ضبن: الضِّبْنُ: الإِبْطُ وما يليه. وقيل: الضِّبْنُ، بالكسر، ما بين
الإِبط والكَشْح، وقيل: ما تحت الإِبط والكَشْح، وقيل: ما بين الخاصرة
ورأْس الورك، وقيل: أَعلى الجَنْب. وضَبَنَ الرجلَ وغيره يَضْبُنُه ضَبْناً:
جعله فوق ضِبْنِه. واضْطَبَنَ الشيءَ: حمله في ضِبْنِه أَو عليه، وربما
أَخذه بيده فرفعه إلى فُوَيْقِ سُرَّته، قال: فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثم
الضَّبْنُ ثم الحَضْنُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للكميت:
لما تفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِه،
آواه في ضِبْنِ مَضْبُوٍّ به نَصَبُ
(* قوله «في ضبن مضبوّ» الذي في التهذيب: مضيّ). قال ابن الأَعرابي: أَي
تفَلَّق عن فرخ الظليم قَيْضُ بيضته آواه الظليمُ ضِبْنَ جناحه. وضَبَأَ
الظليمُ على فرخه إذا جَثَمَ عليه؛ وقال غيره: ضِبْنه الذي يكون فيه؛
وقال:
ثم اضْطَبَنْتُ سلاحي تحت مَغْرضِها،
ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيفِ إذا شَسَفَا
أَي احتَضَنْتُ سلاحي. وأَضْبَنْتُ الشيءَ واضْطبَنتُه: جعلته في
ضِبْني. أَبو عبيد: أَخذه تحت ضِبْنِه إذا أَخذه تحت حِضْنِه. وفي الحديث: فدعا
بمِيضأَة فجعلها في ضِبْنِه أَي حِضْنه. وفي حديث عمر، رضي الله تعالى
عنه: أَن الكعبة تَفِيءُ على دار فلان بالغَداة وتَفيءُ على الكعبة
بالعَشِيِّ، وكان يقال لها رَضِيعة الكعبة، فقال: إن داركم قد ضَبَنتِ الكعبةَ
ولا بُدَّ لي من هَدْمها أَي أَنها لما صارت الكعبة في فَيْئها
بالعَشِيِّ كانت كأَنها قد ضَبَنَتْها، كما يَحْمِل الإنسانُ الشيءَ في ضِبْنه.
وأَخذَ في ضِبْنٍ من الطريق أَي في ناحية منه؛ وأَنشد:
فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تحتَ ضِبْنِه،
كما دَسَّ راعي الذَّوْدِ في حِضْنِه وَطبَا
وقال أَوس:
أُحَيْمِرَ جَعْداً عليه النُّسُو
رُ، في ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْكَسِرْ
أَي في جَنْبه. وفي حديث ابن عمر: يقول القبرُ يا ابنَ آدم قد حُدِّرتَ
ضِيقي ونَتْني وضِبْني أَي جنبي وناحيتي، وجمع الضِّبْن أَضبان؛ ومنه
حديث شُمَيط: لا يَدْعُوني والخطايا بين أَضبانهم أَي يَحْمِلون الأَوزار
على جُنُوبهم، ويروى بالثاء المثلثة، وهو مذكور في موضعه. وفلان في ضِبْنِ
فلان وضَبينته أَي ناحيته وكنَفِه. والضُّبْنة: أَهل الرجل لأَنه
يَضْبِنُها في كنَفِه، معناه يُعانقها؛ وفي التهذيب: لأَنه يَضْطَبِنُها في
كنَفِه. وضَبِنَهُ الرجل: حَشَمُه. وعليه ضِبْنةٌ
من عيال، بكسر الضاد وسكون الباء، أَي جماعة. ابن الأَعرابي: ضُبْنة
الرجل وضَبْنَتُه وضَبِنَتُه خاصَّتُه وبِطانَتُه وزافِرَتُه، وكذلك
ظاهِرَته وظِهارتُه. قال الفراء: نحن في ضُبْنه وفي حَريمه وظِلِّه وذِمَّتِه
وخُفارته وخْفْرته وذَراه وحِماه وكَنَفِه وكَنَفَتِه بمعنى واحد. وفي حديث
ابن عباس: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا سافر قال اللهم إني
أَعوذ بك من الضِبُّنْة في السَّفَر والكآبة في المُنْقَلَب، اللهم
اقْبِضْ لنا الأَرضَ وهَوِّنْ علينا السَّفَر، اللهم أَنت الصاحبُ في السَّفر
والخليفةُ في الأَهل؛ الضُِّبْنةُ: ما تحت يَدِك من مالٍ وعيالٍ تهتم به
ومن تلزمك نفقته، سُمُّوا ضُبْنةً لأَنهم في ضِبنَ من يَعُولهم،
تَعَوَّذَ بالله من الضِّبْنة كثرة العيال والحَشَم في مَظِنَّة الحاجة، وهو
السفر، وقيل: تَعوَّذ من صُحْبة من لا غَناء فيه ولا كِفاية من الرِّفاق،
إنما هو كَلٌّ وعِيالٌ
على من يُرافِقُه. وضِبْنةُ الرجل: خاصته وبِطانتُه وعياله، وكذلك
الضَّبِنة، بفتح الضاد وكسر الباء. والضَّبَنُ: الوَكْسُ؛ قال نوح بن جرير:
وهو إلى الخَيراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ،
يَجْري إليه اسابِقاً لا ذا ضَبَنْ
والضَّبْنةُ: الزَّمانة. ورجل ضَبِنٌ: زَمِنٌ. وقد أَضْبَنَه الداء:
أَزمنه؛ قال طُرَيْحٌ:
وُلاةٌ حُماة، يَحْسِمُ اللهُ ذو القُوَى
بهم كُلَّ داءٍ يُضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ
والمضْبُون: الزَّمِنُ، ويشبه قلب الباء من الميم. وضَبَنَه يَضْبِنُه
ضَبْناً: ضربه بسيف أَو عصا أَو حَجَر فقطع يده أَو رجله أَو فقأَ عينه.
قال اللحياني: وحكى لي رجل من بني سعد عن أَبي هِلال ضَبَنْت عنا
هَدِيَّتَك وعادَتك أَو ما كان من معروف تَضْبِنها ضَبْناً كَصَبَنْتَها، والصاد
أَعلى، وهو قول الأَصمعي. قال: وحقيقة هذا صَرَفْتَ هديَّتَك ومعروفك عن
جيرانك ومعارفك إلى غيرهم، وفي النوادر: ماء ضَبْنٌ ومَضْبون ولَزْنٌ
ومَلزون ولَزِنٌ وضَبِنٌ إذا كان مَشْفوهاً
لا فضل فيه. ومكان ضَبْن أَي ضيق. وضَبِينةُ: اسم. وبنو ضابِنٍ وبنو
مُضابِنِ: حيَّان. قال ابن بري: ضَبِينةُ حيّ من قيس؛ وأَنشد سيبويه للبيد:
فَلَتَصْلُقَنَّ بني ضَبِينةَ صَلْقةً
تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ.
وذكر الأَزهري في هذه الترجمة: الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ القوي، ومنهم
من يقول ضُوبانُ. قال أَبو منصور: من قال ضُوبان جعله من ضابَ يَضُوبُ.