أُرْمِيَةُ:
بالضم ثم السكون، وياء مفتوحة خفيفة، وهاء، قال الفارسي: أمّا قولهم في اسم بلدة أرمية فيجوز في قياس العربية تخفيف الياء وتشديدها، فمن خفّفها كانت الهمزة على قوله أصلا وكان حكم الياء أن تكون واوا للإلحاق بيبرين ونحوه، إلا أن الكلمة لما لم تجيء على التأنيث كعنصوة أبدلت ياء كما أبدلت في جمع عرقوة إذا قالوا عرق، وقال:
حتى تقضّى عرقي الدّليّ
ويجوز في الشعر أن تكون الياء للنسبة، وتخفف، كما قال ابن الخواري العالي الذكر. ومن شدّد الياء احتملت الهمزة وجهين: أحدهما أن تكون زائدة إذا جعلتها أفعولة من رميت، والآخر أن تكون فعليّة إذا جعلتها من أرم وأروم فتكون الهمزة فاء، وأما قولهم في اسم الرجل إرميا فلا يكون في قياس العربية إفعلا، ولا يتجه فيه ما يتجه في أرمية من كون الياء منقلبة عن الواو، ألا ترى أنّ ما جاء وفيه الألف من المؤنث لا يكون إلا مبنيّا عليها وليست مثل الياء التي تبنى مرّة على التأنيث ومرّة على التذكير.
وأرمية: اسم مدينة عظيمة قديمة بأذربيجان بينها وبين البحيرة نحو ثلاثة أميال أو أربعة، وهي فيما يزعمون مدينة زرادشت نبي المجوس، رأيتها في سنة 617، وهي مدينة حسنة كثيرة الخيرات، واسعة الفواكه والبساتين، صحيحة الهواء كثيرة الماء إلا أنها غير مرعيّة من جهة السلطان لضعفه، وهو أزبك بن البهلوان بن إلدكز، وبينها وبين تبريز ثلاثة أيام وبينها وبين إربل سبعة أيام، وأما بحيرة أرمية فتذكر، إن شاء الله، في بحيرة أرمية، والنسبة إلى أرمية أرمويّ وأرميّ، وينسب إليها جماعة منهم: أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن الشّويخ الأرمويّ، نزل مصر وتوفي بها سنة 460، وأبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي البغدادي، سمع أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي القاضي وأحمد بن محمد بن أحمد بن النّفور البزّاز وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني وغيرهم، وكان قد تفقّه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وولي القضاء بمدينة العاقول، ومات في رجب سنة 547، ومولده في سنة 459، وكان شافعيّ المذهب، ومظفر بن يوسف الأرموي المؤدّب، حدّث عن أبي القاسم بن الحصين وأمثاله، وابنه يونس كان كاتبا فاضلا من حذّاق كتّاب الديوان وولي اشراف الديوان ببغداد للناصر لدين الله.