نهش: نَهَشَ يَنْهَش ويَنْهِشُ نَهْشاً: تناوَل الشيء بفَمِه ليَعَضَّه
فيؤثر فيه ولا يَجْرحه، وكذلك نَهْشُ الحيّةِ، والفِعلُ كالفعل. الليث:
النَّهْشُ دون النَّهْسِ، وهو تناوُلٌ بالفَمِ، إِلا أَن النَّهْشَ
تناوُلٌ من بعيد كنَهْش الحية، والنَّهْسُ القبض على اللحم ونَتْفُه. قال أَبو
العباس: النَهْشُ بإِطباق الأَسْنان، والنَّهْسُ بالأَسْنان والأَضْراس.
ونَهشَتْه الحيةُ: لسَعَتْه الأَصمعي: نَهَشَتْه الحيةُ ونَهَسَتْه إِذا
عضَّته؛ وقال أَبو عمرو في قول أَبي ذؤيب:
يَنْهَشْنَه ويَذُودُهُنّ ويَحْتَمِي
يَنْهَشْنَه: يَعْضَضْنَه؛ قال: والنَّهْشُ قريب من النَّهْس؛ وقال
رؤبة:كَمْ مِنْ خَليلٍ وأَخٍ مَنْهوشِ،
مُنْتَعِشٍ بفَضْلِكم مَنْعُوشِ
قال: المَنْهُوشُ الهَزيلُ. ويقال: إِنه لمَنْهُوشُ الفخذين، وقد نُهِشَ
نَهْشاً. وسُئِل ابنُ الأَعرابي عن قول عليّ، عليه السلام: كان النبيُّ،
صلى اللَّه عليه وسلم، مَنْهوشَ القَدَمَين فقال كان مُعَرَّقَ القدمين.
ورجل مَنْهوشٌ أَي مَجْهودٌ مهزول. وفي الحديث: وانْتَهَشَت أَعْضادُنا
أَي هُزِلَت. والنَّهْشُ: النَّهْسُ، وهو أَخْذ اللحم بمقدَّم الأَسنان؛
قال الكميت:
وغادَرْنا، على حُجْرِ بنِ عَمْرٍو،
قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ ويَنْتَقِينا
يروى بالشين والسين جميعاً. ونَهْشُ السبعٍ: تَناوُله الطائفةَ من
الدابّة. ونهَشَه نَهْشاً: أَخَذَه بلسانه. والمَنْهوشُ من الرجال: القليلُ
اللحم وإِن سَمِنَ، وقيل: هو القليلُ اللحم الخفيفُ، وكذلك النَّهْشُ
والنَّهِشُ والنَّهِيشُ والنَّهْشُ: قلةُ لحم الفخذين. وفلان نَهْشُ اليدين
أَي خفيفُ اليدين في المَرِّ، قليلُ اللحم عليهما. ودابة نَهْشُ اليدين أَي
خفيف، كأَنه أَخذ من نَهْشِ الحية؛ قال الراعي يصف ذئباً:
مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ، فيه شُكْلَةٌ،
نَهْشَ اليدين، تَخالُه مَشْكولا
وقوله تَخاله مَشْكولا أَي لا يستقيم في عَدْوِه كأَنه قد شُكِل
بِشِكالٍ؛ قال ابن بري: صواب إِنشاد هذا البيت: نهشَ اليدين، بنصب الشين، لأَنه
في صفة ذئب وهو منصوب بما قبله:
وقْع الرَّبيعِ وقد تَقارَبَ خَطْوُه،
ورَأَى بعَقْوَتِه أَزَلَّ نَسولا
وعَقْوَتُه: ساحتُه. والأَزَلُّ: الذئب الأَرْسحُ، والأَرْسَحُ: ضدُّ
الأَسْته. والنَّسُولُ: من النَّسَلانِ وهو ضرب من العَدْوِ؛ وقال أَبو
ذؤيب:
يَعْدُو به نَهِش المُشَاشِ كأَنه
صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعه لا يَظْلع
ابن الأَعرابي: قد نَهَشَه الدهرُ فاحتاج. ابن شميل: نُهِشَت عضدُه أَي
دَقَّتْ. والمَنْهُوشُ من الأَحْراج: القليلُ اللحم. وفي الحديث: من
اكتَسَبَ مالاً من نَهاوِشَ كأَنه نَهَشَ من هنا وهنا؛ عن ابن الأَعرابي ولم
يفسر نَهَشَ؛ قال ابن سيده: ولكنه عندي أَخَذَ. وقال ثعلب: كأَنه
أَخَذَه من أَفواه الحيّات وهو أَن يكتِسِبَه من غير حِلِّه؛ قال ابن الأَثير:
هكذا جاء في رواية، بالنون، وهي المَظالمُ من قوله نهَشَه إِذا جهَدَه،
فهو مَنْهوش، ويجوز أَن يكون من الهَوْشِ الخَلْطِ، قال: ويُقْضي بزيادة
النون ويكون نظيرَ قولهم تَباذِيرَ وتخارِيبَ من التَبْذِير والخَرابِ.
والمُنْتَهِشةُ من النساء: التي تخْمِشُ وجهَها عند المصيبة، والنَّهْشُ:
له أَن تأْخذَ لحمَه بأَظفارِها. وفي الحديث: أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه
عليه وسلم، لعَنَ المُنْتَهِشةَ والحالِقةَ؛ ومن هذا قيل: نهَشَتْه
الكِلابُ.