فِي الشَّيْء أسْرع وَالشَّيْء كَسره والطحين دققه وَلينه وَالطَّعَام طيبه وجوده والفاتل الْوتر جَاءَ بِهِ مستويا من أَوله إِلَى آخِره وَالْكَاتِب الْكتاب جعله دَقِيقًا والقداح القداح سوى متونها ونقاها من الْعُيُوب وشققها وَالْكَلَام أَجَاد وَأحسن بَيَانه
ومعرض من الكثيب ناطقُ ... جَوْنٌ رَوابي تُرْبِهِ دُهامِقُ
وقال عُمَر: لو شِئْتُ أنْ يُدَهْمَقَ لي لفعلتُ .
أي: الطعام اللين، وأصلُه من الدُّهامِق، أي: الأرض اللّيّنة الرّقيقة، ويقال: دّهْمِقْ طَحِينَكَ، أي: دَقِّقْهُ، والدِّهْقَنَةُ مِثْلُه.
دهمق:
الدُّهامِقُ: التُّراب اللَّيِّن. وأرض دَهامِيق: ليِّنة دقيقة؛ أنشد
ابن دريد:
كأنَّما في تُرْبِهِ الدُّهامِقِ
مِنْ ألِّه تَحْتَ الهَجِيرِ الوادِقِ
ودَهْمَقَ الطَّحِينَ: دقَّقَه وليَّنه. وفي حديث عمر ابن الخطاب، رضي
الله عنه: لو شئت أن يُدَهْمَقَ لي لفعلْتُ ولكن الله تعالى عاب قوماً
فقال: أذْهبْتم طَيِّباتكم في حَياتِكم الدنيا واسْتَمْتَعْتُم بها؛ معناه
لو شئت أن يُلَيَّنَ لي الطعامُ ويُجَوَّدَ. ودَهْمَقْتُ اللحمَ: مثل
دَهْدَقْتُه. والدَّهْمَقَةُ: لِينُ الطعامِ وطيبه ورِقَّتُه، وكذلك كل شيءٍ
ليِّن؛ قال الليث: وأنشدني خَلَفٌ الأَحمر في نعت أرض:
جَوْنٌ رَوابي تُرْبِه دَهامِقُ
يعني تُرْبة ليِّنة. أبو عبيد: الدَّهْمَقة والدَّهْقَنة سواء، والمعنى
فيهما سواء لأن لِينَ الطعام من الدهْقنة. والمُدَهْمَقُ: المُدَقَّق.
وسمع ابن الفقعسي يقول: المُدَهْمَق الجيِّد من الطعام؛ قال وأنشدني
أعرابي:إذا أرَدْتَ عَمَلاً سُوقِيّا
مُدَهْمَقاً، فادْعُ له سِلْمِيّا
قال: والمُدَهْمَق الذي لم يُجوّد، وهذا ضد الأَول. التهذيب: أبو حاتم
بعدما ذكر أنَّ قوماً غَلِطوا فقالوا للشيء المُجوَّد مُدهْمَق، والذي
يُشفَق عليه أيضاً مُدهْمَق؛ واحتج بما أنشده ابن الأَعرابي:
إذا أردت عملاً سوقيّا
فظنوا أن السوقيّ الرديء؛ قال: وأصحاب المَرائي يُعطُون على جِلاء
المِرآة فإذا اشترطوا عملاً سُوقِياً أضْعفُوا الكراء، قال: وهو أجْودُ العمل.
ابن سمعان: المُدَهْمَق المُستوي؛ وأنشد:
كأنّ رِزَّ الوَتَرِ المُدَهْمَقِ،
إذا مَطاها، هَزمٌ من فَرَقِ
ودَهْمَق الفاتِلُ الوَتَرَ إذا جاء به مستوياً من أوَّله إلى آخره،
وأنشد:
دَهْمَقَه الفاتِلُ بينَ الكَفَّيْن،
فهو أمِينٌ مَتْنُه يُرْضي العَيْن
التهذيب: ودَهْمَقْت في الشيء أي أسرعت. قال أعرابي: كان مُدْرِك
الفَقْعَسِيّ يسمَّى مُدَهْمِقاً لبيان لسانه وجِوْدة شِعره؛ تقول: هو
مُدَهْمِق ما يُطاق لسانُه لتَجْويدِه الكلا وتَحْبيرِه إيّاه.