فتق: الفَتْق: خلاف الرَّتْق. فَتَقَهُ يَفْتُقُه ويَفْتِقُه فَتْقاً:
شقه؛ قال:
ترى جَوَابها بالشحم مَفْتُوقا
إِنما أَراد مفتوقة فأَوقع الواحد موقع الجماعة. وفَتَّقهُ تَفْتيِقاً
فانْفتَقَ وتَفَتَّق. والفَتْقُ: الخَلَّةُ من الغيم، والجمع فُتُوق؛ قال
أَبو محمد الحذلمي:
إِنَّ لها في العامِ ذي الفُتُوقِ،
وزَلَلِ النيَّةِ والتَّصْفِيقِ،
رِعْيةَ ربٍّ ناصحٍ شَفِيقِ،
يَظَلُّ تحت الفَنَنِ الوَرِيقِ،
يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْروقِ
قوله لها يعني للإِبل، ذو الفُتُوق: القليل المطر، وزَلَلُ النيَّة: أَن
تَزِلَّ من موضع إِلى موضع لطلب الكَلأِ، والنيَّةُ: حيث يُنْوى من
نواحي البلاد، والمِحْجَنُ: شيء يجذب به أَغصان الشجر لتقرب من الإِبل
فتأْكل منها، فإِذا سئم ربط في أَسفل المِحْجَن عقالاً ثم جعله في ركبته،
والمَحْروق: الذي انقطعتِ حارقته. وأَفْتَقَ القومُ: تَفَتَّق عنهم الغيم.
وأَفْتَقَ قَرْنُ الشمس: أَصاب فَتْقاً من السحاب فبدا منه؛ قال الراعي:
تُرِيكَ بياضَ لَبَّتِها ووَجْهاً،
كقَرْنِ الشمس، أَفْتَقَ ثم زَالا
والفِتَاقُ: الشمس حين يُطْبقُ عليها ثم يبدو منها شيء.
والفَتَقَةُ: الأَرض التي يصيب ما حولها المطر ولا يصيبها. وأَفْتَقْنا:
لم تُمْطَر بلادُنا ومُطِرَ
غيرُنا؛ عن ابن الأَعرابي، وحكي: خرجنا فما أَفْتَقْنا حتى وردنا
اليمامة، ولم يفسره، فقد يكون من قوله أَفْتَقَ
القوم إِذا تَفَتَّقَ عنهم الغيم، وقد يكون قولهم أَفْتَقْنا إِذا لم
تُمْطَر بلادُنا ومُطِر غيرُها. والفَتْقُ: الموضع الذي لم يمطر. وفي حديث
مسيره إِلى بدر: خرج حتى أَفْتَقَ بين الصَّدْمتين أَي خرج من مَضيق
الوادي إِلى المُتَّسع. وأَفْتَقَ السحابُ إِذا انفرج. وأَفْتَقْنا: صادفنا
فَتْقاً أَي موضعاً لم يمطر وقد مُطِرَ ما حوله؛ وأَنشد:
إِنَّ لها في العام ذي الفُتوقِ
والفَتَقُ: الصبح. وصبح فَتِيقٌ: مُشرق. التهذيب: والفَتْق انفلاق
الصبح؛ قال ذو الرمة:
وقد لاحَ للسَّارِي الذي كَمَّل السُّرَى،
على أُخْرَياتِ الليل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ
والفَتِيقُ
اللسانِ: الحُذَاقيّ الفصيح. ورجل فَتِيقُ اللسان، على فعيل: فصيحُه
حَدُِيدُه. ونَصْلٌ فَتِيق: حديد الشَّفْرتين جُعِلَ له شُعْبتان كأَنَّ
إِحداهما فُتِقَتْ من الأخرى؛ وأَنشد:
فَتِيقَ الغِرَارَينِ حَشْراً سَنينَا
وسيف فَتِيقٌ إِذا كان حادّاً؛ ومنه قوله: كنَصْل الزَّاعِبيّ فَتِيق.
وفَتَقَ فلان الكلام وبَجَّه إِذا قوَّمه ونقْحه. وامرأَة فُتُق، بضم
الفاء والتاء: مُتَفَتِّقَة بالكلام. والفَتَقُ، بالتحريك: مصدر قولك امرأَة
فَتْقاء، وهي المُنْفَتِقةُ الفرج خلاف الرَّتْقاء. أَبو الهيثم:
الفَتْقاءُ من النساء التي صار مَسْلَكاها واحداً وهي الأَتُومُ. ابن السكيت:
امرأَة فُتُق للتي تفتق في الأُمور؛ قال ابن أَحمر:
ليْسَت بشَوْشَاةِ الحديثِ، ولا
فُتُق مُغَالبة على الأَمْرِ
والفِتاقُ: انْفِتاقُ الغيم عن الشمس في قوله:
وفَتَاة بَيْضاء ناعمة الجِسْـ
ـمِ لَعُوب، ووَجْهُها كالفِتاق
وقيل: الفِتاقُ أَصل اللِّيف والأَبيض يشبِّه به الوجه لنقائه وصفائه،
وقيل: الفِتاقُ أَصل الليف الأَبيض الذي لم يظهر.
والفَتْق: انشقاق العَصا ووقوع الحرب بين الجماعة وتصدُّع الكلمة. وفي
الحديث: لا تَحِلُّ المسأَلة إِلاَّ في حاجة أَو فَتْق. التهذيب: والفَتْق
شقُّ عصا المسلمين بعد اجتماع الكلمة من قِبَل حَرْب في ثَغْرٍ أَو غير
ذلك؛ وأَنشد:
ولا أَرى فَتْقَهُمْ في الدِّينِ يَرْتَتِقُ
وفي الحديث: يسأَل الرجل في الجَائِحة أَو الفَتْق أَي الحرب يكون بين
القوم وتقع فيها الجراحات والدماء، وأَصله الشَّقُّ والفتح، وقد يراد
بالفَتْق نقض العهد؛ ومنه حديث عروة بن مسعود: اذهب فقد كان فَتْقٌ بين
جُرَش. وأفْتَقَ الرجل إِذا أَلحت عليه الفُتُوق، وهي الآفات من جوع وفقر
ودَيْنٍ. والفَتْقُ: علَّة أَو نُتُوٌّ في مراقّ البطن. التهذيب: الفَتْقُ
يصيب الإِنسان في مراقّ بطنه يَنْفِتِقُ الصِّفاق الداخل. ابن بري:
والفَتْق، هو انفتاق المثانةِ، ويقال: هو أَن يَنْفَتِقَ الصِّفاق إِلى داخل،
وكان الأَزهري يقول: هو الفَتَق، بفتح التاء، وفي حديث زيد بن ثابت: في
الفَتَق الدية؛ قال الهروي: هكذا أَقرأَنيه الأَزهري بفتح التاء. وفي صفته ،
صلى الله عليه وسلم: كان في خاصرتيه انْفِتاق أَي اتساع، وهو محمود في
الرجل مذموم في النساء. والفَتْق: أَن تَنْشق الجلدة التي بين الخُصْية
وأَسفل البطن فتقع الأَمْعاء في الخصية. والفَتَقُ: الخصب، سمِّي بذلك
لانشقاق الأرض بالنبات؛ قال رؤبة:
تأْوي إِلى سَفْعاءَ كالثوب الخَلَقْ،
لم تَرْجُ رِسْلاً بعد أَعوامِ الفَتَقْ
أَي بعد أَعوام الخِصْب، تقول منه: فَتِقَ، بالكسر. وعام الفَتَق: عام
الخصب. وقد أَفْتَقَ القوم إِفْتاقاً إِذا سمنت دوابهم فَتَقَتَّقَت.
وتَفَتَّقَت خواصر الغنم من البقل إِذا اتسعت من كثرة الرعي. وبعير فَتِيقٌ
وناقة فَتِيقٌ أَي تَفَتَّقَتْ في الخصب، وقد فَتِقَتْ تَفْتَقُ فَتَقاً.
وعام فَتِقٌ: خصيب. وانْفَتَقَت الماشية وتَفَتَّقَتْ: سمنت. وجمل
فَتِيقٌ إِذا تَفَتَّقَ سمناً. وفي حديث عائشة: فمُطِروا حتى نبت العُشْب وسمنت
الإِبل حتى تَفَتَّقَتْ
أَي انتفخت خواصرها واتسعت من كثرة ما رعت، فسمي عام الفَتَقِ أَي
الخصب. الفراء: أَفْتَقَ الحيُّ إِذا أَصاب إِبلهم الفَتَقُ، وذلك إِذا
انْفَتَقَتْ خواصرها سِمَناً
فتموت لذلك وربما سلمت. وفي الحديث ذكر فُتُق، هو بضمتين: موضع في طريق
تَبَالة، سلكه قُطْبة بن عامر لما وجهه رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
ليُغير على خَثْعَم سنة تسع. والفَتَقُ: داءٌ يأْخذ الناقة بين ضرعها
وسرتها فَتَنْفَتِقُ وذلك من السمن. أَبو زيد: انْفَتَقَت الناقة
انْفِتاقاً، وهو الفَتَقُ، وهو داءٌ يأْخذها ما بين ضرعها وسرتها، فربما أَفْرَقَتْ
وربما ماتت وذلك من السمن، وقيل: الفَتَقُ انفتاق الصِّفاق إِلى داخل في
مراقِّ البطن وفيه الدية، وقال شريح والشعبي: فيه ثلث الدية، وقال مالك
وسفيان: فيه الاجتهاد من الحاكم، وقال الشافعي: فيه الحُكُومة، وقيل: هو
أَن ينقطع اللحم المشتمل على الأُنْثَيَيْنِ.
وفَتَق الخياطة يَفْتِقُها. الفراء في قوله تعالى: كانتا رَتْقاً
فَفَتْقَناهما، قال: فُتِقَتِ السماءُ بالقَطْر والأَرض بالنبات، وقال الزجاج:
المعنى أَن السموات كانت سماء واحدة مُرْتَتِقةً ليس فيها ماء فجعلها
الله غير واحدة، ففَتَقَ الله السماء فجعلها سبعاً وجعل الأَرض سبع أَرضين،
قال: ويدل على أَنه يريد بفَتْقِِها
كَوْنَ المطر قوله: وجعلنا من الماء كل شيء حيّ. ابن الأَعرابي: أَفْتَق
القمرُ إِذا برز بين سحابتين سوادوين، وأَفْتَقَ
الرجل إِذا استاك بالفِتَاقِ، وهو عرجون الكِباسَةِ، وفَتَقَ الطّيب
يَفْتُقه فَتْقاً: طيَّبه وخلطه بعود وغيره، وكذلك الدهن؛ قال الراعي:
لها فَأْرةٌ ذَفْرَاءً كل عشيّةٍ،
كما فَتَقَ الكافورَ بالمِسْكِ فاتِقُه
ذكر إِبلاً رعت العشب وزَهْرته وأَنها نَدِيَتْ جلودها ففاحت رائحة
المسك. والفِتاقُ: ما فُتِقَ به. وفَتْقُ المسك بغيره: استخراج رائحته بشيء
تدخله عليه، وقيل: الفِتَاقُُ أَخلاط من أَدوية مدقوقة تُفْتَقُ أَي تخلط
بدهن الزِئْبَقِ كي تفوح ريحه، والفِتاقُ: أَن تَفْتُق المسك بالعنبر.
ويقال: الفِتاقُ ضرب من الطِّيب، ويقال طيب الرائحة؛ قال الشاعر:
وكأَن الأَرْيَ المَشُورَ مع الخَمْـ
ـرِ بفِيها، يَشُوب ذاك فِتاقُ
وقال آخر:
علَّلَتْهُ الذَّكِيَّ والمِسْكَ طَوْراً،
ومن البْان ما يكون فِتاقا
والفِتاق: خَمِيرة ضخمة لا يَلْبَثُ العجين إِذا جعل فيه أَن يُدْرِكَ،
تقول: فَتَقْتُ العجين إِذا جعلت فيه فِتاقاً؛ قال ابن سيده: والفِتاقُ
خمير العجين، والفعل كالفعل.
والفَيْتَقُ: النَجّار، وهو فَيْعَل؛ قال الأَعشى:
ولا بدَّ من جَارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها،
كما سَلَك السَّكِّيَّ في الباب فَيْتَقُ
والسَّكِّيّ: المسمار. والفَيْتَقُ: البوّاب، وقيل الحدّاد؛ التهذيب:
يقال للمِلك فَيْتَق؛ ومنه قول الشاعر:
رأَيت المَنَايَا لا يُغَادِرْنَ ذا غِنىً
لِمالٍ، ولا ينجو من الموت فَيْتَقُ
وفِتاق: اسم موضع؛ قال الحرب بن حلزمة:
فمُحَيَّاة فالصِّفَاح، فأَعنا
ق فِتَاق، فعَاذِب فالوَفَاء
(* روي هذا البيت في معلقة الحرث بن حلّزة على هذه الصورة:
فالمُحَيَّاةُ، فالصفاحُ، فأعْلى * ذي فِتاقٍ، فعاذبٌ، فالوفاءُ).
فرِيَاض القَطَآ فأَودية الشُرْ
بُب، فالشُّعْبَتان فالأَبْلاء