حفد: حَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً وحَفَداناً واحتفد: خفَّ في العمل وأَسرع.
وحَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً: خَدَم. الأَزهري: الحَفْدُ في الخدمة والعمل
الخفة؛ وأَنشد:
حَفَدَ الولائدُ حولهن، وأَسلمتْ
بأَكُفِّهِنَّ أَزمَّةَ الأَجْمالِ
وروي عن عمر أَنه قرأَ في قنوت الفجر: وإِليك نسعى ونَحْفِدُ أَي نسرع
في العمل والخدمة. قال أَبو عبيد: أَصل الحَفْد الخدمة والعمل؛ وقيل: معنى
وإِليك نسعى ونحفد نعمل لله بطاعته. الليث: الاحتفاد السرعة في كل شيء؛
قال الأَعشى يصف السيف:
ومُحْتَفِدُ الوقعِ ذو هَبَّةٍ،
أَجاد جِلاه يَدُ الصَّيْقَل
قال الأَزهري: رواه غيره ومحتفل الوقع، باللام، قال: وهو الصواب. وفي
حديث عمر، رضي الله عنه، وذكر له عثمان للخلافة قال: أَخشى حفْدَه أَي
إِسراعه في مرضاة أَقاربه. والحَفْدُ: السرعة. يقال: حَفَدَ البعيرُ والظليم
حَفْداً وحَفَداناً، وهو تدارك السير، وبعير حَفَّادٌ. قال أَبو عبيد:
وفي الحفد لغة أُخرى أَحْفَدَ إِحْفاداً. وأَحفدته: حملته على الحَفْدِ
والإِسراع؛ قال الراعي:
مَزايدُ خَرْقاءِ اليَدَينِ مُسِيفَةٍ،
أَخَبَّ بهن المُخْلِفانِ وأَحْفَدا
أَي أَحفدا بعيريهما. وقال بعضهم: أَي أَسرعا، وجعل حَفَدَ وأَحفد
بمعنى. وفي التهذيب: أَحفدا خدما، قال: وقد يكون أَحفدا غيرهما.
والحَفَدُ والحَفَدَة: الأَعوان والخدَمة، واحدهم حافد. وحفَدة الرجل:
بناته، وقيل: أَولاد أَولاده، وقيل: الأَصهار.
والحفيد: ولد الولد، والجمع حُفَداءُ. وروي عن مجاهد في قوله بنين وحفدة
أَنهم الخدم، وروي عن عبد الله أَنهم الأَصهار، وقال الفرّاء: الحَفَدة
الأَختان ويقال الأَعوان، ولو قيل الحَفَدُ كان صواباً، لأَن الواحد حافد
مثل القاعد والقَعَد. وقال الحسن: البنون بنوك وبنو بينك، وأَما الحفدة
فما حفدك من شيء وعمل لك وأَعانك. وروى أَبو حمزة عن ابن عباس، رضي الله
عنهما، في قوله تعالى: بنين وحفدة، قال: من أَعانك فقد حفدك؛ أَما سمعت
قوله:
حَفَدَ الولائدُ حولهنَّ وأَسلمت
وقال الضحاك: الحفدة بنو المرأَة من زوجها الأَوَّل. وقال عكرمة: الحفدة
من خدمك من ولدك وولد ولدك. وقال الليث: الحفدة ولد الولد. وقيل: الحفدة
البنات وهنَّ خدم الأَبوين في البيت. وقال ابن عرفة: الحفَدُ عند العرب
الأَعوان، فكل من عمل عملاً أَطاع فيه وسارع فهو حافد؛ قال: ومنه قوله
وإِليك نسعى ونحفد. قال: والحَفَدانُ السرعة. وروى عاصم عن زرّ قال: قال
عبدالله: يا زرّ هل تدري ما الحفدة؟ قال: نعم، حُفَّادُ الرجل من ولده وولد
ولده، قال: لا ولكنهم الأَصهار؛ قال عاصم: وزعم الكلبي أَن زرّاً قد
أَصاب؛ قال سفيان: قالوا وكذب الكلبي. وقال ابن شميل: قال الحفدة الأَعوان
فهو أَتبع لكلام العرب ممن قال الأَصهار؛ قال:
فلو أَن نفسي طاوعتني، لأَصبحت
لها حَفَدٌ مما يُعَدُّ كثير
أَي خَدَم حافد وحَفَدٌ وحَفَدَةٌ جميعاً.
ورجل محفود أَي مخدوم. وفي حديث أُم معبد: محفود محشود؛ المحفود: الذي
يخدمه أَصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته. يقال: حَفَدْتُ وأَحْفَدْتُ
وأَنا حافد ومحفود. وحَفَدٌ وحَفَدة جمع حافد. ومنه حديث أُمية: بالنعم
محفود. وقال: الحَفْدُ والحَفدان والإِحفاد في المشي دون الخَبَبِ؛ وقيل:
الحَفَدان فوق المشي كالخبب، وقيل: هو إِبطاء الرَّكَكِ، والفعل كالفعل.
والمَحْفِدُ والمِحْفَدُ: شيء تعلف فيه الإِبل كالمِكْتَلِ؛ قال الأَعشى يصف
ناقته:
بناها الغَوادي الرضِيخُ مع الخَلا،
وسَقِْي وإِطعامي الشعيرَ بِمَحْفِدِ
(* قوله «الغوادي الرضيخ إلخ» كذا بالأصل الذي بأيدينا، وكذا في شرح
القاموس)
الغوادي: النَّوَى. والرضيخ: المرضوخ وهو النوى يبل بالماء ثم يرضخ،
وقيل: هو مكيال يكال به، وقد روي بيت الأَعشى بالوجهين معاً:
بناها السواديّ الرضيخُ مع النوى،
وقَتٍّ وإِعطاء الشعيرِ بِمِحْفَدِ
ويروى بِمَحْفِد، فمن كسر الميم عده مما يعتمل به، ومن فتحها فعلى توهم
المكان أَو الزمان. ابن الأَعرابي: أَبو قيس مكيال واسمه المِحْفَدُ وهو
القَنْقَلُ.
ومَحافِدُ الثوب: وشْيُهُ، واحدها مَحْفِدٌ. ابن الأَعرابي: الحَفَدَةُ
صُناع الوشي والحفد الوَشْيُ. ابن شميل: يقال لطرف الثوب مِحفد، بكسر
الميم، والمَحْفِد: الأَصل عامّة؛ عن ابن الأَعرابي، وهو المَحْتِدُ
والمَحفِد والمَحْكِد والمَحْقِدُ: الأَصل.
ومَحْفِدُ الرجل: مَحْتِدُه وأَصله. والمحفد: السنام.
وفي المحكم: أَصل السنام؛ عن يعقوب؛ وأَنشد لزهير:
جُمالِيَّة لم يُبْقِ سيري ورِحْلَتي
على ظهرها، من نَيَّها، غيرَ مَحْفِد
وسيف مُحتفِدٌ: سريع القطع.