[وكل] نه: فيه "الوكيل" - تعالى: القيم الكفيل بأرزاق العباد، وحقيقته أنه يستقل بأمر الموكول إليه، وتوكل بالأمر - إذا ضمن القيام به، ووكلت أمري إليه أي ألجأته إليه واعتمدت فيه عليه، ووكل فلان فلانًا - إذا استكفاه أمره ثقة بكفايته أو عجزا عن القيام بأمر نفسه. ومنه: "لا تكلني" إلى نفسي طرفة عين فأهلك. وح: و"وكلها" إلى الله، أي صرف أمرها إليه. ك: هو بخفة كاف. نه: وح: من "توكل" بما بين لحييه ورجليه توكلت له بالجنة، وقيل: هو بمعنى تكفل. وح: أتياه يسألانه السقاية "فتواكلا" الكلام، أي اتكل كل واحد منهما على الآخر، من استعنت القوم فتواكلوا أي وكل
بعضهم إلى بعض. وح لقمان: وإذا كان الشأن "اتكل"، أي إذا وقع الأمر لا ينهض فيه ويكله إلى غيره، أصله أوتكل. وفيه: إنه نهى عن "المواكلة"، قيل هو من الاتكال في الأمور وأن يتكل كل واحد منهما على الآخر، رجل وُكلة- إذا كثر منه الاتكال على غيره، فنهى عنه لما فيه من التنافر والتقاطع، وأن يكل صاحبه إلى نفسه ولا يعينه فيما ينويه، وقيل: هو مفاعلة من الأكل. ومنه قول سنان قاتل الحسين: وليت رأسه امرأ غير "وكل"، وروي: وكلته إلى غير وكل، أي نفسه - لعنه الله. ش: غير غرض ولا "وكل" - بفتحتين، وحكى كسر كاف: البليد الضعيف الحركة، وقال المؤلف: أي غير ضجر ولا كسلان.: إذا "يتكلوا"، هو بتشديد تاء أي يمتنعوا عن العمل، وروي: ينكلوا - بضم كاف من النكول وهو الامتناع. ط: أفلا "نتكل"، أي نعتمد على ما كتب في الأزل إذ لا فائدة في العمل، فأجيبوا بالأسلوب الحكيم بأن كلا ميسر - أي مهيأ مصروف إليه، وأن عمله في العاجل دليل مصيره في الأجل - ومر في مقعده. ك: إن الله "وكل" بالرحم، وهو بالتشديد، وروى بالتخفيف. وح: "وكلني" النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان - بالوجهين. وكذا إن أوتيتها عن مسألة "وكلت" إليها، وقيل: بخفة كاف مكسورة. ط: أي الإمارة أمر شاق لا يخرج عن عهدتها إلا الأفراد فلا تسألها عن شرف نفس فلا يعينك الله، وإن أوتيت من غير مسألة أعانك. ن: وروي: "أكلت" إليها، أي أسلمت غليها ولم يكن معك إعانة. ك: باب "وكالة" المرأة الإمام، هي بفتح واو وكسرها وهو بمعنى التوكيل، والإمام مرفوع فاعل المصدر. وح: "توكل" الله للمجاهد بأن يتوفاه أن يدخل الجنة، أي ضمن بملابسة التوفي إدخال الجنة وبملابسة عدمه الرجع بالأجر والغنيمة، أي لا يخلو من الشهادة
والسلامة، فعلى الأول يدخل الجنة في الحال، وعلى الثاني لا ينفك عن أجر وغنيمة مع جواز الاجتماع، فأو مانعة الخلو، ويرجع - بفتح تحتية، وبالنصب عطفًا على يدخل. وح: من "يتوكل" على الله، هو تفويض الأمور إلى الله مسبب الأسباب وقطع النظر إلى الأسباب العادية، وقيل: ترك السعي فيما لا يسعه قدرة البشر فيأتي بالسبب ولا يحسب أن المسبب منه، لحديث: اعقل وتوكل، ولبس يوم أحد درعين، وحرم ترك السعي في طلب الغذاء حتى لو قعد ينظر طعامًا ينزل من السماء حتى هلك كان قاتل نفسه. ط: لو "توكلتم" على الله حق "توكله"، بأن يعلم يقينًا أن لا فاعل إلا الله وأن كل موجود من رزق وعطاء ومنع وغير ذلك من الله ثم يسعى في الطلب على الوجه الجميل، ويشهد له تشبيهه بالطير المتردد في طلب الرزق؛ الغزالي: قد يظن أن التوكل هو ترك الكسب وهو ظن الجهال فإنه حرام، وحكى أن فراخ الغراب إذا خرج من البيض يكون أبيض فيرى الغراب لونه مخالفًا للونه فينكر فيتركه، فيرسل الله إليه الذباب والنمل فيلقطها حتى يكبر ويسود لوه، فتراه أمه أسود وتضمه إلى نفسها وتتعهده، وهو المراد بالحديث. وح: من التمس رضاء الناس بسخط الله "وكله" الله إلى الناس، أي سلط الله الناس عليه حتى يؤذوه ويظلموا عليه. ن: "سيكل" الكلام إليّ، أي يسكت ويفوضه إلى، لأني أبسط لسانًا وأجرأ. وح: ثم قال ابن شهاب: لئلا "يتكل" رجل ولا ييأس، معناه لما ذكر ابن عباس حديث الرجاء خاف أن يتكل الناس عليه فضم حديث الهرة التي فيه ذكر الخوف ليجتمع مع الرجاء، وهكذا معظم القرآن، ويستحب للواعظ الجمع بينهما وليكن التخويف أكثر.