:] and meaning also a manner of being; a state, or condition; (syn. حَالَةٌ, S, or حَالٌ, O, K;) as in the saying, مَا زَالَ فُلَانٌ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ [Such a one ceased not to be in one state, or condition]; (S;) and it is applied to such as is good and to such as is evil. (O.) One says also, هُوَ عَلَى

طَرِيقَتِهِ [He is following his own way, or course]. (TA voce جَدِيَّةٌ.) لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ, in the Kur [lxxii. 16], means, accord. to Fr, [If they had gone on undeviating in the way] of polytheism: but accord. to others, of the right direction. (O.) [The pl. is طَرَائِقُ.] b2: [It is also used for أَهْلُ طَرِيقَةٍ: and in like manner the pl., for أَهْلُ طَرَائِقَ. Thus,] كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا, in the Kur [lxxii. 11], means (assumed tropical:) We were sects differing in our desires. (Fr, S, O. [See also قِدَّةٌ.]) And طَرِيقَةُ القَوْمِ means (tropical:) The most excel-lent, (S, O, K, TA,) and the best, (S, O,) and the eminent, or noble, persons, (K, TA,) of the people: (S, O, K, TA:) and you say, هٰذَا رَجُلٌ طَرِيقَةُ قَوْمِهِ (tropical:) [This is a man the most excellent, &c., of his people]: and هٰؤُلَآءِ طَرِيقَةُ قَوْمِهِمْ and طَرَائِقُ قَوْمِهِمْ (tropical:) These are [the most excellent, &c., or] the eminent, or noble, persons of their people: (S, O, K, * TA:) so says Yaakoob, on the authority of Fr. (S, O, TA.) وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى, in the Kur [xx. 66], means [And that they may take away] your most excellent body of people: (O:) or your eminent, or noble, body of people who should be made examples to be followed: and Zj thinks that بطريقتكم is for بِأَهْلِ طَرِيقَتِكُم: (TA:) or, accord. to Akh, the meaning is, your established rule or usage, and your religion, or system of religious ordinances. (O, TA.) b3: [Also (assumed tropical:) The way, or course, of an event: and hence,] طَرَائِقُ الدَّهْرِ means (assumed tropical:) The vicissitudes of time or fortune. (TA.) b4: [And (assumed tropical:) The air of a song &c.: but this is probably post-classical.] b5: Also A line, streak, or stripe, in a thing: (K, TA:) [and a crease, or wrinkle; often used in this sense:] and [its pl.] طَرَائِقُ signifies the lines, or streaks, that are called حُبُك, of a helmet. (TA.) The طَرِيقَة [or line] that is in the upper part of the back: and the line, or streak, that extends upon [i. e. along] the back of the ass. (TA.) [A vein, or seam, in a rock or the like. A track in stony or rugged land &c. A narrow strip of ground or land, and of herbage.] An extended piece or portion [i. e. a strip] of sand; and likewise of fat; and [likewise of flesh; or] an oblong piece of flesh. (TA.) b6: [Hence, app.,] ثَوْبٌ طَرَائِقُ A garment old and worn out [as though reduced to strips or shreds]. (Lh, K.) b7: ذَاتُ طَرَائِقَ and فِيهَا طَرَائِقُ are phrases used, the latter by Dhu-r-Rummeh, in describing a spear-shaft (قَنَاة) shrunk by dryness [app. meaning Having lines, or what resemble wrinkles, caused by shrinking]. (TA.) b8: And طَرَائِقُ signifies also The last remains of the soft and best portions of pasturage. (TA.) b9: And The stages of Heaven; so called because they lie one above another: (TA:) [for] السَّمٰوَاتُ سَبْعُ طَرَائِقَ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ

[The Heavens are seven stages, one above another]; (Lth, O, TA:) and they have mentioned [likewise] the stages of the earth [as seven in number: and of hell also: see دَرَكٌ]. (TA.) See also طَرَقَةٌ. b10: Accord. to Lth, (O, TA,) طَرِيقَةٌ signifies also Any أُحْدُورَة, (so in the O and in copies of the K and accord. to the TA, and thus also in the JK,) or أُخْدُودَة, (thus accord. to the CK,) [neither of which words have I found in any but this passage, nor do I know any words nearly resembling them except أُحْدُور and أُخْدُود, of which they may be mistranscriptions, or perhaps dial. vars., the former signifying a declivity, slope, or place of descent, and the latter a furrow, trench, or channel,] of the earth or ground: (O, K, TA:) or [any] border, or side, (صَنِفَة,) of a garment, or piece of cloth; or of a thing of which one part is stuck upon another, or of which the several portions are stuck one upon another; and in like manner of colours [similarly disposed]. (O, TA.) b11: And A web, or thing woven, of wool, or of [goats'] hair, a cubit in breadth, (S, O, K, TA,) or less, (S, O, TA,) and in length four cubits, or eight cubits, (TA,) [or] proportioned to the size of the tent (S, O, K, TA) in its length, (S, O,) which is sewed in the place where the شِقَاق [or oblong pieces of cloth that compose the main covering of the tent] meet, from the كِسْر [q. v.] to the كِسْر; (S, O, K, TA;) [it is app. sewed beneath the middle of the tent-covering, half of its breadth being sewed to one شُقَّة and the other half thereof to the other middle شُقَّة; (see Burckhardt's

“ Bedouins and Wahábys,” p. 38 of the 8vo ed.;) and sometimes, it seems, there are three طَرَائِق, one in the middle and one towards each side; for it is added,] and in them are the heads of the tentpoles, [these generally consisting of three rows, three in each row,] between which and the طرائق are pieces of felt, in which are the nozzles (أُنُوف) of the tent-poles, in order that these may not rend the طرائق. (TA.) b12: Also A tent pole; any one of the poles of a tent: a خِبَآء has one طريقة: a بَيْت has two and three and four [and more]: and the part between two poles is called مَتْنٌ: (Az, TA in art. زبع:) or the pole of a [large tent such as is called] مِظَلَّة, (K, TA,) and of a خِبَآء. (TA.) b13: And A tall palm-tree: (K:) or the tallest of palm-trees: so called in the dial. of ElYemámeh: (AA, ISk, S, O:) or a smooth palmtree: or a palm-tree [the head of] which may be reached by the hand: (TA:) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ طَرِيقٌ. (AA, ISk, S, O.) طِرَّاقٌ: see طِرْيَاقٌ.

أُمُّ طُرَّيْقٍ: see طَرِيقٌ, latter part.

طِرِّيقٌ means كَثِيرُ الإِطْرَاقِ [i. e. One who lowers his eyes, looking towards the ground, much, or often; or who keeps silence much, or often]; (Lth, O, K;) applied to a man: (Lth, O:) and ↓ مِطْرَاقٌ signifies [the same, or] one who keeps silence much, or often; as also ↓ مُطْرِقٌ [except that this does not imply muchness or frequency]. (TA.) b2: And The male of the [bird called] كَرَوَان; (Lth, O, K;) because, when it sees a man, it falls upon the ground and is silent. (Lth, O.) [See 4.] b3: أَرْضٌ طِرِّيقَةٌ Soft, or plain, land or ground; (O, K;) as though beaten so as to be rendered even, or easy to be travelled, and trodden with the feet. (TA.) طِرِّيقَةٌ [fem. of طِرِّيقٌ: see what next precedes.

A2: And also a subst., signifying] Gentleness and submissiveness: (S, O:) or softness, or flaccidity, and gentleness: (O, K:) and softness, or flaccidity, and languor, or affected languor, and weakness, in a man; as also ↓ طَرْقَةٌ and ↓ طِرَاقٌ. (TA.) One says, تَحْتَ طِرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوَةٌ (S, O, K) i. e. Beneath thy gentleness and submissiveness is occasionally somewhat of hardness: (S, O, TA:) or beneath thy silence is impetuosity, and refractoriness: (TA:) or beneath thy silence is deceit, or guile. (K, voce عِنْدَأْوَةٌ, q. v.) طِرْيَاقٌ i. q. تِرْيَاقٌ [q. v.], (O, K,) as also دِرْيَاقٌ; (O;) and so ↓ طِرَّاقٌ. (O, K.) طَارِقٌ [act. part. n. of طَرَقَ; and, as such, generally meaning] Coming, or a comer, (S,) [i. e.] anything coming, (O, Msb,) by night: (S, O, Msb:) one who comes by night being thus called because of his [generally] needing to knock at the door: in the Mufradát [of Er-Rághib] said to signify a wayfarer (سَالِكٌ لِلطَّرِيقِ): but in the common conventional language particularly applied to the comer by night: its pl. is أَطْرَاقٌ, like أَنْصَارٌ pl. of نَاصِرٌ, [and app., as in a sense hereafter mentioned, طُرَّاقٌ also, agreeably with analogy,] and the pl. of [its fem.] طَارِقَةٌ is طَوَارِقُ. (TA.) [طَارِقُ المَنَايَا, like دَاعِى المَنَايَا, means The summoner of death, lit., of deaths; because death makes known its arrival or approach suddenly, like a person knocking at the door in the night.] b2: Hence الطَّارِقُ, mentioned in the Kur [lxxxvi. 1 and 2], The star that appears in the night: (Er-Rághib, O:) or the morning-star; (S, O, K;) because it comes [or appears] in [the end of] the night. (O.) b3: Hence the saying of Hind (S, O) the daughter of 'Otbeh the son of Rabee'ah, on the day [of the battle] of Ohud, quoting proverbially what was said by Ez-Zarkà

El-Iyádeeyeh when Kisrà warred with Iyád, (O,) لَا نَنْثَنِى لِوَامِقِ نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقِ نَمْشِى عَلَى النَّمَارِقِ (assumed tropical:) [We are the daughters of one like a star, or a morning-star: we bend not to a lover: we walk upon the pillows]: (S, * O, * TA:) meaning we are the daughters of a chief; likening him to the star in elevation; (O, TA;) i. e. our father is, in respect of elevation, like the shining star: (S:) or بَنَاتُ طَارِقٍ means (assumed tropical:) The daughters of the kings. (T and TA in art. بنى.) b4: And طَارِقٌ signifies also [A diviner: and particularly, by means of pebbles; a practiser of pessomancy: or] one who is nearly a كَاهِن; possessing more knowledge than such as is termed حَازٍ: (ISh, TA in art. حزى:) طُرَّاقٌ [is its p., and] signifies practisers of divination: and طَوَارِقُ [is pl. of طَارِقَةٌ, and thus] signifies female practisers of divination: Lebeed says, لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِى الطَّوَارِقُ بِالحَصَى

وَلَا زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللّٰهُ صَانِعُ [By thy life, or by thy religion, the diviners with pebbles know not, nor the diviners by the flight of birds, what God is doing]. (S, O.) طَارِقَةٌ [a subst. from طَارِقٌ, made so by the affix ة, (assumed tropical:) An event occurring, or coming to pass, in the night: pl. طَوَارِقُ]. One says, نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ طَوَارِقِ السَّوْءِ (tropical:) [We seek protection by God from] the nocturnal events or accidents or casualties [that are occasions of that which is evil]. (Er-Rághib, TA.) And طَارِقَةٌ occurring in a trad. of 'Alee is expl. as signifying طَرَقَتْ بِخَيْرٍ [app. meaning An event that has occurred in the night bringing good, or good fortune]. (TA.) A2: Also A man's [small sub-tribe such as is called] عَشِيرَة, (S, O, K,) and [such as is called] فَخِذ. (S, O.) A3: And A small couch, (IDrd, O, K,) of a size sufficient for one person: of the dial. of El-Yemen. (IDrd, O.) A4: [El-Makreezee mentions the custom of attaching طَوَارِق حَرْبِيَّة upon the gates of Cairo and upon the entrances of the houses of the أُمَرَآء; and De Sacy approves of the opinion of A. Schultens and of M. Reinaud that the meaning is Cuirasses, from the Greek θώραξ: (see De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., vol. i. pp. 274-5:) but I think that the meaning is more probably large maces; for such maces, each with a head like a cannon-ball, may still be seen, if they have not been removed within the last few years, upon several of the gates of Cairo; and if so, طَوَارِق in this case is app. from طَرَقَ “ he beat: ” see also عَمُودٌ.]

طَارِقِيَّةٌ A قِلَادَة [i. e. collar, or necklace]: (K:) [or rather] a sort of قَلَائِد [pl. of قِلَادَة]. (Lth, O.) أَطْرَقُ A camel having the affection termed طَرَقٌ, inf. n. of طَرِقَ [q. v.]: fem. طَرْقَآءُ: (S, O, K:) and the latter is said by Lth to be applied to the hind leg as meaning having the crookedness termed طَرَقٌ in its سَاق. (O.) أُطَيْرِقٌ and ↓ طُرَيْقٌ A sort of palm-tree of El-Hijáz, (AHn, O, K,) that is early in bearing, before the other palm-trees; the ripening and ripe dates of which are yellow: (O:) AHn also says, in one place, the اطيرق is a species of palm-trees, the earliest in bearing of all the palm-trees of El-Hijáz; and by certain of the poets such are called الطُّرَيْقُونَ and الأُطَيْرِقُونَ. (TA.) تُرْسٌ مُطْرَقٌ [A shield having another sewed upon it: or covered with skin and sinews]: (S:) and مَجَانُّ مُطْرَقَةٌ, (S, Msb, K,) or ↓ مُطَرَّقَةٌ, (O, Msb, K,) Shields sewed one upon another; (S, O, K;) formed of two skins, one of them sewed upon the other; (Msb;) like نَعْلٌ مُطْرَقَةٌ a sole having another sole sewed upon it; as also ↓ مُطَارَقَةٌ: (S, O, K:) or shields clad [i. e. covered] with skin and sinews. (S, O.) كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ, or ↓ المُطَرَّقَةُ, occurring in a trad., (Msb, TA,) i. e. [As though their faces were] shields clad with sinews one above another, (TA,) means (assumed tropical:) having rough, or coarse, and broad, faces. (Msb, TA.) b2: And رِيشٌ مُطْرَقٌ Feathers overlying one another. (TA.) مُطْرِقٌ Having a natural laxness of the eye [or rather of the eyelids, and a consequent lowering of the eye towards the ground]: (S, O:) [or bending down the head: or lowering the eyes, looking towards the ground; either naturally or otherwise: (see its verb, 4:)] and silent, or keeping silence. (TA. See also طِرِّيقٌ.) b2: It is also applied as an epithet to a stallion-camel: and to a [she-camel such as is termed] جُمَالِيَّة [i. e. one resembling a he-camel in greatness of make], and, thus applied, [and app. likewise when applied to a stallion-camel,] it may mean That does not utter a grumbling cry, nor vociferate: or, accord. to Khálid Ibn-Jembeh, [quick in pace, for he says that] it is from طَرْقٌ signifying “ quickness of going. ” (Sh, TA.) b3: See also مِطْرَاقٌ, last sentence. b4: And, applied to a man, (tropical:) Low, ignoble, or mean, (K, TA,) in race, or parentage, or in the grounds of pretension to respect or honour. (TA.) A2: Also An enemy: from أَطْرَقَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ expl. above [see 4, last sentence]. (TA.) مِطْرَقٌ: see the next paragraph.

مِطْرَقَةٌ The rod, or stick, with which wool is beaten, (S, O, K, TA,) to loosen it, or separate it; (S, * O, * TA;) as also ↓ مِطْرَقٌ. (O, K, TA.) And A rod, or stick, or small staff, with which one is beaten: pl. مَطَارِقُ: one says, ضَرَبَهُ بِالمَطَارِقِ He beat him with the rods, &c. (TA.) b2: and The implement [i. e. hammer] (S, Mgh, O, Msb) of the blacksmith, (S, O,) with which the iron is beaten. (Mgh, Msb.) ذَهَبٌ مُطَرَّقٌ Stamped, or minted, gold; syn. مَسْكُوكٌ. (TA.) b2: And نَاقَةٌ مُطَرَّقَةٌ [like مَطْرُوقَةٌ (q. v.)] (assumed tropical:) A she-camel rendered tractable, submissive, or manageable. (TA.) b3: And جُلٌّ مُطَرَّقٌ [A horse-cloth] in which are [various] colours [app. forming طَرَائِق, i. e. lines, streaks, or stripes]. (O.) b4: See also مُطْرَقٌ, in two places.

قَطَاةٌ مُطَرِّقٌ [thus without ة] A bird of the species called قَطًا that has arrived at the time of her egg's coming forth. (S.) [See also مُعَضِّلٌ.]

مِطْرَاقٌ: see طِرِّيقٌ.

A2: Also A she-camel recently covered by the stallion. (O, TA.) A3: And pl. of مَطَارِيق in the saying جَآءَتِ الإِبِلُ مَطَارِيقَ (TA) which means The camels came in one طَرِيق [i. e. road, or way]: (Er-Rághib, TA:) or the camels came following one another (S, O, K, * TA) when drawing near to the water. (O, K, TA. [See also a similar phrase voce طَرَقٌ.]) b2: [Hence,] مِطْرَاقُ الشَّىْءِ signifies That which follows the thing; and the like of the thing: (K:) one says, هٰذَا مِطْرَاقُ هٰذَا This is what follows this; and the like of this: (S, O:) and the pl. is مَطَارِيقُ. (S.) b3: And مَطَارِيقُ signifies also Persons going on foot: (K:) one says, خَرَجَ القَوْمُ مَطَارِيقَ The people, or party, went forth going on foot; having no beasts: and the sing. is مِطْرَاقٌ, (O,) or ↓ مُطْرِقٌ, ('Eyn, L, * TA, *) accord. to A 'Obeyd; the latter, if correct, extr. (TA.) مَطْرُوقٌ [pass. part. n. of طَرَقَ; Beaten, &c.].

هُوَ مَطْرُوقٌ means He is one whom every one beats or slaps (يَطْرُقُهُ كُلُّ أَحَدٍ). (TA.) b2: And (tropical:) A man in whom is softness, or flaccidity, (As, S, O, K, TA,) and weakness: (As, S:) or weakness and softness: (TA:) or softness and flaccidity: from the saying هُوَ مَطْرُوقٌ i. e. اصابته حادثة كتفته [which, if we should read كَتَفَتْهُ, seems to mean he is smitten by an event, or accident, that has disabled him as though it bound his arms behind his back; but I think it probable that كتفته is a mistranscription]: or because he is مصروف [app. a mistake for مَضْرُوب], like as one says مَقْرُوع and مَدَوَّخ [app. meaning beaten and subdued, or rendered submissive]: or as being likened, in abjectness, to a she-camel that is termed مَطْرُوقَةٌ [like مَطَرَّقَةٌ (q. v.)]. (Er-Rághib, TA.) مَطْرُوقَةٌ applied to a woman means [app. Soft and feminine;] that does not make herself like a man. (TA.) [See also a reading of a verse cited voce مَطْرُوفٌ.] b3: Also (tropical:) Weak in intellect, (K, TA,) and soft. (TA.) b4: Applied to herbage, Smitten by the rain after its having dried up. (Ibn-'Abbád, L, K.) b5: See also طَرْقٌ, latter half. Applied to a ewe, مَطْرُوقَةٌ signifies Branded with the mark called طِرَاق upon the middle of her ear. (ISh, O, K.) مُطَارَقٌ: see its fem., with ة, voce مُطْرَقٌ.

مُسْتَطْرَقٌ (tropical:) i. q. سِكَّةٌ [app. as meaning A road, like طَرِيقٌ; or a highway]. (TA.) مُنْطَرِقَاتٌ Mineral substances. (TA.)
Expand
طرق
الطَّرْقُ: الضّرْبُ هَذَا هُوَ الأصْلُ. أَو الضَّرْبُ بالمِطْرَقَة بالكَسرِ للحدّادِ والصّائِغِ يطْرُق بهَا، أَي: يضْرِبُ بهَا، وَكَذَلِكَ عَصا النّجّادِ الَّتِي يَضْرِبُ بهَا الصّوف. والطَّرْق: الصّكُّ وَقد طرَقَه بكفِّه طَرْقاً: إِذا صَكّه بِهِ. وَمن المَجاز: الطَّرْق: الماءُ أَي: ماءُ السّماءِ الّذي خوّضَتْه الإبِلُ، وبالَت فِيهِ وبعَرَتْ، كالمَطْروقِ نقلَه الجوْهَريّ. عَن أبي زيْد، وَأنْشد لعَدِيّ بنِ زَيْد:
(ثمّ كانَ المِزاجُ ماءَ سحابٍ ... لاجَوٍ آجِنٌ وَلَا مَطْروقُ)
قلت: وأوّله:
(ودَعَوْا بالصّبوحِ يَوْمًا فجاءَت ... قَيْنةٌ فِي يَمينِها إبريقُ)

(قدّمَتْهُ على عُقارٍ كعَيْنِ ال ... دّيكِ صَفَّى سُلافَها الرّاوُوقُ)

(مُزَّة قبْلَ مزْجِها فَإِذا مَا ... مُزِجَتْ لَذّ طعْمُها مَنْ يَذوقُ)

(وطَفا فوقَها فَقاقيعُ كالْيا ... قوتِ حُمْرٌ يَزينُها التّصْفيقُ)
ثمَّ كَانَ المِزاج ... الخ قَالَ الجَوهريّ: وَمِنْه قوْلُ إبراهيمَ النّخَعِيّ: الوُضوءُ بالطّرْقِ أحَبُّ إليَّ من التّيمّم. وأنشدَ الصّاغانيّ لزُهير بنِ أبي سُلْمى:
(شَجَّ السُّقاةُ على ناجودِها شَبِماً ... من ماءِ لينَةَ لَا طَرْقاً وَلَا رَنَِقا)
وَقد طرَقَت الإبِلُ الماءَ: إِذا بالَتْ فِيهِ وبعَرَت، وَهُوَ مَجازٌ، كَذَا فِي الصِّحاح والأساسِ. وَفِي المُفْرَدات: طرْق الدّوابِّ الماءَ بالرِّجْلِ حَتَّى تكدِّرَه، حَتَّى سُمِّيَ الماءُ الرّنِقُ طَرْقاً. وقالَ الراغبُ: الطّرْقُ فِي الأصْلِ كالضّرْبِ، إِلَّا أنّه أخصُّ لِأَنَّهُ وقْع بضَرْب كطَرْق الحَديد)
بالمِطْرقة، وَمِنْه استُعِير ضرْبُ الكاهِن بالحَصَى. وَقَالَ أَبُو زَيْد: الطّرْق: أَن يَخُطَّ الرّجُل فِي الأرضِ بإصْبَعَيْن، ثمَّ بإصْبَع ويَقول: ابْنَيْ عِيانْ، أسْرِعا البَيانْ. وَفِي الحَديث: الطِّيَرةُ والعِيافَةُ والطّرْقُ من الجِبْتِ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: الطّرْق: الضّرْب بالحَصَى الَّذِي تفعَلُه النِّساءُ، وقيلَ: هُوَ الخَطُّ بالرّمْل. وَقد استَطْرقتُه أَنا: طَلَبْتُ مِنْهُ الطّرْقَ بالحَصَى، وأنْ ينْظُر لكَ فِيهِ، وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ: خَطَّ يَدِ المُستَطرَقِ المَسْئولِ والطَرْقُ: نتْفُ الصّوف أَو الشَّعرِ أَو ضرْبُه بالقَضيبِ لينْتَفِشَ، قَالَ رؤبة: عاذِلَ قد أولِعْتِ بالتّرْقِيشِ إليَّ سِرّاً فاطْرُقِي ومِيشي قَالَ الأزهريُّ: وَمن أَمْثَال العَرَب للّذي يخلِطُ فِي كَلامِه، ويتفنّنُ فِيهِ قولُهم: اطرُقي ومِيشي.
فالطّرْقُ: ضرْبُ الصّوفِ بالعَصا. والمَيْشُ: خلْطُ الشّعَرِ بالصّوف، وَقد تقدّم فِي محَلِّه. وَفِي حَديثِ عُمَر رضيَ الله عَنهُ أَنه خرَج ذاتَ ليلةٍ يحْرُس، فَرَأى مِصْباحاً فِي بيتٍ، فدَنا مِنْهُ، فَإِذا عَجوز تطْرُق شَعْراً لتَغْزِلَه. واسْمُه أَي: القَضيبُ الَّذِي يُنفَشُ بهِ الصّوف المِطْرَقُ، والمِطْرَقَة بكسرهما. وإنّما أطلَقَه اعتِماداً على الشّهْرةِ، أَو لكوْنه سَبَقَ لَهُ ضبْطُه فِي أوّل التّركيب. وَفِي الحَديث: أُنزِلَ مَعَ آدمَ عَلَيْهِ السّلام المِطرَقَةُ، والمِيقَعَةُ والكَلْبَتان وَفِي المثَل: ضرْبُك بالمِغْنَطيسِ خيْرٌ من المِطْرَقَةِ. وَمن المَجاز: الطّرْقُ: الفَحْلُ الضّارب جمعه: طُرُوق، وطُرّاقْ سُمِّيَ بالمَصْدَر. وأصلُ الطّرْقِ: الضِّرابُ، ثمَّ يُقالُ للضّارِب: طرْقٌ بالمَصْدَر. والمَعْنى: أنّه ذُو طَرْق. وَمِنْه قولُ عُمر رضِي الله عَنهُ: إنّ الدّجاجَةَ لتَفْحَصُ فِي الرّمادِ فتضَعُ لغَيْر الفَحْلِ، والبَيْضَة منسوبةٌ الى طرْقِها أَي الى فحْلِها. قَالَ الرّاعي يصِف إبِلاً:
(كانتْ هَجائِنُ مُنذِرٍ ومُحرِّقٍ ... أُمّاتِهِنّ وطَرْقُهُنّ فَحيلا)
أَي: كَانَ ذُو طرْقها فَحْلاً فَحيلاً، أَي: مُنْجِباً. والطّرْقُ: الإتْيان باللّيْل، كالطّروقِ فِيهِما أَي: فِي الضِّراب والإتْيان باللّيْل. يُقَال: طرَقَ الفحْلُ الناقةَ يطرقُها طرْقاً وطُروقاً، أَي: قَعا علَيْها وضرَبَها. وَفِي الحَديث: نَهَى المُسافِرَ أَن يأتيَ أهْلَه طُروقاً أَي: لَيلاً. وكُلُّ آتٍ باللّيلِ: طارِق، وَقيل: أصْلُ الطُّروقِ من الطَّرْق، وَهُوَ الدّقُّ، وسُمِّي الْآتِي باللّيل طارِقاً لحاجَتِه الى دَقِّ البابِ.
وطرَقَ القومَ يطرُقهم طرْقاً وطُروقاً: جاءَهم لَيلاً فَهُوَ طارِقٌ. وَفِي المُفرداتِ الطّارِق: السّالِكُ)
للطّريقِ، لَكِن خُصَّ فِي التّعارف بالآتي ليْلاً، فَقيل: طرَقَ أهْلَه طُروقاً. والطّرْقُ: ضرْبٌ من أصوات العُود. وَقَالَ اللّيْثُ: كلُّ صوتٍ. زادَ غيرُه: أَو نَغمَةٍ من العودِ ونحْوِه طرْقٌ على حِدَة. يُقال: تضْرِبُ هذِه الجارِيةُ كَذا وَكَذَا طَرْقاً. والطّرْقُ أَيْضا: ماءُ الفَحْل قَالَ الأصمعيّ: يَقولُ الرّجلُ للرّجُل: أعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ، أَي: ماءَه وضِرابَه، وقيلَ: أصْلُ الطّرْق الضِّرابُ، ثمَّ سُمِّيَ بِهِ الماءُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يُسْتعارُ للإنسانِ، كَمَا قَالَ أَبُو السّماك حِين قالَ لَهُ النّجاشيُّ: مَا تَسْقِيني: قَالَ: شَرابٌ كالوَرْسِ، يُطَيِّبُ النّفْس ويُكثِر الطّرْق، ويُدِرُّ فِي العِرْق، يَشُدُّ العِظامَ، ويسهِّلُ للفَدْم الكَلام. وَقد يجوزُ أَن يكونَ الطّرْقُ وَضْعاً فِي الإنسانِ فَلَا يَكونُ مُستعاراً. وَمن الْمجَاز الطّرْق: ضعْفُ العَقْل واللِّينُ، وَقد طُرِقَ، كعُنِيَ فَهُوَ مَطْروقٌ، وَسَيَأْتِي.
وَقَالَ اللّيثُ: الطّرْقُ: أَن يخلِطَ الكاهِن القُطنَ بالصّوفِ إِذا تكهّن. وَقَالَ الأزهريّ: وَقد ذكَرْنا فِي تفْسير الطّرْق أنّه الضَّرْبُ بالحَصى. والطّرْقُ: النّخْلَة لُغةٌ طائِيّة عَن أبي حَنيفةَ، وَأنْشد: كأنّه لمّا بَدا مُخايِلا طرْقٌ يفوتُ السُّحُقَ الأطاوِلا والمَرّة من المَرّات طَرْق كالطَّرْقَة. وَفِي بعضِ النُسَخ والمَرْأة وَهُوَ غلَط. وَقد اختضَبَت الْمَرْأَة طَرْقاً أَو طرْقَين، وطَرْقَةً أَو طرْقَتَين بهاءٍ، أَي: مرّةً أَو مرّتين. وَمن المَجاز: أتيتُه فِي النّهار طرْقَيْن وطرْقَتَيْن، ويُضَمّان أَي: مرّتَيْن، وَكَذَا طَرْقاً وطَرْقة، أَي: مرّةً. وَمن الْمجَاز: يُقال: هَذا النَّبْل طَرْقَةُ رجُلٍ واحِد أَي: صَنْعَتُه. والطّرْقُ: الفَخُّ عَن ابْن الأعرابيّ أَو شِبْهُه. وَقَالَ اللّيث: حِبالةٌ يُصادُ بهَا الوَحْش، تُتّخَذ كالفخِّ ويُكسَر. وطَرْق: ة بأصفَهان وَقد نُسِب إِلَيْهَا المُحدِّثون.
والطّارِقُ: النّجْمُ الَّذِي يُقال لَهُ: كوكَبُ الصُبْح نقَلَه الجوهريُّ. وَمِنْه قولُه تَعالى:) والسّماءِ والطّارِق (أَي: ورَبِّ السّماءِ وربِّ الطّارق، سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يطرُقُ باللّيلِ. وَقَالَ الراغبُ: وعبّر عَن النّجم بالطّارِقِ لاختِصاص ظُهورِه باللّيْل. قَالَ الصّاغانيّ: وتمثّلَتْ هِنْدُ بنتُ عُتْبَة بنِ رَبيعةَ رضيَ الله عَنْهَا يومَ أحُدٍ بقَوْلِ الزّرْقاءِ الإياديّة، قَالَت يومَ أحُد تحُضّ على الحرْب: نحنُ بناتُ طارِقْ لَا نَنثَني لوامِقْ نمْشي علَى النّمارِقْ المِسكُ فِي المَفارِقْ) والدُّرُّ فِي المَخانِقْ إِن تُقبِلوا نُعانِقْ أَو تُدْبِروا نُفارِقْ فِراقَ غيرِ وامِقْ أَي: نحنُ بَنَات سيِّدٍ، شبّهَتْه بالنّجْمِ شرَفاً وعُلُوّاً. قالَ ابنُ المكرَّم مُؤلّف اللّسان: مَا أعرِفُ نجْماً يُقال لَهُ: كوكَبُ الصُبْح، وَلَا سمِعت مَنْ يذكرُه فِي غيرِ هَذَا الموضِع، وَتارَة يطْلُع مَعَ الصُبحِ كوكَبٌ يُرَى مُضِيئاً، وَتارَة لَا يَطلُع مَعَه كَوْكَب مضيء، فَإِن كَانَ قَالَه متجَوِّزاً فِي لفظِه، أَي: أَنه فِي الضِّياءِ مثلُ الْكَوْكَب الَّذِي يطْلُع مَعَ الصُبحِ إِذا اتّفَق طُلوعُ كوكبٍ مُضيء فِي الصُبْح، وإلاّ فَلَا حَقيقةَ لَهُ. وقيلَ: كلُّ نجْم طارِق لِأَن طُلوعَه باللّيل، وكُلُّ مَا أَتَى لَيلاً فَهُوَ طارِقٌ.
وَمن المَجاز: طَروقَةُ الفَحْلِ: أُنثاه. يُقال: ناقَةٌ طَروقَة الفَحْل وَهِي الَّتِي بلغَت أَن يضرِبَها الفَحْلُ، وَكَذَا المرأَةُ يُقال للزّوْج: كيفَ طضروقَتُك أَي: امرأتُك، وَمِنْه الحَديث: كَانَ يُصبِحُ جُنُباً من غير طَروقَة أَي زوْجة. وكُلّ امْرَأَة طَروقةُ زوجِها، وكُلُّ نَاقَة طَروقَةُ فحلِها، نعْتٌ لَهَا من غير فِعْل لَهَا. قَالَ ابْن سِيدَه: وأرَى ذَلِك مُستعاراً للنّساء، كَمَا استعارَ أَبُو السّماك الطَّرْق فِي الْإِنْسَان كَمَا تقدّم. وَفِي حَديثِ الزّكاةِ فِي فَرائِضِ الْإِبِل: فَإِذا بلغَت الإبِلُ كَذَا فَفيها حِقّةٌ طَروقَةُ الفَحْلِ المَعْنى: فِيهَا ناقَةٌ حِقّةٌ يطرُقُ الفَحلُ مثلَها، أَي: يضرِبُها ويَعْلو مثلَها فِي سِنّها، وَهِي فَعولَةٌ بِمَعْنى مَفعولة، أَي: مرْكوبة للفَحْلِ، ويُقالُ للقَلوص الَّتِي بلَغَت الضِّراب وأربّت بالفَحْلِ، فاخْتارَها الشُّوَّلِ: هِيَ طَروقَتُه. والمِطْرَقُ، كمِنْبَر: اسْم ناقَةٍ أَو بَعير والأسبَقُ أنّه اسمُ بَعير قَالَ: يتْبَعْن جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ وَأَبُو لِيْنَة بكَسْر اللامِ وسُكون التّحْتيّة، وَفِي بعضِ الْأُصُول بالموحَّدة، والأولَى الصّواب: النّضْر بنُ مِطْرَق أبي مَرْيَم مُحدِّثٌ كوفِيٌّ، رَوى عَنهُ مروانُ بنُ مُعاويةَ الفَزاريُّ، أوردَه الحافِظُ، هَكَذَا فِي التّبْصير فِي مِطْرَق. وَقَالَ مرّة فِي لِينَة أَبُو لِينَة النّضْر بن أبي مرْيم، شيخ وَكِيع. والطّارِقةُ: سَريرٌ صَغيرٌ يسَعُ الواحِدَ، عَن ابنِ دُرَيْد. والطارِقَةُ: عَشيرةُ الرّجُل وفَخذُه.
قَالَ عَمرو بنُ أحْمَر الباهِليّ:
(شكَوتُ ذَهابَ طارِقَتي إِلَيْهِ ... وطارِقَتي بأكنافِ الدّروبِ)

وَقَالَ اللّيثُ: الطارِقيّة: قِلادَةٌ، ونصُّ العَيْنِ: ضرْبٌ من القَلائِدِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رجل مَطْروقٌ: فِيهِ رَخاوَةٌ قَالَ غيرُه: ضعْفٌ ولين، وَهُوَ مجازٌ. قَالَ ابنُ أحمَرَ يُخاطِبُ امرأتَه:
(وَلَا تَصِلي بمَطْروقٍ إِذا مَا ... سَرى فِي القَوْمِ أصْبَحَ مُسْتَكينا)
وَقَالَ الرّاغبُ: رجُلٌ مَطْروقٌ: فِيهِ لِينٌ واستِرخاءٌ، من قولِهم: هُوَ مَطْروق أَي: أصابَتْه حادِثَةٌ كنفَته، أَو لأنّه مصْروف، كقوْلِك: مقْروع أَو مدَوَّخٌ، أَو من قولِهم: ناقَةٌ مطْروقَة تَشْبيهاً بهَا فِي الذِّلّة. والمَطروق من الكَلأ: مَا ضَرَبَه المطَرُ بعدَ يُبْسِه كَذَا فِي المُحيط واللِّسان. وَقَالَ النّضْرُ: نَعجَة مَطروقَة وَهِي الَّتِي وُسِمَتْ بالنّارِ على وسَطِ أذُنِها من ظاهِرٍ. وذلِك الطِّراق، ككِتاب وهُما طِراقان وإنّما هُوَ خطٌّ أبيضُ بنارٍ كأنّما هُوَ جادّة. وَقد طرَقْناها نطْرُقها طرْقاً. والمِيسَمُ الَّذِي فِي موضِع الطِّراق لَهُ حُروفٌ صِغار، فَأَما الطّابِع فَهُوَ مِيسَم الفَرائض. والطِّرْقُ، بالكسْر: الشّحْمُ هَذَا هُوَ الأَصْل. وَقد يُكْنَى بِهِ عَن القوّة لأنّها أكثرُ مَا تَكون عَنهُ. وَمِنْه قولُهم: مَا بِهِ طِرْقٌ، أَي: قوةٌ. وجمعُ الطِّرْق أطْراقٌ، قَالَ المَرّارُ الفَقْعَسيُّ:
(وَقد بلّغْنَ بالأطْراقِ حتّى ... أُذيعَ الطِّرقُ وانْكفَتَ الثّميلُ)
وَقَالَ أَبُو حَنيفَة: الطِّرْق: السِّمَنَ. يُقال: هَذَا بَعيرٌ مَا بِهِ طِرْقٌ، أَي: سِمَنٌ وشحم. وَأما الحَديث: لَا أرى أحدا بِهِ طِرْقٌ فيتخلّف فقِيلَ: القوّة، وقِيل: الشّحْم. وأكثرُ مَا يُستَعْمَلُ فِي النّفْي. وَفِي حَديثِ ابنِ الزُبَير: وَلَيْسَ للشّارِب إِلَّا الرّنْقُ والطّرْقُ. والطُّرْقُ بالضّمّ: جمْع طريقٍ وطِراق كأميرٍ وكِتاب، وَيَأْتِي معْناهما قَرِيبا. وَقَالَ ابنُ عبّاد: الطُّرْقَةُ، بالضّم: الظُلْمَة يُقَال: جِئتُه فِي طُرْقَةِ اللّيْل. قَالَ: والطُّرْقَة أَيْضا الطّمَعُ ونصُّ المُحيط: المَطْمَع. يُقال: إنّه لطُرْقَةٌ: مَا يُحسِن يُطاقُ من حُمْقِه. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: ويُقال: فِي فُانٍ تَوْضيعٌ وطرْقة: إِذا كَانَ فِيهِ تخْنيثٌ، وَهُوَ قَريبٌ من قوْلِ ابنِ عبّاد: المطْمَع. والطُّرْقَة: الأحمَقُ. والطُّرْقَة أَيْضا: حِجارةٌ مُطارِقة بعضُها فوقَ بعْض. قَالَ رؤبة: سَوّى مَساحِيهنّ تَقْطيطَ الحُقَقْ تَفْليلُ مَا قارَعْنَ من سُمْرِ الطُّرَقْ والطُّرْقَة: العادَة. يُقال: مازالَ ذَلِك طُرْقَتَك، أَي: دأبَك. وأنشدَ شَمِرٌ قولَ لَبيد:
(فَإِن تُسهِلوا فالسّهْل حظِّي وطُرْقَتي ... وَإِن تُحزِنوا أركَبْ بهم كُلَّ مرْكَبِ)
والطُّرْقَة: الطّريقُ. والطُرقَة: الطّريقَة الى الشيءِ والطُرْقَة أَيْضا: هِيَ الطّريقَة فِي الأشياءِ)
المُطارِقَة بَعْضهَا على بعض ويُكْسَر. والطُرْقَة: الأُسْروعُ فِي القَوس، أَو الطّرائقُ فِي القوْس شيءٌ واحِدٌ، فأوْ هُنا لَيست للتّنويع. ج: كصُرَد مثل: غُرْفَة وغُرَف. والطَّرَقَ، مُحرَّكة: ثِنْيُ القِرْبَة والجَمْع أطْراق، وَهِي أثناؤُها إِذا تخنّثَتْ وتثنّت. وَقَالَ الفرّاءُ: الطَّرَق: ضعْفٌ فِي رُكْبَتَي البَعير. وَقَالَ غيرُه: فِي الرُكْبَةِ واليَد، يكونُ فِي النّاس والإبِل. أَو الطّرَقُ: اعْوِجاجٌ فِي ساقِه أَي: البَعير من غيرِ فحَجٍ، وَهَذَا قولُ اللّيْث. وَقد طرِقَ كفرِح، فَهُوَ أطْرَقُ بيّنُ الطّرَق وَهِي طَرْقاءُ. وقولُ بِشْرٍ:
(تَرى الطَّرَقَ المُعبَّدَ فِي يَدَيْها ... لكَذّانِ الإكامِ بِهِ انْتِضالُ)
يَعْنِي بالطَّرَق المُعبَّد المُذَلَّلِ، يُريد لِيناً فِي يَدَيها، لَيْسَ فِيهِ جَسْوٌ وَلَا يُبْسٌ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الطّرَق: أَن يكونَ ريشُ الطّائرِ بعضُها فوقَ بعْض. وأنشَد أَبُو حاتِم فِي كِتاب الطّيْر للفضْلِ بنِ عبْد الرّحمن الهاشِميّ، أَو ابنِ عبّاس، على الشّكِّ، وَقَالَ ابنُ الكَلْبيِّ فِي الجَمْهَرة: الشّعر للعَبّاس بن يَزيد بنِ الأسوَد بنِ سَلَمة بنِ حُجْر بنِ وهْب:
(أمّا القَطاةُ فَإِنِّي سَوف أنْعَتُها ... نعْتاً يوافِق نعْتي بعضَ مَا فِيها) (سَكّاءُ مخْطومَةٌ فِي ريشِها طرَقٌ ... سُودٌ قوادِمُها كُدْرٌ خوافِيها)

(تمْشي كمشْي فَتاةِ الحَيّ مُسرِعةً ... حِذارَ قَرْم الى شرٍّ يوافِيها)

(تَسْقي الفِراخَ بأفواهٍ مُزيّنةٍ ... مثْل القَواريرِ شُدّتْ فِي أعالِيها)
ويُقال: طائرٌ فِي ريشه طرَقٌ، أَي: لِينٌ واستِرخاءٌ، كَمَا فِي الأساس. والطّرَق: مَناقِعُ المِياه تكونُ فِي حَجائرِ الأَرْض، وَبِه فُسِّر قولُ رؤبَة: قوارِباً من واحِفٍ بعدَ العَبَقْ للعِدّ إذْ أخلَفَها ماءُ الطَّرَقْ والطَّرَق: ماءٌ قُربَ الوَقبى على خمْسةِ أَمْيَال مِنْهُ. والطَّرَق جمْع طرَقَة مُحرَّكة أَيْضا لحِبالَةِ الصّائِد ذَات الكِفَفِ، نقَله الجوهريّ. قَالَ: والطَّرَقَةُ: آثارُ الإبِل بعضُها فِي إثْر بعْض. يقالُ: جاءَت الإبِلُ على طرَقَةٍ واحِدةٍ، وعَلى خُفٍّ واحدٍ، أَي: على أثَرٍ وَاحِد. ورَوى أَبُو تُرابٍ عَن بعضِ بَني كِلابٍ: مررْتُ على عَرَقَةِ الإبِل وطرَقَتِها، أَي: على أثَرها. وأطْراقُ البَطْن: مَا رُكِّبَ بعضُه على بعْض وتغضّن، جمع طرَق بالتّحريك. والأطْراقُ من القِرْبَة: أثناؤُها إِذا تثنّت وتخنّثَت. وَهَذَا قد تقدّم مُفردُه قَرِيبا، والتّفْريقُ بَين المُفْردِ وجمْعِه لَيْسَ من دَأبِ الكُمَّل،)
فتأمّل. وَقَالَ اللّيْثُ: الطِّراق ككِتاب: الحَديدُ الَّذِي يُعرَّضُ، ثمَّ يُدارُ فيُجْعَلُ بيْضَةً ونحْوَها كالسّاعِدِ، ونحوِه. وكُلّ خَصيفَة، وَفِي الْعباب: كُلّ خَصْفة يُخْصَفُ بهَا النّعْل، ويكونُ حذْوُها سَواءً طِراقٌ. قَالَ الشّمّاخُ يصِفُ الحُمُر:
(حَذاها من الصّيْداءِ نعْلاً طِراقُها ... حَوامِي الكُراعِ المؤْيَداتِ العَشاوِزُ)
وكُلُّ صيغَةٍ علَى حذْوٍ: طِراقٌ، هَكَذَا فِي النُسَخ. وَفِي الصِّحاح: وكُلُّ خَصيفَةٍ. وَالَّذِي فِي اللّسان. وكلّ طبَقَة على حِدَة طِراقٌ. وَفِي العُباب: وكلّ قَبيلَة من البَيْضَة على حِيالِها طِراقٌ.
وجِلْدُ النّعْل: طِراقُها إِذا عُزِلَ عَنْهَا الشِّراكُ. قَالَ الحارِثُ بنُ حِلّزةَ اليَشْكُريّ:
(وطِراقٌ من خلْفِهنّ طِراقٌ ... ساقِطاتٌ أوْدَتْ بهَا الصّحْراءُ)
يَعْنِي أنّها قد سقَطت هَذِه النّعالُ عَنْهَا، يعْني نِعالَ الإبِل، فأنْتَ ترى القِطعةَ بعْدَ القِطْعةِ قطّعَتْها الصّحراءُ. والطِّراقُ أَيْضا: أَن يُقوَّرَ جِلْدٌ على مِقْدارِ التُرْس، فيُلزَقَ بالتُّرْس ويُطْرَقَ.
والطّريق: السّبيلُ م مَعروف، يُذكّر ويؤنَّث. يُقال: الطّريقُ الأعْظَم، والطّريقُ العُظْمى، وَكَذَلِكَ السّبيل. قَالَ شيخُنا: وظاهِرُه أنّ التّذكيرَ هُوَ الأصلُ، والتّأنيثُ مرْجوحٌ، والصّوابُ العَكْس فإنّ المشهورَ فِي الطّريق هُوَ التّأْنيث، والتّذكيرُ مرْجوح خِلاف مَا يوهِمُه المصنِّف. قلت: وَالَّذِي صرّح بِهِ الصّاغانيّ أَن التّذكيرَ أكثرُ، فتأمّل ذَلِك. قَالَ الراغبُ: وَقد استُعيرَ عَن الطَّرِيق كُلّ مسْلَكٍ يسْلُكه الإنسانُ فِي فِعْلٍ، محْموداً كَانَ أَو مذْموماً، وشاهِد التّذكير قولُه تَعَالَى:) فاضْرِبْ لهُم طَريقاً فِي البَحْر يَبَساً (وَقَوْلهمْ: بَنو فُلان يطؤهُم الطّريقُ. قَالَ سيبَوَيْه: إنّما هُوَ على سَعَةِ الكَلامِ، أَي: أهْل الطّريقِ، وقيلَ: الطّريقُ هُنَا السّابِلة، فعلَى هَذَا لَيْسَ فِي الكَلامِ حذْفٌ. وأنشدَ ابنُ بَرّيّ لشاعر:
(يَطَأُ الطّريقُ بيوتَهم بعِيالِه ... والنّآرُ تحْجُبُ، والوجوهُ تُذالُ)
فجعَل الطّريقَ يطَأُ بعِيالِه بيوتَهم، وَإِنَّمَا يطَأ بيوتَهم أهلُ الطّريق. ج: أطْرُقٌ كيَمين وأيمُن، هَذَا على التّأْنيث، وطُرُقٌ بضمّتَيْن كنَذير ونُذُر، وأطْرِقاء كنَصيب وأنْصِباء وأطْرِقَة كرَغيف وأرْغِفَة وَهَذَا على التّذْكير. وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى:
(فلمّا جزَمْتُ بهِ قِرْبَتي ... تيمّمْتُ أطْرِقَةً أَو خَلِيفا)
وَفِي الحَديث: أنّ الشّيطان قعَدَ لابنِ آدم بأطْرُِقة. وجج: جمْع الْجمع طُرُقات بضمّتَيْن جمع طُرُق. وَقَالَ ابنُ السّكِّيت: الطّريقَة بهاءٍ: النّخلَة الطّويلَة بلُغَةِ أهْلِ اليَمامةِ. وَقيل: هِيَ المَلْساءُ)
مِنْهَا، وقيلَ: الَّتِي تُنالُ باليَدى ج: طَرِيق. قَالَ الْأَعْشَى:
(طريقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أصولُهُ ... عَلَيْهِ أبابيلٌ من الطّير تنْعَبُ)
والطّريقَة: الحالُ. تَقول: فُلانٌ على طَريقةٍ حسَنة، وعَلى طَريقَة سيّئة. والطّريقَة: عَمودُ المِظلّةِ والخِباء. وَمن المَجاز: الطّريقة: شَريفُ القوْم وأمثَلُهُم، للواحِد والجَمْع. يُقال: هَذَا رجُلٌ طَريقَةُ قومِه، وهؤلاءِ طريقَة قومِهم. وَقد يُجْمَع طَرائِقَ فيُقال: هؤلاءِ طرائقُ قومِهم للرِّجال الأشْرافِ، حكاهُ يعْقوب عَن الفَرّاءِ. وَفِي اللِّسان قَوْله تَعَالَى:) ويذْهَبا بطَريقَتِكُم المُثْلى (جاءَ فِي التّفسير أنّ الطّريقَةَ: الرّجالُ الأشرافُ، مَعناه بجماعَتِكُم الأشْراف، أَي: هَذَا الَّذِي يبْتَغي أنْ يجعَلَه قومُه قُدْوَةً، ويسْلُكوا طريقَتَه. وَقَالَ الزّجّاج: عِندي وَالله أعلم أَن هَذَا على الحَذْف، أَي: ويَذْهَبا بأهْل طَريقَتِكم المُثْلى. وَقَالَ الأخْفَش: بطَريقَتِكم المُثْلى، أَي: بسُنّتِكم ودينِكم وَمَا أنتُم عَلَيْهِ. وَقَالَ الفَرّاء:) كُنّا طرائِقَ قِدَدا (أَي: فرقا مُختلفةً أهْواؤُنا. وقولُه تَعالَى:) وأنْ لوِ اسْتَقاموا علَى الطّريقَةِ (قَالَ الفَرّاءُ: على طَريقَةِ الشِّرْك. وَقَالَ غيرُه: على طَريقَة الهُدَى. وجاءَت مُعرَّفَةً بالألفِ وَاللَّام على التّفخيمِ، كَمَا قَالُوا: العُودُ للمَنْدَل، وَإِن كَانَ كُلُّ شجَرة عوداً. وَقَالَ اللّيث: الطّريقَة: كُلُّ أُحْدورَة من الأرْض، أَو صَنِفَةٍ من الثّوب، أَو شَيءٍ مُلزَق بعضُه على بعْض وَكَذَلِكَ من الألْوان. والسّمواتُ سَبْعُ طَرائقَ بعْضُها فوقَ بعض. والطّريقَة: الخَطُّ فِي الشّيءِ وطرائِقُ البَيْضِ: خُطوطُه الَّتِي تُسمّى الحُبُكَ. والطّريقَة: نَسيجَةٌ تُنْسَجُ من صُوف أَو شَعْر فِي عرْضِ ذِراعٍ أَو أقلّ، وطولُها أربعةُ أذرُعٍ أَو ثَمان أذْرُعٍ على قَدْرِ عِظَم البيتِ وصِغَرِه فتُخيَّطُ فِي مُلتَقَى الشِّقاقِ من الكِسرِ الى الكِسْر، وفيهَا تكونُ رُؤُوس العُمُد، وبينَها وبيْنَ الطّرائقِ ألْبادٌ تكونُ فِيهَا أنوفُ العُمُدِ، لئلاّ تخرِقَ الطّرائِق. وَقَالَ اللِّحْيانيّ: ثوبٌ طَرائِقُ ورعابِيلُ، أَي: خلَقٌ.
قَالَ: والطِّرِّيقة كسِكّينة: الرّخاوةُ واللّين. وَمِنْه المَثَل: إنّ تحْت طِرّيقَتِك عِنْدَأْوَة أَي إنّ تَحت سُكوتِك لَنزوَة وطِماحاً. يُقال ذَلِك للمُطرِقِ المُطاول ليأتيَ بداهِية، ويشُدَّ شَدّةَ ليْث غير مُتّقٍ، وَقيل: معْناه: إنّ فِي لِينِه وانْقِيادِه أحْياناً بعضُ العُسْر. والعِنْدَأْوَة: أدْهى الدّواهي. وَقيل: هُوَ المَكْر والخَديعة. وَقد ذُكِر فِي: ع ن د. وَقَالَ شيخُنا: هُوَ من الإحالاتِ الغَيْر الصّحيحة فإنّه إِنَّمَا ذَكَر فِي عِنْد أنّ عندأْوةَ تقدّم فِي بَاب الهمزَة، وَلَا ذكَر المَثَل هُنَاكَ وَلَا تعرّضَ لَهُ نعم ذكره فِي بَاب الهَمْزة، فتأمّل ذَلِك. والطِّرِّيقَة: السّهْلَة من الْأَرَاضِي كأنّها قد طُرِقَت، أَي: ذُلِّلَتْ ودِيسَتْ بالأرْجُل. ومِطْراقُ الشّيءِ، كمِحْراب: تِلْوُهُ ونَظيرُه. ويُقال: هَذَا مِطْراقُ هَذَا، أَي: مثلُه)
وشِبْهُه. وأنشَدَ الأصمعيُّ:
(فاتَ البُغاةَ أَبُو البَيْداءِ مُحْتَزِما ... وَلم يُغادِرْ لَهُ فِي النّاسِ مِطْراقا)
والمَطاريقُ: القومُ المُشاةُ لَا دَوابَّ لَهُم، واحِدُهم مُطْرِق. هَذَا قَول أبي عُبيد، وَهُوَ نادِرٌ، إِلَّا أَن يكونَ جمْع مِطْراقٍ. وَقَالَ خالِدُ بنُ جنْبَةَ: المُطْرِقُ من الطّرْق، وَهُوَ سُرْعَةُ المَشْي. قَالَ الأزهريّ: ومِنْ هَذَا قيلَ للرّاجِلِ: مُطْرِق، وجمعُه مَطاريقُ. والمَطاريقُ: الْإِبِل يتْبَع بعضُها بَعْضًا إِذا قرُبَت من المَاء. يُقال: جاءَ القومُ مَطاريقَ: إِذا جَاءُوا مُشاةً. وجاءَت الإبِلُ مَطاريقَ يَا هَذَا: إِذا جاءَ بعضُها فِي إثْرِ بعْضٍ، والواحِدُ مِطْراقٌ. وَقَالَ الرّاغِبُ: وباعْتِبار الطّريق قيلَ: جاءَت الإبِلُ مَطاريق، أَي: جاءَت فِي طَريقٍ واحِدٍ. وطرِق كسَمِع: شرِبَ الماءَ المَطْروقَ، أَي: الكَدِرَ نقَله الصّاغانيّ. وأُمُّ طُرَّيْقٍ، كقُبَّيْطٍ: الضَّبُع إِذا دخَل الرّجُلُ عَلَيْهَا وِجارَها قَالَ: أطْرِقِي أمَّ طُرَّيْق، لَيست الضَّبُعُ هَا هُنَا، هَكَذَا قيّده الصّاغاني، ونقلَه عَن اللّيث. وَالَّذِي فِي العَيْن: أمّ الطَّرِيق، كأمِير، وأنْشَدَ قولَ الأخطَل:
(يُغادِرْنَ عصْبَ الوالِقِيِّ وناصِحٍ ... تخُصُّ بِهِ أمُّ الطّرِيق عِيالَها)
وفسّره بالضَّبُع، وذكَر العِبارَة الَّتِي أسلفْناها، وَقد أخْطأَ الصاغانيُّ فِي الضّبْط، وقلّدَه المُصنِّف على عادتِه. والطِّرِّيق كسِكّيتٍ: الكَثيرُ الإطْراقِ من الرِّجال، نَقله الليْثُ. وَفِي التّهْذيب: الكرَوانُ الذّكَر يُقَال لَهُ: طِرِّيقٌ، لأنّه إِذا رأى الرّجُلَ سقَطَ وأطْرق. وَفِي العَيْن: يُقال لَهُ: أطْرِق كَرَا، فيسْقُط مُطْرِقاً، فيُؤخَذ. وَزعم أَبُو خَيْرَة أَنهم إِذا صادُوه فرأوْه من بَعيد أطافوا بِهِ. ويَقولُ أحدُهم: أطْرِق كَرا، إنّك لَا تُرَى حَتَّى يُتمَكَّنَ مِنْهُ فيُلْقَى عَلَيْهِ ثوبا فيأخُذَه. وَفِي المثَل: أطْرِقْ كَرا، إنّ النّعامَةَ فِي القُرَى يُضرَبُ مثَلاً للمُعْجَب بنَفْسِه كَمَا يُقال: فغُضَّ الطَّرْفَ. والأُطَيْرِق والطُّرَيْق كأُحَيْمِر وزُبَيْر: نخْلة حِجازيّة تبَكِّر بالحَمْلِ، صَفْراء الثّمرة والبُسْرة، حَكَاهُ أَبُو حَنيفة.
وَقَالَ مرّة: الأُطَيْرقُ: ضرْبٌ من النّخْلِ، وَهُوَ أبكَرُ نخْلِ الحِجازِ كُلِّه، وسمّاها بعضُ الشُعراء الطُّرَيْقِين والأُطَيْرِقين قَالَ: أَلا تَرَى إِلَى عَطايا الرّحْمَنْ من الطُّرَيْقِينَ وأمِّ جِرْذانْ قَالَ أَبُو حَنيفَة: يُريدُ بالطّرَيْقِينَ جمعَ الطُّرَيْق. وأطْرَقَ الرجلُ إطراقاً: إِذا سَكَت، وخصّ بعضُهم إِذا كَانَ عنْ فَرَقٍ. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: إِذا سكَت وَلم يتكلّم وَفِي حديثِ نظَرِ الفَجْأة:)
أطْرِقْ بَصرَك هُوَ أَن يُقبِلَ ببصره الى صَدْره ويسْكُتَ ساكِناً. وَفِي حَديث آخر: فأطرَقَ سَاعَة أَي: سكَتَ. وَقيل: أطْرَقَ: أرخَى عينَيْه ينْظُر الى الأَرْض وَقد يكونُ ذَلِك خِلْقَةً. قَالَ أَبُو عبيد: ويكونُ الإطْراقُ الاستِرْخاءَ فِي الجُفون، كقَوْل أخي الشّمّاخِ يرْثي سيِّدَنا عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(وَمَا كُنْتُ أخْشى أَن تكونَ وَفاتُه ... بكفَّيْ سَبَنْتَى أزْرَقِ العيْنِ مُطْرِقِ)
وَقَالَ الرّاغِبُ: أطْرقَ فُلانٌ: أغْضى كأنّه صارتْ عينُه طارِقَةً للأرضِ، أَي: ضارِبةً لَهَا كالضّرْبِ بالمِطْرَقَة، وأطرَقَ فُلاناً فحْلَه: أعارَه إيّاه ليضْرِبَ فِي إبِله. يُقال: أطْرِقْني فحْلَك.
وَفِي الحَدِيث: وَمن حقِّها إطْراقُ فحْلِها أَي: إعارتها للضِّراب، وكذلِك أضْرَبَه فحْلَه. وَمن المَجاز: أطْرَقَ الى اللهْو إطْراقاً: مالَ إِلَيْهِ عَن ابْن الأعرابيّ. وأطْرَق الليلُ علَيه: ركِب بعضُه بعْضاً هَكَذَا فِي سَائِر النُسَخ. والصّواب اطّرقَ عَلَيْهِ اللّيلُ، على افْتَعَل، كَمَا فِي العُبابِ واللِّسان.
وَكَذَا قولُه: اطّرَقت الإبلُ على افْتَعل: إِذا تبِع بعضُها بعْضاً كَمَا يُفهَم من سِياقِ العُباب واللِّسان، على أنّ فِي عِبارة الصِّحاح مَا يوهِم أنّه أطرَقَت الإبلُ، كأكْرَمت. وأطْرِقا، كأمْرِ الاثْنَيْن من أطْرَقَ كأكْرَم: د نقَله الأصمَعيُّ عَن أبي عمْرو بنِ العَلاءِ. قَالَ نَرى أَنه سُمّي بقوْلِه: أطْرِق، أَي: اسكُت. وَذَلِكَ أنّهم كَانُوا ثَلاثةَ نفَرٍ بأطْرِقا، وَهُوَ موضِعٌ، فسَمِعوا صوْتاً فَقَالَ أحدُهم لصاحِبَيْه: أطْرِقا، أَي: اسْكتا، فسُمّي بِهِ البَلدُ. وَفِي التّهْذيب فسُمّي بِهِ المُكان. وَمِنْه قَول أبي ذُؤيْب الهُذْلي:
(على أطْرِقا بَالِياتُ الخِيا ... مِ إلاّ الثُّمامُ وإلاّ العِصيُّ) وصرّح أَبُو عُبَيْد البَكْريّ فِي مُعجَم مَا استَعْجَم أَن أطْرِقا: موضِعٌ بالحِجاز، ويدلُّ لذَلِك أَيْضا قولُ عبدِ الله بنِ أميّة بنِ المُغيرة المَخْزوميّ يُخاطِبُ بَني كعْبِ بنِ عَمْرو من خُزاعةَ، وَكَانَ يُطالِبُهم بدَم الوَليدِ بنِ المُغيرة أبي خالدِ بنِ الوَليد:
(إنّي زَعيمٌ أَن تَسيروا وتهرُبوا ... وَأَن تَتْرُكوا الظّهْرَ أَن تَعوي ثَعالِبُهْ)

(وَأَن تَتْرُكوا مَاء بجِزْعَةِ أطْرِقا ... وَأَن تسْلُكوا أيّ الْأَرَاك أطايِبُهْ)
فإنّه ذكرَ الظّهْرانَ، وَهُوَ من ضَواحي مكّة، وهُناك منازِلُ كعْبٍ من خُزاحةَ، فيكونُ أطرِقا أَيْضا من مَنازِلِهم بتِلْكَ النّواحي. أَو هُوَ هُناك من مَنازِلِ هُذَيلٍ لِأَنَّهُ جاءَ ذكرُه فِي شِعرِهم.
وَقَالَ ابنُ بَرّي: من رَوَى الثُّمامَ بالنّصْب جعلَه استِثْناءً من الخِيامِ لأنّها فِي المَعْنى فاعلُه، كأنّه قَالَ: بالياتٌ خِيامُها إلاّ الثُّمام لأَنهم كَانُوا يُظلِّلون بِهِ خِيامَهم، وَمن رفَع جعلَه صِفَةً للخيام، كأنّه)
قَالَ: بالِية خِيامُها غيْرُ الثُّمام على المَوْضِع. وأفعِلا مَقْصور بِناءٌ قد نَفَاهُ سيبَوَيْهِ، حَتَّى قَالَ بعضُهم: إنّ أطْرِقا فِي هَذَا الْبَيْت أصلُه أطرِقاء: جمْع طَريقٍ بلغَة هُذَيل، ثمَّ قصَر الممْدود، واستدلّ بقول الآخر: تيمّمتُ أطرِقَةً أَو خَليفَا ذهَبَ هَذَا المُعلِّلُ الى أَن العَلامَتَيْن يعْتَقِبان. وَقَالَ الصّاغانيّ: ورُوِي: عَلا أطْرُقاً: جمْع طَريق، أَي: عَلا السّيلُ أطرُقاً. وَقَالَ ياقوتُ فِي مُعْجَمِه: وللنّحْويّين كلامٌ لَهُم فِيهِ صناعَة قَالَ أَبُو الفتْح: ويُرْوَى: عَلا أطْرُقاً، فَعَلا: فِعْلٌ ماضٍ، وأطْرُق: جمْعُ طَريقٍ، فمَنْ أنّث جمَعَه على أطْرُق، مثل: عَناقٍ وأعنُق، وَمن ذكّر جمَعَه على أطْرِقاء، كصَديقٍ وأصدِقاء، فيكونُ قد قصَره ضَرورة. ويُقال: لَا أطْرقَ اللهُ عَلَيْهِ: أَي لَا صَيّرَ اللهُ لَهُ مَا ينكِحُه وَهُوَ مَجاز. والمُطرِقُ كمُحْسِن: اسمُ وَاد وَأنْشد أَبُو زيْد: حيثُ تحجّى مُطرِقٌ بالفَالِقِ وَقَالَ امْرُؤ القَيْس:
(على إثْرِ حيِّ عامِدينَ لنِيّةٍ ... فحَلّوا العَقيقَ أَو ثَنيّةَ مُطرِقِ)
والمُطْرِق: الرّجُلُ، الوَضيعُ أَي: فِي النّسَب أَو الحسَب، وَهُوَ مَجاز. وَأَبُو مَرْيَمَ مُطرِقٌ: والِدُ النّضْر الكوفيِّ المحدِّث، وَهُوَ أَبُو لَيْنَة الَّذِي قدّك ذكره فِي أول التّركيب، وَهُوَ تَكْرار مُخِلٌّ، فلْيُتنَبّه لذلِك. والمَجَانُّ المُطْرَقَة، كمُكْرَمة: الَّتِي يُطْرَقُ بعضُها على بعْض، كالنّعْلِ المُطْرَقَة المخْصوفَة. ويُقال: أُطْرِقَت بالجِلْد والعصَب، أَي: أُلبِسَت، وتُرْسٌ مُطْرَقٌ. وَالَّذِي جاءَ فِي الحَديث: كأنّ وجوهَهم المَجَانُّ المُطْرَقة أَي: التِّراس الَّتِي أُلِسَت العَقَب شيْئاً فوقَ شَيءٍ، أرادَ أنّهم عِراضُ الْوُجُوه غِلاظُها. ويُرْوَى: المُطَرَّقة بالتّشْديد كمُعَظَّمة للتّكْثير، وَالْأول أشهَر. وَقَالَ الأصمعيّ: طرَّقَتِ القَطاةُ خاصّةً تَطْريقاً قَالَ أَبُو عُبَيد: لَا يُقال ذلِك فِي غيْرِ القَطاةِ: إِذا حانَ خُروجُ بيضِها. قَالَ المُمَزّق العَبْدي، واسمُه شأسُ بنُ نَهار:
(وَقد تخِذَتْ رِجْلي الى جنْبِ غَرْزِها ... نَسيفاً كأفْحوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ)
أنْشدهُ أَبُو عَمْرو بنُ العَلاء. قَالَ: وطرّقَت الناقَةُ بولَدِها: إِذا نشِبَ وَلم يسْهُل خُروجُه، وكذلِك الْمَرْأَة قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(لَهَا صرْخَةٌ ثمَّ إسْكاتَةٌ ... كَمَا طرّقَتْ بنِفاسٍ بِكُرْ)
وقيلَ: اطّرَقَتْ: إِذا تفرّقَتْ على الطُّرُقِ، وترَكَت الجوادَّ. وأنشدَ الأصمعيّ يصِفُ الإبلَ: جاءَنا مَعاً واطّرَقَتْ شَتيتا وترَكَتْ راعِيَها مَسْبوتا قد كادَ لمّا نامَ أنْ يَموتا وَهِي تُثيرُ ساطِعاً سِخْتِيتا يَقولُ: جاءَت مُجْتَمِعةً وذهبَت متفرِّقة. قلتُ: وَهُوَ قولُ رؤبةَ. ويُقال: تطارَقَت الإبِلُ: إِذا جاءَتْ على خُفٍّ واحِد. وطارَقَ الرجلُ بيْن ثوْبَيْن: إِذا طابَقَ بَينهمَا. وظاهِرُ ذلِك إِذا لبِسَ أحدَهُما)
على الآخر. وطارَق بيْنَ نعْلَيْن: إِذا خَصَفَ إحْداهُما على الأخْرَى. وَقَالَ الأصْمَعيّ: طارَقَ الرجلُ نعْلَيْه: إِذا أطْبَق نعْلاً على نعْلٍ، فخُرِزَتا، وَهُوَ الطِّرّاق. ونعْلٌ مُطارَقَةٌ: مخْصوفةٌ.
والطِّرْياقُ، كجِرْيال، وَهَذِه عَن أبي حَنيفة والطِّرّاق مُشَدَّداً مَعَ كسْرِ أَوله: لُغَتان فِي التِّرْياق، وَكَذَلِكَ الدِّرْياق، وَقد تقدّم فِي مَحلّه. وَمِمَّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ: الطُّرّاق: المتَكَهِّنون، وهنّ الطّوارِقُ.
قَالَ لَبيد:
(لعَمْرُكَ مَا تَدْري الطّوارِقُ بالحَصَى ... وَلَا زاجِراتُ الطّيْرِ مَا اللهُ صانِعُ)
كَمَا فِي الصِّحاح. وضرَبَه بالمَطارِقِ، جمع مِطْرَقَة، وَهِي عَصا صَغيرةٌ. وطرَقَ البابَ طرْقاً: دقّه وقرَعَه. وَمِنْه سُمّي الْآتِي باللّيلِ طارِقاً. وطارَقَ الكلامَ، وماشَه، ونفَشه: إِذا تفنّن فِيهِ، وَهُوَ مَجاز. واستَطْرَقَه: طلَب مِنْهُ الطّريقَ فِي حدٍّ من حُدوده. والمُستَطْرَق: مجازُ السِّكّة. والطَّرْق، بالفَتح: المَنِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وناقَةٌ مِطْراقٌ: قَريبة العَهْد بطَرْقِ الفَحْلِ إِيَّاهَا. والطِّراقُ، بالكَسْر: الضِّراب. قَالَ شَمِر: ويُقال للفَحْلِ: مُطْرِقٌ، وَأنْشد:
(يَهَب النّجيبَةَ والنّجيبَ إِذا شَتا ... والبازِلَ الكَوْماءَ مثلَ المُطْرِقِ)
وَقَالَ تَيْم:
(وَهل تُبْلِغَنّي حيثُ كانَتْ ديارُها ... جُماليّة كالفَحْلِ وجْناءُ مُطْرِقُ)
قَالَ: ويكونُ المُطْرِقُ من الإطْراق، أَي: لَا تَرْغو وَلَا تضِجُّ. وَقَالَ خالِدُ بنُ جَنْبة: مُطرِقٌ من الطّرْقِ وَهُوَ سُرعَةُ المَشْي. وَفِي حَديث عليّ رضيَ الله عَنهُ: إنّها حارِقَةٌ طارِقَةٌ أَي: طرَقَتْ بخَيْر. وجمْعُ الطّارِقة الطّوارِق، وَجمع الطّارِق أطْراق، كناصِر وأنصار، وَقَالَ ابنُ الزُبَيْر:
(أبتْ عينُه لَا تذوقُ الرُّقاد ... وعاودها بعْضُ أطْراقِها)

(وسهّدَها بعدَ نوْم العِشاء ... تذكُّرُ نَبْلي وأفواقِها)
كَنى بنَبْلِه عَن الأقارِب والأهْل. ويُقال: طرَقَه الزمانُ بنوائِبه، ونَعوذُ بِاللَّه من طَوارقِ السّوءِ.
وَقَالَ الرّاغبُ: كَنَى عَن الحَوادِثِ ليْلاً بالطّوارِق. وطرَقَ فلانٌ: قصَد لَيْلًا بالطَّوارِق، قَالَ الشّاعر:
(كأنّي أَنا المَطْروقُ دونَك بالّذي ... طُرِقْتَ بهِ دونِي وعَيْنيَ تهْمِلُ)
ورجلٌ طُرَقة، كهُمَزَة: إِذا كَانَ يَسْري حتّى يطْرُقَ أهلَه لَيْلًا، وَهُوَ مَجاز. والطَّرْقة، بِالْفَتْح، والطِّراق، ككِتاب، والطِّرِّيقة، كسِكّينة: الاسْتِرخاءُ والتّكَسُّر والضّعْفُ فِي الرِّجْل. والطَّرَق،) مُحرَّكة: المُذَلَّل. وَأَيْضًا: الماءُ المُجتَمِعُ قد خِيضَ فِيهِ وبيلَ فكَدِرَ، والجمعُ أطْراقٌ. وَامْرَأَة مَطْروقة، ضَعِيفَة لَيست بمذَكَّرة. وطائر طِراقُ الريش: إِذا ركِبَ بعضُه بَعْضًا، قَالَ ذُو الرّمّة يصف بازِياً:
(طِراقُ الخَوافي واقعٌ فَوق رِيعِه ... نَدَى ليلِه فِي ريشِه يتَرَقْرَقُ)
واطّرق جَناحُ الطائِر، على افْتَعَل: لبِس الريشُ الْأَعْلَى الريشَ الأسفَل. ويُقال: أطْرَقَ، أَي: التفّ. واطّرَقَت الأرضُ: ركِبَ التّرابُ بعضُه بَعْضًا، وَذَلِكَ إِذا تلبّدَتْ بالمَطَر، قَالَ العجّاج: واطّرَقَت إِلَّا ثَلاثاً عُطَّفا ورجُلٌ مِطْرَقٌ، ومِطْراقٌ: كَثيرُ السّكوت. وأطْرَقَ رأسَه: إِذا أمالَه. وكُلّ مَا وُضِعَ بعضُ على بعض فقد طورِقَ، واطّرَقَ. وطِراقُ بَيْضَةِ الرّأسِ: طَبقاتٌ بعضُها فوقَ بعض. وطارَقَ بيْن الدِّرْعَين، تشْبيهاً بطِراقِ النّعْلِ فِي الهَيْئَة. والطّرائِق: طَبَقاتُ السّماءِ، سُمّيَتْ لتراكُبِها، وَكَذَلِكَ طَبَقاتُ الأَرْض. وبَناتُ الطّريقِ: الَّتِي تفْتَرِقُ وتخْتلِف، فتأخُذُ فِي كلِّ ناحِيةٍ. قَالَ أَبُو المُثنّى الأسَديُّ: إِذا الطّريقُ اخْتلَفَتْ بناتُه وتطرّق الى الأمْر: ابتَغى إِلَيْهِ طَريقاً. وَقَالَ الرّاغِبُ: تطرّقَ الى كَذَا، مثل توسّل. والتّطارُق: التّقاطُر. والطّريقُ، كأمير: مَا بينَ السِّكَّتيْن من النّخْلِ. قَالَ أَبُو حَنيفَةَ: يُقال لَهُ بالفارسيّة: الرّاشْوان. قَالَ الرّاغب: تشْبيهاً بالطّريق فِي الامْتِداد. والطّريقَةُ: السّيرةُ والمَذْهَب، وكُلّ مسْلَكٍ يسلُكه الإنسانُ فِي فِعْل، محْموداً كَانَ أَو مذْموماً. وطَرائقُ الدّهْر: مَا هُوَ عَلَيْهِ من تقلُّبه. قَالَ الرّاعي:
(يَا عَجَباً للدّهْرِ شتّى طرائِقُهْ ... وللمرْء يَبْلوه بِمَا شاءَ خالِقُهْ)
والطّرائق: الفِرَقُ المُختلِفَة الأهْواء. وطَريقَةُ الرّمْلِ والشّحْمِ: مَا امْتَدّ. وكُلّ لحْمةٍ مُستَطيلَة طَريقَةٌ. والطّريقَةُ الَّتِي على أعْلى الظّهْر. ويُقال للخَطِّ الَّذِي يمْتَدّ على متْنِ الحِمار: طَريقة. قَالَ لَبيدٌ يصفُ حِمار وحْش: فأصْبَحَ ممتَدَّ الطّريقَةِ نافِلا وَإِذا وُصِفَت القَناةُ بالذّبول قيل: قَناة ذاتُ طرائق. قَالَ ذُو الرُّمّة يصف قَناةً:
(حتّى يئِضْنَ كأمثالِ القَنا ذبَلَتْ ... فِيهَا طرائِقُ لَدْناتٌ على أوَدِ)

والطّرائِقُ: آخِرُ مَا يَبْقى من عفْوةِ الكَلأ. والطّرَقَة، مُحرّكة: صَفُّ النّخْل، نَقله الجوهَريّ عَن الأصمعيّ. واطّرَق الحوضُ، على افْتَعَل: وقَع فِيهِ الدِّمَن، فتلبّد فِيهِ. والطُّرَق كصُرَد، وبضمّتَيْن: الجَوادُّ. وآثار المارّة تظهر فِيهَا الْآثَار، واحِدَتُها طُرْقَة بالضمّ. يُقَال: هَذِه طُرْقَة الإبِل، وطُرَقاتُها، أَي: آثارُها مُتطارِقة. ويُقال: ضرَبَه حَتَّى طرّق بجَعْرِه نقلَه الجوهَريّ: إِذا اخْتَضَب. وطَرْقَةُ الطّريق، بالفَتْح: شرَكَتُها. والطّريقُ: ضرْب من النّخْل. قَالَ الْأَعْشَى:
(وكُلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطّري ... قِ يَجْري على سَلِطاتٍ لُثُمْ)
وعندَه طُروق من الكَلام، واحِدُه طَرْقٌ، عَن كُراع، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأراهُ يعْني ضُروباً من الكَلام. وأطرَقَ الرّجُلُ الصَّيْدَ: إِذا نصَبَ لَهُ حِبالَةً. وأطْرَقَ فُلانٌ لفُلان: إِذا مَحَل بِهِ ليُلْقِيَه فِي وَرْطَة، أُخِذَ من الطَّرْق، وَهُوَ الفَخُّ. وَمن ذلِك قيلَ للعَدُوِّ: مُطْرِقٌ، وللسّاكِت مُطْرِقٌ. وطارِقٌ: اسْم. وقَبيلة من إياد. وجبَلُ طارِق: من بِلاد الأندَلُس، يُقابِلُ الجَزيرةَ الخضْراءَ. واشتَهَر بجَبَلِ الفتْح، منْسوبٌ الى طارِق، مَوْلَى مُوسَى بن نُصَيْر، والعامّة تَقول: جبلُ الطّارِ. وطارِقُ بنُ عبدِ الرّحْمن، وطارِقُ بن قُرّة، وطارِقُ بنُ مُخاشِن، وطارِقُ بن زِياد: تابِعيّون. واختُلِفَ فِي طارِقِ بن أحْمَر، فقيلَ: تابِعيٌّ، وَهُوَ قَول الدّارَقُطْنيّ، وأوردَه ابنُ قانِعٍ فِي مُعْجَم الصّحابَةِ، وَالْأول أصحّ. وطارِقُ بن أشْيَم الأشْجَعيُّ، وطارقُ بن زِيَاد، وطارِقُ بن سُوَيْد الحَضْرَميّ، وطارقُ بنُ شَريك، وطارقُ بنُ شِهاب، وطارقُ بنُ شدّادٍ، وطارقُ بن عُبَيد، وطارقُ بن علْقَمَة، وطارقُ بن كُلَيْب: صحابيّون، والأخير قيل: هُوَ ابْن مُخاشِن الَّذِي ذُكِر. وَأما طارِقُ بن المُرَقَّعِ فالأظْهَرُ أنّه تابعيٌّ، وأوردَه المُصنِّفُ فِي ر ق ع استِطْراداً. وَأَبُو طارِق السّعْديُّ البَصْريّ، روَى عَن الحسَن البَصْريّ، وَعنهُ جعْفَرُ بنُ سُلَيْمانَ الضُّبَعيُّ. وناقَة مُطَرَّقة، كمُعظَّمة: مُذَلَّلة. وذهبٌ مُطْرَقٌ: مسْكوك. وريشٌ مُطْرَقٌ، كمُكْرَم: بعضُه فوقَ بعضٍ. ووضَع الأشياءَ طُرْقَةً طُرْقَةً، وطَريقَةً طَريقةً: بعضُه فوقَ بعض. وطرِّقْ لي تَطْريقاً: اخْرُجْ. وطرَقَني همٌّ، وطرقَني خَيالٌ، وطَرَق سمْعي كَذَا، وطُرِقَت مَسامِعي بخَيْر. وأخذَ فُلانٌ فِي الطّرْقِ والتّطْريق: احْتالَ وتكهّن.
وَهُوَ مطْروقٌ: إِذا كَانَ يطْرُقه كلُّ أحدٍ. وتطارَقَ الظّلامُ والغَمامُ: تتابَع. وطارَقَ الغَمامُ الظّلامَ كَذَلِك. وتطارَقَت علينا الأخْبارُ. ويُقال: هُوَ أخَسُّ من فُلان بعِشْرينَ طَرْقَةً، كَمَا فِي الأساس.
والمُنْطَرِقات: هِيَ الأجسادُ المَعْدِنيّةُ. وإسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بن عُقْبَةَ المُطْرِقيُّ، بالضّمِّ: مُحدّث مشْهورٌ، وَهُوَ ابنُ أخي مُوسَى بن عُقْبة، صاحبِ المَغازي.) 
Expand
طرق: {والطارق}: النجم يطرق أي يأتي ليلا. {بطريقتكم}: سيرتكم. {طرائق}: جمع طرق.
طفق: {فطفق}: جعل.
ط ر ق: (الطَّرِيقُ) السَّبِيلُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، تَقُولُ: الطَّرِيقُ الْأَعْظَمُ وَالطَّرِيقُ الْعُظْمَى، وَالْجَمْعُ (أَطْرِقَةٌ) وَ (طُرُقٌ) . وَ (طَرِيقَةُ) الْقَوْمِ أَمَاثِلُهُمْ وَخِيَارُهُمْ يُقَالُ: هَذَا رَجُلٌ طَرِيقَةُ قَوْمِهِ وَهَؤُلَاءِ طَرِيقَةُ قَوْمِهِمْ وَ (طَرَائِقُ) قَوْمِهِمْ أَيْضًا لِلرِّجَالِ الْأَشْرَافِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} [الجن: 11] أَيْ كُنَّا فِرَقًا مُخْتَلِفَةً أَهْوَاؤُنَا. وَ (طَرِيقَةُ) الرَّجُلِ مَذْهَبُهُ. يُقَالُ: مَا زَالَ فُلَانٌ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ أَيْ حَالَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الطَّرْقُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْمَطْرُوقُ) مَاءُ السَّمَاءِ الَّذِي تَبُولُ فِيهِ الْإِبِلُ وَتَبْعَرُ. وَمِنْهُ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: الْوُضُوءُ بِالطَّرْقِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ التَّيَمُّمِ. وَ (طَرَقَ) مِنْ بَابِ دَخَلَ فَهُوَ (طَارِقٌ) إِذَا جَاءَ لَيْلًا. وَ (الطَّارِقُ) أَيْضًا النَّجْمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ:
كَوْكَبُ الصُّبْحِ. وَ (الطَّرْقُ) أَيْضًا الضَّرْبُ بِالْحَصَى وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّكَهُّنِ، وَ (الطُّرَّاقُ) الْمُتَكَهِّنُونَ وَ (الطَّوَارِقُ) الْمُتَكَهِّنَاتُ. قَالَ لَبِيَدٌ:

لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الطَّوَارِقُ بِالْحَصَى ... وَلَا زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللَّهُ صَانِعُ
وَ (مِطْرَقَةُ) الْحَدَّادِ مَعْرُوفَةٌ. وَ (أَطْرَقَ) الرَّجُلُ أَيْ سَكَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ. وَ (أَطْرَقَ) أَيْضًا أَرْخَى عَيْنَيْهِ يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ. وَ (طَرَّقَ) لَهُ (تَطْرِيقًا) مِنَ الطَّرِيقِ. 

كتب

باب الكاف والتاء والباء معهما ك ت ب، ك ب ت، ب ك ت، ت ب ك، ب ت ك مستعملات

كتب: الكَتْبُ: خرز الشيء بسير، والكُتْبةُ: الخرزة التي ضم السير كلا وجهيها. والناقة إذا ظئرت [على ولد غيرها] كُتِبَ منخراها بخيط لئلا تشم البو والرأم. قال ذو الرمة:

[وفراء غرفيةٍ أثأى خوارزُها] ... مشلشل ضيعته بينها الكتب

والكَتْبُ: الخرزُ بسيرين، قال:

لا تأمننَّ فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكْتُبْها بأسيار

والكتاب والكتابة: مصدر كتبت. والمُكْتِبُ: المعلم. والكتاب: مجمع صبيانه. والكَتيبةُ من الخيل: جماعة مستحيزة. والكِتْبة: الاكتتاب في الفرض والرزق، واكْتَتَبَ فلان، أي: كَتَب اسمه في الفرض. والكتِبةُ: اكتتابُك كتاباً تكتبه وتنسخه.

كبت: الكَبْتُ: صرع الشيء لوجهه. كَبَتَهُمُ الله فانكبتوا، أي: لم يظفروا بخير. وكَبَتَ الله أعداءكَ، أي: غاظهم وأذلهم. والاسم: الكُباتُ.

بكت: التَّبْكيتُ: ضرب بالعصا والسيف ونحوهما [بكّته بالعصا تبكيتاً، وبالسيف ونحوه] .

تبك: تَبُوك: اسم أرض وبين تبوك والمدينة اثنتا عشرة مرحلة.

بتك: البَتْكُ: قبضك على الشيء، على شعر أو ريش، أو نحو ذلك، ثم تجذبه إليك فينبتكُ من أصله. أي: ينقطع، وينتتف، وكل طاقة من ذلك في كفك: بِتْكةٌ، قال زهير:

[حتى إذا ما هوت كف الغلام لها] ... طارت وفي كفه من ريشها بِتَكُ

والبَتْكُ: قطع الأذن من أصلها. قال الله تعالى: فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ . 
كتب
الْكَتْبُ: ضمّ أديم إلى أديم بالخياطة، يقال: كَتَبْتُ السّقاء، وكَتَبْتُ البغلة: جمعت بين شفريها بحلقة، وفي التّعارف ضمّ الحروف بعضها إلى بعض بالخطّ، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللّفظ، فالأصل في الْكِتَابَةِ: النّظم بالخطّ لكن يستعار كلّ واحد للآخر، ولهذا سمّي كلام الله- وإن لم يُكْتَبْ- كِتَاباً كقوله: الم ذلِكَ الْكِتابُ
[البقرة/ 1- 2] ، وقوله: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ [مريم/ 30] . والكِتاب في الأصل مصدر، ثم سمّي المكتوب فيه كتابا، والْكِتَابُ في الأصل اسم للصّحيفة مع المكتوب فيه، وفي قوله: يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ
[النساء/ 153] فإنّه يعني صحيفة فيها كِتَابَةٌ، ولهذا قال: وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ الآية [الأنعام/ 7] . ويعبّر عن الإثبات والتّقدير والإيجاب والفرض والعزم بِالْكِتَابَةِ، ووجه ذلك أن الشيء يراد، ثم يقال، ثم يُكْتَبُ، فالإرادة مبدأ، والكِتَابَةُ منتهى. ثم يعبّر عن المراد الذي هو المبدأ إذا أريد توكيده بالكتابة التي هي المنتهى، قال: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي
[المجادلة/ 21] ، وقال تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا [التوبة/ 51] ، لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ [آل عمران/ 154] ، وقال: وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ
[الأنفال/ 75] أي: في حكمه، وقوله: وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ
[المائدة/ 45] أي: أوجبنا وفرضنا، وكذلك قوله: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ [البقرة/ 180] ، وقوله: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ [البقرة/ 183] ، لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ [النساء/ 77] ، ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ [الحديد/ 27] ، لَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ [الحشر/ 3] أي: لولا أن أوجب الله عليهم الإخلاء لديارهم، ويعبّر بالكتابة عن القضاء الممضى، وما يصير في حكم الممضى، وعلى هذا حمل قوله: بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ
[الزخرف/ 80] قيل: ذلك مثل قوله:
يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ [الرعد/ 39] ، وقوله: أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ [المجادلة/ 22] فإشارة منه إلى أنهم بخلاف من وصفهم بقوله: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا [الكهف/ 28] ، لأنّ معنى «أغفلنا» من قولهم: أغفلت الكتاب: إذا جعلته خاليا من الكتابة ومن الإعجام، وقوله:
فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ
[الأنبياء/ 94] فإشارة إلى أنّ ذلك مثبت له ومجازى به.
وقوله: فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ
[آل عمران/ 53] أي: اجعلنا في زمرتهم إشارة إلى قوله: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الآية [النساء/ 69] وقوله: مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها
[الكهف/ 49] فقيل إشارة إلى ما أثبت فيه أعمال العباد. وقوله:
إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها
[الحديد/ 22] قيل: إشارة إلى اللّوح المحفوظ، وكذا قوله: إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج/ 70] ، وقوله: وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ [الأنعام/ 59] ، فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً [الإسراء/ 58] ، لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ [الأنفال/ 68] يعني به ما قدّره من الحكمة، وذلك إشارة إلى قوله: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ
[الأنعام/ 54] وقيل: إشارة إلى قوله: وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ [الأنفال/ 33] ، وقوله: لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا
[التوبة/ 51] يعني: ما قدّره وقضاه، وذكر «لنا» ولم يقل «علينا» تنبيها أنّ كلّ ما يصيبنا نعدّه نعمة لنا، ولا نعدّه نقمة علينا، وقوله: ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة/ 21] قيل: معنى ذلك وهبها الله لكم، ثم حرّمها عليكم بامتناعكم من دخولها وقبولها، وقيل:
كتب لكم بشرط أن تدخلوها، وقيل: أوجبها عليكم، وإنما قال: «لكم» ولم يقل: «عليكم» لأنّ دخولهم إيّاها يعود عليهم بنفع عاجل وآجل، فيكون ذلك لهم لا عليهم، وذلك كقولك لمن يرى تأذّيا بشيء لا يعرف نفع مآله:
هذا الكلام لك لا عليك، وقوله: وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا [التوبة/ 40] جعل حكمهم وتقديرهم ساقطا مضمحلّا، وحكم الله عاليا لا دافع له ولا مانع، وقال تعالى: وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ [الروم/ 56] أي: في علمه وإيجابه وحكمه، وعلى ذلك قوله: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ
[الرعد/ 38] ، وقوله: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ
[التوبة/ 36] أي:
في حكمه. ويعبّر بِالْكِتَابِ عن الحجّة الثابتة من جهة الله نحو: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ
[الحج/ 8] ، أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ [الزخرف/ 21] ، فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ
[الصافات/ 157] ، أُوتُوا الْكِتابَ [البقرة/ 144] ، كِتابَ اللَّهِ [النساء/ 24] ، أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً [فاطر/ 40] ، فَهُمْ يَكْتُبُونَ [الطور/ 41] فذلك إشارة إلى العلم والتّحقّق والاعتقاد، وقوله: وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ
[البقرة/ 187] إشارة في تحرّي النّكاح إلى لطيفة، وهي أنّ الله جعل لنا شهوة النّكاح لنتحرّى طلب النّسل الذي يكون سببا لبقاء نوع الإنسان إلى غاية قدرها، فيجب للإنسان أن يتحرّى بالنّكاح ما جعل الله له على حسب مقتضى العقل والدّيانة، ومن تحرّى بالنّكاح حفظ النّسل وحصانة النّفس على الوجه المشروع فقد ابتغى ما كتب الله له، وإلى هذا أشار من قال: عنى بما كتب الله لكم الولد ، ويعبّر عن الإيجاد بالكتابة، وعن الإزالة والإفناء بالمحو. قال: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ [الرعد/ 38] ، يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ [الرعد/ 39] نبّه أنّ لكلّ وقت إيجادا، وهو يوجد ما تقتضي الحكمة إيجاده، ويزيل ما تقتضي الحكمة إزالته، ودلّ قوله: لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ [الرعد/ 38] على نحو ما دلّ عليه قوله: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن/ 29] وقوله: وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ [الرعد/ 39] ، وقوله: وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ [آل عمران/ 78] فَالْكِتَابُ الأوّل: ما كتبوه بأيديهم المذكور في قوله: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ
[البقرة/ 79] .
والْكِتَابُ الثاني: التّوراة، والثالث: لجنس كتب الله، أي: ما هو من شيء من كتب الله سبحانه وتعالى [وكلامه] ، وقوله: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ [البقرة/ 53] فقد قيل: هما عبارتان عن التّوراة، وتسميتها كتابا اعتبارا بما أثبت فيها من الأحكام، وتسميتها فرقانا اعتبارا بما فيها من الفرق بين الحقّ والباطل. وقوله:
وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا
[آل عمران/ 145] أي: حكما لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ [الأنفال/ 68] ، وقوله: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ [التوبة/ 36] كلّ ذلك حكم منه. وأمّا قوله: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ [البقرة/ 79] فتنبيه أنّهم يختلقونه ويفتعلونه، وكما نسب الكتاب المختلق إلى أيديهم نسب المقال المختلق إلى أفواههم، فقال: ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ [التوبة/ 30] والاكْتِتَابُ متعارف في المختلق نحو قوله:
أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها
[الفرقان/ 5] .
وحيثما ذكر الله تعالى أهل الكتاب فإنما أراد بالكتاب التّوراة والإنجيل، أو إيّاهما جميعا، وقوله: وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى إلى قوله: وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ [يونس/ 37] ، فإنما أراد بالكتاب هاهنا ما تقدّم من كتب الله دون القرآن، ألا ترى أنّه جعل القرآن مصدّقا له، وقوله: وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا [الأنعام/ 114] فمنهم من قال: هو القرآن، ومنهم من قال: هو القرآن وغيره من الحجج والعلم والعقل ، وكذلك قوله: فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ [العنكبوت/ 47] ، وقوله: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ [النمل/ 40] فقد قيل: أريد به علم الكتاب، وقيل: علم من العلوم التي آتاها الله سليمان في كتابه المخصوص به، وبه سخّر له كلّ شيء، وقوله: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ
[آل عمران/ 119] أي: بِالْكُتُبِ المنزّلة، فوضع ذلك موضع الجمع، إمّا لكونه جنسا كقولك: كثر الدّرهم في أيدي الناس، أو لكونه في الأصل مصدرا نحو: عدل، وذلك كقوله:
يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ [البقرة/ 4] وقيل: يعني أنّهم ليسوا كمن قيل فيهم: وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ [النساء/ 150] . وكِتابَةُ العَبْدِ: ابتياع نفسه من سيّده بما يؤدّيه من كسبه، قال: وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ
[النور/ 33] واشتقاقها يصحّ أن يكون من الكتابة التي هي الإيجاب، وأن يكون من الكتب الذي هو النّظم والإنسان يفعل ذلك.
Expand
(كتب) فلَانا علمه الْكِتَابَة وَجعله يكْتب والكتائب هيأها كَتِيبَة كَتِيبَة

كتب



كِتَابٌ (same as عَقْدٌ) The ceremony (not certificate) of a marriage-contract.

كَتَبُواكِتَابَهُ عَلَى

فُلَانَةٍ

They performed the ceremony of the contract of his marriage to such a woman (same as عقدوا عَقْدَهُ). b2: أَهْلُ الكِتَابِ: see أَهْلٌ.
(كتب)
الْكتاب كتبا وكتابا وَكِتَابَة خطه فَهُوَ كَاتب (ج) كتاب وكتبة وَيُقَال كتب الْكتاب عقد النِّكَاح (مو) والسقاء وَنَحْوه خرزه بسيرين والقربة شدها بالوكاء وَالله الشَّيْء قَضَاهُ وأوجبه وفرضه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كتب عَلَيْكُم الصّيام كَمَا كتب على الَّذين من قبلكُمْ}
ك ت ب: (كَتَبَ) مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (كِتَابًا) أَيْضًا وَ (كِتَابَةً) . وَ (الْكِتَابُ) أَيْضًا الْفَرْضُ وَالْحُكْمُ وَالْقَدَرُ. وَ (الْكَاتِبُ) عِنْدَ الْعَرَبِ الْعَالِمُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} [الطور: 41] . وَ (الْكُتَّابُ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ (الْكَتَبَةُ) . وَ (الْكُتَّابُ) أَيْضًا وَ (الْمَكْتَبُ) وَاحِدٌ وَالْجَمْعُ (الْكَتَاتِيبُ) وَ (الْمَكَاتِبُ) . وَ (الْكَتِيبَةُ) الْجَيْشُ. وَ (اكْتَتَبَ) أَيْ كَتَبَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {اكْتَتَبَهَا} [الفرقان: 5] وَاكْتَتَبَ أَيْضًا كَتَبَ نَفْسَهُ فِي دِيوَانِ السُّلْطَانِ. وَ (الْمُكْتِبُ) بِوَزْنِ الْمُخْرِجِ الَّذِي يُعَلِّمُ الْكِتَابَةَ. وَ (اسْتَكْتَبَهُ) الشَّيْءَ سَأَلَهُ أَنْ يَكْتُبَهُ لَهُ. وَ (الْمُكَاتَبَةُ) وَ (التَّكَاتُبُ) بِمَعْنًى. وَ (الْمُكَاتَبُ) الْعَبْدُ يُكَاتِبُ عَلَى نَفْسِهِ بِثَمَنِهِ فَإِذَا سَعَى وَأَدَّاهُ عَتَقَ. 
كتب
الكَتْبُ: خَرْز بسَيْرٍ أو سَيْرَيْن أو بحَلْقَةِ صُفْرٍ أو حَدِيدٍ، والفِعْلُ: يَكْتُبُ. وأكْتَبْتُ القِرْبَةَ. والكُتْبَةُ: الخُرْزَةُ.
والناقَةُ إِذا ظُئرَتْ، كُتِبَ مَنْخَراها بخَيْطٍ لكَيْلا تَشَمَّ البوَّ فلا تَرْأم.
والكِتَابُ والكِتَابَةُ: مَصْدَرُ كَتَبْتُ. واسْتَكْتَبْتُ فلاناً: إذا أمَرْتهُ أنْ يَكْتُبَ لكَ أو اتَّخَذْتَه كاتِباً.
والكُتّابُ والمَكْتَبُ: للصِّبْيَانِ. والمُكْتِبُ: المُعَلِّمُ.
والكِتْبَةُ والاكْتِتَابُ: في الفَرْض الفَرْضَ والرِّزْقِ. واكْتَتَبَ فلانٌ: كَتَبَ اسْمَه في الفَرْضِ.
والمُكاتَبُ: العَبْدُ يكاتَبُ على نَفْسِه بثَمَنِه.
وكَتَبْتُ الشَّيْءَ وأحْصيْتُه: بمعنىً واحِدٍ.
والكَتِيْبَةُ - مَعْروفَة -: جَمَاعَةٌ من الخَيْل مُسْتَحِيْزَةٌ، تَكَّتبوا: أي اجْتَمَعُوا. وكَتَّبْتُ الكَتَائبَ: هَيّأْتها.
واكْتَتَبَ بَطْنُ فلانٍ: إذا أمْسَكَ فلم يُحْدِثْ. ورَجُلٌ مُكْتَتِبٌ ومُكْتَتَبٌ عليه. وكُتِبَ عليه: إذا لم يَبُلْ.
واسْتَكْتَبَ السِّقَاءُ: أمْسَكَتْ سُيُوْرُه الماءَ فلا يَسْرَبُ منه.
والمُكْتَوْتبُ: المُنْتَفِخُ المُمْتَلِىءُ ممّا كانَ.
وبَطْنُه مُكْتَوْتبٌ: أي مُمْتَلِىءٌ عَدَاوَةً.
والتَّكَتُّبُ: التَحَزمُ والتَّجَمعُ، والتَكْتِيْبُ: مِثْلُه.
[كتب] الكتاب معروف، والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ. وقد كتبْتُ كَتْباً وكِتاباً وكِتابَةً. والكتاب: الفَرْضُ والحُكْمُ والقَدَر. قال الجعديّ: يا ابنة عَمِّي كتابُ الله أخرجَني * عنكمْ وهل أمنعنَّ الله ما فَعَلا قال ابن الأعرابي: الكاتب عندهم: العالِم. قال الله تعالى: (أمْ عندهم الغيْبُ فهم يَكتُبونَ) . والكَتْبُ: الجمع، تقول منه: كتبْتُ البغلَة، إذا جمعتَ بين شُفريها بحَلْقةٍ أو سيرٍ، أكْتِبُ وأكْتُبُ كَتْباً. وكَتَبْت القِربة أيضاً كَتْباً، إذا خرزْتها، فهي كَتيبٌ. والكُتْبَةُ بالضم: الخُرْزَةُ. قال ذو الرمّة: وَفْراَء غَرْفِيَّةٍ أثْأى خوارزَها * مُشَلْشَلُ ضَيَّعَتْهُ بينها الكُتَبُ والكُتَّابُ: الكَتَبَةُ. والكُتَّابُ أيضاً والمَكْتَبُ واحد، والجمع الكتاتيب. والكُتَّابُ أيضاً: سهمٌ صغير مُدوَّر الرأس يتعلم به الصبى الرمى، وبالثاء أيضا، والتاء في هذا الحرف أعلى من الثاء. والكتيبة: الجيش، تقول منه: كَتَّبَ فلانٌ الكتائب تكتيباً، أي عبَّاها كتيبةً كتيبةً. وتَكَتَّبَت الخيلُ، أي تجمَّعت. قال أبو زيد: كَتَّبْتُ الناقة تكتيباً، إذا صَرَرْتَها. وتقول: أكْتِبْني هذه القصيدة، أي أملِها عليّ. وأ كتبت القربة أيضا: شددتها بالوكاء، وكذلك كَتَبْتُها كَتْباً، فهي مُكْتَبٌ وكَتيبٌ. واكْتَتَبْتُ الكتابَ، أي كَتَبْتُه. ومنه قوله تعالى: (اكْتَتَبَها فهيَ تُمْلى عَلَيه) . وتقول أيضاً: اكتتب الرجلُ، إذا كَتَبَ نفسه في ديوان السلطان. والمُكْتِبُ : الذي يعلِّم الكتابة. قال الحسن: كان الحجَّاج مُكْتِباً بالطائف، يعني معلِّماً. واستكتبه الشئ، أي سأله أن يكتبه له. والمكاتبة والتكاتب بمعنًى. والمُكاتَبُ: العبد يُكاتَب على نفسه بثمنه، فإذا سعى وأداه عتق. 
ك ت ب : كَتَبَ كَتْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَكِتْبَةً بِالْكَسْرِ وَكِتَابًا وَالِاسْمُ الْكِتَابَةُ لِأَنَّهَا صِنَاعَةٌ كَالنِّجَارَةِ وَالْعِطَارَةِ وَكَتَبْتُ السِّقَاءَ كَتْبًا خَرَزْتُهُ وَكَتَبْتُ الْبَغْلَةَ كَتْبًا خَرَزْتُ حَيَاهَا بِحَلْقَةِ حَدِيدٍ أَوْ صُفْرٍ لِيَمْتَنِعَ الْوُثُوبُ عَلَيْهَا وَتُطْلَقُ الْكِتْبَةُ وَالْكِتَابُ عَلَى الْمَكْتُوبِ وَيُطْلَقُ الْكِتَابُ عَلَى الْمُنَزَّلِ وَعَلَى مَا يَكْتُبُهُ الشَّخْصُ وَيُرْسِلُهُ قَالَ أَبُو عَمْرٍو سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَمَانِيًّا يَقُولُ فُلَانٌ لَغُوبٌ جَاءَتْهُ كِتَابِي فَاحْتَقَرَهَا فَقُلْتُ أَتَقُولُ جَاءَتْهُ كِتَابِي فَقَالَ أَلَيْسَ بِصَحِيفَةٍ قُلْتُ مَا اللَّغُوبُ قَالَ الْأَحْمَقُ وَكَتَبَ حَكَمَ وَقَضَى وَأَوْجَبَ وَمِنْهُ كَتَبَ اللَّهُ الصِّيَامَ أَيْ أَوْجَبَهُ وَكَتَبَ الْقَاضِي بِالنَّفَقَةِ قَضَى وَكَاتَبْتُ الْعَبْدَ مُكَاتَبَةً وَكِتَابًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ قَالَ تَعَالَى {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} [النور: 33] وَكَتَبْنَا كِتَابًا فِي الْمُعَامَلَاتِ وَكِتَابَةً بِمَعْنًى وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ بَابُ الْكِتَابَةِ فِيهِ تَسَامُحٌ لِأَنَّ الْكِتَابَةَ اسْمُ الْمَكْتُوبِ وَقِيلَ لِلْمُكَاتَبَةِ كِتَابَةٌ تَسْمِيَةٌ بِاسْمِ الْمَكْتُوبِ مَجَازًا وَاتِّسَاعًا لِأَنَّهُ يُكْتَبُ فِي الْغَالِبِ لِلْعَبْدِ عَلَى مَوْلَاهُ كِتَابٌ بِالْعِتْقِ عِنْدَ أَدَاءِ النُّجُومِ ثُمَّ كَثُرَ الِاسْتِعْمَالُ حَتَّى قَالَ الْفُقَهَاءُ لِلْمُكَاتَبَةِ كِتَابَةٌ وَإِنْ لَمْ يُكْتَبْ شَيْءٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَسُمِّيَتْ الْمُكَاتَبَةُ كِتَابَةً فِي الْإِسْلَامِ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ هَذَا الْإِطْلَاقَ لَيْسَ عَرَبِيًّا وَشَذَّ
الزَّمَخْشَرِيُّ فَجَعَلَ الْمُكَاتَبَةَ وَالْكِتَابَةَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَلَا يَكَادُ يُوجَدُ لِغَيْرِهِ ذَلِكَ وَيَجُوزُ أَنَّهُ أَرَادَ الْكِتَابَ فَطَغَا الْقَلَمُ بِزِيَادَةِ الْهَاءِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْكِتَابُ وَالْمُكَاتَبَةُ أَنْ يُكَاتِبَ الرَّجُلُ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ عَلَى مَالٍ مُنَجَّمٍ وَيَكْتُبُ الْعَبْدُ عَلَيْهِ أَنَّهُ يَعْتِقُ إذَا أَدَّى النُّجُومَ وَقَالَ غَيْرُهُ بِمَعْنَاهُ وَتَكَاتَبَا كَذَلِكَ فَالْعَبْدُ مُكَاتَبٌ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ وَبِالْكَسْرِ اسْمُ فَاعِلٍ لِأَنَّهُ كَاتَبَ سَيِّدَهُ فَالْفِعْلُ مِنْهُمَا وَالْأَصْلُ فِي بَابِ الْمُفَاعَلَةِ أَنْ يَكُونَ مِنْ اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا يَفْعَلُ أَحَدُهُمَا بِصَاحِبِهِ مَا يَفْعَلُ هُوَ بِهِ وَحِينَئِذٍ فَكُلُّ وَاحِدٍ فَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى وَالْمَكْتَبُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالتَّاءِ مَوْضِعُ تَعْلِيمِ الْكِتَابَةِ وَكَتَّبْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ عَلَّمْتُهُ الْكِتَابَةَ وَالْكَتِيبَةُ الطَّائِفَةُ مِنْ الْجَيْشِ مُجْتَمِعَةً وَالْجَمْعُ كَتَائِبُ. 
Expand
(كتب) - قوله تبارك وتعالى: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ}
: أي يَعلمُون. قال ابن الأعْرابِىِّ: الكاتب : العَاِلم عندهم.
- ومنه كِتابُه إلى اليَمَن: "قد بَعثْتُ إليكم كاتِباً من أصْحَابى"
: أي عَاِلماً.
- وقوله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ} .
قيل: أي حَكَمَ.
- وقوله تعالى: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} .
: أي أحْكَامٌ.
- وقوله تعالى: {فَسَأَكْتُبُهَا}
: أي أَجمعُها.
ومنه قولهم: كَتبتُ البَغْلَة؛ إذَا جَمَعتَ بين شَفرَيها؛ ومنه سُمِّيَتْ الكَتِيبَةُ لاجْتِماعها، وتقع على مائة فارسِ إلى ألفٍ، وكتَبْتُ الكتائِبَ: جَمَعتُها. والكِتاب سمِّىَ به لاجَتماع الحُرُوف بَعْضِها إلى بَعْضٍ.
ومنه حديَثُ المُغِيرة - رضي الله عنه -: "قد تكتَّبَ ".
: أي تحزَّمَ وجمَعَ عليه ثِيابَه.
- وفي حديث الزُّهرِىّ: "الكُتَيْبَةُ أكْثرها عَنوَة وفيها صُلْحٌ"
وهي اسمٌ لبَعْض قُرَى خَيْبَر.
ومنها الوَطِيحُ، والشَقّ والنَّطاة والسُّلَالِم . منها ما فُتِحت عَنْوَة، ومنها ما كانت فَيئاً خاصًّا لرسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -.
ولهذا رُوِىَ عن سَهلٍ بن أبي حَثْمَة - رضي الله عنه - قال: "قَسَمَ رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - خيْبر نِصفين نصفاً لِنوائِبه، ونِصْفاً للمُسلمين على ثمانية عَشر سَهْماً؛ لأنّهم كانوا ألفًا وثمانمائة.
- في حديث أَنَس بن النَّضْرِ - رضي الله عنه -: "كِتابُ الله القِصَاصُ" : أي فَرْضُ الله على لِسانِ نَبيّهِ عليه الصلاة والسّلام.
وقيل: هو إشَارةٌ إلى قوله عزَّ وجلَّ: {وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ} ، وقوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا} الآية.
- وفي حديث بَرِيرَةَ: "مَن اشتَرطَ شرْطاً ليس في كتابِ الله عزَّ وجّل"
: أي لَيْسَ على حُكْم الله عزَّ وجلَّ، ولا على مُوجِبِ قَضايا كِتابِه.
والكتابُ أَمَرَ بطاعَة الرَّسُول عليه الصلاة والسّلام، وأَعْلَم أنّ سُنَّتَه بَيانٌ له، وجعَل الرسولُ - عليه الصلاةُ والسلامُ - الوَلاءَ لمن أعْتقَ، لا أنّ الوَلاء مَذكُور في الكتاب نصًّا.
- وقولُه تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ} .
قيل: سُمَّيَتْ كِتابةً؛ لَأنَّه يَكتُبُه على نَفسِه، أو يكتُب ذلك عليه، والكِتابُ والكِتابَة بمعنى الكَتْب، ويُسمَّى المكتُوب فيه كتاباً.
- وفي الحديث: "مَن نظَر في كِتابِ أخيِهِ بِغير إذْنِه فكأنَّما يَنظُر في النّارِ".
قيل: إنّما هو تَمثِيلٌ: أي كما يَحذَرُ النارَ فَلْيَحْذَرْ هذا الصَّنِيعَ؛ إذ كان مَعْلومًا أنَّ النَّظَر في النار يَضُرُّ بالبَصَر.
ويُحتَملُ أن يُريدَ بالنَّظر فيها: الدّنوَّ منها والصَّلىَّ بها؛ لأنَّ النظَرَ إلى الشّيء إنَّما يتحقَّقُ عند قُرْب المَسافةِ بينَه وبَيْنَه.
وقيل: معناه: كأنَّما يَنظُر إلى مَا يُوجِب عليه النَّار فأضْمَرَه.
وقيل: إنّه أرادَ به: الكِتابَ الذي فيه أمَانةٌ أو سِرٌّ يَكرَه صَاحِبُه أن يُطَّلَعَ عليه، دُون كُتُب العِلْم فإنَّه لا يَحِلُ مَنعُها
وقيل: إنّه عامٌّ لأن صاحبَ الشيء أولَى بمالِه وأحقُّ، وإنَّما يَأثَم بكِتْمان العِلْم الذي يُسأَل عنه، فأمّا أن يَأثم في مَنعِ كِتابٍ عندَه وحَبسِه عن غيره فَلَا.
ويُحتَمل أن يُريدَ عُقوبةَ البَصَر كما يُعَاقَبُ السَّمعُ إذا اسْتَمِع إلى حَديثِ قَومٍ وهم له كارِهون؛ بأن يُصَبَّ فيه الآنُك، فعَلى هذا لا يكون إلّا الأمانةَ والسِّرَّ الذي لا يُرِيد أن يُطَّلعَ عليه
Expand
الْكَاف وَالتَّاء وَالْبَاء

كتب الشَّيْء يَكْتُبهُ كتبا، وكتابا وَكتبه: خطه، قَالَ أَبُو النَّجْم:

اقبلت من عِنْد زِيَاد كالخرف

تخط رجلاي بِخَط مُخْتَلف تكتبان فِي الطَّرِيق لَام ألف

وَرَأَيْت فِي بعض النسخك تكتبان، بِكَسْر التَّاء، وَهِي لُغَة بهراء، يكسرون التَّاء، وَهِي لُغَة، فَيَقُولُونَ: " تعلمُونَ " ثمَّ اتبع الْكَاف كسرة التَّاء.

وَالْكتاب، أَيْضا: الِاسْم، عَن اللحياني.

واكتتبه: ككتبه.

وَقيل: كتبه: خطه، واكتتبه: استملاه، وَكَذَلِكَ: اسْتَكْتَبَهُ.

وَالْكتاب: مَا كتب فِيهِ، وَحكى الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء: أَنه سمع بعض الْعَرَب يَقُول، وَذكر إنْسَانا، فَقَالَ: فلَان لغوب، جَاءَتْهُ كتابي فاحتقرها، فَقلت لَهُ: أَتَقول جَاءَتْهُ كتابي؟ فَقَالَ: نعم، أَلَيْسَ بِصَحِيفَة؟ فَقلت لَهُ: مَا اللغوب؟ فَقَالَ: الأحمق.

وَالْجمع: كتب، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ مِمَّا استغنوا فِيهِ بِبِنَاء اكثر الْعدَد عَن بِنَاء أدناه. فَقَالُوا: ثَلَاثَة كتب.

وَالْكتاب، مُطلق: التَّوْرَاة، وَبِه فسر الزّجاج قَوْله تَعَالَى: (نبذ فريق من الَّذين أُوتُوا الْكتاب) .

وفوله تَعَالَى جَائِز أَن يكون الْقُرْآن، وَأَن يكون التَّوْرَاة، لِأَن الَّذين كفرُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نبذوا التَّوْرَاة.

وَقَوله تَعَالَى: (والطّور وَكتاب مسطور) . قيل: الْكتاب مَا أثبت على بني آدم من أَعْمَالهم.

وَالْكتاب: الصَّحِيفَة والدواة، عَن اللحياني، قَالَ: وَقد قرئَ: (ولم تَجدوا كتابا) و" كتابا " و" كَاتبا " فالكتاب: مَا يكْتب فِيهِ، وَقيل: الصَّحِيفَة والدواة، وَأما الْكَاتِب وَالْكتاب: فمعروفان.

وَكتب الرجل، وأكتبه: علمه الْكتاب.

وَرجل مكتب: لَهُ أَجزَاء تكْتب من عِنْده.

والمكتب: الْمعلم.

وَقَالَ اللحياني: هُوَ الْمكتب.

قَالَ: وَمِنْه قيل: عبيد الْمكتب لِأَنَّهُ كَانَ معلما. والمكتب: مَوضِع الْكتاب.

والمكتب وَالْكتاب: مَوضِع نعليم الْكتاب.

وَرجل كَاتب، وَالْجمع: كتاب، وكتبة.

وحرفته: الْكِتَابَة.

والكتبة: الْحَالة.

والكتبة: الاكتتاب فِي الْفَرْض والرزق.

والكتبة: اكتتابك كتابا تنسخه.

واستكتبه: أمره أَن يكْتب لَهُ، أَو اتَّخذهُ كَاتبا.

وكاتبت العَبْد: أَعْطَانِي ثمنه على أَن اعتقه.

والكتبة: الخرزة الَّتِي ضم السّير كلا وجهيها.

وَقَالَ اللحياني: الكتبة: السّير الَّذِي تخرز بِهِ المزادة والقربة، قَالَ ذُو الرمة:

وفراء غرفية أثأى خوارزها ... مشلشل ضيعته بَينهَا الْكتب

وَكتب السقاء والمزادة يَكْتُبهُ كتبا، واكتبه: خرزه بسيرين.

وَقيل: هُوَ أَن يشد فَمه حَتَّى لَا يقطر مِنْهُ شَيْء.

وَقَالَ اللحياني: اكْتُبْ قربتك: اخرزها، وأكتبها أوكها: يَعْنِي: شدّ رَأسهَا.

والكبة: مَا شدّ بِهِ حَيَاء البغلة أَو النَّاقة، لِئَلَّا ينزى عَلَيْهَا.

وَالْجمع: كالجمع.

وَكتب الدَّابَّة والناقة يَكْتُبهَا، ويكتبها كتبا، وَكتب عَلَيْهَا: خزم حياءها بِحَلقَة حَدِيد أَو صفر وَختم عَلَيْهِ لِئَلَّا ينزى عَلَيْهَا، قَالَ:

لَا تامنن فزارياًّ خلوت بِهِ ... على بعيرك واكتبها باسيار

وَذَلِكَ لِأَن بني فَزَارَة كَانُوا يرْمونَ بغشيان الْإِبِل، وَالْبَعِير هُنَا: النَّاقة، ويروى: " على قلوصك " و" اسيار " جمع سير: وَهُوَ الشّركَة.

وَكتب النَّاقة يَكْتُبهَا كتبا: ظأرها فخزم منخريها لِئَلَّا تشم البو فَلَا تَرَ أمه. وكبها، وَكتب عَلَيْهَا: صررها.

والكتيبة: مَا جمع فَلم ينشر.

وَقيل: هِيَ الْجَمَاعَة المستحيزة من الْخَيل: أَي فِي حيّز.

وَقيل: الكتيبة: جمَاعَة الْخَيل إِذا غارت من الْمِائَة إِلَى الْألف.

وَكتب الْكَتَائِب: هيأها كَتِيبَة كَتِيبَة. قَالَ طفيل:

فألوت بغاياهم بِنَا وتباشرت ... إِلَى عرض جَيش غير أَن لم يكْتب

وَقَول سَاعِدَة بن جؤية:

لَا يَكْتُبُونَ وَلَا يكت عديديهم ... جفلت بِسَاحَتِهِمْ كتائب أوعبوا

قيل: مَعْنَاهُ: لَا يكتبهم كَاتب من كثرتهم، وَقد يكون مَعْنَاهُ: لَا يهيئون.

وتكتبوا: تجمعُوا.

وَبَنُو كتب: بطن.
Expand
كتب: كتب إلى: أرسل كتاباً (رسالة) إلى، ولا يقال: كتب إليه فقط بل كتب له أيضاً. (بدون ص24).
ما كُتِب على الجبين: ما قُدّر على المرء، ما قُسِم له. (بوشر).
كتب إليه بذلك: أرسل إليه كتاباً (رسالة) يأمره بعمل كذا وكذا (معجم أبي الفدا).
كتب له بولاية: منحه وثيقة بتوليته ولاية، أمر بتوليته ولاية. (مملوك1، 158:1).
كتب له على قومه: وقَّع أمراً بأن يكون رئيس قبيلته وشيخها. (مملوك 1، 158:1).
كتب: تُستعمل خاصة بمعنى كتب الرسائل بأمر من سيده ورئيسه، ومنه: كتب عن فلان أي كان كاتباً له وأمين سره. (عباد 7:1 رقم 23). كتب له شيئاً: سجَّل شيئاً باسمه عند كاتب عدل أي موثّق العقود. ففي رياض النفوس (ص75 و): إن أعطاك والدُك داره الخ. وكَتَب الدارَ لولده. أوصى له بأن يرث داره بعقد. وفي ألف ليلة (216:1): ثم إنها كتبت لي جميع ما تملك من ثياب بدنها وصيغتها وأسبابها بحُجّة.
كتب له بالمال إلى فلان: أمر له بمال وإعطاء به حوالة أو صكاً ليقبضه من فلان. ففي الأغاني وقد نقلت في مملوك (158:154): وصله بثلاث مائة ألف درهم وسأله عمَّن يختار أن يكتب له بها إليه. وفي لطائف الثعالبي (ص12): أمر له بمائة ألف درهم كتب بها إلى زياد بالعراق. وفي الفخري (289): كتب له وأحاله بذلك على بعض النُّوَّاب.
كتب عن: يكتب بعد التوقيع على العقود: حلف وكتب عنه (وكُتِبَ؟) بعد الاسم، وهي بمعنى: أحلف (أقسم) وأؤيد. (مونوز فوروز ص367 - 9).
كتب الكتاب: عقد النكاحَ. (بوشر، لين عادات 239:1، ألف ليلة برسل 6:2) وعند روجر (ص257): عقد النكاح ويسمّونه إكتُوب. ويقال في الكلام عن أب: كتب كتاب بنته على فلان. (ألف ليلة 872:1). ويقال في الكلام عن الرجل الذي يتزوج: كتب مع بنت فلان (هوجفلايت ص50). ويقال في الكلام عن مسجل العقود والشهود: كتبوا كتابه على فلانة، وكتبوا كتابها على فلان. (ألف ليلة 216:1).
كَتَّب (بالتشديد): يقال في الكلام عن فتاة وهي منقَّشة مكتَّبة (ألف ليلة 201:1) أي مصبوغة بالحنّاء فيما يقول لين. وفي ألف ليلة (523:3): وطلبت منهن نقشاً ملحياً من أجل تزويق بنت بكر وتنقيشها وتكتيبها. وفيها (524:3): ثم أعرته وركبت النقش على يديه من ظفره إلى كتفه ومن مشط رجليه إلى فخذيه وكتبت سائر جسده فصار كأنه ورد أحمر على صفائح المرمر. ولعل ترجمة (لين) لا تؤدي معنى الكلمة تماماً ذلك لأنه يقال: سقف مكتَّب بمعنى مزيّن ومزخرف بكتابات ورسوم مختلفة الألوان. (أنظر المعجم الجغرافي).
كَتَّب: جنَّد، جيَّش، ففي معجم بوشر تكتيب العسكر أي تجنيدهم. ومكتّب العسكر: مجنّد العسكر.
كاتب: راسل. تبادل الرسائل (فالتون ص40، ص81 رقم 1).
كاتب على: كتب يطالب، ففي النويري (الأندلس ص485). وحين علم هذا الأمير النصراني أن أميراً قد أخذ من المسلمين عدّة حصون كاتب على حصون أخرى وتوعَّد وتهدَّد فأجيب إلى ما سأل. كاتب: تعاقد، أبرم عقداً. (فوك).
كاتب على نفسه: (ابن خلكان 115:10): كاتب العبد على نفسه. (أنظر المعاجم). أكتب. ما أكْتَبَه!: ما أحسن خطه وأجمله! (المقدمة م: 415).
اكتتب: انتسخ الكتاب لنفسه. نسخ الكتاب، ونقله وكتبه حفاً بحرف. (فوك) وفي المقري (40:3) قرأ القرآن على المُكَتَّب أبي عبد الله تكتُّباً ثم حفظاً.
تكاتب. تكاتبا: تعاقداً، أبرما بينهما عقداً. (فوك).
انكتب: مطاوع كَتَب، كُتِب. (فوك).
اكتتب: كتب جواباً لرسالة. ففي حيّان (ص30 ق): أمره يوماً خطاب إليه لبعض عُمَّاله.
اكتتب: قيَّد اسمه، سجَّل اسمه. (البيان 171:1).
كِتّبة. الديوان والكتبة: سجل الجند الذين يستلمون رواتبهم من بيت المال، ديوان الجند. (مباحث 1 ملحق 10).
كُتُبِيَّة: مكتبة. (بوشر).
كِتاب، وجمعه كُتُوب (ياقوت 422:3): تصحيف كُتُب، وهي مثل لُحُوف تصحيف لُحُف جمع لِحاف في رحلة ابن بطوطة (380:3) وانظر معجم الطرائف (ص68) مادة الفصل. الكتاب: كتاب سيبويه في عرف النحويين (محيط المحيط).
الكتاب: كتاب في السحر (ألف ليلة 854:1، 866).
كتاب الإنشاء: سجل تسجَّل فيه المراسيم والقرارات العامة. وتدون فيه أسماء الأشخاص حسب مكانتهم ورواتبهم. (بوشر).
كتاب: عقد. يقال: كتاب نكاح أي عقد الزواج. (بوشر). (وكذلك كتاب فقط (أنظر: كَتَب، ألف ليلة 140:1).
كِتاب: عقدة يخصص فيه الزوج منزلاً لزوجته حين يتزوجها تنتفع به إن بقيت حيَّة بعده. ففي ألف ليلة (برسل 40:1): وحين حضر التاجر الموت قسَّمَ أمواله بين أولاده وأوفى لزوجته حقَّها وكتابَها. وفي وفيات الأعيان لابن خلكان (87:9) في كلامه عن زواج: وكان الصداق ثلاثة آلاف دينار والكتاب ثوباً مصمتاً.
كِتاب: تسجيل، تدوين في سجل، قيْد (معجم الادريسي).
كِتاب: فرع علم. (المقدمة62:1).
كِتاب: أحذف من معجم فريتاج معنى مدرسة، فالكلمة ليست كِتاب بل كُتَّاب. وهي تدل على هذا المعنى. وخطأه هذا عجيب لأن (هامركر) الذي نقل منه قد ضبط هذه الكلمة بالشكل.
كِتابَة (مصدر كتب): تحرير الرسائل وإنشائها بأمر من الأمير ويحررها أمين السرّ (السكرتير) والبراعة في هذا الفن. (عباد 7:1) رقم 23، (المعجم الجغرافي).
كِتابة: وظيفة الكاتب، منصب الكاتب وهو (السكرتير)؟ أمين السرّ. (نفس المصدر السابق).
كِتابة: مكتب أمانة السرّ للأمير. (نفس المصدر السابق).
كِتابة: أذى السحر، رقية مؤذية. خطوط يفترض أن لها تأثيراً خارقاً. (بوشر).
كِتابة: عقد يتعهد فيه العبد دفع مبلغ من المال لمولاه يشتري به حريته، غير إنه يتعهد بخدمة مولاه حتى يسدّد المبلغ كله. (دي ساسي طرائف 460:1) وانظر: (معجم التنبيه).
كَتِيبة: مكتوب، كتاب، مكتبة. (هلو).
كِتابِيّ: من أهل الكتاب، يهودي أو النصراني. (معجم التنبيه).
كِتابيّ: عبد كتب على مولاه كتابة العتق. (أنظر: كتابة) وهي كتابيَّة. (المقري 521:2).
كِتابيَّة= كِتابة بمعناها الأخير. (كتاب العقود ص2) وفيه وثيقة الكتابية.
كَتَّاب: كاتب، معلّم. (همبرت البلاذري).
كُتَّاب: مدرسة. (معجم البلاذري).
كُتَّاب: نوع من الشجر. (بركهارت سوريا ص344) ولم يزد على هذا.
كاتِب: كاتب عدل، موثَّق العقود مسَّجل العقود. (ترجمة العقد ليلو ص10).
كاتب الجيش: الذي كان يكتب الجيش في أيام الموَّدين. (عبد الواحد ص176، 191، 229).
كُتَّاب العمل أو للعمل. (أنظر في مادة عَمَل).
كاتب: كاهن، عرَّاف، زاجر الطير، ضارب الرمل. (شيرب، أماري ص595، 596، ألف ليلة 866:1).
الكاتب: كوكب عطارد، وهو من السيّارات التسعة وأقربها للشمس. (المعجم اللاتيني- العربي).
أكْتَب: أحسن كتابة، أجمل خطّاً. (دي سلان). وفي ترجمة ابن خلكان (331:2): (وكتب الخَطَّ المنسوب إلى أن قيل إنه أكتب من ابن البوَّاب).
مَكْتَب: مكان مزاولة عمل معين، محل التاجر، غرفة الدارسة والمطالعة، حجرة عمل. (بوشر، همبرت ص100 - 192، هلو).
مَكْتَب: قسم من جُنْد ففي كتاب محمد بن الحارث (ص232). خرج في هَكْتَته من جند مصر. والصواب في مكتبه. أنظر (ص230) ففيها: من العرب الشاميين ومكتبه في جند حمص. وكذلك في (ص249).
مَكْتَب: قطعة أثاث يُجلس إليها للكتابة، منضدة للكتاب، طاولة الكتابة. (بوشر).
مَكْتَبة: غرفة الدراسية والمطالعة والبحث حجرة عمل (همبرت ص192).
مَكْتَبَة: دار الكتب العامة. (بوشر، هلو).
مَكْتَبة: دار كتب محلية. (همبرت ص88).
مَكْتَبي: مدرسي. نسبة إلى المدارس الفلسفية الشهيرة في العصر الوسيط حيث سادت فلسفة أرسطو في التدريس، فيلسوف مدرسي. طالب لاهوت. (بوشر).
مَكْتُوب، والجمع مُكاتَب: جَيْب. (دومب ص82)، بوشر (بربرية) (هلو، رولاند).
المكتوبة: الطقوس والصلوات التي يقضي بها القانون (ابن بطوطة 149:2 وانظر معجم التنبيه).
مُكاتَب: العبد الذي كاتبه سيده. والمكاتب الذي كاتَب عبده. وفي محيط المحيط: والمكاتِب الذي كاتَب عبده ويصحُّ أن يكون كل واحد منهما مكاتِباً ومكاتَباً لأن كل واحد منهما فاعل ومفعول في المعنى. (أنظر معجم التنبيه).
Expand

كتب: الكِتابُ: معروف، والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ. كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً، وكَتَّبَه: خَطَّه؛ قال أَبو النجم:

أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ،

تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ،

تُكَتِّبانِ في الطَّريقِ لامَ أَلِفْ

قال: ورأَيت في بعض النسخِ تِكِتِّبانِ، بكسر التاء، وهي لغة بَهْرَاءَ، يَكْسِرون التاء، فيقولون: تِعْلَمُونَ، ثم أَتْبَعَ الكافَ كسرةَ

التاء.والكِتابُ أَيضاً: الاسمُ، عن اللحياني. الأَزهري: الكِتابُ اسم لما كُتب مَجْمُوعاً؛ والكِتابُ مصدر؛ والكِتابةُ لِـمَنْ تكونُ له صِناعةً، مثل الصِّياغةِ والخِـياطةِ.

والكِتْبةُ: اكْتِتابُك كِتاباً تنسخه.

ويقال: اكْتَتَبَ فلانٌ فلاناً أَي سأَله أَن يَكْتُبَ له كِتاباً في حاجة. واسْتَكْتَبه الشيءَ أَي سأَله أَن يَكْتُبَه له. ابن سيده: اكْتَتَبَه ككَتَبَه. وقيل: كَتَبَه خَطَّه؛ واكْتَتَبَه: اسْتَمْلاه، وكذلك اسْتَكْتَبَه. واكْتَتَبه: كَتَبه، واكْتَتَبْته: كَتَبْتُه. وفي التنزيل العزيز: اكْتَتَبَها فهي تُمْلى عليه بُكْرةً وأَصِـيلاً؛ أَي اسْتَكْتَبَها. ويقال: اكْتَتَبَ الرجلُ إِذا كَتَبَ نفسَه في دِيوانِ السُّلْطان. وفي الحديث: قال له رجلٌ إِنَّ امرأَتي خَرَجَتْ حاجَّةً، وإِني اكْتُتِبْت في غزوة كذا وكذا؛ أَي كَتَبْتُ اسْمِي في جملة الغُزاة. وتقول: أَكْتِبْنِي هذه القصيدةَ أَي أَمْلِها عليَّ. والكِتابُ: ما كُتِبَ فيه. وفي الحديث: مَن نَظَرَ في كِتابِ أَخيه بغير إِذنه، فكأَنما يَنْظُرُ في النار؛ قال ابن الأَثير: هذا تمثيل، أَي كما يَحْذر النارَ، فَلْـيَحْذَرْ هذا الصنيعَ، قال: وقيل معناه كأَنما يَنْظُر إِلى ما يوجِبُ عليه النار؛ قال: ويحتمل أَنه أَرادَ عُقوبةَ البَصرِ لأَن الجناية منه، كما يُعاقَبُ السمعُ إِذا اسْتَمع إِلى قوم، وهم له كارهُونَ؛ قال: وهذا الحديث محمولٌ على الكِتابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانة، يَكْرَه صاحبُه أَن يُطَّلَع عليه؛ وقيل: هو عامٌّ في كل كتاب. وفي الحديث: لا تَكْتُبوا عني غير القرآن. قال ابن الأَثير: وَجْهُ الجَمْعِ بين هذا الحديث، وبين اذنه في كتابة الحديث

عنه، فإِنه قد ثبت إِذنه فيها، أَن الإِذْنَ، في الكتابة، ناسخ للمنع منها بالحديث الثابت، وبـإِجماع الأُمة على جوازها؛ وقيل: إِنما نَهى أَن يُكْتَبَ الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة، والأَوَّل الوجه. وحكى الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العَلاء: أَنه سمع بعضَ العَرَب يقول، وذَكَر إِنساناً فقال: فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَتْهُ كتَابي فاحْتَقَرَها، فقلتُ له: أَتَقُولُ جاءَته كِتابي؟ فقال: نَعَمْ؛ أَليس بصحيفة! فقلتُ له: ما اللَّغُوبُ؟ فقال: الأَحْمَقُ؛ والجمع كُتُبٌ. قال سيبويه: هو مما اسْتَغْنَوْا فيه ببناءِ أَكثرِ العَدَدِ عن بناء أَدْناه، فقالوا: ثلاثةُ كُتُبٍ.

والـمُكاتَبَة والتَّكاتُبُ، بمعنى. والكِتابُ، مُطْلَقٌ: التوراةُ؛ وبه فسر الزجاج قولَه تعالى: نَبَذَ فَريقٌ من الذين أُوتُوا الكِتابَ. وقوله: كتابَ اللّه؛ جائز أَن يكون القرآنَ، وأَن يكون التوراةَ، لأَنَّ الذين كفروا بالنبي، صلى اللّه عليه وسلم، قد نَبَذُوا التوراةَ. وقولُه تعالى: والطُّورِ وكتابٍ مَسْطور. قيل: الكِتابُ ما أُثْبِتَ على بني آدم من أَعْمالهم. والكِتابُ: الصحيفة والدَّواةُ، عن اللحياني. قال: وقد قرئ ولم تَجدوا كِتاباً وكُتَّاباً وكاتِـباً؛ فالكِتابُ ما يُكْتَبُ فيه؛ وقيل الصّحيفة والدَّواةُ، وأما الكاتِبُ والكُتَّاب فمعروفانِ. وكَتَّبَ الرجلَ وأَكْتَبَه إِكْتاباً: عَلَّمَه الكِتابَ. ورجل مُكْتِبٌ: له أَجْزاءٌ تُكْتَبُ من عنده. والـمُكْتِبُ: الـمُعَلِّمُ؛ وقال اللحياني: هو الـمُكَتِّبُ الذي يُعَلِّم الكتابَة. قال الحسن: كان الحجاج مُكْتِـباً بالطائف، يعني مُعَلِّماً؛ ومنه قيل: عُبَيْدٌ الـمُكْتِبُ، لأَنه كان مُعَلِّماً.

والـمَكْتَبُ: موضع الكُتَّابِ. والـمَكْتَبُ والكُتَّابُ: موضع تَعْلِـيم الكُتَّابِ، والجمع الكَتَاتِـيبُ والـمَكاتِبُ. الـمُبَرِّدُ: الـمَكْتَبُ موضع التعليم، والـمُكْتِبُ الـمُعَلِّم، والكُتَّابُ الصِّبيان؛ قال: ومن جعل الموضعَ الكُتَّابَ، فقد أَخْطأَ. ابن الأَعرابي: يقال لصبيان الـمَكْتَبِ الفُرْقانُ أَيضاً. ورجلٌ كاتِبٌ، والجمع كُتَّابٌ وكَتَبة، وحِرْفَتُه الكِتابَةُ. والكُتَّابُ: الكَتَبة. ابن الأَعرابي: الكاتِبُ عِنْدَهم العالم. قال اللّه تعالى: أَم عِنْدَهُم الغيبُ فَهُمْ يَكْتُبونَ؟ وفي كتابه إِلى أَهل اليمن: قد بَعَثْتُ إِليكم كاتِـباً من أَصحابي؛ أَراد عالماً، سُمِّي به لأَن الغالبَ على من كان يَعْرِفُ الكتابةَ، أَن عنده العلم والمعرفة، وكان الكاتِبُ عندهم عزيزاً، وفيهم قليلاً.

والكِتابُ: الفَرْضُ والـحُكْمُ والقَدَرُ؛ قال الجعدي:

يا ابْنَةَ عَمِّي ! كِتابُ اللّهِ أَخْرَجَني * عَنْكُمْ، وهل أَمْنَعَنَّ اللّهَ ما فَعَلا؟

والكِتْبة: الحالةُ. والكِتْبةُ: الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ.

ويقال: اكْتَتَبَ فلانٌ أَي كَتَبَ اسمَه في الفَرْض. وفي حديث ابن عمر: من اكْتَتَبَ ضَمِناً، بعَثَه اللّه ضَمِناً يوم القيامة، أَي من كَتَبَ اسْمَه في دِيوانِ الزَّمْنَى ولم يكن زَمِناً، يعني الرجل من أَهلِ الفَيْءِ فُرِضَ له في الدِّيوانِ فَرْضٌ، فلما نُدِبَ للخُروجِ مع

المجاهدين، سأَل أَن يُكْتَبَ في الضَّمْنَى، وهم الزَّمْنَى، وهو صحيح.

والكِتابُ يُوضَع موضع الفَرْض. قال اللّه تعالى: كُتِبَ عليكم القِصاصُ في القَتْلى. وقال عز وجل: كُتِبَ عليكم الصيامُ؛ معناه: فُرِضَ.

وقال: وكَتَبْنا عليهم فيها أَي فَرَضْنا. ومن هذا قولُ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لرجلين احتَكما إِليه: لأَقْضِـيَنَّ بينكما بكِتابِ اللّه أَي بحُكْم اللّهِ الذي أُنْزِلَ في كِتابه، أَو كَتَبَه على عِـبادِه، ولم يُرِدِ القُرْآنَ، لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْر لَـهُما فيه؛ وقيل: معناه أَي بفَرْضِ اللّه تَنْزيلاً أَو أَمْراً، بَيَّنه على لسانِ رسوله، صلى اللّه عليه وسلم. وقولُه تعالى: كِتابَ اللّهِ عليكم؛ مصْدَرٌ أُريدَ به الفِعل أَي كَتَبَ اللّهُ عليكم؛ قال: وهو قَوْلُ حُذَّاقِ النحويين (1)

(1 قوله «وهو قول حذاق النحويين» هذه عبارة الأزهري في تهذيبه ونقلها الصاغاني في تكملته، ثم قال: وقال الكوفيون هو منصوب على الاغراء بعليكم وهو بعيد، لأن ما انتصب بالاغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل وهو عليكم وقد تقدم

في هذا الموضع. ولو كان النص عليكم كتاب اللّه لكان نصبه على الاغراء أحسن من المصدر.) . وفي حديث أَنَسِ بن النَّضْر، قال له: كِتابُ اللّه القصاصُ أَي فَرْضُ اللّه على لسانِ نبيه، صلى اللّه عليه وسلم؛ وقيل: هو إِشارة إِلى قول اللّه، عز وجل: والسِّنُّ بالسِّنِّ، وقوله تعالى: وإِنْ عاقَبْتُمْ فعاقِـبوا بمثل ما عُوقِـبْتُمْ به. وفي حديث بَريرَةَ: من اشْتَرَطَ شَرْطاً ليس في كتاب اللّه أَي ليس في حكمه، ولا على مُوجِبِ قَضاءِ كتابِه، لأَنَّ كتابَ اللّه أَمَرَ بطاعة الرسول، وأَعْلَم أَنَّ سُنَّته بيانٌ له، وقد جعل الرسولُ الوَلاءَ لمن أَعْتَقَ، لا أَنَّ الوَلاءَ مَذْكور في القرآن نصّاً.

والكِتْبَةُ: اكْتِتابُكَ كِتاباً تَنْسَخُه.

واسْتَكْتَبه: أَمَرَه أَن يَكْتُبَ له، أَو اتَّخَذه كاتِـباً. والـمُكاتَبُ: العَبْدُ يُكاتَبُ على نَفْسه بثمنه، فإِذا سَعَى وأَدَّاهُ عَتَقَ.

وفي حديث بَريرَة: أَنها جاءَتْ تَسْتَعِـينُ بعائشة، رضي اللّه عنها، في كتابتها. قال ابن الأَثير: الكِتابةُ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه على مالٍ يُؤَدِّيه إِليه مُنَجَّماً، فإِذا أَدَّاه صار حُرّاً. قال: وسميت

كتابةً، بمصدر كَتَبَ، لأَنه يَكْتُبُ على نفسه لمولاه ثَمَنه، ويَكْتُبُ

مولاه له عليه العِتْقَ. وقد كاتَبه مُكاتَبةً، والعبدُ مُكاتَبٌ. قال:

وإِنما خُصَّ العبدُ بالمفعول، لأَن أَصلَ الـمُكاتَبة من الـمَوْلى، وهو الذي يُكاتِبُ عبده. ابن سيده: كاتَبْتُ العبدَ: أَعْطاني ثَمَنَه على أَن أُعْتِقَه. وفي التنزيل العزيز: والذينَ يَبْتَغُون الكِتاب مما

مَلَكَتْ أَيمانُكم فكاتِـبُوهم إِنْ عَلِمْتم فيهم خَيْراً. معنى الكِتابِ

والـمُكاتَبةِ: أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه أَو أَمَتَه على مالٍ يُنَجِّمُه

عليه، ويَكْتُبَ عليه أَنه إِذا أَدَّى نُجُومَه، في كلِّ نَجْمٍ كذا

وكذا، فهو حُرٌّ، فإِذا أَدَّى جميع ما كاتَبه عليه، فقد عَتَقَ، وولاؤُه

لمولاه الذي كاتَبهُ. وذلك أَن مولاه سَوَّغَه كَسْبَه الذي هو في الأَصْل لمولاه، فالسيد مُكاتِب، والعَبدُ مُكاتَبٌ إِذا عَقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المال؛ سُمِّيت مُكاتَبة لِـما يُكْتَبُ للعبد على السيد من العِتْق إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه، ولِـما يُكتَبُ للسيد على العبد من النُّجُوم التي يُؤَدِّيها في مَحِلِّها، وأَنَّ له تَعْجِـيزَه إِذا

عَجَزَ عن أَداءِ نَجْمٍ يَحِلُّ عليه. الليث: الكُتْبةُ الخُرزَةُ المضْمومة بالسَّيْرِ، وجمعها كُتَبٌ. ابن سيده: الكُتْبَةُ، بالضم، الخُرْزَة

التي ضَمَّ السيرُ كِلا وَجْهَيْها. وقال اللحياني: الكُتْبة السَّيْر

الذي تُخْرَزُ به الـمَزادة والقِرْبةُ، والجمع كُتَبٌ، بفتح التاءِ؛ قال

ذو الرمة:

وَفْراءَ غَرْفِـيَّةٍ أَثْـأَى خَوارِزَها * مُشَلْشَلٌ، ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ

الوَفْراءُ: الوافرةُ. والغَرْفيةُ: الـمَدْبُوغة بالغَرْف، وهو شجرٌ

يُدبغ به. وأَثْـأَى: أَفْسَدَ. والخَوارِزُ: جمع خارِزَة. وكَتَبَ السِّقاءَ والـمَزادة والقِرْبة، يَكْتُبه كَتْباً: خَرَزَه بِسَيرين، فهي كَتِـيبٌ. وقيل: هو أَن يَشُدَّ فمَه حتى لا يَقْطُرَ منه شيء.وأَكْتَبْتُ القِرْبة: شَدَدْتُها بالوِكاءِ، وكذلك كَتَبْتُها كَتْباً، فهي مُكْتَبٌ وكَتِـيبٌ. ابن الأَعرابي: سمعت أَعرابياً يقول: أَكْتَبْتُ فمَ السِّقاءِ فلم يَسْتَكْتِبْ أَي لم يَسْتَوْكِ لجَفائه وغِلَظِه.

وفي حديث المغيرة: وقد تَكَتَّبَ يُزَفُّ في قومه أَي تَحَزَّمَ وجَمَعَ

عليه ثيابَه، من كَتَبْتُ السقاءَ إِذا خَرَزْتَه. وقال اللحياني: اكْتُبْ

قِرْبَتَك اخْرُزْها، وأَكْتِـبْها: أَوكِها، يعني: شُدَّ رأْسَها.

والكَتْبُ: الجمع، تقول منه: كَتَبْتُ البَغْلة إِذا جمَعْتَ بين شُفْرَيْها

بحَلْقَةٍ أَو سَيْرٍ.

والكُتْبَةُ: ما شُدَّ به حياءُ البغلة، أَو الناقة، لئلا يُنْزَى عليها. والجمع كالجمع. وكَتَبَ الدابةَ والبغلة والناقةَ يَكْتُبها، ويَكْتِـبُها كَتْباً، وكَتَبَ عليها: خَزَمَ حَياءَها بحَلْقةِ حديدٍ أَو صُفْرٍ تَضُمُّ شُفْرَيْ حيائِها، لئلا يُنْزَى عليها؛ قال:

لا تَـأْمَنَنَّ فَزارِيّاً، خَلَوْتَ به، * على بَعِـيرِك واكْتُبْها بأَسْيارِ

وذلك لأَنَّ بني فزارة كانوا يُرْمَوْنَ بغِشْيانِ الإِبل. والبعيرُ

هنا: الناقةُ. ويُرْوَى: على قَلُوصِك. وأَسْيار: جمع سَيْر، وهو

الشَّرَكَةُ.

أَبو زيد: كَتَّبْتُ الناقةَ تَكْتيباً إِذا صَرَرْتَها. والناقةُ إِذا ظَئِرَتْ على غير ولدها، كُتِبَ مَنْخُراها بخَيْطٍ، قبلَ حَلِّ الدُّرْجَة عنها، ليكونَ أَرْأَم لها. ابن سيده: وكَتَبَ الناقة يَكْتُبُها كَتْباً: ظَـأَرها، فَخَزَمَ مَنْخَرَيْها بشيءٍ، لئلا تَشُمَّ البَوَّ، فلا تَرْأَمَه. وكَتَّبَها تَكْتيباً، وكَتَّبَ عليها: صَرَّرها. والكَتِـيبةُ: ما جُمِعَ فلم يَنْتَشِرْ؛ وقيل: هي الجماعة الـمُسْتَحِـيزَةُ من الخَيْل أَي في حَيِّزٍ على حِدَةٍ. وقيل: الكَتيبةُ جماعة الخَيْل إِذا أَغارت، من المائة إِلى الأَلف. والكَتيبة: الجيش. وفي حديث السَّقيفة: نحن أَنصارُ اللّه وكَتيبة الإِسلام. الكَتيبةُ: القِطْعة العظيمةُ من الجَيْش، والجمع الكَتائِبُ. وكَتَّبَ الكَتائِبَ: هَيَّـأَها كَتِـيبةً كتيبةً؛ قال طُفَيْل:

فأَلْوَتْ بغاياهم بنا، وتَباشَرَتْ * إِلى عُرْضِ جَيْشٍ، غيرَ أَنْ لم يُكَتَّبِ

وتَكَتَّبَتِ الخيلُ أَي تَجَمَّعَتْ. قال شَمِرٌ: كل ما ذُكِرَ في الكَتْبِ قريبٌ بعضُه من بعضٍ، وإِنما هو جَمْعُكَ بين الشيئين. يقال:

اكْتُبْ بَغْلَتَك، وهو أَنْ تَضُمَّ بين شُفْرَيْها بحَلْقةٍ، ومن ذلك سميت

الكَتِـيبَةُ لأَنها تَكَتَّبَتْ فاجْتَمَعَتْ؛ ومنه قيل: كَتَبْتُ الكِتابَ لأَنه يَجْمَع حَرْفاً إِلى حرف؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة:

لا يُكْتَبُون ولا يُكَتُّ عَدِيدُهم، * جَفَلَتْ بساحتِهم كَتائِبُ أَوعَبُوا

قيل: معناه لا يَكْتُبُهم كاتبٌ من كثرتهم، وقد قيل: معناه لا

يُهَيَّؤُونَ.

وتَكَتَّبُوا: تَجَمَّعُوا. والكُتَّابُ: سَهْمٌ صغير، مُدَوَّرُ الرأْس، يَتَعَلَّم به الصبيُّ الرَّمْيَ، وبالثاءِ أَيضاً؛ والتاء في هذا الحرف أَعلى من الثاءِ.

وفي حديث الزهري: الكُتَيْبةُ أَكْثَرُها عَنْوةٌ،

وفيها صُلْحٌ. الكُتَيْبةُ، مُصَغَّرةً: اسم لبعض قُرى خَيْبَر؛ يعني أَنه فتَحَها قَهْراً، لا عن صلح. وبَنُو كَتْبٍ: بَطْنٌ، واللّه أَعلم.

Expand
[كتب] نه: فيه: لأقضين بينكما "بكتاب" الله، أي بحكم الله الذي أنزله في كتابه أو كتبه على عباده، ولم يرد القرآن لأن النفي والرجم لم يذكرا فيه، والكتاب إما مصدر سمي به المكتوب. ن: بكتاب الله، أي بقوله: الشيخ والشيخة إذا زنيا، أو بقوله "أو يجعل الله لهن سبيلًا" حيث فسره بالرجم. نه: ومنه ح: "كتاب" الله القصاص، أي فرض الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وقيل: هو إشارة إلى "والسن بالسن" "وإن عاقبتم فعاقبوا". وح: من اشترط شرطًا ليس في "كتاب" الله، أي حكمه ولا على موجب قضاء كتابه، لأن كتابه أمر بطاعة رسوله وأعلم أن سنته بيان له، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الولاء لمن أعتق لا أن الولاء مذكور في القرآن. وفيه: من نظر في "كتاب" أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، هو تمثيل أي كما يحذر النار فليحذر هذا الصنع، وقيل: كأنما ينظر إلى ما يوجب عليه النار، أو أراد عقوبة البصر كما يعاقب السمع إذا استمع إلى حديث من كرهه، وهذا في كتابعليها بالحد. ز: لتمام شبه الولد بمن رجم به. غ: "ينالهم نصيبهم من "الكتاب"" أي ما كتب لهم من العذاب. و"لقد لبثتم في "كتاب" الله إلى يوم البعث" أي أنزل في كتابه أنكم لابثون إلى أن تقوم الساعة. و"كتاب" معلوم" أجل. و"لولا "كتاب" من الله سبق" أي حكم. و""كتب" الله لأغلبن" أي حكم وقضى. و""كتب" على نفسه الرحمة" أوجب. و"فهم "يكتبون"" يحكمون يقولون: نفعل بك كذا ويكون العاقبة لنا. و"اكتتبها"، كتب من ذات نفسه، أو طلب كتابتها له. ش: في معاوية: وصهره و"كاتبه"، فإنه أخ لأم حبيبة زوجه صلى الله عليه وسلم، وكونه كاتبًا قيل: لم يكتب له من الوحي شيئًا وإنما كتب له كتبه إلى الأطراف، ويرده قوله: وأمينه على وحي الله- إن صح. ط: "يكتب" الله رضوانه إلى يوم القيامة، أي يوفقه لما يرضى، ونتيجتها من الصون من فتن الدنيا وعذاب القبر وأهوال القيامة، وعكسه كتب السخطة. وح: "مكتوب" صفة محمد وعيسى يدفن معه، أي مكتوب فيها صفة محمد صلى الله عليه وسلم كيت وكيت، وعيسى بن مريم يدفن معه. وح: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله- يشمل المساجد والمدارس والمرابط، يتلون "كتاب" الله- يشمل تعليمه وتعلمه وتفسيره واستكشاف دقائقه. كنز: "اكتبا" في صحيفتنا أني أشهد، هو خطاب لصاحب اليمين بصيغة التثنية للتكرير.
Expand
كتب
: (كَتَبَهُ) ، يَكْتُبُ، (كَتْباً) بالفَتْح المَصْدَرُ المَقِيسُ، (وكِتاباً) بِالْكَسْرِ على خِلاف القِياس. وَقيل: هُوَ اسْمٌ كاللِّباس، عَن اللِّحْيَانيّ. وقِيل: أَصلُه المصدرُ، ثمّ استُعمِلَ فِيمَا سيأْتي من مَعَانِيه. قَالَه شيخُنا. وَكَذَا: كِتابَةً، وكِتْبَةً، بِالْكَسْرِ فيهمَا: (خَطَّهُ) ، قَالَ أَبو النَّجْمِ:
أَقْبَلْتُ مِنْ عِنْدِ زِيَاد كالخَرِفْ
تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطَ مُخْتلِفْ
تُكَتِّبانِ فِي الطَّرِيقِ لاَمَ الِفْ
وَفِي لِسَان الْعَرَب، قَالَ: ورأَيتُ فِي بعض النُّسَخ: (تِكِتِّبانِ) بِكَسْر التّاءِ، وَهِي لُغَةُ بَهْراءَ، يَكْسِرُونَ التَّاءَ، فيقولونَ: تِعْلَمُونَ. ثمّ أَتْبَع الكافَ كسرةَ التّاءِ، (كَكَتَّبَهُ) مُضَعَّفاً، (و) عَن ابْن سِيدَهْ: (اكْتَتَبَه) كَكَتَبَه، (أَوْ كَتَّبَهُ) : إِذا (خَطَّهُ) .
(واكْتَتَبَهُ) : إِذا (اسْتَمْلاهُ، كاسْتَكْتَبَهُ) .
واكْتَتَبَ فلانٌ كِتَاباً: أَي سأَلَ أَنْ يُكْتَبَ لَهُ. واسْتَكْتَبَهُ الشَّيْءَ: أَي سَأَلَهُ أَن يَكْتُبَه لَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: {اكْتَتَبَهَا فَهِىَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الْفرْقَان: 5) ، أَي: استَكْتَبَها.
(والكِتَابُ: مَا يُكْتَبُ فِيهِ) ، وَفِي الحديثِ: (مَنْ نَظَرَ إِلى كِتَابِ أَخِيهِ بغَيْرِ إِذْنِه، فكَأَنَّما يَنْظُرُ فِي النَّارِ) . وَهُوَ محمولٌ على الكِتَابِ الَّذِي فِيهِ سِرٌّ وأَمانةٌ يَكرَهُ صاحِبُهُ أَنْ يُطَّلَعَ عَلَيْهِ. وقِيلَ: هُوَ عامٌّ فِي كلِّ كِتاب. ويُؤَنَّثُ على نِيّةِ الصَّحيفةِ. وَحكى الأَصْمَعِيُّ عَن أَبِي عَمْرِو بْن العَلاءِ: أَنّهُ سَمِعَ بعضَ العَربِ يقولُ، وذَكَرَ إِنْسَاناً، فَقَالَ: فُلانٌ لَغُوبٌ، جاءَتْه كِتابي فاحْتَقَرَها. اللَّغُوبُ: الأَحْمَقُ.
(و) الكِتَابُ: (الدَّوَاةُ) يُكْتَبُ مِنْهَا.
(و) الكِتَابُ: (التَّوْرَاةُ) ، قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْله تعالَى: {نَبَذَ فَرِيقٌ مّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ} ، وقولُهُ: {كِتَابَ اللَّهِ} (الْبَقَرَة: 101) : جائزٌ أَنْ يكونَ التَّوْراةَ، وأَن يكونَ القُرآنَ.
(و) الكِتَابُ: (الصَّحِيفَةُ) يُكْتَبُ فِيهَا.
(و) الكِتابُ يُوضَعُ مَوْضِعَ (الفَرْضِ) ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} (الْبَقَرَة: 178) ، وَقَالَ، عَزّ وجَلَّ: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ} (الْبَقَرَة: 183) ، مَعْنَاهُ: فُرِضَ. قَالَ: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ} (الْمَائِدَة: 45) ، أَي: فَرَضْنا.
(و) مِنْ هاذا: الكِتَابُ يأْتي بِمَعْنى (الحُكْمِ) ، وَفِي الحديثِ: (لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بكِتَابِ اللَّهِ) أَي: بحُكْمِ اللَّهِ الّذي أَنزلَ فِي كِتابه، وكَتَبَه على عِباده، وَلم يُرِدِ القُرْآنَ؛ لاِءَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لَا ذِكْرَ لَهما فِيهِ؛ قَالَ الجَعْدِيُّ:
يَا بِنَت عَمِّي، كِتَابُ اللَّهِ أَخْرَجَنِي
عَنْكُمْ، وهَلْ أَمْنَعَنَّ اللَّهَ مَا فَعَلا وَفِي حَدِيثِ بَرِيرَةَ: (من اشْتَرَطَ شَرْطاً لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ) ، أَي: لَيْسَ فِي حُكْمِهِ.
(و) فِي الأَساس: ومِن الْمجَاز: كُتبَ عَلَيْهِ كَذَا: قُضِيَ.
وكِتَابُ اللَّهِ: قَدَرُهُ، قَالَ: وسَأَلَنِي بعضُ المَغَاربةِ، ونحنُ بالطَّوافِ، عَن (القَدَر) ، فَقلت: هُوَ فِي السَّمَاءِ مكتوبٌ، وَفِي الأَرْضِ مكسوبٌ.
(و) من المَجَاز أَيضاً، عَن اللِّحْيَانيّ (الكُتْبَةُ، بالضَّمِّ: السَّيْرُ) الّذِي (يُخْرَزُ بِه) المَزَادَةُ والقِرْبَة، وجَمْعُهَا كُتَبٌ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ، أَثْأَى خَوَارِزَها
مُشَلْشَلٌ، ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُ
الوفْرَاءُ: الوافِرَةُ. والغَرْفِيَّةُ: المَدْبُوغة بالغَرْفِ، شَجرةٍ. وأَثأَى: أَفسدَ. الخَوَارِزُ: جَمْعُ خارَزَةٍ.
(و) الكَتْب: الجَمْعُ تقولُ مِنْهُ: كَتَبْتُ البَغْلَةَ. إِذا جَمَعْتَ بيْن شُفْرَيْها بحَلْقَةٍ، أَو سَيْرٍ. وَفِي الأَساس: وكَذَا: كَتَبْتُ عَلَيْهَا، وبَغْلَةٌ مكتوبةٌ، ومكتوبٌ عَلَيْهَا.
والكُتْبةُ: (مَا يُكْتَبُ بِهِ) أَي: يُشَدّ (حَياءُ) البَغلةِ، أَو (النَّاقَةِ، لِئَلَّا، يُنْزَى علها) والجَمْعُ كالجَمْعِ. (و) عَن اللَّيْثِ: الكُتْبَةُ: (الخُرْزَةُ) المضمومةُ بالسَّيْرِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هِيَ (الَّتِي ضَمَّ السَّيْرُ) كِلاَ (وَجْهَيْها) .
(و) الكِتْبَةُ (بالكسرِ: اكْتِتَابُكَ كِتَاباً تَنْسَخُهُ) .
والكِتْبَةُ أَيضاً: الحالَةُ.
والكِتْبَةُ أَيضاً: الاكْتِتابُ فِي الفَرْضِ والرِّزْقِ.
(وكَتَبَ السِّقَاءَ) والمَزَادَةَ والقِرْبَةَ، يَكْتُبُه، كَتْباً: (خَرَزَهُ بسَيْرَيْنِ) ، فَهُوَ كَتِيبٌ. وقيلَ: هُوَ أَن يَشُدَّ فَمَهُ حتَّى لَا يَقْطُرَ مِنْهُ شَيْءٌ، (كَاكْتَتبَهُ) : إِذا شَدَّه بالوِكاءِ، فَهُوَ مُكْتَتبٌ. وَعَن ابْنِ الأَعْرَابيِّ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيّاً يَقُول: أَكْتَبْتُ فَمَ السِّقاءِ، فلَمْ يَسْتَكْتِبْ. أَي: لَمْ يَسْتَوْكِ، لجفائِه وغِلَظِه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: اكْتُبْ قِرْبَتَك: اخْرُزْهَا. وأَكْتِبْهَا: أَوْكِها، يَعْنِي: شُدَّ رَأْسَها. (و) كَتَبَ (النَّاقَةَ، يَكْتِبُهَا، ويَكْتُبُها) بالكَسْرِ والضَّمّ، كَتْباً، وكَتَبَ عَلَيْهَا: (خَتَمَ حَيَاءَهَا) وخَزَمَ عَلَيْهِ، (أَو خَزَمَ بحَلْقَةٍ منْ حَدِيدٍ، ونَحْوِه) كالصُّفْرِ، تَضُمّ شُفْرَيْ حَيائِها، لئلاَّ يُنْزَى عَلَيْهَا. قَالَ:
لَا تَأْمَننَّ فَزارِيّاً خَلَوْتَ بِهِ
على بَعِيرِك واكْتُبْها بِأَسْيارِ
وذالِك لأَنَّ بَنِي فَزَارَةَ يُرْمَوْنَ بِغِشْيَانِ الإِبِلِ.
(و) كَتَبَ (النَّاقَةَ) ، يَكْتُبُهَا: (ظَأَرَهَا، فَخَزَم مَنْخ 2 رَيْهَا بِشَيْءٍ، لئلاَّ تَشَمَّ البَوْلَ) . هَكَذَا فِي نُسْخَتِنَا، وَهُوَ خَطَأٌ، وصوابُهُ: (البَوَّ) ، أَيْ: فَلَا تَرْأَمُهُ.
(والكاتِبُ) ، عندَهُمُ: (العَالِمُ) ، نقلَه الجَوْهَرِيُّ عَن ابْنِ الأَعْرَابيّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} (الطّور: 41، والقلم: 47) ، وَفِي كِتَابِهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِلَى أَهْل اليَمَنِ (قد بَعَثْتُ إِلَيْكُم كاتِباً من أَصحابي) أَرَاد: عالِماً، سُمِّيَ بِهِ لاِءَنّ الغالِبَ على مَنْ كَانَ يَعْرِفُ الكِتابةَ أَنَّ عندَهُ العِلمَ والمعرفةَ، وَكَانَ الكاتِبُ عِنْدهم عَزيزاً وَفِيهِمْ قَلِيلا.
(والإِكْتابُ: تَعْلِيمُ) الكِتَابِ، و (الكِتَابَةِ، كالتَّكْتِيبِ) .
والمُكْتِبُ: المُعلِّمُ، وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ المكَتِّبُ الَّذِي يُعَلِّمُ الكِتَابَة. قَالَ الحَسنُ: وَكَانَ الحَجَّاجُ مُكْتِباً بالطّائِفِ، يَعْنِي: مُعَلِّماً، وَمِنْه قيل: عُبَيْدٌ المُكْتِبُ، لاِءَنَّه كانَ مُعَلِّماً.
ونصُّ الصَّاغانيُّ: كَتَّبْتُ الغُلامَ تَكْتِيباً: إِذا عَلَّمتَهُ الكِتَابةَ، مثل اكْتَتَبْتُه.
(و) الإِكْتابُ: (الإِمْلاءُ) ، تَقُولُ: أَكْتِبْني هاذِه القصيدةَ، أَي: أَمْلِها عليَّ. (و) الإِكْتابُ: (شَدُّ رَأْسِ القِرْبَةِ) يقالُ: أَكْتَبَ سِقَاءَهُ إِذا أَوْكأَهُ، وَهُوَ مَجَاز، وَقد تقدَّمَ.
(و) رَجُلٌ كاتِبٌ. و (الكُتَّابُ، كرُمَّانٍ: الكاتِبُون) ، وهم الكَتَبَةُ، وحِرْفَتُهُم: الكِتَابَةُ، قَالَه ابْنُ الأَعْرَابيّ.
(و) يُقَال: سَلَّمَ وَلَدَهُ إِلى (المَكْتَبِ كمَقعَدٍ) ، أَي: (مَوْضِعِ) الكِتَابِ و (التَّعْلِيمِ) ، أَي: تعليمِه الكِتَابة.
والمُكْتِبُ: المُعَلِّمُ، والكُتَّابُ: الصِّبيان، قَالَه المُبَرِّدُ. (وقَوْلُ) اللَّيْثِ، وتَبِعَهُ (الجَوْهَرِيّ) : إِنّ (الكُتَّابَ) بِوَزْن رُمَّان، (والمَكْتَبَ) كمَقْعَدٍ، (واحِدٌ) ، وهما مَوضعُ تعليمِ الكِتابِ، (غَلَطٌ) : وَهُوَ قولُ المُبَرِّدِ، لأَنّه قَالَ: ومَن جعَلَ الموضِعَ الكُتّابَ، فقد أَخْطَأَ. وَفِي الأَساس: وَقيل: الكُتَّابُ: الصِّبْيانُ، لَا المَكَانُ. وَنقل شيخُنا عَن الشِّهابِ فِي شرح الشِّفاءِ: أَنَّ الكُتَّابَ للمَكْتَبِ وارِدٌ فِي كلامِهم كَمَا فِي الأَساس وغيرِهِ، وَلَا عِبرة بِمن قالَ إِنه مُوَلَّدٌ. وَفِي العِنَايَة: أَنَّه أَثْبَته الجوهريّ، واستفاضَ استعمالُه بهاذا الْمَعْنى، كَقَوْلِه:
وأَتَى بكُتَّابٍ لَو انْبَسَطَتْ يَدِي
فيهِمْ رَدَدْتُهُمُ إِلى الكُتّابِ
وأَوّلُهُ:
تَبّاً لِدَهْرٍ قد أَتَى بِعُجابِ
ومَحَا فُنونَ العِلْمِ والآداب
والأَبيات فِي تَارِيخ ابْنِ خِلِّكان. وأَصلُه جمع كاتِبٍ، مثل كَتَبَة، فأُطْلِقَ على مَحَلِّه مَجازاً للمجاورة، وَلَيْسَ مَوْضُوعا ابْتِدَاء كَمَا قَالَ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ، عَن اللَّيْثِ: إِنّه لُغَةٌ. وَفِي الكَشْف: الاعتمادُ على قَول اللَّيْث، ونَقَلَهُ الصّاغانيّ أَيضاً، وسَلَّمَه؛ ونقلَه ابْنُ حَجَرٍ فِي شرح المِنْهَاجِ عَن الإِمامِ الشّافِعيّ، وصَحَّحَهُ البَيْهَقِيُّ وغيرُهُ، وَوَافَقَهُ الجماهيرُ، كصاحب التَّهْذيب والمُغْرِبِ والعُبابِ. انْتهى الحاصِلُ من عِبَارَته. ولكنّ عَزْوَهُ إِلى الأَساس ولسان الْعَرَب وغيرِهِما، مَحَلُّ نَظَرٍ، فإِنّهما نَقَلا عِبَارَةَ المُبَرِّدِ، وَلم يُرَجِّحا قَولَ اللَّيْثِ، حَتَّى يُسْتَدَلّ بمرجوحيّة قولِ المُبَرِّدِ، كَمَا لَا يَخْفَى.
(ج: كَتَاتِيبُ) ، ومَكَاتِيبُ. وهاذا من تَتِمَّة عِبارة الجَوْهَرِيّ، فالأَوّل جَمْعُ كُتَّابٍ، والثّاني جَمْعُ مَكْتَبٍ. وَقد أَخلّ المُصَنِّفُ بِذكر الثّاني، وذَكَرَه غيرُ واحدٍ، قَالَ شَيخنَا: وَفِي عبارَة المُصَنَّفِ قَلَقٌ.
قلت: وذالك لاِءَنّ كتاتِيبَ إِنّمَا هُوَ جَمْعُ كُتَّابٍ، على رأْي الجَوْهَرِيّ واللَّيْثِ، وَهُوَ قد جعله خطأ، فَمَا معنى ذِكْرِه فِيمَا بَعْدُ؟ نَعَم، لَو قَدَّمَ ذِكْرَهُ قبل قَوْله: (خطأ) ، لسَلِمَ من ذَلِك، فتأَمّلْ.
(و) الكُتَّابُ: (سَهْمٌ صَغِيرٌ، مُدَوَّرُ الرَّأْسِ، يَتَعَلَّمُ بِهِ الصَّبِيُّ الرَّمْيَ) وبالثاءِ أَيضاً، والثّاءُ المُثَلَّثة فِي هاذا الحرفِ أَعلَى من التّاءِ الفَوْقِيّة، كَمَا سيأْتي. وَفِي عبارةِ شيخِنا هُنَا قلَقٌ عجيبٌ.
(و) الكُتّابُ أَيضاً: (جَمْعُ كاتِبٍ) ، مثل: كَتَبة، وَقد تقدّمتِ الإِشارة إِلَيْهِ.
(واكْتَتَبَ) الرَّجُلُ: إِذا (كَتَبَ نَفْسَهُ فِي دِيوانِ السُّلْطَانِ) ، وَفِي الحَدِيث: (قالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حاجَّةً، وإِنِّي اكْتَتَبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا) ، أَي: كَتَبْتُ اسْمِي فِي جُمْلَةِ الغُزَاةِ. وَفِي حديثِ ابْنِ عُمَرَ: (من اكْتَتَبَ زَمِناً، بعَثَهُ اللَّهُ زَمِناً يَوْمَ القِيَامةِ) .
(و) من الْمجَاز: اكْتَتَبَ هُوَ: أُسِرَ. واكْتَتَبَ (بَطْنُه) : حُصِرَ، و (أَمْسَكَ) ، فَهُوَ مُكْتَتِبٌ ومُكْتَتَبٌ عَلَيْهِ ومكتوبٌ عَلَيْهِ نَقله الصاغانيُّ.
(والمُكْتَوْتِبُ: المُنْتَفِخُ المُمْتَلِىءُ) ممّا كَانَ: نَقله الصّاغانيّ. (و) من المجازِ: كَتَّبَ (الكَتِيبَةَ) جَمَعَها، وَهِي (الجَيْشُ) .
وتَكَتَّبَ الجَيْشُ: تَجَمَّعَ.
وكَتَّبَ الجَيْشَ: جَعَلَهُ كَتائِبَ.
(أَو) هِي (الجَمَاعَةُ المُسْتَحِيزَةُ مِن الخَيْلِ، أَوْ) هِيَ (جَمَاعَةُ الخَيْلِ إِذَا أَغارَتْ) على العَدُوِّ (من المِائَةِ إِلَى الأَلْفِ) .
(وكَتَّبَها تَكْتِيباً) ، وكَتَبَها: (هَيَأَهَا) ، قَالَ ساعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
لَا يُكْتَبُونَ وَلَا يُكَتُّ عَدِيدُهم
حَفَلَتْ بِساحَتِهِمْ كَتَائِبُ أَوْعَبُوا
أَي: لَا يُهَيَّؤُونَ.
(وتَكَتَّبُوا: تَجَمَّعُوا) ، وَمِنْه: تَكَتَّبَ الرَّجُلُ: تَحَزَّمَ، وجَمَعَ عَلَيْهِ ثِيَابَه. وَهُوَ مجَاز.
(وبَنُو كَتْبٍ) ، بالفَتْح: (بَطْنٌ) من الْعَرَب.
(والمُكَتَّبُ، كمُعَظَّمٍ: العُنْقُودُ) من العِنَبِ ونحوِه، (أُكِلَ بعضُ مَا فِيهِ) وتُرِكَ بعضُهُ.
(والمُكَاتَبَةُ) بِمَعْنى (التَّكاتُب) ، يُقَال: كاتَبَ صدِيقَهُ، وتَكاتَبا.
(و) من الْمجَاز المُكَاتَبة، وَهُوَ (أَنْ يُكَاتِبَكَ عَبْدُكَ على نَفْسِه بثَمَنِه. فإِذا) سَعَى، و (أَدَّاهُ، عَتَقَ) . وَهِي لَفْظَةٌ إِسْلاميّة، صرّح بِهِ الدَّمِيرِيّ. والسَّيِّدُ مُكَاتِبٌ، والعَبْدُ مُكاتَبٌ إِذا عَقَدَ عَلَيْهِ مَا فارَقَه عَلَيْهِ من أَداءِ المالِ سُمِّيَتْ مُكَاتَبَةً، لِمَا يَكْتُبُ العَبْدُ على السَّيِّد من العِتْقِ إِذا أَدَّى مَا فُورِقَ عَلَيْهِ، ولِمَا يَكْتُبُ السَّيِّدُ على العَبْدِ من النُّجُومِ الَّتِي يُؤَدِّيها فِي مَحلِّها، وأَنَّ لَهُ تَعجيزَهُ إِذا عَجَزَ عَن أَداءِ نَجْم يَحِلُّ عَلَيْهِ. وأَحكامُ المُكَاتَبَة، مُصرَّحَةٌ فِي فُروع الفِقْهِ.
ومِمّا لم يذكُرْهُ المُؤَلِّفُ:
الكُتَيْبَةُ، مصغَّرةً، اسمٌ لبعضِ قُرَى خَيْبَرَ. وَمِنْه حديثُ الزُّهْرِيِّ: (الكُتَيْبةُ أَكثرُهَا عَنْوَةٌ) يَعْنِي: أَنّه فتَحَهَا قَهْراً، لَا عَن صُلْحٍ.
والمَكْتَبُ: من قُرَى ابْنِ جِبْلَةَ فِي اليَمَن، نقلْتُهُ عَن المُعْجَم.
Expand
كتب
كتَبَ/ كتَبَ إلى/ كتَبَ في/ كتَبَ لـ يَكتُب، كِتابةً وكِتَابًا وكَتْبًا، فهو كاتب، والمفعول مَكْتوب (للمتعدِّي)
• كتَب المخطوطَ ونحوَه: نسَخَه، خطّه "كتَب رسالةً- {وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلٌِ} - {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ} " ° كتَب اعتباطًا: كيفما اتّفق.
• كتَب مَسرحيّةً ونحوَها: ألّفَها، أبدعها "يكتب مقالاً أسبُوعيًّا- كتب قصيدة".
• كتَب العقدَ ونحوَه: سَجَّله، دوّنه وأثبته " {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} - {إلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} - {وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}: مثبتون حافظون".
• كتَب الكتابَ: تزوّج، عقَد القرانَ.
• كتَب اللهُ الشَّيءَ: قدّره، قضاه وأوجبه وفرَضه "كتَب اللهُ الطاعةَ على عباده- مكتوب عليه أن ينجو من هذا الحادث- {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} "? ما كُتِب فقد كتب: لا مهرب ممّا قُدِّر لنا أو قُضِي به علينا.
• كتَب على نفسه الصِّدقَ: أوجبه عليها، قضى به وحكم، فرَضه عليها "كتب على نفسه أن يعين جارَه- كتب عليه القاضي بالنفقة- {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ".
• كتَب إليه/ كتَب له: أرسل إليه رسالة "يكتب لأبيه كلّ شهر".
• كتَب في القانون: بحَث، عالج.
• كتَب له الأرضَ: منَحه إيّاها، قدَّرها له "كتب لابنه نصف الميراث- {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا} - {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ} - {وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ} ". 

أكتبَ يُكتب، إكتابًا، فهو مُكتِب، والمفعول مُكتَب
• أكتبه القصيدةَ ونحوَها: أملاها عليه "سأُكتبك أبياتًا من الشِّعر".
• أكتب فلانًا: علّمه الكتابةَ. 

استكتبَ يستكتب، استكتابًا، فهو مُسْتَكْتِب، والمفعول مُسْتَكْتَب
• استكتب تلميذَه رسالةً:
1 - أملاه إيّاها "استكتبه نصًّا ليتأكّد من مقدرته في اللُّغة".
2 - سأله أن يكتبها له.
• استكتب أحدَ أقربائه: اتَّخذه كاتبًا. 

اكتتبَ/ اكتتبَ في يكتتب، اكتتابًا، فهو مُكتتِب، والمفعول مُكتتَب (للمتعدِّي)
• اكتتب الرَّجلُ/ اكتتب في عمل من أعمال البرِّ أو الخير: شارك في عمل جماعيّ، تبرّع، دوّن اسمه وما جاد به من المال "اكتتب في بناء مسجد- اكتتب في شركة- اكتِتاب لإعانة اليتامى".

• اكتتب الكتابَ: كتَبه؛ نسَخه وخطَّه " {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا} ".
• اكتتب فلانًا: استملاه؛ استكتبه؛ سأله أن يكتب له.
• اكتتب القصَّةَ: اختلقها، ابتدعها " {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا} ". 

انكتبَ ينكتب، انكتابًا، فهو منْكَتِب
• انكتب الكتابُ ونحوُه: مُطاوع كتَبَ/ كتَبَ إلى/ كتَبَ في/ كتَبَ لـ: خُطَّ وانتُهِيَ من تأليفه أو كِتابته. 

تكاتبَ يتكاتب، تَكاتُبًا، فهو مُتكاتِب
• تكاتب الصَّديقان: تراسلا، كتَب كلّ منهما للآخر "تكاتب العالمان في أمر الاكتشاف الجديد". 

تكتَّبَ يتكتَّب، تكتُّبًا، فهو مُتكتِّب
• تكتَّب النَّاسُ: تجمَّعوا "تكتَّب الجيشُ في أرض المعركة- تكتَّب الخيلُ- تكتّب الجندُ في كتائب". 

كاتبَ يكاتب، مُكاتبةً، فهو مُكاتِب، والمفعول مُكاتَب
• كاتبَ صديقَه مُدّةً طويلة: راسله "وعد صديقَه أن يكاتبه مادام مسافرًا" ° مكاتبات سياسيَّة/ مكاتبات أدبيّة/ مكاتبات رسميّة: مراسلات.
• كاتب السّيِّدُ عبدَه: اتَّفق معه على أن يكون حرًّا إذا أدّى قدْرًا مُعيَّنًا من المال " {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} ". 

كتَّبَ يكتِّب، تَكْتِيبًا، فهو مُكتِّب، والمفعول مُكتَّب
• كتَّبتِ الأمُّ ولدَها: علَّمته الكتابةَ "بدأ يكتِّب ابنَه وهو في الخامسة من عمره".
• كتَّب الشّخصَ: جعله يكتب "كتَّب الأستاذُ التلميذَ- كتّبه رسالة إلى أخيه المسافر- كتَّب تلميذَه الدرس عشر مرات".
• كتَّب الجنودَ: جعلهم كتائب وهيَّأهم كتيبة كتيبة "كتّب الكتائِبَ/ الجيشَ- كتَّب قائدُ الجيش الكتائبَ استعدادًا للحرب". 

اكتتاب [مفرد]:
1 - مصدر اكتتبَ/ اكتتبَ في.
2 - (جر) إعلان الرّغبة في الحصول على بعض أسهم شركة بعد تأسيسها، أو الحصول على بعض سنداتها. 

كاتِب1 [مفرد]: ج كاتبون وكتّاب:
1 - اسم فاعل من كتَبَ/ كتَبَ إلى/ كتَبَ في/ كتَبَ لـ: " {لاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ} ".
2 - مؤلِّف، شخص يزاول الكتابة كمهنة على سبيل الاحتراف "كاتب سيرة- كاتب قصصيّ/ سينمائيّ" ° الكُتّاب: الذين يمارسون الكتابات الأدبيّة.
• كاتب الدَّولة: (سة) منصب وزير في بعض الدول العربيَّة "كاتب الدولة للتربية القوميّة- الكاتب الأوّل لتونس".
• عُقَّال الكاتب: (طب) انقباض شديد التوتُّر مؤلم في عضلات اليد بسبب إدمان الكتابة. 

كاتِب2 [مفرد]: ج كاتبون وكتَبَة: من يتولّى عملاً كتابيًّا إداريًّا مثل حفظ السّجلات والملفّات "كاتب المحكمة- رئيس الكَتَبة" ° كتبة الوحي: بعض الصحابة الذين اختصَّهم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بكتابة القرآن عنه، ومنهم الخلفاء الراشدون.
• الكاتِبان: الملكان الموكَّلان بتسجيل أعمال الإنسان.
• كاتِب عَدْل: شخص ذو سلطة قانونيَّة يشهد ويُصادق على صحَّة وثيقة وأخذ التَّصريحات والإفادات. 

كاتبة [مفرد]: مؤنَّث كاتِب1 وكاتِب2.
• آلة كاتبة: جهاز له أزرار عليها الحروف الهجائيّة يضرب عليها لاستنساخ النصوص "قلّما تستعمل الآلة الكاتبة اليوم". 

كتاب [مفرد]: ج كُتُب (لغير المصدر):
1 - مصدر كتَبَ/ كتَبَ إلى/ كتَبَ في/ كتَبَ لـ.
2 - صُحُف مؤلَّفة مجموعة وموضوعة بين غلافين "كتاب تعليميّ- كتاب البخلاء للجاحظ- صدر الكتاب: نُشِر، ظهَر- *وخير جَليس في الأنام كتاب*- {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ} " ° أضعاف الكِتاب: حواشيه وما بين سطوره- الكتاب الأبيض: مجموعة وثائق في كتاب غلافه أبيض تصدر حول قضيَّة ما- دفّتا الكتاب: الغلافان اللّذان يكتنفانه من جانبيه- ديباجة الكتاب: فاتحته- ذيل الكتاب: الملحَق والحاشية- كتاب الجَيْب: كتاب صغير بحجم الجيب، يباع
 بسعر رخيص- كتاب الضّمان: كتاب يتعهّد به شاحن البضائع وناقلها بإيصالها على الحالة المبينة في تذكرة الشحن- كتاب تجاريّ: يُنشر بهدف التَّوزيع لعامّة النَّاس عبر بائعي الكتب- كتاب سنويّ: كتاب يصدر نهاية كلّ عامّ ليوثق لذلك العام.
3 - رسالة أو صحيفة مكتوبة "بعث إلى والده بكتاب- {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} ".
4 - أمر وفرض " {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}: مفروضة في وقت معيَّن- {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ} ".
5 - حُكم "لأقضينّ بينكما بكتاب الله".
6 - أجل " {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} ".
7 - قدَر، قضاء "هذا كتاب الله: قدَرُه- {لَوْلاَ كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ".
8 - مكاتبة، تعاقد على العتق نظير مبلغ مالي " {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ} ".
• الكتاب:
1 - القرآن الكريم " {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} - {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} ".
2 - الكلام السماويّ الموحًى من عند الله فعلاً أو اعتقادًا، التَّوراة، الإنجيل " {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ} - {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} - {وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} ".
3 - مؤلَّف سيبويه في النَّحو.
4 - اللَّوح المحفوظ، كتاب الأعمال " {وَوُضِعَ الْكِتَابُ} - {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} ".
5 - عدّة المرأة " {وَلاَ تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} ".
• الكتاب المقدَّس: العهد القديم عند اليهود، ومجموع العهدين عند النصارى.
• كتاب الاعتماد: (قص) رسالة يبعث بها أحد أصحاب المصارف إلى وكلائه ليحفظوا مبلغا من المال رهن تصرّف شخص مسمّى.
• أمُّ الكتاب:
1 - الآيات المحكمات الواضحات التي لا احتمال فيها " {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ".
2 - فاتحته، سورة الفاتحة.
• أهل الكتاب: اليهود والنصارى الذين لهم كتاب منزَّل " {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا} ".
• رقم الكتاب: رقم يشير إلى موضع الكتاب وتصنيفه في المكتبة.
• الكتاب النَّاطق: تسجيل لقراءة كتاب معَدٍّ لاستخدام ذوي الإعاقات البصريَّة. 

كِتابة [مفرد]:
1 - مصدر كتَبَ/ كتَبَ إلى/ كتَبَ في/ كتَبَ لـ ° لُغَة الكتابة: لُغَة الإنشاء من أدب ونحوه، اللُّغَة التي يستخدمها المثقّفون في كتاباتهم.
2 - حرفة الكاتب "اختار الكتابة على القضاء- أسلوب كتابيّ".
3 - قسْم إداريّ في وزارة أو مؤسَّسة يهتمّ بالطباعة اليدويّة والمراسلات وغيرها "رئيس قِسْم الكتابة- موظف كتابيّ".
• الكتابة الصَّوْتيَّة: (لغ) نظام كتابيّ يمثل الصَّوت الواحد برمز واحد، وهي طريقة اتَّفق عليها علماءُ الأصوات المحدثون لتدوين الأصوات وفقًا لنطقها وذلك باللّجوء إلى رموز مُعيَّنة ليست موجودة في الكتابة العاديّة. 

كِتابِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى كِتابة: "اختبار كتابِيّ- أصلح المُعلِّم الأغلاطَ الكتابيَّة- أعمال كتابيَّة" ° الأسلوب الكتابيّ: الأسلوب الأدبيّ.
2 - واحد من أهل الكتاب يهوديّ أو نَصْرانيّ.
• التَّصحيف الكتابيّ: كتابة الكلمة على غير وجهها الصَّحيح بحذف أحد الحروف أو المقاطع المكرَّرة أو المتشابهة فيها خطأ.
• الاختصار الكتابيّ: الاكتفاء ببعض أحرف الكلمة أو العبارة عن كتابتها على أن يُنطق بها عادةً كاملة مثل: إلخ أي: إلى آخره. 

كَتْب [مفرد]: مصدر كتَبَ/ كتَبَ إلى/ كتَبَ في/ كتَبَ لـ. 

كُتّاب [مفرد]: ج كتاتيبُ: مكان صغير لتعليم الصّبيان
 القراءةَ والكتابةَ، وتحفيظهم القرآن "اعتاد صبيانُ القرية الذهاب إلى الكُتّاب". 

كَتيبَة [جمع]: جج كتيبات وكتائِبُ:
1 - طائفة من الجيش مجتمعة ° كتيبة خَرْساءُ: ليس لها جَلَبة ولا أصوات- كتيبة شهباءُ: كثيرة السِّلاح.
2 - (سك) فرقة عظيمة من الجيش تشتمل على عدد من السّرايا "كتيبة مِدْفعيّة- كتيبة المدرّعات/ المشاة".
• كتائب الإعدام: مجموعات من الجنود مهمَّتهم قتل الفارِّين من مواجهة العدوّ، كي يجبروا الجنود على القتال والدِّفاع عن أرضهم. 

كُتَيِّب [مفرد]: ج كتيِّبات: كتاب صغير موجز "نظَّم كُتَيِّب شِعر- كُتيّب تاريخ الكيمياء- تُقدَّم كثير من المعارف للناشئة في صورة كتيِّبات" ° كُتَيِّب أَدَبيّ- كُتَيِّب مَعْرِض. 

مُكاتِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من كاتبَ.
2 - مُراسل صحيفة أو مجلّة من خارج بلده. 

مَكْتب [مفرد]: ج مكاتِبُ:
1 - طاولة ذات أدراج يُكتب عليها أو قطعة الأثاث يجلس إليها للكتابة "وضعتُ المُصْحف على مكتبي- اشتريت لابني مكتبًا خشبيًّا".
2 - حجرة أو مكان يضمّ المكتب.
3 - مكان يعمل به الموظّفون وأصحاب الأعمال، أو مكان يعدّ لمزاولة عمل معيّن كمكتب المحامي والمهندس ونحوهما "مكتب الصِّحَّة/ الأخبار/ الأنباء/ الرئيس/ الوزير/ البريد- المكتب الدولي للعمل- مكتب التحقيقات الفيدرالي- مكتب سفريّات" ° ساعي المكتب: صبيُّه وخادمه- مكتب التشغيل: مكتب تديره نقابة مهمته تأمين العمل لطالبيه من العمال.
• المكتب الثَّاني: (سك) الشّعبة الثَّانية للاستخبارات العسكريّة. 

مَكْتَبة [مفرد]:
1 - مكان بيع الكُتب والأدوات المكتبيّة "تزدحم المكتباتُ في مفتتح العام الدراسيّ".
2 - مكان وضع الكتب في المنزل وغيره "أفردت غُرْفةً للمكتبة- دعَّم الوزيرُ المكتبة الوطنيّة".
3 - دار نَشْر تمتلك محلاّت لتوزيع منشوراتها "مكتبة دار المعارف".
• المكتبة العربيَّة: مجموع التُّراث الفكريّ العربيّ "أسهم بتآليفه في إثراء المكتبة العربيَّة".
• مكتبة وطنيَّة: مكتبة لحفظ التراث الوطنيّ من مخطوطات ومطبوعات وغيرها، ويقال لها: دار الكُتُب "المكتبة الوطنيّة الجزائريَّة".
• مكتبة خاصَّة: مجموعة الكتب التي يملكها شخص من الأشخاص، كالخزانة التيموريّة قبل نقلها إلى دار الكتب بالقاهرة.
• مكتبة عامَّة: مكان تملكه الدولة، أو هيئة عامة تجمع فيه أكبر عدد من الكتب لينتفع بها القرَّاء والباحثون في قاعات مُعدَّة للقراءة والبحث.
• علم المكتبات: علم يدرس التنظيم الداخليّ للمكتبات والأساليب الفنِّيَّة اللازمة لاختيار وتنظيم مجموعات الكتب وإعداد فهارس المكتبة. 

مُكْتَتِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اكتتبَ/ اكتتبَ في.
2 - (قن) شخص يعلن عن رغبته في الاكتتاب في أسهم الشَّركة أو سنداتها. 

مكتوب [مفرد]: ج مكاتيبُ:
1 - اسم مفعول من كتَبَ/ كتَبَ إلى/ كتَبَ في/ كتَبَ لـ.
2 - رسالة. 
Expand
(كتب) : المُكَتَّبُ العُنْقُودُ إذا أُكِلَ بعضُ ما فيه.
ك ت ب

كتب الكتاب يكتبه كتبةً وكتاباً وكتابةً وكتباً، واكتتبه لنفسه: انتسخه، واكتتب فلان ضمناً، وفلان مكتبٌ وكتّبٌ: يكتّب الناس يعلمهم الكتابة أو عنده كتبٌ يكتّبها الناس ينسخهم، ويقال: كتّبت الغلام وأكتبته، وأكتبني هذه القصيدة: أملها عليّ. وأكتبت فلاناً: وجدته كاتباً، واستكتبته شيأ فكتبه لي. وسلم ولده في المكتب والكتّاب، وذهب الصبيان إلى المكاتب والكتاتيب، وقيل: الكتّاب: الصبيان لا المكان. وكاتب صديقه وتكاتبا.

ومن المجاز: كتب عليه كذا: قضي عليه. وكتب الله الأجل والرزق، وكتب على عباده الطاعة وعلى نفسه الرحمة، وهذا كتاب الله: قدره. قال الجعديّ:

يا بنت عمّي كتاب الله أخرني ... عنكم وهل أمنعنّ الله ما فعلا

وسألني بعض المغاربة ونحن في الطواف عن القدر فقلت: هو في السماء مكتوب، وفي الأرض مكسوب. وأحصيت الشء وكتبته إذا حصرته. قال:

لا يكتبون ولا يكتّ عديدهم وكتب البغلة وكتب عليها إذا جمع بين شفريها بحلقة، وبلغة مكتوبة ومكتوب عليها، واكتب بغلتك لا ينز عليها. وقال:

لا تأمنن فزارياً خلوت بهعلى قلوصك واكتبها بأسيار وكتب النّعل والقربة: خرزها بسيرين. وقارب بين الكتب وهي الخرز. وأكتب سقاءه: أوكأه، تقول لصاحبك: أكتب سقاءك فيقول: ما يستكتب لي أي ما يستوكئ. وكتب على فلان، وكتّبَ عليه، واكتتب هو إذا أسر. واكتتب بطنه إذا حصر. وكتب الكتيبة: جمعها. وكتّب الجيش: جعله كتائب، وتكتّب الجيش. وتكتّب الرجل تحزّم وجمع عليه ثيابه. وكاتب عبده. وأدّى كتابته.

كتب


كَتَبَ(n. ac. كَتْب
كِتْبَة
كِتَاْب
كِتَاْبَة)
a. Wrote.
b. Was a writer, scribe.
c. ['An], Wrote down what he had heard from; wrote at the
dictation of.
d. [Ila & Bi], Wrote to .... about.
e.(n. ac. كِتَاْب), Prescribed, ordained, instituted; ordered.
f. [acc. & 'Ala], Prescribed, ordained for, enjoined upon; ordered
to do.
g. [pass.] ['Ala], Was prescribed, ordained for; was made incumbent
upon.
h. [Bi], Ordered to be paid ( costs: judge ).
i. [La], Destined for, gave to.
j.(n. ac. كَتْب), Drew together, conjoined, closed; sewed, stitched
bound together.
k. see II (c) (d).
كَتَّبَa. see I (a)b. Taught writing, calligraphy to.
c. Tied the udder of (camel).
d. Mustered (squadrons).
كَاْتَبَa. Wrote to, corresponded with.
b. Made a contract with.
b. Made a contract with.

أَكْتَبَa. Dictated to.
b. see I (j)
& II (b), (d).
تَكَتَّبَa. Girded himself.
b. Was mustered, formed into squadrons ( army).
تَكَاْتَبَa. Corresponded together.
b. Made a contract together.

إِكْتَتَبَa. see I (a) c. [Fī], Registered, inscribed, enrolled himself in.
d. Was registered, inscribed, enrolled.
e. Asked to dictate.
f. Wanted to have written (book).
g. Was suppressed (urine); was constipated.

إِسْتَكْتَبَa. Asked to write; dictated to.
b. Sewed (skin).
كِتْبَةa. Mode, manner of writing.
b. Transcription, copying.

كُتْبَة
(pl.
كُتَب)
a. Thong.
b. Stitch, suture, seam.

كُتُبِيّa. Bookseller; librarian.

مَكْتَب
(pl.
مَكَاْتِبُ)
a. School, writing-school.
b. Office, bureau.

مَكْتَبَة
(pl.
مَكَاْتِبُ)
a. Library.

مِكْتَبَة
a. [ coll. ], Desk.
كَاْتِب
(pl.
كَتَبَة
كُتَّاْب
& reg. )
a. Writer; scribe; author; learned man, savant.
b. Secretary, amanuensis; clerk.

كِتَاْب
(pl.
كُتْب
كُتُب
10)
a. Writing; book, volume; letter; record, register;
contract.
b. [art.], Sacred Writings, Scriptures: the Pentateuch, Old
Testament; the Gospel; the Kurān.
c. Decree, ordinance, statute, prescript; prescription;
sentence.
d. Receptacle for ink.

كِتَاْبَةa. The art of writing, calligraphy, penmanship.
b. Writing: deed, document; letter; warrant, mandate;
edict; order.
c. Inscription.

كَتِيْبa. Sewn, stitched; closed.

كَتِيْبَةa. see 23t (b)b. (pl.
كَتَاْئِبُ), Regiment, battalion; squadron; detachment, division;
corps; force, army.
كُتَّاْب
(pl.
كَتَاْتِيْبُ)
a. see 17 (a)b. Small, roundheaded arrow ( for boys ).

N. P.
كَتڤبَ
(pl.
مَكَاْتِيْبُ)
a. Written: letter, missive, epistle.

N. Ag.
كَتَّبَa. see N. Ag.
IV
N. P.
كَتَّبَa. Partly eaten ( bunch of grapes & c. ).
N. Ag.
كَاْتَبَa. Correspondent.

N. Ac.
كَاْتَبَ
a. Correspondence.

N. Ag.
أَكْتَبَa. Writing-master; calligraphist, penman.

N. P.
أَكْتَبَa. see 25
N. P.
إِكْتَتَبَa. Inscribed.
b. see 25
مُكْتَوْتِب
a. Swollen, full.

أَهْل كِتَابٍ
a. People having a revealed scripture.

أَهْل الكِتَابِ
a. The people of the Bible.

كَاتِب السِّر
a. Private secretary; Privy Councilor.
(ك ت ب) : (كَتَبَهُ) كِتْبَةً وَكِتَابًا وَكِتَابَةً وَقَوْلُهُ وَإِذَا كَانَتْ السَّرِقَةُ صُحُفًا لَيْسَ فِيهَا كِتَابٌ أَيْ مَكْتُوبٌ (وَفِي حَدِيثِ أُنَيْسٍ) وَاحْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ أَيْ بِمَا فَرَضَ اللَّهُ مِنْ كَتَبَ عَلَيْهِ كَذَا إذَا أَوْجَبَهُ وَفَرَضَهُ (وَمِنْهُ) الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ وَأَمَّا قَوْلَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى» فَقِيلَ الْمُرَادُ قَوْله تَعَالَى {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] إلَى أَنْ قَالَ وَمَوَالِيكُمْ فِيهِ أَنَّهُ نَسَبَهُمْ إلَى مَوَالِيهِمْ كَمَا نَسَبَهُمْ إلَى آبَائِهِمْ فَلَمَّا لَمْ يَجُزْ التَّحَوُّلُ عَنْ الْآبَاءِ لَمْ يَجُزْ عَنْ الْأَوْلِيَاءِ وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِكِتَابِ اللَّهِ قَضَاؤُهُ وَحُكْمُهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ (وَأَكْتَبَ الْغُلَامَ وَكَتَّبَهُ) عَلَّمَهُ الْكِتَابَ (وَمِنْهُ) سَلَّمَ غُلَامَهُ إلَى مُكَتِّبٍ أَيْ إلَى مُعَلِّمِ الْخَطِّ رُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ (وَأَمَّا الْمَكْتَبُ) وَالْكُتَّابُ فَمَكَانُ التَّعْلِيمِ وَقِيلَ الْكُتَّابُ الصِّبْيَانُ (وَكَاتَبَ) عَبْدَهُ مُكَاتَبَةً وَكِتَابًا قَالَ لَهُ حَرَّرْتُكَ يَدًا فِي الْحَالِ وَرَقَبَةً عِنْدَ أَدَاءِ الْمَالِ (وَمِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} [النور: 33] وَقَدْ يُسَمَّى بَدَلُ الْكِتَابَةِ مُكَاتَبَةً وَأَمَّا الْكِتَابَةُ فِي مَعْنَاهَا فَلَمْ أَجِدْهَا إلَّا فِي الْأَسَاسِ وَكَذَا تَكَاتَبَ الْعَبْدُ إذَا صَارَ مُكَاتَبًا وَمَدَارُ التَّرْكِيبِ عَلَى الْجَمْعِ (وَمِنْهُ كَتَبَ النَّعْلَ وَالْقِرْبَةَ) خَرَزَهَا (وَالْكُتْبُ الْخُرَزُ) الْوَاحِدَة كُتْبَةٌ (وَمِنْهُ كَتَبَ الْبَغْلَةَ) إذَا جَمَعَ بَيْنَ شَفْرَتَيْهَا بِحَلْقَةٍ (وَالْكَتِيبَةُ) الطَّائِفَةُ مِنْ الْجَيْشِ مُجْتَمِعَةً (وَبِهَا سُمِّيَ) أَحَدُ حُصُونِ خَيْبَرَ (وَقَوْلُهُمْ) سُمِّيَ هَذَا الْعَقْدُ مُكَاتَبَةً لِأَنَّهُ ضَمُّ حُرِّيَّةَ الْيَدِ إلَى حُرِّيَّةِ الرَّقَبَةِ أَوْ لِأَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ نَجْمَيْنِ فَصَاعِدًا ضَعِيفٌ جِدًّا وَإِنَّمَا الصَّوَابُ أَنَّ كَلًّا مِنْهُمَا كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ أَمْرًا هَذَا الْوَفَاءَ وَهَذَا الْأَدَاءَ.

كتب

1 كَتَبَهُ, aor. ـُ inf. n. كَتْبٌ and كِتَابٌ and كِتَابَةٌ (S, K) and كِتْبَةٌ; (Msb;) the first of these inf. ns. agreeable with analogy; the second, anomalous; (TA;) or the latter of these two is a subst., like لِبَاسٌ; (Lh;) or originally an inf. n., and afterwards used in the senses given below; (MF;) as also كِتَابَةٌ, and كِتْبَةٌ: (TA:) and ↓ كتّبهُ (K) and ↓ اكتتبهُ; (S, K;) He wrote it: (S, K:) or كَتَبَهُ has this signification; and ↓ اكتتبهُ, as also ↓ استكتبهُ, signifies he asked [one] to dictate it (إِسْتَمْلَاهُ): (K:) ↓ إِكْتَتَبَهَا in the Kur, xxv. 6, signifies he hath written them (S) for himself: (Bd:) or he hath asked [one] to write them for him, or to dictate them to him. (TA, Bd.) b2: كَتَبَ عَنْهُ [He wrote what he had heard, or learned from him.] A phrase of common occurrence in biographies. b3: كَتَبَ [He was a writer, or scribe, and a learned man. (Implied in the S, where we are referred to the Kur, lii. 41, and lxviii., 47, in illustration of كَاتِبٌ as signifying “ a learned man. ”)]

A2: كَتَبَ, aor. ـُ inf. n. كِتَابٌ, q. v., (assumed tropical:) He (God) prescribed, appointed, or ordained, (TA,) and made obligatory. (Msb.) كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ The law of retaliation is prescribed, appointed, or ordained, as a law of which the observance is incumbent on you. (Kur, ii. 173.] كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ Fasting is prescribed as incumbent on you. [Kur. ii. 179.] (TA.) b2: كَتَبَ عَلَيْهِ كَذَا (tropical:) He judged, passed sentence, or decreed, against him that he should do such a thing. (A.) كتب القَاضِى بِالنَّفَقَةِ The judge gave sentence that the expenses should be paid. (Msb.) A3: كَتَبَ, aor. ـُ inf. n. كَتْبٌ, He drew together; brought together; conjoined. (S.) b2: Hence, كَتَبَ البَغْلَةَ, aor. ـُ and كَتِبَ, inf. n. كَتْبٌ, He conjoined the oræ of the mule's vulva by means of a ring or a thong; (S;) as also كَتَبَ عَلَيْهَا. (A.) كَتَبَ, aor. ـُ and كَتِبَ, (K,) inf. n. كَتْبٌ; and كَتَبَ عَلَيْهَا; (TA;) He closed the camel's vulva, (K,) and put a ring upon it: (TA:) or he put a ring of iron or the like upon it, (K,) conjoining the oræ, in order that she might not be covered. (TA.) b3: كَتَبَ, aor. ـُ inf. n. كَتْبٌ; (S;) and ↓ اكتتب; (K;) He sewed a قِرْبَة, (S,) or a سِقَآء, (K,) or a مَزَادَة, (TA,) with two thongs: (K:) or, accord. to some, he closed it at the mouth, by binding it round with a وِكَاء, so that nothing [of its contents] should drop from it; (TA;) [as also ↓ اكتب:] or كتب signifies he sewed a قربة; and ↓ اكتب, he bound it with a وكآء, i. e. bound it round the upper part. (Lh.) b4: كَتَبَ, aor. ـُ inf. n. كَتْبٌ; (S;) and ↓ اكتب (S, K) and ↓ اكتتب (TA) (tropical:) He bound a قِرْبَة with a وِكَاء; (S;) he bound it round the head, or upper part: (K:) or the first of these verbs signifies he sewed a قربة. (Lh.) See above. IAar says, I heard an Arab of the desert say, أَكْتَبْتُ فَمَ

↓ السِّقَاء فَلَمْ يَسْتَكْتِبْ I bound the mouth of the سقاء, but it did not become fast bound, or closed, because of its hardness and thickness. (TA.) A4: كَتَبَ النَّاقَةَ He used art to make the she-camel take a liking to that which was not her own young one, and put something as a ring through her nostrils, lest she should smell the بَوّ, (in some copies of the K, بَوْل; but this is a mistake; TA,) and not have a fondness for it. (TA.) A5: كَتَبَ (tropical:) He collected a كَتِيبَة. (TA.) See also 2.2 كَتَّبَ See 1 and 4 A2: كتّب النَّاقَةَ, inf. n. تَكْتِيبٌ, He tied the udder of the camel. (Az, S.) A3: كتّب الكَتَائِبَ, inf. n. تَكْتِيبٌ; (S, K;) and ↓ كَتَبَهَا; (TA;) (tropical:) He prepared the troops; (K;) he disposed the troops in order, troop by troop. (S.) 3 مُكَاتَبَةٌ and ↓ تَكَاتُبٌ are syn.: (S, K:) you say, كاتب صَدِيقَهُ He wrote to his friend: and ↓ تكاتبا They wrote, one to the other. (TA.) b2: كاتبهُ, inf. n. مُكَاتَبَةٌ (Az, K, Msb) and كِتَابٌ, (Az, Msb,) (tropical:) He (a slave) made a written [or other] contract with him (his master), that he (the former) should pay a certain sum as the price of himself, and on the payment thereof be free: (K, &c.:) also he (a master) made such a contract with him (his slave): (Az, Msb, &c.:) and ↓ تكاتبا They two made such a contract, one with the other. (Msb.) The slave in this case is called مُكَاتَبٌ (S, Msb) and also مُكَاتِبٌ; and so is the master; the act being mutual. (Msb.) [But the lawyers in the present day call the slave مُكَاتَبٌ only; and the master, مُكَاتِبٌ.] الكِتَابَةُ, signifying “ what is written, ” is tropically used by the professors of practical law as syn. with المُكَاتَبَةُ, because the contract above mentioned was generally written; and is so used by them when nothing is written. It was thus called in the age of el-Islám, accord. to Az. These two words are said by Z to be syn.; but it is thought that he may have written the former by mistake for الكِتَابُ, adding the ة by a slip of the pen. (Msb.) 4 اكتب He dictated. (S, K.) Ex. أَكْتِبْنِى

هٰذِهِ القَصِيدَةَ Dictate to me this ode. (S.) b2: اكتب and ↓ كتّب He taught the art of writing. (K.) A2: See also 1, in three places.5 تكتّب (tropical:) He girded himself, and drew together his garments upon him. (TA.) A2: تكتّب (tropical:) It (an army, S) collected itself together. (S, K.) 6 تَكَاْتَبَ see 3.8 إِكْتَتَبَ See 1. b2: كِتْبَةٌ [is a quasi-inf. n. of 8; syn. with إِكْتِتَابٌ; and is explained as signifying] The writing a book, transcribing it [from another book]: (إِكْتِتَابُكَ كِتَابًا تَنْسَخُهُ). (K.) b3: It also signifies, [as a quasi-inf. n. of 8,] The writing one's name in [the list of those who receive] stipend and maintenance (الكتتاب فى الفرض والرزق [اصحاب]). (TA.) b4: اكتتب He registered himself in the book of the Sultán's army-list, or stipendiaries. (S, K.) إِكْتَتَبْتُ فِى

غَزْوَةِ كَذَا I wrote down my name in the list of the soldiers of such an expedition. (TA, from a trad.) b5: اكتتب كِتَابًا He asked for a book (or the like) to be written for him. (TA.) See also 10.

A2: اكتتب (tropical:) His urine was suppressed. (TA.) b2: اكتتب بَطْنُهُ (tropical:) He was constipated, or costive; (TA;) his belly was constipated. (K.) 10 استكتبهُ شَيْئًا He asked him to write a thing for him. (S.) See also 1 and 8.

A2: With reference to a سِقَاء (or skin), see 1.

كُتْبَةٌ (tropical:) A thong with which one sews (K) a مَزَادَة or a قِرْبَة: pl. كُتَبٌ. (TA.) b2: That with which the vulva of a camel (or of a mule, TA,) is closed in order that she may not be covered: (K:) pl. كُتَبٌ. (TA.) b3: A seam or suture, (KL, PS,) in a skin or hide; (KL;) [app. made by sewing together two edges so that one laps over the other;] a خُرْزَةٌ (S, Mgh, K) whereof the thong conjoins the two faces [or sides]: (K:) or a خرزة that is joined together with a thong: (Lth:) or that whereof the thong conjoins each of the two faces [or sides]: (ISd, TA:) pl. كُتَبٌ. (S, Mgh.) كِتْبَةٌ: see 1 and 8. b2: [Also, agreeably with analogy, A mode, or manner, of writing.]

كُتُبِىٌّ, meaning A bookseller, is a vulgar term, like صُحُفِىٌّ: by rule it should be كِتَابِىٌّ.]

كِتَابٌ [inf. n. of 1, q. v. b2: as a subst.,] A thing in which, or on which, one writes: [a book:] a written piece of paper or [a record, or register; and a written mandate;] of skin: (K:) a writing, or writ, or thing written; as also ↓ كَتِيبَةٌ: and both are applied also to the revelation from above: and to a letter, or epistle, which a person writes and sends: sometimes made fem., as meaning صَحِيفَةٌ: AA says, I heard an Arab of the desert, of El-Yemen, say, فُلَانٌ لَغُوبٌ جَآءَتْهُ كِتَابِى فَاحْتَقَرَهَا Such a one is stupid: my letter came to him, and he despised it: so I said, Dost thou say, جاءته كتابى? and he replied, Is it not a صحيفة? (Msb.) Pl. كُتُبٌ and كُتْبٌ. (S.) b3: A revealed scripture. (Msb.) [Whence أَهْلُ كِتَابٍ People having a revealed scripture: and أَهْلُ الكِتَابِ The people of the Bible. See also أَهْلٌ.] الكتاب signifies The تَوْراة, or Pentateuch, or Mosaic Law: (K:) and the Gospel, or Book of the Gospels: the Scriptures of the Jews and Christians: (Expositions of the Kur, passim:) and the Kurn. (TA.) b4: See also 3.

A2: كِتَابٌ [inf. n., or subst.: see 1] Divine prescript, appointment, or ordinance: judgment, or sentence: fatal decree, or predestination. (S, K.) لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللّٰهِ I will assuredly determine, or judge, between you two according to the judgment, or sentence, of God, which hath been revealed in his book. A trad., not relating to the Kurn. (TA.) El-Jaadee says, يَا ابْنَةَ عَمِّى كِتَابُ اللّٰهِ أَخْرَجَنِى

عَنْكُمْ وَهَلْ أَمْنَفَنَّ اللّٰهَ مَا فَعَلَا [O daughter of my paternal uncle! the decree of God hath expelled me from you: and could I indeed forbid God to do what He hath done?] (S.) [Hence,] الكِتَابُ الأَوَّلُ [The first writing; meaning the register of God's decrees]. (M and K voce مَحْبَلٌ, q. v.) b2: A receptacle for ink. (K).

قِرْبَةٌ كَتِيبٌ A skin that is sewed (S) with two thongs: (TA:) and the same, and ↓ مُكْتَبٌ, (S,) and ↓ مُكْتَتَبٌ, (TA,) (tropical:) A skin bound with a وِكَاء; (S;) closed at the mouth, by its being bound with a وِكَاء, so that nothing [of its contents] may drop from it. (TA.) كِتَابَةٌ subst. from 1; signifying The art of writing. (IAar, Msb.) b2: See also 3.

كَتِيبَةٌ see كِتَابٌ.

A2: An army; a military force: (S, K:) or a collected portion thereof; (Msb;) [a body of troops; a corps:] or a troop: or a troop of horse making a hostile attack or incursion, in number from a hundred to a thousand: (K:) pl. كَتَائِبُ. (S.) كُتَّابٌ, see مَكْتَبٌ

A2: The same, (S, K,) as also كُثَّابٌ, q. v., but the former is the more approved: (S: the reverse, however, is said in the TA; and MF says that some authors altogether reject كتّاب, with ت, in the sense here following:) A kind of small, round-headed, arrow, with which boys learn to shoot. (S, K.) كَاتِبٌ [A writer; a scribe; a secretary]: pl. كَاتِبُونَ and كُتَّابٌ and كَتَبَةٌ. (S, K.) b2: A learned man (S, K) was so called by the Arabs, (IAar,) because, in general, he who knew the art of writing was possessed of science and knowledge; and writers among them were few. (TA.) مَكْتَبٌ (S, K) and ↓ كُتَّابٌ (Lth, S, &c.) A school; a place where the art of writing is taught: (S, K, &c.:) accord. to Mbr and F, the assigning this signification to the latter word is an error; it being a pl. of كَاتِبٌ, and signifying, accord. to Mbr, the boys of a school: in the A it is said, this word is said to signify the boys; not the place: but Esh-Shiháb says, in the Sharh esh-Shifa, that it occurs in this sense in the classical language, and is not to be regarded as a postclassical word: it is said to be originally a pl. of كَاتِبٌ, and to be fig. employed to signify a school. (TA.) Pl. of the former مَكَاتِبُ; (TA;) and of the latter كَتَاتِيبُ. (S.) مُكْتَبٌ: see كَتِيبٌ.

مُكْتِبٌ A teacher of the art of writing. (S.) بغلة مَكْتُوبَةٌ, and مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا, A mule that has the oræ of her vulva conjoined by means of a ring or a thong. (A.) See also 1.

مُكَتَّبٌ A bunch of grapes and the like of which a part has been eaten. (K, TA.) مُكْتَتَبٌ: see كَتِيبٌ.

مُكْتَوْتِبٌ Swollen, and full. (K.)
Expand

جبه

(جبه) جبها اتسعت جَبهته وَحسنت فَهُوَ أجبه وَهِي جبهاء (ج) جبه
جبه: انجبه من الماء: اختشى منه (محيط المحيط) جَبّاه: الذي يعامل الآخر معاملة كريهة (معجم مسلم).

جبه


جَبَهَ(n. ac. جَبْه)
a. Struck on the forehead; browbeat; affronted.

جَبَّهَa. Held up to shame, disgraced.

جَبْهَة
(pl.
جِبَاْه)
a. Forehead; front.
b. Foremost; head, chief.
(جبه)
جبا وجبابا قطعه وَمِنْه الحَدِيث (إِن الْإِسْلَام يجب مَا قبله) أَي يقطع ويمحو مَا كَانَ قبله من الْكفْر والذنُوب وَيُقَال جب الخصية استأصلها وَفُلَانًا غَلبه وَالنَّخْل لقحه
جَبن
قال تعالى: وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ
[الصافات/ 103] ، فالجَبِينَان جانبا الجبهة، والجُبْن: ضعف القلب عمّا يحق أن يقوى عليه. ورجل جَبَان وامرأة جبان، وأَجْبَنْتُهُ: وجدته جبانا وحكمت بجبنه، والجُبْنُ: ما يؤكل. وتَجَبَّنَ اللبن: صار كالجبن.
ج ب هـ: (الْجَبْهَةُ) لِلْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ. وَالْجَبْهَةُ أَيْضًا الْخَيْلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَيْسَ فِي الْجَبْهَةِ صَدَقَةٌ» وَجَبَهَهُ بِالْمَكْرُوهِ اسْتَقْبَلَهُ بِهِ، وَبَابُهُ قَطَعَ. 
جبه
الجَبْهَة: موضع السجود من الرأس، قال الله تعالى: فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ [التوبة/ 35] ، والنّجم يقال له: جبهة تصورا أنه كالجبهة للمسمّى بالأسد، ويقال لأعيان الناس جبهة، وتسميتهم بذلك كتسميتهم بالوجوه، وروي عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس في الجبهة صدقة» أي: الخيل.
ج ب هـ : الْجَبْهَةُ مِنْ الْإِنْسَانِ تُجْمَعُ عَلَى جِبَاهٍ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ قَالَ الْخَلِيلُ هِيَ مُسْتَوَى مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ إلَى النَّاصِيَةِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ هِيَ مَوْضِعُ السُّجُودِ وَجَبَهْتُهُ أَجْبَهُهُ بِفَتْحَتَيْنِ أَصَبْتُ جَبْهَتَهُ وَالْجَبْهَةُ أَيْضًا الْجَمَاعَةُ مِنْ النَّاسِ وَالْخَيْلِ. 
[جبه] فيه: ليس في "الجبهة" صدقة هي الخيل. وفيه: قد أراحمك الله من السجة، والجبهة، والبجة. الجبهة هنا المذلة، وقيل: اسم صنم. غ: والجبهة الرجال يسعون في حمالة فلا يردون لحيائهم. نه وفيه: قالوا عليه "التجبيه" وقالوا: هو أن تحمم وجوه الزانيين، ويحملا على بعير أو حمار، ويخالف بين وجوههما، وأصله أن يحمل اثنان على دابة ويجعل قفا أحدهما إلى قفا الآخر، والقياس أن يقابل بين وجوههما لأنه من الجبهة، والتجبيه أيضاً ينكس رأسه، والجبه الاستقبال بالمكروه، وأصله من إصابة الجبهة من جبهته أصبت جبهته.
ج ب هـ

جبهة ذات بهجة. ورجل أجبه: عريض الجبهة. وجبهته: ضربت جبهته.

ومن المجاز: هو جبهة قومه، كما يقال وجههم، وجاءني جبهة بني فلان: لسرواتهم، وجاءت جبهة الخيل: لخيارها. قال بعض بني فزارة:

وليت جبهة خيلي شطر خيلهم ... وواجهونا بأسد قابلوا أسدا

وجبهه: لقيه بما يكره. ولقيت منه جبهة أي مذلة وأذًى. وجبهنا الماء: وردناه ولا آلة سقي، فلم يكن منا إلا النظر إلى وجه الماء، ومنه جبهنا الشتاء: جاءنا ولم نتهيأ له.
(ج ب هـ) : (الْجَبْهَةُ) مِنْ الْوَجْهِ مَعْرُوفٌ (وَمِنْهَا) (التَّجْبِيهُ) وَهُوَ أَنْ يُحْمَلَ الزَّانِي عَلَى حِمَارٍ وَيُجْعَلَ وَجْهُهُ إلَى ذَنَبِهِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ الْيَهُودِ فِي الزَّانِي إذَا أُحْصِنَ قَالُوا يُحَمَّمُ وَيُجَبَّهُ وَيُجْلَدُ وَفِي التَّكْمِلَةِ التَّجْبِيهُ أَنْ يُحْمَلَ الزَّانِيَانِ عَلَى حِمَارٍ يُقَابَلُ بَيْنَ أَقْفِيَتِهِمَا وَيُطَافُ بِهِمَا وَقَوْلُهُمْ فُلَانٌ (جَبْهَةُ الْقَوْمِ) أَيْ سَيِّدُهُمْ اسْتِعَارَةٌ كَقَوْلِهِمْ وَجْهُ الْقَوْمِ وَالْمُرَادُ بِهَا فِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ الْخَيْلُ لِأَنَّهَا خِيَارُ الْبَهَائِمِ.
[جبه] الجبهة للانسان وغيره. ورجل أَجْبَه بيِّنَ الجَبَهِ، أي عظيم الجَبْهَةِ، وامرأةٌ جَبْهاءُ، وبتصغيره سمي جَبَيْهاءُ الأَشْجَعِيُّ. والجَبْهَةُ: جَبْهَةُ الأسد، وهي أربعة أَنْجُم ينزلها القمر. والجَبْهَةُ: الخيْلُ. وفي الحديث: " ليس في الجَبْهَةِ صَدَقَةٌ ". والجَبْهَةُ من الناس: الجماعةُ. وجَبَهْتُهُ: صككتُ جَبْهَتَه . وجَبَهْتُهُ بالمكروه، إذا استقبلْتَه به. وجَبَهْنا الماء جَبْهاً: ورَدْناهُ وليست عليه أداةُ الاستقاء. ابن السكيت: يقال وَرَدْنا ماءً له جَبِيهَةٌ، إمَّا كان مِلْحاً فلم ينضَح مالهم الشرب، وإما كان آجنا، وإما كان بعيد القمر غليظا سقيه شديدا أمره.
جبه
الجَبْهَةُ: مُسْتوى ما بين الحاجِبَيْنِ إلى الناصِيَة. والجَبَةُ: مَصْدَرُ الأَجْبَهِ للعَرِيْضِ الجَبْهَةِ. وجَبَهْتُ فلاناً: اسْتَقْبَلْتَه بكلامٍ فيه غِلْظَةٌ. ووَرَدْنا ماءٌ له جَبِيْهَةٌ: وذلك إذا كانَ مِلْحاً فلم يَنْضح المالَ الشُّرْبُ منه.
وجَبَهْنَا الماءَ جَبْهاً: وَرَدْناهُ وليس عليه قامَةٌ ولا أدَاةٌ. والاجْتِبَاهُ الاسْتِجْفَاءُ. والخَوْفُ أيضاً. والتَّجْبِيْهُ: أنْ يُحْمَلَ الزانِيَانِ على حِمارٍ يُقَابَلُ بين أقْفائهما. وجاءنا جَبْهَةٌ من الناس: أي جَماعَةٌ، وقيل: سَيِّدُهم. وكذلك الجَمَاعَةُ من الخَيْل. ومنه الحَدِيثُ: " وليس في الجَبْهَةِ صَدَقَةٌ " وهي المَذَلَّةُ أيضاً.
والجابِهُ: ضِدُّ القَعِيْدِ من الظِّبَاء. واجْتَبَهْتُ البَلَدَ والانسانْ: كَرِهْتَه واسْتَوْهَلْتَه.
(جبه) - في الحديث: "أَنَّه سَأَل اليَهُودَ عن حَدِّ الزَّاني عِندهم، فقالوا: التَّجْبِيَة. فقال: وما التَّجْبِيَة؟ قالوا: أن تُحَمَّم وجوه الزَّانِيَيْن، ويُحمَلَا على بَعِير ، ويُخالَف بين وُجُوهِهِما".
أَصلُ التَّجْبِية. أن يُحملَ اثْنان على دَابَّة، ويُجعَلَ قَفَا أَحدِهما إلى قَفَا الأَخَر، كَذَا ذَكَروه.
والقِياسُ: أَن يُقابَل بين وُجُوهِهِما، لأنه مأخوذٌ من الجَبْهَة.
وذَكَر صَاحِبُ التَّتِمَّة، أَنّه يُشبِه أن يكون أَصلُه الهَمْز وأَنَّه التَّجْبئة: وهي الرَّدْعُ والزَّجْر. يقال: جَبأْتُه فَجَبأ: أي رَدَعْتُه فارتَدَع والتَّجْبِية أَيضا: أن يُنَكَّسَ رَأسُه، فيُحتَمل أَنَّ مَنْ فُعِل به ذَلِك نَكَّسَ رَأْسَه استِحْياءً، فسُمِّي ذَلِك الفِعْل تَجْبِئَة.
ويُحتمل أن يَكُون تَجْبِيهاً من الجَبْه وهو الاستِقْبال بالمَكْروه، وأَصلُه: إصابَة الجَبْهَة. يقال: جَبَهْتُه، إِذا أَصبتَ جَبْهَتَه كما يُقالُ: رَأَستُه.
جبه كسع نخخ وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَيْسَ فِي الْجَبْهَة وَلَا فِي النَخَّة وَلَا فِي الكُسعة صَدَقَة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الْجَبْهَة الْخَيل والكسعة الْحمير والنخة الرَّقِيق قَالَ الْكسَائي وَغَيره فِي الْجَبْهَة والكسعة مثله وَقَالَ الْكسَائي: هِيَ النُّخَّة - بِرَفْع النُّون - وفسرها هُوَ وَغَيره فِي مَجْلِسه: الْبَقر العوامل قَالَ الْكسَائي: هَذَا كَلَام أهل تِلْكَ النَّاحِيَة كَأَنَّهُ يَعْنِي أهل الْحجاز وَمَا وَرَاءَهَا إِلَيّ الْيمن. وَقَالَ الْفراء: النُّخَّة أَن يَأْخُذ الْمُصدق دِينَارا بعد فَرَاغه من أَخذ الصَّدَقَة وأنشدنا: [الْبَسِيط]

عمي الَّذِي منع الدينارَ ضاحية

دِينَار نخة كلب وَهُوَ مشهود قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ [وَسلم] : أخرجُوا صَدقَاتكُمْ فان اللَّه قد أراحكم من الْجَبْهَة والسجة والبجة. وفسرها أَنَّهَا كَانَت آلِهَة يعبدونها فِي الْجَاهِلِيَّة وَهَذَا خلاف مَا [جَاءَ -] فِي الحَدِيث الأول وَالتَّفْسِير فِي الحَدِيث وَالله أعلم أَيهمَا الْمَحْفُوظ من ذَلِك.
(ج ب هـ)

الجَبْهَةُ: مَوضِع السُّجُود، وَقيل: هِيَ مستوى مَا بَين الحاجبين إِلَى الناصية، وَوجدت بِخَط عَليّ بن حَمْزَة فِي المُصَنّف: " فَإِذا انحسر الشّعْر عَن حاجبي جَبْهَتَيْه " وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا إِلَّا أَن يُرِيد الْجَانِبَيْنِ.

وجَبْهَةُ الْفرس: مَا تَحت أُذُنَيْهِ وَفَوق عَيْنَيْهِ، وَجَمعهَا جباه.

وَرجل أجْبَهُ: ولسع الجَبْهَةِ حسنها، وَالِاسْم: الجَبَهُ، وَقيل: الجَبَهُ: شخوص الجَبْهَة.

وَفرس أجْبَهُ: شاخص الجَبْهَةِ مرتفعها عَن قَصَبَة الْأنف.

وجَبَهَهُ جَبْها: صك جَبْهَتَهُ.

والجابِهُ: الَّذِي يلقاك بِوَجْهِهِ أَو بجَبْهَتِهِ من الطير والوحش، وَهُوَ يتشاءم بِهِ.

واستعار بعض الأغفال الجَبْهَة للقمر فَقَالَ - أنْشدهُ الْأَصْمَعِي -:

مِنْ لَدُ مَا ظُهْرٍ إِلَى سُحَيْرِ ... حَتَّى بَدتْ لي جَبْهَةُ القُمَيْرِ

وجَبْهَة الْقَوْم: سيدهم، على الْمثل.

وجاءتنا جَبْهَةٌ من النَّاس، أَي جمَاعَة.

وجَبَه الرجل يَجْبَهُه جَبْها: رده عَن حَاجته وستقبله بِمَا يكره.

وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِن الله قد أراحكم من الْجَبْهَة والشجة والبجة " قيل فِي تَفْسِيره: المذلة، وَأرَاهُ من هَذَا، لِأَن من اسْتقْبل بِمَا يكره أَدْرَكته مذلة، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين، وَالِاسْم الجَبِيَهةُ.

ووردنا مَاء لَهُ جَبِيهَةٌ، إِمَّا كَانَ ملحا فَلم ينضح مَا لَهُم الشّرْب، وَإِمَّا كَانَ آجنا، وَإِمَّا كَانَ بعيد القعر غليظا سقيه شَدِيدا أمره.

وجَبَهَ المَاء جَبْها: ورده وَلَيْسَ عَلَيْهِ قامة وَلَا أَدَاة.

والجَبْهَة: الْخَيل، لَا يفرد لَهَا وَاحِد، وَفِي الحَدِيث: " لَيْسَ فِي الْجَبْهَة صَدَقَة ".

والجَبْهَةُ: اسْم منزلَة من منَازِل الْقَمَر.

والجَبْهَة: صنم كَانَ يعبد من دون الله تَعَالَى. وَرجل جُبَّهٌ، كجبَّإ: جبان.

وجَبْهاءُ وجُبَيْهاءُ: اسْم رجل يُقَال: جَبْهاءُ الاشجعي، وجُبَيْهاءُ الْأَشْجَعِيّ، وَهَكَذَا قَالَ ابْن دُرَيْد: جَبْهاءُ الْأَشْجَعِيّ على لفظ التَّكْبِير.
جبهـ
جبَهَ يَجبَه، جَبْهًا، فهو جابِه، والمفعول مَجْبوه
• جبَه خصمَه:
1 - قابله بما يكره "جعلت جزائي منك جَبْهًا
 وغِلْظةً".
2 - ضرب جَبْهَتَه "ما إنْ أخذه من تلابيبه حتى جبهَه وتركه يترنّح".
• جبَه البردُ المسافِرَ: فاجأه وهو غيرُ مُتهيِّئ له "جَبَهت أحداثُ الحادي عشر من سبتمبر الولايات المتحدة الأمريكيّة". 

تجابهَ يتجابه، تجابُهًا، فهو مُتجابِه
• تجابهَ القومُ: تقابلوا، تواجهوا "تجابه الخصمان في أحد اللِّقاءات الفكريّة- القُوَى التي تتجابه على الساحة العربيّة تبدّلت جذريًّا". 

جابَهَ يجابه، مُجابَهةً، فهو مُجابِه، والمفعول مُجابَه
• جابه الظُّلْمَ وغيرَه: واجهه، قاومَه، تصدَّى له "جابه صعوباتٍ كثيرةً- جابه الشعبُ الطغيانَ- جابه العدوَّ- الصديق الصدوق لا يجابهك بقسوة [مثل] " ° جابه الخصُومات: قاومها. 

جَبْه [مفرد]: مصدر جبَهَ. 

جَبْهَة1 [مفرد]: ج جَبَهات وجَبْهات وجِباه: ما بين الحاجبين ومقدّم الرأس موضع السجود من الوجه يُستعمل في الإنسان وغيره "أصيب بصداع في جبهته- {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ} " ° بجبهة العِير يُفدى حافِرُ الفرسِ- هو جبهة قومه: سيِّدهم وشريفهم. 

جَبْهَة2 [مفرد]: ج جَبَهات وجَبْهات:
1 - جماعة من الناس مُؤلَّفة لجلب خير أو دفع شرّ عن قومهم، أو تنظيم سياسيّ يجمع عدّة أحزاب بمساندة عريضة من الرأي العامّ وهدفه معالجة وحلّ بعض المشكلات المعيَّنة "كوَّنوا جبهة قويّة في وجه عدوِّهم- قامت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بعمل فدائيّ- الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ" ° جَبْهَة حُماة العربيَّة: مؤسسة تهدف إلى حماية اللغة العربية مقرّها القاهرة- جَبْهَة شعبيَّة: ذات اتِّجاه شعبيّ أو تمثِّل فئات مُعيّنة من الشعب- جَبْهَة وطنيَّة: مكوّنة من قُوى سياسيَّة لهدف من الأهداف.
2 - (سق) جزء حلزونيّ علويّ من أجزاء الكمان.
3 - (سك) خطوط المواجهة بين جيشين "تم استدعاء الجنود إلى جبهة القتال". 

جَبْهَوِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جَبْهَة2: على غير قياس: أماميّ، تقدُّميّ "إنهم جَبْهَوِيّون في مجال التحدِّي". 

مجابهة [مفرد]:
1 - مصدر جابَهَ.
2 - مواجهة عسكريّة أو مسلَّحة بسبب نزاع قائم أو رغبة في الاعتداء أو الاحتلال، معارك دامية "حدثت مجابهات عديدة بين الغرب والشَّرق- دخلت إسرائيل في عدّة مجابهات مع جيرانها".
3 - محاربة ومنع انتشار "استطاعت بعض الدّول مجابهة البطالة". 
Expand

جبه: الجَبْهة للإِنسان وغيره، والجَبْهَةُ: موضع السجود، وقيل: هي

مُسْتَوَى ما بين الحاجبين إلى الناصية. قال ابن سيده: ووجدت بخط علي بن حمزة

في المُصَنَّف فإِذا انْحَسَر الشعرُ عن حاجبي جَبْهَتِه، ولا أَدري كيف

هذا إِلا أَن يريد الجانبين. وجَبْهة الفرس: ما تحت أُذنيه وفوق عينيه،

وجمعها جِباهٌ. والجَبَهُ: مصدرُ الأَجْبَهِ، وهو العريض الجَبْهةِ،

وامرأَة جَبْهاء؛ قال الجوهري: وبتصغيره سمي جُبَيْهاءُ الأَشْجَعِيُّ. قال

ابن سيده: رجل أَجْبَهُ بيِّنُ الجَبَهِ

واسع الجَبْهَةِ حَسَنُها، والاسم الجَبَهُ، وقيل: الجَبَهُ شُخوص

الجَبْهة. وفرس أَجْبَهُ: شاخصُ الجَبْهة مرتفعها عن قَصَبة الأَنف.

وجَبَهَهُ: صَكَّ جَبْهته. والجابِهُ: الذي يلقاك بوجهه أَو بجَبْهَتِه

من الطير والوحش، وهو يُتَشاءَم به؛ واستعار بعضُ

الأَغْفال الجَبْهَةَ للقمر، فقال أَنشده الأَصمعي:

من لَدُ ما ظُهْرٍ إِلى سُحَيْرِ،

حتى بَدَتْ لي جَبْهةُ القُمَيْرِ

وجَبْهةُ

القوم: سيدُهم، على المَثل. والجَبْهةُ من الناس: الجماعةُ. وجاءتنا

جَبْهة من الناس أَي جماعة. وجَبَهَ الرجلَ يَجْبَهُه جَبْهاٍ: رَدَّه عن

حاجته واستقبله بما يكره. وجَبَهْتُ فلاناً إِذا استقبلته بكلام فيه

غِلْظة. وجَبَهْتُه بالمكروه إِذا استقبلته به. وفي حديث حدّ الزنا: أَنه سأَل

اليهودَ عنه فقالوا عليه التَّجْبِيهُ، قال: ما التَّجْبِيهُ؟ قالوا: أَن

تُحَمَّم وُجُوهُ الزانيين ويُحْمَلا على بعير أَو حمار ويُخالَف بين

وجوههما؛ أَصل التَّجْبِيهِ: أَن يحمل اثنان على دابة ويجعل قفا أَحدهما

إِلى قفا الآخر، والقياس أَن يُقابَلَ بين وجوههما لأَنه مأْخوذ من

الجَبْهَة. والتَّجْبِيهُ أَيضاً: أَن يُنَكِّسَ رأْسَه، فيحتمل أَن يكون

المحمول على الدابة إِذا فُعِلَ به ذلك نَكَّسَ رأْسَه، فسمي ذلك الفعل

تَجْبِيهاً، ويحتمل أَن يكون من الجَبْهِ وهو الاستقبال بالمكروه، وأَصله من

إِصابة الجَبْهةِ، من جَبَهْتُه إِذا أَصبت جَبْهَتَه.

وقوله، صلى الله عليه وسلم: فإِن الله قد أَراحكم

(* قوله «فإن الله قد

أراحكم إلخ» المعنى قد، أنعم الله عليكم بالتخلص من مذلة الجاهلية وضيقها

وأعزكم بالإسلام ووسع لكم الرزق وأفاء عليكم الاموال فلا تفرطوا في أداء

الزكاة وإذا قلنا هي الاصنام فالمعنى تصدقوا شكراً على ما رزقكم الله من

الإسلام وخلع الانداد: هكذا بهامش النهاية). من الجَبْهَةِ والسَّجَّةِ

والبَجَّةِ؛ قيل في تفسيره: الجَبْهةُ المَذَلَّة؛ قال ابن سيده: وأُراه

من هذا، لأَن من استُقْبِلَ بما يكره أَدركته مذلة، قال: حكاه الهروي في

الغريبين، والاسم الجَبيهَةُ، وقيل: هو صنم كان يعبد في الجاهلية، قال:

والسَّجَّة السَّجاجُ وهو المَذيقُ

من اللبن، والبَجَّةُ الفَصِيدُ الذي كانت العرب تأْكله من الدم

يَفْصِدُونه، يعني أَراحكم من هذه الضَّيْقَةِ ونقلكم إِلى السَّعة. ووَرَدْنا

ماءً له جَبِيهةٌ إِما كان مِلْحاً فلم يَنْضَحْ مالَهم الشُّرْبُ، وإِما

كان آجِناً، وإِما كان بَعِيدَ القَعْر غليظاً سَقْيُه شديداً أَمْرُه.

ابن الأَعرابي عن بعض الأَعراب قال: لكل جابه جَوْزَة ثم يؤَذَّن أَي

لكل من وَرَدَ علينا سَقْيةٌ ثم يمنع من الماء. يقال: أَجَزْتُ الرجل إِذا

سقيت إِبله، وأَذَّنْتُ الرجلَ إِذا رَدَدْتَهُ. وفي النوادر: اجْتبَهْت

ماء كذا اجْتِباهاً إِذا أَنكرته ولم تَسْتَمْرئْه. ابن سيده: جَبَهَ

الماءَ وَرَدَه وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ للاستقاء.

والجَبْهَةُ: الخيل، لا يفرد لها واحد. وفي حديث الزكاة: ليس في

الجَبْهَةِ ولا في النُّخَّة صدقةٌ؛ قال الليث: الجَبْهة اسم يقع على الخيل لا

يُفْرَدُ. قال أَبو سعيد: الجَبْهة الرجال الذين يَسْعَون في حَمالةٍ أَو

مَغْرَم أَو جَبْر فقير فلا يأْتون أَحداً إِلا استحيا من رَدّهم، وقيل:

لا يكاد أَحدٌ يَرُدُّهم، فتقول العرب في الرجل الذي يُعْطِي في مثل هذه

الحقوق: رحم الله فلاناً فقد كان يُعْطي في الجَبْهة، قال: وتفسير قوله

ليس في الجَبْهَة صدقة، أَن المُصَدِّقَ إِن وَجَدَ في أَيْدي هذه

الجَبْهةِ من الإِبل ما تجب فيه الصدقة لم يأْخذ منها الصدقة، لأَنهم جمعوها

لمَغْرم أَو حَمالة. وقال: سمعت أَبا عمرو الشَّيْباني يحكيها عن العرب،

قال: وهي الجَمَّةُ والبُرْكة. قال ابن الأَثير: قال أَبو سعيد قولاً فيه

بُعْدٌ وتَعَسُّفٌ. والجَبْهةُ: اسم منزلة من منازل القمر. الأَزهري:

الجَبْهَةُ النجم الذي يقال له جَبْهة الأَسد وهي أَربعة أَنجم ينزلها القمر؛

قال الشاعر:

إِذا رأَيتَ أَنْجُماً من الأَسَدْ،

جَبْهَتَه أَو الخَراتَ والكَتَدْ،

بالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخ ففَسَدْ

ابن سيده: الجَبْهة صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل. ورجل جُبَّهٌ

كجُبَّإٍ: جَبانٌ. وجَبْهاء وجُبَيْهاءُ: اسم رجل. يقال: جَبْهاء

الأَشْجَعِيُّ وجُبَيْهاء الأَشجعيُّ، وهكذا قال ابن دريد جَبْهاءُ الأَشْجعيُّ على

لفظ التكبير.

Expand
جبه
: (الجَبْهَةُ: مَوْضِعُ السُّجودِ من الوَجْهِ) يُسْتَعْملُ فِي الإنْسانِ وغيرِهِ.
(أَو مُسْتَوَى مَا بينَ الحاجِبَينِ إِلَى النَّاصِيَةِ) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: ووَجَدْتُ بخطِّ عليِّ بنِ حَمْزَةَ فِي المصنَّفِ: فَإِذا انْحَسَرَ الشَّعَرُ عَن حاجبي جَبْهَتِه، وَلَا أَدْرِي كيفَ هَذَا إلاّ أنْ يُريدَ الجانِبَيْن.
وجَبْهةُ الفَرَسِ: مَا تحْتَ أُذُنَيْه وفوْقَ عَيْنَيْه، والجمْعُ جِباهٌ.
(و) مِن المجازِ: الجَبْهَةُ: (سَيِّدُ القَوْمِ) ، كَمَا يقالُ وَجْهُ القَوْمِ.
(و) الجَبْهَةُ: (مَنْزِلٌ للقَمَرِ) .
(وقالَ الأَزْهرِيُّ: الجَبْهَةُ النَّجْمُ الَّذِي يقالُ لَهُ جَبْهَةُ الأسَدِ، وَهِي أَرْبَعَةُ أَنْجُمٍ يَنزلُها القَمَرُ؛ قالَ الشاعِرُ:
إِذا رأَيتَ أَنْجُماً من الأسَدْ جَبْهَتَه أَو الخَراتَ والكَتَدْ بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخِ ففَسَدْ (و) الجَبْهَةُ: (الخَيْلُ، وَلَا واحِدَ لَهَا) .
(وَفِي المُحْكَم: لَا يُفْرَدُ لَهَا واحِدٌ؛ وَمِنْه حدِيثُ الزَّكاةِ: (ليسَ فِي الجَبْهَةِ وَلَا النُّخَّة صَدَقَةٌ) .
وَهَكَذَا فَسَّره الليْثُ.
(و) مِن المجازِ: الجَبْهَةُ: (سَرَواتُ القَوْمِ) .) يقالُ: جاءَني جَبْهَةُ بَني فلانٍ.
(أَو) الجَبْهَةُ: (الرِّجالُ السَّاعُونَ فِي حَمالَةٍ ومَغْرَمٍ) أَو جَبْر فَقِير (فَلَا يأْتُونَ أَحداً إلاَّ اسْتَحْيَا من رَدِّهِم) ؛) وقيلَ: لَا يكادُ أَحَدٌ أَنْ يَرُدَّهم.
وَبِه فَسَّرَ أَبو سعيدٍ حَدِيثَ الزَّكاةِ، قالَ: فتقولُ العَرَبُ فِي الرَّجُلِ الَّذِي يُعْطِي فِي مثْلِ هَذِه الحُقُوق، رَحِمَ اللَّهُ فلَانا فقد كَانَ يُعْطِي فِي الجَبْهَةِ؛ قالَ: وتَفْسِيرُ الحدِيثِ أَنَّ المُصَدِّقَ إنْ وَجَدَ فِي أَيْدِي هَذِه الجَبْهَةِ مِنَ الإِبِلِ مَا تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَة لم يأْخُذ مِنْهَا الصَّدَقَة، لأنَّهم جَمَعُوها لمَغْرمٍ أَو حَمالَةٍ.
وقالَ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرو الشَّيْباني يَحْكيها عَن العَرَبِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: قالَ أَبو سعيدٍ قولا فِيهِ بُعْدٌ وتَعَسُّفٌ.
(و) مِن المجازِ: الجَبْهَةُ (المَذَلَّةُ) والأَذَى؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ؛ وَبِه فسِّرَ الحَدِيْثُ: (فإنَّ اللَّهَ قد أَراحَكُم مِن الجَبْهَةِ والسَّجَّةِ والبَجَّةِ) .
قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراه مِن جَبَهَهَ إِذا اسْتَقْبَلَه بِمَا يَكْرَه، لأنَّ مَنِ اسْتُقْبِل بِمَا يَكْره أَدْرَكَتْه مَذَلَّةٌ؛ قالَ: حكَاهُ الهَرَويُّ فِي الغَرِيبَيْن.
وأَمَّا السَّجَّةُ فالمَذِيقُ من اللّبَنِ، والبَجَّةُ: الفَصِيدُ الَّذِي كانتِ العَرَبُ تأْكُلُه من الدمِ يَفْصِدُونَه، يعْنِي أَراحَكُم من هَذِه الضَّيْقَةِ ونَقَلَكُم إِلَى السَّعَةِ.
(و) قيلَ: الجَبْهَةُ فِي الحدِيثِ (صَنَمٌ) كانَ يُعْبَدُ فِي الجاهِلِيَّةِ؛ عَن ابنِ سِيدَه.
(و) الجَبْهَةُ: (القَمَرُ) نَفْسُه.
وَالَّذِي فِي المُحْكَم: واسْتَعارَ بعضُ الأَغْفالِ الجَبْهَةَ للقَمَرِ، فقالَ: أَنْشَدَه الأصْمعيّ:
من لَدُما ظُهْرٍ إِلَى سُحَيْرِحتى بَدَتْ لي جَبْهَةُ القُمَيْرِ (والأَجْبَهُ: الأَسَدُ) لعرض جَبْهَتِه.
(و) أَيْضاً: (الواسِعُ الجَبْهَةِ الحَسَنُها) مِنَ الناسِ؛ عَن ابنِ سِيدَه.
وَفِي الصِّحاحِ: رجُلٌ أَجْبَهُ بَيِّنُ الجَبَهِ، أَي عَظيمُ الجَبْهَةِ.
(أَو الشَّاخِصُها) ، عَن ابنِ سِيدَه؛ (وَهِي جَبْهاءُ) إِذا كانتْ كَذلِكَ؛ (والاسمُ الجَبَهُ، محرَّكةً.
(وجَبَهَهُ، كمَنَعَهُ: ضَرَبَ جَبْهَتَهُ.
(و) مِن المجازِ: جَبَهَ الرَّجلَ يَجْبَهُهُ جَبْهاً: إِذا (رَدَّهُ) عَن حاجَتِه.
(أَو) جَبَهَهُ: (لَقِيَهُ بمَكْرُوهٍ) ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً.
وَفِي المُحْكَم: جَبَهْتُه إِذا اسْتَقْبَلْته بكَلامٍ فِيهِ غِلْظَة؛ وجَبَهْتُه بالمَكْرُوه إِذا اسْتَقْبَلْته بِهِ.
(و) مِن المجازِ: جَبَهَ (الماءَ) جَبْهاً إِذا (وَرَدَهُ، وَلَا) لَهُ (آلَة سَقْيٍ) ، وَهِي القامَةُ والأَداةُ؛ زادَ الزَّمَخْشريُّ: (فَلم يكن مِنْهُ إلاَّ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الماءِ) .
(وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ عَن بعضِ الأَعْرابِ: لكلِّ جابه جَوْزَة ثمَّ يُؤَذَّن أَي لكلِّ من وَرَدَ علينا سَقْيةٌ ثمَّ يمنعُ مِن الماءِ.
(و) مِن المجازِ: جَبَهَ (الشِّتاءُ القومَ) إِذا (جاءَهم وَلم يَتَهيَّؤُا لَهُ) ؛) كَمَا فِي الأساسِ.
(والجَابِهُ: الَّذِي يَلْقاكَ بوجْهِه أَو جَبْهَتِه من طائِرٍ أَو وَحْشٍ، و) هُوَ (يُتَشاءَمُ بِهِ.
(والجُبَّهُ، كسُكَّر) :) الجَبَانُ مِن الرِّجالِ، مِثْل: (الجُبَّاءُ) بالهَمْزَةِ.
(و) فِي النوادِرِ: (اجْتَبَهَ الماءَ وغيرَهُ: أَنْكَرَهُ وَلم يَسْتَمْرِئْهُ) ، وليسَ فِي نصِّ النوادِرِ وغيرَهُ.
(و) فِي حدِيثِ حَدِّ الزِّنا: أَنَّه سأَلَ اليهودَ عَنهُ فَقَالُوا: عَلَيْهِ التَّجْبِيهُ، قالَ: مَا (التَّجْبِيهُ) ؟) قَالُوا: (أَن يُحَمَّرَ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: أَن يُحَمَّمَ، (وُجُوهُ الزَّانِيَيْنِ) ، أَي يُسَوَّدَ، (ويُحْمَلَا على بَعيرٍ أَو حِمارٍ ويُخالَفَ بينَ وُجُوهِهِما) ، هَكَذَا هُوَ نَصُّ الحدِيثِ: وأَصْلُ التَّجْبِيهِ أَنْ يُحْمَل إنْسانانِ على دابَّةٍ ويُجْعَل قَفا أَحَدهما إِلَى قَفا الآخَرِ، (وكانَ القِياسُ أَنْ يُقابَلَ بينَ وُجُوهِهِما لأنَّه) مأْخُوذٌ (من الجَبْهَةِ. والتَّجْبِيهُ أَيْضاً: أَنْ يُنَكِّسَ رأْسَه ويحتملُ أَنْ يكونَ) المَحْمولُ على الدابَّةِ بالوَصْفِ المَذْكُورِ (مِن هَذَا لأنَّ مَنْ فُعِلَ بِهِ ذلِكَ يُنَكِّسُ رأْسَه خَجَلاً) ، فسُمِّي ذلكَ الفِعْلُ تَجْبِيهاً؛ (أَو مِن جَبَهَهُ أَصابَهُ) واسْتَقْبَلَه (بمَكْرُوهٍ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فَرَسٌ أَجْبَهُ: شاخِصُ الجَبْهَةِ مُرْتَفِعُها عَن قَصَبةِ الأنْفِ.
وجاءَتْ جَبْهَةُ الخَيْلِ: لخِيارِها.
وجاءَتْ جَبْهَةٌ مِن الناسِ: أَي جماعَةٌ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: وَرَدْنا مَاء لَهُ جَبِيهةٌ إمَّا كانَ مِلْحاً فَلم يَنْضَحْ، أَي لم يرو مَا لَهُم الشُّرْب، وإمَّا كانَ آجِناً، وَإِمَّا كانَ بَعِيدَ القَعْرِ غَلِيظاً سَقْيُه شَديداً أَمْرُه؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وجُبَيْهاءُ الأشْجَعيُّ، كحُمَيْراءَ، شاعِرٌ مَعْروفٌ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ جَبْهاءُ الأشْجعيُّ بالتَّكْبِيرِ.
Expand

جبه

1 جَبَهَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. جَبْهٌ, (Ham p. 355,) He slapped, (S,) or struck, (K,) or hit, (Msb,) or struck him on, (Ham ubi suprà,) his جَبْهَة [or forehead]. (S, Msb, K, and Ham ubi suprà.) b2: And [hence], (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He turned him back (K, TA) from the thing that he wanted: (TA:) or (tropical:) he met him, or encountered him, with, or he said to him, or did to him, a thing disliked, or hated: (K, TA, TK:) or (tropical:) he encountered him, or confronted him, with speech in which was roughness: (JK, M, TA:) or (tropical:) he encountered him with that which he disliked, or hated; or he accused him thereof to his face; (M, TA, and Ham ubi suprà;) or so جَبَهَهُ بِالمَكْرُوهِ. (S, TA.) b3: جَبَهَ المَآءَ, (JK, S, K,) inf. n. as above, (JK, S,) (tropical:) He came to the water, (JK, S, K,) when there was at it no apparatus for drawing, (S,) i. e. no pulley &c., (JK, TA,) or having no means of drawing, so that he only looked at the surface of the water. (Z, K.) [See also جَبِيهَةٌ.] b4: جَبَهَ القَوْمَ (tropical:) It (winter) came upon the people unprepared for it. (A, K.) 2 تَجْبِيهٌ The mounting a fornicator, or an adulterer, upon an ass, and turning his face towards the tail; whence the trad. of the Jews respecting the adulterer, يُحُمَّمُ وَيُجَبَّهُ ويُجْلَدُ [He shall have his face blackened with charcoal, and be mounted on an ass with his face towards the tail, and be flogged]: (Mgh:) or the mounting two fornicators, or adulterers, upon an ass, and turning the backs of their heads towards each other, (JK, Mgh,) and parading them round about; thus accord. to the Tekmileh: (Mgh:) or the blackening [with charcoal] the faces of two fornicators, or adulterers, (أَنْ يُحَمَّرَ in the K being a mistake for أَنْ يُحُمَّمَ, i. e. يُسَوَّدَ, TA,) and mounting them upon a camel or an ass, and turning their faces in contrary directions: accord. to analogy, it should mean turning their faces towards each other; for it is from الجَبْتَةُ: تَجْبِيهٌ also signifies the bending, inclining, lowering, or hanging down, the head towards the ground: and it may be hence; (i. e. it may be hence that it is applied to him who is mounted on a beast in the manner described above; TA;) because he to whom this is done bends down his head in shame and confusion: or it may be from جَبَهَهُ meaning "he did to him a thing disliked, or hated." (K.) 8 اِجْتِبَاهٌ The deeming [one] rude, coarse, unkind, hard, or churlish. (JK.) b2: And The fearing [a person or thing]. (JK.) b3: And اجتبههُ He disliked, or hated, and feared, it, or him; namely, a country, or town, and a man. (JK.) b4: He disapproved it, or disliked it, and did not find it wholesome; namely, water, (En-Nawádir, K,) &c. (K.) جَبَهٌ Largeness, (S,) or width (JK, M, K) and beauty, (M, K,) of the جَبْهَة [or forehead]: (JK, S, M, K:) or protuberance, or prominence, thereof. (M, K.) جَبْهَةٌ [The forehead;] the part of the face which is the place of prostration: (As, Msb, K:) or the even part that is between the eyebrows and the نَاصِيَة [or place where the hair grows in the fore part of the head]: (Kh, JK, Msb, K:) so of a man, (S, Msb,) and of others: (S:) [or,] of a horse, the part that is below the ears and above the eyes: (TA:) pl. جِبَاهٌ. (Msb, TA.) b2: [Hence,] الجَبْهَةُ (assumed tropical:) A certain Mansion of the Moon; [the Tenth Mansion;] (S, K, Kzw;) consisting of four stars; (S;) the four stars [ζ, γ, η, and α,] in the neck and heart of Leo; [regarded by the Arabs as the fore-part, or forehead, of Leo;] (Kzw in his descr. of Leo;) between each of which and the next to it is the space of a whip's length; the northernmost of them called by astrologers الأَسَدُ. (Kzw in his descr. of the Mansions of the Moon.) b3: Also (assumed tropical:) The moon (K, TA) itself: but [it rather seems to mean the upper part of the disc of the moon; for] it is said in the M that a certain unknown poet has metaphorically assigned a جبهة to the moon. (TA.) b4: Also جَبْهَةٌ, (tropical:) The chief of a people, or company of men; (JK, Mgh, K, TA;) like as one says the وَجْه thereof. (Mgh, TA.) b5: (tropical:) The generous and manly, or manly and noble, persons of a people, or company of men: or men exerting themselves in the case of a bloodwit or a debt or other obligation, (K, TA,) or in repairing the condition of a poor man, (TA,) and who come not to any one but he is ashamed to turn them back, (K, TA,) or who are seldom or never turned back by anyone: so, accord. to Aboo-Sa'eed, in a trad. in which it is said that there shall be no poor-rate in the case of the جبهة. (TA.) b6: (tropical:) A company, or collected number, of men, (JK, S, Msb,) and of horses: (JK, Msb:) or, of horses, the best: (TA:) and [simply] horses; (Lth, S, M, Mgh, K;) a word having no sing., or n. un.: (M, K:) accord. to Lth, (TA,) having this last meaning in the trad. above mentioned; (S, Mgh, TA;) because horses are the best of beasts. (Mgh.) A2: (tropical:) Abjectness, or ignominy; (JK, M, K, TA;) and a state of annoyance, or molestation: (Z, TA:) thought by ISd to be from جَبَهَهُ meaning “ he encountered him with that which he disliked or hated,” or “ he accused him thereof to his face; ” because the doing this causes one to experience abjectness, or ignominy. (TA.) It is said to have this meaning in a trad., in which it is said, فَإِنَّ اللّٰهَ قَدْ أَرَاحَكُمْ مِنَ الجَبْهَةِ والسَّجَّةِ والبَجَّةِ, i. e. For God hath relieved you from abjectness, or ignominy, &c., and milk diluted with water, and blood drawn from a vein [of a camel], which the Arabs used to eat: or in this trad., (TA,) الجَبْتَهَةُ is the name of a certain idol (ISd, K, TA) that was worshipped in the Time of Ignorance: (TA:) and السجّة and البجّة were two idols. (S and K in art. سج.) وَرَدْنَا مَآءً لَهُ جَبِيهَةٌ We came to a water that was salt, so that the drinking thereof did not take away the thirst of our cattle: (ISk, JK, S:) or that was altered for the worse in taste and colour, from some such cause as long standing, though still drinkable; or covered with the green substance called طُحْلُب and with leaves: or that was deep in the bottom, difficult to give to drink. (ISk, S.) [See also 1, last meaning but one.]

جُبَّهٌ i. q. جُبَّأٌ, (K,) i. e. A fearful, or cowardly, man. (TA.) جَابِهٌ, applied to a gazelle, (JK,) or to a bird or a wild animal, (K,) That meets one with its face or forehead; and such is of evil omen: (K:) contr. of قَعِيدٌ. (JK.) b2: Coming to water: so in a saying cited and explained in art. اذن, conj. 2. (IAar, TA.) أَجْبَهُ, applied to a man, Large, (S,) or wide (JK, M, K) and beautiful, (M, K,) in the جَبْهَة [or forehead]: (JK, S, M, K:) or protuberant, or prominent, therein: (M, K:) applied to a horse, having a protuberant, or prominent, forehead, rising beyond the bone of the nose: (TA:) fem. جَبْهَآءُ; (S, K;) of which the dim. is جُبَيْهَآءُ. (S.) b2: الأَجْبَهُ The lion; (K;) because of the width of his جَبْهَة. (TA.) جبو and جبى [The words belonging to the former of these two arts. cannot well be classed by themselves, being intimately connected with those of the latter, which are the more numerous and common, and from which they are generally easily distinguishable.]1 جَبَى, (K,) first Pers\. جَبَيْتُ, (Ks, S, Er-Rághib,) aor. ـِ (K;) and جَبَى, aor. ـَ (K,) said by MF to be unknown, and also, because neither the second nor the third radical is a faucial letter, unreasonable, but mentioned by Sb, though held by him to be of weak authority, and mentioned also by IAar, as extr., like أَبَى, aor. ـْ (TA;) and جَبَا, (TA,) first Pers\. جَبَوْتُ, (Ks, S, TA,) aor. ـُ (TA;) inf. n. [of the first and second] جَبْىٌ (Sh, K) and [probably of the last only] جَبًا and جِبًا and جُبًا and [of the last, but whether in the first or the second of the senses here following is not shown,] جِبْوَةٌ; (K; [or this last has a different application, explained below;]) He collected water in a trough or tank for beasts &c. [Ks, S, K, Er-Rághib.) b2: And (hence, metaphorically, Er-Rághib, TA) the first of these verbs, (S, Mgh, Msb, K, Er-Rághib,) and the second, (K,) and the third; (S, Msb, TA;) inf. n. (of the first, S, Msb) جِبَايَةٌ (S, Mgh, Msb, K, Er-Rághib) and (of the last, S, Msb) جِبَاوَةٌ (S, Msb, K) and جَبْوٌ (TA) [and probably جِبْوَةٌ also, which see above]; (tropical:) He collected the [tax called] خَرَاج, (S, Mgh, Msb, K, Er-Rághib,) and [other] property. (Msb, TA.) The last of these verbs is said in the S to be originally with ء, though pronounced without ء; but IB says that this is not the case, and that it has not been heard with ء. (TA.) You say also, جَبَاهُ القَوْمَ (assumed tropical:) [He collected it from the people, or company of men]; (M, K, * TA;) and جَبَى مِنْهُمْ (assumed tropical:) [He collected from them]. (M, K, TA.) b3: Also جَبَا [or جَبَى], (TA,) first Pers\.

جَبَيْتُ, (Zj, TA,) (assumed tropical:) He appropriated a thing purely to himself, exclusively of any partner; chose it, or took it in preference, for himself. (Zj, TA.) And hence, (Zj, TA,) ↓ اجتباهُ (assumed tropical:) He chose it, or selected it, (Zj, S, K) لِنَفْسِهِ for himself. (TA.) A2: And جَبَى and جَبَا, [originally جَبَأَ,] He returned, receded, retreated, or went back. (TA.) 2 جبّى, inf. n. تَجْبِيَةٌ, He placed his hands upon his knees, (K, TA,) in prayer; (TA;) or upon the ground: or he fell prostrate; or fell upon his face: (K:) or he lowered his body and his hands, and raised his buttocks: (Ham p. 801:) [or] تجبية signifies a man's standing [with the hands upon the knees] in the manner of the رَاكِع: (S, K: *) accord. to A'Obeyd, what is thus termed is of two kinds: one is the placing the hands upon the knees, while standing: the other, the prostrating oneself, or falling upon the face, lying down; which is سُجُودٌ: (S:) or the bending down, and placing the hands upon the knees; because it is a bringing-together of the limbs. (Mgh.) A2: جبّاهُ, inf. n. as above, meaning He gave to him, is vulgar. (TA.) 4 اجبى in the trad. مَنْ أَجْبَى فَقَدْ أَرْبَى is originally أَجْبَأَ [q. v.]: (S:) accord. to IAth, it is a corruption of the relater, or the ء is suppressed to assimilate the verb to اربى (TA.) The inf. n., إِجْبَآءٌ, is variously explained, as follows: (TA:) The selling seed-produce before it shows itself to be in a good state: (A'Obeyd, Th, S, K:) and a man's hiding his camels from the collector of the poor-rate: (IAar, A'Obeyd, K:) and i. q. عِينَةٌ; i. e. the selling to a man a commodity for a certain price to be paid at a certain period, then buying it of him with ready money for a less price than that for which it was sold. (TA.) 8 اِجْتِبَآءٌ (assumed tropical:) The drawing forth property from the places in which it is known, or presumed, or accustomed, to be. (TA.) b2: (assumed tropical:) The collecting in the way of choice, or selection. (Er-Rághib, TA.) b3: See also 1, last sentence but one. b4: Also (assumed tropical:) God's particular, or peculiar, distinguishing of men by abundant bounty, from which various blessings result to them without their labour; as happens to prophets and some others. (Er-Rághib, TA.) b5: Also اجتباهُ, (assumed tropical:) He forged it: and he extemporized it. (TA.) Hence, in the Kur [vii. 202], قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا (assumed tropical:) They say, Wherefore hast thou not forged it, (Fr, TA,) or produced it, (Th, TA,) or invented it, (Jel,) or put it together by forgery, (Bd,) of thyself? (Fr, Th, Bd, Jel, TA:) or wherefore hast thou not sought it, or demanded it, of God? (Bd.) جَبًا, or جَبًى, (as in different copies of the K,) written with ا and with ى, (TA,) The camel-waterer's going in advance of the camels a day before their coming to the water, and collecting for them water in the drinking-trough, and then bringing them to it (IAar, K, TA) on the morrow. (IAar, TA.) [App. an inf. n., of which, in this sense, the verb is not mentioned.] So in the verse, بِالرَّيْثِ مَا أَرْوَيْتُهَا لَا بِالعَجَلْ وَبِالجَبَا أَرْوَيْتُهَا لَا بِالقَبَلْ [Slowly I satisfied their thirst; not hastily: and by going in advance of them a day, and collecting for them water in the trough, and bringing them to it on the morrow, I satisfied their thirst; not by pouring the water into the trough while they were drinking, without having prepared any for them beforehand]. (IAar, TA.) A2: Also the former, Water collected [in a trough]; and so ↓ جُبْوَةٌ, with damm. (TA. [See جِبًا.]) b2: A wateringtrough (K, TA) in which water is collected: (TA:) or the station of the drawer of water, upon the [upper part of the] casing. (K.) b3: The place where a well is dug: (K:) in this sense, and in the next, also written جَبًى (TA.) b4: The brink, or margin, of a well. (A boo-Leylà, K.) The earth that is around a well, that is seen from afar; (S;) originally جَبَأٌ: (TA:) what is around a well: (K:) and what is around a wateringtrough: (TA:) pl. أَجْبَآءٌ. (K.) A3: جَبَا meaning A gift without compensation is a vulgar word. (TA.) جِبًا Water collected (T, S, K) in a trough, (T, K,) being drawn from a well, (T, TA,) for camels; (S;) [like جَبًا;] as also ↓ جِبْوَةٌ, (K, TA, and so in a copy of the S, but omitted in the CK,) or ↓ جَبْوَةٌ, (so in two copies of the S,) and ↓ جُبْوَةٌ also, (so in a copy of the S, [see جَبًا,]) and ↓ جَبَاوَةٌ, (K, TA, and so in a copy of the S,) and ↓ جَبَاوَةٌ, (K, TA, and so in another copy of the S, but omitted in the CK,) and ↓ جِبَآءَةٌ: (TA as from the K, but not in the CK: [perhaps a mistranscription for ↓ جِبَايَةٌ:]) but accord. to IAmb, جِبًا is pl. of ↓ جِبْيَةٌ. (TA.) جَبْوَةٌ; see جِبًا.

جُبْوَةٌ: see جَبًا and جِبًا.

جِبْوَةٌ: see جِبًا.

A2: Also (assumed tropical:) A mode, or manner, of collecting the [tax called] خَرَاج; and so ↓ جِبْيَةٌ, which Lh calls an inf. n. (TA.) جِبْيَةٌ: see what next precedes: b2: and see جِبًا.

جِبَآءَةٌ: see جِبًا.

جَبَاوَةٌ and جِبَاوَةٌ: see جِبًا.

جِبَايَةٌ: see جِبًا. b2: (assumed tropical:) The tax called إِتَاوَة [or خَرَاج]. (TA in art. اتو.) [Originally an inf. n.]

جَبَايَا [a pl. of which the sing. is not mentioned] Wells which are dug, and in which the shoots of grape-vines are set. (AHn, K.) جَابٍ A collector of water for camels: belonging to arts. جبو and جبى. (TA.) b2: (assumed tropical:) The locust (K) that collects everything by eating it; as also جَابِىءٌ [q. v.]. (TA.) The Arabs say, إِذَا جَآءَتِ السَّنَةُ جَآءَ مَعَهَا الجَابِى وَالجَانِى, i. e. (assumed tropical:) [When the year of drought comes,] the locust and the wolf [come with it]. (IAar, TA.) جَابِيَةٌ A watering-trough, (S,) or large wateringtrough, (K,) in which water is collected (S) for camels: (TA:) or a watering-trough that collects water: (Er-Rághib, TA:) pl. جَوَابٍ. (S.) Hence, in the Kur [xxxiv. 12], وَجَفَانٍ كَالجَوَابِى [and bowls like watering-troughs, or great wateringtroughs]. (S.) b2: (assumed tropical:) A company of men. (K, * TA.) لُؤْلُؤَةٌ مُجَبَّاةٌ A hollowed pearl: (Ibn-Wahb, TA:) the latter word thought by El-Khattábee to be formed by transposition from مُجَوّبَةٌ. (TA.)
Expand

جرب

(جرب) الجُرابُ: السَّفِينةُ الخالِية.
[جرب] الجرب معروف. وقد جرب الرجل فهو أجرب، وقوم جرب وجربى، وجمع الجرب جراب . قال الشاعر : وفينا وإنْ قيلَ اصطلحنا تَضاغُنٌ * كما طَرَّ أوبارُ الجِرابِ على النَشْرِ وأجرب الرجل: جربت إبله. والجرباء: السماء، سميت بذلك لما فيها من الكواكب، كأنها جرب لها. وأرض جرباء: مقحوطة. والجراب معروف، والعامة تفتحه، والجمع أجربة وجرب وجرب . وجراب البئر أيضا: جوفها من أعلاها إلى أسفلها. والجريب من الطعام والارض: مقدار معلوم، والجمع أجربة وجربان. والمجرب مثل المجرس والمضرس: الذى قد جربته الامور وأحكمته، فإن كسرت الراء جعلته فاعلا، إلا أن العرب تكلمت بالفتح. والجربة بالكسر: المزرعة. قال بشر: تحدر ماء البئر عن جرشية * على جربة تعلو الدبار غروبها والجربياء، على فعلياء بالكسر والمد: النكباء التى تجرى بين الشمال والدبور، وهى ريح تقشع السحاب. قال ابن أحمر: بهجل من قسا ذفر الخزامى * تهادى الجربياء به الحنينا وجراب، بالضم: اسم ماء بمكة. والجربة بالفتح وتشديد الباء: العانة من الحمير. وربما سموا الاقوياء من الناس إذا كانوا جماعة متساوين جربة. قال الراجز: جربة كحمر الابك * لا ضرع فينا ولا مذكى يقول: نحن جماعة متساوون وليس فينا صغير ولا مسن. والابك: موضع. وجربان السيف بالضم والتشديد: قرابه. وجربان القميص أيضا: لبنته، فارسي معرب. والاجربان: بنو عبس وذبيان. قال عباس بن مرداس : وفى عضادته اليمنى بنو أسد * والاجربان بنو عبس وذبيان والجورب معرب، والجمع الجواربة، والهاء للعجمة، ويقال الجوارب أيضا كما قالوا في جمع الكيلج الكيالج. وتقول: جوربته فتجورب، أي ألبسته الجورب فلبسه.

جرب: الجَرَبُ: معروف، بَثَرٌ يَعْلُو أَبْدانَ الناسِ والإِبِلِ.

جَرِبَ يَجْرَبُ جَرَباً، فهو جَرِبٌ وجَرْبان وأَجْرَبُ، والأُنثى

جَرْباءُ، والجمع جُرْبٌ وجَرْبى وجِرابٌ، وقيل الجِرابُ جمع الجُرْبِ، قاله الجوهري. وقال ابن بري: ليس بصحيح، إِنما جِرابٌ وجُرْبٌ جمع أَجْرَبَ.

قال سُوَيد بن الصَّلْت، وقيل لعُميِّر بن خَبَّاب، قال ابن بري: وهو الأَصح:

وفِينا، وإِنْ قِيلَ اصْطَلَحْنا تَضاغُنٌ، * كما طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ على النَّشْرِ

يقول: ظاهرُنا عند الصُّلْح حَسَنٌ، وقلوبنا مُتضاغِنةٌ، كما تنبُتُ

أَوْبارُ الجَرْبى على النَّشْر، وتحته داء في أَجْوافِها. والنَّشْرُ: نبت

يَخْضَرُّ بعد يُبْسه في دُبُر الصيف، وذلك لمطر يُصيِبه، وهو مُؤْذٍ للماشية إِذا رَعَتْه. وقالوا في جمعه أَجارِب أَيضاً، ضارَعُوا به الأَسْماءَ كأَجادِلَ وأَنامِلَ.

وأَجْرَبَ القومُ: جَرِبَتْ إِبلُهم. وقولهم في الدعاءِ على الإِنسان: ما

لَه جَرِبَ وحَرِبَ، يجوز أَن يكونوا دَعَوْا عليه بالجَرَب، وأَن يكونوا أَرادوا أَجْرَبَ أَي جَرِبَتْ إِبلُه، فقالوا حَرِبَ إِتْباعاً

لجَرِبَ، وهم قد يوجبون للإِتباع حُكْماً لا يكون قبله. ويجوز أَن يكونوا أَرادوا جَرِبَتْ إِبلُه، فحذَفوا الإِبل وأَقامُوه مُقامَها.

والجَرَبُ كالصَّدإِ، مقصور، يَعْلُو باطن الجَفْن، ورُبَّما أَلبَسَه

كلَّه، وربما رَكِبَ بعضَه.

والجَرْباءُ: السماءُ، سُمِّيت بذلك لما فيها من الكَواكِب، وقيل سميت بذلك لموضع الـمَجَرَّةِ كأَنها جَرِبَتْ بالنُّجوم. قال الفارسي: كما قيل للبَحْر أَجْرَدُ، وكما سموا السماءَ أَيضاً رَقيعاً لأَنها مَرقوعةٌ بالنجوم. قال أُسامة بن حبيب الهذلي:

أَرَتْه مِنَ الجَرْباءِ، في كلِّ مَوْقِفٍ، * طِباباً، فَمَثْواهُ، النَّهارَ، الـمَراكِدُ

وقيل: الجَرْباءُ من السماء الناحيةُ التي لا يَدُور فيها فلَكُ(1)

(1 قوله «لا يدور فيها فلك» كذا في النسخ تبعاً للتهذيب والذي في المحكم وتبعه المجد يدور بدون لا.) الشَّمْسِ والقمر. أَبو الهيثم: الجَرْباءُ والـمَلْساءُ: السماءُ الدُّنيا. وجِرْبةُ، مَعْرِفةً: اسمٌ للسماءِ، أَراه من ذلك.

وأَرضٌ جَرْباءُ: مـمْحِلةٌ مَقْحُوطةً لا شيءَ فيها.

ابن الأَعرابي: الجَرْباءُ: الجاريةُ الملِيحة، سُميت جَرْباءَ لأَن

النساءَ يَنْفِرْنَ عنها لتَقْبِيحها بَمحاسنِها مَحاسِنَهُنَّ. وكان لعَقيلِ بن عُلَّفَةَ الـمُرّي بنت يقال لها الجَرْباءُ، وكانت من أَحسن النساءِ.

والجَرِيبُ من الطعام والأَرضِ: مِقْدار معلوم. الأَزهري: الجَريبُ من الأَرضِ مقدار معلومُ الذِّراع والمِساحةِ، وهو عَشَرةُ أَقْفِزةٍ، كل قَفِيز منها عَشَرةٌ أَعْشِراء، فالعَشِيرُ جُزءٌ من مائة جُزْءٍ من الجَرِيبِ. وقيل: الجَريبُ من الأَرض نصف الفِنْجانِ(2)

(2 قوله «نصف الفنجان» كذا في التهذيب مضبوطاً.) . ويقال: أَقْطَعَ الوالي فلاناً جَرِيباً من الأَرض أَي مَبْزَرَ جريب، وهو مكيلة معروفة، وكذلك أَعطاه صاعاً من حَرَّة الوادِي أَي مَبْزَرَ صاعٍ، وأَعطاه قَفِيزاً أَي مَبْزَرَ قَفِيزٍ. قال: والجَرِيبُ مِكْيالٌ قَدْرُ أَربعةِ أَقْفِزةٍ. والجَرِيبُ: قَدْرُ ما يُزْرَعُ فيه من الأَرض. قال ابن دريد: لا أَحْسَبُه عَرَبِيّاً؛ والجمعُ: أَجْرِبةٌ وجُرْبانٌ. وقيل: الجَرِيبُ الـمَزْرَعَةُ، عن كُراعٍ.

والجِرْبةُ، بالكسر: الـمَزْرَعَةُ. قال بشر بن أَبي خازم:

تَحَدُّرَ ماءِ البِئْرِ عن جُرَشِيَّةٍ، * على جِرْبةٍ، تَعْلُو الدِّبارَ غُروبُها

الدَبْرةُ: الكَرْدةُ من الـمَزْرعةِ، والجمع الدِّبارُ. والجِرْبةُ:

القَراحُ من الأَرض. قال أَبو حنيفة: واسْتَعارها امرؤُ القيس للنَّخْل فقال:كَجِرْبةِ نَخْلٍ، أَو كَجنَّةِ يَثْرِبِ وقال مرة: الجِرْبةُ كلُّ أَرضٍ أُصْلِحَتْ لزرع أَو غَرْسٍ، ولم يذكر الاستعارةَ. قال: والجمع جِرْبٌ كسِدْرةٍ وسِدْرٍ وتِبْنةٍ وتِبْنٍ. ابن الأَعرابي: الجِرْبُ: القَراحُ، وجمعه جِربَةٌ.

الليث: الجَرِيبُ: الوادي، وجمعه أَجْرِبةٌ، والجِرْبةُ: البُقْعَةُ

الحَسَنةُ النباتِ، وجمعها جِرَبٌ. وقول الشاعر:

وما شاكِرٌ إِلا عصافِيرُ جِرْبةٍ، * يَقُومُ إِليها شارِجٌ، فيُطِيرُها

يجوز أَن تكون الجِرْبةُ ههنا أَحد هذه الاشياءِ

المذكورة. والجِرْبةُ: جِلْدةٌ أَوبارِيةٌ تُوضَعُ على شَفِير البِئْر لئلا يَنْتَثِر الماءُ في البئر. وقيل: الجِرْبةُ جِلدةٌ توضع في الجَدْوَلِ يَتَحَدَّرُ عليها الماءُ.

والجِرابُ: الوِعاءُ، مَعْرُوف، وقيل هو المِزْوَدُ، والعامة تفتحه،

فتقول الجَرابُ،والجمع أَجْرِبةٌ وجُرُبٌ وجُرْبٌ. غيره: والجِرابُ: وِعاءٌ من إِهاب الشَّاءِ لا يُوعَى فيه إِلا يابسٌ. وجِرابُ البئر: اتِّساعُها، وقيل جِرابُها ما بين جالَيْها وحَوالَيْها، وفي الصحاح: جَوْفُها من أَعْلاها إِلى أَسْفَلِها. ويقال: اطْوِ جِرابَها بالحجارة. الليث: جِرابُ البئر: جَوْفُها من أَوَّلها إِلى آخرها. والجِرابُ: وِعاءُ الخُصْيَتَيْنِ.وجِرِبَّانُ الدِّرْعِ والقميصِ: جَيْبُه؛ وقد يقال بالضم، وهو بالفارسية كَرِيبان. وجِرِبَّانُ القَمِيص: لَبِنَتُهُ، فارسي معرب. وفي حديث قُرَّةً المزني: أَتَيْتُ النَّبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فَأَدخلت يدي في جُرُبَّانه. الجُرُبَّانُ، بالضم، هو جَيْبُ القميص، والأَلف والنون زائدتان. الفرَّاءُ: جُرُبَّانُ السَّيْفِ حَدُّه أَو غِمْدُه؛ وعلى لفظه جُرُبَّانُ القمِيص. شمر عن ابن الأَعرابي: الجُرُبَّانُ قِرابُ السيفِ الضَّخمُ يكون فيه أَداةُ الرَّجل وسَوْطُه وما يَحْتاجُ إِليه. وفي الحديث: والسَّيْفُ في جُرُبَّانه، أَي في غِمْده. غيره: جُرُبَّانُ السَّيْفِ، بالضم والتشديد، قِرابُه، وقيل حَدُّه، وقيل: جُرْبانُه وجُرُبَّانُه شيءٌ مَخْرُوزٌ يُجعَلُ فيه السَّيْفُ وغِمْدُه وحَمائلُه. قال الرَّاعي:

وعلى الشَّمائلِ، أَنْ يُهاجَ بِنا، * جُرْبانُ كُلِّ مُهَنَّدٍ، عَضْبِ

عنَى إِرادة أَن يُهاجَ بِنا.

ومَرْأَة جِرِبَّانةٌ: صَخَّابةٌ سَيِّئةُ الخُلُقِ كجِلِبّانةٍ، عن ثعلب. قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ الهِلالي:

جِرِبَّانةٌ، وَرْهاءُ، تَخْصِي حِمارَها، * بِفي مَنْ بَغَى خَيْراً إِلَيْها الجَلامِدُ

قال الفارسي: هذا البيت يقع فيه تصحيف من الناس، يقول قَوْم مكان تَخْصي حِمارَها تُخْطِي خِمارَها، يظنونه من قولهم العَوانُ لا تُعَلَّمُ الخِمْرةَ، وإِنما يَصِفُها بقلَّة الحَياء. قال ابن الأعرابي: يقال جاءَ كَخاصي العَيْرِ، إِذا وُصِفَ بقلة الحياءِ، فعلى هذا لا يجوز في البيت غيْرُ تَخْصِي حِمارَها، ويروى جِلِبَّانةٌ، وليست راء جِرِبَّانةٍ بدلاً من لام جِلِبَّانةٍ، إِنما هي لغة، وهي مذكورة في موضعها.

ابن الأَعرابي: الجَرَبُ: العَيْبُ. غيره: الجَرَبُ: الصَّدَأُ يركب

السيف.

وجَرَّبَ الرَّجلَ تَجْرِبةً: اخْتَبَرَه، والتَّجْرِبةُ مِن الـمَصادِرِ الـمَجْمُوعةِ. قال النابغة:

إِلى اليَوْمِ قد جُرِّبْنَ كلَّ التَّجارِبِ

وقال الأَعشى:

كَمْ جَرَّبُوه، فَما زادَتْ تَجارِبُهُمْ * أَبا قُدامَةَ، إِلاَّ الـمَجْدَ والفَنَعا

فإِنه مَصْدر مَجْمُوع مُعْمَل في الـمَفْعول به، وهو غريب. قال ابن جني: وقد يجوز أَن يكون أَبا قُدامةَ منصوباً بزادَتْ، أَي فما زادت أَبا قُدامةَ تَجارِبُهم إِياه إِلا الـمَجْدَ. قال: والوجه أَنْ يَنْصِبه بِتَجارِبُهم لأَنها العامل الأَقرب، ولأنه لو أَراد

إِعمال الأَول لكان حَرًى أَن يُعْمِلَ الثاني أَيضاً، فيقول: فما زادت تَجارِبُهم إِياه، أَبا قُدامةَ، إِلا كذا. كما تقول ضَرَبْتُ، فأَوْجَعْته زيداً، ويَضْعُفُ ضَرَبْتُ فأَوجَعْتُ زيداً على إِعمال الأَول، وذلك أَنك إِذا كنت تُعْمِلُ الأَوَّل، على بُعْدِه، وَجَبَ إِعمال الثاني أَيضاً لقُرْبه، لأَنه لا يكون الأَبعدُ أَقوى حالاً من الأَقرب؛ فإِن قلت: أَكْتَفِي بمفعول العامل الأَول من مفعول العامل الثاني، قيل لك: فإِذا كنت مُكْتَفِياً مُخْتَصِراً فاكتِفاؤُك بإِعمال الثاني الأَقرب أَولى من اكتِفائك بإِعمال الأَوّل الأَبعد، وليس لك في هذا ما لَكَ في الفاعل، لأَنك تقول لا أُضْمِر على غَير تقدّمِ

ذكرٍ إِلا مُسْتَكْرَهاً، فتُعْمِل الأَوّل، فتقول: قامَ وقَعدا أَخَواكَ.

فأَما المفعول فمنه بُدٌّ، فلا ينبغي أَن يُتباعَد بالعمل إِليه، ويُترك ما هو أَقربُ إِلى المعمول فيه منه.

ورجل مُجَرَّب: قد بُليَ ما عنده. ومُجَرِّبٌ: قد عَرفَ الأُمورَ

وجَرَّبها؛ فهو بالفتح، مُضَرَّس قد جَرَّبتْه الأُمورُ وأَحْكَمَتْه،

والـمُجَرَّبُ، مثل الـمُجَرَّس والـمُضَرَّسُ، الذي قد جَرَّسَتْه الأُمور

وأَحكمته، فإِن كسرت الراءَ جعلته فاعلاً، إِلا أَن العرب تكلمت به بالفتح.

التهذيب: الـمُجَرَّب: الذي قد جُرِّبَ في الأُمور وعُرِفَ ما عنده. أَبو زيد: من أَمثالهم: أَنت على الـمُجَرَّب؛ قالته امرأَة لرجُل سأَلَها بعدما قَعَدَ بين رِجْلَيْها: أَعذْراءُ أَنتِ أَم ثَيِّبٌ؟ قالت له: أَنت على الـمُجَرَّبِ؛ يقال عند جَوابِ السائل عما أَشْفَى على عِلْمِه.

ودَراهِمُ مُجَرَّبةٌ: مَوْزُونةٌ، عن كراع. وقالت عَجُوز في رجل كان بينَها وبينه خُصومةٌ، فبلَغها مَوْتُه:

سَأَجْعَلُ للموتِ، الذي التَفَّ رُوحَه، * وأَصْبَحَ في لَحْدٍ، بجُدَّة، ثَاوِيا:

ثَلاثِينَ دِيناراً وسِتِّينَ دِرْهَماً * مُجَرَّبةً، نَقْداً، ثِقالاً، صَوافِيا

والجَرَبَّةُ، بالفتح وتشديد الباءِ: جَماعة الحُمُر، وقيل: هي الغِلاظُ

الشِّداد منها. وقد يقال للأَقْوِياءِ من الناس إِذا كانوا جَماعةً

مُتساوِينَ: جَرَبَّةٌ، قال:

جَرَبَّةٌ كَحُمُرِ الأَبَكِّ، * لا ضَرَعٌ فينا، ولا مُذَكِّي

يقول نحن جماعة مُتساوُون وليس فينا صغير ولا مُسِنٌّ. والأَبَكُّ: موضع. والجَرَبَّةُ، من أَهْلِ الحاجةِ، يكونون مُسْتَوِينَ. ابن بُزُرْج: الجَرَبَّةُ: الصَّلامةُ من الرجال، الذين لا سَعْيَ لهم(1)

(1 قوله «لا سعي لهم» في نسخة التهذيب لا نساء لهم.) ، وهم مع أُمهم؛ قال الطرماح:

وحَيٍّ كِرامٍ، قد هَنأْنا، جَرَبَّةٍ، * ومَرَّتْ بهم نَعْماؤُنا بالأَيامِنِ

قال: جَرَبَّةٌ صِغارهُم وكِبارُهم. يقول عَمَّمْناهم، ولم نَخُصَّ

كِبارَهم دون صِغارِهم. أَبو عمرو: الجَرَبُّ من الرِّجال القَصِيرُ الخَبُّ، وأَنشد:

إِنَّكَ قد زَوَّجْتَها جَرَبَّا، * تَحْسِبُه، وهو مُخَنْذٍ، ضَبَّا

وعيالٌ جَرَبَّةٌ: يأْكُلُون أَكلاً شديداً ولا يَنْفَعُون.

والجَرَبَّةُ والجَرَنْبة: الكَثيرُ. يقال: عليه عِيالٌ جَرَبَّةٌ، مثَّل به سيبويه وفسره السِّيرافي، وإِنما قالوا جَرَنْبة كَراهِية التَّضعِيف.

والجِرْبِياءُ،

على فِعْلِياء بالكسر والـمَدّ: الرِّيحُ التي تَهُبُّ بين

الجَنُوبِ والصَّبا. وقيل: هي الشَّمالُ، وإِنما جِرْبياؤُها بَرْدُها.

والجِرْبِياءُ: شَمالٌ بارِدةٌ. وقيل: هي النَّكْباءُ، التي تجري بين الشَّمال والدَّبُور، وهي ريح تَقْشَعُ السحاب. قال ابن أَحمر:

بِهَجْلٍ من قَساً ذَفِرِ الخُزامى، * تَهادَى الجِرْبِياءُ به الحَنِينا

ورماه بالجَرِيب أَي الحَصَى الذي فيه التراب. قال: وأُراه مشتقاً من الجِرْبِياءِ. وقيل لابنة الخُسِّ: ما أَشدُّ البَرْدِ؟ فقالت شَمالٌ

جِرْبياءُ تحتَ غِبِّ سَماءٍ. والأَجْرَبانِ: بَطْنانِ من العرب.

والأَجْربانِ: بَنُو عَبْسٍ وذُبْيانَ. قال العباسُ بن مِرْداسٍ:

وفي عِضادَتِه اليُمْنَى بَنُو أسَدٍ، * والأَجْرَبانِ: بَنُو عَبْسٍ وذُبْيانِ

قال ابن بري: صوابه وذُبيانُ، بالرفع، معطوف على قوله بنو عبس. والقصيدة كلها مرفوعة ومنها:

إِنّي إِخالُ رَسُولَ اللّهِ صَبَّحَكُم * جَيْشاً، له في فَضاءِ الأَرضِ أَرْكانُ

فيهم أَخُوكُمْ سُلَيمٌ، ليس تارِكَكُم، * والـمُسْلِمُون، عِبادُ اللّهِ غسَّانُ

والأَجارِبُ: حَيٌّ من بني سَعْدٍ.

والجَريبُ: موضع بنَجْدٍ.

وجُرَيْبةُ بن الأَشْيَمِ من شُعرائهم.

وجُرابٌ، بضم الجيم وتخفيف الراءِ: اسم ماء معروف بمكة. وقيل: بئر قديمة كانت بمكة شرَّفها اللّه تعالى.

وأَجْرَبُ: موضع.

والجَوْرَبُ: لِفافةُ الرِّجْل، مُعَرَّب، وهو بالفارسية كَوْرَبٌ؛

والجمع جَواربةٌ؛ زادوا الهاءَ لمكان العجمة، ونظيره من العربية القَشاعِمة.

وقد قالوا الجَوارِب كما قالوا في جمع الكَيْلَجِ الكَيالِج، ونظيره من العربية الكَواكب. واستعمل ابن السكيت منه فعْلاً، فقال يصف مقتنص الظباء: وقد تَجَوْرَبَ جَوْرَبَيْنِ يعني لبسهما.

وجَوْرَبْته فتَجَوْرَبَ أَي أَلْبَسْتُه الجَوْرَبَ فَلَبِسَه.

والجَريبُ: وادٍ معروفٌ في بلاد قَيْسٍ وَحَرَّةُ النارِ بحِذائه. وفي حديث الحوض: عَرْضُ ما بينَ جَنْبَيْه كما بينَ جَرْبى(1)

(1 قوله «جربى» بالقصر، قال ياقوت في معجمه وقد يمد.) وأَذْرُح: هما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال، وكتَب لهما النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَماناً. فأَما جَرْبةُ، بالهاءِ، فقرية بالـمَغْرب لها ذكر في حديث رُوَيْفِع ابن ثابت، رضي اللّه عنه.

قال عبداللّه بن مكرم: رُوَيْفِعُ بن ثابت هذا هو جَدُّنا الأَعلى من

الأَنصار، كما رأَيته بخط جدّي نَجِيبِ الدِّين(2)

(2 قوله «بخط جدي إلخ» لم نقف على خط المؤلف ولا على خط جدّه والذي وقفنا عليه من النسخ هو ما ترى.) ،والدِ الـمُكَرَّم أَبي الحسن علي بن أَحمد بن أَبي القاسم بن حَبْقةَ

(يتبع...)

(تابع... 1): جرب: الجَرَبُ: معروف، بَثَرٌ يَعْلُو أَبْدانَ الناسِ والإِبِلِ.... ...

بن محمد بن منظور بن مُعافى بن خِمِّير بن ريام بن سلطان بن كامل بن قُرة بن كامل بن سِرْحان بن جابر بن رِفاعة بن جابر بن رويفع بن ثابت، هذا الذي نُسِب هذا الحديثُ إِليه. وقد ذكره أَبو عُمَر بن عبدالبر، رحمه اللّه، في كتاب الاسْتيعاب في معرفة الصحابة، رضي اللّه

عنهم، فقال: رويفع بن ثابت بن سَكَن بن عديّ بن حارثة الأَنصاري من بني مالك بن النجار، سكن مصر واخْتَطَّ بها داراً. وكان معاوية، رضي اللّه عنه، قد أَمَّره على طرابُلُس سنة ست وأَربعين، فغزا من طرابلس افريقية سنة سبع وأَربعين، ودخلها وانصرف من عامه، فيقال: مات بالشام، ويقال مات ببَرْقةَ وقبره بها. وروى عنه حَنَش بن عبداللّه الصَّنْعاني وشَيْبانُ بن أُمَيَّة القِتْباني، رضي اللّه عنهم أَجمعين. قال: ونعود إِلى تتِمَّةِ نَسَبِنا من عديّ بن حارثةَ فنقول: هو عديُّ بن حارثةَ بن عَمْرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النجار، واسم النجار تَيْمُ اللّه، قال الزبير: كانوا تَيْمَ اللاتِ، فسماهم النبي، صلى اللّه عليه وسلم، تَيْمَ اللّهِ؛ ابن ثَعْلَبَةَ بن عمرو بن الخَزْرج، وهو أَخو الأَوْس، وإِليهما نسب الأَنصار، وأُمهما

قَيْلةُ بنت كاهِل بن عُذْرةَ بن سعيد بن زيدِ بن لَيْث بن سُود بن

أَسْلَمِ بنِ الحافِ بن قُضاعةَ؛ ونعود إِلى بقية النسب المبارك: الخَزْرَجُ بن حارثةَ ابن ثَعْلَبَة البُهْلُول بن عَمرو مُزَيْقِياء بن عامرٍ ماءِ السماءِ بن حارثةَ الغِطْريف بن امرئِ القَيْسِ البِطْريق بن ثَعْلبة العَنقاءِ بن مازِنٍ زادِ الرَّكْب، وهو جِماعُ غَسَّانَ بن الأَزْدِ. وهو دُرُّ بن الغَوْث بن نَبْتِ بن مالك بن زَيْدِ بن كَهْلانَ بن سبَأ، واسمه عامرُ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ، واسمه يَقْطُن، وإِليه تُنسب اليمن. ومن ههنا اختلف النسابون، فالذي ذكره ابن الكلبي أَنه قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نَبْت ابن اسمعيل بن إِبراهيم الخليل(1)

(1 قوله «فالذي ذكره إلخ» كذا في النسخ وبمراجعة بداية القدماء وكامل ابن الأثير وغيرهما من كتب التاريخ تعلم الصواب.) ، عليه الصلاة والسلام.

قال ابن حزم: وهذه النسبة الحقيقية لأَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال لقوم من خُزاعةَ، وقيل من الأَنصار، ورآهم يَنْتَضِلُون: ارْمُوا بَنِي اسمعيل فإِن أَباكم كان رامياً. وابراهيمُ، صلوات اللّه عليه، هو ابراهيمُ بن آزَرَ بن ناحور بن سارُوغ بن القاسم، الذي قسم الأَرض بين أَهلها، ابن عابَرَ بن شالحَ ابن أَرْفَخْشَذ ابن سام بن نوح، عليه الصلاة والسلام، ابن ملكان بن مثوب بن إِدريس، عليه السلام، ابن الرائد بن مهلاييل بن

قينان بن الطاهر ابن هبة اللّه، وهو شيث بن آدم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.

Expand
(جرب)
جربا أَصَابَهُ الجرب فَهُوَ أجرب وَهِي جرباء (ج) جرب وجراب وَهُوَ جربان وَهِي جربى (ج) جراب وجربى وَهُوَ جرب (ج) جراب وَالسيف صدئ فَهُوَ أجرب
(ج ر ب) : (الْجَرْبَى) جَمْعُ أَجْرَبَ أَوْ جَرِبٍ وَالْفِعْلُ مِنْ بَابِ لَبِسَ وَالْجَرِيبُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي سِتِّينَ قَالَ قُدَامَةُ فِي كِتَابِ الْخَرَاجِ الأشد إذَا ضُرِبَ فِي مِثْلِهِ فَهُوَ الْجَرِيبُ والأشد طُولُ سِتِّينَ ذِرَاعًا وَالذِّرَاعُ سِتُّ قَبَضَاتٍ وَالْقَبْضَةُ أَرْبَعُ أَصَابِعَ قَالَ وَعُشْرُ هَذَا الْجَرِيبِ يُسَمَّى قَفِيزًا وَعُشْرُ هَذَا الْقَفِيزِ عَشِيرًا فَالْقَفِيزُ عَشَرَةُ أَعْشِرَاءَ وَهِيَ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ رِطْلًا قَالُوا وَالْأَصْلُ فِيهِ الْمِكْيَالُ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الْمَبْذَرُ وَنَظِيرُهُ الْبَرِيدُ.
[جرب] نه فيه: فأدخلت يدي في "جربانه" هو بالضم جيب القميص. ومنه: والسيف في جربانه أي غمده. وح الحوض: ما بين جنبيه كما بين "جربى" وأذرح هما قريتان بالشام بينهما مسير ثلاث ليال. ويقال: أعطاه جريباً من الأرض، أي مبذر جريب. وجربة بالهاء قرية بالمغرب. وجراب بضم جيم وخفة راء بئر قديمة كانت بمكة. ك: كمثل "جراب" هو وعاء من الجلد يدخل فيه السيف مع غمده وهو بكسر جيم والعامة تفتحها وقيل بهما. ن: وزودنا "جرابا" أي جراباً زائداً على ما كان معهم من أموالهم ومما واساهم الصحابة، ولذا قال: ونحن نحمل أزوادنا. وحشونا "الجراب" بضم راء جمع جراب. ك: كأنها جمل "أجرب" أي مطلي بالقطران، شبه به سواد الإحراق، وروى: مسدد أجوف، بواو وفاء وشرحه بأبيض البطن، وصحفه القاضي. ن: بطل "مجرب" بفتح راء أي شجاع مجرب يقهر الفرسان.

جرب


جَرِبَ(n. ac. جَرَب)
a. Was scabby, mangy; had the itch.

جَرَّبَa. Tried, tested, experimented upon.

تَجَرَّبَa. Was tried, tested.

جِرْبَة
(pl.
جِرَبَة)
a. Seed-field.

جَرَبa. Scab, mange, itch.

جَرِب
(pl.
جَرْبَى
جُرْب جِرَاْب
أَجَاْرِبُ
أَجْرَاْب)
a. Scabby, mangy, itchy.

أَجْرَبُ
(pl.
جُرْب)
a. see 5
جِرَاْب
(pl.
جُرُب
أَجْرِبَة)
a. Saddle-bag, provision-bag, holster; scabbard.

جَرِيْب
(pl.
أَجْرِبَة
15t
جُرُوْب
جُرْبَاْن)
a. Sown field.
b. Valley.
c. A certain measure.

جَرْبَاْنُa. see 5
جَرْبَآءُ
a. [art.], Star-strewn sky.
N. P.
جَرَّبَa. Experienced.

تَجْرِبَة (pl.
تَجَاْرِب)
a. Trial, test; experiment.
b. Temptation.

جَرَبَّة
a. Troop.

جَوْرَب
P.
a. Socks, stockings.

جُرْثُوْمَة (pl.
جَرَاْبِيْ4ُ)
a. Root, source, origin.
b. Mound; ant-hill.
ج ر ب: (الْجَرَبُ) دَاءٌ جِلْدِيٌّ (جَرِبَ) بِالْكَسْرِ فَهُوَ (أَجْرَبُ) وَبَابُهُ طَرِبَ وَقَوْمٌ (جُرْبٌ) وَ (جَرْبَى) وَجَمْعُ الْجُرْبِ (جِرَابٌ) بِالْكَسْرِ. وَالْجِرَابُ وِعَاءُ الزَّادِ وَالْعَامَّةُ تَفْتَحُهُ وَالْجَمْعُ (أَجْرِبَةٌ) وَ (جُرُبٌ) أَيْضًا. وَ (الْجَرِيبُ) مِنَ الطَّعَامِ وَالْأَرْضِ مِقْدَارٌ مَعْلُومٌ وَجَمْعُهُ (أَجْرِبَةٌ) وَ (جُرْبَانٌ) . قُلْتُ: (الْجَرِيبُ) مِكْيَالٌ وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَقْفِزَةٍ وَالْجَرِيبُ مِنَ الْأَرْضِ مَبْذَرِ الْجَرِيبِ الَّذِي هُوَ الْمِكْيَالُ نَقَلَهُمَا الْأَزْهَرِيُّ. وَ (الْمُجَرَّبُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ الَّذِي قَدْ جَرَّبَتْهُ الْأُمُورُ وَأَحْكَمَتْهُ فَإِنْ كَسَرْتَ الرَّاءَ جَعَلْتَهُ فَاعِلًا إِلَّا أَنَّ الْعَرَبَ تَكَلَّمَتْ بِهِ بِالْفَتْحِ. وَ (الْجِرْبَةُ) بِالْكَسْرِ مَزْرَعَةٌ. وَ (جُرَابٌ) بِالضَّمِّ اسْمُ مَاءٍ بِمَكَّةَ. 
ج ر ب

أعدى من الجرب، عند العرب؛ ورجل جرب وأجرب، وامرأة جربة وجرباء، وقوم جرب وجربى، وإبل جربى. وأجرب فلان: جربت إبله.

وفي مثل: " لا إله لمجرب " قالوا: كأنه بريء من إلهه لكثرة حلفه به كاذباً أنه لا هناء عنده إذا طلب إليه. ورجل مجرب ومجرب: ذو تجارب، قد جرب وجرب. وله جريب من الحب، وهو مكيال أربعة أقفزة، وما يبذر فيه هذا القدر من الأرض يقال له: جريب، كما قيل للبغل وللمسافة التي يسير فيها: بريد. وهو أنتن من ريح الجورب. قال:

أثني عليّ بما علمت فإنني ... مثن عليك بمثل ريح الجورب وجاءوا في أيديهم جرب، وفي أرجلهم جوارب. ولهم موازجة وجواربة.

ومن المجاز: نزلوا بأرض جرباء: مقحوطة. وتقول: إذا أصحت الجرباء، وهبت الجربياء؛ فقد كشر البرد عن أنيابه، وابيضت لعم الدنيا به؛ وهي السماء. شبهت نجومها بآثار الجرب. وتالب عليه الأجربان، وهما عبس وذبيان؛ تحوموا لفوتهم كما تتحامى الجرب. قال حسان:

وفي عضادته اليمنى بنو أسد ... والأجربان بنو عبس وذبيان

وتقول: اطو جرابها بالحجارة، وما أصلب جرابها، وإنها لمستقيمة الجراب تريد جوف البئر، شبه بالجراب. قال:

يضرب أقطار الدلا جرابها

جمع الدلاة وهي الدلو. وأنشد بعض العرب:

هذي دلاتي أيما دلاتي ... قاتلتي وملؤها حياتي

وعن ابن الأعرابي: سيف أجرب إذا كثف الصدأ عليه حتى يحمر فلا ينقلع عنه إلا بالمسحل. وأنشد:

من القلعيات لا محدث ... كليل ولا طبع أجرب

وقال أبو النجم:

وصارمات في الأكف قضباً ... تخالهن في الأكف شهبا

كل سريحي صموت أجربا

فأراد بالجرب الشطب، كما قيل: الجرباء للشهب. وبأجفانه جرب، وهو شبه الصدإ يركب بواطنها.
الجيم والراء والباء جرب: الجَرَبُ: مَعْروفٌ، يُقال: جَرَبَ البَعِيْرُ فهو جَرِبٌ وأجْرَبُ. وسَيْفٌ أجْرَبُ: كَثُرَ صَدَأ'هـ عليه حَتّى يَخْضَرَّ. وفي المَثَلِ: " لا إلهَ لِمُجْرَبٍ "، وذلك لكَذِبِه؛ يَحْلِفُ باللهِ أنَّه لا هِنَاءَ عَنْدَه. والمُجْرِبُ: الذي جَرِبَتْ إبِلُه. والجَرْبَاءُ من السَّمَاءِ: الناحِيَةُ التي يَدُوْرُ فيها فَلَكُ الشَّمسِ والقَمَرِ. والجِرْبَةُ أيضاً: السَّمَاءُ. والجَرْبَاءُ: النُّجُومُ. وأرْضٌ جَرْباء: مَقْحُوْطَةٌ. والجَرِيْبَاءُ: الشَّمَالُ البارِدَةُ. ورَجُلٌ جَرِيْبَاءٌ: ضَعِيْفٌ رِخْوٌ. والجَرِيْبُ: مَعْرُوفٌ، وجَمْعُه جُرْبَانٌ وأجْرِبَةٌ. واسْمُ وادٍ، وجَمْعُه أجْرِبَةٌ أيضاً. وهو من النَّخْلِ: مِثْلُ الجُرْبَةِ من الكَرْم، وجَمْعُها جُرْبَانٌ؛ وهو أنْ تَأخُذَ الثَّلاثِينَ من النَّخْلِ ثُمَّ تَأخُذَ حِذَاءَها مِثْلَها. والمُجَرَّبُ: الذي بُلِيَ في الحُرُوبِ والشَّدائِدِ. والذي جَرَّبَ الأُمورَ وعَرَفَها. والجَوْرَبُ: مَعْروفٌ. ومَثَلٌ: " أنْتَنُ من رِيْحِ الجَوْرَبِ ". والجِرَابُ: وِعَاءٌ، والجَمِيعُ لجُرُبُ. وجِرَابُ البِئْرِ: جَوْفُها من أوَّلِها إلى آخِرِها. وجَرَابُ السَّمَكَةِ: جَوْفُ حَلْقِها بفَتْحِ الجِيم. والجُرْجُوْبُ: الناقَةُ الشَّدِيدَةُ، وجَمْعُها جَرَاجِيْبُ. والجَرَاجِبُ: عِظَامُ الإِبلِ. والجُرْجُبُ: الذي لا يَنْبَعِثُ بَوَزْنِ قُمْقُمٍ. وتَجَرْجَبَ: أي تَجَدَّلَ. وجَرْجَبْتُ القَدَحَ: أتَيْتَ على ما فيه. والتَّجَرْجُبُ: في الأكْلِ والشُّرْبِ. وجَرْبَيْتَهُ: أي ضَرَبْتَه. والتَّجَرْبي: الوُقُوْعُ والهُوِيُّ والتَّدَحْرُجُ. والجَرَبُّ: القَصِيْرُ الكَبِيرُ السِّنِّ. والجَرَبَّةُ: وَلَدُ الرَّجُلِ يَكُونُوْنَ رِجالاً ليس فيهم أُنْثَى ولا صَبِيٌّ صَغِيرٌ، ويُقال: جِرْبَةٌ بكَسْرِ الجِيم. وعِيَالٌ جَرَبِّةٌ: كَثِيرةُ الأكْلِ شَدِيْدَتُه، وكذلك جَرَابَّةٌ بوَزْنِ حَمَارَّةٍ. وهُمُ العِيَالُ إذا كانوا مَسَانَّ. وامْرَأَةٌ جَرِبّانَةٌ: سَيِّئةُ الخُلُقِ، وكذلك جُرُبّانَةٌ. وقيل: هي الوَسِخَةُ الجِرِبّانِ. وجُرُبّانُ السَّيْفِ: حَدُّهُ على لَفْظِ جُرُبّانِ القَمِيْصِ، ويُقال: غِمْدُه. ويُخَفَّفُ فيُقال: جُرْبَانٌ. وأعْطِني جُرْبَانَ دِرْهَمٍ: أي وَزْنَ دِرْهَمٍ وَقَدْرَه. والجِرْبَةُ: المَوْضِعُ الذي يُزْرَعُ فيه، وجَمْعُها جِرْبٌ. وجِلْدَةٌ تُوْضَعُ عَلى شَفِيرِ البِئْرِ. والغَلِيْثُ؛ وهو أنْ يُخْلَطَ الشَّعِيرُ بالحِنْطَةِ للزِّراعَةِ. وقِطْعَةٌ من النَّخْلِ. والأجْرَبَانِ: بَنُو عَبْسٍ وذُبْيَانَ.
ج ر ب : جَرِبَ الْبَعِيرُ وَغَيْرُهُ جَرَبًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ أَجْرَبُ وَنَاقَةٌ جَرْبَاءُ وَإِبِلٌ
جُرْبٌ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَسُمِعَ أَيْضًا فِي جَمْعِهِ جِرَابٌ وِزَانُ كِتَابٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَمِثْلُهُ بَعِيرٌ أَعْجَفُ وَالْجَمْعُ عِجَافٌ وَأَبْطَحُ وَبِطَاحٌ وَأَعْصَلُ وَعِصَالٌ وَالْأَعْصَلُ الْمُعْوَجُّ.
وَفِي كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّ الْجَرَبَ خِلْطٌ غَلِيظٌ يَحْدُثُ تَحْتَ الْجِلْدِ مِنْ مُخَالَطَةِ الْبَلْغَمِ الْمِلْحِ لِلدَّمِ يَكُونُ مَعَهُ بُثُورٌ وَرُبَّمَا حَصَلَ مَعَهُ هُزَالٌ لِكَثْرَتِهِ وَأَرْضٌ جَرْبَاءُ مَقْحُوطَةٌ وَالْجِرَابُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ جُرُبٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَسُمِعَ أَجْرِبَةٌ أَيْضًا وَلَا يُقَالُ جَرَابٌ بِالْفَتْحِ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ.

وَالْجَرِيبُ الْوَادِي ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِلْقِطْعَةِ الْمُتَمَيِّزَةِ مِنْ الْأَرْضِ فَقِيلَ فِيهَا جَرِيبٌ وَجَمْعُهَا أَجْرِبَةٌ.

وَجُرْبَانٌ بِالضَّمِّ وَيَخْتَلِفُ مِقْدَارُهَا بِحَسَبِ اصْطِلَاحِ أَهْلِ الْأَقَالِيمِ كَاخْتِلَافِهِمْ فِي مِقْدَارِ الرِّطْلِ وَالْكَيْلِ وَالذِّرَاعِ.
وَفِي كِتَابِ الْمِسَاحَةِ لِلسَّمَوْأَلِ اعْلَمْ أَنَّ مَجْمُوعَ عَرْضِ كُلِّ سِتِّ شُعَيْرَاتٍ مُعْتَدِلَاتٍ يُسَمَّى أُصْبُعًا وَالْقَبْضَةُ أَرْبَعُ أَصَابِعَ وَالذِّرَاعُ سِتُّ قَبَضَاتٍ وَكُلُّ عَشَرَةِ أَذْرُعٍ تُسَمَّى قَصَبَةً وَكُلُّ عَشْرِ قَصَبَاتٍ تُسَمَّى أَشْلًا وَقَدْ سُمِّيَ مَضْرُوبُ الْأَشْلِ فِي نَفْسِهِ جَرِيبًا وَمَضْرُوبُ الْأَشْلِ فِي الْقَصَبَةِ قَفِيزًا وَمَضْرُوبُ الْأَشْلِ فِي الذِّرَاعِ عَشِيرًا فَحَصَلَ مِنْ هَذَا أَنَّ الْجَرِيبَ عَشْرَةُ آلَافِ ذِرَاعٍ وَنُقِلَ عَنْ قُدَامَةَ الْكَاتِبِ أَنَّ الْأَشْلَ سِتُّونَ ذِرَاعًا وَضَرْبُ الْأَشْلِ فِي نَفْسِهِ يُسَمَّى جَرِيبًا فَيَكُونُ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَسِتَّمِائَةِ ذِرَاعٍ وَجَرِيبُ الطَّعَامِ أَرْبَعَةُ أَقْفِزَةٍ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَجَرَّبْتُ الشَّيْءَ تَجْرِيبًا اخْتَبَرْتُهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى وَالِاسْمُ التَّجْرِبَةُ وَالْجَمْعُ التَّجَارِبُ مِثْلُ: الْمَسَاجِدِ وَالْحَوْرَبُ فَوْعَلٌ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَالْجَمْعُ جَوَارِبَةٌ بِالْهَاءِ وَرُبَّمَا حُذِفَتْ. 
باب الجيم والراء والباء معهما ج ب ر، ج ر ب، ر ج ب، ب ر ج، ب ج ر مستعملات

جرب: الجَرَبُ معروف. والجَرباء من السماء: الناحية التي لا يدور فيها فلك الشمس والقمر. وأرض جرباء: مَقحُوطةٌ لا شيء فيها. وجَرِبَ البعيرُ يَجرَبُ جَرَباً، فهو جَرِبٌ وأجرَبُ. والجربياءُ: شمالٌ باردةٌ. قال أبو الدُّقيش: إنما جِربِياؤها بردها، فهمز. والجَريبُ من الأرض نصفُ الفَجّان ، والجمع أجرِبَةٌ. والجَريبُ: الوادي، والجَريبُ مِكيال، وهو أربعة أقفزةٍ. والمُجَرَّبُ: الذي بلي في الحروب والشدائد. والمُجَرِّبُ: الذي جَرَّبَ الأمور وعرفها، والمصدرُ: التَّجريبُ والتَّجربَةُ. والجَورَبُ: لِفافةُ الرَّجلِ. والجِرابُ: وِعاءٌ يُوعى فيه ، وهو من إهابِ الشّاءِ، والجميع جُرُبٌ (وجِرابُ البِئرِ: جَوفها من أوَّلها إلى آخرِها) .

رجب: (رجَبٌ شَهر) ، وهذا رَجَبٌ، فإذا ضمُّوا إليه شَعبان فهما الرَّجَبانِ. وكانت العربُ تُرَجِّبُ، وكان ذلك لهم نُسُكاً وذبائِحَ في رَجَبٍ. والرَّجَبُ والرَّجَبَة، والجميعُ الرِّجابُ، وهو شيءٌ من وصفِ الأدوية، وفي نُسخةٍ: الأرديةُ. والرّاجِبَةُ: ما بين البُرجُمتين من كلِّ إصبعٍ، ومن السُّلامى: ما بين المِفصلين. ورَاجِبةَ الطائر: الإصبع التي تلي الدائرةَ من الجانبين الوحشِييِّن من الرِّجلين. والرَّجبُ: الحياء والعفوُ، قال: فغيرك يستحيي وغيرك يَرجبُ

وتقول: رجبته أي هبته مرجباً ومَهاباً. وترجيبُ النَّخلة: أن توضع أعذاقُها على سَعفِها، ثم تضمُّ بالخُوصِ كي لا تنفضها الرِّيحُ، وقد يقال أيضاً: هو أن يُوضع الشَّوكُ حول العُذُوقِ لِئلاّ يدنُو منها آكِلُ. ويقال: أصل الترجيبِ أن تميل النَّخلة فتدعمَ بالحجارة ونحوها. وأما قوله:

كأن أعناقها أنصابُ تَرجيبِ

فإنه شبَّهَ أعناق الخيل بحجارةٍ تنصب فيُهراقُ عندها دِماءُ النَّسائِكِ في رَجَب. وبعضٌ يقول: شبهها بالنَّخيل المُرجَّبة، والأوَّلُ أعرفُ. والأرجابُ: الأمعاء. ويقال: المِرجَبَةُ المِقلاع بالعِبرانية.

برج: البُرجُ واحدٌ من بُرُوج الفلك، وهو اثنا عشر بُرجاً. وبرج سور المدينة والحصن: بُيُوتٌ تُبنى على السور، وتُسمى البُيُوتُ تُبنى على أركان القصر بُرجاً. وثوب مُبرج: صوِّر تغيه تصاوير كبُروجِ السُّور، قال العجّاج:

فقد لَبِسنا وشيه المُبرجا

والبرجُ: سعةُ بياضِ العين مع حُسنِ الحدقةِ. وإذا أبدت المرأة مَحاسن جِيدها ووجهها، قيل: قد تَبَرَّجت، ومع ذلك تُرِي من عَينيها حُسنَ نَظَرٍ. وحِسابٌ البُرجانِ، (وهو قولُك) : ما جُداءُ كذا في كذا، وما جَذرُ كذا وكذا، فجُداؤه: مَبلغُه، وجَذره أصله الذي يضرب بعضه في بعضٍ، وجُملتُه البُرجانُ. يُقال: ما جَذرُ مائةٍ؟ فيُقال: عشرة. ويُقال: ما جُداء عشرةٍ في عشرةٍ؟ فيُقال: مائة. والبارِجةُ: سفينة من سُفن البحر تُتَّخذُ للقتال.

جبر: الجَبر: الاسم، وهو أن تجبر إنساناً على ما لا يُريد وتُكرهةُ جَبَريَّةً على كذا. وأجبر القاضي على تسليم ما قضّى عليه. والجَبرُ: أن تَجبُرَ كسراً، وتقول: جَبرتُه فجبر، قال:

قد جبر الدين الإله فجبر

وجَبَرتُ فلاناً فاجتبرَ أي نزلت به فاقة فأحسنت إليه. واستجبرته إذا كان ذلك منك بتعاهُدٍ حتى تبلغ غايةَ الجَبرِ، كقولك: لأستنصُرنَّك ثمَّ لأجبُرنَّك أي لأدينَنَّكَ ثم لأجبُرُنَّكَ، كقوله:

من عال منا بعدها فلا اجتبر

وتقول: أصابت فلاناً مُصيبة لا يَجتَبِرها، أي لا مَجبَرَ لها. والجِبارةُ: الخَشبةُ تُوضع على الكسرِ حتى يَنجَبِرَ العظمُ، والجميع الجَبائِرُ. والجِبارةُ: دَستيقةُ المرأة من الحُليَّ، قال:

فتناولت كفَّها ... واتَّقتهُ بالجَبائِر

والجُبارُ: اسم يوم الثُّلاثاء في الجاهليّةِ الجَهلاء. والجُبارُ من الأرش: ما لا يهدر، والأرش: الدية

وفي الحديث: العجماء جُبارٌ

أي ما أصاب الدّابة فهو هَدَرٌ. والله- تَباركَ وتعالى-: الجَبَارُ العزيز أي قهر خلقه، فلا يملكونَ منه أمراً، وله التَّجَبُّرُ وهو التعظُّم. ولله الجَبَرِيَّةُ والجَبَروتُ. والجَبَرُوَّةُ لغةٌ في الجَبَرُوتِ.

وفي الحديث: ما كانت نُبوةٌ إلاّ تَناسخَها مَلِكٌ جَبَرِيَّةٌ،

أي إلاّ تَجَبرَتِ الملوكُ. والجَبَّارُ: العاتي على رَبِّه، القتالُ لرَعِيَّته. والجَبّارُ من الناس: العظيم في نفسه الذي لا يقبلُ موعِظة أحدٍ.

وقد كانوا يُعابِثون امرأة سائلةً فكانت تأبى إلا أن تستعصي عليهم، وتُجيبُهم بغير ما يُريدون، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: دَعُوها فإنَّها جَبَارةٌ وقلبُ الجَبّارِ الذي قد دَخَلَه الكِبرُ لا يقبل موعظةً.

والجَبّارُ من النَّخلِ: الذي قد بلغ غايةَ الطُّول في الفَناءِ، وحُملَ عليه كلُّه، وهو دونَ السَّحُوقِ من طول النَّخلةِ، قال:

نَسيل دّنّا جَبّارُها من مُحلَّم

بجر: البُجرةُ: السُّرَّةُ الناتِئةُ، وصاحِبُها أبجر، وقد بجر بجرا وبجرة. وقد تُسمى سُرَّة البَعير بُجرةً عظمت أم لم تعظم. والبُجرُ: الأمر العظيم، [ويقال] : جئتُ بأمرٍ بُجرٍ وداهيةٍ نُكرٍ، وقال:

عجبتُ من امرأةٍ حَصانٍ رأيتها ... لها وَلدٌ من زوجها وهي عاقِرُ

فقلتُ لها: بُجراً، فقالت: مَجيبتي ... أتعجبُ من هذا ولي زوجٌ آخر

يعني: زوجاً من الحمام. والبجري، والبجاري جميعها من دواهي الدَّهرِ
Expand
جرب
جرِبَ يَجرَب، جَرَبًا، فهو أجربُ وجَرِب وجَرْبَانُ/ جَرْبَانٌ
• جرِبَ الحيوانُ: أصابه الجَرَب "كلبٌ أجربُ- رجلٌ جربان- بعير جرِب".

جرَّبَ يجرِّب، تَجْرِبةً وتَجْريبًا، فهو مُجرِّب، والمفعول مُجرَّب
• جرَّب الجهازَ: اختبره مرَّة بعد أخرى "جرَّب التِّلفازَ الجديدَ- *لا تمدحنَّ امرءًا حتى تُجرِّبه*" ° اسأل مُجرِّبًا وإنْ سألتَ طبيبًا- جرَّب الأيَّام- جرَّب ثوبًا: قاسه على جسمه- جرَّب حظَّه: حاول أمرًا دون أن يكون متأكّدًا من الفوز به- رَجُلٌ مجرَّب: جُرِّب في الأمور وعُرف ماعنده- رَجُلٌ مجرِّب: عرف الأمور وجرَّبها. 

أجربُ [مفرد]: ج جُرْب، مؤ جَرْباءُ، ج مؤ جرباوات وجُرْب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جرِبَ ° النَّعجةُ الجرباء تُعدي القطيع: يُضرب في تأثير الفاسد في الجماعة. 

تَجْرِبة [مفرد]: ج تَجارِبُ (لغير المصدر):
1 - مصدر جرَّبَ.
2 - ما يُعمل أوّلاً لتلافي النقص في شيء وإصلاحه "صحَّح تجاربَ الطباعة" ° التَّجارب المطبعيّة: أوّل نسخة مطبوعة لمخطوط بعد تنضيده- تجربة ثانية: يكون الغرضُ منها مراقبة التجربة الأولى- تحت التَجْرِبة: يجرَّب في فترة زمنيّة معيّنة للتأكّد من كفاءته- على سبيل التَّجْرِبة: في مراحل البحث الأولى.
3 - اختبار منظّم لظاهرة يُراد ملاحظتها بدقّة للكشف عن نتيجة ما أو تحقيق غرضٍ معيَّن "التجربةُ أمُّ العلم- أجرى الباحثُ تجارِبَهُ على القرود- لا خير فيمن لم تعظْه التجارب" ° يمتحن الذَّهب بالنار والرِّجال بالتجارب- حَقْل التَّجارب: مكان تُجرى فيه التَّجارب على شيء للتأكُّد من أنَّه صالح للغرض منه، أو هو موضوع التَّجربة- علَّمته التَّجارب: أفاد منها.
4 - (دب) مجموع المشاعر والأفكار التي تتراكم في خاطر الفنان أو الشّاعر أو الأديب، تجول في نفسه وتُؤثِّر في تعبيره "من عرف التجاربَ طابت له المشاربُ- التّجربة الشعريّة/ الشعوريّة". 

تَجْريب [مفرد]: ج تجاريبُ (لغير المصدر):
1 - مصدر جرَّبَ.
2 - تجربة، اختبار "إنَّ الرِّجال صناديقُ مقفلةٌ وما مفاتيحُها إلاّ التجاريبُ".
3 - أحد مراحل عمليّة تبنِّي الأفكار المستحدثة يحاول فيه الفرد تطبيق الفكرة المستحدثة وتجديد فائدتها والتأكُّد من مناسبتها لظروفه الخاصّة. 

تجريبويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تَجْريب: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من تَجْريب: على غير قياس، تطبيقيَّة، ما يتعلّق بالتجريب العمليّ لفكرةٍ ما "التجريبويَّة من أهم أسس العلم التجريبيّ". 

تَجريبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تَجْريب: مَبْنِيّ أو قائم على التجربة "أحكام تجريبيّة- أسلوب تجريبيّ- مذهب تجريبيّ: يقول بصدور المعرفة عن التجربة" ° طريقة تجريبيَّة: هي التي تشتمل على الملاحظة والتَّصنيف والفرض والتَّجريب- علوم تجريبيَّة: تعتمد على التَّجريب، عكسها العلوم النَّظريّة- مَسْرَح تجريبيّ/ مَسْرَحِيَّة تجريبيّة/ دراما تجريبيّة: مصطلح أُطلق حديثًا على المسرحيّات التي تلجأ إلى التجريب في الأشكال والأساليب.
2 - مَنْ يعتمد التَّجريب أو يقوم بتجارب "عالم تجريبيّ".
• المذهب التَّجريبيّ: (سف) مذهب من يقيم المعرفة على ما تدركه الحواسّ وحدها، وينكر وجود مبادئ فطريَّة في النفس وقوانين صادرة عن العقل، ويقابل المذهب العقليّ. 

تجريبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تَجْريب.
2 - مصدر صناعيّ من تَجْريب.
3 - (سف) مصطلح يُطلق على المذاهب الفلسفيَّة التي تُنكر وجود أوّليّات عقليّة مُتقدِّمة على التجربة ومُتميّزة عنها. 

جِراب [مفرد]: ج أجربة وجُرْب وجُرُب:
1 - وعاء يُحفظ فيه الزَّادُ ونحوه يكون عادةً من الجلد "جِراب الحاوي/ الرّاعي" ° جِراب السَّيف: غِمدُه.
2 - (طب) كيس غشائيّ يُغلِّف بعض الأعضاء الصغيرة "جِراب خاصّ بالمِبيْض أو الخصيتين". 

جِرَابيَّات [جمع]: (حن) رتبة حيوانات من الثدييّات، أشهر أنواعها الكُنْغر (الكنجارو) لأنثاها رحمان، أحدهما باطنيّ يتكوّن فيه الجنين، والآخر شبيه بالجراب مركزه تحت البطن يقيم فيه الرضيع حتى الفطام. 

جَرَب [مفرد]:
1 - مصدر جرِبَ.
2 - (طب) مرض جلديّ مُعدٍ، ينشأ عنه حكّ شديد وظهور بثور صغيرة "أصيب بالجَرَب". 

جَرِب [مفرد]: ج جِراب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جرِبَ. 

جربانُ/ جربانٌ [مفرد]: ج جِراب/ جربانون وجَرْبَى/ جربانون، مؤ جَرْبَى/ جَرْبانة، ج مؤ جِراب/ جربانات وجَرْبَى/ جربانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جرِبَ. 

جُرَيِّب [مفرد]: (حي) غَور صغير أنبوبيّ بسيط القوام، يكون في بشرة الحيوان الثَّدْيي يُحيط بجِذْر الشعرة. 

جَوْرَب [مفرد]: ج جَوَارِبُ: (انظر: ج و ر ب - جَوْرَب). 
Expand

جرب

1 جَرِبَ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (Mgh, Msb, K,) inf. n. جَرَبٌ, (Msb, TA,) He (a camel, S, A, Msb, K, and a man, S, or other animal, Msb,) was, or became, affected with what is termed جَرَب [i. e. the mange, or scab]. (S, Msb, K.) مَا لَهُ جَرِبَ وَحَرِبَ is a form of imprecation against a man [meaning What aileth him? may he have the scab, and be despoiled of all his wealth, or property: or may he have his camels affected with the mange, or scab, and be despoiled &c.: or may his camels be affected with the mange, or scab, &c.]: it may express a wish that he may be affected with جَرَب: or جَرِبَ may be put for أَجْرَبَ, to assimilate it to حَرِبَ: or it may be for جَرِبَتْ إِبلُهُ. (L.) b2: See 4. b3: Also (tropical:) i. q. هَلَكَتْ أَرْضُهُ [meaning His land had its herbage dried up by drought; or became such as is termed جَرْبَآء, fem. of أَجْرَبُ, q. v.]. (K.) 2 جرّبهُ, (A, Msb, K,) inf. n. تَجْرِبَةٌ, (M, A, K,) or تَجْرِيبٌ, the former, which see also below, being a simple subst., (Msb,) or both, but the former is irreg., are inf. ns., (TA,) He tried, made trial of, made experiment of, tested, proved, assayed, proved by trial or experiment or experience, him, or it: (A, K:) or he tried it, made trial of it, &c., namely, a thing, time after time. (Msb.) [You say also جَرَّبَ, for جَرَّبَ الأُمُورَ, meaning He tried affairs: and hence, i. q.]

جُرِّبَ فِى الأُمُور [He became experienced, or expert, in affairs]. (T, TA.) And جَرَّبَتْهُ الأُمُورُ [Affairs, or events, tried him. &c.: and thus, rendered him experienced, or expert]. (S, TA.) And مَا جُرِّبتْ عَلَيْهِ فَعْلَةٌ قَبِيحَةٌ قَطُّ [A foul action was never found to be chargeable upon him]. (S voce نُغْبَةٌ.) 4 اجرب He had his camels [or found them to be] affected with what is termed جَرَب [i. e. the mange, or scab]; (S, A, L, K;) as also ↓ جَرِبَ, (L, K,) which may be for جَرِبَتْ إِبِلُهُ; or used for أَجْرَبَ, to assimilate it to حَرِبَ in a saying mentioned above; see 1. (L.) Q. Q. 1 جَوْرَبَهُ He put on him [i. e., on his (another's) foot or feet,] جَوْرَب [i. e. a sock or stocking, or a pair of socks or stockings]. (S, K.) Q. Q. 2 تَجَوْرَبَ He put on [i. e., on his own foot or feet,] جَوْرَب [i. e. a sock or stocking, or a pair of socks or stockings]. (S, K.) And in like manner, تجورب جَوْرَبَيْنِ [He put on a pair of socks or stockings]. (TA.) جِرْبٌ: see جِرْبَةٌ.

جَرَبٌ [The mange, or scab;] a certain disease, (A,) well known; (S, A, K;) accord. to the medical books, (Msb,) a gross humour, arising beneath the skin, from the mixture of the salt phlegm, (Msb, MF,) or the phlegm of the flesh, (so in a copy of the Msb,) with the blood, accompanied with pustules, and sometimes with emaciation, in consequence of its abundance; (Msb, MF;) or [an eruption consisting of] pustules upon the bodies of men and camels. (M, TA.) You say, أعْدَى مِنَ الجَرَبِ عِنْدَ العَرَبِ [More transitive, or catching, than the mange, or scab, among the Arabs]: (A, TA:) a proverb. (TA.) b2: (assumed tropical:) Rust upon a sword. (K.) b3: (tropical:) A resemblance of rust upon the inner side of the جَفْن [or eyelid], (M, K,) sometimes covering the whole of it, and sometimes part of it. (M.) You say, بِأَجْفَانِهِ جَرَبٌ (tropical:) [In his eyelids is] a resemblance of rust upon their inner sides. (A.) b4: (assumed tropical:) A vice, a fault, a defect, an imperfection, or a blemish. (IAar, K.) جَرِبٌ: see أَجْرَبُ.

جِرْبَةٌ A place of seed-produce; (S, K;) as also ↓ جَرِيبٌ: (K:) and a tract of land such as is termed قَرَاح [i. e. a field, or land, sown or for sowing, without any building or trees in it; or land cleared for sowing and planting; or a separate piece of land in which palm-trees &c. grow; &c.]: (K:) metaphorically applied by Imra-el-Keys to [a grove of] palm-trees, where he says كَجِرْبَةِ نَخْلٍ أَوْ كَجَنَّةِ يَثْرِبَ [Like a grove of palm-trees, or like the plantation of Yethrib]: (AHn, TA:) or land prepared for sowing or planting: (AHn, K:) or a piece of land differing in condition from the land adjoining it, [i. e. a patch of land,] producing good plants or herbage: (Lth, TA:) the pl. [or rather coll. gen. n.] is ↓ جِرْبٌ, (Lth, AHn,) like as تِبْنٌ is of تِبْنَةٌ, and سِدْرٌ of سِدْرَةٌ: (AHn:) or جِرْبٌ signifies a قَرَاح; and its pl. is جِرَبَةٌ. (IAar, TA.) b2: A skin, or a mat, which is placed upon the brink of a well, lest the water should be scattered into the well [app. in falling from the bucket into the channel of the tank or cistern &c.]: or (a skin, TA,) that is placed in a rivulet or streamlet جَدْوَل [which is applied in the present day to an artificial streamlet for irrigation, in the form of a trench or gutter,]) that the water may flow down over it [app. from the well to the tank or cistern &c.]. (M, K.) جَرِبَةُ: see أَجْرَبُ, last sentence but one.

جَرْبَانُ or جَرْبَانٌ: see أَجْرَبُ: A2: and for the latter, see جُرُبَّانٌ.

جُرْبَانٌ and جِرْبَانٌ: see جُرُبَّانٌ, in five places.

جُرُبَّآء and جِرِبَّآء: see what next follows.

جُرُبَّانٌ (S, MF, TA) and جِرِبَّانٌ, (Mj, MF, TA,) which are the two forms commonly known, (MF, TA,) or, accord. to the K, ↓ جِرْبَانٌ and ↓ جُرْبَانٌ, or, accord. to the L, ↓ جَرْبَانٌ, and sometimes ↓ جُرْبَانٌ, or, accord. to some copies of the K, [and so in the CK,] ↓ جِرِبَّآء and ↓ جُرُبَّآء, which are evident mistranscriptions, or, accord. to the 'Ináyeh of El-Khafájee, جَرِبَّانٌ, which is more strange, (MF,) but this last accords [most nearly] with its original, (TA,) [for it is] a Persian word arabicized, (S, TA,) originally گَرِيبَانْ; (TA;) The جَيْب [or opening at the neck and bosom] of a shirt: (K, TA:) or the part around the neck, upon which are sewed the buttons: (IB and TA in art. بنق:) or the [part called] لِبْنَة [q. v.] of a shirt. (S, TA.) b2: جُرُبَّانُ سَيْفٍ (Fr, S, K) and ↓ جُرْبَانُهُ, (K, TA,) or ↓ جِرْبانهُ, (CK,) The edge (حَدّ) of a sword: (K:) or a thing [i. e. a case] (K, TA) of sewed leather (TA) in which are put a sword and its scabbard with the cords or belts by which it is suspended: (K, TA;) i. q. قِرَابُهُ: (S: [see also جِرَابٌ:]) or a large sword-case in which are a man's sword and his whip and what else he requires: (Fr, TA: [also called جُلُبَّان and جِلِبَّان and جُلْبَان:]) in the L, the first is [also] said to signify the scabbard of a sword. (TA.) جِرْبِيَآءُ [a word of a very rare form, (see كِبْرِيَآءُ,)] The north-west wind; a wind of the kind termed نَكْبَآءُ, that blows in a direction between that of the [north wind, or northerly wind, called]

شَمَال and that of the [west wind, or westerly wind, called] دَبُور, and that dispels the clouds: (S, TA:) it is a cold wind, and is sometimes attended by a little rain: (TA in art. نكب, q. v.:) or the [north wind, or northerly wind, called]

شمال: or the cold of that wind: (K, TA:) or, (K,) as also أَزْيَبُ, (TA,) the south east wind; the wind that blows in a direction between that of the [south wind, or southerly wind, called]

جَنُوب and that of the [east wind, or easterly wind, called] صَبَا. (K, TA.) b2: Also, with the article ال, a name of The seventh earth: corresponding to العِرْبِيَآءُ, a name of “the seventh heaven.” (TA.) A2: Also A weak man. (K.) جِرَابٌ, (S, Msb, K, &c.,) not جَرَابٌ, (ISk, Msb, K,) or this latter is of weak authority, (K, TA,) or peculiar to the vulgar, (S, L,) A provisionbag for travellers: (K, Har p. 174:) or a bag, or receptacle, for travelling-provisions and for goods or utensils &c.,; syn. وِعَآءٌ: (K, TA:) or such a receptacle made of sheep-skin, in which nothing is kept but what is dry: (TA:) pl. [of mult.] جُرُبٌ (S, Msb, K) and جُرْبٌ, (S, K,) the latter a contraction of the former, (TA,) and [of pauc.] أَجْرِبَةٌ. (S, Msb, K.) b2: (tropical:) A sword-case; or a case, or receptacle, in which a sword is put with its scabbard and its suspensory belt or cord; syn. قِرَابُ سَيْفٍ. (TA. [See also جُرُبَّانٌ.]) b3: (assumed tropical:) The scrotum. (K.) b4: جِرَابُ القَلْبِ (assumed tropical:) [The pericardium, or heart-purse]. (K in art. ثهت, &c.) b5: جِرَابُ البِئْرِ (assumed tropical:) The cavity of the well; (M, K;) or (tropical:) its interior, (Lth, S, M, A,) from top to bottom. (Lth, S, M.) You say, اِطْوِ جِرَابَهَا بِالحِجَارَةِ Case thou its interior with stones. (A.) جَرِيبٌ A certain measure, (M, A, Mgh, K,) or quantity, of wheat, (S, Msb,) consisting of four أَقْفِزَة [pl. of قَفِيزٌ]: (M, A, Msb, K:) or ten اقفزة; each قفيز thereof consisting of ten أَعْشِرَآء

[pl. of عَشِيرٌ]; so that the عشير is the hundredth part of the whole: (TA:) or, as some say, a measure differing in different countries; as is the case of the رطْل and مُدّ and ذِرَاع &c. (MF, TA.) For the pl., see what follows. b2: Hence, (Mgh,) (assumed tropical:) A certain quantity of land; (S, Mgh, Msb;) as much as is sown with the measure of seed so called; (A, Mgh;) like as mules and the space that they travel are termed بَرِيدٌ: (A, Mgh: *) it is sixty cubits by sixty cubits; accord. to Kudámeh, the extent termed أَشْل multiplied by itself; the اشل being sixty cubits; the cubit being six قَبَضَات; and the قَبْضَة, four أَصَابِع: the tenth part of the جريب is called قفيز, and the tenth of the قفيز is called عشير; so that the قفيز is ten اعشراء: (Mgh:) it is a distinct portion of land, differing according to the different conventional usages of the people of different provinces: it is said that the width of six moderate-sized barleycorns is called إِصْبَعٌ; the قبضة is four اصابع; the ذِرَاع is six قبضات; ten أَذْرُع are called قَصَبَةٌ; ten قَصَبَات are called اشل; and the جريب is the extent termed اشل multiplied by itself: the اشل multiplied by the قصبة is called قفيز; and the اشل multiplied by the ذراع is called عشير: so the جِريب is ten thousand cubits: or, accord. to Kudámeh the Scribe, it is three thousand and six hundred cubits: (Msb:) pl. [of pauc.] أَجْرِبَةٌ and [of mult.] جُرْبَانٌ (S, Msb, K) and جُرُوبٌ. (R, TA.) See also جِرْبَةٌ. b3: Also A valley; (Lth, Msb, K; [accord. to the second of which, this is the primary signification;]) i. e., in an absolute sense; and, with the article ال, the name of a particular valley in the territory of Keys: (TA:) pl. أَجْرِبَةٌ. (Lth, TA.) جَوْرَبٌ [A sock or stocking, or a pair of socks or stockings;] the wrapper of the foot or leg: (K:) or a pair of woollen envelopes for the feet, used for warmth: (TA:) an arabicized word, (S, Msb,) from the Persian گُورَبْ, originally گُورْ, i. e. “tomb of the foot:” (TA:) pl. جَوَارِبَةٌ and جَوَارِبُ; (S, A, Msb, K;) in the former of which, the ة is added because it is originally a foreign word. (S, TA.) You say, هُوَ

أَنْتَنُ مِنْ رِيحِ الجَوْرَبِ [He, or it, is more stinking than the smell of socks, or stockings]. (A, TA.) جَوَارِبِىٌّ A maker of جَوَارِب [i. e. socks or stockings]. (TA.) أجْرَبُ (S, A, Mgh, Msb, K) and ↓ جَرِبٌ (A, Mgh, K) and ↓ جَرْبَانُ or جَرْبَانٌ (K accord. to different copies) [Mangy, or scabby;] affected with what is termed جَرَب: (S, A, Msb, K:) applied to a camel, (A, Msb,) and to a man: (S, A:) fem. (of the first, Msb) جَرْبَآءُ (A, Msb) and [of the second] جَرِبَةٌ: (A:) pl. (of the first, S, Msb) جُرْبٌ (S, A, Msb, K) and (of the first, S, Mgh, TA, or of the second, Mgh, or of the third agreeably with analogy, TA) جَرْبَى (S, Mgh, K) and [of the first] أَجَارِبُ, which is like certain pls. of substantives, as أَجَادِلُ and أَنَامِلُ, (TA,) and (of the first contrary to rule, like عِجَافٌ and بِطَاحٌ and عِصَالٌ which are pls. of أَعْجَفُ and أَبْطَحُ and أَعْصَلُ, Msb, or of the second, IB, K, or of جُرْبٌ, which is pl. of the first, S) جِرَابٌ: (S, IB, Msb, K:) this last occurs in the following verse [of ‘Amr, or' Omeyr, Ibn-El-Hobáb, or El-Khabbáb; these variations being in different copies of the K; but in the TA art. نشر, and in a copy of the S in that art. and in the present one, ‘Omeyr Ibn-El-Khabbáb]: وَفِينَا وَإِنْ قِيلَ اصْطَلَحْنَا تَضَاغُنٌ كَمَا طَرَّ أَوْبَارُ الجِرَابِ عَلَى النَّشْرِ (S, K *) Within us, though it be said that we have made peace, one with another, and we are on good terms outwardly, is mutual rancour: as the soft wool of the mangy camels (while disease lurks beneath, within them, TA) grows by reason of [eating] the نشر [or herbage] that becomes green at the and of summer (in consequence of rain falling upon it, TA) and is injurious to animals that pasture upon it: (K, TA:) and it is said by IB, and in the K, that جراب, here, is pl. of جَرِبٌ, not, as J says, of جُرْبٌ: but MF observes that فِعَالٌ is the pl. measure of several words of the measure فُعْلٌ, as رُمْحٌ and دُهْنٌ, and is even said by IHsh and Ibn-Málik and AHei to be regularly applicable to sings. of this latter measure; whereas no grammarian nor Arabic scholar asserts that a word of the measure فَعِلٌ assumes فِعَالٌ as the measure of its pl. (TA.) b2: [Hence,] سَيْفٌ أَجْرَبُ (tropical:) A sword reddened by much rust, which cannot be removed from it unless with a file. (A.) b3: And أَرْضٌ جَرْبَآءُ (tropical:) Land affected with. drought: (S, A, Msb, K: *) or salt land, affected with drought, and containing nothing. (ISd, TA.) b4: And الجَرْبَآءُ (tropical:) The sky; (S, M, A, K;) so called because of the stars (S, TA) and the milky way, (TA,) as though it were scabbed with stars; (S, IF, ISd;) its stars being likened to the marks of جَرَب; (A;) like as the sea is called أَجْرَدُ, and like as the sky is also called رَقِيع because [as it were] patched with stars: (AAF, ISd:) or that tract of the sky in which the sun and moon revolve: (M, K:) or the lowest heaven: (AHeyth, TA:) and accord. to the M, جربة [so in the TA, app. ↓ جَرِبَةُ,] is applied as a determinate [proper] name to the sky. (TA.) b5: and جَرْبَآءُ (assumed tropical:) A beautiful girl; (IAar, K;) so called because the women separate themselves from her, seeing that their goodly qualities are rendered foul by comparison with hers. (IAar, TA.) تَجْرِبَةٌ is a subst. from جَرَّبَ: (Msb:) or it is an inf. n. of that verb, (M, A, K,) and is one of the inf. ns. from which pls. are formed: (M, TA:) its pl. is تَجَاربُ (M, Msb, TA) and تَجَارِيبُ, (M, TA.) En-Nábighah says, إِلَى اليَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ [To this day, they (referring to females) have been tried with every kind of tryings]: and El-Aashà

says, كَمْ جَرَّبُوهُ فَمَا زَادَتْ تَجَارِبُهُمْ

أَبَا قُدَامَةَ إِلَّا المَجْدَ وَالقَنَعَا [How often have they tried him, and their tryings of Aboo-Kudámeh have not increased aught save his glory and contentment!]; تجارب being here a pluralized inf. n. made to govern an objective complement; which is a strange fact. (M, TA.) [But in this latter instance, we may consider ابا قدامة as a first objective complement of رادت, and شَيْئَا, understood before الّا, as a second objective complement of the same verb.]

مُجْرِبٌ A man who has his camels affected with what is termed جَرَب [i. e. the mange, or scab]: whence the prov., لَا إِلَاهَ لِمُجْرِبٍ [There is no god to one who has his camels affected with the mange]; as though he renounced his god by frequently swearing falsely by him that he had no pitch when it was demanded of him [for the purpose of curing other camels]: (A:) or لَا أَلِيَّةَ لِمْجْرِبٍ [There is no oath to one who has his camels affected with the mange; for the reason above mentioned, or because he is likely to deny that he has mangy camels lest his camels should be prevented from coming to water: and hence also,] أَكْدَبُ مِنْ مُجْرِبٍ [More lying than one who has his camels affected with the mange]; another prov. (Meyd. [See Freytag's Arab. Prov., ii. 382.]) مُجَرَّبٌ One who has been tried, or proved, in affairs, and whose qualities have become known: (T, TA:) or one who has been tried, or proved, and strengthened by experience in affairs: (S:) [experienced, or expert, in affairs:] or one whose qualities have been tried, or proved. (K, TA.) And ↓ مُجَرِّبٌ One having experience in affairs. (K, TA.) In general, but not always, (MF,) the Arabs used the former of these two epithets [which are virtually synonymous]. (S, MF.) b2: دَرَاهِمُ مُجَرَّبَةٌ Weighed money. (Kr, K.) b3: المُجَرَّبُ The lion. (Sgh, K.) A2: [It is also employed as an inf. n. of 2, in accordance with a usage of which there are many other instances; as in the saying,] أَنْتَ عَلَى المُجَرَّبِ [Thou art about to have the proof, or experience]: a prov., mentioned by Az: said to him who asks respecting a thing which he is about to know of himself: originally said by a woman to a man who asked her an indecent question which he was himself about to resolve. (TA.) مُجَرِّبٌ: see مُجَرَّبٌ.
Expand
جرب
: (الجَرَبُ مُحَرَّكَةً م) خِلْطٌ غَلِيظٌ يَحْدُثُ تحتَ الجِلْدِ من مُخَالَطَةِ البَلْغَم المِلْحِ للدَّمِ، يكونُ مَعَه بُثُورٌ، ورُبَّمَا حَصَل مَعَه هُزَالٌ لكَثْرَتِهِ، نَقله شيخُنا عَن الْمِصْبَاح، وأَخْضَرُ من هَذَا عبارةُ ابنِ سَيّده: بَثْرٌ يَعْلُو أَبْدَانَ النَّاسِ والإِبلِ، وَفِي الأَساس: وَفِي المَثَلِ (أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ عِنْدَ العَرَبِ) (جَرِبَ، كَفَرِحَ) يَجْرَبُ جَرَباً (فَهُوَ جَرِبٌ وجَرْبَانُ وأَجْرَبُ) المعروفُ فِي هَذِه الصفاتِ الأَخِيرُ (ج جُرْبٌ) كأَحْمَرَ وحُمْرٍ، وَهُوَ القِيَاسُ، (وجَرْبَى) كقَتْلَى، ذَكَرَهُ الجوهَرِيُّ وابنُ سِيدَه، وَهُوَ يَحْتَمِلُ كونَه جمْعَ أَجْرَبَ أَو جَرْبَانَ كَسَكْرَان، القِيَاسِ، (وجِرَابٌ) بِالْكَسْرِ، يجوزُ أَن يكون جَمْعَاً لأَجْرَبَ كأَعْجَف وعِجَافٍ، كَمَا جَزَم بِهِ فِي الْمِصْبَاح وَصرح بِهِ أَنه على غيرِ قِياس، وزَعَم الجوهَرِيُّ أَنهُ جَمْعُ جُرْبٍ الَّذِي هُوَ جمع أَجْرَبَ، فَهُوَ عِنْده جَمْعُ الجَمْعِ، وَهُوَ أَبْعَدُهَا، كَذَا قَالَه شيخُنا، (وأَجَارِبُ) ، ضَارَعُوا بِهِ الأَسماءَ كأَجادِلَ وأَنَامِلَ.
(وأَجْرَبُوا: جَرِبَتْ أَبِلُهُمْ وَهُوَ) أَي الجَرَبُ على مَا قَالَ ابنُ الأَعرابيّ (: العَيْبُ، و) قَالَ أَيضاً: الجَرَبُ (: صَدَأُ السَّيْفِ، و) هُوَ أَيضاً (كالصَّدَا) مَقْصُور (يَعْلُوا باطِنَ الجَفْنِ) ورُبَّمَا أَلْبَسَه كُلَّه، ورُبما رَكِبَ بَعْضَه، كَذَا فِي (الْمُحكم) .
(والجَرْبَاءُ: السَّمَاءُ) سُمِّيَت بذلك لموْضِع المَجَرَّةِ، كأَنَّهَا جَرِبَتْ بالنُّجُوم قَالَه الجوهَرِيُّ، وابنُ فارِسٍ، وابنُ سِيدعه، وَابْن مَنْظُور، وَنَقله شَيخنَا عَن الأَوَّلين، زَادَ ابنُ سَيّده: وَقَالَ الفَارِسِيُّ: كَمَا قِيلَ لِلْبَحْرِ أَجْرَدُ، وكما سَمَّوُا السَّمَاءَ أَيضاً: رَقِيعاً، لأَنَّها مَرْقُوعَةٌ بالنجُوم، قَالَ أُسَامَةُ بنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ:
أَرَتْهُ مِنَ الجَرْبَاءِ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ
طِبَاباً فَمَثْوَاهُ النَّهَارَ المَرَاكِدُ
(أَو) الجَرْبَاءُ: (: النَّاحِيَةُ) من السَّمَاء (الَّتِي يَدُورُ فِيهَا فَلَكُ الشَّمْسِ والقَمَرِ) كَذَا فِي (الْمُحكم) قَالَ: وجِرْبَةُ مَعْرِفَةً: اسْمٌ للسَّمَاء أُرَاهُ مِنْ ذلكَ، وَلم يَتعرَّضْ لَهُ شيخُنا، كَمَا لم يتعرضْ لمادَّة جذب إِلا قَلِيلا، على عادَتِه، وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: الجَرْبَاءُ والمَلْسَاءُ: السَّمَاءُ الدُّنْيَا: (و) الجَرْبَاءُ (: الأَرْضُ) المَحْلَةُ (المَقْحُوطَةُ) لَا شَيْءَ فِيهَا، قَالَه ابْن سَيّده، (و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الجَرْبَاءُ (: الجَارِيَةُ المَلِيحَةُ:) سُمِّيَت جَرْبَاءَ لاِءَنَّ النِّسَاءَ يَنْفِرْنَ عَنْهَا لِتَقْبِيحها بِمَحَاسِنِهَا مَحَاسِنَهُنَّ، وَكَانَ لعَقِيلِ بنِ عُلَّفَةَ المُرِّيِّ بنْتٌ يقالُ لَهَا الجَرْبَاءُ، وَكَانَت من أَحْسَنِ النِّسَاءِ.
(و) الجَرْبَاءُ (: ة بجَنْبِ أَذْرُحَ) بالذَّالِ المُعْجَمَةِ والرَّاءِ والحَاءِ المُهْمَلَتَيْنِ، قَالَ عياضٌ: كَذَا للجمهُور، وَوَقع للعذيريّ فِي رِوَايَة مُسْلِم ضبطُهَا بالجيمِ، وَهُوَ وَهَمٌ، وهُمَا: قَرْيَتَانِ بالشَّأْمِ، ثُمَّ إِنّ صَرِيحَ كلامِ المُؤَلِّفِ دَالٌّ عَلَى أَنَّهَا ممدودةٌ، وَهُوَ الثابتُ فِي الصَّحِيحِ، وجَزَمَ غَيْرُهُ بكَوْنِهَا مَقْصُورَةً، كَذَا فِي الْمطَالع والمشارق، وَفِيهِمَا نِسْبَة المَدِّ لِكِتَابِ البُخَارِيِّ، قَالَ شيخُنَا: قلت: وَقد صَوَّبَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْح مُسْلِمٍ القَصْرَ قالَ: وكذالك ذَكَره الحَازِمِيُّ والجُمْهُور (وغَلِطَ) ، كَفَرِحَ، وَفِي نُسْخَة، مُشَدَّداً مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ (مَنْ قَالَ بَيْنَهُمَا ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ) ، وَهُوَ قولُ ابنِ الأَثِيرِ، وقَدْ وَقَعَ فِي روايةَ مُسْلِمٍ، وَنَبَّهَ عَلَيْهِ عِيَاضٌ وغَيْرهُ وَقَالُوا: الصَّوَابُ ثَلاَثَةُ أَمْيَالٍ (وإِنَّمَا الوَهَمُ مِنْ رُوَاةِ الحَدِيثِ مِنْ إِسْقَاطِ زِيَادَةٍ ذَكَرَهَا الإِمَامُ (الدَّارَقُطْنِيُّ) فِي كِتَابِهِ (وهِي) أَي تِلْكَ الزيادةُ (مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي) أَي مقدارُ مَا بينَ حَافَتَيِ الحَوْضِ (مَمَا بَيْنَ المدينةِ و) بَين هذينِ البَلَدَيْنِ المُتَقَارِبَيْنِ (جَرْبَاءَ وأَذْرُعَ) وَمِنْهُم مَنْ صَحَّحَ حَذْفَ الوَاوِ العَاطِفَةِ قَبْلَ أَذْرُحَ، وقَالَ ياقوتٌ: وحَدَّثَنِي الأَميرُ شَرَفُ الدِّينِ يعقوبُ بنَ مُحَمَّد الهَذَبَانِيّ قَالَ: رأَيْتُ أَذْرُحَ والجَرْبَاءَ غيرَ مَرَّةٍ وَبَينهمَا مِيلٌ وَاحِد أَو أَقلُّ، لأَنَّ الواقِفَ فِي هَذِه يَنْظُرُ هذِهِ، واسْتَدْعَى رَجُلاً من تِلْكَ الناحِيةِ وَنحن بِدِمَشْقَ، واسْتَشْهَدَهُ على صِحَّةِ ذَلِك فشَهِدَ بِهِ، ثمَّ لَقِيتُ أَنا غيرَ واحدٍ من أَهل تِلْكَ النَّاحِيَةِ وسَأَلْتُهُمْ عَن ذلكَ فكُكٌّ قالَ مثلَ قَوْلِه، وفُتِحَتْ أَذْرُحُ والجَرْبَاءُ فِي حَيَاةِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمسَنَةَ تِسْعٍ، صُولِحَ أَهْلُ أَذْرُحَ على مَائَةِ دِينَارٍ جِزْبَةً.
(والجَرِيبُ) مِنَ الأَرْضِ والطَّعَامِ مِقْدَارٌ مَعْلُومُ الذِّرَاعَ والمِسَاحَةِ، وَهُوَ عَشْرَةُ أَقْفِزَةٍ، لكُلِّ قَفِيزٍ مِنْهَا عَشَرَةُ أَعْشِرَاءَ، فالعَشِيرُ: جُزءٌ من مائَة جُزْءٍ من الجَرِيبِ، وَيُقَال: أَقْطَعَ الوَالِي فُلاناً جَرِيباً منَ الأَرْضِ، أَي مَبْرَزَ جَرِيبٍ، وَهُوَ مَكِيلةٌ معروفَةٌ، وَكَذَلِكَ أَعْطَاهُ صَاعاً من حَرَّةِ الوَادِي أَي مَبْرَزَ صَاعٍ، وأَعطاهُ قَفِيزاً، أَي مَبْرزَ قَفِيزٍ، وَيُقَال: الجَرِيبُ (مِكْيَالٌ قَدْرُ أَرْبَعَةِ أَقْفِزَةٍ) قَالَه ابنُ سَيّده، قَالَ شيخُنَا: وَقَالَ بَعْضُهُم: إِنَّهُ يَخْتَلِف باختلافِ البُلْدَانِ كالرَّطْلِ والمُدِّ والذِّرَاعَ ونحوِ ذَلِك، (ج أَجْرِبَةٌ وجُرْبَانٌ) كرَغِيفٍ ورُغْفَانٍ وأَرْغِفَة، كِلاَهُمَا مَقِيسٌ فِي هَذَا الوَزْنِ، وَزَعَمَ بَعْضٌ أَنَّ الأَوَّلَ مسموعٌ لَا يقاسُ، وَالثَّانِي هُوَ المَقِيسُ، وزَادَ العَلاَّمَة السُهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض جَمْعاً ثَالِثا وَهُوَ جُرُوبٌ على فُعُول، قَالَه شيخُنَا (و) قِيلَ: الجَرِيبُ (: المَزْرَعَةُ) ، وَقَالَ شَيخنَا: هُوَ إِطْلاَقٌ فِي مَحَلِّ التَّقْيِيدِ، وَنقل عَن قُدَامَةَ الكاتِب أَنَّهُ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وسِتُّمِائَةِ ذِرَاعٍ، وَقد تَقدّم آنِفاً مَا يَتعلّق بذلك، (و) الجَرِيبَ (: الوَادِي) مُطلقًا، وجَمْعُه أَجْرِبَةٌ عَن اللَّيْث، (و) الجَرِيبُ أَيضاً (وَادٍ) مَعْرُوفٌ فِي بلادِ قيسٍ، وحَرَّةُ النَّارِ بحِذَائِهِ قَالَ:
حَلَّتْ سُلَيْمَى جَانِبَ الجَرِيبِ
بِأَجَلَى مَحَلَّةَ الغَرِيبِ
مَحَلَّ لَا دَانٍ وَلَا قَرِيبِ
والجَرِيبُ: قَرِيبٌ من الثُّعْلِ، وسيأْتي بيَانُه فِي أَجَلَى وَفِي أَخْرَاب إِن شاءَ الله تَعَالَى، وَقَالَ الرَّاعِي:
أَلَمْ يَأْتِ حَيًّا بالجَرِيبِ مَحَلُّنَا
وحَيًّا بأَعْلَى غَمْرَةٍ فالأَبَاتِرِ
وبَطْنُ الجَرِيبِ: مَنَازِلُ بَنِي وَائِل بكْرٍ وتَغْلبَ.
(والجهرْبَةُ، بالكَسْرِ) كالجَرِيبِ (: المَزْرَعَةُ) ، وَمِنْه سُمِّيَتِ الجِرْبَةُ المَزْرَعَةُ المعروفةُ بوادي زَبِيد، وأَنشد فِي (الْمُحكم) لِبِشْرِ بنِ أَبِي خَازِمٍ:
تَحَدُّرَ مَاءِ البِئرِ عَن جُرَشِيَّةٍ
عَلَى جِرْبَةٍ تَعْلُو الدِّبَارَ غُرُوبُهَا
الدَّبْرَةُ: الكَرْدَةُ من المَزْرَعَةِ والجَمْعُ الدِّبَارُ (و) الجِرْبَةُ (: القَرَاحُ منَ الأَرضِ) قَالَ أَبو حنيفَة: واستعارها امْرُؤ الْقَيْس للنخل فَقَالَ:
كَجِرْبَةِ نَخلٍ أَو كَجَنّةِ يَثْرِبِ (أَو) الجِرْبَة هِيَ الأَرْض (المُصْلَحَةُ لزرْعٍ أَو غَرْسِ) حَكَاهَا أَبو حنيفةَ، وَلم يَذكر الِاسْتِعَارَة، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، قَالَ: والجَمْعُ: جِرْبٌ كسِدْرَة وسِدْرٍ وتِبْنَةٍ وتِبْن، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: الجِرْبُ القَرَاحُ وجَمْعُهُ جِرَبَةٌ، وَعَن اللَّيْث: الجِرْبَةُ: البُقْعَةُ الحَسَنَةُ النَّبَاتِ وجمعُهَا جِرَبٌ، قَالَ الشَّاعِر:
وَمَا شَاكِرٌ إِلاَّ عَصَافِيرُ جِرْبَةٍ
يَقُومُ إِلَيْهَا قَارِحٌ فَيُطِيرُهَا
وَالَّذِي فِي (الْمُحكم) (شَارِح) بَدَلَ (قَارح) يجوزُ أَنْ يكونَ الجِرْبَةُ هَا هُنَا أَحَدَ هَذِه الأَشياءِ الْمَذْكُورَة، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (و) الجِرْبَةُ (: جِلْدَةٌ أَوْ بارِيَّةٌ تُوضَعُ على شَفِيرِ البِئرِ لِئلاَّ يَنْتَثِرَ) ، بالثاء الْمُثَلَّثَة وَفِي نُسْخَة بالشين الْمُعْجَمَة، كَذَا نَصّ ابْن سِيده فِي (الْمُحكم) (المَاءُ فِي البِئرِ، أَو) هِيَ جِلْدَةٌ (تُوضَعُ فِي الجَدْوَلِ لِيَتَحَدَّرَ عَلَيْهَا المَاءُ) ، وَعبارَة الْمُحكم: يتحدر عَلَيْهِ المَاء.
(و) جَرْبَةُ، بِلاَ لاَمٍ، كَمَا ضَبَطَهَا ابنُ الأَثيرِ (بالفَتْح: ة بالمَغْرِبِ) ، كَذَا قَالَه ابنُ مَنْظُور أَيضاً، وَقَالَ شيخُنَا: هَذِهِ القَرْيَةُ بَلْدَةٌ عَظِيمَةٌ بإِفْرِيقِيَّةَ فِي جَزِيرَة البَحْرِ الكَبيرِ، لَيست من أَرْضِ المَغْرب المنسوبة إِليها، وأَهلْ المَغْربِ يَعُدُّونها من بِلَاد الشَّرْق، وَلَيْسَت مِنْهَا، بل هِيَ جَزِيرَة فِي وسط البَحْرِ فِي أَثْنَاءِ بحرِ إِفريقِيّةَ.
قلت: وَقد ذكر ابنُ مَنْظُور أَنه جاءَ ذِكرُهَا فِي تَرْجَمَةِ رُوَيْفِعِ بنِ ثابتٍ فِي الاسْتِيعَابِ وَغَيره. وَرُوَيْفِعُ ابنُ ثابِتٍ هَذَا جَدُّ ابنِ مَنْظُور، وَقد سَاقَ نَسَبَه إِليه.
(والجِرَابُ) ، بالكَسْرِ (وَلاَ يُفْتَحُ أَو) الفَتْحُ (لُغَيَّةٌ) إِشَارَة إِلى الضَّعْفِ (فِيمَا حَكَاه) القَاضي (عِيَاضُ) بنُ مُوسَى اليَحْصَبِيُّ فِي الْمَشَارِق عَن القَزَّازِ (وغيرِه) كَابْن السكِّيت، ونسبَه الجوهريّ وابنُ مَنْظُور للعامَّةِ (: المِزْوَدُ أَوِ الوِعَاءُ) ، مَعْرُوف، فَهُوَ أَعَمُّ من المِزْوَدِ، وَقيل: هُوَ وِعَاءٌ من إِهابِ الشَّاءِ لاَ يُوعَى فِيهِ إِلاَّ يَابِسٌ، وَقد يُسْتَعْمَلُ فِي قِرَابِ السَّيْفِ مَجَازاً، كَمَا أَشار لَهُ شيخُنَا، (ج جُرُبٌ) ككِتاب وكُتُبٍ، على الْقيَاس (وجُرْبٌ) بضَمّ فسكُونٍ، مُخَفَّف من الأَول، ذكره ابنُ مَنْظُور فِي (لِسَان الْعَرَب) وغيرُه، فَانْظُرْهُ مَعَ قَول شَيخنَا: الأَوْلَى عَدَمُ ذكره، إِلى أَن قَالَ: وَلذَا لم يذكرهُ أَئمّة اللُّغَة وَلَا عَرَّجُوا عَلَيْهِ، (وأَجْرِبَةٌ) قَالَ الفَيُّومِيُّ: إِنَّه مَسْمُوعٌ فِيهِ، وَحَكَاهُ الْجَوْهَرِي وغيرُه.
(و) الجِرَابُ (: وِعَاءُ الخُصْيَتَيْنِ، و) الجِرَابُ (مِنَ البِئْرِ: اتّسَاعُهَا) ، وَفِي (الْمُحكم) ، وقِيلَ: جِرَابُهَا: مَا بَيْنَ جَالَيْهَا وحَوَالَيْهَا مِنْ أَعْلاَهَا إِلى أَسْفَلِهَا، وَفِي الصِّحَاح: جَوْفُهَا من أَعلاهَا إِلى أَسْفَلَهَا، وَيُقَال: اطْوِ جِرَابَهَا بالحِجَرَةِ. وَعَن اللَّيْث: جوفُهَا من أَوَّلِهَا إِلى آخِرِها.
(و) الجِرَابُ (: لَقَبُ يَعْقُوبَ بنِ إِبراهِيمِ البَزَّازِ) البَغْدَادِيِّ (المَحَدِّثِ) عَن الحسنِ بن عَرَفَةَ، وولدُه إِسماعيلُ بن يعقوبَ حدَّثَ عَن أَبي جعفرٍ محمدِ بن غالبٍ تَمْتَامٍ والكُدَيْميّ، مَاتَ سنة 345.
(وأَبُو جِرَابٍ) كُنْيَةُ (عَبْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّدٍ القُرَشِيِّ) ، عَن عَطَاءٍ.
(و) الجُرَابُ بالضَّمِّ (كغُرَابٍ: السَّفِينَةُ الفَارِغَةُ) من الشَّحْنِ.
(و) جُرَابٌ بِلاَ لاَمٍ (: مَاءٌ بِمَكَّةَ) مِثْلُهُ فِي (الصِّحَاح وَالرَّوْض) للسُّهَيْلِيِّ، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: جاءَ ذكرُه فِي الحَدِيثِ، وَهِي بِئْرٌ قَدِيمٌ ة كَانَت بمَكَّةَ.
(والجَرَبَّةُ مُحَرَّكَةً مُشَدَّدَةً: جَمَاعَةُ الحُمُرِ، أَو) هِيَ (الغِلاَظُ الشِّدَادُ مِنْهَا) أَي الحُمُرِ (و) قد يقالُ: للأَقْوِيَاء (منا) إِذا كَانُوا جَمَاعَةً مُتَسَاوِينَ: جَرَبَّةٌ، قَالَ:
جَرَبَّةٌ كَحُمُرِ الأَبكِّ
لاَ ضَرَعٌ فينَا وَلاَ مُذَكِّي
كذَا فِي (الْمُحكم) ، يَقُولُ: نَحْنُ جَمَاعَةٌ مُتَسَاوُونَ وَلَيْسَ فِينَا صَغِيرٌ وَلاَ مُسِنٌّ.
والأَبَكُّ: مَوْضِعٌ. (و) الجَرَبَّةُ أَيضاً بِمَعْنى (الكَثِيرِ، كالجَرَنْبَةِ) قَالَ شيخُنا: صَرَّحَ أَبو حَيَّانَ وابنُ عُصفورٍ وغيرُهما بأَن النُّون زَائِدَة، كَمَا هُوَ ظاهرُ صنِيعِ المؤلِّفِ، انْتهى، ويُوجَد هُنَا فِي بعض النّسخ: كالجَرْبَةِ بِفَتْحٍ وسُكُونٍ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَفِي (الْمُحكم) : يُقَال عَلَيْهِ عِيَالٌ جَرَبَّةٌ، مثَّلَ بِهِ سيبويهِ، وفَسَّرَه السِّيرافِيُّ، وإِنما قَالُوا: جَرَنْبَة، كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ (و) الجَرَبَّةُ (: جَبَلٌ) لِبَنِي عامرٍ، (أَوْ هُوَ بضَمَّتَيْنِ، كالحُزُقَّةِ) وَهَكَذَا ضَبَطه الصاغانيّ، وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: الجَرَبَّة: الصُّلامَة من الرِّجَال الذينَ لَا سَعْيَ لَهُم، وهم مَعَ أُمِّهِم، قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وحَيَ كَرِيمٍ قَدْ هَنَأْنَا جَرَبَّةٍ
ومَرَّتْ بهِمْ نَعْمَاؤُنَا بالأَيَامِنِ
(و) يُقَالُ: الجَرَبَّةُ (: العِيَالُ يَأْكُلُونَ) أَكْلاً شَدِيداً (وَلاَ يَنْفَعُونَ) ، كَذَا فِي (الْمُحكم) .
(و) عَن أَبي عَمْرو: الجَرَبُّ (بِغَيْر هَاءٍ) هُوَ (القَصيرُ) من الرِجَالِ (الخَبُّ) اللَّئِيمُ الخَبِيثُ، وَقَالَ عَبَايَةُ السُّلَمِيُّ:
إِنَّكَ قَدْ زَوَّجْتَهَا جَرَبَّا
تَحْسَبُهُ وهْوَ مُخَنْذٍ ضَبَّا
لَيْسَ بِشَافِي أُمِّ عمرٍ وشَطْبَا
(والجِرِبَّانَةُ كَعِفِتَّانَةٍ) ومَثَّلَهُ فِي (اللِّسَان) بِجِلِبَّانَةٍ، وَيُقَال: امْرَأَةٌ جِرِبَّانَةٌ، وَهِي (الصَّخَابَةُ البَذِيئَةُ) السَّيِّئةُ الخُلُقِ، حَكَاهُ يعقوبُ، قالَه ابنُ سَيّده، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلاَلِيُّ:
جِرِبَّانَةٌ وَرْهَاءُ تَخْصِي حِمَارَهَا
بِفِي مَنْ بَغَى خَيْراً إِلَيْهَا الجَلاَمِدُ
وَمِنْهُم مَنْ يَرْوِي: تُخْطِي خِمَارَهَا والأَوَّلُ أَصَحّ، ويُرْوَى (جِلِبَّانَةٌ) وليْسَت راءُ جِرِبَّانَةٍ بَدَلا من لامِ جِلِبَّانَةٍ، إِنّما هِيَ لُغَةٌ، وَهِي مذكُورَةٌ فِي موضِعِهَا، وَقيل: الجِرِبَّانَةُ: الضَّخْمَةُ.
(والجِرْبِيَاءُ) بالكَسْرِ والمَدِّ (كَكِيمِيَاءَ) قيلَ: هِيَ من الرِّيَاح (الشَّمْأَلُ) ، كَذَا فِي (الْكَامِل والكِفَايَة) وَهُوَ قولُ الأَصمعيّ، ونَقَله الصاغانيُّ: وَقَالَ اللَّيْث: الجِرْبِيَاءُ شَمْأَلٌ بَارِدَةٌ (أَو) جِرْبِيَاؤُهَا (بَرْدُهَا) ، نَقله الليثُ عَن أَبي الدُّقَيْشِ، فَهَمَزَ (أَو) هِيَ (الرِّيحُ) الَّتِي تَهُبُّ (بينَ الجَنُوبِ والصَّبَا) كالأَزْيَبِ، وَقيل، هِيَ النَّكْبَاءُ الَّتِي تَجْرِي بَين الشَّمَالِ والدَّبُورِ، وَهِي رِيحٌ تَقْشَعُ السَّحَابَ، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
بِهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزَامَى
تَهَادَى الجِرْبِيَاءُ بِهِ الحَنِينَا
قَالَه الجوهريّ وَفِي (لِسَان الْعَرَب) ورَمَاهُ بالجَرِيبِ، أَي الحَصَى الَّذِي فِيهِ التُّرَابُ، قَالَ وأُراه مُشْتَقًّا منَ الجِرْبِيَاءِ، وقِيلَ لاِبْنَةِ الخُسِّ: مَا أَشَدُّ البَرْدِ؟ فَقَالَتْ شَمْأَلٌ جِرْبِيَاءُ، تَحْتَ غبِّ سَمَاءٍ. (و) الجِرْبِيَاءُ أَيضاً (: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ) ، واسمٌ للأَرْضِ السابعةِ كَمَا أَنّ العرْبِيَاءَ اسمٌ للسماء السَّابِعَة، (وجُرِبَّانُ القَمِيص، بالكَسْرِ والضَّمِّ) أَي فِي أَوَّلِه مَعَ سُكُونِ الرَّاء كَمَا هُوَ المُتَبَادِرُ من عِبَارَته، ومِثلُه فِي الناموس، قَالَ شَيخنَا: وَالْمَشْهُور فِيهِ تشديدُ الباءِ، وضبطُ الرَّاء تابعٌ للجيم إِن ضُمَّ ضُمَّت وإِن كُسِرَ كُسِرَت، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) : وجِرِبّان الدِّرْعِ والقميصِ أَي كسحبان (: جَيْبُه) ، وَقد يُقَال بالضمّ، وبالفارسية كَرِيبَان، وجُرُبَّانُ القَمِيصِ بِالضَّمِّ، أَي مَعَ تَشْدِيد الراءِ: لَبِنَتُهُ، فارسيٌّ مُعَرَّب، وَفِي حَدِيث قُرَّةَ المُزَنِيِّ (أَتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفَأَدْخَلْتُ يَدي فِي جُرُبَّانِهِ) ، بِالضَّمِّ، أَي مشدَّداً هُوَ جَيْبُ القَمِيصِ، والأَلفُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ، وَفِي (الْمُجْمل) : الجِرِبَّانُ بِكَسْر الْجِيم والرَّاءِ وَتَشْديد البَاءِ، للقميصِ، قَالَ شيخُنَا: والذِي فِي أُصولٍ صحيحةٍ من القَامُوس: جرباء ممدوداً فِي الأَول، وبالنون بعد الأَلف فِي الثَّانِي، ثمَّ قَالَ بَعْدَمَا نَقَلَ من (الصِّحَاح والمجملِ) : إِنَّ المَدَّ تصحيفٌ ظاهرٌ، فَلم أَجد فِي النُّسخ مَعَ كثرتها وتعدُّدِها عِنْدِي، لَا فِي نُسْخَة صحيحةٍ، وَلَا سقيمة، فضلا عَن الأُصول الصَّحِيحَة، وأَظن واللَّهُ أَعلمُ هَذَا من عِنْدِيَّاتِه، أَو سهوٌ من ناسخِ نُسْخته، وأَنت خَبِير بأَن هَذَا وأَمثال ذَلِك لَا يُؤَاخذ بِهِ المؤلفُ، ثمَّ قَالَ: وأَغْرَبُ مِنْهُ قولُ الخَفَاجِيّ فِي العِنَايَةِ: جَرِبَّانُ القَمِيصُ أَي طَوْقُه، بِفَتْح الْجِيم وكَسْرِ الراءِ وشَدِّ الباءِ، فإِنه إِنْ صَحَّ فَقَدْ أَغْفَلَه أَربابُ التأْليفِ، وإِلا فَهُوَ سَبْقُ قَلَم، صوابُه بِكَسْر الْجِيم إِلخ.
قلت: القِيَاسُ مَعَ الخَفَاجِيِّ، فإِنه هَكَذَا هُوَ مضبوط بالفَارسيّة على الأَفصح كَرِبيان بِفَتْح الأَول وَكسر الثَّانِي، فَلَمَّا عُرِّبَ بَقى مَضبوطاً على حالِه، ثمَّ رأَيْتُ فِي (الْمُحكم) مثلَ مَا ذكرنَا، وَالْحَمْد لله على ذَلِك.
(وجُرْبَانُ السَّيْفِ) كعُثْمَان (وجُرُبَّانُه) مضموماً مُشَدَّداً (: حَدُّه، أَو شيءٌ) مَخْرُوزٌ (يُجْعَلُ فِيهِ السَّيْفُ وغِمْدُه وحَمَائِلُه) وعَلى الأَوّلِ أَنشد لِلرَّاعِي:
وعَلَى الشَّمَائِلِ أَن يُهَاجَ بِنَا
جُرْبَانُ كُلِّ مُهَنَّدِ عَضْبِ
وَقَالَ الفرّاءُ: الجُرُبَّانُ أَي مضموماً مُشدداً: قِرَابُ السَّيفِ الضِّخْمُ، يكون فِيهِ أَداةُ الرَّجُلِ وسَوْطُه وَمَا يَحْتَاج إِليه وَفِي الحَدِيث (والسَّيْفُ فِي جُرُبَّانِهِ) أَي غِمْدِه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(وجَرَّبَهُ) تَجْرِيباً، على الْقيَاس و (تَجْرِبَةً) غيرَ مَقِيسٍ (: اخْتَبَرَه) وَفِي (الْمُحكم) : التَّجْرِبَةُ منَ المَصَادِرِ المَجْمُوعَةِ وَيجمع على التَّجَارِب والتجارِيب، قَالَ النَّابِغَة:
إِلَى اليَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ
وَقَالَ الأَعشى:
كَمْ جَرَّبُوهُ فَما زَادَتْ تَجَارِبُهُم
أَبَا قُدامَةَ إِلاَّ المَجْدَ والفَنَعَا فإِنه مَصدرٌ مَجْمُوع مُعْمَلٌ فِي الْمَفْعُول بِهِ، وَهُوَ غَريبٌ، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَقد أَطَالَ فِي شرح هَذَا الْبَيْت فَرَاجِعُه.
(و) يُقَال: (رَجُلٌ مُجَرَّبٌ، كمعَظَّم:) قَدْ (بُلِيَ) كعُنِيَ (مَا عِنْدَهُ) أَي بَلاَهُ غيرُهُ، (ومُجَرِّبٌ) على صِيغَة الفاعِل كمُحَدِّثٍ: قد (عَرَفَ الأُمورَ) وجَرَّبَهَا، فَهُوَ بالفَتْحِ مُضَرَّسٌ قد جرَّبَتهُ الأَمورُ وأَحْكَمَتهُ، وبالكَسر فَاعل، إِلا أَن العَرَبَ تَكلَّمت بِهِ بالفَتْح، وَفِي (التَّهْذِيب) : المُجَرَّبُ: الَّذِي قد جُرِّب فِي الأَمُور وعُرفَ مَا عنْدَه، قَالَ أَبو زيد: مِنْ أَمْثَالِهِمْ (أَنْتَ عَلَى المُجَرَّبِ) قالَتْهُ امْرَأَةٌ لرجلٍ سَأَلَهَا بَعْدَ مَا قَعَدَ بيْنَ رِجْلَيْهَا: أَعْذَرَاءُ أَنْتِ أَمنْ ثَيِّبٌ قَالَت لَهُ: (أَنْتَ عَلَى المُجَرَّب) يقالُ عندَ جَوَابِ السَّائِلِ عَمَّا أَشْفَى عَلَى عِلْمِه، وَفِي الأَسَاس، وَفِي المَثَلِ (لاَ إِلاهَ لِمُجْربٍ) قَالُوا كأَنَّهُ بَرِىءَ مِنْ إِلاهِه لكَثْرَةِ حَلِفِه بِهِ كاذِباً (أَنه لَا هِنَاءَ عندَه إِذَا طُلِبَ إِليه) (وَدَرَاهِمُ مُجَرَّبَةٌ) أَيْ (مَوْزُونَةٌ) ، عَن كُرَاع، وَقَالَت عجوزٌ فِي رَجُلٍ كَانَ بَينه وَبَينه خُصُومةٌ فبلغها مَوْتُه:
سَأَجْعَلُ لِلْمَوْتِ الَّذِي الْتَفَّ رْوحَهُ
وأَصْبَحَ فِي لَحْدٍ بِجُدَّةَ ثَاوِيَا
ثَلاَثِينَ دِينَاراً وسِتِّينَ دِرْهَماً
مُجَرَّبَةً نَقْداً ثِقَالاً صَوافِيا
وَقَالَ العَبَّاسُ بن مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ:
إِنِّي إِخَالُ رَسُولَ اللَّهِ صَبَّحَكُمْ
جَيْشاً لَهُ فِي فَضَاءِ الأَرْضِ أَرْكَانُ
فِيهِمْ أَخُوكُمْ سُلَيْمٌ لَيْسَ تَارِكَكُمْ
والمُسْلِمُون عِبَادُ اللَّهِ غَسَّانُ
وَفِي عِضَادَتِه اليُمْنى بَنو أَسَد
(والأَجْرَبَانِ: بَنُو عَبْسٍ وذُبْيَانُ
فالصَّوابُ على هَذَا رَفْع ذُبيانَ معطوفٌ على قَوْله بَنُو عَبْسٍ، كَذَا قَالَه ابنُ بَرِّيّ، وَفِي الأَساس: وَمن المَجَازِ: تَأْلَّبَ عَلَيْهِ الأَجْرَبَانِ، وهُمَا عَبْسٌ وذُبْيَانُ. (والأَجَارِبُ: حَيٌّ من بَنِي سَعْدِ) بن بَكْرٍ من قَيْسِ عَيْلاَنَ.
(وجُرَيْبٌ، كزبير: وادٍ باليَمَنِ و: ة بِهَجَرَ، و) جُرَيْبُ (بنُ سَعْدٍ) نَسَبُهُ (فِي هُذَيْلٍ) وَهُوَ أَبُو قَبِيلَةٍ، والنِّسبةُ إِليه جُرَبِيٌّ كقُرَشِيَ، على غير قِياسٍ، مِنْهُم عبدُ مَنَافِ بنُ رِبْعٍ بِالْكَسْرِ، شاعرٌ جاهِلِيٌ، (و) جُرَيْبٌ أَيضاً (جَدُّ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ إِبراهِيمَ بنِ إِسماعِيلَ الزَّاهِدِ) الكِلاَبِيِّ البَلْخِيّ، حَجَّ بَعْدَ العِشْرِينَ وأَربعمائةٍ، وحَدَّثَ.
(وجُرَيْبَةُ بنُ الأَشْيَم شَاعِرٌ) من شُعَرَائِهِم، (وجُرَيْبَةُ شاعِرٌ آخَرُ) مِنْ بَنِي الهُجَيْمِ ومِنْ قَوْلِهِ:
وَعَلَيَّ سَابِغَةٌ كَأَنَّ قَتِيرَهَا
حَدَقُ الأَسَاوِدِ، لَوْنُهَا كالمِجْوَلِ
(وأَبُو الجَرْبَاءِ: عاصِمُ بنُ دُلَفَ) وَهُوَ الَّذِي يقولُ:
أَنَا أَبُو الجَرْبَاءِ واسْمِي عَاصِمُ
الْيَوْمَ قَتْلٌ وغَداً مَآثِمُ
وَهُوَ (صَاحِبُ خِطَامِ جَمَلِ عَائِشَةَ) الصِّدِّيقَةِ رَضِي الله عَنْهَا (يَوْمَ الجَمَلِ) .
(وجَرِب كَفَرِحَ: حَلَكَتْ أَرْضُهُ، و) جَرِبَ (زَيْدٌ) أَي (جَرِبَتْ إِبلُه) وسَلِمَ هُوَ، وقولُهُم فِي الدُّعاءِ على الإِنْسَانِ: مَالَهُ جَرِبَ وحَرِبَ يَجُوزُ أَنْ يكونُوا دَعَوْا عَلَيْهِ بالجَرَبِ، وأَن يكونُوا أَرَادُوا أَجْرَبَ، أَيْ جَرِبَتْ إِبلُه فقالُوا حَرِبَ إِتْبَاعاً لِجَرِبَ وهُمْ مِمَّا قَدْ يُوجِبُونَ الإِتْبَاعَ حُكْماً، ويجوزُ أَن يكونُوا أَرادُوا جَرِبَتْ إِلُه، فحذَفُوا الإِبلَ وأَقَامُوهُ مُقَامَها، كَذَا فِي (لِسَان العربِ) .
(والمُجَرَّبُ، كمُعَظَّمٍ) من أَسْمَاءِ (الأَسَدِ) ، ذَكَرَه الصاغانيّ.
(والجَوْرَبُ) كجَعْفَرٍ (: لِفَافَةُ الرِّجْلِ) مُعَرَّب، وَهُوَ بالفَارِسِيَّة كَوْرَب، وأَصْلُه كوربا، مَعْنَاهُ: قَبْرُ الرِّجْل، قَالَهُ ابْن إِياز عَن كِتَابِ المُطَارَحَةِ كَمَا نَقله شَيخنَا عَن شفاءِ الغليل للخفاجيّ، وَمثله لِابْنِ سَيّده، وَقَالَ أَبو بكرِ بنُ العَرَبِيِّ: الجَوْرَبُ: غِشَاءانِ لِلْقَدَمِ مِنْ صُوفٍ يُتَّخَذُ للدِّفْءِ، وَكَذَا فِي (المِصْبَاحِ) (ج جَوَارِبَةٌ) زادُوا الهاءَ لمَكَان العُجْمَةِ، ونظيرُه من العرَبِيَّةِ: القَشَاعِمَةُ، (و) قد قَالُوا (جَوَارِبُ) كَمَا قالُوا فِي جمِيعِ الكَيْلَجِ كَيَالِجُ، ونظيرُه من الْعَرَبيَّة الكواكِبُ، وَفِي الأَسَاس: وهُوَ أَنْتَنُ مِنْ رِيحِ الجوْرَبِ، وجَاءُوا فِي أَيْدِيهِمْ جُرْبٌ وَفِي أَرْجُلِهِم جَوَارِبُ، وَلَهُم موارِقة وجَوَارِبةٌ (و) استعملَ ابنُ السكِّيت مِنْهُ فِعْلاً، فَقَالَ يَصِفُ مُتَقَنِّصَ الظِّبَاءِ: قد (تَجَوْرَبَ) جَوْرَبَيْنِ: لَبَسَهُمَا، وتَجَوْرَبَ: (لَبَسَهُ، وجَوْرَبْتُه) فَتَجَوْرَبَ أَيْ (أَلْبَسْتُهُ إِيَّاهُ) فَلَبسَهُ.
(وعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ) من شُيُوخ المَحَامِلِيّ (وابنُ أَخِيهِ أَحمدُ بن مُحَمَّدِ) بنِ أَحمدَ من شُيُوخ الطَّبرَانِيِّ (ومحمَّدُ بنُ خَلَفٍ) شيخٌ للمَحَامِلِيّ أَيضاً، (الجَوَارِبِيُّونَ) نِسبةٌ إِلى عَمَلِ الجَوَارِبِ (مُحَدِّثُونَ) ، وَكَذَا أَبو بكرٍ محمدُ بنُ صالحِ بنِ خَلَفِ بنِ دَاوودَ الجَوَارِبِيُّ بَغْدَادِيّ صَدُوقٌ، رَوَى عَنهُ الدَّارَقُطْنِي تُوُفِّيَ سنة 321.
(واجْرَأَبَّ) مثلُ (اشْرَأَبَّ) وَرْناً ومَعْنًى.
(والاجْرِنْنَاءُ: النَّوْمُ بِلاَ وِسَادَة) إِلى هُنَا تَمَّتِ المادةُ، كَذَا فِي بعض الأُصولِ ويوجدُ فِي بعض النسخِ زيادةٌ، وَهِي مأْخوذةٌ من كلامِ ابْن بَرِّيّ، (وإِنْشَادُ) وَفِي نُسْخَة وأَنْشَدَ، نَقله شيخُنَا (الجَوْهَرِيِّ بَيْتَ) سُوَيْدِ بنِ الصَّلْتِ، وقيلَ هُوَ لِعُمَيْر وَفِي نسختِنا (عَمْرِو بن الحُبَابِ) ، قَالَ ابْن بَرّيّ: وَهُوَ الأَصَحُّ وَفِي نُسْخَة: الخَبَّابِ بالخَاءِ المعجمةِ كشَدَّادٍ:
وفِينَا وإِنْ قِيلَ اصْطَلَحْنَا تَضَاغُنٌ
(كَمَا طَرَّ أَوْبَارُ الجِرَابِ عَلَى النَّشْرِ
(وتَفْسِيرُه) أَي الجَوْهَرِيِّ (أَنَّ جِرَاباً جَمْعُ جُرْبِ) كرُمْح ورِمَاحٍ، وتَبِعَه الصَّفَدِيُّ، وَهُوَ (سَهْوٌ) مِنْهُ، (وإِنما جِرَابٌ جَمْعُ جَرِبٍ كَكَتِفٍ قَالَ شيخُنَا: فُعْلٌ بِالضَّمِّ جُمِعَتْ مِنْهُ أَلْفَاظ على فِعَالٍ، كرُمْحٍ ورِمَاحٍ ودُهْن ودِهَانٍ، بَلْ عَدَّهُ ابنُ هِشَامٍ وابنُ مَالِكٍ وأَبُو حَيَّانَ مِنَ المَقِيسِ فِيهِ بخِلاَفِ فَعِلٍ كَكَتِفٍ فإِنَّه لم يَقُلْ أَحَدٌ من النُّحَاة وَلَا أَهلِ الْعَرَبيَّة إِنه يُجْمَع على فِعَالٍ بِالْكَسْرِ (يَقُولُ) الشاعرُ فِي مَعْنَى البَيْتِ (ظَاهِرُنَا عِنْدَ الصُّلْحِ حَسَنٌ، وقُلُوبُنَا مُتَضَاغِنَةٌ، كَمَا تَنْبُتُ) وَفِي نُسْخَة حَلِّ الشَّوَاهِدِ نَبَتَتْ (أَوْبَارُ الإِبِلِ الجَرْبَى عَلَى النَّشْرِ) ، وتَحْتَهُ: دَاءٌ فِي أَجْوَافِهَا، و (عَلَى) تَعْلِيلِيَّةٌ، لاَ لِلاسْتِعْلاءِ (وهُوَ) أَيِ النَّشْرُ (نَبْتٌ يَخْضَرُّ بَعْدَ يُبْسِهِ) فِي (دُبُرِ الصَّيْفِ) ، أَي عَقِبِه، وذلكَ لِمَطَرٍ يُصِيبُه، وَهُوَ (مُؤْذٍ لِرَاعِيَتِهِ) إِذا رَعَتْهُ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الأَجْرَبُ: مَوْضِعٌ يُذْكَرُ مَعَ الأَشْعَرِ من مَنَازِلِ جُهَيْنَةَ بناحِيَة المَدِينَةِ.
وأَجْرُبٌ كأَفْلُسٍ: موضِعٌ آخَرُ بنَجْدٍ، قالَ أَوْسُ بنُ قَتَادَةَ بنِ عمرِو بن الأَخْوَصِ:
أَفْدِي ابْنَ فَاخِتَةَ المُقِيمَ بِأَجْربٍ
بَعْدَ الطِّعَانِ وكَثْرَةِ الأَزْجَالِ
خَفِيَتْ مَنِيَّتُهُ ولَوْ ظَهَرَتْ لَهُ
لَوَجَدْتَ صَاحِبَ جُرْأَةٍ وقِتَالِ
نَقَلَه ياقوت.
والجَرَبُ مُحَرَّكَةً: قَرْيةٌ بأَسفَلِ حَضْرَمَوْتَ.
والجُرُوبُ: اسْمٌ لِلْحِجَارَةِ السُّودِ، نَقله أَبُو بَحْر عَن أَبِي الوَلِيدِ الوَقْشِيِّ.
والجِرِنْبَانَةُ، بالكَسْرِ: السَّيِّئةُ الخُلُقِ، نَقَلَه الصاغانيُّ.
ويُقَالُ: أَعْطِني جُرْبَانَ دِرْهَمٍ، بالضَّمِّ أَيْ وَزْنَ دِرْهَم.
ومحمدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ الجَرِبِ، ككتِفٍ: مُحَدِّثٌ كُوفِيٌّ، رَوَى عَنهُ ابنُ أَبِي داوُودَ.
وأَبُو بَكْرٍ عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ الجِرَابِيُّ، بِالْكَسْرِ، عَن أَبِي رَشِيدٍ الغَزَّال، وَعنهُ ابْن النَّجَّاريّ.
وكَمرْحَلَةٍ: مَجْرَبَةُ بنُ كِنَانَةَ بن خُزَيْمَةَ.
ومَجْرَبَةُ بنُ رَبِيعَةَ التَّمِيمِيُّ، مِن وَلَدِه: المُسَيَّبُ بنُ شَرِيك، ونَصْرُ بنُ حَرْبِ بنِ مَجْربَةُ.
Expand
جرب: جَرَّب بالتضعيف، جربَه: صيره أجرب (فوك) (أنظر: مُجَرَّب). جَرَب: إن قبيلة بني مخالف التي تقطع الطرق وتسلب المارة تسمى مخالف الجرب (كاريت قبيل 1: 46) جرب الكتان= كشوث (المستعيني في مادة كشوث).
جربَة: جَرَب، عرّ (فوك، الكالا). ( Sarna) ، ( بوشر).
جَرْبيّ: يصنع في جزيرة جَربَة. نسيج من الصوف ومن الصوف والحرير فيتخذ منه برانس وحايكا وجببا وأغطية وشيلان ومناطق وغير ذلك. وهو نسيج رقيق جدا ناصع البياض لين وهذه مشهورة في ولاية تونس ولها شهرة كبيرة أيضاً في بلاد المشرق (أنظر الجريدة الآسيوية 1852، 2: 171، تاريخ البربر 1: 576، دارفيو 4: 19 (حيث عليك أن تقرأ brenis - برانس جمع برنس- بدل bremis بلاكيير 2: 139 رقم 183، كاريت جعر 219، براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 348، ايوالد 112 بليسيه 173، بارت عجائب 260، ديجوبرن 118).
وقد أصبحت كلمة جَربي وهي نسبة إلى جربة اسما لهذا النسيج.
جبة جربية (الملابس 118) (في هذا النص عليك أن تقرأ (نحلّ) يحلّ، (ونصيرها) وتصيرها (ويحير) يُجْبَر، أن الكلمة التي كتبها مارمول - وقد ذكرت في ص119 - gerivia هي جَلاّبية)، ويذكر دوماس في صحاري 265: (إن الحايك المسمى جربي أو فيكيكي (أنظر الكلمة) مخطط بخطوط حمر وقرمزية)، يذكر تريسترام في ص94 كلمة جربي بمعنى غطاء السرير، ونجد عند هوست أن للسرير غطائين كثيفين (اقرأها قطيفة) وشَربية، ثم يقول بعد ذلك في ص 267 أن هاتين الكلمتين تعنيان غطاء من الصوف. وارى إنه قد أخطأ في كتابة هذه الكلمة كما يحدث له كثيرا، وأنه يريد بها جَرْبيَّة.
جَرَبي: صداف: مرض من نوع الجرب (بوشر).
جَرْبِية: أنظر جَربي في آخر المادة جَرُبان: نبات شائك (محيط المحيط) جَرْباية: أنظر جَرابة.
جُرُبَّان: هو الجزء العريض من القميص الذي يغطي مؤخرة الرجل (ابن خلكان 7: 68) وقد شرحت فيه هذه الكلمة.
جِراب: يجمع على جرابات (بوشر) وجربان (بركهارت نويبة 264).
جراب للرجْلَين: ران، طماق (بوشر).
جراب الراعي: الكرش الثالث للحيوان المجتر (محيط المحيط) في مادة قبَ. جَريب: يجمع على جُرُب (الكامل 238).
جَرَابة (شيرب) أو جُرَابة (همبرت): لفظة محدثة لكلمة جَوْرب، جورب قصيرة (بوشر، شيرب، همبرت 21. وفي باسم 112: ثم إنه ليس جراباته في رجليه. وعند شيرب جَرْباية أيضاً. جارب: مُجَرِّب، خبير (هلو).
تَجْربة: إغراء (بوشر) ومحنة، مصيبة، بلاء من الله (بوشر) ومسودة المطبعة لتصحيح أخطاء الطباعة (بوشر).
على تجربة: في بلاء (بوشر).
وتجربة: اختبار، امتحان (الكالا).
تجربة الرهبان أو تجربة في الرهبنة: ترهبن، حالة الراهب قبل التثبت (بوشر).
تَجَرّبِيّ: تجريبي، اختباري- طب تجرّبي: تطبيب بالتجربة (بوشر).
مُجَرَّب: مُختَبر، معروف بالتجربة (ألكالا) - وأجرب مصاب بالجَرَب (الكالا).
مُجَرِّب: مختبر، ممتحن (الكالا) - علم المجرّب: العلم القائم على التجربة.
مَجروُب وجمعه مجروبون ومَجارب: أجرب، مصاب بالجرب (فوك).
Expand
الْجِيم وَالرَّاء وَالْبَاء

الجَرَب: بَثْر يَعْلُو أبدان النَّاس وَالْإِبِل.

جَرِب جَرَبا، فَهُوَ جَرِب وجَرْبان، وأجرب.

وَالْأُنْثَى: جرباء، وَالْجمع: جُرْب، وجَرْبَى، وجِراب، وأجارب، ضارعوا بِهِ الْأَسْمَاء كأجادل وأنامل.

وأجْرب القومُ: جَرِبت إبلهم.

وَقَوْلهمْ فِي الدُّعَاء على الْإِنْسَان: مَاله حَرِب وجَرِب يجوز أَن يَكُونُوا دعوا عَلَيْهِ بالجَرَب، وَأَن يَكُونُوا أَرَادوا: أجرب: أَي جربت إبِله فَقَالُوا: جَرِب إتباعا لِحَرْب، وهم مِمَّا قد يوجبون للإتباع حكما لَا يكون قبله، وَيجوز أَن يَكُونُوا أَرَادوا: جَرِبت إبِله فحذفوا الْإِبِل وأقاموه مُقامُها.

والجَرَب: كالصَّدَأ يَعْلُو بَاطِن الجفن وَرُبمَا ألبسهُ كُله، وَرُبمَا ركب بعضه.

والجَرْباء: السَّمَاء، سُميت بذلك لموْضِع المجرَّة كَأَنَّهَا جَرِبت بالنجوم.

قَالَ الْفَارِسِي: كَمَا قيل للبحر أجرد وكما سموا السَّمَاء أَيْضا رقيعا لِأَنَّهَا مَرْقُوعَة بالنجوم، قَالَ أُسَامَة ابْن حبيب الْهُذلِيّ:

أرَتْه من الجَرْباء فِي كلّ موقف ... طِبابا فَمَثْواه النهارَ المراكِدُ

وَقيل: الجَرْباء من السَّمَاء: النَّاحِيَة الَّتِي يَدُور فِيهَا فلك الشَّمْس وَالْقَمَر.

وجِرْبة، معرفَة: اسْم للسماء أرَاهُ من ذَلِك.

وَأَرْض جَرْباء: مقحوطة.

والجَرِيب: مكيال قدر أَرْبَعَة أَقْفِزَة.

والجَرِيب: قدر مَا يزرع فِيهِ من الاض، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحْسبهُ عَرَبيا.

وَالْجمع: أجْرِبة، وجُرْبان.

وَقيل: الجَرِيب: المزرعة، عَن كرَاع.

والجِرْبة: المزرعة، قَالَ بشر بن أبي خازم:

تحدُّرَ ماءِ الْبِئْر عَن جُرَشِيَّة ... على جِرَبة تعلو الدِّبارَ غُروبُها

والجِرْبَة: القَرَاح من الأَرْض، قَالَ أَبُو حنيفَة: واستعارها امْرُؤ الْقَيْس للنخل فَقَالَ:

كجربة نخل أَو كجنَّة يَثْرِب

وَقَالَ مرّة: الجِرْبة: كل أَرض أصلحت لزرع أَو غرس، وَلم يذكر الِاسْتِعَارَة، قَالَ: وَالْجمع: جِرْب، كسِدْرة وسِدْر، وتِبْنة وتِبْن، وَقَول الشَّاعِر: وَمَا شاكرٌ إلاَّ عصافيرُ جِرْبَةٍ ... يقوم إِلَيْهَا شارجٌ فيُطيرها

يجوز أَن تكون الجِربة هُنَا أحد هَذِه الْأَشْيَاء الْمَذْكُورَة.

والجِرْبة: جلدَة أَو بارِيَّة تُوضَع على شَفير الْبِئْر لِئَلَّا ينتثر المَاء فِي الْبِئْر.

وَقيل: الجِرْبةُ: جلدَة تُوضَع فِي الْجَدْوَل يتَحدَّر عَلَيْهَا المَاء.

والجِراب: الْوِعَاء. وَقيل: هُوَ المِزْوَد. وَالْجمع: جُرُب.

وجِراب الْبِئْر: اتساعها.

وَقيل: جِرابها: مَا بَين جاليها وحواليها من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا.

والجِرَاب: وعَاء الخُصْيتين.

وجِرِبَّان الدِّرْع والقميص: جيبه، وَقد يُقَال بِالضَّمِّ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: كريبان.

وجُرْبَان السَّيْف: حدّه.

وَقيل: جُرْبانه، وجُرُبَّانه: شَيْء مخروز يَجْعَل فِيهِ السَّيْف وغمده وحمائله، قَالَ:

وعَلى الشَّمَائِل أَن يهاج بِنَا ... جُرْبان كلّ مهنَّدٍ عَضْبِ

عَنى: إِرَادَة أَن يُهاج بِنَا.

وَامْرَأَة جِرِبَّانة: صخَّابة سَيِّئَة الْخلق كجِلبَّانة عَن ثَعْلَب، قَالَ حميد بن ثَوْر الْهِلَالِي:

جِرِبَّانة وَرْهاء تَخْصِي حمارَها ... بِفِي مَنْ بَغَى خيرا إِلَيْهَا الجلامِدُ

قَالَ الْفَارِسِي: هَذَا الْبَيْت يَقع فِيهِ تَصْحِيف من النَّاس، يَقُول قوم مَكَان تخصي حمارها: " تحظى خمارها " يَظُنُّونَهُ من قَوْلهم: " العَوَان لَا تعلِّم الخِمْرة " وَإِنَّمَا يصفها بقلة الْحيَاء. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: جَاءَ كخاصي العير: إِذا وصف بقلة الْحيَاء، فعلى هَذَا لَا يجوز فِي الْبَيْت غير تخصي حمارها. ويروى: " جِلِبَّانة ". وَلَيْسَت رَاء جِرِبَّانة بَدَلا من لَام جِلِبَّانة، إِنَّمَا هِيَ لُغَة. وَسَيَأْتِي ذكره.

وجرَّب الرجل تجربة: اختبره.

والتَّجْرِبة: من المصادر الْمَجْمُوعَة، قَالَ النَّابِغَة: إِلَى الْيَوْم قد جُرِّبن كل التَّجارب

وَقَول الْأَعْشَى:

كم جَرَّبوه فَمَا زَادَت تجارِبُهم ... أَبَا قُدَامة إلاَّ المجدَ والفَنَعا

فَإِنَّهُ مصدر مَجْمُوع معمل فِي الْمَفْعُول بِهِ، وَهُوَ غَرِيب.

قَالَ ابْن جني: قد يجوز أَن يكون " أَبَا قدامَة " مَنْصُوبًا بزادت: أَي فَمَا زَادَت أَبَا قدامَة تجاربهم إِيَّاه إِلَّا الْمجد، وَالْوَجْه: أَن تنصبه بتجاربهم؛ لِأَنَّهَا الْعَامِل الْأَقْرَب؛ وَلِأَنَّهُ لَو أَرَادَ إِعْمَال الأول لَكَانَ حري أَن يعْمل الثَّانِي أَيْضا فَيَقُول: فَمَا زَادَت تجاربهم إِيَّاه أَبَا قدامَة إِلَّا كَذَا، كَمَا تَقول: ضربت فأوجعته زيدا ويضعف: ضربت فأوجعت زيدا على إِعْمَال الأول، وَذَلِكَ أَنَّك إِذا كنت تعْمل الأول على بعده وَجب إِعْمَال الثَّانِي أَيْضا لقُرْبه؛ لِأَنَّهُ لَا يكون الْأَبْعَد أقوى من الْأَقْرَب. فَإِن قلت: اكْتفي بمفعول الْعَامِل الأول من مفعول الْعَامِل الثَّانِي، قيل لَك: فَإِذا كنت مكتفيا مُخْتَصرا فاكتفاؤك بأعمال الثَّانِي الْأَقْرَب أولى من اكتفائك بإعمال الأول الْأَبْعَد. وَلَيْسَ لَك فِي هَذَا مَالك فِي الْفَاعِل؛ لِأَنَّك تَقول: لَا أضمر على غير تقدم ذكر، إِلَّا مستكرها فتعمل الأول فَتَقول: قَامَ وقعدا أَخَوَاك. فَأَما الْمَفْعُول فَمِنْهُ بُد فَلَا يَنْبَغِي أَن يتباعد بِالْعَمَلِ إِلَيْهِ وَيتْرك مَا هُوَ اقْربْ إِلَى الْمَعْمُول فِيهِ مِنْهُ.

وَرجل مُجَرَّب: قد بلَى مَا عِنْده.

ومجرِّب: قد عرف الْأُمُور.

ودراهم مجرَّبة: موزونة، عَن كرَاع، وَقَالَت عَجُوز فِي رجل كَانَ بَينهَا وَبَينه خُصُومَة فبلغها مَوته:

سأجعل للْمَوْت الَّذِي التفّ رُوحَه ... وَأصْبح فِي لَحْد بجُدَّة ثاويا

ثَلَاثِينَ دِينَارا وستِّين درهما ... مُجَرَّبَة نَقْدا ثِقَالا صوافيا

والجَرَبَّةُ: جمَاعَة الْحمر.

وَقيل: هِيَ الغِلاظ الشداد مِنْهَا.

وَقد يُقَال للأقوياء من النَّاس إِذا اجْتَمعُوا: جَرَبَّة، قَالَ: جَرَبةَّ كَحُمُر الأَبَكِّ

لَا ضَرَع فيهم وَلَا مُذَك

وعيال جَرَبَّة: يَأْكُلُون وَلَا ينفعون.

والجَرَبَّة والجَرَنْبَة: الْكثير، يُقَال: عَلَيْهِ عِيَال جَرَبَّة، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي. وَإِنَّمَا قَالُوا: جَرَنْبَة كَرَاهِيَة التَّضْعِيف.

وَامْرَأَة جُرُبَّانة: صخَّابة سَيِّئَة الْخلق، كجُلُبَّانة، عَن يَعْقُوب.

والجِرْبِياء: الرّيح الَّتِي بَين الْجنُوب وَالصبَا، وَقيل: هِيَ الشمَال، وَإِنَّمَا جِرْبياؤها: بردهَا.

ورماه بالجَرِيب: أَي الْحَصَى الَّذِي فِيهِ التُّرَاب، وَأرَاهُ مشتقا من الجِرْيباء.

والأَجْرَبان: بطْنَان من الْعَرَب.

والأَجْربان: بَنو عبس وذبيان.

والأَجارِب: حَيّ من بني سعد.

والجَرِيب: مَوضِع بِنَجْد.

وجُرَيْبَة بن الأشْيَم: من شعرائهم.

وجُرَاب: مَاء مَعْرُوف.

وأجْرُب: مَوضِع.

والجَوْرَب: لفافة الرجل، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: كورب. وَالْجمع: جواربة، زادوا الْهَاء لمَكَان العجمة. وَنَظِيره من الْعَرَبيَّة: القشاعمة.

وَقد قَالُوا: الجوارب، وَنَظِيره من الْعَرَبيَّة: الْكَوَاكِب.

وَاسْتعْمل ابْن السّكيت مِنْهُ فعلا فَقَالَ يصف مقتنص الظباء: وَقد تجورب جَوْربين: يَعْنِي لبسهما.
Expand

لبن

لبن حقق جذع 

لبن



بَنَاتُ لَبَنٍ [app. The small guts or intestines, in which originate the lacteals;] the intestines in which is the milk. (M, K.) See حَويَّةٌ, termed بَنَاتُ اللَّبَنِ. b2: لَبَنَةٌ [n. un. of لَبَنٌ]. (Az, in TA, art. خرس.) لَبِنٌ Bricks; (T, S, M, Mgh, Msb, K;) crude, or unburnt, bricks. (MA.) لِبْنَةٌ: see بَنِيقَةٌ.

لُبَانٌ [The frankincense-tree] is a tree of the kind called عِضَاه, having a fruit resembling the pistachio-nut, and a resin like the كُنْدُر, [which is said in the S and TA to be the same as the لُبَان,] when it concretes: (O and TA in art. سيع:) it is also, and more commonly, applied to the resin itself, i. e. frankincense, or olibanum: the tree that produces it is now known to be of the genus Boswellia, found in Hadramowt and other parts of Southern Arabia, and also in the opposite (eastern) region of Africa, and in India: it was formerly erroneously supposed to be the Juniperus Lycia. b2: حَصَى لُبَانٍ: see K, voce عَسَلٌ; and see art. حصى.

لِبَانٌ The sucking of milk or of the breast: (S, Msb, K:) see an ex. in a verse of El-Aashà

cited voce أَسْحَمُ: and see 1 in art. غذو.

لَبُونٌ: see لَقُوحٌ and بَكْرٌ. b2: إِبْنُ لَبُونٍ A male camel that has entered upon his third year: (S, Mgh, K:) or entering upon his third year: (Msb:) or in his second year. (K.) عَسَلُ اللُّبْنَى i. q. المَيْعَةُ [now applied to Storax, or styrax] sometimes used for fumigation. (TA.) See art. عسل.

لُبَانَةٌ مَغْرِبِيَّةٌ: see فَرْبَيُونٌ.

لَبَنِيَّةٌ Food made with milk: so in modern Arabic: see خَطِيفَةٌ.

لُبَيْنَةٌ [A little milk: dim. of لَبَنَةٌ, n. un. of لَبَنٌ]: see رَثَأَ.

مِلْبَنٌ A thing like the مِحْمَل, upon which bricks (لَبِن) are carried from place to place. (M.) See فَتْخَآءُ.
(لبن) :شاةٌ لَبِنَةٌ: أَي لَبِنَةٌ.
(لبن) الرجل اتخذ اللَّبن وصنعه للْبِنَاء والقميص جعل لَهُ لبنتين
لبن
اللَّبَنُ جمعه: أَلْبَانٌ. قال تعالى: وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ [محمد/ 15] ، وقال:
مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً [النحل/ 66] ، ولَابِنٌ: كثر عنده لبن، ولَبَنْتُهُ: سقيته إياه، وفرس مَلْبُونٌ، وأَلْبَنَ فلان: كثر لبنه، فهو مُلْبِنٌ. وأَلْبَنَتِ الناقة فهي مُلْبِنٌ: إذا كثر لبنها، إمّا خلقة، وإمّا أن يترك في ضرعها حتى يكثر، والْمَلْبَنُ: ما يجعل فيه اللّبن، وأخوه بِلِبَانِ أمّه، قيل: ولا يقال: بلبن أمّه . أي: لم يسمع ذلك من العرب، وكم لَبَنُ غنمك أي: ذوات الدّرّ منها. واللُّبَانُ: الصّدر، واللُّبَانَةُ أصلها الحاجة إلى اللّبن، ثم استعمل في كلّ حاجة، وأمّا اللَّبِنُ الذي يبنى به فليس من ذلك في شيء، الواحدة:
لَبِنَةٌ، يقال: لَبَّنَه يُلَبِّنُهُ ، واللَّبَّانُ: ضاربه.
ل ب ن

فلان أيمن من اللبن، ولبنت القوم: سقيتهم اللبن، وفرس ملبون ولبين: مقتفًى باللبن، وهو لابن وتامر، وألبن القوم، وقوم ملبنون: كثر عندهم، وناقة لبون: ذات لبن، ونوق لُبْنٌ ولُبُنٌ، وكم لُبْنث غنمك؟ وهو أخوه بلبان أمه، وتقول: حملتني على لبانها، وأرضعتني بلبانها. وما قضيت منه لبانتي: نهمتي. واتخذ تلبينة وهي حساء من نخالة. وجاء فلان يستلبن: يطلب لبناً لضيفه أو عياله.

ومن المجاز: لبنه بالعصا والحجر: ضربه، وهو من قوله:

تحية بينهم ضرب وجيع

وظلّوا يرتمون ببنات اللبون إذا ارتموا بصخور عظام. ولبن القميص: جعل له لبنتين. " وهما فرسا رهان، ورضيعا لبان ". وقال:

وأرضع حاجةً بلبان أخرى ... كذاك الحاج ترضع باللبان

لبن


لَبَنَ(n. ac.
لَبْن)
a. Gave a draught of milk to.
b. Ate much.
c. [acc. & Bi], Struck with.
لَبِنَ(n. ac. لَبَن)
a. Had much milk (sheep).
لَبَّنَa. Made bricks.

أَلْبَنَa. see (لَبِنَ).

تَلَبَّنَa. Tarried.

إِلْتَبَنَa. Sucked (milk).
إِسْتَلْبَنَa. Asked for milk.

لِبْنa. Bricks; tiles.

لِبْنَةa. Brick; tile.

لُبْنَةa. Mouthful.

لُبْنَىa. A certain tree.

لَبَن
(pl.
أَلَاْبِنُ)
a. Milk.
b. Sap.

لَبَنِيَّةa. Milk & rice; milk-food.

لَبِنa. see 2b. Fond of milk.

لَبِنَةa. Good milker (animal).
b. see 2t
مَلْبَن
a. [ coll. ], Door-frame
window-frame.
b. [ coll. ], A certain dish.

مِلْبَن(pl.
مَلَاْبِنُ)
a. Milk-pail.
b. Brickmould.

مِلْبَنَةa. Skimmer ladle.

لَاْبِنa. Lactiferous, milch.
b. Giver of milk.

لَاْبِنَة
( pl.
reg. &
لَوَاْبِنُ)
a. fem. of
لَاْبِن
لَبَاْنa. Breast, bosom.

لِبَاْنa. Lactation, suckling; fostering.

لُبَاْنa. A species of resin; frankincense.

لُبَاْنَة
(pl.
لُبَاْن
& reg. )
a. Affair; business, occupation; care, anxiety.

لَبِيْنa. Fed on milk.

لَبِيْنَةa. see 5t (a)
لَبُوْن
(pl.
لِبْن
لُبْن
لُبُن
لِبَاْن
لَبَاْئِنُ
46)
a. see 5t (a)
لَبَّاْنa. Brick-maker.
b. Milkman.

لُبْنَاْنa. Lebanon.

لُبْنَاْنِيّa. Of Lebanon.

لَوَاْبِنُa. Teats, dugs; breasts.

N. Ac.
لَبَّنَa. A dish made of meal, milk & honey.

تَلْبِيْنَة
a. see N. Ac.
لَبَّنَ
لَبْوَة (pl.
لَبَوَات)
a. Lioness.
(ل ب ن) : (لَبَنُ) الْفَحْلِ يَحْرُمُ وَهُوَ الرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ وَهِيَ تُرْضِعُ بِلَبَنِهِ وَكُلُّ مَنْ أَرْضَعَتْهُ فَهُوَ وَلَدٌ لِزَوْجِهَا يُحَرَّمُونَ عَلَيْهِ وَعَلَى وَلَدِهِ (وَابْنُ اللَّبُونِ) مِنْ أَوْلَادِ الْإِبِلِ مَا اسْتَكْمَلَ سَنَتَيْنِ وَدَخَلَ فِي الثَّالِثَةِ وَالْأُنْثَى بِنْتُ اللَّبُونِ وَجَمْعُهُمَا جَمِيعًا بَنَاتُ اللَّبُونِ (وَالْمُلَبَّنُ) بِفَتْحِ الْبَاءِ الْمُشَدَّدَةِ الْفَرَائِقُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَنَعَ مِنْ الْمُثَلَّثِ مُلَبَّنًا (وَالتَّلْبِينَةُ) بِالْفَتْحِ حِسَاءٌ مِنْ دَقِيقٍ أَوْ نُخَالَةٍ وَقَدْ يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ سبوسبا يُجْعَلُ فِيهَا عَسَلٌ وَكَأَنَّهَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُشْبِهُ اللَّبَنَ فِي بَيَاضِهَا (وَفِي الْحَدِيثِ التَّلْبِينَةُ) مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ أَيْ رَاحَةٌ (وَاللَّبِنَةُ) بِوَزْنِ الْكَلِمَةِ وَاحِدَةُ اللَّبِنِ وَهِيَ الَّتِي تُتَّخَذُ مِنْ طِينٍ وَيُبْنَى بِهَا وَيُخَفَّفُ مَعَ النَّقْلِ فَيُقَالُ لَبِنَةٌ وَمِنْهُ كَانَ قَاعِدًا بَيْنَ (لَبِنَتَيْنِ) وَيُقَالُ (لَبِنَةُ الْقَمِيصِ) عَلَى الِاسْتِعَارَةِ (وَاللَّبَّانُ) وَ (الْمُلَبِّنُ) صَانِعَاهُ (وَالْمِلْبَنُ) أَدَاتُهُ (وَلَبَّنَ اللَّبَنَ) ضَرَبَهُ وَصَنَعَهُ تَلْبِينًا وَمِنْهُ لَفْظُ الرِّوَايَةِ فَإِنْ لَبَّنَهُ فَأَصَابَهُ مَطَرٌ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَهُ فَأَفْسَدَهُ وَالْهَاءُ لِلَّبَنِ.
ل ب ن : اللَّبَنُ بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ الْآدَمِيِّ وَالْحَيَوَانَاتِ جَمْعُهُ أَلْبَانٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَاللِّبَانُ بِالْكَسْرِ كَالرَّضَاعِ يُقَالُ هُوَ أَخُوهُ بِلِبَانِ أُمِّهِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ بِلَبَنِ أُمِّهِ فَإِنَّ اللَّبَنَ هُوَ الَّذِي يُشْرَبُ وَرَجُلٌ لَابِنٌ ذُو لَبَنٍ مِثْلُ تَامِرٍ أَيْ صَاحِبِ تَمْرٍ.

وَاللَّبُونُ بِالْفَتْحِ النَّاقَةُ وَالشَّاةُ ذَاتُ اللَّبَنِ غَزِيرَةً كَانَتْ أَمْ لَا وَالْجَمْعُ لُبْنٌ بِضَمِّ اللَّامِ وَالْبَاءُ سَاكِنَةٌ وَقَدْ تُضَمُّ لِلْإِتْبَاعِ وَابْنُ اللَّبُونِ وَلَدُ النَّاقَةِ يَدْخُلُ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْأُنْثَى بِنْتُ لَبُونٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ أُمَّهُ وَلَدَتْ غَيْرَهُ فَصَارَ لَهَا لَبَنٌ وَجَمْعُ الذُّكُورِ كَالْإِنَاثِ بَنَاتُ اللَّبُونِ.

وَإِذَا نَزَلَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِ النَّاقَةِ فَهِيَ مُلْبِنٌ وَلِهَذَا يُقَالُ فِي وَلَدِهَا أَيْضًا ابْنُ مُلْبِنٍ.

وَاللَّبَانُ بِالْفَتْحِ الصَّدْرُ.

وَاللُّبَانُ بِالضَّمِّ الْكُنْدُرُ.

وَاللُّبَانَةُ الْحَاجَةُ يُقَالُ قَضَيْتُ لُبَانَتِي.

وَاللَّبِنُ بِكَسْرِ الْبَاءِ مَا يُعْمَلُ مِنْ الطِّينِ وَيُبْنَى بِهِ الْوَاحِدَةُ لَبِنَةٌ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ فَيَصِيرُ مِثْلَ حِمْلٍ. 
ل ب ن: (اللَّبَنُ) اسْمُ جِنْسٍ وَالْجَمْعُ (أَلْبَانٌ) . وَ (اللَّبُونُ) مِنَ الشَّاءِ وَالْإِبِلِ ذَاتُ اللَّبَنِ غَزِيرَةً كَانَتْ أَمْ بَكِيئَةً. وَالْغَزِيرَةُ (لَبِنَةٌ) وَقَدْ (لَبِنَتْ) مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَابْنُ (لَبُونٍ) وَلَدُ النَّاقَةِ إِذَا اسْتَكْمَلَ السَّنَةَ الثَّانِيَةَ وَدَخَلَ فِي الثَّالِثَةِ، وَالْأُنْثَى ابْنَةُ لَبُونٍ لِأَنَّ أُمَّهُ وَضَعَتْ غَيْرَهُ فَصَارَ لَهَا لَبَنٌ وَهُوَ نَكِرَةٌ وَيُعَرَّفُ بِاللَّامِ فَيُقَالُ: ابْنُ (اللَّبُونُ) . وَ (لَبَنَهُ) فَهُوَ (لَابِنٌ) سَقَاهُ اللَّبَنَ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَرَجُلٌ لَابِنٌ أَيْضًا ذُو لَبَنٍ كَرَجُلٍ تَامِرٍ ذُو تَمْرٍ. وَ (أَلْبَنَ) الْقَوْمُ كَثُرَ عِنْدَهُمُ اللَّبَنُ. وَهَذَا الْعُشْبُ (مَلْبَنَةٌ) بِالْفَتْحِ أَيْ يَكْثُرُ عَلَيْهِ لَبَنُ الشَّاةِ. وَ (اسْتَلْبَنَ) الرَّجُلُ طَلَبَ لَبَنًا لِعِيَالِهِ أَوْ لِضِيفَانِهِ. وَ (اللَّبِنَةُ) الَّتِي يُبْنَى بِهَا وَالْجَمْعُ (لَبِنٌ) مِثْلُ كَلِمَةٍ وَكَلِمٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لِبْنَةٌ وَلِبْنٌ مِثْلُ لِبْدَةٍ وَلِبْدٍ. وَ (لَبَّنَ) الرَّجُلُ (تَلْبِينًا) اتَّخَذَ اللَّبِنَ. وَ (الْمِلْبَنُ) قَالَبُ (اللَّبِنِ) . وَ (لَبِنَةُ) الْقَمِيصِ جُرُبَّانُهُ. قُلْتُ فِي التَّهْذِيبِ: لَبِنَةُ الْقَمِيصِ بَنِيقَتُهُ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وَ (اللِّبَانُ) بِالْكَسْرِ كَالرِّضَاعِ يُقَالُ: هُوَ أَخُوهُ بِلِبَانِ أُمِّهِ وَلَا يُقَالُ: بِلَبَنِ أُمِّهِ. وَ (اللُّبَانُ) بِالضَّمِّ الْكُنْدُرُ. وَ (اللُّبَانَةُ) الْحَاجَةُ. وَ (لُبْنَانُ) جَبَلٌ. 
(لبن) - في الحديث: "أنّ رَجُلاً قَتلَ آخَرَ فقال: خُذْ من أَخيك اللَّبَنَ"
: أي إبلاً لها لَبَن.
- ومثلُه قول أُميّةَ بن خلَف: "لمَّا رَآهم يومَ بدْرٍ يَقْتلُون، قال: أمَالَكُم حاجَةٌ في الُّلبَّن؟ "
: أي تأسِرُون فتأخُذون فِدَاءهم إبلاً، لها لَبَن، وأنشَد:
إذا صُبَّ ما في الوَطب فاعلم بأنَّه
دَمُ الشيخِ فاشْربْ منه يا سعدُ أودَعِ
- في الحديث: "سَيَهْلِك من أمَّتى أهلُ الكتاب، وأهلُ اللَّبَن، فسُئل مَن أهلُ اللَّبَن ؟ قال: قَومٌ يَتَّبِعون الشَّهواتِ ويُضَيِّعون الصلوات"
قال الحربى: أظُنُّه أراد يَتَباعَدُون عن الأَمْصار، وعن الصلاة في الجَماعَةِ، وَيطلُبون مَواضعَ اللَّبَنِ في المرَاعى. وأهل الكتاب قومٌ يَتَعلَّمون الكتابَ لِيُجادِلُوا به الناسَ.
- في حديث الزكاة: "بنْت لبُونٍ "
وهي التي أتى عليها حَوْلان فصاعدًا، فصارت أُمُّها لبونًا بوضْع الحَمْلِ. فهى ذاتُ لَبَن.
- وفي الأخبار : "ذكْر جبَل لُبنَان بالشَّام يسكنُه الصَّالحون".
قال الجبَّان: لُبْنَان بالتثنية جَبَلان، لُبْن الأعلى ولُبْن الأَسْفَل .
وقال غيرُه: لُبْن: جَبَل، ولُبْنان آخر غير مُنصَرِفَينِ.
- في الحديث: "أنَّ لَبَنَ الفَحْلِ يُحَرِّم"
وهو الرجُلُ له امرأَةٌ وَلَدَت منه، وحصَل لها لَبَنٌ، فهذا اللَّبَنُ للزَّوْجِ؛ لأنّه سَبَبُ إلقاحِه.
وكُلُّ مَن أرضعَتْه بهذا اللَّبَن فهو مُحرَّم عليه، وعلي آبائِه وأَولادِه؛ لأنَّ اللِّقاحَ واحِدٌ.
[لبن] نه: فيه: "لبن" الفحل محرم، يريد: للرجل امرأة ولدت منه ولدًا، فكل من أرضعته من الأطفال بلبنها فهو محرم على الزوج وإخوته وأولاده منها ومن غيرها، لأن اللبن للزوج حيث هو سببه وهو مذهب الجماعة، وقال ابن المسيب والنخعي: لا يحرم. وفيه: إن رجلًا قتل آخر فقال: خذ من أخيك "اللبن"، أي إبلًا ذات لبن أي الدية. ومنه ح أمية بن خلف لما رآهم يوم بدر يقتلون قال: أما لكم حاجة "باللبن"؟ أي تأسرون فتأخذون فداءهم إبلًا ذات ألبان. وح: سيهلك من أمتي أهل الكتاب وأهل "اللبن"، وفسرهم بقوم يتبعون الشهوات ويضيعون الصلوات، الحربي: أظنه يتباعدون عن الأمصار وعن صلاة الجماعة ويطلبون مواضع اللبن في المرعى والبوادي، وأراد بأهل الكتاب قومًا يتعلمون الكتاب ليجادلوا به الناس. وفي ح عبد الملك: ولد له ولد فقيل: اسقه "لبن اللبن"، هو أن يسقي ظره اللبن فيكون ما يشربه الولد لبنًا متولدًا من اللبن. وفي ح خديجة: إنها بكت وقالت: درت "لبنة" القاسم فذكرته فقال: أو ما ترضين أن يكفله سارة في الجنة! اللبنة: الطائفة القليلة من اللبن، وروى: لبينة القاسم- مصغرًا. و"بنت اللبون" و"ابن اللبون"، وهو من الإبل ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة فصارت أمه لبونًا أي ذات لبن بولد آخر، وروى: ابن لبون ذكر، بنعت تأكيدي ليعلم العامل أن سن الذكورة في هذا النوع مقبول مع ندرته وخروجه عن العرف في باب الصدقات ولتطيب نفس رب المال بالزيادة المأخوذة منه إذا علم الخفة بسقوط فضل الأنوثة. وفيه: إذا سقط حطام المرعى كان درينا وإن أكل كان "لبينا"، أي مدرا للبن مكثرًا له، يريد أن النعم إذا رعت الأراك والسلم غزرت ألبانها، فعيل بمعنى فاعل كأنه يعطيها اللبن، من لبنتهم- إذا سقيتهم اللبن. غ: يعني البرير أي حمل السلم. نه: وفيه: "التلبينة" مجمة لفؤاد المريض، هو والتلبين حساء يعمل من دقيق أو نخالة وربما جعل فيها عسل، ويشبه اللبن في البياض والرقة، وهي تسمية بمرة التلبين مصدر لبن القوم- إذا سقاهم اللبن. ومنه ح عائشة: عليكم بالبغيض النافع "التلبينة". وفيه: فإذا بين يديه صحيفة فيها خطيفة و"ملبنة"، وهي بالكسر: الملعقة، وقيل: هي لبن يوضع على النار ويترك عليه دقيق، والأول أشبه هنا. وفيه: وأنا موضع تلك "اللبنة"، هي بفتح لام وكسر باء واحدة: اللبن، وهي ما يبنى بها الجدار، ويقال بكسر لام وسكون باء. ك: إلا موضع اللبنة- بالرفع محذوف الخبر. نه: ومنه ح: و"لبنتها" ديباج، هي رقعة تعمل موضع جيب القميص والجبة. ن: ومنه: إنها "لبنة"، بكسر لام وسكون باء. نه: وفي ح الاستسقاء: أتيناك والعذراء يدمي "لبانها"؛ أي يدمي صدرها لامتهانها نفسها في الخدمة حيث لا تجد ما تعطيه من يخدمها من الجدب وشدة الزمان، وأصل اللبان في الفرس: موضع اللبب. ومنه شعر كعب:
ترمي "اللبان" بكفيها ومدرعها؛ وفيه: وفيه: ويزلقه منها لبان. ك: أفي غنمك "لبن"، هو بفتح لام، وروى بضمها وسكون موحدة أي شياه ذوات ألبان. وح: لها "لبنة"- مر في طيالسة. باب لت
Expand
[لبن] اللَبَنُ: اسم جنسٍ، والجمع الألبانُ. واللَبَنُ أيضاً: وجعٌ في العنق من الوسادة. وقد لَبِنَ الرجل بالكسر. ويقال أيضاً لَبِنَتِ الشاة لَبَناً، أي غَزُرَتْ. وناقةٌ لَبِنَةٌ: غزيرةٌ. أبو زيد: اللَبونُ من الشاء والإبل: ذات اللَبَنِ، غزيرةً كانت أم بكيئةً، وجمعها لبن ولبن عن يونس. يقال: كم لُبْنُ غنمك، أي ذوات الدَرِّ منها. قال: فإذا قصدوا قصد الغزيرة قالوا لَبِنَةٌ، وقد لَبِنَتْ لَبَناً. وقال الكسائي: إنَّما سمع كم لِبْنُ غنمك؟ أي كم رِسْلُ غنمك. وابنُ اللَبونِ: ولد الناقة إذا استكمل السنة الثانية ودخَل في الثالثة، والأنثى ابنة لَبونٍ، لأنَّ أمَّه وضعت غيره فصار لها لبن. وهو نكرة ويعرف بالالف واللام. قال جرير: وابن اللبون إذا مالز في قرن * لم يستطع صولة البزل القناعيس ولبنته ألبنه وألبنه: سقيته اللبن، فأنا لابن. يقال: نحن نَلْبُنُ جيراننا، أي نسقيهم اللَبَنَ. ولبنه بالعصا يلبنه بالكسر لبناً، إذا ضربه بها. يقال: لبنه ثلاث لبنات. ولَبَنَهُ بصخرة: ضربه بها. ورجلٌ لابِنٌ أيضاً، أي ذو لَبَنٍ، كقولك: تامرٌ، أي ذو تمرٍ. قال الحطيئة: وغَرَرْتَني وزَعَمْتَ أَ * نَّكَ لابِنٌ بالصيف تامِرْ وأَلْبَنَ القومُ: كثُر عندهم اللَبَنُ. وألْبَنَتِ الناقة: نزل لَبَنُها في ضَرعها، فهي ملبن. وقال: أعجبها إذ ألبنت لِبانُهْ * وفرسٌ مَلْبونٌ ولَبينٌ: ربِّيَ باللبن، مثل عليف من العلف. وقوم ملبونون، إذا ظهر منهم سفهٌ يصيبهم من ألبان الإبل، مثل ما يصيب أصحاب النبيذ. وتقول: هذا عشب ملبنة بالفتح، أي يكثُر عليه لبنُ الشاة. وجاء فلانٌ يَسْتَلْبِنُ، أي يطلب لَبَناً لعياله أو لضيفانه. واللَبِنَةُ: التي يُبنى بها، والجمع لبن، مثل كلمة وكلم. قال: إما يزال قائل أبن أبن * دلوك عن حد الضروس واللبن قال ابن السكيت: من العرب من يقول لِبْنَةٌ ولِبْنٌ، مثل لبدة ولبد. ولَبَّنَ الرجل تَلبيناً، إذا اتَّخذه. والمِلْبَنُ: قالب اللَبِنِ. والمِلْبَنُ: المِحْلَبُ. ولَبِنَةُ القميص: جُرُبَّانُهُ. والتَلَبُّنُ: التَلَدُّن، وهو التمكث والتلبث. والملبن بالتشديد: الفلاتَجُ، وأظنُّه مولَّداً. واللِبانُ بالكسر، كالرضاع، يقال: هو أخوه بلِبانِ أمّه. قال ابن السكيت: ولا يقال بلبَن أمّه، إنَّما اللَبَنُ الذى يشرب من ناقة أو شاة أو بقرة. قال الكميت يمدح مخلد ابن يزيد: تَلقى الندى ومخلدا حليفين كانا معا في مَهْدِهِ رَضيعَيْن تنازَعا فيه لِبانَ الثَديَيْن واللَبانُ بالفتح: ما جرى عليه اللَبَبُ من الصدر. واللُبانُ بالضم: الكُنْدُرُ. واللُبانَةُ: الحاجةُ. ولبنان: جبل. واللُبْنى: شجرة لها لبنٌ كالعسل، وربما يتبخر به. قال :

ورندا ولبنى والكباء المقترا * ولبنى ولبينى، من أسماء النساء. وقول الراجز:

أقفر منها يلبن وأفلس * هما موضعان.
Expand
لبن: اللَّبَنُ: خُلاَصُ الجَسَدِ ومُسْتَخْلَصُه من بَيْن الفَرْثِ والدَّمِ، والطّائِفَةُ لَبَنَةٌ، وجَمْعُها لِبَانٌ ولَبَنَاتٌ. ولَبِيْنَةٌ: ذاتُ لَبَنٍ، وناقَةٌ لَبُوْنٌ ومُلْبِنٌ، وقد ألْبَنَتْ: نَزَلَ لَبَنُها في ضَرْعِها وإذا كانَتْ ذاتَ لَبَنٍ في كُلِّ أحَايِيْنِها. والوَلَدُ ابْنُ لَبُوْنٍ. واللِّبَانُ: اللَّبَنُ. وفَرَسٌ مَلْبُوْنٌ ولَبِيْنٌ: يُسْقَى اللَّبَنَ. ورَجُلٌ لابِنٌ: ذُوْ لَبَنٍ وشارِبُه.
والتَّلْبِيْنُ: مَرَقٌ يُتَّخَذُ من ماءِ النُّخَالَةِ يُجْعَلُ فيه اللَّبَنُ؛ وهي التَّلْبِيْنَةُ، وألْبَنَتِ المَرْأَةُ: اتَّخَذَتْ من ذلك. وفي الحَدِيْثِ: " عليكم بالتَّلْبِيْنَةِ " وهي حَسَاءٌ من دَقِيْقٍ ورُبَّما يُجْعَلُ فيها شَيْءٌ من السُّكَّرِ والعَسَلِ.
وبَنَاتُ اللَّبَنِ: من أمْعَاءِ البَطْنِ.
ومن أمْثَالِهِم: " في الصَّيْفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ ".
وكَمْ لِبْنُ غَنَمِكَ ولُبْنُها: أي كم ذَوَاتُ الألْبَانِ منها. وغَنَمٌ لِبَانٌ ولُبْنٌ، الواحِدَةُ لَبُوْنٌ. وهي العَنْزُ حِيْنَ يَذْهَبُ رِبَابُها. وشاةٌ لَبُوْنٌ من شاءٍ لُبْنٍ، ومُلْبِنٌ أيضاً.
والمِلْبَنُ: المِحْلَبُ. وهُما أيضاً: خَشَبَتَانِ تُضَمّانِ على المَحَالَةِ للاسْتِقَاءِ.
والمَحَامِلُ: تُسَمَّى المَلاَبِنَ.
والمِلْبَنَةُ: مِلْعَقَةٌ للحَرِيْرَةِ.
وأَلْبَنَ الرَّجُلُ فهو مُلْبِنٌ: صارَ ذا لَبَنٍ. واللاّبِنُ: مِثْلُ المُلْبِنِ.
ولِبَانُ الفَحْلِ الذي يُحْرَمُ منه: ما أرْضَعَتْ أُمُّه بلِبَانِ ما وَلَدَتْ له، يُقال: هو أخوه بلِبَانِ أُمِّه ولُبَانِ أُمِّه.
وقَوْمٌ مَلْبُوْنُوْنَ: ظَهَرَ منهم سَفَهٌ وجَهْلٌ يُصِيْبُهُم من اللَّبَنِ. واسْتَلْبَنَ: طَلَبَ اللَّبَنَ. ويَقُوْلُوْنَ: " أيْمَنُ من اللَّبَنِ " لأنَّه مُبَارَكٌ.
وكُلُّ شَجَرَةٍ لها ماءٌ أبْيَضُ فهو: لَبَنُها. واللُّبْنى: شَجَرٌ له لَبَنٌ كالعَسَلِ.
واللُّبَانُ: الكُنْدُرُ.
ولُبَيْنَى: اسْمُ امْرَأَةٍ.
واللُّبَانَةُ: الحاجَةُ لا من فاقَةٍ بل من هِمَّةٍ. وتَلَبَّنَ لي في بَني فلانٍ: أي كانتْ لي فيهم لُبَانَةٌ، وكذلك اللَّبِنَةُ.
واللَّبَانُ: الصَّدْرُ.
واللُّبَيْنَاءُ: الحاجَةُ.
واللِّبْنَةُ: واحِدٌ من اللِّبْنِ ونَحْوِه، والتَّلْبِيْنُ: فِعْلُكَ حِيْنَ تَضْرِبُه، وهي اللَّبِنَةُ أيضاً؛ واللِّبِنُ بوَزْنِ إبِلٍ واللَّبِنُ بوَزْنِ كَبِدٍ.
وظَلُّوا يَرْتَمُوْنَ ببَنَاتِ اللَّبُوْنِ وبِمِثْلِ بَنَاتِ اللَّبُوْنِ: إذا ارْتَمَوْا بحِجَارَةٍ كِبَارٍ كُلُّ واحِدٍ منها كأنَّه ابنُ لَبُوْنٍ، وجَمْعُ ابنِ لَبُوْنٍ: بَنَاتُ لَبُوْنٍ.
واللِّبْنَةُ: رُقْعَةٌ في الجَيْبِ.
ولَبِنَ الرَّجُلُ يَلْبَنُ لَبَناً: اشْتَكَى عُنُقَه من تَعَادِي الوِسَادَةِ.
ولَبَنْتُه بالعَصَا: ضَرَبْتُه بها، وهو اللَّبْنُ كالضَّرْبِ.
وتَلَبَّنْتُ بالمَوْضِعِ: أي تَمَكَّثْتُ.
واللَّبِنَةُ: حَدِيْدَةٌ عَرِيْضَةٌ تُوْضَعُ على الغُلاَمِ إذا هَرَبَ.
ولِوَى لَبَنٍ: اسْمُ رَمْلَةٍ.
ويَلْبَنُ: اسْمُ جَبَلٍ.
ولُبْنُ أيضاً: جَبَلٌ.
Expand
باب الّلام والنّون والباء معهما ل ب ن، ن ب ل مستعملان فقط

لبن: اللَّبَنُ: خلاص الجَسَد، ومُستخلصه من بَيْن الفَرْث والدّم، وإذا أرادوا الطّائفة القليلة قالوا: لَبَنَة. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الخديجة ما يُبْكيكِ، فقالت: درّت لَبَنَةُ القاسم فذكرته ،

ويقال: درّت دريرته. وناقة لَبُون مُلْبِن، قد أَلْبَنَتْ، إذا نزل لبنُها في ضَرْعها، وإذا كانت ذاتَ لَبَن في كلّ أحايِينها فهي لَبُون. وولدها في تلك الحال: ابنُ لَبُون. وكلُّ شَجَرةٍ لها ماء أبيض فهو لبنُها. واللُّبْنَى: شجرةٌ لها لَبَنٌ كالعَسَل، يقال له: عَسَل لُبْنَى. واللُّبانُ: الكُنْدُر. واللُّبانة: الحاجة، لا من فاقةٍ، بل من هِمّةٍ. ولُبَيْنَى: اسم ابنة إبليس عليهما لعنة اللَّه. واللَّبانُ: الصَّدْر. واللَّبِنةُ: واحدةُ اللَّبِن، والمِلْبَنُ: الذي يُضْرَبُ به اللَّبِن، والمِلْبَنُ أيضاً: شِبْهُ مِحْمَل يُنقل فيه اللَّبِن ونحوه. والتَّلْبينُ: فِعْلُك حين تَضْرِبه، وكلّ شيءٍ رَبَّعته فقد لبّنته. واللَّبِنَةُ: رقعةٌ في الجيب. وفرسٌ مَلْبُونٌ: يُسْقَى اللَّبَن. ورجلٌ لابِنٌ تامِرٌ في قوله :

وغررتني وزعمت أنك ... لابن بالصيف تامر أي: ذو لَبَنٍ وذو تَمْر. وأمّا قَوْلُه :

فهَل لُبَيْنَى من هَوَى التَّلَبُّنِ ... راجعة عهدا من التأسن

فقد اشتُقَّ هذا الفِعْل من اسْمها، كقولهم: تمضّر، أي: صار مُضَريّ الهَوَى. والتَّلْبينُ: مَرَقٌ من ماءِ النُّخالة، يُجْعلُ فيها اللَّبَن. وبناتُ اللَّبَنِ: مِعىً في البطن معروفة.

نبل: النُّبْلُ: في الفَضْل والفَضِيلة، وأمّا النَّبالة فهي أعمُّ، تَجري مَجْرى النُّبْل، وتكون مصدراً للشّيء النَّبيل الجسيم، قال:

كَعْثَبُها نبيل

وهو يَعيبُها بذلك. والنَّبَلُ: في معنى جماعة النَّبيل، كما أنّ الأَدَمَ جماعة الأديم، وكَرَم [قد يجيء جماعة] كريم، قال :

[وأَنْ يَعْرَيْنَ إنْ كُسِيَ الجواري ... فتنبو العينُ] عن كَرَمٍ عِجافِ

وفي بعض القول: رجلٌ نَبْلٌ. وامرأةٌ نَبْلةٌ وقومٌ نِبال. وفي المعنى الأوّل: قوم نبلاء. والنَّبَلُ: عِظام المَدَر والحِجارة ونحوها، الواحدةُ: نَبَلة، ويقال للصِّغار أيضاً: نَبَل، وهذا من الأضداد. وقال رجلٌ من العرب تُوُفِيَ أخوه فأورثه إبلاً فعيّره رجل بأنّه فرح بموت أخيه لمَا ورثه، فقال الرّجل:

أَفْرَحُ أن أُرْزَأَ الكِرامَ وأَنْ ... أُورَثَ ذوداً شصائصاً نَبَلا

إن كنتَ أَزْنَنتَني بها كَذِباً ... جَزْءُ، فلاقيتَ مِثْلَها عَجِلا

يعني: صِغار الأجْسام. والنَّبلُ: اسمٌ للسِّهام العربيّة، وصاحبها: نابل، وحِرْفتُه النِّبالة، وهو أيضاً النَّبّال، وإذا رجعوا إلى واحد قالوا: سَهْمٌ. وتقول: نَبَلتُ فُلانا بكِسْرةٍ أو بطعامٍ أَنْبُلُهُ نَبْلاً إذا ناولته شيئاً بعد شيءٍ، قال:

فلا تَجْفُواني وانْبُلاني بكسرةٍ
Expand
لبن: ليّن: امتلأ باللبن أو ملئ به (مثل ضرع البقرة) (الكالا).
لِبْن: رغيف واحد من الخبز (معجم الجغرافيا).
لَبَن وجمعها لُبُون: تعني الألبان عامة أي الحليب الطري (الجريدة الآسيوية 1838، 515:2) ولها المعنى نفسه في مصر (لين عادات 1، 314) أما في الجزيرة العربية وفي سوريا وشمال أفريقيا تعني اللبن القارص الصرب (القاطع الحازر) أو اللبن المخيض الذي يفضله العرب على الحليب الطري ويذكر (بوشر) اللبن الخاثر الرائب (بالنار) واللبن المحمّص (في سوريا) بينما يجمع كل من (الجريدة الآسيوية 101 ولين 1، 1 وهويست 217 وكندي 110:1 وريشاردسون صحارى 1، 299 ومارتن190) على ان الحليب الطري يدعى لبن حليب أو حليب وحدها.
اللبن: كان الكتّاب القدماء يقصدون باللبن ما تدرّه النوق من ضروعها من الحليب الغزير وكانت هذه، أي النوق، تستخدم في دفع ديّة المقتول، لذا اخذت هذه الكلمة معنى الدية (الجريدة الآسيوية 1838، 515:2، 6).
لبن: مواد منوية (هلو).
لبن أبي النوم: المخدّر (سنغ).
لبن السوداء: صمغ يستخرج من الفربيون يجلب من المغرب شديد الحرارة مفسد للأبدان إذا شم أرعف وعطس إرعافاً وإعطاساً شديداً مهلكاً وإذا لطخ على الأورام الصلبة منعها من التصلب وفجّرها (ابن البيطار المجلد الرابع ص102). إنه إذن صمغ راتنجي يدعى الفربيوني أو صمغ الفربيون يستخرج من الفربيون (اليتوع) الأفريقي أو من الجزيرة العربية من بعض أنواعه الكثيف اللب وأهمها النوع الذي يطلق باللاتينية euphorbia antiquorum والنوع الآخر المسمى euphorbia officnarum.
لبن الطبوس: هكذا ينبغي أن يقرأ عند (باين سميث 1648) بدلاً من لبن الطبوش الذي يقابل بالألمانية wolfsmich.
لبن الطير= المستحيل أو الشيء غير الموجود لأن الطير لا حليب عنده (الثعالبي لطائف 6:26)؛ ويقابل باللاتينية gal linaceum.
لبن: بدلاً من لبن عذري عند فريتاج اقرأ لبن العذراء الذي هو عند (بوشر): فخّار أبيض وعند (باين سميث 1273): الزئبق.
لَبِنة، لَبْنة. لبنة التمام: آخر آجرّة بنيت بها العمرة عند تمام ويستعمل هذا الاصطلاح مجازاً كي يطلق على محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم الأنبياء وأجلّهم (انظر رسالتي إلى فليشر 4 - 6). ويؤيدني في هذا ما ورد في مقدمة ابن خلدون (166:2 و13 - 167، 6) مما نجم عنه أنهم وصفوه بأنه لبنة الذهب وأن الفاطميين يترقبون ظهور لبنة الفضة.
هناك خلط بين كلمة لبنة والصفيحة المعدنية واللوح المعدني والرقائق المعدنية المختلفة السمك للمعادن المختلفة؛ (انظر ألف ليلة 148:2، 8 ومعجم بدرون، البكري 16، 5 والادريسي 2:7 وابن البيطار الجزء الرابع ص93): لبنة من رصاص.
لبنة: زيق الرداء (فوك الذي يكتبها في القسم الأول من معجمه لَبْنة وفي القسم الثاني لَبنة ولِبنة وجمعها لِبَن). لبنة= جُرَّبان: القسم الكبير من الرداء الذي يغطي الإلية، أي المقعدة، (ابن خلكاّن 68:7، 8 وفي محيط المحيط الجرِبَّان (بكسر الراء) جيب القميص.
لبنة: قنينة (ألف ليلة برسل 338:2): قال يا مولاي قد حضر الطعام بقي الشراب فقلت له عندي لبنة أو لبنتين نبيذ -أي لبنتا نبيذ، المترجم-.
لُبنة. لبنتا الباب= جانباه (فراهن، ابن فوزلان 123).
لَبنِي: دُرّاعة (بلوز) داخلية يلبس منها الطوارق ثلاث دراريع؛ (وهي من لون أزرق غير مطرز، وتنوع اللون يأتي من خطوط النسيج المشرّبة بالسامّية) (كاريت جغرافيا 109، جاكو 207): lebni.
لُبنَي: راتنيج عطري هو الميعة أو الاصطرك (معجم المنصوري) ويدعى أيضا لبني الرهبان (ابن البيطار المجلد الرابع 171: (أبو الوليد 368، 16) لبني عنبر ولبني مسك وانظر عند المستعيني ميعة سائلة.
لَبَني: هو الذي له لون اللبن (باين سميث 1640).
لَبنية: طعام للمولدين يعمل مع الأرز واللبن (محيط المحيط) ولكنه (فليشر) حساء مركز من اللبن الحامض واللحم المفروم وشحم الغنم.
لبان: حبل. مَرَسة (بوشر، همبرت 128) وقد فسّرها (فيرن) بأنها (عملية سحب المركب من موضع إلى آخر). إن هذا خطأ إذ أننا نستعين باللبان للقيام بهذا العمل وليس هو إياها.
لُبان: صمغ يعلك وله مذاق الراتينج (ليون158).
لبان جاوي: عسل اللبن، ميعة، بخور جاوي. بنجوان (بالفرنسية Benjion هذه الكلمة ذات أصل عربي) تعني حرفياً (بخور جاوي) أي بخور سومطرة لأن العرب أطلقوا على هذه الجزيرة اسم جاوا التي هي البلد ينتج أنصع أنواع اللبان بياضاً وجمالاً. وحين يقال لبان وحدها فالمقصود هو الجاوي أيضاً (انظر المعجم الأسباني 239).
لبان ذكر: بخور ذكر (الكالا، ألف ليلة 57:1 و66:2) وقد حرّفت الكلمة عند (بيرتون 144:2): (وجد الدكتور كارتر البلسم في شرق الجزيرة العربية عند قبيلة غارة وهم يسمونه لبان دقة).
لبان شامي: صمغ البطم، حبة الخضراء، نوع صمغ يستخدم لنتف الشعر (لين عادات 1، 56).
لبان العذراء: أكسيد المغنسيوم (بوشر).
لَبين ولبَّبين: euphorbia فربيون (براكس جريدة الشرق 8: 196، 281).
لَبانة: نوع من أنواع شجرة اللبخ لون أوراقها أصفر (دوماس: حياة العرب 172). لبونات: ألبان، اللبن وكل ما يصنع منه من الأطعمة (بوشر).
لُبَينة: tithymale ( باجني 30). لبَّان: بائع اللبن (محيط المحيط) ويرى بيرتون1، 239 أن هذا التعبير، أي بائع اللبن، كان وما يزال، تعبيراً شائناً.
لبَّانة: معمل الحليب أو الموضع الذي يحفظ فيه (بوشر).
بقرة لبانة: البقرة التي تدّر حليباً وفيراً (بوشر).
طريق اللبانة: طريق القديس جاك، طريق المجرّة أمّ السماء (بوشر).
تلبينة اللوز: أو تلبينة وحدها وباللاتينية amigdalatum ( فوك).
مَلبَن وجمعها ملابن: طعام للمولدين يعمل من النشا والسكر وماء الزهر (محيط المحيط) وهو كالمُلَبَّن (معجم الجغرافيا).
ملبّن: الملبن عند النجارين من عوارض الفَلَق يضم ألواحه (محيط المحيط) انظر ملبّن الباب عند (فراهن، وابن فوزلان ص119 - 124 حيث ترجمها دي ساسي بأنها هيكل الباب وإطاره) وعند (أبو الوليد 190، 3): ملبن وملابن وهي خدود الأبواب.
مُلبَّن نوع حلوى أشهرها حلوى مرو (لطائف الثعالبي 4:120 و3:133) وكذلك حلوى بعلبك (ابن بطوطة 186:1 ألف ليلة برسل 1؛149 حيث يجب أن نقرأ ملبن بعلبكي بدلاً من ملين).
ملبَّن: كتلة اليابس المضغوط بشكل آجرّة (ميمون كنوز جوسينيوس 311؛ وكذلك معجم الادريسي 340 - 1) (وعند بكستروف تعني كتلة مكبوسة من التين أيضاً).
طين: ملبن: انظرها في مادة طين.
ملبّن: لبني (الكالا) ( lechalcosa de leche) : افترض هنا أن (فوك)، الذي وضع الكلمة في مشتقات كلمة pinguedo كان يقصد المعنى نفسه.
Expand
لبن
لبِنَ يلبَن، لَبَنًا، فهو لَبِن
• لبِنَت الأمُّ: كثُر لبنُها "لبِنت الشَّاةُ/ الناقةُ/ الأنْثى/ المُرضِعَةُ". 

لَبَان [مفرد]: صدر، أو ما بين الثَّديين، وأكثر استعماله لصدر ذوات الحوافر والفرس، موضع القلادة من الصدر. 

لُبان [جمع]: (نت) نبات من الفصيلة البخوريّة، يفرز مادّة صمغيّة تُمْضَغ كالعِلْكِ لا تذوب في الفم ولا تُبلَع تُسمّى اللُّبان، ومنه نوع مُرّ يستخدم لطرد البلغم. 

لِبان [مفرد]: رَضاع "هو أخوه بلِبان أُمِّه: أخوه الذي رَضَع من ثدي أمِّه، والمراد توكيد معنى الأخوّة الحميمة، ولا يقال بلبن أمّه، وإنّما اللَّبن الذي يُشرب من ناقة أو شاة أو غيرها من البهائم- غَذَتْه أمُّه بلِبانها" ° هما فرسا رهان ورضيعا لِبان [مثل]: يضرب للمتساويَيْن في الفضل وغيره. 

لُبَانة [مفرد]: ج لُبانات ولُبَان: حاجة "ما قضيت منه لُبانتي". 

لِبانة [مفرد]: حرفة اللبّان. 

لبَّان [مفرد]:
1 - بائع اللَّبَن ومُنْتجاته "يمرُّ اللَّبَّانُ في الصَّباح والمساء- اشتريت من اللّبّان لترًا من اللَّبن".
2 - صانع الطُّوب اللَّبِن المضروب من الطِّين "اشترى من اللَّبَّان ألْفَيْن من اللَّبِن لبناء حائط". 

لَبَن [مفرد]: ج ألبان (لغير المصدر):
1 - مصدر لبِنَ.
2 - (حي) حليب؛ وهو سائلٌ أبيض تُفرزه أثداء إناث الآدميِّين وضَرْع الحيوان لتغذية صغارها، وهو يحوي بعض المعادن والسُّكر الذائب وبعض البروتينات والشحوم "لَبَن الأمّ يحمي الرَّضيعَ من الأمراض- لَبَن مركَّز- {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا} - {وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} " ° الصَّيفَ ضيَّعتِ اللَّبنَ [مثل]: يُضرب في التعبير عن الندم على أمر يُطلبُ بعد فواته- شِرْش اللَّبَن: ما يُفْصل عند صُنْع الجُبْن- لَبَن الشَّجرة: ماؤها- لَبَن خَضٌّ: رائب- لَبَن زباديّ: ما يتجمّد من اللَّبَن بعد وضع خميرة فيه، ويقال له رائب- مصنع ألبان: مؤسَّسة تجاريَّة لتصنيع الحليب ومنتجاته وبيعها.
• سكَّر اللَّبن: (كم) مادّة متبلورة حلوة المذاق توجد في لبن جميع الثدييَّات، وتسمّى أيضًا: سكَّر اللاكتوز. 

لَبِن1 [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لبِنَ.
2 - من يحبّ اللَّبَن. 

لَبِن2 [جمع]: مف لَبِنَة: قوالب مربَّعة أو مستطيلة مضروبة من الطِّين تستعمل في البناء. 

لَبِنة [مفرد]: ج لَبِنات ولَبِن:
1 - مؤنَّث لَبِن1.
2 - قالبٌ مربَّع أو مستطيل مضروب من الطّين يُستعمل في البناء "بنَى منزله لبِنة لبِنة" ° لبنة بيضاء: غير معالجة بالنار.
3 - وحْدَة في هيكل معيَّن "كُلُّ فرد يمثِّل لبِنة من لبِنات الشَّركة". 

لَبَنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى لَبَن ° أسنان لَبَنيَّة: أسنان الطِّفل الأولى.
2 - سماويّ، لون أزرق فاتح "أحبُّ من الألوان اللَّبنيّ- فستان/ قميصٌ لبنيّ".
• اللَّبَنيّ: بروتين اللَّبن الموجود في الحليب ويستخدم من مصل اللَبن.
• الوعاء اللَّبنيّ: (شر) من الأوعية الدَّقيقة التي تنقل الكيلوس من المعي الدَّقيق إلى الدّورة اللِّمفاويَّة وبالتّالي إلى القناة الصّدريّة. 

لَبُون [مفرد]: ج لبَائنُ ولِبان ولُبْن ولُبُن: التي نزَل اللَّبن في ضَرْعها "ناقة لبُون" ° اللَّبونات: الحيوانات اللّبونة المعروفة بالثدييّات كالبقرة ونحوها.
• ابن اللَّبون: ولد النَّاقة إذا استكمل السَّنة الثَّانية ودخل في الثَّالثة. 

مَلْبَن [مفرد]: نوعٌ من الحلوى ليِّن المَضْغ يُصنع من النّشا والسُّكَّر وماء الورد والفُسْتق ونحوها "صنعت كعكًا بالملبن". 

مِلْبَن [مفرد]: ج مَلاَبِنُ:
1 - اسم آلة من لبِنَ: مصفاة اللَّبن "مِلْبَنٌ ضَخْم".
2 - وعاء اللَّبَن، قالبُ اللَّبَن. 

مَلْبَنَة [مفرد]: ج مَلاَبِنُ:
1 - اسم مكان من لبِنَ: مكان صناعة الألبان.
2 - مكان يُباعُ فيه اللَّبَنُ والزُّبْدُ والجُبْنُ
 ونحوها. 

مُلْبِنَة [مفرد]: ذات لَبَن "ناقة/ شاة مُلْبِنة". 

مِلْبَنَة [مفرد]: ج مَلاَبِنُ: اسم آلة من لبِنَ: إناء صغير يُقَدَّم فيه اللَّبَنُ حين تناوله مع الشَّاي ونحوه. 
Expand
[ل ب ن] اللًّبَنُ مَعْرُوفٌ والجَمْعُ أَلبَانٌ والطَّائفَةُ لَبَنَةٌ ولَبَنٌ كُلِّ شَجَرَةٍ مَاؤُها أُرَاهُ على التَّشْبِيهِ وَشَاةٌ لَبُوْنٌ ولَبِنَةٌ ومُلْبِنَةٌ ذَاتُ لَبَنٍ وكذلكَ الناقَةُ إذا كانَتْ ذَاتَ لَبَنٍ أَو نَزَلَ اللَّبَنُ في ضَرْعها وقيلَ اللَّبُونُ ذَاتُ اللَّبَنِ غَزِيرةً كانَتْ أَو بَكِيَّةً والجمعُ لِبَانٌ وَلِبْنٌ فأَمَّا لِبْنٌ فاسمٌ للجمعِ فإِذَا قَصَدُوا قَصْدَ الغِزِيرةِ قالوا لَبِنَةٌ وجَمْعُهَا لَبِنٌ وَلِبَانٌ الأَخيرَةُ عَنْ أَبي زَيْدٍ وقدْ لَبِنَتْ لَبْنًا قال اللحيانِيُّ اللَّبُونُ واللَّبُونَةُ مَا كانَ بِهَا لَبَنٌ فَلَم يَخُصَّ شاةً ولا ناقةً قال والجمعُ لُبُنٌ ولَبَائنُ وعندي أنّ لُبُنًا جَمعُ لَبُونٍ ولَبَائِنَ جَمْعُ لَبُونَةٍ وإنْ كانَ الأوَّلُ لا يَمْتَنعُ أن يُجْمَعَ هذا الجمعَ وقولُهُ

(مَنْ كانَ أشرَكَ في تَفَرُّقِ فَالجٍ ... فَلَبُونُهُ جَرِبَتْ مَعًا وَأَغَدَّتِ)

عِندِي أَنَّهُ وَضَعَ اللَّبُوْنَ ها هنا مَوْضِعَ اللُّبُنِ ولا تكُونُ هُنَا وَاحِدًا لأَنَّهُ قد قالَ جَرِبَتْ مَعًا ومَعًا إِنَّما يَقَعُ على الجَمِيعِ وَعُشْبٌ مَلْبَنَةٌ تَغُزُرُ عنهُ أَلبَانُ الماشِيَةِ وكذلكَ بَقْلٌ مَلْبَنَةٌ وَلَبَنَ القومَ يَلْبِنُهُم لَبْنًا سَقَاهُم اللَّبَنَ وَقَومٌ مَلْبُونونَ أَصَابَهُم مِنَ اللَّبَنِ سَفَهٌ وسُكْرٌ كما يُصِيبُهمْ منَ النَّبِيْذِ وَفَرَسٌ مَلْبُونٌ يُغَذَى باللَّبَنِ قال

(لا يَحْمِلُ الفَارِسَ إِلاَّ المَلْبُونْ ... المَحْضَ مِنْ أَمَامِهِ وَمِنْ دُونْ)

قالَ الفَارِسِيُّ فَعدَّى المَلْبُونَ لأَنَّهُ في مَعْنَى المَسْقِيّ ورَجُلٌ لَبِنٌ شَرِبَ اللَّبَنَ وَأَلْبَنَ القَومُ فَهُم لاَبِنُونَ عن اللحْيَانيِّ كَثُرَ لَبَنُهُم وعندي أَنَّ لابِنًا عَلَى النَّسَبِ كما تقُولُ تَامِرٌ ونَاعِلٌ وَجَاءُوا يَسْتَلْبِنُونَ يَطْلُبُونَ اللَّبَنَ ورَجُلٌ لابِنٌ ذُو لَبَنٍ وَبَناتُ لَبَنٍ الأَمْعَاءُ الَّتي يَكونُ فيهَا اللَّبَنُ وَالمِلْبَنُ شَيءٌ يُصَفَّى فيه اللَّبَنُ أَوْ يُحْقَنُ والتَّلْبِينُ حَسَاءٌ يُتَّخَذُ من ماءِ النُّخَالَةِ فيه اللَّبَنُ وهو اسمٌ كالتَّمْتِينِ واللَّوَابِنُ الضُّرُوع عن ثَعْلِبٍ والالْتِبَانُ الارْتِضاعُ عنه أَيضًا وهُوَ أَخُوهُ بِلِبَانِ أُمِّهِ ولا يقالُ بِلَبَنِ أُمِّهِ قال

(وَأُرْضِعُ حَاجةً بِلِبَانِ أُخْرَى ... كذاكَ الحَاجُ تُرْضَعُ باللِّبَانِ)

وَابْنُ لَبُونٍ وَلَدُ النَّاقَةِ إِذا كانَ في العامِ الثّانِي وصَارَ لَها لَبَنٌ وبَنَاتُ لُبونٍ صِغَارُ العُرْفُطِ تُشَبَّهُ بِبَنَاتِ لَبُونٍ منَ الإِبلِ قال ثَعْلَبٌ وُلِدَ لعَبْد الملك بنِ مَرَوانَ ابنٌ فَقِيلَ لَهُ أَسْقِهِ لَبَنَ اللَّبَنِ وهُو أَنْ تُسْقَى ظِئْرُهُ اللَّبَنَ فَيَكُونَ مَا يَشْرَبُ لَبَنَ اللَّبَنِ فَقُصِرَتْ عليه نَاقَةٌ فقال لحالِبِهَا كيفَ تَحْلُبُهَا أَخْنَفًا أَم مَصْرًا أَم فَطْرًا فَالْخَنْف الحَلَبُ بِأَرًبعِ أَصابِعَ يَسْتَعِيْنُ مَعَهَا بالإبهَامِ والمَصْرُ بِثَلاثٍ والفَطرُ بالإصبَعَيْنِ وَطَرَفِ الإبهَامِ ولَبَّنَ الشَّيءَ رَبَّعَهُ واللَّبِنَةُ واللِّبْنَةُ الّي يُبْنى بِهَا والجَمْعُ لَبِنٌ ولِبَنٌ قال (إِذ لا يَزالُ قَائِلاً أَبِنْ أَبِنْ ... هُوْ ذَلَةَ المِشْآتِ عَنْ ضَرْسِ اللَّبِنْ)

قَوْلُهُ أَبِنْ أَبِنْ أَي نَحِّهَا والمِشْآةُ زَبِيْلٌ يُخْرَجُ بهِ الطِّينُ والحَمْأَةُ مِنَ البِئْرِ وَرُبَّمَا كانَ مِنْ أَدَمٍ والضَّرْسُ تَضْرِيسُ طَيِّ البِئْرِ بالحجارَة وَإِنَّما أَرَادَ الحجارَةَ فاضْطرَّ وسَمَّاهَا لَبِنًا احْتِياجًا إِلى الرَّوِيِّ وَلَبَّنَ اللَّبِنَ عَمِلَهُ قالَ الزَّجَّاجُ قوله تعالى {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} الأعراف 129 فيُقال إِنَّهُم كانُوا يَسْتَعْمِلُونَ بَني إسرائِيل في تَلْيِيْنَ اللَّبِنِ فَلمَّا بُعثَ مُوسَى عليه السلامُ أَعْطَوْهُم اللَّبِنَ يُلَبِّنُونَهُ وَمَنعُوهم التِّبْنَ ليكونَ ذلكَ أَشقَّ عَلَيهم والمِلْبَنُ الذَّي يُضْرَبُ به اللَّبِنُ والمِلْبَنُ شِبْهُ المِحْمَلِ ينقلُ فيه اللَّبِنُ وَلَبِنَةُ القَمِيْصِ ولِبْنَتُهُ بَنِيْقَتُهُ وَقَالَ أَبُو زَيدٍ لَبِنُ القَمِيصِ وَلَبِنَتُهُ لَيسَ لَبِنٌ عنَدهُ جَمْعًا كَنَبِقَةٍ وَنَبِقٍ ولَكِنَّهُ منْ بابِ سَلٍّ وسَلَّة وَبَياضٍ وَبَيَاضَةٍ واللَّبَانُ الصَّدْرُ وقيلَ وسَطُهُ وقيلَ مَا بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ يكُونُ للإِنسَانِ وغيرِه أنشد ثَعْلَبٌ في صفة رَجُلٍ

(فَلمَّا وَضَعْنَاهَا أَمامَ لَبَانِهِ ... تَبَسَّمَ عَنْ مَكرُوهَةِ الرِّيقِ عَاصِبِ)

وأَنشَدَ أَيضًا

(يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تَحْتَ لَبَانِهِ ... وَدَفَّيْهِ مِنْهَا دَامِيَاتٌ وجَالِبُ)

وقيلَ اللَّبَانُ الصَّدْرُ من ذي الحَافِرِ خَاصَّةً وَلَبَنُهه يَلْبُنُهُ لَبْنًا ضَرَبَ لَبَانَهُ واللِّبْنُ وَجَعُ العُنُقِ حَتَّى لاَ يقدر أَنْ يَلْتَفِتَ وَقَدْ لَبِنَ لَبَنًا ولَبَنَ مِنَ الطَّعَامِ صالحًا أَكْثَرَ وقولُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ

(وَنَحنُ أَثَافِي القِدْرِ والأكْلُ سِتَّةٌ ... جَرَاضِمَةٌ جُوْفٌ وأَكْلَتُنَا اللَّبْنُ) يقولُ نحن ثَلَثَةٌ ونَأكُلُ أَكْلَ سِتَّةٍ واللَّبْنُ الاسْتِلاَبُ هذا تَفْسِيرُهُ ويَجُوزُ أَنْ يكونَ مما تَقدَّمَ واللُّبْنَى المِيْعَةُ واللَّبْنُ شَجَرٌ واللَّبَانُ ضَرْبٌ منَ الصَّمْغ قال أَبُو حِنِيفَةَ اللُّبَانُ شُجَيْرَةٌ شَوِكةٌ وَلاَ تَسْمُوْ أكْثَر من ذِرَاعَيْنِ ولَهَا وَرَقَةٌ مِثْلُ وَرَقَةِ الآسِ وثَمَرَةٌ مِثْلُ ثَمَرَتِهِ لَهُ جَرَّارةٌ فِي الفَمِ واللُّبَانُ الصَّنَوْبَرُ حكاه السُّكَّرِيُّ وابنُ الأَعْرَابِيِّ وبه فَسَّرَ السُّكَّرِيُّ قولَ امرِئِ القَيْسِ

(لَهَا عُنُقٌ كَسَحُوقِ اللُّبَانِ ... )

فِيمَنْ رَوَاهُ كذلكَ ولاَ يَتَّجِهُ عَلَى غَيرِه لأَنَّ شَجَرةَ اللُّبَانِ من الصَّمْغِ إِنَّمَا هِي قَدْرُ قِعْدَةِ إِنسانٍ وعُنُقُ الفَرَسِ أَطْوَلُ مِن ذلكَ واللُّبَانَةُ الحاجَةُ مِن غِيْرِ فَاقَةٍ ولكِن مِن هِمَّةٍ والجَمْعُ لُبَانٌ كَحَاجَةٍ وَحَاجٍ قالَ ذُو الرُّمَّةِ

(غَدَاةَ امْتَرَّتْ مَاءَ العُيُونِ ونَغَّصَتْ ... لُبانًا مِنَ الحَاجِ الخُدُودُ الرَّوَافِعُ)

وَمَجْلِسٌ لَبِنٌ تُقْضَى فيه اللُّبَانَةُ وهُو على النَّسَبِ قالَ الحَارِثُ بنُ خَالِدِ بنِ العَاصِي

(إِذَا اجْتَمَعْنَا هَجَرْنَا كُلَّ فَاحِشَةٍ ... عندَ اللِّقاءِ وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنُ)

وَتَلَبَّنَ تَمَكَّثَ وَلُبْنٌ وَلُبْنَى ولُبْنَانٌ جِبالٌ وقَولُهُ

(سَيَكْفِيْكَ الإِلَهُ ومُسْنَمَاتٌ ... كَجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلاَلاَ)

يجوز أن يكون ترخيم لبنان في غير النداء اضطرارًا وأن تكون لُبْنُ أرضا بعينها فترك صرفها لذلك وأراد تطَّردُ إلى الصِّلالِ فحذف وأوْصَلَ الفعل فأعمَله وألْبانٌ موضع قال أبو قِلابة الهُذليّ

(يا دارُ أعرِفها وحشًا مَنَازِلُها ... بين القوائِمِ من رِهْطٍ فأَلْبانِ)

ولُبْنى اسم امرأة ولُبَيْنَى بنت إبليس وبها كُنِي أبا لُبَيْنَى وأبو لُبَيْنٍ الذكر
Expand

لبن: اللَّبَنُ: معروف اسم جنس. الليث: اللَّبَنُ خُلاصُ الجَسَدِ

ومُسْتَخْلَصُه من بين الفرث والدم، وهو كالعَرق يجري في العُروق، والجمع

أَلْبان، والطائفة القليلة لَبَنةٌ. وفي الحديث: أَن خديجة، رضوان الله

عليها، بَكَتْ فقال لها النبي، صلى الله عليه وسلم: ما يُبْكِيكِ؟ فقالت:

دَرَّت لَبَنةُ القاسم فذَكَرْتُه؛ وفي رواية: لُبَيْنةُ القاسم، فقال لها:

أَما تَرْضَيْنَ أَن تَكْفُلَهُ سارة في الجنة؟ قالت: لوَدِدْتُ أَني علمت

ذلك، فغضبَ النبي، صلى الله عليه وسلم، ومَدَّ إصْبَعَه فقال: إن شئتِ

دَعَوْتُ الله أَن يُرِيَك ذاك، فقالت: بَلى أُصَدِّقُ الله ورسوله؛

اللَّبَنَةُ: الطائفة من اللَّبَنِ، واللُّبَيْنَةُ تصغيرها. وفي الحديث: إن

لَبَنَ الفحل يُحَرِّمُ؛ يريد بالفحل الرجلَ تكون له امرأَة ولدت منه

ولداً ولها لَبَنٌ، فكل من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرَّم على الزوج

وإخوته وأَولاده منها ومن غيرها، لأَن اللبن للزوج حيث هو سببه، قال: وهذا

مذهب الجماعة، وقال ابن المسيب والنَّخَعِيُّ: لا يُحَرِّم؛ ومنه حديث

ابن عباس وسئل عن رجل له امرأَتان أَرْضَعَتْ إحداهما غلاماً والأُخرى

جارية: أَيَحِلُّ للغُلام أَن يتزوَّج بالجارية؟ قال: لا، اللِّقاحُ واحدٌ.

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، واستأْذن عليها أَبو القُعَيْس أَن تأْذن

له فقال: أَنا عَمُّكِ أَرضَعَتْكِ امرأَة أَخي، فأَبت عليه حتى ذكرته

لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: هو عمكِ فلْيَلِجْ عليك. وفي

الحديث: أَن رجلاً قتل آخر فقال خذ من أَخِيكَ اللُّبَّنَ أَي إبلا لها

لَبَنٌيعني الدِّيَةَ. وفي حديث أُميَّةَ بن خَلَفٍ: لما رآهم يوم بدر

يَقْتُلُونَ قال أَما لكم حاجةٌ

في اللُّبَّنِ أَي تأْسِرُون فتأْخذون فِدَاءَهم إبلاً لها لَبَنٌ.

وقوله في الحديث: سَيهْلِكُ من أُمتي أهلُ الكتابِ وأَهلُ اللَّبَن، فسئل: من

أَهلُ اللَّبَنِ؟ قال: قوم يتبعون الشَّهَواتِ ويُضِيعُون الصلوات. قال

الحَرْبي: أَظنه أَراد يتباعدون عن الأَمصار وعن صلاة الجماعة ويَطْلُبون

مواضعَ اللبن في المراعي والبوادي، وأَراد بأَهل الكتاب قوماً يتعلمون

الكتاب ليجادلوا به الناسَ. وفي حديث عبد الملك بن مَرْوان: وُلِدَ له

وَلدٌ

فقيل له اسْقِه لَبَنَ اللَّبَنِ؛ هو أَن يَسْقِيَ ظِئرَه اللَّبَنَ

فيكونَ ما يَشْرَبُه لَبَناً متولداً عن اللَّبَنِ، فقُصِرَتْ عليه ناقةٌ

فقال لحالبها: كيف تَحلُبُها أَخَنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطْراً؟ فالخَنْفُ

الحَلْبُ بأَربع أَصابع يستعين معها بالإِبهام، والمَصْرُ بثلاث،

والفَطْرُ بالإِصبعين وطرف الإبهام. ولَبَنُ كلِّ شجرة: ماؤها على التشبيه.

وشاةٌ لَبُونٌ ولَبِنةٌ ومُلْبِنَةٌ

ومُلْبِنٌ: صارت ذاتَ لَبَنٍ، وكذلك الناقة إذا كانت ذاتَ لَبَنٍ أَو

نزل اللَّبَنُ في ضرعها. ولَبِنتِ الشاةُ أَي غَزُرَتْ. ونافةٌ

لَبِنةٌ: غزيرة. وناقة لَبُونٌ: مُلْبِنٌ. وقد أَلْبَنتِ الناقةُ إذا

نزل لَبَنُها في ضَرْعها، فهي مُلْبِنٌ؛ قال الشاعر:

أَعْجَبها إذا أَلْبَنَتْ لِبانُه

وإذا كانت ذاتَ لَبَنٍ في كل أَحايينها فهي لَبُونٌ، وولدها في تلك

الحال ابنُ لَبُونٍ، وقيل: اللَّبُونُ من الشاءِ والإبل ذاتُ اللَّبَنِ،

غزيرَةً كانت أَو بَكِيئةً، وفي المحكم: اللَّبُونُ، ولم يُخَصِّصْ، قال:

والجمع لِبانٌ ولِبْنٌ؛ فأَما لِبْنٌ

فاسم للجمع، فإذا قَصَدُوا قَصْدَ الغزيرة قالوا لَبِنَة، وجمعها لَبِنٌ

ولِبانٌ؛ الأَخيرة عن أَبي زيد، وقد لَبِنَتْ لَبَناً. قال اللحياني:

اللَّبُونُ واللَّبُونة ما كان بها لَبَنٌ، فلم يَخُصَّ شاةً ولا ناقة،

قال: والجمع لُبْنٌ

ولَبائنُ؛ قال ابن سيده: وعندي أَن لُبْناً جمع لَبُون، ولَبائن جمع

لَبُونة، وإن كان الأَول لا يمتنع أَن يجمع هذا الجمع؛ وقوله:

من كان أَشْرَك في تَفَرُّق فالِجٍ،

فلَبُونُه جَرِبَتْ معاً وأَغَدَّتِ

قال: عندي أَنه وضع اللبون ههنا موضع اللُّبْن، ولا يكون هنا واحداً

لأَنه قال جَرِبَتْ معاً، ومعاً إنما يقع على الجمع. الأَصمعي: يقال كم

لُبْنُ شائك أَي كم منها ذاتُ لَبَنٍ. وفي الصحاح عن يونس: يقال كم لُبْنُ

غَنَمِك ولِبْنُ غَنَمِك أَي ذَواتُ الدَّرِّ منها. وقال الكسائي: إنما سمع

كم لِبْنُ غنمك أَي كم رِسْلُ غَنمك. وقال الفراء: شاءٌ لَبِنَةٌ

وغَنم لِبانٌ ولِبْنٌ ولُبْنٌ، قال: وزعم يونس أَنه جمع، وشاءٌ لِبْنٌ

بمنزلة لُبْنٍ؛ وأَنشد الكسائي:

رأيْتُكَ تَبْتاعُ الحِيالَ بِلُبْنِها

وتأْوي بَطِيناً، وابنُ عَمِّكَ ساغِبُ

وقال: واللُّبْنُ جمع اللَّبُونِ. ابن السكيت: الحَلُوبة ما احْتُلِب من

النُّوق، وهكذا الواحدة منهن حَلوبة واحدة؛ وأَنشد:

ما إنْ رأَينا في الزمانِ ذي الكَلَبْ

حَلُوبةً واحدةً فتُحْتَلَبْ

وكذلك اللَّبُونة ما كان بها لَبَنٌ، وكذلك الواحدة منهن أَيضاً، فإذا

قالوا حَلُوبٌ ورَكُوبٌ ولَبُونٌ لم يكن إلا جمعاً؛ وقال الأَعشى:

لَبُون مُعَرَّاة أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ

أَراد الجمع. وعُشْبٌ

مَلْبنَة، بالفتح: تَغْزُر عنه أَلبانُ الماشية وتَكْثُر، وكذلك بَقْلٌ

مَلْبنَة.

واللَّبْنُ: مصدر لَبَنَ القومَ يَلْبِنُهُم لَبْناً سقاهم اللَّبَنَ.

الصحاح: لَبَنْتُه أَلْبُنه وأَلْبِنُه سقيته اللَّبَنَ، فأَنا لابِنٌ.

وفرس مَلْبُون: سُقِيَ اللَّبَنَ؛ وأَنشد:

مَلْبُونة شَدَّ المليكُ أَسْرَها

وفرس مَلْبون ولَبِين: رُبِّيَ باللَّبن مثل عَليف من العَلَف. وقوم

مَلْبونون: أَصابهم من اللبن سَفَهٌ وسُكْرٌ

وجَهْل وخُيَلاءُ كما يصيبهم من النبيذ، وخصصه في الصحاح فقال: قوم

مَلْبونون إذا ظهر منهم سَفَةٌ

يصيبهم من أَلبان الإبل ما يصيب أَصحاب النبيذ. وفرس مَلْبُون: يُغَذَّى

باللبن قال:

لا يَحْمِلُ الفارسَ إلا المَلْبُونْ،

المَحْضُ من أَمامه ومن دُونْ

قال الفارسي: فعَدَّى المَلْبون لأَنه في معنى المسقِيِّ، والمَلْبون:

الجمل السمين الكثير اللحم. ورجل لَبِنٌ: شَرِبَ اللَّبَن

(* قوله «ورجل

لبن شرب اللبن، الذي في التكملة: واللبن الذي يحب اللبن). وأَلْبَنَ

القومُ، فهم لابِنُون؛ عن اللحياني: كثُرَ لَبَنُهم؛ قال ابن سيده: وعندي

أَنَّ لابِناً على النَّسَب كما تقول تامِرٌ وناعِلٌ. التهذيب: هؤلاء قوم

مُلْبِنون إذا كثر لبنهم. ويقال: نحن نَلْبُِنُ جيراننا أَي نسقيهم. وفي

حديث جرير: إذا سقَطَ كان دَرِيناً، وإن أُكِلَ كان لَبِيناً أَي مُدِرّاً

للَّبَن مُكْثِراً له، يعني أَن النَّعَم إذا رعت الأَراك والسَّلَم

غَزُرَتْ أَلبانُها، وهو فعيل بمعنى فاعل كقدير وقادر، كأَنه يعطيها

اللَّبَنَ، من لَبَنْتُ القومَ إذا سقيتهم اللبن. وجاؤوا يَسْتَلْبِنون: يطلبون

اللَّبنَ. الجوهري: وجاء فلان يسْتَلْبِنُ أَي يطلب لبَناً لعياله أَو

لضيفانه. ورجل لابِنٌ: ذو لَبَن، وتامِرٌ: ذو تمر؛ قال الحطيئة:

وغَرَرْتَني، وزَعَمْتَ أَنْـ

نَكَ لابنٌ، بالصَّيْفِ، تامِرْ

(* قوله «وغررتني إلخ» مثله في الصحاح، وقال في التكملة الرواية

أغررتني، على الإنكار).

وبَناتُ اللَّبنِ: مِعىً في البَطْن معروفة؛ قال ابن سيده: وبناتُ لَبنٍ

الأَمعاءُ التي يكون فيها اللَّبن. والمِلْبَنُ: المِحْلَبُ؛ وأَنشد ابن

بري لمسعود بن وكيع:

ما يَحْمِلُ المِلْبنَ إلا الجُرْشُعُ،

المُكْرَبُ الأَوْظِفَةِ المُوَقَّعُ

والمِلْبَنُ: شيء يُصَفَّى به اللَّبنُ أَو يُحْقَنُ. واللَّوابنُ:

الضُّروعُ؛ عن ثعلب. والألْتِبانُ: الارتضاع؛ عنه أَيضاً. وهو أَخوه بلِبان

أُمِّه، بكسر اللام

(* قوله «بكسر اللام» حكى الصاغاني فيه ضم اللام

أيضاً) . ولا يقال بلَبَنِ أُمِّه، إنما اللَّبَنُ الذي يُشْرَب من ناقة أَو

شاة أَو غيرهما من البهائم؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي الأَسْود:

فإن لا يَكُنْها أَو تَكُنْه، فإنه

أَخوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها

وأَنشد ابن سيده:

وأُرْضِعُ حاجةً بلِبانِ أُخرَى،

كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ

واللِّبانُ، بالكسر: كالرِّضاعِ؛ قال الكميت يمدح مَخْلَد بن يزيد:

تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَداً حَلِيفَينْ،

كانا معاً في مَهْدِه رَضِيعَينْ،

تَنازعا فيه لِبانَ الثَّدْيَينْ

(* قوله «تنازعا فيه إلخ» قال الصاغاني الرواية: تنازعا منه، ويروى رضاع

مكان لبان).

وقال الأَعشى:

رَضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تحالَفا

بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتَفَرَّقُ

وقال أَبو الأَسود: غَذَته أُمُّه بلبانِها؛ وقال آخر:

وما حَلَبٌ وافَى حَرَمْتُكَ صَعْرَةً

عَلَيَّ، ولا أُرْضِعْتَ لي بلِبانِ

وابنُ لَبُون: ولد الناقة إِذا كان في العام الثاني وصار لها لَبَنٌ.

الأَصمعي وحمزة: يقال لولد الناقة إِذا استكمل سنتين وطعن في الثالثة ابنُ

لَبُون، والأُنثى ابنةُ لَبُونٍ، والجماعات بناتُ

لَبونٍ للذكر والأُنثى لأَن أُمَّه وضعت غيره فصار لها لبن، وهو نكرة

ويُعَرّف بالأَلف واللام؛ قال جرير:

وابنُ اللَّبُونِ، إِذا لُزَّ في قَرَنٍ،

لم يسْتَطِعْ صَوْلةَ البُزْلِ القَناعِيسِ

وفي حديث الزكاة ذِكْرُ بنتِ اللَّبونِ

وابن اللَّبون، وهما من الإِبل ما أَتى عليه سنَتان ودخل في السنة

الثالثة فصارت أُمه لبوناً أَي ذاتَ لَبَنٍ لأَنها تكون قد حملت حملاً آخر

ووضعته. قال ابن الأَثير: وجاء في كثير من الروايات ابن لَبُون ذكَرٌ، وقد

علم أَن ابن اللبون لا يكون إِلا ذكراً، وإِنما ذكره تأْكيداً كقوله:

ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبان، وكقوله تعالى: تلك عَشَرةٌ كاملة؛

وقيل ذكر ذلك تنبيهاً لرب المال وعامل الزكاة، فقال: ابنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ

لتَطِيبَ نفسُ رَبِّ المال بالزيادة المأْخوذة منه إِذا عَلِمَ أَنه قد

شرع له من الحق، وأَسقط عنه ما كان بإزائه من فَضْلِ الأُنوثة في الفريضة

الواجبة عليه، وليعلم العاملُ أَن سِنَّ الزكاة في هذا النوع مقبول من رب

المال، وهو أَمر نادر خارج عن العُرْف في باب الصدقات، ولا يُنْكَرُ

تكرار اللفظ للبيان وتقرير معرفته في النفوس مع الغرابة والنُّدُور: وبَناتُ

لَبُونٍ: صِغارُ العُرْفُطِ، تُشَبَّه ببناتِ لَبونٍ من الإِبل.

ولَبَّنَ الشيءَ: رَبَّعَه.

واللَّبِنة واللبِّنْة: التي يُبْنَى بها، وهو المضروب من الطين

مُرَبَّعاً، والجمع لَبِنٌ ولِبْنٌ، على فَعِلٍ وفِعْلٍ، مثل فَخِذٍ وفِخْذ

وكَرِش وكِرْشٍ؛ قال الشاعر:

أَلَبِناً تُريد أَم أَروخا

(* قوله «أم أروخا» كذا بالأصل).

وأَنشد ابن سيده:

إِذ لا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ

هَوْذَلةَ المِشْآةِ عن ضَرْسِ اللَّبِنْ

قوله: أَبِنْ أَبِنْ أَي نَحِّها، والمِشْآةُ: زَبيل يُخرَجُ به الطين

والحَمْأَةُ من البئر، وربما كان من أَدَمٍ، والضَّرْسُ: تَضْريسُ طَيّ

البئر بالحجارة، وإِنما أَراد الحجارة فاضطُرَّ وسماها لَبِناً احتِياجاً

إِلى الرَّوِيّ؛ والذي أَنشده الجوهري:

إِمّا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ

دَلْْوَكَ عن حَدِّ الضُّروسِ واللَّبِنْ

قال ابن بري: هو لسالم بن دارة، وقيل: لابن مَيّادَة؛ قال: قاله ابن

دريد. وفي الحديث: وأَنا مَوْضِعُ تلك اللَّبِنَة؛ هي بفتح اللام وكسر الباء

واحدة اللَّبِنِ التي يُبْنَى بها الجدار، ويقال بكسر اللام

(* قوله

«ويقال بكسر اللام إلخ» ويقال لبن، بكسرتين، نقله الصاغاني عن ابن عباد ثم

قال: واللبنة كفرحة حديدة عريضة توضع على العبد إذا هرب. وألبنت المرأة

اتخذت التلبينة، واللبنة بالضم اللقمة) . وسكون الباء. ولَبَّنَ اللَّبِنَ:

عَمِله. قال الزجاج: قوله تعالى: قالوا أُوذينا من قبلِ أَن تأْتيَنا

ومن بعد ما جئتنا؛ يقال إِنهم كانوا يستعملون بني إسرائيل في تَلْبِين

اللَّبِنِ، فلما بُعث موسى، عله السلام، أَعْطَوْهم اللَّبِنَ يُلَبِّنونه

ومنعوهم التِّبْنَ ليكون ذلك أَشق عليهم. ولَبَّنَ

الرجلُ تَلْبيناً إِذا اتخذ اللَّبِنَ.

والمِلْبَنُ: قالَبُ اللَّبِنِ، وفي المحكم: والمِلْبَنُ الذي يُضْرَبُ

به اللَّبِنُ. أَبو العباس: ثعلب المِلْبَنُ المِحْمَلُ، قال: وهو مطوَّل

مُرَبَّع، وكانت المحامل مُرَبَّعة فغيرها الحجاج لينام فيها ويتسع،

وكانت العرب تسميها المِحْمَلَ والمِلْبَنَ والسّابِلَ. ابن سيده:

والمِلْبَنُ شِبْهُ المِحْمَل يُنْقَل فيه اللَّبِن.

ولَبِنَةُ القميص: جِرِبّانُه؛ وفي الحديث: ولَبِنَتُها ديباجٌ، وهي

رُقعة تعمل موضِعَ جَيْب القميص والجُبَّة. ابن سيده: ولَبِنَةُ القميص

ولِبْنَتُهُ بَنِيقَتُه؛ وقال أَبو زيد: لَبِنُ القميص ولَبِنَتُه ليس

لَبِناً عنده جمعاً كنَبِقَة ونَبِقٍ، ولكنه من باب سَلٍّ وسَلَّة وبَياض

وبَياضة.

والتَّلْبِينُ: حَساً يتخذ من ماء النُّخالة فيه لَبَنٌ، وهو اسم

كالتَّمْتينِ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، يقول التَّلْبِنة مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض تُذْهِبُ بعض

الحُزْن؛ الأَصمعي: التَّلْبينة حَساء يعمل من دقيق أَو نخالة ويجعل فيها عسل،

سميت تَلْبينة تشبهاً باللَّبَن لبياضها ورقتها، وهي تسمية بالمَرَّة من

التَّلبين مصدر لَبَنَ القومَ أَي سَقاهم اللَّبنَ، وقوله مَجَمَّةٌ

لفؤاد المريض أَي تَسْرُو عنه هَمَّه أَي تَكْشِفُه. وقال الرِّياشي في حديث

عائشة: عليكم بالمَشْنِيئَة النافعةِ التَّلْبين؛ قال: يعني الحَسْوَ،

قال: وسأَلت الأَصمعي عن المَشْنِيئَة فقال: يعني البَغِيضة، ثم فسر

التَّلْبينة كما ذكرناه. وفي حديث أُم كلثوم بنت عمرو ابن عقرب قالت: سمعت

عائشة، رضي الله عنها، تقول قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عليكم

بالتَّلْبين البَغيض النافع والذي نفسي بيده إِنه ليَغْسِلُ بطنَ أَحدكم كما

يغسل أَحدُكم وجهه بالماء من الوسخ؛ وقالت: كان إِذا اشتكى أَحدٌ من

أَهله لا تزالُ البُرْمة على النار حتى يأْتي على أَحد طرفيه؛ قال:أَراد

بقوله أَحد طرفيه يعني البُرْءَ أَو الموت؛ قال عثمان: التَّلْبينَة

الذي يقال له السَّيُوساب

(* قوله «السيوساب»

هو في الأصل بغير ضبط وهذا الضبط في هامش نسخة من النهاية معوّل

عليها) . وفي حديث علي: قال سُوَيْد بن غَفَلَةَ دخلتُ عليه فإِذا بين يديه

صحفةٌ فيها خَطِيفة ومِلْبَنة؛ قال ابن الأَثير: هي بالكسر المِلْعَقة،

هكذا شرح، قال: وقال الزمخشري المِلْبَنة لَبَنٌ يوضع على النار

ويُنَزِّلُ عليه دقيق، قال: والأَول أَشبه بالحديث.

واللَّبَانُ: الصدر، وقيل: وسَطُه، وقيل: ما بين الثَّدْيَينِ، ويكون

للإِنسان وغيره؛ أَنشد ثعلب في صفة رجل:

فلمّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِه،

تبَسَّمَ عن مَكْروهةِ الرِّيقِ عاصبِ

وأَشد أَيضاً:

يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تحت لَبَانِه

ودَفَّيْهِ منها دامِياتٌ وجالِبُ

وقيل: اللَّبانُ الصَّدْرُ من ذي الحافرخاصَّةً، وفي الصحاح:اللَّبانُ،

بالفتح، ما جرى عليه اللَّبَبُ من الصدرِ؛ وفي حديث الاستسقاء:

أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها

أَي يَدْمَى صَدْرُها لامْتِهانِها نفْسَها في الخدمة حيث لا تَجِدُ

ما تُعْطيه من يَخْدُمها من الجَدْبِ وشدَّة الزمان. وأَصلُ اللَّبان في

الفرس موضعُ اللَّبَبِ، ثم استعير للناس؛ وفي قصيد كعب، رضي الله عنه:

تَرْمي اللَّبَانَ بكفَّيْها ومِدْرَعِها

وفي بيت آخر منها:

ويُزْلِقُه منها لَبانٌ

ولَبَنَه يَلْبِنُه لَبْناً: ضَرَبَ لَبانَه. واللَّبَنُ: وجَعُ العُنق

من الوِسادَة، وفي المحكم: وجَعُ العُنق حتى لا يَقْدِرَ أَن

يَلْتَفِت، وقد لَبِنَ، بالكسر، لَبَناً. وقال الفراء: اللَّبِنُ الذي اشتكى

عُنُقَه من وِسادٍ أَو غيره. أَبو عمرو: اللَّبْنُ ا لأَكل الكثير.

ولَبَنَ من الطعام لَبْناً صالحاً: أَكثر؛ وقوله أَنشده ثعلب:

ونحنُ أَثافي القِدْرِ ، والأَكلُ سِتَّةٌ

جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ، وأَكْلَتُنا اللَّبْنُ

يقول: نحن ثلاثة ونأْكل أَكل ستة. واللَّبْنُ: الضربُ الشديد. ولَبَنَه

بالعصا يَلْبِنُه، بالكسر، لَبْناً إِذا ضربه بها. يقال: لَبَنَه ثلاث

لَبَناتٍ. ولَبَنه بصخرةٍ: ضربه بها. قال الأَزهري: وقع لأَبي عمرو

اللَّبْنُ، بالنون، في الأَكل الشديد والضرب الشديد، قال: والصواب

اللَّبْزُ، بالزاي، والنون تصحيف. واللَّبْنُ: الاسْتِلابُ؛ قال ابن سيده: هذا

تفسيره، قال: ويجوز أَن يكون مما تقدم. ابن الأَعرابي: المِلْبَنةُ

المِلْعَقةُ.

واللُّبْنَى: المَيْعَة. واللُّبْنَى واللُّبْنُ: شجر. واللُّبانُ: ضرب

من الصَّمْغ. قال أَبو حنيفة: اللُّبانُ شُجَيْرة شَوِكَة لا تَسْمُو

أَكثر من ذراعين، ولها ورقة مثل ورقة الآس وثمرة مثل ثمرته، وله

حَرارة في الفم. واللُّبانُ: الصَّنَوْبَرُ؛ حكاه السُّكَّرِيُّ وابن

الأَعرابي، وبه فسر السُّكَّرِيُّ قولَ امرئ القيس:

لها عُنُق كسَحُوقِ اللُّبانْ

فيمن رواه كذلك؛ قال ابن سيده: ولا يتجه على غيره لأَن شجرة

اللُّبانِ من الصَّمْغ إِنما هي قَدْرُ قَعْدَةِ إِنسان وعُنُقُ الفرس أَطولُ

من ذلك؛ ابن الأَعرابي: اللُّبانُ شجر الصَّنَوْبَر في قوله:

وسالِفَة كسَحُوقِ اللُّبانْ

التهذيب: اللُّبْنَى شجرة لها لَبَنٌ كالعسل، يقال له عَسَلُ لُبْنَى؛

قال الجوهري: وربما يُتَبَخَّر به؛ قال امرؤُ القيس:

وباناً وأُلْوِيّاً من الهِنْدِ ذاكِياً،

ورَنْداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتَّرا

واللُّبانُ: الكُنْدرُ. واللُّبانة: الحاجة من غير فاقة ولكن من

هِمَّةٍ. يقال: قَضَى فلان لُبانته، والجمع لُبانٌ كحاجةٍ وحاجٍ؛ قال ذو

الرمة:غَداةَ امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ ونغَّصتْ

لُباناً من الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ

ومَجْلِسٌ لَبِنٌ: تُقْضى فيه اللُّبانة، وهو على النسب؛ قال الحرث بن

خالد بن العاصي:

إِذا اجتَمعْنا هَجرْنا كلَّ فاحِشةٍ،

عند اللِّقاء، وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنُ

والتَّلَبُّنُ: التَّلَدُّنُ والتَّمَكُّثُ والتَّلبُّثُ؛ قال ابن بري:

شاهده قول الراجز:

قال لها: إِيّاكِ أَن تَوَكَّني

في جَلْسةٍ عِنديَ، أَو تَلَبَّني

وتَلَبَّنَ؛ تمكَّثَ؛ وقوله رؤبة

(* قوله

«وقول رؤبة فهل إلخ» عجزه كما في التكملة: راجعة عهداً من التأسن) :

فهل لُبَيْنَى من هَوَى التَّلبُّن

قال أَبو عمرو: التَّلبُّن من اللُّبانة. يقال: لي لُبانةٌ أَتَلبَّنُ

عليها أَي أَتمكَّثُ. وتَلبَّنْتُ تَلبُّناً وتَلدَّنْتُ تَلدُّناً

كلاهما: بمعنى تَلبَّثْتُ وتمكَّثْتُ. الجوهري: والمُلَبَّنُ، بالتشديد،

الفَلانَج؛ قال: وأَظنه مولَّداً. وأَبو لُبَيْنٍ: الذكر. قال ابن بري: قال

ابن حمزة ويُكَنَّى الذكر أَبا لُبَيْنٍ؛ قال: وقد كناه به المُفَجَّع

فقال:

فلما غابَ فيه رَفَعْتُ صَوْتي

أُنادي: يا لِثاراتِ الحُسَيْنِ

ونادَتْ غلْمَتي: يا خَيْلَ رَبِّي

أَمامَكِ، وابْشِرِي بالجَنَّتَيْنِ

وأَفْزَعَه تَجاسُرُنا فأَقْعَى،

وقد أَثْفَرْتُه بأَبي لُبَيْنِ

ولُبْنٌ ولُبْنَى ولُبْنانٌ: جبال: وقول الراعي:

سيَكْفِيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ

كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون ترخيمَ لُبْنانٍ في غير النداء اضطراراً،

وأَن تكون لُبْنٌ أَرضاً بعينها؛ قال أَبو قِلابةَ الهُذَليُّ:

يا دارُ أَعْرِفُها وَحْشاً مَنازِلُها،

بَينَ القَوائِم من رَهْطٍ فأَلْبانِ

قال ابن الأَعرابي: قال رجل من العرب لرجل آخر لي إِليك حُوَيِّجَة،

قال: لا أَقْضِيها حتى تكونَ لُبْنانِيَّة أَي عظيمة مثل لُبْنانٍ، وهو

اسم جبل، قال: ولُبْنانٌ فُعْلانٌ ينصرف. ولُبْنَى:اسم امرأَة.

ولُبَيْنَى: اسم ابنة إِبليس، واسمُ ابنه لاقِيسُ، وبها كُنِيَ أَبا

لُبَيْنَى؛ وقول الشاعر:

أَقْفَرَ منها يَلْبَنٌ فأَفْلُس

قال: هما موضعان .

Expand
لبن
: (اللَّبْنُ) ، بالفَتْحِ: (الأَكْلُ الكَثيرُ) عَن أَبي عَمْرٍ و. يقالُ: لَبَنَ من الطَّعامِ لَبْناً صالِحاً: أَكْثَرَ، وقَوْلُه أَنْشَدَه ثَعْلَب:
ونحنُ أَثافِي القِدْرِ والأَكْلُ سِتَّةٌ جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ وأَكْلَتُنا اللَّبْنُيقولُ: نحنُ ثلاثَةٌ ونأْكُلُ أَكْلَ سِتَّة.
(و) اللَّبْنُ: (الضَّرْبُ الشَّديدُ) ؛) عَن أَبي عَمْرٍ وأَيْضاً. يقالُ: لَبَنَه بالعَصا لَبْناً، مِن حَدِّ ضَرَبَ: إِذا ضَرَبَه بهَا. ويقالُ: لَبَنَه ثلاثَ لَبَناتٍ. ولَبَنَه بصَخْرةٍ: ضَرَبَه بهَا.

قالَ الأزْهرِيُّ: وَقَعَ لأبي عَمْرٍ واللَّبْنُ، بالنونِ، فِي الأَكْلِ الشَّديدِ والضَّرْبِ الشَّديدِ، قالَ: والصَّوابُ اللَّبْزُ، بالزّاي، والنونُ تَصْحيفٌ.
(وبالضَّمِّ بِلا لامٍ: جَبَلٌ م) مَعْروفٌ فِي دِيارِ عَمْرو بنِ كِلابٍ، ويُؤَنَّثُ. وقيلَ: هَضَبَةٌ؛ قالَهُ نَصْر. وقَوْل الرَّاعِي:
سيَكْفِيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قالَ ابنُ سِيدَه: يَجوزُ أَنْ يكونَ تَرْخيمَ لُبْنانٍ فِي غيْرِ النِّداءِ اضْطِراراً، وأَنْ تكونَ لُبْنٌ أَرْضاً بعَيْنِها.
(و) أضَاةُ لِبْن، (بالكسْرِ) :) حَدٌّ (مِن حُدودِ الحَرمِ على طرِيقِ اليَمَنِ) ؛) عَن نَصْر.
(و) اللَّبِنُ، (ككَتِفٍ: المَضْروبُ من الطِّينِ مُرَبَّعاً للبِناءِ) ، واحِدَتُه لَبِنَةٌ؛ وَمِنْه الحديثُ: (وأَنا مَوْضِعُ تلْكَ اللَّبِنَةِ) . (ويقالُ فِيهِ بالكَسْرِ) أَيْضاً: كفَخِذٍ وفِخْذٍ وكَرِشٍ وكِرْشٍ؛ (وبكَسْرَتَيْن: كإِبِلٍ، لُغَةٌ) ثالِثَةٌ؛ وقَوْلُه كإِبِلٍ مُسْتدركٌ.
(ولَبَّنَ تَلْبِيناً: اتَّخَذَهُ) وعَمِلَهُ (و) لَبَّنَ (مَجْلساً تُقْضَى فِيهِ اللُّبانَةُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: ومَجْلِسٌ تُقْضَى فِيهِ اللُّبانَةُ أَي مَجْلِسٌ لَبِنٌ، وَهُوَ على النَّسَبِ؛ قالَ الحارِثُ بنُ خالِدِ بنِ العاصِي:
إِذا اجْتَمعْنا هَجَرْنا كلَّ فاحِشةٍ عنْدَ اللِّقاءِ وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنٌ (واللَّبُونُ و) اللَّبِنُ؛ (ككَتِفٍ: مُحِبُّ اللَّبَنِ وشَارِبُه) ؛) وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ.
(ولَبَنُ كلِّ شَجَرَةٍ: ماؤُها) ، على التَّشْبيهِ.
(وشاةٌ لَبُونٌ ولَبِنَةٌ) ، كفَرِحَةٍ، (ولَبَنِيَّةٌ) ، بياءِ النِّسْبَةِ، (ومُلْبِنٌ، كمُحْسِنٍ، ومُلْبِنَةٌ) :) صارَتْ (ذاتَ لَبَنٍ) ، وكذلِكَ الناقَةُ. (أَو تُرِكَ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: أَو نَزَلَ اللَّبَنُ، (فِي ضَرْعِها) ؛) وَقد لَبِنَتْ، كفَرِحَ، وأَلْبَنَتْ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَعْجَبها إِذا أَلْبَنَتْ لِبانُه وَإِذا كانتْ ذاتَ لَبَنِ فِي كلِّ أَحايينها فَهِيَ لَبُونٌ، ووَلَدُها فِي تلْكَ الحالِ ابنُ لَبُونٍ.
(أَو اللَّبُونُ واللَّبُونَةُ) مِن الشِّياهِ والإِبِلِ: (ذاتُ اللَّبَنِ غَزِيرةً كانتْ أَو بَكِيَّةٌ) .) وَفِي المُحْكَم: اللّبُونُ، وَلم يُخَصِّصْ؛ قالَ: و (ج لِبانٌ ولِبْنٌ) ، بكسْرِهِما؛ وقيلَ: لِبْنٌ اسمٌ للجَمْعِ، فَإِذا قَصَدُوا قَصْدَ الغَزِيرَةِ قَالُوا لَبِنَة وجَمْعُها لَبِنٌ ولِبانٌ، الأخيرَةُ عَن أَبي زيْدٍ.
قالَ اللّحْيانيُّ: اللَّبُونُ واللَّبُونَةُ مَا كانَ بهَا لَبَنٌ، وَلم يَخُصَّ شَاة وَلَا نَاقَة؛ قالَ: (و) الجَمْعُ (لُبْنٌ) ، بالضمِّ، (ولَبائِنُ) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّ لُبْناً جَمْعُ لَبُونٍ، ولَبائِنَ جَمْعُ لَبُونَة، وإنْ كانَ الأوَّل لَا يَمْتَنِع أَنْ يُجْمَعَ هَذَا الجَمْعُ؛ وقوْلُه:
من كَانَ أَشْرَكَ فِي تَفَرُّق فالِجٍ فلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِقال عنْدِي أنَّه وَضَعَ اللَّبُونَ هُنَا مَوْضِعَ اللُّبْنِ، وَلَا يكونُ هُنَا واحِداً لأنَّه قالَ جَرِبَتْ مَعًا، ومعاً إنَّما يَقَعُ على الجَمِيعِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: يقالُ كم لُبْنُ شَاتِكَ أَي كم مِنْهَا ذاتُ لَبَنٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: يقالُ كم لُبْنُ غَنَمِكَ ولِبْنُ غَنَمِكَ، أَي ذَواتُ الدَّرِّ مِنْهَا.
وقالَ الكِسائي: إنّما سمعَ كم لِبْنُ غَنَمِكَ، أَي كم رِسْلُ غَنَمِكَ.
وقالَ الفرَّاءُ: شاءٌ لَبِنَةٌ وغَنَمٌ لِبانٌ ولِبْنٌ ولُبْنٌ؛ قالَ: وزَعَمَ يونُسُ أنَّه جَمْعٌ، وشاءٌ لِبْنٌ بمنْزِلَةِ لُبْنٍ؛ وأَنْشَدَ الكِسائي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى:
رأَيْتُك تَبْتاعُ الحِيالَ بلُبْنِهاوتأْوِي بَطِيناً وابنُ عَمِّكَ ساغِبُقالَ: واللُّبْنُ جَمْعُ اللَّبُونِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: الحَلُوبَةُ مَا احْتُلِبَتْ مِن النُّوقِ، وَهَكَذَا الواحِدَةُ منهنَّ حَلُوبَةٌ واحِدَةٌ، وكذلِكَ اللَّبُونَةُ مَا كانَ بهَا لَبَنٌ، وكذلِكَ الواحِدَةُ منهنَّ أَيْضاً، فَإِذا قَالُوا حَلُوبٌ ولَبُونٌ لم يَكُنْ إلاَّ جَمْعاً؛ قالَ الأَعْشَى:
لَبُون مُعَرَّاة أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ أَرادَ الجَمْعَ.
(وعُشْبٌ مَلْبَنَةٌ) ، كمَرْحَلَةٍ؛ (تَغْزُرُ عَلَيْهِ أَلْبانُ الماشِيَةِ) وتَكْثُرُ، وكَذلِكَ بَقْلٌ مَلْبَنَةٌ.
(ولَبَنَهُ يَلْبِنُهُ ويَلْبُنُه) ، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، لَبْناً: (سقاهُ اللَّبَنَ) ، فَهُوَ لابِنٌ وذاكَ مَلْبُونٌ.
(والمَلْبُونُ: مَنْ بِهِ، كالسُّكْرِ من شُرْبِه) .) يقالُ: قَوْمٌ مَلْبُونُونَ: إِذا أَصابَهُم من اللّبنِ سَفَهٌ وسُكْرٌ وجَهْلٌ وخُيَلاءُ، كَمَا يُصيبُهم من النَّبيذِ، وخَصَّصَه فِي الصِّحاحِ فقالَ: إِذا ظَهَرَ مِنْهُم سَفَهٌ يُصِيبُهم مِنْ أَلْبانِ الإِبِلِ مَا يُصيبُ أَصْحابَ النَّبِيذِ.
(والفَرَسُ) المَلْبُونُ: (المُغَذَّى بِهِ) ؛) قالَ:
لَا يَحْمِلُ الفارِسَ إلاَّ المَلْبُونْالمَحْضُ من أَمامه وَمن دُونْقالَ الفارِسيُّ: فعَدَّى المَلْبُون لأنَّه فِي معْنَى المسقِيِّ، (كاللَّبِينِ) ، كأَمِيرٍ، كالعَلِيفِ مِن العَلَفِ، فَعِيل بمَعْنَى مَفْعولٍ.
(وأَلْبَنُوا فَهُم لابِنُونَ) ، عَن اللَّحْياني، أَي (كَثُرَ لَبَنُهم) .
(قالَ ابنُ سِيْدَه: وعنْدِي أنَّ لابِناً على النَّسَبِ كَمَا تَقولُ: تامِرٌ وناعِلٌ؛ قالَ الحُطَيْئة:
وغَرَرْتَني وزَعَمْتَ أنَّكَلابِنٌ بالصَّيْفِ تامِرْ ويُرْوَى: لابنى بالصّيْفِ تامِرْ (و) أَلْبَنَتِ (النَّاقَةُ: نَزَلَ فِي ضَرْعِها) اللَّبَنُ، فَهِيَ مُلْبِنٌ؛ وَقد تقدَّمَ شاهِدُه.
(و) أَلْبَنَ الرَّجُل: (اتَّخَذَ التَّلْبِينَةَ) ؛) وسَيَأْتي مَعْناها قَرِيباً.
(واسْتَلْبَنُو) هـ: (طَلَبُوه) لعِيالِهم أَو لضِيفَانِهم، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(وبَناتُ لَبَنٍ: الأَمْعاءُ الَّتِي يكونُ فِيهَا) اللَّبَنُ.
(والمِلْبَنُ، كمِنْبَرٍ: مِصْفاتُهُ) أَو محْقَنُهُ.
(و) أَيْضاً: (المِحْلَبُ) زِنَةً ومعْنًى؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لمَسْعودِ بنِ وكيعٍ:
مَا يَحْمِلُ المِلْبَنَ إلاَّ الجُرْشُعُالمُكْرَبُ الأَوْظِفَةِ المُوَقَّعُ (و) قيلَ: هُوَ (قالَبُ اللَّبَنِ، أَو شيءٌ يُحْمَلُ فِيهِ اللَّبَنُ) شِبْهُ المِحْمَلِ.
(و) المِلْبَنَةُ، (بهاءٍ: المِلْعَقَةُ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ الأثيرِ حدِيثَ عليَ، قالَ سُوَيْد بنُ غَفَلَةَ: وَقَفْتُ عَلَيْهِ فَإِذا بَيْنَ يَدَيْه صحِيفَةٌ فِيهَا خَطِيفَة ومِلْبَنَة.
(والتَّلْبِينُ و) التَّلْبِينَةُ، (بهاءٍ: حَساءٌ يُتَّخَذُ من نُخالَةٍ ولَبَنٍ وعَسَلٍ) ، وَهُوَ اسمٌ كالتَّمْنِين.
وقالَ الأصْمَعيُّ: يُعْمَلُ من دَقِيقٍ أَو مِن نُخالَةٍ ويُجْعَلُ فِيهَا عَسَلٌ، سُمِّيت تَلْبِينَةٌ تَشْبِيهاً باللَّبَنِ لبَياضِها ورقَّتِها، وَهِي تَسْمِيَةٌ بالمَرَّةِ من التَّلْبِينِ.
وَفِي الحدِيثِ: (التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ لفُؤادِ المَرِيضِ) ، أَي تَسْرُو عَنهُ هَمَّه.
(وَفِي الحَدِيثِ: (عَلَيْكم بالتَّلْبِينِ البَغِيضِ النَّافِع) .
(واللَّوابِنُ: الضُّروعُ) ، عَن ثَعْلَب.
(والاِلْتِبانُ: الارْتِضاعُ) ، عَنهُ أَيْضاً.
(واللِّبَانُ) ، بالكسْرِ: (الرَّضاعُ) .) يقالُ: هُوَ أَخُوه بلِبَانِ أُمِّه، وَلَا يقالُ بلَبَنِ أُمِّه، إنَّما اللَّبَنُ الَّذِي يُشْرَبُ من ناقَةٍ أَو شاةٍ أَو غيرِها مِن البَهائِمِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه:
وأُرْضِعُ حَاجَة بلِبانِ أُخْرَى كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِوقالَ الكُمَيْت يمدحُ مَخْلَد بن يزيدٍ:
تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَداً حَلِيفَينْكانا مَعًا فِي مَهْدِه رَضِيعَينْ تَنازَعا فِيهِ لِبانَ الثَّدْيَينْ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ لأبي الأسْودِ:
أَخُوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها وَقد ذُكِرَ فِي كَون.
(و) اللُّبانُ، (بالضَّمِّ) :) ضَرْبٌ مِنَ الصَّمْغِ يقالُ لَهُ (الكُنْدُرُ) .
(وقالَ أَبو حَنيفَةَ: اللُّبانُ شُجَيْرَةٌ شَوْكَةٌ لَا تَسْمُو أَكْثَر من ذِراعَيْن، وَلها وَرَقَةُ الآسِ وثَمَرَةٌ مثْلُ ثَمَرَتِه، وَله حَرارَةٌ فِي الفمِ.
(و) اللُّبانُ: شَجَرُ (الصَّنَوْبَرِ) ؛) حَكَاهُ السُّكَّرِيُّ وابنُ الأَعْرابيِّ. وَبِه فَسَّرَ السُّكَّريُّ قَوْلَ امْرِىءِ القَيْسِ:
لَهَا عُنُق كسَحُوقِ اللُّبانْ فيمَنْ رَوَاهُ كَذلِكَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يتَّجهُ على غيرِهِ لأنَّ شَجَرَةَ اللُّبانِ مِنَ الصَّمْغِ إنَّما هِيَ قَدْرُ قَعْدَةِ إنْسانٍ وعُنُقُ الفَرَسِ أَطْولُ مِن ذلِكَ.
(و) اللُّبانُ: (الحاجاتُ من غيرِ فاقةٍ بَلْ من هِمَّةٍ) فَهُوَ أَخَصُّ وأَعْلَى من مطْلَقِ الحاجَةِ؛ (جَمْعُ لُبانَةٍ) .) يقالُ: قَضَى فلانٌ لُبانَتَه؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
غَداةَ امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ ونغَّصتْلُباناً مِن الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ (و) اللَّبَانُ، (بالفَتْحِ: الصَّدْرُ أَو وَسَطُه أَو مَا بينَ الثَّدْيَيْنِ) ، ويكونُ للإنْسانِ وغيرِهِ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب فِي صفَةِ رجُلٍ:
فلمَّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِهتَبَسَّمَ عَن مَكْروهةِ الرِّيقِ عاصِبُوأَنْشَدَ أَيْضاً:
يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تحتَ لَبَانِهودَفَّيْهِ مِنْهَا دامِياتٌ وحالِبُ (أَو صَدْرُ ذِي الحافِرِ) خاصَّةً.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ مَا جَرَى عَلَيْهِ اللَّبَبُ مِن الصَّدْرِ؛ وَفِي حدِيثِ الاسْتِسْقاءِ:
أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها أَي صَدْرُها لامْتِهانِها نَفْسَها فِي الخِدْمَةِ حيثُ لَا تَجِدُ مَا تُعْطِيه من الجَدْبِ وشِدَّةِ الزَّمانِ. وأَصْلُ اللَّبانِ فِي الفَرَسِ مَوْضِعُ اللَّبَبِ، ثمَّ اسْتُعِيرَ للناسِ، وَفِي قَصِيدة كَعْبٍ:
ترْمي اللَّبَانَ بكفَّيْها ومِدْرَعِها (ولَبِنُ القَمِيصِ، ككَتِفٍ ولَبِينَهُ) ، كأَميرٍ، (ولِبْنَتُه، بالكسْرِ: بَنِيقَتُه) وجِرِبَّانُه.
وقيلَ: رُقْعةٌ تُعْمَلُ مَوْضِعَ جَيْبِ القَمِيصِ والجُبَّةِ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: وليسَ لَبِن جَمْعاً، ولكنَّه مِن بابِ سَلَ وسَلَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ. (وابنُ اللَّبُونِ: وَلَدُ النَّاقَةِ إِذا كانَ فِي العامِ الثَّاني واسْتَكْمَلَهُ، أَو إِذا) اسْتَكْمَلَ سَنَتَيْنِ و (دَخَلَ فِي) العامِ (الثَّالِثِ) ؛) قالَهُ الأَصْمعيُّ وحَمْزَةُ.
(وَهِي ابْنَةُ لَبُونٍ) ، والجَمَاعاتُ بَناتُ لَبُون، للذَّكَرِ والأُنْثى، لأنَّ أُمَّه وَضَعَتْ غَيْرَه فصارَ لَهَا لَبَنٌ، وَهُوَ نَكِرَةٌ ويُعَرَّفُ بالأَلفِ واللامِ؛ قالَ جريرٌ:
وابنُ اللَّبُون إِذا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ لم يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِوفي حدِيثِ الزَّكاةِ ذِكْرُ بنتِ اللَّبُونِ وابنِ اللّبُونِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وجاءَ فِي كثيرٍ مِنَ الرِّواياتِ ابْن لَبُونٍ ذَكَرٌ، وَقد عُلِم أنَّ ابنَ اللَّبُونِ لَا يكونُ إلاَّ ذَكَراً، وإنَّما ذَكَرَه تأْكِيداً كقَوْلِه: ورَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بينَ جُمادَى وشَعْبان؛ وكقَوْلِه تَعَالَى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ} .
(وبَناتُ لَبُون: صِغارُ العُرْفُطِ) تُشَبَّهُ ببَناتِ لَبُونٍ مِنَ الإِبِلِ.
(واللُّبْنَةُ، بالضَّمِّ: اللُّقْمَةُ أَو كبيرَتُها.
(وأَلْبانُ) ، جَمْعُ لَبَنٍ كأَجْمالٍ وجَمَلٍ: (جَبَلٌ.
(و) قيلَ: (ة بالحِجازِ) ، جاءَ فِي شِعْرِ أَبي قلابَةَ الهُذَليِّ:
يَا دارُ أَعْرِفُها وَحْشاً مَنازِلُهابَينَ القَوائمِ من رَهْطٍ فأَلْبانِورَوَاهُ بعضُهم: فأَلْيانِ، بالياءِ آخِر الحُرُوف.
(و) أَلْبانُ: (ع بينَ القُدْسِ ونابُلُسَ.
(ولُبْنانُ، بالضَّمِّ: جَبَلٌ بالشَّامِ) ، مُتَعَبَّدُ الأَوْلياءِ والصَّالِحِين، وَهُوَ فُعْلالٌ يَنْصَرِفُ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبو العبَّاسِ محمدُ بنُ الحارِثِ اللُّبْنانيُّ، رَوَى عَن صَفْوانَ بن صالِحٍ، وَعنهُ أَبو جَعْفرٍ الأَرْزنانيّ.
(واللُّبَيَّانِ) ، كأَنَّهُ مُثَنَّى لُبَيَ: (ع) ؛) وقالَ نَصْر: هُما ماءانِ لبَني العَنْبرِ فِي تمِيمٍ، بينَ قَبْرِ الْعَبَّادِيّ والثَّعْلَبِيَّةِ على يَسار الخارِجِ مِن الكُوفَةِ، والأَوْلَى ذِكْرُه فِي لبي.
(ولَبُونُ: د.
(ولُبْنَةُ، بالضَّمِّ: ة بأَفْرِيقِيَّة) ، مِنْهَا: عبدُ الوليِّ بنُ محمدِ بنِ عقبَةَ اللّخَميُّ اللُّبْنيُّ سَمِعَ مِن الشيخِ نَصْر المَقْدسِيّ وابنِ خَلَف الطَّبريّ، ماتَ سَنَة 547؛ وابْنُه الفَقيهُ القاضِي محمدُ بنُ عبْدِ الوليِّ بنِ عيسَى عَن أَبي ذَرَ الهَرَويِّ، وَعنهُ ابنُ الأَنماطي والرَّشِيدُ العَطَّار، وضَبَطَه فِي مَشْيختِه.
قُلْت: وَابْن الجواني النَّسَّابَة؛ كانَ فاضِلاً ماتَ سَنَة 594.
(ويَلابِنُ،) بكسْرِ الموحَّدَةِ: (وادٍ بَين حَرَّةِ بَني سُلَيْمٍ وجِبالِ تِهامَةَ؛ أَو هُوَ يَلْبُنُ جُمِعَ بِمَا حولَهُ) ، كَذَا فَسَّرَه ابنُ السِّكِّيت، فِي قَوْلِ كثيِّرٍ:
بذل السفح فِي اليلابن منهاكل أدما مرشح وظليمِوقالَ أَيْضاً: يَلْبُنُ جَبَلٌ أَو قلتٌ عَظيمٌ بالنَّقِيعِ من حَرَّة بَني سُلَيْمٍ؛ وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:
حياتيَ مَا دَامَت بشَرْقيّ يَلْبنبرامٍ وأضحت لم تسير صخورها (ولُبْنَى، كبُشْرَى: امرأَةٌ) .) وَفِي الصَّحابيَّات: لُبْنَى بنْتُ ثابِتٍ أُخْتُ حَسَّان؛ وابْنَةُ الخَطِيمِ الأَوْسِيَّة؛ وابْنَةُ قَيْسٍ الأَنْصارِيّ. (و) لُبْنَى: اسمُ (فرَسٍ.
(و) لُبْنَى: (شَجَرَةٌ لَهَا عَسَلٌ) ، وَهِي المَيْعَةُ وَقد يُتَبَخَّرُ بهَا؛ (و) قد (ذُكِرَ فِي (ع س ل) .
(وحاجَةٌ لُبْنانِيَّةٌ، بالضَّمِّ) :) أَي (عَظيمَةٌ) .
(قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: قالَ رَجُلٌ مِن العَرَبِ لرجُلٍ آخَر: لي إليكَ حُوَيِّجَةٌ، قالَ: لَا أَقْضِيها حَتَّى تكونَ لُبْنانِيَّةً، أَي عَظيمَةً مِثْل لُبْنانٍ، وَهُوَ اسمُ جَبَلٍ (ولُبَيْنَى) ، مُصغَّراً مَقْصوراً: (امْرأَةٌ) .
(قالَ الهَجَريُّ: هِيَ ابْنَةُ الوحِيدِ بنِ كعْبِ عامِرِ بنِ كِلابٍ، كانتْ عندَ قشيرِ بنِ كَعْبٍ فوَلَدَتْ لَهُ سَلَمَةَ الشَّرِّ والأَعْور، فَبَنُو لُبَيْن ولدُ عَمِّ هذَيْن.
(و) لُبَيْن: (اسمُ ابْنَةِ إِبْلِيس، لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
(و) أَيْضاً: (اسمُ ابْنةٍ لأُقَيْسٍ) ، وَبهَا كُنِيَ أَبا لُبَيْنَةَ.
(و) أَيْضاً: (فَرَسُ) زفرِ بنِ (خُنَيْسِ بن الحدَّاءِ الكَلْبيِّ.
(وتَلَبَّنَ) :) إِذا (تَمَكَّث وتَلَدَّنَ) وتَلَبَّثَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للرَّاجزِ:
قالَ لَهَا: إيَّاكِ أنْ تَوَكَّنيفي جَلْسةٍ عِنديَ أَو تَلَبَّنيوهو مِن اللُّبَانَةِ. يقالُ: لي لُبانَةٌ أَتَلَبَّنُ عَلَيْهَا؛ قالَهُ أَبو عَمْرٍ و.
(وأَبو لُبَيْنٍ، كزُبَيْرٍ) :) كُنْيَةُ (الذَّكَرِ) ؛) رَوَاهُ ابنُ بَرِّي عَن أَبي حَمْزَةَ؛ قالَ: وَقد كَنَّاهُ المُفَجَّع فقالَ:
فَلَمَّا غابَ فِيهِ رَفَعْتُ صَوْتيأُنادي يَا لِثارَاتِ الحُسَيْنِونادَتْ غلْمَتِي يَا خَيْلَ رَبِّيأَمامَكِ وابْشِرِي بالجنَّتَيْنِ وأَفْزَعَه تجَاسُرُنا فأَقْعَى وَقد أَثْفَرْتُه بأَبي لُبَيْنِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اللَّبَنُ، محرَّكةً: اسمُ جِنْسٍ.
قالَ اللّيْثُ: هُوَ خُلاصُ الجَسَدِ ومُسْتَخْلَصُه مِن بَيْن الفرثِ والدَّمِ، وَهُوَ كالعَرقِ يَجْرِي فِي العُرُوقِ، والجَمْعُ أَلْبانٌ، والطائِفَةُ القَلِيلَةُ مِنْهُ لَبَنَةٌ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: دَرَّ لَبَنَة القاسِمِ فذَكَرْته؛ وَفِي رِوايَةٍ: لُبَيْنَة القاسِمِ؛ وَقد يُرادُ باللَّبَنِ الإِبِلُ الَّتِي لَهَا لَبَنٌ وأَهْلُ اللَّبَنِ: هُم أَهلُ البادِيَةِ يَطْلُبونَ مَواضِعَ اللَّبَنِ فِي المَراعِي والمَبادِي.
ولبِنَتِ الشاةُ، كفَرِحَ، غَزُرَتْ.
والمَلْبُون: الجَمَلُ السَّمِينُ الكَثيرُ اللَّحْمِ.
واللَّبِينُ: المُدِرُّ للَّبَنِ المُكْثِرُ لَهُ، فَعِيلٌ بمَعْنَى فاعِلٍ، كقَدِيرٍ وقادِرٍ.
ولَبّنَ الشيءَ تَلْبِيناً: رَبَّعَهُ.
وقالَ ثَعْلَب: المِلْبَنُ، كمِنْبَرٍ: المِحْمَلُ؛ قالَ: وكانتِ المَحامِلُ مُرَبَّعَة فغيَّرَها الحجَّاجُ لينامَ فِيهَا ويتّسع، وكانتِ العَرَبُ تسمِّيها المِحْمَلَ والمِلْبَنَ والسَّابِلَ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ: المِلْبَنَةُ، كمِكْنَسَةٍ: لَبَنٌ يُوضَعُ على الماءِ ويُنْزَلُ عَلَيْهِ دَقِيقٌ؛ وَبِه فسّرَ الحدِيثَ السَّابِق.
واللَّبَنُ: وَجَعُ العُنُقِ مِن وِسادَةٍ وغيرِها حَتَّى لَا يَقْدِرَ أَنْ تَلْتَفِتَ، وَقد لَبِنَ، بالكَسْرِ، فَهُوَ لَبِنٌ، عَن الفرَّاءِ.
واللُّبْنُ، بالضمِّ: شَجَرٌ.
ولُبْنَى: جَبَلٌ.
وأَيْضاً: قَرْيةٌ بشَرْقية مِصْرَ، وأَيْضاً لُبَيْنَةُ كجُهَيْنَةَ. ولُبْنى أَيْضاً: مَوْضِعٌ بالشامِ لبَنِي جُذَام؛ عَن نَصْر.
ولُبْنانُ: مُثَنّى لُبْن، بالضمّ: جَبَلانِ قُرْبَ مكَّة الأَعْلَى والأَسْفَل.
ولَبَنٌ، محرَّكةً: جَبَلٌ لهُذَيْلٍ بتِهامَةَ.
وظلُّوا يَرْتَمونَ ببَناتِ لَبُونٍ: إِذا ارْتَموا بصخْرٍ عِظامٍ، وَهُوَ مجازٌ كَمَا فِي الأساسِ.
ولَبَّنَ القَمِيصَ: جَعَلَ لَهُ لَبِنَةً.
واللَّبَّانُ: مَنْ يَبِيعُ اللَّبَنَ ويَعْمَلُهُ؛ واشْتَهَر بِهِ أَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ المِصْريُّ، انتَهَى إِلَيْهِ عِلْمُ الفَرائِضِ، وتَصانِيفُه مَشْهورَةٌ، سَمِعَ سننَ أَبي دَاوُدٍ عَن ابْن داسَة، وَعنهُ القاضِي أَبو الطَّيِّب الطَّبْري وأَبو القاسِمِ التَّنوخِي.
وَأَبُو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ النُّعْمان الأصْفَهاني عُرِفَ بابنِ اللَّبَّان عَن أَبي حامِدٍ الأسْفرايني وابنِ مَنْده.
وأَبو عليَ عَمْرٌ وبنُ عليِّ بنِ الحُسَيْنِ الصُّوفي النسَّابَةُ عُرِفَ بابنِ أَخي اللبنِ.
ومُعِينُ الدِّيْن هبَةُ اللَّهِ بنُ قاري اللَّبن رَاوِي الشاطِبيّة عَن الناظِمِ.
ولُبَّنٌ، كسُكَّرٍ: من قُرَى القُدْسِ؛ مِنْهَا: الزَّكيُّ محمدُ بنُ عبْدِ الواحِدِ المَخْزوميُّ قاضِي بَعْلَبَك، وابْنُه مُعِينُ الدِّيْن الكاتِبُ.
وبالتَّحْريكِ: أَبو المَكارِمِ عرفَةُ بنُ عليَ البَنْدَنِيجي اللَّبَنِيُّ، كانَ يَشْرَبُ اللّبَن، وَلَا يأْكُلُ الخُبْزَ، حدَّثَ عَن أَبي الفضْلِ الأَرْموي. وسويقَةُ اللّبَنِ: مَحَلَّةٌ بمِصْرَ بالقُرْبِ من بركَة جناق.
Expand

شرق

شرق
شَرَقَتِ الشمس شُرُوقاً: طلعت، وقيل: لا أفعل ذلك ما ذرّ شَارِقٌ ، وأَشْرَقَتْ: أضاءت.
قال الله: بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ
[ص/ 18] أي: وقت الإشراق.
والْمَشْرِقُ والمغرب إذا قيلا بالإفراد فإشارة إلى ناحيتي الشَّرْقِ والغرب، وإذا قيلا بلفظ التّثنية فإشارة إلى مطلعي ومغربي الشتاء والصّيف، وإذا قيلا بلفظ الجمع فاعتبار بمطلع كلّ يوم ومغربه، أو بمطلع كلّ فصل ومغربه، قال تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
[الشعراء/ 28] ، رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ [الرحمن/ 17] ، بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ [المعارج/ 40] ، وقوله تعالى:
مَكاناً شَرْقِيًّا
[مريم/ 16] ، أي: من ناحية الشّرق. والْمِشْرَقَةُ : المكان الذي يظهر للشّرق، وشَرَّقْتُ اللّحم: ألقيته في الْمِشْرَقَةِ، والْمُشَرَّقُ: مصلّى العيد لقيام الصلاة فيه عند شُرُوقِ الشمس، وشَرَقَتِ الشمس: اصفرّت للغروب، ومنه: أحمر شَارِقٌ: شديد الحمرة، وأَشْرَقَ الثّوب بالصّبغ، ولحم شَرَقٌ: أحمر لا دسم فيه.
ش ر ق : شَرَقَتْ الشَّمْسُ شُرُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَشَرْقًا أَيْضًا طَلَعَتْ وَأَشْرَقَتْ بِالْأَلِفِ أَضَاءَتْ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُمَا بِمَعْنًى وَأَشْرَقَ دَخَلَ فِي وَقْتِ الشُّرُوقِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرَ أَيْ نَدْفَعَ فِي السَّيْرِ.

وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ ثَلَاثَةٌ وَهِيَ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُقَدَّدُ فِي الشَّرْقَةِ وَهِيَ الشَّمْسُ وَقِيلَ تَشْرِيقُهَا تَقْطِيعُهَا وَتَشْرِيحُهَا وَشَرِقَتْ الشَّاةُ
شَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَتْ مَشْقُوقَةَ الْأُذُنِ بِاثْنَتَيْنِ فَهِيَ شَرْقَاءُ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ شَرَقَهَا شَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ.

وَالشَّرْقُ جِهَةُ شُرُوقِ الشَّمْسِ وَالْمَشْرِقُ مِثْلُهُ وَهُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي الْأَكْثَرِ وَبِالْفَتْحِ وَهُوَ الْقِيَاسُ لَكِنَّهُ قَلِيلُ الِاسْتِعْمَالِ وَفِي النِّسْبَةِ مَشْرِقِيُّ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَشَرِقَ زَيْدٌ بِرِيقِهِ شَرَقًا فَهُوَ شَرِقٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَشَرِقَ الْجُرْحُ بِالدَّمِ امْتَلَأَ. 
ش ر ق

شرقت الشمس شروقاً: طلعت، وأشرقت: أضاءت، ويقال: طلع الشرق والشارق: للشمس، وتقول: لا أفعل ذلك ما ذرّ شارق، وما درّ بارق. وقعدوا في المشرقة، وتشرقوا. قال:

وما العيش إلا نومة وتشرق ... وتمر كأكباد الجراد وماء

ونظر إليّ من مشريق الباب وهو الشق الذي تقع فيه الشمس. وشجرة شرقية: تطلع عليها الشمس من شروقها إلى نصف النهار. وهو يسكن شرقيّ البلد وغربيّه وشرّق اللحم في الشمس، ومنه: أيام التشريق. وخرجوا إلى المشرق: المصلى. وشرق وغرب. وشرق بالربق وبالماء، وأخذته شرقة كاد يموت منها. وما دخل شرق فمي شيء أي شق فمي، من شرق الشيء إذا شقه، ومنه: شرقت الثمرة إذا قطفتها. ويقولون في النداء على الباقلي: شرق الغداة طريّ أي قطف الغداة.

ومن المجاز: جفنه شرق بالدمع. وشرق بهم الوادي. كما تقول: غص. وثوب شرق بالجاديّ، وأشرقته بالصبغ، وهو مشرق حمرة، ومنه: لحم شرق: أحمر لا دسم عليه. وأشرقت فلاناً بريقه إذا لم تسوغ له ما يأتي من قول أو فعل. ورجل مشراق إذا كان ذلك عادته. قال مضرس:

وعوراء قد قيلت فلم أسمع لها ... ولم أك مشراقاً بها من يجيزها

وشرق ما بينهم بشرّ إذا وقع الشر بينهم. وشرقت الشمس: خالطتها كدورة.
ش ر ق: (الشَّرْقُ) (الْمَشْرِقُ) وَهُوَ أَيْضًا الشَّمْسُ. يُقَالُ: طَلَعَ الشَّرْقُ. وَ (الْمَشْرِقَانِ) مَشْرِقَا الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ. وَ (الْمَشْرَقَةُ) مَوْضِعُ الْقُعُودِ فِي الشَّمْسِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا وَ (تَشَرَّقَ) جَلَسَ فِيهَا. وَشَرَقَتِ الشَّمْسُ طَلَعَتْ وَبَابُهُ نَصَرَ وَدَخَلَ. وَ (أَشْرَقَتْ) أَضَاءَتْ. وَأَشْرَقَ وَجْهُ الرَّجُلِ أَيْ أَضَاءَ وَتَلَأْلَأَ حُسْنًا. وَالشَّرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ الشَّجَا وَالْغُصَّةُ وَقَدْ (شَرِقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ غَصَّ وَفِي الْحَدِيثِ: «يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ إِلَى (شَرَقِ) الْمَوْتَى» أَيْ إِلَى أَنْ يَبْقَى مِنَ الشَّمْسِ مِقْدَارُ مَا يَبْقَى مِنْ حَيَاةِ مَنْ شَرِقَ بِرِيقِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ. وَ (تَشْرِيقُ) اللَّحْمِ تَقْدِيدُهُ. وَمِنْهُ سُمِّيَتْ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ: لِأَنَّ لُحُومَ الْأَضَاحِي تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُشَرَّرُ فِي الشَّمْسِ. وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِمْ: أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرَ. وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْهَدْيَ لَا يُنْحَرُ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ. وَ (التَّشْرِيقُ) أَيْضًا الْأَخْذُ فِي نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ يُقَالُ: شَتَّانَ بَيْنَ (مُشَرِّقٍ) وَمُغَرِّبٍ. 
[شرق] الشَرْقُ: المَشْرِقُ. والشَرْقُ: الشمسُ. يقال طلع الشَرْقُ، ولا آتيك ما ذَرَّ شارِقٌ. والمَشْرِقانِ: مَشْرِقا الصَيف والشتاء. والمَشْرَقَةُ :) موضع القُعود في الشمس، وفيه أربع لغات: مشرقة ومشرقة بضم الراء وفتحها، وشرقة بفتح الشين وتسكين الراء، ومِشْراقٌ. وتَشَرَّقْتُ: أي جلست فيه. وشَرَقَتِ الشمسُ تَشرُقُ شُروقاً وشَرْقَاً أيضاً، أي طلعتْ. وأَشْرَقَتْ، أي أضاءَتْ. وأَشْرَقَ الرجل أي دخَل في شُروقِ الشمس. وأَشْرَقَ وجهُهُ، أي ضاء وتلالا حسنا. وشرقت الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً، أي شققت أذنَها، وقد شَرِقَتِ الشاةُ بالكسر، فهي شاةٌ شَرْقاءُ بيِّنَةُ الشَرَقِ. والشَرَقُ أيضاً: الشَجا والغُصّة. وقد شَرِق بِرِيقِهِ، أي غصّ به. قال عديّ بن زيد: لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْقي شَرِقٌ كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعْتِصاري وفي الحديث: " يؤخِّرونَ الصلاة إلى شَرَقِ الموتى " أي إلى أن يبقى من الشَمس مقدارٌ من حياةِ مَنْ شَرِقَ بريقِهِ عند الموت. ولحمٌ شَرِقٌ أيضاً، لا دسم عليه. وتشريق اللحم: تقديده،. منه سميت أيام التَشْريقِ، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر لان لحوم الأضاحي تُشَرَّقُ فيها، أي تُشَرَّرُ في الشمس. ويقال سميت بذلك لقولهم: أشرق ثبير، كيما نغير! حكاه يعقوب. وقال ابن الاعرابي: سميت بذلك لان الهدى لا ينحر حتى تشرق الشمس. والمشرق المصلى، ومسجد الخيف هو المشرق. والتشريق أيضا: الاخذ في ناحية المَشرِقِ، يقال: شتّان بين مشرق ومغرب. وشريق: اسم رجل.
شَرق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق إِلَّا فِي مصرٍ جَامع. قَالَ الْأَصْمَعِي: التَّشْرِيق صَلَاة الْعِيد وَإِنَّمَا أَخذه من شروق الشَّمْس لِأَن ذَلِك وَقتهَا قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَنه لَا صَلَاة يَوْم الْعِيد وَلَا جُمُعَة إِلَّا على أهل الْأَمْصَار وَإِنَّمَا سميت صَلَاة الْعِيد تشريقا لإشراق الشَّمْس وَهُوَ إضاءتها لِأَن ذَلِك وَقتهَا يُقَال: شرّقت الشَّمْس إِذا طلعت شُروقا وأشرقت إشراقا إِذا أَضَاءَت قَالَ: وَأَخْبرنِي الْأَصْمَعِي عَن شُعْبَة قَالَ قَالَ لي سماك بن حَرْب فِي يَوْم عيد: اذْهَبْ بِنَا إِلَى المُشَرَّق يَعْنِي الْمصلى. قَالَ أَبُو عبيد: وَمِمَّا يبين هَذَا الْمَعْنى حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من ذبح قبل التَّشْرِيق فليُعد وَفِي ذَلِك يَقُول الأخطل: [الْبَسِيط]

وبالهدايا إِذا احمرَّتْ مَذارِعُها ... فِي يَوْم ذَبح وتشريق وتَنْحارِ ... قَالَ أَبُو عبيد: وأمّا قَوْلهم: / أَيَّام التَّشْرِيق فَإِن فِيهِ قَوْلَيْنِ يُقَال: سميت 2 / ب بذلك لأَنهم كَانُوا يُشَرِّقون فِيهَا لُحُوم الْأَضَاحِي وَيُقَال: بل سميت بذلك لِأَنَّهَا كلهَا أَيَّام تَشْرِيق لصَلَاة يَوْم النَّحْر يَقُول: فَصَارَت هَذِه الْأَيَّام تبعا ليَوْم النَّحْر وَهَذَا أعجب الْقَوْلَيْنِ إليّ وَكَانَ أَبُو حنيفَة يذهب بالتشريق إِلَى التَّكْبِير فِي دُبُر الصَّلَوَات يَقُول: لَا تَكْبِير إِلَّا على أهل الْأَمْصَار تِلْكَ الْأَيَّام فَيَقُول: من صلى فِي سفر أَو فِي غير مصر فَلَيْسَ عَلَيْهِ تَكْبِير وَهَذَا كَلَام لم نجد أحدا يعرفهُ أَن التَّكْبِير يُقَال لَهُ التَّشْرِيق وَلَيْسَ يَأْخُذ بِهِ [أحد -] من أَصْحَابه لَا أَبُو يُوسُف وَلَا مُحَمَّد كلهم يرى التَّكْبِير على الْمُسلمين جَمِيعًا حَيْثُ كَانُوا فِي السّفر والحضر وَفِي الْأَمْصَار وَغَيرهَا.

(شرق) - في حديث عِكْرِمَة: "رأيت ابنَيْن لِسَالم عليهما ثيابٌ مُشَرَّقَة ".
: أي مُحَمَّرة. يقال: شَرِق الشىءُ: أي اشتدَّت حُمرتُه، وأَشرقْتُه بالصِّبْغ: حَمَّرته وبالَغْت فيه، وشَرَّقْته: صَفَّرتُه. وشَرْقَةُ الطِّين كالمَغْرة. والشَّرْقُ: اللَّحمُ الأحمر.
- ومنه حديث الشَّعبِىّ: سُئِل عن رَجل لَطَم عَينَ آخر فشَرِقَت بالدَّم وَلمَّا يَذهبْ ضَوؤُها. فقال الشَّعبِىّ:
لهَا أَمرُها حتى إذا ما تَبوَّأَتْ
بأَخْفافِها مَأْوًى تَبوَّأَ مَضْجَعَا
لَهَا: أي الإبل يُهمِلها الراعى حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي أعجبها ، فأقامت فية، مالَ الرَّاعي إلى مَضجَعِه ، ضَرَبه مَثلاً للعَينْ، أي لا يُحْكَم فيها بشيء، حتى تَأتيِ على آخرِ أَمرِها والشِّعْر للرَّاعِى
قال الأصمعي: أي بقى فيها دَمٌ ، وإن اخْتلَطت كُدورةٌ بالشَّمس.
فقُلتَ: شَرِقَت جَازَ، كما يَشرُقُ الشيءُ بالشىَّءِ ويختَلِط به.
وشَرِق الدَّمُ بجَسَده شَرَقاً، إذا نَشِبَ. - ومنه حديثُ ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "كان يُخرِج يدَيْه في السُّجود وهما مُتَفَلِّقتَان، قد شَرِق فيهما الدَّمُ".
: أي ظَهَر ولم يَسِلْ.
- في حديث مَسْروقٍ: "انطَلِق بنا إلى مُشَرَّقِكم".
يعني المُصَلَّى، وأنشد:
يا رَبِّ رَبَّ البَيت والمُشَرَّقِ
والمُرْقِلَاتِ كُلَّ سَهْبٍ سَمْلَقِ.
قاله الأَخفَش. وقال غَيرُه: هو جَبَل بِسُوق الطائف.
- وسأَل أَعرابّى آخَرَ: أين مَسْجِدُ المُشَرَّق؟
يَعنِى الذي يُصَلَّى فيه للْعِيدِ.
- في الحديث: "لا تَستَقْبلوا الِقبلَةَ لِغائِطٍ أو بَولٍ ولكن شَرِّقُوا أو غَرِّبوُا".
: أي استقبِلوا المَشْرِقَ والمَغرِب، وقد يجىء شَرَّقَ بمعنى أتَي الشَّرقَ.
شرق
الشَّرَق بالماء والرِّيق: كالغَصِّ بالطَّعام. وأخَذَتْهُ شَرَقَةٌ. ورَجُلٌ مِشْرَاقٌ: إذا كانتْ عادَتُه ذلك. وشَرِقَ الشَّيْءُ: اشْتدَّتْ حُمْرَتُه.
والشَّرْقُ: خِلافُ الغَرْبِ. والشُّرُوْقُ: كالغُرُوب، شَرَقَ يَشْرُقُ.
والشَّرْقُ: الشَّمْسُ نَفْسُها. وأشْرَقَتِ الشَّمْسُ: أضاءتْ، والرَّجُلُ: إذا تَلألأ وَجْهُه حُسْناً.
وكلُّ شَيْءٍ جاءَ من ناحِيَة المَشْرِق فهو شارِقٌ.
وشَرِقَ فلان: إذا رَأيْتَ لَوْنَه كالدَّم خَجَلاً وحَياءً.
والشَّرِقُ: اللَّحْمُ الأحْمَرُ الذي لا دَسَمَ فيه.
وأشْرَقْتُ الثَّوبَ بالصِّبْغ فهو مُشْرِقٌ حُمْرة. وشَرَّقْتُه: صَفَّرْته.
والمَشْرُقَةُ: حيثُ يَتَشَرَّقُ القَومُ في الشَّمس، ومنه: أيّامُ التَّشْرِيق لِتَشْرِيقِهم اللَّحْمَ في الشمس بمنىً.
وأشْرَقَ القَوْمُ: ساروا في ساعَةِ شُروقِ الشَّمس، من قوله عزَّ وجَلَّ: " فَأَخَذَتْهُمُ الصًيْحَةُ مُشْرِقِين ". وفي المَثَل: " أشْرِقْ ثَبِيْرُ كَيْما نُغِير ".
وشَرَقُ المَوْتى: إذا ارْتَفَعَت الشَّمسُ عن الطُّلوع، وقيل: هُوَ أنْ يَغَصَّ الانسانُ بِرِيقِه ويَشرَقَ به عند المَوْتِ. والشَرْقيُ: ما تَطْلُعُ عليه الشّمسُ من الأرض. وفي الحَدِيث: " أناخَتْ بكم الشُّرْقُ الجُوْنُ " أي أمُورٌ تَأتي من ناحِيَةِ المَشْرِق، واحِدُها شارِقٌ. والشَّرْقيُّ من الصِّبْغ: الأحْمَرُ.
والشَّرْقاءُ من الغَنَم: المَشْقُوقَةُ الأُذُنِ بنِصْفَيْنِ. والشَرَقَةُ: اسْمُ السمَةِ التي يُوْسَمُ بها الشاة الشَرْقَاءُ. وانْشَرَقَتِ القَوْس: ا
نْشَقَّت. وشَرَقْتُ الشَّيْءَ: شَقَقْته.
والمَشْرُوْقُ: المَخْزُوْقُ.
والشَّرْق من الطَّيْرِ: الصَوائدُ كالصَّقْر وما شاكَلَه.
والشارُوْق: ما يُطَيَّنُ به المَكان. وحِصْنٌ مُشَرَّقٌ: منه.
والمِشْرِيْقُ: مِشْرِيقُ البابِ يَعْني مَدْخَلَ الشَمس فيه.
والمِشْرَاقُ: السَّطْحُ المُسْتَوي، وجَمْعُه مَشارِيْقُ. والشَّرِيْقُ: المَرْأةُ الصَّغِيرةُ الجَهَازِ.
ويقولون: ما دَخَلَ شَرْقَ فَمي شَيْء: أي جَوْفَه.
وشَرَقْتُ التَمْرَةَ: قَطَفْتها. والشِّرْشِقُ: طائرٌ يُقال له الشِّقِرّاق.
شرق: شَرِق: غص وهو يبتلع الماء. (بوشر، محيط المحيط).
شَرقت عينه: وجعلته من كثره الدخان. (محيط المحيط).
ويذكر صاحب محيط المحيط معنى آخر فهو يقول: والعامة تقوله شَرَق المرق ونحوه أي اجتذابه إلى حلقه بنَفَسه خوفاً من لذع حرارته.
شَرَّق (بالتشديد) خرَّق، مزّق (بوشر (بربرية)، دوماس حياة العرب ص73، ص354).
شرّق الصياد الطائر: أي لم يبالغ في ذبحه فطار بعد الذبح قليلا (محيط المحيط).
تشّرق. نشر الجوّ: أشرق وصفا (الكالا).
تشرّق: في افريقية اعتنق مذهب الشيعة، تشيّع (انظر مادة تشريق) (معجم البيان) واقرأ عند اماري (ص189): تشرق بدل تسرّق. وفي رياض النفوس (ص57 ت): ولكن ما أرى هذين الشيخين يموتا (يموتان) على الإسلام قال أبو الحسن فوصل الشيخين (الشيخان) إلى القيروان فتشرَّق أحدهما وتعزل الآخر.
شَرَق: رونق الصورة وبهاؤها (الكالا).
شَرْقة: جرعة (هلو).
شَرْقَة: سعال شديد يسد مجرى النفس (محيط المحيط).
شَرْقة: وجع يحدث في العين من كثرة الدخان (محيط المحيط).
شُرْقَة: وجمعها شَرَق: ضربة خفيفة بالسوط (الكالا) ولعل الراء فيها مبدلة من اللام (انظرها في مادة شلق).
شَرْقِيّ: ريح شرقية (الكالا، هلو).
شرقي التفاح: انظرها في تُفّاح.
شرقيّ مشرّش، وكذلك شمالي شرقي: الريح الشمالية الشرقية (بوشر سورية).
قِبْلي شرقي: ريح الجنوب الشرقي (بوشر).
شَرْقي: اسم صنف من الريحان (ابن العوام 1: 248) شَرءقي: نوع من العنب (هوست ص303).
الشَرْقيَّة: ريح السموم لأنها تهب من جهة الشرق. (محيط المحيط).
شَرقان: من أصاب عينه وجع شديد من كثرة الدخان (محيط المحيط). شراق: مخلوق، محمي. صنيعة (بوشر).
شَريق: مشرق، واضح، متلألئ (ألكالا). ويقول أبو الوليد (ص802): في كلامة عن خدّ: الخدّ الشريق البهيّ. (المقدمة 3: 407) وهو كما كانوا يقولون نيكولا ذو الوجه المشرق. والروض الشريق (المقري 1: 312) ولعل هذا اسم موضع.
شَرَاقي (انظر لين): هي في معجم بوشر الأرض لم تزرع وتركت بوراً.
شراقوة: تستعمل بمعنى شرقي. (بوشر) شارقة (بالأسبانية Xerga) : قماش من الصوف الغليظ (ألكالا، أبو الوليد ص805).
اشرق: جميل، بهي، يقال: وجه أشرق. (ويجرز ص220) وانظر شريق وأشَرْقَ.
الاشراقيون: الفلاسفة الذين لا يؤمنون بالشرائع المنزلة ويكتفون بإتباع خطوات أفكارهم للحصول على الهاماتهم وما يلقي في أذهانهم. وأفلاطون واحد منهم (دي سلان المقدم م 167 رقم4).
التَشْريق في أفريقية: المذهب الشيعي. وقد أطلق الأفارَقة عليه هذا الاسم لأن الذين دعوا إليه عندهم قد جاءوا من الشرق (معجم البيان).
مَشْرَقَة: رواق مفتوح يتمتع به المرء بالشمس شتاءً (ألكالا).
مَشْرَقِيّ. المشَارِقة: أهل المشرق وهو الاسم الذي أطلق في أفريقية على الشيعة (انظر مادة تشريق) (معجم البيان) وفي ابن الأثير (9: 209): وكانت الشيعة تُسَمَّى بالمغرب المشارقة نسبةً إلى أبي عبد الله الشيعي وكان من المشرق. وفي النويري (إفريقية ص36 ق): المشارقة وهم الرافضة. وفي عبارة ابن الأثير تقابل عبارة النويري (9: 208): الشيعة (رياض النفوش ص82 ق).
الحكمة المشرقية: فلسفة الاشراقيين (دي سلان المقدمة 3: 168) وانظر الاشراقيون.
مُشَرِق: مشرق، واضح متلألئ (الكالا).
Expand
[شرق] نه: فيه: ذكر أيام "التشريق" من تشريق اللحم وهو تقيده وبسطه في الشمس ليجف، لأن لحوم الأضاحى كانت تشرق فيها بمنى. وفيه: إن المين كانوا يقولون: "أشرق" ثبير! كيما نغير، أي أدخل أيها الجبل في الشروق وهو ضوء الشمس، كيما نغير أي ندفع. وفيه: من ذبح قيل "التشريق" فليعد، أي قبل أن يصلى العيد، وهو من شروق الشمس لأنه وقتها. ومنه ح: لا جمعة ولا "تشريق" إلا في مصر، أراد صلاة العيد، ويقال لموضعها: المشرق. ومنه ح: انطلق بنا إلى "مشرقكم" يعنى المصلى، وقوله: أين منزل "المشرق" أي مكان الصلاة، ويقال لمسجد الخيف: "المشرق" وكذا لسوق الطائف. وفيه: نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى "تشرق" الشمس، شرقت إذا طلعت وأشرقت إذا أضاءت، فإن أراد هنا الطلوع فقد جاء في آخر: حتى تطلع، وإن أراد الإضاءة ففي آخر: حتى ترتفع، والإضاءة مع الارتفاع. ن: والثإني أولى، وعلى الأولى يحمل الطلوع على الارتفاع تطبيقا بين الروايات. ك: لا يفيضون حتى "تشرق" الشمس، روى من شرق وأشرق. نه: وفيه: كأنهما ظلتان سوداوان بينهما "شرق" الشرق هنا الضوء وهو الشمس والشق أيضًا. ط ويتم في غمامة: وبينهما "شرق" بسكون راء أشهر من فتحها، أي ضوء أو شق أي فرجة وفصل لتميزهما بالبسملة. نه: وفيه: في السماء باب للتوبة يقال له "المشريق" وقد رد- حتى ما بقى إلا شرقه، أي الضوء الذي يدخل من شق الباب. ومنه: إذا كان الرجل لا ينكر عمل السوء على أهله جاء طائر طائر يقال له: القرقفنة، فيقع علىصدر اللعين، هو من سمع أي ضاق به صدره حسدًا، ويشرق قلب المؤمن، من أشرق أضاه. نه: وفيه: نهى أن يضحى "بشرقاء" هي المشقوقة الأذن باثنتين، شرق أذنها إذا شقها واسم السمة الشرقة بالحركة. وفي ح الناقة المنكسرة: ولا هي بفقىء "فتشرق" عروقها، أي تمتلئ دمًا من مرض يعرض لها في جوفها، يقال: شرق الدم بجسده، إذا ظهر ولم يسل. ومنه ح: كان يخرج يديه في السجود وهما متفلقتان قد "شرق" بينهما الدم. وح: عليهما ثياب "مشرقة" أي محمرة، من شرق إذا اشتدت حمرته، وأشرقته الصبغ إذا بالغت في حمرته. وح: الشعبي: سئل عمن لطم عين آخر "فشرقت" بالدم ولما يذهب ضوءها، فقال:
لها أمرها حتى إذا ما تبوأت ... بأخفافها مأوى تبوأ مضجعًا
ضمير "لها" للإبل يهملها الراعى حتى إذا جاءت إلى موضع أعجبها فأقامت فيه مال الراعى إلى مضجعه، ضربه مثلا للعين، أي لا يحكم فيها بشىء حتى يأتى على آخر أمرها وما يؤول إليه، وشرقت بالدم أي ظهر فيها ولم يجر منها. ك: (رب "المشرق") أي جنس المشرق، و (رب "المشرقين") أي مشرق الشتاء والصيف، و (رب "المشارق") أي مشارق كل يوم أو كل يوم أو كل فصل أو كل كوكب. غ: (لا "شرقية" ولا غربية) أي لا تطلع عليها الشمس وقت شروقها أو وقت غروبها فقط ولكنها شرقية وغربية تصيبها الشمس بالغداة والعشي فهو أنضر لها. وح: "مشرقين" داخلين في وقت شروقها. و (بعد "المشرقين") أي المشرق والمغرب.
Expand
(ش ر ق)

شَرقَتْ الشَّمْس تشرق شروقا: طلعت.

وَاسم الْموضع: الْمشرق. وَكَانَ الْقيَاس الْمشرق، وَلكنه أحد مَا ندر من هَذَا الْقَبِيل، وَقد ابنت ذَلِك فِي الْكتاب " الْمُخَصّص ".

وَقَوله تَعَالَى: (يَا لَيْت بيني وَبَيْنك بعد المشرقين فبئس القرين) إِنَّمَا أَرَادَ: بعد الْمشرق وَالْمغْرب، فَلَمَّا جعلا اثْنَيْنِ غلب لفظ الْمشرق، لِأَنَّهُ دَال على الْوُجُود، وَالْمغْرب دَال على الْعَدَم، والوجود لَا محَالة اشرف، كَمَا يُقَال: القمران للشمس وَالْقَمَر. قَالَ:

لنا قمراها والنجوم الطوالع

أَرَادَ: الشَّمْس وَالْقَمَر، فغلب الْقَمَر لشرف التَّذْكِير. وكما قَالُوا: سنة العمرين: يُرِيدُونَ أَبَا بكر وَعمر، فآثروا الخفة. فَأَما قَوْله تَعَالَى: (رب المشرقين وَرب المغربين) و: (بِرَبّ الْمَشَارِق والمغارب) فقد تقدم تَفْسِيره فِي حرف الْغَيْن فِي تَرْجَمَة: غرب.

والشرق: الْمشرق، وَالْجمع: أشراق. وَقَالَ كثير عزة:

إِذا ضربوا يَوْمًا بهَا الْآل زَينُوا ... مساند أشراق بهَا ومغاربا

وشرقوا: ذَهَبُوا إِلَى الشرق، أَو اتوا الشرق.

وكل مَا طلع من الْمشرق: فقد شَرق، وَيسْتَعْمل فِي الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم.

والشرقي: الْموضع الَّذِي تشرق فِيهِ الشَّمْس من الأَرْض.

وأشرقت الشَّمْس: اضاءت وانبسط.

وَقيل: شَرقَتْ، وأشرقت: طلعت.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: شَرقَتْ، وأشرقت: اضاءت.

وشرقت " بِالْكَسْرِ ": دنت للغروب وآتيك كل شارق: أَي كل يَوْم طلعت فِيهِ الشَّمْس.

وَقيل. الشارق: قرن الشَّمْس، يُقَال: لَا آتِيك مَا ذَر شارق.

واشرق لَونه: اسفر وأضاء.

والمشرقة، والمشرقة: الْموضع الَّذِي تشرق عَلَيْهِ الشَّمْس، وَخص بَعضهم بِهِ: الشتَاء، قَالَ:

تريدين الْفِرَاق وَأَنت مني ... بعيش مثل مشرقة الشمَال

والمشيق: الْمشرق، عَن السيرافي.

ومشريق الْبَاب: مدْخل الشَّمْس فِيهِ.

وَمَكَان شَرق ومشرق.

وشرق شرقاً، وأشرق: أشرقت عَلَيْهِ الشَّمْس فأضاء، وَفِي التَّنْزِيل: (وأشرقت الأَرْض بِنور رَبهَا) .

والشرقة: الشَّمْس.

وَقيل: الشرق، والشرق، والشرقة، والشرقة، والشارق، والشريق: الشَّمْس حِين تشرق، يُقَال: طلعت الشرق، وَلَا يُقَال: غربت الشرق.

والشرق، والشرقة، والشرقة: مَوضِع الشَّمْس فِي الشتَاء، فَأَما فِي الصَّيف فَلَا شرقة لَهَا.

وَيُقَال مَا بَين المشرقين: أَي مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب.

واشرق الْقَوْم: دخلُوا فِي الشروق. وَفِي التَّنْزِيل: (فأتبعوهم مشرقين) .

وشرقت اللَّحْم: شبرقته طولا وشررته فِي الشَّمْس، ليجف. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب.

فغدا يشرق مَتنه فَبَدَا لَهُ ... أولى سوابفها قَرِيبا توزع

يَعْنِي: الثور يشرق مَتنه: أَي يظهره للشمس ليجف مَا عَلَيْهِ من ندى اللَّيْل، فَبَدَا لَهُ سوابق الْكلاب توزع: أَي تكف.

وَأَيَّام التَّشْرِيق: ثَلَاثَة أَيَّام بعد يَوْم النَّحْر، لِأَن اللَّحْم يشرق فِيهَا للشمس. وَقيل: سميت بذلك، لأَنهم كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة: أشرق ثبير كَيْمَا نغير. الإغارة: الدّفع اانحر. وَقيل: أشرق: ادخل فِي الشروق، وثبير: جبل بِمَكَّة.

والمشرقك الْعِيد، سمي بذلك، لِأَن الصَّلَاة فِيهِ بعد الشرقة: أَي الشَّمْس.

وَقيل: الْمشرق: مصلى الْعِيد بِمَكَّة. وَقيل: مصلى الْعِيدَيْنِ، قَالَ كرَاع: هُوَ من تَشْرِيق اللَّحْم.

والتشريق: صَلَاة الْعِيد. وَفِي الحَدِيث: " لَا تَشْرِيق وَلَا جُمُعَة إِلَّا فِي مصر جَامع " يَعْنِي: صَلَاة الْعِيد وَفِيه: " لَا ذبح إِلَّا بعد التَّشْرِيق ": أَي بعد الصَّلَاة. وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

قلت لسعد وَهُوَ بالأزراق ... عَلَيْك بالمحض وبالمشارق

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: عَلَيْك بالشمس فِي الشتَاء فانعم بهَا ولذ. وَعِنْدِي: أَن الْمَشَارِق هُنَا: جمع لحم مشرق، وَهُوَ هَذَا المشرور عِنْد الشَّمْس. يُقَوي ذَلِك قَوْله: بالمحض، لِأَنَّهُمَا مطعومان، يَقُول: كل اللَّحْم واشرب اللَّبن الْمَحْض.

وأذُن شرقاء: قطعت من اطرافها، وَلم يبن مِنْهَا شَيْء.

ومعزة شرقاء: انشقت اذناها طولا وَلم تبن، وَقيل: الشرقاء: الشَّاة يشق بَاطِن أذنها من جَانب الْأذن شقاً بَائِنا، وَيتْرك وسط أذنها صَحِيحا.

وَقَالَ أَبُو عَليّ فِي " التَّذْكِرَة ": الشرقاء: الَّتِي شقَّتْ اذناها شقين نافذين فَصَارَت ثَلَاث قطع مُتَفَرِّقَة.

والشريق من النِّسَاء: المفضاة.

والشرق من اللَّحْم: الْأَحْمَر الَّذِي لَا دسم لَهُ.

والشرق بِالْمَاءِ والريق وَنَحْوهمَا: كالغصص بِالطَّعَامِ.

وشرق شرقاً، فَهُوَ شرقٌ. قَالَ عدي بن زيد:

لَو بِغَيْر المَاء حلقى شَرق ... كنت كالغصان بِالْمَاءِ اعتصاري وشرق الْموضع باهله: امْتَلَأَ فَضَاقَ.

وشرق الْجَسَد بالطيب: كَذَلِك. قَالَ المخبل:

والزعفران على ترائبها ... شرقاً بِهِ اللبات والنحر

وشرق الشَّيْء شرقاً، فَهُوَ شَرق: اخْتَلَط. قَالَ الْمسيب بن علس:

شرقاً بِمَاء الذوب أسلمه ... للمبتغية معاقل الدبر

والتشريق: الصبع بالزعفران غير المشبع، وَلَا يكون بالعصفر.

وشرق الشَّيْء شرقاً، فَهُوَ شَرق: اشتدت حمرته بِدَم أَو بِحسن لون احمر.

وصريع شَرق بدمه: مختضب.

وشرق لَونه شرقا: احمر من الخجل.

والشرقي: صبغ احمر.

وشرقت عينه، واشرورقت: احْمَرَّتْ.

وشرق الدَّم فِيهَا: ظهر.

وشرق النّخل، واشرق: لون بحمرة. قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ ظُهُور ألوان الْبُسْر.

فَأَما مَا جَاءَ فِي الحَدِيث من قَوْله: " لَعَلَّكُمْ تدركون قوما يؤخرون الصَّلَاة إِلَى شَرق الْمَوْتَى، فصلوا الصَّلَاة للْوَقْت الَّذِي تعرفُون ثمَّ صلوا مَعَهم " فَقَالَ بَعضهم: هُوَ أَن يشرق الْإِنْسَان بريقه عِنْد الْمَوْت، وَقَالَ: أَرَادَ انهم يصلونَ الْجُمُعَة، وَلم يبْق من النَّهَار إِلَّا بِقدر مَا بَقِي من نفس هَذَا الَّذِي قد شَرق بريقه عِنْد الْمَوْت، أَرَادَ فَوت وَقتهَا، وَقَالَ بَعضهم: هُوَ إِذا ارْتَفَعت الشَّمْس عَن الْحِيطَان، وَصَارَت بَين الْقُبُور، كَأَنَّهَا لجة، وَفِي بعض الرِّوَايَات: " وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَهم سبْحَة ": أَي نَافِلَة.

والمشرق: الْمصلى، عَن الْأَصْمَعِي.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الْمشرق: سوق الطَّائِف، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

حَتَّى كَأَنِّي للحوادث مروة ... بصفا الْمشرق كل يَوْم تقرع يُفَسر بكلا ذَيْنك.

والشارق: الكلس، عَن كرَاع.

والشرق: طَائِر، وَجمعه: شروق، وَهُوَ من سِبَاع الطير، قَالَ الراجز:

قد اغتدى وَالصُّبْح ذُو بريق

بملحم اقمر سوذنيق

اجدل أَو شَرق من الشروق

قَالَ: والشارق: صنم كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة.

وَعبد الشارق: اسْم، وَهُوَ مِنْهُ.

والشريق: اسْم صنم أَيْضا.

والشرقي: اسْم رجل راوية أَخْبَار.

ومشريق: مَوضِع.
Expand

شرق

1 شَرَقَتِ الشَّمْسُ, (S, M, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. شُرُوقٌ (S, M, Mgh, Msb, K) and شَرْقٌ, (S, Msb,) The sun rose; (S, M, Mgh, Msb, K;) as also ↓ أَشْرَقَت: (K:) the sun rose from the east; and in like manner one says of the moon, and of the stars: (M:) or the sun rose so that its light began to fall upon the earth and trees: (T and TA in art. ذر:) and ↓ اشرقت signifies, as distinguished from شَرَقَت, (S, M, Mgh, Msb,) or signifies also, (K, TA,) for both verbs are correctly expl. in the K as above, (TA,) it shone, or gave its light, (S, M, Mgh, Msb, K, TA,) and spread (M, TA) upon the earth, or ground: (TA:) or, as some say, شَرَقَت, and ↓ اشرقت are syn., (M, Msb,) as meaning it (the sun) shone: (M:) and شَرْقٌ [as inf. n. of the former verb] signifies the shining of the sun. (K.) b2: And شَرَقَ النَّخْلُ, and ↓ اشرق, The palm-trees showed redness in their fruit: (M, K: *) or showed the colours of their dates. (AHn, M.) [See also شَرِقَ in what follows.]

A2: شَرَقَ الشَّاةَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, Msb,) inf. n. شَرْقٌ, He slit the ear of the sheep, or goat, (S, O, Msb, K,) in the manner expl. voce شَرْقَآءُ. (Msb.) b2: And شَرَقَ الثَّمَرَةَ, (Az, K,) inf. n. شَرْقٌ, (IAmb, Az, TA,) He plucked the fruit: (Az, K, TA:) or cut it. (IAmb, Az, TA.) One says in crying بَاقِلَّآء [or beans], شَرْقُ الغَدَاةِ طَرِىٌّ The cutting of the morning, fresh! meaning what has been cut, and picked, in the morning. (IAmb, Az, TA.) A3: شَرِقَ, [aor. ـَ inf. n. شَرَقٌ, It (a place) was, or became, bright by reason of the sun's shining upon it; as also ↓ اشرق; (M, TA;) [whence,] الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ↓ وَأَشْرَقَتِ occurs in the Kur [xxxix. 69 as meaning And the earth shall shine with the light of its Lord]: (M:) [in other instances,] أَشْرَقَتِ الأَرْضُ means The earth was, or became, bright with the sunshine. (TA.) b2: [Hence, perhaps, or, though not immediately, from what here next follows, some other applications of this verb, to denote redness.] b3: شَرِقَ بِرِيقِهِ, (S, M, Msb, K,) and بِالمَآءِ, and the like, (M,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. شَرَقٌ, (M, Msb,) He (a man, M, Msb) was, or became, choked with his spittle, (S, M, Msb, K,) and with water, &c. (M.) [And جَرِضَ and غَصَّ and شَجِىَ are sometimes used in the same sense in relation to spittle &c.] b4: [Hence,] شَرِقَ الجُرْحُ بِالدَّمِ (assumed tropical:) The wound became [choked or] filled with blood. (Msb.) b5: And شَرِقَ المَوْضِعُ بِأَهْلِهِ (tropical:) The place became [choked or] filled and straitened by its occupants. (TA.) b6: And شَرِقَ الجَسَدُ بِالطِّيبِ (tropical:) [The body became choked in its pores with perfume]. (TA.) b7: [And شَرِقَ الثَّوْبُ بِالجَادِىِّ (assumed tropical:) The garment, or piece of cloth, became glutted, or saturated, with the dye of saffron: see the part. n. شَرِقٌ.] b8: and شَرِقَتْ عَيْنُهُ (tropical:) His eye became red [being surcharged with blood]; as also ↓ اِشْرَوْرَقَتٌ: (M, TA:) and so شَرِقَ الدَّمُ فِى عَيْنِهِ: (K, TA:) or this last signifies the blood appeared in his eye: (M:) and شَرِقَتْ بِالدَّمِ it (the eye) had the blood apparent in it, [as though it were choked therewith,] without its running from it. (TA.) b9: And شَرِقَ لَوْنُهُ, inf. n. شَرَقٌ, (assumed tropical:) His colour, or complexion, became red, by reason of shame, or shame and confusion. (TA.) b10: And [hence, app.,] شَرِقَ الشَّىْءُ, inf. n. as above, (assumed tropical:) The thing became intensely red, with blood, or with a beautiful red colour. (M, TA.) b11: and also (assumed tropical:) The thing became mixed, commingled, or blended. (M, TA.) b12: شَرِقَتِ الشَّمْسُ, inf. n. as above, means (tropical:) The sun had a duskiness blended with it, and it [app. the duskiness] then became little: (TA:) or it was near to setting: (M, K:) or became feeble in its light; (O, K;) app. from شَرِقٌ applied to flesh-meat as meaning “ red, having no grease, or gravy,” and applied to a garment, or piece of cloth, as meaning “ red, that has become glutted, or saturated, (شَرِقَ,) with dye; ”

because its colour, in the last part of the day, when it is setting, becomes red. (O.) b13: The phrase يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ إِلَى شَرَقِ المَوْتَى, (S, M, O, K, [in the CK, erroneously, شَرْقِ,]) occurring in a trad., (S, M, O,) in a saying of the Prophet, (O, K,) is expl. as meaning Who postpone, or defer, the prayer until there remains not, (S, M, O, K,) of the sun, (S,) or of the day, (M, O, K,) save as much as remains (S, M, O, K) of the life, (S,) or of the breath, (M, O, K, [but in the CK, نَفْسِ is put in the place of نَفَسِ,]) of the dying who is choked with his spittle: (S, M, O, K:) or the meaning is, until the sun is [but just] above the walls, and [diffusing its feeble light] among the graves (M, O, K *) as though it were a great expanse of water. (M, O.) Az says, يُكْرَهُ الصَّلَاةُ بِشَرَقِ المَوْتَى means Prayer is disapproved when the sun becomes yellow: and فَعَلْتُ ذٰلِكَ بِشَرَقِ المَوْتَى I did that when the sun was becoming yellow. (TA.) A4: شَرِقَتِ الشَّاةُ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. شَرَقٌ, (S, Msb,) The sheep, or goat, had its ear slit (S, Msb, K) in the manner expl. voce شَرْقَآءُ. (Msb, K.) 2 شرّق, (TA,) inf. n. تَشْرِيقٌ, (S, O, K,) He took to the direction of the east, or place of sunrise: (S, O, K, TA:) he went to the east: he came to the east: (M, TA:) and he directed himself to the east. (TA.) b2: And He prayed at sunrise: and hence, app., He performed the prayer of the festival of the sacrifice: (TA:) or this meaning is from شَرَقَتِ الشَّمْسُ. (Mgh: it is also mentioned in the M.) b3: شرّقت الأَرْضُ, inf. n. as above, The land became affected with drought, and dryness of the earth, being [parched by the sun and] not reached by water: whence the term ↓ شَرَاقِىّ [q. v.] in the dial. of Egypt. (TA.) b4: تَشْرِيقٌ also signifies The being beautiful, and [sunny or] shining in face. (Sh, O, K.) A2: شرّق اللَّحْمَ, (M, Mgh, Msb,) inf. n. as above, (S, M, Mgh, O, Msb, K,) He cut the flesh-meat into strips, and dried it in the sun, or spread it in the sun to dry: (S, M, Mgh, O, Msb, K:) or [simply] he cut it into pieces, and into strips. (Msb.) [In like manner also] تَشْرِيقُ الشَّعِيرِ signifies The throwing barley in a sunny place in order that it may dry. (Mgh.) And one says of the [wild] bull, يُشَرِّقُ مَتْنَهُ, meaning He exposes his back to the sun in order that what is upon it of the dew of night may dry: in this sense the phrase is used by Aboo-Dhu-eyb. (M.) b2: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ is an appellation of The three days next after the day of sacrifice: (S, M, O, Msb:) [i. e. the eleventh and twelfth and thirteenth days of Dhu-l-Hijjeh:] these days were so called because the flesh of the victims was therein cut into strips, and dried in the sun, or spread in the sun to dry: (S, M, Mgh, O, Msb, K: *) or because the victims were not sacrificed until the sun rose: (IAar, S, O, K:) or from the prayer of the day of sacrifice, which they follow: (Mgh:) or because they used to say, [on that day,] (S, M, O,) in the Time of Ignorance, (M,) ثَبِيرْ كَيْمَا نُغِيرْ ↓ أَشْرِقْ, (S, M, O,) which means Enter thou upon the time of sunrise, Thebeer, (addressing one of the mountains of Mekkeh, M, * Mgh,) that we may push, or press, on, or forward, (M, Mgh, Msb,) to return from Minè: (M: [see also 4 in art. غور:]) Aboo-Haneefeh used to hold that التَّشْرِيق means التَّكْبِير [i. e. the saying اَللّٰهُ أَكْبَرْ]; but none beside him has held this opinion. (TA.) It is said in a trad. that the days thus called are days of eating and drinking, and of celebrating the praises of God. (O.) b3: شرّق الثَّوْبَ (assumed tropical:) He made [or dyed] the garment, or piece of cloth, yellow: (Ibn-'Abbád, O:) [or he dyed it red: (see the pass. part. n., below:)] or تَشْرِيقٌ signifies the dyeing with saffron, (M, L,) so that the thing dyed is saturated, (L,) or not so that the thing is saturated: (so in a copy of the M:) it is not with safflower. (M, L. [See also 4, last signification.]) A3: شرّق الَحْوَض is sometimes said for صَرَّجَهُ, meaning He plastered the watering-trough, or tank, with شَارُوق [q. v.], or صَارُوج. (M in art. صرج.) 4 اشرق: see 1, in six places. One says also, اشرق وَجْهُهُ, (S,) and لَوْنُهُ, (M,) His face, (S,) and his colour, or complexion, (M,) shone, (S, M,) and was bright, with beauty. (S.) b2: Some allow its being made trans.; [meaning It caused, or made, to shine;] as in the saying, ثَلَاثَةٌ تُشْرَقُ الدُّنْيَا بِبَهْجَتِهَا شَمْسُ الضُّحَى وَأَبُو إِسْحَاقَ والقَمَرُ [There are three things, with the beauty of which the world is made to shine; the sun of the bright early morning, and Aboo-Is-hák, and the moon]: but there is no proof in this, because [the right reading may be تُشْرِقُ, and so] الدنيا may be an agent; therefore the making the verb trans. [in this sense] is said to be post-classical, though it is mentioned by the author of the Ksh. (MF, TA.) b3: It signifies also He entered upon the time of sunrise: (S, M, Mgh, Msb, K:) similarly to أَفْجَرَ, and أَصْبَحَ, and أَظْهَرَ. (TA.) See 2.

A2: اشرق عَدُوَّهُ He caused his enemy to become choked [with his spittle, or with water, or the like: see 1]. (O, K.) And أَشْرَقْتُ فُلَانًا بِرِيقِهِ (tropical:) [I choked the utterance, or impeded the action, of such a one;] I did not allow such a one to say, or to do, a thing. (Z, TA.) b2: اشرق الثَّوْبَ بِالصِّبْغِ, (Moheet, A, O,) or فِى الصِّبْغِ, (K,) (tropical:) He exceeded the usual degree in dyeing the garment, or piece of cloth; [saturated it with dye;] or dyed it thoroughly. (K, TA. [See also 2, last signification but one.]) 5 تشرّق He sat in a sunny place (S, O, K) [at any season, (see مَشْرُقَةٌ,) or particularly] in winter. (O, K.) b2: And تشرّقوا They looked through the مِشْرِيق of the door, i. e. the chink thereof into which the light of the rising sun falls. (O.) 7 انشرقت القَوْسُ The bow split. (Ibn-'Abbád, O, K.) 12 اِشْرَوْرَقَتْ عَيْنُهُ: see 1, latter half. b2: اِشْرَوْرَقَ بِالدَّمْعِ (tropical:) He became drowned in tears. (Ibn-'Abbád, O, K, TA.) شَرْقٌ [an inf. n.: see 1, first sentence. b2: Also] The sun; (S, O, K;) and so ↓ شَرَقٌ: (K, and thus in one of my copies of the S in the place of the former:) [or] ↓ شَرْقَةٌ has this signification: (M, Msb:) and شَرْقٌ signifies the rising sun; (M, TA;) as some say; (M;) thus accord. to AA and IAar; (TA;) and so ↓ شَرَقٌ, (M, Msb,) and ↓ شَرْقَةٌ, and ↓ شَرِقَةٌ, (M, K,) and ↓ شَرَقَةٌ, (TA,) and ↓ شَارِقٌ, (S, * M, K,) and ↓ شَرِيقٌ: (M, K:) one says, طَلَعَتِ الشَّرْقُ The sun rose; (S, M, O; in one of my copies of the S ↓ الشَّرَقُ;) but not غَرَبَتِ الشَّرْقُ: (M:) and ↓ آتِيكَ كُلَّ شَارِقٍ I will come to thee every day that the sun rises: or, as some say, شَارِقٌ signifies the upper limb (قَرْن) of the sun: (M:) and one says, لَا آتِيكَ مَا ذَرَّ شَارِقٌ [I will not come to thee as long as a sun, or the upper limb of a sun, rises, or begins to rise]. (S, M.) b3: See also مَشْرِقٌ, in three places. b4: Also A place where the sun shines (حَيْثُ تُشْرِقُ الشَّمْسُ). (K.) See مَشْرُقَةٌ. b5: The warmth of the sun. (TA.) b6: The light that enters from the chink of a door; (IAar, Th, K;) as also ↓ شِرْقٌ. (K.) In a trad. of I'Ab, (TA,) it is said of a gate in Heaven, called ↓ المِشْرِيقُ [q. v.], قَدْ رُدَّ حَتَّى مَا بَقِىَ إِلَّا شَرْقُهُ (O, K, TA) i. e. It had been closed so that there remained not save its light entering from the chink thereof: so says I'Ab. (O, TA.) b7: And A chink, or fissure. (K, TA.) One says, مَا دَخَلَ شَرْقَ فَمِى شَىْءٌ Nothing entered the chink of my mouth. (Z, TA.) A2: Also A certain bird, (Sh, M, K,) one of the birds of prey, (M,) between the kite and the hawk, or falcon, (Sh, K,) or between the kite and the [species of falcon called] شَاهِين [q. v.]: (O:) pl. شُرُوقٌ. (M.) شِرْقٌ: see the next preceding paragraph.

شَرَقٌ [inf. n. of شَرِقَ, q. v. b2: And also a subst.]: see شَرْقٌ, in three places. b3: Also A thing [such as spittle and the like (see شَرِقَ)] obstructing, or choking, the throat, or fauces. (S, and Har p.

477.) شَرِقٌ A place bright by reason of the sun's shining upon it; as also ↓ مُشْرِقٌ. (M, TA.) b2: A man choked with his spittle, or with water, or the like. (M, TA.) b3: (assumed tropical:) A plant, or herbage, having plentiful irrigation; or flourishing and fresh, or juicy, by reason of plentiful irrigation; syn. رَيَّانُ. (TA.) b4: (assumed tropical:) A garment, or piece of cloth, red; that is glutted, or saturated, [so I render اَلَّذِى شَرِقَ,] with dye: (O:) and شَرِقٌ بِالجَادِىِّ applied to a garment, or piece of cloth, [app. signifies (assumed tropical:) glutted, or saturated, with the dye of saffron: see also مُشَرَّقٌ, and see 4.] (TA.) One says also صَرِيعٌ شَرِقٌ بِدَمِهِ (assumed tropical:) [Prostrated,] dyed with his blood. (M, TA.) b5: (tropical:) Flesh-meat (S, M, O, TA) that is red, (M, O, TA,) having no grease, or gravy. (S, M, O, TA.) b6: (assumed tropical:) A thing intensely red, with blood, or with a beautiful red colour. (M.) b7: And (assumed tropical:) A thing mixed, commingled, or blended. (M.) شَرْقَةٌ: see شَرْقٌ, in two places: b2: and see مَشْرُقَةٌ, in two places.

شُرْقَةٌ (assumed tropical:) Anxiety, grief, or anguish; syn. in Pers\.

أَنْدُوهْ. (KL.) شَرَقَةٌ: see شَرْقٌ: b2: and see مَشْرُقَةٌ.

A2: Also A brand with which a sheep, or goat, such as is termed شَرْقَآء, is marked. (O, K.) شَرِقَةٌ: see شَرْقٌ.

شَاةٌ شَرْقَآءُ A sheep, or goat, having its ear slit (S, Mgh, O, K) lengthwise, (K,) without its being separated: (TA:) or having the ear slit in two, (As, Msb, TA,) as though it were a زَنَمَة [q. v.]: (As, TA:) or شَرْقَآءُ applied to an ear signifies cut at its extremities, without having anything thereof separated: and applied to a she-goat (مَعْزَة), having its ear slit lengthwise, without its being separated: and, as some say, applied to a شاة, having the inner part of its ear slit on one side with a separating slitting, the middle of its ear being left sound: or, accord. to Aboo-'Alee in the “ Tedhkireh,” شَرْقَآءُ signifies having its ears slit with two slits passing through, so as to become three distinct pieces. (M.) شَرْقِىٌّ [Of, or relating to, the east, or place of sunrise; eastern, or oriental]. b2: لَا شَرْقِيَّةِ وَلَا غَرْبِيَّةٍ, (K, TA,) in the Kur [xxiv. 35], (TA,) meansNot such that the sun shines upon it at its rising only (Fr, K, TA) nor at its setting only, (Fr, TA,) but such that the sun lights upon it morning and evening: (Fr, K, TA:) or, accord. to El-Hasan, it means not of the trees of the people of the present world, but of the trees of the people of Paradise: Az, however, says that the former explanation is more fit and more commonly receive. (TA.) And مَكَانٌ شَرْقِىٌّ signifies A place, of the earth, or ground, in, or upon, which the sun rises, or shines. (TA.) See also شَارِقٌ [and شَرِقٌ and مَشْرُقَةٌ].

A2: Also A certain red dye. (TA.) شَرِيقٌ: see شَرْقٌ. b2: Also A boy, or young man, goodly, or beautiful, (K, TA,) in face: (TA:) pl. شُرُقٌ, (K, TA, [in the CK شَرْقٌ, but correctly]) with two dammehs. (TA.) b3: And A woman small in the vulva: (Ibn-'Abbád, O, K:) or having her vagina and rectum united by the rending of the separation between them; syn. مُفْضَاةٌ. (M, K.) b4: And الشَّرِيقُ is the name of A certain idol. (M, TA.) شُرَيْقَة The first part of the rising sun. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.) See also شَارِقٌ, voce شَرْقٌ.]

شَرَاقِىُّ [The lands that are not reached by the water, or inundation, and that are consequently parched by the sun]: a word of the dial. of Egypt. (TA.) See 2.

شَارِقٌ: see شَرْقٌ, in two places. b2: Also The side that is next the east; (O;) the eastern side; (K;) of a hill, and of a mountain: you say, هٰذَا شَارِقُ الجَبَلِ and ↓ شَرْقِيُّهُ [This is the eastern side of the mountain], and هذا غَارِبُ الجَبَلِ and غَرْبِيُّهُ [in the opposite sense]: (TA:) pl. شُرْقٌ. (O, K.) Hence, in a trad., as some relate it, الشُّرْقُ الجُونُ [meaning (assumed tropical:) Trials, or conflicts and factions, like portions of the dark night, rising from the direction of the east]: but it is otherwise related, with ف [in the place of the ق: see شَارِفٌ]. (TA.) b3: And الشَّارِقُ is the name of A certain idol, of the Time of Ignorance; (IDrd, M, K;) whence عَبْدُ الشَّارِقِ, a proper name [of a man]. (IDrd, M.) A2: Also [if not a mistranscription for شَارُوقٌ, q. v., app. Clay, or some other substance or mixture, with which a place is plastered,] مَا يُطَيَّنُ بِهِ مَكَانٌ. (Ibn-' Abbád, O.) شَارُوقٌ signifies [The kind of plaster called]

كِلْسٌ, [q. v.,] (Kr, M,) i. q. صَارُوجٌ. (K. [See this last word: and see also the last sentence of the next preceding paragraph above.]) مَشْرَقٌ: see what next follows.

مَشْرِقٌ (S, M, O, Msb, K,) which by rule should be ↓ مَشْرَقٌ, (M, Msb,) but this latter is rarely used, (Msb,) The place, (M,) or quarter, or direction, (Msb,) of sunrise; (M, Msb;) [the east, or orient;] and ↓ شَرْقٌ signifies the same; (S, M, O, Msb, K;) as also ↓ مِشْرِيقٌ: (Seer, M:) the pl. of the first is مَشَارِقُ; and the pl. of ↓ شَرْقٌ is أَشْرَاقٌ. (M.) The dual, المَشْرِقَانِ, means The place of sunrise of summer and that of winter [E. 26 degrees N. and E. 26 degrees S. in Central Arabia]. (S, O, TA.) And also The place of sunrise and the place of sunset; [or the east and the west;] (M, O;) the former being thus made predominant because it denotes existence, whereas the latter denotes non-existence: (M:) thus in the saying, (M, O,) in the Kur [xliii. 37], (O,) يَا لَيْتَ بَيْنِى

وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ [O, would that between me and thee were the distance of the east and the west]. (M, O.) And [in like manner] one says ↓ مَا بَيْنَ الشَّرْقَيْنِ, meaning What is between the place of sunrise and the place of sunset. (M.) b2: See also مَشْرُقَةٌ. b3: The saying, cited by IAar, قُلْتُ لِسَعْدٍ وَهْوَ بِالأَزْارِقِ عَلَيْكَ بِالمَحْضِ وَبِالمَشَارِقِ

he explains as meaning [I said to Saad, he being at El-Azárik (a certain water in the بَادِيَة, TA in art. زرق)], Keep thou [to pure milk, and] to the sun [or the places of sunshine] in winter: but [ISd says,] in my opinion, المَشَارِق is here pl. of ↓ مُشَرَّقٌ applied to flesh-meat that is “ [cut into strips and] spread in the sun [to dry]; ” and this is confirmed by his saying بالمحض, each of them being food. (M.) مُشْرِقٌ: see شَرِقٌ. b2: Also Entering upon the time of sunrise: the pl. occurs in this sense in the Kur xv. 73 and xxvi. 60. (TA.) مَشْرُقَةٌ and مَشْرَقَةٌ (S, M, O, K) and مَشْرِقَةٌ, (M, O, K,) the last mentioned by Ks, (O,) A place of sitting in the sun; (S, O, K;) accord. to some, peculiarly, (TA,) in the winter; (O, K, TA;) and ↓ شَرْقَةٌ and ↓ مِشْرَاقٌ (S, O, K) and ↓ مِشْرِيقٌ (O, K) signify the same: (S, O, K:) or a place upon which the sun shines; accord. to some, peculiarly, in the winter, (M,) as also ↓ شَرْقَةٌ and ↓ شَرَقَةٌ (M, TA) and ↓ شَرْقٌ (M) and مشرق [app. ↓ مَشْرِقٌ, of the pl. of which, or of one of the first three words in this paragraph, see an ex. in a verse cited voce مَشْرِقٌ if the explanation of that verse by IAar be correct]. (TA.) مَشْرِقِىٌّ (Msb, TA) and مَشْرَقِىٌّ both [applied to a man] signify Of the east; or eastern: (Msb:) pl. مَشَارِقَةٌ. (TA.) مُشَرَّقٌ A place of prayer; syn. مُصَلًّى; (As, S, M, Mgh, K;) i. e., in an absolute sense: (TA:) or the place of prayer of the festival (العِيد): (TA:) or the place of prayer of the two festivals: and المُشَرَّقُ is said to mean the place of prayer of the festival at Mekkeh: (M, TA:) and the mosque of El-Kheyf. (S, K.) b2: And The festival (العِيد) [itself]: because the prayer thereon is after the شَرْقَة, i. e. the [rising] sun. (M.) A2: Also Flesh-meat [cut into strips and] spread in the sun [to dry: see its verb, 2]. (M.) See also مَشْرِقٌ, last sentence. b2: And A garment, or piece of cloth, [dyed yellow: or with saffron: see, again, its verb: or] dyed with a red colour. (O, K.) A3: And a fortress [or a watering-trough or tank (see 2, last sentence,)] plastered with شَارُوق. (O, K.) مُشَرِّقٌ Taking to the direction of the east, or place of sunrise: one says, شَتَّانَ بَيْنَ مُشَرِّقٍ

وَمُغَرِّبٍ [Different, or widely different, are one going towards the east and one going towards the west]. (S.) مِشْرَاقٌ: see مَشْرُقَةٌ.

A2: Also A man accustomed to make his enemy to be choked with his spittle. (Z, TA.) مِشْرِيقٌ: see مَشْرِقٌ: b2: and مَشْرُقَةٌ. b3: Also, (M, O, K,) of a door, (M, K,) A chink into which the light of the rising sun falls. (M, * O, K. *) b4: And المِشْرِيقُ is the name of A gate for repentance, in Heaven. (I'Ab, O, K.) See شَرْقٌ.
Expand

شرق: شَرَقَت الشمسُ تَشْرُق شُروقاً وشَرْقاً: طلعت، واسم الموضع

المَشْرِق، وكان القياس المَشْرَق ولكنه أحد ما ندر من هذا القبيل. وفي حديث

ابن عباس: نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس. يقال: شَرَقَت الشمسُ

إذا طلعت، وأشْرَقَت إذا أضاءت، فإن أراد الطلوع فقد جاء في الحديث الآخر

حتى تطلع الشمس، وإن أراد الإضاءة فقد ورد في حديث آخر: حتى ترتفع

الشمس، والإضاءة مع الإرتفاع. وقوله تعالى: يا ليت بيني وبَينَك بُعْدَ

المَشْرِقَيْنِ فبئس القَرِين؛ إنما أَراد بُعْدَ المشرق والمغرب، فلما جُعِلا

اثنين غَلَّب لفظَ المشرق لأنه دالّ على الوجود والمغرب دال على العدم،

والوجودُ لا محالة أشرفُ، كما يقال القمران للشمس والقمر؛ قال:

لنا قَمراها والنجومُ الطَّوالعُ

أَراد الشمس والقمر فغَلّب القمر لشرف التذكير، وكما قالوا سُنَّة

العُمَرين يريدون أَبا بكر وعمر، رضوان الله عليهما، فآثروا الخِفَّة. وأما

قوله تعالى: رَبّ المشرقين وربّ المَغْربَيْن ورب المشارق المغارب، فقد ذكر

في فصل الغين من حرف الباء في ترجمة غرب. والشَّرْق: المَشْرِق، والجمع

أَشراق؛ قال كُثَيِّر عزّة:

إذا ضَرَبُوا يوماً بها الآل، زيَّنُوا

مَساندَ أَشْراقٍ بها ومَغاربا

والتَّشْرِيقُ: الأخذ في ناحية المشرق. يقال: شَتّانَ بَيْن مُشَرِّقٍ

ومُغرِّبٍ. وشَرِّقوا: ذهبوا إلى الشَّرْق أَو أتوا الشرق. وكل ما طلَع من

المشرق فقد شَرَّق، ويستعمل في الشمس والقمر والنجوم.

وفي الحديث: لا تَسْتَقْبلوا القِبْلة ولا تَسْتَدْبروها، ولكن شَرِّقوا

أَو غَرِّبوا؛ هذا أَمر لأَهل المدينة ومن كانت قِبْلته على ذلك

السَّمْتِ ممن هو في جهة الشمال والجنوب، فأما من كانت قبلته في جهة المَشْرِق

أو المغرب فلا يجوز له أَن يُشَرِّق ولا يُغَرِّب إنما يَجْتَنِب

ويَشْتَمِل. وفي الحديث: أناخَتْ بكم الشُّرْق الجُونُ، يعني الفِتَن التي تجيء

من قِبَل جهة المشرق جمع شارِق، ويروى بالفاء، وهو مذكور في موضعه.

والشَّرْقيّ: الموضع الذي تُشْرِق فيه الشمس من الأَرض. وأَشْرَقَت الشمسُ

إشْراقاً: أضاءت وانبسطت على الأَرض، وقيل: شَرَقَت وأَشْرَقت طلعت، وحكى

سيبويه شَرَقت وأَشْرَقَت أَضاءت. وشَرِقَت، بالكسر: دَنَتْ للغروب. وآتِيك

كلَّ شارقٍ أي كلَّ يوم طلعت فيه الشمس، وقيل: الشارِقُ قَرْن الشمس.

يقال: لا آتِيك ما ذَرَّ شارِقٌ. التهذيب: والشمس تسمى شارقاً. يقال: إني

لآتِيه كلَّما ذرَّ شارِقٌ أي كلما طلع الشَّرْقُ، وهو الشمس. وروى ثعلب عن

ابن الأَعرابي قال: الشَّرْق الضوء والشَّرْق الشمس. وروى عمرو عن أَبيه

أَنه قال: الشَّرْق الشمس، بفتح الشين، والشِّرْق الضوء الذي يدخل من

شقّ الباب، ويقال له المِشْرِيق. وأَشْرَقَ وجههُ ولونُه: أَسفَر وأضاء

وتلألأ حُسْناً.

والمَشْرقة: موضع القعود للشمس، وفيه أربع لغات: مَشْرُقة ومَشْرَقة،

بضم الراء وفتحها، وشَرْقة، بفتح الشين وتسكين الراء، ومِشْراق.

وتَشَرَّقْت أي جلست فيه. ابن سيده: والمَشْرَقة والمَشْرُقة والمَشْرِقة الموضع

الذي تَشْرُق عليه الشمس، وخصَّ بعضهم به الشتاء؛ قال:

تُرِيدين الفِراقَ، وأنْتِ منِّي

بِعيشٍ مِثْل مَشْرَقة الشَّمالِ

ويقال: اقعُد في الشَّرْق أَي في الشَّمْسِ، وفي الشَّرْقة والمَشْرَقة

والمَشْرُقة.

والمِشْرِيقُ: المَشْرِقُ، عن السيرافي. ومِشْرِيقُ الباب: مدْخَلُ

الشمس فيه. وفي الحديث: أَنَّ طائراً يقال له القَرْقَفَنَّة يقع على

مِشْرِيق باب مَنْ لا يَغار على أهله فلو رأَى الرجال يدخلون عليها ما غَيَّر؛

قيل في المِشْرِيق: إنه الشق الذي يقع فيه ضِحُّ الشمس عند شروقها؛ وفي

الرواية الأُخرى في حديث وهب: إذا كان الرجل لا ينكرُ عَمَل السوء على

أهله، جاءَ طائر يقال له الفَرْقَفَنَّة فيقع على مِشْرِيق بابه فيمكث أربعين

يوماً، فإن أنكر طار، وإن لم يُنْكر مسح بجناحيه على عينيه فصار

قُنْذُعاً دَيُّوثاً. وفي حديث ابن عباس: في السماء بابٌ للتوبة يقال له

المِشْرِيق وقد رُدَّ فلم يبق إلاّ شَرْقُه أَي الضوءُ الذي يدخل من شقِّ

الباب.ومكان شَرِقٌ ومُشْرِق، وشَرِقَ شَرَقاً وأَشْرَق: أَشْرَقَت عليه الشمس

فأضاء. ويقال: أَشْرَقَت الأَرض إشراقاً إذا أنارت بإشْراق الشمس

وضِحِّها عليها. وفي التنزيل: وأَشْرَقَت الأَرضُ بنور رَبِّها.

والشَّرْقة: الشمس، وقيل: الشَّرَق والشَّرْق، بالفتح. والشَّرِقة

والشارِقُ والشَّرِيق: الشمس، وقيل: الشمس حين تَشرُق. يقال: طلعت الشَّرَق

والشَّرُق، وفي الصحاح: طلع الشَّرْق ولا يقال غرَبت الشَّرْق ولا

الشَّرَق. ابن السكيت: الشَّرَق الشمس، والشَّرْق، بسكون الراء، المكان الذي

تَشْرُق فيه الشمس. يقال: آتيك كل يوم طَلْعَةَ شَرَقِه. وفي الحديث:

كأَنَّهما ظُلَّتان سَوْداونِ بينهما شَرَقٌ؛ الشَّرَقُ: الضوءُ وهو الشمس،

والشَّرْق والشَّرْقة والشَّرَقة موضع الشمس في الشتاء، فأما في الصيف فلا

شَرقة لها، والمَشْرِقُ موقعها في الشتاء على الأَرض بعد طلوعها،

وشَرْقَتُها دَفاؤُها إلى زوالها. ويقال: ما بين المَشْرِقَيْنِ أَي ما بين

المَشْرِق والمغرب.

وأَشْرَق الرجلُ أَي دخل في شروقِ الشمس. وفي التنزيل: فأَخَذَتْهم

الصَّيْحةُ مُشْرِقِينَ؛ أَي مُصْبِحين. وأَشْرَقَ القومُ: دخلوا في وقت

الشروق كما تقول أَفْجَرُوا وأَصْبَحُوا وأَظْهَرُوا، فأما شَرَّقُوا

وغَرَّبوا فسارُوا نحوَ المَشْرِق والمغرب. وفي التنزيل: فأَتْبَعُوهم

مُشْرقينَ، أي لَحِقوهم وقت دخولهم في شروق الشمس وهو طلوعها. يقال: شَرَقَت

الشمسُ إذا طلعت، وأَشْرَقَت أَضاءت على وجه الأَرض وصَفَتْ، وشَرِقْت إذا

غابت.

والمَشْرِقان: مَشْرِقا الصيف والشتاء.

ابن الأَنباري في قولهم في النداء على الباقِلاَّ شَرْقُ الغداة طَرِيّ

قال أَبو بكر: معناه قَطْعُ الغداة أَي ما قُطِع بالغداة والْتُقِط؛ قال

الأَزهري: وهذا في الباقلاَّ الرَّطْب يُجْنَى من شجره. يقال: شَرقَتُ

الثمرةَ إذا قطعتها.

وقال الفراءُ وغيره من أَهل العربية في تفسير قوله تعالى: من شَجَرةِ

مُبارَكة زَيْتونةٍ لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة؛ يقول هذه الشجرة

ليست مما تطْلع عليها الشمسُ في وقت شُروقِها فقط أَو في وقت غروبها فقط،

ولكنها شَرْقِيَّة غرْبِيَّة تُصِيبها الشمس بالغداة والعشيَّة، فهو

أَنْضَر لها وأَجود لزيتونها وزيتِها، وهو قول أكثر أَهل التفسير؛ وقال الحسن:

لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة إنها ليست من شجر أَهل الدنيا أَي هي من

شجر أَهل الجنة، قال الأَزهري: والقول الأَول أَولى؛ قال وروى المنذري عن

أَبي الهيثم في قول الحرث بن حِلِّزة:

إنه شارِق الشَّقِيقة، إذ جا

ءَت مَعَدٌّ، لكل حَيٍّ لواء

قال: الشَّقِيقة مكان معلوم، وقوله شارق الشَّقِيقة أَي من جانبها

الشَّرْقي الذي يلي المَشْرِق فقال شارق، والشمس تَشْرُق فيه، هذا مفعول فجعله

فاعلاً. وتقول لِما يلي المَشْرِق من الأَكَمَةِ والجبل: هذا شارِقُ

الجبل وشَرْقِيُّه وهذا غاربُ الجبل وغَربِيُّه؛ وقال العجاج:

والفُتُن الشارق والغَرْبيّ

أَراد الفُتُنَ التي تلي المَشْرِق وهو الشَّرْقيُّ؛ قال الأزهري: وإنما

جاز أَن يفعله شارقاً لأَنه جعله ذا شَرْقٍ كما يقال سِرُّ كاتمٌ ذو

كِتْمان وماء دافِقٌ ذو دَفْقٍ.

وشَرَّقْتُ اللحم: شَبْرَقْته طولاً وشَرَرْته في الشمس ليجِفَّ لأن

لحوم الأَضاحي كانت تُشَرَّق فيها بمنى؛ قال أَبو ذؤيب:

فغدا يُشَرِّقُ مَتْنَه، فَبَدا له

أُولى سَوابِقها قَرِيباً تُوزَعُ

يعني الثور يُشَرِّقُ مَتْنَه أَي يُظْهِرُه للشمس ليجِف ما عليه من ندى

الليل فبدا له سوابقُ

الكِلابِ. تُوزَع: تُكَفّ. وتَشْريق اللحم: تَقْطِيعُه وتقدِيدُه

وبَسْطُه، ومنه سميت أيام التشريق.

وأيام التشريق: ثلاثة أَيام بعد يوم النحر لأَن لحم الأَضاحي يُشَرَّق

فيها للشمس أَي يُشَرَّر، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يقولون في

الجاهلية: أَشْرِقْ ثَبِير كيما نُغِير؛ الإِغارةُ: الدفع، أَي ندفع للنَّفْر؛

حكاه يعقوب، وقال ابن الأَعرابي: سميت بذلك لأن الهَدْيَ والضحايا لا

تُنْحَر حتى تَشْرُق الشمسُ أَي تطلع، وقال أَبو عبيد: فيه قولان: يقال سميت

بذلك لأَنهم كانوا يُشَرِّقون فيها لُحوم الأَضاحي، وقيل: بل سميت بذلك

لأَنها كلَّها أَيام تشريق لصلاة يومِ النحر،يقول فصارت هذه الأيام تبعاً

ليوم النحر، قال: وهذا أَعجب القولين إليَّ، قال: وكان أَبو حنيفة يذهب

بالتَّشْرِيقِ إلى التكبير ولم يذهب إليه غيره، وقيل: أَشْرِق ادْخُلْ في

الشروق، وثَبِيرٌ جبل بمكة، وقيل في معنى قوله أَشْرِق ثبِير: كَيْما

نُغِير: يريد ادْخل أيها الجبل في الشروق وهوضوء الشمس، كما تقول أَجْنَب

دخل في الجنوب وأَشْمَلَ دخل في الشِّمال، كيما نُغِير أَي كيما ندفع

للنحر، وكانوا لا يُفِيضون حتى تطلع الشمس فخالفهم رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، ويقال كيما ندفع في السير من قولك أَغارَ إغارةَ الثَّعْلبِ أَي

أَسْرع ودفع في عَدْوِه. وفي الحديث: مَنْ ذَبَح قبل التشريق فلْيُعِدْ، أَي

قبل أَن يصلِّيَ صلاة العيد ويقال لموضعها المُشَرَّق. وفي حديث

مَسْروق: انْطَلِقْ بنا إلى مُشَرِّقِكم يعني المُصَلَّى. وسأل أَعرابي رجلاً

فقال: أَين مَنْزِل المُشَرَّق؟ يعني الذي يُصَلَّى فيه العيد، ويقال لمسجد

الخَيْف المُشَرَّق وكذلك لسوق الطائف. والمُشَرَّق: العيد، سمي بذلك

لأن الصلاة فيه بعد الشَّرْقةِ أَي الشمس، وقيل: المُشَرَّق مُصَلَّى العيد

بمكة، وقيل: مُصَلَّى العيد ولم يقيد بمكة ولا غيرها، وقيل: مصلى

العيدين، وقيل: المُشَرَّق المصلّى مطلقاً؛ قال كراع: هو من تشريق اللحم؛ وروى

شعبة أن سِماك بن حَرْب قال له يوم عيد: اذهب بنا إلى المُشَرَّق يعني

المصلى؛ وفي ذلك يقول الأَخطل:

وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها،

في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيقٍ وتَنْخار

والتَّشْرِيق: صلاة العيد وإنما أُخذ من شروق الشمس لأَن ذلك وقتُها.

وفي الحديث: لا ذَبْحَ إلا بَعْد التَّشْرِيق أَي بعد الصلاة، وقال شعبة:

التَّشْرِيق الصلاة في الفطر والأَضحى بالجَبّانِ. وفي حديث عليّ، رضي

الله عنه: لا جُمْعة ولا تَشْرِيقَ إلا في مِصْرٍ جامع؛ وقوله أَنشده ابن

الأَعرابي:

قُلْتُ لِسَعْدٍ وهو بالأَزارِق:

عَلَيْكَ بالمَحْضِ وبالمَشارق

فسره فقال: معناه عليك بالشمس في الشتاء فانْعَمْ بها ولَذَّ؛ قال ابن

سيده: وعندي أن المَشارِق هنا جمع لحمٍ مُشَرَّق، وهو هذا المَشْرُور عند

الشمس، يُقَوِّي ذلك قولُه بالمحض لأَنهما مطعومان؛ يقول: كُلِ اللحم

واشْرَب اللبن المحض. والتَّشْريق: الجمالُ وإشْراقُ الوجه؛ قاله ابن

الأَعرابي في بيت المرار:

ويَزِينُهنَّ مع الجمالِ مَلاحةٌ،

والدَّلُّ والتَّشْرِيقُ والفَخْرُ

(* قوله «والفخر» كذ بالأصل، وفي شرح القاموس: والعذم، بالذال، وفسره عن

الصاغاني بالعض من اللسان بالكلام).

والشُّرُق: الغِلْمان الرُّوقة. وأُذُنٌ شَرْقاءُ: قطِعت من أَطرافها

ولم يَبِنْ منها شيء. ومِعْزة شَرْقاء: انْشَقَّتْ أُذُناها طُولاً ولم

تَبِنْ، وقيل: الشَّرْقاءُ الشاة يُشَقُّ باطنُ أُذُنِها من جانب الأُذن

شَقّاً بائناً ويترك وسط أُذُنِها صحيحاً، وقال أَبو علي في التذكرة:

الشَّرْقاءُ التي شُقَّت أُذناها شَقَّين نافذين فصارت ثلاث قطع متفرقة.

وشَرَقَتْ الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً أَي شَقَقْت أُذُنَها. وشَرِقت الشاةُ،

بالكسر، فهي شاة شَرْقاء بيّنَة الشَّرَقِ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أن

النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى أن يُضَحَّى بِشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو

جَدْعاء. الأَصمعي: الشَّرْقاء في الغنم المشقوقة الأُذن باثنين كأنه

زنَمة، واسم السِّمَةِ الشَّرَقة، بالتحريك، شَرَقَ أُذُنَها يَشْرِقُها

شَرْقاً إذا شَقَّها؛ والخَرْقاء: أَن يكون في الأُذن ثقب مستدير. وشاة

شَرْقاء: مقطوعة الأُذن.

والشَّرِيقُ من النساء: المُفْضاة.

والشَّرِقُ من اللحم: الأَحمر الذي لا دَسَم له.

والشَّرَقُ: الشجا والغُصّة. والشَّرَقُ بالماء والرِّيق ونحوهما:

كالغَصَص بالطعام؛ وشَرِقَ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ؛ قال عدي بن زيد:

لو بِغَيْرِ الماء حَلْقِي شَرِقٌ،

كنتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصاري

الليث: يقال شَرِقَ فلانٌ برِيقِه وكذلك غَصَّ بريقه، ويقال: أَخذَتْه

شَرْقة فكاد يموت. ابن الأَعرابي: الشُّرُق الغَرْقَى. قال الأَزهري:

والغَرَقُ أَن يدخل الماءُ في الأَنف حتى تمتلئ منافذُه. والشَّرَقُ: دخولُ

الماء الحَلْقَ حتى يَغَصَّ به، وقد غَرِقَ وشَرِقَ. وفي الحديث: فلما

بلغ ذِكْرَ موسى أَخذتْه شَرْقةٌ فركَع أي أَخذته سُعْلة منعته عن القراءة.

قال ابن الأَثير: وفي الحديث أَنه قرأَ سورة المؤمن في الصلاة فلما أتى

على ذكرِ عيسى، عليه السلام، وأُمِّه أَخذته شَرْقةٌ فركع؛ الشَّرْقة:

المرة الواحدة من الشّرَقِ، أَي شَرِقَ بدمعِه فعَيِيَ بالقراءة، وقيل:

أَراد أَنه شَرِقَ بريقه فترك القراءة وركع؛ ومنه الحديث: الحَرَقُ

والشِّرَقُ شهادةٌ؛ هو الذي يَشْرَقُ بالماء فيموت. وفي حديث أُبَيّ: لقد اصطلح

أَهل هذه البلدة على أَن يَعْصِّبُوه فشَرِقَ بذلك أَي غَصَّ به، وهو مجاز

فيما ناله من أَمْرِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحَلّ به حتى كأَنه

شيء لم يقدر علي إِساغتِه وابتلاعِه فغَصَّ به.

وشَرِقَ الموضعُ بأَهله: امتلأَ فضاق، وشَرِقَ الجسدُ بالطيب كذلك؛ قال

المخبَّل:

والزَّعْفَرانُ على تَرائِبها

شَرِقاً به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ

وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ: اختلط؛ قال المسَّيب بن عَلَسٍ:

شَرِقاً بماءِ الذَّوْبِ أَسْلَمه

للمُبْتَغِيه مَعاقل الدَّبْرِ

والتَّشْريق: الصَّبغ بالزعفران غير المُشْبَع ولا يكون بالعُصْفُر.

والتَّشْويق: المُشْبَع بالزعفران. وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ:

اشتدت حمرته بدم أَو بحسن لون أَحمر؛ قال الأَعشى:

وتَشْرَقُ بالقولِ الذي قد أَذَعْته،

كما شَرِقَت صَدْرُ القَناةِ من الدَّمِ

ومنه حديث عكرمة: رأَيت ابْنَينِ لسالمٍ عليهما ثياب مُشْرَقة أَي

محمّرة. يقال شَرِقَ الشيءُ إذا اشتدت حمرته، وأَشْرَقْته بالصِّبْغ إذا

بالَغْت في حمرته؛ وفي حديث الشعبي: سُئِل عن رجل لَطَمَ عينَ آخَرَ فشَرِقَت

بالدم ولمّا يَذْهَبْ ضَوْءُها فقال:

لها أَمْرُها، حتى إذا ما تَبَوَّأَتْ

بأَخْفافِها مَأْوًى، تَبَوَّأ مَضْجَعا

الضمير في لها للإبل يُهْمِلها الراعي حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي

أَعجبها فأقامت فيه مالَ الراعي إلى مَضْجَعِه؛ ضربه مثلاً للعين أَي لا

يُحْكَم فيها بشيء حتى تأتيَ على آخر أمْرِها وما تؤول إليه، فمعنى شَرِقَت

بالدم أَي ظهر فيها ولم يَجْرِ منها. وصَرِيع شَرِقٌ بدمه: مُخْتَضِب.

وشَرِقَ لونُه شَرَقاً: احْمَرَّ من الخَجَلِ. والشَّرْقِيّ: صِبْغ أَحمر.

وشَرِقَتْ عينُه واشْرَوْرَقَت: احْمَرَّت، وشَرِقَ الدمُ فيها: ظهر.

الأَصمعي: شَرِقَ الدم بجسده يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ظهر ولم يَسِلْ، وقيل إذا

ما نَشِبَ، وكذلك شَرِقت عينُه إذابَقِي فيها دمٌ؛ قال: وإذا اختلطت

كُدورةٌ بالشمس ثم قلت شَرِقَت جاز ذلك كما يَشْرَق الشيء بالشيء يَنْشَبُ

فيه ويختلط. يقال: شَرِقَ الرجلُ يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ما دخل الماءُ

حَلْقَه فشَرِقَ أي نَشِبَ؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه، قال في الناقة

المُنْكَسرة: ولا هي بفَقِيٍّ فتشْرَق أَي تمتلئ دماً من مرض يَعْرِضُ لها

في جوفها؛ ومنه حديث ابن عمر: أَنه كان يُخْرِج يديه في السجود وهما

مُتَفَلِّقَتان قد شَرِق بينهما الدم. وشَرِقَ النخل وأَشْرَق وأَزْهَقَ

(*

قوله «وأزهق» هكذا في الأصل ولعله وأزهى.) لوَّنَ بحمرة. قال أَبو حنيفة:

هو ظهور أَلوان البُسْر. ونَبْتٌ شَِرِقٌ أَي رَيَّان؛ قال الأَعشى:

يُضاحِك الشمسَ منها كوكَبٌ شَرِقٌ،

مُؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

وأَما ما جاء في الحديث من قوله: لعلكم تُدْرِكون قوماً يُؤَخِّرون

الصلاة إلى شَرِقِ المَوْتَى فصَلّوا الصلاةَ للوقت الذي تَعْرِفون ثم صَلّوا

معهم؛ فقال بعضهم: هو أن يَشْرَقَ الإنسانُ بريقِه عند الموت، وقال:

أَراد أَنهم يصلون الجمعة ولم يبق من النهار إلا بقدر ما بَقِي من نَفْس هذا

الذي قد شَرِق بريقه عند الموت، أَراد فَوْتَ وقْتِها ولم يقيّد الصلاة

في الصحاح بجمعة ولا بغيرها، وسئل عن هذا الحديث فقال: أَلم ترَ الشمسَ

إذا ارتفعت عن الحيطان وصارت بين القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتى؛

قال أَبو عبيد: يعني أَن طلوعها وشُروقَها إنما هو تلك الساعة للموتى

دون الأَحياء. أَبو زيد: تُكْرَه الصلاة بشَرَقِ الموتى حين تصفرُّ الشمس،

وفعلت ذلك بشَرَقِ الموتى: في ذلك الوقت. وفي الحديث: أَنه ذكر الدنيا

فقال: إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى؛ له معنيان: أَحدهما أَنه أَراد به

آخِرَ النهار لأن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَث قليلاً ثم تغيب فشبَّه ما

بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة، والآخَرُ من قولهم شَرِقَ الميت

بريقه إذا غَصَّ به، فشَّبه قِلَّةَ ما بقي من الدنيا بما بقي من حياة

الشَّرِق بريقه إلى أَن تخرج نفسه. وسئل الحسن بن محمد بن الحنفية عنه

فقال: أَلم تَرَ إلى الشمس إذا ارتفعت عن الحيطان

فصارت بين القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتى. يقال: شَرِقَت الشمس

شَرَقاً إذا ضعف ضوءُها، قال: ووَجّه قولَه حين ذكر الدنيا فقال إنما

بقي منها كشَرَقِ الموتى إلى معنيين: أَحدهما أَن الشمس في ذلك الوقت إنما

تَلْبَثُ ساعة ثم تغيب فشبَّه قِلَّة ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك

الساعة من اليوم، والوجه الآخر في شَرَقِ الموتى شَرَقُ الميت برِيقِه عند

خروج نفسه. وفي بعض الروايات: واجعلوا صلاتَكم معهم سُبْحَة أَي نافلة.

وقال أبو عبيد: المُشَرَّق جبل بسوق الطائف، وقال غيره: المُشَرَّق

سُوقُ الطائف؛ وقول أبي ذؤيب:

حتى كأَنِّي للحوادِثِ مَرْوَةٌ،

بصَفا المُشَرَّق، كلَّ يومٍ تُقْرَعُ

يُفَسَّر بكلا ذَيْنِك، ورواه ابن الأعرابي: بصفا المُشَقَّر؛ قال: وهو

صفا المُشَقَّر الذي ذكره امرؤ القيس فقال:

دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا

والشارِقُ: الكِلْسُ، عن كراع.

والشَّرْقُ: طائر، وجمعه شُروق، وهو من سِباع الطير؛ قال الراجز:

قد أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذو بَرِيقِ،

بمُلْحَمٍ أَحْمَرَ سَوْذَنِيقِ،

أَجْدَلَ أو شَرْقٍ من الشُّروقِ

قال شمر: أَنشدني أَعرابي في مجلس ابن الأَعرابي وكتبها ابن الأعرابي:

انْتَفِخي، يا أَرْنَبَ القِيعان،

وأَبْشِرِي بالضَّرْبِ والهَوانِ،

أو ضربة من شرق شاهيان،

أو توجي جائع غرثان

(* قوله «أو ضربة من شرق إلى آخر البيت» هكذا في الأصل).

قال: الشَّرْق بين الحِدَأَة والشاهين ولونه أَسود. والشارِق: صنم كان

في الجاهلية، وعبد الشارِق: اسم وهو منه. والشَّرِيقُ: اسم صنم أيضاً.

والشَّرْقِيُّ: اسم رجل راوِية أَخبار. ومِشْرِيق: موضع. وشَرِيق: اسم

رجل.

Expand
شرق
الشَّرْقُ: الشَّمْسُ حينَ تُشْرِقُ، ورَواه عَمْرو عَن أَبِيهِ، ورَواه ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابِىِّ ويُحَرَّكُ عَن ابْنِ السِّكًّيتِ، يُقالُ: طَلَعَت الشَّرْقُ، وَلَا يُقال: غَرَبَت الشَّرْقُ.
والشَّرْقُ: إسْفارُها. والشَّرْقُ: حَيْثُ تَشْرُقُ الشمسُ يُقال: آتِيكَ كُلَّ يَوْم طَلْعَةَ شَرْقِه، نَقَله ابنُ السِّكِّيتِ.
والشرْقُ: الشَّقُّ يُقال: مَا دَخَلَ شَرْقَ فَمِي شَيءٌ، أَي: شِقَّ فَمِي، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِي.
والشَّرْقُ المَشْرِقُ كَمَا فِي الصِّحاح، وجَمْعُه أشْراقٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
(إِذا ضَرَبُوا يَوْماً بهَا الآلَ زَيَّنُوا ... مَسانِدَ أَشْراقِ بهَا ومَغاربِ) وقالَ أبُو العَبّاسِ: الشَّرْقُ: الضَّوْءُ الذِي يَدْخُلُ من شَق البابِ رَواهُ ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأعرابيِّ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عَبّاس: وَقد ردَّ فلَمْ يَبَقَ إِلاّ شَرْقُهُ ويُكْسَرُ.
وَقَالَ شَمِرٌ: الشَّرْقُ: طائِر بَيْنَ الحِدَأَةِ والصَّقْرِ وفِي العُبابِ: والشّاهِين، ولَوْنُه أَسْوَدُ، قالَ شَمِرٌ: وأَنْشَدَ أَعْرابِيًّ فِي مَجْلِسِ ابنِ الأعرابيِّ: انْتَفِجِي يَا أَرْنَبَ القِيعانِ وأَبْشِرِى بالضَّرْبِ والهَوانِ) أَو ضَرْبَةٍ من شَرْقِ شاهِيانِ وهكَذا فَسَّرَه، وجَمْعُه شُرُوقٌ، وَهُوَ من سِباع الطَّيْرِ، قَالَ الرّاجِزُ: قد أَغْتَدِي والصبْحُ ذُو بَرِيقِ بملحِم أحْمَرَ سَوْذَنِيقِ أَجْدَلَ أَو شَرْقٍ من الشرُوق والشَّرْقُ: إِقْلِيمٌ بإِشْبِيلِيَةَ أَو إِقْلِيمٌ بباجَةَ صوابُه وإِقْلِيمٌ بباجَةَ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ، وتَقَدَّمَ لَهُ فِي الفاءَ أنَّ الشَّرَفَ من أَعْمالِ إِشْبِيلِيَةَ، فَهُوَ شَدِيدُ المُلابَسَةِ بِهَذَا.
وشَرَقَت الشمْسُ شَرْقاً، وشُرُوقاً: طَلَعَتْ، كأشْرَقَتْ وقِيلَ: أَشْرقَتْ: أَضاءَتْ وانْبَسطَتْ على الأرْضِ، وشَرَقَتْ: طَلَعَتْ.
وشَرَقَ الشّاةَ شَرْقاً: إِذا شقَّ أذُنَها نَقَله الجَوْهَرِيًّ.
وشَرَق النخْلُ: أَزْهَى أَي: لَوَّنَ بحُمْرَة كأشْرَقَ قالَ أَبُو حَنِيفَةَّ: هُوَ ظُهُورُ أَلوانِ البُسْرِ.
وشَرَقَ الثَّمَرةَ: قَطَفَها نَقَله الأَزْهَرِي.
وقالَ ابنُ الأنْبارِيِّ: يُقَال فِي النِّداءَ عَلي الباقِلَّا: شَرْقُ الغَداةِ طَرِي، قالَ أَبُو بَكْر: مَعْناهُ: قَطْعُ الغَداةِ، أَي: مَا قُطِعَ بالغَداةِ والْتُقِطَ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: وَهَذَا فِي الباقِلاّ الرَّطْبِ يُجْنَى من شَجَرِهِ.
والمَشْرِقُ: جَبَلٌ بالمَغْرِبِ هَكَذَا فِي النسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ، صوابُه ببلادِ العَرَبِ، فَفِي العُبابِ: والمَشْرِقُ: جَبَل من جِبالِ العَرَبِ، بَيْنَ الصَّرِيف والقَصِيم، وَقَالَ نَصْرٌ: هُوَ جَبَلٌ من الأعْرافِ بينَ الصَّرِيفِ والقصيم، من أَرْضِ ضَبَّةَ، وجَبَلٌ آخَرُ هُنَاكَ، فَتنبْه لذَلِك.
ومِخْلافُ المَشْرِقِ باليَمَنِ، وإِليهِ نُسِبَ الضَّحّاكُ بنُ شَراحِيل المَشْرِقِي: تابِعي يَرْوِي عَن أَبِي سَعِيدٍ، وَعنهُ الزهرِي، وحَبيبُ بنُ أَبي ثابتٍ، قَالَه ابنُ حِبّان، هَكذا ضَبَطَه الدَّارَقُطْني أَو صوابُه كَسْرُ المِيم وفَتْحُ الرّاءَ، نِسْبَةً إِلى مِشْرَقٍ كمِنْبَرٍ: بَطْن مِنْ هَمْدانَ.
قلتُ: وَمن هَذَا البَطْنِ يَزِيدُ المِشْرَقِيُّ شَيْخ للشّعْبِيِّ، وعَبّاسُ بنُ الوَلِيدِ المِشْرَقِيُّ، عَن عَلِيِّ بنِ المَدِينِيِّ، ذَكَرَهُما ابنُ ماكُولاَ، وعُرَيْبُ بنُ يَزِيدَ المِشْرَقيُّ، رَوَى عَنهُ عَبْدُ الجَبّار الشَّامي.
وقَوْلُه تَعالَى: شَرْقية وَلَا غَرْبِيَّةٍ أَي: هذِه الشجرةُ لَا تطْلُعُ عَلَيْها الشَّمْسُُ عِنْدَ شُرُوقِها فَقَطْ أَو وَقْت غُرُوبِها فَقَط، ولكِنّها شَرقِيةٌ غَرْبِيَّة تُصِيبُها الشَّمْسُ بالغَداةِ والعَشِيِّ، فَهُوَ أَنْضَرُ لَها، وأَجْوَدُ لزَيْتُونِها، وَهُوَ قَوْلُ الفَراءَ وغَيْرِه من أَهْلِ التَّفْسِيرِ، قالَ الحَسَنُ: المَعْنَى أَنَّها ليسَت من) شَجَرِ أهْلِ الدنْيا، أَي: هِيَ من شَجَرِ أَهْلِ الجَنَّةِ، قالَ الأزْهَرِي: والقَولُ الأوَّلُ أَولَى وأَكثر.
والشَّرْقَةُ، بالفَتْح كَمَا فِي الصِّحَاح والمَشرقَةُ مثَلَّثَةَ الرّاءَ واقْتَصَر الْجَوْهَرِي على الضمِّ والفَتحْ، وَنقل الصاغانِي الكَسْرَ عَن الكِسائِيِّ.
والمِشْراقُ كمِحْرابٍ ومِنْدِيل: ذكَر الجَوْهَرِي مِنْها أَربعةً مَا عَدا الأخِيرَةَ: موْضِعُ القُعُودِ فِي الشَّمْسِ حيثُ تَشْرُقُ عَلَيْهِ، وخَصهُ بَعضهم بالشِّتاءَ قَالَ: (تُرِيدِينَ الفِراقَ وأنْتِ مِنِّي ... بعَيْش مثلِ مَشْرُقَةِ الشّمالِ)
ويُقال: الشَّرْقَةُ بالفَتْح، وبالتَّحْرِيك مَوْضِعُ الشَّمْسِ فِي الشِّتاءَ، فأمّا فِي الصَّيْفِ فَلَا شَرْقَةَ لَهَا، والمَشْرِقُ: مَوْقِعُها فِي الشِّتاءِ عَلَى الأرْضِ بعدَ طُلُوعِها، وشَرْقُها: دَفاؤُها. وتَشرًّقَ: قَعَدَ فِيهِ.
والمِشْريقُ كمِنْدِيل، من البابِ: الشِّقًّ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ ضِح الشَّمْسِ عِنْدَ شُرُوقِها، وَمِنْه حَدِيث وَهْبٍ: فيَقَع عَلَى مِشْرِيقِ بابِه وَقد ذكرَ فِي قرقف وَفِي قندع.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قالَ: بابٌ للتَّوْبَةِ فِي السَّماءَ يُقالُ لَهُ: المِشْرِيقُ وقَدْ رُدَّ. حتّى مَا بَقِيَ إِلاّ شَرْقُه أَي: ضَوْءُه الدَّاخِل من شِقِّ البابِ، قالَهُ أَبو العَبّاسِ.
والشّارِقُ: الشَّمْسُ حِينَ تَشْرُقُ يُقال: آتِيكَ كُلَّ شارِقٍ، أَي: كُلَّ يَوْم طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ، وقِيلَ الشّارِقُ: قَرْنُ الشَّمْسِ، يُقال: لَا آتِيكَ مَا ذَرَّ شارِقٌ كالشَّرْقَةِ بالفَتْح، والشَّرِقَةِ كفَرِحَة وكأمِيرٍ ويُقالُ أَيْضاً: الشَّرَقَةُ، محرَّكَةً.
والشارِقُ: الجانِبُ الشَّرْقِي وَهُوَ الّذِي تَشْرُقُ فِيهِ الشمْسُ من الأرْضِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الحارِثِ بنِ حِلِّزة:
(آيةٌ شارِقُ الشَّقِيقَةِ إِذْ جا ... ءَتْ مَعَدٌّ لكُلِّ حَيٍّ لِواءُ)
قَالَ المُنْذِرِي، عَن أَبي الهَيْثَم: قوْلُه: شارِقُ الشَّقِيقَةِ أَي: مِن جانِبِها الشَّرْقِيِّ الَّذِي يَلي المَشْرِقَ، فقالَ: شارِق، والشَّمْسُ تَشْرُقُ فِيهِ هَذَا مَفْعُولٌ، فجَعَله فاعِلاً، ويُقال لما يَلِي المشرقَ من الأكَمَة والجبَل: هَذَا شارق الجبَلِ، وشَرْقِيُّهُ، وَهَذَا غارِبُ الجبَلِ وغَرْبِيه، وقالَ العَجّاجُ: والفَنَنُ الشّارقُ والغَرْبِي وإنّما جازَ أنْ يَفْعَلَه شارِقاً لِأَنَّهُ جَعَلَه ذَا شَرقٍ، كَمَا يُقَال: سِر كاتِمٌ: ذُو كِتْمان، وَمَاء دافِقٌ: ذُو دَفْقٍ. ج: شُرْقٌ كقفْلٍ مِثل بازِل وبزْلٍ، وَمِنْه حَدِيث. أتَتْكُم الشُّرْقُ الجونُ وَهِي الفِتَنُ كأَمْثالِ اللَّيْلِ)
المظْلِم، ويُرْوَى بالفاءِ، وَقد تَقَدَّم. وقالَ ابنُ دُرَيْد: الشارِقُ: صنَمٌ كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَبِه سَمَّوْا عَبْدَ الشّارِقِ.
والشّارِقُ: لَقَبٌ لِقَيْسِ بنِ معدِيكَرِبَ، وَبِه فَسَّرَ بعضُهم قولَ الحارِثِ السّابِقِ، وأرادَ بالشَّقِيقَةِ قَوْماً من بَني شَيْبان جَاءُوا ليغِيروا على إِبِلٍ لعَمْرِو بنِ هِنْد، وعَلَيْها قَيْسُ بنُ مَعدِيكرب، فرَدَّتْهُم بَنُو يَشكر، وسَمّاهُ شارِقاً لأَنِّه جَاءَ من قِبَلِ المَشْرِقِ.
وعَبد الشّارِقِ بن عَبدِ الْعزي الجُهَنِي: شاعِر من شعراءَ الحَماسَةِ. والشرقيةُ: كُورَة بمِصرَ بل كورٌ كَثِيرَة تُعرَف بذلِك، مِنْهَا: شَرقِيةُ بُلْبَيس، وَهِي الَّتِي عناها المَصنف، وتُعرَف بالحَوْف، وشَرْقية المَنْصُورة، وشَرْقِيَّةُ إِطْفِيح، وشَرْقِيةُ مَنوف، وشَرْقِيَّةُ سيلِين، وشَرْقيةُ العَوّام، وشَرْقِية أَولادِ يَحْيَى، وشَرْقِيَّةُ أّولادِ مَنّاع.
والشَّرقِيَّة: مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ بينَ بَاب البَصْرَةِ والكَرْخ، شَرْقِيَّ مَدِينَةِ المَنصُورة. مِنها: أبُو العَباسِ أَحْمَدُ ابْن الصَّلْت بن المُغَلِّسِ الحِمّانيّ ابْن أَخي جُبارة بن المُغَلِّسِ، ضَعِيف وَضّاعٌ.
والشَّرْقِيَّةُ: مَحلَّةٌ بواسِطَ، مِنْها عبد الرَّحْمنِ بنُ مُحَمدِ بنِ المُعَلَّم.
والشَّرْقِيَّةُ: مَحَلَّة بنَيْسابُورَ، مِنْهَا: الحافِظُ أبُو حَامِد مُحَمَّدُ هَكَذَا فِي النسَخ وصوابُه أَحْمَدُ بنُ مُحَمدِ ابْن الحَسَنِ بنِ الشَّرْقيِّ النيْسابُورِيّ، تِلْمِيذ مسْلِم، وَعنهُ ابْن عَدِي وأَبو أحْمَدَ الحاكِمُ، وأخُوه أبُو عَبدِ اللهِ مُحَمَّدٌ، وآخَرُونَ.
والشَّرْقِيةُ أَيْضا: ة ببَغْدادَ خَرِبتْ الآنَ. وشرْقِي بالفَتْح: روى عَن أبي وَائِل بن سَلمَة الأسدِي عَن عَبدِ اللهِ بن مَسعُودٍ رضِي اللهُ عَنهُ.
وشرقِي بنُ الْقطَامِي ضَبطَه الْحَافِظ بتَحْرِيك الراءِ، وَهُوَ مُؤَدَبُ المَهْديِّ، راوِيَةُ أَخْبارٍ عَن مُجالِد اسْم شَرقِي الوَلِيد ضَعَّفهُ الساجيّ، وفاتَه: شَرْقي الجعْفِيُّ عَن سوَيْدِ بن غَفلَةَ وشارقة: حِصن بالأندلسِ، من أعمالِ بَلنيَسةَ. وشرقت المشاة، كفَرِح: انشقت أذُنها طولا وَلم يبِن فهِي شرقاء وقِيلَ: هِيَ الَّتِي يشق باطِن أذنها شقّاً بائِناً وَيتْرك وسط أذنِها صَحِيحا، وَقَالَ أَبُو عَليّ فِي التَّذكرة: الشَرْقاء الَّتِي شُقَّت أذناهَا شقين نافذين، فَصَارَت ثَلاثَ قِطع متَفرَقة، وَمِنْه الحدِيث: نهى أَن يُضحي بشرقاء أَو خرقاء أَو جَدْعَاء وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الشرقاء فِي الْغنم: والمشقوقة الْأذن بِاثْنَيْنِ، كَأَنَّهُ زنمة، والشرق محركة الشجا والغصة، يُقَال شَرق الرجل بريقه: إِذا غص بِهِ وَكَذَلِكَ بِالْمَاءِ وَنَحْوه كالغصص بِالطَّعَامِ فَهُوَ شَرق ككتف قَالَ عدي بن زيد:)
(لَو بِغَيْر المَاء حلقي شَرق ... كنت كالغصان بِالْمَاءِ اعتصاري)
وَهُوَ مجَاز وَمن الْمجَاز لطمه فشرق الدَّم فِي عينه إِذا احْمَرَّتْ وَمِنْه حَدِيث الشّعبِيّ: سُئِلَ عَن رجل لطم عين آخر فشرقت بِالدَّمِ وَلما يذهب ضوءها فَقَالَ:
(لَهَا أمرهَا حَتَّى إِذا مَا تبوأت ... بأخفافها مأوى تبوأ مضجعاً)
الضَّمِير فِي لَهَا لِلْإِبِلِ يهملها الرَّاعِي حَتَّى إِذا جَاءَت إِلَى الْموضع الَّذِي أعجبها فأقامت فِيهِ مَال الرَّاعِي إِلَى مَضْجَعِه، ضَرَبَه مَثَلاً للعينِ، أَي: لَا يحكَم فِيهَا بشيءٍ، حَتّى يَأتي على آخِرِ أَمْرِها وَمَا يَؤُول إِليهِ، فَمَعْنَى شَرِقَت بالدمَ أَي: ظَهَر فِيها وَلم يجرِ مِنها. وَمن المَجازِ: شرِقَت الشَّمْس: ضَعف ضَوءُها وَقيل شَرقَتْ الشَّمْس إَذا اخْتلَطت بهَا كدورة ثمَّ قلت أَو إِذا دَنَت للغروبِ، وأضافه صلَى الله عليهِ وسَلم إِلَى الموتَى فَقَالَ: لَعَلَكم ستدركونَ أَقْوَامًا يؤَخرون الصَّلاةَ إِلَى شَرق الموْتَى فصلوا الصلاةَ للوَقت الذِي تَعرِفونَ، ثمِّ صَلّوها مَعَهم لِأَن ضَوءها عِند ذلِك الوقْتِ ساقِط عَلَى المَقابِرِ، فلِذلِكَ أَضافَه إِلى المَوْتى، وسُئلَ الحَسن بن مُحَمَّدِ ابنِ الحَنيَفةِ عَن شَرق المّوْتَى، فَقَالَ: أَلَمْ تّرَ إِلَى الشمسِ إِذا ارْتَفَعَت عَن الحِيطان، وصارَت بينَ القبورِ كأَنَّها لجنةٌ فذَلِك شَرق المَوتَى. أَو أَرادَ أَنَهم يُصَلونَها أَي: الصَّلَاة، هَكَذَا هُوَ فِي الصِّحاحَ والعبابِ، من غيرِ تَقييدِ، وقيدها بَعضهم بصَلاة الجمُعَة، ولَم يَبْق من النَّهارِ إِلاّ بقَدرِ مَا يَبْقي من نَفْسِ المحتَضَرِ إِذا شَرقَ برِيقِه عِنْد المَوتِ، أَرادَ فَوْتَ وَقتِها، قَالَ الصّاغانِي: وَمِنْه قَوْلُ ذِي الرًّمَّةِ يَصِف الحمُرَ:
(فلَما رَأَين اللَيلَ وَالشَّمْس حَية ... حَياةَ الَّذِي يَقضِي حُشاشَةَ نازِع)

(نَحاها لثَاجً نَحوَة ثُمَ إنهُ ... توَخى بِها العَينَيْنِ عَينَيْ متالِعليه السَّلَام)
وَقَالَ أَبُو زيد: تكرَهُ الصَّلَاة بشَرَق المَوْتَى حِيْن تَصْفَر الشَّمْس، وفَعَلْت ذلكَ بشَرَقِ المَوتَى: عِنْدَ ذلِك الوَقتِ،، وَفِي الحدِيثِ: انه ذَكَر الدّنيا فقالَ: إِنما بَقِي مِنها كشَرَقِ المَوْتى لَهُ مَعنيانِ: أحَدهما: أَنَه أَرادَ بِهِ آخرَ النهارِ، لأنَ الشَمسَ فِي ذلِك الوَقْت إِنَّمَا تَلبث قَلِيلاً، ثمَّ تَغِيب، فشبهَ مَا بَقِي من الدّنيا ببَقاءِ الشَّمسِ تلكَ السّاعةَ، وَالْآخر: من قولهِم: شَرق المَيِّت برِيقِه: إِذا غص بِهِ، فَشبه قِلَّةَ مَا بَقِي من الدُّنْيا بِمَا بَقِي من حَياةِ الشَّرِقِ بِريقِه إِلى أَن يَخْرجَ نَفَسُه. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الشَّرَقَةُ. مُحَرَكَةً: السِّمَةُ الَّتِي تُوسَمُ بهَا الشّاةُ الشَّرْقاءُ وَهِي المَقْطُوعةُ الأذُنِ، وَهُوَ قولُ الأَصْمَعي. والشَّرِيقُ كأمِيرٍ: المَرْأَةُ الصَّغِيرَةُ الجهازِ أَي: الفَرْج، عَن ابْن عَبّادٍ أَو هِي المفْضاةُ.)
وشَرِيق: اسْم رَجُلٍ. وشَرِيق: اسمُ ع باليَمَنِ، والشَّرِيقُ: الغلامُ الحَسَنُ الوَجهِ ج: شُرُقٌ بضَمتَيْنِ، وهُم الغِلْمانُ الرُّوقُ. وأَشْرَقَ الرَّجُلُ: دَخَل فِي وَقْتِ شرُوقِ الشمْسِ كَمَا تَقُول: أَفْجَرَ، وأَضْحَى، وأظْهَرَ، وَفِي التَّنْزِيل: فأخَذَتْهم الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ أَي: مُصبحِينَ، وكذلِك قَوْله تَعالى: فأًتْبَعُوهُم مشْرِقِينَ وَمِنْه أَيضاً قولُه: أَشْرِق ثَبِير، كَيْما نغِير، يُريدُ ادْخُل أَيُّها الجَبَل فِي الشَّرْقِ، وَهُوَ ضَوْء: الشَّمْسِ، كَمَا تَقُول: أَجْنَبَ: إِذا دَخَلَ فِي الجَنُوبِ، وأّشْمَلَ: دَخَل فِي الشَّمالِ.
وأَشْرَقَت الشمْس إِشْراقاً: أَضاءتْ وانْبَسَطَتْ على الأرْضِ. وقِيلَ: شَرَقت وأَشرَقَت كِلاهُما: طَلَعَتْ، وَقد تَقَدمَ، وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ، وفى حَدِيث ابنِ عَبّاس: نهى عَن الصَّلاةِّ بعدَ الصبْح حَتى تَشْرقَ الشَّمْسُ، فإِنْ أَرادَ الطلوُعَ فقد جَاءَ فِي الحَدِيثِ الآخَر: حَتى تَطلعَ الشّمسُ وإِن أرادَ الإِضاءَة فقد وَرَد فِي حَديث آخَر: حَتّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، والإضاءة مَعَ الارْتِفاعِ، قالَ شَيْخُنا: وجَوَّزَ بَعضهم تَعَدَى أَشرقَ، كقَوْلِه:
(ثَلاثَةٌ تشرق الدُّنْيا ببَهْجَتِها ... شَمْسُ الضُّحَى، وأَبو إِسْحقَ، والقَمَرُ) وَلَا حُجَّةَ فيهِ، لاحْتِمالِ فاعِلِيَّةِ الدُّنيا، كَمَا هُوَ الظاهِرُ، ولِذا قِيل: إنّ تَعْدِيَتَه من كَلام المُوَلدِين، وإِن حَكَاهُ صاحِب الكَشافِ، فإِنَّ الشَّائِع المَعْرُوفَ اسْتِعمالُه لازِماً، كَمَا حَققته فِي تَخْلِيصِ التَّلْخِيص لشَواهِدِ التَّلخِيص، وأشارَ إِلَى بعضِه أَربابُ الحَواشي السَّعْديَّة، انْتهى.
وَمن المَجاز أَشرَقَ الثَّوْب فِي الصِّبْغ، وَفِي المحِيطِ والأساس: بالصِّبغ، فَهُوَ مشرِق حُمْرَة: إِذا بَالغ فِي صِبْغِه، وفى الِّلسانِ: بالَغَ فِي حُمْرَتِه. وأَشرقَ عَدوَّه. إِذا أغَصهُ قَالَ الكُمَيْتُ:
(حَتّى إِذا اعْتَزَلَ الزِّحامَ أَذَقْنَه ... جُرَعَ العَداوَةِ بالمُغِص المُشْرِقِ)
وقالَ الزَّمَخْشَرِي: أشرَقْت فُلاناً بِرِيقِه: إِذا لَمْ تُسَوِّغْ لَهُ مَا يَأْتِي من قَولٍ أَو فِعْلٍ، وَهُوَ مَجازٌ وقالَ شَمِرٌ وَابْن الأَعرابي: التَّشريقُ: الجَمالُ، وإِشْراقُ الوَجهِ وأشَراق الْوَجْه وأنشدا للمَرّارِ بنِ سَعِيدٍ الفَقْعَسِي:
(ويَزِينهُن مَعَ السَّلَام الْجمال مَلاحَة ... والدل والتَّشرِيق والعَذْم)
قالَ الصاغانِي: العَذْمُ: العض من اللسانِ بالكَلامَ والتَّشْرِيقُ. الأخذْ فِي ناحِيةِ الشَّرقِ وَمِنْه قَوْله:
(سارَت مغَرّبَة وسِرت مُشَرِّقأ ... شَتّانَ بينَ مشرِّقٍ ومُغَرِّب)
وَقد شَرَّقوا: إِذا ذَهَبُوا إِلى الشَّرْقِ، أَو أَتَوْا الشرقَ، وَفِي الحَدِيثِ: وَلَكِن شَرِّقُّوا أَو غرِّبُوا هَذَا أَمْرٌ لأَهْل المَدِينة، وَمن كانَتْ قِبْلَتُه على ذلكَ السَّمْتِ مِمَّن هُوَ فِي جِهَتَي الشَّمالِ والجَنُوب، فأَمّا)
من كانَتْ قِبْلَتُه فِي جِهَةِ الشَّرقِ أَو الغَربِ فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُشَرِّقَ أَو يغَرِّبَ، إِنَّمَا يَجتَنِبُ ويَشتَمِل.(وبالهدايا إِذا احْمَرَّتْ مذارعها ... فِي يَوْم ذبح وتشريق وتنحار)
وَأما قَول أبي ذُؤَيْب الْهُذلِيّ:
(حَتَّى كَأَنِّي للحوادث مروة ... بصفا الْمشرق كل يَوْم تقرع)
فَإِنَّهُ اخْتلف فِيهِ فَقيل: الْمشرق جبل لهذيل بسوق الطَّائِف قَالَه الْأَخْفَش وَأَبُو عبيد وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ سوق الطَّائِف نَفسهَا وَقَالَ الْبَاهِلِيّ: هُوَ جبل البرام وروى ابْن الْأَعرَابِي: بصفا المشقر وَهُوَ حصن بِالْبَحْرَيْنِ بهجر وَابْن أبي ذُؤَيْب من المشقر من الْبَحْرين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَهُوَ الَّذِي ذكره امْرُؤ الْقَيْس فَقَالَ: دوين الصَّفَا اللائي يلين المشقرا وَمن الْمجَاز: الْمشرق الثَّوْب الْمَصْبُوغ بالحمرة وَقَالَ ابْن عباد شرقته صفرته وَفِي اللِّسَان: التَّشْرِيق الصَّبْغ بالزعفران مشبعاً وَلَا يكون بالعصفر والمشرق من الْحُصُون المطين بالشاروق اسْم للصاروج كَمَا فِي الْمُحِيط وَهُوَ المكلس وانشرقت الْقوس أَي انشقت عَن ابْن)
عباد واشرورق بالدمع إِذا غرق فِيهِ عَن ابْن عباد وَهُوَ مجَاز وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الْمشرق مَوضِع شروق الشَّمْس، وَكَانَ الْقيَاس الْمشرق وَلكنه أحد مَا ندر من هَذَا الْقَبِيل والمَشْرِقان: مشرق الشتَاء والصيف، والمشرقان الْمشرق وَالْمغْرب، كَمَا يُقالُ: القَمَرانِ للشَّمْسِ والقَمَرِ. وعَمْرُو بنُ مَنْصُورٍ المَشْرِقِي، إِلى بِلادِ المَشْرِق، رَوَى عَن الشَّعْبِيِّ، وَعنهُ وَكِيعٌ.
وجَمْع المَشْرِقِيّ مَشارِقَة. وكُلُّ مَا طَلَع من المَشْرِقِ فقَدْ شَرَقَ، ويسْتَعملُ فِي الشَّمْسِ والقَمَرِ والنجُوم. ومكانٌ شَرقِي: تَشْرُقُ فِيهِ الشَّمْس من الأَرْضِ. وأشرَقَ وَجهه، ولَونُه: أَسْفّرَ وأَضاءَ وتلألأ حسْناً. والمِشرِيق: المَشرِقُ، عَن السّيرافِي. وَمَكَانٌ شَرق وَمَشرِق، وَقَد شَرَقَ شرقاً وأشْرقَ: أَشْرَقَت عليهِ الشمسُ فأضاءَ. وأَشرَقَتِ الأَرضُ: أَنارَتْ بإِشراقِ الشَّمْس وضِحها عَلَيْها، وقَوْلُه أَنْشده ابنُ الأعْرابِي:
(قُلت لسعْدِ وَهوَ بالأَزارِقِ ... عليكَ بالمَحضِ وبالمَشارِقِ)
فَسره فقالَ: مَعناهُ عَلَيْك بالشَّمسِ فِي الشِّتاءَ فانْعَم بِها، ولِذا قالَ ابْن سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّ المَشارِقَ جَمع لَحْم مشَرَّق، وَهُوَ هَذَا المَشرورُ فِي الشَّمسِ، يُقَوِّي ذَلِك قَوْله بالمَحْضِ، لأنَهُما مَطْعُومانِ، يَقُول: كُلِ اللَّحْمَ واشْرْبِ اللَّبَنَ المَحْضَ. والشَّرق، من اللحمَ، ككَتِف: الأَحْمَرُ الَّذِي لَا دَسَمَ لَهُ، وفى الأساسِ: عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجاز. والشرَق، محَركَةً: دُخُولُ المَاء الحَلْقَ حَتَّى يَغَص بِهِ حَتى عي، وَقيل: شرِقَ بِريقه حَتى لم يقدر على إساغَته وابتِلاعِه. وشَرِقَ المَوْضِع بأَهْلِهِ، كفَرحَ: امْتَلأ فضاقَ، وَهُوَ مَجاز. وشَرِقَ الجَسَدُ بالطِّيب كذلِك، وَيُقَال ثوب شَرِقٌ بالجادِيًّ، قَالَ المُخَبل:
(والزَّعفّرانُ على تَرائِبِها ... شَرِقاً بهِ اللَّبّاتُ والنحْرُ)
وشرقَ الشَّيءُ شَرَقاً: إِذا اختَلَطَ، قَالَ المسَيبُ بنُ عَلَسٍ:
(شَرِقاً بِمَاء الذوْبِ أسْلَمَه ... للمبتَّغِية مَعاقِلُ الدبرِ)
ويُقال: شَرِقَ الشَّيء شَرَقاً: إِذا اشتدت حمرَتُه بدَم أَو بحُسْنِ لَوْن أحمَر، قالَ الأعْشَىً:
(وتَشْرَقُ بالقَوْلِ الّذِي قَدْ أَذَعْتَه ... كَمَا شَرِقَتْ صَدرُ القَناةِ من الدَّم)
وصَرِيعٌ شَرِقٌ بدَمِه، أَي: مُخْتَضَبٌ. وشَرقَ لَوْنُه شَرَقاً: احْمَرَّ من الخَجَل. والشَّرْقِيُّ: صِبْغ أَحمَرُ. وشَرِقَتْ عَيْنه، واشرورَقَتْ: احْمَرَّتْ وَهُوَ مًجازٌ. ونَبْتٌ شَرِقِّ: رَيّان، قالَ الأعْشَى:)
(يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْها كَوْكَبٌ شَرِق ... مؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ)
والشّارِقُ: الكِلْسُ، عَن كُراع. ورَجُل مِشْراقٌ، كمِحْرابٍ: عادَتُه أَنْ يُغِصَّ عَدوَّهُ برِيقِه، نَقَله الزَّمَخْشَرِي. والشرِيقُ، كأَمِيرٍ: اسمُ صَنَم. ومِشْرِيقّ، بِالْكَسْرِ: موضعٌ. وشَرَّقَتِ الأرْضُ تَشْرِيقاً: أَجْدبَت، وذلِك إِذا لَمْ يُصِبْها ماءٌ، ومِنْهُ الشَّراقِي، بلُغَةِ مِصْر. وتَشَرَّقُوا: نَظَرُوا مِنْ مِشْرِيق الْبَاب، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ. وأشرق كأحمَدَ: موضِع بالحِجاز من دِيارِ بَنِي نَصر بن مُعاوِيةَ. وَذُو أشرق: بَلَد باليَمن قربَ ذِي جِبْلَةَ، مِنْهَا: أَحْمد بنُ مُحَمَّد الأَشرقيُّ، مادِحُ الملكِ المُعِز إِسْمَاعِيل بنِ سَيف الإِسلام طُغتِكِينَ بن أَيوبَ، وَمِنْهَا أَيْضا: َ الفَقِيهُ القاضِي مَسعُود بنُ عليّ ابْن مَسعودٍ الأشْرَقيّ، وَلي القَضاءَ باليَمنِ بعدَ صَفِيِّ الدينِ أحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي بَكرٍ العَرَشانِيِّ، ماتَ بِذِي أشْرَق فِي حُدودِ سنة. وأبُو بَكْرٍ محَمّدُ بنُ عُثمانَ بن مشْرقٍ، كمحْسِن تَفَرَّدَ بالسمَّاعَ من التَقِىًّ بنِ العِزِّ بن الحافِظِ عبدِ الغَنِي ومشرِق بنُ عَبدِ اللهِ الْفَقِيه الحَنَفي،، سَمعَ مِنْهُ ابْن الرّيّ بحَلَبَ، وَأَبُو المَكارِم عبْد الكَرِيم بِن بَدرٍ المَشرقِيّ، إِلى مشرق مولَى السّامانِية، كَتَب مِنْهُ السَّمْعَانِيّ وتكَلمَ فِيهِ. وشرِيقان، كأَمِير: جَبَلانِ أَحمَرانِ لبني سليم. ومشرق، كمحْسِنٍ: مَوضِع. وأَبُو الطَّمَحانِ حَنظَلَة بنُ شَرقِي القينيّ: شاعِر.
Expand
شرق: {مشرقين}: أي عند شروق الشمس. {أشرقت}: أضاءت.
(ش ر ق) : (أَشْرَقَ) دَخَلَ فِي وَقْتِ الشُّرُوقِ (وَمِنْهُ أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ) يُخَاطِبُ أَحَدَ جِبَالِ مَكَّةَ وَقَدْ حُذِفَ مِنْهُ حَرْفُ النِّدَاءِ (وَنُغِيرُ) نَدْفَعُ فِي السَّيْرِ (وَالتَّشْرِيقُ) صَلَاةُ الْعِيدِ مِنْ أَشْرَقَتْ الشَّمْسُ شُرُوقًا إذَا طَلَعَتْ أَوْ مِنْ أَشْرَقَتْ إذَا أَضَاءَتْ لِأَنَّ ذَلِكَ وَقْتُهَا (وَمِنْهُ) الْمُشَرَّقُ الْمُصَلَّى وَسُمِّيَتْ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ لِصَلَاةِ يَوْمِ النَّحْرِ وَصَارَ مَا سِوَاهُ تَبَعًا لَهُ أَوْ لِأَنَّ الْأَضَاحِيَّ تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُقَدَّدُ فِي الشَّمْسِ (وَتَشْرِيقُ) الشَّعِيرِ إلْقَاؤُهُ فِي الْمَشْرَقَةِ لِيَجِفَّ (وَالشَّرْقَاءُ) مِنْ الشَّاءِ الْمَشْقُوقَةُ الْأُذُنِ.

شرق


شَرَقَ(n. ac. شَرْق
شُرُوْق)
a. Rose (sun).
b.(n. ac. شَرْق), Docked, slit (ear).
c. Supped, sipped (broth).
شَرِقَ(n. ac. شَرَق)
a. Became red, reddened.
b. Was docked, slit (ear).
c. [Bi], Was choked, suffocated, stifled by.
شَرَّقَa. Went eastward; turned towards the east.
b. Had a bright, sunny face, complexion.
c. Dried in the sun (meat).
d. Daubed, plastered.
e. Half-killed (animal).
أَشْرَقَa. Shone, beamed.
b. Lit up, illuminated, irradiated.
c. Took place at sunrise.
d. Saturated with dye (garment).

تَشَرَّقَa. Stood, basked in the sun.

إِنْشَرَقَa. Snapped, was broken (bow).
شَرْقa. Sun-rise; the sun-rising, the east, orient
levant.
b. Chink, fissure.
c. Beam, ray; light.

شَرْقِيّa. Eastern, oriental.
b. East wind.

شِرْقa. see 1 (c)
شَرَقa. Sun.
b. Phlegm &c.

مَشْرِق
(pl.
مَشَاْرِقُ)
a. see 1 (a)
شَاْرُوْقa. Plaster.

شَرْقَآءُa. Docked (sheep).
إِشْرَوْرَقَ
a. Was choked; was tearful.

شَرَقْرَق
a. Shrike.
شرق
شرَقَ يَشرُق، شَرْقًا وشُروقًا، فهو شارِق
• شَرَقتِ الشّمسُ: طلعت، خلاف غَرَبتْ "صباحٌ شارِق". 

شرِقَ/ شرِقَ بـ يَشرَق، شَرَقًا، فهو شرِق، والمفعول مشروق به
• شرِقتِ الأرضُ: جفَّت من عدم الرّيّ.
• شرِق المكانُ: طلعت عليه الشَّمسُ.
• شرِق وجهُ فلانة: احمرّ خجلاً "شرِق البلحُ: احمرّ لونُه".
• شرِق بالشَّيء: غصّ به "شرِق فلانٌ بالماء أو بالرِّيق- شرِقت الآلةُ: غَصّت بوقودها" ° شرِق الموضعُ بأهله: امتلأ فضاق- شرِق ما بينهم بشرّ: دبّ بينهم الخلافُ. 

أشرقَ يُشرق، إشراقًا، فهو مُشرِق، والمفعول مُشرَق (للمتعدِّي)
• أشرقتِ الشَّمسُ: شرَقت؛ طلعت وأضاءت على الأرض.
• أشرقتِ الأرضُ: أنارت بإشراق الشّمس " {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} " ° أشرق النَّخلُ: أزهى- الجانب المُشرِق: الجيِّد، الحسن.
• أشرق وجهُه: تلألأ حُسنًا وجمالاً "للجمال إشراق: تألُّق، بهاء، زهو"? إشراق الذِّهن: توقُّده.
• أشرق القومُ: دخلوا في وقت الشّروق " {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ} - {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} ".
• أشرقه الماءُ: أغصَّه "أشرقه الرِّيقُ". 

استشرقَ يستشرق، استشراقًا، فهو مُستشرِق
• استشرق الأوربيُّ: اهتمَّ بالشرق والدراسات الشرقيَّة "مستشرق فرنسيّ: أديب فرنسيّ يهتمّ بدرس تراث الشّرق وحضارته ولغاته". 

تشرَّقَ يتشرّق، تشرُّقًا، فهو مُتشرِّق
• تشرَّق الأوربيٌّ: استشرق. 

شرَّقَ يشرِّق، تشريقًا، فهو مُشرِّق
• شرّق المُسافرُ: اتّجه ناحية الشّرق "شرّقت القافلةُ في سيرها" ° شرَّق وغرَّب: سار في كلّ اتِّجاه.
• شرَّقتِ الأرضُ: أجدبت نتيجة جفافها وحاجتها للماء. 

إشراق [مفرد]: ج إشراقات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشرقَ ° إشراقة وجهٍ: وضاءتُه وبهاؤُه.
2 - (سف) انبعاث نور من العالم غير المحسوس إلى الذِّهن تتمُّ به المعرفة "إشراقة نبوغ" ° إشراقة عبقريَّة: فكرة رائعة وفجائيَّة أو ما يشكّل سمتها.
3 - وقت إشراق الشّمس إلى الضّحى " {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ} ". 

إشراقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى إشراق.
• المَدرسة الإشراقيَّة: مدرسة ترى أن المعرفة تتمّ عن طريق ظهور الأنوار العقليّة ولمعانها وفيضانها بالإشراقات على النُّفوس عند تحرّرها، ويطلق اسم الإشراقيين بالأخصّ على السّهرورديّ وأتباعه. 

استشراق [مفرد]:
1 - مصدر استشرقَ.
2 - عناية واهتمام بشئون الشرق وثقافاته ولغاته.
3 - أسلوب غربيّ للسيطرة على الشرق وإعادة بنائه وبسط النفوذ عليه. 

استشراقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استشراق: "تركّزت معظم الدراسات الاستشراقيَّة على دراسة التاريخ الإسلاميّ- أقيم في أسبانيا معهد للدراسات الاستشراقيَّة".
• الحركة الاستشراقيَّة: حركة تجلَّت في اهتمام الغربيِّين بتراث الشّرق وحضارتِه ولغاته. 

تشريق [مفرد]:
1 - مصدر شرَّقَ.
2 - صلاة العيد؛ لأنّها تكون عقب الشُّروق.
 • أيَّام التَّشريق: (فق) الأيّام الثلاثة التالية ليوم النحر وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة. 

شارق [مفرد]: ج شُرْق:
1 - اسم فاعل من شرَقَ.
2 - جانب شرقيّ "صَعِدْتُ شارق الجبل".
3 - لون شديد "أحمر شارق: شديد الحُمرة". 

شَراقي [مفرد]: أرض لم يصلْها ماء النِّيل، فإذا رُويت جادت وسمِّيت ريّ الشّراقي. 

شَرْق [مفرد]: ج شروق (لغير المصدر):
1 - مصدر شرَقَ.
2 - جهة شروق الشّمس، عكسه غَرْب ° شرقًا وغربًا: في كلّ اتِّجاه.
• الشَّرْق الأدنى: اسم يطلق على مناطق آسيا الغربيّة الواقعة على البحر الأبيض المتوسِّط، شمال تركيا، قبرص، سورية، لبنان، فلسطين، وحتَّى مصر.
• الشَّرْق الأقصى: اسم يطلق على بلدان آسيا الشَّرقيّة، اليابان، كوريا، الصِّين، فرموزا، الهند، الفلبِّين، فيتنام، تايلاند، بورما، ماليزيا، أندونسيا.
• الشَّرْق الأوسط: اسم يُطلق على بعض مناطق آسيا الجنوبيَّة الغربيّة، شبه الجزيرة العربيّة، الأردن، سورية، لبنان، العراق، تركيا، إيران، مصر، السُّوادن وحتى أفغانستان وباكستان أحيانًا. 

شَرَق [مفرد]: مصدر شرِقَ/ شرِقَ بـ. 

شَرِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شرِقَ/ شرِقَ بـ: من غُصّ بشيءٍ من طعامٍ أو شرابٍ في حلقه. 

شرقانة [مفرد]: ج شرقى:
1 - ملآنة حتّى الفيضان "سيارة شرقانة بالوقود".
2 - جافّة، عطشى "أرضٌ شرقانة" ° جيوبٌ شرقانة: لا مالَ فيها. 

شَرْقة [مفرد]: ج شَرَقات وشَرْقات: غُصّة، أي ما اعترض في الحلق من طعام أو شراب "أخذته شرْقة كادت تقتله". 

شَرقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَرْق: "هو يسكن شرقيّ البلد- عادات/ موسيقى شرقيّة- ريح شرقيّة حارّة- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} " ° الكُتلة الشَّرقيّة: روسيا ومَنْ دار حولها. 

شُروق [مفرد]:
1 - مصدر شرَقَ.
2 - وقت بزوغ الشّمس "صلّيتُ الصّبحَ قبل الشّروق". 

مُستشرِق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استشرقَ.
2 - مَنْ يهتمّ من الأوربيّين بالدراسات الشرقيّة. 

مشارِقة [جمع]: مف مَشْرِقيّ: سكّان البلاد الإسلاميّة في شرقيّ الجزيرة العربيّة. 

مَشرِق [مفرد]: ج مشارِقُ: اسم مكان من شرَقَ: مكان أو جهة شروق الشّمس "شتّان بين مشرق ومغرب- {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} - {فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} " ° المشارق والمغارب: مواضع شروق الشّمس وغروبها المختلفة على مدار السنة- جاب مشارقَ الأرض ومغاربها: أكثر من السفر والتجوال.
• المَشرِق: البلاد الإسلاميّة في شرقيّ الجزيرة العربيّة.
• المَشْرقان: المَشِرق والمغرب (على التَّغليب) " {يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} ". 
Expand

فخم

فخم
فَخُمَ الرَّجُلُ فَخَامَةً، فهو فَخْمٌ: عَبْلٌ نَبِيْلٌ. وفلان يُفَخِّمُ فلاناً: أي يُبَجِّلُه. ويُفَخِّمُ الكلامَ. والرَّفْعُ: التَّفْخِيْمُ. والفُخَمِيَّةُ: من التَّعَظُّم والاسْتِعلاء.
(فخم)
فخامة ضخم وَعظم قدره والمنطق جزل فَهُوَ فخم (ج) فخام
ف خ م: رَجُلٌ (فَخْمٌ) أَيْ عَظِيمُ الْقَدْرِ. وَ (التَّفْخِيمُ) التَّعْظِيمُ. وَتَفْخِيمُ الْحَرْفِ ضِدُّ إِمَالَتِهِ. 
ف خ م

فلان معظّم، في قومه مفخّم؛ وهذا مما يزيدك فخامة، وإن فعلت كذا فخمت في عيون الناس، وما أفخم شأنه، وكلام فخمٌ: جزل. وبنو تميم يميلون، وأما أهل الحجاز فلغتهم التفخيم.
[فخم] فَخُمَ الرجل بالضم فَخامَةً، أي ضَخُمَ. ورجلٌ فَخْمٌ، أي عظيم القدر. والتفخيم: التعظيم. وتفخيم الحرف: خلاف إمالته. ومنطق فحم، أي جزل
باب الخاء والميم والفاء معهما ف خ م يستعمل فقط

فخم: فَخُمَ يَفْخُم فَخامَةً فهو فَخُمٌ أي: عَبْلٌ. وفلان يُفَخمِّ فلاناً أي: يبجله ويجله. وتَفخيمُ الكلام: تعظيمه. والرفع في الكلام تَفخيم. وأَلِفٌ مُفَخَّم يضارع الواو، وقد فَخُمَ فَخامةً. وسيدٌ فَخْمٌ أي نبيلٌ، وامرأة فَخْمةٌ أي: نبيلة جميلة، قال:

أحمد مولانا الأعز الأفخَما

فخم


فَخُمَ(n. ac. فَخَاْمَة)
a. Was bulky, big, thick.
b. Was great in rank, in estimation.

فَخَّمَa. Magnified, honoured, revered.
b. Flattered. — c ), Pronounced, articulated
distinctly.
تَفَخَّمَa. Aggrandized himself.

فَخْم
(pl.
فِخَاْم)
a. Large, big, bulky.
b. Important, great; esteemed.
c. Sound, correct.

فَخْمَةa. Large army.

فُخَمِيَّةa. Haughtiness, pride; self-aggrandizement.

أَفْخَمُa. Exalted; most esteemed.

N. P.
فَخَّمَa. Magnified, honoured.

N. Ac.
فَخَّمَa. Reading with distinctness, emphasis.
b. Respect, esteem.

فَيْخَامَان
a. Person of authority.
فخم: فخم: تطلق أيضا على فخامة البلاط الملكي أي ضخامة وعظمه. (طرائف دي ساسي 42:1). فخم (بالتشديد): فخمه جعل فخماً، ضخماً، عظيماً. ففي حيان - بسام (4:3 و): تفخيم البناء.
فخم: أخطأ دي ساسي (الطرائف 172:2) إذ قال إن هذا الفعل حين يعني قرأ بالتفخيم إنما يراد به حروف العلة لا الحروف الصوامت. ففي نص نشره (189:2) نجد كلمة يسؤ ول (أي تتري) أنها تنطق بتفخيم السين. والفاء المفخم هو الذي ينطق كالباء (ابن بطوطة 43:2، 416، المقدمة 422:1) والصاد المفخم هو الذي ينطق بصوت بين الصاد والزاي. وأما اللام المفخم (المقدمة 74:1) فيظهر أنه الذي ينطق بصوت متوسط بين اللام والراء، وذلك لأن الكلمة الأسبانية almirante ( أميرال) تنطق بالعربية الملند بتفخيم اللام (المقدمة 32:2).
تفخم: عظم، كبر، فخم. وتكبر (فوك. دي ساسي طرائف 44:1).
تفخم الجيش أصبح عظيماً كثير العدد. فعند ابن القوطية (ص11 و): فتلقاه جند بني ألياس في عدد كثير أيضا فتفخم جيشه وكثر عدده.
تفخم مصدره التفخم: تفخيم، تعاظم، فخفخة. (بوشر).
تفخم الحرف: نطقه بالتفخيم وهو خلاف التوفيق. (فوك) وفيه تفخم اللفظ).
فخيم: جزيل، عظيم، مستحق الذكر. (ألكالا) بفخامة: جداً، كثيراً. (ألكالا).

فخم: فَخُم الشيءُ يَفْخُم فَخامة وهو فَخْم: عَبُلَ، والأُنثى فَخْمة.

وفَخُم الرجل، بالضم، فَخامة أي ضَخُم. ورجل فَخْم أي عظيم القدر.

وفَخَّمه وتَفَخَّمه: أجَلَّه وعظَّمه؛ قال كثير عزة:

فأنْتَ، إذا عُدَّ المَكارم، بَيْنَه

وبَينَ ابنِ حَرْبٍ ذِي النُّهى المُتَفَخِّم

والتَّفْخِيم: التعظيم. وفَخَّم الكلام: عظَّمه. ومنطق فَخْم: جَزَل،

على المثل، وكذلك حسَبٌ فَخْم؛ قال:

دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجَا

فَخْماً، وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا

وروي في حديث أبي هالة: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان فَخْماً

مُفَخَّماً أَي عظيماً مُعَظَّماً في الصدور والعيون، ولم تكن خِلْقته في

جسمه الضخامة، وقيل: الفَخامة في وجهه نُبْلُه وامْتِلاؤه مع الجمال

والمهابة. وأتيْنا فلاناً فَفَخَّمْناه أي عَظَّمْناه ورفعنا من شأْنه؛ قال

رؤبة:نَحْمَدُ مَوْلانا الأجَلَّ الأفْخَما

والفَيْخَمانُ: الرئيس المُعظَّم الذي يُصدَر عن رأْيه ولا يُقطع أمرٌ

دونه. أبو عبيد: الفَخامة في الوجه نُبله وامْتِلاؤه. ورجل فَخْم: كثير

لحم الوَجْنَتين. والتفخيم في الحروف ضد الإمالة. وألف التفخيم: هي التي

تجدها بين الألف والواو كقولك سلام عليكم وقامَ زيد، وعلى هذا كتبوا الصلوة

والزكوة والحيوة، كل ذلك بالواو لأن الألف مالت نحو الواو، وهذا كما

كتبوا إحديهما وسويهن بالياء لمكان إمالة الفتحة قبل الألف إلى الكسرة.

فخم
فخُمَ يَفخُم، فَخامةً، فهو فَخْم
• فخُم الشَّخصُ: عظُم شأنه، ارتفع مستواه قَدْرُه "فخُم الجهازُ في عيني بعد أن عرفت مميزاته- هذا البناء حينما حدثتني عنه فخُم في نظري- ثوب/ قصر فَخْم".
• فخُم البناءُ: ضخُم. 

فخَّمَ يفخِّم، تفخيمًا، فهو مُفخِّم، والمفعول مُفخَّم
• فخَّم أستاذَه: أجلَّه، عظَّمه ورفع قدره "فخَّم أسلوبه: تكلَّف تحسينه".
• فخَّم الصَّوتَ: (لغ) نطقه بإرجاع اللسان قليلاً ورفع مؤخره نحو الطبق أي الحنك الأقصى، عكسه رقّقه. 

تفخيم [مفرد]:
1 - مصدر فخَّمَ.
2 - (جد) تغليظ الحرف عند النطق به وتصعيده إلى أعلى الحنك.
3 - (لغ) نُطق أصوات معينة (ص- ض- ط- ظ- خ- غ- ق- ر- ل)، إذا لم تكسر أو تسكَّن بعد كسر بإرجاع اللسان قليلاً ورفع مؤخره نحو الطبق أي الحنك الأقصى، ولهذا يسمَّى التفخيم أيضًا إطباقًا. 

فخامة [مفرد]:
1 - مصدر فخُمَ.
2 - لقب يسبق اسم رئيس الجمهوريّة في بعض البلاد العربية "افتتح فخامة رئيس الجمهوريّة معرض القاهرة الدوليّ". 

فَخْم [مفرد]: ج فِخام: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فخُمَ: عظيم القدر، رفيع المستوى ° عبارات فَخْمة: فصيحة عالية، جزلة- عيشة فَخْمة: مُرفَّهة. 

مُفخَّم [مفرد]: اسم مفعول من فخَّمَ.
• الأصوات المُفخَّمة: (لغ) الأصوات اللُّغوية التي تُنْطَق بوضع مؤخر اللِّسان في اتجاه الطَّبق، أي الحنك الأقصى، وهي الصَّاد والضَّاد والطَّاء والظَّاء، وكذلك أصوات القاف والغين والخاء والراء (إذا لم تكسَر أو تسكَّن)، واللام (في لفظ الجلالة ما لم يسبقها كسر)، ويقال لها أيضًا: الأصوات المُطْبَقة. 

فخم

1 فَخُمَ, aor. ـُ (S, M, K, &c.,) inf. n. فَخَامَةٌ, (S, &c.,) He (a man, S) was, or became, large, big, bulky, or thick. (S, M, K, &c.) b2: And He was, or became, great in respect of estimation, rank, or quality. (So accord. to an explanation of the inf. n. in the KL [agreeably with an explanation of the epithet فَخْمٌ].) See also مُفَخَّمٌ, below. b3: And one says also فَخُمَ الأَمْرُ [meaning Great in estimation is the thing or affair or event or case!]. (K in art. بخ, in which see بَخْ.) 2 تَفْخِيمٌ is syn. with تَعْظِيمٌ [as signifying The magnifying a man, honouring him, or treating him with respect or reverence or veneration]: (S, K, TA:) one says, أَتَيْنَا فُلَانًا فَفَخَّمْنَاهُ meaning [We came to such a one] and we magnified him, or honoured him, and paid him high respect: and ↓ تفخّمهُ signifies [the same as فخّمهُ, i. e.] He magnified him, or honoured him, &c.; syn. أَجَلَّهُ, and عَظَّمَهُ. (TA.) b2: تَفْخِيمُ الحَرْفِ is the contr. of إِمَالَتُهُ [i. e. it signifies The pronouncing of the word with the broad sound of the lengthened fet-h (approaching to the sound of “ a ” in our word “ ball ”)]: (S:) [and also with a full sound of the letter ل:] or التَّفْخِيمُ is the abstaining from الإِمَالَة; (K, and Kull p. 127;) and the contr. of التَّرْقِيقُ; i. e. i. q. التَّغْلِيظُ; and signifies the inclining of ا towards the place of utterance of و, as in the word الصَّلَوةُ; and the uttering of ل from the lower part of the tongue [i. e. with the tongue turned up], as in the word اَللّٰه [i. e. in the word اللّٰه not immediately preceded by a kesreh]: (Kull ubi suprà:) it is [predominantly] peculiar to the people of El-Hijáz, like as الامالة is to the tribe of Temeem. (TA.) A2: See also what next follows.5 تَفَخَّمَ [تفخّم signifies He magnified, or aggrandized, himself; as is shown by a verse cited in the first paragraph of art. فيل; in which verse it is said in the M that ↓ فَخَّمُوا means تَفَخَّمُوا.

A2: And it is also trans., like 2:] see 2, first sentence.

فَخْمٌ [seems to signify primarily Large, big, bulky, or thick. And hence,] A man having much flesh in the balls, or elevated parts, of the cheeks. (TA.) b2: [And predominantly,] Great in estimation, rank, or quality; (S, K, TA;) applied to a man: (S, TA:) pl. فِخَامٌ: the fem. is فَخْمَةٌ. (TA.) And it is likewise applied to حَسَب [or grounds of pretension to respect or honour]. (TA.) b3: And to speech, or diction, (مَنْطِق,) meaning Strong; sound, or correct; or chaste, clear, or eloquent, and comprehensive; syn. جَزْلٌ. (S, K.) فَخْمَةٌ fem. of فَخْمٌ [q. v.]. (TA.) b2: And A great army or military force. (TA.) فُخَمِيَّةٌ, like جُهَنِيَّةٌ, (so in the JK, K, and TA, [in the CK and my MS. copy of the K فُخَيْمَة, like جُهَيْنَة,]) Self-magnification, pride, or haughtiness, and assumption of superiority. (JK, K, TA.) فَيْخَمَانٌ A person of authority, (TA,) one held in honour, from whose judgment events are made to proceed, and without whom no affair is decided. (K, TA. [In the explanation of this word in the CK, يَصْدُرُ is a mistranscription for يُصْدَرُ.]) أَفْخَمُ i. q. أَعْظَمُ [as meaning Most, or very, great in estimation, rank, or quality; applied to a man]. (TA.) مُفَخَّمٌ, occurring in a trad., as an epithet applied to the Prophet, means Magnified, honoured, or regarded with respect or reverence or veneration, in the minds and the eyes [of others: and so it means when applied in a general manner]: not largeness in his bodily make: or, as some say, it means [characterized by] ↓ فَخَامَة in his face, [i. e.] its nobleness, and fulness, with beauty, or comeliness, and a quality inspiring reverence or veneration. (TA.)
Expand

رسم

(رسم) الثَّوْب خططه خُطُوطًا خُفْيَة
[رسم] نه فيه: [لما بلغ كراع الغميم] إذا الناس "يرسمون" نحوه، أ] يذهبون غليه سراعا، والرسيم نوع من السير سريع يؤثر في الأرض. وفي ح زمزم: "فرسمت" بالقباطي والمطارف حتى نزحوها، أي حشوها حشوا بالغًا كأنه من الثياب المرسمة، وهي المخططة خطوطًا خفيفة، ورسم في الأرض غاب.
(رسم) - وفي حَديث عَينِ زَمْزَم: "فرُسِّمت بالقَبَاطِىِّ والمَطِارِف حتى نَزَحُوها"
: أي حَشَوْهَا حَشْواً بالِغًا، كأنّه مأخوذ من الثِّياب المُرَسَّمَة وهي المُخَطَّطة خُطُوطًا خَفِيَّة، ورَسَمِ في الأرضِ: غَابَ.
والرَّسْمُ: الأَثَر؛ كأَنَّه ذَهب أصلُه، وبَقِى أَثَرُه.
الرسم: نعت يجري في الأبد بما جرى في الأزل، أي في سابق علمه تعالى. 

الرسم التام: ما يتركب من الجنس القريب والخاصة، كتعريف الإنسان بالحيوان الضاحك.

الرسم الناقص: ما يكون بالخاصة وحدها، أو بها وبالجنس البعيد، كتعريف الإنسان بالضاحك، أو بالجنس الضاحك. أو بعرضيات تختص جملتها بحقيقة واحدة، كقولنا في تعريف الإنسان: إنه ماشٍ على قدميه، عريض الأظفار، بادي البشرة، مستقيم القامة، ضحاك بالطبع.
ر س م : رَسَمْتُ لِلْبِنَاءِ رَسْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَعْلَمْتُ وَرَسَمْتُ الْكِتَابَ كَتَبْتُهُ وَمِنْهُ شَهِدَ عَلَى رَسْمِ الْقَبَالَةِ أَيْ عَلَى كِتَابَةِ الصَّحِيفَةِ قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ وَرَسَمْتُ لَهُ كَذَا فَارْتَسَمَهُ أَيْ امْتَثَلَهُ وَالرَّسْمُ الْأَثَرُ وَالْجَمْعُ رُسُومٌ وَأَرْسُمٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَأَفْلُسٍ.

وَالرَّوْسَمُ وِزَانُ جَعْفَرٍ خَشَبَةٌ يُخْتَمُ بِهَا الْغَلَّةُ وَيُقَالُ رَوْشَمٌ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيْضًا وَالْجَمْعُ رَوَاسِمُ. 
ر س م: (الرَّسْمُ) الْأَثَرُ وَ (رَسْمُ) الدَّارِ مَا كَانَ مِنْ آثَارِهَا لَاصِقًا بِالْأَرْضِ. وَ (الرَّوْسَمُ) بِالسِّينِ وَالشِّينِ خَشَبَةٌ فِيهَا كِتَابَةٌ يُخْتَمُ بِهَا الطَّعَامُ وَقَدْ (رَسَمَ) الطَّعَامَ مِنْ بَابِ نَصَرَ أَيْ خَتَمَهُ. وَكَذَا رَسَمَ لَهُ كَذَا (فَارْتَسَمَهُ) أَيِ امْتَثَلَهُ. وَ (ارْتَسَمَ) الرَّجُلُ كَبَّرَ وَدَعَا. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَصَلَّى عَلَى دَنِّهَا وَارْتَسَمْ
وَ (رَسَمَ) عَلَى كَذَا وَكَذَا أَيْ كَتَبَ، وَبَابُهُ أَيْضًا نَصَرَ. 
رسم
الرسْمُ: بَقِيَّةُ الأثَرِ. وتَرَسَّمْتُ: نَظَرْت إلى رُسُوْمِ الدّارِ. والتَّرَسُّمُ: نَظَرُ الحافِرِ والْتِمَاسُه مَوْضِعِ الحَفْرِ.
وتَرَسمْ هذه القَصِيْدَةَ: أي ادْرُسْها وتذكرْها.
والرَّوْسَمُ: خَشَبَةٌ عَرِيْضَةٌ فيها كِتابٌ مَنْقُوْش يُخْتَمُ بها الطعَامُ، والجَميعُ الروَاسِمُ والروَاسِيْمُ. وهو - أيضاً -: ما يُعْرَفُ به الدَّنانِيْرُ. وقيل: هو الدّاهِيَةُ الشدِيْدَةُ، يُقال: داهِيَةٌ رَوْسَمٌ. والروَاسِيْمُ: الكُتُبُ التي كانَتْ في الجاهِليَّةِ، واحِدُها راسُوْمٌ. وناقَةٌ رَسُوْمٌ: تُؤثَرُ في الأرْضِ من شِدَّةِ الوَطْءِ، رَسَمَ يَرْسُمُ رَسِيْماً. والإرْسَامُ: أنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ ناقَتَه على الرسِيْمِ. والارْتِسَامُ: الدعَاءُ، يُقال ارْتَسَمَ فلانٌ: دَعَا، وكَبَّرَ أيضاً. والماءُ الراسِمُ: الجاري. ورَسَمَ في الأرْضَ: غابَ فيها. والمُرَسَّمُ من الثيابِ: المُخَططُ.

رسم


رَسَمَ(n. ac. رَسْم)
a. Left the marks, traces, vestiges of....
b. ['Ala], Marked, traced, drew, delineated; sketched;
marked, traced out, planned.
c. Established, instituted (festival).
d. [acc. & La], Prescribed to, enjoined upon, ordered; appointed
assigned.
e.(n. ac. رِسَاْمَة), Ordained (priest).
f.(n. ac. رَسِيْم), Left the prints of its hoofs in the ground (
camel ).
g. Went along with a quick, vigorous step.

رَسَّمَa. Marked, figured with stripes (cloth).

أَرْسَمَa. Made to trot (camel).
تَرَسَّمَa. Considered, examined, surveyed.
b. Read over again, reperused (poem).

إِرْتَسَمَa. Obeyed, fulfilled (command).
b. Was ordained (priest).
c. [La], Invoked, besought (God).
رَسْم
(pl.
أَرْسُم
رُسُوْم
27)
a. Mark, trace; impression; line, stroke; footprint;
vestige.
b. Drawing; sketch; outline; plan, design.
c. Definition.
d. Usage, custom; regulation; or dinance; rule.

رَسْمِيّa. Regular, normal; prescribed; official; legitimate
established, authorized.

مِرْسَمa. see 25
رِسَاْمَةa. Ordination.

رَسِيْمa. Vigorous pace ( of a camel ).
رَسُوْمa. Marking, furrowing the ground; that journeys night
& day, vigorous, indefatigable (camel).

رَسَّاْمa. Engraver; sculptor; designer.

رَاْسُوْمa. Seal.

N. P.
رَسڤمَ
(pl.
مَرَاْسِمُ
مَرَاْسِيْمُ)
a. Order; edict, decree.
b. Fate, destiny.
c. Stamped, sealed.

رَسْمِيًّا
a. Regularly; normally.
b. Officially.

رَوْسَم (pl.
رَوَاسِم)
a. Seal, stamp; mark, sign.
ر س م

عفت رسوم الدار، وما بقي منها طلل ولا رسم. وترسمت الدار: نظرت إلى رسومها. قال ذو الرمة:

أأن ترسمت من خرقاء منزلةً ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم

وثوب مرسم: مخطط. قال كثير:

كأن الرياح الذاريات عشيةً ... بأطلالها ينسجن ريطاً مرسماً

وختم الطعام بالروسم والروشم وهو لويح فيه كتاب منقور، وطعام مرسوم ومرشوم. وقد رسمه ورشمه بفعله. ورسمت الإبل رسيماً وهو ضرب من العدو، وإبل رواسم.

ومن المجاز: أدركتم من الدين رسماً دائراً. والمكارم عفت رسومها، وانمحت رقومها. ورسمت له أن يفعل كذا فارتسمه. وأنا أرتسم مراسمك: لا أتخطاها، ومنه ارتسم إذا دعا، كأنه أخذ بما رسم الله له من الالتجاء إليه. قال القطامي:

في ذي جلول يقضى الموت صاحبه ... إذا الصراري من أهواله ارتسما وترسم الشيء: تبصره. وترسم القناقن الأرض: تبصر أين يحفر منها. وترسم هذه القصيدة: تبصرها وتأمل كيف هي؟ وأنا أترسم من ذلك الأمر شيئاً أي أتذكره ولا أحققه.
[رسم] الرَسْمُ: الأثر. ورَسْمُ الدار: ما كان من آثارها لاصقاً بالأرض. وتَرَسمْتُ الدارَ: تأمّلت رَسْمَها. وقال ذو الرمة: أأن ترسمت من خَرْقاَء منزلةً ماءُ الصَبابة من عينيك مسجوم وكذلك إذا نظرتَ وتفرَّستَ أين تحفر أو تبنى. وقال:

ترسم الشيخ وضرب المنقار * والروسم: الرسم. ويقال: الروسم شئ تجلى به الدنانير. وقال :

دنانير شيفت من هرقل بروسم * والروسم: خشبة فيها كتابةٌ يُختَم بها الطعام، وهو بالشين معجمةً أيضاً. والرَواسيمُ. كتبٌ كانت في الجاهليّة. وقال :

كأنها بالهدملات الرواسيم * والراسِمُ: الماء الجاري. وناقةٌ رَسومٌ: تؤثِّر في الأرض من شدّة الوطئ. وقد رسمت ترسم رسيما. ورَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَهُ، إذا امتثله. وارتسم الرجل. كبر ودعا. وقال الأعشى: وقابَلَها الريحُ في دَنِّها وصَلَّى عَلى دَنِّها وارْتَسَمْ والثوبُ المُرَسَّمُ، بالتشديد: المخطَّط. ورَسَمَ عَلَيَّ كذا وكذا، أي كتَبَ. والرَسيمُ: ضربٌ من سير الإبل، وهو فوق الذَميلِ. وقد رَسَمَ يَرْسِمُ بالكسر رَسيماً. ولا يقال أرسم. وقول حميد بن ثور: وماربها الضبعان مورا وكلفت بعيرى غلامي الرسيم فأرسما قال أبو حاتم: إنما أراد أرسم الغلامان بعيريهما. ولم يرد أرسم البعير. والرسوم: الذى يبقى على السير يوما وليلة.
ر س م

الرَّسْمُ بَقِيَّةُ الأَثَرِ وقيلَ هو ما ليْسَ له شَخْصٌ من الآثارِ وقيل هو ما لَصِقَ بالأرضِ منها والجمعُ أرْسُمٌ ورُسُومٌ ورَسَمَ الغَيثُ الدَّارَ عَفَاهَا وأَبْقى فيها أَثَراً لاَصقاً بالأرضِ قال الحُطيئةُ

(أمِن رَسْمِ دارٍ مُرْبعٌ ومُصِيفُ ... لِعَيْنَيْكَ مِنْ ماءِ الشُّئُونِ وَكِيفُ)

رفع مُرْبِعاً بالمصدرِ الذي هو رسمٌ أرادَ أمِن أنْ رَسَمَ مُرْبعٌ ومُصِيفٌ داراً وتَرسَّم الرَّسْمَ نَظَر إليه والرَّوْسَمُ كالرسْمِ والرَّوْسَمُ خَشَبَةٌ فيها كتابٌ يُخْتَمُ به الطعامُ والرَّوْسَمُ الطَّابِعُ والشِّينُ لغةٌ وخصَّ بعضُهم به الطابِعَ الذي يُطْبَعُ به رأسُ الخابِيةِ وقدْ جاء في الشِّعرِ قُرْحَةً بِرَوْسَمِ أي بِوَجْهِ الفَرَسِ وإن عليه لَرَوْسَماً أي عَلاَمة حُسْنٍ أو قُبْحٍ قاله خالِدُ بن جَبَلَة وثَوْبٌ مُرسَّمٌ مُخطَّطٌ ورَسَمَتِ الناقَةُ تَرْسِمُ رَسِيماً أثَّرتْ في الأرض من شِدَّةِ وَطْئِها وأَرْسَمْتُها أنا فأما قَولُ الهذِليِّ

(والمُرْسِمُونَ إلى عبد العزيزِ بِهَا ... معاً وشَتَّى ومِنْ شَفْعٍ وفُرَّادِ)

فإنما أراد المُرْسِمُوهَا وزادَ البَاءَ وفصلَ بِها بينَ الفِعْلِ ومَفْعُوِله والرَّسْمُ الرَّكِيَّةُ تَدْفِنُها والجمعُ رِسَامٌ والارِتْسامُ التَّكْبِيرُ والتَّعَوُّذُ قال القُطَامِيُّ

(في ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحِبُهُ ... إذَا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَمَا)

وقال الأعشَى

(وقابَلَهَا الرِّيحُ في دَنِّهَا ... وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ)

قال أبو حنيفةَ ارْتَسَمَ خَتَمَ إناءَها بالرُّوْسَمِ وليس بقَوِيٍّ ورَاسِمٌ اسمٌ
باب السين والراء والميم معهما ر س م، ر م س، م س ر، م ر س، س ر م، س م ر مستعملات

رسم: الرَّسْمُ بقيّة الأَثَرَ. وتَرَسَّمتُ: نَظَرْتُ إلى رُسُومِ الدّارِ والرَّوْسَم: لوَيْحٌ فيه كتاب منقُوشٌ يُختَم به الطَّعام [والجميع الرَّواسيم] . وقيل: قُرْحةٌ برَوْسَم أي بوَجْه الفَرَس. وناقة رَسُومٌ تَرْسُمُ رَسْماً أي تؤثِّرُ في الأرض من شِدَّةِ وَطْئِها. والرَّوُسَمُ: رَسْمُ الدّارِ.

سرم: السُّرْمُ: باطنُ طَرَف الخَوْران من الدُّبُر. والسَّرْمُ: ضَرُبٌ من زَجُر الكلاب، تقول: سَرْماً سَرْماً إذا هَيَّجْتَه.

مرس: المَرَسُ: الحَبْل، ويُسَمَّى مَرَساً لكثرةِ مَرْس الأيدي إيّاه. ومَرْسُ الحَبْل يقَعُ بين الخُطّاف والبَكرة فأنتَ تُعالِجُه لتُخرِجَه. ورجلٌ مَرِسٌ: شديد الممارسة ذو جَلَدٍ وقَوَّةٍ. والمرس كالمرث، ومرثت دَواءً في الماء ومَرَسُتُه. وامتَرَسَتْه الألسُنُ في الخُصُومات: أخَذَ بعضُها بعضاً. وفَحلٌ مَرِسٌ ومَرّاس، وهو ذو المِراسِ الشديد، قال:

أَذَى الدَّواهي وامتِراسُ الألسُنِ

وقال:

مِراس الأواني عن نفوسٍ عزيزة  والمَرْسُ: السَّيرُ الدائِمُ. والمَرْمَريسُ: الصَّعُبُ العالي من الجِبال.

رمس: الرَّمْسُ: التُّرابُ، ورَمْسُ القَبْر: ما حُثِيَ عليه، وقد رَمَسناه بالتُّراب . والرَّمْسُ ترابٌ تحمِلُه الريحُ فتَرْمُس به الآثارَ أي تَعفوها. ورِياح رَوامِسُ. وكُلُّ شيءٍ نُثِرَ عليه الترابُ فهو مَرُمُوسٌ قال لَقيطُ بنُ زرارةَ:

يا ليتَ شِعري اليومَ دَختَنُوسُ ... إذا أتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ

أَتَحلِقُ القُرونَ أم تَميسُ ... لا بَل تميسُ أنّها عَروسُ

وهذا رِماسُ هذا أي غِطاؤه، يرمس به أي يغطى.

مسر: المَسرَ فعلُ الماسِر يقال: هو يَمْسُر الناسَ أي يغريهم، والمَيسِرُ: كل نَعْتٍ وفعل يُقُمَرُ عليه فهو القِمار.

سمر: السَّمرُ: شَدُّك شيئاً بالمِسُمار. والسَّمَرُ: حديث اللَّيل، والفعل المُسامَرة، وهم سُمّار، والسامِرُ: الموضِعُ الذي يجتمعون فيه للسمر، وقال:

وسامِرٌ طالَ فيه اللَّهْوُ والغَزَلُ

ويُروَى: والسَّمَرُ. والسُّمْرُة: لونٌ إلى سَواد [خفيّ] ، وفتاةٌ سمراءُ، وحِنْطةٌ سَمراءُ. والمَسْمَرُ: مكان يَسْمُرُ فيه المُسَمِّر، وهو أن يَحِميَ مِسماراً فيُدنيه من العَيْن دون أن تَمَسَّ العينَ حرارتُه، فتصِل حرارته إلى العَيْن فتُذيبُها. والسَّمُرُ: ضَرُبٌ من شجر الطلح، الواحدة سَمُرةٌ. والمَثَلُ [لا أفعلُ ذلك] السَّمَرَ والقَمَرَ، فالسمر هيهنا سَوادُ اللَّيل. وفلانٌ سَميرُ فلانٍ أي يُسامِرُه. والسَّماسِرة: جمع السِّمْسار، مُعَرَّبة، وهم الذين يبيعون. ومن قال: سَمَرَ عينه أرادَ سَمْرَها بالمسمار. 
Expand

رسم: الرَّسْمُ: الأَثَرُ، وقيل: بَقِيَّةُ الأَثَر، وقيل: هو ما ليس له

شخص من الآثار، وقيل: هو ما لَصِقَ بالأَرض منها. ورَسْمُ الدار: ما كان

من آثارها لاصقاً بالأرض، والجمع أَرْسُمٌ ورُسومٌ. ورَسَمَ الغيث

الدار: عَفّاها وأَبقى فيها أثراً لاصقاً بالأرض؛ قال الحُطَيئَةُ:

أَمِنْ رَسْم دارٍ مُرْبِعٌ ومُصِيفُ،

لعَينيك من ماءِ الشُّؤُون وكِيفُ؟

رفع مُرْبِعاً بالمصدر الذي هو رَسْمٌ، أراد: أمن أن رَسَمَ مُرْبِعٌ

ومُصيفٌ داراً.

وتَرَسَّمَ الرَّسْمَ: نظر إليه. وتَرَسَّمْتُ أي نظرت إلى رُسُوم

الدار. وتَرَسَّمْتُ المنزل: تأملت رَسْمَهُ وتَفَرَّسْتُهُ؛ قال ذو

الرمة:أَأَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاء مَنْزِلَةً

ماءُ الصَّبابةِ، من عَيْنَيْك، مَسْجُومُ؟

وكذلك إذا نظرت وتفرسْت أين تحفر أو تبني؛ وقال:

الله أَسْقاك بآل الجَبّار

تَرَسُّم الشيخ وضَرْب المِنْقار

والرَّوْسَمُ: كالرَّسْمِ؛ وأنشد ابن بري للأَخْطل:

أَتَعْرِفُ من أَسْماءَ بالجُدِّ رَوْسَما

مُحِيلاً، ونُؤْياً دارِساً مُتَهَدِّما؟

والرَّوْسَمُ: خشبة فيها كتاب منقوش يُخْتَمُ بها الطعامُ، وهو بالشين

المعجمة أَيضاً. ويقال: الرَّوْسَمُ شيء تجلى به الدنانير؛ قال كثيِّر:

من النَّفَرِ البِيضِ الذين وُجُوهُهُمْ

دَنانيرُ شِيفَتْ، من هِرَقْلٍ، برَوْسَمِ

ابن سيده: الرَّوْسَمْ الطابَعُ، والشين لغة، قال: وخص بعضهم به

الطابَعَ الذي يُطْبَعُ به رأَس الخابية، وقد جاء في الشعر: قُرْحة برَوْسَمِ أي

بوجه الفرس. وإن عليه لرَوْسَماً أي علامة حسنٍ أو قُبح؛ قاله خالد بن

جبلة، والجمع الرَّواسِمُ والرَّواسِيمُ؛ قال أبو تراب: سمعت عَرَّاماً

يقول هو الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأَثر. ورَسَمَ على كذا ورَشَمَ إذا كتب.

وقال أبو عمرو: يقال للذي يطبع به رَوْسَمٌ ورَوْشَمٌ وراسُوم وراشُوم مثل

رَوْسَمِ الأَكْداسِ ورَوْسَم الأَمير؛ قال ذو الرمة:

ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها،

كأنها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمُ

والرَّواسيم: كُتب كانت في الجاهلية، والهِدَمْلاتُ: رِمال معروفة

بناحية الدَّهناء؛ وناقة رَسُومٌ.

وثوب مُرَسَّمٌ، بالتشديد: مخطَّط؛ وفي حديث زَمْزَمَ: فرُسِّمَتْ

بالقَباطِيّ والمَطارِف حتى نزحوها أي حشوها حشواً بالغاً، كأَنه مأْخوذ من

الثياب المُرَسَّمَةِ، وهي المخططة خطوطاً خَفِيَّة.

ورَسَمَ في الأرض: غاب. والرَّاسِمُ: الماء الجاري. وناقة رَسُومٌ: تؤثر

في الأرض من شدة الوطء. ورَسَمَتِ الناقة تَرْسِمُ رَسِيماً: أَثَّرَتْ

في الأرض من شدة وطئها، وأَرْسَمْتها أنا؛ فأما قول الهذلي:

والمُرْسِمون إلى عبد العَزيز بها

مَعاً وشَتَّى، ومن شَفْعٍ وفُرَّادِ

إنما أراد المُرْسموها فزاد الباء وفصل بها بين الفعل ومفعوله.

والرَّسْمُ: الركِيّةُ تدفنها الأرض، والجمع رِسامٌ.

وارْتَسَم الرجل: كَبَّرَ ودعا. والارْتِسامُ: التكبير والتَّعَوُّذ؛

قال القطامي:

في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحبُهُ،

إذا الصَّرارِيُّ من أَهواله ارْتَسَما

وقال الأعشى:

وقابَلَها الريحُ في دَنِّها،

وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ

قال أبو حنيفة: ارْتَسَمَ ختم إناءَها الرَّوْسَمِ، قال: وليس بقوي.

والرَّوْسَبُ والرَّوْسَمُ: الداهية. والرَّسِيمُ من سير الإبل: فوق

الذَّميل، وقد رَسَمَ يَرْسِمُ، بالكسر، رَسِيماً، ولا يقال أَرْسَمَ؛ وقول

حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ:

أَجَدَّتْ برِجْلَيْها النَّجاءَ وكَلَّفَتْ

بعيرَيْ غلامَيَّ الرَّسِيمَ، فأَرْسَما

وفي رواية

(* قوله «وفي رواية كلفت إلخ» كذا هو بالأصل ولعله غلامي

بعيري).

. . . . كَلَّفَتْ

غلامي الرَّسِيم فأَرسما

قال أبو حاتم: إنما أراد أَرسم الغلامان بعيريهما ولم يرد أَرْسَمَ

البعيرُ.

والرَّسُومُ: الذي يبقى على السير يوماً وليلة. وفي الحديث: لما بلغ

كُراع الغَمِيم إذا الناسُ يَرْسِمُونَ نحوه أي يذهبون إليه سراعاً،

والرَّسِيمُ: ضرب من السير سريع مؤثر في الأرض. والرَّسَمُ: حُسْن المشي.

ورَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَه إذا امتَثله. وراسِمٌ: اسم.

Expand
رسم

(الرَّسْمُ: رَكِيَّة تَدْفِنُها الأَرضِ) ، وَفِي المُحْكم: رَكِيَّة تَدفنِها، والجَمْع رِسام وَلم يذكر الأَرْض. (و) أَيْضا: (الأَثَر) ، والشِّين لُغَة فِيهِ عَن أَبِي تُراب، (أَو بَقِيَّتُه، أَو مَا لَا شَخْصَ لَهُ من الآثارِ) ، أَو مَا لَصِق بِالْأَرْضِ مِنْهَا، وَفِي الصّحاح: رَسْمُ الدَّار: مَا كانَ من آثارِها لاصِقاً بالأَرض (ج: أرسُمٌ ورُسومٌ. وَرَسَمَ الغَيثُ الدِّيارَ: عَفَّاهَا وأَبقى أَثَرها لاصِقاً بالأَرض) ، قَالَ الحُطَيْئَة:
(أمِنْ رَسْم دَارٍ مَرْبَعٌ ومَصِيفُ ... لِعَيْنَيْكَ من ماءِ الشُّؤُون وَكِيفُ)

رَفع مَرْبَعاً بالمَصْدر الَّذِي هُوَ رَسْم، أَرادَ: أَمِن أَنْ رَسَم مَرْبَعٌ ومَصِيفٌ دَارا.
(و) رَسَمتِ (النَّاقَةُ) تَرْسِمُ (رَسِيماً) من حَدّ ضَرَب، وإِطْلاق المُصَنّف يَقْتَضي أَنه كَنَصَر وَلَيْسَ كَذَلِك: (أَثَّرت فِي الأَرض) من شِدَّة الوَطْء، وَهِي رَسُوم، وَلَا يُقَال: أَرْسَمَت، و (أَرْسَمْتُها أَنَا) ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْر:
(أَجَدَّت برجْلَيْها النَّجَاءَ وَكَلَّفَت ... بَعِيريْ غُلامَيَّ الرَّسِيمَ فَأَرْسَمَا)

قَالَ أَبُو حَاتِم: أَرَادَ أَرسم الغُلامان بَعِيرَيْهما وَلم يُرِد أرسم البَعيرُ، وَقَالَ الهُذَلِيًّ:
(والمُرسِمُون إِلَى عبد العَزِيز بهَا ... مَعاً وشَتَّى وَمن شَفْعٍ وفُرَّادِ)

أَي: المُرْسِمُوها، فَزَاد الباءَ وفَصَل بهَا بَيْن الفِعْل ومَفْعُولِه.
(و) من المَجازِ: رسم (لَهُ كَذَا) أَي: (أَمْرَه بِهِ فاْرْتَسَم) : امْتَثَل. يُقَال: أَنا أَرْتَسِم مَراسِمَك لَا أَتَخَطَّاها.
(و) رَسَم (فِي الأَرْضِ) رَسْماً إِذا (غَابَ فِيهَا) ، ويُكْنَى بِهِ عَنِ المَوْت، وكَذلِك رَزَم (و) رَسَم (على كَذَا: كَتَب) ، نَقله الجَوْهَرِيّ، والشِّين لُغَة فِيهِ. (والرَّوْسَم: الدَّاهِيَة) ، كالرَّوْسب. (و) الرَّوْسَم: (طابَعٌ يُطْبَع بِهِ) ، والشِّين لُغَة فِيهِ عَن أَبِي عَمْرو. قَالَ اْبنُ سِيده: وخَصّه بَعَضُهم بِمَا يُطْبَع بِهِ (رَأْسُ الخَابِيَة، كالرَّاسُومِ) والرَّاشوم.
(و) الرَّوْسَمُ: (العَلاَمة) حَسُنَ أَو قَبُح. يُقَال: إِنَّ عَلَيْهِ لرَوْسَماً، قَالَه خالِدُ بن جَبَلة. والجَمْع الرَّواسِم والرَّواسِيم. (و) الرَّوسَمُ مِثْل (الرَّسْم) ، نقلَه الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ اْبنُ بَرِّيّ للأَخْطَل:
(أَتَعرِفُ من أسماءَ بالجُدِّ رُوْسَما ... مُحِيلاً ونُؤْياً دَارِساً مُتَهَدِّما)

قَالَ الجَوْهَرِيّ: (و) يُقالُ: الرَّوْسَم (شَيْء تُجْلَى بِهِ الدَّنَانِيرُ) ، قَالَ كُثَيّر:
(من النَّفَر البِيضِ الَّذين وُجوهُهم ... دَنانِيرُ شِيفَتْ من هِرْقِلٍ بِرَوْسَمِ)

(و) الرَّوْسَمُ: (خَشَبَة مَكْتُوبة بالنَّقْرِ) ، وَفِي الأساس: لُوَيْح فِيهِ كِتاب مَنْقُور، وَفِي الصَّحاح: فِيهَا كِتابَة (يُخْتَم بهَا الطَّعَام) ، وَنَصُّ أبي عَمْرو: يُخْتَم بهَا الأَكْداسُ.
(والرَّوَاسِيمُ: كُتُبٌ كانَتْ فِي الجاهِلِيّة) ، وَاحِدُها رَوْسم، وَأنْشد الجوهرِيّ لِذِي الرُّمَّة:
(ودِمْنةٍ هَيَّجت شَوقِي مَعالِمُها ... كَأَنَّها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمُ)

الهِدَمْلات: رِمالٌ بالدَّهناء.
(والراسِمُ: المَاءُ الجَاري) .
(والرَّسَم، مُحَرَّكة: حُسْنُ المَشْيِ) .
(و) الرَّسِيمُ (كَأَمِيرٍ، ومِنْبَر: سَيْر لِلإِبل) فَوْقَ الذَّمِيل وَقد تقدَّم شاهِدُه فِي قَوْلِ حُمَيْدِ بنِ ثَوْر. (وَقد رَسَم يَرْسِم) من حَدّ ضَرَب، هَذَا هُوَ الصَّحِيح، ويُفهَم من إِطْلَاقه آنِفا أَنه من حَدِّ نَصَر. وَقد نَبَّهنا عَلَيْهِ.
(و) رَسِيمٌ: (صَحابِيٌّ هَجَرِيّ عَبْدِيٌّ) من بَنِي عَبْدِ القَيْس. قَالَ الحافِظٌ: وَيُقَال فِيهِ بالتَّصْغِير أَيْضا.
(و) من الْمجَاز: (الارْتِسَامُ: التَّكْبِير، والتَّعَوُّذ، والدُّعاءُ) ، مَأخوذ من الاْرْتِسام بِمَعْنَى الاْمْتِثال، كَأَنَّه أَخَذ بِمَا رَسَم الله من الالْتِجاء إِلَيْهِ، وَأنْشد الجَوْهَريُّ للأَعْشَى:
(وقَابَلَها الرِّيحُ فِي دَنِّها ... وصَلَّى على دَنِّها واْرْتَسَمْ)

أَي دَعَا لَهَا وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: اْرتَسَم أَي: خَتَم إِناءَها بالرَّوسَمِ. قَالَ اْبنُ سِيده: وَلَيْسَ بِقَوِيّ، قلت: وَقد رُوِي أَيْضا بالشِّين المُعْجَمة كَمَا سيَأْتِي.
(وَثَوبٌ مُرَسَّم، كَمُعَظَّم: مُخَطَّط) خُطُوطاً خَفِيَّة.
(و) من المَجاز: (تَرَسَّمْ هذِهِ القَصِيدَة) أَي: (ادرُسْها وَتَذَكَّرْها) وَتَبَصَّرْها.
(والرَّسُوم: الَّذِي يَبْقَى على السَّيْر يَوْماً وَلَيْلة) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ترسَّم الرسمَ: نظر إِلَيْهِ، وترسَّم المنزِلَ: تأمّل رسمَه وتَفرِّسَه. وَأنْشد الجوْهَرِيّ لِذي الرُّمَّة:
(أَأن تَرسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنْزِلةً ... ماءُ الصَّبابة من عَيْنَيْكَ مَسْجومُ)
وَكَذَلِكَ إِذا نظرتَ وتَفَرَّسْت أَيْن تَحْفِر أَو تَبْنِي، قَالَ:
(الله أَسْقاك بآل الجَبّار ... تَرسُّمَ الشَّيْخ وضَرْبَ المِنْقار) وَمِنْه: تَرسَّمتِ القَنافِذُ فِي الأَرض إِذا تَبَصَّرت أَين تَحفِر فِيهَا، وَهُوَ مجَاز.
وناقة رَسُومٌ: تُؤثِّر فِي الأَرْض من شِدَّة الوَطْء.
ورَسَم نحوَه رَسْماً: ذَهَب إِلَيْهِ سَرِيعا.
وراسِمٌ: اسْم.
وطَعامٌ مَرْسومٌ: مختوم.
والمَرْسومُ: كِتابٌ مَطْبوع، والجَمْع مراسِيمُ.
وتَرسَّم الشيءَ: تَبصَّره، والقَصِيدةَ: تأمَّلِها. وَأَنا أترسَّم كَذَا: أتذَكَّره وَلَا أَتَحَقَّقُه.
والرّسّام: من يَنْقُشُ الألواح، وَقد اشتُهِر بِهِ جمَاعَة من المُحَدِّثين، مِنْهُم أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحِمّد بن صديق الرّسّام من شُيُوخ تَقِي الدّين بن فَهْد الحافِظِ.
ورُسومُ الدِّين: طَرَائِقْ.
Expand

رسم

1 رَسَمَ الدَّارَ, (M,) or الدِّيَارَ, (K,) [aor. ـُ accord. to a rule of the K,] inf. n. رَسْمٌ, (M,) It (the rain) rased the house or dwelling, or the houses or dwellings, leaving a relic, or relics, thereof cleaving to the ground. (M, K.) In the saying of El-Hotei-ah, أَمِنْ رَسْمِ دَارٍ مُرْبِعٌ وَمُصِيفُ لِعَيْنَيْكَ مِنْ مَآءِ الشُّؤُونِ وَكِيفُ [Is it in consequence of autumn-rain's and springrain's rasing of a dwelling so as to leave only a relic thereof cleaving to the ground, that there is to thine eyes a distilling of the water of the tearchannels?], مربع and مصيف are in the nom. case because of the inf. n., i.e. رسم. (M, TA. [But in the latter, مَصِيفُ: and in a copy of the former, مَرْبَعٌ and مَصِيفُ, both of which are evidently wrong.]) b2: [رَسَمَ often signifies He marked, or stamped: and he drew, traced, traced out, sketched, sketched out, or planned: and he delineated, or described.] You say, رَسَمَ الطَّعَامَ He stamped, or sealed, the corn; (TA in art. رشم;) as also رَشَمَهُ. (S, K, TA, all in that art. [See رَوْسَمٌ.]) and رَسَمْتُ البِنَآءَ, aor. and inf. n. as above, I marked out the building. (Msb.) And رَسَمَ كِتَابًا وَلَمْ يَحْشُهُ [He sketched out a book and did not fill it up]. (Mz 1st نوع.) And رَسَمْتُ الكِتَابَ I wrote the book, or letter, or writing. (Msb.) And رَسَمَ عَلَى كَذَا He wrote upon such a thing; (S, K;) and رَشَمَ is a dial. var. thereof. (TA.) b3: [Hence,] رَسَمَ لَهُ كَذَا, (S, K, TA,) or بِكَذَا, (Msb,) (tropical:) [He prescribed to him the doing of such a thing;] he commanded, ordered, bade, or enjoined, him to do such a thing. (S, * Msb, * K, TA.) [And رَسَمَ لَهُ كَذَا also means (assumed tropical:) he assigned, or appointed, him such a thing, as a stipend, &c.: often used in this sense.] b4: رَسَمَتْ said of a she-camel, (S, M, K,) aor. ـُ (S, M, [and so accord. to a rule of the K,]) or ـِ not رَسُمَ, (TA,) inf. n. رَسِيمٌ, (S, M, K,) She made marks upon the ground (S, M, K) by the vehemence of her tread. (S, M.) b5: And رَسَمَ said of a camel, aor. ـِ inf. n. رَسِيمٌ, (S, K,) with which مِرْسَمٌ is syn., (K,) He went a certain pace, (S, K,) exceeding that which is termed ذَمِيل [inf. n. of ذَمَلَ, q. v.]: one should not say of a camel أَرْسَمَ, for this latter verb is trans. (S.) b6: Also رَسَمَ نَحْوَهُ, inf. n. رَسْمٌ, He went, or went away, quickly towards him, or it. (TA.) b7: and رَسَمَ فِى الأَرْضِ, (K,) inf. n. رَسْمٌ, (TA,) He disappeared in the land, or country: (K:) and [hence], used metonymically, (tropical:) he died; like رَزَمَ. (TA.) 2 تَرْسِيمٌ [inf. n. of رَسَّمَ] The act of marking, or stamping, [and of drawing, tracing, tracing out, sketching, sketching out, or planning, several things, or of doing so much, or] well:: and writing [much, or] well: and making a garment, or piece of cloth, striped. (KL.) 4 ارسم He caused a she-camel to make marks upon the ground (M, K) by the vehemence of her tread. (M.) b2: And He made a camel to go the pace termed رَسِيم (S. [The meaning is there indicated, but not expressed.]) فَأَرْسَمَا ending a verse of Homeyd Ibn-Thowr [which is variously related] refers to two boys, or young men, mentioned therein, and means فَأَرْسَمَا بَعِيرَيْهِمَا [and they made their two camels to go the pace termed رَسِيم]. (AHát, TA.) 5 ترسّم, (K, but omitted in some copies,) or ترسّم الرَّسْمَ, (M,) He looked at the رَسْمِ [or mark, trace, relic, &c.]. (M, K.) And ترسّم الدَّارَ He considered, or examined, the رُسُوم [or marks, traces, relics, &c.,] of the house, or dwelling; (S, TA; *) or did so repeatedly, in order to obtain a clear knowledge thereof. (TA.) b2: And in like manner ترسّم signifies He looked, and considered, or examined, or did so repeatedly, in order to know where he should dig, or build. (S, TA.) Hence, تَرَسَّمَتِ القَنَافِذُ فِى الأَرْضِ (tropical:) The hedge-hogs looked, or considered, or examined, repeatedly, to know where they should make their holes. (TA.) And ترسّم الشَّىْءَ (assumed tropical:) He looked, or looked long, at the thing; or considered, or examined, it, or did so repeatedly, in order to obtain a clear knowledge of it. (TA.) And ترسّم القَصِيدَةَ (tropical:) He considered, or studied, the ode, and retained it in his memory, or sought, or endeavoured, to remember it. (K, * TA.) And أَنَا أَتَرَسَّمُ كَذَا (assumed tropical:) I remember, or I seek, or endeavour, to remember, such a thing, but am not sure, or certain, of it. (TA.) 8 اِرْتِسَامٌ [in its primary sense, as quasi-pass. of رَسْمٌ, inf. n. of رَسَمَ, is app. post-classical, but, as such,] is used by the logicians as meaning The being stamped and depicted [in the mind]: (“ Dict. of the Technical Terms used in the sciences of the Musalmans: ”] an image's being fixed in, or upon, a thing. (KL.) [It is used, in this sense, of an image formed by the fancy, and of any ideal image.]

A2: [Also (tropical:) The obeying a prescript or command &c.] You say, رَسَمْتُ لَهُ كَذَا, (S, K,) or بِكَذَا, (Msb,) فَارْتَسَمَ, (Msb, K,) or فَارْتَسَمَهُ, (S,) (tropical:) [I prescribed to him the doing of such a thing; or] I commanded, ordered, bade, or enjoined, him to do such a thing, (K, TA,) and he obeyed (S, Msb, TA) it [i. e. the prescript &c.]. (S, Msb.) And ↓ أَنَا أَرْتَسِمُ مَرَاسِمَكَ (tropical:) [I obey thy prescripts &c.;] I do not transgress thy مراسم. (TA.) b2: And hence, (TA,) ارتسم signifies also (tropical:) He said اَللّٰهُ أَكْبَرْ [God is great, or most great]: (S, M, K, TA:) and he sought protection or preservation [by God]: (M, K, TA;) and he prayed or supplicated or petitioned [God]: (S, K:) as though [meaning] he took the course prescribed by God, of having recourse to Him for protection or preservation. (TA.) El-Aashà says, [speaking of wine,] وَصَلَّى عضلَى دَنِّهَا وَارْتَسَمْ وَقَابَلَهَا الرِيحَ فِى دَنِّهَا (S, M, TA,) or وَأَقْبَلَهَا, (so in some copies of the S in this art. and in art. صلو, and in the Mgh, also, in the latter art.,) i. e. [And he exposed it to the wind, in its jar, and he prayed over its jar,] and petitioned for it (TA in this art. and in art. صلو) that it might not become sour, nor spoil: (TA in the latter art.:) AHn says that ارتسم means he stamped its vessel with the رَوْسَم; but this saying is not valid: (M, TA:) [and Mtr, also, says that] ارتسم, here, is from الرَّوْسَمُ, and means he stamped it. (Mgh in art. صلو.) رَسْمٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (Msb, &c.) b2: [Hence رَسْمُ المُصْحَفِ The writing of the book of the Kur-án; for which particular rules are prescribed. b3: Hence also رَسْمٌ is sometimes used by logicians as meaning A definition, either perfect (تَامٌّ) or imperfect (نَاقِصٌ); like حَدٌّ.] b4: Also A mark, an impression, a sign, a trace, a vestige, or a relic or remain; syn. أَثَرٌ; (S, Msb, K;) and رَشَمٌ is a dial. var. thereof, accord. to Aboo-Turáb; as is also ↓ رَسَمٌ, both syn. with أَثَرٌ, (TA in art. رشم,) and so is رَشْمٌ. (K in that art.:) or a relic, or remain, of what is termed أَثَرٌ [as meaning a mark, an impression, a sign, a trace, or a vestige]: or such, of what are termed آثَار [as meaning relics or remains], as has not substance and height: (M, K:) or such as is cleaving to the ground: (M:) رَسْمُ دَارٍ means remains of a house or dwelling, cleaving to the ground: (S, TA:) or رَسْمٌ signifies a remain, or remains, of a ruined dwelling or place of alighting and abiding: (Har p. 607:) and ↓ رَوْسَمٌ is syn. with رَسْمٌ: (S, M, K [accord. to the correct copies of this last:]) the pl. [of pauc.] of رَسْمٌ is أَرْسُمٌ and [the pl. of mult. is]

رُسُومٌ. (M, Msb, K.) b5: [I. q. مَرْسُومٌ: see مَرَاسِمُ.

And hence, as being prescribed,] رُسُومُ الدِّينِ means (assumed tropical:) The ways that are followed in respect of the doctrines and practices of religion. (TA.) b6: And A well which one fills up (M, K) in the ground: (K:) pl. رِسَامٌ. (M, K.) b7: [In some copies of the K, two meanings that belong to رَوْسَمٌ are, by the omission of a و, assigned to رَسْمٌ: see رَوْسَمٌ.]

رَسَمٌ: see the next preceding paragraph.

A2: Also Goodness, or elegance, of gait, pace, or manner of going. (K.) رَسُومٌ That makes marks upon the ground by the vehemence of her tread: applied to a she-camel. (S TA.) [See an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. جهم.] b2: Also That continues journeying a day and a night: (S, K:) applied to a he-camel. (TK.) رَسِيمٌ A certain pace of camels, (S, K,) exceeding that which is termed ذَمِيلٌ [q. v.]; (S;) [see رَسَمَ, of which it is an inf. n.;] and ↓ مِرْسَمٌ signifies the same. (K.) رَسَّامٌ One who engraves [or draws inscriptions or other designs] upon tablets or the like. (TA.) رَاسِمٌ, (S, K,) or مَآءٌ رَاسِمٌ, (TK,) Running water. (S, K.) b2: And رَاسِمَةٌ A she-camel that goes the pace termed رَسِيم: pl. رَوَاسِمُ. (Har p. 495.) رَوْسَمٌ: see رَسْمٌ. b2: Also A sign, a token, a mark, or an indication, (M, K,) of beauty or of ugliness; as in the saying, إِنَّ عَليْهِ لَرَوْسَمًا [Verily upon him is a sign, &c.]: so says Khálid Ibn-Jebeleh: (M:) pl. رَوَاسِمُ and رَوَاسِيمُ. (TA.) b3: And as pl. of رَوْسَمُ, (TA,) رَوَاِسيمُ signifies Certain books, or writings, that were in the Time of Ignorance. (S, K.) b4: Also the sing., A stamp, or seal; i. e. an instrument with which one stamps, or seals; and رَوْشَمٌ is a dial. var. thereof: (M:) or, as some say, particularly, (M,) one with which the head [or mouth] of a [large jar such as is called] خَابِيَة is stamped, or sealed; (M, K;) as also ↓ رَاسُومٌ, (K,) and رَاشُومٌ. (TA.) And A piece of wood, (S, M, Msb, K,) or a small tablet, (A,) upon which is some inscription (S, M, A, K) engraved, or hollowed out, (A, K,) with which wheat, (S, M, K,) or corn, or grain, (Msb,) [in its repository,] is stamped, or sealed, (S, M, Msb, K,) or with which collections of wheat or corn are stamped, or sealed: (AA, TA:) as also رَوْشَمٌ: pl. رَوَاسِمُ. (Msb.) [In some copies of the K, by the omission of a و, this meaning and the next are assigned to رَسْمٌ.] b5: And (as some say, S) A certain thing with which deenárs are polished. (S, K.) A poet says, (S,) namely, Kutheiyir, (TA,) دَنَانِيرُ شِيفَتْ مِنْ هِرَقْلٍ بِرَوْسَمِ [Deenárs, of Heraclius, that were polished with روسم]. (S, TA.) A2: It occurs in poetry as meaning The face of a horse, in the phrase قُرْحَةٌ بِرَوْسَمٍ

[A star, or blaze, in the face of a horse]. (M.) A3: Also A calamity, or misfortune; (K;) like رَوْسَبٌ. (TA.) رَاسُومٌ: see the next preceding paragraph. [Accord. to rule, its pl. is رَوَاسِيمُ, mentioned above as a pl. of رَوْسَمٌ.]

مُرْسِمٌ [act. part. n. of 4, q. v.]. In the saying of the Hudhalee, وَالْمُرْسِمُونَ إِلَى عَبْدِ العَزِيزِ بِهَا مَعًا وَشَتَّى وَمِنْ شَفْعٍ وَفُرَّادِ [And those urging them to make marks upon the ground by the vehemence of their tread in their way to 'Abd-El-'Azeez, together and separately, and two by two and one by one], he means المُرْسِمُوهَا, inserting the ب redundantly between the verb [or part. n., which is often termed a verb,] and its objective complement. (M.) مِرْسَمٌ: see رَسِيمٌ.

مُرَسَّمٌ A garment, or piece of cloth, striped, (S, M, K,) or marked with faint lines. (TA.) مَرْسُومٌ [or كِتَابٌ مَرْسُومٌ] A book, or writing, stamped, or sealed: pl. مَرَاسِيمُ. (TA.) and طَعَامٌ مَرْسُومٌ Wheat stamped, or sealed. (TA. [See رَوْسَمٌ.]) b2: See also the following paragraph.

مَرَاسِمُ Marks, stamps, impressions, signs, or characters. (KL.) b2: [And (assumed tropical:) Prescripts, commands, orders, biddings, or injunctions: and (assumed tropical:) assignments, or appointments: in both of these senses app. a contraction of مَرَاسِيمُ, pl. of ↓ مَرْسُومٌ; thus used in the present day; like رُسُومٌ, pl. of ↓رَسْمٌ.] See 8.
Expand
رسم
رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على يَرسُم ويَرْسِم، رَسْمًا، فهو راسم، والمفعول مَرْسوم

• رسَم الشَّيءَ: خطّه "رسَم مُربَّعًا/ صورةً/ شكلاً- حرف مرسوم: يُكتب ولا يُنطق".
• رسَم الكتابَ: كتبه "هذا الكتاب برسم فلان: بخطِّه".
• رسَم تصوُّرًا: أعدّ خطةً أو نموذجًا أو تصميمًا لتنفيذ شيء "رسم معالمَ الطَّريق له- رسم خطة عمل أو حرب- رسم مشروعًا".
• رسَم على الورق: كتَب وخطّ.
• رسَم له بكذا:
1 - كتَب له قرارًا (ملكيًّا، جمهوريًّا، أميريًّا).
2 - أمره به "رسم له أن ينتظم في الفريق". 

رسَمَ2 يرسُم، رِسامةً ورَسامةً، فهو راسِم، والمفعول مَرْسوم
• رسَم الأسقُفُّ الشَّخصَ: أعطاه درجةً من درجات الكنيسة. 

ارتسمَ/ ارتسمَ على يرتسم، ارتسامًا، فهو مُرتسِم، والمفعول مُرتسَمٌ (للمتعدِّي)
• ارتسم المسيحيُّ: رُقِّي إلى درجة الكهنوت.
• ارتسم خُطَا فلان: سار عليها ° أنا أرتسِم مراسمَك: أسير عليها ولا أتخطَّاها.
• ارتسم الأمرَ: امتثله "رسم له الرئيس خطةً فارتسمها".
• ارتسم شعورٌ على وجه فلان: ظهر وبدا "ارتسم الفرحُ/ الخوفُ على وجهه- ارتسمت ابتسامة على شفتيه". 

ترسَّمَ/ ترسَّمَ بـ/ ترسَّمَ في يترسَّم، ترسُّمًا، فهو مُترسِّم، والمفعول مُترسَّم
• ترسَّم خُطا فلان: ارتسمها؛ حاكاه وفعل مثل فعله "يترسَّم الطالب خُطى أستاذه".
• ترسَّم الشَّيءَ:
1 - تأمَّل منظرَه وتفرَّسه "وقف السائح يترسَّم النقوش العربية الإسلامية- ترسَّم الطبيعةَ- ترسَّم قصيدةً: تبصَّرها وتأمَّل كيف هي".
2 - تذكّره ولم يتحققه.
• ترسَّم بالعلم: اتصف به، كانت له شهرة العالم.
• ترسَّم في الوظيفة: ثُبِّت فيها وعُيِّن. 

رسَّمَ يُرسِّم، ترسيمًا، فهو مُرسِّم، والمفعول مُرسَّم
• رسَّم الأسقُفُّ شخصًا: رَسَمه؛ أعطاه درجةً من درجات الكنيسة.
• رسَّم الثَّوْبَ: خطَّطه خطوطًا خفيَّة. 

راسِم [مفرد]: ج راسمون ورَواسِمُ (لغير العاقل)، مؤ راسمة، ج مؤ راسمات ورَواسِمُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على ورسَمَ2.
2 - (هس) خطٌّ مستقيم يولِّد انتقاله سطحًا معينًا "راسمُ المخروط" ° راسمة القلب: جهاز يسجِّل نبضات القلب بيانيًّا.
• راسم الأشكال/ راسم السُّطوح: (هس) عنصر هندسيّ يقوم بتوليد رسم هندسيّ خاصَّة تكوين خط مستقيم يشكِّل سطحًا بانتقاله بطريقة معينة. 

رَسَامة [مفرد]: مصدر رسَمَ2. 

رِسامة [مفرد]:
1 - مصدر رسَمَ2.
2 - حرفة الرسَّام. 

رسَّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على.
2 - من يخطّ بالقلم أو بالريشة أشكالاً أو صُورًا أو خطوطًا أو ألواحًا "رسَّام هزليّ/ كاريكاتوريّ- إنه رسّام ماهر يتقن رسم المناظر الطبيعيّة". 

رَسْم [مفرد]: ج أَرسُم (لغير المصدر {ورُسوم} لغير المصدر)، جج رُسُومات (لغير المصدر):
1 - مصدر رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على.
2 - مالٌ تفرضه الدَّولة نظير خدمة تقدمها للأفراد "دفَع رسمَ النظافة" ° برَسْم البيع: مَعروضٌ للبيع- بوَّابة الرُّسوم: بوَّابة تمنع المرور إلى أن تدفع رسم المرور- رسم الخِدْمةِ في المطاعم والفنادق: أجرة إضافيَّة للخِدْمة تضاف للأجرة الرئيسيَّة، مبلغ محدَّد يضاف إلى الفاتورة في ملهى ليليّ أو مطعم لقاء الترفيه والخِدْمة- رسم الدخول: رسم أو ضريبة محدّدة لامتياز خاصَّة للمرور على جسر أو طريق- رسوم ثابتة: مصروفات ثابتة لا يمكن تجنّبها مثل الإيجار والإهلاك- رسوم جمركيّة: ضريبة على السلع المستوردة يتحمَّلها في النهاية مُستهلِك البضائع الأجنبيّة.
3 - أثر باقٍ من الديار بعد ترك ساكِنيها لها "لم يُبق السيلُ من هذه الديار إلا رَسْمَها".
4 - ما يقابل الحقيقة "*أرى وُدَّكم رَسْمًا ووُدِّي حقيقة*".
5 - (سف) تعريف الشّيء بخصائصه.
6 - (فن) ما يخطّه الشّخصُ تمثيلاً لشخص أو شيء أو منظر

بالقلم أو الريشة "رسوماتك تدلّ على موهبة فنيَّة- بَرْوَز رَسْمًا" ° أقام الرَّسم: تعبير يعني عادة تولِّي المنصب مؤقَّتًا- الرَّسم الإصبعيّ: تقنيّة الرسم بوضع الألوان على ورقة باستعمال الإصبع أو الأصابع- الرَّسم الصَّوتيّ: تمثيل الخطاب الكلاميّ برموز صوتيّة ممثِّلة لها- الرَّسم المائيّ: استخدام الألوان المائيّة في الرسم- الرَّسم المنظوريّ: فن تمثيل الأجسام ثلاثيّة الأبعاد على سطح ثنائيّ الأبعاد بطريقة تُحدث في النفس انطباعًا واقعيًّا- الرَّسم الميكانيكيّ: رسم كرسم معماريّ يتيح للقياسات أن تفسَّر وتؤوّل- رَسْم قلب: خطوط يسجّلها جهاز على ورقة حساسة تبيّن مدى انتظام القلب وكفاءته- رَسْمٌ هَزْليّ: رسم يقصد به الفنان التعبير عن فكرة بطريقة ساخرة (كاريكاتير) - رسوم مُتحرِّكة: نوع من المناظر السينمائيَّة تُجمع فيها رسوم كل منها مختلف اختلافًا طفيفًا عن الرسم الذي قبله ثم تصوَّر وتوفَّق لها الأصوات المناسبة عند عرضها بسرعة معينة فتبدو الصور وكأنها تتحرّك.
• رسم إعارة: رسم يدفعه المستعير في مقابل استعمال موادّ المكتبة.
• رسم بيانيّ: (جب) خطٌّ يبيِّن الارتباط بين متغيِّرين أو أكثر.
• الرَّسْم التَّقريبِيّ: (فن) رسم مُجمل يُقتصَر فيه على إبراز معالم الشَّيء المرسوم من دون التَّفاصيل.
• رسوم الاستحقاق: (قص) غرامة ماليّة تُحسب ضدّ المستثمر عند قيامه ببيع أو سحب حصَّته من الشَّركة قبل موعد الاستحقاق. 

رَسْمِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى رَسْم: منتسب إلى الدولة وجاء على أصولها المقرّرة "عمل/ بلاغٌ رسميّ- أصدرت الدولة بيانًا رسميًّا اليوم" ° التَّعليم الرسميّ: هو التعليم الذي تؤمِّنه الدولة للمواطنين، بخلاف التعليم الخاص- القبعة الرَّسميّة: قبّعة يلبسها الرجال، ذات حافة ضيِّقة وقمّة إسطوانية طويلة مصنوعة من الحرير- بدون رسميّات: بلا قيود- رَجُل رسميّ/ موظف رسميّ: رجل يمثل الدولة في أعماله وأقواله- رسميًّا: من الناحية الرسميّة- شبه رسميّ: قريب من الرسميّ- غير رسميّ: خالٍ من التكلّف/ الرسميّات.
2 - ملائم لمناسبة رسميَّة "ملابس رسميّة".
• الورقة الرَّسميَّة: ورقة يبيِّن فيها موظَّفٌ عام أو شخص مُكلَّف بخدمة عامَّةٍ ما تمّ على يديه أو بحضوره في حدود اختصاصه.
• العُقود الرَّسميَّة: المحرَّرات الموثَّقة على يد الموثِّقين في حدود اختصاصاتهم.
• توكِيل رسميّ: (قن) وثيقة مُشْهَرة بتوكيل شخص شخصًا آخر للقيام نيابة عنه بالتصرُّف في مسائل أو مواقف معيَّنة بصفة رسميّة، كبيع أو تأجير عقار أو رفع دعوى قضائية. 

مَراسِمُ [جمع]: مف مَرْسَم: طقوسٌ وعادات "مراسم الافتتاح/ الدَّفن- مراسم عسكرية" ° مدير المراسم: مسئول البروتوكول في ديوان الملك أو الأمير أو رئيس الجمهورية. 

مِرْسام [مفرد]: ج مَراسيمُ: اسم آلة من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على.
• مِرْسام الضَّغط الجوِّيّ: (جو) جهاز يقيس الضغط الجوّيّ، ويُستخدم للتنبؤ بحالات الطقس.
• مِرْسام الذَّبْذَبَة: (طب) آلة تسجيل اختلافات ضغط الدم أو حركات التنفس أو درجة التوتّر كتوتّر العضلة، وتسجَّل بإبرة فونوغرافيّة أو قلم يعلِّم تلك الحركات على طبلة تدور على محور أو مركز. 

مَرسَم [مفرد]: ج مَراسِمُ: اسم مكان من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على: "امتلأ المرسَمُ بعشرات اللَّوحات الفنِّيَّة الرائعة". 

مِرْسَمَة [مفرد]: ج مَراسِمُ
• مِرْسَمَة الطيف: (فز) مطياف معدّ لتصوير أو تسجيل الأطياف. 

مَرسوم [مفرد]: ج مَراسِمُ ومَراسيمُ:
1 - اسم مفعول من رسَمَ1/ رسَمَ بـ/ رسَمَ على ورسَمَ2.
2 - مطرَّز وموشَّى بالذهب.
3 - (قن، سة) ما يُصدره رئيس الدولة (ملك، أمير، رئيس جمهورية) من قرارات لها قوة القانون "مرسوم ملكيّ/ أميريّ/ جمهوريّ". 
Expand
رسم: رَسَم: كتب، خَطَّ بالقلم (لين، رسالة إلى السيد فليشر ص126).
رَسَم: صَوَّر، خطَّط، خطَّ (بوشر، فوك، ألكالا) وخطط خارطة (المقدمة 1: 87) وخطط خريطة لبناء مدينة وغير ذلك، ففي النويري (أفريقية ص11 ق): ورسم ابن البعبع المدينة والصناعة والمينا وموضع القصر واللولوه (كذا) وأمر الناصر من ساعته بالبناء. وفي تاريخ تونس (ص89): ورسم الكُفَّار قلعةً خارج باب البحر سمّوها البستيون.
رَسَم: وصف، يقال: وكان ابن حزم في أول أمره شافعيَّ المذهب حتى رُسِم به ونُسِب إليه أي كانوا يطلقون عليه لقب الشافعيّ (حيان - بسام 1: 41ق). وقولهم: مرسوم ب يستعمل بمعنى موصوف ب، ففي كتاب الخطيب (ص38 ق): مرسوماً بصداقته. وفي كتاب ابن الأبار (ص180 رقم 3): بلده المرسوم بولاية والده، أي الموصوف والمسمى باسم والده، كما يقال في نفس نص ابن الأبار (ص1): السهلة المنسوبة إلى بني رزين.
رَسَم ب: كما يقال رسم أمر يقال أيضاً: رسم ب (الملابس ص270).
رسم: دَوَّن، سَجَّل (عباد 1: 427) ومن هذا رسمه في خدمته: أي قبله في خدمته (تاريخ البربر 1: 472).
رَسَم: عَنْوَن الكتاب سماه ب، ويقال رسمه ب (عباد 1: 216 رقم 65).
رَسَم: خطّط بقلم رصاص، ونقش، خطط مسودة رَسْم، صوَّر صورة لشخص (بوشر، دومب ص122، همبرت ص96، هلو)، وفي المقدمة (1: 267): رسم التماثيل.
رَسَم: طرّز، وَشَّى (ابن جبير ص 148).
رسم بالذهب: ذهَّب، مَوَّه بالذهب، طلى بالذهب (ابن جبير ص163).
رَسَم: فرض ضريبة، ففي المقري (1: 130): الأموال المرسومة على المراكب الواردة والصادرة.
رَسَم: سام كاهناً، أعطاه درجة في الرهبانية، عينّ أسقفاً، منح أسرار الكنيسة (بوشر، همبرت ص 154، محيط المحيط).
رَسَم: قص شعره وقبله في صف الاكليروس (بوشر).
رَسَم: كرَّس، قدَّ، نذر الله، خصصه للعبادة (بوشر).
رَسَّم (بالتشديد): صوَّر، شكَّل (رينو جريجوار ص37 رقم 2، ص38 رقم 1، ص41 رقم 1، رقم 3).
رسَّم على فلان: خصص له من يراقبه، ويقال رسَّمه ورَسَّم عليه. يقال مثلاً: رسَّم عليه عشرين مملوكاً، أي جعل لمراقبته عشرين مملوكاً. ويقال أيضاً جعل عليه بالترسيم، والباء هنا للمجاز (انظر فليشر معجم ص16 - 18، فريتاج طرائف ص51)، وفي كتاب الملابس (ص271): ولا يزالوا مرسَّمين على بابه حتى يأخذوا ما قرَّره عليه، أي لا يزالون مقيمين على بابه حتى يأخذوا منه المبلغ الذي يطالبونه به (انظر: تَرْسِيم).
رَسَّم: زَيَّن، زخرف، ففي الجريدة الآسيوية (1849، 2: 319 رقم 1): رمح مُرَسَّم من الصوبَينْ بلباد أحمر، أي رمح مزخرف من الجانبين بلباد أحمر. وفيها (2: 321 رقم 1): ويرسم رماحهم بالبارود، وقد ترجمها رينو بما معناه زيّن وزخرف أيضاً.
تَرَسَّم، ترسَّم بالعلم: اتصف بالعلم، كانت له شهرة العالم (كوسج طرائف ص119).
تَرَسَّم: أقام في موضع لحراسة المسجونين (فليشر معجم ص17، ابن خلكان 1: 214).
ارتسم: كُتِب (ابن العوام 1: 192).
ارتسم: معناها اللفظي اتسم، وتستعمل: مرتسم ب بمعنى موصوف ب أو متَّسم ب. ففي رحلة ابن جبير (ص28): وهو متَّسم بالخير ومرتسم به. وفي كتاب الخطيب (ص25 ق): كان أبو جعفر ابن عطية من الرجالة مرتسماً بالرماية.
ارتسم: دُوِّن اسمه في الديوان، سُجَّل (عباد 1: 37، 74 رقم 14، 427، 428، المقري 2: 589، كرتاس ص44، تاريخ البربر 1: 501). وفي كتاب الخطيب (ص33 و): ارتسم في المقرئين بغرناطة. وفي القلائد (ص 64): ولديه ثبت الإحسان وارتسم. ومن هذا استعملت بمعنى حصل على عمل أو وظيفة (عباد 1: 7 رقم 23، تاريخ البربر 1: 548)، وفي كتاب الخطيب (ص64 ق): ولما ولى يحيى - قرطبة ارتسم إليه برسمه.
ارتسم ب: تلقب ب. ففي عباد (1: 221): المرتسمون بالوزارة، وفيه: ارتسم باسم القضاء. وفي حيان - بسّام (1: 106ق): المرتسم بالكتابة أي الملقب بالكاتب. وفي حيان (ص99 و): الذي قدَّمنا ذكره وارتسامه بالرباط لتكرُّره في الثغور وترغيبه في الجهاد، أي الذي تلقب بالمرابط (ابن جبير ص243، ص328).
ارتسم على فلان: أقام في مكان ما لحراسته (السجين) (ألف ليلة برسل 10: 228).
ارتسم: قبل الرسامة من الأسقف (بوشر، محيط المحيط).
ارتسم كاهن: ارتقى في الدرجات الكنسية إلى درجة كاهن (بوشر) صار كاهناً أي قسيساً (همبرت ص155).
ارتسم شماَّس: صار شماساً إنجيلياً، صار نائب كاهن (بوشر).
رَسْم: كتابة (ابن جبير ص196).
الرَّسْم: رسم المُصْحفّ (المقري 1: 550، المقدمة 3: 260).
رَسْم: وصف، صفة، بيان الحال (فوك).
رَسْم: فن تصوير المناظر وتزيين المسارح، وهو من مصطلح الرياضة (بوشر).
رسم الدُنْيا: كوزموغرافيا، وصف عام للكون، علم يبحث في مظهر الكون وتركيبه (بوشر).
رسم المساء: علم وصف السماء (بوشر).
رَسْم: تدوين، تسجيل (ابن جبير ص107).
رَسْم: خَطْ خُطِّط باليراع (ريشة الكتابة) (بوشر، المقدمة 2: 338، تاريخ البربر 1: 654، المقري 1: 364).
رَسْم: حرف المعجم، ففي معجم المنصوري: لحم مجزَّع، وقد تقدَّم في رسم التاء في رسم التجزيع (ولم تذكر مادة تجزيع في مخطوطتنا).
رَسْم: مادة معجم، انظر عبارة معجم المنصوري التي تقدمت. وفي ابن البيطار (1: 155): وقد عرَّض الغافقي بذكرها في حرف الألف في رسم الأفيون وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة في رسم شقرديون. وفي كتاب ابن عبد الملك (ص2 و): أجاز له المشرقيون في رسم أبي الطاهر أحمد بي علي.
رَسْم: جُزء، قسم من كتاب، وهو مرادف فَصْل. ففي كتاب ابن عبد الملك (ص2 ق): وكتاب منهاج الكُتَّب أنشدتُ رسائله وبَوَّبْتُه على خمسة عشر باب ورتَّبْتُه على ثلاثة رسوم فَصْل إلى ما من هو فوقك وفصل إلى من هو مثلك وفصل إلى من هو دونك. رَسْم: تأشير، إمضاء مختصر، وهو مرادف عَلاَمة (ألكالا).
رَسْم: حاشية أو لاحقة تكتب على ظهر السند تذكر مقدار المبلغ الذي تسلمه (ابن بطوطة 2: 91).
رَسْم: إشارة، سمة، علامة رسمية (هلو، غدامس ص19، الجريدة الآسيوية 1843، 2: 223، 1851، 1: 62، 1852، 2: 213، المقري 2: 352، 3: 438، دي ساسي ديب 9: 486).
رَسْم: كلمة، فمصنف معجم المنصوري بعد أن ذكر تعريف المصطلحين كَمِّيَّة وكَيْفِيَّة، يقول: ولا حاجة لنا بذكر ما في هذَيْن الرَسْمَينْ من الخلاف عند المنطقيين.
رَسْم: سحر، جاذبية (فانسليب ص414).
رَسْم: فأل، ففي المعجم اللاتيني - العربي: ( auspicuum ( كذا) تَفَوُّل ورَسْم أيضاً).
رَسْم: مُخَطَّط إجمالي، مسودة مخطط، مخطط تصويري (بوشر، همبرت ص96، ألكالا وفيه: صورة رسم، ابن جبير ص197).
رَسْم: تصميم، خِطَّة عمل (بوشر).
رَسْم: تصميم تتناسق أجزاؤه (بوشر).
رَسْم: تخطيط أولي (بوشر، ابن جبير ص39) وكذلك تخطيطات أولية (عباد 1: 244، 267 رقم 49).
رَسْم: بصمة، علامة، طابع (بوشر).
رَسْم: حاشية، طرف، حافة (ابن جبير ص81، 181، 193، 229، المقري 2: 439).
رَسْم: بزَّة، زِيّ، ففي طرائف دي ساسي نقلاً من السيوطي (2: 267): وأما قاضي القضاة الشافعي فرسمه الطَرْحَة وبها يمتاز.
رَسْم: تعيين حدود، تحديد التخوم (مارتن ص117).
رَسْم: عادة، عرف (دي ساسي طرائف 1: 275، الملابس ص387).
رسوم المملكة: عادات البلاط، أعراف المملكة (دي ساسي طرائف 2: 183، تاريخ البربر 1: 557، 598، 2: 246). وفي النويري (الأندلس ص462 - 463): أقام أبهة المملكة ورتَّب رسومها. وكذلك في تاريخ البربر (1: 631): أجرى الرسم في الدعاء له على منابر عمله. وقد ترجمها دي سلان بما معناه: ((امتثالاً لقوانين الطقوس (للرسوم) أمر بالدعاء له الخ)).
رسم الدعوة: يقال هذا حين يقتصر الاعتراف بالسلطان على ذكر اسمه في الخطبة (تاريخ البربر 1: 568).
أقام رسماً: تعبير يعني التزم، امتثل، خضع ل، تقَيَّد ب (دي ساسي طرائف 2: 183)، وفي لطائف الثعالبي (ص13): كان عبد الملك بن مروان أول من أمر بكتابة الحروف العربية على النقود وكتب إلى الحجاج في إقامة رسمه.
رَسْم: ضريبة، عشر، خراج (بوشر، همبرت ص210، محيط المحيط، فريتاج أمثال ص41، المقري 1: 130). وفي النويري (الأندلس ص477): وقُرِئَ كتاب آخر من محمد بإسقاط رسوم جارية وقبلات مُحْدَثة. وفي الإدريسي (قسم 2 فصل 5): ولواليها وجابيها شيء معلوم ورسم ملزم على المراكب. وفي كتاب الخطيب (ص186 ق): وأما رسوم الأعراس والملاهي فكانت قبلاتها غريبة.
رَسْم وكذلك رُسُوم تعني: راتب، جراية (كوسج طرائف ص132، دي ساسي طرائف 1: 52، ألف ليلة 2: 252، 261).
رَسْم: وظيفة، خدمة، منصب، عمل (عباد 1: 7 رقم 23، 2: 160، المقدمة 2: 20، تاريخ البربر 1: 437)، وفي كتاب الخطيب (ص23 ق): تقدَّم قاضياً بغرناطة - وقام بالرسم المُضاف إلى ذلك وهو الإمامة بالمسجد الأعظم منها والخطابة بقلعتها الحمراء.
أقام الرسمَ: تعبير يعني عادة تولي المنصب مؤقتاً (تاريخ البربر 1: 518، 1: 532، 536).
غير أن أقام له رسم الحجابة (ص574) تعني فيما يظهر: تولي له منصب الحجابة أي صار له حاجباً، كما في (ص576) حيث ترجمها دي سلان بما معناه: نائب الحاجب. انظر (2: 106) ففيه: وأقام كاتبه بباب السلطان على رسم النيابة. وفي المقري (3: 767): لإقامة رسمه من الخدمة. وفي مخطوطة ب من كتاب الخطيب (ص39 و): وأقام الرسم بها يسيراً، أي تولى منصب الكاتب بغرناطة أياماً قليلة، وفي (ص78 و) منه: مقيماً لرسم الكتابة. وفي حياة ابن خلدون بقلمه (ص52): وحملت أخي على أن يصحب الأمير حافظاً للرسم، وقد ترجمها دي سلان (المقدمة 1 ص47) وهو مصيب بما معناه: وقد كلفته أن يتولى هذا المنصب نيابة عني.
رَسْم: منزل، مسكن، مأوى (المقري 1: 363).
رَسْم: افتتاح، تدشين (بوشر).
رَسْم: إقليم، مقاطعة، ولاية، ففي قصة عنتر (ص52): إن الملك قيصر قيصر الروم صاحب إنطاكية وتلك الرسوم.
رَسْم: رِسَامة كاهن، سيامة، ترقية الإنسان إلى درجات كنسية (بوشر).
رَسْم: يستعمل بمعنى غامض يكاد يكون معنى أَمْر، ففي كتاب الخطيب (ص100 ق): واستولى على مُلْك المغرب فأقام به رسماً عظيماً وأمراً جسيماً.
بِرَسْم، برسم فلان: مجعول له (انظر فريتاج في آخر المادة) (محيط المحيط، كليلة ودمنة ص 28، مملوك 1، ص8، ص13، ابن جبير ص28، كرتاس).
رَسِم: أسرع في السير (عباد 1: 96 رقم 125).
رَسْمَة: تسجيل، تدوين، تقييد (هلو).
رَسْمَة: إكليل الرأس (دائرة محلوقة في قمة رأس جل الاكليروس حين يقبل في صفوفهم)، حفلة إكليل الرأس، إكليل الاكليروس، رتبة إدخال أحد في صف الاكليروس (بوشر).
رُسْمَة، وتجمع على رُسَم: رقشة، نكتة، شامة (ديوان الهذليين ص64).
رَسْمِيّ: ما يعتد به ويعول عليه (محيط المحيط).
العلم الرسمي: العلم النظري (الغزالي رسالة أيها الولد ص4 طبعة هامر).
رَسْمي: مختص بفن تصوير المناظر وتزيين المسارح (بوشر).
رَسْمي: افتتاحي، تدشيني (بوشر).
رَسْمانية: قائمة، لائحة (هلو)، وانظر رزمانية.
رَسَامة: رسم في سطح، إسقاط، مسقط، رسم جسم على سطح وفق قواعد معينة (بوشر).
رَسَامة: إعطاء درجة من درجات الرهبانية (بوشر، محيط المحيط).
رَسَّام: مصور (المقري 1: 403)، وفي كتاب المقريزي (مخطوطة 2: 354): عدة حوانيت للرسَّامين.
رسَّام الأرض: جغرافي (بوشر).
راسِم: رسّام، مصور (همبرت ص96).
تَرْسِيم: أمر بإقامة حرس لمنع شخص من الهرب، وحالة الشخص الذي أقيم عليه الحرس (فليشر معجم ص16).
ترسيم: حجر حرية، منع من الخروج، عقوبة عسكرية، ويقال جعل تحت الترسيم: حجرت حريته، جعل في التوقيف (بوشر)، وانظر (المقري 1: 693، ميرسنج ص26، رتجرز ص189).
لوح الترسيم: لوحة للرسم (أماري ص18، 19).
مَرْسُوم، حرف مرسوم: حرف يكتب ولا ينطق تقريباً (فليشر معجم ص12).
مرسوم: مطرز، موشى بالذهب (الملابس ص378 رقم 5).
مرسوم، وتجمع على مراسيم ومراسم: أمر، أمر الأمير، وبخاصة أمر مكتوب (فليشر معجم ص 16، محيط المحيط، همبرت ص205، ابن بطوطة 3: 199، تاريخ البربر 1: 631، 2: 535). مرسوم بالتشييع: إذن، إجازة في الذهاب، جواز مرور (ترجمة ابن خلدون بقلمه ص215 و).
مراسم: معنى كلمة مراسم عند ابن خلدون تختلف ففي المقدمة (2: 295): المراسم الشرعية أي الأوامر الشرعية. وفي تاريخ البربر (2: 485): مراسم الإسلام أي تعاليم الإسلام، غير أنها تعني أيضاً: أشرف العادات (المقدمة 2: 295، تاريخ البربر 1: 398، 2: 113، 497).
ومراسم المُلْك: عادات البلاط وأعرافه (تاريخ البربر 2: 142، 228).
ومراسم الخدمة: وظائف البلاط، مناصب البلاط (تاريخ البربر 1: 532).
ومراسم الجهاد: الوظائف العسكرية (تاريخ البربر 2: 390).
ارْتِسام هي في الديانة النصرانية: درجات أو سر الكهنوت (همبرت ص154).
Expand
(رسم) : الرّوْسمُ العَيْنان.

مدن

[م د ن] مَدَن بالمَكانِ: أَقامَ، فِعْلٌ مُماتٌ. والمَدِينَةُ: الحِصْنُ يُبْنَى فِي أُصْطُمَّةِ الأَرْضِ، مُشْتَِقٌّ من ذلك، والجَمْعُ: مَدائِنُ ومُدُنٌ. ومن هُنا حَكَمَ أَبُو الحَسَنِ فيما حَكَى الفارِسِيُّ عنه أَنَّ مَدِينَةً فَعِيلَةٌ. والمَديِنَةُ: مَدِينَةُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، غَلَبَتْ عليها تَفْخِيماًُ، وإذا نَسَبْتَ إِلى المَدِينَةِ فالرَّجُلُ والثَّوْبُ: مَدَنِيُّ، والطَّيْرُ ونَحْوُه مَدِينٌّ ي. فأَمّا قولُهم: مَداينِيٌّ فإِنَّهُم جَعَلُوا هَذَا البِناءَ اسْماً للبَلَدِ. ومَدْيَنُ: اسمٌ أَعْجَمِيٌّ، وإِن اشْتَقَقْتَه من العَرَبِيةِ فالياءُ زائِدَةٌ، وقد يَكُونُ مَفْعَلاً، وهو أَظْهَرُ، وسَيَأْتِي في بابِه. والمَدانُ: صَنَمٌ. وبَنُو المَدانِ: بَطْنٌ، على أَنَّ الميمَ في الَمدانِ قد تَكُون زائِدةً.
(مدن)
فلَان مدونا أَتَى الْمَدِينَة
مدن
المَدينة فَعِيلَةٌ عند قوم، وجمعها مُدُن، وقد مَدَنْتُ مَدِينةً، وناس يجعلون الميم زائدة، قال تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ [التوبة/ 101] قال: وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى [يس/ 20] ، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها [القصص/ 15] .

مدن



مَيْدَانٌ : see art. ميد.

هُوَ ابْنُ مَدِينَتِهَا , said of a skilful guide: see بَجْدَةٌ.
[مدن] نه: فيه: "مدان"- بفتح ميم، ويقال: فيفاء مدان، وهو واد. ن: كان راعيًا لأهل "المدينة"، وروى: فقال لرجل من أهل المدينة، اراد بهما مكة. و"المدائن"- بالهمز وتركه، جمع مدينة.
مدن
المَدِيْنَةُ: مَدِيْنَةُ الرسُوْلِ - صلى الله عليه وسلم -، والنِّسْبَةُ إليها: مَدَنِي، وفي الطيْرِ: مَدِيْنِي.
وكُلُّ أرْضٍ يُبْنى لها حِصْن في أصْطمَّتِها: فهومَدِيْنَتُها. وتَمَدْيَنَ فلانٌ: إذا تَمَلَكَ وتَنَعَّمَ. ومَدَنَ بالمَكان: أقَامَ به.
والمَدَانُ: اسْمُ صَنَمٍ، وإليه يُنْسَبُ عَبْدُ المدَانِ.

مدن


مَدَنَ(n. ac. مُدُوْن)
a. Came to; dwelt, lived in ( a town ).

مَدَّنَa. Founded, built cities.
b. [ coll. ], Civilized.

تَمَدَّنَ
a. [ coll. ], Became civilized;
became united together in cities-
مَدَنِيّa. Urban; municipal; townsman, citizen; burgher
burgess.
b. Of Medina.

مَدَاْن
a. [art.], A certain idol.
مَدِيْن
a. [art.], Lion.
مَدِيْنَة
(pl.
مُدْن
مُدُن مَدَاْئِنُ)
a. Town; city.
b. [art.], Medina.
مَدِيْنِيّa. see 4yi (a)
N.Ac.
تَمَدَّنَa. Civilization.

مَدِيْنَة السَّلَام
a. Bagdad.

تَمَديَنَ
a. He enjoyed the comforts of life.
م د ن : الْمَدِينَةُ الْمِصْرُ الْجَامِعُ وَوَزْنُهَا فَعِيلَةٌ لِأَنَّهَا مِنْ مَدَنَ وَقِيلَ مَفْعِلَةٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ لِأَنَّهَا مِنْ دَانَ وَالْجَمْعُ مُدُنٌ وَمَدَائِنُ بِالْهَمْزِ عَلَىالْقَوْلِ بِأَصَالَةِ الْمِيمِ وَوَزْنُهَا فَعَائِلُ وَبِغَيْرِ هَمْزٍ عَلَى الْقَوْلِ بِزِيَادَةِ الْمِيمِ وَوَزْنُهَا مَفَاعِلُ لِأَنَّ لِلْيَاءِ أَصْلًا فِي الْحَرَكَةِ فَتُرَدُّ إلَيْهِ وَنَظِيرُهَا فِي الِاخْتِلَافِ مَعَايِشُ وَتَقَدَّمَ. 
م د ن: (مَدَنَ) بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ وَبَابُهُ دَخَلَ وَمِنْهُ (الْمَدِينَةُ) وَجَمْعُهَا (مَدَائِنُ) بِالْهَمْزَةِ وَ (مُدْنٌ) وَ (مُدُنٌ) مُخَفَّفًا وَمُثَقَّلًا. وَقِيلَ: هِيَ مِنْ دِينَتْ أَيْ مُلِكَتْ. وَفُلَانٌ (مَدَّنَ) الْمَدَائِنَ (تَمْدِينًا) كَمَا يُقَالُ: مَصَّرَ الْأَمْصَارَ. وَسَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْفَسَوِيَّ عَنْ هَمْزِ مَدَائِنَ فَقَالَ: مَنْ جَعَلَهُ مِنَ الْإِقَامَةِ هَمَزَهُ وَمَنْ جَعَلَهُ مِنَ الْمِلْكِ لَمْ يَهْمِزْهُ كَمَا لَا يُهْمَزُ مَعَايِشُ. وَالنِّسْبَةُ إِلَى مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَدَنِيٌّ) ، وَإِلَى مَدِينَةِ الْمَنْصُورِ (مَدِينِيٌّ) ، وَإِلَى مَدَائِنِ كِسْرَى (مَدَائِنِيٌّ) لِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا كَيْ لَا يَخْتَلِطَ. وَ (مَدْيَنُ) قَرْيَةُ شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. 

مدن: مَدَنَ بالمكان: أَقام به، فِعْلٌ مُمات، ومنه المَدِينة، وهي

فَعِيلة، وتجمع على مَدَائن، بالهمز، ومُدْنٍ ومُدُن بالتخفيف والتثقيل؛ وفيه

قول آخر: أَنه مَفْعِلة من دِنْتُ أَي مُلِكْتُ؛ قال ابن بري: لو كانت

الميم في مدينة زائدة لم يجز جمعها على مُدْنٍ. وفلان مَدَّنَ المَدائنَ:

كما يقال مَصَّرَ الأَمصارَ. قال وسئل أَبو عليّ الفَسَوِيُّ عن همزة

مدائن فقال: فيه قولان، من جعله فَعِيلة من قولك مَدَنَ بالمكان أَي أَقام

به همزه، ومن جعله مَفْعِلة من قولك دِينَ أَي مُلِكَ لم يهمزه كما لا

يهمز معايش. والمَدِينة: الحِصْنُ يبنى في أُصطُمَّةِ الأَرض، مشتق من ذلك.

وكلُّ أَرض يبنى بها حِصْنٌ في أُصطُمَّتِها فهي مدينة، والنسبة إِليها

مَدِينّي، والجمع مَدائنُ ومُدُنٌ. قال ابن سيده: ومن هنا حكم أَبو الحسن

فيما حكاه الفارسي أَن مَدِينة فعيلة. الفراء وغيره: المدينة فعيلة، تهمز

في الفعائل لأَن الياء زائدة، ولا تهمز ياء المعايش لأَن الياء أَصلية.

والمدينة: اسم مدينة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خاصة غلبت

عليها تفخيماً لها، شرَّفها الله وصانها، وإِذا نسبت إِلى المدينة فالرجل

والثوب مَدَنيٌّ، والطير ونحوه مَدِينّي، لا يقال غير ذلك. قال سيبويه:

فأَما قولهم مَدَائِني فإِنهم جعلوا هذا البناء اسماً للبلد، وحمامةٌ

مَدِينيَّة وجارية مَدِينيَّة. ويقال للرجل العالم بالأَمر الفَطِنِ: هو ابن

بَجْدَتِها وابنُ مَدِينتها وابن بَلْدَتها وابن بُعْثُطها وابن

سُرْسُورها؛ قال الأَخطل:

رَبَتْ ورَبا في كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ

يَظَلُّ على مِسْحاته يتَرَكَّلُ

ابنُ مَدِينةٍ أَي العالم بأَمرها. ويقال للأَمة: مَدِينة أَي مملوكة،

والميم ميم مَفْعُول، وذكر الأَحولُ أَنه يقال للأَمة ابنُ مَدِينة،

وأَنشد بيت الأَخطل، قال: وكذلك قال ابن الأَعرابي ابنُ مَدِينة ابنُ أَمة،

قال ابن خالويه: يقال للعبد مَدِينٌ وللأَمة مَدِينة، وقد فسر قوله تعالى:

إِنا لمَدِينُون؛ أَي مملوكون بعد الموت، والذي قاله أَهل التفسير

لمَجْزِيُّون. ومَدَنَ الرجلُ إِذا أَتى المدينة. قال أَبو منصور: هذا يدل على

أَن الميم أَصلية. قال: وقال بعض من لا يوثق بعلمه مَدَن بالمكان أَي

أَقام به. قال: ولا أَدري ما صحته، وإِذا نسبت إِلى مدينة الرسول، عليه

الصلاة والسلام، قلت مَدَنيٌّ، وإِلى مدينة المنصور مَدِينيّ، وإِلى مدائن

كِسْرَى مَدائِنيٌّ، للفرق بين النسب لئلا يختلط.

ومَدْيَنُ: اسم أَعجمي، وإِن اشتققته من العربية فالياء زائدة، وقد يكون

مَفْعَلاً وهو أَظهر. ومَدْيَنُ: اسم قرية شعيب، على نبينا وعليه أَفضل

الصلاة والسلام، والنسب إِليها مَدْيَنِيٌّ. والمَدَانُ: صنم. وبَنُو

المَدَانِ: بطْنٌ، على أَن الميم في المَدَان قد تكون زائدة. وفي الحديث

ذِكْرُ مَدَان، بفتح الميم، له ذكر في غزوة زيد بن حارثة بني جُذَام، ويقال

له فَيْفاءُ مَدَانَ؛ قال: وهو وادٍ في بلاد قُضاعَة.

Expand
مدن: تمدن: في م. المحيط (تمدن الرجل تخلق بأخلاق أهل المدن وانتقل من حالة الخشونة والبربرية والجهل إلى حالة الظرف والأنس والمعرفة).
تمدن: انظر الكلمة عند (فوك) في مادة ( Civitas) ، التمدن: المدنية (مقدمة ابن خلدون 3: 255 المقري 3: 674).
مدني: السياسة المدنية: انظر بداية الكلمة.
مدني ومديني: هي عند (فوك) cristatus: كلمة لاتينية معناها عرف، عرف الديك، رأس الخوذة.
مدينة: عاصمة المنطقة أو الإقليم أو الجريرة أو المملكة وعلى سبيل المثال أن غرناطة كانت مدينة كورة البيرة وقرطبة مدينة الأندلس والقيروان مدينة أفريقية (ترجمة دي جاينجوس للمقري 1: 529). المدينة التي كانت النصارى تطلق عليها اسم بالرموكان المسلمون يطلقون عليها اسم المدينة (ابن جبير 12: 328).
المدينة: الحي القديم لمدينة قرطبة (عبد الواحد 4: 28) مثل حي (السيتي Cite) في باريس وحي (الستي City) في لندن.
مدينة: إقليم عند اليهود والآراميين (معجم الجغرافيا، ياقوت 1: 348) (مرادف كورة) (القزويني 2: 337).
مدينة: نوع من خبز، في الأندلس، من الطحين العالي الجودة والزعفران يرمز إلى مدينة من المدن ويهيأ ويقدم يوم النيروز (المقري 2: 363 والصحائف التي تلي ذلك).
مدينة: وجار، عرين، حجر الأرنب، (الكالا-: madriguera de conejo وكذلك حجر الثعلب، حجر الجزر (بوسييه).
مدينة: المدينة، فلسفيا، وهي موضع اجتماع الناس (في مجمع) (مقدمة ابن خلدون 2: 338)، ويرة الفلاسفة (وجدت من الأفضل أن أقدم للقارئ الكريم نص ما ورد في كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة لأبي نصر الفارابي -قدم له وشرحه إبراهيم جزيني من منشورات دار القاموس الحديث -بيروت- بدلا من ترجمة ما ذكره المصنف وذلك بمقدار يزيد عنه قليلا أن لم يطابقه تماما) في قسم 26: الاجتماع والتعاون: وكل واحد من الناس مفطور على أنه يحتاج، في قوامه، وفي أن يبلغ أفضل كمالاته، إلى أشياء كثيرة لا يمكنه أن يقوم بها كلها هو وحده، بل يحتاج إلى قوم له كل واحد منهم بشيء مما يحتاج إليه. وكل واحد من كل واحد بهذه الحال. فلذلك لا يمكن أن يكون الإنسان ينال الكمال، الذي لأجله جعلت له الفطرة، إلا باجتماعات جماعة كثيرة، متعاونين، يقوم كل واحد لكل واحد ببعض ما يحتاج إليه في قوامه فيجتمع عما يقوم به جملة الجماعة لكل واحد جميع ما يحتاج إليه في قوامه وفي أن يبلغ الكمال. ولهذا كثرت أشخاص الإنسان، فحصلوا في المعمورة من الأرض، فحدثت منها الاجتماعات الإنسانية ..
-أنواع الاجتماعات: فمنها الكاملة، ومنها غير الكاملة والكاملة ثلاث: عظمى ووسطى وصغرى. فالعظمى اجتماعات الجماعة كلها في المعمورة، والوسطى اجتماع أمة في جزء من المعمورة، والصغرى اجتماع أهل مدينة في جزء من مسكن أمة.
وغير الكاملة: أهل القرية، واجتماع أهل المحلة، ثم اجتماع في سكة، ثم اجتماع في منزل وأصغرها المنزل والمحلة والقرية هما جميعا لأهل المدينة، إلا أن القرية للمدينة على إنها خادمة للمدينة والمحلة للمدينة على إنها جزؤها ... والمدينة التي يقصد بالاجتماع فيها التعاون على الأشياء التي تنال بها السعادة في الحقيقة، هي المدينة الفاضلة. والاجتماع الذي به يتعاون على نيل السعادة هي الأمة الفاضلة. وكذلك المعمورة الفاضلة إنما تكون إذا كانت الأمة التيس فيها يتعاون على بلوغ السعادة.
وفي قسم 29 - مضادات المدينة الفاضلة- والمدينة الفاضلة تضادها المدينة الجاهلة والمدينة الفاسقة والمدينة المتبدلة والمدينة الضالة (انظر التفصيلات في كتاب الفارابي- أهل المدينة الفاضلة).
أما (دي سلان الذي ترجم مقدمة ابن خلدون فقد ذكر أن المقدمة في ص141 من جزئها أو قسمها الثاني قد ورد فيها ما يأتي مما لم نعثر عليه لكي نثبت نصه الذي ذكره ابن خلدون): .. في الدولة الكاملة يرتبط، المواطنون، جميعا، ببعضهم بالحب وهم، كلهم، متساوون لذلك لا حاجة لهم بالسلطان، ويتغذون بطريقة صحية ملائمة لأجسامهم لذلك لا حاجة لهم بالطب. كل إنسان في هذه المدينة يمتلك أعلى درجات الكمال التي يستطيع أن يصلها الإنسان. في أنموذج هذه الجمهورية يمتلك الإنسان القدرة على التفكير بأعلى أنواع الفكر الصائب ولا يوجد أي فرد جاهل بالأعراف والقوانين. لن يكون هناك أي زلل ولا مزاح ولا تحايل.
المدن السماوية: أنظر في المعجم اللاتيني العربي cives etherei؟ المداني: نوع من أنواع الحمام (مخطوطة الاسكوريال 893).
Expand
مدن
: (مَدَنَ) بالمَكانِ: (أَقامَ) بِهِ.
قالَ الأَزْهريُّ: وَلَا أَدْرِي مَا صحَّتُه وَهُوَ (فِعْلٌ مُمَاتٌ، وَمِنْه المَدينَةُ) ، وَهِي فَعِيلَةٌ، (للحِصْنِ يُبْنى فِي أُصْطُمَّةِ الأَرْضِ، ج مَدائِنُ) ، بالهَمْزِ، (ومُدُنٌ ومُدْنٌ) ، بالتَّثْقيلِ والتَّخْفِيفِ.
وَفِيه قَوْلٌ آخَرُ أنَّه مَفْعِلَةٌ من دِنْتُ أَي مُلِكْتُ.
قالَ ابنُ بَرِّي: لَو كانتِ الميمُ فِي مَدينَةٍ زَائِدَة لم يجُزْ جَمْعَها على مُدْنٍ.
وسُئِلَ أَبو عليَ الفَسَويّ عَن هَمْزَةِ مَدائِنَ فقالَ: فِيهَا قَوْلان: من جَعَلَهُ فَعِيلَةً هَمَزَةً، وَمن جَعَلَهُ مَفْعِلَة لم يَهْمِزْه.
(ومَدَنَ) مَدناً: إِذا (أَتاها) .
(قالَ الأزْهرِيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَهَذَا يدلُّ على أنَّ المِيمَ أَصْليَّةٌ.
(والمَدينَةُ: الأَمَةُ) وَهِي مَفْعِلَةٌ لَا فَعِيلةٌ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ لابنِ الأمَةِ ابنُ مَدينَةٍ؛ وَقد ذُكِرَ فِي دين.
(و) المَدينَةُ: (سِتَّةَ عَشَرَ بَلَدا) ، يُسَمَّى كلُّ واحِدٍ بذلِكَ.
(ومَدَّنَ المَدائِنَ تَمْديناً) :) أَي (مَصَّرَها.
(ومَدْيَنُ) ، كجَعْفَرٍ: اسمٌ أَعْجَميٌّ، وَإِن اشْتَقَقْته مِن العَربيَّةِ فالياءُ زائِدَةٌ، وَقد يكونُ مَفْعَلاً وَهُوَ أَظْهَرُ.
ومَدْيَنُ: (قَرْيةُ شُعَيْب، عَلَيْهِ السّلام) ، نُسِبَ إِلَى مَدْيَنِ بنِ إبراهيمَ، عَلَيْهِ السَّلامِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا مَدينيٌّ.
والمَدِينَةُ: اسْمُ مَدينَةِ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خاصَّةً، غَلَبَتْ عَلَيْهَا تَفْخِيماً لَهَا، شرَّفَها اللَّهُ تَعَالَى وصَانَها، وَلها أَسْماءُ جَمَعْتُها فِي كرَّاسَةِ.
وَقد أَوْرَدَ المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا فِي كتابِهِ هَذَا جمْلَةٌ.
(والنِّسْبَةُ إِلَى مَدينَةِ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَدَنِيٌّ، وَإِلَى مَدينَةِ المَنْصورِ وأَصْفَهان وغيرِهِما: مَدِيْنِيٌّ) ، وَإِلَى مَدَائِنَ كسْرى مَدائِنِيُّ، للفَرْقِ بينَ النّسبِ لئَلاَّ تَخْتَلِط.
(أَو الإِنسانُ) والثَّوْبُ (مَدَنِيٌّ والطَّائِرُ ونَحْوُه مَدِينيُّ) ، لَا يقالُ غيرُ ذلِكَ.
قالَ سِيْبَوَيْه: فأَمَّا قَوْلُهم: مَدَائِنِيّ فإنّهم جَعَلُوا هَذَا البِناءَ اسْماً للبَلَدِ.
(و) يقالُ للرَّجُلِ العالِمِ بالأَمْرِ الفَطِنِ: (هُوَ ابنُ مَدِينَتِها) ، و (ابنُ بَجْدَتِها) ، وابنُ بَلْدَتِها، وابنُ بُعْثُطِها، وابنُ سُرْسُورِها؛ قالَ الأَخْطَلُ:
رَبَتْ ورَبا فِي كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاتِه يَتَرَكَّلُوفسَّرَه الأَحْولُ بابنِ أَمةٍ.
(والمَدائِنُ: مَدِينَةُ كِسْرَى قُرْبَ بَغْدادَ) على سَبْعَةِ فَراسِخَ مِنْهَا، (سُمِّيَت لكِبَرِها) ، وَهِي دارُ مَمْلَكةِ الفُرْسِ: وأَوَّل من نَزلَها أَنُوشَرْوان، وَبهَا إيوانُه وارْتِفاعُه ثَمانُونَ ذِراعاً بهَا كانَ سَلْمانُ وحذيفَةُ، وَبهَا قَبْرَاهُما افْتَتَحها سعْدُ بنُ أَبي وقَّاصٍ سَنَة أَرْبَع عَشَرَةَ.
وقيلَ: هِيَ عدَّةُ مُدُنِ مُتقارِبَةُ الميلين وَالثَّلَاث، والنِّسْبَةُ مَدائِنِيٌّ على القِياسِ، مِنْهَا: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبي سيْفٍ المَدَائِنيُّ صاحِبُ التَّصانِيفِ المَشْهورَةِ، رَوى عَنهُ الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارِ.
(والمَدانُ، كسَحابٍ: صَنَمٌ) ، وَبِه سُمِّي عبْدُ المُدَانِ، وَهُوَ أَبُو قَبيلَةٍ من بَني الحارِثِ، مِنْهُم: عليُّ بنُ الرَّبيعِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبْدِ المَدَانِ الحارِثيُّ المدانيُّ، وَلِيَ صَنْعاءَ أَيَّام السفَّاحِ، وعبْدِ المَدانِ اسْمُه عَمْرُو وعبدُ اللَّهِ ابْنُه، هَذَا كانَ يُسَمَّى عَبْد الحَجَرِ، لَهُ وِفادَةٌ، فسَمَّاه النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَبْد اللَّهِ.
(و) المَدِينُ، (كأَميرٍ: الأَسَدُ) ، وَقد تكونُ الميمُ فيهمَا زائِدَةٌ.
(والمَيْدانُ) :) ذُكِرَ (فِي (م ي د) .
(وتَمَدْيَنَ) الرَّجُلُ: (تَنَعَّمَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: أَبو مَدينَةَ عبدُ اللَّهِ بنُ حِصْنٍ السَّدُوسِيُّ تابِعِيٌّ رَوَى عَنهُ قَتادَةُ.
والمُسْتَنصرُ بنُ المُنْذرِ المَدِينيُّ، بسكونِ الدالِ وفتْحِ التَّحْتانِيَّة، ذَكَرَه الهَمَدَانيُّ.
وأَبو مُسْلمٍ عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمدِ بنِ مَدْيَنٍ المَدينيُّ الأَصْبهانيُّ إِلَى جَدِّه، رَوَى عَن أَبي بكْرِ بنِ أَبي عاصِمٍ، وَعنهُ ابنُ مَرْدَوَيه.
وأَبو مَدينِ الغَوْث شُعَيْبُ بنُ الحُسَيْنِ الأنْصارِيُّ التَّلمسانيُّ مَشْهورٌ.
ومديانُ: اسمُ ولدِ سيِّدِنا إبْراهيم، عَلَيْهِ السّلام، ذَكَرَه السَّهيليّ.
وفَيْفَاءُ مَدَانٍ، كسَحابٍ: وادٍ بالشامِ لقُضاعَةَ بناحِيَةِ حَرَّة الرجلى، جاءَ ذِكْرُه فِي غَزْوَةِ زيْدِ بَني جُذَام بناحِيَة حِسْمَى.
Expand
مدن
مدَنَ يمدُن، مُدونًا، فهو مادِن
• مدَن الشَّخصُ: أتى المدينةَ "مدَن البدويُّ حامِلاً بضاعتَه من لَبَن وزُبْد". 

تمدَّنَ يتمدَّن، تمدُّنًا، فهو مُتمدِّن
• تمدَّن أهلُ الرِّيف: عاشوا عيشة أهل المدن وأخذوا بأسباب الحضارة، تحضّروا وتخلَّقوا بأخلاق سُكّان المدن منتقلين من الخشونة إلى الأنس وحالة الظَّرف "عاش في مجتمع متمدِّن- تمدّن شعب". 

تمدينَ يتمدين، تَمَدْيُنًا، فهو مُتمديِن
• تمدين الشَّخصُ: مُطاوع مدينَ: تنعَّم، تمدَّن، عاش عيشةَ أهل المدن وأخذ بأسباب الحضارة "ريفيّ مُتمديِن- هذه الفظائع التي صدمت ضميرَ الأمم المُتمدينة". 

مدَّنَ يمدِّن، تمدينًا، فهو مُمدِّن، والمفعول مُمدَّن
• مدَّن المدائِنَ: بناها ومصّرها.
• مدَّن الشَّخصَ/ مدَّن الشَّيءَ: حضَّره، نقله إلى حالة الرقيّ والحضارة "مدّن الريفَ/ أهلَ القُرى- ليس كالتعليم يمدّن الإنسانَ ويدفعه إلى الرُّقيّ". 

مدينَ يُمديِن، مَدْيَنةً، فهو مُمدْيِن، والمفعول مُمدْيَن
• مدين الشَّخصُ حياتَه: جعلها تتَّسم بالمدنيَّة، أخذ بأسباب الحضارة. 

تمدينيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تَمَدْيُن: "حملة تمدينيَّة- رسالة/ مهمّة تمدينيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تَمَدْيُن: حالة من التحضّر والتنعُّم التي تعيشها بلد ما أو شخص ما "لم تستطع التمدينيّة بكلِّ وسائلها إيقافَ الغزو الوحشيّ للعراق". 

مَدَنِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَدينة.
2 - خاصّ بالمواطن أو بمجموع المواطنين، عكس عسكريّ "التحق بالدِّفاع المدنيّ- قتل السّفاحُ المدنيين الأبرياء- زيٌّ مدنيٌّ".
3 - (قن) فرع من فروع القضاء، يتناول حالة الأفراد وأهليّتهم والميراث ونقل الممتلكات والعقود "قانون مدنيّ- مسئوليّة مدنيّة".
• الدِّفاع المدنيّ: النظم والخطط والأبنية المُصمَّمة لحماية المدنيين من الكوارث الطَّبيعيّة واعتداءات العدوّ.
• الموت المدنيّ: (قن) الحرمان من الحقوق المدنيّة نتيجة الإدانة بالخيانة أو جريمة كبرى غيرها.
• الطَّيران المدنيّ: الإدارة العامّة المشرفة على الطّائرات والمنشآت المستخدمة لنقل الرُّكّاب والبضائع جوًّا.
• الحقوق المدنيَّة: (قن) الحقوق التي يخوِّلها القانون لجميع المقيمين في الدَّولة، وهي أشمل من الحقوق السِّياسيّة المتَّصلة باختيار الحاكم، كما أنَّها تتميَّز عن الحقوق الطَّبيعيّة في أنّ لها قيمة قانونيّة إلى جانب قيمتها الفلسفيّة المثاليّة، والحقوق المدنيَّة نسبيَّة غير مُطلقة تتكيَّف أوضاعُها مع الزَّمان والمكان.
• التَّربيَة المدنيَّة: التَّربيّة المعتمدة على الرُّوح المدنيّة، وقيم المجتمع مع الاعتراف بحريّة الفكرة والعقيدة والتَّعبير عن الرَّأي.
• الحريَّات المدنيَّة: (قن) أن يُترك للفرد الحقّ في التَّعبير عن رأيه وفكره بصراحة ووضوح، وكذلك حريّة اختيار المهنة التي يريد مزاولتها، وحريّة الانضمام إلى الجمعيَّات التَّطوّعية وحريّة العبادة.
• المجتمع المدنيّ: (مع) مؤسَّسات المجتمع المستقلَّة عن سلطة الدَّولة التي تقوم العلاقات بينها على أساس رابطة اختياريّة طوعيّة، مثل النِّقابات والأحزاب والجمعيّات الأهليّة ومنظَّمات حقوق الإنسان. 

مَدَنِيَّة [مفرد]
• المَدَنِيَّة: الجانب المادّيّ من الحضارة كالعمران ووسائل الاتّصال والتّرفيه، يقابلها الجانب الفكريّ والرُّوحيّ والخلقيّ من الحضارة "انبهر بالمدنيّة الأوربيّة".
• دعوى مدنيَّة: (قن) دعوى ترفع لحمل الخَصْم على دفع مبلغ من النقود أو أداء شيء خاصّ ذي صفة مدنيّة محضة أو لاستيفاء حقوق مدنيّة خصوصيّة. 

مُدون [مفرد]: مصدر مدَنَ. 

مَدِينة [مفرد]: ج مَدائِنُ ومُدْن ومُدُن: تجمُّع سكَّانيّ متحضِّر يزيد على تجمُّع القرية (انظر: د ي ن - مَدِينة) "اهتمتِ الدولة بالمدن الجامعيّة- تجوّل في ضواحي المدينة- القاهرة مدينة كبيرة- مدينة المدائن بناها أحد القادة- مدينةٌ آهلةٌ بالسُّكَّان: " ° هو ابن مدينتها: عالم بها- المدينة الفاضلة: المجتمع الإنسانيّ المثاليّ الذي يسير على هدي الأخلاق وحكمة رئيس فيلسوف أو نبيّ اكتملت لديه الخصال التي لا تتوافر لدى عامّة النَّاس- المدينة المقدّسة: القدس- المدينة المنوَّرة: يثرب، مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم- مَجْلِس المدينة.
• مدينة الملاهي: مواضع تعرض فيها ألعاب بهلوانيّة للتسلية. 
Expand
مدن: {مدين}: اسم أرض، وزنها: {مَفْيَل} وإن كانت من دان فوزنها: {مَفْعَل} وتصحيح بائها شاذ قليل، والقياس مدان.
[مدن] مَدَنَ بالمكان: أقام به. ومنه سمِّيت. المَدينَةُ، وهي فَعيلَةٌ، وتجمع على مَدائِنَ بالهمز، وتجمع أيضا على مدن ومدن، بالتخفيف والتثقيل. وفيه قول آخر: أنها مفعلة من دنت، أي ملكت. وفلان مَدَّنَ المَدائِنَ، كما يقال: مَصَّرَ الامصار. وسألت أبا على الفسوى عن همز مدائن فقال: فيه قولان، من جعله فعيلة من قولك: مدن بالمكان، أي أقام به، همزه. ومن جعله مفعلة من قولك دين، أي ملك لم يهمزه، كما لا يهمز معايش. وإذا نسبت إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم قلت مَدَنيٌّ، وإلى مدينة المنصور مَدينيٌّ، وإلى مَدائِنِ كسرى مَدائِنِيٌّ، للفرق بين النَسب، لئِّلا يختلط. ومدين: قرية شعيب عليه السلام. 

سوس

(سوس) الْحبّ غَيره سوسا سَاس وَالْحَيَوَان أَصَابَهُ السوس فَهُوَ أسوس وَهِي سوساء (ج) سوس
[سوس] نه: فيه: كانت بنو إسرائيل "تسوسهم" أنبياؤهم، أي تتولى أمورهم كالأمراء والولاة بالرعية، والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه.
(سوس) الْحبّ وَغَيره سَاس وَيُقَال سوس عظمه ودود لَحْمه من كَذَا إِذا تهالك غما وَالْقَوْم فلَانا أساسوه وَيُقَال سوسوه أُمُورهم وَفُلَان لفُلَان أمرا روضه وذلله
س و س: (سَاسَ) الرَّعِيَّةَ يَسُوسُهَا (سِيَاسَةً) بِالْكَسْرِ. وَ (السُّوسُ) دُودٌ يَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالطَّعَامِ. وَ (سَاسَ) الطَّعَامُ يَسَاسُ (سَوْسًا) بِوَزْنِ قَوْلٍ إِذَا وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ. وَكَذَا (أَسَاسَ) الطَّعَامُ وَ (سَوَّسَ) (تَسْوِيسًا) . 

سوس


سَوِسَ(n. ac. سَوَس [ ])
a. Was wormeaten; was carious, decayed, cankered
corroded.
b. [pass.]
سِيْسَ
a. Was worm-eaten &c.

سَوَّسَa. Made governor, ruler &c.
b. Was worm-eaten &c.

أَسْوَسَa. see II
تَسَوَّسَإِسْتَوَسَa. see II (b)
سُوْس (pl.
سِيْسَان [] )
a. Grub; moth; worm; weevil; mite.
b. Liquorice.
c. Root, origin; nature; disposition.

سُوْسَة []
a. see 3 (a)b. Seeds, germs of discord.

سَائِس [] (pl.
سَاسَة
[سَوْسَة
1t
a. A]

سُوَّاس [] )
a. Administrator, governor.
b. Groom.
سِيَاسَة []
a. Government, authority, command, rule;
administration.
b. Grooming, management ( of a horse ).

سُوْسَان سَُوْسَن
a. Lily.
(س و س) : (السُّوسُ) نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ يُغَمَّى بِهِ الْبُيُوتُ وَيُجْعَلُ وَرَقُهُ فِي النَّبِيذِ فَيَشْتَدُّ كَالدَّاذِيِّ وَلَفْظُ الرِّوَايَةِ أَرَأَيْتَ الْخَمْرَ يُطْرَحُ فِيهَا رَيْحَانٌ يُقَال لَهُ السُّوسُ كَأَنَّهُ تَحْرِيفُ السَّوْسَنِ بِزِيَادَةِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنْ الرَّيَاحِينِ وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْهَا (وَالسُّوسَةُ) الْعُثَّةُ وَهِيَ دُودَةٌ تَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالثِّيَابِ وَالطَّعَامِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ حِنْطَةٌ مُسَوِّسَةٌ بِكَسْرِ الْوَاوِ الْمُشَدَّدَةِ وَيُقَالُ الرَّجُلُ (يَسُوسُ) الدَّوَابَّ إذَا قَامَ عَلَيْهَا وَرَاضَهَا (وَمِنْهُ) الْوَالِي يَسُوسُ الرَّعِيَّةَ سِيَاسَةً أَيْ يَلِي أَمْرَهُمْ.
س و س

هو يسوس الدواب، وهو من ساستها وسواسها. والكرم من سوسه: من طبعه. وساس الطعام وسوس وأساس. قال:

قد أطعمتني دقلاً حولياص ... مسوساً مدوداً حجرياً

من حجر: قصبة اليمامة. وتقول: كيف تكون الرعية مسوسه، إذا كان راعيها سوسه.

ومن المجاز: الوالي يسوس الرعية ويسوس أمرهم، ويسوس أمورهم، وسوس فلان أمر قومه. قال الحطيئة:

لقد سوست أمر بنيك حتى ... تركتهم أدق من الطحين

وروى شوست. وسوس عظمي ودود لحمي من ذاك إذا تهالكت عما.
[سوس] سُسْتُ الرعيّة سِياسَةً. وسُوِّسَ الرجلُ أمورَ الناس، على ما لم يسم فاعله، إذا مُلِّكَ أمرهم. ويروى قول الحطيئة : لقد سُوِّسْتِ أمرَ بنيكِ حتّى * تَرَكِتْهِمْ أَدَقَّ من الطَحينِ * قال الفراء: قولهم سُوِّسْت خطأٌ. وفلان مجرّبٌ قد ساسَ وعليه، أي أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه. والسوسُ: الطبيعة. يقال: الفصاحة من سُوسِهِ، أي من طبعه. وفلانٌ مِن سوسِ صدقٍ وتوسِ صدْقٍ، أي من أصل صِدْقٍ والسوسُ: دودٌ يقَع في الصوف والطعام. والسَوْسُ بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ إذا وقع فيه السوسُ. وكذلك أَساسَ الطعام، وسوس أيضا. قال الراجز  قد أطعمتني دقلا حوليا * مسوسا مدودا حجريا * أبو زيد: ساسَتِ الشاة تَساسُ سَوْساً، أي كثر قملها. وأساست مثله.
س و س : السُّوسُ الدُّودُ الَّذِي يَأْكُلُ الْحَبَّ وَالْخَشَبَ الْوَاحِدَةُ سُوسَةٌ وَالْعِيَالُ سُوسُ الْمَالِ أَيْ تُفْنِيهِ قَلِيلًا قَلِيلًا كَمَا يَفْعَلُ السُّوسُ بِالْحَبِّ وَإِذَا وَقَعَ السُّوسُ فِي الْحَبِّ فَلَا يَكَادُ يَخْلُصُ مِنْهُ وَسَاسَ الطَّعَامُ يَسُوسُ سَوْسًا وَسَاسًا مِنْ بَابِ قَالَ وَسَاسَ يَسَاسُ سَوَسًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَأَسَاسَ بِالْأَلِفِ وَسَوَّسَ بِالتَّشْدِيدِ إذَا وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ كُلُّهَا أَفْعَالٌ لَازِمَةٌ وَتُطْلَقُ السُّوسَةُ عَلَى الْعُثَّةِ وَهِيَ الدُّودَةُ الَّتِي تَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالثِّيَابِ وَسَاسَ زَيْد الْأَمْرَ يَسُوسُهُ سِيَاسَةً دَبَّرَهُ وَقَامَ بِأَمْرِهِ.

وَالسَّوْسَنُ نَبَاتٌ يُشْبِهُ الرَّيَاحِينَ عَرِيضُ الْوَرَقِ وَلَيْسَ لَهُ رَائِحَةٌ فَائِحَةٌ كَالرَّيَاحِينِ وَالْعَامَّةُ تَضُمُّ الْأَوَّلَ وَالْكَلَامُ فِيهَا مِثْلُ: جَوْهَرٍ وَكَوْثَرٍ لِأَنَّ بَابَ فَوْعَلٍ مُلْحَقٌ بِبَابِ فَعْلَل بِفَتْحِ الْفَاءِ وَاللَّامِ وَأَمَّا فُعْلَلُ بِضَمِّ الْفَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ فَلَا يُوجَدُ إلَّا مُخَفَّفًا نَحْوُ جُنْدَبٍ مَعَ جَوَازِ الْأَصْلِ وَالْأَصْلُ هُنَا مُمْتَنِعٌ فَيَمْتَنِعُ الْإِلْحَاقُ. 
السين والواو ومما ضوعف من فائه ولامه س وس

السُّوسُ العُثُّ وهو الدُّودُ الذي يأكلُ الحبَّ واحدته سُوسةٌ حكاه سيبَوَيْهِ وكلُّ آكلِ شَيءٍ فهو سُوسُهُ دُوداً كان أو غيرَه وساسَ الطعامُ يَسَاسُ ويَسُوس عن كُراعِ سَوْساً وسيِسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ وتَسَوَّس وطعامٌ ساسٌ وأرضٌ ساسةٌ ومَسُوسَةٌ وساسَتِ الشاةُ تَساسُ سَوْساً وأساست وهي مُسِيسٌ كَثُر قملُها وقال أبو حَنِيفةَ ساسَتِ الشجرةُ تَساسُ سِياساً وأَسَاسَت أيضاً والسَوَسُ داءٌ في عَجُز الدَّابَّةِ وقيل هو داءٌ يَأْخُذُ الدَّابةَ في قَوائِمها وساسَ الأمَر سِياسةً قام به ورَجُلٌ ساسٌ من قَوْمٍ ساسَة وسُوَّاس أنشد ثعلب

(سادةٌ مَادةٌ لكل جَميعٍ ... ساسَةٌ للرِّجالِ يَوْمَ القِتَالِ) وسَوَّسَهُ القومُ جَعَلُوه يسُوسُهم والسُّوسُ الطَّبْع والخُلُق يقال الفصاحةُ من سُوسِه وقال اللحيانيُّ الكَرَمُ من سُوسِه والسُّوسُ شَجَرٌ ينبتُ وَرَقاً في غير أَفْنان وقال أبو حَنيِفةَ هو شَجَرٌ يغمى به البُيُوت ويدخل عَصِيره في الدَّواء وفي عُرُوقه حَلاوة شديدةٌ وفي فُرُوعِه مَرَارةٌ قال وهو ببلادِ العربِ كَثِيرٌ والسَّوَاسُ شَجَرٌ واحدته سَوَاسة قال أبو حَنِيفة السَّوَاسُ من العِضَاه وهو شَبِيهٌ بالمَرْخ له سَنِفَة مثل سَنِفة المَرْخ وليس له شَوْكٌ ولا وَرَقٌ يَطُول في السَّماء ويُسْتَظَلُّ تَحْتَه وقال بعضُ العرب هي السَّواسي قال أبو حَنِيفة فسألته عنها فقال السَّواسي والمَدْخُ والمَرْخ والمَنْجُ هؤلاء الثلاثة متشابهة وهي من أَفْضَل ما يُقْتَدحُ به ولا يَصْلد وسَوَاسُ موضع أنشد ثعلبٌ

(وإنّ امْرَأً أَمْسَى ودُون حَبِيبِه ... سَواسٌ فوادِي الرَّسِّ والهَمَيانِ ... )

(لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ بعد اقْتِرابِه ... ومَعْذُورَةٌ عَيْناهُ بالهَمَلاَنِ)

ومن خَفِيف هذا الباب سَوْ يَكُون وسَوْ نَفْعَل يريدون سَوْفَ حكاه ثعلبٌ وقد يجوز أن تكون الفاء مَزِيدةً فيهما ثم تُحْذَف لكثرة الاسْتِعْمال وقد زَعَمُوا أن قولهم سَأَفْعَل إنما يُريدون به سَوْفَ أَفْعَل فَحَذَفُوا لكَثْرة اسْتِعْمالهم إياه فهذا أشذُّ من قَوْلِهم سَوْ نَفْعَل
سوس: ساس: تستعمل بمعنى راض الباز والصقر ودرّبه (كليلة ودمنة ص155) وبمعنى فرجن الحصان وحسه (بوشر). وفي معجم فوك: يسوس الدابة أي يروض الجياد.
ساس ومضارعه يسوس ويسيس: أطرى، أطنب في المدح، تملق دارى (ألكالا).
ساس ومضارعه يسوس ويقال: ساس في أي مهر في، حذق (فوك).
سوَّس (بالتشديد): وقع فيه السوس وهو العثّ (ألكالا) والمصدر: تسويس واسم المفعول مُسوَّس.
سوَّس (بالتشديد): وقع فيه السوس وهو العثّ (ألكالا) والمصدر: تسويس واسم المفعول مُسوَّس.
سوَّس القمح والخشب: ساس، نخر (بوشر).
ضرسة مسوَّسة: ضرس متآكل (دوماس حياة العرب ص425).
سايَسَ: راض، روّض (الكالا).
سايَس فلاناً: هدأه، وأطفأ غضبه، لاطفه (تاريخ البربر 2: 166).
سايَس: دلَّل، عامل برقة (بوشر).
سايس نَفْسَه: تدلّل، راعى صحته، ترفّه (بوشر).
سايَس الأمور: مارسها وزاولها بمهارة (بوشر).
سايَس أموره: تصرف بحكمة وحذر (بوشر).
تسوّس (القمح والخشب): ساس، نخر (بوشر).
ساس: (قبطية) وتعنى بمصر مُشاقة الكتان (دي ساسي عبد اللطيف ص151، 566، 567، ألف ليلة 2: 243).
ساس: اسم شجرة أصولها مرة (دوماس حياة العرب ص381).
سوس، واحدته سوسة: عث يقع في الخشب والحبوب فيأكلها (بوشر).
سُوس: مرض في الأسنان يجعلها سوداً (ألكالا).
سُوسَة: تسويس، نخاريب السوس، الثقوب التي يتركها السوس في الخشب (بوشر) سوسة النبات: يرقان، خرّم الحنطة وهو مرض جرثومي.
سوسة: هوس، يقال: له سوسة في الخيل: نزوة (بوشر).
سوسي: نسيج من الكتاب مشهور ينسج في سوس من بلاد تونس على شاطئ البحر. ويستعمل خاصة للعمائم (الملابس ص317 - رقم 48 ياقوت 3: 191). وفي الحلل (ص9 ق): مائة عمامة مقصورة وأربعمائة من السوس. وسوس مشهورة اليون بصنع البرانس (كاريت جغرافية ص217).
وفي صفة مصر (17: 217): سُوسيَّة قماش غليظ تصنع منه أغطية الحشايا والخيام.
سيسانيات (وهذا صواب كتابة الكلمة) وهي في مصر نوع من صغار الكُدَيش يركبها الأطفال (عوادة ص457).
سَئوس: ماهر، أريب (فوك).
سياسة: شرطة (فوك).
سياسة: إدارة المملكة ومعاملة الدول، وتدبير الأمور بحكمة ومهارة (بوشر، المعّري 2: 60) حيث عليك أن تقرأ والسياسة وفقاً للمخطوطات وطبعة بولاق.
بالسياسة: مهلاً، بهدوء (رولاند).
سياسة صحَّة الأبدان: علم الصحّة (بوشر).
السياسة المَدَنِيّة: النظام المدني عند الفلاسفة وهو نظام يطبق في المدينة الفاضلة والجمهورية المثالية حيث يسود الحب والوفاق بين الناس فلا يحتاجون إلى سلطان إذ أن كل فرد منهم قد بلغ الكمال الذي يمكن أن يبلغه إنسان (دي سلان على المقدمة 2: 127).
عارف بامور السياسة ومتبحر في علم الأمور السياسية أيضاً: عالم بالجنايات (بوشر) ولتفسير هذا المعنى لابد أن تعرف أن الكلمة العربية سياسة ومعناها تدبير وإدارة قد أصبحت عند الفرس تدل على العقوبة التي تفرضها الشريعة (انظر مونج ص48)، ولنذكر كلام كاترمير (مونج ص45) فهو يقول: ((كانت الشدة ولا نقول القسوة المبدأ الأساسي دائماً في تدبير الأمور عند المشارقة، فالكلمة التي تعنى الإدارة قد اتحدت مع الكلمة التي تعنى قوة وشدة تتخذها الحكومة وهي جوهر فن إدارة الناس.
السياسة المدنية: القانون المعمول به، مقابل الشريعة وهذه الكلمة لا تزال في (عوادي) حسب ما يقول بارت (3: 524) وهي التي يعينها المقريزي (دي ساسي طرائف 2: 58) وانظر بخاصة (ص63) حيث تذكر الشريعة. إذ يقول هذا المؤلف إن السياسة بهذا المعنى ليست إلا تحريف الكلمة المنغولية ياسا التي تعني مجموعة القوانين التي شرعها جنكيز خان للمغول، وهو يفسر بإسهاب كيف أن هذه الكلمة دخلت مصر. وأرى إنه مصيب في ذلك، وإذا ما وجد شيء من التناقض عند كاترمير (مونج ص44) فذلك لأن هذا العالم الكبير فيما أرى لم يفهم معنى كلمة سياسة التي عند المقريزي وهي تعنى القانون العام.
وبين العبارات التي نقلها كاترمير بعض العبارات التي تؤكد أن كلمة سياسة بمصر ترادف كلمة ياسا عند المغول كما هي عند ابن اياس الذي يقول كما يقول كاترمير إن أبناء السياسة تعنى أبناء الياسا أي الحكام الذين استقروا بالقاهرة في المحلة المسماة بالحسينية.
سِيَاسي: محترف السياسة (بوشر).
سِياسِي: جنائي (بوشر) وانظرها أيضاً في سياسة سَوَّاس: بائع شراب عرق السوس.
سائِس وجمعها سُيَّاسي (انظر فريتاج) وهي أيضاً في معجم بوشر. وفي محيط المحيط أنها الكلمة المشهورة.
سائِس: نقرأ في صفة مصر 18، قسم 1: 51) أن كلمة سائس تعنى حلقات عريضة من الفضة تزين بها النساء أصابعهن. وأرى أن هذا خطأ والصواب مسائس (انظر هذه الكلمة في حرف الميم).
Expand
سوس
السُّوْسُ - بالضم -: الطبيعة، يقال: الفصاحة من سُوْسِهِ: أي من طَبْعِه.
والسُّوْسُ: الأصل، يقال: فلان من سُوْسِ صِدْقٍ ومن تُوْسِ صِدْقٍ: أي من أصلِ صِدْقٍ، قال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ:
شَرَّفَ باني عَرْشِكَ التَّأْسيسا ... المَحْضَ مَجْداَ والكَريْمَ تُوْسا
إذا المُلِمّاتُ اعْتَصَرْنَ السُّوْسا
وقال الدِّينَوَري: السُّوْس، الواحِدة سوسَة، وهو هذا السوس المعروف الذي تُغَمّى به البُيُوتُ، ويَدْخُلُ عصيره في الدواء، وفي عُروقه حلاوة شديدة، وفي فروعه مرارة، وهو من الشَّجَر، وهو بأرض العرب كثير، قال: وسَألْتُ عنه أعْرابِيّاً فقال: نحن نُسَمِّيه المَتْكَ، وهو عندنا كثير، ويجعلون ورقة في النبيذ كما يُجْعَل الدّاذِيُّ فيَشْتَدّ.
والسُّوْسُ: دودٌ في الصوف والطعام، والسّاسُ: لُغَةٌ فيه، يقال: ساسَ الطعام يَسَاسُ سَوْساً - بالفتح -، وزادَ ابن عبّاد: سَوِسَ، وزاد يونُس في كتاب اللغات: سِيْسَ.
وسُوْسُ المرأة وقُوقُها: صَدْعُ فَرْجِها.
والسُّوْسُ: من كُوَر الأهواز، وفيه قبر دانيال - صلوات الله عليه -. وقال ابن المقفَّع: أوَّلُ سورٍ وُضِعَ بعدَ الطُّوفان سورُ السُّوْسِ وتُسْتَرَ، قال: ولا يُدْرى مَنْ بَنى سُوْرَ السُّوْسِ وتُسْتَرَ. وقال ابن الكَلْبِيِّ: بَنَاها السُّوْسُ بن سام بن نوح.
والسَّوس - أيضاً -: بلد بالمغرب، وهنالك السُّوسُ الأقصى، وبين السُّوسَيْنِ مَسِيْرَةُ شَهرَيْن.
والسُّوْسُ: بلدة بما وراء النهر.
وسُوْسَة: بلد بالمغرب.
والسُّوْسَة: فرس النعمان بن المنذر، وهي التي أخذها الحَوْفَزان بن شَرِيْك لمّا أغارَ على هجائنِه.
وسُوسِيَة: كورة بالأردن.
وقال ابن شميل: السُّوَاس: داءٌ يأخذ الخيل في أعناقها فَيُيَبِّسُها.
ومحمد بن مُسلِم بن سُسْ - كالأمر من السياسة -: من أصحاب الحديث. وسُسْتُ الرَّعِيَّة سِياسَة. وفلان مُجَرِّب قد ساسَ وسيسَ عليه: أي أمَرَ وأُمِرَ عليه.
وقال أبو زيد: ساسَتِ الشاةُ تَسَاسُ سَوَساً: إذا كَثُرَ قَمْلُها.
والسَّوَسُ - أيضاً -: مصدر الأسْوَسِ وهو داءٌ يكون في عَجَزِ الدّابّة من الوِرك والفخذِ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْلِ.
وقال الليث: أبو ساسان: كُنْيَةُ كِسرى، قال: مَن جَعَلَه فَعْلانَ قال في تصغيرِه سُوَيسان. وفي حديث سَطيحٍ الكاهن: بعَثَكَ مَلِك بني ساسان، لارْتِجاس الايوان، وخُمُودِ النِّيران، ورؤيا المُْبَذَان. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب وب ذ، وهو اسمٌ أعجَميُّ. وساسان الأكبَر: هو ابن بَهْمَنَ بن إسْفَنْديارَ المَلِك. وأمّا أبو الأكاسِرة: فهو ساسانُ الأصغر بن بابَك ابن مُهَرْمِش بن ساسان الأكبر. وأرْدَشِيْر بن بابَك بن ساسان الأصغر.
وسَوَاسٌ - مثال سَحَابٍ -: جَبَلٌ، وقال ابن دريد: سَوَاسٌ: جَبَلٌ أو موضِع.
وذاة السَّوَاسي: جَبَل لِبَني جَعْفَر. وقال الأصمعي: ذاةُ السُّوَاسي: شُعَبٌ يَصْبُبْنَ في يَنُوْفَ.
وقال الليث: السَّوَاسُ: شجر، الواحدة: سَوَاسَة، وهو من أفضَل ما اتُّخِذَ منه زَنْدٌ يكون وارياً، وقَلَّ ما يَصْلِد، قال الطِّرِمّاح يصف الرَّماد وآثار الديار:
وأخْرَجَ أُمُّهُ لِسَوَاسِ سَلْمى ... لِمَعْفُوْرِ الضَّنى ضَرِمِ الجَنينِ
تَنَكَّدَ رَسْمُها إلاّ بقايا ... عَفا عنها جَدَا هَمِعٍ هَتُوْنِ الأخْرَجُ: الرَّماد؛ لأنَّ فيه بياضاً وسَواداً، وأُمُّه: زَنْدَتُه، وسَلْمى: أحد جَبَلَي طَيِّئٍ، والضَّنى: النار بمنزلة الوَلَدِ.
وقال الدِّيْنَوَريُّ: قال أبو زياد: من العِضَاهِ السَّوَاسُ، شبيهٌ بالمَرْخ، له سِنَفَة مِثل سِنَفَةِ المَرْخ، وله شوك ولا ورق له، وهو يُقْتَدَح بِزَنْدِه. قال: وقد وَصَفْنا ذلك في باب الزِّناد، قال: ويَطول في السماء، ويُسْتَظَلُّ تَحتَه، وقد تأكل أطراف عيدانه الدقيقة الإبل والغنم. قال: وسَمِعْتُ أعرابياً يقول: السَّوَاسِي - يُريد: السَّوَاسَ -، فسألتُه عنه فقال: المَرْخُ والسَّوَاسُ والمَنْجُ، وهؤلاء الثلاثة متشابهة، وقال المَنْجُ: اللوز الصغار المُرُّ، قال: وسَمِعتُ من غيرِه: المِزْجَ؛ وهو الذي يُسَمّى بالفارسية: البَاذامَكْ، ولا وَرَقَ له، إنَّما نباتُه قضبان حُمُر في خُضْرَة البَقْلِ سُلُبٌ عارية تُتَّخَذُ منها السِّلافلُ، وهو من نبات القِفاف والجِبال.
والسّاسُ: القادِح في السِّنِّ، قال العجّاج:
تَجْلو بِعُودِ الإسْحِلِ المُقَصَّمِ ... غُرُوبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ
السّاس: الذي قد أُكِلَ، وأصْلُه سائس، مثال هَارٍ وهائرٍ وصافٍ وصائفٍ.
وقال العجّاج أيضاً:
صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّعْ بالكَدَرْ ... ولم يُخالِط عُوْدَه ساسُ النَّخَرْ
أي: أكْلُ النَّخر.
وقال أبو زيد: أسَاسَتِ الشّاة: إذا كَثُرَ قَمْلُها، مِثْلُ ساسَتْ.
وأساسْوه: أي سَوَّسُوْهُ.
وأساسَ الطّعام: أي ساسَ، وكذلك سَوَّسَ، قال زُرارَة بن صَعْبِ بن دَهْرٍ يُخاطِب العامِرِيَّة:
قد أطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا ... نُفَايَةً مُسَوِّساً حَجْرِيّا
وسُوِّسَ الرجل أمور الناس - على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه -: إذا مُلِّكَ أمْرَهم، قال الحُطَيْئةُ يهجو أُمَّه:
جَزاكِ الله شَرّاً من عَجوزٍ ... ولَقّاكِ العُقُوقَ من البَنينِ
لقد سُوِّسْتِ أمْرَ بَنِيْكِ حتى ... تَرَكْتِهِم أدَقَّ من الطَّحِينِ
ويروى: " سَوَّسْتِ " بفتحتين، وقال الفرّاء: سَوَّسْتِ خطأ.
وقال أبو زيد: سَوَّسَ فُلانٌ لفُلانٍ أمْراً فَرَكِبَه، كما تقول: سَوَّلَ له وزَيَّنَ له.
والتركيب يدل على فساد في شيء وعلى جِبِلَّةٍ وخَلِيْقَةٍ.
Expand

سوس

1 سَاسَ الدَّوَابَّ, aor. ـُ (A, Mgh,) inf. n. سِيَاسَةٌ, (TA,) He managed, or tended, the beasts, (قَامَ عَلَيْهَا,) and trained them. (Mgh, TA.) [and سَاسَ المَالَ He managed, or tended, the camels or other property. See سَائِسٌ.] b2: Hence, (Mgh,) سَاسَ الرَّعِيَّةَ, aor. and inf. n. as above, (S, A, * Mgh, K, &c.,) (tropical:) He ruled, or governed, the subjects; presided over their affairs as a commander, or governor, or the like; (S, * Mgh;) he commanded and forbade them. (A, K.) and سَاسُوهُمْ, inf. n. سَوْسٌ, (tropical:) They were, or became, heads, chiefs, commanders, or the like, over them. (TA.) One says, فُلَانٌ مُجَرَّبٌ قَدْسَاسَ وَسِيسَ عَلَيْهِ (S, K) (tropical:) [Such a one is experienced: he has ruled and been ruled: or] he has commanded and been commanded: (S:) or he has taught and been taught; or has disciplined and been disciplined. (K.) b3: سَاسَ الأَمْرَ, aor. as above, inf. n. سِيَاسَةٌ, (tropical:) He managed, conducted, ordered, or regulated, the affair; syn. دبّرهُ, (Msb,) and قَامَ بِهِ: (M, Msb, TA:) سِيَاسَةٌ signifies the managing a thing (قِيَامٌ عَلَى شَىْءٍ) in such a manner as to put it in a right, or proper, state. (TA.) [Used as a simple subst., the inf. n. may be rendered Management, rule, government, or governance.]

A2: سَاسَ, (S, M, A, K,) aor. ـَ (S, M, K,) and يَسُوسُ, (Kr, M,) inf. n. سَوَسٌ, (M,) or سَوْسٌ; (Ibn-'Abbád, K;) and سَوِسَ, aor. ـْ (K, TA; but the aor. is omitted in the CK;) or ـس aor. ـُ inf. n. سَوْسٌ and سَاسٌ; and سَاسَ, aor. ـْ inf. n. سَوَسٌ; (Msb;) and سِيسَ; (Yoo, K;) and ↓ أَسَاسَ; and ↓ سَوَّسَ; (S, M, A, Msb, K; but the last is omitted in the TA;) and ↓ استاس; and ↓ تسوّس; (M, TA;) It (wheat, or other food, [&c.,]) had in it, or became attacked by, [the grub called] سُوس; [the grub called]

سُوس fell upon it, or into it. (S, M, * A, * Msb, K, * TA.) One says also, سَاسَتِ الشَّجَرَةُ, aor. ـَ inf. n. سِيَاسٌ; and ↓ اساست; [The tree had in it, or became attacked by, the grub called سُوس.] (AHn, M, TA. *) And سَاسَتِ الشَّاْةُ, aor. ـَ (S, M, K,) inf. n. سَوْسٌ, (S, K,) or سَوَسٌ; (M;) and ↓ اساست, (S, M, K,) inf. n. اسَاسَةٌ; (TA;) The sheep, or goat, abounded with قمل. (Az, S, M, K. [In a copy of the S and in one of the K, I find قُمل: in another of the S and another of the K, and in the CK, and in a copy of the M, قَمْل: the right reading apears to be قُمَّل; for this last word is said by some to be syn. with سُوس.]) You also say, when you are gradually perishing by reason of grief, (إِذَا تَهَالَكْتَ غَمًّا,) عَظْمِى وَدَوَّدَ لَحْمِى ↓ سَوَّسَ (tropical:) [My bone has bred grubs, and so my flesh]. (A.) b2: سَوِسَتِ الدَّابَّةُ, inf. n. سَوَسٌ, The beast was attacked by the disease termed سَوَسٌ [q. v. infrà]. (TK.) 2 سَوَّسُوهُ (tropical:) They made him, or appointed him, ruler, or governor, over them; (M, * TA;) as also ↓ اساسوهُ. (TA.) b2: سُوِّسَ الرَّجُلُ أُمُورَ النَّاسِ, (S, K,) or أَمْرَ النَّاسِ, (as in the TA,) or أَمْرَ قَوْمِهِ, (A,) (tropical:) The man was made ruler of the affairs of the people; (S;) [or of the affairs of his people, accord. as the phrase is given in the A:] or was made king. (K.) Accord. to a relation of a verse of El-Hotei-ah, he uses the expression سَوَّسْتَ

أمْرَ بَنِيكَ [as though meaning Thou hast ruled the affairs of thy sons]; but Fr says that سَوَّسْتَ is a mistake. (S. [Thus I find it in one copy of the S: but in another copy of the S, I find سَوَّسْتِ, which is clearly wrong; and in the TA, سُوِّسْتَ, which Fr can hardly be supposed to have disallowed.]) b3: سَوَّسَ لَهُ أَمْرًا (assumed tropical:) He made an affair easy to him; syn. رُوَّضَهُ and ذَلَّلَهُ. (TA.) You say, سَوَّسَ فُلَانٌ لَهُ أَمْرًا فَرَكِبَهُ (assumed tropical:) [Such a one made an affair easy to him, or, perhaps, commended it to him by making it seem easy, and so he embarked in it, or undertook it]: like as you say, سَوَّلَ لَهُ, and زَيَّنَ لَهُ. (Az, K. *) b4: سوّس المَرْأَةَ He slit the vulva of the woman. (TA.) A2: See also 1, in two places.4 أَسْوَسَ see 2: A2: and see 1, in three places.5 تَسَوَّسَ see 1.8 إِسْتَوَسَ see 1.

سَاسٌ: see سُوسٌ. b2: Also A canker, or corrosion, (قَادِحٌ,) in a tooth: (Az, K:) without and without teshdeed. (Az.) A2: And A tooth that has been eaten, or corroded: (L, K, * TA:) originally سَائِسٌ; like هَارٌ and هَائِرٌ. (K.) b2: See also مَسُوسٌ, in two places.

سُوسٌ [The grub, or larva of the phalæna tinea and of the curculio; i. e. the moth-worm and the weevil;] the kind of worm that attacks wool (S, A, K) and cloths (TA) and wheat or other food: (S, TA:) and with ة, [a n. un.,] i. q. عُثَّةٌ; (Mgh, Msb;) as also ↓ سَاسٌ; (TA;) i. e., a worm that attacks wool and cloths (Mgh, Msb) and wheat or other food: (Mgh:) and سُوسٌ, the kind of worm (M, Msb) called عُثٌّ, (M,) that eats grain (M, Msb) and wood: (Msb:) n. un. with ة: (M, Msb:) and any eater of a thing is termed سُوسُهُ, whether worm or other thing. (M.) One says, العِيَالُ سُوسُ المَالِ (assumed tropical:) [The persons who compose a household are the grubs of property]: i. e., they consume it by little and little like as سُوس consume grain, which can scarcely be cleared of them when they attack it. (Msb.) A2: [The licoriceplant; so called in the present day;] a kind of tree, (AHn, M, K,) or plant, (Mgh,) well known, (Mgh, K,) with which houses are covered above the roofs, (AHn, M, Mgh,) the expressed juice of which is an ingredient in medicine, (AHn, M,) the leaves of which are put into [the beverage called] نَبِيذ, and make it strong like [the strong drink called] دَاذِىّ, (Mgh,) in the roots of which is sweetness (AHn, M, K) intense in degree, (AHn, M,) and in its branches is bitterness, (AHn, M, K,) and it abounds in the countries of the Arabs: (AHn, M:) or a kind of tree that grows in leaves without twigs: (M:) or a certain herb resembling [the species of trefoil called]

قَتّ. (TA.) [The root is vulgarly called, in the present day, عِرْق سُوس: and so is a strong infusion prepared from it, which is a very pleasant drink: and its inspissated juice is called رُبّ السُّوس.]

A3: Nature; natural disposition: (S, M, A, K:) and origin. (S, A, K.) One says, الفَصَاحَةُ مِنْ سُوسِهِ (S, M) Chasteness of speech, or eloquence, is [a quality] of his nature. (S.) and الكَرَمُ مِنْ سُوسِهِ (Lh, M, A) Generosity is [a quality] of his nature. (A.) And فُلَانٌ مِنْ سُوسِ صِدْقٍ Such a one is of good origin. (S.) سَوَسٌ A certain disease in the rump of a horse or similar beast, (M, K, TA,) between the hip and the thigh, occasioning, as its result, weakness of the kind leg: (TA:) or a disease that attacks the beast in its legs. (M.) [See 1, last sentence.]

سَوَاسٌ A certain kind of tree: n. un. with ة: (M, K:) AHn says, (M, TA,) on the authority of Aboo-Ziyád, (TA,) it is of the kind called عِضَاه, resembling the مَرْخ, having a pericarp like that of the مرخ, (M, TA,) without thorns and without leaves, growing high; and persons shade themselves beneath it; one of the Arabs said that it is the same that is called ↓ سَوَاسٍ (written with the article السَّوَاسِى); and AHn says, I asked him respecting it, and he said that this and the مَرْخ and the مَنْح all three resemble one another; (M;) and it is one of the best of materials used for producing fire, (Lth, * M, K, *) not giving a sound without emitting fire, (M,) or because it seldom gives a sound without emitting fire. (Lth, TA.) سُوَاسٌ A certain disease in the necks of horses, rendering them rigid, (ISh, K, TA,) so that they die. (ISh, TA.) سَوَاسٍ (with the article السَّوَاسِى): see سَوَاسٌ.

A2: And for the same word, and سَوَاسِوَةٌ and سَوَاسِيَةٌ: see art. سوى.

سَائِسٌ [A groom, who has the care and management of a horse or horses or the like;] one who manages, or tends, beasts or horses or the like, and trains them: (TA:) pl. سَاسَةٌ and سُوَّاسٌ. (A.) And سَائِسُ مَالٍ [A manager, or tender, of camels or cattle or other property]. (K in art. ازى, &c.) b2: [And hence,] (tropical:) A manager, a conductor, an orderer, or a regulater, of affairs: pl. as above. (M, TA.) أَسْوَسُ A beast having the disease termed سَوَسٌ. (K.) [Freytag, misled by an ambiguity in the K, assigns to it a signification belonging to سَوَسٌ.]

A2: Also, [or أَسْوَسٌ, unless originally an epithet,] A kind of stone upon which is generated the salt called زَهْرَةُ أَسْوَس: the author of the “ Minháj ”

says that this may be caused by the moisture and dew of the sea falling upon it. (TA in art. سيس.) طَعَامٌ مَسُوسٌ and ↓ مُسَوَّسٌ, (TA,) or ↓ مُسَوِّسٌ, [which is app. the more correct,] (S,) and ↓ سَاسٌ, (M,) Wheat, or other food, attacked by [the grub called] سُوس: (M, TA:) and ↓ حِنْطَةٌ مُسَوِّسَةٌ wheat so attacked. (Mgh.) And أَرْضٌ مَسُوسَةٌ and ↓ سَاسَةٌ [Land attacked by such grubs], (M, TA,) in like manner. (TA.) And ↓ شَجَرَةٌ مُسِيسٌ [or مُسِيسَةٌ A tree containing, or attacked by, such grubs]. (TA.) And ↓ شَاةٌ مُسِيسٌ, (M,) or مُسِيسَةٌ, (TA,) A sheep, or goat, abounding with قمل [i. e. قُمَّل: see 1, near the end of the paragraph]. (M, TA.) مُسِيسٌ: see مَسُوسٌ, in two places.

مُسَوَّسٌ and مُسَوِّسٌ: see مَسُوسٌ, in three places.
Expand
سوس
ساسَ يَسوس، سُسْ، سِياسةً، فهو سائِس، والمفعول مَسوس
• ساس النَّاسَ: حَكَمهم، تولّى قيادتَهم وإدارةَ شئونهم "كان الخلفاء الرَّاشدون يسوسون النَّاسَ بالعدل".
• ساس الأمورَ: دبَّرها، أدارَها، قام بإصلاحها "لم يحسن سياسة الشُّئون الدّاخليّة- يسوسون الأمورَ بغير عقل ... فينفُذ أمرُهُم ويُقالُ ساسه".
• ساس الدَّوابَّ: روّضها واعْتَنَى بها "يسوس خيولَ الأمير". 

سوِسَ يَسْوَس، سَوَسًا، فهو أَسْوَسُ
• سوِسَ الحَبُّ والخشبُ وغيرُهما: وقع فيه السُّوس، نخِر، بلى وتفتَّت "سوِس الضِّرسُ- عودٌ أسوسُ". 

تسوَّسَ يتسوّس، تسوُّسًا، فهو متسوِّس
• تسوَّس الحَبُّ أو الخشبُ: سوِس، دبّ فيه السُّوسُ. 

سوَّسَ يسوِّس، تسويسًا، فهو مُسوِّس، والمفعول مُسَوَّس (للمتعدِّي)
• سوَّس الحَبُّ أو الخشبُ ونحوُهما: سوِسَ، دبّ فيه السُّوس "سوّست أسنانُه" ° سوّس عظُمه ودوّد لحمُه من كذا: إذا تهالك غمًّا.
• سوَّسه القومُ: ولَّوْهُ رياستَهم وقيادتَهم. 

سيَّسَ يسيِّس، تسييسًا، فهو مُسيِّس، والمفعول مُسيَّس
• سيَّس الجيشَ: أضفى طابعًا سياسيًّا عليه "سيَّس مناقشةً/ الاجتماعَ- تسييس الجامعات". 

أسْوسُ [مفرد]: ج سُوس، مؤ سَوْساءُ، ج مؤ سُوس: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سوِسَ. 

تسوُّس [مفرد]:
1 - مصدر تسوَّسَ.
2 - (طب) مَرَضٌ يصيب عظم الأسنان بالتَّحاتِّ والتَّآكل والتَّفتُّت "تسَوّس الأسنان". 

سائِس [مفرد]: ج ساسَة وسُوّاس وسُيَّاس:
1 - اسم فاعل من ساسَ ° ساسة البلاد: قادتُها الذين يديرون شئون البلاد والعباد.
2 - رائِض الدوابّ ومدرِّبُها. 

سَواسِيَة [جمع]: جمع سواء على غير قياس: متساوون، متشابهون "النَّاسُ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ [حديث] ". 

سَوَس [مفرد]:
1 - مصدر سوِسَ.
2 - (طب) داء يأخذ الدَّابَّة في قوائمها أو يكون في عَجُزِها بين الوَرِك والفَخِذ يورثُ ضعفَ الرِّجل. 

سُوس [جمع]: مف سُوسة:
1 - (حن) عُثّ، نوع من الحشرات من فصيلة العنكبوتيَّات يأكل الحبَّ والخشبَ وغيرَهما "نخر السُّوسُ الخشبةَ" ° العيال سوس المال: أي تفنيه قليلاً قليلاً كما يفعل السُّوس بالحبّ.
2 - (نت) نبات عشبيّ مخشوشب مُعَمَّر من فصيلة القرنيَّات، له أزهار زرقاء اللون، وأوراق مركَّبة ريشيّة الشَّكل طويل الجذور، يصنع من جذوره السُّكريّة شراب يعرف بعِرق السّوس، كما يُستعمل في الطِّبّ. 

سِياسة [مفرد]:
1 - مصدر ساسَ.
2 - مبادئ معتمدة تُتّخذ الإجراءات بناءً عليها "تبنّت الشَّركة سياسة جديدة في تعيين موظَّفيها".
3 - (سة) سلوك الحكومات والدّول ومواقفها تجاه القضايا الداخليّة والقضايا المتعلِّقة بالدُّول الأخرى "سياسة داخليَّة: إجراءات إداريَّة أو تدابير تنظيميّة- سياسة خارجيَّة- سياسة دوليّة: الدِّبلوماسيّة" ° أسرار السِّياسة: خفاياها- سياسَةُ عدمِ التَّدخُّل: عدم تدخُّل أيّة دولة في الشئون الدَّاخلية لدولة أُخْرى، مبدأ الحياد.
• سياسة الضَّرائب: (قص) نظام تجبى الضَّرائب بمقتضاه.
• سياسة عمليَّة/ سياسة واقعيَّة: سياسة مبنيّة على عوامل واقعيَّة وماديّة لا على عوامل نظريَّة أو أخلاقيّة "عمليّة إقامة أنظمة سياسيّة مستقرّة"? السِّياسة المدنيَّة: تدبير المعاش مع العموم على سنن العدل والاستقامة.
• سياسة السُّوق الحرَّة: (قص) منهج تتَّبعه البنوك المركزيَّة في بيع الأوراق الماليّة وشرائها لزيادة المتداول من النُّقود أو نقصه.
• لا سياسة: حالة من يضع نفسه خارج كلّ موقف أو مذهب سياسيّ، أو مَنْ لا يهتمّ بالسياسة "أنصار اللاّسياسة النِّقابيَّة".
• سياسة الباب المفتوح: سياسة تعتمد على إلغاء القيود، أسلوب سياسيّ يقوم على الحوار وعدم المواجهة. 

سياسويَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى سِياسة: على غير قياس.
• نزعة سياسويَّة: (سة) نزعة تعبر عن الغُلُوّ السياسيّ، أو تغالي في إضفاء وتغليب الطابع السياسيّ على الأمور "استبدَّت النزعة السياسويّة بالفكر القياديّ لدى بعض الحكّام". 

سياسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سِياسة: مَنْ يعمل في السِّياسة، متعلِّق بإدارة الشّئون العامّة وتنظيمها "سياسيّ محنّك/ مخضرم- أعلن عفوًا عامًا عن السُّجناء السِّياسيين- حزب سياسيّ" ° اجتماعيّ سياسيّ: ذو علاقة بالعوامل الاجتماعيّة والسِّياسيَّة معًا- حقوق سياسيَّة: حقوق كلّ مواطن في أن يشترك في إدارة بلاده أو ممارسة أعماله الوطنيَّة كالانتخاب وغيره- دوائر سياسيّة: أوساط، محافل سياسيّة تهتمّ بالسِّياسة- سلك سياسيّ: سلك دِبْلوماسيّ- شبه سياسيّ: مشابه له في بعض مظاهره أو نشاطاته- لا سياسيّ: لا يهتم بالسِّياسة، لا علاقة له بالسِّياسة.
• التَّنظيم السِّياسيّ: (سة) مجموعة من النَّاس ذوي الاتِّجاه الواحد فيما يتعلَّق بالبرامج والمبادئ السِّياسيّة، ويرتبطون ببعضهم وفقًا لقواعد تنظيميَّة مقبولة من جانبهم تُحدِّد علاقاتهم وأسلوبهم ووسائلهم في العمل والنَّشاط.
• اللِّيبراليَّة السِّياسيَّة: (سة) حركة سياسيّة تدعو إلى الحرِّيّة السِّياسيّة والمدنيّة غير الخاضعة لسلطة استبداديّة.
• علم الاقتصاد السِّياسيّ: (قص) علم موضوعه معرفة الظواهر المتعلِّقة بإنتاج الثروات، والخيرات الماديّة وتوزيعها واستهلاكها في مجتمعٍ بشريّ. 
Expand
سوس
{السُّوسُ، بالضّمّ: الطَّبِيعَةُ والأَصْلُ والخُلُقُ والسَّجيَّة، يُقَال: الفَصَاحةُ من} سُوسِه، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الكَرَمُ من سُوسِه، أَي طَبْعِه، وفُلانٌ من {سُوِس صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ، أَي من أَصْل صِدْقٍ.
والسُّوسُ: شَجَرٌ، م، أَي معروفٌ، فِي عُروقِه حَلاَوةٌ شَدِيدَةٌ وَفِي فُرُوعِه مَرَارَةٌ، وَهُوَ ببِلادِ العَرَبِ كثيرٌ، قَالَه أُبُو حَنِيفَةَ، وَقَالَ غيرُه: السُّوسُ: حَشِيشَةٌ تُشْبِه القَتَّ، وَفِي المُحْكَم: السُّوسُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ وَرَقاً من غير أَفْنَانٍ.
(و) } السُّوسُ: دُودٌ يَقَعُ فِي الصُّوفِ والثِّيابِ والطَّعامِ، {كالسَّاسِ، وهمَا العُثَّةُ. قَالَ الكِسَائِيُّ: وَقد} سَاسَ الطَّعَامُ {يَسَاسُ} سَوْساً، بالفَتْح، وهذِه عَن ابنِ عَبّادٍ، {وسَوِسَ} يَسْوَسُ، كسَمِعَ، {وسِيسَ، كقِيلَ،} وأَسَاسَ! يُسِيسُ، كلُّ ذلِك، إِذا وَقَعَ فِيهِ {السُّوسُ، وليسَ فِي قَوْلِ الكِسَائِيِّ} سِيسَ، كقيلَ وإِنَّمَا زادَه يُونُس فِي كِتَابِ اللُّغَاتِ. وَزَاد غَيره: {سَوَّسَ} واسْتَاسَ {وتَسَوَّسَ، كُلُّ ذلِكَ بمَعْنًى. (و) } السُّوس: كُورَةٌ بالأَهْوَازِ يقَال: إِنّ فيهَا قَبْر دَانِيالَ عَلَيْه السّلامُ، وسُورُهَا وسُورُ تُسْتَرَ أَوَّلُ سُورٍ وُضِع بعدَ الطُّوفانِ، قالَه ابنُ المُقَفَّعِ، وَقد ذكر فِي ت س ت ر قَالَ: وَلَا يُدْرَى من بَنَى سُوراً لهَا، وَيُقَال: إِنَّهُ بناهَا السُّوس ابنُ سامِ بن نُوحٍ عَلَيْهِ السلامُ، عَن ابنِ الكَلْبِيِّ، وَفِي كُوْنِ السُّوسِ ابنَ سامٍ لصُلْبِه غَلَطٌ، فإِنَّ الَّذي صَرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ النَّسَبِ أَنَّ أَولادَ سامٍ عَشرةٌ، وليسَ فيهِم السُّوسُ، ومَحَلُّ تَحقِيقه فِي كُتُبِ الأَنْسَابِ. والسُّوسُ: د، آخَرُ بالمَغْرِب، وَهُوَ السُّوسُ الأَقْصى، وَبيْنهُمَا مَسِيرةُ شَهْرَيْنِ، ومثلُه فِي التَّكْمِلَة. والسُّوسُ: د، آخَرُ بالرُّوم، هَكَذَا فِي سَائِرِ الأُصُولِ، وَفِي التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ: بِمَا وَراءَ النَّهْرِ، وَهُوَ الصوابُ. والسُّوسُ: ع {والسُّوسَةُ: فَرَسُ النُّعْمَانِ بن المُنْذِر، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. (و) } السُّوسَةُ: د، بالمَغْرِبِ على البَحْرِ، حَدٌّ بَيْنَ كُورَةِ الجَزيرَةِ والقَيْرَوَانِ.
{وسِيوَاسُ، بالكسرِ: د، بالرُّومِ.
} وسُوسِيَةُ، بالضّمِّ: كُورَةٌ بالأُرْدُنِّ، نقلَه الصّاغَانِيُّ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: {السُّوَاسُ، كغُرَابٍ: داءٌ فِي أَعْنَاقِ الخَيْلِ يَأْخُذُهَا ويُيَبِّسُهَا حَتَّى تَمُوتَ. (و) } سَوَاسٌ، كَسَحابٍ: جَبَلٌ، أَو: ع، أَنشَدَ ثَعْلَبٌ:
(وإنَّ امْرَأً أَمْسَى ودُونَ حَبِيبِهِ ... سَوَاسٌ فوَادِي الرَّسِّ فالهَمَيَانِ) (لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ بَعْدَ اقْتِرابِه ... ومَعْذُورَةٌ عَيْنَاه بالهَمَلانِ)
(و) {السَّوَاسُ: شَجَرٌ، الوَاحِدَةُ: سَوَاسَةٌ، قَالَ اللَّيْثُ: وَهُوَ من أَفْضَل مَا اتُّخِذَ مِنْهُ زَنْدٌ، لأَنّه قَلَّمَا يَصْلِدُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ، رَحِمَه اللهُ: قالَ أَبو زِيَادٍ: من العِضاه} السَّوَاسُ، شَبِيهٌ بالمَرْخِ، لَهُ سَنِفَةٌ)
كسَنِفَةِ المَرْخِ، ويُسْتَظَلُّ تَحْتَه. وَمن المَجَازِ: {سُسْتُ الرَّعِيَّةَ} سِيَاسَةً، بالكَسْرِ: أَمَرْتُهَا ونَهَيْتُهَا.
{وساسَ الأَمْرَ} سِيَاسَةً: قامَ بِهِ. وَيُقَال: فُلانٌ مُجَرَّبٌ، قد {ساسَ} وسِيسَ عَلَيْه، أَي أَدَّبَ، وأُدِّبَ وَفِي الصّحاحِ: أَي أُمِّر وأُمِّرَ عَليه. {والسِّيَاسَةُ: القِيامُ على الشْيءِ بِمَا يُصْلِحُه. ومُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بن} سُسْ، كالأَمْرِ مِنْهُ أَي مِن {سَاسَ} يَسُوسُ: مُحَدِّثٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
{وسَاسَتِ الشاةُ} تَسَاسُ {سَوْساً: كَثُر قَمْلُهَا،} كأَسَاسَتْ {إِساسَةً فَهِيَ} سِيسَةٌ، كلاهمَا عَن أَبِي زَيْدٍ.
{والسَّوَسُ: محرَكةً: مَصْدَرُ} الأَسْوَسِ، وَهُوَ: داءٌ يَكُونُ فِي عَجُزِ الدابَّةِ بَين الوَرِكِ والفَخِذِ يُورِثُه ضَعْفَ الرِّجْلِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَبو {سَاسَانَ: كُنْيَةُ كِسْرَى أَنُو شِرْوَانَ مَلِكِ الفَرْس، وَهُوَ أَعجميٌّ، وقالَ بعضُهُم: إِنما هُوَ} أَنوساسانَ، بالنُّون. {وساسانُ الأَكْبَرُ هُوَ ابنُ بَهْمَنَ بنِ أَسْفَنْدِيَارَ المَلِكِ، وحَفِيدُه سَاسَانُ الأَصْغَرُ ابنُ بابَكَ بنِ مَهَرْمِشَ بنِ سَاسَانَ الأَكْبَرِ أَبو الأَكاسِرَة، وأَرْدَشِير بن بابَك بن ساسانَ الأَصغر. وذَاتُ} - السَّوَاسِي، ككَرَاسِي، كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ عندَنَا، وَفِي التَّكْمِلَة بِفَتْح السينِ الأَخِيرَةِ: جَبَلٌ لبنِي جَعْفر ابْن كِلابٍ. {- والسَّوَاسِي مِثْلُ المَرْخِ. أَو ذَاتُ السَّوَاسِي: شُعَبٌ يَصْبُبْنَ فِي تَنُوفَ، قالَه الأَصْمَعِيُّ.} والسَّاسُ: القَادِحُ فِي السِّنِّ، وَهُوَ غيرُ مَهْمُوزٍ وَلَا ثَقِيلٍ، قَالَه أَبو زَيْدٍ. (و) {السَّاسُ أَيضاً: الَّذِي قَدْ أُكِلَ، قَالَ العَجّاجُ:
(تَجْلُو بِعُودِ الإِسْحِلِ المُقَصَّمِ ... غُرُوبَ لَا} سَاسٍ وَلَا مُثَلَّمِ)
وأَصْلُه: {سائسٌ، كهَارٍ وهائرٍ، وصافٍ وصائفٍ، قَالَ العَجَّاج:
(صافِي النُّحَاسِ لم يُوَشَّعْ بالكَدَرْ ... ولمْ يُخَالِطْ عُوده سَاسُ النَّخَرْ)
} ساسُ النَّخَر، أَي أَكْلُ النَّخَر. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: {سَوَّسَ فُلانٌ لَهُ أَمْراً فرَكِبَه، كَمَا تقُولُ: سَوَّلَ لَهُ وزَيَّن لَهُ. وَمن المَجاز: يُقَال:} سُوِّسَ فلانٌ أَمْرَ النَّاسِ، على مَا لم يُسَمِّ فاعِلُه، إِذا صُيِّر مِلِكاً أَو مَلَك أَمْرَهم، ويُرْوَى قولُ الحُطَيْئة:
(لَقَدْ {سُوِّسْتِ أَمْرَ بَنِيكِ حَتَّى ... تَرَكْتِهِمُ أَدَقَّ مِن الطَّحِينِ)
قَالَ الفَرَّاءُ: قولُهم: سُوِّسْت خَطَأٌ. قَالَه الجُوْهَرِيُّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: السَّاسُ: العُثُّ. وطَعَامٌ} مُسَوَّسٌ، كمُعَظَّمٍ: مُدَوَّدٌ. وكُلُّ آكِلِ شيءِ فَهُوَ {سُوسُه، دُوداً كَانَ أَو غيرَه.} والسَّوْسُ، بالفَتْح: وُقُوعُ {السُّوسِ فِي الطَّعَامِ، وَقد} اسْتَاسَ {وتَسَوَّسَ، وأَرْضٌ} سَاسَةٌ! ومَسُوسَةٌ، وكذلِكَ طعامٌ {ساسٌ} وسَوِسٌ {وساسَتِ الشَّجَرَةُ سِيَاساً، وأَسَاسَتْ فَهِيَ} مُسِيسٌ.
{والسُّوسَةُ، بالضَّمِّ: فَرَسُ النُّعُمَانِ بنِ المنْذِرِ، وَهِي الَّتِي أَخَذَهَا لحَوْفَزَانُ بنُ شَرِيكٍ لَمَّا أَغَارَ)
على هِجَانِه.} والسَّوْسُ، بالفَتْح: الرِّيَاسَةُ، {وسَاسُوهم} سَوْساً، وإِذا رَأَسُوُه قيل: {سَوَّسُوه،} وأَسَاسُوه، ورَجُلٌ سَاسٌ، من قومٍ {سَاسَةٍ} وسُوَّاسٍ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(سَادَةٌ قَادَةٌ لكُلِّ جَمِيعٍ ... {سَاسَةٌ للرِّجالِ يَوْمَ القِتَالِ)
} وسَوَّسَه القَوْمُ: جَعَلُوه {يَسُوسُهُم.} والسِّيَاسَةُ: فِعْل {السائسِ، وَهُوَ مَن يَقوم على الدّوابِّ ويَرْوضُهَا.
} وسَوَّسَ لَهُ أَمْراً، أَي رَوَّضَه وذَلَّلَه. {وسُوسُ المَرْأَةِ وقَوقُها: صَدْعُ فَرْجِها.} - وسَاسِيٌّ: لقب جَماعَةٍ بالمَغْرِب، مِنْهُم: القُطْبُ سيِّدِي عَبْدُ اللهِ بنُ محمَّدٍ {- ساسِيٌّ، مِمَّن أَخَذَ عَن أَبِي محمَّدٍ الغَزْوانِيِّ وَغَيره. وأَبو} سَاسَانَ: كُنْيَةٌ الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِرِ. وَقَالَ ابنِ شُمَيْلٍ: يُقَال للسُّؤَّال: هؤلاءِ بَنُو سَاسانَ. {والسُّوَيْسُ، كزُبيْرٍ: أَحَدج الثُّغُور الْمِصْرِيَّةِ، مَدِينَةٌ على البحرِ المِلْحِ، إِليَها تَرِد السَّفُنُ الحِجَازِيَّة.} والسَّاسُ: قَرْيَةٌ تَحْتَ وَاسِط، مِنْهَا أَبو المَعَالِي بنُ أَبي الرِّضَا {- السَّاسِيُّ، سمِعَ عَلَى أَبي الفَتْح المَنْدَائيِّ. وأَبو فِرْعَوْنَ الساسِيُّ: شاعِرٌ قديم، قَيَّدهُ ابنُ الخَشّاب بخَطِّه. وَقَالَ أَبو عبَيْدَةَ: كُلُّ من يُنْسَب} سَاسِيًّا، يَعْنِي من العَرَب فَهُوَ من وَلَدِ زَيدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ لأَنَّه كانَ يقَالُ لَهُ: سَاسِيّ، كَذَا فِي التَّبْصِير
Expand

سوس: السُّوسُ والسَّاسُ: لغتان، وهما العُثَّة التي تقع في الصوف

والثياب والطعام. الكسائي: ساس الطعامُ يَساسُ وأَساسَ يُسِيسُ وسَوَّسَ

يُسَوِّسُ إِذا وقع فيه السُّوسُ؛ وأَنشد لزُرارة بن صَعْب بن دَهْرٍ،

ودَهْرٌ: بطنٌ من كلاب، وكان زُرارةُ خرج مع العامرية في سفر يَمْتارون من

اليَمامة، فلما امتاروا وصَدَروا جعل زُرارةُ بن صَعْب يأْخذه بطنُه فكان

يتخلف خلف القوم فقالت العامرية:

لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيًّا،

يَمْشِي وَراء القوم سَيْتَهِيَّا،

كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيًّا

تريد أَنه قد امتلأَ بطنه وصار كأَنه مُضْطَغِنٌ صبيّاً من ضِخَّمِه،

وقيل: هو الجاعل الشيء على بطنه يَضُمُّ عليه يَدَه اليسرى؛ فأَجابها

زُرارة:

قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيَّا،

مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا

الدقَلُ: ضَرْبٌ رَديءٌ من التمر. وحَجْرِيَّا: يريد أَنه منسوب إِلى

حَجْر اليمامة، وهو قصبتها. ابن سيده: السُّوس العُثُّ، وهو الدود الذي

يأْكل الحبَّ، واحدته سُوسة، حكاه سيبويه. وكل آكلِ شيء، فهو سُوسُه، دوداً

كان أَو غيره والسَّوْس، بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ ويَسُوسُ؛ عن

كراع، سَوْساً إِذا وقع فيه السُّوسُ، وسِيسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ

وتَسَوَّسَ؛ وقول العجاج:

يَجْلُو، بِعُودِ الإِسْحِل المُفَصَّمِ،

غُروبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ

والمُفَصَّم: المُكَسَّر. والساسُ: الذي قد ائتكَل، وأَصله سائسٌ، وهو

مثل هائر وهارٍ وصائفٍ وصافٍ؛ قال العجاج:

صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّغْ بالكَدَرْ،

ولم يُخالِطْ عُودَه ساسُ النَّخَرْ

ساسُ النخر أَي أَكل النخر. يقال: نَخِرَ يَنْخَر نَخَراً. وطعامٌ

وأَرْْضٌ ساسَةٌ ومَسُوسَة. وساسَت الشاة تَساسُ سَوساً وإِساسَةً، وهي

مُسِيسٌ: كَثُرَ قملُها. وأَساسَتْ مثله؛ وقال أَبو حنيفة: ساسَت الشجرةُ

تَساسُ سِياساً وأَساسَتْ أَيضاً، فهيَ مُسِيسٌ.

أَبو زيد: الساسُ، غير مهموز ولا ثقيل، القادحُ في السنّ.

والسَّوَسُ: مصدر الأَسْوَس، وهو داءٌ يكون في عَجْزِ الدابة بين الورك

والفخذُ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْل. ابن شميل: السُّواسُ داء يأْخذ الخيل

في أَعناقها فيُيَبِّسُها حتى تموت. ابن سيده: والسَّوَسُ داء في عَجُز

الدابة، وقيل: هو داء يأْخذ الدابة في قوائمها. والسَّوْسُ: الرِّياسَةُ،

يقال ساسوهم سَوْساً، وإِذا رَأَّسُوه قيل: سَوَّسُوه وأَساسوه. وسَاس

الأَمرَ سِياسةً: قام به، ورجل ساسٌ من قوم ساسة وسُوَّاس؛ أَنشد ثعلب:

سادَة قادة لكل جَمِيعٍ،

ساسَة للرجال يومَ القِتالِ

وسَوَّسَه القومُ: جَعَلوه يَسُوسُهم. ويقال: سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بني

فلان أَي كُلِّف سِياستهم. الجوهري: سُسْتُ الرعية سِياسَة. وسُوِّسَ

الرجلُ أُمور الناس، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إِذا مُلِّكَ أَمرَهم؛ ويروى

قول الحطيئة:

لقد سُوِّسْت أَمرَ بَنِيك، حتى

تركتهُم أَدقَّ من الطَّحِين

وقال الفراء: سُوِّسْت خطأٌ. وفلان مُجَرَّبٌ قد ساسَ وسِيسَ عليه أَي

أَمَرَ وأُمِرَ عليه. وفي الحديث: كان بنو إِسرائيل يَسُوسُهم أَنبياهم

أَي تتولى أُمورَهم كما يفعل الأُمَراء والوُلاة بالرَّعِيَّة.

والسِّياسةُ: القيامُ على الشيء بما يُصْلِحه. والسياسةُ: فعل السائس.

يقال: هو يَسُوسُ الدوابَّ إِذا قام عليها وراضَها، والوالي يَسُوسُ

رَعِيَّتَه. أَبو زيد: سَوَّسَ فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما يقول سَوَّلَ له

وزَيَّنَ له. وقال غيره: سَوَّسَ له أَمراً أَي رَوَّضَه وذلَّلَه.

والسُّوسُ: الأَصل. والسُّوسُ: الطبْع والخُلُق والسَجِيَّة. يقال:

الفصاحة من سُوسِه. قال اللحياني: الكرم من سُوسِه أَي من طبعه. وفلان من

سُوسِ صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصل صدْق.

وسَوْ يكون وسَوْ يفعل: يريدون سوف؛ حكاه ثعلب، وقد يجوز أَن تكون الفاء

مزيدة فيها ثم تحذف لكثرة الاستعمال، وقد زعموا أَن قولهم سأَفعل مما

يريدون به سوف نفعل فحذفوا لكثرة استعمالهم إِياه، فهذا أَشذ من قولهم سَوْ

نفعل.

والسُّوسُ: حَشيشة تشبه القَتَّ؛ ابن سيده: السُّوسُ شجر ينبت ورقاً في

غير أَفنان؛ ويقال أَبو حنيفة؛ هو شجر يغمى به البيوت ويدخل عصيره في

(*

كذا بياض بالأصل، ولعل محله في الأدوية، كما يؤخذ من ابن البيطار) ...،

وفي عروقه حلاوة شديدة، في فروعه مرارة، وهو ببلاد العرب كثير.

والسَّوَاسُ: شجر، واحدته سَواسَة؛ قال أَبو حنيفة: السَّواسُ من العضاه

وهو شبيه بالمَرْخ له سَنِفَةٌ مثل سَنِفَة المَرْخ وليس له شوك ولا

ورق، يطول في السماء ويُستظل تحته. وقال بعض العرب: هي السَّواسِي، قال أَبو

حنيفة: فسأَلته عنها، فقال: السَّواسِي والمَرْخُ هؤلاء الثلاثة

متشابهة، وهي أَفضل ما اتخذ منه زَنْدٌ يقتدح به ولا يَصْلِدُ؛ وقال

الطِّرِمَّاح:

وأَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَى،

لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِينِ

والواحدة: سَواسَة. وقال غيره: أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ، وأَراد

بأُمه الزنْدَةَ أَنه قطع من سَواسِ سَلْمَى، وهي شجرة تنبت في جبل سلمى.

وقوله لمعفور الضبا أَراد أَن الزندة شجرة إِذا قِيلَ الزَّنْدُ فيها أُخرجت

شيئاً أَسود فينعفر في التراب ولا يَرِي، لأَنه لا نار فيه، فهو الولد

المعفور النار فذلك الجنين الضَّرِمُ، وذكر معفور الضبا لأَنه نسبه إِلى

أَبيه، وهو الزند الأَعلى. وسَوَاسُ: موضع؛ أَنشد ثعلب:

وإِنَّ امْرأً أَمسى، ودُونَ حَبيبهِ

سَواسٌ، فَوادي الرَّسِّ والهَمَيانِ،

لَمُعْتَرفٌ بالنأْي بعد اقْتِرابِه،

ومَعْذُورَةٌ عيناه بالهَمَلانِ

Expand

كلل

(كلل) : التَّكَلُّلُ: التَّقدُّم. 
كلل: {كلالة}: أن يموت الرجل لا ولد له ولا والد. وقيل: مصدر من تكلله النسب، أحاط به. {كل}: ثقل.
(كلل) السَّيْف وَغَيره مُبَالغَة فِي كل وَفُلَان ذهب وَترك عِيَاله وَأَهله بمضيعة وَفِي الْأَمر جد فِيهِ وَمضى وَعَن الْأَمر أحجم وَجبن وَعَلِيهِ بِالسَّيْفِ حمل وَفُلَانًا ألبسهُ الإكليل وَالشَّيْء زينه بالجوهر
(كلل) - في حديث عثمان - رضي الله عنه -: "أنَّه دُخِل عليه فقيل له: أَبِأَمْرِكَ هذا؟ قال: كلُّ ذَاكَ"
: أي بَعضُه عن أَمْرِى، وَبعْضُه بغَيْر أمْرِى، قاله ابنُ دُرَيدٍ في الجَمْهَرةِ. قال الرَّاجز:
قَاَلتْ له: وقَوْلُهَا مَرْعِىُّ
إنَّ الشِّواءَ خَيرُه الطَّرِىُّ
وكُلُّ ذَاكَ يفعَلُ الوَصِىُّ
: أي قد يَفْعَل، وقد لَا يفْعَلُ.
وقال الجَبَّان: قد يُسَتْعمَل "كُلٌّ" بمعنى بَعْض عند قَومٍ "وكُلٌّ" في الإحاطَةِ أو التَّأكِيد؛ من الَتّكَلُّل؛ لأنّه يتكلَّلُ على جميع الأَجزاءِ، ويُحِيط به، ويُضافُ "كُلٌّ" في الأَكثَرِ، وقد لا يُضافُ.
- في الحديث: "وتَحْتَمل الكَلَّ "
الكَلُّ: الثِّقَلُ مِن كُلّ ما يُتكَلَّف. - من قوله تَعالَى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} 
ويقال: الكَلُّ: اليَتِيمُ. وقال الشاعر:
أكُولٌ لِمالِ الكَلِّ قَبل شَبَابِهِ
إذا كان عَظْمُ الكَلِّ غَيرَ شَديدِ .
(ك ل ل) : (الْكَلَالَةُ) مَا خَلَا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ وَيُطْلَقُ عَلَى الْمَوْرُوثِ وَالْوَارِثِ وَعَلَى الْقَرَابَةِ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ الْوَالِدِ وَالْوَلَدِ فَمِنْ الْأَوَّلِ {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} [النساء: 176] وَمِنْ الثَّانِي مَا يُرْوَى أَنَّ جَابِرًا قَالَ إنِّي رَجُلٌ لَيْسَ يَرِثُنِي إلَّا (كَلَالَةٌ) وَمِنْ الثَّالِثِ قَوْلُهُمْ مَا وَرِثَ الْمَجْدَ عَنْ كَلَالَةٍ وقَوْله تَعَالَى {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} [النساء: 12] يَحْتَمِلُ الْأَوْجُهَ عَلَى اخْتِلَافِ الْقِرَاءَاتِ وَالتَّقْدِيرَاتِ وَهِيَ مِنْ الْكَلَالِ الضَّعْفِ أَوْ مِنْ (الْإِكْلِيلِ) الْعِصَابَةِ وَمِنْهُ السَّحَابُ (الْمُكَلَّلُ) الْمُسْتَدِيرُ أَوْ مَا تَكَلَّلَهُ الْبَرْقُ (وَالْكَلُّ) الْيَتِيمُ وَمَنْ هُوَ عِيَالٌ وَثِقَلٌ عَلَى صَاحِبِهِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثَ «وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا فَعَلَيَّ وَإِلَيَّ» وَالْمُثْبَتُ فِي الْفِرْدَوْسِ بِرِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَإِلَيْنَا وَالْمَعْنَى أَنَّ مَنْ تَرَكَ وَلَدًا لَا كَافِئَ لَهُ وَلَا كَافِلَ فَأَمْرُهُ مُفَوَّضٌ إلَيْنَا نُصْلِحُ أَحْوَالَهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ.

كلل


كَلَّ(n. ac. كَلّ
كِلَّة
كَلَاْل
كَلَاْلَة
كُلُوْل
كُلُوْلَة)
a. Was tired, exhausted.
b. Was blunt; was dim (sight).
c. Was desolate: was an orphan; was childless.

كَلَّلَa. Crowned.
b. Placed a wreath on the head of; joined in wedlock
married.
c. [Fī], Applied himself vigorously to.
d. Forsook his family.
e. ['An], Ran away from.
f. see I (b)
أَكْلَلَa. Fatigued, harassed, exhausted, jaded.
b. Had jaded cattle.

تَكَلَّلَa. Was crowned, wore a crown.
b. Surrounded.
c. [ coll. ], Married.
إِنْكَلَلَa. Flashed slightly (lightning).
b. Smiled.

إِكْتَلَلَa. see VII (a)
كَلّa. Weariness, fatigue, exhaustion; tiredness.
b. Load.
c. Family.
d. Orphan.
e. Childless, desolate.
f. Blunt edge ( of a sword ).
g. Oppression.
h. Calamity.
i. see 25
كِلَّة
(pl.
كِلَل & reg. )
a. Veil; musquito-curtain.
b. A certain ornament.
c. State, condition.

كُلّa. The whole of, all of; all, every.
b. [art.], The whole; the total — see idicms below.

كُلَّةa. Delay; tardiness.
b. (pl.
كُلَل) [ coll. ], Ball; marble.

كُلِّيّa. Entire: general, universal.

كُلِّيَّة
a. [art.], The whole, the totality, the generality;
universality.
كَلَلa. see 2t (c)
كَاْلِلa. Weary, fatigued; languid.

كَلَاْلa. see 1 (a)
كَلَاْلَةa. see 1 (a)b. Collateral relationship.

كَلِيْلa. Blunt (sword); dim (sight).

إِكْلِيْل
(pl.
أَكْلِلَة
أَكَاْلِيْلُ
69)
a. Crown, diadem; wreath, garland.
b. Quick ( of the nail ).
c. Umbel.
d. A Mansion of the moon.
e. Umbilical plant.

إِكْلِيْلِيّa. Coronal; crownshaped.

N. P.
كَلَّلَa. Crowned.
b. Ornamented, decorated; gay with flowers (
garden ).
كُلِّيًّا
a. Universally, generally.

كُلَّمَا
a. see under
كَلَمَ

كَلَّا
a. Not at all, by no means; on the contrary.

بِالكُلِّيَّة
a. Altogether, entirely, wholly, totally, quite.

الكُلِّيَّات
a. The species.
b. Generalities, universals.

كُلَّ أَحَد
a. كُلَّ نَفْس Every one, every living
being; each one.
كُلَّهُم
a. All of them, every one.

الأَمْر كُلُّهُ
a. The whole matter.

المَدْرَسَة الكُلِّيَّة
a. University; seminary.
ك ل ل: (الْكَلُّ) الْعِيَالُ وَالثِّقْلُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} [النحل: 76] . وَالْكَلُّ أَيْضًا الْيَتِيمُ. وَالْكَلُّ أَيْضًا الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ، يُقَالُ مِنْهُ: كَلَّ الرَّجُلُ يَكِلُّ بِالْكَسْرِ (كَلَالَةً) . قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: (الْكَلَالَةُ) بَنُو الْعَمِّ الْأَبَاعِدُ. وَقِيلَ: الْكَلَالَةُ مَصْدَرٌ مِنْ (تَكَلَّلَهُ) النَّسَبُ أَيْ تَطَرَّفَهُ كَأَنَّهُ أَخَذَ طَرَفَيْهِ مِنْ جِهَةِ الْوَالِدِ وَالْوَلَدِ فَلَيْسَ لَهُ مِنْهُمَا أَحَدٌ فَسُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هُوَ ابْنُ عَمِّ (الْكَلَالَةِ) وَابْنُ عَمٍّ (كَلَالَةً) إِذَا لَمْ يَكُنْ لَحًّا وَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْعَشِيرَةِ. وَ (كَلَّ) الرَّجُلُ وَالْبَعِيرُ مِنَ الْمَشْيِ يَكِلُّ (كَلَالًا) وَ (كَلَالَةً) أَيْضًا أَيْ أَعْيَا. وَ (كَلَّ) السَّيْفُ وَالرُّمْحُ وَالطَّرْفُ وَاللِّسَانُ يَكِلُّ بِالْكَسْرِ (كَلَالًا) وَ (كُلُولًا) وَ (كِلَّةً) وَ (كَلَالَةً) . وَسَيْفٌ (كَلِيلُ) الْحَدِّ وَرَجُلٌ (كَلِيلُ) اللِّسَانِ وَ (كَلِيلُ) الطَّرْفِ. وَ (الْكِلَّةُ) السِّتْرُ الرَّقِيقُ يُخَاطُ كَالْبَيْتِ يُتَوَقَّى فِيهِ مِنَ الْبَقِّ. وَ (كُلٌّ) لَفْظُهُ وَاحِدٌ وَمَعْنَاهُ جَمْعٌ، فَيُقَالُ: كُلٌّ حَضَرَ وَكُلٌّ حَضَرُوا عَلَى اللَّفْظِ وَعَلَى الْمَعْنَى. وَكُلٌّ وَبَعْضٌ مَعْرِفَتَانِ، وَلَمْ يَجِئْ عَنِ الْعَرَبِ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَهُوَ جَائِزٌ لِأَنَّ فِيهِمَا مَعْنَى الْإِضَافَةِ أَضَفْتَ أَوْ لَمْ تُضِفْ. وَ (الْإِكْلِيلُ) شِبْهُ عِصَابَةٍ تُزَيَّنُ بِالْجَوْهَرِ. وَيُسَمَّى التَّاجُ إِكْلِيلًا.. وَ (الْكَلْكَلُ) وَ (الْكَلْكَالُ) الصَّدْرُ. وَ (أَكَلَّ) الرَّجُلُ بَعِيرَهُ أَعْيَاهُ. وَأَكَلَّ الرَّجُلُ أَيْضًا كَلَّ بَعِيرُهُ. وَأَصْبَحَ (مُكِلًّا) أَيْ ذَا قِرَابَاتٍ هُمْ عَلَيْهِ عِيَالٌ. وَ (كَلَّلَهُ تَكْلِيلًا) أَلْبَسَهُ الْإِكْلِيلَ. وَرَوْضَةٌ (مُكَلَّلَةٌ) حُفَّتْ بِالنَّوْرِ. 
[كلل] نه: فيه: "الكلالة"، هو أن يموت الرجل ولا يدع والدًا ولا والدًا يرثانه، وأصله من تكلله النسب- إذا أحاط به، وقيل: هم الوارثون ليس فيهم والد ولا ولد. والإكليلا أحاط بالشيء من جوانبه. ومنه ح: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم تبرق "أكاليل" وجهه، وهي جمع إكليل وهو شبه عصابةيدخل كلك، أو أدخل كلي؟ فقال: أدخل كلك، قوله: ادخل- الظاهر أنه بالرفع من الإفعال إلا أن يحمل "كلى" على التأكيد. ن: و"كل" ما كان ليلتها، تعني في آخر عمره، وإنكار عائشة وغيرتها أول ما خرج. ز: ليلة- بالرفع.
[كلل] الكلُّ: العِيالُ والثِقْلُ. قال الله تعالى: (وهو كلٌّ على مولاه) والجمع الكُلولُ. والكلُّ: اليتيمُ. والكَلُّ: الذي لا ولد له ولا والد. يقال منه: كل الرجلُ يَكِلُّ كَلالةً. والعرب تقول: لم يرِثْهُ كلالةً، أي لم يرِثْهُ عن عُرُضٍ، بل عن قُرْبٍ واستحقاقٍ. قال الفرزدق: ورِثْتُمْ قَناةَ المُلْكِ غير كلالةٍ عن ابني مُنافٍ عبد شمسٍ وهاشمِ قال ابن الأعرابي: الكلالةُ بنو العمّ الأباعدَ. وحكى عن أعرابيّ أنَّه قال: مالي كثيرٌ ويرِثُني كلالةٌ مُتَراخٍ نسبُهم. ويقال: هو مصدرٌ من تَكَلَّلَهُ النسبُ، أي تطَرَّفَهُ، كأنَّه أخذ طَرَفَيْهِ من جهة الوالدِ والولدِ وليس له منهما أحدٌ، فسمِّي بالمصدر. والعرب تقول: هو ابن عمِّ الكَلالَةِ، وابن عمّ كلالَةٍ، إذا لم يكن لحًّا وكان رجلاً من العشيرةِ. وكَلَلْتُ من المشي أكِلُّ كلالاً وكَلالَةً، أي أعْيَيْتُ. وكذلك البعير إذا أعْيا. وكلَّ السيفُ والريح والطرف واللسان، يكل كلا وكِلَّةً وكَلالَةً وكُلولاً. وسيفٌ كَليلُ الحدِّ، ورجلٌ كليلُ اللسانِ، وكَليلُ الطرفِ. وناسٌ يجعلونَ كلاَّءَ البَصْرَةِ اسما من كل على فعلاء ولا يصرفونه. والمعنى أنه موضع تَكِلُّ الريح فيه عن عملها في غير هذا الموضعِ. قال رؤبة:

يَكِلُّ وفد الريحِ من حيثُ انْخَرَقْ * والكِلَّةُ: السِترُ الرَّقيقُ يُخاطُ كالبيتِ، يُتَوَقَّى فيه من البقِّ. وكلٌّ لفْظه واحدٌ ومعناه جمعٌ. فعلى هذا تقول: كلٌّ حضر وكلٌّ حضروا، على اللفظ مرة وعلى المعنى أخرى. وكل وبعض معرفتان، ولم يجئ عن العرب بالالف واللام وهو جائز، لان فيهما معنى الاضافة أضفت أو لم تضف. والاكليل: شِبه عِصابَةٍ تُزَيَّنُ بالجوْهر. ويسمَّى التاجُ إكْليلاً. والإكْليلُ: منزلٌ من منازل القمر، وهو أربعةُ أنجمٍ مُصْطَفَّةٍ. والإكْليلُ: السَحابُ الذي تراه كأن غشاء ألبسه. وإكليل الملك: نبت يتداوى به. والكلكل والكلكال: الصدر. وربما جاء في ضرورة الشعر مشدَّداً. وقال : كأنَّ مَهْواها على الكَلْكَلِّ موضعُ كفَّي راهب يُصَلِّي ورجلٌ كُلْكُلٌ بالضم، وكُلاكِلٌ أيضاً، أي قصير غليظ مع شدة. وأكل الرجل بعيره، أي أعياهُ. وأكلَّ الرجلُ أيضاً، أي كلَّ بعيرُه. وأصبحتُ مُكِلاًّ، أي ذا قَراباتٍ وهم عَلَيَّ عِيالٌ. وسَحابٌ مُكَلَّلٌ، أي مُلَمَّعٌ بالبرق، ويقال: هو الذي حَوْلَهُ قِطعٌ من السحاب، فهو مكلل بهن. واكتل الغمام بالبرق، أي لمعَ. وكَلَّلَهُ، أي ألبسَهُ الإكليلَ. وروضةٌ مُكَلَّلَةٌ، أي حُفَّتْ بالنَوْرِ. والمُكَلَّلُ: الجادُّ. يقال: حَمَلَ فكَلَّلَ، أي مضى قُدُماً ولم يَخِمْ. وأنشد الأصمعيّ: حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عَنْهُ فَقَضَبْ. تَكْليلَةِ اللّيْثِ إذا اللَّيْثُ وَثَبْ. وقد يكونُ كَلَّلَ بمعنى جَبُنَ. يقال: حَمَلَ فما كَلَّلَ، أي فما كَذَبَ وما جبن كأنه من الاضداد. وأنشد أبو زيد لِجَهْم ابن سَبَلٍ: ولا أُكَلِّلُ عن حربٍ مُجَلِّحَةٍ ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِينَ بالسَلَمِ وانكَلَّ الرجلُ انْكِلالاً: تبسَّمَ. قال الأعشى: وتَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأنَّها جَنى أُقْحُوانٍ نَبْتُهُ مُتناعِمُ يقال: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كلّ ذلك تبدو منه الأسنان. وانْكِلالُ الغيمِ بالبرقِ، هو قَدْرُ ما يُريكَ سوادَ الغيمِ من بياضِه.
Expand
ك ل ل : الْكَلُّ بِالْفَتْحِ الثِّقْلُ وَالْكَلُّ الْعِيَالُ، وَكَلَّ الرَّجُلُ كَلًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَارَ كَذَلِكَ وَيُطْلَقُ الْكَلُّ عَلَى الْوَاحِدِ وَغَيْرِهِ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَجْمَعُ الْمُذَكَّرَ وَالْمُؤَنَّثَ عَلَى كُلُولٍ وَالْكَلُّ: الْيَتِيمُ، وَالْكَلُّ: الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ يُقَالُ مِنْهُ: كَلَّ يَكِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَلَالَةً بِالْفَتْحِ.

وَتَقُولُ الْعَرَبُ لَمْ يَرِثْهُ كَلَالَةً عَنْ عَرْضٍ بَلْ عَنْ اسْتِحْقَاقٍ وَقُرْبٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَاخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِ الْكَلَالَةِ فَقِيلَ كُلُّ مَيِّتٍ لَمْ يَرِثْهُ وَلَدٌ أَوْ أَبٌ أَوْ أَخٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ ذَوِي النَّسَبِ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْكَلَالَةُ مَا خَلَا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ سُمُّوا كَلَالَةً لِاسْتِدَارَتِهِمْ بِنَسَبِ الْمَيِّتِ الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ مِنْ تَكَلَّلَهُ الشَّيْءُ إذَا اسْتَدَارَ بِهِ فَكُلُّ وَارِثٍ لَيْسَ بِوَالِدٍ لِلْمَيِّتِ وَلَا وَلَدٍ لَهُ فَهُوَ كَلَالَةُ مَوْرُوثِهِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: أَيْضًا الْكَلَالَةُ مَا دُونَ الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ.
وَفِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الْكَلَالَةُ بَنُو الْعَمِّ الْأَبَاعِدُ وَتَقُولُ الْعَرَبُ هُوَ ابْنُ عَمِّ الْكَلَالَةِ وَابْنُ عَمٍّ كَلَالَةً إذَا كَانَ مِنْ الْعَشِيرَةِ وَلَمْ يَكُنْ لَحًّا.
وَقَالَ الْوَاحِدِيُّ: فِي التَّفْسِيرِ كُلُّ مَنْ مَاتَ وَلَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ فَهُوَ كَلَالَةُ وَرَثَتِهِ وَكُلُّ وَارِثٍ لَيْسَ بِوَلَدٍ لِلْمَيِّتِ وَلَا وَالِدٍ فَهُوَ كَلَالَةُ مَوْرُوثِهِ فَالْكَلَالَةُ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الْوَارِثِ وَالْمَوْرُوثِ إذَا كَانَا بِهَذِهِ الصِّفَةِ وَكَلَّ يَكِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَلَالَةً تَعِبَ وَأَعْيَا وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ.

وَكَلَّ السَّيْفُ كَلًّا وَكَلَّةً بِالْكَسْرِ وَكُلُولًا فَهُوَ كَلِيلٌ وَكَالٌّ أَيْ غَيْرُ قَاطِعٍ وَكُلٌّ كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الِاسْتِغْرَاقِ بِحَسَبِ الْمَقَامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] وَقَوْلُهُ «وَكُلُّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْكَثِيرِ كَقَوْلِهِ {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف: 25] أَيْ كَثِيرًا لِأَنَّهَا إنَّمَا دَمَّرَتْهُمْ وَدَمَّرَتْ مَسَاكِنَهُمْ دُونَ غَيْرِهِمْ وَلَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا مُضَافًا لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا قَالَ الْأَخْفَشُ قَوْله تَعَالَى {كُلٌّ يَجْرِي} [الرعد: 2] الْمَعْنَى كُلُّهُ يَجْرِي كَمَا تَقُولُ كُلٌّ مُنْطَلِقٌ أَيْ كُلُّهُمْ مُنْطَلِقٌ وَعَلَى هَذَا فَهُوَ فِي تَقْدِيرِ الْمَعْرِفَةِ وَقَالَتْ الْعَرَبُ مَرَرْتُ بِكُلٍّ قَائِمًا بِنَصْبِ الْحَالِ وَالتَّقْدِيرُ بِكُلِّ أَحَدٍ وَلِهَذَا لَا يَدْخُلُهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ عِنْدَ الْأَصْمَعِيِّ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَعْضٍ وَلَفْظُهُ وَاحِدٌ وَمَعْنَاهُ جَمْعٌ فَيَجُوزُ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ عَلَى اللَّفْظِ تَارَةً وَعَلَى الْمَعْنَى أُخْرَى فَيُقَالُ كُلُّ الْقَوْمِ حَضَرَ وَحَضَرُوا وَيُفِيدُ التَّكْرَارَ بِدُخُولِ مَا عَلَيْهِ نَحْوَ كُلَّمَا أَتَاكَ
زَيْدٌ فَأَكْرِمْهُ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَدَوَاتِ الشَّرْطِ وَيَكُونُ لِلتَّأْكِيدِ فَيَتْبَعُ مَا قَبْلَهُ فِي إعْرَابِهِ وَقَدْ يُقَامُ مُقَامَ الِاسْمِ فَيَلِيهِ الْعَامِلُ نَحْوُ مَرَرْتُ بِكُلِّ الْقَوْمِ وَلَا يُؤَكَّدُ بِهِ إلَّا مَا يَقْبَلُ التَّجْزِئَةَ حِسًّا أَوْ حُكْمًا نَحْوُ قَبَضْتُ الْمَالَ كُلَّهُ وَاشْتَرَيْتُ الْعَبْدَ كُلَّهُ وَأَمَّا صُمْتُ الْيَوْمَ كُلَّهُ فَلَا يَمْتَنِعُ لُغَةً لِأَنَّ الصَّوْمَ لُغَةً عِبَارَةٌ عَنْ مُطْلَقِ الْإِمْسَاكِ فَالْيَوْمُ يَقْبَلُ التَّجْزِئَةَ وَأُجِيزَ ذَلِكَ عُرْفًا لِأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ إذَا قَالَ صُمْتُ الْيَوْمَ فَقَدْ يَتَوَهَّمُ السَّامِعُ أَنَّهُ يُرِيدُ الْوَضْعَ اللُّغَوِيَّ فَيَرْفَعُ ذَلِكَ الْوَهْمَ بِالتَّوْكِيدِ.

وَالْكِلَّةُ بِالْكَسْرِ سِتْرٌ رَقِيقٌ يُخَاطُ شِبْهَ الْبَيْتِ وَالْجَمْعُ كِلَلٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٌ وَكِلَّاتٌ أَيْضًا عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ. 
Expand
(ك ل ل) و (ك ل ك ل)

الْكل: اسْم يجمع الْأَجْزَاء.

وَيُقَال: كلهم منطلق، وكلهن منطلقة، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، وَحكى سِيبَوَيْهٍ: كلتهن منطلقة.

وَقَالَ الْعَالم كل الْعَالم: يُرِيد بذلك التناهي، وَأَنه قد بلغ الْغَايَة فِيمَا يصفه بِهِ من الْخِصَال.

وَقَوْلهمْ: أخذت كل المَال، وَضربت كلَّ الْقَوْم، فَلَيْسَ الْكل هُوَ مَا أضيف إِلَيْهِ.

قَالَ أَبُو بكر بن السيرافي: إِنَّمَا الْكل عبارَة عَن أَجزَاء الشَّيْء، فَكَمَا جَازَ أَن يُضَاف الْجُزْء إِلَى الْجُمْلَة، جَازَ أَن تُضَاف الْأَجْزَاء كلهَا إِلَيْهِ، فَأَما قَوْله تَعَالَى: (وكل أَتَوْهُ داخرين) و: (كل لَهُ قانتون) فَمَحْمُول على الْمَعْنى دون اللَّفْظ، وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا حمل عَلَيْهِ هُنَا لِأَن كُلاًّ فِيهِ غير مُضَافَة، فَلَمَّا لم تضف إِلَى جمَاعَة عوض من ذَلِك ذكر الْجَمَاعَة فِي الْخَبَر، أَلا ترى أَنه لَو قَالَ: وكلٌّ لَهُ قَانِت، لم يكن فِيهِ لفظ الْجمع الْبَتَّةَ، وَلما قَالَ سُبْحَانَهُ: (وكلهم آتِيَة يَوْم الْقِيَامَة فَردا) فجَاء بِلَفْظ الْجَمَاعَة مُضَافا إِلَيْهَا، اسْتغنى بِهِ عَن ذكر الْجَمَاعَة فِي الْخَبَر.

وكل يكل كلاًّ، وكلالاً، وكلالةً، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: اعيا.

وَأكله السّير.

وَأكل الْقَوْم: كلت إبلهم.

وَالْكل: قفا السَّيْف والسكين الَّذِي لَيْسَ بحاد.

وكل السَّيْف وَالْبَصَر وَغَيره من الشَّيْء الْحَدِيد، يكل كلاًّ، وكلة، وكلالة وكلولاً، وكلولة وكلل، فَهُوَ كليل، وكل: لم يقطع.

وَقَالَ اللحياني: انكل السَّيْف: ذهب حَده. وَقَالَ بَعضهم: كل بَصَره كلولا: نبا.

وَأكله الْبكاء.

وَكَذَلِكَ: اللِّسَان، قَالَ اللحياني: كلهَا سَوَاء فِي الْفِعْل والمصدر.

وَقَول الْأسود بن يعفر:

بأظفار لَهُ حجن طوال ... وأنياب لَهُ كَانَت كلالا

يجوز أَن يكون جمع: كال، كجائع وجياع، ونائم ونيام، وَأَن يكون جمع: كليل كشديد وَشَدَّاد وحديد وحداد.

وَالْكل: الْمُصِيبَة تحدث، وَالْأَصْل من كل عَنهُ: أَي نبا وَضعف.

والكلالة: الرجل الَّذِي لَا ولد لَهُ وَلَا وَالِد، كل يكل كَلَالَة.

وَقيل: مَا لم يكن من النّسَب لحاًّ فَهُوَ كَلَالَة.

وَقَالُوا: هُوَ ابْن عَم الْكَلَالَة، وَابْن عَم كَلَالَة وكلالة، وَابْن عمي كَلَالَة.

وَقيل: الْكَلَالَة، من تكلل نسبه بنسبك كَابْن الْعم وَمن اشبهه.

وَقيل: هم الاخوة للام، وَهُوَ الْمُسْتَعْمل.

وَقَالَ ثَعْلَب: الْكَلَالَة: مَا خلا الْوَالِد وَالْولد.

وَقَالَ اللحياني: الْكَلَالَة من الْعصبَة من ورث مَعَه الْإِخْوَة من الْأُم.

وَالْكل: الْيَتِيم، قَالَ:

أكول لمَال الْكل قبل شبابه ... إِذا كَانَ عظم الْكل غير شَدِيد

وَالْكل: العيل، والثقل، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، وَرُبمَا جمع على: الكلول فِي الرِّجَال وَالنِّسَاء.

كل يكل كلولاً.

وَرجل كل: ثقيل لَا خير فِيهِ.

وكلل الرجل: ذهب وَترك أَهله بمضيعة.

وكلل عَن الْأَمر: أحجم. وكلل عَلَيْهِ السيفك حمل.

وكلل السَّبع: حمل.

والكلة: السّتْر الرَّقِيق يخاط كالبيت يتوقى فِيهِ من البق.

والكلة: غشاء من ثوب رَقِيق، يتوقى بِهِ البعوض.

والإكليل: شبه عِصَابَة مزينة بالجواهر.

وَالْجمع: أكاليل، على الْقيَاس، فَأَما قَوْله أنْشدهُ ابْن جني:

قددنا الفصح فالولائد ينظم ... ن سرَاعًا اكلة المرجان

فَهَذَا جمع: " إكليل " فَلَمَّا حذفت الْهمزَة وَبقيت الْكَاف سَاكِنة فتحت فَصَارَت إِلَى " كليل " كدليل، فَجمع على: أَكلَة كأدلة.

والإكليل: من منَازِل الْقَمَر.

والإكليل: مَا احاط بالظفر من اللَّحْم.

وتكلله الشَّيْء: احاط بِهِ.

وروضة مكللة: محفوفة بِالنورِ.

وغمام مكلل: محفوف بِقطع من السَّحَاب، كَأَنَّهُ مكلل بِهن.

وانكل الرجل: ضحك.

وانكل السَّحَاب عَن الْبَرْق، واكتل: تَبَسم، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

عرضنَا فَقُلْنَا إيه سلم فَسلمت ... كَمَا اكتل بالبرق الْغَمَام اللوائح

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

تكلل قي الغماد بِأَرْض ليلى ... ثَلَاثًا مَا أبين لَهُ انفراجا

قيل: تكلل: تَبَسم بالبرق، وَقيل: تنطق واستدار.

وانكل الْبَرْق نَفسه: لمع لمعا خَفِيفا.

والكلكل، والكلكال: الصَّدْر من كل شَيْء.

وَقيل: هُوَ مَا بَين الترقوتين. وَقيل: هُوَ بَاطِن الزُّور، قَالَ:

أفول إِذْ خرت على الكلكال

والكلكل من الْفرس: مَا بَين محزمه إِلَى مَا مس الأَرْض مِنْهُ إِذا ربض.

وَقد يستعار الكلكل لما لَيْسَ بجسم كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس فِي صفة ليل:

فَقلت لما تمطى بجوزه ... وَأَرْدَفَ أعجازا وناء بكلكل

وَقَالَت اعرابية ترثي ابْنهَا:

ألْقى عَلَيْهِ الدَّهْر كلكله ... من ذَا يقوم بكلكل الدَّهْر

فَجعلت للدهر كلكلا، وَقَوله:

مشق الهواجر لحمهن من السرى ... حَتَّى ذهبن كلاكلا وصدورا

وضع الْأَسْمَاء مَوضِع الظروف كَقَوْلِه: ذهبن قدما وأخرا.

وَرجل كلكل: ضرب.

وَقيل: الكلكل، والكلاكل: الْقصير الغليظ الشَّديد، وَالْأُنْثَى: كلكلة، وكلاكلة.

والكلاكل: الْجَمَاعَات.
Expand
كلل
كَلَّ1/ كَلَّ عن كَلَلْتُ، يَكِلّ، اكْلِلْ/ كِلَّ، كَلاًّ وكَلالاً وكَلاَلةً، فهو كالّ، والمفعول مكلول عنه
• كلَّ العاملُ: تعِب وأعيا وضعُف "كلَّ مُحمَّد من المشي- بدون كلل" ° لا يَكلّ ولا يملّ: دائم النشاط.
• كلَّ عن الأمر:
1 - ثقُل وتكاسَل عنه "كلَّ عن السّفَر- كلَّ
 عن تحمُّل العبء الملقى على كاهله".
2 - جبُن وأحجم. 

كَلَّ2 كَلَلْتُ، يَكِلّ، اكْلِلْ/ كِلَّ، كُلُولاً وكَلالَةً، فهو كليل وكَلّ
• كلَّت عزيمتُه: ضَعُفت "كلَّ بَصَرُه من كثرة القراءة- كلَّ لسانُه من مناقشته: ثقل وصار يصعب عليه النُّطقُ الصحيح- إذا قلّ الإمكان كَلَّ اللسان [مثل]: يضرب في الفقر والعجز".
• كلّ السَّيفُ: فقد رهافةَ الحدّ فصار غير قاطع "كلَّتِ الشَّفْرَةُ". 

كَلَّ3 كَلَلْتُ، يَكِلّ، اكْلِلْ/ كِلَّ، كَلاًّ وكَلالةً، فهو كَلّ
• كلَّ الشَّخصُ: كان أبتر، لم يترك والدًا ولا ولدًا يرثه " {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} ". 

انكلَّ ينكلّ، انْكَلِلْ/ انْكَلَّ، انكلالاً، فهو مُنكلّ
• انكلَّ السَّيْفُ: ذهَب حَدُّه. 

تكلَّلَ/ تكلَّلَ بـ يتكلَّل، تكَلُّلاً، فهو مُتَكَلِّل، والمفعول مُتَكَلَّل به
• تكلَّل القائدُ: مُطاوع كلَّلَ: لبس الإكليلَ، وهو التَّاج.
• تكلَّل الشَّيءُ: تَزَيَّن بالجوهر.
• تكلَّل العروسان: عُقد زواجُهما على يد الكاهن عند المسيحيين.
• تكلَّلت مساعيه بالنجاح: انتهت إلى نتيجة حسنة. 

كلَّلَ يكلِّل، تَكْلِيلاً، فهو مُكلِّل، والمفعول مُكلَّل
• كلَّلوا القائدَ: ألبسوه الإكليلَ، وهو التَّاج "كَلِّل الرئيسُ القائدَ المنتصرَ" ° كلِّل عملُه بالنجاح: بلغ مُرادَه.
• كلَّل الشّيءَ: زيَّنه بالجوهر.
• كلَّل الكاهنُ العروسين: بارك زواجَهما.
• كلَّل الثلجُ القِمَمَ: أحاط بها كالإكليل أو التَّاج "كلَّل السحابُ السّماءَ- أعمال مكلّلة بالخزي والعار: مغطّاة". 

إكليل [مفرد]: ج أكاليلُ:
1 - تاج، ما يكَّلل به الرأسُ من ذهب ونحوه "إكليلُ الملك".
2 - باقة أو طاقة من الوَرْد والأزهار على هيئة التّاج تستعمل للتّزيين "وضع على رأسه إكليلاً من الورد".
3 - هالة تظهر حول قرص الشمس في حالة الكسوف الكُلّيّ.
4 - (فك) منزل من منازل القمر.
5 - (نت) جنس أعشاب للتزيين من الفصيلة الورديَّة.
6 - (نت) مجموع أوراق الزهرة.
• إكليل الجبل: (نت) نبات عشبيّ يستعمل في الطبّ ويُعدّ من الأفاويه.
• إكليل الشَّهادة: علامة الانتصار. 

إكليليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إكليل.
• الشِّريان الإكليليّ: (شر) أحد الشَّرايين، ويسمَّى أيضًا الشِّريان التاجيّ. 

إكليليَّة [مفرد]: (نت) جنس أعشاب للتزيين من الفصيلة الورديَّة.
• إكليلِيَّة المروج: (نت) نوع من الشجيرات، لها أزهار تشبه الخيمةَ، ولونها أبيض. 

كَلال [مفرد]: مصدر كَلَّ1/ كَلَّ عن. 

كَلالة [مفرد]:
1 - مصدر كَلَّ1/ كَلَّ عن وكَلَّ2 وكَلَّ3.
2 - قرابة من ليس له أب ولا ولد " {قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} ". 

كَلّ [مفرد]:
1 - مصدر كَلَّ1/ كَلَّ عن وكَلَّ3.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كَلَّ2 وكَلَّ3.
3 - مَنْ يعتمد على غيره في معيشته " {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ} ". 

كَلَل [مفرد]:
1 - إعياء وتعب "له هِمّة لا تعرف الكَلَلَ".
2 - (حي) نقْص مُؤقَّت في قدرة الكائن الحيّ أو بعض أجزائه على العمل في كفاية بعد إجهاد طويل أو شديد أو تنبيه مفرط. 

كُلّ [مفرد]:
1 - جميع؛ كلمة تدلّ على الشُّمول والاستغراق والتَّمام لأفراد ما تضاف إليه أو أجزائه. والغالب استعمالها مضافة لفظًا أو تقديرًا. وحكمها الإفراد والتذكير، ومعناها بحسب ما تضاف إليه، وقد تدخل (أل) عليها "حضر الكُلُّ الاجتماعَ- قطع كلّ علاقة- سهر كلَّ الليل: طَواله- أوصى بكلِّ أمواله للجمعيّات الخيريّة: بكاملها- كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ
 [حديث]- {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} " ° الكُلّ في الكُلّ- بكُلِّ معنى الكلمة: بكلّ ما في الكلمة من تعبير- على كلِّ حالٍ: في جميع الأحوال- على كلِّ لسان: مشهور ومعروف.
2 - تقع توكيدًا "قبضتُ المالَ كُلّه- {فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} ".
3 - تستعمل وصفًا مؤكّدًا مفيدًا للكمال "هو العالِم كُلُّ العالم". 

كُلِّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى كُلّ: عكسه جزئيّ "هناك تشابهٌ كُلِّيّ بين الأخوين- كُلِّيّ القدرة".
• كُلّيّ المعرفة: ذو معرفة غير محدودة.
• العلم الكُلِّيّ: العلم الإلهيّ.
• العجز الكلِّيّ: استحالة قيام المصاب بكافَّة مُقتضيات العمل الذي من المفروض أن يقوم به بسبب إصابات العمل أو المرض.
• الحجم الكلِّيّ: (فز) الحجم الحقيقيّ للكتلة مضافًا إليه حجم ما قد تحويه من المسامّ والفراغات المتَّصلة والمغلقة. 

كُلِّيَّانيَّة [مفرد]:
1 - نظام سياسي ذو حزب واحد لا يقبل أيَّة معارضة سياسيّة "كليانيّة حُكْم/ سُلْطة- تفتقد الدولة الكليانيّة لحرية الرأي والفكر".
2 - شموليّة، كُلِّيّة "قدّم الباحث رؤية كليانيّة عن المجتمع". 

كُلِّيَّة [مفرد]: ج كُلِّيّات:
1 - مصدر صناعيّ من كُلّ.
2 - شمول، مجموع من الأوّل إلى الآخر "طرح الفكرة كُلّيَّةً: بمجموعها- أخذه بكليته: أجمعه- طرق الموضوعَ بجزئيّاته وكُلِّيّاته: بجوانبه الخاصّة والعامّة".
3 - معهد تعليم عال، أو قسم من أقسام الجامعة اختصّ بفرع من فروع العلم "كُلّيّة الآداب/ الطبّ- الكُلّيّات الحربيّة".
• الكُلِّيَّات: (سف) الحقائق المجرَّدة التي لا تقع تحت حُكم الحَواسّ، بل تُدرك بالعقل وهي خمس: الجنس كالحيوان، والنَّوع كالإنسان، والفصل كالنُّطق للإنسان، والخاصّة كالضَّاحك للإنسان، والعرض العامّ كالماشي له أيضًا. 

كُلول [مفرد]: مصدر كَلَّ2. 

كَليل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كَلَّ2. 
Expand

كلل: الكُلُّ: اسم يجمع الأَجزاء، يقال: كلُّهم منطلِق وكلهن منطلقة

ومنطلق، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، وحكى سيبويه: كُلَّتهُنَّ منطلِقةٌ،

وقال: العالِمُ كلُّ العالِم، يريد بذلك التَّناهي وأَنه قد بلغ الغاية

فيما يصفه به من الخصال. وقولهم: أَخذت كُلَّ المال وضربت كلَّ القوم، فليس

الكلُّ هو ما أُضيف إِليه. قال أَبو بكر بن السيرافي: إِنما الكلُّ عبارة

عن أَجزاء الشيء، فكما جاز أَن يضاف الجزء إِلى الجملة جاز أَن تضاف

الأَجزاء كلها إِليها، فأَما قوله تعالى: وكُلٌّ أَتَوْه داخِرين وكلٌّ له

قانِتون، فمحمول على المعنى دون اللفظ، وكأَنه إِنما حمل عليه هنا لأَن

كُلاًّ فيه غير مضافة، فلما لم تُضَفْ إِلى جماعة عُوِّض من ذلك ذكر

الجماعة في الخبر، أَلا ترى أَنه لو قال: له قانِتٌ، لم يكن فيه لفظ الجمع

البتَّة؟ ولما قال سبحانه: وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فَرْداً، فجاء بلفظ

الجماعة مضافاً إِليها، استغنى عن ذكر الجماعة في الخبر؟ الجوهري: كُلٌّ

لفظه واحد ومعناه جمع، قال: فعلى هذا تقول كُلٌّ حضَر وكلٌّ حضروا، على

اللفظ مرة وعلى المعنى أُخرى، وكلٌّ وبعض معرفتان، ولم يجئْ عن العرب

بالأَلف واللام، وهو جائز لأَن فيهما معنى الإِضافة، أَضفت أَو لم تُضِف.

التهذيب: الليث ويقال في قولهم كِلا الرجلين إِن اشتقاقه من كل القوم، ولكنهم

فرقوا بين التثنية والجمع، بالتخفيف والتثقيل؛ قال أَبو منصور وغيره من

أَهل اللغة: لا تجعل كُلاًّ من باب كِلا وكِلْتا واجعل كل واحد منهما على

حدة، قال: وأَنا مفسر كلا وكلتا في الثلاثيّ المعتلِّ، إِن شاء الله؛

قال: وقال أَبو الهيثم فيما أَفادني عنه المنذري: تقع كُلٌّ على اسم منكور

موحَّد فتؤدي معنى الجماعة كقولهم: ما كُلُّ بيضاء شَحْمةً ولا كلُّ

سَوْداء تمرةً، وتمرةٌ جائز أَيضاً، إِذا كررت ما في الإِضمار. وسئل أَحمد بن

يحيى عن قوله عز وجل: فسجد الملائكة كُلُّهم أَجمعون، وعن توكيده بكلهم

ثم بأَجمعون فقال: لما كانت كلهم تحتمل شيئين تكون مرة اسماً ومرة توكيداً

جاء بالتوكيد الذي لا يكون إِلا توكيداً حَسْب؛ وسئل المبرد عنها فقال:

لو جاءت فسجد الملائكة احتمل أَن يكون سجد بعضهم، فجاء بقوله كلهم

لإِحاطة الأَجزاء، فقيل له: فأَجمعون؟ فقال: لو جاءت كلهم لاحتمل أَن يكون

سجدوا كلهم في أَوقات مختلفات، فجاءت أَجمعون لتدل أَن السجود كان منهم

كلِّهم في وقت واحد، فدخلت كلهم للإِحاطة ودخلت أَجمعون لسرعة الطاعة.

وكَلَّ يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالاً وكَلالة؛ الأَخيرة عن اللحياني: أَعْيا.

وكَلَلْت من المشي أَكِلُّ كَلالاً وكَلالة أَي أَعْيَيْت، وكذلك البعير

إِذا أَعيا. وأَكَلَّ الرجلُ بعيرَه أَي أَعياه. وأَكَلَّ الرجلُ أَيضاً

أَي كَلَّ بعيرُه. ابن سيده: أَكَلَّه السيرُ وأَكَلَّ القومُ كَلَّت

إِبلُهم.

والكَلُّ: قَفَا السيف والسِّكِّين الذي ليس بحادٍّ. وكَلَّ السيفُ

والبصرُ وغيره من الشيء الحديد يَكِلُّ كَلاًّ وكِلَّة وكَلالة وكُلولة

وكُلولاً وكَلَّل، فهو كَلِيل وكَلٌّ: لم يقطع؛ وأَنشد ابن بري في الكُلول قول

ساعدة:

لِشَانِيك الضَّراعةُ والكُلُولُ

قال: وشاهد الكِلَّة قول الطرماح:

وذُو البَثِّ فيه كِلَّةٌ وخُشوع

وفي حديث حنين: فما زِلْت أَرى حَدَّهم كَلِيلاً؛ كَلَّ السيفُ: لم

يقطع. وطرْف كَلِيل إِذا لم يحقِّق المنظور. اللحياني: انْكَلَّ السيف ذهب

حدُّه. وقال بعضهم: كَلَّ بصرُه كُلولاً نَبَا، وأَكلَّه البكاء وكذلك

اللسان، وقال اللحياني: كلها سواء في الفعل والمصدر؛ وقول الأَسود بن

يَعْفُر:بأَظفارٍ له حُجْنٍ طِوالٍ،

وأَنيابٍ له كانت كِلالا

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون جمع كالٍّ كجائع وجِياع ونائم ونِيام، وأَن

يكون جمع كَلِيل كشديد وشِداد وحَديد وحِداد. الليث: الكَلِيل السيف

الذي لا حدَّ له. ولسان كَلِيل: ذو كَلالة وكِلَّة، وسيف كَلِيل الحدِّ،

ورجل كَلِيل اللسان، وكَلِيل الطرْف.

قال: وناس يجعلون كَلاَّءَ للبَصْرة اسماً من كَلَّ، على فَعْلاء، ولا

يصرفونه، والمعنى أَنه موضع تَكِلُّ فيه الريحُ عن عمَلها في غير هذا

الموضع؛ قال رؤبة:

مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ،

يكِلُّ وَفْد الريح من حيث انْخَرَقْ

والكَلُّ: المصيبة تحدث، والأَصل من كَلَّ عنه أَي نبا وضعُف.

والكَلالة: الرجل الذي لا ولد له ولا والد. وقال الليث: الكَلُّ الرجل

الذي لا ولد له ولا والد، كَلَّ الرجل يَكِلُّ كَلالة، وقيل: ما لم يكن من

النسب لَحًّا فهو كَلالةٌ. وقالوا: هو ابن عمِّ الكَلالِة، وابنُ عمِّ

كَلالةٍ وكَلالةٌ، وابن عمي كَلالةً، وقيل: الكَلالةُ من تَكَلَّل نسبُه

بنسبك كابن العم ومن أَشبهه، وقيل: هم الإِخْوة للأُمّ وهو المستعمل. وقال

اللحياني: الكَلالة من العصَبة من ورِث معه الإِخوة من الأُم، والعرب

تقول: لم يَرِِثه كَلالةً أَي لم يرثه عن عُرُض بل عن قرْب واستحقاق؛ قال

الفرزدق:

ورِثْتم قَناةَ المُلْك، غيرَ كَلالةٍ،

عن ابْنَيْ مَنافٍ: عبدِ شمسٍ وهاشم

ابن الأَعرابي: الكَلالةُ بنو العم الأَباعد. وحكي عن أَعرابي أَنه قال:

مالي كثيرٌ ويَرِثُني كَلالة متراخ نسبُهم؛ ويقال: هو مصدر من تكَلَّله

النسبُ أَي تطرَّفه كأَنه أَخذ طَرَفيه من جهة الولد والوالد وليس له

منهما أَحد، فسمي بالمصدر. وفي التنزيل العزيز: وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً

(الآية)؛ واختلف أَهل العربية في تفسير الكَلالة فروى المنذري بسنده عن

أَبي عبيدة أَنه قال: الكَلالة كل مَنْ لم يرِثه ولد أَو أَب أَو أَخ

ونحو ذلك؛ قال الأَخفش: وقال الفراء الكَلالة من القرابة ما خلا الوالد

والولد، سموا كَلالة لاستدارتهم بنسب الميت الأَقرب، فالأَقرب من تكَلله

النسب إِذا استدار به، قال: وسمعته مرة يقول الكَلالة من سقط عنه طَرَفاه،

وهما أَبوه وولده، فصار كَلاًّ وكَلالة أَي عِيالاً على الأَصل، يقول: سقط

من الطَّرَفين فصار عِيالاً عليهم؛ قال: كتبته حفظا عنه؛ قال الأَزهري:

وحديث جابر يفسر لك الكَلالة وأَنه الوارِث لأَنه يقول مَرِضْت مرضاً

أَشفيت منه على الموت فأَتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقلت: إِني رجل ليس

يرثني إِلا كَلالةٌ؛ أَراد أَنه لا والد له ولا ولد، فذكر الله عز وجل

الكَلالة في سورة النساء في موضعين، أَحدهما قوله: وإِن كان رجل يُورَث

كَلالةً أَو امرأَةٌ وله أَخٌ أَو أُختٌ فلكل واحد منهما السدس؛ فقوله

يُورَث من وُرِث يُورَث لا من أُورِث يُورَث، ونصب كَلالة على الحال، المعنى

أَن من مات رجلاً أَو امرأَة في حال تكَلُّلِه نسب ورثِته أَي لا والد له

ولا ولد وله أَخ أَو أُخت من أُم فلكل واحد منهما السدس، فجعل الميت ههنا

كَلالة وهو المورِّث، وهو في حديث جابر الوارث: فكل مَن مات ولا والد له

ولا ولد فهو كلالةُ ورثِته، وكلُّ وارث ليس بوالد للميت ولا ولدٍ له فهو

كلالةُ مَوْرُوثِه، وهذا مشتق من جهة العربية موافق للتنزيل والسُّنة،

ويجب على أَهل العلم معرفته لئلا يلتبس عليهم ما يحتاجون إِليه منه؛

والموضع الثاني من كتاب الله تعالى في الكَلالة قوله: يَسْتفتونك قل الله

يفتيكم في الكلالة إِن امْرُؤٌ هلَك ليس له ولد وله أُخت فلها نصف ما ترك

(الآية)؛ فجعل الكَلالة ههنا الأُخت للأَب والأُم والإِخوة للأَب والأُم،

فجعل للأُخت الواحدة نصفَ ما ترك الميت، وللأُختين الثلثين، وللإِخوة

والأَخوات جميع المال بينهم، للذكر مثل حَظِّ الأُنثيين، وجعل للأَخ والأُخت

من الأُم، في الآية الأُولى، الثلث، لكل واحد منهما السدس، فبيّن بسِياق

الآيتين أَن الكَلالة تشتمل على الإِخوة للأُم مرَّة، ومرة على الإِخوة

والأَخوات للأَب والأُم؛ ودل قول الشاعر أَنَّ الأَب ليس بكَلالة، وأَنَّ

سائر الأَولياء من العَصَبة بعد الولد كَلالة؛ وهو قوله:

فإِنَّ أَب المَرْء أَحْمَى له،

ومَوْلَى الكَلالة لا يغضَب

أَراد: أَن أَبا المرء أَغضب له إِذا ظُلِم، وموالي الكلالة، وهم

الإِخوة والأَعمام وبنو الأَعمام وسائر القرابات، لا يغضَبون للمرء غَضَب

الأَب. ابن الجراح: إِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة قالوا:

هو ابن عَمِّي الكَلالةُ وابنُ عَمِّ كَلالةٍ؛ قال الأَزهري: وهذا يدل

على أَن العَصَبة وإِن بَعُدوا كَلالة، فافهمه؛ قال: وقد فسَّرت لك من

آيَتَيِ الكَلالة وإِعرابهما ما تشتفي به ويُزيل اللبس عنك، فتدبره تجده

كذلك؛ قال: قد ثَبَّجَ الليث ما فسره من الكَلالة في كتابه ولم يبين المراد

منه، وقال ابن بري: اعلم أَن الكَلالة في الأَصل هي مصدر كَلَّ الميت

يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالة، فهو كَلٌّ إِذا لم يخلف ولداً ولا والداً يرِثانه،

هذا أَصلها، قال: ثم قد تقع الكَلالة على العين دون الحدَث، فتكون اسماً

للميت المَوْروث، وإِن كانت في الأَصل اسماً للحَدَث على حدِّ قولهم: هذا

خَلْقُ الله أَي مخلوق الله؛ قال: وجاز أَن تكون اسماً للوارث على حدِّ

قولهم: رجل عَدْل أَي عادل، وماءٌ غَوْر أَي غائر؛ قال: والأَول هو

اختيار البصريين من أَن الكَلالة اسم للموروث، قال: وعليه جاء التفسير في

الآية: إِن الكَلالة الذي لم يخلِّف ولداً ولا والداً، فإِذا جعلتها للميت

كان انتصابها في الآية على وجهين: أَحدهما أَن تكون خبر كان تقديره: وإِن

كان الموروث كَلالةً أَي كَلاًّ ليس له ولد ولا والد، والوجه الثاني أَن

يكون انتصابها على الحال من الضمير في يُورَث أَي يورَث وهو كَلالة، وتكون

كان هي التامة التي ليست مفتقرة إِلى خبر، قال: ولا يصح أَن تكون

الناقصة كما ذكره الحوفي لأَن خبرها لا يكون إِلا الكَلالة، ولا فائدة في قوله

يورَث، والتقدير إِن وقَع أَو حضَر رجل يموت كَلالة أَي يورَث وهو كَلالة

أَي كَلّ، وإِن جعلتها للحدَث دون العين جاز انتصابها على ثلاثة أَوجه:

أَحدها أَن يكون انتصابها على المصدر على تقدير حذف مضاف تقديره يورَث

وِراثة كَلالةٍ كما قال الفرزدق:

ورِثْتُم قَناة المُلْك لا عن كَلالةٍ

أَي ورثتموها وِراثة قُرْب لا وِراثة بُعْد؛ وقال عامر

بن الطُّفَيْل:

وما سَوَّدَتْني عامِرٌ عن كَلالةٍ،

أَبى اللهُ أَنْ أَسْمُو بأُمٍّ ولا أَب

ومنه قولهم: هو ابن عَمٍّ كَلالةً أَي بعيد النسب، فإِذا أَرادو القُرْب

قالوا: هو ابن عَمٍّ دنْيَةً، والوجه الثاني أَن تكون الكَلالة مصدراً

واقعاً موقع الحال على حد قولهم: جاء زيد رَكْضاً أَي راكِضاً، وهو ابن

عمي دِنيةً أَي دانياً، وابن عمي كَلالةً أَي بعيداً في النسَب، والوجه

الثالث أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف، تقديره وإِن كان المَوْروث ذا

كَلالة؛ قال: فهذه خمسة أَوجه في نصب الكلالة: أَحدها أَن تكون خبر كان،

الثاني أَن تكون حالاً، الثالث أَن تكون مصدراً على تقدير حذف مضاف،

الرابع أَن تكون مصدراً في موضع الحال، الخامس أَن تكون خبر كان على تقدير

حذف مضاف، فهذا هو الوجه الذي عليه أَهل البصرة والعلماء باللغة، أَعني أَن

الكَلالة اسم للموروث دون الوارث، قال: وقد أَجاز قوم من أَهل اللغة،

وهم أَهل الكوفة، أَن تكون الكَلالة اسماً للوارِث، واحتجُّوا في ذلك

بأَشياء منها قراءة الحسن: وإِن كان رجل يُورِث كَلالةً، بكسر الراء،

فالكَلالة على ظاهر هذه القِراءة هي ورثةُ الميت، وهم الإِخوة للأُم، واحتجُّوا

أَيضاً بقول جابر إِنه قال: يا رسول الله إِنما يرِثني كَلالة، وإِذا ثبت

حجة هذا الوجه كان انتصاب كَلالة أَيضاً على مثل ما انتصبت في الوجه

الخامس من الوجه الأَول، وهو أَن تكون خبر كان ويقدر حذف مضاف ليكون الثاني

هو الأَول، تقديره: وإِن كان رجل يورِث ذا كَلالة، كما تقول ذا قَرابةٍ

ليس فيهم ولد ولا والد، قال: وكذلك إِذا جعلتَه حالاً من الضمير في يورث

تقديره ذا كَلالةٍ، قال: وذهب ابن جني في قراءة مَنْ قرأَ يُورِث كَلالة

ويورِّث كَلالة أَن مفعولي يُورِث ويُوَرِّث محذوفان أَي يُورِث وارثَه

مالَه، قال: فعلى هذا يبقى كَلالة على حاله الأُولى التي ذكرتها، فيكون نصبه

على خبر كان أَو على المصدر، ويكون الكَلالة للمَوْروث لا للوارث؛ قال:

والظاهر أَن الكَلالة مصدر يقع على الوارث وعلى الموروث، والمصدر قد يقع

للفاعل تارة وللمفعول أُخرى، والله أَعلم؛ قال ابن الأَثير: الأَب والابن

طرَفان للرجل فإِذا مات ولم يخلِّفهما فقد مات عن ذهاب طَرَفَيْه، فسمي

ذهاب الطرَفين كَلالة، وقيل: كل ما اخْتَفَّ بالشيء من جوانبه فهو

إِكْلِيل، وبه سميت، لأَن الوُرَّاث يُحيطون به من جوانبه.

والكَلُّ: اليتيم؛ قال:

أَكُولٌ لمال الكَلِّ قَبْلَ شَبابِه،

إِذا كان عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شَديد

والكَلُّ: الذي هو عِيال وثِقْل على صاحبه؛ قال الله تعالى: وهو كَلٌّ

على مَوْلاه، أَي عِيال. وأَصبح فلان مُكِلاًّ إِذا صار ذوو قَرابته

كَلاًّ عليه أَي عِيالاً. وأَصبحت مُكِلاًّ أَي ذا قراباتٍ وهم عليَّ عيال.

والكالُّ: المُعْيي، وقد كَلَّ يَكِلُّ كَلالاً وكَلالةً. والكَلُّ:

العَيِّل والثِّقْل، الذكَر والأُنثى في ذلك سواء، وربما جمع على الكُلول في

الرجال والنساء، كَلَّ يَكِلُّ كُلولاً. ورجل كَلٌّ: ثقيل لا خير فيه. ابن

الأَعرابي: الكَلُّ الصنم، والكَلُّ الثقيلُ الروح من الناس، والكَلُّ

اليتيم، والكَلُّ الوَكِيل. وكَلَّ الرجل إِذا تعِب. وكَلَّ إِذا توكَّل؛

قال الأَزهري: الذي أَراد ابنُ الأَعرابي بقوله الكلُّ الصنَم قوله تعالى:

ضَرَب الله مثلاً عبداً مملوكاً؛ ضربه مثلاً للصَّنَم الذي عبدُوه وهو

لا يقدِر على شيء فهو كَلٌّ على مولاه لأَنه يحمِله إِذا ظَعَن ويحوِّله

من مكان إِلى مكان، فقال الله تعالى: هل يستوي هذا الصَّنَم الكَلُّ ومن

يأْمر بالعدل، استفهام معناه التوبيخ كأَنه قال: لا تسوُّوا بين الصنم

الكَلِّ وبين الخالق جل جلاله. قال ابن بري: وقال نفطويه في قوله وهو كَلٌّ

على مولاه: هو أُسيد بن أَبي العيص وهو الأَبْكم، قال: وقال ابن خالويه

ورأْس الكَلّ رئيس اليهود. الجوهري: الكَلُّ العِيال والثِّقْل. وفي حديث

خديجة: كَلاَّ إِنَّك لَتَحْمِل الكَلَّ؛ هو، بالفتح: الثِّقْل من كل ما

يُتكلَّف. والكَلُّ: العِيال؛ ومنه الحديث: مَنْ تَرك كَلاًّ فَإِلَيَّ

وعليَّ. وفي حديث طَهْفة: ولا يُوكَل كَلُّكم أَي لا يوكَل إِليكم عِيالكم

وما لم تطيقوه، ويُروى: أُكْلُكم أَي لا يُفْتات عليكم مالكم.

وكَلَّلَ الرجلُ: ذهب وترك أَهلَه وعيالَه بمضْيَعَةٍ. وكَلَّل عن

الأَمر: أَحْجَم. وكَلَّلَ عليه بالسيف وكَلَّل السبعُ: حمل.

ابن الأَعرابي: والكِلَّة أَيضاً حالُ الإِنسان، وهي البِكْلَة؛ يقال:

بات فلان بكِلَّة سواء أَي بحال سوء قال: والكِلَّة مصدر قولك سيف كَلِيل

بيّن الكِلَّة. ويقال: ثقُل سمعه وكَلَّ بصره وذَرَأَ سِنُّه.

والمُكَلِّل: الجادُّ، يقال: حَمَل وكَلَّل أَي مضى قُدُماً ولم يَخِم؛ وأَنشد

الأَصمعي:

حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عنه فقَضَبْ،

تَكْلِيلَةَ اللَّيْثِ إِذا الليثُ وَثَبْ

قال: وقد يكون كَلَّل بمعنى جَبُن، يقال: حمل فما كَلَّل أَي فما كذَب

وما جبُن كأَنه من الأَضداد؛ وأَنشد أَبو زيد لجَهْم بن سَبَل:

ولا أُكَلِّلُ عن حَرْبٍ مُجَلَّحةٍ،

ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِين بالسَّلَمِ

وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه يقال: إِن الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل،

وإِن النمر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل، قال: والمُكَلِّل الذي يحمِل فلا

يرجع حتى يقَع بقِرْنه، والمُهَلِّل يحمل على قِرْنه ثم يُحْجِم فيرجع؛ وقال

النابغة الجعدي:

بَكَرَتْ تلوم، وأَمْسِ ما كَلَّلْتها،

ولقد ضَلَلْت بذاك أَيَّ ضلال

ما: صِلة، كَلَّلْتها: أَدْعَصْتها. يقال: كَلَّلَ فلان فلاناً أَي لم

يُطِعه. وكَلَلْتُه بالحجارة أَي علوته بها؛ وقال:

وفرحه بِحَصَى المَعْزاءِ مَكْلولُ

(* قوله «وفرحه إلخ» هكذا في الأصل).

والكُلَّة: الصَّوْقَعة، وهي صُوفة حمراء في رأْس الهَوْدَج. وجاء في

الحديث: نَهَى عن تَقْصِيص القُبور وتَكْلِيلها؛ قيل: التّكْلِيل رفعُها

تبنى مثل الكِلَل، وهي الصَّوامع والقِباب التي تبنى على القبور، وقيل: هو

ضَرْب الكِلَّة عليها وهي سِتْر مربَّع يضرَب على القبور، وقال أَبو

عبيد: الكِلَّة من السُّتور ما خِيطَ فصار كالبيت؛ وأَنشد

(* لبيد في معلقته):

من كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ * زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها

والكِلَّة: السِّتر الرقيق يُخاط كالبيت يُتَوَقّى فيه من البَقِّ، وفي

المحكم: الكِلَّة السِّتر الرقيق، قال: والكِلَّة غشاءٌ من ثوب رقيق

يُتوقَّى به من البَعُوض.

والإِكْلِيل: شبه عِصابة مزيَّنة بالجواهر، والجمع أَكالِيل على القياس،

ويسمى التاج إِكْلِيلاً. وكَلَّله أَي أَلبسه الإِكْلِيل؛ فأَما قوله

(*

البيت لحسَّان بن ثابت من قصيدة في مدح الغساسنة) أَنشده ابن جني:

قد دَنا الفِصْحُ، فالْوَلائدُ يَنْظِمْـ

ـنَ سِراعاً أَكِلَّةَ المَرْجانِ

فهذا جمع إِكْلِيل، فلما حذفت الهمزة وبقيت الكاف ساكنة فتحت، فصارت

إِلى كَلِيلٍ كَدَلِيلٍ فجمع على أَكِلَّة كأَدِلَّة. وفي حديث عائشة، رضي

الله عنها: دخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تَبْرُقُ أَكالِيل وَجْهه؛

هي جمع إِكْلِيل، قال: وهو شبه عِصابة مزيَّنة بالجَوْهَر، فجعلتْ لوجهه

الكريم، صلى الله عليه وسلم، أَكالِيلَ على جهة الاستعارة؛ قال: وقيل

أَرادتْ نواحي وجهه وما أَحاط به إِلى الجَبِين من التَّكَلُّل، وهو

الإِحاطة ولأَنَّ الإِكْلِيل يجعل كالحَلْقة ويوضع هنالك على أَعلى الرأْس. وفي

حديث الاستسقاء: فنظرت إِلى المدينة وإِنها لفي مثْل الإِكْليل؛ يريد

أَن الغَيْم تَقَشَّع عنها واستدار بآفاقها. والإِكْلِيل: منزِل من منازل

القمر وهو أَربعة أَنجُم مصطفَّة. قال الأَزهري: الإِكْلِيل رأْس بُرْج

العقرب، ورقيبُ الثُّرَيَّا من الأَنْواء هو الإِكْلِيل، لأَنه يطلُع

بِغُيُوبها. والإِكْلِيل: ما أَحاط بالظُّفُر من اللحم.

وتَكَلَّله الشيءُ: أَحاط به. وروضة مُكَلَّلة: محفوفة بالنَّوْر. وغمام

مُكَلَّل: محفوف بقِطَع من السحاب كأَنه مُكَلَّل بهنَّ.

وانْكَلَّ الرجلُ: ضحك. وانكلَّت المرأَة فهي تَنْكَلُّ انْكِلالاً إِذا

ما تبسَّمت؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة:

وتَنْكَلُّ عن عذْبٍ شَتِيتٍ نَباتُه،

له أُشُرٌ كالأُقْحُوان المُنَوِّر

وانْكَلَّ الرجل انْكِلالاً: تبسَّم؛ قال الأَعشى:

ويَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأَنها

جَنى أُقْحُوان، نَبْتُه مُتَناعِم

يقال: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كل ذلك تبدو منه الأَسنان. وانْكِلال

الغَيْم بالبَرْق: هو قدر ما يُرِيك سواد الغيم من بياضه. وانْكَلَّ

السحاب بالبرق إِذا ما تبسَّم بالبرق. والإِكْلِيل: السحابُ الذي تراه

كأَنَّ غِشاءً أُلْبِسَه. وسحاب مُكَلَّل أَي ملمَّع بالبرق، ويقال: هو الذي

حوله قِطع من السحاب.

واكْتَلَّ الغمامُ بالبرق أَي لمع.

وانكَلَّ السحاب عن البرق واكْتَلَّ: تبسم؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

عَرَضْنا فقُلْنا: إِيهِ سِلْم فسَلَّمتْ

كما اكْتَلَّ بالبرقَ الغَمامُ اللوائحُ

وقول أَبي ذؤيب:

تَكَلَّل في الغِماد فأَرْضِ ليلى

ثلاثاً، ما أَبين له انْفِراجَا

قيل: تَكَلَّل تبسم بالبرق، وقيل: تنطَّق واستدار. وانكلَّ البرقُ نفسه:

لمع لمعاً خفيفاً. أَبو عبيد عن أَبي عمرو: الغمام المُكَلَّل هو

السحابة يكون حولها قِطَع من السحاب فهي مكَلَّلة بهنَّ؛ وأَنشد غيره لامرئ

القيس:

أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيك وَمِيضَه،

كَلَمْع اليَدَيْن في حَبيٍّ مُكَلَّلِ

وإِكْلِيل المَلِك: نبت يُتداوَى به.

والكَلْكَل والكَلْكال: الصدر من كل شيء، وقيل: هو ما بين

التَّرْقُوَتَيْن، وقيل: هو باطن الزَّوْرِ؛ قال:

أَقول، إِذْ خَرَّتْ على الكَلْكَالِ

قال الجوهري: وربما جاء في ضرورة الشعر مشدداً؛ وقال منظور بن

مرثد الأَسدي:

كأَنَّ مَهْواها، على الكَلْكَلِّ،

موضعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي

قال ابن بري: وصوابه موقِعُ كفَّيْ راهب، لأَن بعد قوله على

الكَلْكَلِّ:ومَوْقِفاً من ثَفِناتٍ زُلِّ

قال: والمعروف الكَلْكَل، وإِنما جاء الكَلْكَال في الشعر ضرورة في قول

الراجز:

قلتُ، وقد خرَّت على الكَلْكَالِ:

يا ناقَتي، ما جُلْتِ من مَجَالِ

(* في الصفحة السابقة: اقول إذ خَرَّت إلخ).

والكَلْكَل من الفرس: ما بين مَحْزِمه إِلى ما مسَّ الأَرض منه إِذا

رَبَضَ؛ وقد يستعار الكَلْكَل لما ليس بجسم كقول امرئ القيس في صفة

لَيْل:فقلتُ له لمَّا تَمَطَّى بِجَوْزِه،

وأَرْدَفَ أَعْجازاً وَنَاءَ بِكَلْكَل

(* في المعلقة: بصُلبِه بدل بجوزه).

وقالت أَعرابية تَرْثي ابنها:

أَلْقَى عليه الدهرُ كَلْكَلَهُ،

مَنْ ذا يقومُ بِكَلْكَلِ الدَّهْرِ؟

فجعلت للدهر كَلْكَلاً؛ وقوله:

مَشَقَ الهواجِرُ لَحْمَهُنَّ مع السُّرَى،

حتى ذَهَبْنَ كَلاكلاً وصُدوراً

وضع الأَسماء موضع الظروف كقوله ذهبن قُدُماً وأُخُراً.

ورجل كُلْكُلٌ: ضَرْبٌ، وقيل: الكُلْكُل والكُلاكِل، بالضم، القصير

الغليظ الشديد، والأُنثى كُلْكُلة وكُلاكلة، والكَلاكِل الجماعات كالكَراكِر؛

وأَنشد قول العجاج:

حتى يَحُلُّون الرُّبى الكَلاكِلا

الفراء: الكُلَّة التأْخير، والكَلَّة الشَّفْرة الكالَّة، والكِلَّة

الحالُ حالُ الرجُل.

ويقال: ذئب مُكِلّ قد وضع كَلَّهُ على الناس. وذِئب كَلِيل: لا يَعْدُو

على أَحد.

وفي حديث عثمان: أَنه دُخِل عليه فقيل له أَبِأَمْرك هذا؟ فقال: كُلُّ

ذلك أَي بعضه عن أَمري وبعضه بغير أَمري؛ قال ابن الأَثير: موضع كل

الإِحاطة بالجميع، وقد تستعمل في معنى البعض قال: وعليه حُمِل قولُ عثمان؛ ومنه

قول الراجز:

قالتْ له، وقولُها مَرْعِيُّ:

إِنَّ الشِّواءَ خَيْرُه الطَّرِيُّ،

وكُلُّ ذاك يَفْعَل الوَصِيُّ

أَي قد يفعَل وقد لا يفعَل.

وقال ابن بري: وكَلاّ حرف رَدْع وزَجْر؛ وقد تأْتي بمعنى لا كقول

الجعديّ:

فقلْنا لهم: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها

فقالوا لنا: كَلاَّ فقلْنا لهم: بَلى

فكَلاَّ هنا بمعنى لا بدليل قوله فقلنا لهم بلى، وبَلى لا تأْتي إِلا

بعد نفي؛ ومثله قوله أَيضاً:

قُرَيْش جِهازُ الناس حَيّاً ومَيِّتاً،

فمن قال كَلاَّ، فالمُكذِّب أَكْذَبُ

وعلى هذا يحمل قوله تعالى: فيقول رَبِّي أَهانَنِي كَلاَّ. وفي الحديث:

تَقَع فَتِنٌ كأَنها الظُّلَل، فقال أَعرابي: كَلاَّ يا رسول الله؛ قال

ابن الأَثير: كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه ومعناها انْتَهِ لا تفعل،

إِلا أَنها آكد في النفي والرَّدْع من لا، لزيادة الكاف؛ وقد ترد بمعنى

حَقّاً كقوله تعالى: كَلاَّ لَئِن لم تَنْته لَنَسْفَعنْ بالناصية؛

والظُّلَل: السَّحاب.

Expand
كلل
{الكُلُّ، بالضَّمِّ: اسْمٌ لِجَميعِ الأَجزاءِ، ونّصُّ المُحكَمِ: يَجمعُ الأَجزاءَ، يُقال:} كلُّهُم مُنطَلِقٌ، {وكُلُّهُنَّ مُنطَلِقَةٌ، للذَّكَر والأُنثى، وَفِي العُبابِ والصِّحاحِ:} كُلٌّ لَفظُهُ واحِدٌ، ومَعناهُ الجَمْعُ، فعلى هَذَا تَقول: كُلٌّ حَضَرَ، وكُلٌّ حَضروا، على اللَّفظِ مَرَّةً، وعَلى الْمَعْنى أُخْرى، قَالَ الله تَعَالَى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِهِ، وَقَالَ جَلَّ وعَزَّ: كُلٌّ لهُالسُّبْكِيِّ رسالَةٌ مُستقِلةٌ فِي: مَباحِثِ كُلِّ وَمَا عَلَيْهِ يَدُلّ. وَهِي عِنْدِي، وحاصِلُ مَا ذُكِرَ فِيهَا مَا نَصُّهُ: لَفظَةُ كلّ إِذا لم تقع تابِعَةً فإمّا أضن تُضافَ لَفظاً وإمّا أَنْ تُجَرَّدَ، وَإِذا أُضيفَتْ فإمّا إِلَى نَكرَة وإمّا إِلَى مَعرِفَة. الْقسم الأَوّلُ: أَنْ تُضافَ إِلَى نكرَة فيتَعَيَّنُ اعتبارُ المَعنى فِيمَا لَهَا من ضَميرٍ وغيرِه، والمُرادُ بِاعْتِبَار الْمَعْنى أَنْ يَكونَ على حَسَبِ المَضافِ إِلَيْهِ إنْ كانَ مُفرداً فمُفرَدٌ، وَإِن كَانَ مُثَنّىً فمُثَنّىً، وَإِن كانَ جمعا فجمعٌ، وَإِن كَانَ مُذَكَّراً فمُذَكَّرٌ، وَإِن كَانَ مؤَنَّثاً فمؤَنَّثٌ، ثمَّ أَوردَ لذلكَ شَواهِدَ من كَلَام الشُّعراءِ.)
والقسمُ الثّاني: أَنْ تُضافَ لَفظاً إِلَى مَعرِفَةٍ، فقد كَثُرَ إضافَتُهُ إِلَى ضَميرِ الجَمْعِ والخَبَرُ عَنهُ مُفرَدٌ، كقولِه تَعَالَى: وكُلُّهُمْ آتيهِ يومَ القِيامَةِ فَرْداً، ونقَلَ عَن شيخِه أَبي حَيّان، قَالَ: وَلَا يكادُ يوجَدُ فِي لسانِ العرَبِ: كُلُّهُم يَقومونَ، وَلَا! كُلُّهُنَّ قائماتٌ، وإنْ كانَ مَوْجُودا فِي تَمْثِيل كثيرٍ من النُّحاةِ، ونقلَ عَن ابنِ السَّرّاجِ أَنَّ كُلاًّ لَا يَقَعُ على واحِدٍ فِي معنى الجَمعِ إلاّ وذلكَ الواحِدُ نكِرَة، وَهَذَا يَقْتَضِي امْتِناعَ إضافَةِ كُلٍّ إِلَى المُفرَدِ المُعَرَّفِ بالأَلِفِ واللامِ الَّتِي يُرادُ بهَا العُموم. والقسمُ الثّالثُ: أَنْ تُجَرَّدَ عَن الإضافَةِ لَفظاً فيجوزُ الوَجهانِ، قَالَ تَعَالَى: وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ وَكُلٌّ فِي فلَكٍ يَسْبَحونَ وَقَالَ ابنُ مالِكٍ وغيرُه من النُّحاةِ هُنَا: إنَّ الإفْرادَ على اللَّفْظِ، والجَمْعَ على المَعنى، وَهَذَا يدُلُّ على أَنَّهُم قَدَّروا المُضافَ إِلَيْهِ المَحذوفَ فِي المَوضِعين جَمْعاً، فتارَةً رُوعِيَ كَمَا إِذا صُرِّحَ بِهِ، وَتارَة رُوعِيَ لَفْظُ كُلٍّ، وتكونُ حالةُ الحَذْفِ مخالِفَةً لحالَة الإثباتِ، قَالَ: وَمن لطيفِ القَوْل فِي كُلٍّ أَنَّها للاسْتِغراقِ سَوَاء كَانَت للتّأْكيدِ أم لَا، والاستِغراقُ لأَجزاءِ مَا دخَلَتْ عَلَيْهِ إنْ كانتْ مَعرِفَةً، ولِجُزئيّاته إنْ كَانَت نَكِرَةً، وَفِي أَحكامِها إِذا قُطِعَتْ عَن الإضافَةِ أَن تكونَ فِي صدرِ(أَكُولٌ لِمالِ الكَلِّ قبلَ شَبابِهِ ... إِذا كانَ عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شديدِ)
أَيضاً: الثَّقيلُ لَا خَيرَ فِيهِ. أَيضاً: العَيِّلُ، أَي صاحِبُ العِيالِ. أَيضاً: العِيالُ والثِّقْلُ على صاحِبِهِ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: وهُوَ {كَلٌّ على مَولاهُ، وَمِنْه الحديثُ: مَن تَرَكَ} كَلاًّ فإلَيَّ وعَلَيَّ، وَفِي حديثِ طَهْفَةَ: وَلَا يُوكَلُ {كَلُّكُم أَي لَا يُوكَلُ إِلَيْكُم عِيالُكم وَمَا لم تُطيقوه. وَفِي حديثِ البُخاريِّ: كَلاّ إنّكَ تحملُ الكَلَّ، أَي الثِّقْلَ من كُلِّ مَا يُتَكَلَّفُ، ونقلَ ابنُ بَرِّي عَن نِفْطَوَيْهِ فِي قَوْله تَعالى: وهوَ كَلُّ على مَولاه قَالَ هُوَ أَسيدُ بنُ أبي العِيْصِ، وَهُوَ الأَبْكَم، وربّما ج على} كُلولٍ بالضَّمّ فِي الرِّجالِ وَالنِّسَاء. الكَلُّ: الإعْياء، {كالكَلالِ} والكَلالَة، الأخيرةُ عَن اللِّحْيانِيّ. أَيْضا: مَن لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا والِدَ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَقد كَلَّ الرجلُ {يَكِلُّ فيهمَا، أَي فِي المَعنيَيْن.} وكَلَّ البصَرُ والسيفُ وغيرُه من الشيءِ الحديدِ، وَفِي بعضِ النّسخ: وغيرُهما {يَكِلُّ} كَلاًّ {وكِلَّةً، بالكَسْر،} وكَلالَةً {وكُلولَةً} وكُلولاً، بضمِّهما، {وكَلَّلَ} تَكْلِيلاً فَهُوَ {كَليلٌ وكَلٌّ: لم يقطعْ، وأنشدَ ابنُ بَرِّي فِي} الكُلولِ قولَ)
ساعدَةَ: لشانِيْكَ الضَّراعَةُ {والكُلولُ قَالَ: وشاهِدُ} الكِلَّةِ قَوْلُ الطِّرِمّاح: وَذُو البَثِّ فِيهِ {كِلَّةٌ وخُشوعُ وَفِي حديثِ حُنَيْن: فَمَا زِلتُ أرى حَدَّهُم} كَليلاً، وَقَالَ الليثُ: {الكَليل: السيفُ الَّذِي لَا حَدَّ لَهُ.
وكَلَّ لسانُه يَكِلُّ} كَلالَةً وكِلَّةً، فَهُوَ! كَليلُ اللِّسان. كَلَّ بَصَرَه يَكِلُّ {كُلولاً: نَبا وَلم يُحقِّقِ المَنظورَ، فَهُوَ كَليلُ البصَر.} وأكَلَّه البُكاءُ وَكَذَلِكَ اللِّسان، وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: كلُّها سَواءٌ فِي الفِعلِ والمصدرِ.
{والكَلالَة: مَن لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا والِدَ، وَكَذَلِكَ الكَلُّ، وَقد كَلَّ الرجلُ} كَلالَةً. قيل: مَا لم يكن من النَّسَبِ لَحّاً فَهُوَ كَلالَةٌ، وَقَالُوا: هُوَ ابنُ عَمِّ {الكَلالَةِ، وابنُ عَمِّ كَلالَةٍ وكَلالَةٌ، وابنُ عَمِّي كَلالَةً، وَقَالَ أَبُو الجَرّاح: إِذا لم يكن ابنُ العَمِّ لَحّاً وَكَانَ رجلا من العَشيرَةِ قَالُوا: هُوَ ابنُ عمِّي الكَلالَةُ وابنُ عمِّ كَلالَةٍ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا يدلُّ على أنّ العَصَبَةَ وإنْ بَعُدوا كَلالَةٌ. أَو الكَلالَة: مَن} تكَلَّلَ نسَبُه بنَسبِكَ، كابنِ العَمِّ وشِبهِه، كَذَا نصُّ المُحْكَم، وَفِي الصِّحاح: وَيُقَال: هُوَ مصدرٌ مِن {تكَلَّلَه النَّسَبُ: أَي تطَرَّفَه، كأنّه أَخَذَ طَرَفْيْهِ من جهةِ الولَدِ والوالِدِ، وَلَيْسَ لَهُ مِنْهُمَا أحَدٌ فسُمِّي بِالْمَصْدَرِ. أَو هِيَ الأُخُوّةُ للأُمِّ، بضمِّ الهمزةِ والخاءِ وتشديدِ الواوِ المفتوحةِ، كَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم قيل: همُ الإخْوَةُ للأُمِّ، وَهُوَ المُستعمَل. والعربُ تَقول: لم يَرِثْه كَلالَةً: أَي لم يَرِثْه عَن عُرُضٍ بل عَن قُربٍ واستِحقاقٍ، قَالَ الفَرَزدق:
(وَرِثْتُمْ قَناةَ المُلكِ غيرَ كَلالَةٍ ... عَن ابْنَيْ مَنافٍ عبدِ شَمسٍ وهاشِمِ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: ذَكَرَ اللهُ الكَلالَةَ فِي سورةِ النساءِ فِي مَوْضِعَيْن، أَحدهمَا: قَوْله: وَإِن كَانَ رجلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امرأةٌ وَله أخٌ أَو أختٌ} فلكُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ والموضعُ الثَّانِي فِي كتابِ اللهِ قَوْله: يَسْتَفتونَكَ قُل اللهُ يُفتيكمْ فِي الكَلالَةِ إنِ امرؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ ولَدٌ وَله أختٌ فلهَا نِصفُ مَا تَرَكَ الْآيَة، فَجَعَلَ الكَلالَة هُنَا الأختَ للأبِ والأمِّ، والإخوةَ للأبِ والأمِّ، فجعلَ للأختِ الواحدةِ نِصفَ مَا تَرَكَ الميِّتُ، وللأُختَيْنِ الثُّلُثَيْنِ، وللإخوةِ والأخَواتِ جميعُ المالِ بَينهم للذكَرِ مِثلُ حظِّ الأُنْثَيَيْن، وجعلَ للأخِ والأختِ من الأمِّ فِي الآيةِ الأولى الثُّلُثَ لكلٍّ واحدٍ مِنْهُمَا السُّدُس، فبيَّنَ بسِياقِ الْآيَتَيْنِ أنّ الكَلالَةَ تَشْتَمِلُ على الإخوةِ للأمِّ مرّةً، ومرّةً على الإخوةِ والأخَواتِ للأمِّ والأبِ، ودَلَّ قَوْلُ الشاعرِ أنّ الأبَ ليسَ! بكَلالَةٍ، وأنّ سائرَ الأوْلِياءِ من العَصَبَةِ بعدَ الولَدِ كَلالَةٌ،)
وَهُوَ قَوْلُه:
(فإنَّ أَبَا المَرْءِ أَحْمَى لَهُ ... وَمَوْلى الكَلالَةِ لَا يَغْضَبُ)
أرادَ أنَّ أَبَا المرءِ أَغْضَبُ لَهُ إِذا ظُلِمَ، ومَوالي الكَلالَةِ وهم الإخوةُ والأعمامُ وبَنو الأعمامِ وسائرُ القَراباتِ لَا يَغْضَبونَ للمرءِ غَضَبَ الأبِ. أَو الكَلالَةُ: بَنو العمِّ الأباعِدُ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَحكى عَن أعرابيٍّ أنّه قَالَ: مَالِي كثيرٌ ويرِثُني كَلالَةٌ مُتَراخٍ نسَبُهم. أَو الكَلالَةُ من القَرابة: مَا خلا الوالِدَ والولَدَ، نَقله الأخفَشُ عَن الفَرّاء، قَالَ: سمَّوْا كَلالَةً لاستِدارَتِهم بنَسَبِ الميتِ الأقربِ فالأقربِ، من تكَلَّلَه النسَبُ: إِذا استدارَ بِهِ، قَالَ: وسَمِعْتُه مرّةً يَقُول: الكَلالَة: مَن سَقَطَ عَنهُ طرَفاهُ وهما أَبوهُ وولَدُه، فصارَ كَلاًّ وكَلالَةً أَي عِيالاً على الأَصْل، يَقُول: سَقَطَ من الطرَفَيْنِ فصارَ عِيالاً عَلَيْهِم، قَالَ: كَتَبْتُه حِفْظاً عَنهُ، كَذَا فِي التَّهْذِيب. أَو هِيَ العَصَبَة: مَن وَرِثَ مِنْهُ الإخوةُ للأمِّ ونصُّ اللِّحْيانِيّ: من وَرِثَ مَعَه الإخوةُ من العَمِّ، وَقد سَبَقَ قَرِيبا عَن الأَزْهَرِيّ مَا يُفسِّرُه. فَهَذِهِ أَقْوَالٌ سَبْعَةٌ فِي بيانِ معنى الكَلالَة، وروى المُنذِريُّ بسَندِه عَن أبي عُبَيْدةَ أنّ قَالَ: الكَلالَة: مَن لم يَرِثْهُ ولَدٌ أَو أبٌ أَو أخٌ وَنَحْو ذَلِك، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: اعلَمْ أنّ الكَلالَة فِي الأصلِ هِيَ مصدرُ كَلَّ الميِّتُ يَكِلُّ كَلاًّ! وكَلالَةً فَهُوَ كَلٌّ: إِذا لم يُخَلِّفْ وَلَدَاً وَلَا والِداً يَرِثانِه، هَذَا أصلُها، قَالَ: ثمّ قد تقعُ الكَلالَة على العينِ دونَ الحدَثِ فتكونُ اسْما للميِّتِ المَوْروثِ، وإنْ كانتْ فِي الأصلِ اسْما للحَدَثِ على حدِّ قَوْلهم: هَذَا خَلْقُ اللهِ أَي مَخْلُوقُ اللهِ، قَالَ: وجازَ أَن تكونَ اسْما للوارثِ على حدِّ قولِهم: رجلٌ عَدْلٌ، أَي عادلٌ، وماءٌ غَوْرٌ، أَي غائِرٌ، وَقَالَ: والأوّلُ هُوَ اختيارُ البَصْرِيِّينَ من أنّ الكَلالَةَ اسمٌ للموروث، قَالَ: وَعَلِيهِ جاءَ التفسيرُ فِي الآيةِ أنّ الكَلالَةَ الَّذِي لم يُخَلِّفْ وَلَدَاً وَلَا والِداً، فَإِذا جَعَلْتَها للميتِ كَانَ انتِصابُها فِي الآيةِ على وَجْهَيْن، أحدُهما: أَن تكونَ خَبَرَ كَانَ، تقديرُه وَإِن كَانَ المَوروثُ كَلالَةً، أَي كَلاًّ لَيْسَ لَهُ ولَدٌ وَلَا والِدٌ، والوجهُ الثَّانِي: أَن يكونَ انتصابُها على الحالِ من الضميرِ فِي يُورَثُ، أَي يُورَثُ وَهُوَ كَلالَةٌ، وتكونُ كَانَ هِيَ التامّةُ الَّتِي لَيست مُفْتَقِرَةً إِلَى خَبَر، قَالَ: وَلَا يصِحُّ أنْ تكونَ الناقصةَ كَمَا ذَكَرَه الحوفِيُّ لأنّ خَبَرَها لَا يكونُ إلاّ الكَلالَة، وَلَا فائدةَ فِي قولِه: يُورَث، وَالتَّقْدِير: إِن وَقَعَ أَو حَضَرَ رجلٌ يموتُ كَلالَة، أَي يُورَثُ وَهُوَ كَلالَةٌ، أَي كَلٌّ، وَإِن جَعَلْتَها للحَدَثِ دونَ العينِ جازَ انتصابُها على ثلاثةِ أَوْجُهٍ، أحدُها: أَن يكونَ انتصابُها على المصدرِ على تقديرِ حَذْفِ مُضافٍ تقديرُه: يُورَثُ وِراثَةَ كَلالَةٍ، كَمَا قَالَ الفرَزْدقُ:) وَرِثْتُم قَناةَ المُلكِ لَا عَن كَلالَةٍ أَي وَرِثْتموها وِراثَةَ قُربٍ لَا وِراثَةَ بُعدٍ، وَقَالَ عامرُ بنُ الطُّفَيْل:
(وَمَا سَوَّدَتْني عامِرٌ عَن كَلالَةٍ ... أَبى اللهُ أنْ أَسْمُو بأمٍّ وَلَا أبِ)
وَمِنْه قولُهم: هُوَ ابنُ عمٍّ كَلالَةً، أَيالكَلالةُ للمَوروثِ لَا للوارثِ، قَالَ: والظاهرُ أنّ الكَلالَةَ مصدرٌ يقعُ على الوارثِ وعَلى المَوروثِ، والمصدرُ قد يقعُ للفاعلِ تَارَة وللمَفعولِ أُخرى، واللهُ أعلم. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: الأبُ والابْنُ طَرَفَانِ للرجلِ، فَإِذا ماتَ وَلم يُخَلِّفْهُما فقد ماتَ عَن ذهابِ طَرَفَيْهِ فسُمِّيَ ذهابُ الطرفَيْنِ كَلالَةً. وَفِي الأساس: ومنَ المَجاز: كَلَّ فلانٌ كَلالَةً: لم يكن والِداً وَلَا والِدَ والِدٍ، أَي كَلَّ عَن بلوغِ القَرابةِ المُماسَّةِ. {وكَلَّلَ الرجلَ} تَكْلِيلاً: ذَهَبَ وتَرَكَ أَهْلَه وَعِيَاله بمَضْيَعَةٍ. (و) {كَلَّلَ فِي الْأَمر:) جَدَّ فِيهِ وَمضى قُدُماً وَلم يَخِمْ. منَ المَجاز: كلَّلَ السَّبُعُ تَكْلِيلاً} وتَكْلِيلَةً: أَي حَمَلَ وَلم يُحجِمْ، وَأنْشد الأَصْمَعِيّ: حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عَنهُ فَقَضَبْ {تَكْلِيلَةَ الليثِ إِذا الليثُ وَثَبْ وروى المُنذِريُّ عَن أبي الهَيثمِ أنّه قَالَ: الأسدُ يُهَلِّلُ} ويُكَلِّلُ، وأنّ النَّمِرَ {يُكَلِّلُ وَلَا يُهَلِّلُ، قَالَ:} والمُكَلِّلُ: الَّذِي يحملُ فَلَا يرجعُ حَتَّى يَقَعَ بقِرْنِه، والمُهَلِّل: يحملُ على قِرْنِه ثمّ يُحجِمُ فَيَرْجِعُ.
كلَّلَ عَن الأمرِ: أَحْجَم، وَقد يكون كلَّلَ: بِمَعْنى جَبُنَ، يُقَال: حَمَلَ فَمَا كلَّلَ، أَي فَمَا كَذَبَ وَمَا جبُنَ، كأنّه ضِدٌّ، وأنشدَ أَبُو زيدٍ لجَهْمِ بن سَبَل:
(وَلَا {أُكَلِّلُ عَن حَربٍ مُجَلِّحَةٍ ... وَلَا أُخَدِّرُ للمُلْقينَ بالسَّلَمِ)
كلَّلَ فلَانا: أَلْبَسه} الإكْليلَ وَكَذَلِكَ {كَلَّهُ،} والإكْليلُ يَأْتِي مَعْنَاهُ قَرِيبا. {والكَلَّة: الشَّفرةُ} الكالَّة، عَن الفَرّاء. (و) {الكُلَّة، بالضَّمّ: التأخيرُ،} كالكُلأَة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ والفَراء. أَيْضا: تأنيثُ الكُلِّ، وَقد ذُكِرَ آنِفاً. (و) ! الكِلَّة، بالكَسْر: الحالةُ، عَن الفرّاءِ، يُقَال: باتَ فلانٌ {بكِلَّةِ سَوْءٍ، أَي بحالةِ سَوْءٍ. أَيْضا: السِّتْرُ الرقيقُ يُخاطُ كالبيت، فِي المُحْكَم: هُوَ غِشاءٌ من ثوبٍ رقيقٍ يُتَوَقَّى بِهِ من البَعوضِ، وأنشدَ أَبُو عُبَيْدٍ:
(مِن كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّهُ ... زَوْجٌ عليهِ} كِلَّةٌ وقِرامُها)
والجمعُ {كِلَلٌ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: الكِلَّة: الصَّوْقَعةُ، وَهِي صُوفةٌ حمراءُ فِي رأسِ الهَودجِ، قَالَ زُهَيْرٌ:
(وعالَيْنَ أَنْمَاطاً عِتاقاً} وكِلَّةً ... وِرادَ الحَواشي لَوْنُها لَوْنُ عَنْدَمِ)
والإكْليل، بالكَسْر: التَّاج. أَيْضا: شِبهُ عِصابَةٍ تُزَيَّنُ بالجَواهرِ، ج: {أكاليلُ على الْقيَاس، وَفِي حديثِ عائشةَ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهَا تصفه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: دَخَلَ تَبْرُقُ أكاليلُ وَجْهِه، وَهُوَ على وَجْهِ الاستعارةِ، وَقيل: أرادتْ نَواحي وَجْهِه وَمَا أحاطَ بِهِ إِلَى الجَبين، وَفِي حديثِ الاستِسقاء: فَنَظَرْتُ إِلَى المدينةِ وإنّها لَفي مِثلِ الإكْليلِ يريدُ أنّ الغَيمَ تقَشَّعَ عَنْهَا واستدارَ بآفاقِها. الإكْليل: مَنْزِلٌ للقمرِ وَهُوَ أَرْبَعةُ أَنْجُمٍ مُصْطَفّةٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الإكْليل: رأسُ بُرجِ العَقربِ، ورَقيبُ الثُّرَيّا من الأنواءِ هُوَ الإكليلُ لأنّه يطلع بغُيوبِها. الإكْليل: مَا أحاطَ بالظُّفُرِ من اللَّحْم. أَيْضا: السَّحابُ الَّذِي تراهُ كأنَّ غِشاءً أُلْبِسَه، كَمَا فِي العُباب.} وإكْليلُ المَلِكِ نَبْتَان:)
أحدُهما: ورَقُه كَوَرَقِ الحُلْبَةِ، ورائحتُه كَوَرَقِ التِّين، وَنَوْرُه أصفرُ، فِي طرَفِ كُلِّ غُصنٍ مِنْهُ {إكْليلٌ كنِصفِ دائرةٍ، فِيهِ بِزْرٌ كالحُلْبَةِ شَكْلاً، وَلَوْنُه أَصْفَرُ، وَهُوَ المعروفُ بأقْداحِ زُبَيْدةَ.
وثانِيهما ورَقُه كَوَرَقِ الحِمَّصِ، وَهِي قُضبانٌ كثيرةٌ تَنْبَسِطُ على الأرضِ، وَزَهْرُه أصفرُ وأَبْيَضُ، فِي كلِّ غُصنٍ أكاليلُ صِغارٌ مُدَوَّرةٌ، وكِلاهما مُحَلِّلٌ مُنْضِجٌ مُلَيِّنٌ للأورامِ الصُّلبةِ فِي المفاصلِ والأحشاء.} وإكْليلُ الجبلِ: نباتٌ آخَرُ ورَقُه طويلٌ دقيقٌ مُتكاثِفٌ، ولونُه إِلَى السَّواد، وَعوده خَشِنٌ صُلبٌ، وَزَهْرُه بَين الزُّرقَةِ والبَياضِ، وَله ثمَرٌ صُلبٌ إِذا جَفَّ تناثَرَ مِنْهُ بِزْرٌ أدَقُّ من الخَرْدَلِ، وَوَرَقُه مُرٌّ حِرِّيفٌ طيِّبُ الرائحةِ، مُدِرٌّ مُحَلِّلٌ مُفَتِّحٌ للسُّدَدِ، يَنْفَعُ الخَفَقانِ والسعالَ والاستسقاءَ. {وَتَكَلَّلَ بِهِ: أحاطَ واستدارَ وأَحْدَقَ، وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز: رَوْضَةٌ} مُكَلَّلةٌ: أَي مَحْفُوفَةٌ بالنَّوْر. {وانْكَلَّ الرجلُ} انْكِلالاً: ضَحِكَ وَتَبَسَّمَ، قَالَ الْأَعْشَى:
( {وَيَنْكَلُّ عَن غُرٍّ عِذابٍ كأنّها ... جَنى أُقْحُوانٍ نَبْتُهُ مُتَناعِمُ)
وأنشدَ ابنُ بَرِّي لعُمرَ بن أبي رَبيعةَ:
(} وَتَنْكَلُّ عَن عَذْبٍ شَتيتٍ نَباتُه ... لَهُ أُشَرٌ كالأُقْحُوانِ المُنَوِّرِ)
وَيُقَال: كَشَرَ، وافْتَرَّ، وانْكَلَّ، كلُّ ذَلِك تبدو مِنْهُ الأسنانُ. (و) {انْكَلَّ السيفُ: ذَهَبَ حَدُّه عَن اللِّحْيانِيّ.
منَ المَجاز: انْكَلَّ السحابُ عَن البَرقِ: إِذا تبَسَّمَ، وَيُقَال:} انْكِلالُ الغَيمِ بالبَرق: هُوَ قَدْرُ مَا يُريكَ سَوادَ الغَيم من بَياضِه،! كاكْتَلَّ وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وأنشدَ: (عَرَضْنا فقُلْنا إيهِ سِلْمٌ فسَلَّمَتْ ... كَمَا {اكْتَلَّ بالبَرقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ)
} وَتَكَلَّلَ، وَمِنْه قولُ أبي ذُؤَيْبٍ:
( {تكَلَّلَ فِي الغِمادِ فَأَرْضِ لَيْلَى ... ثَلَاثًا مَا أُبينُ لَهُ انْفِراجا)
انْكَلَّ البَرقُ نَفْسُه: لَمَعَ لَمْعَاً خَفِيفا.} وأكَلَّ الرجلُ: {كَلَّ بَعيرُه. (و) } أكَلَّ الرجلُ البَعيرَ: أَعْيَاه، كَذَا فِي المُحْكَم. {والكَلْكَلُ} والكَلْكال: الصَّدرُ من كلِّ شيءٍ. أَو هُوَ مَا بَين التَّرْقُوَتَيْنِ، أَو هُوَ باطِنُ الزَّوْرِ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وربّما جاءَ فِي ضرورةِ الشِّعرِ مُشَدّداً، قَالَ مَنْظُورٌ الأسَديُّ: كأنَّ مَهْوَاها على {الكَلْكَلِّ مَوْقِعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي وَقَالَ ابنُ بَرِّي: المعروفُ} الكَلْكَلُ، وإنّما جاءَ {الكَلْكالُ فِي الشعرِ ضَرُورَة فِي قولِ الراجز: قلتُ وَقد خَرَّتْ على الكَلْكالِ)
يَا ناقَتي مَا جُلْتِ مِن مَجالِ الكَلْكَلُ من الفرَس: مَا بَين مَحْزِمِه إِلَى مَا مَسَّ الأرَضَ مِنْهُ إِذا رَبَضَ، وَقد يُستعارُ لِما ليسَ بجِسمٍ، كقَولِ امرئِ القيسِ فِي صفةِ لَيْلٍ: وَأَرْدَفَ أَعْجَازاً وناءَ} بكَلْكَلِ وقالتْ أعرابِيّةٌ تَرْثِي ابْنَها:
(ألْقى عليهِ الدهرُ! كَلْكَلَهُ ... مَن ذَا يقومُ بكَلْكَلِ الدَّهْرِ) (و) {الكُلْكُلُ كهُدْهُدٍ: الرجلُ الضَّرْبُ، أَو هُوَ الْقصير الغليظُ مَعَ شِدّةٍ،} كالكُلاكِلِ، بالضَّمّ، وَهِي بهاءٍ فيهمَا. {وكَلاّن: اسمُ جبَل، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ:
(وآنَسَ مِن} كَلاّنَ شُمَّاً كأنَّها ... أَراكِيبُ مِن غَسّانَ بِيضٌ بُرودُها)
{والكَلَلُ، مُحَرَّكَةً: الحالُ، يُقَال: الحمدُ للهِ على كلِّ} كَلَلٍ، كَذَا فِي المُحيط. {والكَلاكِل: الجماعاتُ كالكَراكِر، قَالَ العَجّاج: حَتَّى يَحُلُّونَ الرُّبا} الكَلاكِلا وابنُ عَبْدِ ياليلَ بنِ عَبْدِ {كُلالٍ، كغُرابٍ هُوَ الَّذِي عَرَضَ النبيُّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم نَفْسَه عَلَيْهِ، فَلم يُجبْه إِلَى مَا أرادَ، كَمَا فِي العُباب، وَإِلَى عَبْدِ كُلالٍ هَذَا نُسِبَ أَسْعَدُ بنُ محمدٍ} الكُلالِيُّ صاحبُ اليمنِ قَبْلَ الثلاثمائةِ، ذَكَرَه الهَمْدانيُّ فِي الأنْسابِ، وَكَذَلِكَ أَبُو الأَغَرِّ الكُلالِيُّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الكِلال، بالكَسْر: جَمْعُ} كالٍّ، وَهُوَ المُعْيِي، كجائعٍ وجِياعٍ، أَو جَمْعُ {كَليلٍ، كشَديدٍ وشِدادٍ، وَبِهِمَا فُسِّرَ قولُ الأسْوَدِ بن يَعْفُرَ:
(بأَظْفارٍ لَهُ حُجْنٍ طِوالٍ ... وَأَنْيابٍ لَهُ كانتْ} كِلالا)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: وناسٌ يجعلونَ {كَلاّءَ البَصرةِ اسْما من كَلَّ على فَعْلاء، وَلَا يَصْرِفونَه، وَالْمعْنَى أنّه مَوْضِعٌ} تكِلُّ فِيهِ الرِّيحُ عَن عمَلِها فِي غَيْرِ هَذَا الموضعِ، قَالَ رُؤبةُ: مُشْتَبِهِ الأعلامِ لَمّاعِ الخَفَقْ {يَكِلُّ وَفْدُ الريحِ من حَيْثُ انْخَرَقْ وأصبحَ فلانٌ} مُكِلاًّ: إِذا صارَ ذَوُو قَرابَتِه {كَلاًّ عَلَيْهِ، أَي عِيالاً، وأصبحتُ مُكِلاًّ: أَي ذَا قَراباتٍ وهم عليَّ عِيالٌ.} وكُلَّ الرجلُ، بالضَّمّ: إِذا تَعِبَ، وَأَيْضًا: إِذا توَكَّلَ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. ورأسُ الكَلِّ، بالفَتْح: رئيسُ اليهودِ، نَقَلَه ابنُ بَرِّي عَن ابنِ خالَوَيْه. {وكَلَّلَ فلانٌ فلَانا: لم يُطِعه، قَالَ)
النابغةُ الجَعدِيُّ:
(بَكَرَتْ تَلومُ وَأَمْسِ مَا} كَلَّلْتُها ... ولقدْ ضَلَلْتُ بذاكَ أيَّ ضَلالِ)
{وكَلَلْتُه بالحِجارة: أَي عَلَوْتُه بهَا، وَكَذَلِكَ} كَلَّه فَهُوَ {مَكْلُولٌ. ونُهِيَ عَن} تَكْلِيلِ القُبور: أَي رَفْعِها تُبنى مِثلَ {الكِلَلِ، وَهِي الصَّوامِعُ والقِبابُ الَّتِي تُبنى على القُبور. وَقيل: هُوَ ضَرْبُ} الكِلَّةِ عَلَيْهَا، وَهِي سِتْرٌ مُرَبَّعٌ يُضرَبُ على الْقُبُور. وَقد يُجمعُ الإكْليلُ على أَكِلَّةٍ، وأنشدَ ابنُ جِنِّي:
(قد دَنا الفِصْحُ فالوَلائِدُ يَنْظِمْ ... نَ سِراعاً {أَكِلَّةَ المَرْجانِ)
لمّا حُذِفَتْ الهمزةُ وبَقِيَت الكافُ سَاكِنة فُتِحَتْ فصارتْ إِلَى} كَليلٍ، كدَليلٍ، فجُمِعَ على {أَكِلَّةٍ، كأَدِلَّةٍ. وغَمامٌ} مُكَلَّلٌ: مَحْفُوفٌ بقِطعٍ منَ السَّحابِ، كأنّه {مُكَلَّلٌ بهنَّ، وَقيل: مُلَمَّعٌ بالبرق. وَيُقَال: ذِئبٌ} مُكِلٌّ: قد وَضَعَ {كَلَّه على النَّاس. وذئبٌ كَليلٌ: لَا يَعْدُو على أحدٍ. وانْطلقَ} مُكَلِّلاً: ذَهَبَ لَا يُبالي بِمَا وراءَه. وَجَفْنَةٌ {مُكَلَّلَةٌ بالسَّديفِ، وجِفانٌ} مُكَلّلاتٌ، وَهُوَ مَجاز. وَأَبُو الأَصْبَغِ شَبيبُ بنُ حَفْصِ بن إسماعيلَ بنِ كَلالَةَ {الكَلالِيُّ، بالفَتْح المِصريُّ، وحدَّثَ عَنهُ مُحَمَّد بن مُوسَى بن النُّعمانِ، مَاتَ سنة ضَبَطَه الحافظُ. وَقَالَ ابنُ بَرِّي:} كَلاَّ: حَرْفُ رَدْعٍ وَزَجْرٍ، وَقد تَأتي بِمَعْنى لَا كقَولِ الجَعْديِّ:
(فقُلنا لَهُم خَلُّوا النساءَ لأهلِها ... فَقَالُوا لنا: كَلاّ، فقُلنا لَهُم: بَلى)
! فكَلاَّ هُنَا بِمَعْنى لَا بدليلِ قولِه: فقُلنا لَهُم: بلَى، وبلى لَا تَأتي إلاّ بعدَ نَفيٍ، ومِثلُه قَوْلُه أَيْضا:
(قُرَيْشٌ جِهازُ الناسِ حَيّاً ومَيِّتاً ... فَمَنْ قالَ: كَلاَّ، فالمُكَذِّبُ أَكْذَبُ)
وعَلى هَذَا يُحملُ قَوْله تَعالى: رَبِّي أهانَنْ، كَلاَّ. وَقَالَ ابنُ الأثيرِ: رَدعٌ فِي الكلامِ، وتنبيهٌ، وَمَعْنَاهُ: انْتَهِ، لَا تَفْعَلْ، إلاّ أنّها آكَدُ فِي النَّفيِ والرَّدعِ من: لَا، لزيادةِ الكافِ، قَالَ: وَقد تَرِدُ بِمَعْنى حَقّاً كقولِه تَعَالَى: كَلاَّ لَئِنْ لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بالناصِيَةِ وَقد جَمَعَ الإمامُ أَبُو بكرِ بنُ الأنْبارِيِّ أَقْسَامَها ومواضِعها فِي بابٍ من كتابِه: الوَقْفُ والابْتِداء. واحمدُ بنُ أسعدَ الكَلالِيُّ من أَهْلِ جزيرةِ كَمَرَان: فَقيهٌ، ذَكَرَه الخَزْرَجِيُّ.
Expand
ك ل ل

كلّ الإنسان والدابّة كلالاً وكلالةً، وهو كال مكل: كلت دوابّه، وأكلّ دابته. وكلّ السيف كلولاً وكلّةً. وكلّله: ألبسه الإلكليل وهو عصابة مزيّنة بالجواهر. وانكلّت المرأة: ضحكت. قال الأعشى:

وتنكلّ عن مشرقٍ باردٍ ... كشوك السّيال أسفّ النؤورا

وهو كلّ عليه.

ومن المجاز: كل بصره ولسانه كلّةً، وهو كلة، وهو كليل البصر واللسان. وكلّ عن الأمر: ثقل عليه فلم ينبعث فيه. وكلّ فلان كلالة إذا لم يكن ولداً ولا والداً أي كلّ عن بلوغ القرابة المماسة. قال الطرمّاح يصف الثور:

يهز سلاحاً لم يرثه كلالة ... يشك به منها غموض المغابن

وكلّل عن القتال: نكل. وانطلق مكلّلاً: ذهب لا يبالي بما وراءه. وكلّل على القوم: حمل عليهم. يقال: كلّل تكليلة السبع. وقال أبو زبيد الطائيّ:

فأجمرت حرجٌ خوصاء ناجية ... وأيقنت أنه إذ كلل السبع

أي أنه وقت تكليله. وجفنة مكلّلة بالسّديف، وجفان مكللات. وروضة مكلّلة: محفوفة بالنور. وتكلّلوه: أحدقوا به. وألقى عليه الدهر كلكله، وانكلّ السحاب واكتلّ: ضحك بالبرق.

عرف

(ع ر ف) : (عَرَفَ) الشَّيْءَ وَاعْتَرَفَهُ بِمَعْنًى (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَمَا اعْتَرَفَهُ الْمُسْلِمُونَ وَكَذَا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي اللُّقَطَةِ فَإِنْ أَكَلَهَا أَوْ تَصَدَّقَ بِهَا ثُمَّ جَاءَ صَاحِبُهَا فَاعْتَرَفَهَا أَيْ عَرَفَ أَنَّهُ أَكَلَهَا أَوْ أَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَصَدَّق بِهَا (وَأَمَّا) الِاعْتِرَافُ بِمَعْنَى الْإِقْرَارِ بِالشَّيْءِ عَنْ مَعْرِفَةٍ فَذَاكَ يُعَدَّى بِالْبَاءِ وَالْمَعْرُوفُ خِلَافُ الْمُنْكَرِ (وَقَوْلُهُ) فِي الْوَقْف أَنْ يَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ أَيْ بِقَدْرِ الْحَاجَةِ مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ (وَالْعَرَّافُ) الْحَازِي وَالْمُنَجِّمُ الَّذِي يَدَّعِي عِلْمَ الْغَيْبِ وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ مَنْ أَتَى عَرَّافًا (وَالْعِرَافَةُ) بِالْكَسْرِ الرِّيَاسَةُ وَالْعَرِيفُ) السَّيِّدُ لِأَنَّهُ عَارِفٌ بِأَحْوَالِ مَنْ يَسُودَهُمْ وَيَسُوسَهُمْ (وَعَرَفَاتٌ) عَلَمٌ لِلْمَوْقِفِ وَهِيَ مُنَوَّنَةٌ لَا غَيْرَ وَيُقَالُ لَهَا عَرَفَةُ أَيْضًا (وَيَوْمَ عَرَفَة) التَّاسِع مِنْ ذِي الْحِجَّةِ (وَفِي) حَدِيثِ ابْن أُنَيْسٍ بَعَثَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَرَفَةَ وَالْقَاف تَصْحِيفٌ (وَعَرَّفُوا تَعْرِيفًا) وَقَفُوا بِعَرَفَاتٍ وَأَمَّا التَّعْرِيفُ الْمُحْدَثُ وَهُوَ التَّشَبُّهُ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فِي غَيْرِهَا مِنْ الْمَوَاضِع وَهُوَ أَنْ يَخْرُجُوا إلَى الصَّحْرَاءِ فَيَدْعُوَا وَيَتَضَرَّعُوا وَأَوَّلُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِالْبَصْرَةِ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُعَرِّفَ بِالْهَدْيِ أَيْ أَنْ يَأْتِي بِهِ إلَى عَرَفَاتٍ (وَعُرْفُ الْفَرَسِ) شَعْرُ عُنُقِهِ (وَالْمَعْرَفَة) بِفَتْحِ الْمِيم وَالرَّاء مِثْلُهُ (وَمِنْهَا) الْأَخْذُ مِنْ مَعْرَفَةِ الدَّابَّةِ لَيْسَ بِرِضَا يَعْنِي قَطْعَ شَيْءٍ مِنْ عُرْفِهِ وَالْمَعْرَفَةُ فِي غَيْرِ هَذَا مَنْبِتُ الْعُرْفِ (وَفَرَسٌ أَعْرَفُ) وَافِرُ الْعُرْفِ وَالْمُؤَنَّث عَرْفَاءُ الْعَارِفُ فِي كِتَابِ الدَّعْوَى فِي (ن ت) عَرَفَ عُمَر فِي (س ن) وَلَا اعْتِرَافًا فِي (ع ق) .
ع ر ف : عَرَفْتُهُ عِرْفَةً بِالْكَسْرِ وَعِرْفَانًا عَلِمْتُهُ بِحَاسَّةٍ مِنْ الْحَوَاسِّ الْخَمْسِ وَالْمَعْرِفَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَيَتَعَدَّى بِالتَّثْقِيلِ فَيُقَالُ عَرَّفْتُهُ بِهِ فَعَرَفَهُ وَأَمْرٌ عَارِفٌ وَعَرِيفٌ أَيْ مَعْرُوفٌ وَعَرَفْتُ عَلَى الْقَوْمِ أَعْرُفُ مِنْ بَابِ قَتَلَ عِرَافَةً بِالْكَسْرِ فَأَنَا عَارِفٌ أَيْ مُدَبِّرٌ أَمْرَهُمْ وَقَائِمٌ بِسِيَاسَتِهِمْ وَعَرَفْتُ عَلَيْهِمْ بِالضَّمِّ لُغَةٌ فَأَنَا عَرِيفٌ وَالْجَمْعُ عُرَفَاءُ قِيلَ الْعَرِيفُ يَكُونُ عَلَى نَفِيرٍ وَالْمَنْكِبُ يَكُونُ عَلَى خَمْسَةِ عُرَفَاءَ وَنَحْوِهَا ثُمَّ الْأَمِيرُ فَوْقَ هَؤُلَاءِ وَأَمَرْتُ بِالْعُرْفِ أَيْ بِالْمَعْرُوفِ وَهُوَ الْخَيْرُ وَالرِّفْقُ وَالْإِحْسَانُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ مَنْ كَانَ آمِرًا بِالْمَعْرُوفِ فَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ أَيْ مَنْ أَمَرَ بِالْخَيْرِ فَلْيَأْمُرْ بِرِفْقٍ وَقَدْرٍ يُحْتَاجُ إلَيْهِ وَاعْتَرَفَ بِالشَّيْءِ أَقَرَّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ.

وَالْعَرَّافُ مُثَقَّلٌ بِمَعْنَى الْمُنَجِّمِ وَالْكَاهِنِ وَقِيلَ الْعَرَّافُ يُخْبِرُ عَنْ الْمَاضِي وَالْكَاهِنُ يُخْبِرُ عَنْ الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ وَيَوْمُ عَرَفَةَ تَاسِعُ ذِي الْحِجَّةِ
عَلَمٌ لَا يَدْخُلُهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَهِيَ مَمْنُوعَةٌ مِنْ الصَّرْفِ لِلتَّأْنِيثِ وَالْعَلَمِيَّةِ.

وَعَرَفَاتٌ مَوْضِعُ وُقُوفِ الْحَجِيجِ وَيُقَالُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَكَّةَ نَحْوُ تِسْعَةِ أَمْيَالٍ وَيُعْرَبُ إعْرَابَ مُسْلِمَاتٍ وَمُؤْمِنَاتٍ وَالتَّنْوِينُ يُشْبِهُ تَنْوِينَ الْمُقَابَلَةِ كَمَا فِي بَابِ مُسْلِمَاتٍ وَلَيْسَ بِتَنْوِينِ صَرْفٍ لِوُجُودِ مُقْتَضَى الْمَنْعِ مِنْ الصَّرْفِ وَهُوَ الْعَلَمِيَّةُ وَالتَّأْنِيثُ وَلِهَذَا لَا يَدْخُلُهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ عَرَفَةُ هِيَ الْجَبَلُ وَعَرَفَاتٌ جَمْعُ عَرَفَةَ تَقْدِيرًا لِأَنَّهُ يُقَالُ وَقَفْتُ بِعَرَفَةَ كَمَا يُقَالُ بِعَرَفَاتٍ وَعَرَّفُوا تَعْرِيفًا وَقَفُوا بِعَرَفَاتٍ كَمَا يُقَالُ عَيَّدُوا إذَا حَضَرُوا الْعِيدَ وَجَمَّعُوا إذَا حَضَرُوا الْجُمُعَةَ.

وَعُرْفُ الدِّيكِ لَحْمَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ فِي أَعْلَى رَأْسِهِ يُشَبَّهُ بِهِ بَظْرُ الْجَارِيَةِ.

وَعُرْفُ الدَّابَّةِ الشَّعْرُ النَّابِتُ فِي مُحَدَّبِ رَقَبَتِهَا. 

عرف


عَرَفَ(n. ac. عِرْفَة
مَعْرِفَة
عِرَاْف)
a. Knew, was acquainted with.
b. [Bi & La], Acknowledged, confessed, avowed ( a
fault ) to.
c. [La], Bore patiently, supported, suffered, endured.
d.(n. ac. عِرَاْفَة) ['Ala], Ruled, governed; managed, directed.
عَرِفَ(n. ac. عَرَف)
a. Was scented, perfumed.

عَرُفَ(n. ac. عَرَاْفَة)
a. Was chief, head; was a prince &c.

عَرَّفَa. Acquainted with, informed of; taught.
b. Defined; made definite, used the definite article with
(noun).
c. [ coll. ], Confessed, heard the
confession of (priest).
d. Perfumed, scented.

أَعْرَفَa. see II (a)b. Had a long mane (horse); had a fine comb
(cock).
تَعَرَّفَa. Was, became known; made himself known.
b. Asked, inquired about.
c. [Bi], Was known to, was an acquaintance of.
d. Was defined, determined; was used with the definite
article (noun).
تَعَاْرَفَa. Knew one another, were acquainted.
b. Recognized each other.

إِعْتَرَفَa. Knew; learnt; was, became acquainted with.
b. [Bi], Acknowledged, confessed, avowed, owned; professed
(faith).
c. Questioned, interrogated.
d. Was humble, submissive.
e. see I (c)f. [ coll. ], Went to confession
confessed.
إِسْتَعْرَفَa. Wanted to know; inquired, asked about.
b. Made himself known to.

عَرْفa. Odour; scent, perfume, fragrance.

عَرْفَةa. Wind.
b. Boil on the hand.
c. see 2t
عِرْفa. Patience.

عِرْفَةa. Question, demand, inquiry.

عُرْفa. Avowal, acknowledgment; confession.
b. Kindness; favour; benefit; boon.
c. Mane (horse); comb (cock).
d. Height, elevation, eminence.

عُرْفَة
(pl.
عُرَف)
a. see 3 (d)b. Limit, boundary.

عُرْفِيّa. Commonly received; in common usage, usual.
b. Conventional.

عُرْفِيَّةa. Aphorism; truism. —
مَعْرَف مَعْرِف
(pl.
مَعَاْرِفُ), Face, visage; feature.
مَعْرِفَة
(pl.
مَعَاْرِفُ)
a. Knowledge; cognizance, cognition.
b. Determinate (noun).
عَاْرِف
(pl.
عَرَفَة)
a. Known, wellknown.
b. Patient.

عَاْرِفَة
(pl.
عَوَاْرِفُ)
a. fem. of
عَاْرِفb. Kindness; favour; benefit, boon; gift.

عِرَاْفَةa. Divination, soothsaying.

عَرِيْف
(pl.
عُرَفَآءُ)
a. Well-informed.
b. Chief.
c. Inspector, superintendent, overseer.
d. Known (thing).
عَرُوْف
(pl.
عُرْف)
a. Patient; persevering.

عَرُوْفَةa. Expert; intelligent; well-informed, cultured.

عَرَّاْفa. Diviner, soothsayer.

عِرْفَاْنa. Knowledge; information, instruction; culture.
b. Kindness; favour.

مَعَاْرِفُa. Acquaintances, friends.

N. P.
عَرڤفَa. Known, commonly known.
b. Active voice.
c. Favour; kindness.

N. Ag.
عَرَّفَ
a. [ coll. ], Father confessor.

N. P.
عَرَّفَa. Definite, determinate.

N. Ac.
عَرَّفَ
(pl.
تَعَاْرِيْف
&
a. تَعَرِيْفَات ), Definition;
explanation.
b. Tariff.

N. Ag.
إِعْتَرَفَa. Confessor.

N. Ac.
إِعْتَرَفَa. Acknowledgment, avowal.
b. [ coll. ], Confession.

عَرَفَات
a. Small mountain near Mecca.

عُرْفًا
a. Consecutively.

حَرْف التَّعْرِيْف
a. The definite article ( اَل).
إِعْرَوْرَفَ
a. Had a flowing mane (horse).
b. Was luxuriant, abundant.
c. Prepared for mischief.

عُرْف الدِّيْك
a. Cockscomb (plant).
عَرْفَج
a. A certain thorny plant.
ع ر ف: (عَرَفَهُ) يَعْرِفُهُ بِالْكَسْرِ (مَعْرِفَةً) وَ (عِرْفَانًا) بِالْكَسْرِ. وَ (الْعَرْفُ) الرِّيحُ طَيِّبَةً كَانَتْ أَوْ مُنْتِنَةً. وَ (الْمَعْرُوفُ) ضِدُّ الْمُنْكَرِ وَ (الْعُرْفُ) ضِدُّ النُّكْرِ يُقَالُ: أَوْلَاهُ عُرْفًا أَيْ مَعْرُوفًا. وَالْعُرْفُ أَيْضًا الِاسْمُ مِنَ الِاعْتِرَافِ. وَالْعُرْفُ أَيْضًا عُرْفُ الْفَرَسِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: 1] قِيلَ: هُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ عُرْفِ الْفَرَسِ أَيْ يَتَتَابَعُونَ كَعُرْفِ الْفَرَسِ. وَقِيلَ: أُرْسِلْتُ بِالْعُرْفِ أَيْ بِالْمَعْرُوفِ. وَ (الْمَعْرَفَةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ الْعُرْفُ. وَ (الْأَعْرَافُ) الَّذِي فِي الْقُرْآنِ قِيلَ هُوَ سُورٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ. وَيُقَالُ: يَوْمُ (عَرَفَةَ) غَيْرَ مُنَوَّنٍ وَلَا تَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ. وَ (عَرَفَاتٌ) مَوْضِعٌ بِمِنًى وَهُوَ اسْمٌ فِي لَفْظِ الْجَمْعِ فَلَا يُجْمَعُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا وَاحِدَ لَهُ بِصِحَّةٍ، وَقَوْلُ النَّاسِ: نَزَلْنَا عَرَفَةَ شَبِيهٌ بِمُوَلَّدٍ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ. وَهُوَ مَعْرِفَةٌ وَإِنْ كَانَ جَمْعًا لِأَنَّ الْأَمَاكِنَ لَا تَزُولُ فَصَارَ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ وَخَالَفَ الزَّيْدِينَ تَقُولُ: هَؤُلَاءِ عَرَفَاتٌ حَسَنَةً بِنَصْبِ النَّعْتِ لِأَنَّهُ نَكِرَةٌ. وَهِيَ مَصْرُوفَةٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} [البقرة: 198] قَالَ الْأَخْفَشُ: إِنَّمَا صُرِفَتْ لِأَنَّ التَّاءَ صَارَتْ بِمَنْزِلَةِ الْيَاءِ وَالْوَاوِ فِي مُسْلِمِينَ وَمُسْلِمُونَ لِأَنَّهُ تَذْكِيرُهُ وَصَارَ التَّنْوِينُ بِمَنْزِلَةِ النُّونِ فَلَمَّا سُمِّيَ بِهِ تُرِكَ عَلَى حَالِهِ كَمَا يُتْرَكُ مُسْلِمُونَ عَلَى حَالِهِ إِذَا سُمِّيَ بِهِ. وَكَذَا الْقَوْلُ فِي أَذَرِعَاتٍ وَعَانَاتٍ وَعُرَيْتِنَاتٍ. وَ (الْعَارِفَةُ) الْمَعْرُوفُ. وَ (الْعَرِيفُ) وَ (الْعَارِفُ) بِمَعْنًى كَالْعَلِيمِ وَالْعَالِمِ. وَ (الْعَرِيفُ) أَيْضًا النَّقِيبُ وَهُوَ دُونَ الرَّئِيسِ وَالْجَمْعُ (عُرَفَاءُ) وَبَابُهُ ظَرُفَ إِذَا صَارَ عَرِيفًا. وَإِذَا بَاشَرَ ذَلِكَ مُدَّةً قُلْتَ: (عَرَفَ) مِثْلُ كَتَبَ. وَ (التَّعْرِيفُ) الْإِعْلَامُ. وَالتَّعْرِيفُ أَيْضًا إِنْشَادُ الضَّالَّةِ. وَالتَّعْرِيفُ أَيْضًا
التَّطْيِيبُ مِنَ الْعَرْفِ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] " أَيْ طَيَّبَهَا لَهُمْ. وَ (التَّعْرِيفُ) أَيْضًا الْوُقُوفُ بِعَرَفَاتٍ. وَ (الْمُعَرَّفُ) الْمَوْقِفُ. وَ (الِاعْتِرَافُ) بِالذَّنْبِ الْإِقْرَارُ بِهِ. وَرُبَّمَا وَضَعُوا (اعْتَرَفَ) مَوْضِعَ (عَرَفَ) وَبِالْعَكْسِ. وَ (تَعَرَّفَ) مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَيْ طَلَبَهُ حَتَّى عَرَفَهُ. وَ (تَعَارَفَ) الْقَوْمُ عَرَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 
Expand
ع ر ف

لأعرفنّ لك ما صنعت أي لأجازينك به، وبه فسر قوله تعالى: " عرف بعضه وأعرض عن بعض " وأتيت فلاناً متنكراً ثم استعرفت أي عرّفت نفسي. قال مزاحم العقيلي:

فاستعرفا ثم قولا إنّ ذا رحم ... هيمان كلفنا من شأنكم عسرا

فإن بغت آية تستعرفان بها ... يوما فقولا لها العود الذي اختضرا

وسمع أعرابيّ يقول: ما عرف عرفي إلا بأخرة بكسر العين. واعترف القوم: استخبرهم، يقال: اذهب إلى هؤلاء فاعترفهم. قال بشر:

أسائلة عميرة عن أبيها ... خلال الجيش تعترف الركابا

وسمعتهم يقولون لمن فيه جربزة: ما هو إلا عويرف. ويقال: هاجت معارف فلان أي مودّاته التي كنت أعرفها ما يهيج الزرع. ويقال للقوم إذا تلثموا: غطوا معارفهم. قال ذو الرمة:

نلوث على معارفنا وترمى ... محاجرنا شآمية سموم

وقال الراعي:

متختّمين على معارفنا ... نثني لهنّ حواشي العصب

يقال: تختّم على وجهه إذا غطّاه. وتقول: بنو فلان غرّ المعارف، شمّ المراعف. وامرأة حسنة المعارف وهي الأنف وما والاه، وقيل: الوجه كله. وخرجنا من مجاهل الأرض إلى معارفها. قال لبيد:

أجزت إلى معارفها بشعث ... وأطلاح من العيديّ هيم

وما كنا بشيء حتى عرفت علينا: من عريف القوم وهو القيّم بأمرهم الذي عرف بذلك وشهر. وطعام معرف: مأدوم بشيء من الإدام. والنفس عارفة وعروف أي صبور. قال أبو ذؤيب:

فصبرت عارفة لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلّع

والعرف بالكسر: الصبر. قال:

قل لابن قيس أخي الرقيات ... ما أحسن العرف في المصيبات

وعرف الرجل واعترف. وأنشد الفرّاء يخاطب ناقته:

مالك ترغين ولا ترغو الخلف ... وتضجرين والمطيّ معترف

وقال أبو النجم يصف مرح ناقته وأنها كانت نشيطةً الليلة كلّها وما ذلّت إلا عند الصبح:

فما عرفت للذل حتى تعطفت ... بقرن بدا من دارة الشمس خارج

وما أطيب عرفه، وعرف الله الجنة: طيبها. وطار القطا عرفاً عرفاً أي متتابعة. والضبع عرفاء. وعن سعيد بن جبير: ما أكلت لحماً اطيب من معرفة البرذون. وفلان يعرف الخيل أي يجز أعرافها.

ومن المستعار: أعراف الريح والسحاب والضباب: لأوائلها. وقال:

وطار أعراف العجاج فانتصب

واعرورف البحر: ارتفعت أمواجه. قال الحطيئة:

وهند أتى من دونها ذو غوارب ... يقمص بالبوصيّ معرورف ورد وفيه نظر من قال:

خضم ترى الأمواج فيه كأنها ... إذا التطمت أعراف خيل جوامح

وأميل أعرف: مرتفع. قال العجاج:

فانصاع مذعوراً وما تصدّفا ... كالبرق يجتاز أميلاً أعرفا

واعرورف فلان للشرّ: اشرأب له، ومنه قوله: فإذا سمعت بحفيف الموكب المار تحركت وانتعشت، ونبت لك عرفٌ وانتفشت. وقلة عرفاء: مرتفعة. قال زهير:

ومرقبة عرفاء أوفيت مقصراً ... لأستأنس الأشباح فيه وأنظرا

من القصر وهو العشيّ. إذا سال بك الغرّاف، لم ينفعك العراف. قال:

جعلت لعرّاف اليمامة حكمه ... وعراف نجدٍ إن هما شفياني

قال الجاحظ: هو دون الكاهن.
Expand
[عرف] عَرَفْتُهُ مَعْرِفَةً وعِرْفاناً . وقولهم: ما أعرِفُ لأحدٍ يصرعني، أي ما أعترفُ. وعَرَفْتُ الفرسَ: أي جَزَزْتُ عُرْفَهُ. والعَرْفُ: الريحُ طيّبةً كانت أو منتنة. يقال: ما أطيب عَرْفَهُ. وفي المثل: " لا يَعْجِزَ مَسْكُ السَوْءِ عن عَرْفِ السَوْءِ ". والعَرْفَةُ: قرحةٌ تخرج في بياض الكفّ عن ابن السكيت. يقال: عرف الرجال فهو معروف، أي خرجت به تلك القَرحة. والمَعْروفُ: ضدّ المنكر والعُرْفُ: ضد النكر. ويقال: أولاه عرفا، أي معروفا. والمعرف أيضا: الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له عليَّ ألفٌ عُرْفاً، أي اعترافاً، وهو توكيد. والعُرْفُ: عُرْفُ الفرسِ. وقوله تعالى: {والمُرسَلاتِ عُرفاً} ، يقال هو مستعار من عُرْفِ الفرس، أي يتتابعون كعُرْفِ الفرس ويقال: أُرْسِلَتْ بالعُرْفِ، أي بالمعروفِ. والمَعْرَفَةُ بفتح الراء: الموضع الذي ينبت عليه العُرْفُ. والعُرْفُ والعُرُفُ: الرملُ المرتفُع . قال الكميت: أبكاك بالعرف المنزل وما أنت والطلل المحول وهو مثل عسر وعسر. وكذلك العُرْفَةُ، والجمع عُرَفٌ وأعْرافٌ. ويقال الأعرافُ الذي في القرآن: سورٌ بين الجنة والنار. وشئ أعرف، أي له عرف. وأعرف الفرس، أي طال عُرْفُهُ. واعْرَوْرَفَ أي صار ذا عُرْفٍ. واعْرَوْرَفَ الرجلُ، أي تهيأ للشر. واعْرَوْرَفَ البحرُ، أي ارتفعت أمواجه. ويقال للضبع عَرْفاءُ، سُمِّيَتْ بذلك لكثرة شعرها. والعِرْفُ بالكسر، من قولهم: ما عرف عرفى إلا بأخرة، أي ما عرفَني إلا أخيراً. وتقول: هذا يوم عرفة غير منون، ولا تدخله الالف واللام. وعرفات: موضع بمنى ، وهو اسم في لفظ الجمع فلا يجمع. قال الفراء ولا واحد له بصحة. وقول الناس: نزلنا عرفة شبيه بمولد، وليس بعربي محض . وهى معرفة وإن كان جمعا، لان الا ما كن لا تزول، فصار كالشئ الواحد، وخالف الزيدين. تقول: هؤلاء عرفات حسنة، تنصب النعت لانه نكرة. وهى مصروفة. قال تعالى: {فإذا أفضتم من عرفات} قال الاخفش: إنما صرفت لان التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون، لانه تذكيره، وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمى به ترك على حاله كما يقال مسلمون إذا سمى به على حاله. وكذلك القول في أذرعات وعانات وعريتنات. والعارِفُ: الصبورُ. يقال: أصيب فلان فَوُجِدَ عارِفاً. والعَروفُ مثله. قال عنترة: فصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً ترْسو إذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ يقول: حبستُ نَفساً عارِفَة، أي صابرةً. والعارفَةُ أيضاً: المعروفُ. ورجلٌ عَروفَةٌ بالأمور، أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة. والعريفُ والعارِفُ بمعنًى، مثل عليمٍ وعالمٍ. وأنشد الأخفش : أوَ كُلما وَرَدَتْ عُكاظَ قبيلة بعثوا إليَّ عَريفَهُمْ يَتَوَسَّمُ أي عارِفَهُمْ. والعَريفُ: النقيبُ، وهو دون الرئيس، والجمع: عُرَفاءُ. تقول منه عَرُفَ فلانٌ بالضم عَرافَةً، مثل خُطب خَطابَةً، أي صار عريفاً، وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عرف فلان علينا سنين يعرف عرافة، مثال كتب يكتب كتابة. والتعريف: الاعلام. والتعريف أيضا: إنشاد الضالة. والتَعْريفُ: التطييب، من العَرْفِ. وقوله تعالى: {عَرّفَها لهم} أي طَيَّبَها. قال الشاعر يخاطب رجلا ويمدحه:

عرفت كإتب عرفته اللطائم * يقول: كما عرف الاتب، وهو البقير. والعَرَّافُ: الكاهنُ والطبيبُ. قال الشاعر : فقلت لعَرَّافِ اليَمامةِ داوني فإنك إن أبْرَأْتَني لَطبيبُ والتعريفُ: الوقوفُ بعَرَفاتٍ. يقال: عَرَّفَ الناسُ، إذا شهدوا عَرَفاتٍ، وهو المُعَرَّفُ، للموقف. والاعتِرافُ بالذنب: الإقرارُ به. واعْتَرَفْتُ القومَ، إذا سألتَهم عن خبر لتَعرِفَهُ. قال الشاعر : أسائِلةٌ عُمَيْرَةُ عن أبيها خِلالِ الرَكْبِ تَعْتَرِفُ الرِكابا وربَّما وضعوا اعْتَرَفَ موضعَ عَرَفَ، كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ. قال أبو ذؤيب يصف سحابا مرته النعامى لم يعترف خِلافَ النُعامى من الشأم ريحا أي لم يَعرِف غير الجنوب، لأنَّها أبَلُّ الرياحِ وأرطَبُها. وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان، أي تطلّبتُ حتَّى عَرَفتُ. وتقول: ائتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتَّى يعرفك. وقد تَعارَفَ القومُ، أي عَرَفَ بعضُهم بعضاً. وامرأةٌ حسنة المَعارِفِ، أي الوجه وما يظهر منها، واحدها مَعْرَفٌ. قال الراعي: مُتَلَفِّمينَ على مَعارِفِنا نَثْني لهنَّ حَواشِيَ العَصْبِ
Expand
الْعين وَالرَّاء وَالْفَاء

العِرْفانُ: الْعلم، وينفصلان بتحديد لَا يَلِيق بِهَذَا الْكتاب.

عَرَفَه يَعْرِفه عِرْفَةً وعِرْفانا وعِرِفَّاناً. ومَعْرِفَة واعْترَفَه. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مَرَتْه النُّعامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلالَ لنُّعامى منَ الشَّأمْ رِيحا

وَرجل عَرُوفٌ وعَرُوفَةٌ: يعرف الْأُمُور وَلَا يُنكر أحدا رَآهُ مرّة.

والعرِيف: العارفُ، قَالَ طريف ابْن مَالك الْعَنْبَري:

أوَ كُلَّما وَرَدْت عُكاظَ قَبيلَةٌ ... بَعَثُوا إلىَّ عَرِيفَهُمْ يَتوسَّمُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنى فَاعل، كَقَوْلِهِم ضريب قداح، وَالْجمع عُرَفاء.

وَأمر عَرِيفٌ وعارِفٌ: مَعْرُوفٌ، فَاعل بِمَعْنى مفعول.

وعَرَّفَه الْأَمر: أعلمهُ إِيَّاه.

وعَرَّفَه بَيته: أعلمهُ بمكانه.

وعَرَّفَه بِهِ: وسمه.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عَرَّفْتُه زيدا، فَذهب إِلَى تَعديَة عَرَّفْتُ بالتثقيل - إِلَى مفعولين، يَعْنِي انك تَقول عَرَفْتُ زيدا فيتعدى إِلَى وَاحِد ثمَّ تثقل لعين فيتعدى إِلَى مفعولين. قَالَ: وَأما عَرَّفْتُه بزيد فَإِنَّمَا تُرِيدُ: عَرَّفْتُه بِهَذِهِ الْعَلامَة وأوضحته بهَا، فَهُوَ سوى الْمَعْنى الأول، وَإِنَّمَا عرَّفْتُه بزيد كَقَوْلِك سميته بزيد.

وَقَوله أَيْضا إِذا أَرَادَ أَن يفضل شَيْئا من اللُّغَة أَو النَّحْو على شَيْء: وَالْأول أعرف. عِنْدِي انه على توهم عَرُف لِأَن الشَّيْء إِنَّمَا هُوَ مَعْرُوف لَا عَارِف، وَصِيغَة التَّعَجُّب إِنَّمَا هِيَ من الْفَاعِل دون الْمَفْعُول، وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ: مَا ابغضه الي أَي انه مبغض فتعجب من الْمَفْعُول كَمَا تعجب من الْفَاعِل حِين قَالَ مَا ابغضني لَهُ، فعلى هَذَا يصلح أَن يكون أعرف هُنَا مفاضلة وتعجبا من الْمَفْعُول الَّذِي هُوَ الْمَعْرُوف.

وعَرَّف الضَّالة: نشدها.

واعترَفَ الْقَوْم: سَأَلَهُمْ، قَالَ بشر بن أبي خازم:

أسائِلَةٌ عُمَيَرةُ عَن أَبِيهَا ... خِلالَ الجيشِ تَعْترِفُ الرّكابا

واستعرف إِلَيْهِ: انتسب لَهُ ليَعْرِفه.

وتَعَرَّفه الْمَكَان وَفِيه: تامله بِهِ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

وقالُوا تَعَرَّفْها المنازِلَ مِنْ مِشنىً ... وَمَا كُلُّ مَنْ وَافى مِنىً أَنا عارِفُ

والعَرَّافُ: الطَّبِيب أَو الكاهن. قَالَ:

فقلتُ لِعَرَّافِ اليمامَةِ دَاوِني ... فانك إِن أبرأتني لَطَبِيبُ والمَعْرَفُ: الْوَجْه، لِأَن الْإِنْسَان يُعْرَف بِهِ. قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:

مُتَكَوّرِينَ على المَعارف بَيْنَهُم ... ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المزاد الانجل

والمَعارِفُ: محَاسِن الْوَجْه، وَهُوَ من ذَلِك.

ومَعارِفُ الأَرْض: أوجهها وَمَا عرف مِنْهَا.

والعَرِيفُ: الْقيم وَالسَّيِّد لمعرفته بسياسة الْقَوْم وَبِه فسر بَعضهم بَيت طريف الْعَنْبَري:

أوَ كُلَّما وردَتْ عُكاظَ قبيلةٌ ... بَعَثُوا إلىَّ عريفَهُم يتوسم

وَقد عَرَف عَلَيْهِم يَعْرُف عِرَافَةً.

والعِرْفُ: الصَّبْر. قَالَ أَبُو دهبل الجحمي:

قُلْ لابْنِ قَيْسٍ أخي الرُّقَيَّاتِ ... مَا أحْسَن العِرْفَ فِي المصِيباتِ

وعَرَف الْأَمر واعترف: صَبر، قَالَ قيس بن ذريح:

فيا قَلْبُ صَبرًا واعِترافا لما تَرَى ... وَيَا حُبَّها قَعْ بالَّذِي أنتَ واقعُ

والعارِفُ والعَرُوفُ والعَرُوفة: الصابر.

وَنَفس عَرُوف: حاملة صبور.

وعَرَف بِذَنبِهِ عُرْفا واعْترَف: أقرّ.

وعَرَف لَهُ: اقر، أنْشد ثَعْلَب:

عَرَف الحِسانُ لَها غُلَيِّمةً ... تَسْعَى مَعَ الأتْرَابِ فِي إتبِ

وَلَك على ألف دِرْهَم عُرْفا: أَي اعترافا.

والمْعُروفُ والعارِفة: ضد النكر.

والعُرْف والَمْعُروفُ: الْجُود، وَقيل: هُوَ اسْم مَا تبذله وتعطيه، وحرك الشَّاعِر ثَانِيه فَقَالَ: إنَّ ابنَ زَيْدٍ لَا زالَ مُسْتَعْملاً ... بالخيرِ يُفْشيِ فِي مِصْرِه العُرُفا

والمعْرُوف كالعُرْفِ وَقَوله تَعَالَى (وصَاحِبْهُما فيِ الدُّنْيا مَعْرُوفا) أَي مصاحبا مَعْرُوفا، قَالَ الزّجاج: الْمَعْرُوف هُنَا مَا يستحسن من الْأَفْعَال. وَقَوله تَعَالَى (وأتْمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ) قيل فِي التَّفْسِير: الْمَعْرُوف الْكسْوَة والدثار وَأَن لَا يقصر الرجل فِي نَفَقَة الْمَرْأَة الَّتِي ترْضع وَلَده إِذا كَانَت والدته لِأَن الوالدة أرأف بِوَلَدِهَا من غَيرهَا، وَحقّ كل وَاحِد مِنْهُمَا أَن يأتمر فِي الْوَلَد بِمَعْرُوفٍ.

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

وَمَا خيرُ مَعْرُوفِ الْفَتى فِي شَبابِه ... إِذا لم يَزِده الشَّيْبُ حِين يَشِيبُ

قد يكون من الْمَعْرُوف الَّذِي هُوَ ضد الْمُنكر، وَمن الْمَعْرُوف الَّذِي هُوَ الْجُود.

والعَرْفُ: الرَّائِحَة الطّيبَة والمنتنة، قَالَ:

ثناءٌ كَعَرْفِ الطَّيبِ يُهْدَي لأهْلِهِ ... وليسَ لهُ إلاَ بَنِي خالدٍ أهْلُ

وَقَالَ البريق الْهُذلِيّ فِي النتن:

فَلَعَمْرُ عَرْفِك ذِي الصمُّاحِ كَمَا ... عَصَبَ السِّفارُ بِغَضْبةِ اللِّهْمِ

وعَرَّفَه: طيَّبه وزيَّنَهُ، وَفِي التَّنْزِيل (ويُدخلُهمُ الجَنَّةَ َعَّرفَها لَهُمْ) .

وعَرَّفَ طَعَامه: أَكثر أدْمَه.

وعَرَّف رَأسه بالدهن: رَوَاهُ.

وطار القطا عُرْفا عُرْفا: بَعْضهَا خلف بعض.

وعُرْفُ الدَّابَّة والدّيك وَغَيرهمَا: منبت الشّعْر والريش من الْعُنُق، وَاسْتَعْملهُ الْأَصْمَعِي فِي الْإِنْسَان فَقَالَ: جَاءَ فلَان مبرئلا للشر أَي نافشا عُرْفَه. وَالْجمع أعْرَافٌ وعُرُوفٌ.

والمَعْرَفَة: منبت عُرْفِ الْفرس من الناصية إِلَى المنسج.

وأعرفَ الْفرس: طَال عُرْفُه.

وسنام أعْرَفُ: ذُ عُرْفٍ، قَالَ يزِيد بن الْأَعْوَر الشني: مُسْتَحْمَلاً أعْرَفَ قَدْ تَبَنَّى

وضبع عَرْفاءُ: ذَات عُرْفٍ، وَقيل: كَثِيرَة شعر العُرْفِ.

واعْرَوْرَف الْبَحْر والسيل: تراكم موجه وارتفع فَصَارَ لَهُ كالعُرْفِ.

وعُرْفُ الرمل والجبل وكل عَال: ظَهره وأعاليه وَالْجمع أعراف وعِرَفَةٌ. وَقَوله تَعَالَى (وَعَلى الأعْرَافِ رِجالٌ) قَالَ الزّجاج: الْأَعْرَاف أعالي السُّور، وَاخْتلف النَّاس فِي أَصْحَاب الْأَعْرَاف، فَقيل: هم قوم اسْتَوَت حسناتهم وسيئاتهم. فَلم يستحقوا الْجنَّة بِالْحَسَنَاتِ وَلَا النَّار بالسيئات فَكَانُوا على الْحجاب الَّذِي بَين الْجنَّة وَالنَّار قَالَ: وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ - وَالله أعلم - على الْأَعْرَاف: على مَعْرِفَةِ أهل الْجنَّة وَأهل النَّار هَؤُلَاءِ الرِّجَال، فَقَالَ قوم مَا ذكرنَا، وَأَن الله يدخلهم الْجنَّة، وَقيل أَصْحَاب الْأَعْرَاف: أَنْبيَاء وَقيل: مَلَائِكَة، ومعرفتهم كلا بِسِيمَاهُمْ يعْرفُونَ أَصْحَاب الْجنَّة بِأَن سِيمَاهُمْ إسفار الْوُجُوه والضحك والاستبشار كَمَا قَالَ (وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرةٌ) ويعرفون أَصْحَاب النَّار بِسِيمَاهُمْ، وسيماهم سَواد الْوُجُوه وغبرتها كَمَا قَالَ تَعَالَى (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) ، (ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبرَةٌ تَرْهَقُها قَترَةٌ) وجبل أعْرَفُ: لَهُ كالعُرْفِ.

وعُرْفُ الأَرْض: مَا ارْتَفع مِنْهَا، وَالْجمع أعْرَافٌ.

وأعْرَاف الرِّيَاح: أعاليها، وَاحِدهَا عُرْفٌ.

وحَزْنٌ أعرَفُ: مُرْتَفع.

والأعْرَافُ: الْحَرْث الَّذِي يكون على الفلجان والقوائد.

والعَرْفَةُ: قرحَة تخرج فِي بَيَاض الْكَفّ، وَقد عُرْفَ.

والعُرْفُ: شجر الأترج.

والعُرْفُ: النّخل إِذا بلغ الْإِطْعَام، وَقيل: النَّخْلَة أول مَا تطعم.

والعُرْفُ والعُرَفُ: ضرب من النّخل بِالْبَحْرَيْنِ.

والأعْرَاف: ضرب من النّخل أَيْضا وَهُوَ البرشوم.

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِذا كَانَت النَّخْلَة باكورا فَهِيَ عُرْفٌ. والعَرْف: نبت لَيْسَ بحمض وَلَا عضاه وَهُوَ الثمام.

والعُرُفَّانُ والعِرِفَّانُ: دويبة صَغِيرَة تكون فِي الرمل.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العُرُفَّانُ: جُنْدُب ضخم مثل الجرادة لَهُ عُرْفٌ وَلَا يكون إِلَّا فِي رمثة أَو عنظوانة.

وعُرُفَّانُ: جبل.

وعِرِفَّانُ والعِرِفَّانُ: اسْم.

وعَرَفةُ وعَرَفاتٌ: مَوضِع بِمَكَّة معرفَة، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل مَوضِع مِنْهَا عَرَفَةَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عَرَفاتٌ مصروفة فِي كتاب الله عز وَجل وَهِي معرفَة. وَالدَّلِيل على ذَلِك قَول الْعَرَب: هَذِه عَرَفاتٌ مُباركا فِيهَا، وَهَذِه عَرَفاتٌ حَسَنَة، قَالَ: ويدلك على مَعْرفَتهَا انك لَا تدخل فِيهَا الْفَا وَلَا مَا وَإِنَّمَا عَرَفاتٌ بِمَنْزِلَة أبانين وبمنزلة جمع وَلَو كَانَت عَرَفَات نكرَة لكَانَتْ إِذا عَرَفَات فِي غير مَوضِع، قيل سميت عَرَفَة لِأَن النَّاس يَتَعَارَفُونَ بِهِ، وَقيل: سمي عَرَفَة، لِأَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام طَاف بإبراهيم صلى الله على مُحَمَّد وَعَلِيهِ، فَكَانَ يرِيه الْمشَاهد، فَيَقُول لَهُ: أعَرَفْتَ أعَرَفْتَ؟ فَيَقُول إِبْرَاهِيم: عَرَفْتُ عَرَفْتُ، وَقيل لِأَن آدم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما هَبَط من الْجنَّة، وَكَانَ من فِرَاقه حَوَّاء مَا كَانَ فلقيها فِي ذَلِك الْموضع عَرَفَها وعَرَفَتْه.

وعَرَّفَ الْقَوْم: وقفُوا بِعَرَفَةَ، قَالَ أَوْس ابْن مغراء:

وَلَا يَرِيمُونَ للتَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُمْ ... حَتَّى يُقالَ أجِيزُوا آلَ صَفْوَانا

والعُرَفُ: مَوَاضِع، مِنْهَا: عُرْفَةُ سَاق وعُرْفَةُ الأمْلَحِ، وعُرْفَةُ صَارَةَ.

والعُرُفُ: مَوضِع، وَقيل: جبل. قَالَ الْكُمَيْت:

أهاجَك بِالعُرُفِ المَنزِلُ ... وَمَا أنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ

والعُرْفَتان بِبِلَاد بني أَسد.

والأعراف فِي الْقُرْآن: مَا بَين الْجنَّة وَالنَّار. وَأما قَوْله، أنْشدهُ يَعْقُوب فِي الْبَدَل: وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بينهُمْ ... وَلَا حِينَ جَدَّ الجِدُّ مِمَّنْ تَغَيَّبا

فَلَيْسَ عَرَّف فِيهِ من هَذَا الْبَاب، إِنَّمَا أَرَادَ أرَّثَ فأبدل الْألف لمَكَان الْهمزَة عينا وأبدل الثَّاء فَاء.

ومَعْرُوفٌ: وَاد لَهُم، أنْشد أَبُو حنيفَة:

وَحَتَّى سَرَتْ بَعْدَ الكَرَى فِي لَوِيِّهِ ... أسارِيعُ مَعْرُوفٍ وصرَّتْ جَنادِبُهْ
Expand
عرف
عرَفَ/ عرَفَ بـ يَعرِف، عِرفانًا، فهو عارِف، والمفعول

مَعْروف
• عرَف الحقيقةَ/ عرَف بالحقيقة: علمها وأدركها "عرَف صديقَه من عدوِّه- عالم المَعرِفة- اعرف نفسك تعرف ربَّك [مثل]- {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} " ° خالِف تُعْرَف [مثل]: يُضرب في التّفرّد بالفعل حتَّى تُعْرَف- عرَف حقَّ المَعرِفة: عرَف دون شكٍّ- عرَف غَوْر المسألة: عرَف حقيقتَها- لا يعرف صرفًا ولا عدلاً: جاهل بالأمور- لا يعرف قبيلاً من دبيرٍ: جاهل بالأمور- يَعْرِف من أين تُؤكل الكتِف [مثل]: داهية يأتي الأمورَ مأتاها، يعرف كيف يستفيد من الفُرَص- يعرفه عن ظهر قَلْب: يقينًا.
• عرَف الشّيءَ لفلان: سمّاه وعيَّنه له " {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَفَهَا لَهُمْ} [ق] ". 

اعترفَ إلى/ اعترفَ بـ يَعترف، اعترافًا، فهو مُعترِف، والمفعول مُعترَف إليه
• اعترف إليَّ: أخبرني باسمه وشأنه.
• اعترف بذنبه: أقرَّ به على نفسه، دلَّ عليه "اعترف بالجميل: أقرَّ به وأعرب عن امتنانه- {فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا} ".
• اعترفت دولةٌ بدولةٍ أخرى: اعتبرتها دولةً شرعيَّةً وأقامت معها علاقاتٍ دبلوماسيَّةً. 

تعارفَ/ تعارفَ على يَتعارف، تعارُفًا، فهو مُتعارِف، والمفعول مُتعارَف عليه
• تعارف الرَّجلان: تحقَّق كلاهما من الآخر وعرَفه "تعارف الصَّديقان بعد سنواتٍ من الفِراق- تعارف الطُّلاَّب: عرَف بعضُهم بعضًا- {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} ".
• تعارفوا على أمرٍ: أصبح متّفقًا عليه بينهم، تقال في السلوك والعادات والمعاملات ونحو ذلك حين تصبح مقبولة دون اتّفاق رسميّ "لُغةٌ مُتعارَفٌ عليها- أجرٌ مُتعارَفٌ عليه- هذا أمرٌ مُتعارَفٌ عليه". 

تعرَّفَ/ تعرَّفَ إلى/ تعرَّفَ بـ/ تعرَّفَ على يَتعرَّف، تعرُّفًا، فهو متعرِّف، والمفعول متعرَّف إليه
• تعرَّف الاسمُ: مُطاوع عرَّفَ: ضدّ تنكّر، لم يعد نكرة "يتعرَّف الاسم بدخول (أل) التّعريف عليه".
• تعرَّفَ إليه/ تعرَّفَ عليه: عرَفه، تحقَّق منه بالنَّظر إلى صورته أو السَّماع إلى صوته أو بشبهٍ في معالمِه "تعرَّف إلى روائيٍّ من أسلوبه- تعرَّف إلى رجلٍ بالنَّظر إلى صورته- تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ [حديث] ".
• تعرَّف بالعالِم: صار معروفًا عنده، جعله يعرفه. 

عرَّفَ يُعرِّف، تعريفًا، فهو مُعرِّف، والمفعول مُعرَّف
• عرَّف الشَّيءَ:
1 - حدَّد معناه بتعيين جنسه ونوعه وصفاته "عرَّف الجبلَ بأنّه كذا- عرَّف نبات كذا".
2 - طيَّبه وزيَّنه " {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} ".
• عرَّفه الأمرَ/ عرَّفه بالأمر/ عرَّفه على الأمر:
1 - أعلمه إيّاه، أخبره به وأطلعه عليه، هداه وأرشده إليه "عرَّفه ما حدث البارحة- عرَّفه نتيجة الامتحان- {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} ".
2 - نشده "عرَّف حقيبتَه المفقودة".
• عرَّفه بشخصٍ: أخبره باسمه "عرَّفه بزميله في العمل".
• عرَّف الاسمَ النَّكرةَ: (نح) أضاف إليه (أل) أو أضافه إلى معرفة، ضِدَّ نكَّرَه. 

أعراف [جمع]: مف عُرْف:
1 - ظهر كلّ مرتفع من رمل أو جبل أو سحاب.
2 - ما تعارف عليه النَّاسُ في عاداتهم ومعاملاتهم "ينبغي احترام الأعراف السَّائدة" ° الأعراف الاجتماعيَّة: العادات وما استقرّ عليه الناسُ في تصرُّفاتهم في المجتمع.
• الأعراف:
1 - الحاجز بين الجنَّة والنَّار " {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 7 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ ومائتا آية. 

اعتراف [مفرد]: ج اعترافات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعترفَ إلى/ اعترفَ بـ.
2 - (قن) إقرار المدّعي عليه أو المتَّهم صراحة أو ضمنًا بصحة الوقائع المنسوبة إليه أو المطلوبة منه "كان اعتراف الجاني مفاجأة للمحكمة" ° الاعتراف
 سيِّد الأدلَّة: اعتراف الجاني بجريمته أقوى دليل.
• الاعتراف بالواقع: (سة) اعتراف حكومة بحكومة ناشئة اعترافًا مؤقّتًا بالأمر الواقع دون أن ينشأ عنه تبادل التَّمثيل بين الدَّولتين. 

تعريف [مفرد]: ج تعريفات (لغير المصدر {وتعاريفُ} لغير المصدر): مصدر عرَّفَ ° أداة التَّعريف: الأداة التي تُعرِّف الاسم وهي (ال) في اللغة العربيّة.
• التَّعريف بالشَّيء: تقديم معلوماتٍ عنه "قدَّم تعريفًا بنبات كذا- قام المحاضر بتعريف السّامعين بمعنى اقتصاد السُّوق".
• تعريف الشَّيء: تحديد مفهومه الكلِّيّ بذكر خصائصه ومميّزاته "ورقة تعريف- اشتمل الكتاب على أبواب تتعلَّق بتعاريف القانون وأهدافه ونطاق تطبيقه"? غنِيّ عن التَّعريف: مشهور، لا يحتاج إلى تعريف. 

تعريفة [مفرد]: ج تعريفات وتعاريفُ: (قص) قائمة تحدِّد أثمانَ السِّلع، أو أجورَ العمل، أو رُسومَ النَّقل، تسعيرة "التَّعريفة الجمركيَّة- وضعت الدَّولةُ تعريفة لأجور العُمّال". 

عارف [مفرد]: اسم فاعل من عرَفَ/ عرَفَ بـ.
• العارف: (عند الصُّوفيّة) عابد منصرف بفكره إلى قدس الجبروت مستديمًا لشروق نور الحقّ في سرِّه. 

عِرافة [مفرد]: حِرفة العرَّاف، وهي التّنجيم ° عِرَافة الكفِّ: قراءة خطوط اليد للتّنبّؤ بالمستقبل. 

عرَّاف [مفرد]: مُنجِّم، مَن يدَّعي القدرة على كشف المستقبل، متنبِّئ، متكهِّن "لم تتحقّق نبوءَةُ العرَّافين- فقلتُ لعرَّاف اليمامة داوني ... فإنّك إن أبرأتني لطبيبُ- مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَقْد كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ [حديث] ". 

عَرْف [مفرد]: ريحٌ طيِّبة كانت أو منتنة، وأكثر استعماله للطَّيِّبة "لهذه الأزهار عَرْفٌ طيِّب- شَذا العَرْف- أَريجُ الزَّهر مِن عَرْفِكْ ... ومعنى السِّحْرِ في طَرْفِك". 

عُرْف [مفرد]: ج أعراف:
1 - اسم ما تعطيه، معروف، جود " {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} ".
2 - ما اتَّفق عليه الناسُ في عاداتهم ومعاملاتهم واستقرّ من جيل إلى جيل "تصرُّفٌ خارج عن العُرْف- العُرْف الاجتماعيّ- للعُرْف قوّة القانون" ° العُرْف الدُّوليّ: ما اتَّفقت عليه الدُّولُ في معاملاتها- العُرْف السِّياسيّ: تصرُّفات الحكَّام والسِّياسيّين الرَّسميّة (بروتوكول) - العُرْف القوليّ: هو أن يتعارف النَّاسُ على إطلاق اللَّفظ عليه- عُرْف الشَّرع: ما فُهم منه جملة الشَّرع وجعلوه مبنى الأحكام- عُرْف اللِّسان: ما يفهم من اللّفظ بحسب وضعه اللغويّ.
3 - شعر عُنق الخيل والبغال والحمير "عُرْف الفرس- {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا}: مُستعار من عُرْف الفرس".
4 - مكان مرتفع، زوائد زخرفيّة في أعلى البناء " {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} ".
• عُرْف الدِّيك: لحمة في أعلى رأسه. 

عَرَفاتُ/ عَرَفاتٌ [مفرد]: جبل مرتفع شرقيّ مكّة يقف به الحُجَّاج داعين، وهو من مناسك الحجّ خطب عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم خطبة الوداع "الوقوف بعرفات- {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ} ".
• يوم عرفات: يوم عَرَفَة، اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة. 

عِرْفان [مفرد]: مصدر عرَفَ/ عرَفَ بـ ° عِرفان الجميل: تقديره والاعتراف به وشكر صانعه. 

عِرْفانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عِرْفان: "ظهرت لديه نزعات صوفيّة وعرفانيّة".
2 - مصدر صناعيّ من عِرفان.
3 - مذهب فلسفيّ صوفيّ باطنيّ قائم على العلم بأسرار الحقائق الدينيّة، وهو أرقى من العلم الحاصل لعامَّة المؤمنين "وصل إلى مرتبة العرفانيّة ببواطن الأمور". 

عَرَفة [مفرد]: عرفات؛ جبل قريب من مكّة يقف به الحُجَّاج داعين، وهو من مناسك الحجّ، خطب عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم خطبة الوداع "الحَجُّ عَرَفةُ [حديث] ".
• يوم عَرَفة: يوم عَرَفَات، اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة. 

عُرْفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عُرْف.
• الزَّواج العُرْفيّ: زواج لم يُثبَت في السِّجلاَّت وإنّما وقع أمام الشُّهود فقط.

• حُكْم عرفيّ: (سة) حكم عسكريّ لا يجري على قواعد القانون العام مراعاةً لمقتضيات الأمن "مجلس عُرْفيّ- تمّ إعلان الأحكام العُرْفيّة".
• قانون عُرْفيّ: القواعد القانونيَّة التي أقرّتها العادات وتعارف عليها النَّاسُ.
• محكمة عُرْفيّة: عسكريّة لا تخضع لقانون المحاكم. 

عَريف [مفرد]: ج عُرَفاءُ:
1 - (سك) رُتْبة عسكريَّة، فوق الجنديّ ودون الرَّقيب "عَريف أول/ بحريّ/ مجنّد/ متطوّع".
2 - عالم بالشّيء، من يعرف أصحابه، القيِّم بأمر القوم. 

مَعارفُ [جمع]: مف مَعرفة: معلومات، علوم "اكتساب المَعارف- رجلٌ متعدِّد المَعارف- مَعارف ضئيلة" ° دائرة مَعارف: موسوعة من عِدّة أجزاء تبحث بصورة منهجيَّة في كلّ العلوم والفنون- وزارة المَعارف: الوزارة التي ترعى شئون التَّربية والتَّعليم ويُطلق عليها الآن في معظم البلاد العربيَّة وزارة التربية والتَّعليم.
• مَعارف الشَّخص: النَّاسُ الذين يعرفهم، وبينه وبينهم مودَّة ومَعرفة "هذا الرَّجل مَعارفه كثيرة- له مَعارف من أصحاب النُّفوذ". 

مُعرِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عرَّفَ.
2 - (سف) طريق موصِّل إلى معرفة الشّيء بحدّه أو برسمه. 

مَعرِفة [مفرد]: ج معارفُ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من عرَفَ/ عرَفَ بـ ° مَعرِفة مباشرة: مَعرِفة تنتفي فيها الواسطة بين الذات العارفة والموضوع المعروف.
2 - إدراك الشَّيء على ما هو عليه "هو أكثر منك مَعرِفة لهذا الموضوع- المَعرِفة قوَّة- حدث هذا بمَعرِفته: بعلمه، واطِّلاعه- النَّشاط بغير مَعرِفة حُمْق" ° يَعرِفُه حقَّ المَعرِفة: يعرفه جيِّدًا.
• المَعرِفة:
1 - حصيلة التَّعلُّم عبر العصور.
2 - ضدّ النّكرة، الاسم الدّال على مُعيَّن مثل: الكتاب، قلم الحبر.
• نظريَّة المَعرِفة: (سف) البحث في المشكلات القائمة على العلاقة بين الشّخص والموضوع، أو بين العارف والمعروف، وفي وسائل المعرفة الفطريّة أو المكتسبة.
• دوائر المَعارِف: موسوعة، كتاب يضمُّ معلومات عن مختلف ميادين المعرفة، أو عن ميدان خاصّ منها، ويكون عادة مرتَّبًا ترتيبًا هجائيًّا.
• مَعرِفة الذَّات: تفهُّم الشَّخص لطبيعته أو قدراته أو حدوده، وعي بالممِّيزات والخصائص المكوِّنة لذات الفرد. 

معرفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَعرِفة.
• الانفجار المعرفيّ: النِّموّ السَّريع في معظم حقول المعرفة والذي أدَّى إلى خلق صعوبات ومشاكل في البحث عن المعلومات واسترجاعها. 

معروف [مفرد]:
1 - اسم مفعول من عرَفَ/ عرَفَ بـ.
2 - كلُّ فعلٍ حسنٍ يُعرف بالعقل أو بالشَّرع، عكْس مُنْكَر "الأمر بالمعروف- اصنع المعروفَ في أهله وفي غير أهله- {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ".
3 - مشهور، معلوم، محبوب لدى الجميع، عكْسه مغمور "كاتب/ رجلٌ معروف- معلومةٌ معروفة- {لاَ تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} ".
4 - جميل، فضل، إحسان، مساعدة "لن أَنْسَى معروفك أبدًا- غمرني صديقي بمعروفه- ومن يجعل المعروف في غير أهلهِ ... يكن حمدُه ذمًّا عليه ويندمِ" ° أولاه معروفًا: صنعه إليه- ناكر المعروف: من يسيء إلى أحد أحسن إليه.
5 - متعارف عليه " {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ". 
Expand
عرف:
عرف: اعترف بالجميل، أقرّ بالفضل. يقال مثلاً: اعرف لي هذه الفعلة أي اعترف لي بفضل هذه الفعلة. (بوشر، أبو الوليد ص167، معجم مسلم). ونجد هذا الفعل في معجم مسلم بمعنى دأب علي واعتاد. ففي النص الذي نقل: هم يحسدوني لأنهم يعلمون أنك ستغنيني لأنَّ ذلك قد عرفتَ بِفعْله فيمن قصدك. وإذا ما ترجم ب (لأنك تعرف فعل هذا فيمن قصدك) نجد أن الفعل يعني معناه المألوف.
عرفه: تحقق من أن الشيء الذي وجده شخص آخر هو ملكه. (معجم البلاذري).
عرفه القاضي: تأكد القاضي من هويته وشخصيته. (رولاند).
عرف لفلان فضله: اعترف له به، أقرّبه. ففي رياض النفوس (ص45 و): كان من المجتهدين في العبادة وكان سَحْنون يعرف له فَضْلَه.
عرف نفسه بأن: اعترف، أقرَّ (بوشر).
عرف: فحص الضالة التي لقيها وعثر عليها لكي يعلم إذا ما طالب بها شخص أنها ملكه حقيقة.
(معجم البلاذري).
ما اعرف فيه .. لا أتدخل فيه، لا أريد أن أشارك فيه مجاناً بلا ثمن (بوشر).
ما اعرف ثيابي إلا منك: ما أطالب بثيابي أحداً غيرك (ألف ليلة 3: 428 وفيها 3: 433) مخاطباً القاضي: ما نعرف حالنا وما لنا إلا منك. وانظر (3: 435) وما يليها، و (برسل 11: 383).
عرف بفلان: علم بوجوده. ففي رياض النفوس (ص101 ق): دخلا عليه حين كان مستغرقاً في الصلاة فلما فرغ منها وقالا له لقد انتظرنا زمناً طويلاً أجابهم: ما عرفتُ بكما وقت دخولكما ولا رأيتكما الساعة عُرِف ب: استعمار اسمه من: (معجم الادريسي).
عَرَّف (بالتشديد). عرّف أحداً ب أو مع: جعل شخصاً يعرف آخر. (بوشر، معجم بدرون).
عرَّف: سمّاه باسم. ففي المقري (1: 134): والكاتب الآخر كاتب الزمام هكذا يعرفون كاتب الجهْبذهَ. وفي معجم لين: عرَّفتُه بزيد.
عرَّف: جعله يقرّ بذنبه. ففي ابن رشد لرينان: (ص442): ومتى عُثر منهم على مُجْدٍ (مُجِدّ) في غلوائه فليعاجل بالتثقيف والتعريف. وانظر كلام اللغويين في مادة عَرَف. عَرَف بِذَنْبِه لفلان، أي أقرَّ.
عَرَّف: حمله على الاعتراف، سمع اعترافه بخطاياه. (بوشر).
عَرَّف: جعله عريفاً وهو القيّم بأمر القوم ورئيسهم (الأخبار ص109، ألماوردي ص59) عَرَّف: أهان، سبَّ، شتم، قذع، حقَر. (ألكالا، ياقوت، 2: 139).
نَعَرَّف- التعرُّف: هو علم يتعرف منه تحصيل المال. أي علم يعلم كيف يكسب المال (بوشر).
تَعَرَّف: اكتيب علماً ومعرفة، ودرس.
وتعلَّم. ففي الجريدة الآسيوية (1851، 1: 60): وبها قرأ ونشأ وتَعرَّفَ (انظر لين) وقد فهم السيد شير بونوّ هذا الفعل بمعنى آخر لأنه ترجمه (إلى الفرنسية بما معناه): اتخذ له فيها عدداً من المعارف والأصدقاء. وهذا ما يمكن الدفاع عنه وقبوله.
تَعَرَّف: فحص الشيء الذي لقيه لكي يعرف إذا ما ادعاه أحد إنه ملكه حقيقة (معجم البلاذري).
تعرَّف: وصف من أضاع شيئاً هذا الشيء لمن وجده. (معجم البلاذري).
تعَّرف بفلان: تعارف معه، وصاحبه وعاشره (معجم بدرون، ألف ليلة 4: 482). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص62 و): حين دخل بغداد وتعرف بسلطانها. (أبو الوليد ص268). ويقال أيضاً: تَعرَّفَ لفلان (المقري 2: 102، 103). وفي كتاب الخطيب (99ر): فجاء في ذلك الموضع رَجُلُ حَدَّاد فقرأه لعمر (؟) كان له وتعرف له وأبو بكر يستغرب أمره فلما فرغوا من أكلهم .. الخ.
تعرَّف بالناس: عرف الأشخاص الذين يتوقف عليهم نجاحه وفوزه. (بوشر).
تعَّرف بفلان: عرفه ثانية وتحقق منه. (ألف ليلة برسل 4: 44).
تعرَّف: لا أدري كيف يجب أن أترجم عبارة ابن جبير (ص300)، وهي: في مطلع هذا الشهر يدعو بعضهم لبعض بتعُّرف بركة هذا الشهر ويمنه واستصحاب السعادة والخير فيه.
تعرَّف: وجد عرْفاً طيباً أي رائحة طيبة.
(أبو الوليد ص194).
تعارف. تعارف الزوجان: تجامعا. (محيط المحيط).
تعارف مع فلان: تعرَّف إليه. (بوشر).
تعارف تبّان وانتشر (دي سلان). وفي البكري (ص10): وعندهم غريبة وهو أن السارق إذا سرق عندهم كتبوا كتاباً يتعارفونه الخ.
تعارف: أصطلح، جعل الكلمة مصطلحاً علمياً أو فنياً. أنظر العبارات التي نقلتها في مادة حب القرع من معجم المنصوري وكذلك مادة رحى.
وفيه: شرج هو حلقة الدُبُر مستعار من شرج القربة وتعورف كالمنقول.
وفيه (مادة ورم): هذا اصطلاح الأطباء وتعارُفُهم.
اعترف: أقرَّ بالدين. (ملّر ص27).
اعترف لفلان: أقرّ بالسلطان وخضع له.
ففي حيان- بسّام (3: 66ق): فتشاوروا في ارتياد أمير من أنفسهم يعترفون له.
واعترف لفلان بالشيء: أقرّ له بمزاياه وعرفها له. ففي المقري (2: 64): اعترف له بالفضل والغناء في حفظ قواعد الدولة.
اعترف: تأمل، تروّى، فكّر ملياً، تفكرّ.
(المقري 1: 306).
عَرْف: رائحة، وتجمع على أعَراف (المقري 2: 242).
عَرْف: غُصن، فرع، فنن، وجمعها عُرُوف (هوبرت ص51). وأعراف (بوسييه) وأما عراف عند رولاند فهي خطأ.
عَرْف: يقولون في تونس يا عَرْفي كما يقولون يا سيدي (كاريت قبيل 1: 81) غير أنها أقل درجة من سيدي. وهي كما يقال: معلّم بيير، معلّم جان (بليسييه ص207). وعند دونانت (ص217) (وفي تونس يطلق الأهالي لقب عَرَّفي أي معلم وأستاذ على الأوربيين من ذوي الرتب والمكانة). غير أنها عارف. عند بورسييه.
عُرْف: مرادف عادة. يقال مثلاً في مدح أمير: خصائصه لا تدخل تحت العرف والعادة. (الثعالبي لطائف ص2، ألكالا، المقدمة 2: 56، 57).
عُرْف: قانون قائم على ما تعارف عليه الناس.
مثل عادة وهو ضد شَرْع وهو القانون المكتوب (فان دنيرج ص2، محيط المحيط). ألكالا) وفيه عرف وهذه لفظة مخففة إن لم تكن من خطأ الطباعة = عادة. (وينجفيلدا: 56) وانظر دي ساسي (بلاغة وقواعد ص438 رقم 25).
العرف الجاري: الاستعمال المألوف في القضاء (سندوفال ص30).
عُرْف: في اصطلاح النحو مُعَرَّف، يقال اسم عُرْف وهو خلاف وضد نُكْر. (الألفية ص92).
الأعراف (جمع) (المعتكف) البرزخ. وهو من اصطلاح علم اللاهوت. (بوشر، همبرت من 149). وعند همبرت أيضاً: مطهر، العراف.
غير أن هذه نفس الكلمة الأعراف.
عرف الأسد: النجوم التي تشبه 9.3 في كوكبة نجوم الأسد. (دورن ص54).
عرف الديك: اسم نبات = شَنْف الديك. (محيط المحيط مادة شنف). عرف الأفعى: لسان الأفعى: (باين سميث 1229).
عرف: اسم آلة موسيقية، هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة عند كازيري (1: 528). ولم يقل السيد سيمونيه ما يخالف هذا.
عُرَّفَي: تعسفي، مطلق، كيفي غير قضائي وحئُكم عُرُفي: حكم كيفي، وقضاء حَكمَ في نزاع (بوشر).
عِرْفان: مختصر العرفان بالله (المقدمة 1: 199) وهي المعرفة الإلهية. (المقدمة 1: 199، 3: 61، المقري 1: 569).
عرفان الجميل: امتنان، شكران، إقرار بالفضل. (بوشر).
عِرْفان: أصدقاء، وأشخاص بينهم صلة وعلاقة. (المقري 1: 357 البيت 26) وانظر: إضافات.
عَرُوف: جيد المعرفة، حسب ما يقول شارح ديوان مسلم الذي فسر عروف السُرَى بعارف بالسرى. وليس في المعاجم العربية غير عروفة.
وعروف بمعنى صبور معنى يلائم المعنى (معجم مسلم).
عَرِيف: تعني غالباً كلمة ضابط، وقائد الحملة العسكرية، والرئيس، والمفتتش، ومن وظيفته مراقبة الأشخاص الآخرين. (تاريخ البربر 2: 373) عرفاء الحشم (تاريخ البربر 1: 584).
وعريف الخصيان: رئيس الخصيان (تاريخ البربر 2: 341).
وعريف في الجيش: رئيس تحت إمرته عدد يتراوح بين الكثرة والقلة، ففي المعجم اللتيني- العربي: عريف على عشرة، وعريف على المائة، وعريف على يّدٍ أي قبيلة. (معجم البلاذري، معجم الطرائف، فون كريمر تاريخ حضارة الشرق 1: 88، حيّان ص14 ق) وانظر مادة عِرافة.
عريف: في الكزفة الرئيس العسكري للمحلة. (معجم الطرائف).
عريف الشرطة: كان في اشبيلية نائب ضابط عمله أن يوسع الطريق للملك حين يخرج من قصره ويعني بأن يحافظ الجنود على صفوفهم.
(عبد الواحد ص109).
عريف الغوغاء: قاضي الرعاع. (تاريخ البربر 1: 567، 582). عريف: استاذ، معلم، أسطه، وهو رئيس حريف يستخدم عدداً من العمال ويتولى إدارتهم.
ففي حيّان- بسّام (3: 3ق): ولحق بهم كلُّ عريف ورئيس كل صناعة معروف.
عريف: رئيس مشذبي الكرم وتقليمه. ففي كتاب الخطيب (ص57 ق): ثم قُمنْا إلى زَبَّارين يصلحون شجرة عنب فقال لعريفهم الخ.
عريف البنائين (المقري 1: 373، 380) أو عريف البُنَّاء (ابن بطوطة 3: 153) هو رئيس عمال البناء ومن يقوم بإدارتهم، استاد، أسطه، معمار، ومن يفتش العمارات ويتفقدها. ويسمونه عادة العريف فقط.
(معجم البيان، معجم الأسبانية ص57، المعجم اللاتيني- العربي، ابن صاحب الصلاة ص23 ق، كرتاس ص46). وفي المقري 2: 510): العرفاء والصناع. وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص9 و): ومشى من اشبيلية العريف أحمد بن باسه بجميع البَنَّائين.
عريف: شاعر منشد (كان يطوف البلاد منشداً شعره على آلة موسيقية في القرون الوسيطة).
موسيقار. (ألكالا)، وعند مارمول (تاريخ ثورة المغاربة ص7: من يرأس جماعة الموسيقيين). وكانت لفظة عريف يطلق في الأصل من غير شك على رئيس الفرقة الموسيقية.
عريف: رئيس أهل حرفة. (ملّر آخر أيام غرناطة ص150)، ويسمى أيضاً: عريف السوق أو شيخ السوق. (ألف ليلة 1: 345، 346) لأن لكل حرفة في المشرق سوقها الخاص بها. عريف: مروّض الجياد، المشرف على اإسبل السلطان والأمير (معجم البيان، أخبار ص129) عريف: مقدم الأولاد في الصف يتولى الإشراف على مراجعة أبناء صفه لدروسهم (لين، محيط المحيط، ألف ليلة 1: 178، 212) عرفاء: انظر عن عرفاء في درجات الصوفية زيشر (7: 22).
عِرَافَة: كتيبة أو فيلق أو فرقة من الجند يتراوح عددهم قلّة أو كثرة. فهي عند البلدزوري: من عشرة إلى خمسة عشر جندياً. وفي المعجم اللاتيني- العربي: عرافة ثلاثين أي سرية فرسان مؤلفة من ثلاثين فارساً. وعرافة من مائة أي فوج مشاة. والعرافة الثانية بعد المائة أي ضعف المائة. وعرافة وعقدة ستة آلاف أي فرقة وفي القسم الأول من معجم فوك: عرافة: فرقة. وفي القسم الثاني منه: مختار، منتخب، منتقى. وهو خطأ كما يدل عليه ترتيب الكلمات.
وفي النويري (إفريقية ص36 ق) ونزل الناس فوجاً فوجاً وحبيب يعرّفه بهم قائداً قائدا وعرافة عرافة.
وعرافة السود في الأندلس في عهد عبد الرحمن الأول: الحرس الأسود (الأخبار ص109).
وقد أنشأ حفيده الحكم الأول إسطبلات الخيل يديرها مروضو الخيل ويسمى كل واحد منهم عريفاً وكل واحد منهم يشرف على عِرافة تحتوي مائة من الخيل. (الأخبار ص129).
عرافة في الكوفة: محلة نظمت عسكرياً وحربياً. (معجم الطرائف).
عَرِيفَة: (لزنجيات تونس تسع عرائف (جمع عريفة) يرأسهن، وهن يقمن بالنسبة للنساء بمثل مهمة الشيوخ بخصوص الرجال). (براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 352). عَرِيفة: زنجية قوية جداً أو خلاسية موكلة بجلد النساء وشنقهن، وهي بالنسبة للنساء كالجلاد بالنسبة للرجال. وتسمى التي تقوم بمعاقبة نساء حرم السلطان عريفة الحرم. انظر شارنت ص48 ورحلة الفداء (ص199)، هوست ص2240 فلوجل قسم 69 ص7، اوغسطين ص92، كوت ص138).
عَرَّافَة: ساحرة، متكهنة عند الوثنين (بوشر).
عرّافية: صنف من اللوبياء الدجو شديدة السواد (ابن العوام 2: 64) وأقرأ فيه: وهي سوداء حالكة.
عارف: ذكي، بصير، حاذق، بعيد النظر. (هلو).
عارف: عرَّاف، كاهن، زاجر الطير ضارب الرمل. (تاريخ البربر؟: 457).
عارف: أنظرها في مادة عَرْف.
عارف الجَميل: شاكر الصنيع، شاكر المعروف. ممنون. (بوشر).
عارف الشراب: هو في معجم ألكالا: Moxon ولما لم أجد هذه الكلمة في معاجمي سألت المرحوم السيد لافونت عنها في ذلك الحين فأجابني بما يلي: هو الخبير بالشراب. ففي الأماكن التي يصنع فيها النبيذ (الشراب) بكميات كبيرة مثل جرش يوجد رجال خبراء ذوي تجربة يتذوقون نبيذ الدنان والمنابذ ليعرفوا درجة التخمر التي وصل إليها وقوته الخ ويسمى هؤلاء الرجال: catador أو Mo- join de Vinos.
أَعْرَف ب: أكثر معرفة ب (الماوردي ص5).
أعْرَف: في مصطلح النحو: أكثر نعريفاً.
(المفصل ص81، 82).
تَعْريف: وصف، بيان، جردة، قائمة، لائحة. (هلو).
تعريف: تعريفة، بيان الأسعار. (بوشر، مارسيل، هلر) وانظر تعريفة فيما يلي: تعريف: تأشيرة، سمة، (ابن بطوطة 3، 406، 407).
تَعُريف: تنزيل حزم البضائع، تفريغ (ألكالا) وفيه: decargo = تخفيف.
تَعْريف: عذر، معذرة، اعتذار. (ألكالا).
تَعْريفَة: بيان الأسعار، بيان ضرائب الكمرك والمكوس (برجرن). وفي محيط المحيط: (التعريفة في اصطلاح أرباب السياسة تطلق أولا على ما يؤخذ من الرسم على الداخل والخارج من البضائع، ثانياً على الكتاب المتضمن بيان ما يؤخذ على كل صنف منها، ثالثاً على أسعار العملة المعيَّنة من الحكومة. يقال: عملة تعريفة لتتميز عن العملة الرائجة في البندر).
تَعْرِيفَة: تنزيل حزم البضائع، تفريغ (ألكالا).
تَعْرِيفَة: الخروج من المسجد الحرام للذهاب إلى عرفات. (برتون 2: 52).
تَعْرِيفيّ: نعتي، بياني (بوشر).
تعريفي: كاشف، مثبت (بوشر).
تعريفيّ: ما يسمّى به وما يلقب به، مستعمل للتسمية. (بوشر).
تعريفي: تمييزي، تحديدي، معرّف، معينّ، محدّد (بوشر).
في التعارُف: عادةً، غالباً، في الغالب، بالأكثر.
(الماوردي ص302).
معرفة: صديق، شخص يُعرف. (بوشر). وفي ألف ليلة (4: 484): أنا فراغ الملك. وانظر فليشر (ألف ليلة 12، المقدمة ص32).
معرفة: لقب يعرف به الشخص وأسم قد غلب على اسمه الأول ومثل ابن فلان، واسم الأسرة (ألكالا) وهذه الثلاثة ترادف كلمة كُنْيَة .. (انظر كنية في معجم الأسبانية ص96) ففي المقري (3: 444): ورأى في صغره فارة أنثى فقال هذه قرينة فلقب بذلك وصار هذا اللقب اغلب عليه من اسمه ومعرفته. وفي كتاب الخطيب (ص22 و): يُعْرَف بابن قعنب، أوليته ذكر الأستاذ ابن الزبير في صلته وغَيْرُه أن قوماً بغرناطة يُعْرَفون بهذه المعرفة فان كان منهم فله أوَّلِية لا بأس بها. واسم نبات أو الكلمة التي تعلق عليه لمعرفته أيضاً.
يقول ابن جلجل بعد أن فسر الكلمة اليونانية كسيفوتريدوس: ولا أعرف له باللطيني معرفة.
أي لا أعرف له باللاتينية اسماً.
المعرفة: اختصار المعرفة بالله (المقدمة 3: 74) أي المعرفة التامة بالله. (المقدمة 3: 61).
المعرفة: عند الصوفية بخراسان والهند هي الدرجة الثانية في درجات التصوف، وذلك حين يدرك المتصوف أن العبادات الدينية التي تصلح للعامة لا قيمة لها عند المعارف (زيشر 16: 242).
معرفة الابن: الإقرار شرعاً ببنوة ابن الحرام (بوشر).
مُعَرَّف: ذو عُرْف وهو شعر العنق، أو ذو هُلب وهو شعر الذيل. (ألكالا).
الُمُعِرّف: الدليل على أسماء الناس. وهو حاجب مكلف بالإعلان عن أسماء الحاضرين وذكر حالاتهم لرب البيت في الاجتماعات العامة، (ابن بطوطة 2: 346، 363، 381، 3، 433، الجريدة الآسيوية 1850، 2: 61).
معروف. طاعة معروفة: درجة معينة من الطاعة، طاعة ظاهرية وليست حقيقية. (المقدمة 2: 268، تاريخ البربر 2: 9، 10).
ضريبة معروفة: ضريبة معينة ثابتة لا تتغير (تاريخ البربر 1: 609) مثل: ضريبة معلومة (تاريخ البربر 1: 614).
مَعْرُوف: حديث ضعيف يؤيده حديث آخر ضعيف. (دي سلان المقدمة 2: 482) المعروف: هو العارف وهو الله تعالى. (المقري 1: 589).
معروف، وجمعها معارف: منحة، عطيّة، إكرامية، مكافأة. جائزة زائدة على الواجب.
(معجم البيان، فوك، المقري 1: 1: 229، 2: 85، المقدمة 1: 316). وفي حيّان (ص15 و): وتعهدَّهم بالصلات وأجرى عليهم العارف عند الغزوات.
معروف: عناية، رعاية، لطف، مراعاة، تفضّل، رقة المعاملة. يقال مثلاً: عمل معي كلَّ معروف. وعمل معه معروفاً أي تفضل عليه بجميل.
صاحب معروف: ذو رعاية وفضل، مبادر إلى الخدمة، ومفضال كريم، ومسرع للجميل (بوشر).
المعروف: آداب السلوك - وعنده معروف: رجل حسن السلوك (بوشر).
معروف: بومة صمعاء صغيرة، واسمها العلمي: Stryx passerina ( شيرب) وبومة (معجم البربر) وبومة، قوقة، بوم صياح (ترايترام ص392).
معارفة: تعارف، صلة (بوشر).
مُعْتَرف: عند النصارى من اعترف بالديانة المسيحية أمام الولاة المضطهدين واحتمل العذابات بثبات محاماة عن إيمانه، وهو إذا مات تحت تلك العذابات كان شهيداً. (محيط المحيط).
مُتَعَارَف: (انظر لين): ما تقرر عرفاً بالاستعمال.
اعتيادي، مألوف. وهو مرادف معتاد ودائم (معجم الادريسي، ابن جبير ص68، المقدمة 1: 232، 2: 11، 111، 3، 62).
على المتعارف: عادةً، غالباً. (أبو الوليد ص403، المقدمة 2: 379).
المتعارف: المصطلحات الفنية والإدارية.
(المقدمة 2: 55).
Expand
عرف
المَعْرفَةُ والعِرْفانُ: مصدرا عَرَفْتُه أعْرِفُه.
وقولهم: ما أعْرفُ لأحد يصرعني: أي ما أعترف.
وعَرَفْتُ الفرس أعْرِفُه عَرْفاً: أي جززت عُرْفَه.
وعَرَفَه: أي جازاه. وقرأ الكسائي قوله تعالى:) عَرَفَ بعضه (بالتخفيف: أي جازى حفصة - رضي الله عنها - ببعض ما فعلت، وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن: أنا أعْرِفُ لأهل الإحسان وأعْرِفُ لأهل الإساءة؛ أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلة بما يكون وفقاً له.
والعَرْفُ: الريح؛ طيبة كانت أو منتنة، يقال: ما أطيب عَرْفَه. وفي المثل: لا يعجز مسك السوء عن عَرْفِ السوء. يضرب للئيم الذي لا ينفك عن قبح فعله؛ شبه بالجلد الذي لم يصلح للدباغ فنبذ جانباً فأنتن.
وقال ابن عبّاد: العَرْفُ نبات ليس بحمض ولا عِضَاه من الثمام.
والعَرْفَةُ: قرحة تخرج في بياض الكف؛ عن ابن السكيت، يقال: عُرِفَ الرجل - على ما لم يسم فاعله -: أي خرجت به تلك القرحة.
والمَعْرُوْفُ: ضد المنكر، قال الله تعالى:) وأمر بالمَعْروفِ (، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صنائع المَعْروفِ تقي مصارع السوء.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: أهل المَعْروفِ في الدنيا هم أهل المَعْروفِ في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة. أي من بذل مَعروفه في الدنيا أعطاه الله جزاء معروفه في دار الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود متشفعاً فيهم شفعة الله في الآخرة في أهل التوحيد فكان عند الله وجيهاً كما كان عند الناس وجيهاً. وقال ثعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى هذا الحديث فقال: روى الشعبي أن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم فتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاتهم فتزيد حسناته فيغفر له ويدخل الجنة.
ومَعْروفٌ: فرس الزبير بن العوام - رضي الله عنه -، قال يحيى بن عروة بن الزبير:
أب لي آبي الخَسْفِ قد تعلمونه ... وصاحب مَعْرًوْفٍ سِمَامُ الكتائب
أبي الخسف: هو خويلد بن أسد بن عبد العُزّى، وصاحب معروف: هو الزبير رضي الله عنه.
ومَعْرُوْفٌ - أيضا -: فرس سلمة بن هند الغاضري.
وأبو محفوظ معروف بن فيرزان الكرخي - قدس الله روحه -: قبره الترياق المجرب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: عرضت لي حاجة أعيتني وحيرتني سنة وخمس عشرة وستمائة فأتيت قبره وذكرت له حاجتي كما تذكر للأحياء معتقدا أن أولياء الله لا يموتون ولكن ينقلون من دار إلى دار، وانصرفت، فقضيت الحاجة قبل أن أصل إلى مسكني.
ويوم عَرَفَةَ: التاسع من ذي الحجة، وتقول: هذا يوم عَرَفَةَ - غير منون -، ولا تدخلها الألف واللام.
وعَرَفاتٌ: الموضع الذي يقف الحاج به يوم عَرَفَةَ، قال الله تعالى:) فإذا أفَضْتُم من عَرَفَاتٍ (، وهي اسم في لفظ الجمع فلا تجمع. وقال الفرّاء: لا واحد لها بصحة، وقول الناس: نزلنا عَرَفَةَ شبيه بمُوَلَّدٍ وليس بعربي محض، وهي معرفة وغن كانت جمعا؛ لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد وخالفت الزيدين، تقول: هؤلاء عَرَفاتٌ حسنة، تنصب النعت لأنه نكرة، وهي مَصْروفَةٌ. وقال الأخفش: غنما صُرِفَتْ لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون لأنه تذكيره؛ وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به ترك على حاله كما يترك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أذرعات وعانات وعُرَيْتِنَاتٍ.
والنسبة إلى عَرَفاتٍ: عَرَفيٌّ، وينسب إليها زَنْفَلُ بن شداد العَرَفيُّ من أباع التابعين، وكان يسكنها.
وكقال ابن فارس: أما عَرَفاتٌ فقال قوم سميت بذلك لأن آدم وحواء - عليهما السلام - تعارفا بها، وقال آخرون: بل سميت بذلك لأن جبريل - عليه السلام - لما أعلم إبراهيم - صلوات الله عليه - مناسك الحج قال له: أعَرَفْتَ، وقيل: لأنها مكان مقدس معظم كأنه قد عُرِّفَ: أي طُيِّبَ.
والعارِفُ والعَرُوْفُ: الصبور، يقال: أصيب فلان فوجد عارِفاً، وقول عنترة بن شداد العبسي:
فصبرت عارِفَةً لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلع
يقول: حسبت نفساً عارِفَةً أي صابرة. وقال النابغة الذبياني:
على عارِفاتٍ للطِّعَانِ عوابس ... بهن كلوم بين دامٍ وجالب
أي: صابرات.
والعارِفَةُ - أيضاً -: المَعْرُوْفُ، والجمع: عَوَارِفُ.
والعَرّافُ: الكاهن، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أتى عَرّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
والعَرّافُ - أيضاً -: الطبيب، قال عروة بن حزام العذري:
وقلت لعَرّافِ اليمامة دواني ... فإنك إن أبرأتني لطبيب
فما بي من سقم ولا طيفِ جِنَّةٍ ... ولكن عمي الحميري كذوب
ويقال للقُنَاقِنِ: عَرّافٌ.
وقد سموا عَرّافاً.
وقال الليث: أمر مَعْروفٌ، وأنكره الأزهري.
وقال ابن عباد: عَرَفَ أي استحذى. وقال ابن الأعرابي: عَرِفَ - بالكسر -: إذا أكثر الطيب، وعَرِفَ: إذا ترك الطيب.
والعُرْفُ - بالضم -: ضد النكر، يقال: أولاه عُرْفاً: أي معروفاً، قال الله تعالى:) وأمر بالعُرْفِ (، قال النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان:
أبى الله إلا عدله ووفاءه ... فلا النكر مَعْروْفٌ ولا العُرْفُ ضائع
والعُرْفُ - أيضاً -: الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له ألفٌ عُرْفاً: أي اعْتِرافاً، وهو توكيد.
والعُرْفُ: عُرْفُ الفرس، والجمع: أعْرَافٌ، قال أمرؤ القيس:
نمشُّ بأعرافْ الجياد أكُفَّنا ... إذا نحن قمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ
والعُرْفُ: موضع، قال الحُطَيْئة:
أدار سُلَيْمى بالدَّوانِكِ فالعُرْفِ ... أقامت على الأرواح والديم الوُطْفِ
وقوله تعالى:) والمُرْسَلاتِ عُرْفاً (يقال: هو مستعار من عُرْفِ الفرس؛ أي يتتابعون كعُرْفِ الفرس، ويقال: أرسلت بالعُرْفِ أي بالمَعْروف.
والعُرْفُ والعُرُفُ والعُرْفَةُ - والجمع: العُرَفُ والأعْرافُ -: الرمل المرتفع، قال الكميت:
أأبكاك بالعُرَفِ المنزل ... وما أنت والطَّلل المحول
والعُرَفُ: مواضع يقال لواحدة منها: عُرْفَةُ صارة؛ ولأخرى: عُرْفَةُ القَنَانِ؛ ولأخرى: عُرْفَةَ ساقٍ. وساقٌ يقال له ساقُ الفروين، وفيه يقول الكميت أيضاً:
رأيت بعُرْفَةَ الفروين ناراً ... تُشَبُّ ودوني الفلُّوجتان
ويقال: العًرَفُ في بلاد سعد بن ثعلبة وهم رهط الكميت.
والعُرْفَةُ: أرض بارزة مستطيلة تنبت.
والعُرْفَةُ: الحد، والجمع: عُرَفٌ.
ويقال: الأعراف في قوله تعالى:) ونادى أصحاب الأعْرَافِ (سور بين الجنة والنار.
وقال ابن دريد: الأعْرَافُ ضربٌ من النخل، وأنشد:
يغرس فيها الزّاذ والأعْرَافا ... والنّابجي مُسْدِفاً إسْدَافا
وقال الأصمعي: العُرْفُ في كلام أهل البحرين: ضَرْبٌ من النخل.
والعُرْفُ: من العلام.
وذو العُرْفِ: ربيعة بن وائل ذي طوّافٍ الحضرمي، من ولده ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي الاعُرْفِ - رضي الله عنه - له صحبة، وقال ابن يونس: شَهِدَ فتح مصر.
وعُرْفانُ: أبو المعلى بن عُرْفانَ الأسدي، والمُعَلّى من أتباع التابعين.
والعُرُفّانُ - مثال جُرُبّانِ القميص -: دويبة صغيرة تكون في رمال عالج ورمال الدَّهْنَاءِ.
وعِرِفّانُ - بكسرتين والفاء مشددة -: صاحب الراعي الذي يقول فيه:
كفاني عِرِفّانُ الكرى وكفيته ... كُلُوءَ النجوم والنعاس معانقه
فبات يريه عرسه وبناته ... وبتُّ أريه النجم أين مخافقه
وقال ثعلب: العِرِفّانُ: الرجل إذا اعترف بالشيء ودل عليه، وهذا صفة، وذكر سيبويه أنه لا يَعْرِفُه وصفا، والذي يرويه " عُرُفّانٌ " بضمتين جعله منقولا عن اسم عين.
وقال ابن دريد: عُرُفّانُ جبل؛ ويقال دويبة.
والعَارفُ والعَريْفُ بمعنى، كالعالم والعليم، قال طريف بن تميم العنبري:
أوَكلما ودرت عكاظ قبيلة ... بعثوا إلي عَرِيْفَهُمْ يتوسَّمُ
والعَرِيْفُ: الذي يَعْرِفُ أصحابه، والجمع: العُرَفاءُ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فأرجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفاؤكم أمركم. وهو النقيب، وهو دون الرئيس.
وعَرُفَ فلان - بالضم - عَرَافَةً - مثال خَطُبَ خَطَابَةً -: أي صار عَرِيْفاً. وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَفَ فلان علينا سنين يَعْرُفُ عِرَافَةً - مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابَةً -.
والعِرْفَةُ - بالكسر -: المَعْرِفَةُ.
ويقال: ما عَرَفَ عِرْفي إلا بآخرةٍ: أي ما عَرَفَني إلا أخيراً.
وقال ابن الأعرابي: العِرْفُ - بالكسر -: الصبر، وأنشد:
قل لأبن قيسٍ أخي الرُّقَيّاتِ ... ما أحسن العِرْفَ في المصيبات
وعَرَفَ: أي اعترف.
والمَعْرَفَةُ - بفتح الراء -: موضع العُرْفِ من الفرس. وشيء أعْرَفُ: له عُرْفٌ، قال:
عَنْجَرِدٌ تحلف حين أحْلِفُ ... كمثل شيطانِ الحَمَاطِ أعْرِفُ
ويقال للضبع عًرْفاءُ؛ لكثرة شعر رقبتها، قال الشنفرى:
ولي دونكم أهلون سيد عملس ... وأرقط زُهْلُوْلٌ وعَرْفاءُ جيئلُ
وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه.
يا لهفَ من عَرْفَاءَ ذاة فليلةٍ ... جاءت إليَّ على ثلاثٍ تخمع ويروى: بل لَهْفَ.
ورجل عَرُوْفَةٌ بالأمور: أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة.
وامرأة حسنة المَعَارِفِ: أي الوجه وما يظهر منها، واحدها: مَعْرَفٌ، قال الراعي:
مُتَلَثِّمِيْنَ على مَعَارِفِنا ... نثني لهن حواشي العصب
ويقال: فلان من المَعَارفِ: أي المَعْرُوفينَ، كأنه يراد: من ذوي المَعَارِفِ أي ذوي الوجوه. ويقال: حيا الله المَعَارِفَ: كما يقال: حيا الله الوجوه.
وعِرْفانً - بالكسر -: مغنية مشهورة.
وعُرَيْفٌ - مصغراً -: من الأعلام.
وأعْرَفَ الفرس: طال عُرْفُه.
والتَّعْريْفُ: الإعلام.
والتَّعْرِيْفُ: ضد التنكير.
وقوله تعالى:) عَرَّفَ بعضه (: أي عَرَّفَ حفصة - رضي الله عنها - بعض ذلك.
وقوله تعالى:) عَرَّفَها لهم (: أي طَيَّبها لهم، قال:
عَرُفْتَ كاتبٍ عَرَّفَتْهُ اللطائم
ويقال: وصفها لهم في الدنيا فإذا دخلوا عَرَفُوا تلك الصفة، ويقال: جعلهم يَعْرِفُوْنَ فيها منازلهم إذا دخلوها كما كانوا يَعْرِفُوْنَ منازلهم في الدنيا.
والتَّعْرِيْفُ: الوقوف بِعَرَفاتٍ، يقال عَرَّفَ الناس: إذا شهدوا عَرَفاتٍ.
والمُعَرَّفُ: الموقف.
واعْرَوْرَفَ: أي صار ذا عُرْفٍ.
واعْرَوْرَفَ الرجل: أي تهيأ للشر.
واعْرَوْرَفَ البحر: أي ارتفعت أمواجه.
واعْرَوْرَفَ النخل: كثف والتف كأنه عُرْفُ الضبع، قال أحَيْحَةٌ بن الجلاح يصف عَطَنَ أبله.
مُعْرَوْرِفٌ أسبل جباره ... بحافتيه الشُّوْعُ والغِرْيَفُ
واعْرَوْرِفَ الدم: أي صار له زبد مثل العُرْفِ، قال أبو كبير الهذلي:
مُسْتَنَّةٍ سنن الفّلُوِّ مُرِشَّةٍ ... تنفي التراب بقاحزٍ مُعْرَوْرِفِ
واعْرَوْرَفَ الرجل الفرس: إذا علا على عُرْفِه. وقال ابن عبّاد: أعْرَوْرَفَ أي ارتفع على الأعْرَافِ.
والاعْتِرافُ بالذنب: الإقرار به.
واعْتَرَفْتُ القوم: إذا سألتهم عن خبر لِتَعْرِفَه، قال بشر بن أبي خازم في آخر حياته فقيل له وَصِّ فقال:
أسائلهُ عميرة عن أبيهم ... خلال الركب تَعْتَرِفُ الركابا
تُرَجِّي أن أؤوب لها بنهبٍ ... ولم تعلم بأن السَّهْمَ صابا
وربما وضعوا اعْتَرَفَ موضع عَرَفَ كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف سحابا:
مرته النُّعَامى فلم يَعْتَرِفْ ... خلاف النُّعَامى من الشأم ريحا
أي لم يَعْرِفْ غير الجنوب لأنها أبَلُّ الرياح وأرطبها.
وقال ابن الأعرابي: اعْتَرَفَ فلان: إذا ذل وانقاد؛ وانشد الفرّاء في نوادره:
مالكِ ترغبين ولا ترغو الخلف ... وتجزعين والمطي يَعْتَرِفْ
وفي كتاب يافع ويَفَعَةٍ: " وتَضْجَرِيْنَ والمطي مُعْتَرِفْ " أي مُعْتَرِفٌ بالعمل، وقيل: يصبر، وقال مُعْتَرِفٌ ويَعْتَرِفُ لأن المطي مذكر.
وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان: أي تَطلبت حتى عَرَفْتُ.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس - رضي الله عنهما -: يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يَعْرِفْكَ في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئاً لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا عليه أو يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر معه الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا. أي أطعه واحفظه يجازك.
وتقول: ائتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ.
وقد تَعَارَفَ القوم: أي عَرَفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله تعالى:) وجعلناكم شُعُوباً وقبائل لِتَعَارَفُوا (.
والتركيب يدل على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض وعلى السكون والطمأنينة.
Expand

عرف: العِرفانُ: العلم؛ قال ابن سيده: ويَنْفَصِلانِ بتَحْديد لا يَليق

بهذا المكان، عَرَفه يَعْرِفُه عِرْفة وعِرْفاناً وعِرِفَّاناً

ومَعْرِفةً واعْتَرَفَه؛ قال أَبو ذؤيب يصف سَحاباً:

مَرَتْه النُّعامَى، فلم يَعْتَرِفْ

خِلافَ النُّعامَى من الشامِ رِيحا

ورجل عَرُوفٌ وعَرُوفة: عارِفٌ يَعْرِفُ الأَُمور ولا يُنكِر أَحداً رآه

مرة، والهاء في عَرُوفة للمبالغة. والعَريف والعارِفُ بمعنًى مثل عَلِيم

وعالم؛ قال طَرِيف بن مالك العَنْبري، وقيل طريف بن عمرو:

أَوَكُلّما ورَدَت عُكاظَ قَبيلةٌ،

بَعَثُوا إليَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ؟

أَي عارِفَهم؛ قال سيبويه: هو فَعِيل بمعنى فاعل كقولهم ضَرِيبُ قِداح،

والجمع عُرَفاء. وأَمر عَرِيفٌ وعارِف: مَعروف، فاعل بمعنى مفعول؛ قال

الأَزهري: لم أَسمع أَمْرٌ عارف أَي معروف لغير الليث، والذي حصَّلناه

للأَئمة رجل عارِف أَي صَبور؛ قاله أَبو عبيدة وغيره.

والعِرْف، بالكسر: من قولهم ما عَرَفَ عِرْفي إلا بأَخَرةٍ أَي ما

عَرَفَني إلا أَخيراً.

ويقال: أَعْرَفَ فلان فلاناً وعرَّفه إذا وقَّفَه على ذنبه ثم عفا عنه.

وعرَّفه الأَمرَ: أَعلمه إياه. وعرَّفه بيتَه: أَعلمه بمكانه. وعرَّفه

به: وسَمه؛ قال سيبويه: عَرَّفْتُه زيداً، فذهَب إلى تعدية عرّفت بالتثقيل

إلى مفعولين، يعني أَنك تقول عرَفت زيداً فيتعدَّى إلى واحد ثم تثقل

العين فيتعدَّى إلى مفعولين، قال: وأَما عرَّفته بزيد فإنما تريد عرَّفته

بهذه العلامة وأَوضَحته بها فهو سِوى المعنى الأَوَّل، وإنما عرَّفته بزيد

كقولك سمَّيته بزيد، وقوله أَيضاً إذا أَراد أَن يُفضِّل شيئاً من النحْو

أَو اللغة على شيء: والأَول أَعْرَف؛ قال ابن سيده: عندي أَنه على توهم

عَرُفَ لأَن الشيء إنما هو مَعْروف لا عارف، وصيغة التعجب إنما هي من

الفاعل دون المفعول، وقد حكى سيبويه: ما أَبْغَضه إليَّ أَي أَنه مُبْغَض،

فتعَجَّب من المفعول كما يُتعجّب من الفاعل حتى قال: ما أَبْغضَني له، فعلى

هذا يصْلُح أَن يكون أَعرف هنا مُفاضلة وتعَجُّباً من المفعول الذي هو

المعروف. والتعريفُ: الإعْلامُ. والتَّعريف أَيضاً: إنشاد الضالة. وعرَّفَ

الضالَّة: نَشَدها.

واعترَفَ القومَ: سأَلهم، وقيل: سأَلهم عن خَبر ليعرفه؛ قال بشر بن أَبي

خازِم:

أَسائِلةٌ عُمَيرَةُ عن أَبيها،

خِلالَ الجَيْش، تَعْترِفُ الرِّكابا؟

قال ابن بري: ويأْتي تَعرَّف بمعنى اعْترَف؛ قال طَرِيفٌ العَنْبريُّ:

تَعَرَّفوني أَنَّني أَنا ذاكُمُ،

شاكٍ سِلاحي، في الفوارِس، مُعْلَمُ

وربما وضعوا اعتَرَفَ موضع عرَف كما وضعوا عرَف موضع اعترف، وأَنشد بيت

أَبي ذؤيب يصف السحاب وقد تقدَّم في أَوَّل الترجمة أَي لم يعرف غير

الجَنُوب لأَنها أَبَلُّ الرِّياح وأَرْطَبُها. وتعرَّفت ما عند فلان أَي

تَطلَّبْت حتى عرَفت. وتقول: ائْتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتى

يَعْرِفَكَ. وقد تَعارَفَ القومُ أَي عرف بعضهُم بعضاً. وأَما الذي جاء في حديث

اللُّقَطةِ: فإن جاء من يَعْتَرِفُها فمعناه معرفتُه إياها بصفتها وإن لم

يرَها في يدك. يقال: عرَّف فلان الضالَّة أَي ذكرَها وطلبَ من يَعْرِفها

فجاء رجل يعترفها أَي يصفها بصفة يُعْلِم أَنه صاحبها. وفي حديث ابن مسعود:

فيقال لهم هل تَعْرِفون ربَّكم؟ فيقولون: إذا اعْترَف لنا عرَفناه أَي

إذا وصَف نفسه بصفة نُحَقِّقُه بها عرفناه. واستَعرَف إليه: انتسب له

ليَعْرِفَه. وتَعرَّفه المكانَ وفيه: تأَمَّله به؛ أَنشد سيبويه:

وقالوا: تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِن مِنًى،

وما كلُّ مَنْ وافَى مِنًى أَنا عارِفُ

وقوله عز وجل: وإذ أَسَرَّ النبيُّ إلى بعض أَزواجه حديثاً فلما

نبَّأَتْ به وأَظهره اللّه عليه عرَّف بعضَه وأَعرض عن بعض، وقرئ: عرَفَ بعضه،

بالتخفيف، قال الفراء: من قرأَ عرَّف بالتشديد فمعناه أَنه عرّف حَفْصةَ

بعْضَ الحديث وترَك بعضاً، قال: وكأَنَّ من قرأَ بالتخفيف أَراد غَضِبَ

من ذلك وجازى عليه كما تقول للرجل يُسيء إليك: واللّه لأَعْرِفنَّ لك ذلك،

قال: وقد لعَمْري جازَى حفصةَ بطلاقِها، وقال الفرَّاء: وهو وجه حسن،

قرأَ بذلك أَبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ، قال الأَزهري: وقرأَ الكسائي

والأَعمش عن أَبي بكر عن عاصم عرَف بعضَه، خفيفة، وقرأَ حمزة ونافع وابن كثير

وأَبو عمرو وابن عامر اليَحْصُبي عرَّف بعضه، بالتشديد؛ وفي حديث عَوْف

بن مالك: لتَرُدَّنّه أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول اللّه، صلى اللّه

عليه وسلم، أَي لأُجازِينَّك بها حتى تَعرِف سوء صنيعك، وهي كلمة تقال عند

التهديد والوعيد.

ويقال للحازِي عَرَّافٌ وللقُناقِن عَرَّاف وللطَبيب عَرَّاف لمعرفة كل

منهم بعلْمِه. والعرّافُ: الكاهن؛ قال عُرْوة بن حِزام:

فقلت لعَرّافِ اليَمامة: داوِني،

فإنَّكَ، إن أَبرأْتَني، لَطبِيبُ

وفي الحديث: من أَتى عَرَّافاً أَو كاهِناً فقد كفَر بما أُنزل على

محمد، صلى اللّه عليه وسلم؛ أَراد بالعَرَّاف المُنَجِّم أَو الحازِيَ الذي

يدَّعي علم الغيب الذي استأْثر اللّه بعلمه.

والمَعارِفُ: الوجُوه. والمَعْروف: الوجه لأَن الإنسان يُعرف به؛ قال

أَبو كبير الهذلي:

مُتَكَوِّرِين على المَعارِفِ، بَيْنَهم

ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ

والمِعْراف واحد. والمَعارِف: محاسن الوجه، وهو من ذلك. وامرأَة حَسَنةُ

المعارِف أَي الوجه وما يظهر منها، واحدها مَعْرَف؛ قال الراعي:

مُتَلفِّمِين على مَعارِفِنا،

نَثْني لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ

ومعارفُ الأَرض: أَوجُهها وما عُرِفَ منها.

وعَرِيفُ القوم: سيّدهم. والعَريفُ: القيّم والسيد لمعرفته بسياسة

القوم، وبه فسر بعضهم بيت طَرِيف العَنْبري، وقد تقدَّم، وقد عَرَفَ عليهم

يَعْرُف عِرافة. والعَريفُ: النَّقِيب وهو دون الرئيس، والجمع عُرَفاء، تقول

منه: عَرُف فلان، بالضم، عَرافة مثل خَطُب خَطابة أَي صار عريفاً، وإذا

أَردت أَنه عَمِلَ ذلك قلت: عَرف فلان علينا سِنين يعرُف عِرافة مثال

كتَب يكتُب كِتابة.

وفي الحديث: العِرافةُ حَقٌّ والعُرفاء في النار؛ قال ابن الأَثير:

العُرفاء جمع عريف وهو القَيِّم بأُمور القبيلة أَو الجماعة من الناس يَلي

أُمورهم ويتعرَّف الأَميرُ منه أَحوالَهُم، فَعِيل بمعنى فاعل، والعِرافةُ

عَملُه، وقوله العِرافة حقّ أَي فيها مَصلحة للناس ورِفْق في أُمورهم

وأَحوالهم، وقوله العرفاء في النار تحذير من التعرُّض للرِّياسة لما ذلك من

الفتنة، فإنه إذا لم يقم بحقه أَثمَ واستحق العقوبة، ومنه حديث طاووس:

أنه سأَل ابن عباس، رضي اللّه عنهما: ما معنى قول الناس: أَهْلُ القرآن

عُرفاء أَهل الجنة؟ فقال: رُؤساء أَهل الجنة؛ وقال علقمة بن عَبْدَة:

بل كلُّ حيّ، وإن عَزُّوا وإن كَرُموا،

عَرِيفُهم بأَثافي الشَّرِّ مَرْجُومُ

والعُرْف، بالضم، والعِرْف، بالكسر: الصبْرُ؛ قال أَبو دَهْبَل

الجُمَحِيُّ:

قل لابْن قَيْسٍ أَخي الرُّقَيَّاتِ:

ما أَحْسَنَ العُِرْفَ في المُصِيباتِ

وعرَفَ للأَمر واعْتَرَفَ: صَبَر؛ قال قيس بن ذَرِيح:

فيا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرى،

ويا حُبَّها قَعْ بالذي أَنْتَ واقِعُ

والعارِفُ والعَرُوف والعَرُوفةُ: الصابر. ونَفْس عَروف: حامِلة صَبُور

إِذا حُمِلَتْ على أَمر احتَمَلَتْه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

فآبُوا بالنِّساء مُرَدَّفاتٍ،

عَوارِفَ بَعْدَ كِنٍّ وابْتِجاحِ

أَراد أَنَّهن أَقْرَرْن بالذلّ بعد النعْمةِ، ويروى وابْتِحاح من

البُحبُوحةِ، وهذا رواه ابن الأَعرابي. ويقال: نزلت به مُصِيبة فوُجِد صَبوراً

عَروفاً؛ قال الأَزهري: ونفسه عارِفة بالهاء مثله؛ قال عَنْترة:

وعَلِمْتُ أَن مَنِيَّتي إنْ تَأْتِني،

لا يُنْجِني منها الفِرارُ الأَسْرَعُ

فصَبَرْتُ عارِفةً لذلك حُرَّةً،

تَرْسُو إذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ

تَرْسو: تَثْبُتُ ولا تَطلَّع إلى الخَلْق كنفْس الجبان؛ يقول: حَبَسْتُ

نَفْساً عارِفةً أَي صابرة؛ ومنه قوله تعالى: وبَلَغَتِ القُلوبُ

الحَناجِر؛ وأَنشد ابن بري لمُزاحِم العُقَيْلي:

وقفْتُ بها حتى تَعالَتْ بيَ الضُّحى،

ومَلَّ الوقوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ

المُّبرياتُ: التي في أُنوفِها البُرة، والعَوارِفُ: الصُّبُر. ويقال:

اعْترف فلان إذا ذَلَّ وانْقاد؛ وأَنشد الفراء:

أَتَضْجَرينَ والمَطِيُّ مُعْتَرِفْ

أَي تَعْرِف وتصْبر، وذكَّر معترف لأَن لفظ المطيّ مذكر.

وعرَف بذَنْبه عُرْفاً واعْتَرَف: أَقَرَّ. وعرَف له: أَقر؛ أَنشد ثعلب:

عَرَفَ الحِسانُ لها غُلَيِّمةً،

تَسْعى مع الأَتْرابِ في إتْبِ

وقال أعرابي: ما أَعْرِفُ لأَحد يَصْرَعُني أَي لا أُقِرُّ به. وفي حديث

عمر: أَطْرَدْنا المعترِفين؛ هم الذين يُقِرُّون على أَنفسهم بما يجب

عليهم فيه الحدّ والتعْزيز. يقال: أَطْرَدَه السلطان وطَرَّده إذا أَخرجه

عن بلده، وطرَدَه إذا أَبْعَده؛ ويروى: اطْرُدُوا المعترفين كأَنه كره لهم

ذلك وأَحبّ أَن يستروه على أَنفسهم. والعُرْفُ: الاسم من الاعْتِرافِ؛

ومنه قولهم: له عليّ أَلْفٌ عُرْفاً أَي اعتِرافاً، وهو توكيد.

ويقال: أَتَيْتُ مُتنكِّراً ثم اسْتَعْرَفْتُ أَي عرَّفْته من أَنا؛ قال

مُزاحِمٌ العُقَيْلي:

فاسْتَعْرِفا ثم قُولا: إنَّ ذا رَحِمٍ

هَيْمان كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسِرا

فإنْ بَغَتْ آيةً تَسْتَعْرِفانِ بها،

يوماً، فقُولا لها العُودُ الذي اخْتُضِرا

والمَعْرُوف: ضدُّ المُنْكَر. والعُرْفُ: ضدّ النُّكْر. يقال: أَوْلاه

عُرفاً أَي مَعْروفاً. والمَعْروف والعارفةُ: خلاف النُّكر. والعُرْفُ

والمعروف: الجُود، وقيل: هو اسم ما تبْذُلُه وتُسْديه؛ وحرَّك الشاعر ثانيه

فقال:

إنّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْمِلاً

للخَيْرِ، يُفْشِي في مِصْرِه العُرُفا

والمَعْروف: كالعُرْف. وقوله تعالى: وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً، أَي

مصاحباً معروفاً؛ قال الزجاج: المعروف هنا ما يُستحسن من الأَفعال. وقوله

تعالى: وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف، قيل في التفسير: المعروف الكسْوة

والدِّثار، وأَن لا يقصّر الرجل في نفقة المرأَة التي تُرْضع ولده إذا كانت

والدته، لأَن الوالدة أَرْأَفُ بولدها من غيرها، وحقُّ كل واحد منهما أَن

يأْتمر في الولد بمعروف. وقوله عز وجل: والمُرْسَلات عُرْفاً؛ قال بعض

المفسرين فيها: إنها أُرْسِلَت بالعُرف والإحسان، وقيل: يعني الملائكة

أُرسلوا للمعروف والإحسان. والعُرْفُ والعارِفة والمَعروفُ واحد: ضد النكر،

وهو كلُّ ما تَعْرِفه النفس من الخيْر وتَبْسَأُ به وتَطمئنّ إليه، وقيل:

هي الملائكة أُرسلت مُتتابعة. يقال: هو مُستعار من عُرْف الفرس أَي

يتتابَعون كعُرْف الفرس. وفي حديث كعْب بن عُجْرةَ: جاؤوا كأَنَّهم عُرْف أَي

يتْبَع بعضهم بعضاً، وقرئت عُرْفاً وعُرُفاً والمعنى واحد، وقيل:

المرسلات هي الرسل. وقد تكرَّر ذكر المعروف في الحديث، وهو اسم جامع لكل ما عُرف

ما طاعة اللّه والتقرّب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندَب إليه

الشرعُ ونهى عنه من المُحَسَّنات والمُقَبَّحات وهو من الصفات الغالبة أَي

أَمْر مَعْروف بين الناس إذا رأَوْه لا يُنكرونه. والمعروف: النَّصَفةُ

وحُسْن الصُّحْبةِ مع الأَهل وغيرهم من الناس، والمُنكَر: ضدّ ذلك جميعه.

وفي الحديث: أَهل المعروف في الدنيا هم أَهل المعروف في الآخرة أَي مَن بذل

معروفه للناس في الدنيا آتاه اللّه جزاء مَعروفه في الآخرة، وقيل: أَراد

مَن بذل جاهَه لأَصحاب الجَرائم التي لا تبلُغ الحُدود فيَشفع فيهم

شفَّعه اللّه في أَهل التوحيد في الآخرة. وروي عن ابن عباس، رضي اللّه عنهما،

في معناه قال: يأْتي أَصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيُغْفر لهم

بمعروفهم وتَبْقى حسناتُهم جامّة، فيُعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته

فيغفر له ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة؛

وقوله أَنشده ثعلب:

وما خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى في شَبابِه،

إذا لم يَزِدْه الشَّيْبُ، حِينَ يَشِيبُ

قال ابن سيده: قد يكون من المعروف الذي هو ضِد المنكر ومن المعروف الذي

هو الجود. ويقال للرجل إذا ولَّى عنك بِوده: قد هاجت مَعارِفُ فلان؛

ومَعارِفُه: ما كنت تَعْرِفُه من ضَنِّه بك، ومعنى هاجت أَي يبِست كما يَهيج

النبات إذا يبس. والعَرْفُ: الرّيح، طيّبة كانت أَو خبيثة. يقال: ما

أَطْيَبَ عَرْفَه وفي المثل: لا يعْجِز مَسْكُ السَّوْء عن عَرْفِ السَّوْء؛

قال ابن سيده: العَرف الرائحة الطيبة والمُنْتِنة؛ قال:

ثَناء كعَرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه،

وليس له إلا بني خالِدٍ أَهْلُ

وقال البُرَيق الهُذلي في النَّتن:

فَلَعَمْرُ عَرْفِك ذي الصُّماحِ، كما

عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبَةِ اللِّهْمِ

وعَرَّفَه: طَيَّبَه وزَيَّنَه. والتعْرِيفُ: التطْييبُ من العَرْف.

وقوله تعالى: ويُدخِلهم الجنة عرَّفها لهم، أَي طَيَّبها؛ قال الشاعر يمدح

رجلاً:

عَرُفْتَ كإتْبٍ عَرَّفَتْه اللطائمُ

يقول: كما عَرُفَ الإتْبُ وهو البقِيرُ. قال الفراء: يعرفون مَنازِلهم

إذا دخلوها حتى يكون أَحدهم أَعْرَف بمنزله إذا رجع من الجمعة إلى أَهله؛

قال الأَزهري: هذا قول جماعة من المفسرين، وقد قال بعض اللغويين عرَّفها

لهم أَي طيَّبها. يقال: طعام معرَّف أَي مُطيَّب؛ قال الأَصمعي في قول

الأَسود ابن يَعْفُرَ يَهْجُوَ عقال بن محمد بن سُفين:

فتُدْخلُ أَيْدٍ في حَناجِرَ أُقْنِعَتْ

لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ

قال: أُقْنِعَتْ أَي مُدَّت ورُفِعَت للفم، قال وقال بعضهم في قوله:

عَرَّفها لهم؛ قال: هو وضعك الطعام بعضَه على بعض. ابن الأَعرابي: عَرُف

الرجلُ إذا أَكثر من الطِّيب، وعَرِفَ إذا ترَكَ الطِّيب. وفي الحديث: من

فعل كذا وكذا لم يجد عَرْف الجنة أَي ريحَها الطيِّبة. وفي حديث عليّ، رضي

اللّه عنه: حبَّذا أَرض الكوفة أَرضٌ سَواء سَهلة معروفة أَي طيّبة

العَرْفِ، فأَما الذي ورد في الحديث: تَعَرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاء

يَعْرِفْك في الشدَّة، فإنَّ معناه أَي اجعله يَعْرِفُكَ بطاعتِه والعَمَلِ فيما

أَوْلاك من نِعمته، فإنه يُجازِيك عند الشدَّة والحاجة إليه في الدنيا

والآخرة.

وعرَّف طَعامه: أَكثر أُدْمَه. وعرَّف رأْسه بالدُّهْن: رَوَّاه.

وطارَ القَطا عُرْفاً عُرْفاً: بعضُها خلْف بعض. وعُرْف الدِّيك

والفَرَس والدابة وغيرها: مَنْبِتُ الشعر والرِّيش من العُنق، واستعمله الأَصمعي

في الإنسان فقال: جاء فلان مُبْرَئلاً للشَّرِّ أَي نافِشاً عُرفه،

والجمع أَعْراف وعُروف. والمَعْرَفة، بالفتح: مَنْبِت عُرْف الفرس من الناصية

إلى المِنْسَج، وقيل: هو اللحم الذي ينبت عليه العُرْف. وأَعْرَفَ

الفَرسُ: طال عُرفه، واعْرَورَفَ: صار ذا عُرف. وعَرَفْتُ الفرس: جزَزْتُ

عُرْفَه. وفي حديث ابن جُبَير: ما أَكلت لحماً أَطيَبَ من مَعْرَفة

البِرْذَوْن أَي مَنْبت عُرْفه من رَقَبته. وسَنام أَعْرَفُ: طويل ذو عُرْف؛ قال

يزيد بن الأَعور الشني:

مُسْتَحْملاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى

وناقة عَرْفاء: مُشْرِفةُ السَّنام. وناقة عرفاء إذا كانت مذكَّرة تُشبه

الجمال، وقيل لها عَرْفاء لطُول عُرْفها. والضَّبُع يقال لها عَرْفاء

لطول عُرفها وكثرة شعرها؛ وأَنشد ابن بري للشنْفَرَى:

ولي دُونكم أَهْلون سِيدٌ عَمَلَّسٌ،

وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْفاء جَيأَلُ

وقال الكميت:

لها راعِيا سُوءٍ مُضِيعانِ منهما:

أَبو جَعْدةَ العادِي، وعَرْفاء جَيْأَلُ

وضَبُع عَرفاء: ذات عُرْف، وقيل: كثيرة شعر العرف. وشيء أَعْرَفُ: له

عُرْف. واعْرَوْرَفَ البحرُ والسيْلُ: تراكَم مَوْجُه وارْتَفع فصار له

كالعُرف. واعْرَوْرَفَ الدَّمُ إذا صار له من الزبَد شبه العرف؛ قال الهذلي

يصف طَعْنَة فارتْ بدم غالب:

مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوّ مرِشّة،

تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ

(* قوله «الفلوّ» بالفاء المهر، ووقع في مادتي قحز ورشّ بالغين.)

واعْرَوْرَفَ فلان للشرّ كقولك اجْثَأَلَّ وتَشَذَّرَ أَي تهيَّاَ.

وعُرْف الرمْل والجبَل وكلّ عالٍ ظهره وأَعاليه، والجمع أَعْراف وعِرَفَة

(*

قوله «وعرفة» كذا ضبط في الأصل بكسر ففتح.) وقوله تعالى: وعلى الأَعْراف

رِجال؛ الأَعراف في اللغة: جمع عُرْف وهو كل عال مرتفع؛ قال الزجاج:

الأَعْرافُ أَعالي السُّور؛ قال بعض المفسرين: الأعراف أَعالي سُور بين أَهل

الجنة وأَهل النار، واختلف في أَصحاب الأَعراف فقيل: هم قوم استوت

حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا الجنة بالحسنات ولا النار بالسيئات، فكانوا على

الحِجاب الذي بين الجنة والنار، قال: ويجوز أَن يكون معناه، واللّه أَعلم،

على الأَعراف على معرفة أَهل الجنة وأَهل النار هؤلاء الرجال، فقال قوم:

ما ذكرنا أَن اللّه تعالى يدخلهم الجنة، وقيل: أَصحاب الأعراف أَنبياء،

وقيل: ملائكة ومعرفتهم كلاً بسيماهم أَنهم يعرفون أَصحاب الجنة بأَن

سيماهم إسفار الوجُوه والضحك والاستبشار كما قال تعالى: وجوه يومئذ مُسْفرة

ضاحكة مُستبشرة؛ ويعرِفون أَصحاب النار بسيماهم، وسيماهم سواد الوجوه

وغُبرتها كما قال تعالى: يوم تبيضُّ وجوه وتسودّ وجوه ووجوه يومئذ عليها

غَبَرة ترهَقها قترة؛ قال أَبو إسحق: ويجوز أَن يكون جمعه على الأَعراف على

أَهل الجنة وأَهل النار. وجبَل أَعْرَفُ: له كالعُرْف. وعُرْفُ الأَرض: ما

ارتفع منها، والجمع أَعراف. وأَعراف الرِّياح والسحاب: أَوائلها

وأَعاليها، واحدها عُرْفٌ. وحَزْنٌ أَعْرَفُ: مرتفع. والأَعرافُ: الحَرْث الذي

يكون على الفُلْجانِ والقَوائدِ.

والعَرْفةُ: قُرحة تخرج في بياض الكف. وقد عُرِف، وهو مَعْروف: أَصابته

العَرْفةُ.

والعُرْفُ: شجر الأُتْرُجّ. والعُرف: النخل إذا بلغ الإطْعام، وقيل:

النخلة أَوَّل ما تطعم. والعُرْفُ والعُرَفُ: ضرب من النخل بالبحرَيْن.

والأعراف: ضرب من النخل أَيضاً، وهو البُرْشُوم؛ وأَنشد بعضهم:

نَغْرِسُ فيها الزَّادَ والأَعْرافا،

والنائحي مسْدفاً اسُدافا

(* قوله «والنائحي إلخ» كذا بالأصل.)

وقال أَبو عمرو: إذا كانت النخلة باكوراً فهي عُرْف. والعَرْفُ: نَبْت

ليس بحمض ولا عِضاه، وهو الثُّمام.

والعُرُفَّانُ والعِرِفَّانُ: دُوَيْبّةٌ صغيرة تكون في الرَّمْل، رمْلِ

عالِج أَو رمال الدَّهْناء. وقال أَبو حنيفة: العُرُفَّان جُنْدَب ضخم

مثل الجَرادة له عُرف، ولا يكون إلا في رِمْثةٍ أَو عُنْظُوانةٍ.

وعُرُفَّانُ: جبل. وعِرِفَّان والعِرِفَّانُ: اسم. وعَرَفةُ وعَرَفاتٌ: موضع

بمكة، معرفة كأَنهم جعلوا كل موضع منها عرفةَ، ويومُ عرفةَ غير منوّن ولا

يقال العَرفةُ، ولا تدخله الأَلف واللام. قال سيبويه: عَرفاتٌ مصروفة في

كتاب اللّه تعالى وهي معرفة، والدليل على ذلك قول العرب: هذه عَرفاتٌ

مُبارَكاً فيها، وهذه عرفات حسَنةً، قال: ويدلك على معرفتها أَنك لا تُدخل فيها

أَلفاً ولاماً وإنما عرفات بمنزلة أَبانَيْنِ وبمنزلة جمع، ولو كانت

عرفاتٌ نكرة لكانت إذاً عرفاتٌ في غير موضع، قيل: سمي عَرفةَ لأَن الناس

يتعارفون به، وقيل: سمي عَرفةَ لأَن جبريل، عليه السلام، طاف بإبراهيم، عليه

السلام، فكان يريه المَشاهِد فيقول له: أَعرفْتَ أَعرفت؟ فيقول إبراهيم:

عرفت عرفت، وقيل: لأَنّ آدم، صلى اللّه على نبينا وعليه السلام، لما هبط

من الجنة وكان من فراقه حوَّاء ما كان فلقيها في ذلك الموضع عَرَفها

وعرَفَتْه. والتعْريفُ: الوقوف بعرفات؛ ومنه قول ابن دُرَيْد:

ثم أَتى التعْريفَ يَقْرُو مُخْبِتاً

تقديره ثم أَتى موضع التعريف فحذف المضاف وأَقام المضاف إليه مقامه.

وعَرَّف القومُ: وقفوا بعرفة؛ قال أَوْسُ بن مَغْراء:

ولا يَريمون للتعْرِيفِ مَوْقِفَهم

حتى يُقال: أَجيزُوا آلَ صَفْوانا

(* قوله «صفوانا» هو هكذا في الأصل، واستصوبه المجد في مادة صوف راداً

على الجوهري.)

وهو المُعَرَّفُ للمَوْقِف بعَرَفات. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه

عنهما: ثم مَحِلُّها إلى البيت العتيق وذلك بعد المُعَرَّفِ، يريد بعد

الوُقوف بعرفةَ. والمُعَرَّفُ في الأَصل: موضع التعْريف ويكون بمعنى المفعول.

قال الجوهري: وعَرَفات موضع بِمنًى وهو اسم في لفظ الجمع فلا يُجْمع، قال

الفراء: ولا واحد له بصحة، وقول الناس: نزلنا بعَرفة شَبيه بمولَّد، وليس

بعربي مَحْض، وهي مَعْرِفة وإن كان جمعاً لأَن الأَماكن لا تزول فصار

كالشيء الواحد، وخالف الزيدِين، تقول: هؤلاء عرفاتٌ حسَنةً، تَنْصِب النعتَ

لأَنه نكِرة وهي مصروفة، قال اللّه تعالى: فإذا أَفَضْتُم من عَرفاتٍ؛

قال الأَخفش: إنما صرفت لأَن التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مُسلِمين

ومسلمون لأنه تذكيره، وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به تُرِك على

حاله كما تُرِك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أَذْرِعاتٍ

وعاناتٍ وعُرَيْتِنات

والعُرَفُ: مَواضِع منها عُرفةُ ساقٍ وعُرْفةُ الأَملَحِ وعُرْفةُ

صارةَ. والعُرُفُ: موضع، وقيل جبل؛ قال الكميت:

أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ،

وما أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ؟

(* قوله «أهاجك» في الصحاح ومعجم ياقوت أأبكاك.)

واستشهد الجوهري بهذا البيت على قوله العُرْف. والعُرُفُ: الرمل

المرتفع؛ قال: وهو مثل عُسْر وعُسُر، وكذلك العُرفةُ، والجمع عُرَف وأَعْراف.

والعُرْفَتانِ: ببلاد بني أَسد؛ وأَما قوله أَنشده يعقوب في البدل:

وما كنْت ممّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بينهم،

ولا حين جَدّ الجِدُّ ممّن تَغَيَّبا

فليس عرَّف فيه من هذا الباب إنما أَراد أَرَّث، فأَبدل الأَلف لمكان

الهمزة عيْناً وأَبدل الثاء فاء. ومَعْروف: اسم فرس الزُّبَيْر بن العوّام

شهد عليه حُنَيْناً. ومعروف أَيضاً: اسم فرس سلمةَ بن هِند الغاضِريّ من

بني أَسد؛ وفيه يقول:

أُكَفِّئُ مَعْرُوفاً عليهم كأَنه،

إذا ازْوَرَّ من وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ

ومَعْرُوف: وادٍ لهم؛ أَنشد أَبو حنيفة:

وحتى سَرَتْ بَعْدَ الكَرى في لَوِيِّهِ

أَساريعُ مَعْروفٍ، وصَرَّتْ جَنادِبُهْ

وذكر في ترجمة عزف: أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تَعازَفَت

الأَنصار يوم بُعاث، قال: وتروى بالراء المهملة أَي تَفاخَرَتْ.

Expand

عرف

1 عَرَفَهُ, (S, O, Msb, K, &c.,) aor. ـِ (O, K,) inf. n. مَعْرِفَةٌ (S, O, K) and عِرْفَانٌ (S, O, Msb, K) and عِرِفَّانٌ (K) and عِرْفَةٌ, (Msb, K,) or مَعْرِفَةٌ is a simple subst., (Msb,) He knew it; he had cognition of it; or he was, or became, acquainted with it; syn. عَلِمَهُ: (K:) or he knew it (عَلِمَهُ) by means of any of the five senses; (Msb;) [and also, by mental perception:] Er-Rághib says, المَعْرِفَةُ is the perceiving a thing by reflection, and by consideration of the effect thereof [upon the mind or sense], so that it has a more special meaning than العِلْمُ, and its contr. is الإِنْكَارُ; and one says, فُلَانٌ يَعْرِفُ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ [Such a one knows God and his apostle], but one does not say يَعْلَمُ اللّٰهَ, making the verb [thus] to have a single objective complement, since man's مَعْرِفَة [or knowledge] of God is [the result of] the consideration of his effects, without the perception of his essence; and one says, اَللّٰهُ يَعْلَمُ كَذَا, but not يَعْرِفُ كذا, since المَعْرِفَةُ is used in relation to عِلْم [or knowledge] which is defective, to which one attains by reflection: it is from عَرَفْتُهُ meaning I found, or experienced, its عَرْف i. e. odour; or as meaning I attained its عُرْف i. e. limit: (TA:) it is said in the B that المَعْرِفَةُ differs from العِلْمُ, in meaning, in several ways: the former concerns the thing itself [which is its object;] whereas the latter concerns the states, or conditions, or qualities, thereof: also the former generally denotes the perceiving a thing as a thing that has been absent from the mind, thus differing from the latter; therefore the contr. of the former is الإِنْكَارُ, and the contr. of the latter is الجَهْلُ; and the former is the knowing a thing itself as distinguished from other things; whereas the latter concerns a thing collectively with other things: (TA in art. علم:) and sometimes they put ↓ اعترف in the place of عَرَفَ; (S, O;) [i. e.] اعترف الشَّىْءَ signifies عَرَفَهُ: (Mgh, K:) and so, sometimes, does ↓ استعرفُه. (Har p. 486.) b2: And عَرَفَ is also used in the place of اعترف [in the first of the senses assigned to the latter below]. (S, O.) See the latter verb, in four places. b3: عَرَفَهُ also signifies He requited him. (O, K.) Ks read, (O, K,) and so five others, (Az, TA,) in the Kur [lxvi. 3], (O,) عَرَفَ بَعْضَهُ, meaning He requited her, namely, Hafsah, for part [thereof, i. e.] of what she had done: (Fr, O, K:) and he did so indeed by divorcing her: (Fr, TA:) or it means he acknowledged part thereof: (K:) but others read بَعْضَهُ ↓ عَرَّفَ, which, likewise, has the former of the two meanings expl. above: (Bd:) or this means he told Hafsah part thereof. (Fr, O, Bd, * TA. [See also 2.]) As first expl. above, this phrase is like the saying to him who does good or who does evil, أَنَا أَعْرِفُ لأَهْلِ الإِحْسَانِ وَأَعْرِفُ لِأَهْلِ الإِسَآءَةِ, (O,) or لِلْمُحْسِنِ وَالمُسِىْءِ, (K,) [I know how to requite the doer of good and the doer of evil,] i. e. the case of the doer of good and that of the doer of evil are not hidden from me nor is the suitable requital of him. (O, K.) لَأَعْرِفَنَّكَهَا عَنْدَ رَسُولِ اللّٰهِ occurs in a trad., meaning I will assuredly requite thee for it in the presence of the Apostle of God so that he shall know thy evil-doing: and is used in threatening. (TA.) A2: عَرَفَ الفَرَسَ, (S, O, K,) aor. ـِ (O,) inf. n. عَرْفٌ, (O, K,) He clipped the عُرْف [i. e. mane] of the horse. (S, O, K.) A3: عَرَفْتُ عَلَى القَوْمِ, aor. ـُ inf. n. عِرَافَةٌ, I was, or became, عَرِيف over the people, or party; i. e., manager, or orderer, of their affairs; as also عَرُفْتُ عَلَيْهِمْ: (Msb:) or عَرُفَ, inf. n. عَرَاعَةٌ, signifies he was, or became, an عَرِيف; (S, O, K;) as also عَرَفَ, aor. ـِ (K;) i. e., a نَقِيب: (S, O:) and when you mean that he acted as an عَرِيف, you say, عَرَفَ عَلَيْنَا سِنِينَ, aor. ـُ inf. n. عِرَافَةٌ, [he acted over us as an عريف during some years,] like كَتَبَ, aor. ـْ inf. n. كِتَابَةٌ. (S, O, K. *) A4: عَرَفَ لِلْأَمْرِ, aor. ـِ He was patient in relation to the affair, or event; (K;) as also ↓ اعترف, (O, K,) as some say. (O.) And عُرِفَ عِنْدَ المُصِيبَةِ He was patient on the occasion of the affliction, or misfortune. (TA.) b2: And عَرَفَ He was, or became, submissive, or tractable; (Ibn-'Abbád, O, TA;) and so ↓ اعترف, (IAar, O, K,) said of a man, (IAar, O,) and of a beast that one rides. (O.) A5: عَرُفَ, inf. n. عَرَافَةٌ, He (a man) was, or became, pleasant, or sweet, in his odour. (TA.) And ↓ اعرف, said of food, It was sweet in its عَرْف, i. e. odour. (TA.) b2: عَرِفَ He (a man, TA) made much use of perfume. (IAar, O, K.) b3: And He relinquished, or abstained from, perfume. (IAar, O.) A6: عُرِفَ, (S, O, K,) inf. n. عَرْفٌ, (K, TA,) accord. to one or more of the copies of the K عِرْفَانٌ, (TA,) He (a man, S, O) had a purulent pustule, termed عَرْفَة, come forth in the whiteness [or palm] of his hand. (S, O, K.) 2 تَعْرِيفٌ signifies The making to know; syn. إِعْلَامٌ: (S, O, K, TA:) [or rather it has a more restricted signification than the latter word, as is indicated in the preceding paragraph:] and in this sense its verb may have two objective complements: one says, عرّفهُ الأَمْرَ He made him to know the affair, or case; syn. أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ: [or he acquainted him with it; or told him of it:] and عرّفهُ بَيْتَهُ He made him to know, or acquainted him with, the place of his house, or tent; syn. أَعْلَمَهُ بِمَكَانِهِ: (TA:) [and] one says عَرَّفْتُهُ بِهِ, meaning I made him to know it by means of any of the five senses [or by mental perception; as also عَرَّفْتُهُ إِيَّاهُ]. (Msb.) See also 1, former half. And see 4. b2: Also The making known; contr. of تَنْكِيرٌ. (O, K.) عَرَّفَ بَعْضَهُ, in the Kur [lxvi. 3], has been expl. as meaning He made known part thereof. (TA. [For other explanations, see 1.]) And عَرَّفْتُهُ بِزَيْدٍ means I made him known by the name of Zeyd; like the phrase سَمَّيْتُهُ بِزَيْدٍ. (Sb, TA.) b3: [Hence, The explaining a term: and an explanation thereof: thus used, its pl. is تَعْرِيفَاتٌ: it has a less restricted meaning than حَدٌّ, which signifies the “ defining,” and “ a definition. ” b4: And The making a noun, or a nominal proposition, determinate. b5: Hence also,] The crying a stray-beast, or a beast or some other thing that has been lost; (S, TA;) the mentioning it [and describing it] and seeking to find him who had knowledge of it. (TA.) b6: And [hence likewise,] عرّفهُ بِذَنْبِهِ He branded him, or stigmatized him, with his misdeed. (TA.) A2: Also The rendering [a thing] fragrant; (S, O, * K, * TA;) from العَرْفُ: (S:) and the adorning [it], decorating [it], or embellishing [it]. (TA.) عَرَّفَهَا لَهُمْ, in the Kur [xlvii. 7], is said to mean He hath rendered it fragrant [i. e. Paradise (الجَنَّة)] for them: (S, O:) or it means He hath described it to them so that, when they enter it, they shall know it by that description, or so that they shall know their places of abode therein: (O:) or He hath described it to them, and made them desirous of it: (Er-Rághib, TA:) [and the like is said by Bd:] or He hath defined it for them so that there shall be for every one a distinct paradise. (Bd.) b2: One says also, عرّف رَأْسَهُ بِالدُّهْنِ He moistened the hair of his head abundantly with oil, or with the oil; syn. رَوَّاهُ. (TA.) b3: And عرّف طَعَامَهُ He made his food to have much seasoning, or condiment. (TA.) A3: Also The halting [of the pilgrims] at 'Arafát. (S, O, K.) You say, عرّفوا, (S, Mgh, O, Msb,) inf. n. as above, They halted at 'Arafát; (Mgh, Msb;) or they were present at 'Arafát; (S, O.) And [hence], in a postclassical sense, They imitated the people of 'Arafát, in some other place, by going forth to the desert and there praying, and humbling themselves, or offering earnest supplication; (Mgh;) or by assembling in their mosques to pray and to beg forgiveness: (Har p. 672:) the first who did this was Ibn-'Abbás, at El-Basrah. (Mgh, and Har ubi suprá.) And عرّف بِالهَدْىِ He brought the animal for sacrifice to 'Arafát. (Mgh.) A4: عرّف الشَّرَّ بَيْنَهُمْ He excited evil, or mischief, between them, or among them: the verb in this phrase being formed by permutation from أَ َّ ثَ. (Yaakoob, TA.) 4 اعرف فُلَانًا He told such a one of his misdeed, then forgave him; and so ↓ عرّفهُ. (TA.) A2: اعرف (said of a horse, S, O) He had a long عُرْف [or mane]. (S, O, K.) A3: See also 1, near the end.5 تعرّف It was, or became, known. (Har p. 6.) b2: And تعرّف إِلَيْهِ He made himself known to him; (TA;) [and so ↓ استعرف; for] you say, أَتَيْتُ مُتَنَكِّرًا ثُمَّ اسْتَعْرَفْتُ i. e. [I came disguising myself, or assuming an unknown appearance, then] I made known who I was: (L:) and اِئْتِ فُلَانًا فَاسْتَعْرِفْ إِلَيْهِ حَتَّى يَعْرِفَكَ [Come thou to such a one and make thyself known to him, that he may know thee]. (S, O, K. *) [See also 8.] b3: [Hence,] one says, تعرّف إِلَى اللّٰهِ بِالعِبَادَاتِ وَالأَدْعِيَةِ [He made himself known to God by religious services and prayers]. (Er-Rághib, TA.) And تَعَرَّفْ إِلَى

اللّٰهِ فِى الرَّخَآءِ يَعْرِفْكَ فِى الشِّدَّةَ, occurring in a saying of the Prophet to Ibn-'Abbás, [may be rendered Make thyself known to God by obedience in ampleness of circumstances, then He will acknowledge thee in straitness: or] means render thou obedience to God [&c., then] He will requite thee [&c.]. (O.) A2: تعرّفهُ [He acquainted himself, or made himself acquainted, with it, or him; informed himself of it; learned it; and discovered it: often used in these senses: for an instance of the last, see تَفَرَّسَ: it is similar to تَعَلَّمَهُ, but more restricted in meaning. b2: And] He sought the knowledge of it: (Har p. 6:) [or he did so leisurely, or repeatedly, and effectually:] you say, تَعَرَّفْتُ مَا عِنْدَ فُلَانٍ I sought leisurely, or repeatedly, after the knowledge of what such a one possessed until I knew it. (S, O, K. *) b3: And تعرّفهُ المَكَانَ, and فِى المَكَانِ, He looked at it, endeavouring to obtain a clear knowledge thereof, in the place; syn. تَأَمَّلَهُ بِهِ. (TA.) A3: [تَعَرُّفٌ is also expl. in the KL by the Pers\. words بعرف كارى كردن, app. meaning The acting with عُرْف i. e. goodness, &c.: but Golius has hence rendered the verb “ convenienter opus fecit. ”]6 تعارفوا They knew, or were acquainted with, one another. (S, O, K.) b2: And i. q. تَفَاخَرُوا [i. e. They vied, competed, or contended for superiority, in glorying, or boasting, or in glory, &c.; or simply they vied, one with another]: it occurs in a trad., or, as some relate it, with ز; and both are expl. as having this meaning. (TA.) 8 اعترف بِهِ He acknowledged it, or confessed it, (S, Mgh, O, Msb, K,) namely, a misdeed, (S, O,) or a thing; (Mgh, Msb;) and so به ↓ عَرَفَ and لَهُ, namely, his misdeed [&c.]; (K;) [for] sometimes they put عَرَفَ in the place of اعترف; (O;) and so ↓ عَرَفَهُ: (Ksh and Bd and Jel in xvi. 85:) [الإِحْسَانِ ↓ عِرْفَانُ (occurring in the K voce شُكْرٌ &c.) means The acknowledgment, or confession, of beneficence; thankfulness, or gratitude:] and one says, لأَِحَدٍ يَصْرَعُنِى ↓ مَا أَعْرِفُ (S, O, TA) i. e. ما أَعْتَرِفُ, (S, O,) meaning I do not acknowledge [any one that will throw me down]: this was said by an Arab of the desert. (TA.) b2: اعترف إِلَىَّ He acquainted me with his name and condition. (K.) And اعترف لَهُ He described himself to him in such a manner as that he would certify himself of him thereby. (TA.) [See also 5.]

b3: اعترف also signifies He described a thing that had been picked up, and a stray-beast, in such a manner as that he would be known to be its owner. (TA.) b4: And you say, اِعْتَرَفْتُ القَوْمَ, (S, O,) or فُلَانًا, (K,) I asked the people, or party, (S, O,) or such a one, (K,) respecting a subject of information, in order that I might know it. (S, O, K.) b5: See also 1, former half.

A2: And see 1, last quarter, in two places.10 استعرف [He sought, or desired, knowledge; or asked if any had knowledge; of a person or thing: a meaning clearly shown in the M by an explanation of a verse cited in art. بلو, conj. 8, q. v.]. b2: استعرف إِلَيْهِ: see 5. Also He mentioned his relationship, lineage, or genealogy, to him. (TA.) b3: استعرفهُ: see 1, former half.12 اِعْرَوْرَفَ He (a horse, TA) had a mane (عُرْف). (S, O, TA.) b2: اعرورف الفَرَسَ He (a man, O) mounted upon the mane (عُرْف) of the horse. (O, K. [In the CK, والفَرَسُ عَلا عُرْفُهُ is erroneously put for وَالفَرَسَ عَلَا عَلَى عُرْفِهِ.]) b3: And اعرورف (said of a man, K) (assumed tropical:) He rose upon the أَعْرَاف [pl. of عُرْفٌ, and app. here meaning the wall between Paradise and Hell: (see the Kur vii. 44:) probably used in this sense in a trad.]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b4: Said of the sea, (tropical:) Its waves became high, (S, O, K, TA,) like the عُرْف [or mane]: and in like manner said of the torrent, (tropical:) It became heapy and high. (TA.) b5: Said of blood, (assumed tropical:) It had froth (O, K) like the عُرْف [or mane]. (O.) b6: Said of palm-trees (نَخْل), (tropical:) They became dense, and luxuriant, or abundant, or thickly intermixed, like the عُرْف [or mane] of the hyena. (O, K, TA.) b7: And, said of a man, (tropical:) He prepared himself for evil, or mischief, (S, O, K, TA,) and raised his head, or stretched forth his neck, for that purpose. (TA.) [See also 12 in art. عزف.]

عَرْفٌ An odour, whether fragrant or fetid, (S, O, K, TA,) in most instances the former, (K, TA,) as when it is used in relation to Paradise: (TA:) and ↓ عَرْفَةٌ signifies [the same, i. e.] رِيحٌ (K, TK) and رَائِحَةٌ. (TK.) One says, ما أَطْيَبَ عَرْفَهُ [How fragrant is its odour!]. (S, O.) and لَا يَعْجِزُ مَسْكُ السَّوْءِ عَنْ عَرْفِ السَّوْءِ [The bad hide will not lack the fetid odour]; (S, O, K;) a prov.; (S, O;) applied to the low, ignoble, mean, or sordid, who will not cease from his evil doing; he being likened to the hide that is not fit for being tanned; (O, K;) wherefore it is cast aside, and becomes fetid. (O.) And some read, in the Kur [lxxvii. 1], وَالْمُرْسَلَاتِ عَرْفًا, [as meaning By the winds that are sent forth with fragrance,] instead of عُرْفًا. (TA.) A2: Also A certain plant: or the ثُمَام [or panic grass]: (K:) or a certain plant, not of the [kind called] حَمْض, nor of the [kind called] عِضَاه; (Ibn-'Abbád, O, L, K;) of the [kind called] ثُمَام. (Ibn-'Abbád, O, L.) عُرْفٌ [Acknowledgment, or confession;] a subst. from الاِعْتِرَافُ, (S, O, K, TA,) as meaning الإِقْرَارُ. (TA.) Hence, (S, O,) you say, (K,) لَهُ عَلَىَّ أَلْفٌ عُرْفًا, meaning اِعْتِرَافًا [i. e. A thousand is due to him on my part by acknowlegment, or confession]; (S, O, * K;) the last word being a corroborative. (S, O.) b2: Also i. q. ↓ مَعْرُوفٌ; (S, O, Msb, K;) as also ↓ عَارِفَةٌ, (S, O, K,) of which the pl. is عَوَارِفُ; (O, K;) عُرْفٌ being contr. of نُكْرٌ, (S, O, K,) and ↓ مَعْرُوفٌ being contr. of مُنْكَرٌ [as syn. with نُكْرٌ]; (S, Mgh, O, K;) i. e. Goodness, or a good quality or action; and gentleness, or lenity; and beneficence, [favour, kindness, or bounty,] or a benefit, a benefaction, or an act of beneficence [or favour or kindness]: (Msb:) عُرْفٌ is also expl. as signifying liberality, or bounty; (K, TA;) and so ↓ عُرُفٌ, which is a dial. var. thereof: (TA:) and a thing liberally, or freely, bestowed; or given: (K:) and ↓ مَعْرُوفٌ is expl. as signifying liberality, or bounty, when it is with moderation, or with a right and just aim: [and sometimes it means simply moderation:] and sincere, or honest, advice or counsel or action: and good fellowship with one's family and with others of mankind: it is an epithet in which the quality of a subst. predominates: (TA:) and signifies any action, or deed, of which the goodness is known by reason and by the law; and مُنْكَرٌ signifies the contr. thereof. (Er-Rághib, TA.) It is said in the Kur [vii. 198], وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ, (O,) meaning [And enjoin thou goodness, &c., or] what is deemed good, or approved, of actions. (Bd.) And you say, أَوْلَاهُ عُرْفًا, (S, O,) or ↓ عَارِفَةً, (TA,) meaning ↓ مَعْرُوفًا [i. e. He did to him, or conferred upon him, a benefit, &c.]. (S, O, TA.) وَلِلْمُطَلَّقَاتِ

↓ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ [in the Kur ii. 242] means [and for the divorced women there shall be a provision of necessaries] with moderation, or right and just aim, and beneficence. (TA.) And ↓ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى [in the same, ii. 265,] means Refusal with pleasing [or gracious] speech, (Bd, Jel, TA,) and prayer [expressed to the beggar, that God may sustain him,] (TA,) and forgiveness granted to the beggar for his importunity (Bd, Jel) or obtained by such refusal from God or from the beggar, (Bd,) are better than an alms which annoyance follows (TA) by reproach for a benefit conferred and for begging. (Jel.) And مَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ

↓ بِالْمَعْرُوفِ [in the same, iv. 6,] means [And such as is poor, let him take for himself (lit. eat)] according to what is approved by reason and by the law, (TA,) or according to his need (Bd) and the recompense of his labour. (Bd, Jel.) b3: [العُرْفُ, in lexicology, signifies The commonly-known, commonly-received, or common conventional, language; common parlance, or common usage: mostly meaning that of a whole people; in which case, the epithet العَامُّ is sometimes added: but often meaning that of a particular class; as, for instance, of the lawyers. Hence the terms حَقِيقَةٌ عُرْفًا and مَجَازٌ عُرْفًا, expl. in arts. حق and جوز.

See also مُتَعَارَفٌ: and see عَادَةٌ.]

A2: Also The عُرْف of the horse; (S, O;) [i. e. the mane;] the hair (Mgh, Msb, K) that grows on the ridge (Msb) of the neck of the horse (Mgh, Msb, K) or similar beast; (Msb;) as also ↓ عُرُفٌ: (K:) [see also مَعْرَفَةٌ:] or the part, of the neck, which is the place of growth of the hair: [see again مَعْرَفَةٌ:] and the part, of the neck [of a bird], which is the place of growth of the feathers: (TA:) [or the feathers themselves of the neck; used in this sense in the K and TA in art. برل, as is shown by the context therein:] and the [comb or] elongated piece of flesh on the upper part of the head of a cock; to which the بَظْر of a girl is likened: (Msb:) pl. أَعْرَافٌ [properly a pl. of pauc.] (O, TA) and عُرُوفٌ. (TA.) As used it in relation to a man, explaining the phrase جَآءَ فُلَانٌ مُبْرَثِلًّا لِلشَّرِّ as meaning نَافِشًا عُرْفَهُ [i. e. (assumed tropical:) Such a one came as though ruffling the feathers of his neck to do evil, or mischief]. (TA.) And [hence] it is said in a trad., جَاؤُوا كَأَنَّهُمْ عُرُفٌ (assumed tropical:) [They came as though they were a mane], meaning, following one another. (TA.) And one says, جَآء القَوْمُ عُرْفًا عُرْفًا (assumed tropical:) [The people, or party, came] one after another: like the saying, طَارَ القَطَا عُرْفًا (assumed tropical:) [The sand-grouse flew] one after another. (K.) And hence, وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا, (S, O, K,) in the Kur [lxxvii. 1], a metaphorical phrase, from the عُرْف of the horse, meaning (tropical:) [By the angels, or the winds, that are sent forth] consecutively, like [the several portions of] the عُرْف [or mane] of the horse: (S, O:) or the meaning is, sent forth بِالْمَعْرُوفِ, (S, O, K, TA,) i. e. with beneficence, or benefit: (TA:) [for further explanations, see the expositions of Z and Bd or others: and see also art. رسل:] some read عَرْفًا [expl. in the next preceding paragraph]. (TA.) b2: [Hence also,] (tropical:) The waves of the sea. (K, TA.) b3: And (assumed tropical:) Elevated sand; as also ↓ عُرُفٌ and ↓ عُرْفَةٌ: pl. (of the last, TA) عُرَفٌ and (of the first, TA) أَعْرَافٌ: (S, O, K:) and all signify likewise (assumed tropical:) an elevated place: (K:) and the first, (assumed tropical:) the elevated, or overtopping, back of a portion of sand, (K, TA,) and of a mountain, and of anything high: and (assumed tropical:) an elevated portion of the earth or ground: and [the pl.] أَعْرَافٌ (assumed tropical:) the حَرْث [meaning land ploughed, or prepared, for sowing] that is upon the [channels for irrigation that are called] فُلْجَان [pl. of فَلَجٌ] and قَوَائِد [pl. of قَائِدٌ]. (TA.) b4: [The pl.] الأَعْرَافُ, (S, O, K,) mentioned in the Kur [vii. 44 and 46], (S, O,) is applied to (assumed tropical:) A wall between Paradise and Hell: (S, O, K:) so it is said: (S, O:) or the upper parts of the wall: or by عَلَى الأَعْرَافِ may be there meant عَلَى مَعْرِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ [i. e., app., and possessing knowledge of the people of Paradise and of the people of Hell: for it seems that مُحْتَوُونَ, or the like, is to be understood before على]. (Zj, TA.) [And hence it is the name of The Seventh Chapter of the Kurn.] By

أَصْحَابُ الأَعْرَافِ [The occupants of the اعراف], there mentioned, are said to be meant persons whose good and evil works have been equal, so that they shall not have merited Paradise by the former nor Hell by the latter: or prophets: or angels. (Zj, TA.) b5: See also عُرْفَةٌ. b6: [The pl.]

أَعْرَافٌ also signifies (tropical:) The higher, or highest, (K, TA,) and first, or foremost, (TA,) of winds; (K, TA;) and likewise of clouds, and of mists. (TA.) b7: And عُرْفٌ signifies also, (As, O, K,) in the speech of the people of El-Bahreyn, (As, O,) A species [or variety] of palm-trees; (As, O, K;) and so [the pl.] أَعْرَافٌ (O, K) is expl. by IDrd: (O:) or when they first yield fruit, or edible fruit, or ripe fruit; (K, TA;) or when they attain to doing so: (TA:) or a [sort of] palmtree in El-Bahreyn, also called بُرْشُوم; (K, TA;) but this is what is meant by As and IDrd. (TA.) b8: And The tree of the أُتْرُجّ [i. e. citrus medica, or citron]. (K.) A3: Also pl. of عَرُوفٌ: b2: and of أَعْرَفُ and عَرْفَآءُ. (K.) عِرْفٌ, with kesr, is from the saying, مَا عَرَفَ عِرْفِى إِلَّا بِأَخَرَةٍ, (S, O,) which means He did not know me save at the last, or lastly, or latterly. (S, O, K.) A2: And it signifies Patience. (IAar, O, K.) A poet says, (namely Aboo-Dahbal ElJumahee, TA,) قُلْ لِابْنِ قَيْسٍ أَخِى الرُّقَيَّاتِ مَا أَحْسَنَ العِرْفَ فِى المُصِيبَاتِ [Say thou to the son of Keys, the brother of Er-Rukeiyat, How good is patience in afflictions!]. (IAar, O, TA.) عُرُفٌ: see عُرْفٌ, in three places.

عَرْفَةٌ A question, or questioning, respecting a subject of information, in order to know it; (K, * TA;) as also ↓ عِرْفَةٌ. (K, TA.) A2: See also عَرْفٌ.

A3: Also A purulent pustule that comes forth in the whiteness [or palm] of the hand. (ISk, S, O, K.) عُرْفَةٌ: see عُرْفٌ, latter half. b2: Also An open, elongated, tract of land, producing plants, or herbage. (O, K.) b3: Also, (O, K,) and ↓ عُرْفٌ, (TA,) A limit (O, K, TA) between two things: (K:) [like أُرْفَةٌ:] pl. of the former عُرَفٌ. (O, K, TA.) عِرْفَةٌ [an inf. n.] I. q. مَعْرِفَةٌ. (O, K. [See 1, first sentence. In the O, it seems to be regarded as a simple subst.]) b2: See also عَرْفَةٌ.

يَوْمُ عَرَفَهَ The ninth day of [the month] ذُو الحِجَّة [when the pilgrims halt at عَرَفَات]: (S, Mgh, O, Msb, K:) the latter word being without tenween, (S, O,) imperfectly decl., because it is of the fem. gender and a proper name, (Msb,) and not admitting the art. ال. (S, O, Msb.) b2: See also the next paragraph.

عَرَفَاتٌ The place [or mountain] where the pilgrims halt (Mgh, O, Msb, K) on the day of عَرَفَة [above mentioned], (O, K,) [described by Burckhardt as a granite hill, about a mile, or a mile and a half, in circuit, with sloping sides, rising nearly two hundred feet above the level of the adjacent plain,] said to be nine miles, (Msb,) or twelve miles, (K,) from Mekkeh; (Msb, K;) said by J to be a place in, or at, Minè, but incorrectly, (K, TA,) unless thereby be meant near Minè; (TA;) also called by some ↓ عَرَفَةُ; (Mgh, Msb;) but the saying نَزَلْنَا عَرَفَةَ, (S, O, K,) or نَزَلْتُ بِعَرَفَةَ, (Msb,) [We, or I, alighted at عَرَفَة,] is like a post-classical phrase, (S, O, K,) and (S, O) it is said to be (Msb) not genuine Arabic: (S, O, Msb:) عَرَفَاتٌ is a [proper] name in the pl. form, and therefore is not itself pluralized: (S, O, K:) it is as though the term عَرَفَةٌ applied to every distinct portion thereof: (TA:) as Fr says, it has, correctly, no sing.; (S, O;) and it is determinate as denoting a particular place; (Sb, S, O, K, TA;) and therefore not admitting the article ال; (Sb, TA;) differing from الزَّيْدُونَ [because this is a proper name common to a number of persons]: you say, هٰؤُلَآءِ عَرَفَاتٌ حَسَنَةً [lit. These are 'Arafát, in a good state], putting the epithet in the accus. case because it is indeterminate [as a denotative of state, like مُصَدِّقًا in the saying وَهُوَ الحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ, in the Kur ii. 85]: (S, O:) it is decl. (مَصْرُوفَةٌ [more properly مُعْرَبَةٌ]) because the ت is equivalent to the ى and و in مُسْلِمِينَ and مُسْلِمُونَ, (S, O, K,) the tenween becoming equivalent to the ن, therefore, being used as a proper name, it is left in its original state, like as is مُسْلِمُونَ when used as a proper name: (Akh, S, O, K:) [i. e.,] it is decl. in the manner of مُسْلِمَاتٌ and مُؤْمِنَاتٌ, the tenween being like that which corresponds to the masc. pl. termination ن, not the tenween of perfect declinability, because it is a proper name and of the fem. gender, wherefore it does not admit the article ال. (Msb.) عَرَفَاتٌ was thus named because Adam and Eve knew each other (تَعَارَفَا) there (IF, O, K, TA) after their descent from Paradise: (TA:) or because Gabriel, when he taught Abraham the rites and ceremonies of the pilgrimage, said to him “ Hast thou known? ” (أَعَرَفْتَ), (O, K,) and he replied “ I have known ” (عَرَفْتُ): (K:) or because it is a place sanctified and magnified, as though it were rendered fragrant (عُرِّفَ i. e. طُيِّبَ): (O, K:) or because the people know one another (يَتَعَارَفُونَ) there: or, accord. to Er-Rághib, because of men's making themselves known (نِتَعَرُّفِ العِبَادِ) there by religious services and prayers. (TA.) عُرْفِىٌّ Of, or relating to, العُرْفُ as meaning the commonly-known or commonly-received or conventional language, or common parlance, or common usage. Hence حَقِيقَةٌ عُرْفِيَّةٌ and مَجَازٌ عُرْفِىٌّ, expl. in arts. حق and جوز.]

عَرَفِىٌّ Of, or relating to, عَرَفَات. (O, K.) عِرِفَّانٌ, (O, K,) accord. to Th, A man (O) who acknowledges, or confesses, a thing, and directs to it, or indicates it; (O, K;) thus expl. as an epithet, though Sb mentions his not knowing it as an epithet; (O;) occurring in a poem of Er-Rá'ee, and expl. by some as the name of a companion of his: (O, K: *) and عُرُفَّانٌ signifies the same; (K;) but this is said by Sb to be a word transferred from the category of proper names. (O.) A2: Also the latter, (O,) or both, (K,) A small creeping thing that is found in the sands of 'Álij and of Ed-Dahnà: (O, K:) or a large [sort of locust, or the like, such as is termed] جُنْدَب, resembling the جَرَادَة, (AHn, K, TA,) having a crest (لَهُ عُرْفٌ), (AHn, TA,) not found save upon [one or the other of two species of plants, i. e.] a رِمْثَة or an عُنْظُوَانَة: (AHn, K, TA:) but AHn mentions only the latter form of the word, عُرُفَّانٌ. (TA.) عَرُوفٌ: see عَارِفٌ, in two places.

عَرِيفٌ: see عَارِفٌ, first sentence. b2: [Hence,] One who knows his companions: pl. عُرَفَآءُ. (O, K.) The chief, or head, (Mgh, K, TA,) of a people, or party; (K, TA;) because he knows the states, or conditions, of those over whom he acts as such; (Mgh;) or because he is known as such [so that it is from the same word in the last of the senses assigned to it in this paragraph]; (K;) or because of his acquaintance with the ordering, or management, of them: (TA:) or the نَقِيب [or intendant, superintendent, overseer, or inspector, who takes cognizance of, and is responsible for, the actions of a people], who is below the رَئِيس: (S, O, K:) or the manager and superintendent of the affairs, who acquaints himself with the circumstances, or a tribe, or of a company of men; of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ: (IAth, TA:) or the orderer, or manager, of the affairs of a people, or party; as also ↓ عَارِفٌ: (Msb:) pl. as above: (S, IAth, Msb:) it is said that he is over a few persons, and the مَنْكِب is over five عُرَقَآء, then the أَمِير is over these. (Msb.) It is said in a trad. that the عُرَفَآء are in Hell, as a caution against undertaking the office of chief, or head, on account of the trial that is therein; for when one does not perform the duty thereof, he sins, and deserves punishment. (TA.) b3: [It is now used as meaning A monitor in a school, who hears the lessons of the other scholars.]

A2: See also مَعْرُوفٌ, with which it is syn. عِرَافَةٌ The holding, and the exercising, of the office of عَرِيف. (S, Mgh, * O, Msb, * K. [An inf. n.: see 1, in the middle of the latter half.]) عَرُوفَةٌ: see عَارِفٌ, in two places.

عَرَّافٌ A كَاهِن [or diviner]: (S, O, Msb, K:) or the former is one who informs of the past, and the latter is one who informs of the past and of the future: (Msb:) or, accord. to Er-Rághib, [but the converse of his explanation seems to be that which is correct,] the former is one who informs of future events, and the latter is one who informs of past events. (TA.) Hence the saying of the Prophet, that whoso comes to an عرّاف and asks him respecting a thing, prayer of forty nights will not be accepted from him. (O.) b2: and (Msb) An astrologer, (IAth, Mgh, Msb,) who lays claim to the knowledge of hidden, or invisible, things, (IAth, Mgh,) which God has made to belong exclusively to Himself: (IAth:) and this is [said to be] meant in the trad. above mentioned. (Mgh.) b3: And A physician. (S, O, K.) b4: and One who smells [for يسم I read يَشُمُّ] the ground, and thus knows the places of water, and knows in what country, or district, he is. (ISh, in TA, art. حزى.) عَارِفٌ and ↓ عَرِيفٌ are syn., (S, O, K,) like عَالِمٌ and عَلِيمٌ, (S, O,) signifying Knowing; [&c., agreeably with the explanations of the verb in the first quarter of the first paragraph of this art.;] as also ↓ عَرُوفَةٌ, (S, O, K,) but in an intensive sense, which is denoted by the ة, (S, O, TA,) meaning [knowing, &c., much, or well; or] knowing, or acquainted with, affairs, and not failing to know [or recognise] one that has been seen once; (TA;) as in the phrase, بِالأُمُوِر ↓ رَجُلٌ عَرُوفَةٌ [A man much, or well, acquainted with affairs]. (S, O.) b2: For the first, see also عَرِيفٌ. b3: It also signifies particularly [Skilled in divine things;] possessing knowledge of God, and of his kingdom, and of the way of dealing well with Him. (TA.) b4: See also مَعْرُوفٌ.

A2: Also, the first, [Patient; or] very patient, or having much patience; syn. صَبُورٌ; (AO, S, O, K;) and so ↓ عَرُوفٌ; (S, O, K;) of which latter the pl. is عُرْفٌ. (K.) One says, أُصِيبَ فُلَانٌ فَوُجِدَ عَارِفًا [Such a one was smitten, or afflicted, and was found to be patient]. (S, O.) And حَبَسْتُ نَفْسًا عَارِفَةً, meaning صَابِرَةً [i. e. I restrained a patient soul, or mind]: (O, TA:) like the phrase صَبَرْتُ عَارِفَةً in a verse of 'Antarah [cited in the first paragraph of art. صبر]. (S, * O.) And ↓ نَفْسٌ عَرُوفٌ means [A soul, or mind,] enduring; very patient; that endures an event, or a case, when made to experience it. (TA.) عَوَارِفُ [is pl. of عَارِفَةٌ, and] means Patient she-camels. (IB, TA.) عَارِفَةٌ as a subst.; pl. عَوَارِفُ: see عُرْفٌ, first quarter, in two places.

عُوَيْرِفٌ [dim. of عَارِفٌ, i. e. signifying One possessing little knowledge &c.]. One says of him in whom is a sin, or crime, مَا هُوَ إِلَّا عُوَيْرِفٌ [He is none other than one possessing little knowledge]. (TA.) أَعْرَفَ is mentioned in “ the Book ” of Sb as used in the phrase هٰذَا أَعْرَفَ مِنْ هٰذَا [meaning This is more known than this]: irregularly formed from مَعْرُوفٌ, not from عَارِفٌ. (ISd, TA.) A2: Also A thing having what is termed عُرْف [i. e. a mane, or the like]: (S, O, K:) fem. عَرْفَآءُ: pl., masc. and fem., عُرْفٌ. (K.) It is applied to a horse, (Mgh, K, TA,) meaning Having a full mane, or much hair of the mane. (Mgh, TA.) And to a serpent (O, K) such as is termed شَيْطَان [which is described as having an عُرْف]. (O.) And the fem. is applied to a she-camel, (K, TA,) meaning High in the hump: or resembling the male: or long in her عُرْف [or mane]: (TA:) or having what resembles the عُرْف by reason of her fatness: or having, upon her neck, fur like the عُرْف. (Ham p. 611.) b2: The fem. is also used as meaning The ضَبُع [i. e. hyena, or female hyena], because of the abundance of its hair (S, O, K, TA) of the neck, (O, K, TA,) or because of the length of its عُرْف. (TA.) b3: and one says سَنَامٌ أَعْرَفُ A long, or tall, camel's hump, having an عُرْف. (TA.) And جَبَلٌ أَعْرَفُ (assumed tropical:) A mountain having what resembles the عُرْف. (TA.) And قُلَّةٌ عَرْفَآءُ (tropical:) A high mountain-top. (TA.) And حَزْنٌ أَعْرَفُ (assumed tropical:) High rugged ground. (TA.) مَعْرَفٌ (S, O, K [in one of my copies of the S written مُعَرَّفٌ]) and مَعْرِفٌ also (Ham p. 47) sing. of مَعَارِفُ, which means The face [and faces], and any part thereof that appears; as in the saying اِمْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَعَارِفِ [A woman beautiful in the face, or in the parts thereof that appear]; (S, O, K;) because the person is known thereby: (TA:) or, as some say, no sing. of it is known: (Har p. 146:) and some say that it signifies the beauties, or beautiful parts, of the face. (TA.) Er-Rá'ee says, مُتَلَفِّمِينَ عَلَى مَعَارِفِنَا نَثْنِى لَهُنَّ حَوَاشِىَ العَصْبِ [Muffling our faces, or the parts thereof that appeared, we fold, or folding, to them the selvages of the عَصْب (a sort of garment).] (S, O: but the latter has مُتَلَثِّمِينَ.) And one says, حَيَّا اللّٰهُ المَعَارِفَ, meaning [May God preserve] the faces. (O, K.) And قَدْ هَاجَتْ مَعَارِفُ فُلَانٍ The features of such a one, whereby he was known to me, have withered, like as the plant withers: said of a man who has turned away, from the speaker, his love, or affection. (TA.) And هُوَ مِنَ المَعَارِفِ He is of those who are known; [or of those who are acquaintances;] (O, K;) as though meaning مِنْ ذَوِى المَعَارِفِ, i. e. of those having faces [whereby they are known]: (O:) or مَعَارِفُ الرَّجُلِ meansThose who are entitled to the man's love, or affection, and with whom he has acquaintance; [and simply the acquaintances of the man;] and is pl. of ↓ مَعْرِفَةٌ. (Har p. 146.) مَعَارِفُ الأَرْضِ meansThe faces, and known parts, of the land. (TA.) مَعْرَفَةٌ The place [or part] upon which grows the عُرْف [or mane]; (S, Mgh;) the place of the عُرْف of the horse, (O, K, TA,) from the forelock to the withers: or the flesh upon which grows the عُرْف. (TA.) But the phrase الأَخْذُ مِنْ مَعْرَفَةِ الدَّابَّةِ means The cutting [or taking] of somewhat from the عُرْف of the beast. (Mgh.) مَعْرِفَةٌ a subst. [signifying Knowledge, cognition, cognizance, or acquaintance; &c.: as such having for its pl. مَعَارِفُ, meaning sorts of knowledge:] from عَرَفَهُ signifying as expl. in the beginning of this art.: (Msb:) or an inf. n. therefrom. (S, O, K.) b2: See also مَعْرَفٌ, last sentence but one. b3: [In grammar, A determinate noun; opposed to نَكِرَةٌ.]

مُعَرَّفٌ [pass. part. n. of 2, q. v.

A2: ] Food rendered fragrant. (TA.) A3: And Food put part upon part [app. so that the uppermost portion resembles a mane or the like (عُرْف)]. (TA.) [Golius, as on the authority of J, and hence Freytag, assign to it a meaning belonging to مُعَرَّقٌ.]

A4: Also The place of halting [of the pilgrims] at عَرَفَات. (S, O, K.) b2: And in a trad. of I'Ab, the phrase بَعْدَ المُعَرَّفِ occurs as meaning After the halting at عَرَفَة [or rather عَرَفَات]. (TA.) مَعْرُوفٌ [Known: and particularly well, or commonly, known]. أَمْرٌ مَعْرُوفٌ and ↓ عَارِفٌ, (O, Msb, K, TA,) accord. to Lth, but the latter is disapproved by Az, having not been heard by him on any other authority than that of Lth, (O, TA,) [though there are other similar instances well known, (see أَمْرٌ, and دَافِقٌ,)] signify the same [i. e. A known affair or event &c.]; (O, Msb, K, TA;) as also ↓ عَرِيفٌ. (Msb, TA,) b2: [Hence, in grammar, The active voice; opposed to مَجْهُولٌ.]

b3: See also عُرْفٌ, former half, in seven places.

A2: أَرْضٌ مَعْرُوفَهٌ Land having a fragrant عَرْف [or odour]. (TA.) A3: رَجُلٌ مَعْرُوفٌ A man having a purulent pustule, termed عَرْفَة, come forth in the whiteness [or palm] of his hand. (S.) مُعْتَرِفٌ [part. n. of 8, q. v.]. 'Omar is related to have said, اُطْرُدُوا المُعْتَرِفِينَ, meaning [Drive ye away] those who inform against themselves [or confess or acknowledge the commission] of something for which castigation is due to them; as though he disliked their doing so, and desired that people should protect them. (TA.) مُتَعَارَفٌ [applied to language, or a phrase, or word, means Known by common conventional usage]. One says, هُوَ مُتَعَارَفٌ بَيْنَهُمْ It is known [by common conventional usage] among them. (MA. See also عُرْفٌ.])
Expand
عرف
عَرَفَه يَعْرِفُه مَعْرِفَةً، وعِرْفاناً وعِرْفَةً بالكسرِ فيهمَا وعِرِفاناً، بكسرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الفاءِ: عَلِمَه وَاقْتصر الجوهرِيُّ على الأَولَيْنِ، قَالَ ابنُ سِيده: وينْفَصِلان بتَحْدِيد لَا يَليقُ بِهَذَا المَكانِ. وَقَالَ الرّاغِبُ: المَعْرِفةُ والعِِرْفانً: إِدْراكُ الشيءِ بتَفَكُّرٍ وتَدَبُّرٍ لأَثَرِهِ، فَهِيَ أَخصُّ من الْعلم، ويُضَادُّه الإِنكارُ، ويُقال: فلانٌ يعرِفُ الله وَرَسُوله، وَلَا يُقال: يعلم الله متَعَدِّياً إِلَى مفعولٍ وَاحِد لما كَانَ مَعرِفَةُ البَشرِ للهِ تَعَالَى هُوَ تَدبُّرُ آثارِه دُونَ إِدْراكِ ذاتِه، ويُقالُ: اللهُ يَعْلَمُ كَذَا، وَلَا يُقال: يَعْرِفُ كَذَا لما كَانَت المَعْرِفة تُسْتَعْمَلُ فِي العِلمِ الْقَاصِر المُتَوَصَّلِ إِلَيْهِ بتَفَكُّرِ، وأَصْلُه من عَرَفْتُهُ، أَي: أَصَبْتُ عَرْفه: أَي رائِحَته، أَو من أَصَبْتُ عَرْفَه أَي خَدِّهُ فَهُوَ عارِفٌ، وعَريفٌ، وعَرُوفَةٌ يَعْرِفُ الأُمورَ. وَلَا يُنْكرُ أَحداً رَآهُ مرّةً، والهاءُ فِي عَرُوفَةٍ للمُبالَغَةِ، قَالَ طَرِيفُ ابْن مالكٍ:
(أَوَ كُلما وَرَدَتْ عُكاظَ قبِيلَة ... بَعَثُوا إِليَّ عَرِيفَهَم يَتَوَسَّمُ)
أَي: عارِفَهم، قَالَ سِيبَوْيهِ: هُوَ فَعِيل بمَعْنى فاعِلٍ، كقولِهم: ضَرِيبُ قِداحِ. وعَرَفَ الفَرَسَ عَرْفاً، بالفتحِ وذِكْرُ الْفَتْح مُسْتَدْرَكٌ: جَزَّ عُرْفَه يُقَال: هُوَ يَعْرِفُ الخيلَ: إِذا كَانَ يَجُزُّ أَعْرافَها، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، والجَوْهَرِيُّ وَابْن القَطّاعِ.
وعَرَف بذَنْبِه، وَكَذَا عَرَفَ لهُ: إِذا أَقَرَّ بِهِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: (عَرَفَ الحِسانُ لَهَا غُلَيِّمَةً ... تَسْعَى مَعَ الأَتْرابِ فِي إِتْبِ)
وَقَالَ أَعْرَابِي: مَا أَعْرِفُ لأَحَدٍ يَصْرَعُنِي: أَي لَا أُقِرُّ بهِ. وعَرَفَ فُلاناً: جازاهُ، وقَرَأَ الكِسائِيّ قولَه عزَّ وجَلّ: وإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزوْاجِهِ حَدِيثاً فلَمّا نَبَّأَتْ بهِ وأَظْهَرَهُ اللهُ علَيْهِ عَرَفَ بَعْضَه وأَعْرَضَ عنْ بَعْضٍ أَي جازَى حَفْصَة رَضِي الله تعالَى عَنْها ببَعْضِ مَا فَعَلَتْ قالَ الفَرّاءُ: من قَرَأَ عَرَّفَ بالتّشْديدِ، فمَعْناه أَنَّه عَرَّفَ حَفْصَةَ بعضَ الحَدِيثِ وترَكَ بعْضاً، وَمن قَرأَ بالتَّخْفِيف، أَرادَ غَضِبَ من ذلِكَ، وجازَى عليهِ، قالَ: ولعَمْرِي جازَى حَفْصَةَ بطَلاقِها، قالَ: وَهُوَ وَجْهٌ حَسَنٌ، قرأَ بذلك أَبو عَبْدِ الرَّحْمنِ السُّلَمِيّ. أَو مَعْناهُ: أَقرَّ ببَعْضِه وأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ، وَمِنْه قولُهم: أَنا أَعْرِفُ للمُحْسِنِ والمُسِيءِ: أَي لَا يَخْفَى عليَّ ذلكَ وَلَا مُقابَلَتُه بِمَا يُوافِقُه وَفِي حَدِيث عَوْفِ بن مالِكٍ: لتَرُدَّنَّهُ أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عندَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ أَي لأُجازِيَنَّك بهَا حتَّى تَعْرِف سُوءَ صَنِيعِك، وَهُوَ كلمةٌ تُقالُ عِنْد التَّهْدِيدِ والوَعِيدِ، وقالَ الأَزْهَرِي: قَرَأَ الكِسائِيُّ والأَعْمشُ عَن أَبِي بَكْرٍ عَن عاصِمٍ عَرَف بَعْضهُ خَفِيفَة، وقرأَ حَمْزَةُ ونافِعٌ وابنُ) كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍ ووابنُ عامِرٍ اليَحْصُبِيًّ بالتّشْدِيدِ. والعَرْفُ الرِّيحُ طيِّبَةً كانتْ أَو مُنْتِنةً يُقال: مَا أَطْيَبَ عَرْفَه كَمَا فِي الصِّحاحِ، وأَنشدَ ابنُ سِيدَه:
(ثَناءٌ كَعَرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه ... ولَيْسَى لَهُ إِلا بَنِي خالِدٍ أَهْلُ)
وَقَالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ فِي النَّتْنِ:
(فلَعَمْرُ عَرْفِكِ ذِي الصُّماخِ كَمَا ... عَصَبَ السِّفادُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ) وأَكْثَرُ اسْتِعمالِه فِي الطَّيِّبَةِ وَمِنْه الحَدِيثُ: من فَعَل كَذَا وكَذَا لم يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ أَي: رِيحَها الطَّيِّبَةَ. وَفِي الْمثل: لَا يَعْجَزُ مَسْكُ السَّوْءِ عهن عَرْفِ السَّوْءِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ الصاغانيُّ: يُضْرَبُ للَّئِيمِ الَّذِي لَا يَنْفَكُّ عَن قُبْحِ فِعْلِه، شُبِّهَ بجِلْدٍ لَمْ يَصْلُحْ للدِّباغِ فنُبِذَ جانِباً، فأَنْتَنَ. والعَرْفُ: نَباتٌ، أَو الثُّمامُ، أَو نَبْتٌ ليْسَ بحَمْضٍ وَلَا عِضاهِ من الثُّمامِ كَذَا فِي المُحِيطِ واللسانِ. والعَرْفَةُ بهاءٍ: الرِّيحُ. والعَرْفَةُ: اسمٌ من اعْتَرَفَهُم اعْتِرافاً: إِذا سَأَلَهُم عَن خَبَرٍ ليَعْرِفَه، وَمِنْه قولُ بِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ:
(أَسائِلَةٌ عُمَيْرَةُ عَن أَبِيها ... خِلالَ الجَيْشِ تَعْتَرِفُ الرِّكابَا)
ويُكْسَرُ.
والعَرْفَةُ أَيضاً: قُرْحَةٌ تَخْرُجُ فِي بَياضِ الكَفِّ نَقله الجوهريُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ. ويُقال: عُرِف الرَّجلُ كعُنِيَ عَرْفاً، بالفَتْحِ وَفِي بعضِ النُّسخِ عِرْفاناً بالكسرِ، فَهُوَ مَعْرُوفٌ: خَرَجَتْ بِهِ تِلكَ القُرْحَةُ، مَا فِي الصِّحاحِ. والمَعْرُوفُ: ضِدُّ المُنْكَرِ قالَ اللهُ تعالَى: وأْمُرْ بالمَعْرُوف وَفِي الحَدِيث: صَنائِعُ المَعْرُوفِ تَقِي مَصارِعَ السُّوءِ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: المَعْرُوفُ: اسمٌ لكلِّ فِعْلٍ يُعْرَفُ بالعَقْرلِ والشَّرْعِ حُسْنُه، والمُنْكَرُ: مَا يُنْكَرُ بِهِما، قَالَ تَعالى: تَأْمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَن المُنْكَرِ وقالَ تَعَالَى: وقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَمن هَذَا قيل للاقْتِصادِ فِي الجُودِ: معْرُوفٌ، لَمّا كانَ ذَلِك مُسْتَحْسَناً فِي العقولِ، وبالشرْعِ نَحْو: ومَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بالمَعْرُوفِ وَقَوله: وللمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بالمعْرُوفِ أَيبالاقْتِصادِ، والإِحسانِ، وقولُه: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ ومَغْفِرَةٌ خَيْرٌ من صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذًى أَي: رَدٌّ بالجَمِيلِ ودُعاءُ خيرٌ من صَدَقَةٍ هَكَذَا.
ومَعْرُوفٌ: فَرَسُ سَلَمَةَ بنِ هِنْد الغاضِرِيِّ من بَنِي أَسَدٍ، وَفِيه يَقُولُ:
(أُكَفِّئُ مَعْرُوفاً عَلَيْهِم كأَنَّه ... إِذا ازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ)
ومَعْرُوفُ بنُ مُسْكانَ: بانِي المكعْبَةِ شَرَّفها اللهُ تَعَالَى، أَبُو الوَلِيدِ المَكِّيُّ، صَدُوقٌ مُقْرِيءٌ) مَشْهُورٌ، مَاتَ سنة ومُسْكانُ كعُثْمانَ، وَقيل بالكَسْرِ، هَكَذَا هُوَ بالسِّينِ المُهْمَلةِ، والصوابُ بالمُعْجَمة. ومَعْرُوفُ بن سُوَيْدٍ الجُذامِيُّ: أَبو سَلَمَةَ البَصْرِيُّ، رَوَى لَهُ أَبو دَاوُدَ والنِّسائِي.
ومَعْرُوفُ بن خَرَّبُوذَ المكيُّ: مُحدثانِ وَقد تقدم ضبطُ خَرَّبُوذَ فِي موضِعِه، قَالَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ: تابِعِيٌّ صَغِيرٌ، وليسَ لَهُ فِي البُخارِيّ غيرُ موضعٍ واحدٍ، وَفِي كِتابِ الثِّقاتِ لِابْنِ حِبّان، يَرْوِى عَن أَبِي الطَّفَيْلِ، قالَ: وكانَ ابنُ عُيَيْنَةَ يقولُ: هُوَ مَعْرُوفُ ابنُ مُشْكانَ، رَوَى عَنهُ ابنُ المُباركِ، ومَرْوانُ بنُ معاوِيَةَ الفَزارِيُّ. وأَبو محْفُوظٍ مَعْرُوفُ بنُ فَيْرُوزانَ الكَرْخِيُّ قَدَّسَ الله رُوحَه من أَجِلَّةِ الأَولِياءِ، وقَبْرُه التِّرْياقُ المُجَرَّبُ ببَغْدادَ لقَضاءِ الحاجاتِ، قالَ الصّاغانِيُّ: عَرضَتْ لِي حاجَةٌ أَعْيَتْنِي وحَيَّرَتْنِي فِي سنةِ خَمْسَ عَشرَةَ وسِتِّمائةٍ، فأَتَيْتُ قَبْرَهُ، وذَكَرْتُ لَهُ حاجَتِي، كَمَا تُذْكَرُ للأَحْياءِ مُعْتَقِداً أَنَّ أَوْلياءَ اللهِ لَا يَمُوتُونَ، ولكِنْ يُنْقَلُون من دارٍ إِلَى دارٍ، وانْصَرَفْتُ، فقُضِيَت الحاجَةُ قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَى مَسْكَنِي. قلتُ: وفاتَه مِمَّن اسمُه مَعْرُوفُ جماعَةٌ من المُحَدِّثِينَ مِنْهُم: مَعْرُوفُ بنُ محَمّدٍ أَبو المَشْهُورِ عَن أَبي سَعِيدِ بنِ الأَعْرابِيّ، ومَعْرُوفُ بنُ أَبِي مَعْرُوف البَلْخِيّ، ومَعْرُوفُ بنُ هُذَيْلٍ الغَسّانِيُّ، ومَعْرُوفُ بنُ سُهَيْلٍ: مُحَدِّثُون، وهؤلاءِ قد تُكُلِّمَ فيهِم. ومَعْرُوفٌ الأَزْدِيُّ الخَيّاط، أَبُو الخَطّابِ مَوْلَى بنِي أُمَيَّةَ، ومَعْرُوفُ بنُ بَشِيرٍ أَبو أَسْماء، وهؤلاءِ من ثِقاتِ التّابِعِينَ. ومَعْرُوفَةُ بهاءِ: فَرَسُ الزُّبَيْرِ ابنِ العَوامِ القُرَشِيِّ الأَسَدِيّ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصوابُ أَنّ اسمَ فَرسِه مَعْرُوف بِغَيْر هاءٍ، وَهِي الَّتِي شَهِدَ عَلَيْهَا حُنَيْناً، وَمثله فِي اللِّسان والعُبابِ، وأَنْشدَ الصّاغانِيُّ ليَحْيَى ابْن عُرْوَةَ بنِ الزُّبيْرِ:
(أَبٌ لِي آبِي الخَسْفِ قَدْ تَعْلَمُونَه ... وصاحِبُ مَعْرُوفٍ سِمامُ الكَتائِبِ)
وَقد تَقَدّم ذَلِك فِي خَ س ف. ويَوْمُ عَرَفَةَ: التاسِعُ من ذِي الحجةِ. تَقول: هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ غيرَ مُنَوَّنٍ، وَلَا تَدْخُلُه الأَلِفُ واللامُ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وعَرَفاتٌ: موقِفُ الحاجِّ ذلكَ اليَّوْمَ، على اثْنَىْ عَشَرَ مِيلاً من مَكة، على مَا حَقَّقه المُتكلمونَ على أَسمَاء المَواضِع، وغَلِطَ الجوهرِيُّ فَقَالَ: مَوْضِعٌ بمِنىً وَكَذَا قَوْلُ غيرِه: موضِعٌ بمَكَّةَ، وإِن أُريدَ بذلك قُرْبَ مِنىً ومَكَّةَ فَلَا غَلَطَ، قَالَ ابنُ فارِسٍ: أَما عَرفاتٌ فَقَالَ قَومٌ: سُمِّيَتْ بذلِكَ لأنَّ آدَمَ وحَوّاءَ عَلَيْهِمَا السَّلَام تَعارَفا بهَا، بعدَ نُزُولِهما من الْجنَّة. أَو لِقَوْلِ جِبْرِيلَ لإبراهيمَ عَلَيْهِمَا السلامُ، لمّا عَلَّمَه المَناسِكَ وأَراهُ المَشاهِدَ: أَعَرَفْت أَعَرَفْتَ قالَ عَرَفْتُ عَرَفْتُ. أَو لِأَنَّهَا مُقدَّسَةٌ مُعَظَّمَةٌ، كأَنَّها عُرّفَتْ أَي طُيِّبَتْ. وقِيلَ: لأَنَّ الناسَ يَتَعارَفُونَ بهَا. زادَ الراغِبُ: وَقيل:) لِتعَرُّفِ العِبادِ فِيهَا إِلَى اللهِ تَعَالَى بالعِباداتِ والأَدْعِيَةِ. قَالَ الجوهريُّ: وَهُوَ اسمٌ فِي لَفْظِ الجَمْعِ، فَلَا يُجْمعُ كأَنّهم جَعَلُوا كل جزءٍ مِنْهَا عَرَفة، ونقلَ الجَوهريُّ عَن الفَرّاءِ أَنَّه قَالَ: لَا واحِدَ لَهُ بصِحَّةٍ وَهِي مَعْرِفَةٌ وإِنْ كانَ جَمْعاً، لأَنَّ الأَماكِنَ لَا تَزُولُ، فصارَتْ كالشَّيءِ الواحِدِ وخالَفَ الزّيْدِينَ، تقولُ: هؤَلاءِ عرفاتٌ حَسَنةً، تنصِبُ النَّعت لِأَنَّهُ نَكِرة، وَهِي مصروفةٌ قَالَ سيبويهِ: والدَّلِيلُ على ذَلِك قَول العرَبِ: هَذِه عَرَفاتٌ مُبارَكاً فِيهَا، وهذِه عَرَفاتٌ حَسَنَةً، قَالَ: ويَدُلُّكَ على كَوْنِها معرِفةً أَنّكَ لَا تُدْخِلُ فِيهَا أَلفاً ولاماً، وَإِنَّمَا عَرفاتٌ بمنْزِلَةِ أَبانَيْنِ، وبمنزلة جَمْعٍ، وَلَو كَانَت عَرَفاتٌ نَكِرةً لكَانَتْ إِذنْ عَرَفاتٌ فِي غيرِ مَوْضِعٍ، وَقَالَ الأَخْفَشُ: وإِنّما صُرِفَتْ عَرَفاتٌ لأَنَّ التاءَ بمَنْزِلَةِ الياءِ والواوِ فِي مُسْلِمِينَ ومُسْلِمُون لأَنه تذْكِيرُه، وَصَارَ التَّنْوِينُ بمنزلةِ النُّونِ، فلمّا سُمِّيَ بِهِ تُرِكَ على حالِه، كَمَا يُتْرَكُ مُسْلِمُون إِذا سُمِّيَ بِهِ على حالِه، وكذلِك القولُ فِي أَذْرِعاتٍ، وعاناتٍ، وعُرَيْتِناتٍ، كَمَا فِي الصِّحَاح. والنِّسْبَةُ عَرَفِيّ محركةً.
وزَنْفَلُ بنُ شَدَّادٍ العَرَفِيُّ من أَتْباعِ التّابِعِينَ، رَوَى عَن ابنِ أَبي مُلَيْكَةَ سَكَنَها فَنُسِب إِليها ذَكَرَهُ الصاغانِيُّ والحافِظُ.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وقَوْلُهمُ: نَزَلْنا عَرَفَةَ شَبِيهُ مُوَلَّدٍ وليسَ بعرِبيٍّ مَحْضٍ. والعارِفُ، والعَرُوفُ: الصَّبُورُ يُقال: أُصِيبَ فُلانٌ فوُجِدَ عارِفاً. والعارِفَةُ: المَعْرُوفُ، كالعُرْفِ بالضّمِّ يُقال: أَوْلاهُ عارِفَةً: أَي مَعْرُوفاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ ج: عَوارِفُ وَمِنْه سَمَّى السُّهْرَوَرْدِيُّ كِتَابه عَوارِفَ المعارِفَ. والعَرّافُ كشَدّادٍ: الكاهِنُ. أَو الطَّبِيبُ كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاح وَمن الأَول الحَدِيثُ: من أَتى عَرّافاً فسأَلَه عَنْ شَيْءٍ لم يُقْبَلْ منْهُ صلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَمن الثَّانِي قَول عُروةَ بن حِزامٍ العُذْرِيِّ:
(وقُلْتُ لعَرّافِ اليَمامَةِ داوِنِي ... فإِنَّكَ إِ، ْ أَبْرَأْتَنِي لطَبِيبُ)

(فَمَا بِيَ مِنْ سُقْمٍ وَلَا طَيْفِ جِنَّةٍ ... ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَرِيَّ كَذُوبُ)
هَكَذَا فَصله الصاغانِيُّ، وَفِي حديثٍ آخر: من أَتى عَرّافاً أَو كاهِناً فقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ على محمدٍ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن الأَثِيرِ: العَرّْافُ: المنَجِّمُ، أَو الحازِي الَّذِي يَدَّعِي عِلْمَ الغَيْبِ الَّذِي استَأْثرَ اللهُ بعِلْمِه، وقالَ الرّاغِبُ: العَرّافُ: كالكاهِنِ، إلاّ أَنَّ العَرّاف يُخَصُّ بمَنْ يُخْبِرُ بالأَحْوالِ المُستَقْبَلَةِ، والكاهِنُ يخبِرُ بالأَحْوالِ الماضِيَةِ. وعَرّافٌ: اسمٌ. وقالَ اللَّيْثُ: يُقالُ:) أَمْرٌ عارِفٌ: أَي مَعْرُوفٌ فَهُوَ فاعِلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ، وأَنْكَره الأَزْهَريُّ، وَقَالَ: لم أَسمعه لغيرِ اللَّيْثِ، والذِي حَصَّلْناه للأَئِمَّةِ: رجُلٌ عارِفٌ: أَي صبُورٌ، قَالَه أَبو عُبَيْدَةَ وغيرُه. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: عَرِفَ الرَّجُلُ، كسَمِعَ: إِذا أَكْثَرَ من الطِّيبِ. والعُرْفُ، بالضمِّ: الجُودُ. وقِيلَ: هُوَ اسمُ مَا تَبْذُلُه وتُعْطِيه. والعُرْفُ: مَوْجُ البَحْرِ وَهُوَ مجازٌ. والعُرْفُ: ضِدُّ النُّكْرِ وَهَذَا فقد تَقدم لَهُ، فَهُوَ تَكْرارُ، وَمِنْه قَوْلُ النابِغَةِ الذًّبْيانِيِّ يَعْتَذِرُ إِلَى النُّعْمانِ ابنِ المُنْذِرِ:
(أَبَى اللهُ إِلَّا عَدْرلَه ووَفَاءه ... فَلَا النُّكْرُ مَعْرُوفٌ، وَلَا العُرْفُ ضائعُ) والعُرْفُ: اسمٌ من الاعْتِرافِ الذِي هُوَ بمَعْنَى الإقْرارِ، تَقُول: لَهُ عليَّ أَلْفُ عُرْفاً: أَي اعْتِرافاً وَهُوَ تَوْكِيدٌ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. والعُرْفُ: شَعْرُ عُنُقِ الفَرَسِ وقِيل: هُوَ مَنْبِتُ الشَّعْرِ والرِّيشِ من العُنُقِ، واسْتَعْمَلَه الأَصْمَعِيُّ فِي الإنْسانِ، فقالَ: جاءَ فلانٌ مُبْرَئِلاًّ للشَّرِّ: أَي نافِشاً عُرْفَه، جَمعُه أَعْرافٌ وعُرُوفٌ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(نَمُشُّ بأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنَا ... إِذا نَحْنُ قُمْنا عَنْ شِواءٍ مُضَهَّبِ)
ويُضَمُّ راؤُه كعُسُرٍ، وعُسْرٍ، والعُرْفُ: ع، قالَ الحُطَيْئةُ:
(أَدارَ سُلَيْمَى بالدَّوانِكِ فالعُرْفِ ... أَقامَتْ علَى الأَرْواحِ والدِّيَمِ الوُطْفِ)
وَفِي المُعْجَمِ: فِي دِيارِ كِلابٍ بِهِ مُلَيْحةً: ماءةٌ من أَطْيَبِ المِياهِ بنَجْدٍ، يخرجُ من صَفاً صَلْدٍ.
والعُرْفُ: علَمٌ. والعُرْفُ: الرَّمْلُ والمَكانُ المُرتَفِعانِ، ويُضَمُّ راؤُه وَفِي الصِّحاحِ: العُرْفُ الرَّمْلُ المرتفعُ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ ... وَمَا أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ)
وقالَ غيرُه: العُرْفُ هُنَا: موضِعٌ أَو جَبَلٌ، كالعُرْفةِ بالضّمِّ، ج: كصُرَدٍ، وجمْعُ العُرْفِ: أَعْرافٌ، مثل أَِقْفالٍ. والعُرْفُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ قالَ الأَصْمَعِيُّ: فِي كلامِ أَهل البَحْرَيْنِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الأَعْرافُ: ضربٌ من النَّخْلِ، وأَنْشَد: يَغْرِسُ فِيهَا الزّاذَ والأعْرافَا والنابِجِيَّ مُسْدِفاً إِسْدافَا أَو هِيَ: أَوَّلُ مَا تُطْعِمُ وقِيلَ: إِذا بَلَغَت الإِطْعامَ. أَو هِيَ: نَخْلَةٌ بالبَحْرَيْنِ تُسَمَّى البُرْشُومَ وَهُوَ بعينهِ الَّذِي نَقَلَه الأَصْمَعِيُّ وابنُ دُرَيْدٍ. والعُرْفُ: شجَرُ الأُتْرُجِّ نَقَله الْجَوْهَرِي، كَأَنَّهُ لرائِحَتهِ.
والعُرْفُ من الرَّمْلَةِ ظَهْرُها المُشْرِفُ وَكَذَا من الجَبَلِ، وكلِّ عالٍ. والعُرُف: جَمْعُ عَرُوفٍ)
كصَبُورٍ للصابِرِ. والعُرْفُ: جَمْعُ العَرْفاءِ من الإِبلِ والضِّباعِ ويُقال: ناقَةٌ عَرْفاءُ: أَي مُشْرِفَةُ السَّنامِ، وقِيلَ: ناقَةٌ عَرْفاءُ: إِذا كانَتْ مذَكَّرَةً تُشْبِه الجِمالَ، وقيلَ لَهَا: عَرْفاءُ لِطُولِ عُرْفِها، وأَمّا العَرْفاءُ من الضِّباعِ فسيأْتِي للمُصَنّفِ فِيمَا بَعْدُ. والعُرْفُ: جَمْعُ الأَعْرَفِ من الخَيْلِ والحَيّاتِ يُقال: فَرَسٌ أَعْرَفُ: كثيرُ شَعْرِ المَعْرَفَةِ، وَكَذَا حَيَّةٌ أَعْرَفُ. ويُقال: طارَ القَطَا عُرْفاً بالضَّم: أَي مُتَتابِعَةً بَعْضُها خَلْفَ بَعْضِ، ويُقالُ: جاءَ القَوْمُ عُرْفاً عُرْفاً أَي مُتَتابِعَةً كَذَلِك ومنهُ حدِيثُ كعْبِ بنِ عُجْرَةَ: جاءُوا كأَنَّهُم عُرْفٌ أَي يَتْبَعُ بعضُهُمْ بَعْضاً، قِيلَ: وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: والمُرْسَلاتِ عُرْفاً وَهِي الملائكةُ أُرْسِلَتْ مُتَتابِعَةً، مُستعارٌ من عُرْفِ الفَرَسِ. أَو أَرادَ أَنَّها تُرْسَلُ بالمَعْرُوفِ والإِحْسانِ، وقُرِئت: عُرْفاً، وعُرُفاً. وذُو العُرْفِ، بالضَّمِّ: رَبِيعَةُ بنُ وائِل ذِي طَوّافٍ الحَضْرَمِيُّ وَقد تقَدَّم ذكرُ أَبيهِ فِي ط وف من وَلَدِه الصّحابِيُّ رَبِيعَةُ بنُ عَيْدانَ بنِ رَبِيعَةَ ذِي العُرْفِ الحَضْرَمِيُّ. وَيُقَال: الكِنْدِيُّ رَضِي الله عَنهُ شَهدَ فتح مِصْر، قَالَه ابنُ يُونُسَ، وَهُوَ الَّذِي خاصَمَ إِلى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَرْضٍ، وتقَدَّم الاخْتلافُ فِي ضَبْطِ اسمِ أَبيهِ، هلْ هُوَ عَيْدانُ، أَو عَبْدانُ. والعُرُفُ كعُنُقٍِ: ماءٌ لبَنِي أَسَدٍ من أَحْلَى المِياهِ. وأَيضاً: ع وَبِه فَسَّرَ غيرُ الجَوْهَرِيِّ قولَ الكُميْتِ السّابِقَ. والمُعَلَّى بنُ عُرْفانَ بنِ سلَمَةَ الأَسَدِيُّ الكُوفِيُّ بالضَّمِّ: من أَتْباعِ التّابِعِينَ ضَبَطَه الصّاغانِيُّ هَكَذَا. قلتُ: وَهُوَ أَخُو ابنِ أَبي وائِلٍ شَقِيقِ ابْن سلمَة، يَرْوِي عَن عَمه، قَالَ يَحْيَى وأَبوُ زُرْعَةَ والدارقطنيّ: ضعيفٌ، وَقَالَ البُخارِيُّ وأَبو حاتِمٍ: مُنْكَرُ الحَدِيثِ، وَقَالَ النَّسائِيُّ والأَزْدِيّ: مَتْرُوكُ الحَدِيثِ وَقَالَ ابنُ حِبّان: يَرْوِي الموْضُوعاتِ عَن الأَثْباتِ، لاَحِلُّ الاحْتِجاجُ بِهِ، قَالَه ابنُ الجَوْزِيِّ والذَّهَبِيُّ. مُشَدَّدَةً، وبِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةً وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّبٌ، قَالَ أَبُو حنِيفةَ: جُنْدَبٌ ضَخْمٌ كالجَرادَةِ لَهُ عُرْفٌ، لَا يَكُونُ إِلَّا فِي رِمْثَةٍ، أَو عُنْظُوانَةٍ وَقد اقْتَصَرَ على الضَّبْطِ الأَوّلِ. أَو دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَةٌ تكونُ برملِ عالِجٍ أَو رِمالِ الدَّهْناء وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: العُرُفّانُ بالضبط الأول: جَبَلٌ أَو دُوَيْبَّةٌ. والعِرِفّانِ، بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةً فقَط: اسمُ رَجُلٍ، وَهُوَ صاحبُ الراعِي الشاعِرِ الَّذِي يَقُول فِيهِ:
(كَفانِي عِرِفّانُ الكَرَى وكَفيْتُه ... كُلُوءَ النُّجُومِ والنُّعاسُ مُعانِقُهْ)

(فباتَ يُرِيهِ عِرْسَهُ وبَناتِ ... وبتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أَيْنَ مَخافِقُه)
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العِرِفّانُ هُنَا: الرّجلُ المُعْتَرِفُ بالشَّيْء الدَّالُّ عليهِ وَهَذَا صِفَةٌ، وَذكر سِيبويْهِ أَنه لَا يَعْرِفُه وَصْفاً ويُضم مَعَ التشديدِ، وَهَكَذَا رَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ، جَعَله مَنْقُولاً عَن اسْم عينٍ. وعِرْفانُ،)
كعِتْبانَ: مُغَنِّيَةٌ مَشْهُورةٌ نَقَله الصّاغانِيُّ. والعُرْفَةُ، بالضمِّ: أَرْضٌ بارِزَةٌ مُستَطِيلَةٌ تُنْبِتُ. والعُرْفَةُ أَيضاً: الحَدُّ بينَ الشّيْئَيْنِ كالأُرْفَةِ ج: عُرَفٌ كصُرَدٍ. والعُرَفُ: ثلاثَةَ عَشَرَ مَوْضِعاً فِي بلادِ العَرَبِ، مِنْهَا: عُرْفَةُ صارَةَ، وعُرْفَةُ القَنانِ، وعُرْفَةُ ساقٍ وَهَذَا يُقالُ لهُ: ساقُ الفَرْوَيْنِ وفِيهِ يَقُولُ الكُمَيْتُ:
(رَأَيْتُ بعُرْفَةِ الفَرْوَيْنِ نَارا ... تُشَبُّ ودُونِيَ الفَلُّوجَتانِ)
وعُرْفَةُ الأَمْلَحِ، وعُرْفَةُ خَجَا، وعُرْفَةُ نِباطٍ، وغيرُ ذَلِك ويُقال: العُرَفُ فِي بلادِ ثَعْلَبَةَ بن سَعْدٍ، وَهُمْ رَهْطُ الكُمَيْتِ، وَفِي اللِّسانِ العُرْفَتانِ ببلادِ بنِي أَسَدٍ. والأَعْرافُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وخَصَّهُ الأَصْمَعِيُّ بالبَحْرَيْنِ، وَقد تقَدَّم شاهِدُه. والأَعْرافُ: سُورٌ بينَ الجَنَّةِ والنّارِ وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: ونادَى أَصْحابُ الأَعْرافِ وقالَ الزَّجّاجُ: الأَعْرافُ: أَعالِي السُّورِ، واخْتُلِفَ فِي أَصْحابِ الأَعْرافِ، فَقِيلَ: هم قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَناتُهم وسَيِّئاتُهم، فَلم يَسْتَحِقُّوا الجَنَّةَ بالحَسَناتِ، وَلَا النارَ بالسَّيِّئاتِ، فكانُوا على الحِجابِ الذِي بينَ الجَنَّةِ والنّارِ، قالَ: ويَجُوزُ أَن يَكونَ مَعْناه وَالله أعلم: على الأَعْرافِ: على مَعْرَفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ وأَهْلِ النّارِ هؤلاءِ الرِّجالُ، وقِيلَ: أَصْحابُ الأَعْرافِ: أَنْبِياءُ، وقِيلَ: مَلائِكَةٌ على مَا هُوَ مُبَيَّنٌ فِي كُتُب التّفاسِيرِ. والأَعْرافُ من الرِّياحِ: أَعالِيها وأَوائِلُها، وَكَذَلِكَ من السَّحابِ والضَّبابِ، وَهُوَ مجازٌ. وأَعْرافُ: نَخْل وهِضابٌ وَفِي بعضِ النُّسَخِ وَهُوَ الصَّواب وأَعْرافً نَخْلٍ: هِضابٌ حُمْرٌ لبَنِي سَهْلَة هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، صوابُه حُمْرٌ فِي أَرْضٍ سهلةٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُعْجَمِ لياقوت، وأَنشدَ: يَا مَنْ لثَوْرٍ لَهَقٍ طَوّافِ أَعْيَنَ مشّاءٍ على الأَعْرافِ وَيَوْم الأَعْرافِ: من أَيّامِهِمْ. وَقَالَ أَبُو زِياد: فِي بِلادِ العَرَب بُلْدانٌ كَثيرةٌ تُسَمَّى الأَعْراف، مِنْهَا: أَعْرافُ لُبْنَى، وأَعْرافُ غَمْرَةَ وغيرُهما، وَهِي مَواضِعُ فِي بِلادِ العَرَبِ، قالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ:
(جلَبْنَا من الأَعْرافِ أَعْرافِ غَمْرَةٍ ... وأَعْرافِ لُبنْىَ الخَيْلَ مِنْ كُلِّ مَجْلَبِ)

(عِراباً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَبَاتُها ... بَناتِ حِصانٍ قَدْ تُخُيِّرَ مُنْجِبِ)

(بناتِ الأَغَرِّ والوَجِيهِ ولاحِقٍ ... وأَعْوَجَ ينْمِي نِسْبَةَ المُتَنَسِّبِ)
والعَرِيفُ، كأَمِيرٍ: مَ، ْ يُعَرِّف أَصْحابَه، ج: عُرَفاءُ وَمِنْه الحدِيثُ: فارْجِعُوا حتّى يَرْفَع إِلينا عُرَفاؤُكُم أَمْرَكُم. وعَرُفَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ وضَرَب عَرافَةً مصدر الأَول، واقْتَصَر الصّاغانيُّ)
والجَوْهَرِيُّ على البابِ الأَوْلِ، أَي: صارَ عَرِيفاً، ويُقال أَيضاً عَرَف فلانٌ عَلَيْنا سِنَين، يعْرُفُ عِرافَةً ككَتَبَ كِتابَةً: إِذا عَمِلَ العِرافَةَ نَقَله الجَوْهرِيُّ. والعَرِيفُ رَئِيسُ القَوْمِ وسَيِّدهم سُمِّي بِهِ، لأَنَّه عُرِفَ بذلِكَ أَو لمعْرِفَتِه بسِياسةِ القَوْمِ. أَو النَّقِيبُ، وَهُوَ دُونَ الرَّئِيسِ وَفِي الحَدِيث: العِرافَةُ حقٌ، والعُرَفاءُ فِي النّارِ وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: العُرَفاءُ جمعُ عَرِيفٍ، وَهُوَ القَيِّمُ بأُمورِ القَبِيلَةِ أَو الجَماعةِ من النّاسِ، يَلِي أُمُورَهُم، ويَتَعَرَّفُ الأَمِيرُ منهُ أَحْوالَهُم، فَعِيلٌ بِمَعْنى فاعِلٍ، وقولُه: العِرافَةٌ حَقٌّ: أَي فِيها مَصْلَحَةٌ للنّاسِ، ورِفْقٌ فِي أُمورِهم وأَحوالِهم، وقولُه: والعُرَفاءُ فِي النّارِ: تَحْذِيرٌ من التَّعَرُّضِ للرِّياسَةِ لِما فِي ذَلِك من الفِتْنَةِ فإِنَّه إِذا لَمْ يَقُمْ بحَقِّه أَثِمَ، واسْتَحَقَّ العُقُوبَةَ، وَمِنْه حَدِيثُ طاوُس: أَنَّه سأَلَ ابنَ عَبّاسٍ: مَا مَعْنَى قَوْلِ النّاسِ: أَهْلُ القُرآنِ عُرَفاءُ أَهْلِ الجَنَّةِ فقالَ: رُؤَساؤُهم وَقَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبْدَةَ:
(بل كُلُّ حَيٍّ وإِنْ عَزُّوا وإِنْ كَرُمُوا ... عَرِيفُهم بأَثافِي الشَّرِّ مَرْجُومُ)
وعَرِيفُ بنُ سَرِيعٍ، وابنُ مازِنٍ: تابِعِيّانِ أَما الأَولُ فإِنّه مِصْرِيٌّ يَرْوِي عنْ عبدِ اللهِ بن عَمْرٍ ووعنه تَوْبَةُ بنُ نَمِرٍ، ذكرهُ ابنُ حِبّانٍ فِي الثّقاتِ، وأَما الثانِي، فإِنّه حَكَى عَن عَلِيٍّ ابْن عاصِمٍ، قَالَه الحافِظُ. وعَرِيفُ بنُ جُشَمَ: شاعِرٌ فارِسٌ وَهُوَ من أَجدادِ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ وغيرِه من الجُشَمِيِّينَ. وابنُ العَرِيفِ: أَبُو القاسِم الحُسَيْنُ ابنُ الوَلِيدِ القُرْطُبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ: نَحْوِيٌّ شاعِرٌ.
وفاتَه: أَبو العَبّاسِ بنُ العَرِيفِ: مَعْرُوفٌ، نَقله الحافِظُ. قلت: وَهُوَ أَبو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ مُحَّمدِ بنِ مُوسَى ابنِ عَطاءِ الله الصِّنْهاجِيُّ الطَّنْجِيُّ نَزِيلُ المَرِيَّةِ، والمُتوفَّى بمَراكُشَ سنة أَخَذ عَن أَبِي بَكْرٍ عبدِ الباقِي بنِ مُحَمّدِ ابنِ بُرْيال الأَنْصارِيّ، تلميذِ أَبي عَمْرٍ والعَرَبِيِّ، وغَيْرُه، كَما ذَكَرْناهُ فِي رِسالَتِنا: إتْحاف الأَصْفياءِ بسُلاك الأَوْلِياء. وكَزُبَيْرٍ: عُرَيْفُ بنُ دِرْهَمٍ أَبُو هُرَيْرةَ الكُوفِيُّ عَن الشَّعْبِيِّ. وعُرَيْفُ بنُ إِبْراهِيمَ يَرْوِي حَدِيثَه يَعْقوبُ بنُ مُحَمّدٍ الزُّهّرِيْ. وعُرَيْفُ بنُ مُدْرِكٍ وغيرُ هؤلاءِ: مُحدِّثُونَ. والحارِثُ بن مالِكِ بن قَيْسِ بن عُرَيْفٍ: صَحابِيُّ، لم أَجِدُ ذِكْره فِي المَعاجِمِ. وعُرَيْفُ بنُ آبَدَ كأَحْمَدَ فِي نَسِبِ حَضْرَمَوْتَ من اليَمَنِ. وَفِي الصِّحَاح: العِرْفُ، بالكَسر، من قَوْلِهِم: مَا عَرَفَ عِرْفِي إِلَّا بِأَخَرَةٍ: أَي مَا عَرَفَنِي إِلاّ أَخِيراً. والعِرْفَةُ، بِالْكَسْرِ: المَعْرِفَةُ وَهَذَا تقدم ذكره فِي أَولِ الْمَادَّة، عِنْد سَرْدِه مَصادِرَ عَرَفَ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: العِرْفُ بِالْكَسْرِ الصَّبرُ وَأنْشد لأبي دَهْبَلٍ الجَمْحِيِّ
(قُلْ لابْنِ قَيْسٍ أَخِي الرُّقَيّاتِ ... مَا أَحْسَنَ العِرْفَ فِي المُصِيباتِ)

وَقد عَرَف للأَمْرِ يعْرِفُ من حد ضرَبَ، واعْتَرَفَ أَي: صَبَرَ، قَالَ قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ:
(فيا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرَى ... وَيَا حُبَّها قعْ بالَّذِي أَنْتَ واقِعُ)
والمَعْرَفَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: مَوْضِعُ العُرْفِ من الفَرَسِ من النّاصِيَةِ إِلَى المنْسَجِ، وقِيلَ: هُوَ اللَّحْمُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ العُرْفُ. والأَعْرفُ من الأَشياء: مَا لهُ عُرْفٌ قالَ: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِنَ أَحْلِفُ كمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ والعَرْفاءُ: الضَّبُعُ، لكَثْرَةِ شَعْرِ رَقَبَتِها وقِيلَ: لطُولِ عُرْفِها، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيِّ للشَّنْفَرَي: (وَلِي دُونَكُم أَهْلُونَ سِيدٌ عَمَلَّسٌ ... وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْفاءُ جَيْأَلُ)
وَقَالَ الكُمَيْتُ:
(لَهَا راعِيَا سُوءٍ مُضِيعانِ مِنْهُما ... أَبو جَعْدَةَ العادِي وعَرْفاءُ جَيْأَلُ)
ويُقال: امْرَأَةٌ حَسَنةُ المَعارِفِ: أَي الوَجْهِ وَمَا يَظْهَرُ مِنْها، واحِدُها مَعْرَفٌ، كمَقْعَدٍ سُمِّيَ بِهِ لأَنَّ الإِنسانَ يُعْرَفُ بهِ، قالَ الرَّاعِي:
(مُتَلَثِّمِينَ على مَعارِفِنَا ... نَثْنِي لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ)
وقِيل: المَعارِفُ: مَحاسِنُ الوَجْهِ. ويُقال: هُوَ من المَعارِفِ: أَي المَعْرُوفِينَ كأَنَّه يُرادُ بِهِ من ذَوِي المَعارِفِ، أَي: ذَوِي الوُجُوهِ. وَمن سَجَعاتِ المَقاماتِ الحَرِيرِيَّةِ: حَيّا اللهُ المَعارف وإِنْ لم يَكُنْ مَعارِف: أَي حيّا اللهُ الوُجُوهَ. وأَعْرَفَ الفَرَسُ: طالَ عُرْفُه. والتَّعرِيفُ: الإِعْلامُ يُقال: عَرَّفَه الأَمْرَ: أَعْلَمَه إيّاه، وعَرَّفَهُ بَيْتَه: أَعْلَمَه بمَكانِه، قالَ سِيَبَويْهِ: عَرَّفْتُه زَيْداً، فذَهَبَ إِلَى تَعْدِيَةِ عَرَّفْتُ بالتَّثْقِيل إِلى مَفْعُولَيْنِ، يَعْنِي أَنَّك تَقُول: عَرَفْتُ زَيْداً، فيَتَعَّدى إِلَى واحدٍ، ثمَّ تُثَقِّلُ العَيْنَ، فيَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، قالَ: وأَما عَرَّفْتُه بزْيدٍ، فإِنَّما تُرِيدُ عَرَّفْتُه بهذِه العَلامَةِ وَأَوْضَحْتُه بهَا، فَهُوَ سِوَى المَعْنَى الأَوّلِ، وإِنّما عَرَّفْتُه بزيدٍ، كقَوْلِكَ سَمَّيْتُه بزَيْدٍ. والتَّعْرِيفُ: ضِدُّ التَّنْكِيرِ وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: عَرَّفَ بعْضَهُ وأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ على قِراءَةِ من قَرأَ بالتَّشْدِيدِ.
والتَّعْرِيفُ: الوُقُوفُ بعرَفاتٍ يُقال: عَرَّفَ الناسُ: إِذا شَهِدُوا عَرَفاتٍ، قالَ أَوْسُ بنُ مَغْراءَ:
(وَلَا يَرِيمُونَ للتَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُم ... حَتَّى يُقالَ: أَجِيزُوا آلَ صَفْوانَا)
وَهُوَ المُعَرَّفُ، كمُعَظَّمٍ: الموْقِفُ بعَرَفاتٍ وَفِي حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ: ثُمَّ مَحِلُّها إِلى البيْتِ العتِيقِ وذلِكَ بعدَ المُعَرَّفِ يريدُ بعدَ الوُقُوفِ بعَرَفَةَ، وَهُوَ فِي الأَصْلِ موضِعُ التَّعْرِيفِ، ويكونُ بِمَعْنى)
المَفْعُول. وَمن المَجازِ: اعْرَوْرَفَ الرَّجلُ: إِذا تَهَيَّأَ للشَّرِّ واشْرَأَبَّ لَهُ. وَمن المَجازِ أَيضاً: اعْرَوْرَفَ البَحْرُ: إِذا ارْتَفَعَت أَمْواجُه كالعُرْفِ. وكذلِكَ اعْرَوْرَفَ السَّيْلُ: إِذا تَراكُمَ وارْتَفع.
وَمن الْمجَاز أَيضاً: اعْرَوْرَفَ النَّخْلُ: إِذا كَثُفَ والْتَفَّ كأَنّه عُرْفُ الضَّبُعِ قَالَ أُحَيْحَةُ بنُ الجُلاحِ يَصِفُ عَطَنَ إِبلِه:
(مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جبّارُه ... بحافَتَيْهِ الشُّوعُ والغِرْيَفُ)
واعْرَوْرَفَ الدَّمُ: صارَ لَهُ زَبَدٌ مثلُ العُرْفِ، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(مُسْتَنَّةٍ سنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّةٍ ... تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفٍ)
واعْرَوْرَفَ الرَّجُلُ الفَرَس: إِذا علا على عُرْفِه نَقله الصَّاغَانِي. وقالَ ابْن عباد: اعْرَوْرفَ الرَّجلُ: ارْتَفَع على الأَعْرافِ. ويُقال: اعْتَرَفَ الرجُلُ بِهِ أَي بذَنْبِه: أَقَرَّ بِهِ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: اطْرُدُوا المُعْتَرِفِينَ، وهم الَّذين يُقِرُّون على أَنْفُسِهِم بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِم فِيهِ الحَدُّ والتَّعْزِيرُ، كأَنَّه كَرِه لَهُم ذَلِك، وأَحبَّ أَنْ يَسْتُرُوه. واعْتَرَفَ فُلاناً: إِذا سَأَله عَن خَبَرٍ ليَعْرِفَه والاسمُ العِرْفَةُ، بالكَسْرِ، وَقد تَقَدَّم شاهدُه من قولِ بِشْرٍ. واعْتَرَفَ الشَّيْءَ: عَرَفَه قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ سَحاباً:
(مَرَتْه النُّعامَى فَلم يَعْتَرِفْ ... خِلافَ النُّعامَى من الشَّأْمِ رِيحَا)
ورُبّما وَضَعُوا اعْتَرَفَ موضِعَ عَرَفَ، كَمَا وَضَعوا عَرَف موضِعَ اعْتَرَف. وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي: اعْتَرَفَ فُلانٌ: إِذ ذلَّ وانْقاد وأَنْشَدَ الفَرّاءُ فِي نوادِرِه: مالَكِ تَرْغِينَ وَلَا يَرْغُو الخَلِفْ وتَجْزَعِينَ والمَطِيُّ يَعْتَرِفْ أَي: يَنْقادُ بالعملِ، وَفِي كِتاب يافِع ويَفَعَة: والمَطِيُّ مُعْتَرِف.
واعْتَرَفَ إِليَّ: أَخْبَرنِي باسْمِه وشَأْنِه كأَنّه أَعْلَمَه بِهِ. وتَعَرَّفْتُ مَا عِنْدَك: أَي تَطَلَّبْتُ حَتَّى عَرَفْتُ وَمِنْه الحَدِيثُ: تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخاءِ يَعْرفْكَ فِي الشِّدَّة. ويُقال: ائْتِه فاسْتَعْرِفُ إِليهِ حَتَّى يَعْرِفَكَ وَفِي اللِّسَان: أَتَيْتُ مُتَنَكِّراً ثمَّ اسْتَعْرَفْتُ: أَي عَرَّفْتُه مَنْ أَنا، قالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ:
(فاسْتَعْرِفا ثُمّ قُولاَ: إِنَّ ذَا رَحِمٍ ... هَيْمانَ كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسَرَا)

(فإِن بَغَتْ آيَة تَسْتَعْرِفان بِها ... يَوْماً فقُولاَ لَها: العُودُ الَّذِي اخْتُضِرَا)
وتَعارفُوا: عَرَفَ بَعْضُهُمْ بعْضاً وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: وجَعَلْناكُم شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفُوا. وسَمَّوْا) عَرَفَةَ مُحَرَّكَةً، ومَعْرُوفاً، وكزُبَيْرٍ، وأَمِيرٍ، وشَدّادِ، وقُفْلٍ وَمَا عَدا الأَوَّلَ فقد ذَكَرَهم المُصَنِّفُ آنِفاً، فَهُوَ تَكْرارٌ، فتَأَمَّلْ. َ وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَمْرٌ عَرِيفٌ: معروفٌ، فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ. وأَعْرَفَ فُلانٌ فُلاناً، وعَرَّفَه: إِذا وَقَفَهُ على ذَنْبِه، ثمَّ عَفَا عَنهُ. وعَرّضفَه بهِ: وسَمَهُ. وَهَذَا أَعْرَفُ مِنْ هَذَا، كَذَا فِي كِتابِ سِيبَوَيْهِ، قالَ ابنُ سِيدَه: عِنْدِي أَنَّه على تَوَهُّم عَرُفَ، لأَنَّ الشَّيءَ إِنَّما هُوَ مَعْرُوفٌ لَا عارفٌ، وصِيغَةُ التَّعَجُّبِ إِنما هِيَ من الفاعِل دونَ المَفْعُولِ، وَقد حَكَى سِيبَوَيْهِك مَا أَبْغَضَه إِليَّ: أَي أَنَّه مُبْغَضٌ، فتَعَجَّبَ من المَفْعُول كَمَا يُتَعَجَّبُ من الفاعِلِ، حَتَّى قَالَ: مَا اَبْغَضَنِي لَهُ، فعَلَى هَذَا يَصْلُحُ أَنْ يكونَ أَعْرَفُ هُنَا مُفاضَلَةً وتَعَجُّباً من المَفْعُولِ الذِي هُوَ المَعْرُوف. والتَّعْرِيفُ: إِنْشادُ الضّالَّةِ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ.
(ُوتَعَرَّفُونِي إِنَّنِي أَنا ذَاكُمُو ... شاكٍ سِلاحِي فِي الفَوارِسِ مُعْلَمُ)
واعْتَرَفَ اللُّقَطَةَ: عَرَّفَها بصِفَتِها وإِنْ لم يَرَها فِي يدِ الرَّجُلِ، يُقَال: عَرَّفَ فلانٌ الضّالَّةَ: أَي ذَكَرَها وطَلَبَ مَنْ يَعْرِفُها، فجاءَ رَجُلٌ يَعْتَرِفُها: أَي يَصِفُها بصِفَةٍ يُعْلِمُ أَنّه صاحِبُها. واعْتَرَفَ لَهُ: وصَفَ نفسَه بصفةٍ يُحَقِّقُه بهَا. واسْتَعْرَفَ إِليه: انْتَسَب لَهُ. وتَعَرَّفَهُ المَكانَ، وفِيهِ: تأَمَّلَه بهِ وأَنشدَ سِيبويهِ:
(وقالُوا تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِنْ مِنىً ... وَمَا كُلُّ من وافَى مِنىً أَنا عارِفُ)
ومَعارِفُ الأَرضِ: أَوْجُهُها وَمَا عُرِف مِنْها. ونَفْسٌ عَرُوفٌ: حاملَةٌ صَبَوُرٌ إِذا حُمِلَتْ على أَمرٍ احْتَمَلَتْه. قالَ الأزهريُّ ونفسٌ عارِفَةٌ، بالهاءِ مِثلُه، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(فَصَبَرْتُ عارِفَةً لذلِكَ حُرَّةً ... تَرْسُو إِذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ)
يَقُول: حَبَسْتُ نَفْساً عارِفَةً، أَي: صابرَةً. والعَوارِفُ: النُّوقُ الصُّبُرُ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيٌّ لمُزاحِمٍ العُقيليِّ:
(وقَفْتُ بهَا حَتّى تَعالَتْ بيَ الضُّحَى ... ومَلَّ الوُقُوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ)
المُبْرَياتُ: الَّتِي فِي أُنُوفِها البُرَةُ. والعُرُف، بضمَّتَيْنِ: الجُودُ، لغةٌ فِي العُرْفِ بِالضَّمِّ، قَالَ الشَّاعِر:
(إِنَّ ابنَ زَيْدٍ لَا زالَ مُسْتَعْمَلاً ... بالخَيْرِ يُفْشِي فِي مِصْرِه العُرُفَا)
والمَعْرُوف: الجُودُ إِذا كَانَ باقْتِصادٍ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ سِيدَه مَا أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ:)
(وَمَا خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى فِي شَبابِه ... إِذا لم يَزِيدْهُ الشَّيْبُ حِينَ يَشِيبُ)
والمَعْرُوف: النُّصْحُ، وحُسنُ الصُّحْبَةِ مَعَ الأَهْلِ وغيرِهم من النّاسِ، وَهُوَ من الصِّفاتِ الغالِبَةِ.
ويُقال للرَّجُلِ إِذا وَلَّى عنكَ بِوُدِّه: قد هاجَتْ مَعارِفُ فُلانٍ، وَهِي مَا كُنْتَ تَعْرِفُه من ضَنِّه بكَ، ومعْنَى هاجَتْ: يبِسَتْ، كَمَا يَهيجُ النَّباتُ إِذا يَبِسَ. والتَّعْرِيفُ: التَّطْييبُ والتَّزْيِينُ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: ويُدْخِلُهُم الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ أَي: طَيَّبَها، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا قولُ بعضِ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ، يُقَال: طَعامٌ مُعَرَّفٌ: أَي مَطُيَّبٌ، وَقَالَ الفَرّاءُ: مَعْنَاهُ يَعْرِفُونَ منازِلَهُم حَتّى يكونَ أَحَدُهم أَعْرَفَ بَمْنزِلِه فِي الجَنَّةِ مِنْه بمَنْزِله إِذا رَجَع من الجُمُعَةِ إِلَى أَهْلِه، وَقَالَ الراغِبُ: عرَّفَها لَهُم بأَن وَصَفَها وشَوَّقَهُم إِليها. وطَعامٌ مُعَرَّفٌ: وُضِعَ بعضُه على بعضٍ. وعَرُفَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ: طابَ رِيحُه. وعَرِفَ، كعَلِم: إِذا تَرَك الطِّيبَ، عَن ابنِ الْأَعرَابِي: وأَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ: طَيَِّبَةُ العَرْفِ. وتَعَرَّفَ إِليه: جَعَله يَعْرِفُه.
وعَرَّفَ طَعامَه: أَكْثَر إِدامَهُ. وعَرَّفَ رَأْسَهُ بالدُّهْن: روّاهُ.
واعْرَوْرَفَ الفَرَسُ: صارَ ذَا عُرْفٍ. وسَنامٌ أَعْرَفُ: أَي طَوِيلٌ ذُو عُرْفٍ. د وناقَةٌ عَرْفاءٌ: مُشْرِفَةُ السَّنامِ، وَقيل: إِذا كانَتْ مُذَكَّرةً تُشْبِهُ الجِمالَ. وجَبَلٌ أَعْرَفُ: لَهُ كالعُرْفِ.
وعُرْفُ الأَرْضِ، بالضَّمِّ: مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا، وحَزْنٌ أَعُرَفُ: مُرْتَفِعٌ. والأَعْرافُ: الحَرْثُ الذِي يَكُونُ على الفُلْجانِ والقَوائِدِ. وعَرَّفَ الشَّرَّ بينَهم: أَرَّثَه، أَبْدِلَت الأَلِِفُ لمكانِ الهَمْزةِ عَيْناً، وأُبْدِل الثّاءُ فَاء، قَالَه يَعْقُوب فِي المُبْدَلِ، وَأنْشد:
(وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بينَهُم ... وَلَا حينَ جَدَّ الجِدُّ مِمَّنْ تَغَيَّبَا)
أَي أَرَّثَ ومَعْرُوفٌ: وادٍ لَهُم أَنشَدَ أَبو حنيفَةَ:
(وحَتَى سَرَتْ بعدَ الكَرَى فِي لَويِّه ... أَسارِيعُ مَعْرُوفٍ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ)
وتَعارَفُوا: تَفاخَرُوا: ويُرْوَى بالزاي أَيضاً، وَبِهِمَا فُسِّرَ مَا فِي الحديثِ: أَن جارِيَتَين كانَتَا تُغَنِّيانِ بِمَا تَعارفَت الأَنْصارُ يومَ بُعاثٍ. وتَقُولُ لمَنْ فِيه جَرِيَرةٌ: مَا هُوَ إِلَّا عُرَيْرِفٌ. وقُلَّةٌ عَرْفاءُ: مرتَفِعَةٌ، وَهُوَ مجَاز. وعَرَفْتُه: أَصَبْتُ عَرْفَه، أَي: خَدَّه. والعارِفُ فِي تَعارُفِ القومِ: هُوَ المُخْتَصُّ بمَعْرِفَةِ اللهِ، ومَعْرِفةِ مَلَكُوتِه، وحُسْنِ مُعامَلَتِه. وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: عَرَفَ: اسْتَخْذَى. وَقد عَرَفَ عندَ المُصِيبَةِ: إِذا صَبَرَ. وعَرُفَ ككَرُمَ عَرافَةً: طابَ رِيحُه. وأَعْرفَ الطَّعامُ: طابَ) عَرْفُه، أَي رائِحَتُه. والأَعَارِفُ: جِبالُ اليمامَةِ، عَن الحَفْصِيِّ. والأَعْرَفُ: اسمُ جَبَلٍ مُشْرِف على قُعَيْقِعانَ بمكَّة. والأُعَيْرِفُ: جَبَلٌ لطَيِّئٍ، لَهُم فِيهِ نَخْلٌ، يُقالُ لَهُ: الأَفِيقُ. وعَرَف، مُحَرَّكَةً: من قُرى الشِّحْرِ باليَمَنِ. وعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَّمدٍ بنِ حُجْرٍ العَرّافِيُّ بِالْفَتْح مَعَ التَّشديد رَوَى عَن شيخٍ يُكْنَى أَبا الحَسَنِ، وَعنهُ حَسَنُ بنُ يَزْدادَ.
Expand
عرف: {بالعرف}: المعروف. {الأعراف}: سور بين الجنة والنار، وكل مرتفع من الأرض أعراف، الواحد: عُرف.
العرف: ما استقرت النفوس عليه بشهادة العقول، وتلقته الطبائع بالقبول، وهو حجة أيضًا، لكنه أسرع إلى الفهم، وكذا العادة، هي ما استمر الناس عليه على حكم العقول وعادوا إليه مرة بعد أخرى.
(عرف) الْحجَّاج وقفُوا بِعَرَفَات وَالِاسْم (فِي اصْطِلَاح النُّحَاة) ضد نكره وَالشَّيْء طيبه وزينه والضالة نشدها وَعَلَيْهِم عريفا أَقَامَهُ ليعرف من فيهم من صَالح وطالح وَفُلَانًا بِكَذَا وسمه بِهِ وَفُلَانًا الْأَمر أعلمهُ إِيَّاه
(عرف)
فلَان على الْقَوْم عرافة دبر أَمرهم وَقَامَ بسياستهم وَالشَّيْء عرفانا وعرفانا وَمَعْرِفَة أدْركهُ بحاسة من حواسه فَهُوَ عَارِف وعريف وَهُوَ وَهِي عروف وَهُوَ عروفة (وَالتَّاء للْمُبَالَغَة) وَيُقَال لأعرفن لَك مَا صنعت لأجازينك بِهِ وللأمر عرفا صَبر فَهُوَ عَارِف وعروف وعروفة

(عرف) فلَان أَصَابَته العرفة فَهُوَ مَعْرُوف

(عرف) عرفا ترك التَّطَيُّب فَهُوَ عرف والديك كَانَ لَهُ عرف فَهُوَ أعرف وَهِي عرفاء (ج) عرف

(عرف) عرفا صَار عريفا وَأكْثر من الطّيب
(عرف) - في الحديث: "مَنْ فَعَل كَذَا وكذَا لم يَجِدْ عَرْفَ الجنَّة"
: أي رِيحَها الطَّيِّبة. والعَرْفُ: الرِّيح.
- في حديث سَعِيد بن جُبَيْر: "ما أَكَلْتُ لحمًا أَطْيَبَ من مَعْرَفَةِ البِرْذَوْن"
: أي مَنْبِت عُرْفه، وأَعرَفَ الفَرسُ: طال عُرْفُه. وعَرفْتُه: جَزَزْته.
- في الحديث: "العِرافَة حَقٌّ، والعُرفَاء في النار"
العُرَفَاء: جمع العَرِيفِ، وهو القَيِّم بأَمْرِ القَبِيلة والمَحَلَّة يَلِى أُمورَهم ويتعَرَّف الأَميرُ منه أَحوالَهم، وهو مبالغة في اسْمِ مَنْ يَعرِف حالَ الجُند ونَحوِهم، وقد عَرُفَ وعَرَف.
وقوله: حَقٌّ: أي فيها مَصلحةٌ للنَّاس ورِفْقٌ في الأُمور.
وقوله: في النَّار، معناه التَّحذِيرُ من التَّعرُّض للرِّياسة لِمَا في ذلك من الفِتْنة، وأَنّه إذا لم يَقُم بحَقِّه ولم يُؤدِّ الأَمانَة فيه أَثِم واستَحقَّ العُقوبةَ. - في حديث عَوْفِ بنِ مالك - رضي الله عنه -: "لتَردَّنَّه أو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم"
: أي لأجازِينَّك بها حتى تَعرِف سُوءَ صَنِيعِك.
قال الفَرَّاء: تقول العربُ للرجل إذا أَسَاء إليه: لَأعُرِّفَنَّ لك غِبَّ هذا: أي لأُجَازِينَّك عليه. تقول هذا لمن يَتَوعَّده
: أي قد عَلِمتُ ما عَمِلتَ، وعَرفتُ ما صَنَعْتَ. ومعناه: سَأُجَازِيك عليه، لا أَنَّك تَقْصد إلى أن تعرِّفَه أَنَّك قد عَلِمتَ فقط.
- ومنه قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عَرَّفَ بَعْضَهُ} بالتَّخْفِيف
: أي جَازَى على بَعْض.
- في حديث كَعْب بن عُجْرَةَ: "جَاؤُا كأنّهم عُرْفٌ"
يقال: طار القَطَا عُرْفًا عُرْفًا: أي بَعْضُها خَلْفَ بعض.
عرف
عَرَفَ عِرْفَاناً ومَعْرِفَةً. ورَجُلٌ عَرُوْفَةٌ وعَرِيْفٌ: أي عَارِف. وعَرَفَ: اسْتَحْذى. وصَبَرَ، وهو عارِفٌ وعَرُوْفٌ، والعِرْفُ: الصَّبْر. والعَرَّافُ: دُوْنَ الكاهِن. والعَرْفُ: نَباتٌ ليس بِحَمْضٍ ولا عِضَاهٍ من الثُّمام. والرِّيْحُ الطَّيِّبَة، ومنه قَوْلُ الله تَبارَكَ وتَعَالى: " ويُدْخِلُهُم الجَنَّةَ عَرَّفَها لهم "، وقيل: معناه حَدَّها لهم، والعُرَفُ: الحُدُوْد، والواحِدَة: عُرَفَة، وسُمِّيتْ عَرَفَةُ بذلك كأنَّه عُرِفَ حَدُّه. والعُرْفُ: المَعْرُوْف. وعُرْفُ الفَرَس. ويُقال: أعْرَفَ: إِذا طالَ عُرْفُه، وعَرَفْتُه: جَزَزْتَه، والمَعْرَفَةُ: مَوْضِعُ العُرْف.
وطارَ القَطا عُرْفاً عُرْفاً: بَعْضُها خَلْفَ بعضٍ. والأعْرافُ: ما ارتَفَعَ من الرَّمْل، والواحِدُ: عُرْفٌ. وقيل: الأعْرَافُ: كُلُّ مُرْتَفعٍ عند العَرَب، ومنه قولُ الله عَزَّ ذِكْرُه: " وعلى الأعْرَافِ رِجَالٌ " وهو اسْمُ واحِدٍ وإنْ كان بِناؤه جَميْعاً. واعْرَوْرَفَ: ارْتَفَعَ على الأعْرَاف. واع واعْرَوْرَفَ البَحْرُ: ارْتَفَعَتْ أعْرَافُه وأمْواجُه. والعُرَفُ - والواحِدَةُ عُرْفَةٌ -: أشْرافُ الأرض الدِّقَاق المُرْتَفِعَةُ. واسْمُ مَوْضِعٍ. والعُرَفُ بِبِلادِ بَني أَسَد: عُرْفَةُساقٍ، عُرْفَةُالأمْلَح، عُرْفَةُ صَارَةَ، وعُرْفَة الثَّمد؛ وعُرْفَة الماوَيْنِ؛ وعُرْفَة القَرْدَيْن مَوَاضَعُ. واعْتَرَفْتُهُم: سَألْتَهم عن خَبَرٍ. والاعْتِراف: الاقْرارُ بالذُّلِّ أو الذَّنْب.
والتَّعْرِيْفُ: الوُقُوْفُ بعَرَفاتٍ: وتَعْظِيْمُ يَوْمِ عَرَفَة. وأنْ يُصِيْبَ الضّالَّةَ فَيُنادي عليه.
والعُرُفانُ: جُنْدَبٌ ضَخْمٌ له عُرْفٌ. وامْرأةٌ حَسَنَةُ المَعَارِف: وهي الوَجْه: واحِدُها: مَعْرَفٌ ومَعْرِفٌ: وقيل: هي الأنْفُ وما والاه. والعَرْفَةُ: قَرْحَةٌ تَخْرُج على اليَد، وقد عُرِفَ الرَّجُلُ.
والعِرَافَةُ: كالنَّقَابَة، ومنا رَجُلٌ عَرِيْفٌ.
عرف
المَعْرِفَةُ والعِرْفَانُ: إدراك الشيء بتفكّر وتدبّر لأثره، وهو أخصّ من العلم، ويضادّه الإنكار، ويقال: فلان يَعْرِفُ اللهَ ولا يقال: يعلم الله متعدّياإلى مفعول واحد، لمّا كان مَعْرِفَةُ البشرِ لله هي بتدبّر آثاره دون إدراك ذاته، ويقال: الله يعلم كذا، ولا يقال: يَعْرِفُ كذا، لمّا كانت المَعْرِفَةُ تستعمل في العلم القاصر المتوصّل به بتفكّر، وأصله من: عَرَفْتُ. أي: أصبت عَرْفَهُ. أي:
رائحتَهُ، أو من أصبت عَرْفَهُ. أي: خدّه، يقال:
عَرَفْتُ كذا. قال تعالى: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا
[البقرة/ 89] ، فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ
[يوسف/ 58] ، فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ
[محمد/ 30] ، يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ
[البقرة/ 146] . ويضادّ المَعْرِفَةُ الإنكار، والعلم الجهل. قال: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها [النحل/ 83] ، والعَارِفُ في تَعَارُفِ قومٍ:
هو المختصّ بمعرفة الله، ومعرفة ملكوته، وحسن معاملته تعالى، يقال: عَرَّفَهُ كذا. قال تعالى:
عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ
[التحريم/ 3] ، وتَعَارَفُوا: عَرَفَ بعضهم بعضا. قال:
لِتَعارَفُوا
[الحجرات/ 13] ، وقال:
يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ
[يونس/ 45] ، وعَرَّفَهُ:
جعل له عَرْفاً. أي: ريحا طيّبا. قال في الجنّة:
عَرَّفَها لَهُمْ
[محمد/ 6] ، أي: طيّبها وزيّنها لهم، وقيل: عَرَّفَهَا لهم بأن وصفها لهم، وشوّقهم إليها وهداهم. وقوله: فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ
[البقرة/ 198] ، فاسم لبقعة مخصوصة، وقيل: سمّيت بذلك لوقوع المعرفة فيها بين آدم وحوّاء ، وقيل: بل لِتَعَرُّفِ العباد إلى الله تعالى بالعبادات والأدعية. والمَعْرُوفُ:
اسمٌ لكلّ فعل يُعْرَفُ بالعقل أو الشّرع حسنه، والمنكر: ما ينكر بهما. قال: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران/ 104] ، وقال تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
[لقمان/ 17] ، وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً
[الأحزاب/ 32] ، ولهذا قيل للاقتصاد في الجود:
مَعْرُوفٌ، لمّا كان ذلك مستحسنا في العقول وبالشّرع. نحو: وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ [النساء/ 6] ، إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ [النساء/ 114] ، وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ
[البقرة/ 241] ، أي:
بالاقتصاد والإحسان، وقوله: فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ [الطلاق/ 2] ، وقوله: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ
[البقرة/ 263] ، أي: ردّ بالجميل ودعاء خير من صدقة كذلك، والعُرْفُ: المَعْرُوفُ من الإحسان، وقال: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
[الأعراف/ 199] . وعُرْفُ الفرسِ والدّيك مَعْرُوفٌ، وجاء القطا عُرْفاً. أي: متتابعة. قال تعالى: وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً
[المرسلات/ 1] ، والعَرَّافُ كالكاهن إلّا أنّ العَرَّافَ يختصّ بمن يخبر بالأحوال المستقبلة، والكاهن بمن يخبر بالأحوال الماضية، والعَرِيفُ بمن يَعْرِفُ النّاسَ ويُعَرِّفُهُمْ، قال الشاعر:
بعثوا إليّ عَرِيفَهُمْ يتوسّم
وقد عَرُفَ فلانٌ عَرَافَةً: إذا صار مختصّا بذلك، فالعَرِيفُ: السّيدُ المعروفُ قال الشاعر:
بل كلّ قوم وإن عزّوا وإن كثروا عَرِيفُهُمْ بأثافي الشّرّ مرجوم
ويومُ عَرَفَةَ يومُ الوقوفِ بها، وقوله: وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ
[الأعراف/ 46] ، فإنه سور بين الجنّة والنار، والاعْتِرَافُ: الإقرارُ، وأصله:
إظهار مَعْرِفَةِ الذّنبِ، وذلك ضدّ الجحود. قال تعالى: فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ
[الملك/ 11] ، فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا
[غافر/ 11] .
Expand
[عرف] فيه: قد تكرر ذكر "المعروف" وهو اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات، وهو من الصفات الغالبة، أي أمره معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه، والمعروف النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم؛ والمنكر ضد كل ذلك. ومنه ح: أهل "المعروف" في الدنيا هم أهل "المعروف" في الآخرة، أي من بذل معروفه للناس أتاه الله جزاء معروفه في الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود فيشفع فيهم شفعه الله في أهل التوحيد في الآخرة، وروى في معناه: يأتي أصحاب المعروف يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم وتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيجتمع لهم الإحسان في الدنيا والآخرة. ك: ومنه: أو تفعل "معروفًا"، يعني أنها ربما تصدقت من ثمرها إذا جدته. ط: للمسلم على المسلم ست "بالمعروف"، أي خصال ست ملتبسة بالمعروف، وهو ما عرف في الشرع وحسنه العقل. نه: "والمرسلات "عرفا"" أي ملائكة أرسلوا بالمعروف والإحسان، والعرف ضد النكر، وقيل: أرسلت متتابعة كعرف الفرس. ح: أي كتتابع شعر العرف. نه: وفيه: لم يجد "عرف" الجنة، أي ريحها الطيبة، والعرف الريح- ويتم في تعلم. ومنه ح: حبذا أرض الكوفة أرض سواء سهلة "معروفة"، أي طيبة العرف. وفيه: "تعرف" إلى الله في الرخاء "يعرفك" في الشدة، أي اجعله يعرفك بطاعته والعمل فيما أولاك من نعمته فإنه يجازيك عند الشدة والحاجة إليه في الدارين. ومنه ح: هل "تعرفون" ربكم؟ فيقولون: إذا "اعترف" لنا "عرفناه"، أي إذا وصف نفسهأن يكون ابن عباس لصغره يتخلف عن حضور الجماعة في المسجد أو يتأخر مجيئه عن فراغ النبي صلى الله عليه وسلم فراغ النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع في بيته أو بيت واحد من جيران المسجد تكبيره صلى الله عليه وسلم فيعرف أنه صلى الله عليه وسلم فرغ من الصلاة وانصرف عنها- والله أعلم. ط: من "عرفني" فقد "عرفني" ومن "لم يعرفني" فأنا جندب! اتحاد الشرط والجزاء إشعار بشهرة صدق لهجته، أي ومن لم يعرفني فليعلم أني جندب، وروى: فأنا أبو ذر، أي المعروف بالصدق، بحديث: ما أظلت الخضراء على أصدق من أبي ذر. وفيه: لسنا "نعرف" العمرة، أي لسنا نعرفها في أشهر الحج، فإن الجاهلية يرون العمرة في أشهرها من أفجر الفجور. ط: وح: كأن وجهه قطعة قمر وكنا "نعرف" ذلك، حال مؤكدة أي كان جليًا ظاهرًا لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة. و"عرفة" سمي بها لوقوع المعرفة فيها بين آدم وحواء، أو لتعرف العباد إلى الله بالدعاء والعبادة. قا: "ذلك أدنى أن "يعرفن"" يميزن من الإماء والقينات. غ: "الأعراف" سور بين الجنة والنار حبس فيها من استوت حسناتهم وسيئاتهم، وأعراف الرمال أشرافها. و"قبائل "لتعارفوا"" لا لتفاخروا. و""عرف" بعضه" أي حفصة، وبالتخفيف جازى حفصة ببعض ما فعلت كقولك لمن تتوعده: عرفت ما فعلت. و""عرفها" لهم" طلبها أو إذا دخلوا عرفوا منازلهم. قا: أي عرف النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بعض ما فعلت "واعرض عن" إعلام "بعض" تكرمًا؛ أو جازى بها على بعض بالتطليقة وتجاوز عن بعض.
Expand

حيي

حيي: {الحيوان}: الحيوة [الحياة]، وكل ذي روح. والواو بدل من ياء عند سيبويه. وقال غيره: الواو أصل، وهي مادة مركبة من حاء وياء وواو.
ح ي ي

أحياه الله فحي وحي، وحيوا بخير وحيوا، وهو حي من الأحياء. ولا حي علي ينفعني أي لا أحد، وما بالدار حيّ. وناقة محي ومحيية: لا يموت لها ولد، خلاف مميت ومميتة. واستحييت أسيري: تركته حياً. وفي الحديث: " اقتلوا المشركين واستحيوا شرخهم ". ومررت بحي من أحياء العرب. وحياء الله، وأكرمك الله بتحيته وبتحاياه. وبي شوق إلى محياك. وتحايا القوم، وحايا بعضهم بعضاً. وحكم المكاتبة حكم المحاياة. وحييت منه أحيا حياء، واستحييته، واستحييت منه، واستحيت، وأنا أستحي منه، وهو رجل حيي، وهو أحيى من مخدرة. قالت ليلى:

وأحيى حياء من فتاة حيية ... وأشجع من ليث بخفان خادر

وحيّ على الغداء: أقبل وعجل. قال ابن أحمر:

أنشأت أسله ما بال رفقته ... فقال حيّ فإن الركب قد ذهبا

وأرض محياة ومحواة: كثرة الحيات.

ومن المجاز: أتيت الأرض فأحييتها أي وجدتها حية النبات مخصبة. ووقع في الأرض الحيا وهو المطر، وأحيا القوم: أخصبوا، وحييت أرضهم، وأحيا أرضاً ميتة. وأحييت النار وحاييتها: نفخت فيها حتى تحيا، وطلبت حياة النار بالنفخ. قال:

حياة النار للمتنور

ويقول الرجل لصاحبه: كيف الحي، كما يقول كيف الهل، يريد امرأته. وسترت حياءها. وهو حيّة الوادي: للحامي حوزته، وهم حيات الأرض: لدواهيها وفرسانها، وهو حية ذكر: للشهم. ورأسه رأس حية: للذكي المتوقد، وأكلت حياتنا حياتكم إذا قتلت فرسانهم فرسانهم. وسقاك الله دم الحيات أي أهلكك. وقال أبو النجم يصف نهراً:

إذا أرادوا رفعهن انفجرا ... بذي حباب يستحي أن يسكرا

أي لا يقدر على سكره بالحجارة يمتنع من ذلك. 

حيي


حَيِىَ(n. ac. حَيَاة [] )
a. Lived; came to life.
b.(n. ac. حَيَآء
[حَيَاْي]) [Min], Was ashamed of.
حَيَّيَa. Kept alive; let live; brought to life; made to live
preserved.
b. Saluted, greeted.

حَاْيَيَa. Made to blush.
b. Fed (child).
c. Stirred (fire).
أَحْيَيَa. see II (a)b. Vivified; fertilized (ground).
c. Raised from the dead.
d. Watched ( at night ).
e. Flourished.

إِسْتَحْيَيَa. see II (a)b. [Bi
or
Min], Blushed at, was ashamed of; refrained from.
c. Veiled ( herself: woman ).
حَيّ (pl.
أَحْيَآء [] )
a. Living, alive; animated, lively.
b. Tribe.
c. Neighbours; neighbourhood.

حَِيّ [حَيّ]
a. Be quick! Make haste! Hasten!

حَيَّةa. Serpent.
b. Wicked, vile (man).
حَيَاa. Rain.

حَيَاة []
a. Life.

حَاوٍa. Serpent-tamer, juggler.

حَيَآء []
a. Shame, modesty; fear of blame.

حَيَوَان []
a. Living creature; animal.
b. ( ), Bestial, brutish, animal.
مُحَيَّى [ N. P.
a. II], Face, visage.

مُحْيِى [ N. Ag.
a. IV], Author of life, life giver.
b. He who raises from the dead (God).

تَحِيَّة [ N.
Ac.
حَيَّيَ
(حِيّ)]
a. Salutation, greeting.

إِحْيَآء [ N.
Ac.
a. IV], Preservation of life.
b. Act of vivifying.

حَيَوٰاة حَيَوٰة
a. see [ ].
حَيْوَان
a. see [ ].
ح ي ي : حَيِيَ يَحْيَا مِنْ بَابِ تَعِبَ حَيَاةً فَهُوَ حَيٌّ وَتَصْغِيرُهُ حُيَيٌّ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وَالْجَمْعُ أَحْيَاءٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَحْيَاهُ اللَّهُ وَاسْتَحْيَيْتَهُ بِيَاءَيْنِ إذَا تَرَكْتَهُ حَيًّا فَلَمْ تَقْتُلْهُ لَيْسَ فِيهِ إلَّا هَذِهِ اللُّغَةُ وَحَيِيَ مِنْهُ حَيَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ فَهُوَ حَيِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ.

وَاسْتَحْيَا مِنْهُ وَهُوَ الِانْقِبَاضُ وَالِانْزِوَاءُ قَالَ الْأَخْفَشُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ فَيُقَالُ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَاسْتَحْيَيْتُهُ وَفِيهِ لُغَتَانِ إحْدَاهُمَا لُغَةُ الْحِجَازِ وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ بِيَاءَيْنِ وَالثَّانِيَةُ لِتَمِيمٍ بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ وَحَيَاءُ الشَّاةِ مَمْدُودٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْحَيَاءُ اسْمٌ لِلدُّبُرِ مِنْ كُلِّ أُنْثَى مِنْ الظِّلْفِ وَالْخُفِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَالَ الْفَارَابِيَّ فِي بَابِ فَعَالٍ الْحَيَاءُ فَرْجُ الْجَارِيَةِ وَالنَّاقَةِ وَالْحَيَا مَقْصُورٌ الْغَيْثُ.

وَحَيَّاهُ تَحِيَّةً أَصْلُهُ الدُّعَاءُ بِالْحَيَاةِ وَمِنْهُ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ أَيْ الْبَقَاءُ وَقِيلَ الْمُلْكُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي مُطْلَقِ الدُّعَاءِ ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ الشَّرْعُ فِي دُعَاءٍ مَخْصُوصٍ وَهُوَ سَلَامٌ عَلَيْكَ وَحَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَنَحْوِهَا دُعَاءٌ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ مَعْنَاهُ هَلُمَّ إلَيْهَا وَيُقَالُ حَيَّ عَلَى الْغَدَاءِ وَحَيَّ إلَى الْغَدَاءِ أَيْ أَقْبِلْ قَالُوا وَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْهُ فِعْلٌ وَالْحَيْعَلَةُ قَوْلُ الْمُؤَذِّنِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ وَالْحَيُّ الْقَبِيلَةُ مِنْ الْعَرَبِ وَالْجَمْعُ أَحْيَاءٌ وَالْحَيَوَانُ كُلُّ ذِي رُوحٍ نَاطِقًا كَانَ أَوْ غَيْرَ نَاطِقٍ مَأْخُوذٌ مِنْ الْحَيَاةِ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ وقَوْله تَعَالَى {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت: 64]
قِيلَ هِيَ الْحَيَاةُ الَّتِي لَا يَعْقُبُهَا مَوْتٌ وَقِيلَ الْحَيَوَانُ هُنَا مُبَالَغَةٌ فِي الْحَيَاةِ كَمَا قِيلَ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ مَوَتَانٌ وَالْحَيَّةُ الْأَفْعَى تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْحَيَّةُ وَهِيَ الْحَيَّةُ. 
(ح ي ي) : (حَيِيَ) حَيَاةً فَهُوَ حَيٌّ (وَبِهِ سُمِّيَ) جَدُّ جَدِّ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيٍّ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ (وَبِتَأْنِيثِهِ) عَلَى قَلْبِ الْيَاءِ وَاوًا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ (وَاسْتَحْيَاهُ) تَرَكَهُ حَيًّا وَمِنْهُ) «وَاسْتَحْيَوْا شَرْخَهُمْ» وَحَيَاةُ الشَّمْسِ بَقَاءُ ضَوْئِهَا وَبَيَاضِهَا وَقِيلَ بَقَاءُ حَرِّهَا وَقُوَّتِهَا وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْعُرْفُ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ
فَلَمَّا اسْتَبَانَ اللَّيْلُ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ ... حَيَاةَ الَّتِي تَقْضِي حُشَاشَةَ نَازِعِ
أَلَا تَرَى كَيْفَ شَبَّهَ حَالَةَ الشَّمْسِ بَعْدَمَا دَنَتْ لِلْمَغِيبِ بِحَالِ نَفْسٍ شَارَفَتْ أَنْ تَمُوتَ فَهِيَ كَأَنَّهَا تَقْضِي دَيْنَ الْحَيَاةِ وَتُؤَدِّي مَا عِنْدَهَا مِنْ وَدِيعَةِ الرَّمَقِ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ مُشَافَهَةَ طَلَائِعِ اللَّيْلِ وَمُشَاهَدَةَ أَوَائِلِهِ فَأَيْنَ هَذِهِ الْحَالَةُ مِنْ بَقَاءِ قُوَّتِهَا وَحَرَارَتِهَا (وَحَيِيَ) مِنْهُ حَيَاءً بِمَعْنَى اسْتَحَيَا فَهُوَ حَيِيٌّ (وَقَوْلُ) ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - حَيٌّ أَيْ يُعَامَلُ مُعَامَلَةَ مَنْ لَهُ حَيَاءٌ لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْحَيَاءِ انْكِسَارٌ وَآفَةٌ تُصِيبُ الْحَيَاةَ وَذَلِكَ لَا يَصِحُّ فِيهِ تَعَالَى (وَحَيَّاهُ) بِمَعْنَى أَحْيَاهُ تَحِيَّةً كبقاه بِمَعْنَى أَبْقَاهُ تَبْقِيَةً هَذَا أَصْلُهَا ثُمَّ سُمِّيَ مَا يُحَيَّا بِهِ مِنْ سَلَامٍ وَنَحْوِهِ تَحِيَّةً (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى) {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب: 44] فَإِذَا جُمِعَتْ فَقِيلَ وَتَحَايَا وَتَحَايَلُوا وَحَقِيقَتُهُ حَيَّيْتُ فُلَانًا قَلْتُ لَهُ حَيَّاك اللَّهُ أَيْ عَمَّرَك اللَّهُ وَأَحْيَاك وَأَطَالَ حَيَاتَك كَقَوْلِهِمْ صَلَّى عَلَى النَّبِيُّ إذَا دَعَا لَهُ وَمَعْنَاهُ قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْك وَمَنْ فَسَّرَ التَّحِيَّةَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} [النساء: 86] بِالْعَطِيَّةِ فَقَدْ سَهَا وَكَذَلِكَ مَنْ ادَّعَى أَنَّ حَقِيقَتَهَا الْمُلْكُ وَإِنَّمَا هِيَ مَجَازٌ وَذَاكَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يُحَيُّونَ الْمُلُوكَ بِقَوْلِهِمْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ وَلَا يُخَاطِبُونَ بِهِ غَيْرَهُمْ حَتَّى إنَّ أَحَدَهُمْ إذَا تَوَلَّى الْإِمَارَةَ وَالْمُلْكَ قِيلَ لَهُ فُلَانٌ نَالَ التَّحِيَّة (وَمِنْهُ) بَيْتُ الْإِصْلَاحِ
وَلِكُلِّ مَا نَالَ الْفَتَى ... قَدْ نِلْتُهُ إلَّا التَّحِيَّةَ
أَيْ إلَّا الْمِلْكَ وَأَمَّا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ فَمَعْنَاهَا أَنَّ كَلِمَاتِ التَّحَايَا وَالْأَدْعِيَةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَفِي مَلَكَتِهِ لَا أَنَّ هَذِهِ تَحِيَّةٌ لَهُ وَتَسْلِيمٌ عَلَيْهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ عَلَى مَا قَرَأْتُ «أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قُلْنَا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ فَقَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ» إلَى آخِرِ الْحَدِيثِ وَحَيَّ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَفْعَالِ (وَمِنْهُ) حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ أَيْ هَلُمَّ وَعَجِّلْ إلَى الْفَوْزِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
Expand
حيي
حيِيَ حَيِيتُ، يَحيَا، احْيَ، حياةً وحيوانًا، فهو حيّ
• حيِي فلانٌ:
1 - عاش وصار ذا حياة، كان ذا نماء، سرت فيه الرُّوح، عكسه مات "كان يريد أن يحيا حياة حرّة كريمة- {وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} - {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} " ° يحيا الشّعب: هتاف يقال في المظاهرات السياسيّة تأييدًا للشعب.
2 - كان ذا نماء وقدرة على التطوّر " {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ} ". 

حيِيَ من يَحيَا، احْيَ، حياءً، فهو حَيِيّ، والمفعول مَحْيىّ منه
• حيِي منه: احتشم، خجل منه "َالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ [حديث] ".
• حيِي من القبيح: انقبضت نفسُه عنه "حيِي ممّا رآه من أعمال سيِّئة". 

أحيا يُحيِى، أَحْيِ، إحْياءً، فهو مُحيٍ، والمفعول مُحيًا
• أحياه اللهُ:
1 - أبقاه، جعله حيًّا " {لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} " ° أحيا الأملَ في نفوسهم: جدّده.
2 - أصلحه،
 هداه إلى الطَّريق الصَّواب " {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} ".
3 - أوجد فيه الحياة " {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} ".
• أحيا اللهُ الأرضَ: أخصبها، أخرجَ منها النّبات " {فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} ".
• أحيا ذكراه: احتفل بها وأشاد بصاحبها "أقيم احتفال لإحياء ذكرى الشاعر شوقي".
• أحيا سيرتَه: استعادَها وأثنى عليها "أحيا الأبناءُ سيرةَ جدّهم المتوفَّى".
• أحيا حفلةً: قدّم عرضًا غنائيًّا "أحيا المطربُ حَفْلاً جميلاً".
• أحيا اللَّيلَ: ترك النومَ فيه وصرفه للعبادة "أحيا ليلتَه في الصلاة" ° أحيا البكاءُ ليلَه: أسهره.
• أحيا النَّارَ: نفخ فيها فاضطرمت. 

استحى/ استحى من يستحي، اسْتَحِ، استحياءً، فهو مُسْتحٍ، والمفعول مُسْتَحًى
• استحى فلانٌ فلانًا/ استحى فلانٌ من فلان: خجل منه "إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ [حديث]- {وَاللهُ لاَ يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ} [ق]- {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} ".
• استحى الأسيرَ: تركه حيًّا فلم يقتله. 

اسْتَحْيا/ اسْتَحْيا من يَستحْيِي، اسْتَحْي، استحياءً، فهو مُسْتحٍ، والمفعول مُسْتحيًى
• استحيا فلانٌ فلانًا/ استحيا فلانٌ من فلان: استحاه؛ خجل منه "إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ [حديث]- {إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} - {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} ".
• استحيا الأسيرَ: استحاه؛ ترَكَه حيًّا فلم يقتله " {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} ". 

حيَّا يحيِّي، حَيِّ، تحيَّةً، فهو مُحَيٍّ، والمفعول مُحيًّا
• حيَّا صديقَه: سلَّم عليه " {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} ".
• حيَّاه اللهُ:
1 - أبقاه، وأطال عمره ° حيَّاك الله: أطال عمرك- حيَّاك اللهُ وبيَّاك: أبقاك وبوَّأكَ مكانًا حسنًا.
2 - ملَّكه اللهُ. 

إحياء [مفرد]:
1 - مصدر أحيا ° إحياء الأرض: مباشرتها بتأثير شيء منها من إحاطة أو زرع أو عمارة، إخراج النبات منها.
2 - بعث الحيويّة والنشاط والإنعاش والتجديد.
• إحياء التُّراث الأدبيّ: (دب) نشر الأدب العربيّ القديم واتّخاذه مثالاً رفيعًا في الإنتاج الأدبيّ.
• إحياء علوم الأدب: (دب) تسمية أطلقت على حركة إحياء التراث القديم اليونانيّ والرومانيّ في الحياة الأدبيّة لعصر النهضة في الغرب.
• مدرسة الإحياء والبعث: مدرسة أدبيّة عربيّة ساعدت على نهضة الأدب، رائدها البارودي. 

أحيائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى أحياء: على غير قياس "علوم/ تجارب أحيائية".
• منطقة أحيائية: منطقة مأهولة بالسكان. 

إحيائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إحياء.
2 - مصدر صناعيّ من إحياء: نزعة ترمي إلى إحياء ما يتّصل بالماضي من تراث وفكر. 

استحياء [مفرد]: مصدر استحى/ استحى من واسْتَحْيا/ اسْتَحْيا من. 

تحيَّة [مفرد]: ج تحيّات (لغير المصدر) وتَحايا (لغير المصدر):
1 - مصدر حيَّا.
2 - سلامُ، إكرامُ، إحسان "التحيّات لله: الملك لله- بلِّغ فلانًا تحيّاتي- {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} " ° تحيَّات واحترامات: تعابير مُؤَدَّبة للاحترام والتقدير- تحيّة لذكراه: إحياءً لها وإكرامًا. 

حَيَا [مفرد]
• الحَيَا:
1 - الخِصْب "الحيا مرهون بوفرة الماء".
2 - المطر "*جبل التوباد حيّاك الحَيَا*". 

حَياء [مفرد]:
1 - مصدر حيِيَ من ° ذاب حياءً: غلبه الحياءُ.
2 - رحم الناقة.
3 - فَرْج ذوات الظّلف والخُفّ. 

حَياة [مفرد]: ج حَيَوات (لغير المصدر):
1 - مصدر حيِيَ.
2 - استمرار بقاء الكائنات بروحها، عيشة، نقيض الموت "احرص على الموت تُوهَبْ لك الحياة- *ولكن لا حياة لمن تنادي*- سئمت تكاليفَ الحياة ومن يعشْ ... ثمانين حَوْلا- لا أبالك- يسأمِ- {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: متاعها الزائل- {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} " ° أودى الشَّيء بحياة فلان: ذهب به، أهلكه- الحياة الأَبَديَّة: الحياة الآخرة- الحياة الباقيةُ: الحياة الآخرة، ما بعد الموت، دار البقاء- الحياة الدُّنيا: الحياة في عالمنا هذا، عكسها الحياة الآخرة- الحياة العصريَّة: مواكبة الموضة ومتطلّبات العصر- بين الحياة والموت: يعاني سكرات الموت، في حالة النزع- تجارب الحياة: الخبرة التي يكتسبها الإنسان من المواقف والأحداث والأشخاص- حياة أدبيّة: ما يشهده الأدب من فعاليات ونشاط- حياة اجتماعيّة: ما يتصل بالوضع الاجتماعيّ عامّة- حياة التَّشرُّد: الضَّياع والتّشرذم- حياة خشنة: فقيرة- حياة عائليّة: تتصل بالأسرة- حياةُ كلابٍ: تعيسة، بائسة- دخَل حياته: صار جزءًا منها- شريكة الحياة: الزوجة- عادت له الحياة: بُعث من جديد، جُدِّد الاهتمام به- عركته الحياة: محنَّك، مجرِّب- على قَيْد الحياة: ما زال حيًّا- في خِضَمّ الحياة: في مشاغلها الكثيرة- لمدى الحياة: طوال عمره- ماء الحياة: عرق (شراب مسكر) - مسألة حياة أو موت: لا تحتمل التأجيل، أمر لابدّ من الحسم فيه- مستوى الحياة: مستوى المعيشة، طريقة حياة مَنْ عنده دخل متوسِّط في بلدٍ ما- مظاهر الحياة: الفعاليات الظاهرة التي يعبِّر بها الكائن الحيّ عن حيويّته- مقومات الحياة: أساسياتها- وضَع حياتَه على كفِّه: خاطر، غامر، جازف- وقَف حياته على كذا: خصصها.
3 - (حي) مجموع ما يميِّز الكائنات الحيّة، حيوانيّة كانت أو نباتيّة عن غيرها من الجمادات مثل التغذية والنموّ والتناسل والحساسية وغيرها.
• علم الحياة: (حي) علم يبحث في بنيان الكائنات الحيّة ووظائفها ومألفها الطبيعيّ، ونشأتها منذ أزمنة ما قبل التاريخ، وهو قسمان: علم الحيوان، وعلم النبات.
• دورة الحياة: (حي) سلسلة من التطوُّرات والتغيُّرات التي من خلالها يمرُّ الكائن الحيّ في مرحلة تكوُّنه كلاقح مُخصَّب إلى مرحلة البلوغ التي قد يتكوّن فيها لاقح آخر.
• قُبْلة الحياة: تنفُّس صناعيّ عن طريق نفخ الهواء من فم المعالِج في فم المغمى عليه من غَرق وغيره. 

حَياتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَياة: "الواقعيّة تعني الانفعال الحياتيّ الصادق بالواقع- أمور حياتيَّة". 

حياتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَياة.
2 - مصدر صناعيّ من حَياة.
3 - (سف) مذهب يردُّ الحياة والحركة إلى قوّة باطنة أو قوّة الأحياء، يعرف كذلك باسم أحيائيّة. 

حَيَوان [مفرد]:
1 - مصدر حيِيَ.
2 - حياة، جسم نامٍ حسّاس متحرِّك بالإرادة " {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} ".
3 - ما عدا الإنسان من أنواع الحيوانات "حيوان بريّ/ مفترس/ بحريّ/ أليف/ طفيليّ- جمعية الرفق بالحيوان- حيوانات مجترَّة/ ثدييّة/ فقاريّة/ قشريّة/ قاضمة/ داجنة" ° الحيوانات الأهليّة: هي ما دُجِّن من الحيوانات- الحيوانات الشَّرسة: هي التي تعيش في الغابات البرّيّة كالأسد والنمر- حديقة الحيوان: تشتمل على أصناف من الحيوانات الحيَّة للعرض.
4 - حياة دائمة باقية، حياة لا يعقبها موت " {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}: وقيل مبالغة في الحياة".
5 - من به غلظة وغباء وبلادة "كيف تتعامل مع هذا الحيوان؟ ".
• علم الحيوان: (حن) فرع من علم الأحياء المسمَّى التّاريخ الطّبيعيّ، وهو يبحث في الحيوان من حيث بنيانه ونموّه وتصنيفه.
• الحيوان المَنَوِيّ: (شر) الخليّة التَّناسليّة الذَّكريّة التي تتَّحد بالبويضة أي بالخليّة التَّناسليّة الأنثويّة لتكوّن الزّيجوت. 

حيوانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَيَوان: "غريزة حيوانيّة" ° قوّة حيوانيّة: إحساس يعني الحاسة والحس.
2 - مصدر صناعيّ من حَيَوان: بهيميّة، جنسيَّة، جانب حيوانيّ من الطبيعة البشريّة.
• زراعة حيوانيَّة: (رع) فرع من الزراعة يعني بتربية الدواجن. 

حَيويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَيّ: في الاستعمال
 الغالب "أمر حيويّ: ذو خطورة وأهميَّة، ضروريّ- مبدأ/ عامل/ تغيير/ مجال حيويّ".
2 - اسم منسوب إلى حَياة: "إنّ مصالحنا الحيويّة مهدّدة بخطر الحرب".
3 - (سف) مبدأ مغاير للمادّة ومغاير للقوى الفيزيائيّة والكيميائيّة.
4 - ضروريّ للحياة والعيش، ذو أهمية "المال حيويّ لمواجهة الأزمات".
• الكشف الحيويّ: (حي) كشف أو فحص طبِّي للجسم لتحديد وجود الحياة أو عدم وجودها.
• مضادّ حيويّ: (كم) دواء مثل البنسلين يقضي على البكتريا أو يمنع تكاثرَها. 

حَيَويَّات [جمع]: مف حَيَويّ: (كم) مواد كيميائيّة مثل البنسلين قادرة على إبادة الجراثيم. 

حيويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَياة.
2 - مصدر صناعيّ من حَياة: مقدرة الحيّ على تأدية وظيفته، ويراد بها الفاعليّة غير الاعتياديّة، نشاط وعافية "يفتقر إلى الحيويّة- حيويّة النفس تؤدّي إلى العمل- ضرورة/ منشآت حيويّة- مسألة ذات أهمية حيويّة".
• الجغرافيا الحيويَّة: (جغ) دراسة التَّوزيع الجُغرافيّ للكائنات الحيّة.
• فيزياء حيويَّة: (فز) علم يتناول تطبيق علم الفيزياء على العمليّات والظواهر الحيويَّة.
• الكيمياء الحيويَّة: (كم) فرع في علم الكيمياء يختصّ بدراسة تركيب الموادّ الحيويّة والتغيُّرات التي تحدث في أجسام الكائنات الحيّة.
• إحصائيَّات حيويَّة: ما يتعلّق بأهمّ الأحداث في حياة الإنسان كالمواليد والموتى وعدد الزِّيجات. 

حَيّ [مفرد]: ج أحياء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حيِيَ ° أَرْض حيّة: خصبة- بحر حيّ: إذا كان فيه مدّ وجزر ضدّ بحر ميِّت- حَيّ الضَّمير: صادق أمين، صاحب ضمير يقظ- ذخيرة حيّة: حربيّة حقيقيّة- صورة حيَّة: مشهد عفويّ أخّاذ- فلانٌ حَيُّ القلْب: للدلالة على الشهامة والنفاد والجد- لُغَة حيّة: متداولة في حياة الناس اليوميّة- مثال حي: محسوس- وسيلة حيَّة: جادّة.
2 - مَنْ يحيا، ضدّ ميِّت، كلُّ متكلِّم ناطق " {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ} ".
3 - نشيط، ذو حيويّة وفاعليّة ملحوظة.
4 - محلة أو مجتمع سكنيّ في مدينة "حيّ جامعيّ/ تجاريّ".
• الحيّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الدّائم الوجود، الباقي حيًّا بذاته أزلاً وأبدًا الذي تندرج جميع المُدركات تحت إدراكه، وجميع الموجودات تحت فعله " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ".
• سلك حَيٌّ: (فز) ما ينقُل تيَّارًا كهربائيًّا.
• علم الأحياء: (حي) علم الحياة أو البيولوجيا، وهو علم يتناول مجموع ما يشاهد في الإنسان والحيوانات والنباتات من مميِّزاتٍ تفرّق بينها وبين الجمادات، كالتغذية والنموّ والتناسل ونحو ذلك. 

حَيَّ/ حَيَّ إلى/ حَيَّ على [كلمة وظيفيَّة]
• حيَّ إلى كذا/ حيَّ على كذا: اسم فعل أمر بمعنى هَلُمَّ أو أقبل أوعجّل "حيّ على الصَّلاة: هلمَّ وأقبلْ- حيّ على العمل- حيّ على الفلاح: هلمُّوا إلى طريق الفوز والنّجاة". 

حَيَّة [مفرد]: ج حَيَّات وحَيَوات:
1 - مؤنَّث حَيّ.
2 - (حن) رتبة من الزَّواحف، منها أنواع كثيرة كالثَّعبان والأفعى وغيرهما (تقال للذكّر والأنّثى) (انظر: ح و ي - حَيَّة) "مَنْ لدغته الحيّة يخاف من الحبل [مثل]: يعني أنّ مَنْ تعرَّض لتجربةٍ قاسيةٍ يذكرها دائمًا، فيُضاعف الحَذَر خشية تكرارها- {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} " ° رأسه رأس حيَّة: ذكيّ متوقّد- سقاه اللهُ دم الحيّات: أهلكه- شِدْقا الحيَّة: حَنَكاها- هم حيَّات الأرض: دواهيها وفرسانها- هو حيَّة الوادي: حامي حوزته- هو حيَّة ذكر: شهم. 

حَيِيّ [مفرد]: مؤ حَييّة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حيِيَ من.
2 - ذو حياء "شاب حييّ- بدت على عينيها نظرة حييّة".
• الحييّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: أنّه يكره أن
 يردّ العبدَ إذا دعاه فسأله ممّا لا يمتنع في الحكمة إعطاؤه إيّاه وإجابته إليه "إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا [حديث] ". 

مُحْيٍ [مفرد]: اسم فاعل من أحيا.
• المُحْيي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يخلق الحياة في النُّطفة والعَلَقة، وفي الموتى للحساب يوم القيامة، وفي الأرض بإنزال الغيث عليهما وإنبات الرّزق، وهو باعث الحياة في جميع الكائنات الحيّة " {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى} ". 

مَحْيا [مفرد]: ج محايٍ: مصدر ميميّ من حيِيَ: حياة، عكسه ممات " {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ} - {سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} " ° لَيْلَةُ المَحْيَا: ليلة الحياة.
• المَحْيا: الموضع الذي يُحيا فيه "كلّ نفس تحبّ مَحْياها". 

مُحَيّا [مفرد]: وجه ° طَلْق المُحَيّا: متهلّل ومشرق، باشّ. 
Expand
حييّ
: (ى ( {الحِيُّ، بكسْر الحاءِ) :} الحَياةُ زَعَمُوا؛ قالَهُ ابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ للعجَّاجِ:
كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ
وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ (و) وكذلِك ( {الحَيَوانُ بالتَّحْرِيكِ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وإنَّ الدارَ الآخرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ} ، أَي دارُ الحَياةِ الَّدائِمَةِ.
قالَ الفرَّاءُ: كسر أَوَّل} حِيَ لئَلاَّ تُبْدَل الياءُ واواً كَمَا قَالُوا بِيضٌ وعِينٌ.
قَالَ ابنُ برِّي: الحِيُّ {والحَيَوانُ (} والحَياةُ) مَصادِرُ، ويكونُ الحَيَوانُ صِفَةً {كالحِيِّ كالصّمَيانِ للسَّرِيعِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: والحَياةُ كُتِبَتْ فِي المصْحفِ بالواوِ ليعلمَ أنَّ الواوَ بعْدَ الياءِ فِي حَدِّ الجَمْعِ، وقيلَ: على تَفْخِيم الألفِ.
(و) حَكَى ابنُ جنِّي عَن قُطْرُب أنَّ أَهْلَ اليَمَنِ يقُولُونَ: (الحَيَوْةُ، بسكونِ الواوِ) قبْلَها فَتْحة، فَهَذِهِ الواوُ بدلٌ مِن أَلفِ} حَيَاةٍ وليسَتْ بلامِ الفِعْل من حَيِوْتُ، أَلا تَرى أَنَّ لامَ الفِعْل ياءٌ؟ وكَذلِكَ يَفْعَل أَهْل اليَمَنِ بكلِّ أَلفٍ مُنْقلِبَة عَن واوٍ كالصَّلاة والزَّكَاة: (نَقِيضُ المَوْتِ) .
وقالَ الراغبُ: الحَياةُ تُسْتَعْمل على أَوْجُهٍ:
الأولى: للقوَّةِ النامِيَةِ المَوْجودَةِ فِي النَّباتِ والحَيَوانِ، وَمِنْه قيلَ نَباتٌ {حيٌّ {وجَعَلْنا مِن الماءِ كلَّ شيءٍ حيّ} .
والثَّانِيَة: للقوَّةِ الحسَّاسةِ، وَبِه سُمِّي الحَيَوانُ} حَيَواناً.
والثَّالِثَةُ: للقوَّة العاقِلَةِ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {أَو من كانَ مَيِّتاً {فأَحْيَيْناه} ؛ وقالَ الشاعِرُ:
لقد أَسْمَعْت لَو نادَيْت حَيّاً
وَلَكِن لَا حَياةَ لمَنْ تُنادِيوالَّرابعَةُ: عبارَةً عَن ارْتِفاعِ الغَمِّ؛ وَبِهَذَا النَّظَر قالَ الشاعِرُ:
ليسَ من ماتَ فاسْتَراحَ بمَيِّتٍ
إنَّما المَيِّتُ مَيِّتُ} الأَحْياء والخامِسَةُ: الحَياةُ الأُخْروِيَّة الأبَدِيَّة، وذلكَ يتوصلُ إِلَيْهَا {بالحَيَاةِ الَّتِي هِيَ العَقْلُ والعِلْم، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {يَا لَيْتَني قدَّمْت} لحيَاتِي} ، يعْنِي بِهِ الحَياةَ الأُخْروِيَّة الَّدائِمَة.
والسَّادِسَةُ: الحَياةُ الَّتِي يُوصَفُ بهَا البارِي تَعَالَى، فإنَّه إِذا قيلَ فِيهِ تَعَالَى إنَّه حيٌّ فمعْناه لَا يصحُّ عَلَيْهِ المَوْتُ وليسَ ذلِكَ إلاَّ للَّهِ تَعَالَى، انتَهَى. ( {حَيِيَ، كرَضِيَ، حَياةً، و) لُغَةٌ أُخْرى: (حَيَّ} يَحَيُّ {ويَحْيَا، فَهُوَ حَيٌّ.
قالَ الجَوهرِيُّ: والادْغامُ أَكْثَر لأنَّ الحرَكَةَ لازِمَةٌ، فَإِذا لم تكنِ الحَرَكَةُ لازِمَةً لم تدْغم كقوْلِه تَعَالَى: {أَلَيْس ابقادِرٍ على أَنْ} يُحْيِيَ المَوْتَى} ؛ ويُقْرأُ { {ويحييّ من حَيَّ عَن بَيِّنة} ، انتَهَى.
قالَ الفرَّاءُ: كِتابَتُها على الإدْغامِ بياءٍ واحِدَةٍ وَهِي أَكْثَر قِراءَة القرَّاء، وقَرَأَ بعضُهم مَنْ حَيِيَ عَن بيِّنةٍ، بإظهارِها؛ قالَ وإنَّما أَدْغَموا الياءَ مَعَ الياءِ وكانَ يَنْبغِي أنْ يَفْعلوا لأنَّ الياءَ الأخيرَةَ لَزِمَها النَّصْبُ فِي فِعْلٍ، فأُدْغِم لمَّا الْتَقَى حَرْفانِ مُتَحرِّكانِ من جنْسٍ واحِدٍ؛ قالَ: ويَجوزُ الإدْغام للاثْنَيْن فِي الحركَةِ اللاَّزمَةِ للياءِ الأَخيرَةِ فتقولُ} حَيَّا {وحَيِيَا، ويَنْبغِي للجَمْع أَن لَا يُدْغَم إلاَّ بياءٍ، لأنَّ ياءَها نَصيبُها الرَّفْع وَمَا قَبْلها مَكْسُور، فَيَنْبغِي لَهَا أَن تسكنَ فيسقطُ بواوِ الجِماعِ، ورُبَّما أَظْهَرَتِ العَرَبُ الإدْغامَ فِي الجَمْعِ إرادَةَ تأْليفِ الافْعالِ، وَأَن تكونَ كُلّها مُشَدَّدَة، فَقَالُوا فِي} حَييتُ {حَيُّوا وَفِي عَييتُ عَيُّوا.
قالَ: وأَجْمَعَتِ العَرَبُ على إدْغامِ} التَّحِيَّةِ بحرَكةِ الياءِ الأَخيرَةِ، كَمَا اسْتَحبُّوا إدْغامَ حَيَّ وعَيَّ للحرَكةِ اللاَّزمَة فِيهَا فَأَما إِذا سكنتِ الياءُ الأخِيرَة فَلَا يَجوزُ الإدْغامُ من! يَحْيِا ويُعْيِي، وَقد جاءَ فِي الشِّعْرِ الإدْغام وليسَ بالوَجْه.
وأَنْكَر البَصْرِيُّونَ الْإِدْغَام فِي هَذَا الموْضِعِ.
(و) قَوْلُه تَعَالَى: { {فلنُحْيِيَنَّه حَياةً طيِّبةً} ؛ رُوِي عَن ابنِ عبّاسٍ: أنَّ (الحَياةَ الطيِّبَةَ: الرِّزْقُ الحَلالُ) فِي الدُّنْيا؛ (أَو) هِيَ (الجَنّةُ.
(} والحَيُّ) مِن كلِّ شيءٍ: (ضِدُّ المَيِّتِ، ج {أَحْياءٌ) ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يَسْتوي} الأَحْياءُ وَلَا الأَمْواتُ} .
(و) {الحَيُّ: (فَرْجُ المرْأَةِ) ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ.
قالَ: ورأَى أعْرابيٌّ جهازَ عَرُوسٍ فقالَ: هَذَا سَعَفُ الحَيِّ، أَي جِهازُ فَرْجِ المرْأَةِ.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ: (ضُرِبَ ضَرْبَةً لَيْسَ بحاءٍ مِنْهَا) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ليسَ بحائِي مِنْهَا، (أَي ليسَ يَحْيَى) مِنْهَا، قالَ: وَلَا يقالُ ليسَ} بحَيَ مِنْهَا إلاَّ أَن يُخْبِرَ أنَّه ليسَ بحَيَ، أَي هُوَ مَيِّتٌ، فَإِن أَرَدْتَ أنَّه لَا يَحْيَى قُلْتَ ليسَ بحائِي، وكذلِكَ أَخَوَاتُ هَذَا (كقَوْلِكَ) عُدْ فُلاناً فإنَّه مرِيضٌ تُريدُ الحالَ، وتقولُ: (لَا تَأْكُلْ كَذَا) مِن الطَّعامِ (فإنَّكَ مارِضٌ، أَي) أنَّكَ (تَمرَضُ إِن أَكَلْتَهْ.
( {وأَحْياهُ) } إحْياءً: (جَعَلَهُ {حَيّاً) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {أَلَيْسَ ذلكَ بقادرٍ على أَنْ يُحْييَ المَوْتَى} .
(} واسْتَحْياهُ: استَبْقاهُ) هُوَ اسْتَفْعَل مِن الحَياةِ، أَي تَرَكَهُ حَيّاً، وليسَ فِيهِ إلاَّ لُغَة واحِدَةٌ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: { {ويَسْتَحِيي نِساءَهُم} ، أَي يَتْركهنَّ أَحْياءً.
وَفِي الحديثِ: (اقْتُلُوا شُيُوخَ المُشْرِكِين} واسْتَحْيُوا شَرْخَهم، أَي اسْتَبْقُوا شَبابَهم وَلَا تَقْتُلُوهم.
(قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا {يَسْتَحيي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً} ، أَي لَا يَسْتَبْقي، كَذَا وُجِدَ بخطِّ الجَوهريُّ.
(وطَريقٌ حَيٌّ) : أَي (بَيِّنٌ) ، والجَمْعُ أَحْياءٌ؛ قالَ الحُطَيْئة:
إِذا مَخَارِمُ أَحْياءٍ عَرَضْنَ لَه (} وحَيِيَ) ، كرَضِيَ: (اسْتَبَانَ) . يقالُ: إِذا حَيِيَ لكَ الطَّريقُ فخُذْ يَمْنَةً.
(وأَرضٌ {حَيَّةٌ: مُخْصِبةٌ) ، كَمَا قَالُوا فِي الجَدْبِ مَيِّتَةٌ.
(} وأَحْيَيْنا الأرضَ: وَجَدْناها حَيَّةً) خصْبَةً (غَضَّةَ النَّباتِ.
( {والحَيَوانُ، مُحرَّكةً: جِنْسُ الحَيِّ، أَصْلُه} حَيَيانٌ) ، فقُلِبَتِ الياءُ الَّتِي هِيَ لامٌ واواً اسْتِكْراهاً لتَوالِي الياءَيْن لتَخْتلفَ الحَرَكاتُ؛ هَذَا مَذْهَبُ الخَلِيلِ وسِيْبَوَيْه؛
وذَهَبَ أَبو عُثمان إِلَى أنَّ الحَيوانَ غيْرُ مُبْدلِ الواوِ وأنَّ الواوَ فِيهِ أَصْلٌ وَإِن لم يكنْ مِنْهُ فعل، وَشبه هَذَا بقَوْلِهم فَاظَ المَيِّتَ يَفِيظُ فَيْظاً وفَوْظاً، وَإِن لم يَسْتَعْمِلُوا من فَوْظٍ فِعْلاً، كَذلِكَ الحَيَوانُ عنْدَهُ مَصْدَر لم يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْل.
قالَ أَبو عليَ: هَذَا غَيْرُ مرضيَ من أَبي عُثْمان من قِبَل أنَّه لَا يَمْتَنع أَن يكونَ فِي الكَلامِ مَصْدَر عَيْنه واوٌ فاؤُه ولامُه صَحِيحانِ مِثْل فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْلٍ ومَوْتٍ وأَشْبَاه ذلكَ، فأَمَّا أَن يُوجدَ فِي الكَلامِ كَلِمَة عَيْنها يَاء ولامُها وَاو فَلَا، فحَمْلُه الحَيَوانَ على فَوْظٍ خَطَأٌ، لأنَّه شَبَّه مَا لَا يُوجَد فِي الكَلامِ بِمَا هُوَ مَوْجُود مُطَّرد.
قالَ أَبو عليَ: وكأنَّهم اسْتَجازُوا قَلْبَ الياءِ واواً لغَيْرِ علَّةٍ، وَإِن كانتِ الواوُ أَثْقَل من الياءِ، ليَكُون ذلكَ عوضا للواوِ من كَثْرةِ دُخُولِ الياءِ وغَلَبتها عَلَيْهَا. .
( {والمُحاياةُ: الغِذاءُ للصَّبِّيِّ) بِمَا بِهِ} حَيَاته.
وَفِي المُحْكَم: لأنَّ حَيَاتَه بِهِ.
(والحَيُّ: البَطْنُ من بُطُونِهم) ، أَي العَرَب، (ج أَحْياءٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: الحَيُّ يَقَعُ على بَني أَبٍ كَثُرُوا أَو قَلُّوا، وعَلى شَعْبٍ يجمَعُ القَبائِلَ؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
قاتَلَ اللَّهُ قيسَ عَيْلانَ حَيّاً مَا لَهُمْ دُونَ عذرَةِ مِنْ حِجابِ ( {والحَيَى) ، مَقْصوراً: (الخِصْبُ) وَمَا يَحْيَى بِهِ الأَرْضُ والنَّاسُ.
(و) قَالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ (المَطَرُ) } لإحْيائِهِ الأَرْضَ، وَإِذا ثَنَّيْت قُلْت حَيَيان، فتُبَيِّن الياءَ لأَنَّ الحرَكَةَ غَيْرُ لازِمَةٍ، وإنَّما سُمِّي الخِصْب حَياء لأنَّه يَتَسَبَّب عَنهُ. (ويُمَدُّ) فيهمَا، والجَمْعُ أَحْياءٌ.
(و) {الحَيَا: (اسمُ امْرأَةٍ) ؛ قَالَ الرَّاعي:
إنَّ الحَيَا وَلَدَتْ أَبي وعُمُومَتِي
ونَبَتُّ فِي وَسطِ الفُرُوعِ نُضارِ قُلْتُ: وابنُ الحَيَا الَّذِي قالَ فِيهِ الجعْدِيُّ:
جهلت عليّ ابْن الحيا وظلمتني
وجمعت قولا جانبيّاً مضللا (و) } الحَيَاءُ، (بالمدِّ: التَّوبة والحِشْمَةُ) .
وَقَالَ الرَّاغبُ: هُوَ انْقِباضُ النَّفْسِ عَن القَبائِحِ.
وَقد (حَييَ مِنْهُ) ، كرَضِيَ، ( {حَياءً) : اسْتَحْيى؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ وأَنْشَدَ:
أَلا} تَحْيَوْنَ من تَكْثير قَوْمٍ
لعَلاَّتٍ وأُمُّكُم رَقُوبُ؟ أَي أَلا {تَسْتَحْيُونَ.
قالَ: وتقولُ فِي الجَمْعِ} حَيُوا كَمَا يقالُ خَشُوا.
قالَ سِيْبَوَيْه: ذَهَبتِ الياءُ لإلْتقاءِ السَّاكِنَيْنِ لأنَّ الواوَ ساكِنَةٌ وحَرَكَة الياءِ قد زَالَتْ كَمَا زَالَتْ فِي ضَرَبُوا إِلَى الضمِّ، وَلم تحرَّك الْيَاء بالضمِّ لثِقْلِه عَلَيْهَا فحُذِفَتْ وضُمَّت الياءُ الباقِيَة لأجْلِ الواوِ.
وقالَ بعضُهم: {حَيُّوا، بالتَّشْديدِ، تَرَكَه على مَا كانَ عَلَيْهِ للإدْغامِ.
(} واسْتَحْيى مِنْهُ) ، بياءَيْنِ ( {واسْتَحَى مِنْهُ) ، بياءٍ واحِدَةٍ، حَذَفُوا الياءَ الأَخيرَةَ كَراهِية الْتِقاءِ الياءَيْن.
وقالَ الجَوهرِيُّ: أَعَلُّوا الياءَ الأُولى وأَلْقُوا حَرَكَتَها على الحاءِ فَقَالُوا} اسْتَحَيْتُ اسْتِثْقالاً لمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهَا الزَّوائد.
قالَ سِيْبَوَيْه: حُذِفَتْ لالْتِقاءِ الساكِنَيْن لأنَّ الياءَ الأُولى تُقْلَبُ أَلِفاً لتحركها، قالَ: وإنَّما فَعَلُوا ذلكَ حيثُ كَثُرَ فِي كَلامِهم.
وقالَ أَبو عُثْمان المازِنيُّ: لم تُحْذَف لإلْتِقاءِ السَّاكنَيْن لأنَّها لَو حُذِفَتْ لذلكَ لرَدّوها إِذْ قَالُوا هُوَ {يَسْتَحِي، ولقالوا} يَسْتَحِيي.
قالَ ابنُ بَرِّي: قَوْل أَبي عُثْمان مُوافِقٌ لقَوْلِ سِيْبَوَيْه، وَالَّذِي حَكَاه عَن سِيْبَوَيْه ليسَ هُوَ قَوْله، وإنَّما هُوَ قَوْلُ الخلِيلِ، لأنَّ الخَليلَ يَرى أنَّ {اسْتَحَيْتُ أَصْلُه} اسْتَحَيْيتُ، فأُعِلَّ إعْلال اسْتَعَيْت، وأَصْلُه أستَعْيَيْتُ، وذلكَ بأنْ تُنْقَل حَركَة الياءِ على مَا قَبْلَها وتُقْلَب أَلِفاً لالْتِقاءِ السَّاكنَيْن، وأَمَّا سِيْبَوَيْه فيَرى أنَّها حُذِفَتْ تَخْفيفاً لاجْتِماعِ الياءَيْن لَا لإعْلالٍ مُوجِب لحذْفِها، كَمَا حذفَت السِّيْن فِي أَحْسَسْت حَتَّى قلتَ أَحَسْتُ، ونقلتَ حَركَتَها على مَا قَبْلها تَخْفيفاً، انتَهَى.
ثمَّ قالَ الجَوهرِيُّ: وقالَ الأَخْفَش: {اسْتَحَى، بياءٍ واحِدَةٍ، لُغَةُ تَمِيمٍ، وبياءَيْن لُغَةُ أَهْلِ الحِجازِ، وَهُوَ الأَصْلُ، لأنَّ مَا كانَ موضعُ لامه مُعْتلاً لم يُعِلُّوا عَيْنَه، أَلا تَرى أنَّهم قَالُوا} أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ؟ ويقُولُونَ: قُلْتُ وبِعْتُ فيُعِلُّون العَيْنَ لمَّا لم تَعْتَلَّ اللامُ، وإنَّما حَذَفُوا الياءَ لكثْرَةِ اسْتِعْمالِهم لهَذِهِ الكَلِمَةِ كَمَا قَالُوا لَا أَدْرِ فِي لَا أَدْري.
( {واسْتَحياهُ) } واسْتَحاهُ يَتَعدَّيانِ بحَرْفٍ وبغَيْر حَرْفٍ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: للعَرَب فِي هَذَا الحَرْف لُغَتانِ يَسْتَحِي بياءٍ واحِدَةٍ وبياءَيْن، والقُرْآنُ نَزَلَ بِهَذِهِ اللغَةِ الثانِيَةِ فِي قوْلِه تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلاً} .
وقالَ ابنُ برِّي: شاهِدُ الحَياءِ بمعْنَى! الاسْتِحْياء قوْلُ جريرٍ:
لَوْلَا الحيَاءُ لَهَاج لي اسْتِعْبارُ
ولَزُرْتُ قَبْرَكِ والحبيبُ يُزَارُوفي الحدِيثِ: (الحَياءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمانِ) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: وإنَّما جعلَ الحَياء بَعْض الإِيمانِ لأنَّ الإِيمانَ يَنْقَسِم إِلَى ائْتِمارٍ بِمَا أَمر الله بِهِ وانْتِهاءٍ عمَّا نَهَى اللَّهُ عَنهُ، فَإِذا حصلَ الإنْتِهاءُ {بالحَياءِ كانَ بَعْض الإيمانِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا لم تَسْتَحِ فاصْنَعْ مَا شِئْتَ) ؛ لَفْظُه أَمْرٌ ومعْناهُ تَوْبيخٌ وتَهْديدٌ.
(وَهُوَ} حَيِيٌّ، كغَنِيَ: ذُو حَياءٍ) ؛ والأُنْثى بالهاءِ.
(و) الحَياءُ: (الفَرْجُ من ذَواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ وَالسِّباعِ) .
قالَ ابنُ سِيدَه: وخَصَّ ابنُ الأعرابيِّ بِهِ الشَّاةَ والبَقَرةَ والظَّبْيَةَ. (وَقد يُقْصَرُ) عَن الليْثِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هُوَ خَطَأٌ لَا يجوزُ قَصْرُه إِلَّا لشاعِرٍ ضَرُورَة، وَمَا جاءَ عَن العَرَبِ إلاَّ مَمْدوداً، وإنَّما سُمِّي حَياءً باسْمِ الحَياءِ من الاسْتِحْياءِ لأنَّه يُسْتَر عَن الآدَمِي مِن الحَيَوانِ، ويُستَفْحش التَّصْرِيحُ بذِكْرِه واسْمه المَوْضُوع لَهُ {ويُسْتَحى من ذلكَ ويُكْنى عَنه.
وقالَ ابنُ برِّي: وَقد جاءَ الحَياءُ لرَحِمِ الناقَةِ مَقْصوراً فِي شِعْرِ أَبي النَّجْم، وَهُوَ قوْلُه:
جَعْدٌ حَياها سَبِطٌ لَحْيَاها (ج أَحْياءٌ) ؛ عَن أَبي زيْدٍ.
وحَمَلَه ابنُ جنِّي على أنَّه جَمْعُ حَياءٍ بالمدِّ، قالَ: كَسَّرُوا فَعالاً على أَفْعالٍ حَتَّى كأنَّهم إنَّما كَسَّرُوا فَعَلاء.
(} وأَحْيِيَةٌ) ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن الأصْمعيّ.
وقالَ ابنُ برِّي: فِي كتابِ سِيْبَوَيْه {أَحْيِيَة جَمْع حَياءٍ لفَرْجِ الناقَةِ، وذكرَ أَنَّ منَ العَرَبِ مَنْ يَدْغمه فيَقول} أَحِيَّة.
ونَقَلَ غيرُهُ عَن سِيْبَوَيْه قالَ: ظَهَرتِ الياءُ فِي أَحْييَة لظُهورِها فِي حَيِيَ، والإدْغامُ أَحْسَن لأنَّ الحركَةَ لازِمَةٌ، فإنْ أَظْهَرت فأَحْسَنُ ذلكَ أنْ تُخفي كَراهِية تَلاقِي المَثَلَيْن، وَهِي مَعَ ذلكَ بزِنَتِها متحرِّكةً.
( {وحَيٌّ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) ، كِلاهُما عَن سِيْبَوَيْه أَيْضاً.
(} والتَّحِيَّةُ: السَّلامُ) ؛ عَن أَبي عبيدٍ.
وقالَ أَبو الهَيُثم: {التَّحِيَّةُ فِي كَلامِ العَرَبِ مَا} يُحَيِّي بِهِ بعضُهم بَعْضاً إِذا تَلاقَوْا، قالَ: {وتَحِيَّةُ اللَّهِ الَّتِي جَعَلَها فِي الدُّنْيا لمُؤْمِنِي عِبادِه إِذا تَلاقَوْا ودَعا بعضُهم لبعضٍ فأَجْمع الدّعاء أَن يَقُولُوا: السَّلامُ عَلَيْكم ورحْمةُ اللَّهِ وبركَاتُه. قالَ اللَّهُ، عزَّ وجلَّ: {} تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ يَلْقَوْنَه سَلامٌ} ؛ (و) قد ( {حَيَّاهُ} تَحِيَّةً) .
وحكَى اللَّحْيانيُّ:! حَيَّاكَ تَحِيَّةَ المُؤْمِن، أَي سَلَّم عَلَيْك.
(و) التَّحِيَّةُ: (البَقاءُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ وَبِه فسر قَوْل زُهَيْر بنِ جَنابٍ الكَلْبيّ، وكانَ ملكا فِي قوْمِه:
ولكُلُّ مَا نالَ الفَتَى
قَدْ نِلْتُه إلاَّ التَّحِيَّهْقالَ ابنُ برِّي: زهيرٌ هَذَا سيِّدُ كَلْبٍ فِي زمانِه، وكانَ كثيرَ الغَارَات وعُمِّرَ عُمراً طَويلاً، وَهُوَ القائِلُ لمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ:
أَبَنِيَّ إنْ أَهْلِكْ فإنِّي قَدْ
بَنَيتُ لَكُمْ بَنِيَّهْوتَرَكْتُكِم أَوْلادَ سا
داتٍ زِنادُكُم وَرِيَّهْولَكُلُّ مَا نالَ الفَتَى
قَدْ نِلْتُه إلاَّ التَّحِيَّهْ (و) التَّحِيَّةُ: (المُلْكُ) ، وَهُوَ قَوْلُ الفرَّاء وأَبي عَمْروٍ؛ وَبِه فَسَّر الجَوهرِيُّ قَوْلَ زُهَير المَذْكُور، قالَ: وإنَّما أُدْغِمَتْ لأنَّها تَفْعِلَة، والهاءُ لازِمَةٌ، أَي تَفْعِلَة من الحَياةِ، وإنَّما أُدْغِمَتْ لاجْتِماعِ الأمْثالِ، والتاءُ زائِدَةٌ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: تَحِيَّة تَفْعِلة، والهاءُ لازِمَةٌ والمُضاعَفُ من الياءِ قَليلٌ، لأنَّ الياءَ قد تثقل وَحْدها لاماً، فَإِذا كانَ قَبْلها ياءٌ كانَ أَثْقَل لَهَا.
قالَ ابنُ برِّي: والمَعْروفُ فِي التَّحِيَّة هُنَا إنَّما هِيَ البَقاءُ لَا بمعْنَى المُلْكِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو قَوْلَ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يَكْرب:
أَسِيرُ بهِ إِلَى النُّعْمانِ حتَّى
أُنِيخَ على {تَحِيَّتِهِ بجُنْدي يعْنِي على مُلْكِه؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقيلَ فِي قَوْلِ زُهَيْر: إلاَّ التَّحِيَّة؛ إلاَّ السَّلامَة مِنَ المَنِيَّة والآفاتِ، فإنَّ أَحَداً لَا يَسْلَم مِن المَوْتِ على طُولِ البَقاءِ.
(و) قَوْلُهم: (حَيَّاكَ اللَّهُ) ، أَي (أَبْقاكَ أَو مَلَّكَكَ) ، أَو سَلَّمكَ، الثَّلاثَةُ عَن الفرَّاء؛ واقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ على الثانِيَةِ.
وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي (ب ي ي) : قَوْلُهم حَيَّاكَ اللَّهُ وبَيَّاكَ، اعْتَمَدَكَ بالمُلْكِ، وقيلَ أَضْحَكَكَ.
وسُئِلَ سَلَمة بنُ عاصِمٍ عَن حَيَّاكَ اللَّهُ فقالَ: هُوَ بمنْزِلَةِ} أَحْيَاك اللَّهُ أَي أَبْقَاك مِثْل كَرَّم وأَكْرَم.
وسُئِلَ أَبو عُثمان المازنيُّ عَنهُ فَقَالَ: أَي عَمَّركَ اللَّهُ.
وقالَ الليْثُ فِي قوْلِهم! التَّحِيَّات للَّهِ: أَي البَقاءُ للَّهِ، أَو المُلْكُ للَّهِ.
وقالَ الفرَّاءُ: يُنْوَى بهَا البَقاءُ للَّهِ والسلامُ مِن الآفاتِ والمُلْكُ للَّهِ ونحوُ ذَلِك.
وقالَ خالِدُ بنُ يزيدٍ: لَو كَانَت التَّحِيَّة المُلْكَ لمَا قيلَ التَّحِيَّات للَّهِ، والمعْنَى السَّلاماتُ مِن الآفاتِ كُلِّها، وجَمَعها لأنَّه أَرادَ السَّلامَةَ مِن كلِّ آفَةٍ.
وقالَ القُتَيبيُّ: أَي الأَلْفاظُ الَّتِي تدلُّ على المُلْكِ والبَقاءِ ويُكْنى بهَا عَن المُلْكِ فَهِيَ للَّهِ، عزَّ وجلَّ.
وقالَ أَبُو الهَيْثم: أَي السَّلامُ لَهُ مِن جَمِيع الآفاتِ الَّتِي تَلْحقُ العِبادَ مِن الفناءِ وسائِرِ أَسْباب الفناءِ.
( {وحَيَّا الخَمْسينَ: دَنَا مِنْهَا) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(} والمُحَيَّا، كالحُمَيَّا: جماعَةُ الوَجْهِ، أَو حُرُّهُ.
( {والحَيَّةُ: م) مَعْروفَةٌ.
قالَ الجَوهرِيُّ: يكونُ للذَّكَرِ والأُنْثى، وإنَّما دَخَلَتْه التاءُ لأنَّه واحِدٌ مِن جِنْس مِثْل بَطَّة ودَجَاجَة، على أنَّه قد رُوِي عَن العَرَبِ: رأَيْت حَيّاً على حَيَّة أَي ذَكَراً على أُنْثَى، انتَهَى.
واشْتِقاقُه من الحَياةِ فِي قوْلِ بعضِهم؛ قالَ سِيْبَوَيْهِ: والدَّليلُ على ذلكَ قَوْلُ العَرَبِ فِي الإضَافةِ إِلَى حَيَّةَ بنِ بَهْدَلَة حَيَوِيٌّ، فَلَو كانَ مِن الواوِ لكانَ حَوَوِيّ كقَوْلِكَ فِي الإضافَةِ إِلَى لَيَّة لَوَوِيُّ.
قالَ بعضُهم: فإنْ قُلْتُ فهلاَّ كانتِ} الحَيَّةُ ممَّا عَيْنُه واوٌ اسْتِدلالاً بقَوْلهم رجُلٌ حَوَّاء لظهورِ الْوَاو عَيْناً فِي حَوَّاء؟ فالجَوابُ أنَّ أَبا عليَ ذَهَبَ إِلَى أنَّ حَيَّة وحَوَّاء كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولُؤْلؤٍ ولآلٍ ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ ودِلاصٍ ودُلامِصٍ، فِي قوْلِ أَبي عُثْمان، وإنَّ هَذِه الأَلْفاظَ اقْتَرَبَتْ أُصُولُها واتَّفَقَتْ مَعانِيها، وكلُّ واحِدٍ لَفْظُه غَيْر لَفْظِ صاحِبهِ فكذَلِكَ حَيَّةٌ ممَّا عَيْنه ولامُه يَا آنِ، وحَوَّاء ممَّا عَيْنه وَاو ولامُه يَاء، كَمَا أنَّ لُؤْلُؤاً رُباعِيٌّ ولآلٍ ثلاثيٌّ، لَفْظاهُما مُقْترِنانِ ومَعْناهما مُتَّفِقانِ، ونَظِيرُ ذلكَ قَوْلهم جُبْتُ جَيْبَ القَميصِ، وإنَّما جَعَلُوا حَوَّاء ممَّا عَيْنه وَاو ولامُه يَاء وَإِن كانَ يُمْكِن لَفْظه أَن يكونَ ممَّا عَيْنه ولامُه واوان من قِبَل أَن هَذَا هُوَ الأكْثَر فِي كَلامِهم، وَلم يأْتِ الفاءُ والعَيْنُ واللامُ يَا آتٍ إلاَّ فِي قوْلِهم يَيَّيْتُ يَاء حَسَنَةً، على أنَّ فِيهِ ضَعْفاً مِن طرِيقِ الرِّوايَةِ، ويجوزُ أَن يكونَ من التَّحَوِّي لانْطِوائِها، وَقد ذُكِرَ فِي حوي، ويقالُ: هِيَ فِي الأصْل حَيْوَة فأُدْغِمَتِ الياءُ فِي الواوِ وجُعلتا شَدِيدَة.
(يقالُ: لَا تَمُوتُ إلاَّ بعَرَضٍ) . وَقَالُوا للرَّجُلِ إِذا طَالَ عُمرُه وكَذا للمرْأَةِ:: مَا هُوَ إلاَّ حَيَّةٌ، وذلكَ لَطُولِ عُمر الحَيَّة، كأنَّه سُمِّي حَيَّة لطولِ {حياتِه؛ (ج} حَيَّاتٌ {وحَيْواتٌ) ؛ وَمِنْه الحَدِيثُ: (لَا بأْسَ بقَتْلِ} الحَيَواتِ) .
( {والحَيُّوتُ، كتَنُّور: ذَكَرُ} الحَيَّاتِ) .
قالَ الْأَزْهَرِي التاءُ زائِدَةٌ لأنَّ أَصْلَه {الحَيُّو.
وقالَ أَيْضاً: العَرَبُ تُذَكِّرُ الحَيَّةَ وتُؤَنِّثُها، فَإِذا قَالُوا} الحَيُّوت عَنَوا الحَيَّة الذَّكَرَ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعيُّ:
ويأْكُلُ الحَيَّةَ {والحَيُّوتَا
ويَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا (ورَجُلٌ حَوَّاءٌ) ، وحاوٍ: يَجْمَعُ الحَيَّاتِ) .
وقالَ الأزهرِيُّ: من قَالَ لصاحِبِ الحَيَّاتِ} حايٍ فَهُوَ فاعِلٌ مِن هَذَا البِناءِ، صارَتِ الواوُ كسْرَةً كواوِ الغازِي والغالِي وَمن قالَ حَوَّاء فَهُوَ على بِناءِ فَعَّال فإنَّه يقولُ اشْتِقاقهُ مِن حَوَيْتُ لأنَّها تُتَحَوَّى فِي الْتِوائِها، وكُلّ ذلكَ تقولُه العَرَبُ.
قالَ: وَإِن قيلَ حاوِي على فاعِلٍ فَهُوَ جائِزٌ، والفَرْقُ بَيْنه وبينَ غازِي أنَّ عَينَ الفِعْل من حاوِي واوٌ وعينَ الفِعْل من غازِي الزَّاي فبَيْنهما فرْق، وَهَذَا يجوزُ على قَوْلِ مَنْ جَعَل الحَيَّة فِي أَصْلِ البِناءِ حَوْيَةً.
(والحَيَّةُ: كَواكِبُ مَا بَيْنَ الفَرْقَدَيْنِ وبَناتِ نَعْشٍ) ، على التَّشْبيهِ.
( {وحَيٌّ: قَبيلَةٌ) مِن العَرَبِ، (والنِّسْبَةُ حَيَوِيٌّ) ، حَكَاه سِيْبَوَيْه عَن الخَليلِ عَن العَرَبِ، وبذلكَ اسْتُدِلَّ على أنَّ الإضافَةَ إِلَى لَيَّة لَوَوِيٌّ.
(و) أَمَّا أَبو عَمْروٍ فكانَ يقولُ: (} حَيَيِيٌّ) ولَيَيٌّ.
قُلْتُ: وَهَذِه النِّسْبَة إِلَى حَيَّة بن بَهْدَلَة بَطْن مِن العَرَبَ، كَمَا هُوَ نَصّ سِيْبَوَيْه، لَا إِلَى حَيّ كَمَا ذَكَرَه المصنِّف، فَفِي العِبارَةِ سَقْطٌ أَو قُصُورٌ فتأَمَّل.
(وبَنُو {حِيَ، بالكسْرِ: بَطْنانِ) .
وَالَّذِي فِي المُحْكَم: وبَنُو} حَيَ بَطْنٌ مِن العَرَبِ، وكذلكَ بَنُو حِيَ.
( {ومَحْياةٌ: ع) . هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي النسخِ، وكأنَّه سُمِّي بِهِ لكَثْرةِ الحَيَّاتِ بهِ.
ووَجَدْتُ فِي كتابِ نَصْر بضمِّ الميمِ وتَشْديدِ الياءِ وقالَ: ماءَةٌ لأهْلِ النبهانية؛ وقَرْيةٌ ضَخْمَةٌ لبَنِي والِبَة، فتأَمَّل ذلكَ.
(} وأَحْيَتِ النَّاقَةُ: حَييَ وَلَدُها) ، فَهِيَ {مُحْيٌ} ومُحْيِيَة لَا يَكادُ يَمُوتُ لَهَا وَلَدٌ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
(و) {أَحْيَا (القَوْمُ:} حَيِيَتْ ماشِيَتُهُم أَو حَسُنَتْ حالُها) ، فَإِن أَرَدْتَ أَنْفُسَهم قلْتُ حَيُوا؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن أبي عَمْروٍ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: {أَحْيَا القومُ إِذا مُطِرُوا فأَصابَتْ دَوابُّهُم العُشْبَ حَتَّى سَمِنَتْ، وَإِن أَرادُوا أَنْفُسَهم قَالُوا حَيُوا بعدَ الهُزالِ؛
(أَو صارُوا فِي) } الحَياءِ، وَهُوَ (الخِصْبُ) ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ أَيْضاً.
(وسَمَّوا {حَيَّةَ} وحَيْوانَ، ككَيْوانٍ، {وحَيِيَّةَ) ، كغَنِيَّةٍ، (} وحَيُّويَةَ) ، كشَبُّويَة، (! وحَيُّونَ) ، كتَنُّورٍ.
فَمن الأوَّل: حَيَّةُ بنُ بَهدَلَة، الَّذِي ذَكَرَه سِيْبَوَيهْ، أَبو بَطْنٍ؛ وحَيَّةُ بنُ بكْرِ بنِ ذُهْل مِن بَني سامَةَ، قدِيمٌ جاهِلِيٌّ؛ وحَيَّةُ بنُ ربيعَةَ بنِ سعْدِ بنِ عَجلٍ مِن أَجْدادِ الفُراتِ بنِ حَبَّان الصَّحابيِّ؛ وحَيَّةُ بنُ حابسٍ صَحابيٌّ، وضَبَطَه ابنُ أَبي عاصِمٍ بالموحَّدَةِ وخَطَّؤوه؛ وجُبَيْرُ بنُ حَيَّة الثَّقَفيُّ عَن المغيرَةَ بن شعْبَةَ وابْناه زِيادُ وعبدُ اللَّهِ؛ والحَسَنُ بنُ حَيَّةَ البُخارِيُّ لَهُ رِوايَةٌ؛ وأَبو أَحمدَ محمدُ بنُ حامِدِ بنِ محمدِ بنِ حَيَّةَ البُخارِيُّ أَخَذَ عَنهُ خلفُ الخيَّام؛ وصالِحُ بنُ حَيَّةَ مِن أَجْدادِ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ سهْلٍ شيخُ تَمام الرَّازِي؛ وأَحْمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إسْحاق بنِ عتبَةَ بنِ حَيَّة الرَّازِي محدِّثٌ مَشْهورٌ بمِصْرَ؛ وآمِنَةُ بنْتُ حَيَّةَ بنِ إِيَاس قدِيمةٌ؛ وأَحْمدُ بنُ حَيَّةَ الأَنْصارِيُّ الطّلَيطليُّ سَنَة 439. قيَّدَه مَنْصور؛وحَيَّةُ بنُ حَبيبِ بنِ شعيبٍ عَن أَبيهِ وَعنهُ ابْنه الرَّبيعُ.
وَفِي الكُنَى: أَبُو حَيَّةَ الوَادِعيّ، وابنُ قَيْس، والكَلْبي، وأَبو حَيَّةَ خالِدُ بنُ عَلْقَمَة تابِعِيُّونَ، وَعَن الثالثِ ابْنُه يَحْيَى بنُ أَبي حَيَّة؛ وأَبو حَيَّةَ النميريُّ شاعِرٌ واسْمُه الهَيْثمُ ابنُ الرَّبيعِ بنِ زُرَارَةَ، قالَ ابنُ ناصِرِ: لَهُ صحْبَةٌ، وأَخْطَأَ فِي ذلِكَ؛ وأَبو حَيَّةَ ودعانُ بنُ محرزٍ الفَزارِيُّ شاعِرُ فارِسَ؛ وأَبو حَيَّةَ الكِنْدِيُّ شيخٌ لزيادِ بنِ عبدِ اللَّهِ؛ وأَبو هِلالٍ يَحْيَى بنُ أَبي حَيَّة. الكُوفيُّ ثقَةٌ عَن سُفْيان؛ وأَبو حَيَّةَ بنُ الأَسْحم جَدُّ هُدْبَةَ بنِ خَشْرمٍ؛ وزِيادُ بنُ أَبي حَيَّةَ شيخٌ للبُخارِي.
قالَ الحافِظُ: ومِن ظريفِ مَا يَلْتَبسُ بِهَذَا الفَصْل: عَبْد الوهَابِ بن أَبي حَيَّة وعَبْد الوهابِ بن أَبي حَبَّة، الأوَّلُ بالياءِ الأَخيرَةِ، وَالثَّانِي بالموحَّدَةِ، فالأَوَّل هُوَ عبدُ الوهابِ بنُ عيسَى بن أَبي حَيَّة الوَرَّاقُ قد يُنْسَبُ إِلَى جَدِّه رَوَى عَن إسْحاقِ بنِ أَبي إسْرائيل ويَعْقوب بنِ شيبَةَ وكانَ وَرَّاقاً للجاحِظِ وعاشَ إِلَى رأْسِ الثلثمائة، وَالثَّانِي هُوَ عبدُ الوهابِ بنُ هبَةَ بنِ أَبي حَبَّة العَطَّار وَقد يُنْسَبُ إِلَى جَدِّه، رَوَى عَن أَبي القاسِمِ بنِ الحصينِ المُسْندَ، والزهدَ وَكَانَ يَسْكنُ حرَّان على رأْسِ الستمائةِ، وأَمَّا الثَّاني فسَيَأْتي للمصنِّفِ فِي آخرِ الحَرْف.
والثَّالِثُ: مِن أَسْماءِ النِّساءِ. والرَّابعُ: يأْتي ذِكْرُه.
{وحَيُّونَ: اسمُ جماعَةٍ.
(وأَبو} تِحْيَى، بكسْرِ التَّاءِ المُثَنَّاةِ من فَوْقُ: صَحابيٌّ) مِن الأنْصارِ، (شَبَّه) النبيُّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَيْنَ الدَّجَّالِ بعَيْنِه) ، ذَكَرَه الحافِظُ،
(و) أَبو تِحْيَى؛ (تابِعِيَّانِ) ،، أَحَدُهُما يَرْوِي عَن عُثْمَان بن عَفَّان، وَالثَّانِي عَن عليَ واسْمه حُكَيْمُ بنُ سَعْدٍ.
(ومُعاوِيَةُ بنُ أَبي تِحْيَى: تابِعِيٌّ) عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ جَعْفرُ بنُ برْقَان.
(وحَمَّادُ بنُ {تُحْيَى، بالضَّمِّ، مُحدِّثٌ) رَوَى عَن عونِ ابنِ أَبي جُحيفَةَ، وَعنهُ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أَبي العَنْبِسِ.
(ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ} تُحَيَّا) المرسيُّ، (بالضَّمِّ وفتْحِ الحاءِ وشَدِّ الياءِ: فَقِيهٌ) أَخَذَ عَنهُ ابْن مسدى.
( {وتَحيَّةُ الرَّاسِبِيَّةُ؛ و) تحيَّةُ (بنْتُ سُلَيْمانَ مُحدِّثتانِ) ، الأُولى: شيخةٌ لمُسْلم بنِ إبراهِيم.
(ويعقوبُ بنُ إسْحاق بنِ} تَحِيَّةَ) الوَاسِطيُّ، (عَن يَزِيدَ بن هارونَ) ، وَعنهُ بكيرُ بنُ أَحمدَ.
(وذُو الحَيَّات: سَيْفُ) مالِكِ بنِ ظالمٍ المريّ؛ وأَيْضاً سيْفُ مَعْقلِ بنِ خُوَيْلد الهُذَلي وَفِيه يقولُ:
وَمَا عَرَّيْتُ ذَا الحيّاتِ إلاّ
لأقْطَعَ دَابِرَ العيشِ الحُبَابِسُمِّي بِهِ على التَّشْبيهِ.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (فُلانٌ حَيَّةُ الوادِي، أَو الأَرضِ، أَو البَلَدِ، أَو الحَماطِ، أَي: داهٍ خَبيثٌ) ؛ ونَصَّ ابنِ الأَعرابيِّ: إِذا كانَ نهايَةً فِي الدَّهاءِ والخُبْثِ والعَقْل؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء: كمِثْل شَيْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ وأَنْشَدَ ابنُ الكَلْبي لرجُلٍ من حَضْرَمَوْت:
وليسَ يفرج ريب الكُفْرِ عَن خلد
أفظه الجَهْل إلاَّ حَيَّة الوادِي ( {وحايَيْتُ النَّارَ بالنَّفْخِ) ، كقَوْلِكَ (} أَحْيَيْتُها) ؛ قالَ الأصْمعيُّ أَنْشَدَ بعضُ العَرَبِ بيتَ ذِي الرُّمَّة:
فقُلْتُ لَهُ: ارْفَعْها إليكَ {وحايِها
برُوحِكَ واقْتَتْه لَهَا قِيتَةً قَدْرا (} وحَيَّ على الصَّلاةِ، بفتْحِ الياءِ: أَي هَلُمَّ وأَقْبِل) .
قالَ الجَوهرِيُّ: فُتِحَتِ الياءُ لسكونِها وسكونِ مَا قَبْلها كَمَا قيلَ فِي لَيتَ ولعلَّ.
وَفِي المُحْكَم: حَيَّ على الغَداءِ والصَّلاةِ: ائْتُوهُما، فحيَّ اسمُ الفِعْل ولذلكَ عُلِّق حَرْفُ الجرِّ الَّذِي هُوَ على بِهِ.
وقالَ الأزهرِيُّ: حَيَّ، مُثَقَّلة، يُنْدَبُ بهَا ويُدْعَى بهَا، فيُقالُ:! حَيَّ على الغَداءِ حَيَّ على الخيْرِ، وَلم يُشْتَق مِنْهُ فِعْل، قالَ ذلِكَ الليْثُ، وقالَ غيرُهُ: حَيَّ حَثٌّ ودُعاءٌ؛ وَمِنْه حدِيثُ الأَذان: (حَيَّ على الصَّلاة حَيَّ على الفَلاحِ) ، أَي هَلُمُّوا إِلَيْهَا وأَقْبِلُوا مُسْرِعِيْن، وقيلَ: مَعْناهُما عَجِّلُوا؛ قالَ ابنُ أَحُمر:
أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه مَا بالُ رُفْقَتِه
حَيَّ الحُمولَ فإنَّ الركْبَ قد ذَهَبا أَي عَلَيك بالحُمولِ.
وقالَ شَمِرٌ: أَنْشَدَ مُحارِبٌ لأَعْرابيَ:
وَنحن فِي مَسْجِدٍ يَدْعُو مُؤَذِّنُه
حَيَّ تَعالَوْا وَمَا نَامُوا وَمَا غَفَلواقالَ: ذَهَبَ بِهِ إِلَى الصَّوْت نَحْو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ.
(وحَيَّ هَلاً، وحَيَّ هَلاً على كَذَا وَإِلَى كَذَا، وحَيَّ هَلَ كخَمْسَةَ عَشَرَ، وحَيْ هَلْ كصَهْ ومَهْ، وحَيَّهْلَ بسكونِ الهاءِ) ،
و (حَيَّ) هلا: (أَي اعْجَلْ، وهَلاً: أَي صِلْهُ؛ أَو حَيَّ: أَي هَلُمَّ، وهَلاً: أَي حَثِيثاً أَو أَسْرِعْ، أَو هَلاً: أَي اسْكُنْ، ومَعْناهُ أَسْرِعْ عنْدَ ذِكْرِه واسْكُنْ حَتَّى تَنْقضِيَ) ؛ قالَ مُزاحِمُ:
{بحَيَّهَلاً يُزْجونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ
أمامَ المَطايا سَيْرُها المُتَقاذِفُوزَعَمَ أَبو الخطَّاب أنَّ العَرَبَ تقولُ: حَيَّ هَلَ الصَّلاةَ، أَي ائْتِ الصَّلاةَ، جَعَلَهُما اسْمَيْن فَنَصَبَهما.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: حَيَّ هَلْ بفُلانٍ و (حَيَّ هَلاً بفُلانٍ) وحَيَّ هَلَ بفُلانٍ: (أَي) اعْجَلْ.
وَفِي حدِيثِ ابنِ مَسْعودٍ: (إِذا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ} فحيَّ هَلاً بعُمَرَ) ، أَي (عليكَ بِهِ) وابْدَأْ بِهِ (وادْعُهُ) وعَجِّلْ بذِكْرِه، وهُما كَلِمَتَانِ جُعِلَتا كَلِمةٌ واحِدَةٌ؛ وهَلا: حَثٌّ واسْتِعْجالٌ.
وقالَ ابنُ برِّي: صَوْتانِ رُكّباً، ومعْنَى حَيَّ أَعْجِلْ.
(و) قالَ بعضُ النَّحْوِيين: (إِذا قلتَ حَيَّ هَلاً، مُنَوَّنَةً، فكأَنَّكَ قلتَ حَثّاً، وَإِذا لم تُنَوِّنْ فكأَنَّك قلتَ: الحَثَّ، جعلُوا التَّنْوينَ عَلَماً على النَّكِرَةِ وتَرْكَهُ عَلَماً للمَعْرِفَةِ، وَكَذَا فِي جَمِيع مَا هَذَا) صَوابه هَذِه (حالُهُ من المَبْنِيَّاتِ) ، إِذا اعْتُقِد فِيهِ التَّنْكير نُوِّن، وَإِذا اعْتُقِد فِيهِ التَّعْريفُ حُذِف التَّنْوينُ. قالَ أَبو عبيدٍ: سَمِعَ أَبو مَهْدِيَّة رجلا مِن العَجَمِ يقولُ لصاحِبهِ: زُودْ زُودْ، مرَّتَيْن بالفارِسِيَّة، فسَأَلَه أَبو مَهْدِيَّة عَنْهَا فَقيل لَهُ: يقولُ عَجِّلْ عَجِّلْ؛ قالَ أَبُو مَهْدِيَّة: فهَلاَّ، بَال لَهُ: {حَيَّهَلَكَ، فَقيل لَهُ: مَا كانَ اللَّهُ ليَجْمَعَ لهُم إِلَى العَرَبيَّةِ العَجَمِيَّة.
(و) يقالُ: (لَا حَيَّ عَنهُ) ، أَي (لَا مَنْعَ) مِنْهُ؛ نَقَلَه الكِسائيُّ وأَنْشَدَ:
ومَنْ يَكُ يَعْيا بالبَيانِ فإنَّهُ
أَبُو مَعْقِل لَا حَيَّ عَنْهُ وَلَا حَدَدْوقالَ الفرَّاءُ: مَعْناهُ لَا يَحُدُّ عَنهُ شيءٌ: ورَواهُ:
فإنْ تَسْأَلُوني بالبَيانِ فإنَّه (و) فلانٌ (لَا يَعْرِفُ} الحَيَّ من اللَّيِّ) ، أَي (الحَقَّ من الباطِلِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وكَذلِكَ الحَوّ مِن اللّوِّ؛ وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه.
(أَو) الحَيُّ الحَوِيَّةُ، واللَّيُّ فَتْلُ الحَبْلِ، أَي (لَا يَعْرِفُ الحَوِيَّةَ من فَتْلِ الحَبْلِ) ؛ قالَ: يُضْرَبُ هَذَا للأَحْمقِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ شَيْئا.
( {والتَّحايِي: كواكِبُ ثلاثةٌ حِذَاءَ الهَنْعَةِ) ، ورُبَّما عَدَل القَمَر عَن الهَنعَةِ فنزلَ} بالتَّحايِي، الواحِدَةُ تِحْيَاة؛ قالَهُ ابنُ قتيبَةَ فِي أدبِ الكاتِبِ؛ وَهِي بينَ المَجَرَّةِ وتَوابِعِ العَيُّوق، وَكَانَ أَبُو زيادٍ الكِلابيّ يقولُ:! التَّحايِي هِيَ الهَنْعَة، وتُهْمَز فيُقالُ: التَّحَائي.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: بهنَّ ينزلُ القَمَرُ لَا بالهَنْعَةِ نَفْسِها، وواحِدُه تِحْياة.
قالَ ابنُ برِّي: فَهُوَ على هَذَا تِفْعَلَةٌ كتِحْلَيَة مِن الأَبْنِيَة، ومَنَعْناهُ من فِعْلاةٍ كفِرْهاةٍ أنَّ تحي مهملٌ وأنَّ جَعْلَه وَحي تَكَلُّفٌ لإبْدالِ الياءِ دونَ أنْ تكونَ أَصْلاً، فَلهَذَا جَعَلْناها مِن الحَياءِ، فإنَّ نَوءَها كثيرُ {الحَياِ مِن أَنْواءِ الجَوْزاءِ، وكيفَ كانَ فالهَمْز فِي جَمْعِها شاذٌّ من جهَةِ القِياسِ، وَإِن صحَّ بِهِ السّماع فَهُوَ كمَصائِبَ ومَعائِشَ فِي قرَاءَة خارجَةَ، شُبِّهَت تَحِيَّة بفَعِيلَة، فَكَمَا قيلَ} تَحَوِيٌّ فِي النَّسَبِ قيلَ تَحائِيٌّ حَتَّى كأَنَّه فَعِيلةٌ وفَعائِلُ.
(وحَيَّةُ الوادِي: الأسَدُ) لدهائِهِ.
(وذُو الحَيَّةِ) زَعَمُوا أنَّه (مَلِكٌ مَلَكَ أَلْفَ عامٍ) فلطُولِ عمرِه لَقَّبُوه بذلكَ، لأنَّ الحَيَّة طَويلَةُ العمرِ كَمَا تقدَّمَ.
( {والأَحْياءُ: ماءٌ) أَسْفَل مِن ثنيةِ المَرَة (غَزاهُ عُبَيْدةُ بنُ الحارِثِ) بنِ عبْدِ المطَّلِبِ، (سَيَّرَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛ ذَكَرَه ابنُ إسْحاق.
(و) الأحْياءُ أيْضاً: (ع) ؛ صَوابُه عدَّةُ قُرىً؛ (قُرْبَ مِصْرَ) على النِّيلِ من جهَةِ الصَّعيدِ، (يُضافُ إِلَى بَني الخَزْرَجِ) ، وَهِي الحيُّ الكَبيرُ والحيُّ الصَّغيرُ وبَيْنها وبينَ الفسْطاطِ نَحْو عَشرَةِ فَراسِخَ، قالَهُ ياقوت.
(وأَبو عُمَرَ) محمدُ بنُ العباسِ بنِ زَكريَّا (بن} حَيَّوَيْه) الخرَّاز البَغْدادِيُّ، (كعَمْرَوَيْه، مُحدِّثٌ) شهيرٌ؛ (وإمامُ الحَرَمَيْنِ) أَبو المَعالي (عبدُ الملِكِ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ يوسفَ بنِ محمدِ بنِ حَيَّوَيْه) الجوينيُّ، وشهْرَتُه تُغْنِي عَن ذِكْرِه، تَفَقَّه على أَبيهِ وغيرِهِ، تُوفي بنَيْسابُورَ سَنَة 476، وتُوفي بهَا أَبُوه سَنَة 434، وَقد تَفَقَّه على أَبي الطيَّبِ الصَّعلوكيّ وأَبي بكْرٍ القفَّال، وأَخُوه أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ اللَّهِ المُلَقَّب بشيخ الحِجازِ تُوفي سَنَة 465 رَوَى عَن شُيُوخ أَخِيهِ.
(وفاتَهُ:
(أَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ زكريَّا بنِ حَيَّوَيْه النَّيْسابُورِيُّ ثمَّ المِصْرِيُّ أَحدُ الثِّقَاتِ رَوَى عَن النّسائي تُوفي سَنَة 366.
( {وحُيَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: والِدَةُ عَمْروٍ بنِ شُعَيْبِ) بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْروِ بنِ الْعَاصِ؛
(ومَعْمَرُ بنُ أَبي} حُيَيَّةَ: مُحدِّثٌ) رَوَى عَنهُ يَزيدُ بنُ أَبي حبيبٍ.
(وصالِحُ بنُ {حَيْوانَ، ككَيْوانَ؛} وحَيْوانُ بنُ خالِدٍ) أَبو شيخٍ الهُتائي، حدَّثَ عَن الأخيرِ بكْرُ بنُ سوادَةَ المِصْريّ، (أَو كِلاهُما بالخاءِ، مُحدِّثانِ.
(و) أَبو الحَسَنِ (سَعْدُ اللَّهِ بنُ نَصْر) بنِ سعْدِ الدّجاجيُّ ( {الحَيَوانيُّ، محرَّكَةَ) ، إِلَى بَيْعِ} الحَيَوانِ، وَهُوَ الطّيورُ خاصَّةً، شيخٌ فاضِلٌ واعِظٌ سَمِعَ أَبا الخَطَّاب بن الجرَّاحِ وأَبا مَنْصورٍ الخيَّاط، وَعنهُ السّمعانيُّ، وُلِدَ فِي رَجَبَ سَنَة 480. (وابْنُهُ محمدٌ) سَمِعَ من قاضِي المَارِسْتان؛ (وابنُ أَخيهِ عبدُ الحقِّ) بنُ الحَسَنِ؛ (مُحدِّثونَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المَحْيَا: مَفْعَلٌ مِن الحَياةِ.
وتقولُ:} مَحْيايَ ومَمَاتِي، والجَمْعُ {المَحايِي؛ ذَكَرَه الجَوهرِيُّ، ويَقَعُ على المَصْدَرِ والزَّمانِ والمَكان. والحَيُّ مِن النَّباتِ: مَا كانَ طَرِيّاً يَهْتَزُّ.
} والحَيُّ: المُسْلمُ كَمَا قيلَ للكَافِرِ مَيِّتٌ.
{والحَياةُ: المَنْفَعَةُ؛ وَبِه فُسِّرَتِ الآيَةُ: {ولكُم فِي القِصاصِ} حَياةٌ} ؛ وَمِنْه قوْلُهم: ليسَ لفلانٍ {حَياةٌ، أَي ليسَ عنْدَه نَفْعٌ وَلَا خَيْر.
وقالَ أَبُو حنيفَةَ:} حَيَّت النَّار {تَحَيُّ حَيَاة، فَهِيَ حَيَّة، كَمَا تقولُ: ماتَتْ فَهِيَ مَيِّتَة.} وحَيَا النارِ: {حَياتُها.
وقالَ ابنُ برِّي: حَيُّ فلانٍ نَفْسُه؛ وأَنْشَدَ أَبو الحَسَنِ لأبي الأَسْود الدُّؤَليّ:
أَبو بَحْرٍ أَشَدَّ الناسِ مَنّاً
عَلَيْنَا بَعْدَ حَيِّ أبي المُغِيرَةْ أَي بَعْدَ أَبي المُغِيرَةِ، وأَنْشَدَ الفرَّاء فِي مثْلِه:
أَلا قَبَحَ الإلَهُ بَني زِيادٍ
وحَيَّ أَبِيهِمُ قَبْحَ الحِمارِأَي قَبَحَ اللَّهُ بَني زِيادٍ وآباءَهُم.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: أَتانا حَيُّ فُلانٍ، أَي فِي حَياتِهِ.
وسَمِعْتُ حَيَّ فلانٍ يقولُ كَذَا، أَي سَمِعْته يقولُ فِي حياتِهِ.
وقالَ أَبُو حَنيفَةَ:} أُحْيِيَتِ الأرضُ أَي اسْتُخْرِجَت.
{وإحْياءُ المَواتِ: مُباشَرَتها بتأْثِيرِ شيءٍ فِيهَا مِن إحاطَةٍ أَو زرع أَو عمارَةٍ ونَحْو ذلكَ تَشْبيهاً} بإحْياءِ المَيِّتِ.
وإحياءُ الليْلِ: السَّهَرُ فِيهِ بالعِبادَةِ وتَرْك النَّوْمِ.
والشمسُ حيةٌ أَي صافيةُ اللّونِ لم يَدْخلها التَّفْسِير بدُنُوِّ المغِيبِ كَأَنَّهُ جَعَلَ مغيبها لَهَا موتا {والحيُّ بِالْكَسْرِ جمع الحياةِ وَيَقُولُونَ كَيفَ أَنْت وَكَيف حَيَّةُ أَهْلكَ، أَي كيفَ من بَقِيَ مِنْهُم} حَيّاً.
وكلُّ مَا هُوَ حَيٌّ فجَمْعُه {حَيَواتٌ؛ وَمِنْه قولُ مالِكِ بنِ الحارِثِ الكاهِلِيِّ:
فَلَا يَنْجُو نَجَاتِي ثَمَّ حَيٌّ
منَ} الحَيَواتِ لَيْسَ لَهُ جَنَاح ُوسَمَّى اللَّهُ دارَ الآخِرَة {حَيَواناً لأنَّ كلَّ مَنْ صارَ إِلَى الآخِرَةِ لم يَمُتْ ودامَ حَيّاً فِيهَا إمَّا فِي الجنَّةِ وإمَّا فِي النارِ.
والحَيَوانُ: عَيْنٌ فِي الجنَّةِ، لَا تصيبُ شَيْئا إلاَّ حَيِيَ بإذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.
وحَيْوَةُ: اسمُ رجُلٍ، وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي حوي. وإنَّما لم يُدْغَم لأنَّه اسمٌ مَوْضوعٌ لَا على وَجْهِ الفعْلِ؛ قالَهُ الجَوهرِيُّ.
} وحَيَا الرَّبيعِ: مَا {تَحْيَا بِهِ الأرْضُ مِن الغَيْثِ.
} وأَحْيَا اللَّهُ الأرضَ: أَخْرَجَ فِيهَا النَّباتَ، أَو {أَحْيَاها بالغَيْثِ.
ورجُلٌ} مُحَيِّيٌ، وامْرأَةٌ {مُحَيِّيَةٌ مِن التّحِيَّةِ.
ودائِرَةُ} المُحَيَّا فِي الفَرَسِ حيثُ يَنْفرِقُ تحْتَ الناصِيَةِ فِي أَعْلَى الجَبْهَةِ.
واسْتَحى مِن كَذَا: أَنفَ مِنْهُ؛ وَفِي الحدِيثِ: (إنَّ اللَّهَ {يَسْتَحي مِن ذِي الشَّيبةِ المُسْلم أَنْ يعذِّبَه) ، ليسَ المُرادُ بِهِ انْقِباض النَّفس إِذْ هُوَ تَعَالَى مُنَزَّه عَن ذلكَ وإنَّما هُوَ تَرْك تَعْذِيبِه؛ قالَهُ الرَّاغبُ.
ويقالُ: فلانٌ} أَحْيَى من الهَدِيِّ {وأَحْيَى من مُخَدَّرَة وهُما مِن الحَياءِ، وأَحْيَى من ضَبَ مِن الحَياةِ.
} وتَحَيَّا مِنْهُ: انْقَبَضَ وانْزَوَى، مَأْخُوذٌ مِن الحَياءِ على طريقِ التَّمْثيلِ، لأنَّ مِن شأْنِ {الحَيِيِّ أَن يَنْقَبَض، أَو أَصْله تَحَوَّى قُلِبَتْ واوُه يَاء، أَو تَفعلَ، مِن} الحَيِّ وَهُوَ الجَمْعُ، كتَحَيَّز من الحَوْزِ.
وَأَرْضٌ! مَحْياةٌ ومَحْواةٌ أَيْضاً، حَكَاه ابنُ السرَّاج، أَي ذَات حَيَّات، نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
ومِن الأمْثالِ فِي الحَيَّةِ: يقولونَ: هُوَ أَبْصَرُ مِن حَيَّةٍ، لحدَّةِ بَصَرِها، وأَظْلَم مِن حَيَّةٍ؛ لأنَّها تأْتِي جُحْر الضَّبِّ فتأْكُلُ حِسْلَها وتسكُنُ جُحْرَها.
وفلانٌ حَيَّةُ الوادِي: إِذا كانَ شَدِيدَ الشَّكِيمة حامِياً لحَوْزَتِه؛ وهُم حَيَّةُ الأرضِ؛ وَمِنْه قوْلُ ذِي الإِصْبَعِ العَدْوانيّ:
عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوا
نَ كانُوا حَيَّةَ الأرضِأَرادَ: أنَّهم كانُوا ذوِي إِرْبٍ وشِدَّةٍ لَا يُضَيِّعونَ ثَأْراً.
ويقالُ: رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ، إِذا كانَ مُتَوَقِّداً شَهْماً عاقِلاً؛ ومَرَّ شاهِدُه فِي خشش.
وفلانٌ حَيَّةٌ ذَكَرٌ: أَي شجاعٌ شدِيدٌ.
وسَقاهُ اللَّهُ دَمَ الحَيَّاتِ: أَي أَهْلَكَه.
ورأَيْتُ فِي كتابِه حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إِذا وَشَى بِهِ كاتِبُه إِلَى سُلْطانٍ ليُوقِعَه فِي وَرْطَةٍ.
ورُوِي عَن زيْدِ بنِ كَثْوَة: مِن أَمْثالِهم: {حَيْهٍ حِمارِي وحِمَارَ صاحِبي، حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي؛ يقالُ ذَلكَ عنْدَ المَزْرِيَةِ على الَّذِي يَسْتَحق مَا لَا يَمْلكُ مُكابَرَةً وظُلْماً.
والحَيَّةُ مِن سِماتِ الإِبلِ: وَسْمٌ يكونُ فِي العُنُقِ والفَخذِ مُلْتَوِياً مثْلَ الحَيَّة؛ عَن ابنِ حبيبٍ مِن تَذْكرَةِ أَبي عليَ.
وبَنُو} الحَيَا، مَقْصوراً: بَطْنٌ مِن العَرَبِ؛ عَن ابنِ برِّي.
قُلْتُ: مِن خَوْلانَ، وَمِنْهُم: عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي طَلْحَةَ {الحَيَاوِيُّ الخَوْلانيُّ، شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ؛ والسمحُ بنُ مالِكٍ الحَيَاوِيُّ أَميرُ الأَنْدَلُسِ قُتِلَ بهَا سَنَة 103؛
والحَسَنُ بنُ صالِحِ بنِ حيَ مُحدِّثٌ.
وسَمَّوا} حُيَيّاً، كسُمَيَ، مِنْهُم: {حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ وغيرُهُ.
وبَنُو حُيَيَ: قَبيلَةٌ.
} ويَحْيَى {وحِيٌّ، بالكسْرِ،} وحَيَّان: أَسْماءٌ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {إنَّا نُبَشِّرُكَ بغُلامٍ اسْمُه {يَحْيَى} .
قالَ الرَّاغبُ: نَبَّه على أنَّه سَمَّاه بذلكَ مِن حيثُ أنَّه لم تُمِتْه الذّنوبُ كَمَا أَماتَتْ كثيرا مِن ولدِ آدَمَ، لَا أنَّه كانَ يُعْرَف بذلكَ فَقَط، فإنَّ هَذَا قَلِيل الفائِدَةِ، انتَهَى.
} وحياةُ بنُ قَيْسٍ الحرَّاني وليٌّ مَشْهورٌ.
وأَبو! حيَّان: شيخُ العَربيَّةِ بمِصْرَ مَشْهورٌ. وموسَى بنُ محمدِ بنِ حَيَّان شيخٌ لأبي يَعْلى المَوْصِليُّ إنْ كانَ مِن الحَياةِ، وَإِن كانَ مِن الْحِين فقد تقدَّمَ فِي مَوْضِعِه.
{وَالْحَيَّانِ: نَخْلة منجبة.
وسوارُ بنُ الحياءِ القُشَيْريُّ، بالمدِّ، وبالكسْرِ مَقْصوراً: السَّمَوْءَلُ بنُ عادِياء بن} حِيَا الَّذِي يُضْرَبُ المَثَلُ بِهِ فِي الوَفَاءِ، ضَبَطَه ابنُ دُرَيْدٍ فِي الاشْتِقاقِ.
وأَبو يَحْيَى: كُنْيَةُ المَوْتِ.
وَكفر أبي يحيى: قَريَةٌ بمِصْرَ فِي البحيرَةِ.
{والمحيا: مَشْهدُ الذِّكْر، عاميَّة.
} والمحياتان: ظربان بأَبانين عَن نصر.
وأَبو {تُحْياة، بالضَّمِّ: كُنْيَةُ رجُلٍ، وَالتَّاء ليسَت بأَصْلِيَّة.
ومِن أَمْثالِهم: لَا تَلِدُ الحَيَّة إلاَّ} حُيَيَّة، فِي الداهي الخَبِيثِ.
ويُرْوَى: (إنَّ اللَّهَ {حَيِيٌّ) ، أَي تارِكٌ القَبَائِح، فاعِلٌ للمَحاسِنِ، نَقَلَه الرَّاغبُ.

وحَيَّةُ أَرْضٍ: مِن جَبَلَيْ طيِّيٍ.
وَيُقَال:} حَيَا الناقَةِ، بالقَصْرِ: لُغَةٌ فِي المدِّ؛ نَقَلَه الفرَّاءُ عَن بعضِ العَرَبِ وأَنْكَرَه الليْثُ.
Expand

أمن

الأمن: عدم توقع مكروه في الزمان الآتي.
أمن: {آمن}: صدق. {أَمَنَة}: أمنا. 
أمن: الأَمَنَةُ: من الأَمْنِ. والأَمَانُ: إعْطَاءُ الأَمَنَةِ.
والأَمَانَةُ: نَقِيْضُ الخِيَانَةِ، وهو مَأْمُوْنٌ وأَمِيْنٌ ومُؤْتَمَنٌ. والأُمّانُ: الأَمِيْنُ، وقيل: الأُمِّيُّ الذي لا يَكْتُبُ.
والبَلَدُ الأَمِيْنُ: مَكَّةُ. وقَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: " إنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً " أي مَأْمُوْناً فيه.
والإِيْمَانُ: التَّصْدِيْقُ؛ في قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: " وما أنْتَ بمُؤْمِنٍ لنا " أي بمُصَدِّقٍ. وهو في صِفَاتِ اللهِ عَزَّ اسْمُه: الذي لا يُخَافُ ظُلْمُه، وقيل: أَمِنَ أوْلِيَاؤه عَذَابَه.
والتَّأْمِيْنُ: من قَوْلِكَ آمِيْنَ. ومَعْنى آمِيْنَ: اللَّهُمَّ افْعَلْ، وقيل: افْعَلْ هكذا، وقيل: أَجَلْ.
وآمِيْنُ أيضاً: اسْمٌ من أسْمَاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.
وناقَةٌ أَمُوْنٌ وأَمِيْنَةٌ: وَثِيْقَةٌ.
وأَعْطَيْتُه من أَمْنِ مالي: أي أَعَزِّه عَلَيَّ.
أ م ن

أمنته وآمننيه غيري، وهو في أمن منه وأمنة، وهو مؤتمن على كذا. وقد ائتمنته عليه. " فليؤد الذي أؤتمن أمانته ". وبلغه مأمنه. واستأمن الحربي: استجار ودخل دار الإسلام مستأمناً. وهؤلاء قوم مستأمنة. ويقول الأمير للخائف: لك الأمان أي قد آمنتك. " وما أنت بمؤمن لنا " أي بمصدق. وما أومن بشيء مما يقول أي ما أصدق وما أثق. وما أومن أن أجد صحابة، يقوله ناوي السفر أي ما أثق أن أظفر بمن أرافقه. وفلان أمنة أي يأمن كل أحد ويثق به، ويأمنه الناس ولا يخافون غائلته. وأمن على دعائه. وتقول: رأيت جماعة مؤمنين: داعين لك مؤمنين.

ومن المجاز: فرس أمين القوى، وناقة أمون: قوية مأمون فتورها، جعل الأمن لها وهو لصاحبها، كقولهم: ضبوث وحلوب. وأعطيت فلاناً من آمن مالي أي من أعزه عليّ وأنفسه لأنه إذا عز عليه لم يعقره فهو في أمن منه. " أنا جعلنا حرماً آمناً " ذا أمن.
(أمن)
(هـ) فيه «آمِينَ خَاتَمُ رَبِّ الْعَالَمِينَ» يُقَالُ آمِينَ وأَمين بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ، وَالْمَدُّ أَكثر، أَيْ أَنَّهُ طابَعُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، لِأَنَّ الْآفَاتِ وَالْبَلَايَا تُدْفَع بِهِ، فَكَانَ كخاتَم الْكِتَابِ الَّذِي يّصُونه ويَمْنَع مِنْ فَسَادِهِ وَإِظْهَارِ مَا فِيهِ، وَهُوَ اسْمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتح، وَمَعْنَاهُ اللَّهُمَّ استَجب لِي. وَقِيلَ مَعْنَاهُ: كَذَلِكَ فَلْيَكُنْ، يَعْنِي الدُّعَاءَ. يُقَالُ أَمَّنَ فُلَانٌ يُؤَمِّنُ تَأْمِيناً.
(هـ) وَفِيهِ «آمِينَ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ» أَيْ أَنَّهَا كَلِمَةٌ يَكْتَسِبُ بِهَا قائلُها دَرجةً فِي الْجَنَّةِ.
وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ» يُشْبِه أَنْ يَكُونَ بِلَالٌ كَانَ يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ فِي السكْتة الْأُولَى مِنْ سَكْتَتَي الْإِمَامِ، فربَّما يَبْقَى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ ورسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَرغ مِنْ قِرَاءَتِهَا، فاسْتَمْهَله بِلال فِي التَّأْمِينِ بقدرِ مَا يُتِّم فِيهِ بَقِيَّة السُّورَةِ حَتَّى يَنَال بركةَ مُوَافَقَتِه في التأمين.
(أ م ن) : (يُقَالُ ائْتَمَنَهُ) عَلَى كَذَا اتَّخَذَهُ أَمِينًا (وَمِنْهُ الْحَدِيثُ) «الْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» أَيْ يَأْتَمِنُهُ النَّاسُ عَلَى الْأَوْقَاتِ الَّتِي يُؤَذِّنُ فِيهَا فَيَعْمَلُونَ عَلَى أَذَانِهِ مَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ صَلَاةٍ وَصَوْمٍ وَفِطْرٍ (وَأَمَّا مَا فِي الْوَدِيعَةِ) مِنْ قَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «مَنْ اُؤْتُمِنَ أَمَانَةً» فَالصَّوَابُ عَلَى أَمَانَةٍ وَهَكَذَا فِي الْفِرْدَوْسِ وَإِنْ صَحَّ هَذَا فَعَلَى تَضْمِينِ اُسْتُحْفِظَ وَالْأَمَانَةُ خِلَافُ الْخِيَانَةِ وَهِيَ مَصْدَرُ أَمُنَ الرَّجُلُ أَمَانَةً فَهُوَ أَمِينٌ إذَا صَارَ كَذَلِكَ هَذَا أَصْلُهَا ثُمَّ سُمِّيَ مَا تَأْتَمِنُ عَلَيْهِ صَاحِبَك أَمَانَةً (وَمِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: 27] (وَالْأَمِينُ) مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ الْحَسَنِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَقَوْلُهُمْ أَمَانَةُ اللَّهِ مِنْ إضَافَةِ الْمَصْدَرِ إلَى الْفَاعِلِ وَارْتِفَاعُهُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَنَظِيرُهُ لَعَمْرُ اللَّهِ فِي أَنَّهُ قَسَمٌ وَالْخَبَرُ مُقَدَّرٌ وَيُرْوَى بِالنَّصْبِ عَلَى إضْمَارِ الْفِعْلِ وَمَنْ قَالَ وَأَمَانَةِ اللَّهِ بِوَاوِ الْقَسَمِ صَحَّ (وَآمِينَ) بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ وَمَعْنَاهُ اسْتَجِبْ.
[أمن] الأَمانُ والأَمانَةُ بمعنىً. وقد أَمِنْتُ فأنا آمِنٌ. وآمَنْتُ غيري، من الامن والامان. والايمان: التصديق. والله تعالى المُؤْمِنُ، لأنّه آمَنَ عبادَه من أن يظلمهم. وأصل آمَنَ أَأْمَنَ بهمزتين، ليّنت الثانية. ومنه المهيمن، وأصله مؤأمن، لينت الثانية وقلبت ياء، وقلبت الاولى هاء. والأَمْنُ: ضدُّ الخوف. والأَمَنَةُ بالتحريك: الأَمْنُ. ومنه قوله عز وجل: (أمَنَةً نُعاساً) . والأَمَنَةُ أيضاً: الذي يثق بكلِّ أحد، وكذلك الأُمَنَةُ مثال الهمزة. وأَمِنْتُهُ على كذا وائْتَمَنْتُهُ بمعنىً. وقرئ: (مالَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يوسُف) بين الإدْغام وبين الإظهار. قال الاخفش، والادغام أحسن. وتقول اؤْتَمنَ فلان، على ما لم يسم فاعله، فإن ابتدأت به صيرت الهمزة الثانية واوا، لان كل كلمة اجتمع في أولها همزتان وكانت الاخرى منهما ساكنة فلك أن تصيرها واوا إن كانت الاولى مضمومة، أو ياء إن كانت الاولى مكسورة نحو ائتمنه، أو ألفا إن كانت الاولى مفتوحة، نحو آمن. واستأمن إليه، أي دخل في أمانِهِ. وقوله تعالى: (وهَذا البَلَدُ الأمين) قال الأخفش: يريد الآمِنَ، وهو من الأَمْنِ. قال: وقد يقال الأَمينُ المَأْمونُ، كما قال الشاعر: ألم تعلمي يا أَسْمَُ وَيْحَكِ أنّني حلفتُ يمِيناً لا أخون أميني أي مَأموني. والأُمَّانُ بالضم والتشديد: الأمينُ. وقال الشاعر الأعشى: ولقد شهِدتُ التاجر الامان مورودا شرابه والأَمونُ: الناقة الموَثَّقَةُ الخَلْقِ، التي أمنت أن تكون ضعيفة. وآمين في الدعاء يمد ويقصر. قال الشاعر في الممدود يا رَبَّ لا تسلُبنِّي حبَّها أبداً ويرحم الله عبداً قال آمِينا وقال آخر في المقصور: تَباعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ إذ رَأَيْتُهُ أَمينَ فزاد اللهُ ما بيننا بعدا وتشديد الميم خطأ. ويقال معناه. كذلك فليكن. وهو مبنى على الفتح مثل أين وكيف، لاجتماع الساكنين. وتقول منه: أمن فلان تأمينا.
(أمن) - في الحديث: "أستودِعُ الله دِينَك وأمانَتَك"
: أَيْ أَهلَك ومَنْ تُخَلِّفه بعدَك منهم، ومالَك الذي تُودِعه، وما تَستَحْفظه أمينَك ووكِيلَك ومن في مَعْناهُما.
- في حَديثِ بُرَيْدَة: "مَنْ حَلَف بالأمانة فَليْس مِنَّا".
قيل: يُشبِه أن تَكونَ الكراهةُ فيه، لأجل أَنَّه أمر أن يُحلَف بأسماء الله تعالى وصفاتِه، والأَمانة أمرٌ من أُمورِه وفرض، فنُهوا من أجل التَّسْوِيَة بينها وبين أسماءِ الله تعالى، كما نُهُوا أن يَحلِفوا بآبائهم. قال أصحاب الرَّأْي: إذا قال: "وأمانَةِ اللهِ" كانَتْ يَمِيناً، وقال الشّافِعِىُّ: لا تكون يَمِيناً.
- "فَأَمَّا أَفلحَ وأَبِيه إن صَدَق". فَرَوى يَزِيدُ بنُ سِنان، أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، كانَ يَحِلفُ زَماناً هَكذا، حتَّى نُهِىَ عنه.
- حديثه عليه الصلاة والسلام "لا يَزنى الزّانى وهو مُؤْمِن .. الحديث.
قال بَعضُهم: معناه النَّهى وإن كان صُورتُه الخَبَر: أي لا يَزْنِ - بحَذفِ الياء - إذ هو مُؤمِنٌ، ولا يَسرِق ولا يَشرَبُ الخَمرَ، فإنَّ هَذِه الأفعالَ لا تَلِيقُ بالمُؤمِنين. وقيل: هو وعِيد يُقصَد به الرَّدعُ، كقوله عليه الصلاة والسلام: "المُسْلِم مَنْ سَلِم المُسلِمون من لِسانِه ويدِه". وكقوله: "لا إيمانَ لِمَن لا أَمانَة له"، وكقوله: " .... ولَيْس بالمُسْلم مَنْ لا يأمَن جَارُه بوائِقَه".
وهذا كله على مَعنَى الزَّجْرِ، أو على نَفْى الكَمال دُونَ الحَقِيقة في رَفْع الِإيمان وإبطالِه. وقيل معناه:
- الحَدِيثُ الآخَرُ: إذا زَنَى الرجلُ خَرَج منه الِإيمانُ، فكان فَوقَ رأسِه كالظُّلَّة، فإذا أقلعَ رَجَع إليه الِإيمان".
(إمالا) - في حَدِيِث بَيْع الثَّمر "إمّالَا فلا تَبايَعوا حتى يَبْدُوَ صَلاحُ الثَّمر".
هذه الكلمة تَرِد في المُحاوَرات كَثِيرًا، وقد جاءت في غير مَوضِع من الحَدِيث، وأَصلُها: إن، وَما، ولا، فأُدغِمَت النُّونُ في المِيم، وما زائِدة في اللَّفظ لا حُكمَ لها، وقد أَمالَت العَرب "لَا" إمالَةً خَفِيفة، والعَوامُّ يُشبِعُون إمالَتَها فتَصِير أَلِفُها يَاءً وهو خطأ، ومعناها إن لم تَفْعَل هذا فليكن هذا.
أمن: أَمَّن بالتضعيف، أَمَّن فلاناً على الشيء: استودعه إياه (فوك) - وفي معجم الكالا: Seguir acompa?ando ( وهو asseguor عند نبريجا). ولا أدري كيف يتفق هذا المعنى مع معاني أمَّن المعروفة.
تأمّن: أمّن، اطمأن ولم يتوقع مكروها تمتع بالأمن (فوك، أماري، يب 227، 228) ائتمن فلاناً على الشيء: أودعه لديه وأمنه عليه (فوك). استأمن إلى فلان (انظر: لين): دخل في أمانه: وسلم نفسه إليه بعد ان طلب منه الأمان (أخبار 16، أماري 228، ابن الأثير 7: 3، 5، 69).
واستأمن فلاناً على الشيء: أمنه عليه وأودعه عنده (فوك، بوشر).
واستأمن منه: طلب الأمان، واستجار به (بوشر).
أمنيّة: أمن، أمان، الحالة التي يطمئن فيها الشخص فلا يتوقع مكروها (بوشر).
أمان: ذوق الأطعمة والأشربة التي تقدم إلى الملوك وكبار الرؤساء قبل أن يأكلوها أو يشربوها (الكالا = ذوق) ويراد بها خاصة الأمان الذي يحاط به الملوك بذوق الأطعمة قبل أن تقدم إليهم. (انظر الكلمة الأسبانية Salua) .
وأمان: ضرب من نسيج القطن (صفة مصر 17: 369).
أَمُون: بعد أن تكلم ابن العوام (1: 315) عن لامون قال حسب ما جاء في مخطوطة ليدن: وهنا نوع آخر أملس القشر في قدر بيض الدجاج ولونه أصفر ويعرف بالامون. ولما كانت الكلمة لا يمكن أن تقرأ ((باللامون)) وقد سبق له أن ذكر اللامون ووصفه، فالكلمة أمون، إذا كانت كتابتها صحيحة، لابد أن تعني ضربا من الليمون الحامض.
أمين: الرقيب على الأوزان والمقاييس (الكالا).
والمهندس المعماري الذي يشرف على البناء (الكالا وهو عنده = عريف) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (45ق): وبناه بالحصى والجيار من الأرض إلى أن علاه على حاله الآن على يدي أمنائه الأخيار. ورقيب المياه المشرف على توزيعها (يانجاس 2: 432، وملحقه 358، 359).
ورئيس طائفة أهل الحرف (هورست ص144 حيث يجب أن تحل لفظة أمين محل أمان، وبنانتي 2: 65، وهت ريجك في رحلة إلى الجزائر (امستردام 1830) ص42. ودسكايراك 176، ودوماس عادات 150، وكارترون 175). وفي المقري 1: 589: وكان أبوه أمين العطارين بغرناطة. وفي شكوري (208و): شاهدت أمين الفخارين ببلدنا. ويقال لهم: أمناء الأسواق (عبد الواحد 207).
والأمين: المدير والمشرف.
وأمين الكمرك: مدير الكمرك والمشرف عليه (بوشر).
وأمين الأمناء: رئيس المديرين والمشرفين (بوشر).
وأمين الكلار: قيم بيت المؤن (بوشر).
وأمين السلطان = ناظر خزينة السلطان (شارنت 49).
وأمين الصندوق: الصراف (بوشر).
والأمين: جابي الضرائب (جرابرج 210) ويوجد في كل مدينة كبيرة من مدن مراكش رئيسا للجباة يسمونه أمين الأمناء (فلوجل 69: 23).
ورئيس الدشيرا (دوماس قبيل 48).
وأمين الأمناء: رئيس الجماعة، ورئيس القبيلة كلها (دوماس، قبيل 49).
أمانة: كتمان السر (معجم بدرون وانظر معجم البلاذري).
والطمأنينة وخلو البال (معجم مسلم).
ووظيفة الأمين بكل المعاني المختلفة لكلمة أمين، فيقال مثلا: أمانة الموازين والمقاييس (الكالا)، وأمانة طائفة أصحاب الحرف (المقري 1: 539).
ووظيفة القيم والمشرف (بوشر).
وفي كتاب محمد بن الحارث 228: وقد تكررت الأمانة وقضاء الكور في نصل عمربن شراحيل، وفيه ص347: كان قد ولاه أمير المؤمنين السوق والنظر في أموال بعض كرائمه وقلده أسباب الأمانات في بعض الكور، وولاه قضاء كورة البيره.
والأمانة: قانون الإيمان الذي يحتوي على المبادئ الأساسية للإيمان، مثل: قانون إيمان الرسل (الحواريون) (بوشر)، وقانون إيمان نيسه (المقدمة 1: 421).
والأمانة عند الدروز: عهد الداخل في دينهم (دوماس مختار 2: 93، 272).
أمينة: قيمة البيت، ومديرته، قهرمانة (بوشر).
مأمون ومأمونة: صعتر البر، ندغ، وقد سميت بذلك للأمن من غائلتها (سنج).
مأمونى. البطيخ المأموني: ضرب من البطيخ يكون بمرو، له حلاوة غالبة واحمرار اللون (ابن البيطار 1: 146) وربما سمي المأموني نسبة إلى الخليفة المأمون.
مأمونية (انظر: لين): لوزية (حلوى من لوز وسكر) انظر معجم فللر، والف ليلة 2: 67، وفي الأسبانية bolo maimon هي اللوزية بالمربى.
Expand
أمن
أصل الأَمْن: طمأنينة النفس وزوال الخوف، والأَمْنُ والأَمَانَةُ والأَمَانُ في الأصل مصادر، ويجعل الأمان تارة اسما للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسما لما يؤمن عليه الإنسان، نحو قوله تعالى: وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ [الأنفال/ 27] ، أي: ما ائتمنتم عليه، وقوله: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الأحزاب/ 72] قيل: هي كلمة التوحيد، وقيل: العدالة ، وقيل: حروف التهجي، وقيل: العقل، وهو صحيح فإنّ العقل هو الذي بحصوله يتحصل معرفة التوحيد، وتجري العدالة وتعلم حروف التهجي، بل بحصوله تعلّم كل ما في طوق البشر تعلّمه، وفعل ما في طوقهم من الجميل فعله، وبه فضّل على كثير ممّن خلقه.
وقوله: وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً
[آل عمران/ 97] أي: آمنا من النار، وقيل: من بلايا الدنيا التي تصيب من قال فيهم: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [التوبة/ 55] .
ومنهم من قال: لفظه خبر ومعناه أمر، وقيل:
يأمن الاصطلام ، وقيل: آمن في حكم الله، وذلك كقولك: هذا حلال وهذا حرام، أي: في حكم الله.
والمعنى: لا يجب أن يقتصّ منه ولا يقتل فيه إلا أن يخرج، وعلى هذه الوجوه: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً [العنكبوت/ 67] . وقال تعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً [البقرة/ 125] . وقوله: أَمَنَةً نُعاساً
[آل عمران/ 154] أي: أمنا، وقيل: هي جمع كالكتبة. وفي حديث نزول المسيح: «وتقع الأمنة في الأرض» .
وقوله تعالى: ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ
[التوبة/ 6] أي: منزله الذي فيه أمنه.
وآمَنَ: إنما يقال على وجهين:
- أحدهما متعديا بنفسه، يقال: آمنته، أي:
جعلت له الأمن، ومنه قيل لله: مؤمن.
- والثاني: غير متعدّ، ومعناه: صار ذا أمن.
والإِيمان يستعمل تارة اسما للشريعة التي جاء بها محمّد عليه الصلاة والسلام، وعلى ذلك:
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ [المائدة/ 69] ، ويوصف به كلّ من دخل في شريعته مقرّا بالله وبنبوته. قيل: وعلى هذا قال تعالى: وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [يوسف/ 106] .
وتارة يستعمل على سبيل المدح، ويراد به إذعان النفس للحق على سبيل التصديق، وذلك باجتماع ثلاثة أشياء: تحقيق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بحسب ذلك بالجوارح، وعلى هذا قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ [الحديد/ 19] .
ويقال لكلّ واحد من الاعتقاد والقول الصدق والعمل الصالح: إيمان. قال تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ [البقرة/ 143] أي:
صلاتكم، وجعل الحياء وإماطة الأذى من الإيمان .
قال تعالى: وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ [يوسف/ 17] قيل: معناه: بمصدق لنا، إلا أنّ الإيمان هو التصديق الذي معه أمن، وقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ [النساء/ 51] فذلك مذكور على سبيل الذم لهم، وأنه قد حصل لهم الأمن بما لا يقع به الأمن، إذ ليس من شأن القلب- ما لم يكن مطبوعا عليه- أن يطمئن إلى الباطل، وإنما ذلك كقوله: مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ [النحل/ 106] ، وهذا كما يقال:
إيمانه الكفر، وتحيته الضرب، ونحو ذلك.
وجعل النبيّ صلّى الله عليه وسلم أصل الإيمان ستة أشياء في خبر جبريل حيث سأله فقال: ما الإيمان؟ والخبر معروف .
ويقال: رجل أَمْنَةٌ وأَمَنَةٌ: يثق بكل أحد، وأَمِينٌ وأَمَانٌ يؤمن به. والأَمُون: الناقة يؤمن فتورها وعثورها.
آمين يقال بالمدّ والقصر، وهو اسم للفعل نحو:
صه ومه. قال الحسن: معناه: استجب، وأَمَّنَ فلان: إذا قال: آمين. وقيل: آمين اسم من أسماء الله تعالى . وقال أبو علي الفسوي :
أراد هذا القائل أنّ في آمين ضميرا لله تعالى، لأنّ معناه: استجب.
وقوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ [الزمر/ 9] تقديره: أم من، وقرئ: (أمن) وليسا من هذا الباب.
Expand
[أم ن] الأَمْنُ نقيض الخوف أَمِنَ أمْنًا وإمْنًا حكى هذا الزجاج وأَمَنًا وأَمَنَةً وأَمَانًا وقوله تعالى {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} البقرة 125 قال أبو إسحاق أراد ذا أَمْنِ فهو آمِنٌ وأَمِنٌ عن اللحياني وفي التنزيل {وهذا البلد الأمين} التين 3 أي الآمِنِ يعني مكة وقوله

(أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّني ... حَلَفْتُ يَمِيْنًا لا أَخُونُ أَمِيْنِي)

إنما يريد آمِنِي وقوله تعالى {إن المتقين في مقام أمين} الدخان 51 أي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ وأنت في آمِنٍ أي في أَمْنٍ اسم كالفَالِج ورجل أُمَنَةٌ وأَمَنَةٌ أي يأمَنُ كُلَّ أحدٍ وقيل يأمنه الناس ولا يخافون غائلته وأُمَنَةٌ أيضًا موثوق به مأمون وكان قياسه أُمْنَةٌ ألا ترى أنه لم يعبر عنه إلا بمفعول وقد آمنه وأمَّنَهُ وقرأ بعضهم {لست مؤمنا} النساء 94 أي لا نُؤَمّنُكَ والمأمن موضع الأمْنِ والآمِنُ المستجير ليأمن على نفسه عن ابن الأعرابي وأنشد

(فَأحسِبُوا لا أَمْنَ مِنْ صِدْقٍ وَبِرْ ... )

(وسَحِّ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ ... )

أي لا إجارة أَحْسِبُوه أعطوه ما يكفيه والأمانة والأَمَنَة نقيض الخيانة لأنه يؤمن أذاه وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وائتمنه واتّمنَه عن ثعلب وهي نادرة وعذر من قال ذلك أن لفظ هذا إذا لم يدغم يصير إلى صورة ما أصله حرف لين وذلك قولهم في افتعل من الأكل ائتكل ومن الإزرة ائتزر فأشبه حينئذ ايتعد في لغة من لم يبدل الفاء تاء فقال اتَّمَنَ لقول غيره ايتمن وأجود اللغتين إقرار الهمز كأن يقول ائتمن وقد تقدم مثل هذا في قولهم اتَّهل واستأمنه كذلك وقد أَمُن أمانَةً ورجل أمين وأُمَّانٌ مأمون به ثقة قال الأعشى

(ولقد شَهِدتُ التَّاجِرَ الْأُمَّانَ ... مَوْرُودًا شَرَابُهْ)

وقيل هو ذو الدين والفضل وما أحسن أَمَنَك وأَمْنَكَ أي دينك وخُلُقك وآمن بالشيء صدَّق وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أخبره وحدَّ الزجاج الإيمان فقال الإيمان إظهار الخضوع والقبول للشريعة ولما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم واعتقاده وتصديقه بالقلب ومن كان على هذه الصفة فهو مؤمن مسلم غير مرتاب ولا شاكٌّ وهو الذي يرى أن أداء الفرائض واجب عليه لا يدخله في ذلك ريب وفي التنزيل {وما أنت بمؤمن لنا} يوسف 17 أي بمصدق وقوله {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين} الذاريات 35 قال ثعلب المؤمن بالقلب والمسلم باللسان وقال الزجاج صفة المؤمن بالله أن يكون راجيًا ثوابه خاشيًا عقابه وقوله {ويؤمن للمؤمنين} التوبة 61 قال ثعلب يُصْدَق المؤمنين وأدخل اللام للإضافة فأما قول بعضهم لا تجده مؤمنا حتى تجده مؤمِن الرضى مؤمِن الغضب أي مؤمنا عند رضاه مؤمنًا عند غضبه وقوله تعالى في قصة موسى عليه السلام {وأنا أول المؤمنين} الأعراف 143 أراد أنا أول المؤمنين بأنك لا تُرى في الدنيا والأمين القوي لأنه يوثق بقوته ويؤمنَ ضعفه وناقة أَمُون وثيقة الخلق قد أمنت أن تكون ضعيفة وهي أيضًا التي أمنت العِثار والإعياء والجَمْع أُمُنٌ وآمِنُ المال ما قد أُمِنَ لنفاسته أن يُنحر أعني بالمال الإبل وقيل هو الشريف من أي مالٍ كان كأنه لو عَقَلَ لأمِن أن يُبْذَلَ قال الحُويدِرة

(ونَقِي بِآمِنِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا ... وَنُجِرُّ في الهَيْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي)

ندّعي ندعو بأسمائنا فنجعلها شعارا لنا في الحرب وآمِنُ الحِلْمِ وثيقة الذي قد أُمِن اختلاله وانحلاله قال

(والخَمْرُ لَيْسَتْ مِنْ أَخِيكَ وَلَكِنْ ... قَدْ تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ)

ويروى قد تخون بثامر الحلم أي بتامِّه والمؤمن الله عز وجل يؤمِن عباده من عذابه وهو المُهَيمِن قال الفارسي الهاء بدل من الهمزة والياء ملحقة له ببناء مُدَحْرِجٍ وقال ثعلب هو المؤمن المصدِّق لعباده والميهمنُ الشاهد على الشيء القائم عليه والإيمان الثقة وما آمن أن يجد صَحَابَةً أي ما وثق وقيل معناه ما كاد والمأمونة من النساء المُسْترادُ لمثلها قال ثعلب في الحديث الذي جاء مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُه جَائِعٌ معنى ما آمن بي تشديدٌ أي ينبغي له أن يواسيه وآمين وأَمِين كلمة تقال في إثر الدعاء قال الفارسي هي جملة مركبة من فعل واسمٍ معناه استجب لي قال ودليل ذلك أن موسى عليه السلام لما دعا على فرعون وأتباعه فقال {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم} يونس 88 قال هارون أَمِيْنَ فطبَّق الجملة بالجملة وقيل معنى أَمِين كذلك يكون قال (يَا رَبِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أبدًا ... ويَرْحَمُ اللهُ عَبْدًا قَالَ آمِينَا)

وقال

(تَبَاعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ إِذْ سَأَلْتُهُ ... أَمِيْنَ فَزَادَ اللهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا)

قال ابن جني قال أحمد بن يحيى قولهم آمين هو على إشباع فتحة الهمزة فنشأت بعدها ألف فإما قول أبي العباس إن آمين بمنزلة عاصين فإنما يريد أن الميم خفيفة كصادِ عاصين لا يريد به حقيقة الجمع وكيف ذلك وقد حكى عن الحسن رحمه الله أنه قال أمين اسم من أسماء الله عز وجل فأين بك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير
Expand
أمن
أمُنَ يأمُن، أمانةً، فهو أمين
• أمُن الرَّجلُ: حافظ على عهده وصان ما اؤتمن عليه، عكْسه خان "لُقِّب الرسولُ صلّى الله عليه وسلّم قبل البعثة بالصادق الأمين- استودعته مالاً فأمُن عليه- رجلٌ أمين السِّرِّ: يُوثقُ به". 

أمِنَ/ أمِنَ من يَأمَن، أمْنًا وأمانًا وأَمَنَةً وأَمْنةً وأمانةً، فهو آمن وأمين، والمفعول مأمون (للمتعدِّي) وأمين (للمتعدِّي)
• أمِن الرَّجلُ: اطمأنَّ ولم يخف "يأمن النَّاسُ عندما تسود العدالة".
• أمِن البلدُ: اطمأنّ به أهلُه " {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ ءَامِنًا} ".
• أمِن الشَّرَّ/ أمِن من الشَّرِّ: سَلِم "أمِن الشَّعبُ الإرهابَ- {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} " ° غير مأمون العاقبة/ غير مأمون العواقب: لا يطمأنّ إلى نتائجه.
• أمِن فلانًا: وثق به ولم يخش خيانته " {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} ".
• أمِنه على ماله ونحوه: جعله أمينًا عليه " {هَلْ ءَامَنُكُمْ عَلَيْهِ إلاَّ كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ} ". 

آمنَ/ آمنَ بـ/ آمنَ لـ يُؤمن، إيمانًا، فهو مُؤمِن، والمفعول مُؤمَن
• آمن الشَّخصُ: اعتقد وصدّق "يؤمن بالنصر إيمانًا لا يتزعزع- لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ [حديث]: يَتَمَنّى- لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ [حديث]- {قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا ءَامَنَ السُّفَهَاءُ} ".
• آمن فلانًا: دفع عنه الخوفَ وأعطاه أمانًا " {أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَءَامَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} ".
• آمن بالله/ آمن لله: أسلم له وانقاد وأذعن " {كُلٌّ ءَامَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} ". 

أمَّنَ/ أمَّنَ على يؤمِّن، تأمينًا، فهو مؤمِّن، والمفعول مؤمَّن
• أمَّن لاجئًا: دفع عنه الخوف وتكفّل بحمايته.

• أمَّن مصالحَه: كفَلها، ضمِنها وحماها "أمَّن حارسًا على ضَيْعته: جعلها في عهدته وحمايته".
• أمَّن حاجات بيته: وفّرها، هيَّأها.
• أمَّن على حياته: عقَد وثيقة تأمين مقابل مالٍ يدفعه يُعوّض به في حالة إصابته "أمّن على سيارته/ داره".
• أمَّن على الدُّعاء: قال: آمين. 

ائتمنَ يأتمن، ائتمانًا، فهو مؤتمِن، والمفعول مؤتمَن
• ائتمن شخصًا: عدَّه أمينًا، وضع فيه ثقته "أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ [حديث]- {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهٌُ} ".
• ائتمن فلانًا على ماله: جعله أمينًا عليه "ائتمن صديقَه على أسراره- ائتمن جارَه على داره". 

استأمنَ يستأمن، استئمانًا، فهو مستأمِن، والمفعول مستأمَن
• استأمن فلانًا:
1 - عدّه أمينًا يُوثق فيه.
2 - طلب منه الأمانَ والحمايةَ.
• استأمن فلانًا على ماله: ائتمنه عليه؛ جعله أمينًا عليه "استأمن صديقَه على ماله وأولاده قبل أن يسافر". 

آمِين [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر، ومعناه: اللّهمَّ استجبْ أو ليكن كذلك، وهو لفظ يقال عقب الدُّعاء، ويقال أيضًا في الصلاة عقب الانتهاء من قراءة الفاتحة (انظر: أ ا م ي ن - آمِين) "دعا الخطيب فقال الحاضرون: آمِين- اللهمَّ آمين: اللهم استجب دُعانا- *ويرحم الله عبدًا قال آمينا*". 

أمان [مفرد]:
1 - مصدر أمِنَ/ أمِنَ من.
2 - طُمأنينة، حالة هادئة ناتجة من عدم وجود خطر "نام في أمان" ° بكُلِّ أمان: بدون أدنى خطر.
3 - حراسة، رعاية، حفظ، حماية "طلب الأمان" ° حزام الأمان: نوع من الأحزمة يستعمله ركّاب الطائرات والسيَّارات لسلامتهم ويسمى حزام المقعد أو التثبيت، حزام يستعمله بعض العمال منعًا من سقوطهم كعمال الهاتف- في أمان الله: مصحوبًا بالسلامة- لك الأمان.
• صِمام الأمان: (هس) سداد ينفتح من تلقاء نفسه عندما يزيد الضَّغط عن الحدّ المرسوم. 

أمانة [مفرد]: ج أمانات (لغير المصدر):
1 - مصدر أمُنَ وأمِنَ/ أمِنَ من.
2 - نزاهة، صدق، إخلاص، ثبات على العهد، وفاء، عكسها خيانة "أمانة زوجيَّة- لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ [حديث] " ° خِيانة الأمانة: تصرُّف الشخص فيما ليس له من مالٍ أو غيره، كان قد اُؤتمن عليه.
3 - وديعة " {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} " ° مَخْزَن الأمانات: مكان تودع فيه الحقائب والأمتعة.
4 - منصب أو إدارة من يحمل مرتبة أمين "تمَّ تعيينه في الأمانة العامّة للمجلس" ° أمانة الصُّندوق: إدارة أمين الصندوق- أمانة العاصمة: الإدارة التي يشرف عليها أمين العاصمة- الأمانة العامَّة لجامعة الدُّول العربيَّة: الجهاز الإداريّ للجامعة العربيّة يديره الأمين العام.
5 - كلّ ما فُرض على العباد، جميع وظائف الدين وفرائضه " {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ". 

أَمْن [مفرد]:
1 - مصدر أمِنَ/ أمِنَ من.
2 - أمان، اطمئنان من بعد خوف " {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} ".
3 - حالة بلاد من حيث صيانةُ النّظام واحترام القانون "أخلّ بالأمن" ° أمن الدَّولة: جهاز إداريّ مُلحق بوزارة الدّاخليَّة مهمّته السَّهر على السّلامة والأمن في البلاد- الأمن الخارجيّ: صيانة أراضي البلاد وحدودها من أيّ اعتداءٍ خارجيّ- الأمن الدَّاخليّ: صيانة النظام وتوطيد القانون داخل البلاد- الأمن العامّ: النَّشاط الحكوميّ الذي يهدف إلى استقرار الأمن في البلاد- الأمن القوميّ: تأمين كيان الدَّولة والمجتمع ضد الأخطار التي تتهدّدها داخليًّا وخارجيًّا وتأمين مصالحها وتهيئة الظروف المناسبة اقتصاديًّا واجتماعيًّا لتحقيق التَّنمية الشَّاملة لكلّ فئات المجتمع- رجال الأمن: الشرطة، البوليس.
• مجلس الأمن: (سة) هيئة دوليّة تابعة للأمم المتّحدة، مكوّنة من ممثِّلين عن خمس عشرة دولة، خمسة منهم أعضاء دائمين، والبقيّة ينتخبون لمدّة سنتين، وأبرز أهدافه الحفاظ على السَّلام والأمن الدَّوليَّين.
 • اللاَّأمن: حالة من الخوف والفزع تسيطر على الأفراد، الفوضى والاضطراب "وجود إسرائيل في المنطقة يعني اللا أمن للآخرين". 

أَمْنَة/ أَمَنَة [مفرد]:
1 - مصدر أمِنَ/ أمِنَ من.
2 - أمْن، طُمأنينة " {أَمَنَةً نُعَاسًا} ". 

أُمْنَة [مفرد]: صيغة مبالغة في النعت على وزن فُعْلَة: مَنْ يأمنه كلُّ أحدٍ في كلِّ شيء ° رَجُلٌ أُمْنَة: جديرٌ بأن يُؤمَن له، ويُوثق فيه. 

أُمَنَة [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة في النعت على وزن فُعَلَة.
2 - من يؤمن بكلِّ ما يَسمع ويطمئن إلى كلِّ أحد. 

أمين [مفرد]: ج أُمناء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أمُنَ وأمِنَ/ أمِنَ من: وفيٌّ يوثق فيه، ويُركن إليه ° أمين الأُمَّة: أبو عُبيدة بن الجرّاح وكان من عظماء الصحابة رضوان الله عليهم- أمين الوحي/ الرُّوح الأمين: جبريل عليه السَّلام.
2 - صفة ثابتة للمفعول من أمِنَ/ أمِنَ من: مأمون " {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍُ} ".
3 - مَنْ يتولّى رقابة شيء أو الإشراف على بعض الأعمال الإداريّة "أمين المخازن/ مؤسّسة/ هيئة حكوميَّة: راعي شئونها- {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} " ° أمين السِّرِّ: السكرتير- أمين الصُّندوق: مَنْ تُعهد إليه المعاملات الماليَّة في مؤسَّسة أو جمعيَّة- أمين المكتبة: الموظّف المسئول عن موجوداتها- الأمين العامّ: المسئول التنفيذيّ في الهيئات الحكوميّة كالجامعات أو الدوليَّة كالأمم المتَّحدة- مَجْلِس الأمناء: مجلس منتخب يشرف على إدارة جامعة أو مؤسّسة علميَّة. 

إيمان [مفرد]:
1 - مصدر آمنَ/ آمنَ بـ/ آمنَ لـ.
2 - تصديق ويقين بالقلب وإقرارٌ باللسان وعملٌ بالجوارح، ما وقر في القلب وصدَّقه العمل "قوّة الإيمان تملأ القلب طمأنينةً- {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} ". 

إيمانيّات [جمع]: مف إيمانيّة: عقائد ومبادئ يعتنقها الشخص ويتعامل مع الآخرين من خلالها "إنه شعب متمسك بالإيمانيّات والروحانيّات". 

ائتمان [مفرد]:
1 - مصدر ائتمنَ.
2 - (قص) مبادلة قيمة آجلة بقيمة عاجلة، كتقديم سلعة أو خدمة أو نقود في الحال مقابل الحصول على أخرى في المستقبل "بطاقات ائتمان". 

ائتمانيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى ائتمان: "بطاقة ائتمانيّة".
• تسهيلات ائتمانيَّة: (قص) قروض ماليّة تقدّمها الدولُ أو البنوك أو المؤسّسات أو الشَّركات، تقوم على عنصري الثقة والمدّة المحدّدة، وذلك لاستثمارها في الإنتاج والاستهلاك، أو في النشاط الاقتصاديّ "قدّم له المصرف تسهيلات ائتمانيّة لإقامة المشروع- يقدّم بنك الائتمان الزراعيّ خدمات ائتمانيّة كثيرة للمزارعين- تتّبع بعض الدول سياسة ائتمانيّة متشدِّدة في منح القروض". 

تأمين [مفرد]: ج تأمينات (لغير المصدر):
1 - مصدر أمَّنَ/ أمَّنَ على.
2 - عقد يلتزم أحدُ طرفيه- وهو المؤمِّن- قِبَل الطرف الآخر- وهو المستأمَن- أداءَ ما يتّفق عليه عند تحقُّق شرط أو حلول أجل في نظير مقابلٍ نقديٍّ معلوم "قسط التأمين".
• التَّأمينات الاجتماعيَّة: مؤسَّسة ترعى مصالح العمَّال في أثناء الأزمات مثل المرض وغيره.
• شركة تأمين: مؤسَّسة تهدف إلى تأمين الأفراد أو العائلات من أجل ضمان حياتها الصحيَّة أو العمليّة أو نشاطاتها المتنوّعة. 

مُؤمَّن [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أمَّنَ/ أمَّنَ على.
2 - شخصٌ أُمِّن على حياته فتكون حياتُه محلاًّ للعقد، مضمون، مكفول بعقد تأمين "مؤمَّن بعقد ضمان". 

مُؤمِّن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أمَّنَ/ أمَّنَ على.
2 - شخص يلتزم في العقد بأداء مبلغ التأمين "دفع المُؤمِّن مبلغ التأمين إلى المؤمَّن عليه". 

مَأْمَن [مفرد]: اسم مكان من أمِنَ/ أمِنَ من: دار القوم؛ مكان الأمن " {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} ". 

مُؤمِن [مفرد]: اسم فاعل من آمنَ/ آمنَ بـ/ آمنَ لـ.
• المؤمن: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الَّذي أمِن
 من عذابه مَنْ لا يستحقُّه، ولا يخشى أحدٌ ظُلمَه، أو الَّذي منح الأمن والأمان لعباده في الدُّنيا والآخرة " {السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} ".
• المؤمنون: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 23 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثماني عشرة ومائة آية. 

مُسْتَأْمِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استأمنَ.
2 - شخص يطلب التأمين ويلتزم بدفع الأقساط "دفع المستأمن أقساط التأمين في موعدها". 
Expand

أمن: الأَمانُ والأَمانةُ بمعنى. وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ، وآمَنْتُ

غيري من الأَمْن والأَمان. والأَمْنُ: ضدُّ الخوف. والأَمانةُ: ضدُّ

الخِيانة. والإيمانُ: ضدُّ الكفر. والإيمان: بمعنى التصديق، ضدُّه التكذيب.

يقال: آمَنَ به قومٌ وكذَّب به قومٌ، فأَما آمَنْتُه المتعدي فهو ضدُّ

أَخَفْتُه. وفي التنزيل العزيز: وآمَنَهم من خوف. ابن سيده: الأَمْنُ نقيض

الخوف، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً؛ حكى هذه الزجاج، وأَمَنةً

وأَماناً فهو أَمِنٌ. والأَمَنةُ: الأَمْنُ؛ ومنه: أَمَنةً نُعاساً، وإذ

يَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً منه، نصَب أَمَنةً لأَنه مفعول له كقولك فعلت ذلك

حَذَر الشر؛ قال ذلك الزجاج. وفي حديث نزول المسيح، على نبينا وعليه

الصلاة والسلام: وتقع الأمَنةُ في الأَرض أَي الأَمْنُ، يريد أَن الأَرض

تمتلئ بالأَمْن فلا يخاف أَحدٌ من الناس والحيوان. وفي الحديث: النُّجومُ

أَمَنةُ السماء، فإذا ذهبت النجومُ أَتى السماءَ ما تُوعَد، وأَنا أَمَنةٌ

لأَصحابي فإذا ذهبتُ أَتى أَصحابي ما يُوعَدون، وأََصحابي أَمَنةٌ

لأُمَّتي فإذا ذهبَ أصحابي أَتى الأُمَّةَ ما تُوعَد؛ أَراد بِوَعْد السماء

انشقاقَها وذهابَها يوم القيامة. وذهابُ النجومُ: تكوِيرُها وانكِدارُها

وإعْدامُها، وأَراد بوَعْد أَصحابه ما وقع بينهم من الفِتَن، وكذلك أَراد

بوعْد الأُمّة، والإشارةُ في الجملة إلى مجيء الشرّ عند ذهابِ أَهل الخير،

فإنه لما كان بين الناس كان يُبَيِّن لهم ما يختلفون فيه، فلما تُوفِّي

جالت الآراءُ واختلفت الأَهْواء، فكان الصَّحابةُ يُسْنِدونَ الأَمرَ إلى

الرسول في قول أَو فعل أَو دلالة حال، فلما فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ

وقَويَت الظُّلَمُ، وكذلك حالُ السماء عند ذهاب النجوم؛ قال ابن الأَثير:

والأَمَنةُ في هذا الحديث جمع أَمينٍ وهو الحافظ. وقوله عز وجل: وإذ

جَعَلْنا البيتَ مثابةً للناس وأَمْناً؛ قال أَبو إسحق: أَراد ذا أَمْنٍ، فهو

آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِين؛ عن اللحياني، ورجل أَمِن وأَمين بمعنى واحد. وفي

التنزيل العزيز: وهذا البَلد الأَمين؛ أَي الآمِن، يعني مكة، وهو من

الأَمْنِ؛ وقوله:

أَلم تعْلمِي، يا أَسْمَ، ويحَكِ أَنني

حلَفْتُ يميناً لا أَخونُ يَميني

قال ابن سيده: إنما يريد آمنِي. ابن السكيت: والأَمينُ المؤتمِن.

والأَمين: المؤتَمَن، من الأَضداد؛ وأَنشد ابن الليث أَيضاً: لا أَخونُ يَمِيني

أََي الذي يأْتَمِنُني. الجوهري: وقد يقال الأَمينُ المأْمونُ كما قال

الشاعر: لا أَخون أَميني أَي مأْمونِي. وقوله عز وجل: إن المتقِينَ في

مقامٍ أَمينٍ؛ أَي قد أَمِنُوا فيه الغِيَرَ. وأَنتَ في آمِنٍ أَي في أَمْنٍ

كالفاتح. وقال أَبو زياد: أَنت في أَمْنٍ من ذلك أَي في أَمانٍ. ورجل

أُمَنَةٌ: يأْمَنُ كلَّ أَحد، وقيل: يأْمَنُه الناسُ ولا يخافون غائلَته؛

وأُمَنَةٌ أَيضاً: موثوقٌ به مأْمونٌ، وكان قياسُه أُمْنةً، أَلا ترى أَنه

لم يعبَّر عنه ههنا إلا بمفعول؟ اللحياني: يقال ما آمَنْتُ أَن أَجِدَ

صحابةً إيماناً أَي ما وَثِقْت، والإيمانُ عنده الثِّقةُ. ورجل أَمَنةٌ،

بالفتح: للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء. ورجل أَمَنةٌ

أَيضاً إذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد، وكذلك الأُمَنَةُ، مثال

الهُمَزة. ويقال: آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إيماناً، فأَمِنَ يأْمَنُ،

والعدُوُّ مُؤْمَنٌ، وأَمِنْتُه على كذا وأْتَمَنْتُه بمعنىً، وقرئ: ما لَك لا

تأَمَننا على يوسف، بين الإدغامِ والإظهارِ؛ قال الأَخفش: والإدغامُ

أَحسنُ. وتقول: اؤتُمِن فلانٌ، على ما لم يُسمَّ فاعلُه، فإن ابتدأْت به

صيَّرْت الهمزة الثانية واواً، لأن كلَّ كلمة اجتمع في أَولها هَمزتانِ

وكانت الأُخرى منهما ساكنة، فلك أَن تُصَيِّرها واواً

إذا كانت الأُولى مضمومة، أَو ياءً إن كانت الأُولى مكسورة نحو

إيتَمَنه، أَو أَلفاً إن كانت الأُولى مفتوحة نحو آمَنُ. وحديث ابن عمر: أَنه دخل

عليه ابنُه فقال: إنّي لا إيمَنُ أَن يكون بين الناسِ قتالٌ أَي لا

آمَنُ، فجاء به على لغة من يكسر أَوائل الأَفعال المستقبلة نحو يِعْلَم

ونِعْلم، فانقلبت الأَلف ياء للكسرة قبلها. واسْتأْمَنَ إليه: دخل في أَمانِه،

وقد أَمَّنَه وآمَنَه. وقرأَ أَبو جعفر المدنيّ: لستَ مُؤَمَّناً أَي لا

نُؤَمِّنك. والمَأْمَنُ: موضعُ الأَمْنِ. والأمنُ: المستجيرُ ليَأْمَنَ

على نفسه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فأَحْسِبُوا لا أَمْنَ من صِدْقٍ وَبِرْ،

وَسَحّْ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ

أَي لا إجارة، أَحْسِبُوه: أَعطُوه ما يَكْفيه، وقرئَ في سورة براءة:

إنهم لا إِيمانَ لهم؛ مَنْ قرأَه بكسر الأَلف معناه أَنهم إن أَجارُوا

وأَمَّنُوا المسلمين لم يَفُوا وغَدَروا، والإيمانُ ههنا الإجارةُ.

والأَمانةُ والأَمَنةُ: نقيضُ الخيانة لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه، وقد أَمِنَه

وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه؛ عن ثعلب، وهي نادرة، وعُذْرُ مَن قال ذلك أَن

لفظه إذا لم يُدْغم يصير إلى صورة ما أَصلُه حرفُ لين، فذلك قولهم في

افْتَعَل من الأَكل إيتَكَلَ، ومن الإزْرةِ إيتَزَرَ، فأَشْبه حينئذٍ

إيتَعَدَ في لغة من لم يُبْدِل الفاء ياء، فقال اتَّمَنَ لقول غيره إيتَمَنَ،

وأَجود اللغتين إقرارُ الهمزة، كأَن تقول ائتمن، وقد يُقَدِّر مثلُ هذا في

قولهم اتَّهَلَ، واسْتَأْمَنه كذلك. وتقول: اسْتَأْمَنني فلانٌ

فآمَنْتُه أُومِنُهُ إيماناً. وفي الحديث: المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ؛ مُؤْتَمَنُ

القوم: الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً، تقول: اؤتُمِنَ الرجل،

فهو مُؤْتَمَن، يعني أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ على صلاتهم وصيامهم. وفي

الحديث: المَجالِسُ بالأَمانةِ؛ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في

المجلس من قولٍ أَو فعلٍ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه،

والأََمانةُ تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثِّقةِ والأَمان، وقد

جاء في كل منها حديث. وفي الحديث: الأَمانةُ غِنًى أَي سبب الغنى، ومعناه

أَن الرجل إذا عُرِفَ بها كثُر مُعاملوه فصار ذلك سبباً لِغناه. وفي حديث

أَشْراطِ الساعة: والأَمانة مَغْنَماً أَي يرى مَن في يده أَمانةٌ أَن

الخِيانَة فيها غَنيمةٌ قد غَنِمها. وفي الحديث: الزَّرعُ أَمانةٌ

والتاجِرُ فاجرٌ؛ جعل الزرع أَمانَةً لسلامتِه من الآفات التي تقع في التِّجارة

من التَّزَيُّدِ في القول والحَلِف وغير ذلك. ويقال: ما كان فلانٌ

أَميناً ولقد أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً. ورجلٌ

أَمينٌ وأُمّانٌ أَي له دينٌ، وقيل: مأْمونٌ به ثِقَةٌ؛ قال الأَعشى:

ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الـ

أُمّانَ مَوْروداً شرابُهْ

التاجِرُ الأُمّانُ، بالضم والتشديد: هو الأَمينُ، وقيل: هو ذو الدِّين

والفضل، وقال بعضهم: الأُمّان الذي لا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ، وقال بعضهم:

الأُمّان الزرّاع؛ وقول ابن السكيت:

شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي

يُدْعى المَشُْوَّ، طعْمُه كالشَّرْي

الأَزهري: قرأْت في نوادر الأَعراب أَعطيت فلاناً

مِنْ أَمْنِ مالي، ولم يفسّر؛ قال أَبو منصور: كأَنَّ معناه مِنْ خالِص

مالي ومِنْ خالص دَواءِ المَشْي. ابن سيده: ما أَحْسَنَ أَمَنَتَك

وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ. وآمَنَ بالشيء: صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ

أَخبره. الجوهري: أَصل آمَنَ أَأْمَنََ، بهمزتين، لُيِّنَت الثانية، ومنه

المُهَيْمِن، وأَصله مُؤَأْمِن، لُيِّنَتْ الثانيةُ وقلبت ياء وقلبت

الأُولى هاء، قال ابن بري: قوله بهمزتين لُيِّنَتْ الثانية، صوابه أَن يقول

أُبدلت الثانية؛ وأَما ما ذكره في مُهَيْمِن من أَن أَصلَه مُؤَأْمِن

لُيِّنَتْ الهمزةُ الثانية وقلبت ياءً لا يصحُّ، لأَنها ساكنة، وإنما تخفيفها

أَن تقلب أَلفاً لا غير، قال: فثبت بهذا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ

فهو مُهَيْمِنٌ لا غير. وحدَّ الزجاجُ الإيمانَ فقال: الإيمانُ إظهارُ

الخضوع والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى به النبيُّ، صلى الله عليه وسلم،

واعتقادُه وتصديقُه بالقلب، فمن كان على هذه الصِّفة فهو مُؤْمِنٌ مُسْلِم

غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه لا

يدخله في ذلك ريبٌ. وفي التنزيل العزيز: وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لنا؛ أَي

بمُصدِّقٍ. والإيمانُ: التصديقُ. التهذيب: وأَما الإيمانُ فهو مصدر آمَنَ

يُؤْمِنُ إيماناً، فهو مُؤْمِنٌ. واتَّفق أَهلُ العلم من اللُّغَويّين

وغيرهم أَن الإيمانَ معناه التصديق. قال الله تعالى: قالتِ الأَعرابُ آمَنّا

قل لَمْ تُؤْمِنوا ولكن قولوا أَسْلمنا (الآية) قال: وهذا موضع يحتاج

الناس إلى تَفْهيمه وأَين يَنْفَصِل المؤمِنُ من المُسْلِم وأَيْنَ

يَسْتَويانِ، والإسْلامُ إظهارُ الخضوع والقبول لما أَتى به النبي، صلى الله

عليه وسلم، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ، فإن كان مع ذلك الإظْهارِ اعتِقادٌ وتصديق

بالقلب، فذلك الإيمانُ الذي يقال للموصوف به هو مؤمنٌ مسلمٌ، وهو

المؤمنُ بالله ورسوله غير مُرْتابٍ ولا شاكٍّ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض

واجبٌ عليه، وأَن الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك

رَيْبٌ فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً، كما قال الله عز وجل: إنما المؤمنون

الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يَرتابوا وجاهدوا بأَموالهم وأَنفسِهم في

سبيل الله أُولئك هم الصادقون؛ أَي أُولئك الذين قالوا إنّا مؤمنون فهم

الصادقون، فأَما من أَظهرَ قَبولَ الشريعة واسْتَسْلَم لدفع المكروه فهو

في الظاهر مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ، فذلك الذي يقول أَسْلَمْتُ لأَن

الإيمان لا بدّ من أَن يكون صاحبُه صِدِّيقاً، لأَن قولَكَ آمَنْتُ

بالله، أَو قال قائل آمَنْتُ بكذا وكذا فمعناه صَدَّقْت، فأَخْرج الله هؤلاء

من الإيمان فقال: ولَمّا يدْخل الإيمانُ في قُلوبِكم؛ أَي لم تُصدِّقوا

إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق

مثلَ ما يُظْهِرُ، والمسلمُ التامُّ الإسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها،

والمسلمُ الذي أَظهر الإسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة، إلاّ أَن

حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين. وقال الله تعالى حكاية عن إخْوة يوسف

لأَبيهم: ما أَنت بمُؤْمِنٍ لنا ولو كُنّا صادقين؛ لم يختلف أَهل التفسير

أَنّ معناه ما أَنت بمُصدِّقٍ لنا، والأَصلُ في الإيمان الدخولُ في صِدْقِ

الأَمانةِ التي ائْتَمَنه الله عليها، فإذا اعتقد التصديقَ بقلبه كما

صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدّى الأَمانةَ وهو مؤمنٌ، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه

فهو غير مؤدٍّ للأَمانة التي ائتمنه الله عليها، وهو مُنافِقٌ، ومَن زعم

أَن الإيمان هو إظهار القول دون التصديقِ بالقلب فإنه لا يخلو من وجهين

أَحدهما أَن يكون مُنافِقاً يَنْضَحُ عن المنافقين تأْييداً لهم، أَو يكون

جاهلاً لا يعلم ما يقول وما يُقالُ له، أَخْرَجَه الجَهلُ واللَّجاجُ

إلى عِنادِ الحقِّ وتَرْكِ قبولِ الصَّوابِ، أَعاذنا الله من هذه الصفة

وجعلنا ممن عَلِم فاسْتَعْمل ما عَلِم، أَو جَهِل فتعلّم ممن عَلِمَ،

وسلَّمَنا من آفات أَهل الزَّيْغ والبِدَع بمنِّه وكرمه. وفي قول الله عز وجل:

إنما المؤمنون الذين آمَنوا بالله ورسوله ثم لَمْ يرتابوا وجاهَدوا

بأَموالِهِم وأَنفسِهم في سبيل الله أُولئك هم الصادقون؛ ما يُبَيّنُ لك أَن

المؤمنَ هو المتضمّن لهذه الصفة، وأَن مَن لم يتضمّنْ هذه الصفة فليس

بمؤمنٍ، لأَن إنما في كلام العرب تجيء لِتَثْبيتِ شيءٍ ونَفْيِ ما خالَفَه،

ولا قوّةَ إلا بالله. وأَما قوله عز وجل: إنا عَرَضْنا الأَمانةَ على

السموات والأَرضِ والجبالِ فأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ منها

وحمَلَها الإنسانُ إنه كان ظَلُوماً جهولاً؛ فقد روي عن ابن عباس وسعيد بن

جبير أَنهما قالا: الأَمانةُ ههنا الفرائضُ التي افْتَرَضَها الله تعالى

على عباده؛ وقال ابن عمر: عُرِضَت على آدمَ الطاعةُ والمعصيةُ وعُرِّفَ

ثوابَ الطاعة وعِقَابَ المعْصية، قال: والذي عندي فيه أَن الأَمانة ههنا

النِّيّةُ التي يعتقدها الإنسان فيما يُظْهِره باللّسان من الإيمان

ويؤَدِّيه من جميع الفرائض في الظاهر، لأَن الله عز وجل ائْتَمَنَه عليها ولم

يُظْهِر عليها أَحداً من خَلْقِه، فمن أَضْمر من التوحيد والتصديق مثلَ ما

أَظهرَ فقد أَدَّى الأَمانةَ، ومن أَضمَر التكذيبَ وهو مُصَدِّقٌ باللسان

في الظاهر فقد حَمَل الأَمانةَ ولم يؤدِّها، وكلُّ مَنْ خان فيما

اؤتُمِنَ عليه فهو حامِلٌ، والإنسان في قوله: وحملها الإنسان؛ هو الكافر الشاكُّ

الذي لا يُصدِّق، وهو الظَّلُوم الجهُولُ، يَدُلُّك على ذلك قوله:

ليُعَذِّبَ اللهُ المُنافقينَ والمُنافقات والمُشركين والمُشْرِكاتِ ويتوبَ

اللهُ على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً. وفي حديث ابن عباس

قال، صلى الله عليه وسلم: الإيمانُ أَمانةٌ ولا دِينَ لِمَنْ لا أَمانةَ

له. وفي حديث آخر: لا إيمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ له. وقوله عز وجل:

فأَخْرَجْنا مَنْ كان فيها من المؤمنين؛ قال ثعلب: المؤمِنُ بالقلب والمُسلِمُ

باللسان، قال الزجاج: صفةُ المؤمن بالله أَن يكون راجياً ثوابَه خاشياً

عقابه. وقوله تعالى: يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين؛ قال ثعلب: يُصَدِّق

اللهَ ويُصدق المؤمنين، وأَدخل اللام للإضافة، فأَما قول بعضهم: لا تجِدُه

مؤمناً

حتى تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الغضب أَي مؤمِناً عندَ رضاه مؤمناً عند

غضبه. وفي حديث أَنس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: المؤمنُ مَن

أَمِنَه الناسُ، والمسلِمُ من سَلِمَ المسلمون من لِسانه ويَدِه،

والمُهاجِرَ من هَجَر السُّوءَ، والذي نفسي بيده لا يدخلُ رجلٌ الجنة لا

يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه. وفي الحديث عن ابن عمر قال: أَتى رجلٌ رسولَ الله، صلى

الله عليه وسلم، وقال: مَنِ المُهاجرُ؟ فقال: مَنْ هجَر السيئاتِ، قال:

فمَن المؤمنُ؟ قال: من ائْتَمَنه الناس على أَموالِهم وأَنفسهم، قال:

فَمَن المُسلِم؟ قال: مَن سلِمَ المسلمون من لسانِه ويده، قال: فمَن

المجاهدُ؟ قال: مَنْ جاهدَ نفسَه. قال النضر: وقالوا للخليل ما الإيمانُ؟ قال:

الطُّمأْنينةُ، قال: وقالوا للخليل تقول أَنا مؤمنٌ، قال: لا أَقوله،

وهذا تزكية. ابن الأَنباري: رجل مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لله ورسوله. وآمَنْت

بالشيء إذا صَدَّقْت به؛ وقال الشاعر:

ومِنْ قَبْل آمَنَّا، وقد كانَ قَوْمُنا

يُصلّون للأَوثانِ قبلُ، محمدا

معناه ومن قبلُ آمَنَّا محمداً أَي صدَّقناه، قال: والمُسلِم المُخْلِصُ

لله العبادة. وقوله عز وجل في قصة موسى، عليه السلام: وأَنا أَوَّلُ

المؤمنين؛ أَراد أَنا أوَّلُ المؤمنين بأَنّك لا تُرَى في الدنيا. وفي

الحديث: نَهْرانِ مؤمنانِ ونَهْرانِ كافرانِ: أَما المؤمنانِ فالنيلُ

والفراتُ، وأَما الكافران فدِجْلةُ ونهْرُ بَلْخ، جعلهما مؤمنَيْن على التشبيه

لأَنهما يفيضانِ على الأَرضِ فيَسقِيانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ، وجعل

الآخَرَيْنِ كافِرَيْن لأَنهما لا يسقِيانِ ولا يُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة

وكُلفةٍ، فهذان في الخيرِ والنفعِ كالمُؤْمِنَيْنِ، وهذان في قلَّة النفع

كالكافِرَين. وفي الحديث: لا يَزْني الزاني وهو مُؤْمِنٌ؛ قيل: معناه

النَّهْي وإن كان في صورة الخبر، والأَصلُ حذْفُ الياء من يَزْني أَي لا

يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِقُ ولا يَشْرَبْ، فإن هذه الأَفعال لا تليقُ

بالمؤمنين، وقيل: هو وعيدٌ يُقْصَدُ به الرَّدْع، كقوله عليه السلام: لا إيمانَ

لمنْ لا أمانة له، والمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ من لِسانِه ويدِه،

وقيل: معناه لا يَزْني وهو كاملُ الإيمانِ، وقيل: معناه أَن الهوى يُغطِّي

الإيمانَ، فصاحِبُ الهَوى لا يَزني إلاّ هواه ولا ينْظُر إلى إيمانه

الناهي له عن ارتكابِ الفاحشة، فكأَنَّ الإيمانَ في تلك الحالة قد انْعَدم،

قال: وقال ابن عباس، رضي الله عنهما: الإيمانُ نَزِهٌ، فإذا أَذْنَبَ

العبدُ فارَقَه؛ ومنه الحديث: إذا زَنَى الرجلُ خرجَ منه الإيمانُ فكان فوقَ

رأْسه كالظُّلَّةِ، فإذا أَقْلَع رجَع إليه الإيمانُ، قال: وكلُّ هذا

محمول على المجاز ونَفْي الكمالِ دون الحقيقة ورفع الإيمان وإِبْطالِه. وفي

حديث الجارية: أعْتِقُها فإنها مُؤمِنةٌ؛ إنما حكَمَ بإيمانِها بمُجرَّد

سُؤاله إياها: أَين الله؟ وإشارَتِها إلى السماء، وبقوله لها: مَنْ أَنا؟

فأَشارت إليه وإلى السماء، يعني أنْتَ رسولُ الله، وهذا القدر لا يكفي

في ثبوت الإسلام والإيمان دون الإقرار بالشهادَتَيْن والتبرِّي من سائر

الأَديان، وإنما حكم عليه السلام بذلك لأَنه رأى منها أَمارة الإسلام

وكوْنَها بين المسلمين وتحت رِقِّ المُسْلِم، وهذا القدر يكفي علَماً لذلك،

فإن الكافر إذا عُرِضَ عليه الإسلامُ لم يُقْتَصَرْ منه على قوله إني

مُسْلِمٌ حتى يَصِفَ الإسلامَ بكماله وشرائِطه، فإذا جاءنا مَنْ نَجْهَل حالَه

في الكفر والإيمان فقال إني مُسْلِم قَبِلْناه، فإذا كان عليه أَمارةُ

الإسلامِ من هَيْئَةٍ وشارةٍ ودارٍ كان قبولُ قوله أَولى، بل يُحْكَمُ

عليه بالإسلام وإنْ لم يَقُلْ شيئاً. وفي حديث عُقْبة بن عامر: أَسْلم

الناسُ وآمَنَ عمرُو بن العاص؛ كأَنَّ هذا إشارةٌ إلى جماعةٍ آمَنوا معه خوفاً

من السيف وأنَّ عَمْراً كان مُخْلِصاً في إيمانه، وهذا من العامّ الذي

يُرادُ به الخاصّ. وفي الحديث: ما مِنْ نبيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ منَ الآياتِ

ما مثلُه آمَنَ عليه البَشَرُ، وإنما كان الذي أُوتِيتُهُ وحْياً

أَوْحاهُ اللهُ إليَّ أَي آمَنوا عند مُعايَنة ما آتاهم من الآياتِ

والمُعْجِزات، وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ القرآن الذي خُصَّ به، فإنه ليس شيء من

كُتُبِ الله المُنزَّلة كان مُعْجِزاً إلا القرآن. وفي الحديث: مَنْ حَلَف

بالأَمانةِ فليس مِنَّا؛ قال ابن الأَثير: يشبه أَن تكون الكراهةُ فيه لأجل

أَنه أُمِر أَن يُحْلَفَ بأَسماءِ الله وصفاتِه، والأَمانةُ أَمرٌ

من أُمورِه، فنُهُوا عنها من أَجل التسوية بينها وبين أَسماء الله، كما

نُهوا أَن يحلِفوا بآبائهم. وإذا قال الحالفُ: وأَمانةِ الله، كانت

يميناً عند أَبي حنيفة، والشافعيُّ لا يعدُّها يميناً. وفي الحديث:

أَسْتَوْدِعُ الله دينَكَ وأمانتَكَ أَي أَهلك ومَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ منهم،

ومالَكَ الذي تُودِعُه وتستَحْفِظُه أَمِينَك ووكِيلَكَ. والأَمينُ: القويُّ

لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه. وناقةٌ أَمون: أَُمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ، قد

أُمِنَتْ أَن تكون ضعيفةً، وهي التي أُمِنتْ العِثَارَ والإعْياءَ، والجمع

أُمُنٌ، قال: وهذا فعولٌ جاء في موضع مَفْعولةٍ، كما يقال: ناقة عَضوبٌ

وحَلوبٌ. وآمِنُ المالِ: ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ، عنَى

بالمال الإبلَ، وقيل: هو الشريفُ من أَيِّ مالٍ كانَ، كأَنه لو عَقَلَ

لأَمِنَ أَن يُبْذَل؛ قال الحُوَيْدرة:

ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا،

ونُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي.

قولُه: ونَقِي بآمِنِ مالِنا

(* قوله «ونقي بآمن مالنا» ضبط في الأصل

بكسر الميم، وعليه جرى شارح القاموس حيث قال هو كصاحب، وضبط في متن القاموس

والتكملة بفتح الميم).

أَي ونَقِي بخالِصِ مالِنا، نَدَّعي ندعو بأَسمائنا فنجعلها شِعاراً

لنا في الحرب. وآمِنُ الحِلْم: وَثِيقُه الذي قد أَمِنَ اخْتِلاله

وانْحِلاله؛ قال:

والخَمْرُ لَيْسَتْ منْ أَخيكَ، ولـ

ـكنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ

ويروى: تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَي بتامِّه. التهذيب: والمُؤْمنُ مِن

أَسماءِ الله تعالى الذي وَحَّدَ نفسَه بقوله: وإِلهُكم إِلهٌ واحدٌ،

وبقوله: شَهد الله أَنه لا إِله إِلاَّ هو، وقيل: المُؤْمِنُ في صفة الله

الذي آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه، وقيل: المُؤْمن الذي آمَنَ أَوْلياءَ عذابَه،

قال: قال ابن الأَعرابي قال المنذري سمعت أَبا العباس يقول: المُؤْمنُ

عند العرب المُصدِّقُ، يذهب إلى أَنَّ الله تعالى يُصدّق عبادَه المسلمين

يومَ القيامة إذا سُئلَ الأُمَمُ عن تبليغ رُسُلِهم، فيقولون: ما جاءنا

مِنْ رسولٍ ولا نذير، ويكذِّبون أَنبياءَهم، ويُؤْتَى بأُمَّة محمد

فيُسْأَلون عن ذلك فيُصدِّقونَ الماضِينَ فيصدِّقُهم الله، ويصدِّقهم النبيُّ

محمد، صلى الله عليه وسلم، وهو قوله تعالى: فكيفَ إذا جِئْنا بك على هؤُلاء

شهيداً، وقوله: ويُؤْمِنُ للمؤْمنين؛ أَي يصدِّقُ المؤْمنين؛ وقيل:

المُؤْمن الذي يَصْدُق عبادَه، ما وَعَدَهم، وكلُّ هذه الصفات لله عز وجل

لأَنه صَدَّق بقوله ما دعا إليه عبادَه من توحيد، وكأَنه آمَنَ الخلقَ من

ظُلْمِه وما وَعَدَنا من البَعْثِ والجنَّةِ لمن آمَنَ به، والنارِ لمن

كفرَ به، فإنه مصدَّقٌ وعْدَه لا شريك له. قال ابن الأَثير: في أَسماء الله

تعالى المُؤْمِنُ، هو الذي يَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فهو من الإيمانِ

التصديقِ، أَو يُؤْمِنُهم في القيامة عذابَه فهو من الأَمانِ ضدّ الخوف.

المحكم: المُؤْمنُ اللهُ تعالى يُؤْمِنُ عبادَه من عذابِه، وهو المهيمن؛ قال

الفارسي: الهاءُ بدلٌ

من الهمزة والياء مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج؛ وقال ثعلب: هو المُؤْمِنُ

المصدِّقُ لعبادِه، والمُهَيْمِنُ الشاهدُ على الشيء القائمُ عليه.

والإيمانُ: الثِّقَةُ. وما آمنَ أَن يَجِدَ صَحابةً أَي ما وَثِقَ، وقيل:

معناه ما كادَ. والمأْمونةُ من النساء: المُسْتراد لمثلها. قال ثعلب: في

الحديث الذي جاء ما آمَنَ بي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ؛ معنى ما آمَنَ

بي شديدٌ أَي ينبغي له أَن يُواسيَه. وآمينَ وأَمينَ: كلمةٌ تقال في

إثْرِ الدُّعاء؛ قال الفارسي: هي جملةٌ

مركَّبة من فعلٍ واسم، معناه اللهم اسْتَّجِبْ لي، قال: ودليلُ ذلك أَن

موسى، عليه السلام، لما دعا على فرعون وأَتباعه فقال: رَبَّنا اطْمِسْ

على أَموالِهِم واشْدُدْ على قلوبهم، قال هرون، عليه السلام: آمِينَ،

فطبَّق الجملة بالجملة، وقيل: معنى آمينَ كذلك يكونُ، ويقال: أَمَّنَ الإمامُ

تأْميناً إذا قال بعد الفراغ من أُمِّ الكِتاب آمين، وأَمَّنَ فلانٌ

تأْميناً. الزجاج في قول القارئ بعد الفراغ من فاتحة الكتاب آمينَ: فيه

لغتان: تقول العرب أَمِينَ بِقَصْرِ الأَلف، وآمينَ بالمد، والمدُّ أَكثرُ،

وأَنشد في لغة مَنْ قَصَر:

تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ، إذ سأَلتُه

أَمينَ، فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا

وروى ثعلب فُطْحُل، بضم الفاء والحاء، أَرادَ زادَ اللهُ ما بيننا

بُعْداً أَمين؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

سَقَى الله حَيّاً بين صارةَ والحِمَى،

حِمَى فَيْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ

أَمِينَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إليهمُ

بِخَيْرٍ، ووَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ

وقال عُمَر بن أَبي ربيعة في لغة مَنْ مدَّ آمينَ:

يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً،

ويرْحمُ اللهُ عَبْداً قال: آمِينا

قال: ومعناهما اللهمَّ اسْتَجِبْ، وقيل: هو إيجابٌ ربِّ افْعَلْ قال:

وهما موضوعان في موضع اسْمِ الاستحابةِ، كما أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ

سُكوتٍ، قال: وحقُّهما من الإعراب الوقفُ لأَنهما بمنزلة الأَصْواتِ إذا كانا

غيرَ مشتقين من فعلٍ، إلا أَن النون فُتِحت فيهما لالتقاء الساكنين ولم

تُكسر النونُ لثقل الكسرة بعد الياء، كما فتحوا أَينَ وكيفَ، وتشديدُ

الميم خطأٌ، وهو مبنيٌ على الفتح مثل أَينَ وكيف لاجتماع الساكنين. قال ابن

جني: قال أَحمد ابن يحيى قولهم آمِينَ هو على إشْباع فتحةِ الهمزة، ونشأَت

بعدها أَلفٌ، قال: فأَما قول أَبي العباس إنَّ آمِينَ بمنزلة عاصِينَ

فإنما يريدُ به أَن الميم خفيفة كصادِ عاصِينَ، لا يُريدُ به حقيقةَ الجمع،

وكيف ذلك وقد حكي عن الحسن، رحمه الله، أَنه قال: آمين اسمٌ من أَسماء

الله عز وجل، وأَين لك في اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير؟ وقال مجاهد:

آمين اسم من أَسماء الله؛ قال الأَزهري: وليس يصح كما قاله عند أَهل

اللغة أَنه بمنزلة يا الله وأَضمر اسْتَجِبْ لي، قال: ولو كان كما قال

لرُفِعَ إذا أُجْرِي ولم يكن منصوباً. وروى الأَزهري عن حُمَيْد بن عبد الرحمن

عن أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بنت عُقبة في قوله تعالى: واسْتَعِينوا

بالصَّبْرِ والصَّلاةِ، قالت: غُشِيَ على عبد الرحمن بن عوفٍ غَشيةَ ظَنُّوا

أَنَّ نفْسَه خرجت فيها، فخرجت امرأَته أُم كلثوم إلى المسجد تسْتَعين بما

أُمِرَتْ أَن تسْتَعينَ به من الصَّبْرِ والصَّلاةِ، فلما أَفاقَ قال:

أَغُشِيَ عليَّ؟ قالوا: نعمْ، قال: صدَقْتُمْ، إنه أَتاني مَلَكانِ في

غَشْيَتِي فقالا: انْطلِقْ نحاكِمْكَ إلى العزيز الأَمين، قال: فانطَلَقا بي،

فلقِيَهُما مَلَكٌ آخرُ فقال: وأَين تُرِيدانِ به؟ قالا: نحاكمه إلى

العزيز الأمين، قال: فارْجِعاه فإن هذا ممن كتَب الله لهم السعادةَ وهم في

بطون أُمَّهاتهم، وسَيُمَتِّعُ الله به نبيَّه ما شاء الله، قال: فعاش

شهراً ثم ماتَ. والتَّأْمينُ: قولُ آمينَ. وفي حديث أَبي هريرة: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، قال: آمين خاتَمُ ربِّ العالمين على عباده المؤمنين؛

قال أَبو بكر: معناه أَنه طابَعُ الله على عبادِه لأَنه يَدْفعُ به عنهم

الآفات والبَلايا، فكان كخاتَم الكتاب الذي يَصُونه ويمنع من فسادِه

وإظهارِ ما فيه لمن يكره علمه به ووُقوفَه على ما فيه. وعن أَبي هريرة أَنه

قال: آمينَ درجةٌ في الجنَّة؛ قال أَبو بكر: معناه أَنها كلمةٌ يكتَسِبُ

بها قائلُها درجةً

في الجنة. وفي حديث بلال: لا تسْبِقْني بآمينَ؛ قال ابن الأَثير: يشبه

أَن يكون بلالٌ كان يقرأُ الفاتحةَ في السَّكتةِ الأُولى من سكْتَتَي

الإمام، فربما يبقى عليه منها شيءٌ ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد فرَغ

من قراءتِها، فاسْتَمْهَلَه بلال في التأْمينِ بِقَدْرِ ما يُتِمُّ فيه

قراءةَ بقيَّةِ السورة حتى يَنَالَ بركةَ موافَقتِه في التّأْمين.

Expand
أ م ن: (الْأَمَانُ) وَ (الْأَمَنَةُ) بِمَعْنًى، وَقَدْ (أَمِنَ) مِنْ بَابِ فَهِمَ وَسَلِمَ وَ (أَمَانًا) وَ (أَمَنَةً) بِفَتْحَتَيْنِ فَهُوَ (آمِنٌ) وَ (آمَنَهُ) غَيْرُهُ مِنَ (الْأَمْنِ) وَ (الْأَمَانِ) . وَ (الْإِيمَانُ) التَّصْدِيقُ وَاللَّهُ تَعَالَى (الْمُؤْمِنُ) لِأَنَّهُ (آمَنَ) عِبَادَهُ مِنْ أَنْ يَظْلِمَهُمْ. وَأَصْلُ آمَنَ أَأْمَنَ بِهَمْزَتَيْنِ لُيِّنَتِ الثَّانِيَةُ، وَمِنْهُ الْمُهَيْمِنُ وَأَصْلُهُ مُؤَأْمِنٌ لُيِّنَتِ الثَّانِيَةُ وَقُلِبَتْ يَاءً كَرَاهَةَ اجْتِمَاعِهِمَا وَقُلِبَتِ الْأُولَى هَاءً كَمَا قَالُوا أَرَاقَ الْمَاءَ وَهَرَاقَهُ. وَ (الْأَمْنُ) ضِدُّ الْخَوْفِ وَ (الْأَمَنَةُ) الْأَمْنُ كَمَا مَرَّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمَنَةً نُعَاسًا} [آل عمران: 154]
وَالْأَمَنَةُ أَيْضًا الَّذِي يَثِقُ بِكُلِّ أَحَدٍ وَكَذَا الْأُمَنَةُ بِوَزْنِ الْهُمَزَةِ. وَ (أَمِنَهُ) عَلَى كَذَا وَ (أْتَمَنَهُ) بِمَعْنًى وَقُرِئَ {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} [يوسف: 11] بَيْنَ الْإِدْغَامِ وَالْإِظْهَارِ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: وَالْإِدْغَامُ أَحْسَنُ وَتَقُولُ (اؤْتُمِنَ) فُلَانٌ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَإِنِ ابْتَدَأْتَ بِهِ صَيَّرْتَ الْهَمْزَةَ الثَّانِيَةَ وَاوًا وَتَمَامُهُ فِي الْأَصْلِ. وَ (اسْتَأْمَنَ) إِلَيْهِ دَخَلَ فِي أَمَانِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 3] . قَالَ الْأَخْفَشُ: يُرِيدُ الْبَلَدَ الْآمِنَ وَهُوَ مِنَ الْأَمْنِ. قَالَ: وَقِيلَ: (الْأَمِينُ وَالْمَأْمُونُ) . وَ (أَمِينَ) فِي الدُّعَاءِ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ وَتَشْدِيدُ الْمِيمِ خَطَأٌ وَقِيلَ مَعْنَاهُ كَذَلِكَ فَلْيَكُنْ وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ مِثْلُ أَيْنَ وَكَيْفَ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وَتَقُولُ مِنْهُ (أَمَّنَ) فُلَانٌ (تَأْمِينًا) . 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.