[عره] فيه: أطرقت "عراهية" أم طرقت بداهية؛ الخطابي: هو مشكل وكتبت فيه إلى الأزهري فأجاب أنه لم يجده في العرب وصوابه: عتاهية، وهي الغفلة والدهشة، أي أطرقت غفلة بلا روية أو دهشًا، ولاح لي أن تكون مركبة من اسمين ظاهر وضمير، وأصلها من العراء بالمد وجه الأرض وبالقصر الناحية، أي أطرقت عرائي أي فنائي زائرًا وضيفًا أم أصابتك داهية فجئت مستغيثًا، فأبدلت الهمزة هاء وألحقت هاء السكت آخرًا؛ الزمخشري: لعله بالزاي مصدر عزه يعزه إذا لم يكن له أرب في طرب، أي أطرقت بلا أرب وحاجة أم أصابتك داهية أحوجتك إلى الاستغاثة.
عره
: (العُرْهونُ، كزُنْبُورٍ) :) أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (نَبْتٌ، ج عَراهِينُ؛ وذُكِرَ فِي النُّونِ) ، والصَّحيحُ أَنَّ نونَهُ أَصْليَّة كَمَا تقدَّمَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
وَرَدَ فِي الحدِيثِ: (أَطَرَقْتَ عَراهِيَةً أَمْ طَرَقْتَ بدَاهِيَةٍ) .
قالَ الْخطابِيّ: هَذَا حَرْفٌ مُشْكلٌ وَقد كَتَبْتُ فِيهِ إِلَى الأزْهرِيّ، وكانَ مِن جوابِهِ أَنَّه لم يَجِدْه فِي كَلامِ العَرَبِ، والصَّواب عنْدَه عَتاهِيَة، وَهِي الغفْلَةُ والدَّهَشُ.
وقالَ الخطابيُّ: ولعلَّ الأصْلَ عرائِيَةٌ مِن العَرا مَقْصوراً، وَهِي الناحِيَةُ، أَو مِن العَراءِ مَمْدوداً، وَهُوَ وَجْهُ الأرضِ، أَي أَطَرَقْتَ عَرائي أَي فِنائي زَائِرًا وضَيْفاً أَمْ أَصابَتْك داهِيَةٌ فجِئْتَ مُسْتغِيثاً؛ قالَ: فالهاءُ الأُولى مِن عَراهِيَةٍ مُبْدلةٌ مِن الهَمْزةِ، والثانِيَةُ هَاء السّكْتِ زِيدَتْ لبَيانِ الحرَكَةِ. وقالَ الزَّمَخْشريُّ: يُحْتمل أَن يكونَ بالزَّاي مَصْدَرَ عَزِهَ يعْزَهُ فَهُوَ عَزِهٌ إِذا لم يكنْ لَهُ أَرَبٌ فِي الطَّرْقِ، فَيكون مَعْناه أَطَرَقْتَ بِلا أَرَبٍ وحاجَةٍ أَمْ أَصابَتْك داهِيَةٌ أَحْوَجَتْكَ إِلَى الاسْتغاثَةِ.
قُلْتُ: فَمثل هَذَا واجبُ التَّنْبِيه لَا سيَّما وَقد اخْتَلَفَ كَلامُ الأَئِمةِ فِيهِ.
: (العُرْهونُ، كزُنْبُورٍ) :) أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (نَبْتٌ، ج عَراهِينُ؛ وذُكِرَ فِي النُّونِ) ، والصَّحيحُ أَنَّ نونَهُ أَصْليَّة كَمَا تقدَّمَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
وَرَدَ فِي الحدِيثِ: (أَطَرَقْتَ عَراهِيَةً أَمْ طَرَقْتَ بدَاهِيَةٍ) .
قالَ الْخطابِيّ: هَذَا حَرْفٌ مُشْكلٌ وَقد كَتَبْتُ فِيهِ إِلَى الأزْهرِيّ، وكانَ مِن جوابِهِ أَنَّه لم يَجِدْه فِي كَلامِ العَرَبِ، والصَّواب عنْدَه عَتاهِيَة، وَهِي الغفْلَةُ والدَّهَشُ.
وقالَ الخطابيُّ: ولعلَّ الأصْلَ عرائِيَةٌ مِن العَرا مَقْصوراً، وَهِي الناحِيَةُ، أَو مِن العَراءِ مَمْدوداً، وَهُوَ وَجْهُ الأرضِ، أَي أَطَرَقْتَ عَرائي أَي فِنائي زَائِرًا وضَيْفاً أَمْ أَصابَتْك داهِيَةٌ فجِئْتَ مُسْتغِيثاً؛ قالَ: فالهاءُ الأُولى مِن عَراهِيَةٍ مُبْدلةٌ مِن الهَمْزةِ، والثانِيَةُ هَاء السّكْتِ زِيدَتْ لبَيانِ الحرَكَةِ. وقالَ الزَّمَخْشريُّ: يُحْتمل أَن يكونَ بالزَّاي مَصْدَرَ عَزِهَ يعْزَهُ فَهُوَ عَزِهٌ إِذا لم يكنْ لَهُ أَرَبٌ فِي الطَّرْقِ، فَيكون مَعْناه أَطَرَقْتَ بِلا أَرَبٍ وحاجَةٍ أَمْ أَصابَتْك داهِيَةٌ أَحْوَجَتْكَ إِلَى الاسْتغاثَةِ.
قُلْتُ: فَمثل هَذَا واجبُ التَّنْبِيه لَا سيَّما وَقد اخْتَلَفَ كَلامُ الأَئِمةِ فِيهِ.
(عره) - في حديث عروة بن مسعود، رضي الله عنه: "والله ما كلمتُ مَسعودًا منذ عَشْرِ سِنِين والَّليَلة أُكَلِّمه، فخرج إليه فَنادَاه، فقال: مَنْ هذا؟ فقال: عُروةُ، فأقبَلَ مَسعُودُ بنُ عَمْرو، وهو يقول: أطَرقْتَ عَراهِيَةً، أم طَرَقْتَ بِدَاهِيَه؟ ".
قال الخطابي: هذا حَرفٌ مُشْكِل، وقد كَتبتُ فيه إلى الأزهرى، وكان من جوابِه: أنه لم يَجدْه في كلام العرب. والصَّواب عِندَه عتاهِيَة. والعَتَاهيَةَ وجْهان: الغَفْلَةُ، والدَّهَش، كأنه قال: أطرقْت غَفلةً بلا رَوِيَّة، أم طَرقْت دَهَشًا. قال الخَطَّابى: وقد لَاحَ لى في هذا شىَء، وذلك أَن تكونَ الكَلِمةُ مركبةً، وأن يكون فيها اسْمَان: ظاهِرٌ ومَكْنِىٌّ، وأُبدِل منها حَرفٌ، فأصلُها إمَّا العَراءُ وهو وَجْه الأرض. وإمَّا العَرَى مَقصُورًا وهي النَّاحِيَة. يقال: فلان لا يَطُورُ بِحَرانَا ولا يطورُ بِعَرانَا: أي لا يَقربِ نَاحِيَتَنا، فكأنّه قال: أطرقْت عَرائِى: أي فِنائى زَائِراً وضَيْفاً، كما يَطرُق الزُّوَّارُ أم أَصَابَتْك داهِيَةٌ فجِئتَ مُسْتَنْجِدًا ومُسْتَغِيثًا، فالهاء الأُولَى من عَراهيَة مُبَدلَةٌ من الهَمْزة، والثّانِية مَزِيدةَ؛ لِتَبين حركَةُ اليَاء قَبلهَا، وهي لغة مشهورة، نحو قَولِه تَباركَ وتَعالَى: {كِتَابِيَه} و {حِسَابِيَه}
وقال الإمامُ حَرسَه الله: ويُحتَمل أن يكون مَصْدرًا - منِ عَرَاه يَعْروه؛ إذَا زَارَه، كالكَرَاهية من كَرِه، وأَبدلَ وَاوَه هَمْزةً، ثم هَاءً، لِيُزاوِجَ دَاهِيَةً، كما فُعِلَ بالغَدَايَا للعَشَايَا، وبالمَأْمُورَة للمَأْبُورة. ويجوز أن يكون عَزَاهِيه بالزاى المنقوطة - مصدر عَزه فهو عَزِهٌ؛ إذا لم يكَن له أَربٌ في الطَّرَب، ويكون معناه: أَطَرقْت بالأَرَب وحاجَة، أم أصابَتْك دَاهِيَه.
قال الخطابي: هذا حَرفٌ مُشْكِل، وقد كَتبتُ فيه إلى الأزهرى، وكان من جوابِه: أنه لم يَجدْه في كلام العرب. والصَّواب عِندَه عتاهِيَة. والعَتَاهيَةَ وجْهان: الغَفْلَةُ، والدَّهَش، كأنه قال: أطرقْت غَفلةً بلا رَوِيَّة، أم طَرقْت دَهَشًا. قال الخَطَّابى: وقد لَاحَ لى في هذا شىَء، وذلك أَن تكونَ الكَلِمةُ مركبةً، وأن يكون فيها اسْمَان: ظاهِرٌ ومَكْنِىٌّ، وأُبدِل منها حَرفٌ، فأصلُها إمَّا العَراءُ وهو وَجْه الأرض. وإمَّا العَرَى مَقصُورًا وهي النَّاحِيَة. يقال: فلان لا يَطُورُ بِحَرانَا ولا يطورُ بِعَرانَا: أي لا يَقربِ نَاحِيَتَنا، فكأنّه قال: أطرقْت عَرائِى: أي فِنائى زَائِراً وضَيْفاً، كما يَطرُق الزُّوَّارُ أم أَصَابَتْك داهِيَةٌ فجِئتَ مُسْتَنْجِدًا ومُسْتَغِيثًا، فالهاء الأُولَى من عَراهيَة مُبَدلَةٌ من الهَمْزة، والثّانِية مَزِيدةَ؛ لِتَبين حركَةُ اليَاء قَبلهَا، وهي لغة مشهورة، نحو قَولِه تَباركَ وتَعالَى: {كِتَابِيَه} و {حِسَابِيَه}
وقال الإمامُ حَرسَه الله: ويُحتَمل أن يكون مَصْدرًا - منِ عَرَاه يَعْروه؛ إذَا زَارَه، كالكَرَاهية من كَرِه، وأَبدلَ وَاوَه هَمْزةً، ثم هَاءً، لِيُزاوِجَ دَاهِيَةً، كما فُعِلَ بالغَدَايَا للعَشَايَا، وبالمَأْمُورَة للمَأْبُورة. ويجوز أن يكون عَزَاهِيه بالزاى المنقوطة - مصدر عَزه فهو عَزِهٌ؛ إذا لم يكَن له أَربٌ في الطَّرَب، ويكون معناه: أَطَرقْت بالأَرَب وحاجَة، أم أصابَتْك دَاهِيَه.