(هيه) - الحديث : "هِيهِ"
: بِمعنَى إيهِ، أي حَدِّثْنَا.
: بِمعنَى إيهِ، أي حَدِّثْنَا.
هـ ي هـ: (هَيْهَاتَ) كَلِمَةُ تَبْعِيدٍ وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْفَتْحِ، وَنَاسٌ يَكْسِرُونَهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ.
هـيهـ
هِيهِ [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر بمعنى زدني من حديثك المعهود، فإذا قلت: هيهٍ بالتنوين فقد استزدته من أيّ حديث.
هِيهِ [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر بمعنى زدني من حديثك المعهود، فإذا قلت: هيهٍ بالتنوين فقد استزدته من أيّ حديث.
هيه
هِيهَ and هِيهِ and هِيهٍ: see إِيهَ and ايهِ and إِيهٍ
هَيْهَاتَ كَذَا Far, or far from being believed or from the truth, is such a thing; as also هَيْهَاتَ لِكَذَا: or the latter means remoteness, or remoteness from being believed or from the truth, is to be attributed to such a thing: هَيْهَاتَ followed by لِ means بَعُدَ, (Jel, in xxiii. 38,) or بَعُدَ التَّصْدِيقُ or الصِّحَّةُ: (Bd, ibid:) or البُعْدُ: (Bd, ibid, TA:) and without لِ after it, it denotes the pronouncing [a thing] remote. (TA.) See أَيْهَاتَ. b2: هَيْهَات denotes one's deeming a thing remote, or improbable, and despairing of it; and means بَعُدَ جِدًّا [Very far, &c.], or ما أَبْعَدَ [How far, &c.]; implying more than بَعُدَ though we render it by this word. (Kull, p. 382.)
[هيه] نه: فيه: يا صخر! "هيه" فقلت: هيها! هيه بمعنى إيه، وهو اسم فعل وهو بغير تنوين أمر باستزادة حديث معهود، وبه لغير معهود، وإيها - بالنصب للتسكين والكف، ومعناه أن أمية قال لأبي سفيان: زدني من حديثكن فقال له: كف عن ذلك. ك: هيه - بكسر هاء أولى لاستزادة حديث أو فعل وقد يحذف الهاء الثانية، ومنه: هي يا ابن الخطاب! أو هي ضمير أي القصة هذه. ط: هيه- استزادة لشعر أمية لأنه كان تقيًا ترهب قبل الإسلام وكان حريصًا على استعلام النبي الموعود من العرب وكان يرجو أن يكون نفسه فلما اخبر أنه من قريش منعه الحسد من الإيمان به. و"هيهات" كلمة تبعيد، مبني على الفتح وقد يكسر، وقد يقال: أيهات.
بسم الله الرحمن الرحيم
: باب يأ
بسم الله الرحمن الرحيم
: باب يأ
[هيه] هَيْهاتَ: كلمة تبعيد. قال جرير: فَهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأهلُهُ * وهيهات خل بالعقيق نحاوله والتاء مفتوحة مثل كيف، وأصلها هاء، وناس يكسرونها على كل حال بمنزلة نون التثنية. وقال الراجز يصف إبلا قطعت بلادا حتى صارت في القفار: يصبحن بالقفر أتاويات * هيهات من مصبحها هيهات هيهات حجر من صنيبعات * وقد تُبدل الهاء الأولى همزة فيقال أيهات، مثل هراق وأراق. قال:
أيهات منك الحياة أيهاتا * قال الكسائي: ومن كسر التاء وقف عليها بالهاء فقال هيهاه، ومن نصبها وقف بالتاء وإن شاء بالهاء. وقال الاخفش: يجوز في هيهات أن تكون جماعة فتكون التاء التى فيها تاء الجمع التى للتأنيث. قال: ولا يجوز ذلك في اللات والعزى، لان لات وكيت لا يكون مثلها جماعة، لان التاء لا تزاد في الجماعة إلا مع الالف , وإن جعلت الالف والتاء زائدتين بقى الاسم على حرف واحد.
أيهات منك الحياة أيهاتا * قال الكسائي: ومن كسر التاء وقف عليها بالهاء فقال هيهاه، ومن نصبها وقف بالتاء وإن شاء بالهاء. وقال الاخفش: يجوز في هيهات أن تكون جماعة فتكون التاء التى فيها تاء الجمع التى للتأنيث. قال: ولا يجوز ذلك في اللات والعزى، لان لات وكيت لا يكون مثلها جماعة، لان التاء لا تزاد في الجماعة إلا مع الالف , وإن جعلت الالف والتاء زائدتين بقى الاسم على حرف واحد.
ومِمَّا ضوعف من فائه ولامه
هِيهْ: كلمة استزادة للْكَلَام.
وهاهْ: كلمة وَعِيد، وَهِي أَيْضا حِكَايَة الضحك وَالنوح، وَفِي حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ سَلام وَذكر الْعلمَاء والأتقياء، فَقَالَ: " أُولَئِكَ أَوْلِيَاء الله من خلقه، ونصاحؤه فِي دينه، والدعاة إِلَى أمره هاهْ هاهْ شوقا إِلَيْهِم " وَإِنَّمَا قضيت على ألف هاهْ إِنَّهَا يَاء بِدَلِيل قَوْلهم: هِيهْ فِي مَعْنَاهُ.
وهَيْهَيْتُ بِالْإِبِلِ، وهاهَيْتُ بهَا: دعوتها وزجرتها فَقلت لَهَا: هَا هَا، قلبت الْيَاء ألفا لغير عِلّة إِلَّا طلب الخفة، لِأَن الْهَاء لخفائها كَأَنَّهَا لم تحجز بَينهمَا، فَالتقى مثلان، فَأَما قَوْله:
قَدْ أخصِمُ الخَصْمَ وآتىِ بالرُّبُعْ
وَأَرْفَع الجفنةَ بالهَيْهِ الرَّثِعْ
فَإِن أَبَا عَليّ فسره بِأَنَّهُ الَّذِي ينحى ويطرد لدنس ثِيَابه فَلَا يطعم، يُقَال لَهُ: هِيَهْ هِيَهْ، وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أَن الهَيْهَ هُوَ الَّذِي ينحى لما ذكرنَا من دنس ثِيَابه، فَيُقَال لَهُ: هَيْهْ هَيْهْ وَأنْشد الْبَيْت:
قَدْ أخصِمُ الخَصْمَ وآتىِ بالرُّبُعْ
وأرْفَعُ الجَفْنَة بالهَيْهِ الرَّثِعْ
قَوْله: " آتى بِالربعِ " أَي بِالربعِ من الْغَنِيمَة، وَمن قَالَ " بِالربعِ " فَمَعْنَاه: أقتاده وأسوقه، وَقَوله: " وَأَرْفَع الْجَفْنَة بالهيه الرثع " الرثع: الَّذِي لَا يُبَالِي مَا أكل وَمَا صنع، فَيَقُول: أَنا أدنيه وأطعمه وَإِن كَانَ دنس الثِّيَاب.
وهَيَاهْ: من أَسمَاء الشَّيَاطِين.
وهَيْهاتَ، وهَيْهاتِ: كلمة مَعْنَاهَا الْبعد، وَقد أَنْعَمت تعليلها وأريت كَيفَ تكون وَاحِدًا وجمعا فِي الْمُخَصّص، وَحكى اللحياني: هَيهاتَ هَيهاتَ، وهَيهاتِ هَيهاتِ، وأيْهاتَ أيْهاتَ، وأيْهاتِ وأيْهاتِ، وَقَالَ الْكسَائي: من نصبها وقف عَلَيْهَا بِالْهَاءِ، وَإِن شَاءَ بِالتَّاءِ، وَمن خفضها وقف بِالتَّاءِ، وَيُقَال: أيْهاتَ أيْها، فَتلقى بعض الثَّانِي، قَالَ الشَّاعِر:
وكِتمانُ أيْها مَا أشَطَّ وأبعَدا
وَيُقَال أَيْضا: أيْهَاتَ وأيْهَانَ، يَجْعَل مَكَان التَّاء نونا، وَقَالَ الشَّاعِر:
أيْهَانَ مِنك الحَياةُ أيْهَانا
وَحكى " هَيهاتٌ مِنْك الشَّام " منون: أَي بعد مِنْك الشَّام، وَقَالَ ثَعْلَب: من قَالَ هَيهَاتَ، شبهها بليت وَلَعَلَّ، وَكَأن التَّاء هَاء، وَمن قَالَ: هَيهاتِ شبهها بدراك، وَمن قَالَ: هَيهَاتٌ شبهها بتاء الْجمع، وَقَالَ ابْن جني: كَانَ أَبُو عَليّ يَقُول فِي هَيهَات: أَنا أفتى مرّة بِكَوْنِهَا اسْما سمي بِهِ الْفِعْل كصه ومه، وَأفْتى مرّة بِكَوْنِهَا ظرفا على قدر مَا يحضرني فِي الْحَال، قَالَ: وَقَالَ مرّة أُخْرَى: إِنَّهَا وَإِن كَانَت ظرفا فَغير مُمْتَنع أَن يكون مَعَ ذَلِك اسْما سمي بِهِ الْفِعْل، كعندك ودونك، وَقَالَ ابْن جني مرّة: هَيهَاتٍ وهَيهَاتِ، مصروفة وَغير مصروفة، جمع هَيهَاتَ، قَالَ: وهَيْهَاتَ عندنَا ربَاعِية مكررة، فاؤها ولامها الأولى هَاء، وعينها ولامها الثَّانِيَة يَاء، فَهِيَ لذَلِك من بَاب صيصية، وعكسها يليل ويهياه، فهيهاتَ من مضعف الْيَاء بِمَنْزِلَة المرمرة والقرقرة.
وأيْهاتَ: لُغَة فِي هيهاتِ، كَأَن الْهمزَة بدل من الْهَاء، وَهَذَا قَول بعض أهل اللُّغَة. وَعِنْدِي أَن إِحْدَاهمَا لَيست بَدَلا من الْأُخْرَى، إِنَّمَا هما لُغَتَانِ وَقَوله:
هَيهاتَ مِنْ مُنْخَرقٍ هَيْهاؤُهُ
أنْشدهُ ابْن جني وَلم يفسره، وَلَا أَدْرِي مَا معنى هَيْهاؤُهُ.
هِيهْ: كلمة استزادة للْكَلَام.
وهاهْ: كلمة وَعِيد، وَهِي أَيْضا حِكَايَة الضحك وَالنوح، وَفِي حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ سَلام وَذكر الْعلمَاء والأتقياء، فَقَالَ: " أُولَئِكَ أَوْلِيَاء الله من خلقه، ونصاحؤه فِي دينه، والدعاة إِلَى أمره هاهْ هاهْ شوقا إِلَيْهِم " وَإِنَّمَا قضيت على ألف هاهْ إِنَّهَا يَاء بِدَلِيل قَوْلهم: هِيهْ فِي مَعْنَاهُ.
وهَيْهَيْتُ بِالْإِبِلِ، وهاهَيْتُ بهَا: دعوتها وزجرتها فَقلت لَهَا: هَا هَا، قلبت الْيَاء ألفا لغير عِلّة إِلَّا طلب الخفة، لِأَن الْهَاء لخفائها كَأَنَّهَا لم تحجز بَينهمَا، فَالتقى مثلان، فَأَما قَوْله:
قَدْ أخصِمُ الخَصْمَ وآتىِ بالرُّبُعْ
وَأَرْفَع الجفنةَ بالهَيْهِ الرَّثِعْ
فَإِن أَبَا عَليّ فسره بِأَنَّهُ الَّذِي ينحى ويطرد لدنس ثِيَابه فَلَا يطعم، يُقَال لَهُ: هِيَهْ هِيَهْ، وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أَن الهَيْهَ هُوَ الَّذِي ينحى لما ذكرنَا من دنس ثِيَابه، فَيُقَال لَهُ: هَيْهْ هَيْهْ وَأنْشد الْبَيْت:
قَدْ أخصِمُ الخَصْمَ وآتىِ بالرُّبُعْ
وأرْفَعُ الجَفْنَة بالهَيْهِ الرَّثِعْ
قَوْله: " آتى بِالربعِ " أَي بِالربعِ من الْغَنِيمَة، وَمن قَالَ " بِالربعِ " فَمَعْنَاه: أقتاده وأسوقه، وَقَوله: " وَأَرْفَع الْجَفْنَة بالهيه الرثع " الرثع: الَّذِي لَا يُبَالِي مَا أكل وَمَا صنع، فَيَقُول: أَنا أدنيه وأطعمه وَإِن كَانَ دنس الثِّيَاب.
وهَيَاهْ: من أَسمَاء الشَّيَاطِين.
وهَيْهاتَ، وهَيْهاتِ: كلمة مَعْنَاهَا الْبعد، وَقد أَنْعَمت تعليلها وأريت كَيفَ تكون وَاحِدًا وجمعا فِي الْمُخَصّص، وَحكى اللحياني: هَيهاتَ هَيهاتَ، وهَيهاتِ هَيهاتِ، وأيْهاتَ أيْهاتَ، وأيْهاتِ وأيْهاتِ، وَقَالَ الْكسَائي: من نصبها وقف عَلَيْهَا بِالْهَاءِ، وَإِن شَاءَ بِالتَّاءِ، وَمن خفضها وقف بِالتَّاءِ، وَيُقَال: أيْهاتَ أيْها، فَتلقى بعض الثَّانِي، قَالَ الشَّاعِر:
وكِتمانُ أيْها مَا أشَطَّ وأبعَدا
وَيُقَال أَيْضا: أيْهَاتَ وأيْهَانَ، يَجْعَل مَكَان التَّاء نونا، وَقَالَ الشَّاعِر:
أيْهَانَ مِنك الحَياةُ أيْهَانا
وَحكى " هَيهاتٌ مِنْك الشَّام " منون: أَي بعد مِنْك الشَّام، وَقَالَ ثَعْلَب: من قَالَ هَيهَاتَ، شبهها بليت وَلَعَلَّ، وَكَأن التَّاء هَاء، وَمن قَالَ: هَيهاتِ شبهها بدراك، وَمن قَالَ: هَيهَاتٌ شبهها بتاء الْجمع، وَقَالَ ابْن جني: كَانَ أَبُو عَليّ يَقُول فِي هَيهَات: أَنا أفتى مرّة بِكَوْنِهَا اسْما سمي بِهِ الْفِعْل كصه ومه، وَأفْتى مرّة بِكَوْنِهَا ظرفا على قدر مَا يحضرني فِي الْحَال، قَالَ: وَقَالَ مرّة أُخْرَى: إِنَّهَا وَإِن كَانَت ظرفا فَغير مُمْتَنع أَن يكون مَعَ ذَلِك اسْما سمي بِهِ الْفِعْل، كعندك ودونك، وَقَالَ ابْن جني مرّة: هَيهَاتٍ وهَيهَاتِ، مصروفة وَغير مصروفة، جمع هَيهَاتَ، قَالَ: وهَيْهَاتَ عندنَا ربَاعِية مكررة، فاؤها ولامها الأولى هَاء، وعينها ولامها الثَّانِيَة يَاء، فَهِيَ لذَلِك من بَاب صيصية، وعكسها يليل ويهياه، فهيهاتَ من مضعف الْيَاء بِمَنْزِلَة المرمرة والقرقرة.
وأيْهاتَ: لُغَة فِي هيهاتِ، كَأَن الْهمزَة بدل من الْهَاء، وَهَذَا قَول بعض أهل اللُّغَة. وَعِنْدِي أَن إِحْدَاهمَا لَيست بَدَلا من الْأُخْرَى، إِنَّمَا هما لُغَتَانِ وَقَوله:
هَيهاتَ مِنْ مُنْخَرقٍ هَيْهاؤُهُ
أنْشدهُ ابْن جني وَلم يفسره، وَلَا أَدْرِي مَا معنى هَيْهاؤُهُ.
هيه
: ( {الهَيهُ: مَنْ يُنَحَّى لدَنَسِ ثِيابه) ؛) حَكَاه ابنُ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
قد أَخْصِمُ الخَصْمَ وَآتِي بالرُّبُعْ وأَرْقَعُ الجفنةَ} بالهَيْهِ الرَّثِعْوالرَّثِعُ: الَّذِي لَا يُبالي مَا أَكَلَ وَمَا صَنَعَ، فيقولُ: أَنا أُدْنِيه وأُطْعِمُه وَإِن كَانَ دَنسَ الثِّيابِ.
وأَنْشَدَ الأزْهرِيُّ هَذَا البَيْتَ عَن ابنِ الأعْرابيِّ وفَسَّرَه فقالَ: إِذا كانَ خَلَلاً سَدَدْته بِهَذَا؛ وقالَ: هَيْهُ الَّذِي يُنَحَّى.
يقالُ: هَيْه هَيْه لشيءٍ يُطْرَدُ وَلَا يُطْعَمُ يقولُ: فَأَنا أُدْنيه وأُطْعِمه.
(! وهَيَاهٌ، كسَحابٍ: مِن أَسْماءِ الشَّياطِينِ) ، وَلذَا كُرِهَ النِّداءُ بيَاه يَاه. ( {وهَيْهاتَ، و) قد تُبْدلُ الهاءُ هَمْزةً فيُقالُ (أَيْهاتَ) مِثْل هَراقَ وأرَاقَ قالَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أَنَّهما لُغتانِ وليسَتْ إحْدَاهما بَدَلاً مِنَ الأُخْرى؛ وشاهِدُ} هَيْهاتَ قَوْلُ جريرٍ:
{فهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأَهْلُه} ُوهَيْهاتَ خِلٌّ بالعَقِيقِ نُحاولُهْوشاهِدُ أَيْهاتَ قَوْلُ الشاعِرِ:
أَيْهاتَ مِنْكَ الحياةُ أَيْهاتَا قالَ ابنُ الأنْبارِي: (و) مِنَ العَرَبِ مَنْ يقولُ: ( {هَيْهانَ وأَيْهانَ) .
(قُلْتُ: وَهُوَ على سِياقِ الجَوْهرِيّ، الهَمْزَةُ بَدَلٌ من الهاءِ؛ وعَلى قَوْلِ ابنِ سِيدَه: لُغَتانِ.
(و) مِنْهُم مَنْ يقولُ: (} هايَهاتَ) ، بزِيادَةِ الألِفِ فِي {هَيْهاتَ؛ نَقَلَهُ أَبو حيَّان وقالَ: أَلْحقَ الهاءَ الفتْحَة.
(} وهايَهانَ) بالنونِ بَدَل التاءِ؛ (وآيَهاتَ) ، مَمْدوداً بقَلْبِ الهاءِ هَمْزَة؛ (وآيَهانَ) مَمْدوداً أَيْضاً لُغَةٌ فِي {هايَهانَ أَو بَدَلٌ مِنْهُ، (مُثَلَّثاتِ) الأواخِرِ (مَبْنياتٍ ومُعْرَباتٍ) من ضرب ثَمانِيَة فِي ثلاثَةٍ فيَتَحصَّل أَرْبَعَة وعِشْرُونَ، ثمَّ يضربُ الثَّمانِيَة فِي ثلاثَةٍ فيكونُ الجمِيعُ ثَمانِيَةَ وأَرْبَعِين.
(} وهَيْهانْ، ساكِنَة الآخِرِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ! هَيْهاه.
فَفِي الصِّحاحِ: قالَ الكِسائيُّ: ومَنْ كَسَرَ التَّاء وَقَفَ عَلَيْهَا بالهاءِ فيَقُولُونَ {هَيْهاهْ؛ ومَنْ نَصَبَها وَقَفَ بالتاءِ وَإِن شاءَ بالهاءِ.
وخالَفَهُ ابنُ بَرِّي فقالَ عَن أَبي عليَ: مَنْ فَتَحَ التَّاء وَقَفَ عَلَيْهَا بالهاءِ لأنَّها فِي اسمٍ مُفْردٍ، ومَنْ كَسَرَ التَّاء وَقَفَ عَلَيْهَا بالتاءِ لأنَّها جَمْعٌ} لهَيْهاتَ المَفْتوحَة.
قُلْتُ: وَالَّذِي فِي المُحْكَم مُوافِقٌ لمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: (و) مِنْهُم مَنْ يقولُ: (أَيْهَا) بِلَا نونٍ قالَ: ومَنْ أَيْها حَذَفَ التاءَ كَمَا حُذِفَتِ الياءُ مِن حاشَى فَقَالُوا حاشَ؛ وأَنْشَدَ:
وَمن دُونيَ الأَعراضُ والقِنْعُ كلُّه وكُتْمانُ أَيْهَا مَا أَشَتَّ وأَبْعَدَا (و) مِنْهُم مَنْ قالَ: (آيْآآتَ) بمَدَّيْن وقَلْب الهاءَيْن مِن {هايَهاتَ هَمْزَتَيْن، فَهِيَ (إحْدَى وخَمْسونَ لُغةً) ، ذَكَرَ مِنْهَا الجَوْهرِيُّ} هَيهاتَ بفتْحِ التاءِ مثْلُ كيفَ وبكَسْرِها، قالَ: وناسٌ يكسرُونَها على كلِّ حالٍ بمنْزِلَةِ نونِ التَّثْنِيةِ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ يَصِفُ إِبِلاً وأَنَّها قَطَعَتْ بلاداً حَتَّى صارَتْ فِي القِفارِ:
يُصْبِحْنَ فِي القَفْرِ أَتاوِيَّاتِ {هَيْهاتِ من مُصْبَحِها هَيْهاتِ هَيْهاتِ حَجْرٌ من صُنَيْبِعاتِ وأَيْهاتَ} وهَيْهاهَ وهَيْهاتَ فَهَذِهِ خَمْسُ لُغاتٍ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ وبنُ العَلاءِ: إِذا وصَلْتَ {هَيْهاتَ فَدَعِ التاءَ على حالِها، وَإِذا وَقَفْتَ فقُلْ هَيْهات} هَيْهاه.
وقالَ سِيْبَوَيْه: مَنْ كَسَرَ التاءَ فَهِيَ بمنْزِلَةِ عِرْقاتٍ، تقولُ اسْتَأْصَلَ اللَّهُ عِرْقاتِهم، فمَنْ كسَرَ التَّاء جَعَلَها جَمْعاً واحِدُها عِرْقَةٌ،! وهَيْهَةٌ، ومَنْ نَصَبَ التَّاء جَعَلَها كلمة واحِدَةً. وذكَرَ ابنُ الأنبارِي فِيهَا سَبْع لُغاتٍ، قالَ: فمَنْ قالَ هَيْهاتَ بفتْحِ التاءِ بغيْرِ تَنْوينٍ شَبَّه التاءَ بالهاءِ، ونَصَبَها على مَذْهَبِ الأَداةِ، ومَنْ قالَ {هَيْهاتاً بالتَّنْوينِ شَبَّه بقوْلِه: {فقليلاً مَا يُؤْمِنُونَ} ،) أَي فقَلِيلاً إيمانُهم، ومَنْ قالَ هَيْهاتِ شَبَّه بحِذامِ وقِطامِ، ومَنْ قالَ} هَيْهاتٍ بالتَّنْوينِ شَبَّه بالأصْواتِ كقَوْلِهم: غاقٍ وطاقٍ، ومَنْ قالَ هَيْهاتُ لَكَ بالرَّفْعِ ذَهَبَ بهَا إِلَى الوَصْفِ فقالَ هِيَ أَداةٌ والأَدواتُ مَعْرِفةٌ، ومَنْ رَفَعَها ونَوَّنَ شَبَّه التاءَ بتاءِ الجَمْعِ.
قالَ: والمُسْتَعْملُ مِنْهَا عَالِيا الفَتْح بِلا تَنْوينٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: نَصْبُ هَيْهاتَ بمنْزِلَةِ نَصْبِ رُبَّتَ وثُمَّتَ، والأصْلُ رُبَّهْ وثُمَّهْ؛ قالَ: وَمن كَسَرَ التَّاء لم يَجْعَلْها هاءَ تأْنِيثٍ؛ وجَعَلَها بمنْزِلَةِ دَراكِ وقَطامِ.
وقالَ ابنُ جنِّي: كانَ أَبو عليَ يقولُ فِي هَيْهاتَ أَنا أُفْتي مرّةً بكَوْنِها اسْماً سُمِّي بِهِ الفِعْل كصَهْ ومَهْ، وأُفْتي مَرَّةً بكوْنِها ظرْفاً على قدْرِ مَا يَحْضُرُني فِي الحالِ، وقالَ مَرَّةً أُخْرى إنَّها وَإِن كانتْ ظرْفاً فغَيْر مُمْتَنِع أَنْ تكونَ مَعَ ذلكَ اسْماً سُمِّي بِهِ الفِعْلُ كعِنْدَكَ ودونَكَ.
(و) هِيَ كلمةٌ (مَعْناها البُعْدُ) لقَوْلِكَ: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {هَيْهات هَيْهات لمَا تُوعَدُون} ،) هَذَا إِذا أدخلَ اللاَّم بَعْده، كَمَا قالَهُ سِيْبَوَيْه.
وَإِذا لم تدخل فَهِيَ كلمةُ تَبْعِيدٍ. يقالُ: هَيْهاتَ مَا قُلْتَ؛ وَمِنْه قَوْلُ جريرٍ السَّابِقِ.
وَفِي كتابِ المُحْتَسب لابنِ جنِّي: قَرَأَ أَبو جَعْفرٍ الثَّقَفيّ: هَيْهاتِ هَيْهاتِ، بكَسْرِ التاءِ غَيْر مُنَوَّنَةٍ، وقَرَأَ عيسَى بنُ عُمَر بالتَّنْوينِ، وقرَأَ أَبو حَيْوَة: هَيْهاتٌ هَيْهاتٌ رَفْع مُنَوّن، وقَرَأَ عيسَى الهَمَدانيّ هَيْهات هَيْهات مُرْسَلَة التاءِ.
وَرويت عَن أَبي عَمْرٍ و: أَمَّا الفتْحُ وَهُوَ قِراءَةُ العامَّة فعلى أنَّه واحِدٌ وَهُوَ اسمٌ سُمِّي بِهِ الفِعْلُ فِي الخَبَرِ، وَهُوَ اسمُ بُعْدٍ كَمَا أَنَّ شَتَّان اسمُ افْتَرَقَ وأَوَّتاه اسمُ أَتَأَلم.
ومَنْ كَسَرَ فقالَ: هَيْهاتٍ مُنَوَّناً أَو غَيْر مُنَوّنٍ، فَهُوَ جَمْع هَيْهات، وأَصْلُه {هيهيات إلاَّ أنَّه حذفَ الألِفَ لأنَّها فِي آخِرِ اسمٍ غَيْرِ مُتَمَكِّن.
ومَنْ نَوَّنَ ذَهَبَ إِلَى التّنْكِيرِ أَي بعدا؛ ومَنْ لم يُنَوِّنْ ذَهَبَ إِلَى التَّعْريفِ أَرادَ البُعْدَ البُعْدَ؛ ومَنْ فَتَحَ وَقَفَ بالهاءِ لأنَّها كهاءِ أَرْطاة وسَعْلاة، ومَنْ كَسَرَ كَتَبَها بالتاءِ لأنَّها جماعَةٌ والكَسْرَة فِي الجماعَةِ بمنْزِلَةِ الفَتْحة فِي الواحِدِ، ومَنْ قالَ:} هَيْهاة هَيْهاةَ فإنَّه يكْتُبُها بالهاءِ لأنَّ أَكْثَرَ القِراءَةِ هَيْهاتَ بالفتْحِ والفَتْحُ يدلُّ على الإفْرادِ؛ غَيْر أَنَّ مَنْ رَفَعَ فقالَ هَيْهاةُ فإنَّه يحتملُ أَمْرَيْن: أَحَدُهما أَنْ يكونَ أَخْلصها اسْماً مُعْرباً فِيهِ معْنَى البُعْد وَلم يَجْعَله اسْماً للفِعْلِ فيَبْنيه كَمَا بَنَى النَّاسُ غَيْره؛ وقوْلُه: {لمَا تُوعَدُونَ} خَبَرٌ عَنهُ فكأنَّه قالَ: البُعْدُ لوَعْدِكُم؛ والآخَرُ أَنْ تكونَ مَبْنِيةً على الضمِّ كَمَا بُنِيَتْ نَحْن عَلَيْهِ، ثمَّ اعْتَقَدَ فِيهِ التَّنْكير فَلحقه التَّنْوِين.
وأَمَّا {هَيْهاتْ هَيْهاتْ ساكِنَةَ التاءِ فيَنْبَغِي أَنْ تكونَ جَماعَة وتُكْتَبُ بالتَّاءِ وَذلك أَنَّها لَو كانتْ هَاء كهاءِ علقاة وسماناة للزِمَ فِي الوُقُوفِ عَلَيْهَا أَنْ يُلْفَظ بالهاءِ كَمَا يُوقَف مَعَ الفَتْحِ فيُقالُ} هَيْهاه هَيْهاه، فبَقَاء التَّاء فِي الوَقْفِ مَعَ السكونِ دَليلٌ على أنَّها تاءٌ، وَإِذا كانتْ تَاء فَهِيَ للجماعَةِ.
قالَ شيْخُنا: ذَكَرَها المصنِّفُ هُنَا بِنَاء على أَنَّها مِن بابِ سَلس عنْدَه على أنَّ الألِفَ والفَوْقِية زائِدَتانِ. وأمَّا على مَا اخْتارَه الرَّضيّ وغيرُه فموضِعُها فَصْل الهاءِ من بابِ الفَوْقية وَلم يَتَعرَّض لَهُ المصنِّفُ بل لم يَعْرفْه فيمَا أَظنُّ.
قُلْتُ: اتَّفَقَ أَهْلُ اللغةِ أنَّ التاءَ مِن هَيْهات ليسَتْ بأَصْلِية أَصْلُها هَاء، كَمَا ذَكَرَه الجوْهرِيُّ وابنُ الأثِيرِ؛ وقالَ ابنُ جنِّي: أَصْلُ هَيْهات عنْدَنا رباعيَّة مكَرَّرَةٌ فاؤُها ولامُها الأولى هَاء وعَيْنُها ولامُها الثانِيَة يَاء، فَهِيَ لذلِكَ من بابِ صِيصِيَهٍ، فتأَمَّل.
(ويقالُ لشيءٍ يُطْرَدُ) وَلَا يُطْعَمُ: ( {هِيهِ هِيهِ، بالكسْرِ) ؛) عَن أَبي عليَ، (وَهِي كلمةُ اسْتِزادَةٍ أَيْضاً) بالكسْرِ والفَتْح بمنْزِلَةِ إيهٍ وأيهَ. تقولُ للرّجُلِ: إيهِ} وهِيهِ، بغَيْرِ تَنْوينٍ، إِذا اسْتَزَدْتَه مِن الحدِيثِ المَعْهودِ بَيْنكما، فإنْ نَوَّنْتَ اسْتَزَدْته مِن حدِيثٍ مّا غَيْر مَعْهودٍ.
: ( {الهَيهُ: مَنْ يُنَحَّى لدَنَسِ ثِيابه) ؛) حَكَاه ابنُ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
قد أَخْصِمُ الخَصْمَ وَآتِي بالرُّبُعْ وأَرْقَعُ الجفنةَ} بالهَيْهِ الرَّثِعْوالرَّثِعُ: الَّذِي لَا يُبالي مَا أَكَلَ وَمَا صَنَعَ، فيقولُ: أَنا أُدْنِيه وأُطْعِمُه وَإِن كَانَ دَنسَ الثِّيابِ.
وأَنْشَدَ الأزْهرِيُّ هَذَا البَيْتَ عَن ابنِ الأعْرابيِّ وفَسَّرَه فقالَ: إِذا كانَ خَلَلاً سَدَدْته بِهَذَا؛ وقالَ: هَيْهُ الَّذِي يُنَحَّى.
يقالُ: هَيْه هَيْه لشيءٍ يُطْرَدُ وَلَا يُطْعَمُ يقولُ: فَأَنا أُدْنيه وأُطْعِمه.
(! وهَيَاهٌ، كسَحابٍ: مِن أَسْماءِ الشَّياطِينِ) ، وَلذَا كُرِهَ النِّداءُ بيَاه يَاه. ( {وهَيْهاتَ، و) قد تُبْدلُ الهاءُ هَمْزةً فيُقالُ (أَيْهاتَ) مِثْل هَراقَ وأرَاقَ قالَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أَنَّهما لُغتانِ وليسَتْ إحْدَاهما بَدَلاً مِنَ الأُخْرى؛ وشاهِدُ} هَيْهاتَ قَوْلُ جريرٍ:
{فهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأَهْلُه} ُوهَيْهاتَ خِلٌّ بالعَقِيقِ نُحاولُهْوشاهِدُ أَيْهاتَ قَوْلُ الشاعِرِ:
أَيْهاتَ مِنْكَ الحياةُ أَيْهاتَا قالَ ابنُ الأنْبارِي: (و) مِنَ العَرَبِ مَنْ يقولُ: ( {هَيْهانَ وأَيْهانَ) .
(قُلْتُ: وَهُوَ على سِياقِ الجَوْهرِيّ، الهَمْزَةُ بَدَلٌ من الهاءِ؛ وعَلى قَوْلِ ابنِ سِيدَه: لُغَتانِ.
(و) مِنْهُم مَنْ يقولُ: (} هايَهاتَ) ، بزِيادَةِ الألِفِ فِي {هَيْهاتَ؛ نَقَلَهُ أَبو حيَّان وقالَ: أَلْحقَ الهاءَ الفتْحَة.
(} وهايَهانَ) بالنونِ بَدَل التاءِ؛ (وآيَهاتَ) ، مَمْدوداً بقَلْبِ الهاءِ هَمْزَة؛ (وآيَهانَ) مَمْدوداً أَيْضاً لُغَةٌ فِي {هايَهانَ أَو بَدَلٌ مِنْهُ، (مُثَلَّثاتِ) الأواخِرِ (مَبْنياتٍ ومُعْرَباتٍ) من ضرب ثَمانِيَة فِي ثلاثَةٍ فيَتَحصَّل أَرْبَعَة وعِشْرُونَ، ثمَّ يضربُ الثَّمانِيَة فِي ثلاثَةٍ فيكونُ الجمِيعُ ثَمانِيَةَ وأَرْبَعِين.
(} وهَيْهانْ، ساكِنَة الآخِرِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ! هَيْهاه.
فَفِي الصِّحاحِ: قالَ الكِسائيُّ: ومَنْ كَسَرَ التَّاء وَقَفَ عَلَيْهَا بالهاءِ فيَقُولُونَ {هَيْهاهْ؛ ومَنْ نَصَبَها وَقَفَ بالتاءِ وَإِن شاءَ بالهاءِ.
وخالَفَهُ ابنُ بَرِّي فقالَ عَن أَبي عليَ: مَنْ فَتَحَ التَّاء وَقَفَ عَلَيْهَا بالهاءِ لأنَّها فِي اسمٍ مُفْردٍ، ومَنْ كَسَرَ التَّاء وَقَفَ عَلَيْهَا بالتاءِ لأنَّها جَمْعٌ} لهَيْهاتَ المَفْتوحَة.
قُلْتُ: وَالَّذِي فِي المُحْكَم مُوافِقٌ لمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: (و) مِنْهُم مَنْ يقولُ: (أَيْهَا) بِلَا نونٍ قالَ: ومَنْ أَيْها حَذَفَ التاءَ كَمَا حُذِفَتِ الياءُ مِن حاشَى فَقَالُوا حاشَ؛ وأَنْشَدَ:
وَمن دُونيَ الأَعراضُ والقِنْعُ كلُّه وكُتْمانُ أَيْهَا مَا أَشَتَّ وأَبْعَدَا (و) مِنْهُم مَنْ قالَ: (آيْآآتَ) بمَدَّيْن وقَلْب الهاءَيْن مِن {هايَهاتَ هَمْزَتَيْن، فَهِيَ (إحْدَى وخَمْسونَ لُغةً) ، ذَكَرَ مِنْهَا الجَوْهرِيُّ} هَيهاتَ بفتْحِ التاءِ مثْلُ كيفَ وبكَسْرِها، قالَ: وناسٌ يكسرُونَها على كلِّ حالٍ بمنْزِلَةِ نونِ التَّثْنِيةِ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ يَصِفُ إِبِلاً وأَنَّها قَطَعَتْ بلاداً حَتَّى صارَتْ فِي القِفارِ:
يُصْبِحْنَ فِي القَفْرِ أَتاوِيَّاتِ {هَيْهاتِ من مُصْبَحِها هَيْهاتِ هَيْهاتِ حَجْرٌ من صُنَيْبِعاتِ وأَيْهاتَ} وهَيْهاهَ وهَيْهاتَ فَهَذِهِ خَمْسُ لُغاتٍ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ وبنُ العَلاءِ: إِذا وصَلْتَ {هَيْهاتَ فَدَعِ التاءَ على حالِها، وَإِذا وَقَفْتَ فقُلْ هَيْهات} هَيْهاه.
وقالَ سِيْبَوَيْه: مَنْ كَسَرَ التاءَ فَهِيَ بمنْزِلَةِ عِرْقاتٍ، تقولُ اسْتَأْصَلَ اللَّهُ عِرْقاتِهم، فمَنْ كسَرَ التَّاء جَعَلَها جَمْعاً واحِدُها عِرْقَةٌ،! وهَيْهَةٌ، ومَنْ نَصَبَ التَّاء جَعَلَها كلمة واحِدَةً. وذكَرَ ابنُ الأنبارِي فِيهَا سَبْع لُغاتٍ، قالَ: فمَنْ قالَ هَيْهاتَ بفتْحِ التاءِ بغيْرِ تَنْوينٍ شَبَّه التاءَ بالهاءِ، ونَصَبَها على مَذْهَبِ الأَداةِ، ومَنْ قالَ {هَيْهاتاً بالتَّنْوينِ شَبَّه بقوْلِه: {فقليلاً مَا يُؤْمِنُونَ} ،) أَي فقَلِيلاً إيمانُهم، ومَنْ قالَ هَيْهاتِ شَبَّه بحِذامِ وقِطامِ، ومَنْ قالَ} هَيْهاتٍ بالتَّنْوينِ شَبَّه بالأصْواتِ كقَوْلِهم: غاقٍ وطاقٍ، ومَنْ قالَ هَيْهاتُ لَكَ بالرَّفْعِ ذَهَبَ بهَا إِلَى الوَصْفِ فقالَ هِيَ أَداةٌ والأَدواتُ مَعْرِفةٌ، ومَنْ رَفَعَها ونَوَّنَ شَبَّه التاءَ بتاءِ الجَمْعِ.
قالَ: والمُسْتَعْملُ مِنْهَا عَالِيا الفَتْح بِلا تَنْوينٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: نَصْبُ هَيْهاتَ بمنْزِلَةِ نَصْبِ رُبَّتَ وثُمَّتَ، والأصْلُ رُبَّهْ وثُمَّهْ؛ قالَ: وَمن كَسَرَ التَّاء لم يَجْعَلْها هاءَ تأْنِيثٍ؛ وجَعَلَها بمنْزِلَةِ دَراكِ وقَطامِ.
وقالَ ابنُ جنِّي: كانَ أَبو عليَ يقولُ فِي هَيْهاتَ أَنا أُفْتي مرّةً بكَوْنِها اسْماً سُمِّي بِهِ الفِعْل كصَهْ ومَهْ، وأُفْتي مَرَّةً بكوْنِها ظرْفاً على قدْرِ مَا يَحْضُرُني فِي الحالِ، وقالَ مَرَّةً أُخْرى إنَّها وَإِن كانتْ ظرْفاً فغَيْر مُمْتَنِع أَنْ تكونَ مَعَ ذلكَ اسْماً سُمِّي بِهِ الفِعْلُ كعِنْدَكَ ودونَكَ.
(و) هِيَ كلمةٌ (مَعْناها البُعْدُ) لقَوْلِكَ: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {هَيْهات هَيْهات لمَا تُوعَدُون} ،) هَذَا إِذا أدخلَ اللاَّم بَعْده، كَمَا قالَهُ سِيْبَوَيْه.
وَإِذا لم تدخل فَهِيَ كلمةُ تَبْعِيدٍ. يقالُ: هَيْهاتَ مَا قُلْتَ؛ وَمِنْه قَوْلُ جريرٍ السَّابِقِ.
وَفِي كتابِ المُحْتَسب لابنِ جنِّي: قَرَأَ أَبو جَعْفرٍ الثَّقَفيّ: هَيْهاتِ هَيْهاتِ، بكَسْرِ التاءِ غَيْر مُنَوَّنَةٍ، وقَرَأَ عيسَى بنُ عُمَر بالتَّنْوينِ، وقرَأَ أَبو حَيْوَة: هَيْهاتٌ هَيْهاتٌ رَفْع مُنَوّن، وقَرَأَ عيسَى الهَمَدانيّ هَيْهات هَيْهات مُرْسَلَة التاءِ.
وَرويت عَن أَبي عَمْرٍ و: أَمَّا الفتْحُ وَهُوَ قِراءَةُ العامَّة فعلى أنَّه واحِدٌ وَهُوَ اسمٌ سُمِّي بِهِ الفِعْلُ فِي الخَبَرِ، وَهُوَ اسمُ بُعْدٍ كَمَا أَنَّ شَتَّان اسمُ افْتَرَقَ وأَوَّتاه اسمُ أَتَأَلم.
ومَنْ كَسَرَ فقالَ: هَيْهاتٍ مُنَوَّناً أَو غَيْر مُنَوّنٍ، فَهُوَ جَمْع هَيْهات، وأَصْلُه {هيهيات إلاَّ أنَّه حذفَ الألِفَ لأنَّها فِي آخِرِ اسمٍ غَيْرِ مُتَمَكِّن.
ومَنْ نَوَّنَ ذَهَبَ إِلَى التّنْكِيرِ أَي بعدا؛ ومَنْ لم يُنَوِّنْ ذَهَبَ إِلَى التَّعْريفِ أَرادَ البُعْدَ البُعْدَ؛ ومَنْ فَتَحَ وَقَفَ بالهاءِ لأنَّها كهاءِ أَرْطاة وسَعْلاة، ومَنْ كَسَرَ كَتَبَها بالتاءِ لأنَّها جماعَةٌ والكَسْرَة فِي الجماعَةِ بمنْزِلَةِ الفَتْحة فِي الواحِدِ، ومَنْ قالَ:} هَيْهاة هَيْهاةَ فإنَّه يكْتُبُها بالهاءِ لأنَّ أَكْثَرَ القِراءَةِ هَيْهاتَ بالفتْحِ والفَتْحُ يدلُّ على الإفْرادِ؛ غَيْر أَنَّ مَنْ رَفَعَ فقالَ هَيْهاةُ فإنَّه يحتملُ أَمْرَيْن: أَحَدُهما أَنْ يكونَ أَخْلصها اسْماً مُعْرباً فِيهِ معْنَى البُعْد وَلم يَجْعَله اسْماً للفِعْلِ فيَبْنيه كَمَا بَنَى النَّاسُ غَيْره؛ وقوْلُه: {لمَا تُوعَدُونَ} خَبَرٌ عَنهُ فكأنَّه قالَ: البُعْدُ لوَعْدِكُم؛ والآخَرُ أَنْ تكونَ مَبْنِيةً على الضمِّ كَمَا بُنِيَتْ نَحْن عَلَيْهِ، ثمَّ اعْتَقَدَ فِيهِ التَّنْكير فَلحقه التَّنْوِين.
وأَمَّا {هَيْهاتْ هَيْهاتْ ساكِنَةَ التاءِ فيَنْبَغِي أَنْ تكونَ جَماعَة وتُكْتَبُ بالتَّاءِ وَذلك أَنَّها لَو كانتْ هَاء كهاءِ علقاة وسماناة للزِمَ فِي الوُقُوفِ عَلَيْهَا أَنْ يُلْفَظ بالهاءِ كَمَا يُوقَف مَعَ الفَتْحِ فيُقالُ} هَيْهاه هَيْهاه، فبَقَاء التَّاء فِي الوَقْفِ مَعَ السكونِ دَليلٌ على أنَّها تاءٌ، وَإِذا كانتْ تَاء فَهِيَ للجماعَةِ.
قالَ شيْخُنا: ذَكَرَها المصنِّفُ هُنَا بِنَاء على أَنَّها مِن بابِ سَلس عنْدَه على أنَّ الألِفَ والفَوْقِية زائِدَتانِ. وأمَّا على مَا اخْتارَه الرَّضيّ وغيرُه فموضِعُها فَصْل الهاءِ من بابِ الفَوْقية وَلم يَتَعرَّض لَهُ المصنِّفُ بل لم يَعْرفْه فيمَا أَظنُّ.
قُلْتُ: اتَّفَقَ أَهْلُ اللغةِ أنَّ التاءَ مِن هَيْهات ليسَتْ بأَصْلِية أَصْلُها هَاء، كَمَا ذَكَرَه الجوْهرِيُّ وابنُ الأثِيرِ؛ وقالَ ابنُ جنِّي: أَصْلُ هَيْهات عنْدَنا رباعيَّة مكَرَّرَةٌ فاؤُها ولامُها الأولى هَاء وعَيْنُها ولامُها الثانِيَة يَاء، فَهِيَ لذلِكَ من بابِ صِيصِيَهٍ، فتأَمَّل.
(ويقالُ لشيءٍ يُطْرَدُ) وَلَا يُطْعَمُ: ( {هِيهِ هِيهِ، بالكسْرِ) ؛) عَن أَبي عليَ، (وَهِي كلمةُ اسْتِزادَةٍ أَيْضاً) بالكسْرِ والفَتْح بمنْزِلَةِ إيهٍ وأيهَ. تقولُ للرّجُلِ: إيهِ} وهِيهِ، بغَيْرِ تَنْوينٍ، إِذا اسْتَزَدْتَه مِن الحدِيثِ المَعْهودِ بَيْنكما، فإنْ نَوَّنْتَ اسْتَزَدْته مِن حدِيثٍ مّا غَيْر مَعْهودٍ.