رذم: رَذَمَ أنفُه يَرْذُمُ ويَرْذِمُ رَذْماً ورَذَماناً: قطر؛ قال كعب
بن زهير:
ما ليَ منها، إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ،
ومن أُوَيْسٍ، إذا ما أَنْفُهُ رَذَما
وناقة راذِمٌ إذا دفعت باللبن.
والرَّذُومُ: السائل من كل شيء. وقَصعة رَذُومٌ: مَلأى تصبّب جوانبُها
حتى إن جوانبها لتَنْدى أو كأنها تَسيلُ دَسَماً لامتلائها، والجمع
رُذُمٌ؛ قال أُمَيَّة بن أبي الصَّلْتِ يمدح عبد الله بن جُذْعانَ:
له داعٍ بمكة مُشْمَعِلٌّ،
وآخرُ فَوْقَ دارَتِه ينادي
إلى رُذُمٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ
لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ
الجوهري: وجِفانٌ رُذُمُ ورَذَمٌ مثل عَمُودٍ وعُمُدٍ وعَمَدٍ، ولا تقل
رِذَمٌ، وقد رَذِمَتْ تَرْذَمُ رَذَماً وأَرْذَمَتْ، قال: وقلما يستعمل
إلا بفعل مجاوز مثل أرْذَمَتْ؛ وقوله:
أعني ابنَ لَيْلى عبدَ العزيزِ بِبا
بِ الْيُونِ تَغْدُو جِفانُه رَذَما
قال ابن سيده: كذا رواه الأصمعي، سماها بالمصدر، ورواه غيره رُذُماً جمع
رَذُوم. قال أبو الهيثم: الرَّذُوم القَطُر من الدَّسَم، وقد رَذَمَ
يَرْذِمُ إذا سال. الجوهري: رَذَمَ الشيءُ سال وهو ممتلئ. وفي حديث عبد
الملك بن عمير: في قُدور رَذِمة أي مُتَصَبِّبة من الامْتلاء. والرَّذْمُ:
القَطر والسَّيلان. وجَفْنة رَذوم وجِفان رُذُم: كأنها تسيل دسماً
لامتلائها. وفي حديث عطاء في الكيل: لا دَقَّ ولا رَذْم ولا زَلْزَلَة؛ هو أن
يملأ المِكيال حتى يجاوِز رأْسه. وكِسْر رَذُوم: يسيل وَدَكُه؛ قال:
وعاذِلةٍ هَبَّت بَليلٍ تَلُومُني،
وفي كفِّها كِسْرٌ أبَحُّ رَذُومُ
الأَبحُّ: العظيم الممتلئ من المُخّ، والجفنة إذا ملئت شَحماً ولحماً
فهي جَفنة رَذُوم، وجِفان رُذُم. ابن الأَعرابي: الرُّذُم الجفان الملأَى،
والرُّذُم الأَعضاء المُمِخَّة؛ وأنشد غيره:
لا يملأ الدلْوَ صُبابات الوَذَمْ،
إلاّ سِجالٌ رَذَمٌ على رَذَمْ
قال الليث: الرَّذَم ههنا الامتلاء، والرَّذَم الاسم، والرَّذْم المصدر،
والرَّذْم والرُّذام الفَسْلُ. وأرْذم على الخمسين: زاد.