عرد: عَرَدَ النابُ يَعْرُدُ عُرُوداً: خرج كلُّه واشتدّ وانتصب، وكذلك
النباتُ. وكلُّ شيءٍ مُنْتَصِبٍ شديدٍ: عَرْدٌ؛ قال العجاج:
وعُنُقاً عَرْداً ورأْساً مِرْأَساً
قال الأَصمعي: عَرْداً غليظاً. مِرْأَساً: مِصَكّاً للرؤوس. وعَرَدَتْ
أَنيابُ الجمل: غَلُظَتْ واشتدَّت. وعَرَدَ الشيءُ يَعْرُدُ عُرُوداً:
غلُظ. والعُرُدُّ والعُرُنْدُ: الشديدُ من كل شيء، نونه بدل من الدال.
الفراء: رُمْحٌ مِتَلٌّ ورمح عُرُدٌّ ووتَرٌ عُرُدٌّ، بالضم والتشديد: شديدٌ؛
وأَنشد:
والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُرُدُّ،
مثِلُ جِران الفِيلِ أَو أَشَدُّ
ويروى: مثل ذراع البكر؛ شَبَّه الوَتَرَ بذراع البعير في تَوَتُّرِه.
وورد هذا أَيضاً في خطبة الحجاج: والقَوْسُ فيها وتَرٌ عُرُدٌّ؛ العُرُدُّ،
بالضم والتشديد: الشديد من كل شيء. ويقال: إِنه لَقَويٌّ شديد عُرُدٌّ.
وحكى سيبويه: وَتَرٌ عُرُنْد أَي غليظ؛ ونظيره من الكلام تُرُنْجٌ.
والعَرْدُ: ذَكَر الإِنسان، وقيل: هو الذكر الصُّلْبُ الشديد، وجمعه أَعْراد،
وقيل: العَرْدُ الذكر إِذا انتشر واتْمَهَلَّ وصَلُبَ. قال الليث:
العَرْدُ الشديد من كل شيء الصُّلْبُ المنتصبُ؛ يقال: إِنه لعَرْدُ مَغْرِزِ
العُنُق؛ قال العجاج:
عَرْدَ التَّراقِي حَشْوَراً مُعَقْرَبا
وعَرَّدَ الرجلُ إِذا قَوِيَ جسمُه بعد المرض. وعَرَدَتِ الشجرةُ تعردُ
عُرُوداً ونَجَمَتْ نُجُوماً: طَلَعَتْ، وقيل: اعْوَجَّتْ. وقال أَبو
حنيفة: عَرَدَ النبتُ يَعْرُدُ عُرُوداً طَلَعَ وارتفع، وقيل: خَرَجَ عن
نَعْمَتِه وغُضُوضَتِه فاشتدَّ؛ قال ذو الرمة:
يُصَعِّدْن رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها
زِجاجُ القَنا، منها نَجِيمٌ وعارِدُ
وفي النوادر: عَرَدَ الشجرُ وأَعْرَدَ إِذا غَلُظَ وكَبُرَ.
والعارِدُ: المُنْتَبِذُ؛ وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفَقْعَسِي:
صَوَّى لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِدا،
لم يَرْعَ بالأَصْيافِ إِلا فارِدا
تَرَى شُؤونَ رأْسِهِ العَوارِدَا،
مَضْبورَةً إِلى شَبَا حَدائِدَا
أَي مُنْتَبِذَةً بعضُها من بعض. قال ابن بري: وهذا الرجز أَورده
الجوهري: ترى شؤون رأْسها والصواب شؤون رأْسه لأَنه يصف فحلاً. ومعنى صَوَّى
لها أَي اختار لها فحلاً. والكِدْنَةُ: الغِلَظُ. والجُلاعِدُ: الشديدُ
الصلْبُ. وعَرَّدَ الرجل عن قِرْنِه إِذا أَحْجَمَ ونَكَلَ. والتَّعْرِيدُ:
الفِرارُ، وقيل: التَّعْرِيدُ سرعةُ الذهاب في الهزيمة؛ قال الشاعر يذكر
هزيمة أَبي نَعَامَة الحَرُورِيِّ:
لمَّا اسْتَباحُوا عَبْدَ رَبٍّ، عَرَّدَتْ
بأَبي نَعَامَةَ أُمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ
وعَرِّدَ الرجلُ تَعْرِيداً أَي فَرَّ. وعَرِدَ الرجلُ إِذا هَرَبَ؛ وفي
قصيد كعب:
ضَرْبٌ إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابيلُ
أَي فَرُّوا وأَعْرَضُوا، ويروى بالغين المعجمة، من التَّغْرِيدِ
التَّطْريب. وعَرَّدَ السهمُ تعريداً إِذا نَفَذَ من الرَّمِية؛ قال
ساعدة:فجَالَتْ وخَالَتْ أَنه لم يَقَعْ بها،
وقد خَلَّها قِدْحٌ صَويبٌ مُعَرِّدُ
مُعَرِّدٌ أَي نافِذٌ. وخَلَّها أَي دخل فيها. وصويبٌ: صائبٌ قاصِد.
وعَرَّدَ: تَرَك القصدَ وانهزم؛ قال لبيد:
فمَضَى وقَدَّمها، وكانت عادةً
منه إِذا هي عَرَّدَتْ إِقْدامُها
أَنَّثَ الإِقدامَ لتعلقه بها، كقوله:
مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ
أَعالِيهَا مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ
وعَرَدَ الحَجَرَ يَعْرُدُهُ عَرْداً: رماه رَمْياً بعيداً.
والعَرَّادَةُ: شِبْهُ المَنْجَنِيقِ صغيرة، والجمع العَرَّاداتُ. والعَرادُ
والعَرادَةُ: حشيشٌ طيب الريح، وقيل: حَمْضٌ تأْكله الإِبل ومنابته الرمل وسهول
الرمل؛ وقال الراعي ووصف إِبله:
إِذا أَخلَفَتْ صَوْبَ الرَّبِيعِ؛ وَصَالهَا
عَرادٌ وحاذٌ أَلْبَسَا كلَّ أَحْرَعَا
(* قوله «وصالها» كذا رسم هنا بألف بين الصاد واللام وفي ح و ذ أَيضاً
بالأصل المعول عليه ولعله وصى بالياء بمعنى اتصل).
وقيل: هو من نَجِيل العَذاة، واحدته عَرادَةٌ وبه سُمِّيَ الرجل.
قال الأَزهري: رأَيتُ العَرادَةَ في البادية وهي صُلْبةُ العُود منتشرة
الأَغصان لا رائحة لها؛ قال: والذي أَراد الليث العرادة فيما أَحْسَبُ
وهي بَهارُ البَرِّ، وعَرادٌ عَرِدٌ على المبالغة. قال أَبو الهيثم: تقول
العرب قيل للضب: وِرْداً وِرْداً؛ فقال:
أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدَا،
لا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا،
إِلاَّ عَراداً عَرِدَا،
وصِلِّياناً بَرِدَا،
وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا
وإِنما أَراد عارداً وبارداً فحذف للضرورة. والعَرادةُ: شجرة صُلْبَةُ
العُود، وجمعها عَرادٌ. وعَرادٌ: نبتٌ صُلْبٌ منتصب. وعَرَّدَ النجمُ إِذا
مال للغروب بَعْدَما يُكَبِّدُ السماءَ؛ قال ذو الرمة:
وهَمَّتِ الجَوْزَاءُ بالتَّعْريدِ
ونِيقٌ مُعَرِّدٌ: مرتفع طويل؛ قال الفرزدق:
وإِني، وإِيَّاكم ومَن في حِبالِكُمْ،
كَمَنْ حَبْلُه في رأْسِ نِيقٍ مُعَرِّدِ
وقال شمر في قول الراعي:
بأَطْيَبَ مِنْ ثَوْبَيْنِ تَأْوي إِليهما
سُعادُ، إِذا نجْمُ السِّماكَيْنِ عَرَّدَا
أَي ارتفع؛ وقال أَيضاً:
فجاءَ بأَشْوَالٍ إِلى أَهلِ خُبَّةٍ
طَرُوقاً، وقد أَقْعَى سُهَيْلٌ فَعَرَّدا
قال: أَقعى ارتفع ثم لم يبرح. ويقال: عَرَّدَ فلان بحاجتنا إِذا لم
يقضها. والعَرادة: الجَرادة الأُنثى. والعَرِيدَ: البعيدة، يمانية. وما
زال ذلك عَرِيدَه أَي دَأْبَه وهِجِّيراهُ؛ عن اللحياني. وعَرادةُ: اسم
رجل؛ قال جرير:
أَتاني عن عَرادةَ قَوْلُ سَوْءٍ،
فَلا وأَبي عَرادَةُ ما أَصابا
عَرادَةُ مِن بَقِيَّةِ قومِ لوطٍ،
أَلا تَبّاً لما صَنَعوا تَبَابا
والعَرادة: اسم فرس من خيل الجاهلية؛ قال كَلْحَبَةُ واسمه هُبَيرَةُ بن
عبد مناف:
تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بنِ بكرٍ:
أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَم بَهِيمُ؟
كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ، ولكن
كلَوْنِ الصِّرْفِ، عُلَّ به الأَدِيمُ
والعَرّادةُ، بتشديد الراء: فَرَسُ أَبي دُوادٍ. وفلان في عَرادة خَيرٍ
أَي في حال خير.
والعَرَنْدَدُ: الصُّلْبُ، وهو ملحق بسفرجل.