ب ا: (الْبَاءُ) حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ. وَالْمَكْسُورَةُ حَرْفُ جَرٍّ، وَهِيَ لِإِلْصَاقِ الْفِعْلِ بِالْمَفْعُولِ بِهِ، تَقُولُ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعَ اسْتِعَانَةٍ تَقُولُ: كَتَبْتُ بِالْقَلَمِ. وَقَدْ تَجِيءُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [الرعد: 43] وَحَسْبُكَ بِزَيْدٍ وَلَيْسَ زَيْدٌ بِقَائِمٍ. وَالْبَاءُ هِيَ الْأَصْلُ فِي حُرُوفِ الْقَسَمِ لِدُخُولِهَا عَلَى الْمُظْهَرِ وَالْمُضْمَرِ، تَقُولُ: بِاللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ وَبِهِ لَأَفْعَلَنَّ. وَ (الْبَاءُ) حَرْفٌ مِنْ عَوَامِلِ الْجَرِّ وَيَخْتَصُّ بِالدُّخُولِ عَلَى الْأَسْمَاءِ وَهِيَ لِإِلْصَاقِ الْفِعْلِ بِالْمَفْعُولِ بِهِ تَقُولُ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ كَأَنَّكَ أَلْصَقْتَ الْمُرُورَ بِهِ، وَكُلُّ فِعْلٍ لَا يَتَعَدَّى فَلَكَ أَنْ تُعَدِّيَهُ بِالْبَاءِ وَالْهَمْزَةِ وَالتَّشْدِيدِ تَقُولُ طَارَ بِهِ وَأَطَارَهُ وَطَيَّرَهُ. وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً كَقَوْلِكَ بِحَسْبِكَ كَذَا. وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} [الفرقان: 31] وَرُبَّمَا وُضِعَ مَوْضِعَ قَوْلِكَ مِنْ أَجْلِ. وَقَدْ يُوضَعُ مَوْضِعَ عَلَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ} [آل عمران: 75] أَيْ عَلَى دِينَارٍ كَمَا يُوضَعُ عَلَى مَوْضِعِ الْبَاءِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
إِذَا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ ... لَعَمْرُ اللَّهِ أَعْجَبَنِي رِضَاهَا
أَيْ رَضِيَتْ بِي. قُلْتُ: الْمَعْرُوفُ الْمَشْهُورُ أَنَّ عَلَى فِي هَذَا الْبَيْتِ بِمَعْنَى عَنْ.
إِذَا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ ... لَعَمْرُ اللَّهِ أَعْجَبَنِي رِضَاهَا
أَيْ رَضِيَتْ بِي. قُلْتُ: الْمَعْرُوفُ الْمَشْهُورُ أَنَّ عَلَى فِي هَذَا الْبَيْتِ بِمَعْنَى عَنْ.