صلا
أصل الصَّلْيُ الإيقادُ بالنار، ويقال: صَلِيَ بالنار وبكذا، أي: بلي بها، واصْطَلَى بها، وصَلَيْتُ الشاةَ: شويتها، وهي مَصْلِيَّةٌ. قال تعالى: اصْلَوْهَا الْيَوْمَ
[يس/ 64] ، وقال:
يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى
[الأعلى/ 12] ، تَصْلى ناراً حامِيَةً
[الغاشية/ 4] ، وَيَصْلى سَعِيراً [الانشقاق/ 12] ، وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
[النساء/ 10] ، قرئ:
سَيَصْلَوْنَ بضمّ الياء وفتحها، حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها [المجادلة/ 8] ، سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
[المدثر/ 26] ، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
[الواقعة/ 94] ، وقوله: لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى
[الليل/ 15- 16] ، فقد قيل:
معناه لا يَصْطَلِي بها إلّا الأشقى الذي. قال الخليل: صَلِيَ الكافرُ النار: قاسى حرّها ، يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ [المجادلة/ 8] ، وقيل: صَلَى النارَ: دخل فيها، وأَصْلَاهَا غيرَهُ، قال: فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً
[النساء/ 30] ، ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا
[مريم/ 70] ، قيل: جمع صَالٍ، والصَّلَاءُ يقال للوقود وللشّواء. والصَّلاةُ، قال كثير من أهل اللّغة: هي الدّعاء، والتّبريك والتّمجيد ، يقال: صَلَّيْتُ عليه، أي: دعوت له وزكّيت، وقال عليه السلام: «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، وإن كان صائما فَلْيُصَلِّ» أي: ليدع لأهله، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ
[التوبة/ 103] ، يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
[الأحزاب/ 56] ، وَصَلَواتِ الرَّسُولِ
[التوبة/ 99] ، وصَلَاةُ اللهِ للمسلمين هو في التّحقيق: تزكيته إيّاهم. وقال: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
[البقرة/ 157] ، ومن الملائكة هي الدّعاء والاستغفار، كما هي من النّاس . قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ
[الأحزاب/ 56] ، والصَّلَاةُ التي هي العبادة المخصوصة، أصلها: الدّعاء، وسمّيت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمّنه، والصَّلَاةُ من العبادات التي لم تنفكّ شريعة منها، وإن اختلفت صورها بحسب شرع فشرع. ولذلك قال: إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً [النساء/ 103] ، وقال بعضهم: أصلُ الصَّلَاةِ من الصَّلَى ، قال: ومعنى صَلَّى الرّجلُ، أي: أنه ذاد وأزال عن نفسه بهذه العبادة الصَّلَى الذي هو نار الله الموقدة. وبناء صَلَّى كبناء مَرَّضَ لإزالة المرض، ويسمّى موضع العبادة الصَّلَاةَ، ولذلك سمّيت الكنائس صَلَوَاتٌ، كقوله: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ [الحج/ 40] ، وكلّ موضع مدح الله تعالى بفعل الصَّلَاةِ أو حثّ عليه ذكر بلفظ الإقامة، نحو:
وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ [النساء/ 162] ، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة/ 43] ، وَأَقامُوا الصَّلاةَ [البقرة/ 277] ، ولم يقل: المُصَلِّينَ إلّا في المنافقين، نحو قوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ
[الماعون/ 4- 5] ، وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى [التوبة/ 54] ، وإنما خصّ لفظ الإقامة تنبيها أنّ المقصود من فعلها توفية حقوقها وشرائطها، لا الإتيان بهيئتها فقط، ولهذا روي (أنّ المُصَلِّينَ كثير والمقيمين لها قليل) ، وقوله تعالى: لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر/ 43] ، أي: من أتباع النّبيّين، وقوله: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى
[القيامة/ 31] ، تنبيها أنه لم يكن ممّن يُصَلِّي، أي يأتي بهيئتها فضلا عمّن يقيمها. وقوله: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً
[الأنفال/ 35] ، فتسمية صَلَاتِهِمْ مكاء وتصدية تنبيه على إبطال صلاتهم، وأنّ فعلهم ذلك لا اعتداد به، بل هم في ذلك كطيور تمكو وتصدي، وفائدة تكرار الصلاة في قوله: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ [المؤمنون/ 1- 2] إلى آخر القصّة حيث قال: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ [المؤمنون/ 9] ، فإنّا نذكره فيما بعد هذا الكتاب إن شاء الله .
أصل الصَّلْيُ الإيقادُ بالنار، ويقال: صَلِيَ بالنار وبكذا، أي: بلي بها، واصْطَلَى بها، وصَلَيْتُ الشاةَ: شويتها، وهي مَصْلِيَّةٌ. قال تعالى: اصْلَوْهَا الْيَوْمَ
[يس/ 64] ، وقال:
يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى
[الأعلى/ 12] ، تَصْلى ناراً حامِيَةً
[الغاشية/ 4] ، وَيَصْلى سَعِيراً [الانشقاق/ 12] ، وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
[النساء/ 10] ، قرئ:
سَيَصْلَوْنَ بضمّ الياء وفتحها، حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها [المجادلة/ 8] ، سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
[المدثر/ 26] ، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
[الواقعة/ 94] ، وقوله: لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى
[الليل/ 15- 16] ، فقد قيل:
معناه لا يَصْطَلِي بها إلّا الأشقى الذي. قال الخليل: صَلِيَ الكافرُ النار: قاسى حرّها ، يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ [المجادلة/ 8] ، وقيل: صَلَى النارَ: دخل فيها، وأَصْلَاهَا غيرَهُ، قال: فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً
[النساء/ 30] ، ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا
[مريم/ 70] ، قيل: جمع صَالٍ، والصَّلَاءُ يقال للوقود وللشّواء. والصَّلاةُ، قال كثير من أهل اللّغة: هي الدّعاء، والتّبريك والتّمجيد ، يقال: صَلَّيْتُ عليه، أي: دعوت له وزكّيت، وقال عليه السلام: «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، وإن كان صائما فَلْيُصَلِّ» أي: ليدع لأهله، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ
[التوبة/ 103] ، يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
[الأحزاب/ 56] ، وَصَلَواتِ الرَّسُولِ
[التوبة/ 99] ، وصَلَاةُ اللهِ للمسلمين هو في التّحقيق: تزكيته إيّاهم. وقال: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
[البقرة/ 157] ، ومن الملائكة هي الدّعاء والاستغفار، كما هي من النّاس . قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ
[الأحزاب/ 56] ، والصَّلَاةُ التي هي العبادة المخصوصة، أصلها: الدّعاء، وسمّيت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمّنه، والصَّلَاةُ من العبادات التي لم تنفكّ شريعة منها، وإن اختلفت صورها بحسب شرع فشرع. ولذلك قال: إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً [النساء/ 103] ، وقال بعضهم: أصلُ الصَّلَاةِ من الصَّلَى ، قال: ومعنى صَلَّى الرّجلُ، أي: أنه ذاد وأزال عن نفسه بهذه العبادة الصَّلَى الذي هو نار الله الموقدة. وبناء صَلَّى كبناء مَرَّضَ لإزالة المرض، ويسمّى موضع العبادة الصَّلَاةَ، ولذلك سمّيت الكنائس صَلَوَاتٌ، كقوله: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ [الحج/ 40] ، وكلّ موضع مدح الله تعالى بفعل الصَّلَاةِ أو حثّ عليه ذكر بلفظ الإقامة، نحو:
وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ [النساء/ 162] ، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة/ 43] ، وَأَقامُوا الصَّلاةَ [البقرة/ 277] ، ولم يقل: المُصَلِّينَ إلّا في المنافقين، نحو قوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ
[الماعون/ 4- 5] ، وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى [التوبة/ 54] ، وإنما خصّ لفظ الإقامة تنبيها أنّ المقصود من فعلها توفية حقوقها وشرائطها، لا الإتيان بهيئتها فقط، ولهذا روي (أنّ المُصَلِّينَ كثير والمقيمين لها قليل) ، وقوله تعالى: لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر/ 43] ، أي: من أتباع النّبيّين، وقوله: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى
[القيامة/ 31] ، تنبيها أنه لم يكن ممّن يُصَلِّي، أي يأتي بهيئتها فضلا عمّن يقيمها. وقوله: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً
[الأنفال/ 35] ، فتسمية صَلَاتِهِمْ مكاء وتصدية تنبيه على إبطال صلاتهم، وأنّ فعلهم ذلك لا اعتداد به، بل هم في ذلك كطيور تمكو وتصدي، وفائدة تكرار الصلاة في قوله: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ [المؤمنون/ 1- 2] إلى آخر القصّة حيث قال: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ [المؤمنون/ 9] ، فإنّا نذكره فيما بعد هذا الكتاب إن شاء الله .
ص ل ا: (الصَّلَاةُ) الدُّعَاءُ. وَالصَّلَاةُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى الرَّحْمَةُ. وَالصَّلَاةُ وَاحِدَةُ (الصَّلَوَاتِ) الْمَفْرُوضَةِ وَهُوَ اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. يُقَالُ: (صَلَّى صَلَاةً) وَلَا يُقَالُ: تَصْلِيَةً. وَ (صَلَّى) عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَصَلَّى الْعَصَا بِالنَّارِ لَيَّنَّهَا وَقَوَّمَهَا. وَ (الْمُصَلِّي) تَالِي السَّابِقِ يُقَالُ: (صَلَّى) الْفَرَسُ إِذَا جَاءَ مُصَلِّيًا وَهُوَ الَّذِي يَتْلُو السَّابِقَ لِأَنَّ رَأْسَهُ عِنْدَ صَلَاهُ أَيْ مَغْرِزِ ذَنَبِهِ. وَ (الصَّلَايَةُ) بِالتَّخْفِيفِ الْفِهْرُ وَكَذَا (الصَّلَاءَةُ) بِالْهَمْزِ. وَ (صَلَيْتُ) اللَّحْمَ وَغَيْرَهُ مِنْ بَابِ رَمَى شَوَّيْتُهُ وَفِي الْحَدِيثِ: (أَنَّهُ أُتِيَ بِشَاةٍ (مَصْلِيَّةٍ) أَيْ مَشْوِيَّةٍ. وَيُقَالُ أَيْضًا: (صَلَيْتُ) الرَّجُلَ نَارًا إِذَا أَدْخَلْتَهُ النَّارَ وَجَعَلْتَهُ يَصِلَاهَا فَإِنْ أَلْقَيْتَهُ فِيهَا إِلْقَاءً كَأَنَّكَ تُرِيدُ إِحْرَاقَهُ قُلْتَ (أَصْلَيْتُهُ) بِالْأَلِفِ وَ (صَلَّيْتُهُ) (تَصْلِيَةً) وَقُرِئَ: «وَيُصَلَّى سَعِيرًا» . وَمَنْ خَفَّفَ فَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: (صَلِيَ) فُلَانٌ النَّارَ بِالْكَسْرِ يَصْلَى (صِلِيًّا) أَيِ احْتَرَقَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} [مريم: 70] وَاصْطَلَى بِالنَّارِ وَ (تَصَلَّى) بِهَا. وَفُلَانٌ لَا (يُصْطَلَى) بِنَارِهِ إِذَا كَانَ شُجَاعًا لَا يُطَاقُ. وَ (الْمَصَالِي) الْأَشْرَاكُ تُنْصَبُ لِلطَّيْرِ وَغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ لِلشَّيْطَانِ فُخُوخًا وَمَصَالِيَ» الْوَاحِدَةُ (مِصْلَاةٌ) وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} [الحج: 40] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: هِيَ كَنَائِسُ الْيَهُودِ أَيْ مَوَاضِعُ الصَّلَوَاتِ.
[صلا] الصلاة: الدعاء. قال الاعشى: وقابلها الريحُ في دَنِّها * وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ والصَلاة من الله تعالى: الرحمة. والصلاةُ: واحدة الصَلَواتِ المفروضة، وهو اسم يوضع موضع (*) المصدر. تقول: صليت صلاة، ولا تقل تَصْلِيَةً. وصَلَّيْتُ على النبي صلى الله عليه وسلم. وصليت العصا بالنار، إذا لينتها وقومتها. وقال قيس بن زُهير العبسيّ: فلا تَعْجَلْ بأمرك واسْتَدِمْهُ * فما صَلَّى عَصاكَ كمُسْتَديمِ أي قوم. والمُصَلَّى: تالي السابق. يقال: صَلّى الفرسُ، إذا جاء مُصَلِّياً، وهو الذي يتلو السابق، لأنَّ رأسَه عند صلاه. والصلاية: الفهر. قال أميّة يصف السماء: سَراةُ صَلايَةٍ خَلْقاَء صيغَتْ * تُزِلُّ الشمسَ ليس لها رِئَابُ وإنَّما قال امرؤ القيس:
مَداكَ عَروسٍ أو صَلايَةً حنظل * فأضافها إليه لانه يفلق بها إذا يبس. والصَلاءَةُ بالهمز مثله. وصلاءة بن عمرو النميري: أحذ القلعين . وصليت اللحم وغيره أصليه صليا، مثال رميته رميا، إذا شويته. وفى الحديث أنّه عليه السلام أُتِيَ بشاةٍ مصلّيةٍ، أي مشويّةٍ. ويقال أيضاً: صَلَيْتُ الرجل ناراً، إذا أدخلته النار وجعلته يَصْلاها. فإن ألقيته فيها إلقاءً كأنَّك تريد إحراقه قلت: أَصْلَيْتُهُ بالألف، وصَلَّيْتُهُ تَصْلِيَةً. وقرئ: (ويُصَلَّى سعيراً) ومن خفَّف فهو من قولهم: صَلِيَ فلان النار بالكسر يَصْلَى صُلِيّاً : احترق. قال الله تعالى: (أَوْلى بها صليا) . قال العجاج :
تالله لولا النار أن نصلاها * (*) ويقال أيضا: صلِيَ بالأمر ; إذا قاسى حرّه وشدَّته. قال الطهويّ: ولا تَبْلى بَسالَتُهُمْ وإنْ هُمْ * صَلوا بالحرب حيناً بعد حينِ واصْطَلَيْتُ بالنار وتصليت بها. قال أبو زبيد الطائى: وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حَرْبِهِم * كما تَصَلَّى المقرور من قرس
مَداكَ عَروسٍ أو صَلايَةً حنظل * فأضافها إليه لانه يفلق بها إذا يبس. والصَلاءَةُ بالهمز مثله. وصلاءة بن عمرو النميري: أحذ القلعين . وصليت اللحم وغيره أصليه صليا، مثال رميته رميا، إذا شويته. وفى الحديث أنّه عليه السلام أُتِيَ بشاةٍ مصلّيةٍ، أي مشويّةٍ. ويقال أيضاً: صَلَيْتُ الرجل ناراً، إذا أدخلته النار وجعلته يَصْلاها. فإن ألقيته فيها إلقاءً كأنَّك تريد إحراقه قلت: أَصْلَيْتُهُ بالألف، وصَلَّيْتُهُ تَصْلِيَةً. وقرئ: (ويُصَلَّى سعيراً) ومن خفَّف فهو من قولهم: صَلِيَ فلان النار بالكسر يَصْلَى صُلِيّاً : احترق. قال الله تعالى: (أَوْلى بها صليا) . قال العجاج :
تالله لولا النار أن نصلاها * (*) ويقال أيضا: صلِيَ بالأمر ; إذا قاسى حرّه وشدَّته. قال الطهويّ: ولا تَبْلى بَسالَتُهُمْ وإنْ هُمْ * صَلوا بالحرب حيناً بعد حينِ واصْطَلَيْتُ بالنار وتصليت بها. قال أبو زبيد الطائى: وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حَرْبِهِم * كما تَصَلَّى المقرور من قرس
صلا صنب سلق صلق كركر [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] : لَو شئتُ لدعوتُ بصِلاء وصِناب وصَلائِقَ وكرَاكِرَ وَأَسْنِمَة [و -] فِي بعض الحَدِيث: وأفلاذ. قَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّلاء الشِّواء سمّي بذلك لأنّه يُصلَي بالنَّار. قَالَ: والصِّناب الْخَرْدَل بالزبيب قَالَ: وَلِهَذَا قيل للبِرذَون: صِنابِيّ إِنَّمَا شبّه لَونه بذلك. قَالَ: والسَّلائِق بِالسِّين وَهُوَ كلّ مَا سُلِق من الْبُقُول وَغَيرهَا وَقَالَ غير أبي عَمْرو: هِيَ الصِّلائق بالصَّاد وَمَعْنَاهَا الْخبز الرَّقِيق قَالَ جرير بن [عَطِيَّة بن -] الخطفي: [الوافر]
تَكَلِّفُني معيشة آل زيدٍ ... ومَنْ لي بالصلائق وَالصِّنَاب وَأما الْكَرَاكِر فكراكر الْإِبِل واحدتها كِركِرة وَهِي مَعْرُوفَة. وَأما الأفلاذ فَإِن وَاحِدهَا فِلذ وَهِي الْقطعَة [من الكبد -] . وَمِنْه حَدِيث عبد الله حِين ذكر أَشْرَاط السَّاعَة فَقَالَ: وتلقي الأَرْض أفلاذ كَبِدهَا قَالَ أعشى باهلة: [الْبَسِيط]
تَكْفِيْهِ حُزة فِلذ إِن ألم بهَا ... من الشَواء ويروى شربه الغْمَرُ
وَهُوَ القَعبُ الصَّغِير. وَحَدِيث عمر هَذَا فِي ذكر الطَّعَام شَبيه بحَديثه الآخر: لَو شِئْت أَن يُدَهْمَقَ لي لفعلتُ وَلَكِن الله عَابَ قوما فَقَالَ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} . قَالَ الْأَصْمَعِي قَوْله: يدهمق لي الدهمقة لين الطَّعَام وطيبه ورقته وَكَذَلِكَ كل شَيْء لين قَالَ الْأَصْمَعِي: وأنشدني خلف الْأَحْمَر فِي نعت الأَرْض فَقَالَ: [الرجز]
جَونٌ رَوَابي تُرْبِه دَهَامِقُ
يَعْنِي تربة لينَة. وَقَالَ غَيره: الدهمقة والدهقنة وَاحِد وَالْمعْنَى فِي ذَلِك 96 / ب كالمعنى فِي الأول سَوَاء / لِأَن لين الطَّعَام من الدهقنة.
تَكَلِّفُني معيشة آل زيدٍ ... ومَنْ لي بالصلائق وَالصِّنَاب وَأما الْكَرَاكِر فكراكر الْإِبِل واحدتها كِركِرة وَهِي مَعْرُوفَة. وَأما الأفلاذ فَإِن وَاحِدهَا فِلذ وَهِي الْقطعَة [من الكبد -] . وَمِنْه حَدِيث عبد الله حِين ذكر أَشْرَاط السَّاعَة فَقَالَ: وتلقي الأَرْض أفلاذ كَبِدهَا قَالَ أعشى باهلة: [الْبَسِيط]
تَكْفِيْهِ حُزة فِلذ إِن ألم بهَا ... من الشَواء ويروى شربه الغْمَرُ
وَهُوَ القَعبُ الصَّغِير. وَحَدِيث عمر هَذَا فِي ذكر الطَّعَام شَبيه بحَديثه الآخر: لَو شِئْت أَن يُدَهْمَقَ لي لفعلتُ وَلَكِن الله عَابَ قوما فَقَالَ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} . قَالَ الْأَصْمَعِي قَوْله: يدهمق لي الدهمقة لين الطَّعَام وطيبه ورقته وَكَذَلِكَ كل شَيْء لين قَالَ الْأَصْمَعِي: وأنشدني خلف الْأَحْمَر فِي نعت الأَرْض فَقَالَ: [الرجز]
جَونٌ رَوَابي تُرْبِه دَهَامِقُ
يَعْنِي تربة لينَة. وَقَالَ غَيره: الدهمقة والدهقنة وَاحِد وَالْمعْنَى فِي ذَلِك 96 / ب كالمعنى فِي الأول سَوَاء / لِأَن لين الطَّعَام من الدهقنة.
صلا وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا دعِي أحدكُم إِلَى طَعَام فليجب فَإِن كَانَ مُفطرا فَليَأْكُل وَإِن [كَانَ -] صَائِما فليُصَلَّ. قَالَ: قَوْله: فَليصل [يَعْنِي -] يَدْعُو لَهُ بِالْبركَةِ وَالْخَيْر. قَالَ أَبُو عبيد: كل دَاع فَهُوَ مصل وَكَذَلِكَ هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَ فِيهَا ذكر صَلَاة الْمَلَائِكَة كَقَوْلِه: الصَّائِم إِذا أكِلَ عِنْده الطَّعَام صلت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة حَتَّى يُمْسِي وَحَدِيثه: من صلى على النَّبِي صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم [صَلَاة -] صَلَّت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة عشرا. وَهَذَا فِي حَدِيث كثير فَهُوَ عِنْدِي كُله الدُّعَاء وَمثله فِي الشّعْر فِي غير مَوضِع قَالَ الْأَعْشَى:
[المتقارب]
وصهباء طافَ يَهُودِيُّها ... وأبرزها وَعَلَيْهَا ختم وقابَلَها الريحُ فِي دَنَّها ... وَصلى على دَنَّها وارْتَسَمْ
/ وقابلها الرّيح فِي دنها أَي اسْتقْبل بهَا الرّيح يَقُول: دَعَا لَهَا بالسلامة 21 / ب وَالْبركَة يصف الْخمر وَقَالَ أَيْضا: [الْبَسِيط]
تَقول بِنْتِي وَقد قَرَّبْتُ مُرْتَحِلا ... يَا رَبَّ جَنَّبْ أَبِي الأوصابَ والوجعَا
عليكِ مثلُ الَّذِي صَليتِ فَاغْتَمِضِي ... نومًا فَإِن لِجَنْبِ المرءِ مُضْطَجِعَا
يَقُول: ليكن لَك مثل الَّذِي دَعَوْت لي. قَالَ أَبُو عبيد: وَأما حَدِيث ابْن أبي أوفى أَنه قَالَ: أَعْطَانِي أبي صَدَقَة مَاله فَأتيت بهَا رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: اللَّهُمَّ صلعلى آل أبي أوفى فَإِن هَذِه الصَّلَاة عِنْدِي الرَّحْمَة وَمِنْه قَوْلهم: اللَّهُمَّ صلى على مُحَمَّد وَمِنْه قَوْله {إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيَّ يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صًلُّوا عَلَيْهِ} فَهُوَ من اللَّه رَحْمَة وَمن الْمَلَائِكَة دُعَاء وَالصَّلَاة ثَلَاثَة أَشْيَاء: الدُّعَاء وَالرَّحْمَة وَالصَّلَاة.
[المتقارب]
وصهباء طافَ يَهُودِيُّها ... وأبرزها وَعَلَيْهَا ختم وقابَلَها الريحُ فِي دَنَّها ... وَصلى على دَنَّها وارْتَسَمْ
/ وقابلها الرّيح فِي دنها أَي اسْتقْبل بهَا الرّيح يَقُول: دَعَا لَهَا بالسلامة 21 / ب وَالْبركَة يصف الْخمر وَقَالَ أَيْضا: [الْبَسِيط]
تَقول بِنْتِي وَقد قَرَّبْتُ مُرْتَحِلا ... يَا رَبَّ جَنَّبْ أَبِي الأوصابَ والوجعَا
عليكِ مثلُ الَّذِي صَليتِ فَاغْتَمِضِي ... نومًا فَإِن لِجَنْبِ المرءِ مُضْطَجِعَا
يَقُول: ليكن لَك مثل الَّذِي دَعَوْت لي. قَالَ أَبُو عبيد: وَأما حَدِيث ابْن أبي أوفى أَنه قَالَ: أَعْطَانِي أبي صَدَقَة مَاله فَأتيت بهَا رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: اللَّهُمَّ صلعلى آل أبي أوفى فَإِن هَذِه الصَّلَاة عِنْدِي الرَّحْمَة وَمِنْه قَوْلهم: اللَّهُمَّ صلى على مُحَمَّد وَمِنْه قَوْله {إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيَّ يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صًلُّوا عَلَيْهِ} فَهُوَ من اللَّه رَحْمَة وَمن الْمَلَائِكَة دُعَاء وَالصَّلَاة ثَلَاثَة أَشْيَاء: الدُّعَاء وَالرَّحْمَة وَالصَّلَاة.
(صلا) - قولُه تَبارك وتَعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ} .
قال الحَلِيمِىُّ : الصَّلاة في اللّغة: التَّعْظِيم، وسُمِّيت الصَّلاةُ صَلاةً لِمَا فيها من حَنْى الصَّلَا، وهو وَسَط الظَّهْر لأنّ انحناء الصَّغير للكَبِير إذا رآه تَعظَيمٌ منه له في العبادات، ثم سَمَّوْا قرائِنَه صلاةً؛ إذ كان المُرادُ من عامة ما في الصلاة تَعظِيمَ الرَّبِّ سبحانَه وتعالى، فأَتْبعُوا عامَّةَ الأقوالِ والأفعالِ الانْحِنَاء، وسَمَّوها باسْمِه، ثم تَوسَّعوا فسَمَّوْا كل دُعاءٍ صَلاةً؛ إذ كان الدعاء تَعظِيماً للمدعُوِّ بالرَّغبة إليه والتَّباؤس له وتعظيما للمدعُوِّ له لابتغاء ما يَبتَغِي له من فَضْل الله عز وجل النَّظَر له.
- وقولنا في التشهد: "الصَّلَوَات لِلَّهِ"
: أي الأَذْكار التي يُراد بها تَعظِيمُ المذكور والاعترافُ له بجَلالِ العُبُودِيَّة وعُلوِّ الرُّتْبة كلّها لله عز وجل: أي هو مستَحِقُّها لا يَلِيق بأحدٍ سِواه.
- وقولنا فيه: "اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ".
فمعناه: عَظِّم مُحَمَّداً في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهارِ دَعْوتِه وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتَشْفِيعه في أمته وتَضْعِيف أَجْرِه ومَثُوبَتِه وإبداءِ فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود وتَقْديمِه على كافة النبيين في اليوم المشهود، وهذه الأمور وإن كان الله عز وجل أَوجَبَها للنَّبىّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا دَعَا له أَحدٌ من أُمَّتِه فاستُجِيب دُعاؤُه فيه أن يُزادَ النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - في كلِ شيء مما سَمَّينا رتُبةً ودَرَجةً، فكذلك كانت الصّلاةُ عليه ممَّا يُقضى به حَقُّه ويتُقَرَّبُ بإكثارها إلى الله عز وجل، فَيدُلّ على أن قولَنا: اللهمَّ صلِّ على محمّد صلاة مِنّا عليه، إلا أنَّا لا نملك إيصالَ ما يَعظُم به أَمرُه إليه، وإنما ذلك إلى الله عز وجل، فصح أن صَلاتَه عليه الدُّعاءُ له بذلك. وقيل: لَمَّا أَمرَ الله سُبْحانه وتَعالى بالصَّلاة عليه ولم نَبلغ كُنْهَ فضَيلته وحَقِيقةَ مُرادِ الله تعالى فيه أحَلْنا ذَلِك على الله عز وجل فقلنا: اللَّهمَّ صلِّ أنتَ على محمَّد مِنَّا؛ لأنك أعلمُ بما يَلِيق به وأَعرفُ بما أردتَه له، وإذا قلنا: الصَّلاةُ على رسولِ - صلى الله عليه وسلم -، فمَعْناه الصلاة من الله تعالى عليه؛ لأن التَّمنِّى على الله تبارك وتعالى سُؤالٌ، كما يقال: غَفَر الله لك، فيقوم مَقام اللَّهمّ اغْفِر لَه، فكذلك - صلى الله عليه وسلم - يقوم مَقام الدُّعاء.
- وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ} .
قال عطَاءُ بن أبي رَبَاح: "صَلاتُه على عِبادِه سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ، سَبَقَت رَحمَتِى غَضَبِى".
وقد قيل: إن الصَّلاة من الله تعالى الرَّحمةُ، ومن الملائكة الاستغفارُ، ومن الخَلْق الدُّعاء، فلما جَمَعه في قَولِه تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} كأنَّه يُشِيرُ إلى أنّ هذه المَعانِىَ كلّها واجِبةٌ عليهم من الله عزّ وجلّ.
وقيل: الأَصلُ في الصَّلاة الُّلزومُ، فكأنّ المُصَلِّى لَزِم هذه العِبادةَ لاسْتِنْجاح طَلِبَتهِ من الله عزّ وجلّ
وقيل: سُمِّيَت صَلاةً، لأنَّها في أكْثر المواضع ثَاني الإيمان وتَالِيه في الذكر، كقوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ} والمُصَلِّى: الذي يتلُو الأَوَّلَ.
قال الخطابي: الصَّلاة التي هي بَمْعنَى الدُّعاء والتَّبْرِيك تجوز على غير النَّبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - بدليل قوله تعالى في مُعْطِى الزكاة -: {وصَلِّ عَلَيْهِم} ؛ فأمّا التي هي لِرسُول الله - صلى الله عليه وسلّم -: فإنها بمعنى التَّعْظِيم والتّكْريِم، وهي خِصِّيصىَ له لا يَشْرَكه فيها غَيرُه.
- قوله تبارك وتعالى: {لعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}
وهو تَفْتَعِلون من الصَّلَى: أي تسخُنون. يُقال: اصطَليْت النارَ وبِالنَّار، ومُصْطَلَى الرَّجُلِ: وَجْهُه وَيَدَاه ورِجْلاه، وما يَلْقَى به النارَ إذا اصْطَلَى بها، والطاء في هذه الكلمات أَصلُها التَّاء وصارت طاءً لمجاورتها الصاد. - في حديث السَّقِيفَة:
أَنَا الذي لا يُصْطَلَى بناره
ولا يَنَامُ النَّاسُ من سُعاره
: أي لا يُتَعَرَّض لحرْبِي وحَدِّى. والسُّعارُ: حَدُّ النَّار. والسَّعِير: النَّار والسَّاعُور: التَّنُّور.
- في حديث عمر، - رضي الله عنه -، "لو شِئتُ دَعوتُ بِصِلاءٍ"
: أي بشِواءٍ؛ لأنه يُصْلَى بالنَّار: أي يُشْوَى.
يقال: صَلَيتُه صَلْياً: شَويْتهُ، فإذا ألقيتَه في النار قُلتَ: صَلَيْتُه وأصلَيْتُه.
وقيل: أَصلُ التَّصْلِية من صَلَّى عَصَاه إذا سَخَّنَها بالصَّلَى ليُقوِّمَها فقيل: للرَّحْمَة، والدُّعاء صلاةٌ لأن بِهما يقوم أَمرُ من يَرحَمُه ويُدعَى له ويذهَب باعْوِجَاجِ عَمَلِه.
وقولهم: صلَّى إذا دَعَا، معناه: طَلَب صَلاةَ الله وهي رَحمتُه، كما يقال: حَيَّيتُه إذا دَعَوْتَ له بِتَحيَّة الله.
- في الحديث: "أطيبُ مُضْغَةٍ صَيْحانِيَّة مَصْلِيَّة"
: أي صُلِيَت في الشمس، ورواه الثِّقاتُ: مُصَلَّبَة: أي بلغَت الصلابةَ في اليُبْس - في حديث كعب: "إن الله تَباركَ وتَعالى بَارَك لِدَوابِّ المُجاهِدِين في صِلِّيان أرض الروم، كما بارك في شَعِير سُورِيَة"
قال الأصمعي: هو نَبْت، ومن أَمْثَالِهم: "جَذَّه جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيَانَة "
وقال غيره: هو نَبْت له سَنَمة عَظيمة، كأنّه رَأسُ القَصَب؛ وهو خُبزُ الإبل: أي يَقوُم لدَوابِّهم مَقام الشِّعِير، وأرض مُصَلَّاة: كَثُرت فيها الصِّلِّيانَةُ، قال:
* وصِلِّيَانٍ كَسِبَال الروم *
قال الحَلِيمِىُّ : الصَّلاة في اللّغة: التَّعْظِيم، وسُمِّيت الصَّلاةُ صَلاةً لِمَا فيها من حَنْى الصَّلَا، وهو وَسَط الظَّهْر لأنّ انحناء الصَّغير للكَبِير إذا رآه تَعظَيمٌ منه له في العبادات، ثم سَمَّوْا قرائِنَه صلاةً؛ إذ كان المُرادُ من عامة ما في الصلاة تَعظِيمَ الرَّبِّ سبحانَه وتعالى، فأَتْبعُوا عامَّةَ الأقوالِ والأفعالِ الانْحِنَاء، وسَمَّوها باسْمِه، ثم تَوسَّعوا فسَمَّوْا كل دُعاءٍ صَلاةً؛ إذ كان الدعاء تَعظِيماً للمدعُوِّ بالرَّغبة إليه والتَّباؤس له وتعظيما للمدعُوِّ له لابتغاء ما يَبتَغِي له من فَضْل الله عز وجل النَّظَر له.
- وقولنا في التشهد: "الصَّلَوَات لِلَّهِ"
: أي الأَذْكار التي يُراد بها تَعظِيمُ المذكور والاعترافُ له بجَلالِ العُبُودِيَّة وعُلوِّ الرُّتْبة كلّها لله عز وجل: أي هو مستَحِقُّها لا يَلِيق بأحدٍ سِواه.
- وقولنا فيه: "اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ".
فمعناه: عَظِّم مُحَمَّداً في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهارِ دَعْوتِه وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتَشْفِيعه في أمته وتَضْعِيف أَجْرِه ومَثُوبَتِه وإبداءِ فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود وتَقْديمِه على كافة النبيين في اليوم المشهود، وهذه الأمور وإن كان الله عز وجل أَوجَبَها للنَّبىّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا دَعَا له أَحدٌ من أُمَّتِه فاستُجِيب دُعاؤُه فيه أن يُزادَ النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - في كلِ شيء مما سَمَّينا رتُبةً ودَرَجةً، فكذلك كانت الصّلاةُ عليه ممَّا يُقضى به حَقُّه ويتُقَرَّبُ بإكثارها إلى الله عز وجل، فَيدُلّ على أن قولَنا: اللهمَّ صلِّ على محمّد صلاة مِنّا عليه، إلا أنَّا لا نملك إيصالَ ما يَعظُم به أَمرُه إليه، وإنما ذلك إلى الله عز وجل، فصح أن صَلاتَه عليه الدُّعاءُ له بذلك. وقيل: لَمَّا أَمرَ الله سُبْحانه وتَعالى بالصَّلاة عليه ولم نَبلغ كُنْهَ فضَيلته وحَقِيقةَ مُرادِ الله تعالى فيه أحَلْنا ذَلِك على الله عز وجل فقلنا: اللَّهمَّ صلِّ أنتَ على محمَّد مِنَّا؛ لأنك أعلمُ بما يَلِيق به وأَعرفُ بما أردتَه له، وإذا قلنا: الصَّلاةُ على رسولِ - صلى الله عليه وسلم -، فمَعْناه الصلاة من الله تعالى عليه؛ لأن التَّمنِّى على الله تبارك وتعالى سُؤالٌ، كما يقال: غَفَر الله لك، فيقوم مَقام اللَّهمّ اغْفِر لَه، فكذلك - صلى الله عليه وسلم - يقوم مَقام الدُّعاء.
- وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ} .
قال عطَاءُ بن أبي رَبَاح: "صَلاتُه على عِبادِه سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ، سَبَقَت رَحمَتِى غَضَبِى".
وقد قيل: إن الصَّلاة من الله تعالى الرَّحمةُ، ومن الملائكة الاستغفارُ، ومن الخَلْق الدُّعاء، فلما جَمَعه في قَولِه تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} كأنَّه يُشِيرُ إلى أنّ هذه المَعانِىَ كلّها واجِبةٌ عليهم من الله عزّ وجلّ.
وقيل: الأَصلُ في الصَّلاة الُّلزومُ، فكأنّ المُصَلِّى لَزِم هذه العِبادةَ لاسْتِنْجاح طَلِبَتهِ من الله عزّ وجلّ
وقيل: سُمِّيَت صَلاةً، لأنَّها في أكْثر المواضع ثَاني الإيمان وتَالِيه في الذكر، كقوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ} والمُصَلِّى: الذي يتلُو الأَوَّلَ.
قال الخطابي: الصَّلاة التي هي بَمْعنَى الدُّعاء والتَّبْرِيك تجوز على غير النَّبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - بدليل قوله تعالى في مُعْطِى الزكاة -: {وصَلِّ عَلَيْهِم} ؛ فأمّا التي هي لِرسُول الله - صلى الله عليه وسلّم -: فإنها بمعنى التَّعْظِيم والتّكْريِم، وهي خِصِّيصىَ له لا يَشْرَكه فيها غَيرُه.
- قوله تبارك وتعالى: {لعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}
وهو تَفْتَعِلون من الصَّلَى: أي تسخُنون. يُقال: اصطَليْت النارَ وبِالنَّار، ومُصْطَلَى الرَّجُلِ: وَجْهُه وَيَدَاه ورِجْلاه، وما يَلْقَى به النارَ إذا اصْطَلَى بها، والطاء في هذه الكلمات أَصلُها التَّاء وصارت طاءً لمجاورتها الصاد. - في حديث السَّقِيفَة:
أَنَا الذي لا يُصْطَلَى بناره
ولا يَنَامُ النَّاسُ من سُعاره
: أي لا يُتَعَرَّض لحرْبِي وحَدِّى. والسُّعارُ: حَدُّ النَّار. والسَّعِير: النَّار والسَّاعُور: التَّنُّور.
- في حديث عمر، - رضي الله عنه -، "لو شِئتُ دَعوتُ بِصِلاءٍ"
: أي بشِواءٍ؛ لأنه يُصْلَى بالنَّار: أي يُشْوَى.
يقال: صَلَيتُه صَلْياً: شَويْتهُ، فإذا ألقيتَه في النار قُلتَ: صَلَيْتُه وأصلَيْتُه.
وقيل: أَصلُ التَّصْلِية من صَلَّى عَصَاه إذا سَخَّنَها بالصَّلَى ليُقوِّمَها فقيل: للرَّحْمَة، والدُّعاء صلاةٌ لأن بِهما يقوم أَمرُ من يَرحَمُه ويُدعَى له ويذهَب باعْوِجَاجِ عَمَلِه.
وقولهم: صلَّى إذا دَعَا، معناه: طَلَب صَلاةَ الله وهي رَحمتُه، كما يقال: حَيَّيتُه إذا دَعَوْتَ له بِتَحيَّة الله.
- في الحديث: "أطيبُ مُضْغَةٍ صَيْحانِيَّة مَصْلِيَّة"
: أي صُلِيَت في الشمس، ورواه الثِّقاتُ: مُصَلَّبَة: أي بلغَت الصلابةَ في اليُبْس - في حديث كعب: "إن الله تَباركَ وتَعالى بَارَك لِدَوابِّ المُجاهِدِين في صِلِّيان أرض الروم، كما بارك في شَعِير سُورِيَة"
قال الأصمعي: هو نَبْت، ومن أَمْثَالِهم: "جَذَّه جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيَانَة "
وقال غيره: هو نَبْت له سَنَمة عَظيمة، كأنّه رَأسُ القَصَب؛ وهو خُبزُ الإبل: أي يَقوُم لدَوابِّهم مَقام الشِّعِير، وأرض مُصَلَّاة: كَثُرت فيها الصِّلِّيانَةُ، قال:
* وصِلِّيَانٍ كَسِبَال الروم *
[صلا] فيه: "الصلاة" لغة الدعاء، وقيل: التعظيم. وفي التشهد: "الصلوات" لله، أي الأدعية التي يراد بها تعظيم الله هو مستحقها لا تليق بأحد سواه. واللهم! "صل" على محمد، أي عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته، وقيل: لما أمر الله تعالى "بالصلاة" عليه ولم نبلغ قدر الواجب منه أحلنا عليه وقلنا: صل أنت لأنك أعلم بما يليق به؛ واختلف هل يجوز لغيره، والصحيح خصوصه به؛ الخطابي: بمعنى التعظيم خاص، وبمعنى الدعاء والتبريك لا، نحو اللهم! صل على آل أبي أوفى، أي ترحم وبرك، وقيل: هو أيضًا خاص ولكنه آثر غيره فلا يجوز لغيره. ط: وأجمعوا على جوازها على الأنبياء والملائكة، والجمهور على منعها ابتداء على غيرهم، والصحيح أنه مكروه تنزيها لأنه شعار البدع لاختصاصه بالأنبياء بلسان السلف كعز وجل بالله تعالى وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم عزيزًا جليلًا. نه: وفيه: من "صلى" عليّ "صلاة صلت" عليه الملائكة عشرًا، أي دعت له وبركت. ن: "صلى" الله عليه عشرًا، أي يضعف أجره، وقيل: هو على ظاهره تشريفًا له بين الملائكة. ط: أي تكون كلامًا يسمعه الملائكة أو رحمة ويضاعف أجره، لقوله: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها". غ: هي من الله الرحمة، ومن النبي والملائكة الاستغفار. كنز: "صل" على محمد في الأولين، أي مع الأولين ومع المتوسطين ومع الآخرين؛ و"صل" على محمد في
الأرواح، أي معهم؛ و"صل" على محمد في الأجساد، أي معهم. نه: وح: إن كان صائمًا "فليصل"، أي فليدع لأهل الطعام بالمغفرة والبركة. ن: أو ليشتغل بالصلاة الشرعية، ليحصل له فضلها وليبرك أهل المكان. ط: أي ليصل ركعتين في ناحية البيت، وإن تأذى المضيف بترك الأكل أفطر. نه: وح سودة: يا رسول الله! إذا متنا "صلى" لنا عثمان بن مظعون، أي يستغفر لنا. وفيه ح: سبق النبي صلى الله عليه وسلم و"صلى" أبو بكر وثلث عمر، المصلى في خيل الحلبة هو الثاني لأن رأسه يكون عند صلا الأول وهو ما عن يمين الذنب وشماله. وح: أتى بشاة "مصلية"، أي مشوية، صليت اللحم بالتخفيف: شويته، وإذا أحرقته وألقيته في النار قلت: صليته - بالتشديد - وأصليته، وصليت العصا بالنار أيضًا إذا لينتها وقومتها. ك: هي بوزن مرمية. نه: ومنه ح: أطيب مضغة صيحانية "مصلية"، أي مشمسة قد صليت في الشمس، ويروى بباء - وتقدم. ومنه ح عمر: لو شئت لدعوت "بصلاء" وصناب، هو بالمد والكسر الشواء. وفيه ح: رأيت أبا سفيان "يصلى" ظهره بالنار، أي يدفئه. ن: هو بفتح ياء وسكون صاد. ك: «هم أولى بها "صليًا"» من صلى النار - بكسر لام: احترق. نه: وح: أنا الذي "لا يصطلى" بناره، هو افتعال من صلا النار والتسخن بها، أي أنا الذي لا يتعرض لحربي، فلان لا يصطلي بناره أي شجاع لا يطاق. ن: "صلى" على أحد "صلاته" على ميت، أي دعا لهم بدعاء صلاة الميت. ط: كم أجعل لك من "صلاتي"! هي هنا الدعاء والورد، يعني لي زمان أدعو فيه لنفسي فكم أصرف من ذلك الزمان في الدعاء لك، قوله: أجعل لك صلاتي كلها، أي أصلي عليك بدل ما أدعو به لنفسي؛ وفيه أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الدعاء لنفسه، لأن فيه ذكر الله وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن شغله ذكره عن مسألته أعطى أفضل، ويدخل فيه كفاية ما يهمه في الدارين. ش:
لم ير صلى الله عليه وسلم أن يعين له فيه حدًا لئلا ينغلق عليه باب المؤيد. فلم يزل يفوض الاختيار إليه مع مراعاة الحث عليه حتى قال: أجعل صلاتي كلها لك. ط: وفيه: علمنا كيف نسلم، أي علمنا الله تعالى كيف الصلاة والسلام عليك بقوله: "يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا" فكيف نصلي على أهل بيتك؟ وإن كان سؤالا عن كيفية الصلاة عليه خاصة فالمعنى قد علمنا الله في التحيات: السلام عليك أيها النبي! فكيف نصلي عليك؟ والتشبيه في: كما صليت، ليس من باب إلحاق الناقص بالكامل بل بيان حال ما لا يعرف بما يعرف. ش: وقيل: التشبيه في أصل الصلاة لا في قدرها، وقيل: أراد: اجعل لمحمد وآله صلاة بمقدار الصلاة لإبراهيم وآله، وفي آل إبراهيم خلائق لا يحصون من الأنبياء وليس في آله نبي، فطلب إلحاق جملة فيها نبي واحد بما فيه أنبياء - ويتم في كما من ك. ن: كيف نصلي، إما سؤال عن كيفية الصلوات في الصلاة أو في غيرها، والأول أظهر. ش: إذا صلى مرة في المجلس أجزأه، أي إذا تكرر ذكره صلى الله عليه وسلم في مجلس كفته صلاة واحدة، واختلف الروايات فيه عن الحنفية فقيل: يتكرر الوجوب بتكرره وإن كثر، وقيل: لا. ط: و"صلاته" في جوف الليل كذلك، أي تطفئ الخطيئة، أو من أبواب الخير. وح: "لا يصلي" لكم، خبر بمعنى النهي، أي لا يصلح للإمامة، فذكر الرجل قولهم إنك منعتهم من إمامته، فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، منعتهم لأنك آذيت الله ورسوله بالبزاق في القبلة - وح: "صلى" المغرب بسورة الأعراف ليدل على الجواز، ولذا كان يداوم على التجوز فيها، فأن قيل: كيف يدوم وقته إلى هذا القدر؟ أجيب بأنه كان يقرأ في الأولى قليلًا منها ويتم باقيها في الثانية ولا بأس بوقوعها خارج وقتها، ويحتمل إرادة بعض السورة. ك: فقلت: "الصلاة"! بالنصب على الإغراء أو بتقدير: تريد، وبالرفع أي حضرت الصلاة، قال: الصلاة أمامك - بالرفع، وأمامك - بفتح همزة، أي وقتها أو مكانها قدامك. ن: أي الصلاة في هذه الليلة مشروعة في المزدلفة. ك: و"المصلى" أمامك - بفتح لام، أي
مكان الصلاة. وفيه: فأدركتهم "الصلاة" وليس معهم ماء "فصلوا" - بفتح لام، أي صلوا بغير وضوء؛ واستدل به على أن فاقد الطهورين يصلي في حاله وبه يطابق الترجمة. ن: "الصلاة" جامعة! بنصبهما على الإغراء والحال، وروى بالصلاة جامعة - بنصبهما. ولا يظهر الجر في اللفظ للحكاية، كذا قال الكرماني. ط: أي احضرها حال كونه تجمع الناس في المسجد، أو برفع الأول ونصب الثاني، أو بعكسه؛ أي هذه صلاة حال كونها جامعة، أو احضرها وهي جامعة. ك: أن الصلاة جامعة - بسكون نون أن مفسرة، وتشديدها ورفع جامعة، أي ذات جماعة لا منفردة كسنن الرواتب، ونصبه على الحال والخبر محذوف أي حاضره. بى، ن: اقرأ بها في نفسك - فذكر ح: قسمت "الصلاة" أي الفاتحة؛ فيدل على تعينها؛ الخطابي: بل المراد القراءة كلا تجهر بصلواتك، وعدل عن ح لا صلاة إلى ح القسمة لأ، هـ رأى أن العام في الأشخاص مطلق في الأحوال، وكلمة: إذا عام أي إذا قال الحمد لله كل زمان وعلى كل حال. وفيه: نظر فأنه لو سلم فأنما يدل على قوله: حمدني، كلما يقرأ لا على تعميم القراءة كلما يصلي. ن: فذكر من "صلاته"، أي قال إنه لا يحسن الصلاة. وفيه: "صلاة" القاعد على نصف، أي مع القدرة على القيام، فلا يدل على نقص الثواب للعذر في النفل والفرض؛ قوله: إني لست كأحدكم، يعني أني خصصت باستواء القيام والقعود، تشريفًا له. وبين "مصلى" رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار، يريد به موضع سجوده. وفيه: إن جبرئيل نزل "فصلى، فصلى" رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللفظ إنما يعطي أن صلاته كانت عقيب صلاته لكن نص في غيره أن جبرئيل كان إمامًا، فمعناه أن كل جزء فعله جبرئيل من الصلاة
فعله النبي صلى الله عليه وسلم. وح: "صلى" بي الظهر في اليوم الثاني، أي فرغ من الظهر. وح: و"صلى" بي العصر في اليوم الأول حين صار ظل كل شيء مثله، أي شرع فيه ح، فلا يدل على اشتراك الوقت قدر أربع ركعات في الظهر والعصر كما زعم. ط: "صلى" بي العصر حين صار ظل كل شيء مثله، أي سوى فئ الزوال، وقوله: صلى بي الظهر في الثاني حين كان ظله مثله، أي مع فئ الزوال فلا يكونان في وقت واحد. بى: ولم يبين أول الظهر وهو الزوال إذ لا يعرفه أولًا إلا الله وما يليه يعرفه الملائكة وما يليه يعرفه كل أحد، روى أنه صلى الله عليه وسلم سأل جبرئيل هل زالت الشمس؟ فقال: لا، نعم؛ وقال: قطعت الشمس بين لا ونعم مسيرة خمسمائة. ن: "فليصلها" عند وقتها، لا يريد أنه يقضي الفائتة مرتين مرة في الحال ومرة غدًا، بل يريد أنه إذا قضى الفائتة بعد وقتها لا يتغير وقتها في الغد فيصلي الفجر في الغد في الوقت المعتاد لا بعد طلوع الشمس كما صلى اليوم. وح: أ "تصلي" الصبح أربعًا؟ استفهام إنكار يريد أنه لا يشرع بعد إقامة الفجر إلا الفريضة، فأن من صلى السنة بعدها صار كأنه صلى أربعًا فريضة؛ وفيه رد على من قال: إنه إن علم أنه يدرك ركعة مع الإمام يصلي السنة، ويرده أيضًا ح: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. وح: ثم "يصلي" ركعتين وهو جالس، جرى على ظاهره أحمد والأوزاعي وأباحاهما جالسًا، وأنكره مالك لأنه صلى الله عليه وسلم فعله مرة أو مرتين لبيان الجواز؛ وتكررت الروايات قولًا وفعلًا بجعل آخر صلاته وترًا. ط: قال أحمد: لا أفعلهما ولا أمنع عنه، قوله: وصنع في الركعتين مثل صنيعه في الأولى، أي فعل صلى الله عليه وسلم في الركعتين بعد السبع مثل فعله في الحالة الأولى أي صلاهما قاعدًا. ن: "فصلى" بطائفة ركعتين ثم تأخر و"صلى" بالطائفة الأخرى ركعتين، يعني صلى بالأولى للفرض وسلم، وبالثانية ركعتين متنفلا وهم مفترضون
وسلم، واستدل به على جواز المفترض خلف المتنقل. وح: نحن "نصلي" معه صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت عير، أي ننتظر الصلاة في حال الخطبة. وح: لا "يصلين" أحد الظهر إلا في بني قريظة، وفي بعضها: العصر؛ والجمع بأنه صلى البعض الظهر ولم يصله آخرون فقيل لمن صلاه: لا تصلوا العصر - ولمن لم يصله: لا تصلوا الظهر - إلا فيهم، وإنما لم يعنف واحدًا لأن من أخر أخذ بظاهر لفظه ومن صلى في الطريق عرف أن قصده صلى الله عليه وسلم التعجيل وعدم الشغل بما سوى الذهاب. وح: "صليت" معه أكثر من ألفي "صلاة"، أي الصلوات الخمس لا الجمعة. ز: إذ لا يمكن هذا العدد فيها بعد الهجرة، فأن قلت: فكيف استدل به على تحقيق خبره بالجلوس في الخطبة؟ قلت: من طول صحبته المقتضية لتحقق أحواله عنده. ن: وح: "لم يصل" قبلها ولا بعدها، استدل به مالك وأحمد وجماعة من الصحابة والتابعين على كراهة التنفل قبل العيد وبعده، وأباح الشافعي فيهما، وعدم الفعل لا يدل على الكراهة. ز: استبان بهذا صحة حكم المحدثين بكون ح أربع ركعات بقراءة مخصوصة بعدها موضوعًا. ن: من "صلى" على جنازة في المسجد فلا شيء له، استدل به على كراهة صلاتها في المسجد، وضعفه الجمهور لأنه روى: فلا شيء عليه، فاللام في الأولى بمعمنى على. وح: من قتل نفسه "فلم يصل" عليه، زجرًا عن مثل فعله، وصلى عليه الصحابة ولذا ذهب الجمهور إلى جواز الصلاة عليه. وح: "صلى" فيها بين العمودين، مقدم على ح أسامة أنه لم يصل فيها، لأنه مثبت، ولأن أسامة رآه يدعو فاشتغل هو بالدعاء في ناحية وكان الباب مغلقًا فصلى الله عليه وسلم صلاة خفيفة فلم يره أسامة. ط: لا "يصلي" الإمام في الموضع الذي "صلى" فيه، أي لا يصلي الإمام والمأموم أيضًا فيه بل يتنقل إلى غيره، ليشهد له موضعان بالطاعة، ولئلا يتوهم أنه في الصلاة. وفيه: "لا تصلوا صلاة" في يوم مرتين، أي إن صلى في جماعة لا يعيدها، وبه قال مالك. وح: "صلوا" قبل المغرب، فيه استحباب الركعتين بين الغروب
وصلاة المغرب أو بين الإقامة والآذان، لما ورد بين كل أذانين صلاة، واختلف فيه، ووجه المنع تأخير المغرب عن أول وقته. وح: من "صلى" بعد المغرب ستة ركعة، المفهوم أن الست والعشرين مع الركعتين الراتبتين، وكذا الأربع والست بعد العشاء وليست من الوتر. وح: أربع قبل الظهر بحسب بمثلهن في "صلاة" السحر، بحسب خبر أربع، أي يعدل أربع ركعات قبل الظهر بأربع في الفجر من السنة والفرض، لموافقة المصلى سائر الكائنات في الخضوع لبارئها، فأن الشمس أعظمها وعند زوالها يظهر هبوطها وسائر ما يتفيؤ بها ظلاله عن اليمين والشمائل سجدًا له. مق: أن "تصلى" أربع ركعات، هو خبر محذوف أي هو أن تصلى، وهو عائد إلى مفعول فعلت أو بدل من مفعوله، قوله: عشر خصال، أي مكفر عشر خصلات أي أعلمك شيئًا هو يكفر عشر أنواع من الذنوب هي أوله وآخره - إلخ، وعشر خصال بعد قوله: سره وعلانيته - بالنصب بتقدير: خذها، وبالرفع بتقدير: هذه؛ وفعلت ذلك أي ذلك المكفر، أوله أي أول الذنب، وكرر أعلمك وأمنحك لتعظيم هذه الصلاة. ط: أوله وآخره، أي مبدأ الذنب ومنتهاه، قديمه وحديثه أي ما قدم عهده وحدث، وعشر خصال مفعول تنازعت عليه الأفعال، أفعل بك عشر خصال أي أصيرك ذا عشر خصال، والمراد به التسبيحات والتهليلات لأنها فيما سوى القيام عشر عشر، وقيل: أمرك بما إن فعلته صرت ذا عشر وهي سبب مغفرة الذنوب بأسرها. وح: "صلاته" في بيته أفضل من "صلاته" في مسجدي، يعني مع أن صلاته في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من ألف صلاة في سائر المساجد. وح: "يصلون" لكم، أي يصلي الأئمة لكم، فأن أصابوا أي أتوا بجميع الأركان والشرائط فقد حصل الثواب لكم ولهم، فحذف: لهم - ثقة بالفهم، وإن أخطأوا
بأن أخلوا ببعضها يصح الصلاة لكم والوبال من النقصان عليهم؛ هذا إن لم يعلم المأموم به، فإن علم خطأه فعليه الوبال والإعادة. ك: قوموا "فلأصلي" لكم، بكسر لام وضم همزة وفتح ياء، ولام كي متعلق بقوموا، أو خبر محذوف أي فقيامكم لأن أصلي بكم، وروى بسكون ياء للتخفيف أو لكون اللام للأمر وثبت الياء في الجذم شذوذًا، وروي بفتح لام للابتداء وسكون ياء- وبوجوه أخر. وح: لعله أن يكون "يصلي"، مفهومه أن تارك الصلاة مقتول. وح: "صل" وعليه بدعته، أي صل خلف المبتدع وعليه بدعته. وح: من "صلى صلاتنا"، أي بالركوع، واستقبل قبلتنا ولم يطعن فيها كاليهود، ولم يمتنع عن ذبيحتنا مثلهم. ن: "صلينا" مع عمر بن عبد العزيز الظهر، إنما أخره على عادة الأمراء قبله قبل أن يبلغه السنة، وفعله لشغل عرض له. ك: "فصلى، فصلى" رسول الله ثم "صلى، فصلى" بتكرير صلوات جبرئيل والنبي صلى الله عليه وسلم خمس صلوات مقتديًا بجبرئيل فيها، ثم قال: بهذا أمرت - بفتح تاء وضمها وبضم همزة أي أمرت به ليلة المعراج وكانت هذه القصة صبيحة ليلته، قوله: اعلم ما تحدث به! أي الذي تحدث به، أو علمت أن جبرئيل - بفتح همزة وواو وبكسرة همزة إن وبفتحها بتقدير بأن؛ لما أنكر على ابن عبد العزيز عروة تأخيره عن أفضل وقت صلى فيه جبرئيل رد عليه بأنه ليس عنده علم به واستثبته فيه وأنه حديث مقطوع، فلما أسند إلى بشير قنع به، ويعارضه ح أنه أم في يومين في وقتين أوله وآخره وقال: الوقت ما بين هذين، وأجيب بأن ح إمامته في يومين لا يصح سنده، وبأن قوله: ما بين هذين، لأهل الأعذار. وح: و"لا يصلي" يومئذ إلا بالمدينة، لأن من بمكة من المستضعفين كانوا يسرون بالصلاة ولم يدخل الإسلام حٍ غير المدينة ومكة. وح: وأبو بكر "يصلي" بالناس والناس "يصلون بصلاة" أبي بكر، أي بصوته الدال على فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا أنهم يقتدون بصلاته كيلا يلزم الاقتداء
بمأموم. وح: أمر بحطب فأمر بالصلاة، أي بصلاة العشاء أو الفجر أو الجمعة أو كلها - روايات؛ ولا تضاد لتعدد الوقائع. وح: مروا أبا بكر "فليصل" بالناس، بسكون لام أولى، وروي: فليصلي - بكسر أولى اللامين وإثبات الياء بعد الثانية والفاء عاطفة أي فقولوا له قولي ليصلي بهم. وح: "صلاة" الليل سبع وتسع وإحدى عشر، أي كانت تارة كذا وتارة كذا بحسب اتساع الوقت والصحة وعذر المرض وكبر السن؛ ووجه كونها إحدى عشرة أن صلاة النهار كذلك ظهر وعصر ومغرب وهو وتر النهار. وح: لم تزل الملائكة "تصلي" عليه ما دام في "مصلاه" اللهم "صل" عليه. أي قائلين: اللهم صل عليه، وكذا إذا قام إلى موضع آخر من المسجد ما دام في نية انتظار الصلاة. ط: فإن كان صائمًا "فليصل"، أي ليصل ركعتين في ناحية البيت أي فليدع لصاحب البيت بالمغفرة، وإن تأذى المضيف بترك الإفطار أفطر. ن: ليصل، أي ليدع أو ليصل ركعتين ليحصل له فضلها أو ليبرك أهل المكان. ج: "الصلاة" مثنى بتشهد، أي صلاة الليل أو التطوع ركعتان بتشهد وتسليم لا رباعية. وح: "يصلي" على الصف الأول،، أي يدعو بقوله: اللهم ارحم - ثلاثًا. ط: أفضل "الصلاة" بعد الفريضة "صلاة" الليل، هو حجة لمن فضل صلاة الليل على سنن الرواتب، وقال أكثر العلماء: الرواتب أفضل. وح: فاجعله له "صلاة"، يجيء في عهد من ع. وح: سبحان الله "صلاة" الخلائق، أي تسبيح جميعهم إما قولًا أو دلالة بأن تكون مسخرة بما يراد منهم. ن: خيار أئمتكم الذين "يصلون" عليكم و"تصلون" عليهم، أي تدعون لهم. ط: خيار أمتي الذين "يصلون"، عليهم أي تدعون لهم ويدعون لكم، بدليل: وتلعنوهم - في ضدهم. مظ: أي يصلون عليكم إذا متم،
وتصلون عليهم إذا ماتوا؛ ولعل هذا أولى أي يتحابون أحياء ويتراحمون أمواتًا. وح: لا "يصلي" حتى ينصرف "فيصلي"، هو عطف على لا ينصرف، من حيث الجملة لا التشريك على ينصرف، ولا يستقيم نصبه وإلا يلزم أن يصلي بعد الركعتين. وح: إذا "صلى" أحدكم ركعتي الفجر، أي من سنته فليضطجع. وح: أنا "الصلاة"، مر في يجيء من ج. و"الصلاة" أول ما فرضت - مر في أول. وح: فإن كان من أهل "الصلاة"، أي يكثرها تطوعًا. ك: ((و"صلوات" ومساجد)) أي كنائس اليهود ومساجد المسلمين "يذكر فيها اسم الله" صفة الأربع، أو الأخير تفضيلًا له. ش: فحانت "الصلاة" فأممتهم، اختلف إنها الصلاة اللغوية أو الشرعية وهو الأصح إذ لا يحمل على اللغوية عند إمكان الشرعية وكان قيام الليل واجبًا. ح: ثم نسخ ليلة الإسراء ووجبت "الصلوات" الخمس. وح أم هانيء في الإسراء: فلما "صلى" الصبح و"صلينا"، أشار القاضي إلى تضعيفه فإن الصلاة إنما فرضت في الإسراء مع أن أم هانيء إنما أسلمت يوم الفتح. شم: أجيب بأنه كانت قبل الإسراء صلاتان قبل طلوع الشمس وغروبها، أو أن هذا المعراج من مكة لا الذي من بيت المقدس في ليلة الإسراء وهو كان في رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا، أو الإسراء كان في ربيع الأول قبل الهجرة بسنة، فصح قولها: فلما صلى، وأما قولها: وصلينا، فبمعنى هيأنا ما يحتاج إليه في الصلاة. نه: إن للشيطان "مصالي" وفخوخها، هي شبيه بالشرك جمع مصلاة، أراد ما يستفز به الناس من زينة الدنيا وشهواتها، صليت له إذا عملت له في أمر تريد أن تمهل به. وفيه: إن الله بارك لدواب المجاهدين في "صليان" أرض الروم كذا كما بارك لها في شعير سورية، الصليان نبت له سنمة عظيمة كأنه رأس القصب أي يقوم لخيلهم مقام الشعير، وسورية هي الشام.
باب الصاد مع الميم