Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: نأى

نأى

(نأى)
عَنهُ نأيا بعد عَنهُ فَهُوَ ناء وَيُقَال للرجل إِذا تكبر وَأعْرض نأى بجانبه والنؤى عمله
نأى
يقال: نأى بجانبه. قال أبو عمرو: نأى يَــنْأَى نَأْياً، مثل: نعى: أعرض، وقال أبو عبيدة:
تباعد . وقرئ: نَأى بِجانِبِهِ
[الإسراء/ 83] مثل: نعى. أي: نهض به، عبارة عن التكبر كقولك: شمخ بأنفه، وازورّ بجانبه .
وانتأى افتعل منه، والمنتأى: الموضع البعيد، وقرئ: ناء بجانبه [الإسراء/ 83] أي:
تباعد. ومنه: النُّؤي: لحفيرة حول الخباء تباعد الماء عنه.
والنيّة تكون مصدرا، واسما من: نويت، وهي توجّه القلب نحو العمل، وليس من ذلك بشيء.
تمّ كتاب النون كتاب الهاء
نأى: نأى: ابتعد (ويجرز 34: 7، 119).
نأى ب: أبعد (المقري 2: 145) نآني= انآني (كذا في الأصل- المترجم) أبعدني (انظر الكامل 212:10 وما بعده).
ناي: (مشتقة من الكلمة الفارسية) ناي: العزف على الآلة الموسيقية الهوائية المعروفة (همبرت 97). تــنأى: ابتعد (في أبحاث 1: 191 الطبعة الأولى).
متى تحظى الأيام في بأن أرى ... بغيضا تــنأى أو حبيبا تقرب (كذا في الأصل- المترجم).
نأي: (فارسية)، ولجمع نايات: نوع من أنواع الآلات الهوائية الموسيقية (لين عادات 371، 2، 82 محيط المحيط، همبرت 98 نايي (كلارينت) بركهارت عربية 1: 399 مزامير= نايات، معجم المنصوري) الأنواع المختلفة للنايات عددها مؤلف كتاب (وصف مصر في الجزء الثالث عشر 441 - 2) الناي الطويل (ياقوت) 2: 448؛ وعند الأعشى: الناي نرم (فارسية ناي نرمك) (الجواليقي 3، 97، 4، 139، 2 - 13) وقد وردت في قائمة الآلات الموسيقية التي عددها كازيري 1: 528 حيث يجب وضع كلمة الناي موضع كلمة الثاي، جي جي شولتنز على الثعالبي، العمراني وحياة تيمور).
مــنأى: ملجأ منعزل بعيد (دي ساسي كرست 2: 135، الكامل 8: 243).
منتأى= نؤي (الكامل 1: 527): الموضع البعيد.
[نأى] نَأيْتُهُ ونَأيْتُ عنه نَأياً بمعنى، أي بعدت. وأنْأَيْتُهُ فانْتَأَى، أي أبعدته فبعُد. وتَناءَوا، أي تباعدوا. والمُنْتَأَى: الموضع البعيد. قال النابغة: فإنك كالليل الذى هو مُدْرِكي * وإن خِلتُ أنّ المُنْتَأى عنكَ واسعُ والنُؤْيُ : حَفيرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر، والجمع نَئيٌّ على فُعولٍ، ونِئِيٌّ تتبع الكسرة الكسرة، وأنآء، ثم يقدمون الهمزة فيقولون آناءٌ على القلب مثل أبآرٍ وآبارٍ. تقول منه: نَأيْتُ نُؤْياً. وأنشد الخليل: إذا ما التقَينا سالَ من عَبَراتنا شآبيبُ يُــنأى سيلُها بالأصابعِ وكذلك انتأيت نؤيا. والمنتأى مثله. قال ذو الرمة: ذكرت فاهتاج السقام المضمر * ميا وشاقتك الرسوم الدثر آريها والمنتأى المدعثر * والنؤى بفتح الهمزة: لغة في النُؤي. قال: ومُوقَدُ فِتيةٍ ونُؤَى رمادٍ * وأشذاب الخيام قد بلينا تقول إذا أمرت منه: نَ نُؤْيَكَ، أي أصْلِحهُ. فإذا وقفت عليه قلت: نَهْ، مثل رَ زَيْداً فإذا وقفت عليه قلت: رَهْ. (*)

مَنْأَى

مَــنْأَى
الجذر: ن أ ي

مثال: ظَلَّ بمَــنْأَى عن الصراعات
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لمنع الكلمة من الصرف، دون مسوِّغ لذلك.

الصواب والرتبة: -ظَلَّ بمَــنْأًى عن الصراعات [فصيحة]
التعليق: كلمة «مَــنْأًى» على وزن «مَفْعَل»؛ فألفها أصلية، ليست زائدة للتأنيث؛ ولذا فهي مصروفة.

نأي

نأي: {نأى}: بعد. {ينئون}: يبعدون.
(نأي) - قوله تعالى: {وَــنَأَى بِجَانِبِهِ}
: أي تَباعَد عن ذِكْر الله عَزَّ وجَلّ بنَاحِيَتِه وقُرْبهِ.
والــنَّأْى: البُعْدُ. وقيل: الفِراق وإن لم يَكُن ببُعدٍ، والبُعد: ضِدُّ القُربِ.
ن أ ي: (نَآهُ) وَ (نَأَى) عَنْهُ يَــنْأَى بِالْفَتْحِ (نَأْيًا) بِوَزْنِ فَلْسٍ أَيْ بَعُدَ. وَ (أَنْآهُ) (فَانْتَأَى) أَيْ أَبْعَدَهُ فَبَعُدَ. وَ (تَنَاءَوْا) تَبَاعَدُوا. وَ (الْمُنْتَأَى) الْمَوْضِعُ الْبَعِيدُ. 
[ن أي] النأْيُ البُعْدُ والنأْيُ المُفارقَةُ وقول الحُطَيئةَ

(وهندٌ أَتَى من دونها النَّأْيُ والبُعْدُ ... )

إِنّما أراد المفارقَةَ ولو أرادَ البُعَد لما جَمَعَ بينهما نَأَى عنه ونآهُ يَــنْأْى نَأْيًا وانتَأَى وأَنأَيْتُهُ أبْعَدتُهُ والنُّؤيُ والنِّئْيُ والنَّأْيُ والنُّؤَي على مِثالِ النُّقَى التقى عن ثعْلَبٍ الحَفِيْرُ حول الخِبَاءِ أو الخَيْمَة يدفعُ عنها السيل يَمِيْنًا وشمالاً ويُبْعِدُهُ قال

(عَلَيْها مُوقِدٌ ونُؤَى رمادِ ... )

والجمعُ أَنْأَآءٌ وأَنَاءٌ حكاهُ يَعقُوبُ في المقلوبِ ونُئِيٌّ ونِئِيٌّ وأَنْأيْتُ الخِبَاءَ عَمِلْتُ له نُؤْيًا وَنَأَيْتُ النُّؤْيَ أنْأآهُ وأنْأَيتُهُ عَمِلْتُهُ وَانتَأَى نُؤْيًا اتخذَهُ
ن أ ي

سفر ناء، ونأيت عنه ونأيته. قال:

نأتك أمامة إلا سؤالاً ... وإلا خيالاً يوافي خيالا

وتناءوا عني، وانتأوا، وناءيته: باعدته. وناءيت عنه الشر: دافعت، وأنأيته عني، ونأيت الدمع عن خدّي بإصبعي. قال:

إذا ما التقينا سال من عبراتنا ... شآبيب ننآى سيلها بالأصابع

وحفروا النؤى. قال الطرماح:

عفت إلا أياصر أو نؤباً ... محافرها كأسرية الأضين

وهي التي تحفر حول الخيام، ولم يبق إلا النؤى والمنتأى، وانتأيته: احتفرته. قال ذو الرمة:

ذكرت فاهتاج السقام المضمر ... وقد يهيج الحاجة التذكر

مياً وشافتك الرسوم الدثّر ... آريها والمنتأى المدعثر
نأي: النّأيُ: البُعْدُ.. نَأَى يــنأى نأياً ... وأنأيته إنئاءً، إذا أبعدته، والاسم: المصدر، النّأي. والنُّؤي: حُفْرةٌ تُحْفَرُ حولَ الخِباء، وقد انتأت المرأة نُؤْياً حول بيتها، والجميعُ: النُّؤَى، على فُعَل. والمُنْتأَى: مَوْضِعُهُ، قال :

حَسَرَتْ عنه الرِّياحُ فأبدت ... مُنْتأً كالقَرْوِ رَهْنَ انثلام ونأيتُ الدّمعَ عن عيني بإِصْبَعي نأياً، قال: 

إذا ما التقيا سال من عَبَراتنا ... شآبيبُ يُنْآَى سَيْلُها بالأصابعِ

والانتياء: الافتعال من النّأي، [قال] 

فإِنّك كاللّيلِ الّذي هو مُدرِكي ... وإنْ خِلْتُ أنّ المنتأَى عنك واسع

والعرب تقول: نأى فلانٌ يَــنْأَى، إذا بَعُد، وناء عنّي بوزن (ناع) على القلب، قال:

إذا رآك غنيا لان جانِبُهُ ... وإن رآك فقيراً ناء واغتربا 

والمُناوأةُ: المُناهَضةُ، وناوأنا العدوّ: ناهضناه.
نأي
نأَى بـ/ نأَى عن يَــنْأى، انْأَ، نأْيًا، فهو ناءٍ، والمفعول مَنْئيٌّ به
نأَى الشَّخصُ بجانبه: تكبّر وتباعد وأعرض بوجهه " {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَــنَأَى بِجَانِبِهِ} ".
نأَى عن الشَّيءِ: بَعُد عنه من حيث المكان أو الوقت أو الطبيعة "نأى عن بيته/ وطنه- حيّ/ بلد ناءٍ: منعزل- يعيش في قرية/ مدينة نائية- أَــنْأَى من كوكب: بعيد المنال- {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} " ° كان بمــنأى عن هذا الموضوع: لا صلة له به. 

أنأى يُنئي، أَنْئِ، إنئاءً، فهو مُنْءٍ، والمفعول مُــنأًى
• أنأى الشَّيءَ: أبعده "ينئي العلمُ صاحبَه عن الجهالة". 

انتأى ينتئي، انتئ، انتِئاءً، فهو مُنْتإٍ
• انتأى الشَّخصُ: نأى؛ بَعُد "انتَأى عن عائلته- انتأى عن بلدته طلبًا لعيش أفضل". 

تناءى يتناءَى، تَناءَ، تنائيًا، فهو مُتناءٍ
• تناءى المكانُ: تباعد "تناءى القومُ- تناءت بينهم المسافات". 

ناءى ينائي، ناءِ، مُناءاةً، فهو مُناءٍ، والمفعول مُناءًى
• ناءيتُ عنه الشّرَّ: دافعته عنه وباعدته "وأطفأتُ نيرانَ الحروب وقد علت ... وناءيتُ عنهم حربهم فتقرَّبوا". 

إنئاء [مفرد]: مصدر أنأى

انتِئاء [مفرد]: مصدر انتأى. 

نأْي [مفرد]: مصدر نأَى بـ/ نأَى عن. 

نأي: النَّأْيُ: البُعدُ. نَأَى يَــنْأَى: بَعُدَ، بوزن نَعى يَنْعَى.

ونَأَوْتُ: بَعُدْت، لغة في نأَيْتُ. والنَّأْي: المُفارقة؛ وقول

الحطيئة:وهِنْدٌ أَتى من دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ

إِنما أَراد المُفارقةَ، ولو أَراد البُعْدَ لما جَمع بينهما. نَأَى

عنه، وناء ونآه يَــنْأَى نَأْياً وانْتَأَى، وأَنْأَيْتُه أَنا فانْتَأَى:

أَبْعَدْتُه فبَعُد. الجوهري: أَنأَيْته ونَأَيْتُ عنه نأْياً بمعنى أَي

بَعُدْت. وتَناءَوا: تباعَدُوا. والمُنْتَأَى: الموضع البعيد؛ قال

النابغة:فإِنَّك كاللَّيْل الذي هُوَ مُدْرِكِي،

وإِنْ خِلْتُ أَنَّ المُنْتَأَى عنك واسِعُ

الكسائي: ناءَيْتُ عنك الشرَّ على فاعَلْت أَي دافعت؛ وأَنشد:

وأَطْفَأْتُ نِيرانَ الحُروبِ وقد عَلَتْ،

وناءَيْتُ عَنهمْ حَرْبَهُمْ فتَقَرَّبُوا

ويقال للرجل إِذا تكبر وأعْرِض بوجهه: نَأَى بجانبه، ومعناه أَنه نأَى

جانِبَه من وَراء أَي نَحّاه. قال الله تعالى: وإِذا أَنْعَمْنا على

الإِنسان أَعْرَضَ ونأَى بجانبه؛ أَي أَــنْأَى جانِبَه عن خالِقه مُتَغانياً

مُعْرضاً عن عبادته ودعائه، وقيل: نأَى بجانبه أَي تباعَدَ عن القبول. قال

ابن بري: وقرأَ ابن عامر ناءَ بجانِبه، على القلب؛ وأَنشد:

أَقولُ، وقد ناءتْ بها غُرْبَةُ النَّوَى:

نَوًى خَيْتَعُورٌ لا تَشِطُّ دِيارُكِ

قال المنذري: أَنشدني المبرد:

أَعاذِل، إِنْ يُصْبِحْ صَدايَ بِقَفْرةٍ

بَعِيداً، نآني زائِرِي وقَريبي

قال المبرد: قوله نآني فيه وجهان: أَحدهما أَنه بمعنى أَبعدني كقولك

زِدْته فزاد ونقصته فنقص، والوجه الآخر في نآني أَنه بمعنى نَأَى عني،قال

أَبو منصور: وهذا القول هو المعروف الصحيح. وقد قال الليث: نأَيتُ الدمعَ

عن خَدِّي بِإِصْبَعي نَأْياً؛ وأَنشد:

إِذا ما التَقَيْنا سالَ مِنْ عَبَراتِنا

شآبِيبُ، يُــنْأَى سَيْلُها بالأَصابِع

قال: والانْتِياء بوزن الابْتِغاء افتعال من النَّأْي. والعرب تقول:

نأَى فلان عني يَــنأَى إِذا بَعُد، وناء عني بوزن باع، على القلب، ومثله رآني

فلان بوزن رَعاني، وراءني بوزن راعَني، ومنهم من يُميل أَوَّله فيقول

نأَى ورَأَى.

والنُّؤْي والنِّئْي والنَّأْيُ والنُّؤَى، بفتح الهمزة على مثال

النُّفَى؛ الأَخيرة عن ثعلب: الحَفِير حول الخِباء أَو الخَيْمة يَدْفَع عنها

السيلَ يميناً وشمالاً ويُبْعِدُه؛ قال:

ومُوقَدُ فِتْيَةٍ ونُؤَى رَمادٍ،

وأَشْذابُ الخِيامِ وقَد بَلِينا

وقال:

عَليها مَوْقِدٌ ونُؤَى رَمادٍ

والجمع أَنْآء، ثم يقدّمون الهمزة فيقولون آناء، على القلب،مثل أَبْآرٍ

وآبارٍ، ونُؤُيٌّ على فُعُول ونِئِيٌّ تتبع الكسرة. التهذيب: النُّؤْي

الحاجز حول الخيمة،وفي الصحاح: النُّؤْي حُفرة حول الخِباء لئلا يدخله ماء

المطر. وأَنْأَيْتُ الخِباء: عملت له نُؤْياً. ونَأَيْتُ النُّؤْيَ

أَنْآه وأَنْأَيْتُه: عملته. وانْتأَى نُؤْياً: اتخذه، تقول منه: نأَيْتُ

نُؤْياً؛ وأَنشد الخليل:

شَآبيبُ يُــنأَى سيلُها بالأَصابع

قال: وكذلك انْتَأَيْتُ نُؤْياً، والمُنْتَأَى مثله؛ قال ذو الرمة:

ذَكَرْتَ فاهْتاجَ السَّقامُ المُضْمَرُ

مَيّاً، وشاقَتْكَ الرُّسُومُ الدُّثَّرُ

آرِيُّها والمُنْتَأَى المُدَعْثَرُ

وتقول إِذا أَمرت منه: نَ نُؤْيَك أَي أَصْلِحْه، فإِذا وقفت عليه قلت

نَهْ، مثل رَ زيداً، فإِذا وقَفت عليه قلت رَهْ؛ قال ابن بري: هذا إِنما

يصح إِذا قدَّرت فعلَه نأَيتُه أَنْآه فيكون المستقبل يَــنْأَى، ثم تخفف

الهمزة على حدِّ يَرى، فتقول نَ نُؤْيَك، كما تقول رَ زيداً، ويقال انْأَ

نُؤيك، كقولك انْعَ نُعْيَك إِذا أَمرته أَن يُسوِّي حولَ خِبائه نُؤياً

مُطيفاً به كالطَّوْف يَصْرِفُ عنه ماء المطر. والنُّهَيْر الذي دون

النُّؤْي: هو الأَتيُّ، ومن ترك الهمز فيه قال نَ نُؤْيَك، وللاثنين نَيا

نُؤْيكما، وللجماعة نَوْا نُؤْيَكم، ويجمع نُؤْي الخِباء نُؤًى، على فُعَلٍ.

وقد تَنَأْيْتُ نؤياً، والمُنْتَأَى: موضعه؛ قال الطرماح:

مُنْتَأًى كالقَرْوِ رَهْنَ انْثِلامِ

ومن قال النُّؤي الأَتِيُّ الذي هو دون الحاجز فقد غلط؛ قال النابغة:

ونُؤْيٌ كَجِذْمِ الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ

فإِنما يَنْثَلِمُ الحاجزُ لا الأَتِيُّ؛ وكذلك قوْله:

وسَفْع على آسٍ ونُؤْي مُعَثْلَب

والمُعَثْلَبُ: المَهْدُوم، ولا يَنْهَدِم إِلا ما كان شاخصاً.

والمَــنْأَى: لغة في نؤي الدار، وكذلك النِّئْيُ مثل نِعْيٍ، ويجمع النُّؤْي

نُؤْياناً بوزن نُعْياناً وأَنْآء.

نأي
: (ي ( {نَأَيْتُه و) } نَأَيْتُ (عَنهُ) {نَأْياً، (كسَعَيْتُ) : أَي (بَعُدْتُ) ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {أَعْرَضَ} ونَأَى بجانِبِه} ، أَي {أَــنْأَى جانِبَه عَن خالِقِه مُتَغابِياً مُعْرِضاً عَن عِبادَتِه ودعائِه.
وقيلَ:} نَأَى بجانِبِه، أَي تَباعَدَ عَن القُبُول.
يقالُ للرَّجُل إِذا تكَبَّر وأَعْرَضَ بوجْهِه: نَأَى بجانِبِه، أَي نَأَى جانِبَه من وَراء أَي نَحَّاه.
قَالَ ابنُ برِّي: وقَرأَ ابنُ عامِر: ناءَ بجانِبِه، على القلْب، وَقد تقدَّمَ فِي الهَمْزةِ، قالَ المُنْذري: وأنْشَدَني المبردُ:
أَعاذِل إنْ يُصْبِحْ صَوايَ بقَفْرةٍ
بَعِيداً {نآني زائِرِي وقَرِيبيقال المبرِّدُ: فِيهِ وَجْهان أَحَدُهما: أنَّه بمعْنَى أَبْعدَني كَقَوْلِك زِدْته فزَادَ ونَقَصْته فنَقَصَ؛ والآخَرُ: أنَّه بمعْنَى نَأَى عنِّي.
قَالَ الأزْهرِي: وَهَذَا القولُ هُوَ المَعْروفِ الصَّحيحُ.
(} وأَنْأَيْتُه {فانْتَأَى) : أَي أَبْعَدْتَهُ فبَعُد، هُوَ افْتَعَل من} النَّأْي.
( {وتَناءَوْا: تباعَدُوا) ، ومَصْدَرُه} التَّنائِي.
(! والمُنْتَأَى: المَوْضِعُ البَعيدُ) ؛ وأنشَدَ الجَوْهرِي للنَّابغَةِ:
فإنَّكَ كالليْلِ الَّذِي هُوَ مُدْرِكِي
وإنْ خِلْتُ أنَّ {المُنْتَأَى عَنْك واسِعُ (} والنَّأْيُ {والنُّؤْيُ) ، بِالضَّمِّ، (} والنِّئْيُ) ، بِالْكَسْرِ، ( {والنُّؤَى، كهُدًى) ، وَهَذِه (عَن) ثَعْلَب؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي:
ومُوقَدُ فِتْنَةٍ ونُؤَى رَمادٍ
وأشْذابُ الخِيام وقَدْ بَلِينا (الحَفيرُ حَوْلَ الخِباءِ أَو الخَيمةِ يَمْنَعُ السَّيْلَ) يَمِيناً وَشمَالًا ويُبْعِدُه.
وَفِي الصِّحاح: النُّؤْيُ: حُفْرَةٌ حَوْلَ الخِباءِ لئَلاَّ يَدْخلَهُ ماءُ المَطَرِ.
وَفِي التهذيبِ: النُّؤْيُ الحاجِزُ حَوْل الخَيمةِ.
قَالَ ابنُ برِّي: وَمِنْهُم مَنْ قالَ: النُّؤْيُ الآتيُّ الَّذِي دونَ الحاجِزِ، وَهُوَ غَلَطٌ؛ قَالَ النابغَةُ:
} ونُؤْيٌ كجِذْم الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ فإنَّما يَنْثلمُ الحاجِزُ لَا الآتِيُّ. وكذلكَ قولُه:
وسَفْع على آسٍ ونُؤْي مُعَثْلَب والمُعَثْلَبُ المَهْدُومُ، وَلَا يَنْهدِمُ إلاَّ مَا كانَ شاخِصاً.
(ج {آناءٌ) ، على القَلْبِ كآبارٍ، (} وأَنآءٌ) كأَبآرٍ على الأصْلِ، ( {ونُؤِيٌّ) ، على فُعولٍ، (} ونِئِيٌّ) ، يَتْبَع الكَسْرة الكَسْرة؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
( {وأَــنْأَى الخَيمةَ: عَمِلَ لَهَا} نُؤْياً.
( {ونَأَيْتُ النُّؤَى} وأَنْأَيْتُه {وانْتَأَيْتُه) : أَي (عَمِلْتُه) واتَّخَذْتُه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
النَّأْيُ: المُفارقَةُ؛ وَبِه فُسِّر قولُ الحُطْيْئة:
وهِنْدٌ أَتَى مِن دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ} ونأى فِي الأرضِ: ذَهَبَ.
وَقَالَ الكِسائي: {ناءَيْتُ عنْكَ الشرَّ، على فاعَلْت: أَي دَافَعْت؛ وأنْشَدَ:
وأطْفَأْتُ نِيرانَ الحُروبِ وَقد عَلَتْ
} وناءَيْتُ عَنْهمْ حَرْبَهُم فتَقَرَّبُوا {ونَأَيْتُ الدَّمعَ عَن خدِّي بإصْبَعي: مَسَحْته ودَفَعْته؛ عَن الليْثِ، وأَنْشَدَ:
إِذا مَا التَقَيْنا سالَ مِنْ عَبَراتِنا
شآبِيبُ} يُــنْأَى سَيْلُها بالأَصابِعِوأَنْشَدَه الجَوْهرِي عنْدَ قولِه:
{نَأيْتُ نُؤْياً عَمِلْته} والمُنْتَأَى: مَوضِعُ النُّؤْي؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي لذِي الرُّمْة:
ذَكَرْتَ فاهْتَاجَ السَّقامُ المُضْمَرُمَيًّا وشاقَتْكَ الرُّسُومُ الدُّثَّرُ آريُّها المُنْتَأَى المُدَعْثَرُ وَقَالَ الطِّرمَّاح:
مُنْتَأَى كالقَرْو رَهْنَ انْثِلامِ وكَذلكَ {النِّئْيُ زِنَةَ نِعْيٍ، ويُجْمَعُ النُّؤْيُ} نُؤًى، على فُعَل، {ونُؤْيان زِنَةَ نُعْيان.
قَالَ الجَوْهري: تقولُ: نَ} نُؤْيَكَ، أَي أَصْلِحْه، فَإِذا وقفْتَ عَلَيْهِ قلْت نَهْ، مثْل رَزِيْداً، فَإِذا وقفْتَ عَلَيْهِ قلْت رَهْ، انتَهَى.
قَالَ ابنُ برِّي: هَذَا إنَّما يصحُّ إِذا قدَّرْت فِعْلَه {نأَيْتُه} أَنآهُ فيكونُ المُسْتَقْبل يَــنْأَى، ثمَّ تُخفِّفُ الهَمْزةَ على حَدِّيَرى، فتقولُ: نَ {نُؤْيَكَ، ويقالُ:} انْأَ نُؤْيَكَ، كَقَوْلِك: أنْعَ نَعْيَك إِذا أَمَرْتَه أَن يُسَوِّي حَوْلَ خِبائِه نُؤْياً مُطَيفاً بِهِ كالطَّوْفِ يَصْرِفُ عَنهُ ماءَ المَطَرِ. والنُّهَيْرُ الَّذِي دونَ النُّؤْي هُوَ الآتيُّ.
والنَّأي: قَرْية بشَرْقي مِصْرَ وَقد دَخَلْتها.

بعد

(بعد)
بعدا ضد قرب وَهلك وَكثر فِي دُعَائِهِمْ لَا تبعد وَفِي الرثاء أَيْضا قَالَ الشَّاعِر
(يَقُولُونَ لَا تبعد وهم يدفنوني وَأَيْنَ مَكَان الْبعد إِلَّا مكانيا)

(بعد) بعدا بعد فَهُوَ بعيد (ج) بعداء وَبِه جعله بَعيدا وَهلك
ب ع د: (الْبُعْدُ) ضِدُّ الْقُرْبِ وَقَدْ (بَعُدَ) بِالضَّمِّ بُعْدًا فَهُوَ (بَعِيدٌ) أَيْ (مُتَبَاعِدٌ) وَ (أَبْعَدَهُ) غَيْرُهُ وَ (بَاعَدَهُ) وَ (بَعَّدَهُ تَبْعِيدًا) . وَ (الْبَعَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ بَاعِدٍ كَخَادِمٍ وَخَدَمٍ. وَالْبَعَدُ أَيْضًا الْهَلَاكُ وَ (بَعِدَ) وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (بَاعِدٌ) . وَ (اسْتَبْعَدَ) أَيْ (تَبَاعَدَ) وَ (اسْتَبْعَدَهُ) عَدَّهُ بَعِيدًا. وَمَا أَنْتَ عَنَّا (بِبَعِيدٍ) وَمَا أَنْتُمْ مِنَّا بِبَعِيدٍ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ. وَقَوْلُهُمْ: كَبَّ اللَّهُ (الْأَبْعَدَ) لِفِيهِ، أَيْ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ. وَالْأَبْعَدُ أَيْضًا الْخَائِنُ وَالْخَائِفُ. وَ (الْأَبَاعِدُ) ضِدُّ الْأَقَارِبِ وَ (بَعْدُ) ضِدُّ قَبْلُ وَهُمَا اسْمَانِ يَكُونَانِ ظَرْفَيْنِ إِذَا أُضِيفَا وَأَصْلُهُمَا الْإِضَافَةُ فَمَتَى حَذَفْتَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ لِعِلْمِ الْمُخَاطَبِ بَنَيْتَهُمَا عَلَى الضَّمِّ لِيُعْلَمَ أَنَّهُمَا مَبْنِيَّانِ؛ إِذْ كَانَ الضَّمُّ لَا يَدْخُلُهُمَا إِعْرَابًا لِأَنَّهُمَا لَا يَصْلُحُ وُقُوعُهُمَا مَوْقِعَ الْفَاعِلِ وَلَا مَوْقِعَ الْمُبْتَدَإِ وَالْخَبَرِ. وَقَوْلُهُمْ: أَمَّا بَعْدُ، هُوَ فَصْلُ الْخِطَابِ. 

بعد: البُعْدُ: خلاف القُرْب.

بَعُد الرجل، بالضم، وبَعِد، بالكسر، بُعْداً وبَعَداً، فهو بعيد

وبُعادٌ؛ هم سيبويه، أَي تباعد، وجمعهما بُعَداءُ، وافق الذين يقولون فَعيل

الذين يقولون فُعال لأَنهما أُختان، وقد قيل بُعُدٌ؛ وينشد قول النابغة:

فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمانَ أَنَّ له

فَضْلاً على الناسِ، في الأَدْنى وفي البُعُدِ

وفي الصحاح: وفي البَعَد، بالتحريك، جمع باعِدٍ مثل خادم وخَدَم،

وأَبْعده غيره وباعَدَه وبَعَّده تبعيداً؛ وقول امرئ القيس:

قَعَدْتُ له وصُحْبَتي بَيْنَ ضارِجٍ،

وبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلِ

إِنما أَراد: يا بُعْدَ مُتَأَمَّل، يتأَسف بذلك؛ ومثله قول أَبي

العيال:....... رَزيَّةَ قَوْمِهِ

لم يأْخُذوا ثَمَناً ولم يَهَبُوا

(* قوله «رزية قومه إلخ» كذا في نسخة المؤلف بحذف أول البيت).

أَراد: يا رزية قومه، ثم فسر الرزية ما هي فقال: لم يأْخذوا ثمناً ولم

يهبوا. وقيل: أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلي. وقوله عز وجل، في سورة السجدة:

أُولئك يُنادَوْنَ من مكان بعيد؛ قال ابن عباس: سأَلوا الردّ حين لا ردّ؛

وقيل: من مكان بعيد، من الآخرة إِلى الدنيا؛ وقال مجاهد: أَراد من مكان

بعيد من قلوبهم يبعد عنها ما يتلى عليهم لأَنهم إِذا لم يعوا فَهُمْ

بمنزلة من كان في غاية البعد، وقوله تعالى: ويقذفون بالغيب من مكان بعيد؛ قال

قولهم: ساحر كاهن شاعر. وتقول: هذه القرية بعيد وهذه القرية قريب لا يراد

به النعت ولكن يراد بهما الاسم، والدليل على أَنهما اسمان قولك: قريبُه

قريبٌ وبَعيدُه بَعيدٌ؛ قال الفراءُ: العرب إِذا قالت دارك منا بعيدٌ أَو

قريب، أَو قالوا فلانة منا قريب أَو بعيد، ذكَّروا القريب والبعيد لأَن

المعنى هي في مكان قريب أَو بعيد، فجعل القريب والبعيد خلفاً من المكان؛

قال الله عز وجل: وما هي من الظالمين ببعيد؛ وقال: وما يدريك لعل الساعة

تكون قريباً؛ وقال: إن رحمة الله قريب من المحسنين؛ قال: ولو أُنثتا

وثنيتا على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صواباً. قال: ومن قال

قريب وبعيد وذكَّرهما لم يثنّ قريباً وبعيداً، فقال: هما منك قريب وهما منك

بعيد؛ قال: ومن أَنثهما فقال هي منك قريبة وبعيدة ثنى وجمع فقال قريبات

وبعيدات؛ وأَنشد:

عَشِيَّةَ لا عَفْراءُ منكَ قَريبةٌ

فَتَدْنو، ولا عَفْراءُ مِنكَ بَعيدٌ

وما أَنت منا ببعيد، وما أَنتم منا ببعيد، يستوي فيه الواحد والجمع؛

وكذلك ما أَنت منا بِبَعَدٍ وما أَنتم منا بِبَعَدٍ أَي بعيد. قال: وإِذا

أَردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أَنثت لا غير، لم تختلف العرب فيها.

وقال الزجاج في قول الله عز وجل: إِن رحمة الله قريب من المحسنين؛ إِنما قيل

قريب لأَن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحد، وكذلك كل تأْنيث ليس

بحقيقي؛ قال وقال الأَخفش: جائز أَن تكون الرحمة ههنا بمعنى المطر؛ قال

وقال بعضهم: يعني الفراءُ هذا ذُكِّرَ ليفصل بين القريب من القُرب والقَريب

من القرابة؛ قال: وهذا غلط، كلُّ ما قَرُب في مكان أَو نَسَبٍ فهو جارٍ

على ما يصيبه من التذكير والتأْنيث؛ وبيننا بُعْدَةٌ من الأَرض والقرابة؛

قال الأَعشى:

بأَنْ لا تُبَغِّ الوُدَّ منْ مُتَباعِدٍ،

ولا تَنْأَ منْ ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبا

وفي الدعاءِ: بُعْداً له نصبوه على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره

أَي أَبعده الله. وبُعْدٌ باعد: على المبالغة وإِن دعوت به فالمختار

النصب؛ وقوله:

مَدّاً بأَعْناقِ المَطِيِّ مَدَّا،

حتى تُوافي المَوْسِمَ الأَبْعَدَّا

فإِنه أَراد الأَبعد فوقف فشدّد، ثم أَجراه في الوصل مجراه في الوقف،

وهو مما يجوز في الشعر؛ كقوله:

ضَخْماً يحبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا

وقال الليث: يقال هو أَبْعَد وأَبْعَدُونَ وأَقرب وأَقربون وأَباعد

وأَقارب؛ وأَنشد:

منَ الناسِ مَنْ يَغْشى الأَباعِدَ نَفْعُه،

ويشْقى به، حتى المَماتِ، أَقارِبُهْ

فإِنْ يَكُ خَيراً، فالبَعيدُ يَنالُهُ،

وإِنْ يَكُ شَرّاً، فابنُ عَمِّكَ صاحِبُهْ

والبُعْدانُ، جمع بعيد، مثل رغيف ورغفان. ويقال: فلان من قُرْبانِ

الأَمير ومن بُعْدانِه؛ قال أَبو زيد: يقال للرجل إِذا لم تكن من قُرْبان

الأَمير فكن من بُعْدانِه؛ يقول: إِذا لم تكن ممن يقترب منه فتَباعَدْ عنه لا

يصيبك شره. وفي حديث مهاجري الحبشة: وجئنا إِلى أَرض البُعَداءِ؛ قال

ابن الأَثير: هم الأَجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم، واحدهم بعيد. وقال

النضر في قولهم هلك الأَبْعَد قال: يعني صاحبَهُ، وهكذا يقال إِذا كنى عن

اسمه. ويقال للمرأَة: هلكت البُعْدى؛ قال الأَزهري: هذا مثل قولهم فلا

مَرْحباً بالآخر إِذا كنى عن صاحبه وهو يذُمُّه. وقال: أَبعد الله الآخر،

قال: ولا يقال للأُنثى منه شيء. وقولهم: كبَّ الله الأَبْعَدَ لِفيه أَي

أَلقاه لوجهه؛ والأَبْعَدُ: الخائنُ. والأَباعد: خلاف الأَقارب؛ وهو غير

بَعِيدٍ منك وغير بَعَدٍ.

وباعده مُباعَدَة وبِعاداً وباعدالله ما بينهما وبَعَّد؛ ويُقرأُ:

ربَّنا باعِدْ بين أَسفارِنا، وبَعِّدْ؛ قال الطرمَّاح:

تُباعِدُ مِنَّا مَن نُحِبُّ اجْتِماعَهُ،

وتَجْمَعُ مِنَّا بين أَهل الضَّغائِنِ

ورجل مِبْعَدٌ: بعيد الأَسفار؛ قال كثَّير عزة:

مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافي شِمِلَّةً،

مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ

وقال الفراءُ في قوله عز وجل، مخبراً عن قوم سبا: ربنا باعد بين

أَسفارنا؛ قال: قرأَه العوام باعد، ويقرأُ على الخبر: ربُّنا باعَدَ بين

أَسفارنا، وبَعَّدَ. وبَعِّدْ جزم؛ وقرئَ: ربَّنا بَعُدَ بَيْنَ أَسفارنا،

وبَيْنَ أَسفارنا؛ قال الزجاج: من قرأَ باعِدْ وبَعِّدْ فمعناهما واحد، وهو

على جهة المسأَلة ويكون المعنى أَنهم سئموا الراحة وبطروا النعمة، كما قال

قوم موسى: ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأَرض (الآية)؛ ومن قرأَ:

بَعُدَ بينُ أَسفارنا؛ فالمعنى ما يتَّصِلُ بسفرنا؛ ومن قرأَ بالنصب: بَعُدَ

بينَ أَسفارنا؛ فالمعنى بَعُدَ ما بَيْنَ أَسفارنا وبَعُدَ سيرنا بين

أَسفارنا؛ قال الأَزهري: قرأَ أَبو عمرو وابن كثير: بَعَّد، بغير أَلف،

وقرأَ يعقوب الحضرمي: ربُّنا باعَدَ، بالنصب على الخبر، وقرأَ نافع وعاصم

والكسائي وحمزة: باعِدْ، بالأَلف، على الدعاءِ؛ قال سيبويه: وقالوا بُعْدَك

يُحَذِّرُهُ شيئاً من خَلْفه.

وبَعِدَ بَعَداً وبَعُد: هلك أَو اغترب، فهو باعد.

والبُعْد: الهلاك؛ قال تعالى: أَلا بُعْداً لمدين كما بَعِدَت ثمود؛

وقال مالك

بن الريب المازني:

يَقولونَ لا تَبْعُدْ، وَهُمْ يَدْفِنونَني،

وأَينَ مكانُ البُعْدِ إِلا مكانِيا؟

وهو من البُعْدِ. وقرأَ الكسائي والناس: كما بَعِدَت، وكان أَبو عبد

الرحمن السُّلمي يقرؤها بَعُدَت، يجعل الهلاك والبُعْدَ سواء وهما قريبان من

السواء، إِلا أَن العرب بعضهم يقول بَعُدَ وبعضهم يقول بَعِدَ مثل

سَحُقَ وسَحِقَ؛ ومن الناس من يقول بَعُد في المكان وبَعِدَ في الهلاك، وقال

يونس: العرب تقول بَعِدَ الرجل وبَعُدَ إِذا تباعد في غير سبّ؛ ويقال في

السب: بَعِدَ وسَحِقَ لا غير.

والبِعاد: المباعدة؛ قال ابن شميل: راود رجل من العرب أَعرابية فأَبت

إِلا أَن يجعل لها شيئاً، فجعل لها درهمين فلما خالطها جعلت تقول: غَمْزاً

ودِرْهماكَ لَكَ، فإِن لم تَغْمِزْ فَبُعْدٌ لكَ؛ رفعت البعد، يضرب مثلاً

للرجل تراه يعمل العمل الشديد. والبُعْدُ والبِعادُ: اللعن، منه أَيضاً.

وأَبْعَدَه الله: نَحَّاه عن الخير وأَبعده. تقول: أَبعده الله أَي لا

يُرْثَى له فيما يَزِلُّ به، وكذلك بُعْداً له وسُحْقاً ونَصَبَ بُعْداً

على المصدر ولم يجعله اسماً. وتميم ترفع فتقول: بُعْدٌ له وسُحْقٌ،

كقولك: غلامٌ له وفرسٌ. وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة فيقول: بُعْداً

لكَ وسُحقاً أَي هلاكاً؛ ويجوز أَن يكون من البُعْد ضد القرب. وفي الحديث:

أَن رجلاً جاء فقال إِن الأَبْعَدَ قد زَنَى، معناه المتباعد عن الخير

والعصمة.

وجَلَسْتُ بَعيدَةً منك وبعيداً منك؛ يعني مكاناً بعيداً؛ وربما قالوا:

هي بَعِيدٌ منك أَي مكانها؛ وفي التنزيل: وما هي من الظالمين ببعيد.

وأَما بَعيدَةُ العهد، فبالهاء؛ ومَنْزل بَعَدٌ بَعيِدٌ.

وتَنَحَّ غيرَ بَعِيد أَي كن قريباً، وغيرَ باعدٍ أَي صاغرٍ. يقال:

انْطَلِقْ يا فلانُ غيرُ باعِدٍ أَي لا ذهبت؛ الكسائي: تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ

أَي غير صاغرٍ؛ وقول النابغة الذبياني:

فَضْلاَ على الناسِ في الأَدْنَى وفي البُعُدِ

قال أَبو نصر: في القريب والبعيد؛ ورواه ابن الأَعرابي: في الأَدنى وفي

البُعُد، قال: بعيد وبُعُد. والبَعَد، بالتحريك: جمع باعد مثل خادم

وخَدَم. ويقال: إِنه لغير أَبْعَدَ إِذا ذمَّه أَي لا خير فيه، ولا له بُعْدٌ:

مَذْهَبٌ؛ وقول صخر الغيّ:

المُوعِدِينا في أَن نُقَتِّلَهُمْ،

أَفْنَاءَ فَهْمٍ، وبَيْنَنا بُعَدُ

أَ أَنَّ أَفناء فهم ضروب منهم. بُعَد جَمع بُعْدةٍ. وقال الأَصمعي:

أَتانا فلان من بُعْدةٍ أَي من أَرض بَعيدة. ويقال: إِنه لذو بُعْدة أَي لذو

رأْي وحزم. يقال ذلك للرجل إِذا كان نافذ الرأْي ذا غَوْر وذا بُعْدِ

رأْي.

وما عنده أَبْعَدُ أَي طائل؛ قال رجل لابنه: إِن غدوتَ على المِرْبَدِ

رَبِحْتَ عنا أَو رجعت بغير أَبْعَدَ أَي بغير منفعة.

وذو البُعْدة: الذي يُبْعِد في المُعاداة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤبة:

يَكْفِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ اليَبِيسَا،

ويَعْتَلِي ذَا البُعْدَةِ النُّحُوسا

وبَعْدُ: ضدّ قبل، يبنى مفرداً ويعرب مضافاً؛ قال الليث: بعد كلمة دالة

على الشيء الأَخير، تقول: هذا بَعْدَ هذا، منصوب. وحكى سيبويه أَنهم

يقولون من بَعْدٍ فينكرونه، وافعل هذا بَعْداً. قال الجوهري: بعد نقيض قبل،

وهما اسمان يكونان ظرفين إِذا أُضيفا، وأَصلهما الإِضافة، فمتى حذفت

المضاف إِليه لعلم المخاطب بَنَيْتَهما على الضم ليعلم أَنه مبني إِذ كان الضم

لا يدخلهما إِعراباً، لأَنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع

المبتدإِ ولا الخبر؛ وقوله تعالى: لله الأَمر من قبلُ ومن بعدُ أَي من قبل

الأَشياء وبعدها؛ أَصلهما هنا الخفض ولكن بنيا على الضم لأَنهما غايتان،

فإِذا لم يكونا غاية فهما نصب لأَنهما صفة؛ ومعنى غاية أَي أَن الكلمة

حذفت منها الإِضافة وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف، وإِنما بنيتا على

الضم لأَن إِعرابهما في الإضافة النصب والخفض، تقول رأَيته قبلك ومن قبلك،

ولا يرفعان لأَنهما لا يحدَّث عنهما، استعملا ظرفين فلما عدلا عن بابهما

حركا بغير الحركتين اللتين كانتا له يدخلان بحق الإِعراب، فأَما وجوبُ

بنائهما وذهاب إِعرابهما فلأَنهما عرَّفا من غير جهة التعريف، لأَنه حذف

منهما ما أُضيفتا إِليه، والمعنى: لله الأَمر من قبل أَن تغلب الروم ومن

بعد ما غلبت. وحكى الأَزهري عن الفراء قال: القراءة بالرفع بلا نون

لأَنهما في المعنى تراد بهما الإِضافة إِلى شيء لا محالة، فلما أَدَّتا غير

معنى ما أُضيفتا إِليه وُسِمَتا بالرفع وهما في موضع جر، ليكون الرفع دليلاً

على ما سقط، وكذلك ما أَشبههما؛ كقوله:

إِنْ يَأْتِ مِنْ تَحْتُ أَجِيْهِ من عَلُ

وقال الآخر:

إِذا أَنا لم أُومَنْ عَلَيْكَ، ولم يكنْ

لِقَاؤُك الاّ من وَرَاءُ ورَاءُ

فَرَفَعَ إِذ جعله غاية ولم يذكر بعده الذي أُضيف إِليه؛ قال الفراء:

وإِن نويت أَن تظهر ما أُضيف إِليه وأَظهرته فقلت: لله الأَمر من قبلِ ومن

بعدِ، جاز كأَنك أَظهرت المخفوض الذي أَضفت إِليه قبل وبعد؛ قال ابن

سيده: ويقرأُ لله الأَمر من قبلٍ ومن بعدٍ يجعلونهما نكرتين، المعنى: لله

الأَمر من تقدُّمٍ وتأَخُّرٍ، والأَوّل أَجود. وحكى الكسائي: لله الأَمر من

قبلِ ومن بعدِ، بالكسر بلا تنوين؛ قال الفراء: تركه على ما كان يكون عليه

في الإِضافة، واحتج بقول الأَوّل:

بَيْنَ ذِراعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ

قال: وهذا ليس كذلك لأَن المعنى بين ذراعي الأَسد وجبهته، وقد ذكر أَحد

المضاف إِليهما، ولو كان: لله الأَمر من قبل ومن بعد كذا، لجاز على هذا

وكان المعنى من قبل كذا ومن بعد كذا؛ وقوله:

ونحن قتلنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ،

فما شربوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرا

إِنما أَراد بعدُ فنوّن ضرورة؛ ورواه بعضهم بعدُ على احتمال الكف؛ قال

اللحياني وقال بعضهم: ما هو بالذي لا بُعْدَ له، وما هو بالذي لا قبل له،

قال أَبو حاتم: وقالوا قبل وبعد من الأَضداد، وقال في قوله عز وجل:

والأَرض بعد ذلك دحاها، أَي قبل ذلك. قال الأَزهري: والذي قاله أَبو حاتم عمن

قاله خطأٌ؛ قبلُ وبعدُ كل واحد منهما نقيض صاحبه فلا يكون أَحدهما بمعنى

الآخر، وهو كلام فاسد. وأَما قول الله عز وجل: والأَرض بعد ذلك دحاها؛

فإِن السائل يسأَل عنه فيقول: كيف قال بعد ذلك قوله تعالى: قل أَئنكم

لتكفرون بالذي خلق الأَرض في يومين؛ فلما فرغ من ذكر الأَرض وما خلق فيها قال:

ثم استوى إلى السماء، وثم لا يكون إِلا بعد الأَول الذي ذكر قبله، ولم

يختلف المفسرون أَن خلق الأَرض سبق خلق السماء، والجواب فيما سأَل عنه

السائل أَن الدَّحو غير الخلق، وإِنما هو البسط، والخلق هو إِلانشاءُ

الأَول، فالله عز وجل، خلق الأَرض أَولاً غير مدحوّة، ثم خلق السماء، ثم دحا

الأَرض أَي بسطها، قال: والآيات فيها متفقة ولا تناقض بحمد الله فيها عند

من يفهمها، وإِنما أَتى الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة

غباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلام العرب.

وقولهم في الخطابة: أَما بعدُ؛ إِنما يريدون أَما بعد دعائي لك، فإِذا

قلت أَما بعدَ فإِنك لا تضيفه إِلى شيء ولكنك تجعله غاية نقيضاً لقبل؛ وفي

حديث زيد بن أَرقم: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خطبهم فقال:

أَما بعدُ؛ تقدير الكلام: أَما بعدُ حمد الله فكذا وكذا. وزعموا أَن داود،

عليه السلام، أَول من قالها؛ ويقال: هي فصل الخطاب ولذلك قال جل وعز:

وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب؛ وزعم ثعلب أَن أَول من قالها كعب بن لؤي.

أَبو عبيد: يقال لقيته بُعَيْداتِ بَيْنٍ إِذا لقيته بعد حين؛ وقيل:

بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بُعَيد فراق، وذلك إِذا كان الرجل يمسك عن إِتيان

صاحبه الزمانَ، ثم يأْتيه ثم يمسك عنه نحوَ ذلك أَيضاً، ثم يأْتيه؛ قال: وهو

من ظروف الزمان التي لا تتمكن ولا تستعمل إلا ظرفاً؛ وأَنشد شمر:

وأَشْعَثَ مُنْقَدّ القيمصِ، دعَوْتُه

بُعَيْداتِ بَيْنٍ، لا هِدانٍ ولا نِكْسِ

ويقال: إِنها لتضحك بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بين المرَّة ثم المرة في

الحين.

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان إِذا أَراد البراز أَبعد،

وفي آخر: يَتَبَعَّدُ؛ وفي آخر: أَنه، صلى الله عليه وسلم، كان يُبْعِدُ

في المذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته؛ معناه إِمعانه في ذهابه إِلى

الخلاء. وأَبعد فلان في الأَرض إِذا أَمعن فيها. وفي حديث قتل أَبي جهل: هَلْ

أَبْعَدُ من رجل قتلتموه؟ قال ابن الأَثير: كذا جاء في سنن أَبي داود

معناها أَنهى وأَبلغ، لأَن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أَبعد فيه، وهذا

أَمر بعيد لا يقع مثله لعظمه، والمعنى: أَنك استعظمت شأْني واستبعدت

قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه؛ قال: والروايات الصحيحة أَعمد،

بالميم.

البعد: عبارة عن امتداد قائم في الجسم، أو نفسه عند القائلين بوجود الخلاء، كأفلاطون.
بعد: {بعِدت}: هلكت. و {بُعدا لمدين}: أي هلاكا. والبُعْد ضد القرب، والبُعْد والبَعَد: الهلاك.
بَاب الْبعد

بَعدت وشطت وشطنت ونزحت واقصت وقذفت وسحقت وشحطت وغربت وشسعت وناءت وتراخت وشطرت ونزحت
(بعد) نقيض قبل وَهُوَ ظرف مُبْهَم يفهم مَعْنَاهُ بِالْإِضَافَة لما بعده وَيكون مَنْصُوبًا أَو مجرورا مَعَ من وَقد يقطع عَن الْإِضَافَة وَهِي مفهومة من الْكَلَام فَيكون مَبْنِيا على الضَّم

بعد


بَعِدَ(n. ac. بَعَد)
بَعُدَ(n. ac. بُعْد)
a. Was, became distant, far off, far away, remote; became
alienated, estranged.

بَعَّدَa. Removed, sent away; estranged.
b. Held aloof, kept away.

بَاْعَدَa. Was far off, distant from.
b. see II (a)
أَبْعَدَa. Removed; sent away.

تَبَاْعَدَa. see VIII
إِبْتَعَدَ
a. ['An], Withdrew, went away, quitted.
إِسْتَبْعَدَa. see VIII
بَعْد
a. After; behind; afterwards, later; beyond.
b. Hereafter.

بُعْدa. Distance; remoteness, farness.
b. Absence.

بُعْدَة
بَعَدa. see 3
بَعِدa. see 25
أَبْعَدُa. Far from.

بُعَاْدa. see 25
بَعِيْد
(pl.
بُعَدَآءُ)
a. Distant, far off, remote.

الأَبْعَد
a. Far be it from thee!

يَا بَعْدِي
a. O thou precious!
بعد
البُعْد: ضد القرب، وليس لهما حدّ محدود، وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره، يقال ذلك في المحسوس، وهو الأكثر، وفي المعقول نحو قوله تعالى: ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً
[النساء/ 167] ، وقوله عزّ وجلّ: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ [فصلت/ 44] ، يقال: بعد: إذا تباعد، وهو بعيد، وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ [هود/ 83] ، وبَعِدَ: مات، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك، نحو: بَعِدَتْ ثَمُودُ
[هود/ 95] ، وقد قال النابغة:
في الأدنى وفي البعد.
والبَعَدُ والبُعْدُ يقال فيه وفي ضد القرب، قال تعالى: فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [المؤمنون/ 41] ، فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ [المؤمنون/ 44] ، وقوله تعالى: بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ [سبأ/ 8] ، أي: الضلال الذي يصعب الرجوع منه إلى الهدى تشبيها بمن ضلّ عن محجّة الطريق بعدا متناهيا، فلا يكاد يرجى له العود إليها، وقوله عزّ وجلّ: وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ [هود/ 89] ، أي: تقاربونهم في الضلال، فلا يبعد أن يأتيكم ما أتاهم من العذاب.
(بَعْد) : يقال في مقابلة قبل، ونستوفي أنواعه في باب (قبل) إن شاء الله تعالى.
ب ع د : بَعُدَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ بُعْدًا فَهُوَ بَعِيدٌ وَيُعَدَّى بِالْبَاءِ وَبِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ بَعُدْتُ بِهِ وَأَبْعَدْتُهُ وَتَبَاعَدَ مِثْلُ: بَعُدَ وَبَعَّدْتُ بَيْنَهُمْ تَبْعِيدًا وَبَاعَدْتُ مُبَاعَدَةً وَاسْتَبْعَدْتُهُ عَدَدْته بَعِيدًا وَأَبْعَدْتُ فِي الْمَذْهَبِ إبْعَادًا بِمَعْنَى تَبَاعَدْتُ.
وَفِي الْحَدِيثِ «إذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ قَضَاءَ الْحَاجَةِ أَبْعَدَ» قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَيَكُونُ أَبْعَدَ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا فَاللَّازِمُ أَبْعَدَ زَيْدٌ عَنْ الْمَنْزِلِ بِمَعْنَى تَبَاعَدَ وَالْمُتَعَدِّي أَبْعَدْتُهُ وَأَبْعَدَ فِي السَّوْمِ شَطَّ وَبَعِدَ بَعَدًا مِنْ بَابِ تَعِبَ هَلَكَ وَبَعْدُ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يُفْهَمُ مَعْنَاهُ إلَّا بِالْإِضَافَةِ لِغَيْرِهِ وَهُوَ زَمَانٌ مُتَرَاخٍ عَنْ السَّابِقِ فَإِنْ قَرُبَ مِنْهُ قِيلَ بُعَيْدَهُ بِالتَّصْغِيرِ كَمَا يُقَالُ قَبْلَ الْعَصْرِ فَإِذَا قَرُبَ قِيلَ قُبَيْلَ الْعَصْرِ بِالتَّصْغِيرِ أَيْ قَرِيبًا مِنْهُ وَيُسَمَّى تَصْغِيرَ التَّقْرِيبِ وَجَاءَ زَيْدٌ بَعْدَ عَمْرٍو أَيْ مُتَرَاخِيًا زَمَانُهُ عَنْ زَمَانِ مَجِيءِ عَمْرٍو وَتَأْتِي بِمَعْنَى مَعَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ} [القلم: 13] أَيْ: مَعَ ذَلِكَ وَالْأَبْعَدُ خِلَافُ الْأَقْرَبِ وَالْجَمْعُ الْأَبَاعِدُ. 
ب ع د

أما بعد فقد كان كذا. وأتيته بعيدات بين إذا أتيته بعد حين. وأنشد أبو زيد:

وأشعث منقد القميص أتيته ... بعيدات بين لاهدان ولا نكس

وتنح غير باعد وغير بعد أي غير صاغر. ولا تبعد، وإن بعدت عني فلا بعدت. وتقول: بعداً وسحقاً، وقبحاً ومحقاً. وهو محسن إلى الأباعد دون الأقارب. قال:

من الناس من يغشى الأباعد نفعه ... ويشقى به حتى الممات أقاربه

فإن يك خير فالبعيد يناله ... وإن يك شر فابن عمك صاحبه

وفلان يستجر الحديث من أباعد أطرافه. وأبعد الله الأبعد و" مثل العالم كمثل الحمة يأتيها البعداء ويتركها القرباء " وأبعد في السوم. وأبعط فيه إذا أشط. وإن قلت كذا لم أبعده ولم أستبعده. وقلت قولاً بعيداً، وما أبعده من الصواب. وباعدني وتباعد مني وابتعد وتبعد. قال عمر بن أبي ربيعة:

اذهب فديتك غير مبتعد ... لا كان هذا آخر العهد

وكانوا متقاربين فتباعدوا. ويقال: إذا لم تكن من قربان الأمير فكن من بعدانه لا يصبك شره، جمع قريب وبعيد، كذليل، وذلان. وفلان بعيد الهمة وذو بعدة. قال الشنفري:

وأعدم أحياناً وأغنى وإنما ... ينال الغنى ذو البعدة المتبدل

الذي يبتذل نفسه في الأسفار والمتاعب.
(بعد) - قَولُه تَعالَى: {والأَرضَ بعدَ ذَلِكَ دَحَاها} - قِيل: إنّ قَبْل وبَعْدَ من الأَضْدَاد، ومَعْنَى بَعْدَ هَا هُنَا قَبْل؛ لأنه تَبارَك وتَعالَى: {خَلَق الأرضَ في يَوْمَيْن} ثم قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} .
فَعلَى هذا خَلْقُ الأرضِ قَبلَ خَلْقِ السَّماءِ، فلما قال: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} كان المَعنَى قَبل ذلك، لأَنَّ قَبل هذا اللَّفْظ قَولُه: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} .
وكذلك قَولُه تَعالى: {ولقد كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِنْ بعْدِ الذِّكْرِ} . قيل: مَعنَاه من قَبْلِه.
- في الحديث: أنَّه عليه الصلاة والسلام "كان يَخرُج عند البَراز فيتبَعَّد".
: أَى يَبْعُد عن النَّظر، وهو مثل يتَقرَّب بمعنى يَقرُب، ولو روى يَبْتَعِد بمعنى يَبْعُدُ لَجازَ، كما قال تعالى: {واقْتَربَ الوعْدَ} بمَعنَى قربَ، وروى: "يُبْعِد".
يقال: أبعَد في الأرض: أَى ذَهَب بَعِيدًا.
- في الحديث: "أنَّ رَجُلاً جاء وقال: إنَّ الأبعدَ قد زَنَى".
معناه البَاعِدُ عن العِصْمة والخير.
يقال: ما عندَك أَبعدٌ، بالتَّنْوين، وإِنَّك لَغَيْرُ أَبْعدَ: أي غيَرُ طَائِلٍ
- في حديث المُهاجِرين إلى الحَبَشة: "جِئْنَا أَرضَ البُعَداء": أي الأَجانِبِ الذين لا قَرابَة بينَنَا وبَيْنَهم.
- في حديث المَخْتُوم على فِيهِ في تفسير قَولِه تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ} فيقول لأَعضائِه: بعدًا لَكُنَّ ، ويجوز: بُعدٌ، كما يقال: وَيلاً له ووَيْلٌ. ويحتمل أن يكون من البُعْد الذي هو ضِدّ القُربِ: أي أبعدَكُنَّ الله، ويُحتَمل أن يَكُونَ من قَوِلهِم: بَعِدَ إذا هَلَك: أي هلَكْتُنّ حين أَقررتُنَّ على أَنفُسِكن.
- وفي حَديثِ أبِى جَهْل: "هلْ أبعدُ من رَجُلٍ قَتلْتُموه" .
كذا في سُنَن أَبِى داود، والصَّحِيح: أَعمَد "بالميم".
[بعد] فيه: كان إذا أراد البراز "أبعد" وفي أخرى يتبعد في المذهب أي في الذهاب عند قضاء الحاجة. وفيه: أن "الأبعد" قد زنى أي المتباعد عن الخير والعصمة. بعد بالكسر فهو باعد أي هالك، والبعد الهلاك، والأبعد الخائن أيضاً. ومنه: كب الله "الأبعد" لفيه. وفي ح شهادة الأعضاء: "بعداً" لكن أي هلاكاً أو هو من ضد القرب. وفي ح قتل أبي جهل: هل "أبعد" من رجل قتلتموه أي أنهى وأبلغ لأن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أبعد فيه. وهذا أمر "بعيد" أي لا يقع مثله لعظمه يريد أنك استبعدت قتلي فهل هو أبعد ممن قتله قومه،المشرق والمغرب، أبعد صفة مصدر محذوف أي هوياً أي سقوطاً بعيد المبتدأ والنمتهى، قوله من رضوان الله أي من كلام فيه رضوان، ومن بيانية حال من الكلمة، وكذا لا يلقى، ويرفع مستأنفة أي لا يرى بتلك الكلمة "بالا" أي بأساً أي يظنها قليلة وهي عظيمة. وح: إن حوضى "أبعد" من أبلة من عدن أي من بعد أبلة من عدن. وح: "باعد" بيني وبين خطاياي أي إذا قدر لي ذنب أو خطيئة "فبعد" بيني وبينه، أو اغفر خطاياي السالفة مني. وح: لا يزال "يتباعد" أي يبعد عن استماع الخطبة والصف الأول الذي هو مقام المقربين حتى يؤخر إلى آخر صف المتسفلين قوله "وإن دخلها" تعريض بأنه قنع من الدرجات العالية بمجرد الدخول. وح: كنا في موقف لنا بعرفة "يباعده" من موقف الإمام جدا أي يجعله بعيداً بوصفه إياه بالبعد، والتباعد بمعنى التبعيد. وح: فرجع غير "بعيد" أي غير زمان بعيد. وح: "بعده" الله من النار كبعد غراب طائر وهو فرخ حتى مات، شبه بعد الصائم عن النار ببعد غراب طار من أول عمره إلى آخره، طائر صفة غراب، وهو فرخ حال من ضمير طائر، وحتى مات غاية الطيران، وهو ما حال من فاعل مات، وهذا بحسب العرف وإلا فلا مناسبة بين البعدين. غ: "بعد" محله بضم عين يقال لمن لا يفهم هو ينادي من مكان بعيد. وفي شقاق "بعيد" يتباعدهم في مشاقة بعض.
بعد: بعد عن: هي عند الجغرافيين والرحالة لا تعني إلا نفيَ ((أن يكون المكان واقعاً على ساحل البحر أو شاطئ النهر)) وتعني ((أنه واقع على مسافة قريبة منها)). وكذلك ((بُعْدٌ)): مدى قصير، مسافة قصيرة. - وبعيد وتباعد: واقع على مسافة قصيرة (معجم الادريسي).
وبعد عن: عاش بعيداً عن الأمير وقصر السلطان، وأصبح من السوقة، وهي ضد قرب في الغالب (انظر كليلة ودمنة ص277).
وبعد: لا يحتمل تصديقه (انظر لين) وكان مستحيلاً متعذراً (ابن بسام 2: 113 وانظر ابن البيطار 2: 385 والمقدمة 2: 181، 227). وقد يليها على، ففي ألف ليلة (1: 9): ما يبعد عليّ قتلك أي ليس متعذراً علي قتلك (أني قادر على قتلك) وما جاء في كتاب ابن العوام (1: 420) حيث عليك أن تقرأ وفقاً لما في مخطوطة الاسكوريال ومخطوطة ليدن: إن الذي بعد عليك من هذا، معناه: إن الذي تعذر عليك فهمه من هذا.
وبُعْد: عُمْق، ففي أماري ص440: وأفضى بهم إلى حفر خندق عظيم كالحفرة من بُعد قَعْرِه (وقعره التي رأى الناشر إثباتها بدل قعرة التي في المخطوطة هي الصواب.
أما قَعْرَة التي ذكرها فليشر (تعليقات ونقد ص62) فلا تدل على هذا المعنى. (وأنظر أدناه: بعيد وأبعد).
بَعَّد (بالتضعيف): تنحى، تخلى (الكالا).
أبعد: في المقري (1: 941): ويبعد ذلك أن، معناها: والذي يثبت أن الأمر ليس كذلك أن)).
تباعد: يقال: تباعد ما بينهما وبين أهلهما أي فسد ما بينهما وبين أهلهما من صلة وتنافرا (معجم البلاذري).
ابتعد: انزوى، اعتزل، تجنب، تفرد، تغرب. وكل هذه معان مجازية. - ويقال: ابتعد عن بعضه: حاد عنه واجتنبه ولم يقاربه (بوشر).
بَعْدُ: جاء في فقرة في الجريدة الآسيوية (1849، 2: 271 رقم 1): ((وتعمد إلى قطع جلود أيّ جلود شئتَ بعد جلود الغنم)) وقد أراد كاترمير (الجريدة الآسيوية 1850، 1: 265) تغيير ((بعد)) هذه التي ذكرت في مخطوطتي. وأرى إنه قد أخطأ. ففي رأيي أن ((بعد)) هنا لها معناها المعروف والمعنى هو ((عليك أن تأخذ جلود الغنم أولاً ثم تعمد .. الخ)) بعد بيوم: بعد يوم (بوشر) - وفي بعد = بعد ففي تاريخ البربر (1: 70): ثم هلك خالد في بعد تلك الأيام. وفي معجم البلاذري ومعجم المتفرقات أمثلة لاستعمال بعد في جمل مثبته بمعنى: للآن. ولا يزال يقال: بعدك نائم أي لم تزل نائماً. وبعد بكيّر: أي لا يزال الوقت مبكراً وهي لغة أهل كسروان (بوشر) - ويقال يا بعدي، يريدون به، أدعو أن تعيش بعدي (محيط المحيط)، ويقوله المحب لحبيبته (ألف ليلة: برسل 3: 193، 194، 250).
بُعْد: انظر بعد، وتجمع على أبعاد (أبو الوليد ص364) - وفي مصطلح الموسيقى أبعاد: فواصل. (صفة مصر 14: 17) والبعد الكلي: مجموعة من ثماني وحدات (بوشر).
بُعْدَة. يقال في البعدة أي بعيداً، في بلد بعيد (بوشر).
بَعدَيْن: بعد فترة، بعد ذلك (بوشر).
بعاد: ابتعاد، مخالف، مناف، يقال بعاد عن القواعد أي ابتعاد عن القواعد، مخالف لها ومناف لها (بوشر).
بعيد: انظره في بعد - ويقال: بعيد عن بعضه أي مفرق، مشتت (بوشر). والفرق بعيد أي شتان ما بينهما (بوشر) ومثله: بعيداً أن تفلحوا: أي هيهات أن تفلحوا (أبو الوليد 221).
والبعيد: أي وقانا الله منه. والبعيد أو بعيد عنكم أي أبعد الله عنكم هذا البلاء. وبعيد عنا: وقانا الله من مثل هذا البلاء (بوشر). وفي ألف ليلة وليلة نرى شهرزاد حين تذكر في قصصها فعلاً يدل على معنى اللعن أو الخيبة فإنها ترادفه بكلمة البعيد بدل الكاف ضمير المخاطب لئلا يتوجه هذا اللعن إلى زوجها السلطان الذي تقص عليه القصص، ففي (3: 426) مثلاً تقول: فقال له الله يخيب البعيد، بدل: الله يخيبك. وفي (4: 679): صارت تقول له إن شاء الله يكون أكلها سماً يهري بدن البعيد، بدل: بدنك، وفي (9: 255 طبعة برسل): وقال للمقدم الله يخيب كعب البعيد وسفرته، بدل: كعبك وسفرتك كما ورد في طبعة ماكن في هذا الموضع.
وبعيد: عميق (وهي ضد قريب) (ابن جبير 64، 67) وفي الحلل الموشية (ص59ق): فتردى من حافة بعيدة المهوى ظن أن الأرض وطية متصلة.
وبعيد: عال، ففي رحلة ابن بطوطة (4: 367): شجرة بعيدة.
والبعيد والقريب: العامة والخاصة من الناس وترد كثيراً بهذا المعنى. انظر مثلاً كليلة ودمنة ص206.
وقريب من بعيد: قريب لا يتصل نسبه بعمود النسب (بوشر).
أبعد: لا يصدق، غير شبيه بالحق (ابن العوام 1: 420).
وأبعد: أكثر عمقاً. ففي رحلة العبدري (ص81و): وملؤها في آبار عميقة ما رأيت أبعد منها.
مبعود: مبعد، مقصي، منفي (فوك) متباعد: انظر في بعد.
(ب ع د)

البُعْد: خلاف القُرب، وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

قَعَدْتُ لهُ وصُحْبَتِي بينَ ضَارِجٍ ... وبَينَ إكامٍ بُعْدَما مُتأَمَّلِ

إِنَّمَا أَرَادَ: يَا بعد متأمل، يتأسف بذلك، وَمثله قَول أبي الْعِيَال:

رَزِيَّةَ قَوْمَه لم يَأْ ... خُذُوا ثَمَنا ولمْ يَهَبُوا

أَرَادَ: يَا رزية قومه، ثمَّ فسر الرزية مَا هِيَ فَقَالَ: " لم يَأْخُذُوا ثمنا وَلم يهبوا " وَقيل: أَرَادَ: بعد متأملي. وَقَوله تَعَالَى: (أُولئكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعيدٍ) ، أَي بعيد من قُلُوبهم يبعد عَنْهَا مَا يُتْلَى عَلَيْهِم، لأَنهم إِذا لم يعوا فهم بِمَنْزِلَة من كَانَ فِي غَايَة البُعْد.

بَعُدَ الرجل وبَعِدَ بُعْداً وبَعَداً فَهُوَ بَعيد وبُعادٌ عَن سِيبَوَيْهٍ. وجمعهما بُعَداءُ. وَافق الَّذين يَقُولُونَ فَعيل الَّذين يَقُولُونَ فُعال لِأَنَّهُمَا أختَان، وَقد قيل: بُعُدٌ، وينشد بَيت النَّابِغَة:

فتِلك تُبْلِغُنِي النُّعْمانَ إنَّ لَهُ ... فَضْلاً على النَّاس فِي الأدْنَينَ والبُعُدِ

وَفِي الدُّعَاء: بُعْداً لَهُ، نصبوه على إِضْمَار الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره، أَي أبْعَدَه الله.

وبُعْدٌ باعِدٌ، على الْمُبَالغَة، وَإِن دَعَوْت بِهِ فالمختار النصب. وَقَوله:

مَداًّ بأعْناقِ المَطيّ مَداَّ ... حَتَّى تُوَافِي المَوْسِمَ الأَبْعَداَّ

فَأَنَّهُ أَرَادَ الأبْعَدَ، فَوقف فَشدد، ثمَّ أجراه فِي الْوَصْل مجْرَاه فِي الْوَقْف، وَهُوَ مِمَّا يجوز فِي الشّعْر كَقَوْلِه:

ضَخْما يُحبّ الخُلُقَ الأضْخَمَّا

وَهُوَ غير بعيد مِنْك وَغير بَعَد وباعَدَه مُباعدة وبِعادا. وباعَدَ الله بَينهمَا وبعَّد، وَيقْرَأ (رَبَّنا باعِدْ بَينَ أسْفارِنا) و" بَعِّدْ " قَالَ الطرماح:

تُباعِدُ مِنَّا من نُحِبُّ اجتماعَه ... وتَجْمعُ مِنَّا بينَ أهل الضَّغائنِ

وَرجل مبْعَدٌ: بَعيد الْأَسْفَار، قَالَ كثير عزة:

مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافِي شِملَّةً ... مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: بُعْدَك، تحذره شَيْئا من خَلفه.

وبَعِد بَعَداً وبَعُدَ: هلك أَو اغترب. قَالَ تَعَالَى: (كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) ، وَقَالَ مَالك بن الريب الْمَازِني:

يَقُولُونَ لَا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنوني ... وأينَ مكانُ البُعْدِ إِلَّا مكانيا

وَهُوَ من البُعْد.

والبُعْدُ والبِعاد: اللَّعْن، مِنْهُ أَيْضا.

وأبْعَده الله: نَحَّاه عَن الْخَيْر وأبعده.

وَجَلَست بعيدَة مِنْك، وبعيداً مِنْك، يَعْنِي مَكَانا بَعيدا. وَرُبمَا قَالُوا: هِيَ بَعيدٌ مِنْك، أَي مَكَانهَا. وَفِي التَّنْزِيل: (وَمَا هيَ مِنَ الظَّالِمِينَ ببَعِيدٍ) . وَأما بعيدةُ الْعَهْد فبالهاء.

ومنزل بَعَدٌ: بعيدٌ.

وتنحَّ غير بَعيدٍ: أَي كن قَرِيبا.

وَغير باعِدٍ: أَي صاغر.

وانه لغير أبْعدَ: أَي لَا خير فِيهِ وَلَا لَهُ بعد مَذْهَب.

وانه لذُو بُعْدةٍ: أَي لذُو رَأْي وحزم.

وَمَا عِنْده أبْعَدُ: أَي طائل.

وبَعْدُ: ضد قبل يُبنى مُفردا ويعرب مُضَافا. وَحكى سِيبَوَيْهٍ انهم يَقُولُونَ: من بَعْدٍ، فينكرونه، وافْعَلْ هَذَا بَعْداً. وَقَوله تَعَالَى: (للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ) أَصلهمَا هُنَا الْخَفْض، وَلَكِن بُنيتا على الضَّم لِأَنَّهُمَا غايتان، وَمعنى غَايَة أَن الْكَلِمَة حذفت مِنْهَا الْإِضَافَة وَجعلت غَايَة الْكَلِمَة مَا بقى بعد الْحَذف، وَإِنَّمَا بُنيتا على الضَّم لِأَن إعرابهما فِي الْإِضَافَة النصب والخفض، تَقول: رَأَيْته قبلك وَمن قبلك، وَلَا يرفعان لِأَنَّهُمَا لَا يحدَّث عَنْهُمَا لِأَنَّهُمَا استعملا ظرفين، فَلَمَّا عدلا عَن بابهما تحركا بِغَيْر الحركتين اللَّتَيْنِ كَانَتَا لَهُ تدخلان بِحَق الْإِعْرَاب، فَأَما وجوب بنائهما، وَذَهَاب إعرابهما، فلأنهما عرفا من غير جِهَة التَّعْرِيف لِأَنَّهُ حذف مِنْهُمَا مَا أُضيفتا إِلَيْهِ. وَالْمعْنَى: لله الْأَمر من قبل أَن تغلب الرّوم وَمن بعد مَا غلبت. وَيقْرَأ: (للهِ الأمرُ من قَبْلٍ وَمن بَعْدٍ) يجعلونهما نكرتين. الْمَعْنى: لله الْأَمر من تقدُّم وتأخُّر. وَالْأول أَجود. وَحكى الْكسَائي: (للهِ الأمرُ من قَبْلِ وَمن بَعْدِ) بِالْكَسْرِ بِلَا تَنْوِين، قَالَ الْفراء: تَركه على مَا كَانَ يكون عَلَيْهِ فِي الْإِضَافَة. وَاحْتج بقول الأول: " بَين ذراعي وجبهة الْأسد ". وَهَذَا لَيْسَ كَذَلِك، لِأَن الْمَعْنى: بَين ذراعي الْأسد وجبهته، وَقد ذُكر أحد الْمُضَاف إِلَيْهِمَا. وَلَو كَانَ " للهِ الأمرُ من قَبْلِ وَمن بَعْدِ كَذا " لجَاز على هَذَا، وَكَانَ الْمَعْنى من قبل كَذَا وَمن بَعْدِ كَذَا.

وَقَوله:

وَنحن قتلنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيّةٍ ... فَمَا شرِبوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرَا

إِنَّمَا أَرَادَ بَعْدُ، فنوَّن ضَرُورَة. وَرَوَاهُ بَعضهم بَعْدُ، على احْتِمَال الْكَفّ.

قَالَ اللحياني: وَقَالَ بَعضهم: مَا هُوَ بِالَّذِي لَا بَعْدَ لَهُ، وَمَا هُوَ بِالَّذِي لَا قَبْلَ لَهُ. وَقَوْلهمْ فِي الخطابة: أما بَعْدُ، إِنَّمَا يُرِيدُونَ: أما بَعْدَ دعائي لَك. وَزَعَمُوا أَن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام أول من قَالَهَا، وَلذَلِك قَالَ جلّ وَعز (وآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وفَصْلَ الخِطابِ) ، وَزعم ثَعْلَب أَن أول من قَالَهَا كَعْب بن لؤَي.

ولقيته بُعَيْداتِ بَينٍ: إِذا لَقيته بعد حِين ثمَّ أَمْسَكت عَنهُ ثمَّ أَتَيْته، لَا تسْتَعْمل إِلَّا ظرفا.
بعد
بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من يَبعُد، بُعْدًا، فهو بَعيد، والمفعول مَبعُود به
• بعُد الشَّيءُ أو الشَّخصُ/ بَعُد الشَّيءُ أو الشَّخصُ عن كذا/ بعُد الشَّيءُ أو الشَّخصُ من كذا: نأى، صار بعيدًا، عكس قَرُبَ "بعُدت القريةُ عن العاصمة- البعيد عن العين بعيد عن القلب [مثل]: يضرب للدّلالة على أن الانقطاع عن الأهل وعدم الاتصال الدائم بهم يؤدِّيان إلى الإهمال والنسيان- {وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيد} - {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا. وَنَرَاهُ قَرِيبًا} " ° بَعُد عن الشّرِّ: تجنّبه وتحاشاه.
• بعُد الرَّجلُ: هَلَكَ " {أَلاَ بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعُدَتْ ثَمُودُ} [ق] ".
• بعُدت المسافةُ: امتدت وطالت " {وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} "? بعُد عنّا: أقام بعيدًا، على مسافة ما.
• بعُد بأهله وغيرهم: جعلهم بعيدًا "بَعُدت بي المصاعبُ عن هدفي المنشود". 

بعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من يَبعَد، بُعْدًا وبَعَدًا، فهو باعِد، والمفعول مَبْعُود عنه
• بعِد الشَّخصُ: بعُد، هَلَك ومات " {أَلاَ بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} ".
• بعِد الشَّيءُ أو الشَّخصُ/ بعِد الشَّيءُ أو الشَّخصُ عن كذا/ بعِد الشَّيءُ أو الشَّخصُ من كذا: بعُد، نأى، عكس قَرُب " {وَلَكِنْ بَعِدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} [ق] ".
• بعِد عن النَّار: أقام بعيدًا على مسافة ما. 

أبعدَ/ أبعدَ في يُبعد، إبْعادًا، فهو مُبعِد، والمفعول مُبعَد (للمتعدِّي)
• أبعد الشَّخصُ: تنحَّى بعيدًا، بعُد، انزوى، اعتزل، تجنّب ° يبتعد عمّا لا يعنيه: ينصرف إلى شئونه ولا يتدخّل في شئون غيره.
• أبعد الشَّخصَ والكِتابَ وغيرَهما: جعله بَعيدًا، فَصَلَه، أقصاه، عزله ونحّاه، ضدّ قرّبه "تبعد إسرائيل الفلسطينيّين بأيّة حجّة- أبعد الأفكارَ السيِّئة من عقله: رفضها- عودة المُبعَدين إلى وطنهم- {أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} "? أبعدت الحكومةُ المعارِضين: طردتهم، نفتهم- أبعده اللهُ: دعاء بالهلاك.
• أبعده عن العمل: جعله بعيدًا.
• أبعد في السَّفر ونحوِه: جاوز الحدّ. 

ابتعدَ/ ابتعدَ عن يبتعد، ابتِعادًا، فهو مُبتعِد، والمفعول مُبتعَد عنه
• ابتعد الشَّخصُ: بعُد، نأَى، ذهب إلى مكان بعيد، عكس اقترب.
• ابتعد عن الشَّخصِ والمكانِ وغيرِه: انقطع عنه وتجنَّبه وتحاشاه "ابتَعِدْ عن الشرّ/ كلّ ما يسيء إلى سمعتك- ابتعد عن عمله فترة". 

استبعدَ يستبعد، استِبعادًا، فهو مُستبعِد، والمفعول مُستبعَد
• استبعد البيتَ: وجده أو عدّه بَعيدًا "استبعد مسافة/ قرية- استبعد مشاركة صديقه في الانتخابات" ° خطر مُستبعَد: غيرُ متوقّع حصولُه، بعيد الاحتمال- مِن المستبعَد أن: بعيد الاحتمال- استبعد حضوره: عدَّه أمرًا بَعيد الوقوع.
• استبعد العامِلَ: أبعده، جعله بعيدًا، فَصَلَه، نحّاه "استبعد منافسًا: أخرجه من المباراة".
• استبعد الموضوعَ: حَذَفَه نحّاه وأسقطه، عدَّه غير سائغ "استبعَد من الآراء ما يدعو إلى التخاذل". 

باعدَ يباعد، مُباعَدةً وبِعادًا، فهو مُباعِد، والمفعول مُباعَد
• باعد بين شخصين وغيرهما: فرّق بينهما وفَصل "باعدت بيننا الأيّامُ- باعد بين ساقيه: فرّج بينهما، جعل بينهما اتِّساعًا- {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} ".
• باعد الشَّخصَ والكتابَ وغيرَهما: أبعده، جعله بعيدًا،
 فَصَلَه، أقصاه ونحّاه "أضناه البِعادُ" ° باعدَه حبيبُه: جانبه وجافاه. 

بعَّدَ يبعِّد، تبعيدًا، فهو مُبعِّد، والمفعول مُبعَّد
• بعَّد الشَّخصَ والكتابَ ونحوَهما: أبعده، جعله بَعيدًا، فَصَلَه نحّاه، ضدّ قرّبه "بعّد معارِضًا سياسيًّا: نفاه- {رَبَّنَا بَعِّدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [ق] ". 

تباعدَ/ تباعدَ عن يتباعد، تباعُدًا، فهو مُتباعِد، والمفعول مُتباعَد عنه
• تباعدتِ المسافاتُ وغيرُها: مُطاوع باعدَ: بعُدت، امتدَّتْ وطالت، ضدّ تقاربت "زيارات متباعدة: تتمُّ على فترات زمنيَّة بعيدة" ° تباعدت الآراءُ/ تباعدت التَّفسيراتُ: اختلفت وتفاوتت.
• تباعد القومُ: نأى بعضُهم عن بعض "أخذوا يتباعدون بعد أن كانوا يلتقون في كلّ يوم"? تباعد الصَّديقان: انفصلا وافترقا.
• تباعد عن الوظيفة وغيرِها: تجنّبها، تنحّى عنها. 

تبعَّدَ/ تبعَّدَ عن/ تبعَّدَ من يتبعَّد، تبعُّدًا، فهو مُتبعِّد، والمفعول متبعَّد عنه
• تبعَّد الشَّخصُ/ تبعَّد الشَّخصُ عن صديقه/ تبعَّد الشَّخصُ من صديقه: مُطاوع بعَّدَ: تنحَّى وتجنَّب، ازداد بعدًا عنه أو منه، عكس تقرّب "تبعَّد عن/ من الدنايا". 

إبْعاد [مفرد]:
1 - مصدر أبعدَ/ أبعدَ في.
2 - (سة) عقوبة جنائيّة سياسيّة تقضي بإخراج المحكوم عليه من البلاد. 

أَبْعَدُ [مفرد]: ج أَبْعَدون وأباعِدُ:
1 - اسم تفضيل من بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من وبعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من: أكثر بُعْدًا، عكسه أقرب "هذا المنزلُ أَبْعَد من ذاك" ° إلى أَبْعَد حدٍّ: إلى أقصى مدى، للغاية- لا يرى أَبْعَد مِن أَنْفه: قاصر الفهم، ليس لديه بُعْد نظر للأمور.
2 - خائن "أهلك اللهُ الأبعد".
• الأباعِدُ: الأجانب الذين لا قرابة بينهم. 

ابتعاديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ابتِعاد.
• الشَّخصيَّة الابتعاديَّة: (نف) مرض من الأمراض النفسيّة التي تصيب الشخصيّة، فيجعل صاحبه انطوائيًّا، مما يؤثّر على العلاقات الاجتماعيَّة بينه وبين أسرته وكلّ من يحيط به. 

استبعاديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استِبعاد.
2 - مصدر صناعيّ من استِبعاد.
• سياسة استبعاديَّة: سياسة قائمة على إقصاء كلّ ما هو غير مرغوب فيه من أشخاص وأفكار ونحو ذلك "لا تُمارس السياسة الاستبعاديّة إلا على شعب ضعيف". 

بَعْد [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف مبهم لا يفهم معناه إلاّ بالإضافة لما بعده، يدلّ على ما هو لاحق وتالٍ، ويكون منصوبًا، أو مجرورًا، ويُبنى على الضمّ إن قطع عن الإضافة "جاء أخي بعدَ صديقه- {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} - {لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} " ° بَعْدَ اللَّتيَّا والَّتي: بعد الخصام والجدل- فيما بعدُ: في وقت لاحق، في المستقبل- هذا يومٌ له ما بعده: يومٌ ينذر بالعواقب- وبَعْدُ/ أما بَعْدُ: عبارة تدلُّ على الانتقال من موضوع لآخر وشاع استعمالها في الرسائل والخطب ومُقدِّمات الكتب.
2 - ظرف يدلُّ على الغاية؛ أي بلوغ الشيء أقصى درجة "سَفَهٌ ما بعدَه سَفَهٌ: في منتهى السفه- كُفْرٌ ما بعدَه كُفْرٌ: بلغ أقصاه".
3 - ظرف زمان يدلُّ على الحال مبنيّ على الضمّ "لم يأتِ أخي بَعدُ: حتى هذه اللَّحظة- أهو حيٌّ بعدُ؟ - لمّا/ لم يحضر بعدُ".
4 - ظرف بمعنى مع " {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} ". 

بَعَد [مفرد]: مصدر بعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من. 

بُعْد [مفرد]: ج أبْعاد (لغير المصدر):
1 - مصدر بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من وبعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من ° أبعاد مسألة: أهمية، مظاهر عمليّة- بُعْد الشُّقة: اتِّساع المسافة أو الفجوة- بُعْد الصِّيت: سعة الشُّهرة- بُعْد النَّظر: عمق التفكير، حُسْن الرأي والتدبير- بُعْدًا له: أبعده اللهُ، دعاء عليه بالهلاك- بُعْد الهمّة: عُلوّها- ذو بُعْد: ذو رأي عميق- على بُعْد خُطوات من كذا: قريب جدًّا منه- على بُعْد/ عن بُعْد: من بعيد، أو على مسافة.
2 - عكس قُرْب "البُعد جفاء [مثل] ".
3 - امتداد موهوم، غير محسوس "بُعد ثقافي/ حضاري".
4 - اتّساع المدى، مسافة "سقطت الكرة على بعد

أمتار- هيئة الاستشعار عن بُعْد- {قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} ".
• البُعْد البؤريّ: (فز) المسافة بين المركز البصريّ لعدسة أو مرآة منحنية وبين البؤرة الأساسيّة.
• أبعاد: (هس) امتدادات تُقاس بها الأشكال أو المجسَّمات، وهي ثلاثة: الطول، والعرض، والعمق، أو العُلوّ ° أبعاد جسم: قياس جسم في اتّجاه معيّن- ثُلاثيّ الأبعاد: متكون من ثلاثة أبعاد أو جوانب، طول وعرض وارتفاع- عمود ذو أبعاد كبيرة: مقدار ما يشغله الجسم من فراغ- متعدِّد الأبعاد- مقياس أبعاد تِلِسكوبيّ: آلة معدّة لرسم مخطّطات مستوية بصورة سريعة ولقياس الارتفاعات.
• أبعاد الشُّعور: (نف) سمات أو مظاهر عمليّاته من شدّة أو ضعف ووضوح أو غموض وطول أو قصر. 

بَعْدَئذٍ [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ع د إ ذ - بَعْدَئذٍ). 

بَعيد [مفرد]: ج بَعيدون (للعاقل) وبِعاد وبُعُد وبُعداءُ وبُعْدان وبعيد، مؤ بعيد وبعيدة، ج مؤ بعيدات وبعيد:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من ° إلى حدٍّ بعيد: إلى حد كبير، بعيدًا- بَعيد الأَثَر: ذو أثر كبير- بَعيد الأجل: لا يُقدَّر مداه أو أثره- بعيد الاحتمال: غير متوقَّع الحدوث- بعيد المدى: واسع، كبير- بَعيدُ المنال: صَعْبٌ تحقيقُه أو الوصول إليه- بَعيدُ النَّظر: حاذق وذو فراسة، حسن التقدير للأمور في مستقبلها- بَعيدٌ كلَّ البُعد: بعيد جدًّا، للمبالغة في البُعد- كلامٌ بعيد المرامي: بعيد المقاصد- منذ عَهْد بَعيد: موغِل في القدم- مِنْ زمن بعيد: منذ وقت طويل.
2 - ما لا يُحْتَمَل في مجال التَّصوّر " {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} ".
3 - غريب، عكسه قريب "ربّ بعيد أقرب من قريب" ° البعيد والقريب: العامَّة والخاصَّة من الناس- قرابة بعيدة: من غير الأصول، ليست على عمود النَّسب.
4 - أبعد، يكنى بها عن الاسم حين الذمّ. 

تباعُد [مفرد]:
1 - مصدر تباعدَ/ تباعدَ عن.
2 - (مع) فقدان الاتّصال أو قيام العداء بين الأقارب أو الزملاء بسبب عدم الاتّفاق.
• التَّباعُد الاجتماعيّ: (مع) الدَّرجات المتفاوتة للبعد أو الانفصال أو القرب أو التحرّك الاجتماعيّ الذي يحدث أو يُسمح به داخل المجتمع بين الأسر أو الأفراد أو الطَّبقات الاجتماعيَّة المختلفة. 

تباعُديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تباعُد.
2 - (جب) صفة لما ليست له نهاية، وتقال لمتتالية لا تتقارب حدودها إلى نهاية محدّدة. 

بعد

1 بَعُدَ, aor. ـُ inf. n. بُعْدٌ; (S, L, Msb, K;) and بَعِدَ, aor. ـَ inf. n. بَعَدٌ; (L, K;) and ↓ ابعد, inf. n. إِبْعَادٌ, which is also trans.; (Msb;) and ↓ تباعد; (S, Msb, K;) and ↓ استبعد; (S, K, &c.;) He, or it, was, or became, distant, remote, far off, or aloof: he went, or removed, or retired, or withdrew himself, to a distance, or far away, or far off: he alienated, or estranged, himself: he stood, or kept, aloof: contr. of قَرُبَ: (S, L:) [but بَعُدَ generally has the first of these significations; and ↓ ابعد, the others, as also ↓ تباعد and ↓ استبعد:] it is the general opinion of the leading lexicologists that بَعِدَ, as well as بَعُدَ, is thus used; but some deny this; and some assert that they may be employed alike, but that بَعُدَ is more chaste than بَعِدَ thus used. (TA.) [You say also, of a desert, and a tract of country, and the like, بَعُدَ, meaning It extended far.] and زَيْدٌ عَنِ المَنْزِلِ ↓ ابعد, meaning ↓ تباعد [i. e. Zeyd went, or removed, to a distance, or far, from the place of alighting or abode]. (IKt, Msb.) and مِنِّى ↓ تباعد, and ↓ ابتعد, and ↓ تبعّد, [He went, or removed, to a distance, or far, from me; he alienated, or estranged, himself from me; he shunned, or avoided, me;] (A;) and عَنِّى ↓ تباعد [and بَعُدَ عنّى signify the same]. (Msb in art. كشح.) And ↓ إِذَا أَرَاذَ أَحَدُكُمْ الحَاجَةِ أَبْعَدَ, (L, Msb,) a trad., (Msb,) meaning When one of you desires to accomplish that which is needful, (i. e. to ease nature,) he goes far, or to a great distance. (L.) And فِى المَذْهَبِ ↓ أَبْعَدْتُ, meaning ↓ تَبَاعَدْتُ, (Msb,) I went far, or to a great distance, to the place of ease, i. e., to ease nature. (L.) b2: [بَعُدَ referring to a saying or the like, and an event, means It was far from being probable or correct; it was improbable, extraordinary, or strange: (see بَعِيدٌ, and see also 10:) often occurring in these senses.] And فِى نَوْعِهِ ↓ ابعد It reached the utmost point, or degree, in its kind, or species. (IAth.) And ابعد فِى السَّوْمِ He exceeded the due bounds in offering a thing for sale and demanding a price for it, or in bargaining for a thing. (A.) b3: أَخَذَهُ مَا قَرُبَ وَ مَا بَعُدَ Recent and old griefs took hold upon him: a saying similar to أَخَذَهُ مَا قَدُمَ وَ مَا حَدُثَ. (Mgh in art. قدم.) b4: [بَعُدَ is often used, agreeably with a general rule, in the manner of a verb of praise or dispraise; and in this case is commonly contracted into بُعْدَ, like حُسْنَ; as in the phrase, in a verse of Imrael-Keys, بُعْدَ مَا مُتَأَمَّلى (in which ما is redundant) Distant, or far distant, was the object of my contemplation! or (as explained in the EM p. 52) how distant, &c.!] b5: بَعِدَ, aor. ـَ inf. n. بَعَدٌ; (S, L, Msb, K;) and بَعْدَ, aor. ـُ inf. n. بُعْدٌ; (L, K;) also signify He, or it, perished: (S L, Msb:) he died: (K:) it is the general opinion of the leading lexicologists that both these verbs are used as signifying “he perished,” and both occur in different readings of v. 98 of ch. xi. of the Kur: the former is said to be used in this sense by some of the Arabs; and the latter, by others; but some disallow the latter in this sense; and some say that the former is more chaste than the latter thus used: (TA:) or both signify he became far distant from his home or native country; became a stranger, or estranged, therefrom: (L, TA:) or the Arabs say, بَعِدَ الرَّجُلُ and بَعُدَ in the sense of تباعد, when not reviling; but when reviling, they say, بَعِدَ, only. (Yoo, TA.) You say, لَا تَبْعَدٌ وَ إِنْ بَعُدْتَ عَنَّى [Mayest thou not perish though thou be distant from me!] (A.) [And as an imprecation against a man, you say, بَعِدْتَ, meaning Mayest thou perish! (See the printed edition of the Ham, pp. 89 and 90, where بَعِدْتَاىَ هلكت is an evident mistake for َعِدْتَ أَى هَلَكْتَ.)] and بُعْدًا لَهُ May God alienate him, or estrange him, from good, or prosperity! or, curse him! (A, * K, TA;) i. e. may he not be pitied with respect to that which has befallen him! like سُحْقًا لَهُ: the most approved way being to put بعد thus in the accus. case as an inf. n.; where it tribe of Temeem say, لَهُ ↓ بُعْدٌ, and سُحْقٌ, like غُلَامٌ لَهُ. (TA.) A2: بَعُدَ is made trans. by means of [the preposition] ب: see 4. (Msb.) 2 بَعَّدَ see 4, in four places. b2: [You say also, بعّدهُ عَنِ السُّوْءِ He declared him, or pronounced him, to be far removed from evil.]3 باعدهُ He was, or became, [distant, remote, far off, or aloof, from him; or] in a part, quarter, or tract, different from that in which he (the other) was. (TA in art. جنب.) b2: See also 4, in seven places.4 ابعد, inf. n. إِبْعَادٌ: see 1, in seven places.

A2: ابعدهُ; (S, Msb, K;) and ↓ باعدهُ, (S, K,) inf. n. مُبَاعَدَةٌ and بِعَادٌ; (K;) and ↓ بعّدهُ, (S, K,) inf. n. تَبْعِيدٌ; (S;) and بِهِ ↓ بَعُدَ; (Msb;) He made, or caused, him, or it, to be, or become, distant, remote, far off, or aloof; or to go, remove, retire, or withdraw himself, to a distance, far away, or far off; he placed, or put, at a distance, or he put, or sent, away, or far away, or far off, or he removed far away, alienated, or estranged, him, or it. (S, Msb.) You say, نَفْسَكَ عَنْ زَيْدٍ ↓ بَاعِدْ [Remove thyself far from; or avoid thou, Zeyd]: and زَيْدًا عَنْكَ ↓ بَاعِدْ [Remove thou Zeyd far from thee]. (TA, voce إِيَّا.) And بَيْنَهُمَا ↓ بَعَّدْتُ, inf. n. تَبْعِيدٌ, [I made a wide separation between them two]; as also ↓ بَاعَدْتُ, inf. n. مُبَاعَدَةٌ. (Msb.) And اللّٰهُ ↓ بَاعَدَ مَا بَيْنَهُمَا [May God make the space between them two far extending! may He make a wide separation between them two!]; as also ↓ بَعَّدَ. (TA.) And بَيْنَ أَسْفَارِنَا ↓ رَبَّنَا بَاعِدْ, or ↓ بَعِّدْ, [O our Lord, make to be far-extending the spaces between our journeys! or, put wide distances between our journeys!] accord. to different readings [in the Kur xxxiv. 18]: the former of these is the common reading: Yaakoob El-Hadramee read ↓ رَبُّنَا بَاعَدَ الخ [Our Lord, He hath made to be far extending &c.]. (TA.) b2: أَبْعَدَهُ اللّٰهُ means May God alienate him, or estrange him, from good, or prosperity! or, curse him! (K;) i. e., may he not be pitied with respect to that which has befallen him! (TA.) [You say also, أَبْعَدَ اللّٰهُ الأَخِرَ: see أَخِرٌ.] b3: See also 10.

A3: مَا أَبْعَدَهُ مِنَ الصَّوَابِ [How far is it (namely the saying) from what is right, or correct!]. (A.) 5 تَبَعَّدَ see 1.6 تباعد: see 1, in six places. b2: [It also signifies He became alienated, or estranged, from his family or friends. b3: And تباعدوا They became distant, or remote, one from another; they went, removed, retired, or withdrew themselves, to a distance, far away, or far off, one from another; they removed themselves far, or kept aloof, one from another.] You say, كَانُوا مُتَقَارِبِينَ فَتَبَاعَدُوا [They were near, one to another, and they became distant, or remote, one from another]. (A.) 8 إِبْتَعَدَ see 1.10 استبعدهُ He reckoned it, or esteemed it, (namely, a thing, K, or a saying, A,) بَعِيد [i. e. distant, or remote; or if a saying or the like, far from being probable or correct, improbable, extraordinary, or strange]; (S, A, K;) as also ↓ ابعدهُ. (A.) A2: See also 1, first sentence, in two places.

بَعْدُ an adv. n. of time, signifying After, or afterwards: and allowable also, accord. to some of the grammarians, as an adv. n. of place, signifying after, or behind: (TA:) contr. of قَبْلُ: (S, A, K:) it is a vague adv. n., of which the meaning is not understood without its being prefixed to another noun [expressed or implied]; denoting after-time. (Msb.) When it occurs without any complement, (S, K,) a noun or the like which should be its complement being intended to be understood as to the meaning thereof but not as to the letter, (S, * TA,) it is indecl., (S, K,) because it resembles a particle, (TA,) and has damm for its termination to show that it is indecl., since it cannot have damm by any rule of desinential syntax because it cannot occur as an agent nor as an inchoative or enunciative. (S.) Sb, however, mentions [as exceptions to this rule] the phrases مِنْ بَعْدٍ [Afterwards] and أَفْعَلُ هٰذَا بَعْدًا [I will do this afterwards], as having been used by the Arabs. (K, * TA.) [The latter of these phrases is common in the present day. Another exception to the rule above-mentioned will be found in what follows.] Accord. to the primary rule, it is used as a prefixed n. governing its complement in the gen. case; (S;) [i. e., it is used in the manner of a preposition;] and when thus used, it is decl., (K,) because it does not in this case [always] resemble a particle. (TA.) You say, جَآءَ زَيْدٌ بَعْدَ عَمْرٍو Zeyd came after 'Amr. (Msb.) And رَأَيْتُهُ بَعْدَكَ and مِنْ بَعْدِكَ [I saw him after thee]. (L.) The words of the Kur [xxx. 3], اللّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ, meaning To God belonged the command before that the Greeks were overcome and after that they had been overcome, [thus read when the complements of قبل and بعد are intended to be understood as to the meaning thereof but not as to the letter,] are also read مِنْ قَبْلِ وَ مِنْ بَعْدِ, when each complement is intended to be understood as to the meaning and the letter, and also مِنْ قَبْلٍ وَ مِنْ بَعْدٍ, meaning To God belongeth the command first and last, [when neither complement is intended to be understood either as to the letter or as to the meaning,] but the first of these readings is the best. (L.) [You say also, بَعْدَ ذٰلِكَ and مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ After that: and بَعْدَ أَنْ فَعَلْتُ and مِنْ بَعْدِ أَنْ فَعَلْتُ and بَعْدَ مَا فَعَلْتُ and مِنْ بَعْدِ مَا فَعَلْتُ After I did, or after my doing, such a thing: &c.] Also جِئْتُ بَعْدَيْكُمَا, meaning بَعْدَ كُمَا, I came after you two. (K.) And هٰذَا مِمَّا لَيْسَ بَعْدَهُ غَايَةٌ فِى الجَوْدَةِ, and فِى الرَّدَآءَة, This is of the things after, or beyond, which there is not any extreme degree in respect of goodness, and in respect of badness: and, by way of abridgement, لَيْسَ بَعْدَهُ [with nothing following this]: and hence, app., the saying of Mohammad, وَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِالَّذِى لَا بَعْدَ لَهُ, meaning [And though] it be not in the utmost degree in respect of goodness: بعد being thus used as a decl. noun. (Mgh.) بَعْدِى and the like are also frequently used as meaning بَعْدَ عَهْدِى and the like; as in the phrase, قَدْ تَغَيَّرْتَ بَعْدى Thou hast become altered since I knew thee, or saw thee, or met thee, or was with thee. And similar to this are many phrases in the Kur; as, for instance, in ii. 48,] ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ Then ye took to yourselves the calf as a god, or an object of worship, after him, namely Moses, i. e., after his having gone away. (Bd.) أَمَّا بَعْدُ (S, K, &c.) is [an expression denoting transition;] an expression by which an address or a discourse is divided; (S;) used without any complement to بعد, which in this case signifies the contr. of قَبْلُ: (TA:) you say, أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ كَانَ كَذَا, meaning [Now, after these preliminary words, (Abu-l- 'Abbás in TA voce خِطَابٌ,) I proceed to say, that such a thing has happened: or] after my prayer for thee: (K:) or after praising God: (TA:) the first who used this formula was David; (K;) or Jacob; (TA;) or Kaab Ibn-Lu-eí; (K;) or Kuss Ibn-Sá'ideh; or Yaarub Ibn-Kahtán. (TA.) b2: You also use the dim. form, saying ↓ بُعَيْدَهُ [A little after him, or it], when you mean by it to denote a time near to the preceding time. (Msb.) You say also, بَيْنٍ ↓ رَأَيْتُهُ بُعَيْدَاتِ, (S, K,) and ↓ بَعِيدَاتِهِ, (K, TA, [in the CK بُعَيْدَاتِه,]) I saw him a little after a separation: (S, K:) or, after intervals of separation: (S, L:) or, after a while. (A'Obeyd, A.) And إِنَّهَا لَتَضْحَكُ بَيْنٍ ↓ بُعَيْذَاتِ Verily she laughs after intervals. (L.) [See also art. بين.] ↓ بُعَيْدَات is used only as an adv. n. of time. (S, L.) b3: بَعْدُ also sometimes means Now; yet; as yet. (TA.) [It is used in this sense mostly in negative phrases; as, for instance, in لَمْ يَمُتْ بَعْدُ He has not died yet. The following is one of the instances of its having this meaning in affirmative phrases: سُمِّيَ الحَوْلِىُّ مِنْ أَوْلَادِ البَقَرِ تَبِيعًا لِأَنَّهُ يَنْبَعُ أُمَّهُ بَعْدُ The yearling of the offspring of cows is called تبيع because he yet follows his mother: occurring in the Mgh &c., in art. تبع.] b4: It occurs also in the sense of مَعَ; as in the words of the Kur [ii. 174 and v. 95], فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذٰلِكَ, i. e., (as some say, MF,) مَعَ ذلك [And whoso transgresseth notwithstanding that; lit., with that]. (Msb.) b5: It has been said that it also means Before, in time; thus bearing two contr. significations: that it has this meaning in two instances; in the Kur [lxxix. 30], where it is said, وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ دَحَاهَا [as though signifying And the earth, before that, He spread it forth]; and [xxi. 105] where it is said, وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ [as though meaning And verily we wrote in the Psalms before the Kur-án]: (MF, TA:) but Az says that this is a mistake; that God created the earth not spread forth; then created the heaven; and then spread forth the earth: (L, TA:) and الذكر in the latter of these instances means the Book of the Law revealed to Moses: (Bd:) or الزبور means the revealed Scriptures; (Bd, Jel;) and الذكر, the Preserved Tablet, (Bd,) [i. e.] the Original of the Scriptures, which is with God. (Jel.) بُعْدٌ [as an inf. n. used in the manner of a subst. signifies] Distance, or remoteness; (S, A, L, K; *) and so ↓ بَعَدٌ, (L, K,) accord. to most of the leading lexicologists, (TA, [see بَعْدَ,]) [and ↓ بُعْدَةٌ, for] you say, بَيْنَنَا بُعْدَةٌ, meaning [Between us two is a distance] of land or country, or of relationship. (S, K.) b2: [Remoteness from probability or correctness; improbability, or strangeness: see بَعُدَ. Hence the phrase, هٰذَا مِنَ البُعْدِ بِمَكَانٍ This is improbable, or extraordinary, or strange: often occurring in the TA &c.] b3: Also i. q. ↓ بُعْدٌ: (L, K:) this latter (S, L, Msb, K) and بُعْدٌ, (L, K,) accord. to most of the leading lexicologists, as, for instance, in the Kur xi. 98, (TA, [see بَعِدَ,]) signifying Perdition; (S, L, Msb;) or death. (K.) b4: Judgment and prudence; as also ↓ بُعْدَةٌ: so in the phrase, إِنَّهُ لَذُو بُعْدٍ, and بُعْدَةٍ, Verily he is possessed of judgment and prudence: (K:) or penetrating, or effective, judgment; depth, or profundity; far-reaching judgment. (TA.) [See also أَبْعَدُ.] ↓ ذُو البُعْدَةِ also signifies A man who goes to a great length, or far, in hostility. (L.) b5: A cursing; execration; malediction; as also ↓ بِعَادٌ. (K.) Yousay, بُعْدٌ لَهُ, as well as بُعْدًا لَهُ: see 1, last sentence but one. (TA.) بَعَدٌ: see بُعْدٌ, in two places: A2: and بَعِيدٌ, in five places.

بُعْدٌ: see أَبْعَدُ, in two places.

بُعْدَةٌ: see بُعْدٌ, in three places.

بُعَادٌ: see بَعِيدٌ: b2: and see also بَاعِدٌ.

بِعَادٌ: see بُعْدٌ.

بَعِيدٌ Distant; remote; far; far off; (S, L, K; *) as also ↓ بُعَادٌ, and ↓ بَاعِدٌ: (L, K:) pl. (of the first, S, L) بُعْدَانٌ (S, L, K) and (of the first also, L, TA) بُعُدٌ (L, K) and بِعَادٌ (TA) and (of the first and second, L) بُعَدَآءُ (L, K) and of the third, ↓ بَعَدٌ, [but this (which is also used as a sing. epithet, as will be shown in what follows,) is properly a quasi-pl. n.,] like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ. (S.) As signifying Distant with respect to place, it is correctly used alike as masc. and fem. and sing. and dual and pl.; (L, and TA in this art. and in art. قرب, in which latter see the authorities;) but not necessarily; like its contr. قَرِيبٌ: (L:) you say, هِىَ بَعِيدٌ مِنْكَ [She is distant from thee; or it is] as though you said, مَكَانُهَا بَعِيدٌ: (L:) also مَا أَنْتَ مِنَّا بِبَعِيدٍ [Thou art not distant from us ], and مَا أَنْتُمْ مِنَّا بِبَعِيدٍ [Ye are not distant from us]: and in like manner, مَا أَنْتَ

↓ مِنَّا بِبَعَدٍ, and ↓ مَا أَنْتُمُ مِنَّا بِبَعَدٍ. (S, TA.) [But it receives, sometimes, the fem. form when used in this sense; for] جَلَسْتُ بَعِيدًا مِنْكَ and بَعِيدَةٌ مِنْكَ are phrases mentioned as signifying I sat distant, or remote in place, or at a distance, or aloof, from thee; مَكَانًا [and نَاحِيَةً or the like] being understood. (L.) You say also, ↓ مَنْزِلٌ بَعَدٌ A distant, or remote, place of alighting or abode. (K.) And تَنَحَّ غَيْرَ بَعِيدٍ (S, K) and ↓ غَيْرَ بَاعِدٍ and ↓ غَيْرَ بَعَدٍ (K) [Retire thou not far;] meaning be thou near: (S, K:) [or] the second and third of these phrases mean retire thou not in an abject, or a mean, or contemptible, or despicable, state. (S, A.) And ↓ اِنْطَلِقْ يَا فُلَانُ غَيْرَ بَاعِدٍ

[Depart thou, O such a one, not far;] meaning mayest thou not go away! (L.) [And رَأَيْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ I saw him, or it, from afar: and جَآءَ مِنْ بَعِيدٍ He came from afar: and the like. and بَعِيدٌ as applied to a desert and the like, meaning Far extending.] And ↓ بُعْدٌ بَاعِدٌ A far distance. (K.) [And نِيَّةٌ بَعِيدَةٌ A distant, far-reaching, or far-aiming, intention, purpose, or design.] and فُلَانٌ بَعِيدُ الهِمَّةِ [Such a one is far-aiming, or faraspiring, in purpose, desire, or ambition]. (A.) And هِىَ بَعِيدَةُ العَهْدِ [She was known, or seen, or met, a long time ago]: in this case, the fem. form, with ة, must be used. (L.) And قَوْلٌ بَعِيدٌ [A saying far from being probable or correct; improbable; far-fetched; extraordinary, or strange]. (A.) And أَمْرٌ بَعِيدٌ An extraordinary thing or affair or case, of which the like does not happen or occur. (L.) b2: Also Distant with respect to kindred or relationship: in which sense, the word receives the fem. form, [as well as the dual form, and pl. forms, like its contr. قَرِيبٌ,] by universal consent. (TA.) [Its pl.] بُعَدَآءُ signifies Strangers, that are not relations. (IAth.) You say also, فُلَانٌ مِنْ بُعْدَانِ الأَمِيرِ [meaning Such a one is of the distant dependents, or subjects, of the governor, or prince]. (S.) And إِذَا لَمْ تَكُنْ مِنْ قُرْبَانِ الأَمِيرِ فَكُنْ مِنْ بُعْدَانِهِ [If thou be not of the particular companions, or familiars, of the governor, or prince, then be of his distant dependents, or subjects]; i. e., be distant from him, that his evil may not affect thee. (Az, A.) b3: رَأَيْتُهُ بَعِيدَاتِ بَيْنٍ: see بَعْدٌ in the latter half of the paragraph. b4: See also بَاعِدٌ.

بُعَيْد and بُعَيْدَات: see بَعْدُ in four places.

بَاعِدُ: see بَعِيدٌ in four places. b2: Also Perishing: (S, L: [in the K it is implied that it signifies dying; and so ↓ بَعِيدٌ and ↓ بُعَادٌ:]) or far distant from his home, or native country; in a state of estrangement therefrom. (L.) أَبْعَدُ More, and most, distant or remote; further, and furthest: by poetic licence written أَبْعَدُّ: (L:) [pl. أَبَاعِدُ; as in the saying,] فُلَانٌ يَسْتَجِرُّ الحَدِيثَ مِنْ أَبَاعِدِ أَطْرَافِهِ [Such a one draws forth talk, or discourse, or news, or the like, from its most remote sources]. (A.) b2: More, and most, extreme, excessive, egregious, or extraordinary, in its kind. (IAth.) [Hence, perhaps,] إِنَّهُ لَغَيْرُ

أَبْعَدَ [in the CK أَبْعَدٍ] and ↓ بُعَدٍ Verily there is no good in him: (K:) or, no depth in him in anything: (IAar:) [or, he is not extraordinary in his kind: see also بُعْدٌ:] said in dispraising one. (TA.) And مَا عِنْدَهُ أَبْعَدُ and ↓ بُعَدٌ [He has not what is extraordinary in its kind: or] he possesses not excellence, or power, or riches: or he possesses not anything profitable: (L, K:) said only in dispraising one: (Az:) or it may mean he possesses not anything which one would go far to seek; or, anything of value: or what he possesses, of things or qualities that are desirable, is more extraordinary than what others possess. (MF.) b3: Remote from good: [which is the meaning generally intended in the present day when it is used absolutely as an epithet applied to a man; but meaning also remote from him or those in whose presence this epithet is used, both as to place and as to moral condition:] and, from continence: (L:) and stupid; foolish; or having little, or no, intellect or understanding; syn. حَائِنٌ: (so in a copy of the S and in the L and TA:) or treacherous, or unfaithful; syn. خَائِنٌ (So in two copies of the S and in a copy of the A.) It is used as an allusion to the name of a person whom one would mention with dispraise; as when one says, هَلَكَ الأَبْعَدُ [May such a one, the remote from good, &c., perish!]: with respect to a woman, one says, هَلَكَتِ البُعْدَى. (En-Nadr, Az.) One says also, كَبَّ اللّٰهُ الأَبْعَدَ لِفِيهِ, meaning [May God cast down prostrate such a one, the remote from good, &c., upon his mouth! or,] cast him down upon his face! (S.) [It is a rule observed in decent society, by the Arabs, to avoid, as much as possible, the mention of opprobrious epithets, lest any person present should imagine an epithet of this kind to be slily applied to himself: therefore, when any malediction or vituperation is uttered, it is usual to allude to the object by the term الأَبْعَد, or البَعِيد, as meaning the remote from good, &c., and also the remote from the person or persons present. See also الأَخِرُ, which is used in a similar manner.] b4: A more distant, or most distant, or very distant, relation; (Lth;) contr. of أَقْرَبُ: (Msb:) pl. أَبَاعِدُ (Lth, S, A, Msb, K) and أَبْعَدُونَ; (Lth;) contr. of أَقَارِبُ (Lth, S, K) and أَقْرَبُونَ. (Lth.) مِبْعَدٌ A man who makes far journeys. (K.)
بعد
: (البُعْدُ) ، بالضَمّ: ضِدُّ القُرْب، وَقيل خِلاف القُرْب، وَهُوَ الأَكثر، وَهُوَ (م) أَي مَعْرُوف. (و) البُعْد: (المَوْتُ) . والّذي عَبَّرَ بِهِ الأَقدمون أَنّ البُعْد بمعنَى الهلاكِ كَمَا فِي (الصّحاح) وَغَيره وَيُقَال إِنّ الّذي بمعنَى الهلاكِ إِنّما هُوَ البَعَد، محركةً، (وفِعلُهما ككَرُمَ وفَرِحَ) ظَاهِرُه أَن فِعلهما مَعاً من الْبَابَيْنِ بالمَعنَيين، وَلَيْسَ كذالك، فإِنّ الأَكثرَ على منْع ذالك والتفرقَةِ بَينهمَا، وأَنَّ الْبعد الّذي هُوَ خِلاف القُرْب الفِعل مِنْهُ بالضمّ ككَرُمَ، والبَعَد، محرَّكةً، الَّذِي هُوَ الهَلاك الفِعْل مِنْهُ بَعِدَ بالكَسْر، كفَرِح. ومَنْ جَوَّزَ الاشتراكَ فيهمَا أَشار إِلى أَفصحِيَّة الضّمّ فِي خِلافِ القُرْب، وأَفصحيّة الكسرِ فِي معنَى الهلاكِ، حَقَّقَه شَيخنَا (بُعْداً) ، بضمّ فَسُكُون، (وبَعَداً) . محرَّكةً، قَالَ شيخُنَا: فِيهِ إِيهامُ أَنَّ المصدرين لكلَ من الفِعلين، والصّواب أَنّ الضَمّ للمضموم نعظير ضِدِّه الَّذِي هُوَ قَرُبَ قُرْباً، والمحرّك للمكسور كفَرِحَ فَرَحاً. انتهي.
قلت: والّذي فِي (الْمُحكم) و (اللِّسان) : بَعِدَ بَعَداً، وبَعُد: هَلَكَ أَو اغترَبَ، فَهُوَ باعِدٌ. والبُعْد: الهَلاَكُ، قَالَ تَعَالَى: {7. 024 اءَلا بعدا لمدين كَمَا بَعدت ثَمُود} (هود: 95) .
وَقَالَ مالكُ بنُ الرَّيب المازنيّ:
يَقُولنَ لَا تَبْعَدْ وهُمْ يَدْفِنُونَنِي
وأَينَ مَكَانُ البُعْدِ إِلاّ مكانيَا
وقرأَ الكسائيّ والنّاسُ: كَمَا بَعِدَتْ، وَكَانَ أَبو عَبِدِ الرحمان السُّلَمِيّ يَقرَؤُهَا {بَعُدَتْ} يجعَلُ الهُلاكَ والبُعد سَوَاء، وهما قريبٌ من السَّوَاءِ، إِلاَّ أَن الْعَرَب بَعضهم يَقُول بَعُدَ وبعضُهم يَقُول بَعُدَ، مثل سَحِقَ وسَحُقَ. وَمن النّاس مَن يَقول بَعُد فِي الْمَكَان وبَعِدَ فِي الهَلاك. وَقَالَ يونسُ: الْعَرَب تَقول بَعِدَ الرَّجُلُ وبَعُدَ، إِذا تباعدَ فِي غير سَبَ. ويقَال فِي السَّبِّ: بعِدَ وسَحِقَ لَا غير، انْتهى. فالَّذِي ذَهبَ إِليه المصنّف هُوَ المُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْد أَئِمَّة اللُّغةِ والّذي رَجَّحَه غيرُ المصنّف هُوَ قَول بعضٍ مِنْهُم كَمَا تَرَى. (فَهُوَ بَعِيدٌ وباعِدٌ وبُعَادٌ) ، الأَخير بالضّمّ، عَن سِيبَوَيْهٍ، قيل: هُوَ لُغة فِي بَعِيد، ككُبَار فِي كَبير. (ج بُعَدَاءُ) ، ككُرَمَاءَ، وَافق الذينَ يَقولونَ فَعِيل الَّذين يَقُولُونَ فُعَال، لأَنهما أُختانِ. (و) قد قيل (بُعُدٌ) ، بضمّتَين كقَضيبٍ وقُضُبٍ، وينشد قَول النَّابِغَة:
فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمَانَ إِنَّ لَهُ
فَضْلاً على النَّاسِ فِي الأَدْنَى وَفِي البُعُدِ
وضبطَه الْجَوْهَرِي بِالتَّحْرِيكِ، جمع باعد، كخادمٍ وخَدَمٍ.
(وبُعْدَانٌ) ، كرَغيفٍ ورُغْفَانٍ. قَالَ أَبو زيد: إِذا لم تكن من قُرْبانِ الأَميرُ فكُنْ مِن بُعْدانِه، أَي تَبَاعَدْ عَنهُ لَا يُصِبْك شَرُّه. وَزَاد بعضُهم فِي أَوزان الجموع البِعَادَ، بِالْكَسْرِ، جمْع بَعيدٍ، ككَريمٍ وكِرَامٍ. وَقد جاءَ ذالك فِي قَول جريرٍ.
(ورجلٌ مِبْعَد، كمِنْجَل: بَعيدُ الأَسْفَارِ) . قَالَ كُثيِّر عزّةَ:
مُنَاقِلَةً عُرْضَ الفَيَافِي شِمِلَّةً
مَطِيّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ
(وبُعْدٌ باعِدٌ، مُبَالَغَةٌ. و) إِنْ دَعوتَ بِهِ قلْت: (بُعداً لَهُ) ، الْمُخْتَار فِيهِ النّصب على المصدريّة. وكذالك سُحْقاً لَهُ، أَي (أَبْعَدَه اللَّهُ) ، أَي لَا يُرثَى لَهُ فِيمَا نَزَلَ بِهِ. وتَميم تَرفَع فَتَقول: بُعدٌ لَهُ وسُحْقٌ، كَقَوْلِك: غلامٌ لَهُ وفَرسٌ.
وَقَالَ ابْن شُميل: رَاودَ رَجلٌ من الْعَرَب أَعرابيّة فأَبَت إِلاّ أَن يَجعَلَ لَهَا شَيْئا، فجعلَ لَهَا دِرْهَمين، فَلَمَّا خالطَها جعلت تَقول: غَمْزاً ودِرْهماكَ لَك، فإِن لم تَغمِز فبُعْدٌ لَك. رَفَعت البُعْدَ. يُضرَب مَثلاً للرَّجُل ترَاهُ يَعمل العَملَ الشديدَ.
(والبُعْد) ، بِضَم فَسُكُون، (والبِعَاد) ، بالكرس: (اللَّعْن) ، مِنْهُ أَيضاً.
(وأَبعدَه اللَّهُ: نَحَّاه عَن الخَير) ، أَي لَا يُرْثَى لَهُ فِيمَا نَزلَ بِهِ. (و) أَبعده: (لَعَنَهُ) ، وغَرَّبَه.
(وبَاعَدَه مُبَاعَدَة وبِعَاداً) ، وباعَد اللَّهُ مَا بَينهمَا، (وبَعَّدَه) تَبعيداً ويُقْرأُ {7. 024 رَبنَا باعد بَين اءَسفارنا} (سبأَ: 19) وَهُوَ قِراءَة العَوام. قَالَ الأَزهَريّ: قرأَ أَبو عَمرٍ ووابن كَثير {بَعِّدْ} ، بِغَيْر أَلف، وقرأَ يعقوبُ الحضرميّ {رَبُّنَا باعَدَ} بالنَّصْب على الخَبر. وقرأَ نَافِع وَعَاصِم والكسائيّ وَحَمْزَة {باعِدْ} بالأَلف على الدعاءِ. و (أَبْعَدَه) غيرُه.
(ومَنزِلٌ بَعَدٌ، بِالتَّحْرِيكِ: بَعيدٌ. و) قَوْلهم: (تَنَحَّ غيرَ بَعيدٍ، وغيرَ باعدٍ، وَغير بَعَد) ، محرَّكَةً، أَي (كنْ قَرِيبا) ، وَغير بَاعِدٍ، أَي غَيْرَ صاغرٍ قَالَه الكسائيّ. وَيُقَال: انطلقْ يَا فلانُ غيرَ باعدٍ، أَي لَا ذَهَبْتَ.
(و) يُقَال: (إِنّه لغيرُ أَبْعَدَ) ، وهاذه عَن ابْن الأَعرابيّ، (و) غير (بُعَدٍ، كصُرَد) ، إِذا ذَمَّه، أَي (لَا خَيْرَ فِيهِ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: أَي لَا غَوْرَ لَهُ فِي شيْءٍ.
(و) إِنّه (لذُو بُعْدٍ) . بضمّ فَسُكُون، (وبُعْدَةٍ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، وهاذه عَن ابْن الأَعرابيّ، (أَي) لذُو (رأْيٍ وحَزْم) . يُقَال ذالك للرّجُل إِذا كَانَ نافذَ الرَّأْيِ ذَا غَوْرٍ وَذَا بُعْرِ رَأْيٍ. (و) يُقَال: (مَا عندَه أَبعَدُ، أَو بُعَدٌ، كصُرَد، أَي طائلٌ) ، وَمثله فِي (مجمع الأَمثال) . وَقَالَ رجلٌ لِابْنِهِ: إِن غَدَوْتَ على المِرْبَد رَبِحْتَ عَنَاءً أَو رَجَعْت بِغَيْر بُعَدٍ، أَي بغَير مَنْفَعَة. وَقَالَ أَبو زيد يُقَال: مَا عنْدك بُعَدٌ، وإِنك لغيرُ بُعَد، أَي مَا عنْدك طائلٌ. إِنّما تَقول هاذا إِذا ذَمَمْتَه. قَالَ شَيخنَا: يُمكن أَن يُحمل (مَا) هُنَا على معنَى (الّذي) ، أَي مَا عِنْده من المطالب أَبعدُ مِمَّا عِنْد غَيره، وَيجوز أَن تُحمَل على النَّفْيِ، أَي لَيْسَ عِنْده شيءٌ يُبعِدُ فِي طَلبِه، أَي شيْءٌ لَهُ قيمةٌ أَو مَحلّ.
(وَبَعْدُ ضدُّ قَبْل) ، يَعْنِي أَنّ كلاًّ مِنْهَا ظَرفُ زَمانٍ، كَمَا عُرِفَ فِي الْعَرَبيَّة، ويكونان للمكان، كَمَا جوَّزَه بعض النُّحاة، (يُبنَى مُفْرَداً) ، أَي عَن الإِضافة، لَكِن بشرطِ نِيّة مَعنَى المضافِ إِليه دون لَفظه، كَمَا قرّر فِي العربيّة، (ويُعْرَب مُضافاً) ، أَي لأَنَّ الإِضافة تُوجِب توغّلَه فِي الاسميّة وتُبعِده عَن شَبه الْحُرُوف، فَلَا مُوجبَ مَعهَا لبنائه. (وحُكِيَ: مِنْ بَعْدٍ) ، أَي بِالْجَرِّ وتنوين آخِره، وَقد قُرِىء بِهِ قَوْله تَعَالَى: {7. 024 لله الاءَمر من قبل وَمن بعد} (الرّوم: 4) بِالْجَرِّ والتنوين، كأَنَّهم جَرَّدوه عَن الإِضافة ونِيّتها.
(و) حكى أَيضاً (افعَلْ) كَذَا (بَعْداً) ، بِالتَّنْوِينِ مَنْصُوبًا.
وَفِي (الْمِصْبَاح) وبَعْد ظَرفٌ مُبهَمٌ، لَا يُفهَم مَعْنَاهُ إِلا بالإِضافَة لغيره، وَهُوَ زَمانٌ متراخٍ عَن الزَّمَان السابقِ، فإِن قَرُبَ مِنْهُ قيلَ، بُعَيْدَه بِالتَّصْغِيرِ، كَمَا يُقَال قَبْل العصْر، فإِذا قَرُب قيل قُبَيْل العَصْر، بِالتَّصْغِيرِ، أَي قَرِيبا مِنْهُ. وجاءَ زَيْدٌ بَعْدَ عَمْرو، أَي مُتراخِياً زَمانُه عَن زَمانِ مجيءِ عَمْرٍ و. وتأْتي بمعنَى مَعَ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذالِكَ} (الْبَقَرَة: 178) أَي مَعَ ذالك. انْتهى.
وَقَالَ اللَّيثُ: بَعْد كلمةٌ دالّة على الشيْءِ الأَخيرِ، تَقول: هاذا بعدَ هاذا، مَنْصُوب. وحَكى سِيبَوَيْهٍ أَنّهُم يَقُولُونَ من بَعدٍ، فُينكِّرونه، وافْعَلْ هَذَا بَعْداً.
وَقَالَ الجوهريّ: بَعدُ نَقيضُ قَبلُ، وهما اسمان يكونَانِ ظَرفَين إِذا أُضِيفَا، وأَصْلهما الإِضافة، فمتَى حذفت الْمُضَاف إِليه لعِلْم المخاطَب بَنَيتَهما على الضّمّ ليُعلمَ أَنّه مَبنيّ، إِذا كَانَ الضّمّ لَا يَدخلهما إِعراباً، لأَنّهما لَا يَصلُحوقُوعُهما مَوْقِعَ الفاعِلِ وَلَا مَوقعَ المبتدإِ وَلَا الخَبَر.
وَفِي (اللِّسَان) : وَقَوله تَعَالَى: {7. 025 لله الاءَمر من قبل وَمن بعد} (الرّوم: 4) أَي من قبلِ الأَشياءِ ومِن بَعدِهَا، أَصلهما هُنَا الخَفضُ، ولاكنْ بُنِينَا على الضمّ لأَنّهما غايتانِ، فإِذا لم يكونَا غَايَة فهما نَصْبٌ لأَنّهما صِفة. ومعنَى غايةٍ أَي أَنَّ الكَلِمَة حُذِفَت مِنْهَا الإِضافَة وجُعلَت غَايَةُ الكَلِمَة مَا بقِيَ بعد الحذْف. وإِنّمَا بُنيتا على الضّمّ لأَنّ إِعرابَهما فِي الإِضافة النّصب والخفض، تَقول: رأَيتُه قَبلَك وَمن قَبِلك، وَلَا يُرفعان، لأَنَّهما لَا يُحدَّث عَنْهُمَا، استعملاَ ظَرفَين، فلمَّا عُدِلاَ عَن بابهما حُرِّكا بِغَيْر الحَرَكَتَيْن اللَّتَيْنِ كانَتَا لَهُ يَدخلان بحقّ الإِعراب. فأَمّا وُجُوبُ بنائهما وذَهاب إِعرابهما فلأَنَّهُمَا عُرِّفا من غير جهةِ التَّعرِفِ، لأَنّه حُذِف مِنْهُمَا مَا أُضيفَتَا إِليه، وَالْمعْنَى. للَّهِ الأَمرُ من قَبلِ أَن تُغلَبَ الرُّوم، وَمن بَعدِما غَلَبَتْ. وحكَى الأَزهَرِيُّ عَن الفرّاءِ قَالَ: القِرَاءَة بالرّفع بِلَا نون، لأَنّهما فِي المعنَى ترَاد بهما الإِضافَة إِلى شيْءٍ لَا محالَة، فلمَّا أَدّتَا غير معنَى مَا أُضِيفَتا إِليه وسُمِتَا بالرَّفْع، هما فِي موضعِ جَرَ، ليَكُون الرَّفْعُ دَليلاً على مَا سَقَطَ. وكذالك مَا أَشبههما وإِن نوَيتَ أَن تُظهرَ مَا أُضِيفَ إِليه وأَظهرْتَهُ فقلْت: للَّهِ الأَمرُ من قبلِ وَمن بعدِ، جازَ، كأَنَّك أَظهرْتَ المخفوضَ الّذِي أَضَفْتَ إِليه قَبْل وبَعد. وَقَالَ ابْن سَيّده: ويُقرأُ: {7. 025 لله الاءَمر من قبل من بعد} يجعلونهما نَكرتَين، المعنَى: لله الأَمرُ من تَقَدُّم وَمن تأَخُّرٍ. والأَوّلُ أَجوَدُ. وَحكى الكسائيّ: {7. 025 الاءَمر من قبل وَمن بعد} بِالْكَسْرِ بِلَا تَنْوِين.
(واسْتَبْعَدَ) الرَّجُلُ، إِذا (تَبَاعَدَ) . (و) استبعدَ (الشَّيْءَ: عَدَّه بَعيدا) .
(و) قَوْلهم: (جِئت بَعْدَيْكما) أَي بَعدَكما، قَالَ:
أَلاَ يَا اسْلَمَا يَا دِمْنَتَيْ أُمِّ مالكٍ
وَلَا يَسْلماً بَعْدَيْكُما طَللانِ
(و) فِي (الصِّحَاح) : (رأَيْته) ، وَقَالَ أَبو عُبيد: يُقَال: لَقِيته (بُعَيداتِ بَيْن) بِالتَّصْغِيرِ، إِذا لَقيتَه بعد حِين. (و) قيل (بَعِيدَاتِهِ) ، مُكبّراً، وهاذه عَن الفَرّاءِ، (أَي بُعَيدَ فِرَاق) ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ الرّجلُ يُمسِك عَن إِتيانِ صاحِبه الزّمَانَ، ثمّ يُمسك عَنهُ نحْو ذالك أَيضاً، ثمّ يأْتِيه. قَالَ: وَهُوَ من ظُروف الزَّمَان الَّتِي لَا تَتمكّن وَلَا تُسْتعمل إِلاّ ظَرفاً. وأَنشد شَمِرٌ:
وأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَمِيصِ دَعَوْتُه
بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ لَا هِدَانٍ وَلَا نِكْسِ
وَمثله فِي (الأَساس) . وَيُقَال: إِنّها لتَضْحَكُ بُعيداتِ بَيْنٍ، أَي بينَ المرّةِ ثمَّ المَرَّةِ فِي الْعين.
(وأَمَّا بَعْدُ) فقد كَانَ كَذَا، (أَي) إِنَّما يُرِيدُونَ أَمّا (بَعْدَ دُعَائِي لَك) ، فإِذا قلْت أَمّا بعدُ فإِنّك لَا تُضِيفه إِلى شيْءٍ ولاكنك تَجعله غَايَة نَقيضاً لقبْل. وَفِي حَدِيث زيدِ بن أَرقمَ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمخَطَبَهم فَقَالَ: (أَمّا بَعْدُ) ، تَقْدِير الْكَلَام: أَمّا بعدع حَمْدِ الله. (وأَوَّلُ مَنْ قَالَه دَاوُودُ عَلَيْهِ السّلام) ، كَذَا فِي أَوَّليّاتِ ابْن عَسَاكِرَ، وَنَقله غيرُ واحِد من الأَئمّة وقالُوا: أَخرَجَه ابْن أَبي حَاتِم والدَّيْلميّ عَن أَبي مُوسَى الأَشعريّ مَرْفُوعا. وَيُقَال: هِيَ فَصْلُ الخِطَاب، وَلذَلِك قَالَ عزّ وجلّ {وَءاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} (ص: 20) (أَوْ كَعْبُ بن لُؤَيَ) ، زَعمه ثَعلب. وَفِي الْوَسَائِل إِلى معرفَة الأَوائل: أَوّلُ من قَالَ أَمّا بَعدُ داوودُ عَلَيْهِ السّلامُ، لحَدِيث أَبي مُوسَى الأَشعرِيّ مَرْفُوعا، وَقيل: يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السلامُ، لأَثَرٍ فِي أَفرادِ الدَّارَقُطْني، وَقيل، قُسّ بن ساعدةَ كَمَا للكلبيّ، وَقيل يَعْرُب قَحطانَ، وَقيل كَعْب بن لُؤَيّ. (و) يُقَال: هُوَ مُحْسِنٌ للأَباعدِ والأَقارِبِ، (الأَباعِد: ضِدّ الأَقارب) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال هُوَ أَبْعَدُ وأَبعَدُونَ، وأَقرَبُ وأَقربُونَ، وأَبَاعِدُ وأَقارِبُ. وأَنشد:
مِنَ النَّاسِ منْ يَغْشَى الأَباعِدَ نَفْعُه
ويَشْقَى بِه حَتَّى الممَاتِ أَقارِبُهْ
فإِنْ يَكُ خَيْراً فالبَعِيدُ يَنالُه
وإِنْ يَكُ شَرًّا فابنُ عمِّك صاحِبُه
(و) قَوْلهم: (بَيننا بُعْدَةٌ بالضّمّ من الأَرضِ ومِنَ القَرَابَة) . قَالَ الأَعشى:
بأَنْ لَا تَبَغَّى الوُدَّ من مُتباعِدٍ
وَلَا تَنْأَ من ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبَا
(وبَعْدَانُ، كسَحْبَانَ: مِخلافٌ باليَمَن) مشهورٌ، وَقد نُسِبَ إِليه جُملةٌ من الأَعيانِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ قَوْلهم:
مَا أَنتَ منا ببَعيدٍ، وَمَا أَنتم منا ببَعيد، يَستوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع، وكذالك مَا أَنتَ ببَعَدٍ، وَمَا أَنتم منَّا ببَعَدٍ، أَي بَعيد. وإِذا أَردْتَ بالقَرِيبِ والبَعِيده قَرَابَةَ النَّسَبِ أَنثْتَ لَا غير، لم تَختلف العربُ فِيهَا.
والأَبْعَدُّ، مُشدَّدَ الآخِر فِي قَول الشَّاعِر:
مَدًّا بأَعناقِ المعطِيِّ مَدَّا
حتَّى تُوافِي المَوْسمَ الأَبعَدَّا
فلضرورة الشِّعر.
والبُعَداءُ: الأَجانبُ الّذِين لَا قَرَابَةَ بَينهم، قَالَ ابْن الأَثير.
وَقَالَ النضْر فِي قَوْلهم: هَلَكَ الأَبعَدُ قَالَ: يعنِي صاحِبَه، وهاكذا يُقَال إِذا كَنَى عَن اسْمه.
وَيُقَال للمرأَة: هَلكَتِ البُعْدى. قَالَ الأَزهريّ: هاذا مثْل قَوْلهم: فَلَا مَرحباً بالآخَر، إِذا كَنَى عَن صَاحبه وَهُوَ يَذُمُّه. وَيُقَال: أَبعَدَ الله الأَخَرَ قلْت: الأَخَر، هاكذا فِي نُسخ (الصّحاح) ، وَعَلَيْهَا عَلامَة الصِّحّة، فليُنظر. قَالَ: وَلَا يُقَال للأُنثى مِنْهُ شيءٌ. وَقَوْلهمْ: كَبَّ اللَّهُ الأَبعَدَ لفِيهِ، أَي أَلقاه لوَجْهه. والأَبعَدُ: الحائنُ: هَكَذَا فِي (الصّحاح) بِالْمُهْمَلَةِ.
وفُلانٌ يَسْتَخْرِج الحَدِيثَ من أَباعدِ أَطْرافِه. وأَبْعَدَ فِي السَّوْم: شَطَّ. وتَبَاعَدَ منّي، وابتَعَد، وتَبَعَّدَ.
وَفِي الحَدِيث (أَنّ رجلا جَاءَ فقالَ: إِنّ الأَبعَدَ قد زَنَى) ، مَعْنَاهُ المتباعِد عَن الخَير والعِصْمة.
وجَلَسْتُ بَعِيدةً مِنْك وبعِيداً مِنْك، يَعنِي مَكاناً بَعيدا. ورُبما قالُوا: هِيَ بَعيدٌ مِنْك، أَي مكانُها. وأَمَّا بعيدةُ العهدِ فالبهَاءِ.
وَذُو البُعْدةِ: الّذي يُبْعِد فِي المُعادَاة. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ لرؤبة:
يَكْفِيك عندَ الشِّدّة اليَبيسَا
ويَعتلِي ذَا البُعْدَةِ النَّحوسا
قَالَ أَبو حَاتِم: وَقَالُوا قَبْلُ وبَعْدُ مِن الأَضداد. وَقَالَ فِي قَوْله عزّ وجلّ: {7. 025 والاءَرض بعد ذَلِك دحاها} (النازعات: 30) أَي قَبْلَ ذَلِك.
ونقلَ شيخُنا عَن ابْن خالَويه فِي كتاب (لَيْسَ) مَا نصُّه: لَيْسَ فِي الْقُرْآن بعْد بِمَعْنى قبْل إِلاّ حَرْفٌ واحِد {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ} (الأَنبياء: 105) . وَقَالَ مُغُلْطَاي فِي المَيْس على لَيْسَ: قد وَجَدْنَا حَرْفاً آخَرَ، وَهُوَ {7. 025 والاءَرض بعد ذَلِك دحاها} قَالَ أَبو مُوسَى فِي كتاب المغيث: مَعْنَاهُ هُنَا قَبْل، لأَنّه تَعَالَى خَلَقَ الأَرضَ فِي يَوْمَيْنِ ثمَّ استوَى إِلى السماءِ، فعلَى هاذا خلَق الأَرضَ قبْلَ السماءِ. ونقَله السُّيوطيّ فِي الإِتقان، كَذَا نَقله شَيخنَا.
قلْت: وَقد رَدَّه الأَزهريّ فَقَالَ: والّذي قَالَه أَبو حَاتِم عمَّن قَالَه خَطأٌ، قَبْل وبعْد كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا نَقيضُ صاحِبه، فَلَا يَكونُ أَحدُهما بمعنَى الآخَرِ، وَهُوَ كَلامٌ فاسدٌ وأَمَّا مَا زَعَمه من التَّنَاقُض الظاهرِ فِي الْآيَات فَالْجَوَاب أَنَّ الدَّحْوَ غَيرُ الخلْق، وإِنَّما هُوَ البَسْط، والخَلْقُ هُوَ الإِنساءُ الأَوّل، فَالله عزَّ وجلّ الأَرضَ أَوَّلاً غير مَدْحُوَّة، ثمَّ خَلقَ السماءَ، ثمَّ دحَا الأَرضَ، أَي بَسَطَها. قَالَ: والآيات فِيهَا مُتّفقةٌ وَلَا تناقضَ بحمْدِ الله تَعَالَى فِيهَا، عندَ مَن يَفهمها، وإِنّمَا أُتِيَ الملحِدُ الطَّاعنُ فِيمَا شاكلَها من الْآيَات من جِهَةِ غَبَاوَته وغِلَظِ فَهْمِه وقِلّة عِلْمِه بِكَلَام الْعَرَب. كَذَا فِي (اللِّسَان) .
قَالَ شَيخنَا: وجعلَها بعض المُعْرِبين بمعنَى مَعَ، كَمَا مرَّ عَن (الْمِصْبَاح) ، أَي مَعَ ذالك دَحَاها. وَقَالَ القاليُّ فِي أَماليه، فِي قَول المضرِّب بن كعْب:
فقُلْتُ لَهَا فِيءِ إِليْكِ فإِنّي
حَرَامٌ وإِنِّي بعدَ ذاكِ لَبيبُ
أَي مَعَ ذاكِ. ولَبيب: مُقيم.
وَقد يُرَادُ بهَا الآنَ فِي قَول بعضِهم:
كَمَا قَدْ دَعَاني فِي ابنِ مَنصورَ قَبْلَهَا
وماتَ فمَا حانَتْ مَنِيَّتَه بَعْدُ
أَي الآنَ.
وأَبعَدَ فلانٌ فِي الأَرض، إِذا أَمْعَنَ فِيهَا. وَفِي حَدِيث قتْل أَبي جَهْل (هَل أَبْعَدُ مِنْ رَجلٍ قَتلْتُمُوه) قَالَ ابْن الأَثير: كَذَا جاءَ فِي سنَن أَبي دَاوُود، وَمَعْنَاهَا أَنْهَى وأَبلَغُ، لأَنّ الشيْءَ المُتَناهِيَ فِي نَوْعه يُقَال قد أُبعِدَ فِيهِ. قَالَ: والرِّوايات الصَّحِيحَة: (أَعْمَدُ) ، بِالْمِيم.
وأَبعدَه اللَّهُ، أَي لَنَنه اللَّهُ.
بعد
بَعُدَ بُعْداً وبِعَاداً، وابْتَعَدَ: بمعنىً. وبَعِدَ بَعَداً: هَلَكَ. وبُعْداً له وسُحْقاً، وبُعْدٌ له أيضاً. وبَاعَدَ اللُهُ بينهما وبَعدَ. وبَعْدُ: نَقِيضُ قَبْلُ.
وجِئْتُ بَعْدَيْك - مُثَنىً -: أي بَعْدَكَ، وأنْشَدَ: ألا يا اسْلَما يا دِمْنَتَيْ أمَ مالك ... ولا يَسْلَمَنْ بَعْدَيكُما طَلَلانِ
وأتَيْتُه بُعَيْداتِ بَيْنٍ: أي أتَيْتَه بَعْد زَمن ثم أمْسَكْتَ عنه ثم أتيتَ.
وما عِندَكَ أبْعَد - مُنوَنٌ -؛ وانًك لَغَيْرُ أبْعَدٍ: أي ما عِنْدَك طائلٌ. وأتاه من بُعدَه: أي من أرضٍ بَعيدةٍ، وجَمْعُها بُعَدٌ. وهو ذو بُعدَةٍ: أي بَعيدُ الهِمَة.
ويقولون: إذا لم تكُنْ من قُرْبانِ الأمير فكُنْ من بُعْدانِهِ: أي ممَن يَبْعُدُ عنه، جَمْعُ بَعيدٍ.
(ب ع د) : (أَخْذُهُ) مَا قَرُبَ وَمَا (بَعُدَ) فِي (قَرَّ) وَقَوْلُهُ وَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِاَلَّذِي (لَا بَعْدَ) لَهُ يَعْنِي لَيْسَ بِنِهَايَةٍ فِي الْجَوْدَةِ وَكَأَنَّ مُحَمَّدًا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِهِمْ هَذَا مِمَّا لَيْسَ بَعْدَهُ غَايَةٌ فِي الْجَوْدَةِ وَالرَّدَاءَةِ وَرُبَّمَا اخْتَصَرُوا الْكَلَامَ فَقَالُوا لَيْسَ بَعْدَهُ ثُمَّ أُدْخِلَ عَلَيْهِ لَا النَّافِيَةُ لِلْجِنْسِ وَاسْتَعْمَلَهُ اسْتِعْمَالَ الِاسْمِ الْمُتَمَكِّنِ (قَوْلُهُ بُوعِدَتْ) مِنْهُ جَهَنَّمُ خَمْسِينَ عَامًا لِلرَّاكِبِ الْمُجِدِّ أَيْ الْجَادِّ وَيُرْوَى الْمُجِيدُ وَهُوَ صَاحِبُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ وَمُبَاعَدَةُ النَّارِ مَجَازٌ عَنْ النَّجَاةِ مِنْهَا وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةً وَانْتِصَابُ خَمْسِينَ عَلَى الظَّرْفِ وَلَا بُدَّ مِنْ تَقْدِيرِ الْإِضَافَةِ عَلَى مَعْنَى مَسَافَةَ مَسِيرَةِ خَمْسِينَ عَامًا.
[بعد] البُعْدُ: ضد القرب. وقد بَعُدَ بالضم فهو بعيد، أي تَباعَدَ. وأَبْعَدَهُ غيره، وباعَدَهُ، وبَعَّدَهُ تَبعيداً. والبَعَدُ بالتحريك: جمع باعِدٍ، مثل خادم وخدم. قال النابغة:..... إنَّ لَهُ فَضْلاً على الناسِ في الاذنين والبعد والبعد أيضا: الهلاك. تقول منه: بعد بالكسر: فهو باعِدٌ. واسْتَبْعَدَ، أي تَبَاعَدَ. واسْتَبْعَدَهُ: عَدَّهُ بعيداً. وتقول: تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ وغيرَ بَعَدٍ أيضاً، أي غير صاغر. تنح غير بعيد، أي كل قريبا. وما أنتم بِبَعيدٍ، وما أنت مِنَّا ببَعيدٍ، يستوي فيه الواحد والجمع. وكذلك ما أنت منا ببعد، وما أنتم منا بِبَعَدٍ. وبيننا بُعْدَةٌ، من الأرض والقَرابةِ. قال الأعشى:

وَلا تنأمن ذى بعدة إن تَقَرَّبا * ويقال أَبْعَدَ الله الآخَرَ، ولا يقال للاثنى منه شئ. وقولهم: كَبَّ الله الأَبْعَدَ لِفِيهِ، أي ألقاه لوجهه. والأَبْعَدُ: الخائن. والبعدان: جمع بعيد، مثل رغيف ورغفان. يقال: فلان من قُرْبانِ الأمير ومن بُعْدانِهِ. والأَباعِدُ: خلاف الأقارب. وبَعْدُ: نقيض قبل: وهما اسمان يكونان ظرفين إذا أضيقا، وأصلهما الاضافة، فمتى حذفت المضاف إليه لعلم المخاطب بنيتهما على الضم ليعلم أنه مبنى، إذ كان الضم لا يدخلهما إعرابا، لانهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتداء ولا الخبر. وقولهم: رأيته بعيدات بين، أي بُعَيْدَ فِراقٍ، وذلك إذا كان الرجل يُمسِك عن إتيان صاحب الزمان ثم يأتيه، ثم يمسك عنه نحو ذلك ثم يأتيه. قال:

لَقيتُهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ * وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكّن. وقولهم " أمّا بَعْدُ "، هو فصل الخطاب

نَأَيَ 

(نَأَيَ) النُّونُ وَالْهَمْزَةُ وَالْيَاءُ كَلِمَتَانِ: النُّؤْيُ وَالنَّأْيُ. فَالنُّؤْيُ: حَفِيرَةٌ حَوْلَ الْخِبَاءِ، يَدْفَعُ مَاءَ الْمَطَرِ عَنِ الْخِبَاءِ. يُقَالُ أَنْأَيْتُ نُؤْيًا. وَالْمُنْتَأَى: مَوْضِعُهُ. وَأَنْشَدَ الْخَلِيلُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: إِذَا مَا الْتَقَيْنَا سَالَ مِنْ عَبَرَاتِنَا ... شَآبِيبُ يُــنْأَى سَيْلُهَا بِالْأَصَابِعِ

وَأَمَّا النَّأْيُ فَالْبُعْدُ، يُقَالُ نَأَى يَــنْأَى نَأْيًا ; وَانْتَأَى: افْتَعَلَ مِنْهُ. وَالْمُنْتَأَى: الْمَوْضِعُ الْبَعِيدُ. قَالَ:

فَإِنَّكَ كَاللَّيْلِ الَّذِي هُوَ مُدْرِكِي ... وَإِنْ خِلْتُ أَنَّ الْمُنْتَأَى عَنْكَ وَاسِعُ

وَرُبَّمَا أَخَّرُوا الْهَمْزَةَ فَقَالُوا نَاءٍ، وَإِنَّمَا هُوَ نَأَى. قَالَ:

مَنْ إِنْ رَآكَ غَنِيًّا لَانَ جَانِبُهُ ... وَإِنْ رَآكَ فَقِيرًا نَاءَ وَاغْتَرَبَا

وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

نوأ

نوأ
ناءَ بـ يَنُوء، نُؤْ، نَوْءًا، فهو نَاءٍ، والمفعول مَنُوء به
• ناءَ الشَّخصُ بالحِمل:
1 - نهض به مُثْقَلاً في جَهْدٍ ومشقّة "ناءت المرأةُ بحِمْلِها" ° ناءَ بجانبه: أعرض.
2 - أثقل به فسَقَط "ناء الشيّالُ بكيس القطن الثَّقيل".
• ناءَ به الحِملُ: أثقله وأماله " {وَءَاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}: تصوِّر الآيةُ ضخامةَ ثروة قارون". 

أناءَ يُنِيء، أنِئْ، إِناءَةً، فهو مُنِيء، والمفعول مُنَاء (للمتعدِّي)
• أناءتِ السَّماءُ: كساها الغَيْمُ.
• أناء الحِملُ حاملَه: ناء به، أثقله وأماله. 

تناوأَ يتناوأ، تناوُؤًا، فهو مُتَنَاوِئ
• تناوأ الشَّخصان:
1 - تفاخرا وتعارضا "يتناوءون في أمورٍ لا وزن لها".
2 - تعاديا. 

ناوأَ يناوئ، مُنَاوَأةً، فهو مُنَاوِئ، والمفعول مُنَاوَأ
• ناوأ الشَّخصَ:
1 - فَاخَرَه.
2 - عاداه "ناوأه خصومُه- ناوأ الاحتلالَ". 

إِناءَة [مفرد]: مصدر أناءَ. 

نَوْء [مفرد]: ج أنواء (لغير المصدر):
1 - مصدر ناءَ بـ.
2 - عطاءٌ "هذا الثريُّ كثير النَّوْء".
3 - مطرٌ شديد.
4 - نجمٌ مال للغروب ° فلانٌ نَوْؤُه متخاذل: ضعيفُ النّهض.
5 - رياح شديدة السُّرعة "سفينة تتقاذفها الأنواءُ". 
ن و أ

نؤت بالحمل: نهضت به، وناء بي الحمل: مال بي إلى السقوط. والمرأة تنوء بها عجيزتها. " ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة ". وفلان نوءه متخاذل إذا كان ضعيف النّهض. وناوأت الرجل: عاديته، ومعناه: ناهضته للعداوة. وناء النّجم: سقط، وناء: طلع. ومعه علم الأنواء. وما بالبادية أنوأ من فلانٍ: أعلم منه بالأنواء. وتقول: أطفأ الله ضوءك، وخطّأ نوءك؛ وهو أن يسقط نجم مع طلوع الفجر ويطلع في حياله نجم على رأس أربعة عشر منزلاً من منازل القمر فيسمّى ذلك السّقوط والطّلوع: نوءاً.
نوأ خطط قَالَ أَبُو عبيد: النوء هُوَ النَّجْم الَّذِي يكون بِهِ الْمَطَر [فَمن همز الْحَرْف فَقَالَ: خَطَّأ الله فَإِنَّهُ أَرَادَ الدُّعَاء عَلَيْهَا أَي أخطَأَها المطرُ] وَمن قَالَ: خَطَّ الله نَوْءَها فَلم يهمّز وشدد الطَّاء فَإِنَّهُ يَجعله من الخَطِيطة وَهِي الأَرْض الَّتِي لم تمطر بَين أَرضين ممطورتين وَجمع الخَطِيطة خطائطُ وأنشدني أَبُو عُبَيْدَة: [الرجز] : ... على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخطائطا قَالَ الْأَصْمَعِي فِي الخطيطة مثل ذَلِك وَكره الْوَجْه الَّذِي فِي الأنواء. قَالَ أَبُو عبيد: وَلم يقل ابْن عَبَّاس هَذَا وَهُوَ يُرِيد الأنواء بِعَينهَا إِنَّمَا هِيَ كلمة جَارِيَة على ألسنتهم يَقُولُونَهَا من غير نِيَّة الدُّعَاء كَقَوْل النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: عَقْرى حَلْقى [وَكَقَوْلِه: تَرِبت يداك فَكَذَلِك مَذْهَب ابْن عَبَّاس وَلم يكن يُقرّ بالأنواء وَلَا يقبلهَا وَكَذَلِكَ حَدِيث عمر رَحمَه الله حِين صعد الْمِنْبَر يَسْتَسْقِي فَلم يزدْ على الاسْتِغْفَار وَقَالَ: لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجادِيح السَّماءِ قَالَ: والمجاديح من النُّجُوم وَلكنه تكلم على مَا كَانَت الْعَرَب تكلم بِهِ وَلم يرد غير هَذَا وَلَيْسَ للْحَدِيث وَجه غَيره] . وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن رجلا قَالَ لَهُ: مَا هَذِه الفُتيا الَّتِي قد شغَبْتَ النَّاس ويروى: شعبت - بِالْعينِ وَمَعْنَاهَا: فرقت.
[ن وأ] ناءَ بحمْله يَنُوْءُ نَوْءًا وتَنْوَاءً نهض وقيل أَثفلَ فَسَقط فهو من الأضداد وناءَ به الحِمْلُ وَأَناءَهُ وقالوا له عندي مَا ساءَهُ ونَاءَهُ فإذَا أَفْردُوا قالوا أَناءَهُ لأَنَّهم إِنّما قالوا ناءَهُ لمَكَانٍ ساءَهُ كما قالوا مَرَأَهُ لمكانٍ هَنَأهُ وإنّما هو أَمْرَأهُ والنَّوْءُ النّجمُ إذا مالَ للمَغِيْبِ والجمعُ أَنْوَاءٌ ونُوْءَانٌ قال حسانُ

(وَيَثْرِبُ تَعْلَمُ أَنَّا بِهَا ... إِذَا قَحَط الغَيْثُ نُوْآنُهَا)

وقد ناءَ نَوْءًا واستَنَاءَ واستــنْأَى الأخيرةُ على القَلب قال

(يَجُرُّ ويَسْتَنْئِيْ نَشاصًا كأَنّهُ ... بِغَيْقَةَ لمَّا جَلْجَلَ الصوتَ جالِبُ)

قال أبُو حَنيفةَ استَنْأَوا الوَسْمِيَّ نظروا إليه وأَصلُهُ مِنَ النَّوْءِ فقدّمَ الهمزة وقيلَ مَعْنَى النَّوْءِ سُقُوطُ النَّجْمِ في المغربِ مع الفجر وطُلُوعُ آخرَ يقابلُهُ من ساعِتِه في المشرقِ وإنّما سُمي نَوْءًا لأنّهُ إذا سَقَطَ الغَارِبُ ناءَ الطالِعُ وذلكَ النُّهوضُ هُو النّوْءُ بَعضُهُم يجعَلُ النّوْءَ السقُوطَ كأنّهُ منَ الأضداد قالَ أبو حَنِيْفَةَ نَوْءُ النّجْمِ هو أَوّل سُقُوطٍ يُدْركُهُ بالغَداة إذا همَّتِ الكواكبُ بالمُصُوحِ وذلك في بَيَاضِ الفجرِ المُستطيرِ وفي بعض نُسَخِ الإِصْلاحِ ما بالباديَّة أَنْوَأُ مِن فُلانٍ أي أَعْلمُ بَأَنْوَاءِ النّجُوم منهُ ولا فِعْلَ له وهذا أَحَدُ مَا جاء من هذا الضربِ من غير أَنْ يكونَ له فِعلٌ وإِنّما هو من باب أَحْنَكِ الشاتَينِ وأَحْنَكِ البعيرَيْنِ فَافْهَمْ وناوَأْتُ الرجل مُنَاوَأَةً فاخرتُهُ وعاديتُهُ
[نوأ] ناءَ يَنوءُ نَوْءًا: نَهَضَ بِجَهْدٍ ومَشَقَّةٍ. وناءَ: سَقط وهو من الأضداد. ويقال ناءَ بالحِمْلِ، إذا نهض به مُثْقَلاً: وناءَ به الحِمْلُ، إذا أثْقَله. والمرأةُ تَنوءُ بها عَجيزَتُها أي تُثْقِلُها، وهي تَنوءُ بعجيزَتِها أي تنهض بها مُثْقَلَةً. وأناءهُ الحِمْلُ، مثل أناعَهُ، أي أثْقَلَهُ وأمالَهُ، كما يقال ذَهبَ به وأذْهَبَهُ بمعنًى. وقوله تعالى: (ما إنَّ مفاتِحَهُ لَتَنوءُ بالعُصْبَةِ) . قال الفراء: أي لتنئ بالعصبة: تثقلها. قال الشاعر: إنى وجدك ما أَقْضي الغريمَ وإن * حانَ القضاءُ وما رقت له كبدي إلا عَصا أَرْزَنٍ طارتْ بُرايَتُها * تنوء ضربتها بالكف والعضد أي تثقل ضربتها الكف والعضد. والنوء: سقوط نَجمٍ من المنازلِ في المغربِ مع الفجرِ وطُلوعُ رِقيبهِ من المشرقِ يُقابلُه من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثةَ عشَرَ يوماً، وهكذا كلُّ نجم منها إلى انقضاء السَنَةِ، ما خَلا الجَبهةَ فإنَّ لها أربعة عشر يوماً. قال أبو عبيد: ولم نسمع في النَوْءِ أنه السقوطُ إلا في هذا الموضع. وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحرَّ والبرد إلى الساقط منها. وقال الأصمعي: إلى الطالع منها في سلطانه، فتقول: مُطِرْنا بِنَوْءٍ كذا. والجمع أنواء ونوآن أيضا، مثل عبد وعبدان وبطن وبطنان. قال حسان بن ثابت: ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أنَّا بها * إذا قَحَطَ القَطْرُ نوآنُها وناوَأتُ الرَّجُلَ مُناوَءةً ونِواءً: عادَيْتُه. يقال: إذا ناوَأتَ الرِجالَ فاصْبرْ. وربَّما لم يهمز وأصله الهمز، لأنه من ناءَ إليك ونؤت إليه، أي نهض ونهضت إليه. ابن السكيت: يقال له عِندي ما ساءهُ وناءهُ، أي أثقله، وما يسوءه وينوءه. وقال بعضهم: أراد ساءه وأناءه. وإنما قال ناءه وهو لا يتعدى لاجل ساءه ليزدوج الكلام، كما يقال: إنى لآتيه الغدايا والعشايا، والغداة لا تجمع على غدايا. وأناء اللحمَ يُنيئُهُ إناءةً، إذا لم ينضجه، وقد ناء اللحم ينئ نيأ، فهو لحم نئ بالكسر مثال نيعٌ، بيِّن النُيوءِ والنُيوءةِ. وناء الرجل مثال ناع: لغة في نأى إذا بَعُدَ. قال الشاعر : مَنْ إنْ رآكَ غَنيًّا لانَ جانِبُه * وإنْ رآكَ فَقيراً ناَء واغْتَرَبا
(نوأ) - قوله تعالى: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}
: أي تنهَضُ بها وهي من المَقْلُوب.
: أي أنّ العُصْبَة لَتَنُوءُ بِهَا؛ يعنى يَنهضُون بِمفَاتِحهِ.
يُقال: ناءَ بحِمْلهِ؛ إذَا نَهَضَ به مُتثَاقِلاً. وقال الفَرَّاءُ: ليس هو بمقلُوب، وَمعناه: [مَا] إنَّ مَفَاتِحَهُ لتُنِىءُ العُصْبَةَ؛ أي تُمِيلُهم بثِقَلِهَا، فَلمّا انفتَحت التّاء دخَلَت البَاء، كما قالوا: هو يَذهَبُ بالبُؤسِ، ويُذهِبُ البُؤسَ. واختِصَار تَنُوء بالعُصْبَةِ: تجعَل العُصْبَةَ تَنُوء؛ أي تَنهَضُ مُتثَاقلةً، كقَولهم: قُم بنَا؛ أي اجعَلنَا نَقُوم، ومنه المُنَاوَأةُ؛ وهي المُنَاهَضَةُ.
- ومنه الحديث: "لا تَزالُ طائفَةٌ مِن أُمَّتى ظاهِرين على مَن ناوَأَهُم".
: أي مَن ناهَضَهُم مُفَاعَلَةً منه، كأنَّ كُل وَاحدٍ منهم نَاءٍ إلى الآخرِ، ونَاءَ: نهَضَ، وناءَ: سَقَطَ، كَأنَّه مِن الأضْدَادِ.
ومعنى نَاءَ به: أطاقَهُ وِنهَض به مُثقَلاً مائلاً إلى السُّقُوطِ، وكذلك النَّوْءُ في المَطَرِ، كَأنهُ نهَضَ من السَّحاب، ومِن الكَوكب السَّاقِط عندَهم، وإن كانَ الشَّارِع قد أبطَلَهَ، يَعنُونَ به أوّلَ سُقوطٍ يدركه بالغَدَاة، إذَا هَمّ الكوكَب بالمُصُوحِ .
- وفي حديث الذي قَتَلَ تِسعاً وتسْعِينَ نَفساً: "فَنَاء بِصَدْرهِ"
: أي نَهَض. ويَحتَمِل أنّه بمعنى نأى، يُقالُ: نأَى وناءٍ، كما يُقال: رأَى ورَاءٍ، قاله عبدُ الغافِرِ.
- في حديث عُثمان - رضي الله عنه -: "قالَ لِلْمَرأةِ التِى مُلِّكَتْ أمرَها فطَلَّقَتْ زَوْجَهَا، إنّ الله عزّ وجلّ خَطَّأَ نوْءَهَا"
قال قومٌ: دُعَاء عليها، كما يُقَال: لا سَقَاه الله الغيثَ .
قال الحَربىُّ: وهذا لا يُشْبِه الدُّعَاءَ، إنما هو خَبَرٌ، والذى يُشْبِهُ أن يكونَ دعَاءً.
- ما رُوِىَ عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: "قال: خطَّأَ الله نَوءَهَا" .
: أي لَو طَلَّقَت نَفْسَها لَوَقَعَ الطَّلاقُ، فلم يُصِبْهَا ها هُنَا بقولِهِ شىء من الطّلاَق، كَمن يُخْطِئُه النَّوءُ فلا يُمْطَر.
[نوأ] نه: في ح أمر الجاهلية: "الأنواء"، هي ثمان وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، ومنه "والقمر قدرناه منازل" ويسقط في الغرب كل ثلاث عشرة، منزلة مع طلوع الفجر وتطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة، وكانت العرب تزعم أن مع سقوطأي بعد. ط، ك: هو مهموز اللام وقيل مهموز العين، أي أبعد صدره عن القرية الأولى مائلًا إلى ناحية تلك القرية التي توجه إليها فأدركه الموت أي أمارتهن وهو عطف على مقدر أي فقصدها وسار إلى وسط الطريق فأدركه، وإن تقربي مفسرة لأن أوحى، وهذه إشارة إلى قرية توجه إليها أي تقربي من الميت، وتباعدي أي عنه، وقيل: هما إشارة على الملائكة المتخاصمين، وفيه بعد، فإن قيل: حقوق العبد لا تسقط بالتوبة! قلت: إذا قبل الله توبته يرضي خصمه. وفي ح أصحاب الغار: قد "ناء" بي الشجر، وفي بعضها بهمزة فألف- وهما لغتان، أي بعد بي المرعى في الشجر، وصالحة- صفة آخر لأعمال، وضمن أرعى معنى أنفق أي أنفق عليهم راعيًا الغنيمات، وضمن رحت معنى رددت أي رددت الماشية من المرعى على موضع مبيتها، ودأبهم أي الوالدين والصبية، وكأشد ما يحب- ما مصدرية أي أحبها حبًا مثل أشد حب الرجال، والخاتم- كناية عن البكارة، وقوله: إلى ذلك البقر وراعيها، ذكر أولًا بتأويل الجنس وأنث ثانيًا بتأويل جمعيته، وفيه أنه تستحب الدعاء والتوسل بصالح الأعمال في الكرب. وفيه: من سمع بالدجال "فلينأ" عنه، أي ليبعد عنه فإن الشخص يظن أنه مؤمن فيتبعه لأجل ما يثيره من السحر وإحياء الموتى فيصير كافرًا وهو لا يدري. ك: فذهب "لينوء"- بنون مضمومة فهمزة، أي لينهض بجهد ومشقة. ن: وفيه: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على من "ناوأهم"- بهمزة بعد واو، أي عاداهم. نه: من ناوأته نواء ومناواة- إذا عاديته، من ناء إليك ونؤت إليه- إذا نهضتما. ومنه: ورجل ربطها فخرًا و"نواء" لأهل الإسلام، أي معاداة لهم.
نوأ
ناء يَنُوْءُ نَوْءً: نهض بجَهْدِ ومشقة، قال جعفر بن عُلبة الحارثي:
فَقُلْنا لهم تِلكُم إذَنْ بعد كَرَّةٍ ... تُغادِرُ صَرْعى نَوْؤُها مُتَخَاذِلُ
وناء: سقط. وهو من الأضداد، ويقال: ناء بالحِمْلِ: إذا نهض به مُثْقَلاً، وناء به الحِمْل: إذا أثقلَه. والمرأة تَنُوءُ بها عجيزتُها: أي تَنْهَض بها مُثقلة. قوله عز وجل:) ما إنَّ مَفَاتِحَه لَتَنُوْءُ بالعُصْبَة (قال الفرّاء: أي لَتُنِيءُ العُصبة بثِقْلِها، قال:
إنّي وجَدِّكَ ما أقْضِي الغَريْمَ وإنْ ... حانَ القَضاءُ وما رَقَّتْ له كَبدي
إلاّ عَصَا أرْزَنٍ طارَتْ بُرَايَتُها ... تَنُوْءُ ضَرْبَتُها بالكَفِّ والعَضُدِ
والنَّوْءُ: سقوط نجمٍ من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقبيه من المشرق يقابله من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثة عشر يوما؛ وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السّنة ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوماً. قال أبو عبيدٍ: ولم نسمعْ في النَّوء أنه السّقوط إلاّ في هذا الموضع. وكانت العرب تُضيف الأمطار والرياح والحرَّ والبرْد إلى الساقط منها، وقال الأصمعي: إلى الطّالِع منها فتقول: مُطِرْنا بِنَوءِ كذا، وإنما غلّظ النبي - صلى الله عليه وسلم - القول فيمن يقول: مُطِرْنا بَنوْءِ كذا؛ لأن العرب كانت تقول: إنما هو من فعل النجم ولا يجعلونه سُقيا من الله تعالى. فأما من قال: مُطرِنا بَنوْء كذا ولم يُرِد هذا المعنى وأراد: مُطرنا في هذا الوقت؛ فذلك جائز، كما رُوي عن عمر - رضي الله عنه - أنه استسقى بالمصلّى ثم نادى العبّاس - رضي الله عنه -: كم بقي من نَوْء الثُّريّا فقال: إن العلماء بها يزعمون أنها تعتَرض في الأفق سبعاً بعد وقوعها، فوالله ما مضت تلك السَّبع حتى غِيْثَ الناس. أراد عمر - رضي الله عنه -: كم بقي من الوقت الذي قد جَرت العادة أنه إذا تم أتى الله بالمطر.
وجمْع النَّوْء: أنْواءٌ ونُوْآن أيضاً؛ مثال عبدٍ وعُبْدان وبطْن وبُطْنان، قال حسّان بن ثابت - رضي الله عنه -:
ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أنّا بها ... إذا قَحَطَ القَطْرُ نُوْآنُها
ابن السكِّيت: يقال: له عندي ما ساءَه وناءَه: أي أثقلَه، وما يَسُوؤه وينوؤُه، وقال بعضهم: أراد: ساءه وأناءَه، وغنما قال ناءَه - وهو لا يتعدى - لأجل الأزْدواج؛ كقولهم: إني لآتيه بالغَدَايا والعَشايا، والغَدَاةُ لا تُجمع على غَدَايا.
وناء الرجل - مثال ناعَ -: لُغة في نَأَى: إذا بَعُد، قال سهم بن حنظلة الغَنَوي، وأنشده الأصمعي لِرجل من غَنيّ من باهلة، قال ويُقال: إنّه لِعُبادَة ابن مُحَبَّر، وهو في شِعر سهم:
إنَّ اتِّبَاعَكَ مَوْلى السَّوْء تَسْأَلُه ... مِثل القُعود ولَمّا تَتَّخِذْ نَشَبَا
إذا افْتَقَرْتَ نَأى واشْتَدَّ جانِبُه ... وإنْ رَآكَ غَنِيّاً لانَ واقْتَرَبا
هكذا الرواية، وروى الكسائي:

مَنْ إنْ رَآكَ غَنِياً لانَ جانِبُه ... وإنْ رآكَ فَقِيْراً ناءَ واغْتَرَبا
والشاهد في رواية الكسائي.
وأنَاءَهُ الحِمْل - مثال أناعَه -: أي أثقلَه وأماله.
واسْتَنَأْتُ الرجُل: طلبْتَ نَوءَه أي رفْدَه، كما يقال: شِمْتُ بَرْقه.
والمُسْتَنَاءُ: المُستعْطى، قال عمرو ابن أحمر الباهليّ: الفاضلُ العادِلُ الهادي نَقِيْبَتُه ... والمُسْتَنَاءُ إذا ما يَقْحَطُ المَطَرُ
وناوَأْتُ الرجل: عادَيتُه، يقال: إذا ناوَأْتَ الرِّجال فاصبِر، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: الخيْل لثلاثة: لرَجُلٍ أجْر ولرَجُلٍ سِتْر وعلى رَجل وزْر، فأما الذي له أجر فرجُل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مَرْجٍ أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنه انقطع طيلها فاسْتَلَّت شرفاً أو شرفين كانت له آثارُها وأرواثُها حسنات ولو أنها مَرَّت بنهر فشربت منه ولم يُرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له؛ فهي لذلك الرجل أجر. ورجُل ربطها تغنيِّاً وتَعفُّفاً ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر. ورجل ربطها فخراً ورياءً ونِواءً لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر.
والتركيب يدل على النُّهوض.

نو

أ1 نَآءَ, aor. ـُ inf. n. نَوْءٌ (S, K) and تَنْوَآءٌ, (K,) He rose, or arose, with effort and difficulty. (S, K.) b2: نَآءَ بِحِمْلِهِ He rose with his burden with effort and difficulty. (TA:) he rose with his burden oppressed (??) its weight. (S, K.) b3: تَنُوْءُبِعَجِيزَتِهَا She rises with her buttocks oppressed by their weight: said of a woman. (S.) b4: نَآءَ بِصَدْرِهِ He arose. [App. said originally, if not only, of a camel.] (TA.) b5: نَاءَ بِهِ and ↓ اناءهُ, It (a burden) oppressed him by its weight, and bent him, or weighed him down. (S, K,) b6: تَنُوْءُ بِهَا عَجِيزَتُهَا Her buttocks oppress her by their weight: said of a woman. (S.) b7: نَآءَ He was oppressed by weight, (K,) and fell down: (S, K:) thus the verb bears two [partially] opposite significations. (K.) b8: نَآءَ بِجَانِبِهِ (assumed tropical:) He behaved proudly. (TA, art. مط.) b9: نَآءَ النَّجْمُ, aor. ـُ inf. n. نَوْءٌ; and ↓ استناء and إِسْتَــنْأَى (K; the latter being formed by transposition, TA) The star, or asterism, [generally said of one of those composing the Mansions of the Moon,] set (accord. to some), or rose (accord. to others), aurorally, i. e. at dawn of morning. (TA.) See نَوْءٌ. [It seems that ناء is used in both these senses because the star or asterism appears as though it were nearly overcome by the glimmer of the dawn.]

A2: نَآءَ, (K,) formed by transposition from نَأَى, (TA,) or a dial. form of this latter, (S, TA,) He, or it, was, or became, distant; removed to a distance; went far away. (S, K.) b2: ناء بِهِ [It rendered him distant, or removed him to a distance]. (TA.) A3: مَا سَآءَكَ وَنَآءَكَ (S) [see explained in art. سوأ]: ناءك is here used for أَنَآءَكَ, in order to assimilate it to ساءك; (S;) like as they say هَنَأَنِى وَمَرَأَنِى, for أمْرَأَنِى. (TA.) 3 ناوأهُ, inf. n. مُنَاوَأَةٌ and نِوَآءٌ, He contended with him for glory; vied with him. (K.) b2: He acted hostilely towards him. (S, K.) Sometimes without ء; but originally with ء; being derived from نَآءَ إِلَيْكَ and نُؤْتُ إِلَيْهِ. (S.) 4 أَنْوَاَ see 1.10 استناء بِنَجْمٍ [He prognosticated rain &c. by reason of the rising or setting of a star or an asterism aurorally, i. e., at dawn of morning: or he regarded a star or an asterism as a نَوْء]. (L.) It is said, لَا تَسْتَنِىءُ العَرَبُ بِالنُّحُومِ كُلِّهَا [The Arabs do not prognosticate rain &c. by reason of the auroral rising or setting of all the stars, or asterisms: or do not regard all the stars or asterisms as أَنْوَا. (Sh, L.) إِسْتَنْأَوْا الوَسْمِىَّ, the ء being transposed, They expected, or looked for, the rain called الوسمى, [from the auroral rising or setting of a star or an asterism]. (AHn.) A2: إِسْتَنَآءَهُ (assumed tropical:) He sought, or asked a gift, or present of him. (K.) نَوْءٌ, pl. أَنْوَآءٌ and نُوآنٌ, (S, K,) A star, or an asterism, verging to setting: or the setting of the star, or asterism, in the west, aurorally, i. e., at dawn of morning, and the rising of another, opposite to it, at the same time, in the east: (K:) or the setting of one of the stars, or asterisms, which compose the Mansions [of the Moon (see مَنَازِلُ القَمَرِ)], in the west, aurorally, i. e., at dawn of morining, and the rising of its رَقِيب, which is another star, or asterism, opposite to it, at the same time, in the east, each night for a period of thirteen days: thus does each star, or asterism, of those Mansions, [one after another,] to the end of the year, except الجَبْهَة, the period of which is fourteen days: (S:) [or it signifies the auroral rising, and sometimes the auroral setting, of one of those stars, or asterisms; as will be shown below: I do not say “ heliacal ”

rising because the rising here meant continues for a period of thirteen days]. Accord. to the T, نوء signifies the setting of one of the stars, or asterisms, above mentioned: and AHn says, that it signifies its first setting in the morning, when the stars are about to disappear; which is when the whiteness of dawn diffuses itself. (TA.) A'Obeyd says, I have not heard نوء used in the sense of “ setting,” “ falling,” except in this instance. (S.) It is added, [whether on his or another's authority is doubtful,] that the [pagan] Arabs used to attribute the rains and winds and heat and cold to such of the stars, or asterisms, above mentioned as was setting at the time [aurorally]; or, accord. to As, to that which was rising in its ascendency [aurorally]; and used to say, مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا [We have been given rain by such a نوء]; (S;) or they attributed heat [and cold] to the rising or the star or asterism, and rain [and wind], to its نَوْء [meaning its setting]. (AHn, Har, p. 216.) This the Muslim is forbidden to say, unless he mean thereby, “ We have been given rain at the period of such a نوء; ” God having made it usual for rain to come at [certain of] the periods called انواء.

Again, A'Obeyd says, The انواء are twenty-eight stars, or asterisms; sing. نوء: the rising of any one of them in the east [aurorally] is called نوء; and the star, or asterism, itself is hence thus called: but sometimes نوء signifies the setting. Also, in the L it is said, that each of the abovementioned stars, or asterisms, is called thus because, when that in the west sets, the opposite one rises; and this rising is called النّوء; but some make نوء to signify the setting; as if it bore contr. senses. (TA.) [El-Kazweenee mentions certain physical occurrences on the occasions of the انواء of the Mansions of the Moon; and in each of these cases, except three, the نوء is the rising, not the setting. Two of the excepted cases are doubtful: the passage relating to the third plainly expresses an event which happens at the period of the auroral setting of الصَّرْفَة; namely the commencement of the days called أَيَّامُ العَجُوزِ; corresponding, accord. to ElMakreezee, with the rising of الفَرْغُ المُقَدَّمُ, the رقيب of الصرفة: and it is said in the S, art. عجز, on the authority of Ibn-Kunáseh, that the ايّام العجوز fall at the period of the نوء of الصرفة. (The auroral setting of الصرفة, at the commencement of the era of the Flight, in central Arabia, happened about the 9th of March O. S.; and this is the day of the N. S., the 26th of February O. S., on which commence the ايّام العجوز accord. to the modern Egyptian almanacs.) Hence it appears, that sometimes the setting, but generally the rising, was called the نوء. Moreover, the ancient Arabs had twenty-eight proverbial sayings (which are quoted in the Mir-át ez-Zemán, and in the work of El-Kazweenee) relating to the risings of the twenty-eight Mansions of the Moon: such as this: إِذَا طَلَعَ الشَّرَطَانْ

إِسْتَوَى الزَّمَانْ “ When Esh-Sharatán rises, the season becomes temperate: ” or, perhaps, “b2: the night and day, become equal. ” (If this latter meaning could be proved to be the right one, we might infer that the Calendar of the Mansions of the Moon was in use more than twelve centuries B. c.; and that for this reason الشرطان was called the first of the mansions; though it may have been first so called at a later period as being the first Mansion in the first Sign of the Zodiac. But I return to the more immediate object which I had in view in mentioning the foregoing sayings.) I do not find any of these sayings (though others, I believe, do) relating to the settings. Hence, again, it appears most probable, that the rising, not the setting, was generally called نوء.] b3: [In many instances,] الأَنْوَآءُ signifies The Mansions of the Moon [themselves]; and نَوْءٌ, any one of those Mansions: and they are also called نُجُومُ المَطَرِ [the stars, or asterisms, of rain]. (Mgh, in art. خطأ.) IAar says that the term نوء was not applied except in the case of a star, or asterism, accompanied by rain: (TA:) [see exs. under خَطَّ and خَطَّأَ: but most authors, it seems, apply this term without such restriction: it is sometimes given to certain stars or asterisms, which do not belong to the Mansions of the Moon; as will be seen below: and it is applied, with the article, especially to الثُّرَيَّا]. b4: Accord. to Az, as cited by AM, the first rain is that called الوَسْمِىُّ: the انواء of which are those called العَرْقُوَتَانِ المُؤَخَّرَتَان, the same, says AM, as الفَرْغُ المُؤَخَّرُ, [the 27th Mansion of the Moon, which, about the period of the commencement of the era of the Flight, (to which period, or thereabout, the calculation of Az, here given, most probably relates,) set aurorally, (for by the term نوء Az means a star or asterism, at the setting of which rain usually falls,) in central Arabia, on the 21st of Sept. O. S, as shewn in the observations on the منازل القمر in this lexicon]: then, الشَّرَطُ, [one of the شَرَطَانِ, the 1st Mansion, which, about the period above mentioned, set aurorally on the 17th of Oct.]: then, الثُّرَيَّا, [the 3rd Mansion, which, about that period, set on the 12th of Nov.]. Then comes the rain called الشَّتَوِىُّ: the انواء of which are الجَوْزَاءُ [meaning الهَقْعَةُ, the 5th Mansion, which, about the period above mentioned, set aurorally on the 8th of Dec.] then, الذِّرَاعَانِ, [i. e. الذِّرَاعُ المَقْبُوضَةُ and الدِّرَاعُ المَبْسُوطَةُ; the former of which, about the same period, set anti-heliacally on the 3rd of January, the proper relative time of the setting of the 7th Mansion; and the latter, on the 16th of January, the proper relative time of the setting of the 8th Mansion;] and their نَثْرَة, [the 8th Mansion, which, about that period, set aurorally on the 16th of Jan.]: then, الجَبْهَةُ, [the 10th Mansion, which set aurorally, about that period, on the 11th of Feb.] In this period the شتوى rain ends; and that called الدَّفَئِىُّ (q. v.) begins, and [after this] الصَّيْفُ. All the rains from the وسمى to the دفئى are called رَبِيعٌ. Then, [after the دفئى,] comes the صَيْف: the انواء of which are السِّمَاكَانِ (الأَعْزَلُ and الرَّقِيبُ); [the former of which is, accord. to El-Kazweenee, the 14th Mansion, which, about the period above mentioned, set aurorally on the 4th of April: the latter seems to be the رقيب of الثريّا (see رقيب): i. e. الإِكْلِيلُ, the 17th Mansion, which, about the same period, set aurorally on the 13th of May; a period of about forty days. Then comes الحَميمُ.

[see this word, said by some to be] a period of about twenty nights, commencing at the [auroral] rising of الدَّبَرَان, [at the epoch of the Flight about the 26th of May, O. S.,] which has [little rain, or none, and is therefore said to have] ??

نوء. Then comes الخَريفُ [a period of little rain the انواء of which are النَّسْرَانِ [or the two vultures, النَّسْرُ الوَاقِعُ and النَّسْرُ الطَّائِرُ, which, in central Arabia, about the period above mentioned, set aurorally on the 24th of July, O. S., both together]: then, الخضر, [which I have not been able to identify with any known star or asterism, in the TT with صح written above it, to denote its being correctly transcribed]: then, العَرْقُوَتَانِ الأُولَيانِ, the same says AM, as الفَرْغُ المُقَدَّمُ, the 26th Mansion, which, about the same period, set on the 8th of Sept.]. (T, TT, TA. *) b5: [Hence,] نَوْءٌ [also means (assumed tropical:) The supposed effect of a star or asterism so termed in bringing rain &c.: whence the phrase لَا نَوْءَ لَهُ It has no effect upon the weather; said of a particular star or asterism: see البُطَيْنُ. b6: Also. Rain consequent upon the annual setting or rising of a star so termed (assumed tropical:) so in many instances in Kzw's account of the Mansions of the Moon.] And (tropical:) Herbs, or herbage: so called because regarded as the consequence of what is [more properly] termed نوء: [i. e., the auroral setting or rising of a star or asterism, or the rain supposed to be produced thereby.] Ex. جَفُّ النَّوْءُ The herbage dried up. (IKt.) Also, (tropical:) A gift, or present. (K.) أَنْوَأُ More, or most, acquainted with the أَنْوَآء (K, and some copies of the S) [See نَوْءٌ, It is an anomalous word, though of a kind of which there are some other examples, for it has no verb] and, by only, a noun of this class is not formed but from a verb. (TA) مُسْتَنَاءٌ (assumed tropical:) One of whom a gift, or present, is sought, or asked, (K.)
نوأ
(} نَاءَ) بِحِمْله {يَنُوءُ (} نوْأً {وتَنْوَاءً) بِفَتْح المُثنّاة الْفَوْقِيَّة ممدودٌ على الْقيَاس: نَهَضَ مُطلقاً وَقيل: (نَهَضَ بِجَهْدٍ ومَشَقَّةٍ) قَالَ الحارِثيُّ:
فَقُلْنَا لهمْ تِلْكمْ إِذاً بعد كَرَّةٍ
تُغادِرُ صَرعَى} نَوؤُها مُتخاذِلُ
(و) يُقَال: {ناءَ (بالحِمْلِ) إِذا (نَهَضَ) بِهِ (مُثْقَلاً، و) ناءَ (بِهِ الحِمْلُ) إِذا (أَثْقَلَهُ وأَمَالَه) إِلى السُّقُوط (} كَأَنَاءَةُ) مثل أَنَاعه، كَمَا يُقَال: ذَهَبَ بِهِ وأَذْهَبه بِمَعْنى، والمرأَة {تَنُوءُ بهَا عَجِيزَتُها، أَي تُثْقِلُهَا، وَهِي تَنُوءُ بِعَجِيزَتِهَا، أَي تَنْهض بهَا مُثْقَلَةً. وَقَالَ تَعَالَى: {مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ} لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِى الْقُوَّةِ} (الْقَصَص: 76) أَي تُثْقِلهم، وَالْمعْنَى أَنَّ مفاتِحَه تَنُوءُ بالعُصْبَةِ، أَي تُمِيلُهم مِن ثِقْلِهَا، فإِذا أَدْخَلْت البَاءَ قُلْتَ تُنُوءُ بهم، وَقَالَ الفراءُ: {- لَتُنِيءُ العُصْبَةَ: تُثْقِلُها، وَقَالَ:
إِنِّي وَجَدِّك لاَ أَقْضِي الغَرِيم وَإِنْ
حَانَ القَضَاءُ وَمَا رَقَّتْ لَهُ كَبِدِي
إِلاَّ عَصَا أَرْزَنٍ طَارَتْ بُرَايَتُهَا
تَنُوءُ ضَرْبَتُهَا بِالكَفِّ وَالعَضُدِ
أَي تُثْقِلُ ضَرْبَتُها الكَفَّ والعَضُدَ.
(و) قيل: ناءَ (فُلانٌ) إِذا (أُثْقِلَ فَسَقَط) ، فَهُوَ (ضِدٌّ) ، صَرَّح بِهِ ابنُ المُكرَّم وغيرُه، وَقد تَقدَّم فِي س وأَ قَوْلهم مَا سَاءَك} ونَاءَك بإِلقاءِ الأَلف لأَنه مُتبع لساءَك، كَمَا قَالَت الْعَرَب: أَكلْتُ طَعَاماً فهَنَأَني ومَرَأَني، وَمَعْنَاهُ إِذا أُفْرِد، أَمْرَأَني. فحُذِف مِنْهُ الأَلف لَمَّا أُتْبِع مَا لَيْسَ فِيهِ الأَلف مَعْنَاهُ مَا سَاءَك {وأَنَاءَك. وَقَالُوا: لَهُ عِنْدِي مَا سَاءَهُ} ونَاءَهً. أَي أَثقله، وَمَا يَسُوءُه وَمَا {يَنُوُءُه، وإِنما قَالَ ناءَهَ وَهُوَ لَا يَتَعَدَّى لأَجل ساءَه، وَلِيَزْدَوِجَ الكلامُ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(} والنَّوْءُ: النَّجْم) إِذا (مَالَ للغرُوبِ) وَفِي بعض النُّسخ: للمَغِيب (ج {أَنْوَاءٌ} ونُوآنٌ) مِثل عَبْد وعُبْدان وبَطْن وبُطْنَان، قَالَ حسَّانُ بن ثابتٍ رَضِي الله عَنهُ:
وَيَثْرِبُ تَعْلَم أَنَّا بِهَا
إِذَا أَقْحَطَ الغَيْثُ {نُوآنُهَا
(أَو) هُوَ (سُقوطُ النَّجْمِ) من المَنَازِل (فِي المَغْرِب مَعَ الفَجْرِ وطُلُوعُ) رَقِيبه وَهُوَ نجم (آخَر يُقَابِلُه مِنْ سَاعَتِه فِي المَشْرِق) فِي كلّ ليلةٍ إِلى ثلاثةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَهَكَذَا كلُّ نَجْمٍ مِنها إِلى انْقِضَاءِ السَّنة مَا خلا الجَبْهَةَ فإِنَّ لَهَا أَربعةَ عَشرَ يَوْمًا، فَتَنْقضِي جميعُها مَعَ انْقِضاءِ السَّنةِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وإِنما سُمِّي} نَوْءًا لأَنه إِذا سَقط الغارِبُ ناءَ الطالِعُ، وذلكَ الطُّلوعُ هُوَ! النَّوْءُ، وبعضُهم يَجعلُ النَّوْءَ هُوَ السُّقوط، كأَنه من الأَضدادِ، قَالَ أَبو عُبيدٍ: وَلم يُسْمع فِي النَّوْءِ أَنه السُّقوط إِلا فِي هَذَا الْموضع، وَكَانَت العربُ تُضِيفُ الأَمطارَ والرِّياحَ والحَرَّ والبَرْدَ إِلى السَّاقِط مِنْهَا. وَقَالَ الأَصمعيُّ: إِلى السَّاقِط مِنْهَا. وَقَالَ الأَصمعيُّ: إِلى الطالعِ مِنْهَا فِي سُلْطانِه، فَتَقول: مُطِرْنَا {بِنَوْءِ كَذَا، وَقَالَ أَبو حَنيفةَ: نَوْءُ النجْمِ: هُوَ أَوَّل سُقوطٍ يُدْرِكُه بالغَداةِ إِذا هَمَّت الكواكبُ بالمُصُوحِ، وَذَلِكَ فِي بَياض الفَجْر المُسْتَطِير.
وَفِي (التَّهْذِيب) : ناءَ النجْمُ} يَنُوءُ {نَوْءًا، إِذا سَقَط.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ:} الأَنواءُ ثَمانِيَةٌ وعشرونَ نجماً، واحدُها نَوْءٌ، وَقد ناءَ الطالع بالمَشْرِق يَنُوءُ نَوْءًا، أَي نَهضَ وطَلَع، وَذَلِكَ النُّهوضُ هُوَ النَّوْءُ، فسُمِّيَ النجمُ بِهِ، وَكَذَلِكَ كلُّ ناهضٍ بِثِقَلٍ وإِبْطَاءٍ فإِنَّه يَنوءُ عِنْد نُهُوضه، وَقد يكون النَّوْءُ السُّقُوطَ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَنُوءُ بِأُخْرَاها فَلأْياً قِيَامُها
وَتَمْشِي الهُوَيْنَى عَنْ قَرِيبٍ فَتَبْهَرُ
أُخْراها: عَجِيزَتُها {تُنِيئُها إِلى الأَرض لِضِخَمِهَا وكَثْرَة لَحْمِها فِي أَردافها.
(وَقد} نَاءَ) النجمُ {نَوْءًا (واسْتَنَاءَ واستَــنْأَى) الأَخيرةُ على القَلْبِ قَالَ:
يَجُرُّ} - وَيَسْتَنْئِي نَشَاصاً كَأَنَّهُ
بِغَيْقَةَ لَمَّا جَلْجَلَ الصَّوْتَ حَالِبُ
قَالَ أَبو حَنيفَةَ: {اسْتَنَاءُوا الوَسْمِيَّ: نَظرُواا ليه، وأَصلُه من النَّوْءِ، فقَدَّم الهمزةَ.
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : قَالَ شَمِرٌ: وَلَا} - تَسْتَنِيءُ العَربُ بالنُّجوم كلِّها، إِنما يُذْكَرُ بالأَنواءِ بعضُها، وَهِي معروفةٌ فِي أَشعارِهم وكلامِهم، وَكَانَ ابنُ الأَعرابيّ يَقُول: لَا يكون نَوْءٌ حَتَّى يَكون مَعَه مَطَرٌ، وإِلا فَلَا نَوْءَ. قَالَ أَبو منصورٍ: أَوَّل المَطَرِ الوَسْمِيُّ،! وأَنْوَاؤُه العَرْقُوَتانِ المُؤَخَّرَتانِ، هما الفَرْغُ المُؤَخَّرُ، ثمَّ الشَّرَطُ، ثمَّ الثُّرَيَّا، ثمَّ الشَّتَوِيّ، وأَنواؤُه الجَوْزَاءُ، ثمَّ الذِّرَاعَانِ ونَثْرَتُهما، ثمَّ الجَبْهَةُ، وَهِي آخرِ الشَّتَوِيّ وأَوَّلُ الدَّفَئيِّ والصَّيْفِيِّ ثمَّ الصَّيْفِيُّ، {وأَنواؤُه السِّماكانِ الأَعزلُ والرَّقيبُ، وَمَا بَين السِّماكَيْن صَيْفٌ، وَهُوَ نَحْرُ أَربعينَ يَوْمًا ثمَّ الحَمِيمُ، وَلَيْسَ لَهُ نُوْءٌ، ثمَّ الخَريفيُّ وأَنواؤُه النَّسْرَانِ، ثمَّ الأَخضر، ثمَّ عَرْقُوَتَا الدَّلْوِ الأُولَيَانِ، وهما الفَرْغُ المُقَدَّم، قَالَ: وكُلُّ مَطَرٍ من الوَسْمِيِّ إِلى الدَّفَئِيِّ رَبِيعٌ.
وَفِي الحَدِيث: (مَنْ قَالَ سُقِينَا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْمِ وكَفَرَ بِاللَّه) قَالَ الزجَّاجُ: فَمن قَالَ مُطْرِنا} بِنَوْءِ كَذَا وأَرادَ الوَقْتَ وَلم يَقْصِدْ إِلى فِعْلِ النَّجْمِ فَذَلِك وَالله أعلمُ جائزٌ كَمَا جاءَ عَن عُمَر رَضِي الله عَنهُ أَنّه اسْتَسْقَى بالمُصَلَّى ثمَّ نادَى العَبَّاسَ: كم بَقِي مِنْ نَوْءِ الثُّرَيَّا؟ فَقَالَ: إِن العلماءَ بهَا يَزْعمونَ أَنها تَعْتَرضُ فِي الأُفُقِ سَبْعاً بعد وُقُوعِها. فواللَّهِ مَا مَضَتْ تِلْكَ السَّبْعُ حَتَّى غِيثَ النَّاسُ.
فإِنما أَراد عُمَرُ: كَمْ بَقِيَ من الوقْتِ الَّذِي جَرَتْ بِهِ العادَةُ أَنه إِذا تَمَّ أَتى اللَّهُ بالمَطَرِ؟ قَالَ ابنُ الأَثير: أَمَّا مَن جَعلَ المطَرَ مِنْ فِعْلِ الله تَعَالَى وأَراد (بقوله) مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذَا، أَي فِي وقتِ كَذَا وَهُوَ هَذَا النَّوْءُ الفلانيّ، فإِن ذَلِك جائزٌ، أَي أَن الله تَعَالَى قد أَجْرَى العادَةَ أَنْ يَأْتِيَ المَطرُ فِي هَذِه الأَوْقَاتِ. ومثلُ ذَلِك رُوِي عَن أَبي مَنْصُور.
(و) فِي بعض نُسخ الإِصلاح لِابْنِ السّكِّيت: (مَا بِالْبَادِيَةِ {أَنْوَأُ مِنْهُ، أَي أَعْلَمُ بِالأَنْوَاءِ) مِنْهُ (وَلَا فِعْلَ لَهُ) . وَهَذَا أَحدُ مَا جاءَ من هَذَا الضَّرْبِ من غير أَن يكون لَهُ فِعْلٌ (و) إِنما (هُوَ كَأَحْنَكِ الشَّاتَيْنِ) وأَحْنَك البَعِيرَيْنِ، على الشُّذوذ، أَي مِن بَابِهما، أَي أَعْظَمُهما حَنَكاً. ووجْهُ الشُّذوذِ أَنَّ شَرْطَ أَفْعَل التفضيلِ أَن لَا يُبْنَى إِلاَّ مِنْ فِعْلٍ وَقد ذكر ابْن هشامٍ لَهُ نَظائِرَ، قَالَه شيخُنا.
(} ونَاءَ) بصَدْرِه: نَهَضَ. وناءَ إِذا (بَعُدَ) ، كَــنَأَى، مَقْلوبٌ مِنْهُ، صرَّح بِهِ كَثِيرُونَ، أَو لُغة فِيهِ، أَنشد يَعقوبُ:
أَقول وقَدْ نَاءَتْ بهم غُرْبَةُ النَّوَى
نَوى خَيْتَعُورٌ لَا تَشِطُّ دِيَارُكِ وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: وقَرَأَ ابنُ عَامِرٍ {1. 033 17 أعرض وناء بجانبه} (الْإِسْرَاء: 83) على الْقلب. وأَنشد هَذَا الْبَيْت، واستشْهَد الجوهريُّ فِي هَذَا الْموضع بقَوْلِ سَهْمِ بن حَنْظَلَةَ:
مَنْ إِنْ رَآكَ غَنِيًّا لانَ جَانِبُهُ
وَإِنْ رَآكَ فَقِيراً ناءَ واغْتَربَا
قَالَ ابنُ المُكَرَّم: ورأَيت بخَطِّ الشَّيْخ الصَّلاح المُحَدِّث رَحمَه الله أَن الَّذِي أَنشده الأَصمعيُّ لَيْسَ على هَذِه الصُّورةِ، وإِنما هُوَ:
إِذَا افْتَقَرْتَ نَأَى وَاشْتَدَّ جَانِبُه
وَإِنْ رَآكَ غَنِيًّا لاَنَ وَاقْتَرَبَا
(و) نَاءَ الشْيءُ و (اللَّحْمُ {يَنَاءُ) أَي كيَخاف، وَالَّذِي فِي (النِّهَايَة) و (الصّحاح) و (الْمِصْبَاح) و (لِسَان الْعَرَب) } - يَنِيءُ مثل يَبِيع، {نَيْئاً مثل بَيْعٍ (فَهُوَ} - نِيءٌ) بِالْكَسْرِ مثل نِيعٍ (بَيِّنُ {النُّيُوءِ) بِوَزْن النُّيوعِ (} والنُّيُوأَةِ) وَكَذَلِكَ نَهِيءَ اللحمُ وَهُوَ بَيِّن النُّهُوءِ أَي (لم يَنْضَجْ) أَو لم تَمَسَّه نارٌ، كَذَا قَالَه ابْن المُكَرَّم، هَذَا هُوَ الأَصل، وَقيل إِنها (يَائِيَّةٌ) أَي يُتْرَكُ الهمزُ ويُقْلَب يَاءً، فَيُقَال نِيءٌ مُشَدَّداً، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
عُقَارٌ كَمَاءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بِخَمْطَةٍ
وَلاَ خَلَّةٍ يَكْوِي الشُّرُوبَ شِهَابُهَا
شِهابُها: نارُها وحِدَّتُها (وذِكْرُها هُنَا وَهَمٌ للجوهريّ) قَالَ شيخُنا: لَا وَهَم للجوهري، لأَنه صَرَّح عياضٌ وابنُ الأَثير والفَيُّومي وابنُ القَطَّاع وغيرُهم بأَن اللَّام همزةٌ، وجَزَموا بِهِ وَلم يذكرُوا غَيره، ومثلُه فِي عامّة المُصَنَّفات، وإِن أُريد أَنه يَائِيَّة العَيْنِ فَلَا وَهَم أَيضاً لأَنه إِنما ذكره بعد الْفَرَاغ من مادَّة الْوَاو. قلت: وَهُوَ صَنيع ابنِ المُكَرَّم فِي (لِسَان الْعَرَب) .
( {واسْتَنَاءَهُ: طَلَبَ} نَوْأَهُ) كَمَا يُقَال سَام بَرْقَه (أَي عَطَاءَه) وَقَالَ أَبو مَنْصُور: الَّذِي يُطْلَب رِفْدُه، (و) مِنْهُ (! المُسْتَنَاءُ) بِمَعْنى (المُسْتَعْطَى) الَّذِي يُطلَب عَطاؤُه، قَالَ ابنُ أَحمر: الفَاضِلُ العَادِلُ الهَادِي نَقِيَبتُهُ
{والمُسْتَنَاءُ إِذا مَا يَقْحَط المَطَرُ
(} ونَاوَأَه مُنَاوَأَةً وَنِوَاءً) ككِتاب: (فَاخَرَه وعَادَاه) يُقَال: إِذا نَاوَأْتَ الرِّجالَ فَاصْبِرْ، ورُبَّما لم يُهْمَز وأَصلُه الْهَمْز، لأَنه من نَاءَ إِليك ونُؤَتَ إِليه، أَي نَهَض إِليك ونَهَضْتَ إِليه، قَالَ الشَّاعِر:
إِذَا أَنْتَ {نَاوَأْتَ الرِّجالَ فَلَمْ تَنُؤْ
بِقَرْنَيْنِ غَرَّتْكَ القُرُونُ الكَوامِلُ
وَلاَ يَسْتَوِي قَرْنُ النِّطَاحِ الَّذِي بِهِ
} تَنوءُ وَقَرْنٌ كُلَّمَا نُؤْتَ مَائِل
{والنِّوَاءُ} والمُناوأَةُ: المُعاداة، وَفِي الحَدِيث فِي الْخَيل (ورَجُلٌ رَبَطَهَا فَخُراً وَرِيَاءً {وَنِوَاءً لأَهْلِ الإِسلام) : أَي مُعادَاةً لَهُم، وَفِي حَدِيث آخر: (لَا تزالُ طَائِفةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِين عَلَى مَنْ} نَاوَأَهُمْ) أَي نَاهَضَهم وعادَاهم. وَنقل شَيخنَا عَن النِّهَايَة أَنه من النَّوَى، بِالْقصرِ، وَهُوَ البُعْد وَحكى عِيَاض فِيهِ الْفَتْح وَالْقصر، وَالْمَعْرُوف أَنه مَهْمُوز، وَعَلِيهِ اقْتصر أَبو العَباس فِي الفصيح وغيرُه وَنقل أَيضاً عَن ابْن درسْتوَيْه أَنه خَطَّأَ مَنْ فَسَّر نَاوَيْت بِعَادَيْت، وَقَالَ: إِنما مَعْنَاهُ مَانَعْت وغَالَبْت وطَالَبْت، وَمِنْه قيل لِلْجَارِيَةِ المُمْتَلِئةِ اللَّحِيمَةِ إِذا نَهَضَت قد {ناءَت وأَجاب عَنهُ شيخُنا بِمَا هُوَ مذكورٌ فِي الشَّرْح.
} والنَّوْءُ: النَّبات، يُقَال: جَفَّ النَّوْءُ، أَي البَقْلُ، نَقله ابنُ قتَيْبة فِي مُشْكِل الْقُرْآن وَقَالَ: هُوَ مستعارٌ، لأَنَّه من النَّوْءِ يكون.

نوأ: ناءَ بِحِمْلِه يَنُوءُ نَوْءاً وتَنْوَاءً: نَهَضَ بجَهْد ومَشَقَّةٍ. وقيل: أُثْقِلَ فسقَطَ، فهو من الأَضداد. وكذلك نُؤْتُ به. ويقال: ناءَ بالحِمْل إِذا نَهَضَ به مُثْقَلاً. وناءَ به الحِملُ إِذا أَثْقَلَه.

والمرأَة تَنُوءُ بها عَجِيزَتُها أَي تُثْقِلُها، وهي تَنُوءُ بِعَجِيزَتِها أَي تَنْهَضُ بها مُثْقلةً. وناءَ به الحِمْلُ وأَناءَه مثل أَناعَه: أَثْقَلَه وأَمالَه، كما يقال ذهَبَ به وأَذْهَبَه، بمعنى.

وقوله تعالى: ما إِنَّ مَفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ أُولي القُوَّةٍ.

قال: نُوْءُها بالعُصْبةِ أَنْ تُثْقِلَهم. والمعنى إِنَّ مَفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ أَي تُمِيلُهم مِن ثِقَلِها، فإِذا أَدخلت الباءَ قلت تَنُوءُ بهم، كما قال اللّه تعالى: آتُوني أُفْرِغْ عَليْه قِطْراً. والمعنى ائْتُوني بقِطْرٍ أُفْرِغْ عليه، فإِذا حذفت الباءَ زدْتَ على الفعل في أَوله. قال الفرّاءُ: وقد قال رجل من أَهل العربية:

ما إِنَّ العُصْبةَ لَتَنُوءُ بِمفاتِحِه، فَحُوِّلَ الفِعْلُ إِلى الـمَفاتِحِ، كما قال الراجز:

إِنَّ سِراجاً لَكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ،

تَحْلى بهِ العَيْنُ، إِذا ما تَجْهَرُهْ

وهو الذي يَحْلى بالعين، فإِن كان سُمِعَ آتوا بهذا، فهو وَجْه، وإِلاَّ

فإِن الرجُلَ جَهِلَ المعنى. قال الأَزهري: وأَنشدني بعض العرب:

حَتَّى إِذا ما التَأَمَتْ مَواصِلُهْ، * وناءَ، في شِقِّ الشِّمالِ، كاهِلُهْ

يعني الرَّامي لـما أَخَذَ القَوْسَ ونَزَعَ مالَ عَلَيْها. قال: ونرى

أَنَّ قول العرب ما ساءَكَ وناءَكَ: من ذلك، إِلاَّ أَنه أَلقَى الأَلفَ

لأَنه مُتْبَعٌ لِساءَكَ، كما قالت العرب: أَكَلْتُ طَعاماً فهَنَأَني

ومَرَأَني، معناه إِذا أُفْرِدَ أَمْرَأَني فحذف منه الأَلِف لـما أُتْبِعَ ما

ليس فيه الأَلِف، ومعناه: ما ساءَكَ وأَناءَكَ. وكذلك: إِنِّي لآتِيهِ

بالغَدايا والعَشايا، والغَداةُ لا تُجمع على غَدايا. وقال الفرَّاءُ:

لَتُنِيءُ بالعُصْبةِ: تُثْقِلُها، وقال:

إِنِّي، وَجَدِّك، لا أَقْضِي الغَرِيمَ، وإِنْ * حانَ القَضاءُ، وما رَقَّتْ له كَبِدِي

إِلاَّ عَصا أَرْزَنٍ، طارَتْ بُرايَتُها، * تَنُوءُ ضَرْبَتُها بالكَفِّ والعَضُدِ

أَي تُثْقِلُ ضَرْبَتُها الكَفَّ والعَضُدَ. وقالوا: له عندي ما سَاءَه

وَناءَه أَي أَثْقَلَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه. قال بعضهم: أَراد ساءَه

وناءَه وإِنما قال ناءَه، وهو لا يَتَعدَّى، لأَجل ساءَه، فهم إِذا أَفردوا قالوا أَناءَه، لأَنهم إِنما قالوا ناءَه، وهو لا يتعدَّى لمكان سَاءَه ليَزْدَوِجَ الكلام.

والنَّوْءُ: النجم إِذا مال للمَغِيب، والجمع أَنْواءٌ ونُوآنٌ، حكاه ابن

جني، مثل عَبْد وعُبْدانٍ وبَطْنٍ وبُطْنانٍ. قال حسان بن ثابت، رضي اللّه عنه:

ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أَنـَّا بِها، * إِذا قَحَطَ الغَيْثُ، نُوآنُها

وقد ناءَ نَوْءاً واسْتَناءَ واسْتَــنْأَى، الأَخيرة على القَلْب. قال:

يَجُرُّ ويَسْتَنْئِي نَشاصاً، كأَنَّه * بِغَيْقةَ، لَـمَّا جَلْجَلَ الصَّوْتَ، جالِبُ

قال أَبو حنيفة: اسْتَنْأَوُا الوَسْمِيَّ: نَظَرُوا إِليه، وأَصله من النَّوْءِ، فقدَّم الهمزةَ. وقول ابن أَحمر:

الفاضِلُ، العادِلُ، الهادِي نَقِيبَتُه، * والـمُسْتَناءُ، إِذا ما يَقْحَطُ الـمَطَرُ

الـمُسْتَنَاءُ: الذي يُطْلَبُ نَوْءُه. قال أَبو منصور: معناه الذي

يُطْلَبُ رِفْدُه. وقيل: معنى النَّوْءِ سُقوطُ نجم من الـمَنازِل في المغرب مع الفجر وطُلوعُ رَقِيبه، وهو نجم آخر يُقابِلُه، من ساعته في المشرق، في كل ليلة إِلى ثلاثة عشر يوماً. وهكذا كلُّ نجم منها إِلى انقضاءِ السنة، ما خلا الجَبْهةَ، فإِن لها أَربعة عشر يوماً، فتنقضِي جميعُها مع انقضاءِ

السنة. قال: وإِنما سُمِّيَ نَوْءاً لأَنَّه إِذا سقط الغارِبُ ناءَ الطالِعُ، وذلك الطُّلوع هو النَّوْءُ. وبعضُهم يجعل النَّوْءَ السقوط، كأَنه من الأَضداد. قال أَبو عبيد: ولم يُسْمع في النَّوْءِ أَنه السُّقوط إِلا في هذا الموضع، وكانت العرب تُضِيفُ الأَمْطار والرِّياح والحرَّ والبرد إِلى الساقط منها. وقال

الأَصمعي: إِلى الطالع منها في سلطانه، فتقول مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا، وقال أَبو حنيفة: نَوْءُ النجم: هو أَوَّل سقوط يُدْرِكُه بالغَداة، إِذا هَمَّت الكواكِبُ بالـمُصُوحِ، وذلك في بياض الفجر

الـمُسْتَطِير. التهذيب: ناءَ النجمُ يَنْوءُ نَوْءاً إِذا سقَطَ. وفي الحديث: ثلاثٌ من أَمْرِ الجاهِليَّةِ: الطَّعْنُ في الأَنْسَابِ والنِّياحةُ

والأَنْواءُ. قال أَبو عبيد: الأَنواءُ ثمانية وعشرون نجماً معروفة

الـمَطالِع في أزْمِنةِ السنة كلها من الصيف والشتاء والربيع والخريف، يسقط منها في كل ثلاثَ عَشْرة ليلة نجمٌ في المغرب مع طلوع الفجر، ويَطْلُع آخَرُ يقابله في المشرق من ساعته، وكلاهما معلوم مسمى، وانقضاءُ هذه الثمانية وعشرين كلها مع انقضاءِ السنة، ثم يرجع الأَمر إِلى النجم الأَوّل مع استئناف السنة المقبلة. وكانت العرب في الجاهلية إِذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا: لا بد من أَن يكون عند ذلك مطر أَو رياح، فيَنْسُبون كلَّ غيث يكون عند ذلك إِلى ذلك النجم، فيقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ الثُرَيَّا والدَّبَرانِ والسِّماكِ. والأَنْوَاءُ واحدها نَوْءٌ.

قال: وإِنما سُمِّيَ نَوْءاً لأَنه إِذا سَقَط الساقِط منها بالمغرب ناءَ

الطالع بالمشرق يَنُوءُ نَوْءاً أَي نَهَضَ وطَلَعَ، وذلك النُّهُوض هو

النَّوْءُ، فسمي النجم به، وذلك كل ناهض بِثِقَلٍ وإِبْطَاءٍ، فإنه

يَنُوءُ عند نُهوضِه، وقد يكون النَّوْءُ السقوط. قال: ولم أسمع أَنَّ

النَّوْءَ السقوط إِلا في هذا الموضع. قال ذو الرمة:

تَنُوءُ بِأُخْراها، فَلأْياً قِيامُها؛ * وتَمْشِي الهُوَيْنَى عن قَرِيبٍ فَتَبْهَرُ

معناه: أَنَّ أُخْراها، وهي عَجيزَتُها، تُنِيئُها إِلى الأَرضِ لِضخَمِها وكَثْرة لحمها في أَرْدافِها. قال: وهذا تحويل للفعل أَيضاً. وقيل:

أَراد بالنَّوْءِ الغروبَ، وهو من الأَضْداد. قال شمر: هذه الثمانية

وعشرون، التي أَراد أَبو عبيد، هي منازل القمر، وهي معروفة عند العرب وغيرهم من الفُرْس والروم والهند لم يختلفوا في أَنها ثمانية وعشرون، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها. ومنه قوله تعالى: والقَمَرَ قَدَّرْناه مَنازِلَ. قال شمر: وقد رأَيتها بالهندية والرومية والفارسية مترجمة. قال: وهي بالعربية فيما أَخبرني به ابن الأَعرابي: الشَّرَطانِ، والبَطِينُ، والنَّجْمُ، والدَّبَرانُ، والهَقْعَةُ، والهَنْعَةُ، والذِّراع، والنَّثْرَةُ، والطَّرْفُ، والجَبْهةُ، والخَراتانِ، والصَّرْفَةُ، والعَوَّاءُ، والسِّماكُ، والغَفْرُ، والزُّبانَى، والإِكْليلُ، والقَلْبُ، والشَّوْلةُ، والنَّعائمُ، والبَلْدَةُ، وسَعْدُ الذَّابِحِ، وسَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ السُّعُود، وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ، وفَرْغُ الدَّلْو المُقَدَّمُ، وفَرْغُ الدَّلْوِ الـمُؤَخَّرُ، والحُوتُ. قال: ولا تَسْتَنِيءُ العَرَبُ بها كُلِّها إِنما تذكر بالأَنْواءِ بَعْضَها، وهي معروفة في أَشعارهم وكلامهم. وكان ابن الأَعرابي يقول: لا يكون نَوْءٌ حتى يكون معه مَطَر، وإِلا فلا نَوْءَ.قال أَبو منصور: أَول المطر: الوَسْمِيُّ، وأَنْواؤُه العَرْقُوتانِ الـمُؤَخَّرتانِ. قال أَبو منصور: هما الفَرْغُ الـمُؤَخَّر ثم الشَّرَطُ ثم الثُّرَيَّا ثم الشَّتَوِيُّ، وأَنْواؤُه الجَوْزاءُ، ثمَّ الذِّراعانِ، ونَثْرَتُهما، ثمَّ الجَبْهةُ، وهي آخِر الشَّتَوِيِّ، وأَوَّلُ

الدَّفَئِيّ والصَّيْفِي، ثم الصَّيْفِيُّ، وأَنْواؤُه السِّماكانِ الأَوَّل الأَعْزَلُ، والآخرُ الرَّقيبُ، وما بين السِّماكَيْنِ صَيف، وهو نحو من أَربعين يوماً، ثمَّ الحَمِيمُ، وهو نحو من عشرين ليلة عند طُلُوعِ

الدَّبَرانِ، وهو بين الصيفِ والخَرِيفِ، وليس له نَوْءٌ، ثمَّ الخَرِيفِيُّ

وأَنْواؤُه النَّسْرانِ، ثمَّ الأَخْضَرُ، ثم عَرْقُوتا الدَّلْوِ الأُولَيانِ. قال أَبو منصور: وهما الفَرْغُ الـمُقَدَّمُ. قال: وكلُّ مطَر من الوَسْمِيِّ إِلى الدَّفَئِيِّ ربيعٌ. وقال الزجاج في بعض أَمالِيهِ وذَكر قَوْلَ النبي، صلى اللّه عليه وسلم: مَنْ قال سُقِينا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْم وكَفَر باللّهِ، ومن قال سَقانا اللّهُ فقد آمَنَ باللهِ وكَفَر بالنَّجْمِ. قال: ومعنى مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا، أَي مُطِرْنا بطُلوع نجم وسُقُوط آخَر. قال: والنَّوْءُ على الحقيقة سُقُوط نجم في الـمَغْرِب وطُلوعُ آخَرَ في المشرق، فالساقِطةُ في المغرب هي الأَنْواءُ، والطالِعةُ في المشرق هي البَوارِحُ. قال، وقال بعضهم: النَّوْءُ ارْتِفاعُ نَجْمٍ

من المشرق وسقوط نظيره في المغرب، وهو نظير القول الأَوَّل، فإِذا قال القائل مُطِرْنا بِنَوْءِ الثرَيَّا، فإِنما تأْويله أَنـَّه ارتفع النجم من المشرق، وسقط نظيره في المغرب، أَي مُطِرْنا بما ناءَ به هذا النَّجمُ.

قال: وإِنما غَلَّظَ النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، فيها لأَنَّ العرب

كانت تزعم أَن ذلك المطر الذي جاءَ بسقوطِ نَجْمٍ هو فعل النجم، وكانت تَنْسُبُ المطر إِليه، ولا يجعلونه سُقْيا من اللّه، وإِن وافَقَ سقُوطَ ذلك النجم المطرُ يجعلون النجمَ هو الفاعل، لأَن في الحديث دَلِيلَ هذا، وهو قوله: مَن قال سُقِينا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْم وكَفَرَ باللّهِ. قال أَبو إِسحق: وأَما من قال مُطِرْنا بُنَوْءِ كذا وكذا ولم يُرِدْ ذلك المعنى ومرادُه أَنـَّا مُطِرْنا في هذا الوقت، ولم يَقْصِدْ إِلى فِعْل النجم، فذلك، واللّه أَعلم، جائز، كما جاءَ عن عُمَر، رضي اللّه عنه، أَنـَّه اسْتَسْقَى بالـمُصَلَّى ثم نادَى العباسَ: كم بَقِيَ مِن نَوْءِ الثُرَيَّا؟ فقال: إِنَّ العُلماءَ بها يزعمون أَنها تَعْتَرِضُ في الأُفُقِ سَبْعاً بعد وقُوعِها، فواللّهِ ما مَضَتْ تلك السَّبْعُ حتى غِيثَ الناسُ، فإِنما أَراد عمر، رضي اللّه تعالى عنه، كم بَقِيَ من الوقت الذي جرت به العادة أَنـَّه إِذا تَمَّ أَتَى اللّهُ بالمطر.

قال ابن الأَثير: أَمـَّا مَنْ جَعلَ الـمَطَر مِنْ فِعْلِ اللّهِ تعالى، وأَراد بقوله مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا أَي في وَقْت كذا، وهو هذا النَّوْءُ الفلاني، فإِن ذلك جائز أَي إِن اللّهَ تعالى قد أَجْرَى العادة أَن يأْتِيَ الـمَطَرُ في هذه الأَوقات. قال: ورَوى عَليٌّ، رضي اللّه عنه، عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنـَّه قال في قوله تعالى: وتَجْعَلُون رِزْقَكم أَنـَّكم تُكَذِّبُونَ؛ قال: يقولون مُطِرْنا بنوءِ كذا وكذا. قال أَبو منصور: معناه: وتَجْعَلُون شُكْرَ رِزْقِكم، الذي رَزَقَكُمُوه اللّهُ، التَّكْذِيبَ أَنـَّه من عندِ الرَّزَّاقِ، وتجعلون الرِّزْقَ من عندِ غيرِ اللّهِ، وذلك كفر؛ فأَمـَّا مَنْ جَعَلَ الرِّزْقَ مِن عِندِ اللّهِ، عز وجل، وجَعَل النجمَ وقْتاً وقَّتَه للغَيْثِ، ولم يَجعلْه الـمُغِيثَ الرَّزَّاقَ، رَجَوْتُ أَن لا يكون مُكَذِّباً، واللّه أَعلم. قال: وهو معنى ما قاله أَبو إِسحق وغيره من ذوي التمييز. قال أَبو زيد: هذه الأَنْواءُ في غَيْبوبة هذه النجوم.

قال أَبو منصور: وأَصل النَّوْءِ: الـمَيْلُ في شِقٍّ. وقيل لِمَنْ نَهَضَ بِحِمْلِهِ: ناءَ به، لأَنـَّه إِذا نَهَضَ به، وهو ثَقِيلٌ، أَناءَ الناهِضَ أَي أَماله.

وكذلك النَّجْمُ، إِذا سَقَطَ، مائلٌ نحوَ مَغِيبه الذي يَغِيبُ فيه، وفي

بعض نسخ الإِصلاح: ما بِالبادِيَةِ أَنْوَأُ من فلان، أَي أَعْلَمُ بأَنْواءِ النُّجوم منه، ولا فعل له. وهذا أَحد ما جاءَ من هذا الضرب من غير أَن يكون له فِعْلٌ، وإِنما هو من باب أَحْنَكِ الشَّاتَيْنِ وأَحْنَكِ البَعِيرَيْنِ.

قال أَبو عبيد: سئل ابن عبَّاس، رضي اللّه عنهما، عن رجل جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِه بِيَدِها، فقالت له: أَنت طالق ثلاثاً، فقال ابن عَبَّاس: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها أَلاّ طَلَّقَتْ نَفْسها ثلاثاً.

قال أَبو عبيد: النَّوْءُ هو النَّجْم الذي يكون به المطر، فَمن هَمَز

الحرف أَرادَ الدُّعاءَ عليها أَي أَخْطَأَها الـمَطَرُ، ومن قال خطَّ

اللّهُ نَوْءَها جَعَلَه من الخَطِيطَةِ. قال أَبو سعيد: معنى النَّوْءِ النُّهوضُ لا نَوْءُ المطر، والنَّوْءُ نُهُوضُ الرَّجل إِلى كلِّ شيءٍ

يَطْلُبه، أَراد: خَطَّأَ اللّهُ مَنْهَضَها ونَوْءَها إِلى كلِّ ما تَنْوِيه،

كما تقول: لا سَدَّدَ اللّهُ فلاناً لـما يَطْلُب، وهي امرأَة قال لها

زَوْجُها: طَلِّقي نَفْسَكِ، فقالت له: طَلَّقْتُكَ، فلم يَرَ ذلك شيئاً، ولو

عَقَلَتْ لَقالَتْ: طَلَّقْتُ نَفْسِي.

وروى ابن الأَثير هذا الحديثَ عن عُثمانَ، وقال فيه: إِنَّ اللّهَ

خَطَّأَ نَوْءَها أَلاَّ طَلَّقَتْ نَفْسَها. وقال في شرحه: قيل هو دُعاءٌ

عليها، كما يقال: لا سَقاه اللّه الغَيْثَ، وأَراد بالنَّوْءِ الذي يَجِيءُ

فيه الـمَطَر. وقال الحربي: هذا لا يُشْبِهُ الدُّعاءَ إِنما هو خبر، والذي يُشْبِهُ أَن يكون دُعاءً حَدِيثُ ابن عَبَّاسٍ، رضي اللّه عنهما: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها، والمعنى فيهما لو طَلَّقَتْ نَفْسَها لوقع الطَّلاق، فحيث طَلَّقَتْ زوجَها لم يَقَعِ الطَّلاقُ، وكانت كمن يُخْطِئُه النَّوْءُ، فلا يُمْطَر.

وناوَأْتُ الرَّجُلَ مُناوَأَةً ونِوَاءً: فاخَرْتُه وعادَيْتُه. يقال: إِذا ناوَأْتَ الرجلَ فاصْبِرْ، وربما لم يُهمز وأَصله الهمز، لأَنـَّه من ناءَ إِلَيْكَ ونُؤْتَ إِليه أَي نَهَضَ إِليكَ وَنهَضْتَ إِليه. قال الشاعر:

إِذا أَنْتَ ناوَأْتَ الرِّجالَ، فَلَمْ تَنُؤْ * بِقَرْنَيْنِ، غَرَّتْكَ القُرونُ الكَوامِلُ

ولا يَسْتَوِي قَرْنُ النِّطاحِ، الذي به * تَنُوءُ، وقَرْنٌ كُلَّما نُؤْتَ مائِلُ

والنَّوْءُ والـمُناوَأَةُ: الـمُعاداةُ. وفي الحديث في الخيل: ورجُلٌ

رَبَطَها فَخْراً ورِياءً ونِوَاءً لأَهل الإِسلام، أَي مُعاداةً لهم. وفي

الحديث: لا تَزالُ طائفةٌ من أُمـّتي ظاهرينَ على مَن ناوَأَهم؛ أَي

ناهَضَهم وعاداهم.

(ن و أ) : (النَّوْءُ) النُّهُوضُ (وَالْمُنَاوَأَةُ) الْمُعَادَاةُ مُفَاعَلَةٌ مِنْهُ لِأَنَّ كُلًّا مِنْ الْمُتَعَادِيَيْنِ يَنُوءُ إلَى صَاحِبِهِ أَيْ يَنْهَضُ (وَمِنْهُ) كَانَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقْنُتُ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ خَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَكَ فِي (خ ط) .
ن و أ: (نَاءَ) بِالْحِمْلِ نَهَضَ بِهِ مُثْقَلًا وَبَابُهُ قَالَ. وَنَاءَ بِهِ الْحِمْلُ أَثْقَلَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص: 76] أَيْ لَتُنِيءُ الْعُصْبَةَ بِثِقْلِهَا. وَ (النَّوْءُ) سُقُوطُ نَجْمٍ مِنَ الْمَنَازِلِ فِي الْمَغْرِبِ مَعَ الْفَجْرِ وَطُلُوعُ رَقِيبِهِ مِنَ الْمَشْرِقِ يُقَابِلُهُ مِنْ سَاعَتِهِ فِي كُلِّ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا مَا خَلَا الْجَبْهَةَ فَإِنَّ لَهَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُضِيفُ الْأَمْطَارَ وَالرِّيَاحَ وَالْحَرَّ وَالْبَرْدَ إِلَى السَّاقِطِ مِنْهَا، وَقِيلَ: إِلَى الْطَّالِعِ مِنْهَا لِأَنَّهُ فِي سُلْطَانِهِ وَجَمْعُهُ (أَنْوَاءٌ) وَ (نُوءَانٌ) كَعَبْدٍ وَعُبْدَانٍ. وَ (نَاوَأَهُ مُنَاوَأَةً) وَ (نِوَاءً) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ عَادَاهُ، يُقَالُ: إِذَا نَاوَأْتَ الْرِّجَالَ فَاصْبِرْ. وَرُبَّمَا لُيِّنَ. وَ (نَاءَ) اللَّحْمُ مِنْ بَابِ بَاعَ إِذَا لَمْ يَنْضَجْ فَهُوَ (نِيءٌ) بِوَزْنِ نِيلٍ وَ (أَنَاءَهُ) غَيْرُهُ (إِنَاءَةً) . وَ (نَاءَ) بِوَزْنِ بَاعَ لُغَةٌ فِي نَأَى أَيْ بَعُدَ. 

هزج

(هزج) الرجل هزج وصوته غنى بِهِ وطرب
هزج
الهَزَجُ: صَوْتٌ مُطْرِبٌ. ورَعْدٌ هَزِجٌ بالصَّوْت. والهَزَجُ: ضَرْبٌ من الشِّعْر.
هزج:
أهزوجة: والجمع أهازيج: أغنية (معجم مسلم. لاحظ إن الفتحة فوق الألف من أخطاء الطباعة).
(هزج)
هزجا تغنى وَيُقَال هزج الْقَارئ فِي قِرَاءَته طرب فَهُوَ هزج وَهِي هزجة
[هزج] نه: أدبر الشيطان وله "هزج" ودزج، وروي: وزج، الهزج: الرنة، والوزج دونه، والهزج أيضًا: صوت الرعد والذبان وضرب من الأغاني وبحر من بحور الشعر.
هـ ز ج: (الْهَزَجُ) بِفَتْحَتَيْنِ صَوْتُ الرَّعْدِ. وَ (الْهَزَجُ) أَيْضًا ضَرْبٌ مِنَ الْأَغَانِي وَفِيهِ تَرَنُّمٌ وَبَابُهُمَا طَرِبَ. 
(هزج) - في الحديث: "أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ هَزَجٌ وَدزَجٌ"
وفي رِوَاية: "وَزَجٌ"
قيل: الهَزَجُ: الرَّنَّة، والوَزَجُ دُونَه، والهَزَجُ: صَوتُ الرَّعْد والذِّبَّان، وضَرْبٌ مِن الأَغانىِ، ونَوعٌ مِن الشَّعْر

هزج


هَزِجَ(n. ac. هَزَج)
a. Chanted; trilled, quavered.
b. Used the metre

هَزَجَ

هَزَّجَa. see I (a)b. Modulated (voice).
أَهْزَجَa. see I (b)
تَهَزَّجَa. see I (a)b. Twanged (bow).
c. see II (b)
هَزَجa. Trill; quavering; modulation.
b. Rhythm.
c. A metre of four feet.
d. Twanging (bow).
e. Humming & c.
f. Lightness, agility.

هَزِجa. Trilling, quavering; shrillvoiced; sounding, rumbling;
twanging.
b. Quick, agile.

هَزِيْجa. Part, watch ( of the night ).
أَهَاْزِيْجُa. Twangings.

N. Ag.
تَهَزَّجَa. Rumbling (thunder).
أُهْزُوْجَة (pl.
أَهَاْزِيْجُ)
a. Song, chant; air, melody, tune.
[هزج] الهَزَجُ: صوتُ الرَعدِ. والهَزَجُ أيضاً من الأغاني، وفيه تَرَنُّمٌ. وقد هزج بالكسر وتهزج. قال الراجز:

كأنها جارية تهزج وتهزجت القوس، إذا صوَّتَتْ عند إنْباض الرامى عنها. قال الكميت: لم يعب ربها ولا الناس منها * غير إنذارها عليه الحميرا بأهازيج من أغانيها الج‍ * ش وإتباعها النحيب الزفيرا والهزج: جنس من العَروض. والهُزامِجُ بالضم: الصوت المُتَدارِكُ، بزيادة الميم.
هـ ز ج

هزج المغنّى في غنائه والقارئ في قراءته إذا طرّبا في تدارك الصوت وتقاربه. وله هزجٌ مطّربٌ وأهازيج، كقولك: أغانيّ. قال الشمّاخ:

يكلّفها أن لا يخفّض جأشها ... أهازيج ذبّانٍ على غصن عرفج

الأتان تسكن إلى أغانيّ الذبّان فتقف عندها فلا يدعها العير ويطردها. ومغنٍّ هزجٌ. قال عنترة:

وخلا الذباب بها فليس ببارح ... هزجاً كفعل الشارب المترنّم

وهزذج صوته تهزيجاً: داركه وقاربه فتهزّج.

ومن المجاز: سحاب هزجٌ بالرعد. وسمعت هزج الرعد والعود، وقد هزج وتهزّج. وتهزّجت القوس: أرنّت. وعودٌ هزجٌ، وللقوس أهازيج. قال الكميت يصف القوس:

لم يعب ربّها ولا الناس منها ... غير إنذارها عليها الحميرا

بأهازيج من أغانيّها الج ... شّ وإتباعها الحنين الزفيرا
باب الهاء والجيم والزاي معهما هـ ز ج، ج هـ ز مستعملان فقط

هزج: الهَزَج: صوتٌ مُطربٌ، ورَعْدٌ هَزِجٌ بالصَّوْت، وعُودٌ هَزِجٌ، ومُغَنٍّ هَزِجٌ، يُهَزِّجُ الصّوتَ تَهْزيجاً. والهَزَجُ: ضَرْبٌ من أعاريض الشِّعْر وهو: مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن، أربعة أجزاء على هذا البناء كلّه.

جهز: جهَّزْتُ القومَ تجهيزاً، إذا تكلّفت لهم جَهازَهم للسَّفَر، وكذلك جَهاز العَروس والميِّت، وهو ما يحتاج إليه في وَجْهِه. وتَجَهَّزوا جَهازاً. وسمعتُ أهلَ البصرةِ يُخَطِّئون من يقول الجِهاز [بالكسر] . وأَجْهَزْتُ على الجريح: أَثْبَتُّ قتلَهُ. وموتٌ مُجْهِزٌ، أي: وَحِيٌّ. وجَهيِزةُ: اسمُ امرأةٍ، خليقةٍ في جسمها رعناء يُضْرَبُ بها المثلُ في الحُمْق. قال:

كأنّ صلا جهيزة حين قامت ... حِبابُ الماءِ حالاً بعد حال
(هـ ز ج)

الهَزَج: الخفة وَسُرْعَة رفع القوائم ووضعها، صبي هزِجٌ وَفرس هَزِحٌ، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي يصف فرسا:

غَدا هَزِجا طَرِبا قَلْبهُ ... لَغَبْنَ وأصبحَ لم يَلغَبِ

والهَزَجُ: الفَرحُ.

والهَزَجُ: صَوت مطرب، وَقيل: صَوت فِيهِ بحح، وَقيل: صَوت دَقِيق مَعَ ارْتِفَاع، وكل كَلَام مُتَقَارب متدارك: هَزَجٌ، وَالْجمع أهزاجٌ.

والهَزَجُ فِي الشّعْر: مَفاعيلُنْ مَفاعيلُنْ، سمي بذلك لتقارب أَجْزَائِهِ، وَهُوَ مسدس الأَصْل حملا على صَاحِبيهِ فِي الدائرة، وهما الرجز والرمل، إِذْ تركيب كل وَاحِد مِنْهُمَا من وتد مَجْمُوع وسببين خفيفين.

وهَزَّجَ: تغنى، قَالَ يزِيد بن الْأَعْوَر الشني: كأنَّ شَنَّا هَزِجا وشَنَّا ... قَعْقَعَهُ مُهَزِّجٌ تَغَنَّى

وتَهزَّجَ، كهزَّجَ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: التهزُّجُ: تردد التحسين فِي الصَّوْت، وَقيل: التهزُّجُ: صَوت مطول غير رفيع، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

كأنَّ صَوتَ حَلْيِها المُناطِق ... تَهزُّجُ الرياحِ بالعَشارِقِ

ورعد مُتهِّزٌج: مصوت.

وَقد هَزَّج الصَّوْت.

وتَهزَّجَت الْقوس: صوتت، وَاسْتعْمل ابْن الْأَعرَابِي الهَزَجَ فِي معنى العواء، وَأنْشد:

وكأنما تَنْاى بِجانبِ دَفِّها الْ ... وَحشِيّ مِن هَزَجِ العشِيِّ مُؤَوِّمِ

هِرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لَهُ ... غَضْبَى اتَّقاها باليدَينِ وبالفمِ

قَالَ: هَزِجٌ: كثير العواء بِاللَّيْلِ، وَوضع العشى مَوضِع اللَّيْل لقُرْبه مِنْهُ، وأبدل هِراًّ من هزج وَرَوَاهُ الشَّيْبَانِيّ " يــنأى " و" هر " عِنْده رفع فَاعل ليــنأى.

وَمر هَزيجٌ من اللَّيْل كهزيع.
هـزج
هزِجَ يهزَج، هَزَجًا، فهو هَزِج
• هزِج الشَّخصُ: تغنَّى، ترنَّم أو طرّب في قراءته أو غنائه. 

أهزجَ يُهزج، إهْزاجًا، فهو مُهزِج
• أهزج الشَّاعرُ: نظَم شعرَه على بحر الهزج. 

تهزَّجَ يتهزَّج، تهزُّجًا، فهو مُتهزِّج
• تهزَّجَ الرَّجلُ: هزِج؛ تغنَّى.
• تهزَّج الصَّوتُ: تدارك وتتابعَ.
• تهزَّج الرَّعدُ: قصَفَ. 

هزَّجَ يهزِّج، تهزيجًا، فهو مُهزِّج، والمفعول مُهزَّج (للمتعدِّي)
• هزَّج الرَّجلُ: هزِج؛ ترنَّم وغنّى بصوته "هزّج الطائر".
• هزَّجَ الرَّجلُ صوتَه: داركَه وقارَبَه. 

أهزوجة [مفرد]: ج أهزوجات وأهازيجُ: أغنية، ما يُترنَّم به من الأغاني "للأعراس أهازيجُ خاصّة بها". 

هَزَج [مفرد]: ج أَهْزاج (لغير المصدر):
1 - مصدر هزِجَ.
 2 - غناء، كلُّ صوت فيه ترنُّم خفيف مُطرب.
3 - فَرَح.
• الهَزَج: (عر) أحد بحور الشِّعر العربي، ووزنه: (مَفَاعِيلُنْ مَفاعِيلُنْ) في كلِّ شطر. 

هَزِج [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هزِجَ.
2 - خفيف سريع "فرسٌ هَزِجٌ: خفيف وقع القوائم وسريعها". 

هزيج [مفرد]: طائفة من الليل "مرَّ هزيجٌ من اللَّيل". 

هزج: الهَزَجُ: الخِفَّة وسُرعةُ وَقْعِ القوائم ووضعِها. صبي هَزِجٌ

وفرس هَزِجٌ؛ قال النابغة الجَعْدي يَنْعَتُ فرساً:

غَدا هَزِجاً طَرِباً قلبُه،

لَغِبْنَ، وأَصْبَحَ لم يَلْغَبِ

والهَزَجُ: الفَرَحُ. والهَزَجُ: صوتٌ مُطْرِبٌ؛ وقيل: صوت فيه بَحَحٌ؛

وقيل: صوت دقيق مع ارتفاع. وكلُّ كلامٍ مُتقارِبٍ مُتدارِك: هَزَجٌ،

والجمع أَهزاج. والهَزَجُ: نوع من أَعاريض الشعر، وهو مفاعيلن مفاعيلن، على

هذا البناء كله أَربعة أَجزاء، سمِّي بذلك لتقارب أَجزائه، وهو مُسَدَّس

الأَصل، حملاً على صاحبيه في الدائرة، وهما الرجز والرمل إِذ تركيب كل

واحد منهما من وتد مجموع وسببين خفيفين. وهَزَّجَ: تَغَنَّى؛ قال يزيد بن

الأَعور الشَّيْبي:

كأَنَّ شَنّاً هَزَجاً، وشَنَّا

قَعْقَعةً، مُهَزِّجٌ تَغَنَّى

وتَهَزَّج: كهَزَّجَ. والهَزَج: من الأَغانيِّ وفيه تَرَنُّم؛ وقد

هَزِجَ، بالكسر، وتَهَزَّج؛ قال الشاعر:

كأَنها جاريةٌ تَهَزَّجُ

وقال أَبو إسحق: التَّهَزُّج تردُّدُ التحسين في الصوت؛ وقيل:

التَّهَزُّج صوت مُطَوَّل غير رفيع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

كأَنَّ صوتَ حَلْبِها المُناطِقِ

تَهَزُّجُ الرياحِ بالعَشارِقِ

ورَعْدٌ مُتَهَزِّج: مُصَوِّت. وقد هَزَّجَ الصوتَ. ورَعْدٌ هَزِجٌ

بالصوت؛ وأَنشد:

أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ، هَزِجٌ مُلِثٌّ،

تُكَرْكِرُه الجَنائِبُ في السِّدادِ

وعُودٌ هَزِجٌ، ومُغَنٍّ هَزِجٌ: يُهَزِّجُ الصوتَ تَهْزيجاً.

والهَزَجُ: تدارك الصوت في خِفَّة وسرعة؛ يقال: هو هَزِجُ الصوت هُزامِجُه أَي

مُدارِكه. قال: وليس الهَزَجُ من التَّرَنُّم في شيء؛ وقال عنترة:

وكأَنما تَــنْأَى بجانِبِ دَفِّها الـ

ـوَحْشِيِّ، من هَزِجِ العَشِيِّ، مُؤَوِّمِ

يعني ذباباً لطيرانه تَرَنُّمٌ، فالناقة تحذر لسعه اياها. وتَهَزَّجت

القوس إِذا صوّتت عند إِنْباضِ الرمي عنها؛ قال الكميت:

لم يَعِبْ رَبُّها ولا الناسُ منها،

غيرَ إِنذارها عليه الحَمِيرَا

بأَهازيجَ من أَغانِيِّها الجُشْـ

شِ، وإِتباعِها النَّحِيبَ الزَّفِيرَا

وفي الحديث: أَدبر الشيطان وله هَزَج، وفي رواية: وَزَجٌ. الهَزَجُ:

الرَّنَّة. والوَزَجُ: دونه، وقد استعمل ابن الأَعرابي الهَزَجَ في معنى

العُواءِ؛ وأَنشد بيت عنترة:

وكأَنما تــنأَى بجانب دفِّها الـ

ـوحشيِّ، من هَزِج العشيِّ، مؤَوّمِ

هِرٍّ جَنِيبٍ، كلَّما عَطَفَتْ له

غَضْبَى، اتَّقاها باليدين وبالفَمِ

قال: هَزِجٌ كثير العُواء بالليل، ووضع العَشِيَّ موضع الليل لقربه منه،

وأَبدل هِرًّا من هَزِجٍ؛ ورواه الشيباني يَــنْأَى، وهِرٌّ عنده رفع فاعل

ليــنأَى. ومَرَّ هَزيجٌ من الليل كهَزيعٍ. الجوهري: الهَزَجُ صوتالرعل

والذِّبَّانِ.

هزج

1 هَزِجَ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. هَزَجٌ; (L;) He sang in a certain manner, with trilling, or quavering; as also ↓ تهزّج; (S, K;) and ↓ هزّج: (K:) or ↓ تهزّج signifies he reiterated, or made to reciprocate, the graceful modulations of his voice: or prolonged his voice, without elevating it: (Aboo-Is-hák, L:) or هَزَجٌ does not at all signify trilling, or quavering; and therefore IAar has applied هَزِجٌ as an epithet to a dog that barks much. (L.) b2: He read, or recited, with a prolonging and trilling of the voice, making the sounds to follow closely, one upon another; as also ↓ تهزّج. (TA.) 2 هزّج الصَّوْتَ, inf. n. تهْزِيجٌ, He (a singer [or a reader or reciter]), made the sounds of the voice to be closely consecutive, and uttered in a light and quick manner. (L.) b2: هزّج صَوْتَهُ, and ↓ تهزّجهُ, [the latter app. a mistake for تهزّج فِيهِ,] He made the sounds of his voice to be closely consecutive, or near together. (TA.) b3: See 1.4 اهزج He (a poet) composed, or uttered, verses of the metre termed الهَزَج. (K.) 5 تهزّجت القَوْسُ (tropical:) The bow twanged, on the archer's loosing the string after drawing it. (S, K, TA.) b2: See 1, and 2.

هَزَجٌ (tropical:) The twanging of a bow, on the archer's loosing the string after drawing it; and of a lutestring: in the TA, i. q. رَنّةٌ: pl. أَهْزَاجٌ and pl. pl. أَهَازِيجُ: or perhaps this latter is a pl. of which the sing. is ↓ أُهْزُوجَةٌ, like as أَرَاجِيزُ is pl. of أُرْجُوزَةٌ: and the twanging of a bow-string or lute-string may be likened to an ode or a song of the metre termed الهَزَج, which is perhaps, judging from analogy, the proper signification of اهزوجة.]

لِلْعُودِ وَالقَوْسِ أَهَازِيجُ (tropical:) [To the lute and the bow there are twangings]. (A.) El-Kumeyt says, [speaking of a bow,] لَمْ يَعِبْ رَبُّهَا وَلَا النَّاسُ مِنْهَا غَيْرَ إِنْذَارِهَا عَلَيْهِ الحَمِيرَا بِأَهَازِيجَ مِنْ أَغَانِيِّهَا الجُشِ وَإِتْبَاعِهَا النَّحِيبَ الزَّفِيرَا [Neither its owner nor the people imputed a fault to any of its properties, except its warning the (wild) asses of his presence by the twangings of its harsh singings, and its causing a groaning sound to follow the loud, or prolonged, wailing]. (S.) b2: هَزَجٌ One of the modes of singing (الأَغَانِىّ), in which is a trilling, or quavering: (S, K:) pl. أَهْزَاجٌ. (L.) [But see 1.] b3: A voice that excites lively emotions of joy or grief. (K.) b4: A fine, or delicate, and elevated, voice. (TA.) b5: A voice in which is hoarseness, or harshness. (K.) b6: Any speech of which the component parts are closely consecutive, or near together, (K,) uttered in a light, or quick, manner: pl. as above. (L.) b7: الهَزَجٌ The name of a certain kind of metre of verse; (S, K;) consisting of four feet, each of the measure مَفَاعِيلُنْ: originally of six feet, like the رَجَز and the رَمَل, in each of which, [as in the هَزَج,] each foot consists of one element of the kind termed وَتِدٌ مَجْمُوعٌ, and of two elements of the kind termed سَبَبٌ خَفِيفٌ: so called because of the mutual nearness of its component parts. (TA.) b8: هَزَجٌ Lightness, or agility. (TA.) b9: Quickness in the falling, and putting down, of the legs [upon the ground]. (TA.) b10: (tropical:) The sound of thunder. (S.) b11: (assumed tropical:) The buzzing of flies. (L.) هَزِجٌ A singer [or reader or reciter] who prolongs his voice, with trilling, or quavering, making the sounds to follow close, one upon another. (A.) b2: هَزِجُ العَسِىِّ, occurring in a verse of 'Antarah, cited voce دَفٌّ, The cat that cries for food at supper-time: (EM, p. 233:) or the dog that barks much in the evening; meaning, in the night: or buzzing flies in the evening. (L.) b3: هَزِجٌ A child, and a horse, whose legs fall, or are put down, quickly [upon the ground]. (TA.) b4: (tropical:) Sounding thunder, as also ↓ مُتَهَزَِّجٌ. (L.) b5: (tropical:) A twanging lute [and bow]. (A.) b6: (tropical:) A cloud sounding with thunder. (A.) b7: هَزِجُ الصَّوْتِ, and ↓ هُزَامِجُهُ, One who makes the sounds of his voice to follow close, one upon another. (L.) هَزْمَجَةٌ Uninterrupted speech or language. (K.) b2: Confusion of voice or sound beyond measure; (K;) as also هَزْلَجَةٌ. (K, TA, art. هزلج.) b3: [The م is an augmentative letter: see هُزَامِجٌ.]

هُزَامِجٌ A voice, or the like, of which the sounds are closely consecutive. The م is an augmentative letter. (S, K.) b2: صَوْتٌ هُزَامِجٌ A confused voice or sound. The sound so called is less than what is termed رُغَآءٌ. (L.) b3: [See also هَزجٌ.]

أُهْزُوجَةٌ: see هَزَجٌ.

مُتَهَزِّجٌ: see هَزِجٌ.
هزج
: (الهَزَجُ، محرَّكَةً: من الأَغاني وَفِيه تَرنُّمٌ) . وَقد هَزِجَ كفَرِحَ: إِذا تَغنَّى. (و) الهَزَجُ: (صَوْتٌ مُطْرِبٌ. و) قيل: هُوَ (صَوْتٌ فِيهِ بَحَحٌ) ، محَرَّكةً. وَقيل: صَوْتٌ دقيقٌ مَعَ ارتفاعٍ. (وكلُّ كلامٍ مُتدارِكٍ مُتقارِبٍ) فِي خِفَّةٍ: هَزَجٌ. وَالْجمع أَهْزَاجٌ. (وَبِه سُمِّيَ، وقِيلَ سُمِّي هَزَجاً تَشبيهاً بهَزَجِ الصَّوْتِ) ؛ قَالَه الخَلِيلُ. وَقيل: لِطِيبِ. لأَن الهَزَجَ من الأَغاني. وَقيل غير ذالك. والهَزَجُ: (جِنْسٌ) وَفِي بعض نُسخِ (الصّحاح) : نَوْعٌ (مِن العَرُوضِ) ، وَفِي بعضِ النُّسخ: وَبِه سُمِّي جِنْسُ العَرُوض، وَهُوَ مفاعيلُنْ مفاعيلُنْ على هاذا البِناءِ كُلّه أَربعةُ أَجزَاءٍ، سُمِّيَ بذالك لتَقَارُبِ أَجزَائِه، وَهُوَ مُسدَّسُ الأَصلِ حَمْلاً على صاحِبَيْهِ فِي الدَّائرة، وهما الرَّجَزُ والرَّمَلُ، إِذْ تَركيبُ كلِّ واحدٍ مِنْهُمَا من وَتِدٍ مَجموعٍ وسَبَبَيْنِ خَفيفينِ.
(وَقد أَهْزَجَ الشاعرُ) : أَتى بالهَزَجِ.
(وهَزِجَ المُغَنِّي كفَرِحَ) ، فِي غِنَائِه والقارِىءُ فِي قِراءَتِه: طَرَّبَا فِي تَدارُكِ الصّوتِ وتَقارُبِه.
وَله هَزَجٌ مُطَرِّبٌ.
(وتَهزَّجَ) صَوتَه (وهَزَّجَ) تَهْزِيجاً: بِمَعْنى واحدٍ، أَي دَارَكَه وقَارَبَه. وَقَالَ أَبو إِسحاقَ: التَّهزُّجُ: تَردُّدُ التَّحْسِينِ فِي الصَّوْتِ. وَقيل: هُوَ صَوتٌ مُطَوَّلٌ غيرُ رفيعٍ.
(ومَضَى هَزيجٌ من اللَّيْلِ) و (هَزيعٌ) بِمَعْنى واحدٍ.
(و) من المَجَاز: (تَهزَّجَت القَوْسُ) إِذا (صَوّتَت عِنْد الإِنْباضِ) ، أَي أَرَنَّتْ عِنْد إِنباضِ الرَّامي عَنْهَا. قَالَ الكُميت:
لم يَعِبْ رَبُّها وَلَا الناسُ مِنْهَا
غيرَ إِنذارِها عَلَيْه الحَميرَا
بأَهَازِيجَ مِن أَغانيِّها الجُ
شِّ وإِتْبَاعِها النَّحِيبَ الزَّفيرا
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الهَزَجُ: الحُفَّةُ وسُرْعَةُ وَقْعِ القَوَائمِ ووَضْعِها. صَبِيٌّ هَزِجٌ، وفَرَسٌ هَزِجٌ. قَالَ النَّابِغة الجَعْديّ:
غَدَا هَزِجاً طَرِباً قَلْبُه
لَغِبْنَ وأَصْبَحَ لم يَلْغَبِ
والهَزَجُ: الفَرَحُ.
ورَعْدٌ مُتهزِّجٌ: مُصوِّت.
وَقد هَزَّجَ الصَّوتَ.
وَمن الْمجَاز: هَزَجُ الرَّعْدِ: صَوْتُه. وعُودٌ هَزِجٌ.
وللعُودِ والقَوْسِ أَهازيجُ.
وسَحَابٌ هَزِجٌ بالرَّعْد.
وَقَالَ الجوهَرِيّ: الهَزَجُ: صَوْتُ الرَّعْدِ والذِّبّانِ. وأَنشد:
أَجَشُّ مُجلجِلٌ هَزِجٌ مُلِثٌّ
تُكَرْكِرُهُ الجَنائبُ فِي السِّدادِ
وَفِي (اللّسان) : هُوَ هَزِجُ الصَّوتِ هُزَامِجُه: أَي مُدارِكُه.
وَلَيْسَ الهَزَجُ من الترنُّم فِي شيْءٍ. وَلذَا اسْتَعْملهُ ابنُ الأَعرابيّ فِي معنى العُوَاءِ. وأَنشد بَيت عَنْتَرَةَ العَبْسيّ:
وكَأَنّما تَــنْأَى بجانبِ دَفِّها ال
وَحْشِيِّ من هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ
هِرَ جَنِيبٍ كلّمَا عَطَفتْ لَهُ
غَضْبَى اتَّقاها باليدين وبالفَمِ
قَالَ: هَزِجُ (العشيّ) كثيرُ العُواءِ باللّحيل. ووضَعَ العَشِيّ موضعَ اللّيلِ لقُرْبه مِنْهُ. وأَبّدَل (هِرًّا) من (هَزِجٍ) وَرَوَاهُ الشَّيْبَانيّ (يَــنْأَى) ، وهِرَّ عِنْده رَفْعٌ، فاعلٌ ليــنأَى. وَقَالَ غيرُه: يَعْنِي ذِباباً لِطَيرانِه تَرَنُّمٌ، فالنَّاقَةُ تحْذَرُ لَسْعَهُ إِيَّاها.
وَفِي الحَدِيث: (أَدْبَرَ الشَّيْطانُ وَله هَزَجٌ) وَفِي روايةٍ: (وَزَجٌ، (الهَزَجُ: الرَّنَّة. والوَزَجُ دُونَه.

اللفيف من النون

بابُ اللَّفِيْف


ما أَوَّلُه النُّوْن
النَّوْءُ: من أنْوَاءِ النُّجُوْمِ؛ وهو سُقُوْطُ نَجْمٍ بالغَدَاةِ مَعَ طُلُوْعِ الفَجْرِ وطُلُوْعُ آخَرَ في حِيَالِه في تلك السّاعَةِ. وناءَ الشَّيْءُ يَنُوْءُ: أي مالَ إلى السُّقُوْطِ. والنُّوْءانُ: جَمْعُ الأنْوَاءِ. وما بالبادِيَةِ أَنْوَأُ من فلانٍ: أي أعْلَمُ بالأنْوَاءِ منه.
وإذا نَهَضَ بحِمْلِه في تَثَاقُلٍ يُقال: ناءَ به إذا أطاقَه.
والمَرْأَةُ تَنُوْءُ بها عَجِيْزَتُها.
وناوَأْتُ العَدُوَّ: وهو أنْ تَنُوْءَ إليه ويَنُوْءَ إليكَ.
ونُؤْتُ به أَشَدَّ النُّوْءَانِ: أي صِرْتُ أثْقَلَ منه.
والنَّيْءُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ النِّيْءِ الذي لم يَنْضَجْ مَهْمُوْزٌ، لَحْمٌ نِيْءٌ؛ بَيِّنُ النِّيَاءَةِ والنُّيُوْءَةِ. وناءَ الشَّيْءُ يَنَاءُ على مِثَالِ جاءَ يَجَاءُ. وأَنَأْتُ اللَّحْمَ إنَاءَةً: إذا لم تُنْضِجْهُ، ولَحْمٌ مُــنْأىً ومُنَاءٌ.
والنِّيْءُ: اللَّبَنُ الذي لم يَأْخُذْ طَعْمَه، وكذلك اللَّحْمُ والخَمْرُ. وبَضْعَةٌ فيها نُيُوْءٌ.
ونَيَّأْتُ الأمْرَ: إذا لم تُحْكِمْهُ. والنَّأْيُ: البُعْدُ، والنّائي: البَعِيْدُ، نَأَى يَــنْأَى نَأْياً، وأَنْأَيْتُه إنْأءً. والانْتِيَاءُ: الافْتِعَالُ في النَّأْيِ. والمُنْتَأَى: المَوْضِعُ البَعِيْدُ. ونَأَوْتُ: لُغَةٌ في نَأَيْتُ.
ونَأَيْتُه: بمَعْنى نَأَيْتُ عنه، والانْتِيَاءُ افْتِعَالٌ: منه.
والنُّؤْيُ: حَفِيْرَةٌ تُحْفَرُ حَوْلَ الخِبَاءِ تَدْفَعُ عنه السَّيْلَ وماءَ المَطَرِ، وانْتَأَتِ المَرْأَةُ حَوْلَ بَيْتِها، والجَمِيْعُ الآنَاءُ والنُّئِيُّ. والمُنْتَأَى: المَوْضِعُ، والنَّأْيُ والنُّؤْيُ والنِّئْيُ على مِثَالِ نِعْيٍ أيضاً. ونَأَيْتُ نُؤْياً: حَفَرْته؛ وانْتَأَيْتُ وأَنْأَيْتُ ثلاثُ لُغَاتٍ.
ويقولونَ: فَعَلَ كذا على ما ساءَه وناءَه، ويَسُوْرُه ويَنُوْؤُه.
والنَّوَى والنَّوَاةُ: التَّحَوُّلُ من دارٍ إلى دارٍ، والمَصْدَرُ: النِّيَّةُ، والفِعْلُ: الانْتِوَاءُ. ونِيَّةٌ قَذَفٌ، وقد يُخَفَّفُ. ونَوى القَوْمُ: انْتَوَوْا. وأنْوَيْتُه: تَبِعْتُه في نِيَّتِه. وأنَا نَوِيُّه: أي أَجْرِي مَعَه في هَوَاه. والنّاوي: الذي يَنْوِي بالأظْعَانِ إلى حَيْثُ يُرِيْدُ. والنَّوِيُّ: الذي يُنَاوِي صاحِبَه أي يُوَافِقُه حَيْثُ يَنْوي.
والنَّوَاةُ: الحاجَةُ، قَضَى اللهُ نَوَاتَكَ. وجاءني في حاجَةٍ فنَوَيْتُه بنَوَاتِه وأنْوَيْتُه: أي قَضَيْتُ حاجَتَه. والنِّيَّةُ: الحاجَةُ أيضاً.
ونَوَاكَ اللهُ: أي حَفِظَكَ اللهُ وصَحِبَكَ.
ونَوَيْتُ كذا: أي قَصَدْته. وناوَأْتُ وناوَيْتُ في القَصْدِ: واحِدٌ.
وأنْوَى: إذا تَبَاعَدَ في النَّوَى والسَّفَرِ. وفي المَثَلِ: " ما أمْرُ العَذْرَاءِ في نَوى القَوْمِ " أي إنَّها لا تُسْتَأْمَرُ في الشُّخُوْصِ. ويقولونَ: " عِنْدَ النَّوَى يَكْذِبُكَ الصّادِقُ ".
والنَّوَاةُ في الحَدِيْثِ: خَمْسَةُ دَرَاهِمَ.
وحَبُّ العِنَبِ: النَّوَى. فأمَّا نَوى التَّمْرِ فجَمْعُه نُوِيِّ، وثَلاَثُ نَوَيَاتٍ. وأنْوَى الرَّجُلُ: ألْقى النَّوَى، ونَوَى: مِثْلُه، واسْتَنْوَيْتُه: كذلك. والأَنْوَاءُ: ما نَبَتَ في الرُّطَبَةِ من النَّوَى.
والنِّوَاءُ: جَمْعُ النّاوِيَةِ من الإِبِلِ وهي السَّمِيْنَةُ. ونَوَتِ النّاقَةُ تَنْوِي نِوَايَةً ونَوَايَةً: سَمِنَتْ. والنَّيُّ: الشَّحْمُ. وجَزُوْرٌ ناوِيَةٌ: لم يَنْتَهِ سِمَنُها، وقيل: هي المُنْتَهِيَةُ منها، هو من الأضْدَاد.
والنُّوْنَةُ: شَعرُ المَرْأَةِ تَجْمَعُه على وَسَطِ رَأْسِها، وكذلك النُّوْنُوَةُ. ونَوَّنَتِ المَرْأَةُ رَأْسَها.
والنُّؤْنُؤُ: الضَّعِيْفُ من الرِّجَالِ؛ كالنَّأْنَإ والنَّأْنَاءِ.
ونَأْنَأْتُ عن الأمْرِ: كِعْتَ عنه. وإذا نَهَيْتَ أيضاً.
وأمْرٌ مُنَأْنَأٌ: ضَعِيْفٌ.
ونَأْنَأْتُ: تَرَفَّعْت.
ونَأْنَأْتُ وَلَدي: غَذَوتهم أحْسَنَ الغِذَاءِ.


ما أَوَّلُه الألِف
الأَنَاةُ: الحِلْمُ، وتَأَنَّى الرَّجُلُ تَأَنِّياً.
والأَنَى: التُّؤَدَةُ، أنَى يَأْنى أُنِيّاً فهو آنٍ، وتَأَنَّيْتُه، واسْتَأْنَيْتُ فلاناً: أي لم أُعْجِلْهُ.
والمَرْأَةُ الحَلِيْمَةُ: أَنَاةٌ، والجَمِيْعُ أَنَوَاتٌ.
وآنَيْتُ: أبْطَأْت وأخَّرْت، وفي الحَدِيْثِ: " رَأَيْتُكَ آذَيْتَ وآنَيْتَ ". والفِعْلُ: أَنَى يَأْني أُنِيّاً فهو آنٍ. ولا تُؤْنِ فُرْصَتَكَ: أي لا تُؤَخِّرْها عن إنَاها. وخَيْرُه بَطِيْءٌ أَنِيْءٌ. والأَنَاءُ: الإِبْطَاءُ.
والآنِيَّةُ من النِّسَاءِ: البَطِيْئَةُ القِيَامِ، وهي الأَنَاةُ.
والإِنى مَقْصُوْرٌ: إدْرَاكُ الشَّيْءِ حَتّى اللَّحْمِ المَشْوِيِّ. و " حَمِيْمٍ آنٍ ": انْتَهى حَرُّه، والفِعْلُ: أنَى يَأْني.
وعَيْنٌ آنِيَةٌ: مُسَخَّنَةٌ.
واسْتَأْنَيْتُ الطَّعَامَ: انْتَظَرْتُ إدْرَاكَه. والمَأْنى مَفْعَلٌ: من أنَى يَأْني: إذا أدْرَكَ.
والإِنَى والإِنْيُ والإِنْوُ: ساعَةٌ من ساعَاتِ اللَّيْلِ. وأتَيْتُه إنْياً بَعْدَ إنْيٍ: أي ساعَةً بَعْدَ ساعَةٍ.
وما أنَى لكَ أنْ تَفْعَلَ كذا وما آنَ بمَعْنىً: أي ما حانَ. وآنى لكَ بمَعْنى أَنَى.
وأصَابَتْهم أَنَاةٌ من مَطَرٍ: أي قَلِيْلٌ. والإِنَاءُ مَمْدُوْدٌ: من الآنِيَةِ، والأَوَاني: جَمَاعَةُ جَمْعٍ. وسَقَيْتُه إنَاياً: أي إنَاءً.
وأتَوْا من أُنَا وأُنَا: بمَعْنى هُنَا وهُنَا، ومِنْ أُنَا مَرَّةً ومِنْ أُنٍ مَرَّةً.
" إنْ " خَفِيْفَةٌ: حَرْفُ مُجَازَاةٍ في الشَّرْطِ. ويكونُ جُحُوْداً بمَنْزِلَةِ ما؛ كقَوْلِكَ: إنْ لَقِيْتُ إلاَّ زَيْداً.
و" أَنْ " خَفِيْفَةٌ: نِصْفُ اسْمٍ؛ وتَمَامُه يَفْعَل؛ كقَوْلِكَ: أُحِبُّ أنْ ألْقَاكَ؛ فَصَارَ " أنْ " و " ألْقَاكَ " في مِيْزَانِ اسْمٍ واحِدٍ.
و" إنَّ " و " أنَّ ": حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ. وللعَرَبِ في " إنَّ " لُغَتَانِ: التَّثْقِيْلُ والتَّخْفِيْفُ، فمَنْ خَفَّفَ رَفَعَ بها، إلاَّ أنَّ ناساً من أهْلِ الحِجَازِ يُخَفِّفُوْنَ ويَنْصِبُوْنَ على نِيَّةِ التَّثْقِيْلِ؛ فإنَّهم قَرَأُوا: " وإنْ كُلاًّ ". فأمَّا قَوْلُه عَزَّ اسْمُه: " إنَّ هذَانِ لَسَاحِرَانِ " فمنهم مَنْ يَجْعَلُ اللاّمَ في مَوْضِعِ " إلاَّ " ويَجْعَلُ " إنْ " جُحُوْداً على تَفْسِيْرِ: ما هذَانِ إلاَّ ساحِرَانِ، ومنهم مَنْ يَقُوْلُ: " إنَّ " في مَعْنى " أَجَلْ "؛ فإذا وَقَفُوا عليه قالوا: إنَّهْ، ويَحْتَجُّوْنَ بقَوْلِه: إنَّ وراكِبَها. وقيل: هو ههُنا في مَعْنى الدُّعَاء.
و" أنَّى ": في مَعْنى كَيْفَ، ومِنْ أَنَّى شِئْتَ: أي من حَيْثُ وأَيْنَ.
و" أَنَا ": فيها لُغَتَانِ: حَذْفُ الألِفِ الأخِيْرَةِ، وإثْبَاتُها وهو الأَحْسَنُ في الوُقُوْفِ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي " أي لكن أَنَا.
والآنَ: بمَعْنى السّاعَةِ التي يكونُ فيها الكلامُ والأمْرُ رَيْثَما تَبْتَدِىءُ وتَسْكُتُ، وهي مَنْصُوْبَةٌ في كُلِّ حالٍ.
وأَيْنَ: وَقْتٌ من الأمْكِنَةِ.
والأَيْنُ: الإِعْيَاءُ والكَلاَلُ، ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ، وقيل: آنَ يَئِيْنُ أَيْناً.
والأَيْنُ: الحَيَّةُ.
وأَنَّ الرَّجُلُ يَئِنُّ أَنِيْناً: من المَرَضِ؛ وأَنّاً وأَنَّةً. ورَجُلٌ أُنَانٌ: كَثِيْرُ الأَنِيْنِ.
ورَجُلٌ أُنَنَةٌ: وهو القَوَّالَةُ البَلِيْغُ، والجَمِيْعُ الأُنَنُ.
والمَوْأَنَةُ: العَوْدُ في تَنَجُّزِ قَضَاءِ الشَّيْءِ والتَّرَدُّد فيه.
وتَأَنَّنْتُ فلاناً: طَلَبْتُ عِنْدَه النَّصَفَةَ.
وأنْتَ عُمْدَتُنا ومَئِنَّتُنَا: أي نَقْصِدُ إليكَ في حَوَائِجِنا. وهو مَئِنَّةٌ أنْ يَفْعَلَ كذا: أي مَظِنَّةٌ وخَلِيْقٌ.
والمَسْجِدُ مِنّي مَئِنَّةٌ: أي مَكانٌ.
ورَجُلٌ ذو مَئِنَّةٍ: أي خَلِيْقٌ للخَيْرِ؛ وهو مَفْعِلَةٌ مِنْ " أنَّ " وفي مَوْضِعِها.
والإِنِّيَّةُ: إنِّيَّةُ الشَّيْءِ وهو ثُبُوْتُ كَوْنِه ووُجُوْدُه.
و" لا أفْعَلُه ما أَنَّ في السَّمَاءِ نَجْمٌ " بمَعْنى عَنَّ وعَرَضَ.
وأنَّ الماءَ أَنّاً: إذا صَبَّه.
و" ما لَهُ حانَّةٌ ولا آنَّةٌ " أي لا ناقَةٌ ولا شاةٌ.
والأَوْنَانِ: جانِبَا الخُرْجِ، والاسْمُ: الإِوَانُ.
والأَتَانُ إذا عَظُمَ بَطْنُها وأَقْرَبَتْ: قد أَوَّنَتْ. وكذلك الحِمَارُ إذا أكَلَ وشَرِبَ وانْتَفَخَتْ خاصِرَتاه. وتَأَوَّنَ سِمْناً: أي صارَتْ له أَوَانٌ من الشَّحْمِ أي أَعْدَالٌ. وأَوِنَ الرَّجُلُ: مِثْلُه.
والأَوَانَانِ: العِدْلاَنِ، الواحِدُ أَوَانٌ.
والأَوْنَانِ: شاطِئا الوادي.
والأَوْنُ: الرُّوَيْدُ في المَشْيِ، أُنْتُ فلاناً أَؤُوْنُ.
ولَيْلَةٌ آئِنَةٌ ولَيَالٍ أَوَائِنُ وآئِنَاتٌ: أي يُعَرَّجُ فيها لطُوْلِها ويُسْتَرَاحُ قَلِيلاً قَلِيْلاً من غَيْرِ عَلَفٍ.
ولَيَالٍ آئِنَاتٌ: أي وادِعَاتٌ.
وقالوا: رِبْعٌ إيْنٌ خَيْرٌ من غِبٍّ حَصْحَاصٍ: أي من غِبٍّ سَرِيْعِ السَّيْرِ. وسارُوا وأوَّنُوا. وعلى رِسْلِكَ وأوْنِكَ.
ورَجُلٌ آئِنٌ: ساكِنٌ.
وآنَ الخَيْرُ: أَبْطَأَ؛ فهو آئِنٌ؛ وأَنِيٌّ أيضاً.
وقيل: الأَوْنُ: الدَّعَةُ، والتَّكَلُّفُ جَمِيْعاً، وهو من الأضْدَادِ. وهو أيضاً: الانْتِظَارُ والوُقُوْفُ.
والإِوَانُ: بَيْتٌ شِبْهُ أَزَجٍ غَيْرُ مَسْدُوْد الوَجْهِ، والإِيْوَانُ: لُغَةٌ، وجَمْعُ الإِوَانِ أُوْنٌ، وجَمْعُ الإِيْوَانِ أَوَاوِيْنُ وإيْوَانَاتٌ. وكذلكَ إيْوَانُ اللِّجَامِ. والإِوَانُ: عَمُوْدٌ من أَعْمِدَةِ الخِبَاءِ. وكُلُّ شَيْءٍ سَنَدْتَ به شَيْئاً فهو: إوَانٌ.
والأَوَانُ: الحِيْنُ والزَّمَانُ، وكذلك الإِوَانُ والآئِنَةُ والآوِنَةُ. وهذا أَوَانُ الآنِ. وَمَا جِئْتَ إلاّ أَوَانَ الآنِ. وكانَ كذا آنَ إذٍ: أي حِيْنَئِذٍ، وآنَ آنُه أَنْ فَعَلَ؛ وإنى آنِهِ. والآنَ آنُكَ وأَيْنُكَ.
والأَوْنُ: العِظَمُ. والضَّعْفُ. والتَّكَلُّفُ أيضاً، بمَنْزِلَةِ الأَوْنِ.


ما أَوَّلُه الواو
الوَنَا والوَنْيَةُ: الفَتْرَةُ في الأعْمَالِ، ومنه التَّوَاني.
ولا يَني في أمْرِه: أي لا يَعْجَزُ.
ولا يَني يَفْعَلُ كَذا: بمَعْنى لا يَزَالُ.
ووَنّى في أمْرِه ووَنَى مُخَفَّفٌ: واحِدٌ. والوَنَاءُ بالمَدِّ: بمَعْنى القَصْرِ.
والوُنِيُّ: المَصْدَرُ. والنِّيَةُ بوَزْنِ الدِّيَةِ: من وَنى يَني.
وناقَةٌ وَانِيَةٌ: أي طَلِيْحَةٌ مُعْيِيَةٌ، وَنَتْ وَنْياً.
ووَنَيْتُ كُمّي وَنْياً: إذا شَمَّرْته.
ووَنَاهُ القَوْمُ: أي دَعَاه.
ووَنّى تَوْنِيَةً: إذا لم يُجِدِ العَمَلَ.
والوَأْنَةُ: القَصِيْرُ، والوَأْنُ مِثْلُه. وقيل: هو الكَثِيْرُ اللَّحْمِ، وسَنَامٌ وَأْنٌ، وجَمْعُ وِئَانٌ.
والوَنُّ: الصَّنْجُ الذي يُضْرَبُ.
والوَيْنُ: العِنَبُ. والوَيْنَةُ: العِنَبَةُ السَّوْدَاءُ.

ناى

نا

ى1 نَأَى بِهِ [He, or it, removed him; put or placed him at a distance, away, or far away.] (S, art. طرح.) b2: نَأَى He shrank from a thing: see an ex. in a verse cited voce دَفٌّ.4 أَنْآهُ

: see آنَاهُ in art. انى.10 اِسْتَــنْأَى

: i. q. اِسْتَنَاءَ q. v. in art. نوأ.

نُؤْىٌ A trench dug round a tent, (S, K,) or a barrier [raised] around it, (T, IB, TA,) to prevent the rain-water from entering it, (S,) or keep off a torrent. (K.)

أوم

أ و م: (الْأُوَامُ) بِالضَّمِّ حَرُّ الْعَطَشِ. 
أوم
أُوم [مفرد]: (فز) وحدة قياس مقاومة مرور التّيّار الكهربيّ
 في موصِّل، وتُقاس بجهاز الأوميتر. 
[أوم] يقال: أَوَّمهُ الكلأُ تَأْويماً، أي سمنه وعظم خلقه. قال الشاعر: عركرك مهجر الضؤبان أومه روض القذاف ربيعا أي تأويم والمؤوم: العظيم الخلق والرأس. قال عنترة: وكأنما تــنأى بجانب دفها الوحشى من هزج العشى مؤوم يعنى سنورا. والاوام، بالضم: حر العطش.
أ و م

في جوفه أوامٌ وأوارٌ وهو حرارة العطش. ودعا جرير إلى مهاجاته رجلاً من كليب، فقال الكليبي: إن نسائي بآمتهنّ ولم تدع الشعراء في نسائك مترقعاً. يعني أن نساءه سليمات من الهجاء فلا أعرضهن له، ونساؤك مهجوات. يقال: فلانة بآمتها أي بعذرتها.
[أوم] الأُوامُ العَطَشُ وقِيلَ حَرُّهُ وأن يَضِجَّ العَطْشَانُ وقد آمَ يَئُومُ أَوْمًا والإِيَامُ الدُّخَانُ والجَمْعُ أُيُمٌ أُلْزِمَتْ عَيْنُهُ البَدَلَ لغيرِ عِلَّةٍ وإلا فَحُكْمُهُ أن يَصِحَّ لأنه ليس بمَصْدَرٍ فَيَعْتَلَّ باعتِلالِ فِعْلِهِ وقَد آمَ عَلَيْها وآمَهَا يَئُومُها أَوْمًا وإِيَامًا دخَّنَ قال ساِعدُهُ بنُ جُؤَيَّةَ

(فما بَرِحَ الأسْبَابُ حتى وضَعْنَهُ ... لَدَى الثَّوْلِ يَنْفي حَثَّها ويَئُومُها)

وقد تَقَدَّمتِ هذه الكَلِمَةُ في الياءِ لأنها من الياءِ بدِلالَةِ قولهم آمَ يَئِيمُ وذَكَرْناهَا هُنَا لأنها من الواوِ بدليلِ قولِهم يَئُومُ أَوْمًا فَحَصَلَ بمجموع ذلك أنَّ الكَلِمَةَ يَائِيَّةٌ وواوِيَّةٌ غَيْرَ أنهم لم يَقُولُوا في الدُّخَانِ إِوَامٌ إنما قالُوا إيَامٌ فَقَط وإنما تَدَاوَلَتِ الياءُ والوَاوُ فِعْلَهُ ومَصْدَرَهُ فإن قُلْتَ فَلِم ذكرتَ الإِيَامَ الذي هو الدُّخَانُ هُنا وإنما مَوْضِعُهُ اليَاءُ قلنا إنَّ اليَاءَ في الإِيَامِ الذي هو الدُّخَانُ قد تكون مَقلُوبَةٌ عن واوٍ في لُغَةِ مَنْ قالَ آمَهَا يَئُومُها أَوْمًا فكأنَّا إنَّما قُلْنَا الإِوَامُ وإن كان حُكْمُها أن لا تَنقَلِبَ هنا لأنه اسمُ لا مَصْدَرٌ لكنها قُلِبَتْ هنا قَلْبًا لِغَيرِ عِلَّةٍ كما قلْنَا إِلا طَلَبَ الحِفَّةِ وقَدْ تَقَدَّمَ الإِيامُ في الياءِ والمُؤَمُّ العَظِيمُ الرَّأسِ وقِيلَ المُشَوَّهُ كالمُوَأَّمِ وأُرَى المُوَأَّمِ مَقْلُوبًا عن المُؤَوَّمِ وأنشَدَ ابنُ الأَعْرابي

(وكأنَّما يَــنْأَى بجَانِبِ دَفِّهَا الْوَحْشِيِّ ... مِن هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ)

فسًّره بأنه المُشَوَّهُ الخَلْقِ والأُوَامُ دُوارٌ في الرَّأسِ

أوم: الأُوامُ، بالضم: العَطَش، وقيل: حَرُّه، وقيل: شِدَّةُ العَطَش

وأَن يَضِجَّ العَطْشان؛ قال ابن بري: شاهده قول أبي محمد الفَقْعَسِي:

قد عَلِمَتْ أَنِّي مُرَوِّي هامِها،

ومُذْهِبُ الغَلِيلِ من أُوامِها

وقد آمَ يَؤُومُ أَوْماً، وفي التهذيب: ولم يذكر له فِعلاً.

والإيامُ: الدُّخان، والجمع أُيُمٌ، أُلْزِمَتْ عَيْنُه البَدَل لغير

عِلّة، وإلا فحُكْمُه أن يَصِحَّ لأَنه ليس بمَصْدر فيعتلّ باعْتِلال

فِعْله، وقد آمَ عليها وآمَها يَؤُومُها أَوماً وإياماً: دَخَّنَ؛ قال ساعدة

بن جُؤية:

فما بَرِحَ الأَسْبابَ، حتى وَضَعْنَه

لَدَى الثَّوْلِ يَنْفِي جَثَّها ويؤُومُها

وهذه الكِلمة واوِيَّة ويائية، وهي من الياء بدَلالِة قولهم آمَ

يَئِيمُ، وهي من الواو بدليل قولهم يَؤُومُ أَوْماً، فحصل من ذلك أنها واويَّة

ويائِيَّة، غير أَنهم لم يَقولوا في الدُّخَان أُوَام إنما قالوا إيَام

فقط، وإنما تَدَاوَلَتِ الياءُ والواوُ فِعْلَه ومَصْدَرَه، قال ابن سيده:

فإن قيل فقد ذَكَرْت الإيَامَ الذي هو الدُّخَان هنا وإنما موضعه الياء،

قلنا: إنَّ الياء في الإيَام الذي هو الدُّخان قد تكون مقْلوبة في لغة

مَنْ قال آمَها يَؤُومُها أَوْماً، فكأَنَّا إنما قلنا الأُوام وإن كان

حُكْمُها أَن لا تَنْقَلِب هنا لأَنه اسمٌ لا مَصْدَر، لكنَّها قُلِبَتْ هنا

قَلْباً لغير عِلَّة كما قلنا، إلا طَلَبَ الخِفَّة، وسنذكر الإيَامَ في

الياء.

والمُؤَوَّمُ مثل المُعَوَّمِ: العظيم الرأْس والخَلْق، وقيل:

المُشَوَّه كالمُوَأّمِ، قال: وأَرَى المُوَأّم مَقْلُوباً عن المُؤَوَّم؛ وأَنشد

ابن الأَعرابي لعنترة:

وكأَنَّما يَــنْأَى بِجانِب دَفِّها الـ

وَحْشِيّ من هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّم

(* هو مذكور في مادة هزج).

فسّره بأَنه المُشَوَّه الخَلْق؛ قال ابن بري: يعني سِنَّوْراً، قال:

والهَزِج المُتراكِب الصَّوْت وعَنى به هرّاً وإن لم يتقدَّم له ذِكْر،

وإنما أَتى به في أَول البيت الثاني والتقدير يَــنْأَى بِجانِبها من مُصَوِّت

بالعَشِيِّ هِرٌّ، ومَن رَوى تَــنْأَى بالتاء لتأْنِيثِ الناقةِ قال

هِرٍّ، بالخفض، وتقديره من هِرٍّ هَزِج العَشِيّ؛ وفسَّر الأَزهري هذا البيت

فقال: أَراد من حادٍ هَزِج العشيّ بحُدائه.

قال: والأُوامُ أَيضاً دُخان المُشْتار.

والآمةُ: العيب؛ قال عَبِيد:

مَهْلاً، أَبيتَ اللَّعْنَ مَهْـ

لاً، إنَّ فيما قلت آمَهْ

والآمَةُ أَيضاً: ما يَعْلَق بسُرَّةِ المَوْلود إذا سقط من بطن أُمِّه.

ويقال: ما لُفَّ فيه من خِرْقة وما خَرَج معه؛ وقال حسان:

وَمَوْؤُودَةٍ مَقْرُورةٍ في مَعاوِزٍ

بآمَتِها، مَرْسُومةٍ لم تُوَسَّدِ

أَبو عمرو: اللَّيالي الأُوَّمُ المُنْكَرَة، ولَيالٍ أُوَمٌ كذلك؛

وأَنشد:

لَمَّا رأَيت آخِرَ اللَّيلِ عَتَمْ،

وأَنها إحْدى لَيالِيك الأُوَمْ

قال أَبو علي: يجوز أن يكون مأْخوذاً من الآمة وهي العَيْب، ومن قولهم

مُؤَوّم. ودَعا جريرٌ رجُلاً من بني كُلَيب إلى مُهاجاتِه فقال

الكُلَيْبيُّ: إنَّ نِسائي بآمَتِهِنَّ وإنَّ الشُّعراء لم تَدَع في نِسائك

مُتَرقَّعاً؛ أَراد أَنَّ نِساءَه لم يُهْتَك سِتْرهنَّ ولم يَذْكُر سِواهنُّ

سَوأَتَهُنَّ، بمنزلة التي وُلدتْ وهي غير مَخْفوضَة ولا مُقْتَضَّة.

وآمَهُ اللهُ أي شَوَّه خَلْقه.

والأُوامُ: دُوارٌ في الرأَس.

الجوهري: يقال أَوَّمَه الكَلأُ تأْويماً أَي سَمَّنه وعظَّم خَلْقه؛

قال الشاعر:

عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّؤْبان، أَوَّمَهُ

روْضُ القِذافِ رَبيعاً أَيَّ تَأْويمِ

قال ابن بري: عَرَكْرَك غَلِيظ قَويٌّ، ومُهْجِر أَي فائق، والأصل في

قولهم بعير مُهْجِر أَي يَهْجُرُ الناسُ بذِكْره أي يَنْعَتُونه،

والضُّؤبانُ: السَّمِين الشديدُ أَي يَفوقُ السمان.

أوم

{الأُوامُ، كغُرابٍ: العَطَشُ أَو حَرُّه) ، وَأنْشد ابنُ برِّيّ لأبي محمّد الفَقْعَسِيّ:
(قَدْ عَلِمَتْ أَنِّي مُرَوِّي هامَها ... )

(ومُذْهِبُ الغَلِيلِ من} أُوامِها ... )
وَكَذَلِكَ الأُوارُ. (و) الأُوامُ: (الدُّخانُ) وخَصّه بعضُهم بدُخانِ المُشْتارِ، وَأنْكرهُ ابنُ سِيدَه وَقَالَ: إِنّما هُوَ أَيَامٌ لَا {أُوامٌ. (و) } الأُوامُ: (دُوارُ الرَّأْسِ) . (و) الأُوامُ: (الوَتَرُ) . (و) الأُوامُ: (أَنْ يَضِجَّ العَطْشانُ) وَذَلِكَ عِنْد شدَّة العَطَشِ، (وَقد آمَ يَؤُوم أَوْمًا) إِذا اشتدَّ حَرُّ جَوْفِه. وَلم يذكر الأزهريُّ لَهُ فِعْلًا. ( {والإيامُ بالكَسْر: الدُّخان) ، وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض: يُقَال لِكُلِّ دُخانٍ: نُحاسٌ، وَلَا يُقال} إيامٌ إلّا لدُخانِ النَّحْلِ خاصَّةً، (ج: {أُيُمٌ، كَكُتُبٍ) أُلزِمتْ عَيْنُه البَدَلَ لِغَيْرِ عِلَّة، وإلّا فَحكمه أَنْ يصحَّ؛ لأنّه لَيْسَ بِمَصْدَرٍ فيعتلّ باعْتِلالِ فِعْلِه؛ (و) قد (} آمَها و) {آمَ (عَلَيْها} يَؤُومُها {أَوْمًا} وإيامًا) ، وَكَذَلِكَ {يَئِيمُها} إيامًا، واوِية يائية، أَي: (دَخَّنَ) ، وَسَيَأْتِي فِي " أَي م " أَيْضا، قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّة:
(فَمَا بَرِحَ الأَسْبابُ حَتَّى وَضَعْنَه ... لَدَى الثَّوْلِ يَنْفِي جَثَّها {وَيَؤُومُها)
(} والمُؤَوَّمُ، كَمُعَظَّم: العَظِيمُ الرَّأْسِ) والخَلْقِ، (أَو) {المُؤَوَّمُ: (المُشَوَّهُ) الخَلْق كالمُوَأَّم، مقلوبٌ عَنهُ. وَأنْشد ابْن الأعرابيِّ لعَنْتَرَة:
(وَكَأَنَّما يَــنْأَى بجانِبِ دَفِّها ... الْوَحْشِيّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ} مُؤَوَّمُ)
( {وآمَهُ: ساسَهُ) نَقله الصَّاغَانِي. (} وأَوَّمَهُ {تَأْوِيمًا: عَطَّشَهُ) . (} والآمَةُ) ، بالمَدِّ: (الخِصْبُ) ، عَن أبي زَيْدٍ. (و) أَيْضا: (العَيْب) ، عَن شَمِرٍ، قَالَ عَبِيدُ بن الأَبْرَص:
(مَهْلًا أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْلًا ... إِنَّ فِيمَا قُلْتَ {آمَهْ)
(و) } الآمة: (مَا يَعْلَقُ بِسُرَّةِ الصَّبِيِّ حِينَ يُوْلَدُ، أَو مَا لُفَّ فِيهِ مِنْ خِرْقَةٍ، أَو مَا خَرَجَ مَعَهُ) حِين يَسْقُط من بَطْن أُمِّه، قَالَ حَسَّان: (وَمَوؤودَةٍ مَقْرُورَةٍ فِي مَعاوِزٍ ... {بآمَتِها مَرْمُوسَةٌ لم تُوَسَّدِ)
ودعا جَرِيرٌ رجلا من بني كُلَيْبٍ إِلَى مُهاجاتِه فَقَالَ الكُلَيْبِيُّ: إِنَّ نِسائِي} بآمَتِهِنَّ، وإِنَّ الشُّعَراء لم تَدَعْ فِي نِسَائِك مُتَرَقّعًا. أَرَادَ أنَّ نِسَاءَهُ لم يُهْتَكْ سِتْرُهُنَّ بمنزلَةِ الّتي وُلِدَتْ وَهِي غير مَخْفُوضَةٍ وَلَا مُفْتَضَّة. ( {وآمٌ) ، بالمَدِّ: (د، تُنْسَب إِلَيْه الثِّيابُ) } الآمِيَّة. (و) أَيْضا (ة، بالجَزِيرَة) فِي شعر عَدِيّ بن الرِّقاع. (ولَيالٍ {أُوَمٌ، كَصُرَدٍ) : أَي: (مُنْكَرَةٌ) ، عَن أبي عَمْرٍ و، وَأنْشد لأَدْهَمَ بنِ أبِي الزَّعْراءِ:
(لَمّا رأيتُ آخِرَ اللَّيْل عَتَمْ ... )

(وأَنَّها إِحْدَى لَيالِيك} الأُوَمْ ... )

[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: {آمَهُ اللَّهُ} أَوْمًا: شَوَّه خَلْقَهُ. وَلَيالٍ {أُوَّمٌ، كَسُكَّرٍ؛ لغةٌ عَن أبي عَمْرٍ وَأَيْضًا.} وأَوَّمَهُ الكَلَأُ {تَأْوِيَمًا: سَمَّنَه وعَظَّمَ خَلْقَه، نَقله الجوهريُّ، وَأنْشد:
(عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُؤْبانِ} أَوَّمَهُ ... رَوْضُ القِذافِ رَبِيعًا أَيَّ {تَأْوِيمِ)
وآمُو: بلدٌ بالعَجَم.

نيأ

(نيأ) الْأَمر لم يحكمه
نيأ: ني: في (محيط المحيط): (النيئ من اللحم الذي لم ينضج ويجوز أن يقال ني بالإبدال والإدغام).
عود ني: هي شجرة الصبير التي تحفظ بعصيرها (معجم المنصوري، الجوزي 149).
ني: عار (هلو؟).
نيأ
لحم ميءٌ - بالكسر مثال نِيْعٍ - بيِّن النُّيُوْءِ والنُّيُوْءَةِ: أي غير نَضيجٍ. وأنَأته أنا: إذا لم تُنْضِجه، وأصلُه: أنْيَأْتُه. ونَيَّأْتُ الأمر: إذا لم تُحكمه.
(نيأ) - في الحديث: "نَهَى عن أكْلِ اللَّحم النَّيء"
نَاءَ اللَّحمُ علَى وَزْنِ قال، يَنىء نَيْئاً؛ إذا بَقِىَ نيْئاً، وقد يُترك هَمْزُه، فيقال: نِيًّا، أي غَير نضِيج، ونُيوءة أيضاً.
وقد جاء: ناءَ يَنَاءُ، وأَنَأتُ اللَّحمَ إنَاءَةً فهو مُنَاءٌ.
[نيأ] نه: فيه: نهى عن أكل اللحم "النيء"، هو ما لم يطبخ أو طبخ أدنى طبخ ولم ينضج، من ناء اللحم بنيء نيئًا كناع ينيع نيعًا فهو نيء- بالكسر، وقد يبدل الهمزة ويدغم ويقال: ني- مشددًا. ن: لحم الحمر "نيئه" ونضيجه، هو بكسر نون وبهمزة أي غير مطبوخ. نه: ومنه ح الثوم: لا أراه إلا "نيه". ك: الثوم "النيء"، بنون مكسورة فتحتية ساكنة فهمزة ممدودة وقد يدغم.
نيأ: والنَّيءُ: مصدر للشّيء النَّيِّىء، وهو الذي لم يَنْضَج، مهموز. وفعله الصّحيح من تأليف حروفه: ناء ينيء نيئاً، وهو نَيِّىءٌ. وأنأتُ اللّحم إناءةً إذا لم تنضجه، ولكنّ العرب إذا أرادت أن تَسْتعملَ الهاءَ في هذا المعنى قالت: أنهأتُ اللّحم إنهاءً، وهذا مَشْتَقٌّ من قولهم: لحمٌ نَهيءٌ، وكلّ شيء لم يَنْضَجْ فهو نهيء، حتّى الثّمار وغيرها.. نَهُؤَ يَنْهُؤُ نهاءةً.
[ن ي أ] نَآءَ الشيءُ كَــنَأَى مَقْلُوبٌ مِنْهُ أنشا يعقُوبُ

(أقولُ وقد ناءَتْ بِهمْ غَرْبَةُ النَّوَى ... نَوًى خَيْتَعُورٌ لا تَشِطَّ دِيارُكِ)

وَنَاءَ الشيءُ نَيْئًا وهو نَيْءٌ بَيِّنُ النُّيُوءِ والنُّيُوءْةَ لم يَنْضَجْ وَلَحْمٌ نَيْءٌ لم تَمْسَسْهُ نارٌ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ (عُقَارٌ كَمَاءِ النِّيءِ لَيستْ بِخَمْطَةٍ ... ولا خَلَّةٍ يَكْوِي الشَّرُوبَ شِهابُهَا)

شهابُها نارُهَا وَحِدَّتُها وأَنَأْتُهُ أَنَا
نيأ
ناءَ يَنيء، نِئْ، نَيْئًا ونُيُوءًا ونُيوءةً، فهو نِيء ونِيّ ونيِّئ
• نَاءَ الشَّيءُ: كان غير ناضج، لم ينضَج، لم يطبخ "لحمٌ نِيٌّ/ نيء/ نيِّئ- ناء الخُضارُ". 

نَيْء [مفرد]: مصدر ناءَ. 

نِيء [مفرد]: ج أَنْيَاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ناءَ: غير ناضج، ما يُعالج بالطّبخ أو بالشّيّ ولم ينضج. 

نُيوء [مفرد]: مصدر ناءَ. 

نُيوءة [مفرد]: مصدر ناءَ. 

نِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ناءَ: غير ناضج، ما يُعالج بالطّبخ أو بالشّيّ ولم ينضج. 

نيِّئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ناءَ: نِيء، غير ناضج: ما يُعالج بالطّبخ أو الشَّيّ ولم ينضج. 

ني

أ1 نَآءَ, aor. ـِ (so in the S, Nh, L, Msb; but in some copies of the K, يناءُ, [which appears to be put by mistake for the inf. n. in the acc. case];) inf. n. نَىْءٌ, (S,) and نَىٌّ, without ء, and نَوْءٌ, (Sh,) It (flesh meat, &c.) was not, or did not become, sufficiently cooked; it was insufficiently cooked: (S, K:) (like نَهِئَ:) or it was untouched by fire; (i. e., raw]. (L.) b2: It (a thing) was not firmly, not soundly, not thoroughly, done. [See 4.] (TA.) 2 نَيَّاَ see 4.4 اناء الأَمْرَ He did the thing not firmly, not soundly, not thoroughly. الامر ↓ نيّأ, accord. to the K, signifies the same: but this is unknown, and not authorized by transmission [from the Arabs of the classical ages], and therefore not mentioned by IM nor by other leading lexicographers: the correct phrases are [when the verb is intrans.] ناء الامرُ [and اللحمُ], and [when it is trans.] اناء اللحمَ [and الامر]: the forms of the verb being like بَانَ and أَبَانَ. (TA.) b2: اناء, (S, incorrectly written in the K أَنْيَأَ, TA,) inf. n. إِنَآءَةٌ, He insufficiently cooked flesh-meat [&c.]. (S, K.) نِىْءٌ Flesh meat &c. insufficiently cooked: (S, K:) or untouched by fire; [i. e., raw]. (L.) It was also pronounced by the Arabs نِىٌّ; but the original word is with ء. (TA.) b2: Wine untouched by the fire: cooked [or mulled] wine being called نَضِيجٌ, (TA [written نِىٌّ, without ء]). b3: Pure [and sweet] milk: sour milk being called نضيج: or milk just drawn from the udder, before it is put into the skin. (TA [written نِىٌّ, without ء.]) نَىٌّ [for نَىْءٌ] Fat, as contradistinguished from flesh, [which is app. called نَضِيجٌ]. (TA.) نُيُوْءٌ and نُيُوْءَةٌ The state of being insufficiently cooked: (S, K:) or of being untouched by fire; [i. e., rawness]. (L.)
نيأ
: ( {نَيَّأَ) الرجلُ (الأَمْرَ) ، أَهمله الْجَوْهَرِي هُنَا، وَقَالَ الصَّاغَانِي أَي (: لم يُحْكِمْهُ) .
(} وأَنْيَأَ اللَّحْمَ: لم يُنْضِجْهُ) نَقله ابنُ فَارس، قَالَ: والأَصل فِيهِ {أَنَاءَ اللحْمَ} يُنِيئُه {إِناءَة، إِذا لم يُنْضِجْه (ولحْمٌ} - نِيءٌ كَنِيعٍ بَيِّن {النُّيُوءِ} والنُّيُوأَةِ) بِالضَّمِّ فيهمَا: لم تَمَسَّه النارُ، وَفِي الحَدِيث: نَهَى عَنْ أَكْلِ اللَّحْمِ {- النِّيءِ، هُوَ الَّذِي لم يُطْبَخ، أَو طُبِخ أَدْنَى طَبْخٍ، وَلم يُنْضَجْ، وَالْعرب تَقول: لَحْمٌ} - نِيءٌ، فيحذفون الْهَمْز، وأَصله الْهَمْز، وَالْعرب تَقول لِلَّبن المَحْضِ نِيٌّ، فإِذا حَمُضَ فَهُوَ نَضِيجٌ، وأَنشد الأَصمعيُّ:
إِذَا مَا شِئْتُ بَاكَرَنِي غُلاَمٌ
بِزِقَ فِيهِ نِيءٌ أَوْ نَضِيجُ
أَراد {- بالنيِّ خمرًا لم تَمَسَّها النارُ، وبالنَّضِيج المَطبوخَ، وَقَالَ شَمِرٌ: النيُّ من اللَّبن ساعةَ يُحْلَب قبل أَن يُجْعَل فِي السقاءِ، ونَاءَ اللحْمُ} - يَنِيءُ {نَوْءًا} وَنِيًّا، لم يَهمِز {نِيًّا، فإِذا قَالُوا} - النَّيُّ بِفَتْح النُّون، فَهُوَ الشَّحْمُ دُون اللحمِ، قَالَ الهُذلِيُّ:
فَظَلْتُ وظَلَّ أَصْحَابِي لَدَيْهِمْ
غَرِيضُ اللَّحْمِ نِيءٌ أَوْ نَضِيجُ
(وذِكْرُه فِي) تركيب (ن وأَ، وَهَمٌ للجوهريِّ) وَهُوَ كَذَلِك، إِلا أَن الجوهريِّ لم يَذْكرْه إِلاّ فِي مادّة نيأَ بعد ذكر، ن وأَ، وتَبِعه فِي ذَلِك صاحبُ (اللِّسَان) وغيرُه من الأَئمة، فَلَا أَدري من أَين جاءَ للْمُصَنف حَتَّى نَسَبه إِلى مَا لَيْسَ هُوَ فِيهِ، فَتَأَمَّلْ، ثمَّ رأَيت فِي بعض النّسخ إِسقاط قَوْله (للجوهريّ) فَيكون الْمَعْنى وَهَمٌ مِمَّن ذَكَره فِيهِ تبعا لِشَمرٍ وغيرِه.

نيأ: ناءَ الرجلُ، مثل ناعَ، كَــنَأَى، مقلوب منه: إِذا بعد، أَو لغة فيه.

أَنشد يعقوب:

أَقولُ، وقد ناءَتْ بِهِمْ غُرْبةُ النَّوَى، * نَوًى خَيْتَعُورٌ، لا تَشِطُّ دِيارُكِ

واستشهد الجوهري في هذا الموضع بقول سهم بن حنظلة:

مَنْ إِنْ رآكَ غَنِيَّأً لانَ جانِبُه؛ * وإِنْ رَآكَ فَقِيراً ناءَ، فاغْتَربا

ورأَيت بخط الشيخ الصلاح المحدّث، رحمه اللّه، أَنَّ الذي أَنشده

الأَصمعي ليس على هذه الصورة، وإِنما هو:

إِذا افْتَقَرْتَ نَأَى، واشْتَدَّ جانِبُه؛ * وإِنْ رَآكَ غَنِياًّ لانَ، واقْتَرَبا

وناءَ الشيءُ واللَّحْمُ يَنِيءُ نَيْئاً، بوزن ناعَ يَنِيعُ نَيْعاً، وأَنَأْتُه أَنا إِناءة إِذا لم تُنْضِجْه. وكذلك نَهِئَ اللحمُ، وهو لَحْمٌ بَيِّنُ النُّهُوءِ والنُّيُوءِ، بوزن النُّيُوعِ، وهو بَيِّنُ النُّيُوءِ والنُّيُوءة: لم يَنْضَجْ. ولحم نِيءٌ، بالكسر، مثل نِيعٍ: لم تَمْسَسْه نار؛ هذا هو الأَصل. وقد يُترك الهمز ويُقلب ياءً فيقال: نِيٌّ، مشدَّداً. قال أَبو

ذؤيب:

عُقارٌ كَماءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بخَمْطةٍ؛ * ولا خَلَّةٍ، يَكْوِي الشَّرُوبَ شِهابُها

شِهابُها: نارُها وحِدَّتُها.

وأَناءَ اللحمَ يُنيئُه إِناءة إِذا لم يُنْضِجْه. وفي الحديث: نَهَى عن أَكل اللَّحْم النِّيءِ: هو الذي لم يُطْبَخْ، أَو طُبِخَ أَدْنَى طَبْخ ولم يُنْضَجْ. والعرب تقول: لحمٌ نِيٌّ، فيحذفون الهمز وأَصله الهمز.

والعرب تقول للبَن المَحْضِ: نِيءٌ، فإِذا حَمُضَ، فهو نَضِيج. وأَنشد الأَصمعي:

إِذا ما شِئْتُ باكَرَني غُلامٌ * بِزِقٍّ، فيه نِيءٌ، أَو نَضِيجُ

وقال: أَراد بالنِّيءِ خَمْراً لم تَمَسَّها النارُ، وبالنَّضِيجِ

الـمَطْبُوخَ. وقال شمر: النِّيءُ من اللبن ساعةَ يُحْلَبُ قبل أَن يُجْعَلَ في السِّقاءِ. قال شمر: وناءَ اللحمُ يَنُوءُ نَوْءاً ونِيّاً، لم يهمز

نِيّاً، فإِذا قالوا النَّيُّ، بفتح النون، فهو الشحم دون اللحم. قال الهذلي:

فظَلْتُ، وظَلَّ أَصْحابي، لَدَيْهِمْ * غَريضُ اللَّحْم: نِيٌّ أو نَضِيجُ

دنأ

د ن أ: بِالْمَدِّ الْخَسِيسُ الدُّونُ وَقَدْ (دَنَأَ) يَدْنَأُ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا (دَنَاءَةً) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَ (دَنُؤَ) أَيْضًا مِنْ بَابِ سَهُلَ. وَ (الدَّنِيئَةُ) بِالْمَدِّ النَّقِيصَةُ. 
(د ن أ) : (فِي كَسْبِ الْحَجَّامِ) أَنَّهُ (يُدَنِّئُ) الْمَرَأَ وَيُخِسُّهُ هُوَ بِالْهَمْزَةِ مِنْ الدَّنَاءَةِ أَيْ يَجْعَلُهُ دَنِيئًا وَخَسِيسًا.
د ن أ

هو دنيء من الأدنياء وهو الرقيق الخلق الحقير. وأتى بالدنية وبالدنايا، وقد دنؤ دناءة. وتقول: أهل الدناءة، هم أهل الشناءة.
[د ن أ] الدَّنِيءُ من الرِّجالِ: الخَسِيسُ الخَبِيثُ البَطْنِ والفَرْجِ، الماجِنُ، وقيل: الدَّقِيقُ الحَقِيرُ، والجمعُ: أَدْنياءُ ودٌُ نَآءُ. وقَدْ دَنَأَ يَدْنأُ دَناءةً، فهو دانِيءٌ، ودَنُؤَ دَناءةً: صارَ دنيئاً. وأَدْنَأَ: ركِبَ أَمْراً دَنِيئاً. ورَجُلٌ أَدْنَأُ: أَحْنَأُ الظَّهْرِ. وقد دَنِيءَ دَنَأً.
[دنأ] الدنئ: الخسيس من الرجال الدونُ. وقد دَنَأَ الرجل يَدْنَأُ صار دنيئاً، لا خير فيه، وإنه لدانِئٌ خبيثٌ، وما كان دانئاً. ولقد دَنَأَ، ودَنُؤَ أيضاً، دُنُوءَةً ودناءةً، أي سَفُلَ في فَعْلِهِ ومَجَنَ. والدنيئة: النقيصة. والدَنَأُ: الحدب. والادنأ: الاحدب. 
دنأ
الدَّنِيءُ: الخَسيسُ من الرجال الدُّونُ. ودَنَأَ الرجل يَدنَأُ: صار دَنِيئأً لا خير فيه. وانَّه لَدانِيءٌ خبيثٌ. وما كان دَنِيئاً. ولقد دَنَأَ ودَنُؤَ أيضاً دُنُوءةً ودَنَاءةً: سَفُلَ في فعله ومَجَن. والدَّنِيئةُ: الننَّقيصة.
والدَّنَأُ: الحدبُ. والأدنَأُ: الأحدب.
ويقال: نفس فلانٍ تَتَدَنَّؤُهُ: أي تحمله على الدَّناءة.
والتركيب يدلُّ على القرب كالمُعتَل.
دنأ
دنَأَ يَدنَأ، دَناءَةً ودُنُوءةً، فهو دانِئ
• دنََأ الشَّخصُ:
1 - لؤمَ فِعْلُه وخَبُثَ (وقد تُخفَّف الهمزة).
2 - كان ذليلاً خسيسًا. 

دنُؤَ يَدنُؤ، دَناءَةً ودُنُوءًا ودُنُوءةً، فهو دَنِيء
• دنُؤ الشَّخصُ: دنَأ، لَؤُمَ فِعْلُه وخَبُث، صار دنيئًا "رَجُل دَنِيء: خسيسٌ دُون". 

تدنَّأَ يتدنّأ، تَدَنُّؤًا، فهو مُتَدَنِّئ
• تدنَّأ الشَّخصُ: دنَأ؛ لَؤُمَ فِعْلُه وخبُثَ "حُبّ المال جعله يتدنَّأ ويُسفُّ". 

دَنَاءَة [مفرد]: مصدر دنَأَ ودنُؤَ. 

دُنُوء [مفرد]: مصدر دنُؤَ. 

دُنُوءَة [مفرد]: مصدر دنَأَ ودنُؤَ. 

دَنِيء [مفرد]: ج أدْناء وأَدْنِياء ودُنئاءُ ودنيئون (للعاقل)، مؤ دنيئة، ج مؤ دنيئات (للعاقل) ودَنايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من دنُؤَ: خسيس دُون لا خير فيه (وتسهَّل همزتُه، فيقال: دَنيّ). 

دَنِيئَة [مفرد]: ج دَنايا ودنيئات (للعاقل):
1 - مؤنَّث دَنِيء.
2 - نقيصَة (وتسهل الهمزة وتدغم في الياء فيقال: دَنِيَّة) "المؤمن يبتعد عن الدَّنايا- هذه دنيئة لا تليق برجل يحترم كرامتَه" ° المنيَّة ولا الدَّنيَّة: دعوة إلى عزّة النفس والتحذير من الخِسّة. 

دن

أ1 دَنَأَ, aor. ـَ and دَنُؤَ, aor. ـُ inf. n. دَنَآءَةٌ, (Az, Lh, T, S, M, Msb, K,) of the former verb, and of the latter also, (Az, Lh, T, M,) and دُنُوْءٌ, of the former, (Fr, T,) or of the latter, (Az, T,) and [of the latter] دُنُوْءَةٌ; (S, K;) He (a man) was, or became, low, ignoble, or mean, in his actions; and cared not for what he did, nor for what was said to him: (ISk and T in explanation of the former verb, and S in explanation of both verbs:) or the former verb, (Az, T,) or each, (Lh, T, M, K,) he was, or became, bad, corrupt, or foul, in respect of the belly and the genital member [i. e. in respect of appetite for food and for sexual enjoyment]; not caring for what he did, nor for what was said to him: (Az, Lh, T, M, K:) and the former verb, (S) or each, (M, K,) [accord. to some,] he was, or became, such as is termed دَنِىْءٌ, i. e. خَسِيسٌ [app. as meaning contemptible]; (S, M, K;) like دَنَا, aor. ـْ inf. n. دَنَاوَةٌ; (Msb;) and destitute of good: (S:) but some make a distinction between the verbs with ء and the verb without ء; saying that the meaning “ he was, or became, خسيس ” is that of دنا, without ء; (T, Msb;) and the truth is, that the verbs with ء have the meanings assigned to them by Az and Lh; (T;) or signify he was, or became, low, ignoble, or mean: (Msb:) or these two verbs also signify, (K,) or signify as some say, (M,) he was one in whom was little or no good; contemned or contemptible, mean, paltry, or of no weight or worth. (M, K.) A2: دَنِئَ, (M, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. دَنَأْ, (S, M,) He was, or became, hump-backed. (S, M, K. *) 4 ادنأ He committed an action such as is termed دَنِىْءَ. (M, K. *) 5 تدنّأهُ He, or it, incited him to دَنَآءَة [i. e. low, ignoble, or mean, conduct; &c.: see دَنَأَ and دَنُؤَ, of which دَنَآءَة is an inf. n.]. (K.) دَنِىْءٌ (Az, Lh, T, S, M, Msb, K) and ↓ دَانِئٌ, (Lh, T, S, * M, K,) applied to a man, Low, ignoble, or mean, in his actions; not caring for what he does, nor for what is said to him: (S:) or bad, corrupt, or foul, in respect of the belly and the genital member [i. e. in respect of appetite for food and for sexual enjoyment]; not caring for what he does, nor for what is said to him: (Az, Lh, T, M, K:) and [accord. to some,] i. q. خَسِيسٌ [app. as meaning contemptible]; (S, M, K;) like دَنِىٌّ, without ء; (Msb;) and destitute of good: (S:) but some make a distinction between دَنِىْءٌ and دَنِىٌّ; saying that the latter means خسيس; (T, Msb;) and the former, as explained by Az and Lh; and this is the truth; (T;) or that دَنِىْءٌ means لَئِيمٌ [i. e. low, ignoble, or mean, as contr. of كَرِيمٌ]: (Msb:) دَنِىْءٌ is also applied to an action: (M, K: * [see 4:]) and signifies likewise, (K,) or as some say, and so ↓ دَانِئٌ, (M,) one in whom is little or no good; contemned or contemptible, mean, paltry, or of no weight or worth: (M, K:) the pl. of دَنِىْءٌ is أَدْنِيَآءُ, (Az, T, M,) or أَدْنِئَآءُ, (Lh, T, TA,) or أَدْنَآءٌ, (K, TA,) like أَشْرَافٌ pl. of شَرِيفٌ, (TA,) and دُنَآءٌ, (K,) which is anomalous, (TA,) or دُنَأءُ. (M.) دَنِيْئَةٌ A low, or base, quality, property, natural disposition, habit, practice, or action; syn. نَقِيصَةٌ; (S, K;) or such as is blamed; also pronounced دَنِيَّةٌ. (TA in art. دنو, q. v.) دَانِئٌ: see دَنِىْءٌ, in two places.

أَدْنَأُ [More, and most, low, ignoble, or mean, in his actions; &c.]. You say, هُوَ أَدْنَأُ مِنْهُ [He is more low, &c., than he]. (Zj, T.) Fr says that أَدْنَى in the Kur ii. 58 is [for أَدْنَأُ,] derived from دَنَآءَةٌ: accord. to one reading, it is أَدْنَأُ. (TA.) A2: Applied to a man, (M,) Hump-backed: (S, M, K: *) fem. دَــنْأَى. (K, * TA.)
دنأ
: ( {- الدَّنِيءُ: الخَسيِس) الدُّون من الرِّجَال (} كالدَّانِئ) {- والدّنِيءُ أَيضاً: (الخَبِيثُ البَطْنِ والفَرْجِ، الماجِنُ) السِّفْلِيّ، قَالَه أَبو زيد واللحياني، كَمَا سيأْتي نصُّ عبارتهما (و) } الدنيءُ أَيضاً: (الدَّقيقُ الحقير ج {أَدْنَاءٌ) كشريف وأَشرافٍ، وَفِي بعض الأُصول} أَدْنِيَاء كنصيب وأَنصِباءَ ( {ودُنَاء) كَرُخَال على الشذوذ (وَقد} دَنَأَ) الرجلُ {ودَنُؤَ (كَمَنع وكَرُم} دُنُوءَةً) بالضمّ ( {وَدَناءَةً) مثل كَرَاهَةٍ، إِذا صَار} دَنِيئًا لَا خَيْرَ فِيهِ، وسَفُلَ فِي فعله ومَجُنَ ( {والدَّنِيئةُ: النقيصة.} وأَدْنأَ) الرجل (: رَكِب) أَمراً ( {دنيئاً) حَقيراً، وَقَالَ ابْن السكّيت: لقد} دَنَأْتَ فِي فِعلك {تَدْنَأُ أَي سَفَلْتَ فِي فِعْلك ومَجُنْتَ، وَقَالَ الله تَعَالَى {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ} (الْبَقَرَة: 61) قَالَ الفراءُ: هُوَ من الدَّناءَةِ، وَالْعرب تَقول: إِنه لَدَنِيءٌ فِي الأُمور، غير مَهْمُوز، يَتَّبِعُ خَسِيسَها وأَصاغِرَها، وَكَانَ زُهَيْرٌ الفُرْقُبِيّ يهمز (هُوَ} أَدنَى بِالَّذِي هُوَ خير) قَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ من {الدناءة وَالْعرب تَقول: إِنَّه} - لدنيٌّ فِي الْأُمُور، غير مَهْمُوز يتبع خسيسها وأصاغرها وَكَانَ زُهَيْر الفرقبي يهمز " هُوَ {أدنأ بِالَّذِي هُوَ خير" قَالَ الْفراء: وَلم تزل العربُ تَهمز أَدْنَأَ إِذا كَانَ من الخِسَّة، وهم فِي ذَلِك يَقُولُونَ إِنه} لدَانىءٌ، أَي خَبيثٌ فيهمزون، وَقَالَ الزّجاج: هُوَ أَدْنَى، غير مَهْمُوز، أَي أَقرب، وَمَعْنَاهُ أَقلُّ قِيمةً، فأَمّا الخسيسُ فاللغةُ فِيهِ {دَنُؤَ دَنَاءَةً، وَهُوَ} - دَنِيءٌ، بِالْهَمْز. وَفِي كتاب (المصادِر) : دَنُؤَ الرجلُ يَدْنُؤُ دُنُوءًا ودَنَاءَةً إِذا كَانَ مَاجناً. قَالَ أَبو مَنْصُور: أَهلُ اللغةِ لَا يَهْمِزون دَنُؤَ فِي بَاب الخِسَّة، وإِنما يهمزونه فِي بَال المجون والخُبْثِ، مِن قَوْمٍ {أَدْنِئَاء، وَقد دَنُؤَ دَنَاءَةً، وَهُوَ الخَبِيث البَطْنِ والفَرْجِ ورجلٌ دَنِيءٌ من قَوْمٍ أَدْنِيَاء، وَقد} دَنَأَ {يَدْنَأُ ودَنُوَ يَدْنُو دُنُوًّا، وَهُوَ الضعيفُ الخَسيس الَّذِي لَا غَنَاءَ عِندَه، المُقَصِّر فِي كلِّ مَا أَخَذَ فِيهِ، وأَنشد:
فَلاَ وَأَبِيكَ مَا خُلُقِي بِوَعْرٍ
وَلاَ أَنَا بِالدَّنِيءِ وَلاَ المُدَنَّا
وَقَالَ أَبو زيد فِي كتاب الْهَمْز: دَنَأَ الرجلُ يَدْنَأُ دَنَاءَةً ودَنُؤَ يَدْنُؤُ} دُنُوءًا إِذا كَانَ {دَنِيئاً لَا خير فِيهِ، وَقَالَ اللحيانيُّ: رجل} دَنِىءٌ {ودَانِيءٌ، وَهُوَ الخبيثُ البَطْن والفرجِ الماجِنُ، من قوم أَدْنِئَاء (اللَّام) ، مَهْمُوزَة، قَالَ: وَيُقَال للخسيس: إِنه} - لدنِىءٌ من أَدْنِيَاء، بغي رهمزٍ. قَالَ الأَزهريُّ: وَالَّذِي قَالَه أَبو زيد واللِّحيانيُّ وابنُ السكّيت هُوَ الصَّحِيح، وَالَّذِي قَالَه الزَّجَّاجُ غيرُ مَحْفُوظٍ، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
( {وَدنِىءَ كَفَرِح: جَنِيءَ، والنَّعْت) فِي الْمُذكر والمؤنث (} أَدْنَأُ {ودَــنْأَى) وَيُقَال للرجل: أَدْنَأُ وأَجْنَأُ وأَقْعَسُ، بِمَعْنى واحدٍ.
(} وتَدَنَّأَهُ: حَمَله على الدَّنَاءَةِ) يُقَال، نفس فلَان {تَتَدَنَّؤُه، أَي تَحمِله على الدَّناءَةِ.
والتركيب يدلُّ على القُرْبِ، كالمعتلِّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ هُنَا:

ولي

و ل ي

وليه ولياً: دنا منه، وأوليته إياه: أدنيته. وكل مما يليك، وجلست مما يليه. وسقط الويّ وهو المطر الذي يلي الوسميّ. وقد وليت الأرض، وهي موليّة. وولي الأمر وتولاّه، وهو وليه ومولاه، وهو وليّ اليتيم ووليّ القتيل وهم أولياؤه. ووليَ ولاية. وهو والي البلد وهم ولاته. ورحم الله تعالى ولاة العدل. واستولى عليه. وهذا مولاي: ابن عمي، وهم مواليّ. ومولاي: سيدي وعبدي. ومولًى بيّن الولاية: ناصر. وهو أولى به. ووالاه موالاة. ووالى بين الشيئين، وهما على الولاء. وتقول العرب: وال غنمك من غنمي أي اعزلها وميّزها، وإذا كانت الغنم ضأناً ومعزًى، قيل: والهاً. قال ذو الرمة:

يوالي إذا اصطكّ الخصوم أمامه ... وجوه القضايا من وجوه المظالم

وولاّه ركنه. " فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وتولّيته: جعلته ولياً " ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم " وتولاك الله بحفظه. ووضع الوليّة على الراحلة وهي البرذعة. قال أبو زبيد:

كالبلايا رءوسها في الولايا ... ما تحات السّموم حرّ الخدود

وولّى عني وتلوّى. و" أولى لك ": ويل لك. ومن المجاز: قول ذي الرمّة:

لني وليةً تمرع جنابي فإنني ... لما نلت من وسميّ نعماك شاكر

واستولى على الغاية، وهو مستولٍ على القصب.
و ل ي : الْوَلْيُ مِثْلُ فَلْسٍ الْقُرْبُ وَفِي الْفِعْلِ لُغَتَانِ أَكْثَرُهُمَا وَلِيَهُ يَلِيهِ بِكَسْرَتَيْنِ وَالثَّانِيَةُ مِنْ بَابِ وَعَدَ وَهِيَ قَلِيلَةُ الِاسْتِعْمَالِ وَجَلَسْتُ مِمَّا يَلِيهِ أَيْ يُقَارِبُهُ وَقِيلَ الْوَلْيُ حُصُولُ الثَّانِي بَعْدَ الْأَوَّلِ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ وَوَلِيتُ الْأَمْرَ أَلِيهِ بِكَسْرَتَيْنِ وِلَايَةً بِالْكَسْرِ تَوَلَّيْتُهُ وَوَلِيتُ الْبَلَدَ وَعَلَيْهِ وَوَلِيتُ عَلَى الصَّبِيِّ وَالْمَرْأَةِ فَالْفَاعِلُ وَالٍ وَالْجَمْعُ وُلَاةٌ وَالصَّبِيُّ وَالْمَرْأَةُ مَوْلِيٌّ عَلَيْهِ وَالْأَصْلُ عَلَى مَفْعُولٍ وَالْوِلَايَةُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ النُّصْرَةُ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِ غَلَبَ عَلَيْهِ وَتَمَكَّنَ مِنْهُ.

وَالْمَوْلَى ابْنُ الْعَمِّ وَالْمَوْلَى الْعَصَبَةُ وَالْمَوْلَى النَّاصِرُ وَالْمَوْلَى الْحَلِيفُ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مَوْلَى الْمُوَالَاةِ وَالْمَوْلَى الْمُعْتِقُ وَهُوَ مَوْلَى النِّعْمَةِ وَالْمَوْلَى الْعَتِيقُ وَهُمْ مَوَالِي بَنِي هَاشِمٍ أَيْ عُتَقَاؤُهُمْ وَالْوَلَاءُ النُّصْرَةُ لَكِنَّهُ خُصَّ فِي الشَّرْعِ بِوَلَاءِ الْعِتْقِ وَوَلَّيْتُهُ تَوْلِيَةً جَعَلْتُهُ وَالِيًا وَمِنْهُ بَيْعُ التَّوْلِيَةِ وَوَالَاهُ مُوَالَاةً وَوِلَاءً مِنْ بَابِ قَاتَلَ تَابَعَهُ.

وَتَوَالَتْ الْأَخْبَارُ تَتَابَعَتْ وَالْوَلِيُّ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِنْ وَلِيَهُ إذَا قَامَ بِهِ وَمِنْهُ {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 257] وَالْجَمْعُ أَوْلِيَاءُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَكُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمْرَ أَحَدٍ فَهُوَ وَلِيُّهُ
وَقَدْ يُطْلَقُ الْوَلِيُّ أَيْضًا عَلَى الْمُعْتِقِ وَالْعَتِيقِ وَابْنِ الْعَمِّ وَالنَّاصِرِ وَحَافِظِ النَّسَبِ وَالصَّدِيقِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى وَقَدْ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ هِيَ وَلِيَّةٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي عُقَيْلٍ يَقُولُ هُنَّ وَلِيَّاتُ اللَّهِ وَعَدُوَّاتُ اللَّهِ وَأَوْلِيَاؤُهُ وَأَعْدَاؤُهُ وَيَكُونُ الْوَلِيُّ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ فِي حَقِّ الْمُطِيعِ فَيُقَالُ الْمُؤْمِنُ وَلِيُّ اللَّهِ وَفُلَانٌ أَوْلَى بِكَذَا أَيْ أَحَقُّ بِهِ وَهُمْ الْأَوْلَوْنَ بِفَتْحِ اللَّامِ وَالْأَوَالِي مِثْلُ الْأَعْلَوْنَ وَالْأَعَالِي وَفُلَانَةُ هِيَ الْوُلْيَا وَهُنَّ الْوُلَى مِثْلُ الْفُضْلَى وَالْفُضَلُ وَالْكُبْرَى وَالْكُبَرِ وَرُبَّمَا جُمِعَتْ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ فَقِيلَ الْوَلِيَّاتُ وَوَلَّيْتُ عَنْهُ أَعْرَضْتُ وَتَرَكْتُهُ وَتَوَلَّى أَعْرَضَ. 

ولي


وَلِيَ
a. [ يَلِي] (n. ac.
وَلْي)
see supra
(a)b.(n. ac. وَلَاْيَة
وِلَاْيَة) [acc.
or
'Ala], Was set over; ruled, governed, swayed.
c.(n. ac. وَلَآء [] وَلَاْيَة), Was the friend of; befriended, helped; leagued with.
d. [acc.
or
'Ala], Defended, protected, championed.
e. [pass.
وُلِيَ ], Was watered by early rain
(land).
وَلَّيَa. Made ruler &c. over, set over; intrusted, charged
with; nominated, appointed to.
b. [acc.
or
'An], Turned from; turned ( the back ); fled
from.
c. Placed behind ( his back ).
d. Dried up (dates).
وَاْلَيَ
a. [acc.]
see (وَلِيَ) (c), (d).
c. [acc.
or
Bain], Continued, pursued, proceeded with; did
simultaneously; combined.
d. Separated (sheep).
أَوْلَيَa. see II (a)b. [acc. & 'Ala], Made guardian of (orphan).
c. Conferred, bestowed upon ( a favour ).
d. Brought, drew near; made to approach.
e. Tied (water-skin).
تَوَلَّيَa. Was charged, intrusted with; was invested with; ruled
governed, administered; managed.
b. [acc. & Bi], Subdued by.
c. ['An], Turned, fled from; discontinued.
d. ['Ala], Assumed authority over.
e. Made a friend of.

تَوَاْلَيَa. Followed, succeeded each other; was continuous.
b. see II (d)
إِسْتَوْلَيَ
a. ['Ala], Mastered; dominated; gained possession of;
domineered over.
b. ['Ala], Hit ( the mark ).
وَلْيa. Nearness, proximity; contiguity; adjacency.
b. Near, adjacent; contiguous.
c. Neighbour.
d. Early rain.

وَلَوِيّ []
a. Showery.

أَوْلَى [] (pl.
أَوْلُوْنأَوَالٍ [] )
a. [Bi], Worthier of; fitter for; nearer to.
أَوْلَوِيّ []
a. see 14
مَوْلًى [] (pl.
مَوَالِي [] )
a. Lord, master.
b. Protector, defender; champion; patron.
c. Friend, companion.
d. Ally, partisan, adherent.
e. Relative, kinsman: son-in-law; uncle &c.
f. Freedman.
g. Neighbour.
h. Servant; slave; dependant.

وَالٍ (pl.
وُلَاة [] )
a. Governor; prefect; ruler; regent.

وَلَآء []
a. Relationship, kinship; consanguinity;
propinquity.
b. Relatives, kindred.
c. Government, rule, prefecture, prefectship.
d. Right of succession to the inheritance of a
freedman.
e. Help; friendship.
f. see 1 (a)
وَلَآءَة []
a. see 22t (a)
وَلَايَة []
a. Province, government, jurisdiction; country;
district.
b. see 22 (a) (d), (e).
وِلَآء []
a. see 1 (a)b. Continuity; consecutiveness.

وِلَايَة []
a. Government, administration; governorship; authority
supremacy, sway; sovereignty.
c. see 22 (a) (c), (e) &
وَلَاْيَة
(a).
وَلِيّ [] (pl.
أَوْلِيَآء [] )
a. Beloved; friend; favourite.
b. Benefactor; patron.
c. see 17 (a) (b), (c), (d).
g. Client; protégé.
h. see 1 (b)i. ( pl.

أَوْلِيَة [] )
a. see 1 (c)j. [ coll. ], Saint.
وَلِيَّة []
a. fem. of
وَلِيّb. ( pl.
reg.
& وَلَايَا )
Saddle-cloth, cushion.
c. Portion of food set apart for a guest.
d. see 22t (a)
مَوْلِيّ [ N. P.
a. I], مَوْلِيَّة Minor
ward.
تَوْلِيَة [ N.
Ac.
a. II], Investiture, nomination, appointment.
b. Cession, transfer of a purchase.
مُوَالٍ [ N. Ag.
a. III ], (pl.
مُوَالُوْن), Helper, aider.
b. see 17 (b)
مُتَوَلٍّ [ N.
Ag.
a. V], Governor, ruler.

تَوَلٍّ [ N. Ac.
a. V], Authority, jurisdiction.
b. Nearness.

مُتَوَالٍ [ N.
Ag.
a. VI], Successive, consecutive, continuous.
b. (pl.
مَتَاوِلَة), Shiite.
تَوَالٍ [ N. Ac.
a. VI]
see 23 (b)
وُلْيَا (pl.
وُلًى [ ]a. وُلْيَيَات ), fem. of
أَوْلَيُ
(a).
مَوْلَاة
a. Lady, mistress.

مَوْلَوِيّ
a. Supreme; sovereign.

مَوْلَوِيَّة
a. Supremacy, lordship, suzerainty; seigniory.

وَليّ اللّٰه
a. The friend of God.

وَلِيّ العَهْد
a. The heir apparent.

وَلِيّ النِّعَم
a. Recipient of favours.

دَار وَلِيَّة
a. Next door.

وِلَآءً
a. علَى وِلَآءٍ Consecutively, one
after another.
أَوْلَى لَهُ
a. Woe betide him !

هُمْ وَلَآء
a. They are related.

هُمْ عَلَىَّ وَلَايَة
وَاحِدَة
a. They are in league against me.

مَا أَوْلَاهُ مَعْرُوْفًا
a. How benevolent he is !
[ول ي] وَلِيَ الشيء ووَلِيَ عليه وِلايَةً ووَلايةً وقيل الوِلاية الخُطَّةِ كالإمارة والوَلاية المصدر وقد أَوْلَيْتُه الأمرَ ووَلَّيْتُه إياه وولَّتْه الخمسون ذَنَبَها عن ابن الأعرابيّ أي جعلت ذنبها يَلِيَه وولاها ذَنَبًا كذلك وتَوَلَّى الشيء لزمه والوَلِيَّةُ البَرْذَعَةُ وإنما تسمى بذلك إذا كانت على ظهر البعير لأنها حينئذ تَلِيهِ وقيل الوَلِيَّةُ التي تحت البَرْذَعَةِ وقيل كل ما ولي الظهر من كساء أو غيره فهو وَلِيَّةٌ والوَلِيُّ الصديق والنصير وقوله {فتكون للشيطان وليا} مريم 45 قالت ثعلب كل من عبد شيئًا من دون الله فقد اتخذه وليّا وقوله تعالى {الله ولي الذين آمنوا} البقرة 257 قال أبو إسحاق الله وليهم في حِجاجِهم وهدايتهم وإقامة البرهان لهم لأنه يزيدهم بإيمانهم هداية كما قال تعالى {والذين اهتدوا زادهم هدى} محمد 17 ووليُّهم أيضًا في نصرهم على عدوهم وإظهار دينهم على دين مخالفيهم وقيل وَلِيُّهم أي يتولى ثوابهم ومجازاتهم بحسن أعمالهم والوَلاءُ المِلْكُ والمَوْلَى المالك والعبد والأنثى بالهاء وفيه مَوْلَوِيَّةٌ إذا كان شبهها بالمَوالِي وهو يتَمَولَى علينا أي يتشبه بالسادة وما كنت مَوْلًى وقد تَمَوْلَيْتُ والاسم الوَلاءُ والمَوْلَى الصاحب والقريب كابن العم ونحوه قال ابن الأعرابي المولى الجار والحليف والشريك وابن الأخت والولِيُّ والمَوْلَى وتَوَلاه اتخذه وَلِيّا وإنه لَبيِّنُ الوَلاةِ والوَلِيَّةِ والتَّوَلِّي والوَلاءِ والوَلايةِ والوِلايةِ والوَلْيُ القُرب ودارٌ وَلْيَةٌ قريبة وقوله تعالى {أولى لك فأولى} القيامة 34 معناه التوعُّد والتهدُّد أي الشر أقرب إليك وقال ثعلب معناه دَنَوْتَ من الهَلَكَةِ وكذلك قوله {فأولى لهم} محمد 20 أي وليهم المكروه وهو اسمٌ لِدَنَوْتَ أو قَارَبْتَ وحكى ابن جني أَوْلاةٌ الآن فأنث أَوْلى قال وهذا يدل على أنه اسم لا فعل وقول أبي صخر الهذلي

(أَذُمُّ لكِ الأَيَّامَ فِيمَا وَلَتْ لنَا ... وما لِلَّيَالِي في الذِي بيننا عُذْرُ) أُراه أراد فيما قربتْ إلينا من بَيْنٍ وتعذُّرِ قُرْبٍ والقومُ عَليَّ وَلايَةٌ واحدةٌ ووِلايَةٌ إذا كانوا يدًا عليك بخير أو شر ودارُه وَلِيُّ دارِي أي قريبةٌ منها وأَوْلَى على اليتيم أوصى ووَالَى بين الأمرين مُوالاةً وَوِلاءً تابَعَ وتَوالَى الشيء تتابع والوَلِيُّ المطرُ يأتي بعد الوَسْمِيّ وحكى كُراعُ فيه التخفيف وجمع الوَلِيِّ أَوْلِيَةٌ وَوُلِيتِ الأرضُ وَلْيًا سُقِيتِ الوَلِيَّ فأما ما أنشده ابن الأعرابي من قول الشاعر

(نَشْرُ خُزَامَى وُلِيَ الرَّكِيْكا ... )

فإنما عدَّى وُلِيَ إلى مفعولين لأنه في معنى سُقِيَ وسُقِيَ متعديةٌ إلى مفعولين فكذلك هذا الذي في معناها وقد يكون الركيكُ مصدرًا لأنه ضربٌ من الوَلِيِّ فكأنه وُلِيَ وَلْيًا كقولك قعد القُرْفُصَاءَ وأحسن من ذلك أن وُلِيَ في معنى أُرِكَ عليه أو رُكَّ فيكون قوله ركيكًا مصدرًا لهذا الفعل المقدر أو اسمًا موضوعًا موضع المصدر واستولى على الشيء إذا صار في يده ووَلَّى الشيءُ وتَوَلَّى أدبر وولَّى عنه أعرض عنه أو نأى عنه وقوله

(إِذَا ما امْرُؤٌ وَلَّى عَلَيَّ بِوُدِّهِ ... وَأَدْبَرَ لَمْ يَصْدُرْ بإِدْبَارِه وُدِّي)

فإنه أراد وَلَّى عني ووجه تعدَيتِهِ ولَّى بعلى أنه لما كان إذا وَلَّى عنه بوده فقد تغير عليه جعل ولَّى بمعنى تغيَّر فعدَّاه بعلى وجاز أن يستعمل هنا على لأنه أمر عليه لا له وقول الأعشى

(إذا حَاجَةٌ وَلَّتْكَ لا تَسْتَطِيعُها ... فَخُذْ طَرَفًا مِن غَيرها حين تُسْبقُ)

فإنه أراد وَلَّتْ عنك فحذف وأوصل وقد يكون ولَّيْتُ الشيء وولَّيْتُ عنه بمعنًى وقوله تعالى {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} البقرة 42 يعني قولَ اليهود ما عدلهم عنها يعني قبلة بيت المقدس وقوله تعالى {ولكل وجهة هو موليها} البقرة 148 قيل فيه قولان قال بعض أهل اللغة وهو أكثرهم هو {لكل} والمعنى هو موليها وجهَهُ أي كل أهل وجهةٍ هم الذين ولَّوا وجوههم إلى تلك الجهة وقد قُرِئَ {هو مُوَلاّها} قال وهو حسن وقال قوم {هو موليها} أي الله تعالى يولَّى أهل كل مِلَّةٍ القبلة التي يريد وكلا القولين جائز وقالوا لو طلبتَ وَلاءَ ضَبَّةَ من تميم لَشَقَّ عليك أي تمييز هؤلاء من هؤلاء حكاه اللحياني فروى الطُّوسِيُّ وَلاءً بالفتح وروى ثابتٌ وِلاءً بالكسر ووَالَى غنمَه عَزَلَ بعضها من بعض وميَّزها قال ذو الرُّمَّةِ

(يُوالِي إِذَا اصْطكَّ الخُصُومُ أَمَامَهُ ... وُجوُهَ القَضَايَا مِنْ وُجُوه المَظَالِم)

والوَلِيَّةُ ما تخبَؤُه المرأة من زادٍ لضيف يحلُّ عن كُراع قال والأصلُ لَوِيَّةٌ فقلب والجمع وَلايَا ثَبَتَ القلبُ في الجمع
ولي
ولَى يلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍ، والمفعول مَوْلِيّ
• ولَى فلانًا: دنا منه وقرُب "جلست ممّا يليه- َكُلْ مِمَّا يَلِيكَ [حديث]: ممّا يقاربك- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} " ° كما يلي: كما يَتْبع. 

ولِيَ1 يَلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍ، والمفعول مَوْلِيّ
• ولِي فلانًا:
1 - وَلاَهُ، دنا منه، قَرُب "ولي أباه في الفََضْل".
2 - تَبعه مباشرة، أو من غير فَصْل "الرَّبيع يلي الشِّتاء- سيأتي شَرْح الكلام فيما يلي". 

ولِيَ2/ ولِيَ على يَلِي، لِ/ لِهْ، وِلايةً ووَلايةً، فهو والٍ، والمفعول مَوْليّ
• ولِي البلدَ: حكمه وتسلَّط عليه "ولِي شئونَ البلادِ رئيسٌ شديد".
• ولِي فلانًا: أحبَّه "ولِي سيِّدَه/ زملاءَه".
• ولِي الشّيءَ/ ولِي على الشّيء: مَلَك أمرَه وقام به "ولِي شئون عائلته- ولِي الوزارة".
• ولِي فلانًا/ ولِي على فلان: نَصَره. 

أولى يُولي، أوْلِ، إيلاءً، فهو مُولٍ، والمفعول مولًى
• أولى صديقَه معروفًا: صنعه إليه "أولاه مساعدةً جليلةً".
• أولى الأمرَ عنايةً: اهتمّ به ونظر إليه بعين الاعتبار "أولى عناية للأطفال- أولى اهتمامه لاحتياجات المجتمع".
• أولى صديقَه ثقتَه: منَحه إيَّاها.
• أولى أمينًا ممتلكاتِه/ أولى أمينًا على ممتلكاتِه: جعله واليًا عليها "أولاه على الأيتام: أوصاه بهم- أوْلى الرئيس نائبَه شأنَ البلاد في أثناء غيابه". 

استولى على يستولي، اسْتَوْلِ، استيلاءً، فهو مُستولٍ، والمفعول مُستولًى عليه
• استولى على الحكم: اغتصبه، أخذه بالقُوَّة والسِّلاح والغَلَبة "استولى على أملاك غيره: وضع يدَه عليها عنوةً وقهرًا- استولى العَدُوّ على المدينة- سياسة الاستيلاء والاستيطان اليهودية" ° استولى على البلاد: صيَّرها تحت سلطته وحكمه.
• استولى عليه اليأسُ: سيطر عليه وتحكم فيه، غلبه وتمكَّن منه "استولى عليه الشَّكُّ- استولت عليه الدَّهشةُ- استولى على الغاية: سبق إليها- استولوا على البلد المجاور"? استولت على قلبه: أوقعته في حُبِّها- يستولي على عقله: لا يشغل عقلَه سِواه. 

توالَى يتوالى، تَوالَ، تواليًا، فهو مُتوالٍ
• توالت الانتصارات: تتابعت، تعاقبت، تلاحقت "تتوالى الجهودُ لاكتشاف حقائق الكواكب عن قُرْب- لا تهتزّ وإن توالت عليك المصائب- على توالي الأيَّام والسِّنين- غارات متوالية". 

تولَّى/ تولَّى عن يتولَّى، تولَّ، تولّيًا، فهو مُتولٍّ، والمفعول مُتولًّى (للمتعدِّي)
• تولَّى اللِّصُّ: أدبر.
• تولَّى الحُكمَ: تقلَّده وقام به "تولَّى الحسابات: اضطلع بمسئوليّتها- هيّأه كي يتولَّى الشَّركة من بعده: يديرها- {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ} " ° تولاّه اليأسُ: أخذ منه كلَّ مأخذ.
• تولَّى فلانًا:
1 - نصره وأيَّده "تولَّى زعيمًا- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ} ".
2 - رعاه، اعتنى به منذ صغره "تولَّى اليتيمَ".
• تولَّى اللهَ: اتخذه وليًّا ونصيرًا " {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} ".
• تولَّى عن صديقه: أعرض عنه وتركه وانصرف عنه " {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ} ".
• تولَّى عن قتال الأعداء: فرَّ وانهزم " {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا} ". 

والى يوالي، والِ، مُوالاةً، فهو مُوالٍ، والمفعول مُوالًى (للمتعدِّي)
• والى بين الأمرين: تابع بينهما.
• والى الشَّيءَ: تابَعهُ "والى المذيعُ تقديم الأنباء- والى القائدُ جهادَه- والى عمله".
• والى فلانًا:
1 - ناصرهُ، حاباهُ، صادقه "والى مَنْ والاه- كان يوالي جارَه في أمورٍ كثيرة".
2 - أحبَّه "والى مواطنيه". 

ولَّى/ ولَّى على/ ولَّى عن يولِّي، وَلِّ، تَوْليةً، فهو مُولٍّ، والمفعول مُولًّى (للمتعدِّي)
• ولَّى فلانٌ: أَدْبَر وفَرَّ "ولَّى اللِّصُّ هاربًا: لاذ بالفرار- ولَّى مدبرًا- ولَّى زمنُ الصِّبا- {وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ} " ° ولَّى الشِّتاءُ: انقضى، مضى بسرعة- ولَّى عن فلان بوُدِّه: تغيَّر عليه.
• ولَّى الشَّيءَ/ ولَّى عن الشَّيء: أعرض عنه وابتعد, أدبر ونأى "أزعجَ الرّسامَ توليةُ النَّاس عن رؤية معرضه- لو بلغ الرزق فاه لولاّه قفاه [مثل]: يُضرب للتّعاسة"? ولاَّه ظهرَه: جعله وراءه- ولَّى الأَدْبارَ: فرّ، هَرَب، انطلق مُسْرعًا.
• ولَّى فلانًا الأمرَ: قلَّده إيَّاه، أسنده إليه، جعله واليًا عليه، فوَّضه إليه "ولاَّه الإمارةَ/ سلطة القضاء- قرَّر الوزيرُ توليتَه منصبَ المدير".

• ولَّى القبلةَ: اتَّجه إليها "ولِّ وجهَك شطر المسجد- {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}: مستقبلها بوجهه".
• ولَّت العصبيَّةُ بعضَ الأقارب بعضًا: جعلتهم نصراء " {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا} ".
• ولَّى على عقبه: ارتدَّ، تراجع أو هرب. 

أوْلَوِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أَوْلَى: أحقيَّة، أسبقيَّة، أفضليَّة "له الأولويَّة في هذا العمل- هو صاحبُ أولويَّة في هذا الترشيح- يرتب المسائل حسب أولويّتها" ° له الأولويَّة الكُبرى: أهمّ من أيّ شيء آخر. 

أَوْلَى [مفرد]: ج أوْلَوْن وأوالٍ، مث أَوْلَيان، مؤ وُلْيا، ج مؤ وُليَيَات ووُلَى: اسم تفضيل من ولَى وولِيَ1: أحقُّ وأجدرُ وأقرب "الأقربون أولى بالمعروف- {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا} - {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} " ° مِنْ باب أولى: بالأحرى، بالأجدر- هو أولى بكذا: أحقّ به وأجدر.
• أولى لك: دعاءٌ بالويل، تهديدٌ ووعيدٌ " {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى. ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} "? أولى لك: قاربك الشَّرُّ فاحذر. 

إيلاء [مفرد]: مصدر أولى. 

استيلاء [مفرد]:
1 - مصدر استولى على.
2 - (قن) حيازة مال مباح بقصد امتلاكه شريطة ألاّ يكون له مالك آخر.
3 - (قن) حيازة الحكومة لبعض السِّلع جبرًا. 

توالٍ [مفرد]:
1 - مصدر توالَى ° توالي مجرى الأحداث: تتابعها- على التَّوالي: متوالٍ متتابع، تِباعًا- على توالي الأيّام: على مرّها.
2 - (حي) الحيوانات الدُّنيا من ذوات الخلايا المتعدِّدة.
3 - (فك) ترتيب البروج من الحَمَل إلى الحوت، أي من المشرق إلى المغرب.
• توصيل على التَّوالي: (فز) توصيل لدائرة كهربيّة يجعل التيار الكهربيّ يمرُّ في جميع مكوّنات الدائرة، ويقابله التوصيل على التوازي. 

تولية [مفرد]:
1 - مصدر ولَّى/ ولَّى على/ ولَّى عن.
2 - (فق) اشتراط البائع على المشتري ألاّ يبيع إلاّ بثمن الشِّراء. 

مُتوالية [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل توالَى.
2 - (جب) متتالية من أعداد أو عبارات جبريّة يرتبط كلّ منها - ما عدا الأوّل- بالعدد الذي قبله وَفْق قاعدة ثابتة، ومنها المتوالية العددية، والمتوالية الهندسية. 

مُتولٍّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تولَّى/ تولَّى عن.
2 - من يتولَّى أمر الأوقاف وتدبيرها، ويقال له أيضًا قيِّم. 

مُوالٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من والى.
2 - (سة) مخلص لحزب أو حكومة ما خاصَّة خلال فترة حرب أو انقلاب ثوريّ. 

موالاة [مفرد]:
1 - مصدر والى.
2 - (فق) أن يعاهد شخصٌ شخصًا آخر. 

مَوالِيَا [مفرد]: (دب) فن مُستحدث من فنون الشعر، يُنظم باللغة الملحونة التي تلتزم تسكين أواخر الكلمات، ولا يتقيَّد أحيانًا بقافية واحدة ولا برويّ واحد، بل ينوِّع بينهما.
• المَوالِيَا: (دب) نوع من الشِّعر العاميّ، كان العبيد يتغنّوْنَ به في أسفارهم أو أثناء عملهم، ويقولون في آخر كلّ مقطوعة منه: يا مواليا، إشارة إلى ساداتهم، نشأ في العصر العباسيّ وهو من بحر البسيط، ولا يتقيَّد أحيانًا بقافية واحدة ولا برويّ واحد، بل ينوِّع بينهما. 

مَوْلَويّ [مفرد]: ج مولويَّة:
1 - اسم منسوب إلى مَوْلًى.
2 - درويش، زاهد أو عالم كبير. 

مَوْلَويَّة1 [مفرد]: قَلَنْسُوَّة من صوفٍ مستطيلة يلبسها المولويّ. 

مَوْلَويَّة2 [جمع]: مف مولويّ: (سف) فرقة من فِرق الصوفيّة نُسبوا إلى المولى جلال الدِّين الرُّومي. 

مَوْلًى [مفرد]: ج موالٍ:
1 - مالك وسيِّد " {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ} " ° مولانا/ مولاي: سيِّدي، تُستخدم كخطاب لمن هو أعلى رتبة خاصّةً الملك.
2 - عبد "مولى أجير".
3 - وليّ، تابع، حليف "كان من مواليه".
4 - شريك.
5 - لقب ملكيّ في بعض البلدان العربيّة.
• المَوْلى: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المأمول منه النَّصر والمعونة؛ لأنه الملك، ولا ملجأ للمملوك إلا
 لمالكه " {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} - {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ}: خالقهم ورازقهم وباعثهم ومالكهم". 

والٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ولَى وولِيَ1 وولِيَ2/ ولِيَ على.
2 - كلُّ من ولي أمرًا "وُلاة الأمور- رحِم اللهُ ولاة العدل".
3 - محافظ، حاكم إقليم أو منطقة "والي البلد- مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ [حديث] ".
• الوَالي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المالك للأشياء، المتصرِّف بمشيئته فيها، المنفرد بتدبيره لها. 

وَلاء [مفرد]:
1 - محبَّة وصداقة "معاهدة ولاء".
2 - قُرب وقرابة "بينهما ولاء- بيني وبين جاري ولاء" ° جاءوا ولاءً/ جاءوا على ولاءٍ: متتابعين.
3 - نُصرة "أدّى فروضَ الولاء لزعيمه- يمين الولاء- عُرف هذا الشَّخصُ بولائه لجماعة المعارضة". 

وَلاية/ وِلاية [مفرد]:
1 - مصدر ولِيَ2/ ولِيَ على.
2 - سُلطان " {هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} ".
3 - منطقة إداريَّة، يحكمها والٍ "ولاية عكَّا/ البصرة- قُسِّمَتِ البلادُ إلى ولايات".
4 - إقليم أو قُطر، إحدى الوحدات السِّياسيّة والإقليميّة ذاتيَّة الحكم المؤلِّفة اتّحادًا تحت حكومة ذات سيادة "الولايات المتَّحدة".
5 - (سة) مدّة حكم الرَّئيس وغيره أي عهد سلطته "سنوات ولاية الرَّئيس".
• وِلايةُ العهد: وراثة العرش الملكيّ "له حقُّ الولاية على شعبه- كانت ولاية العهد لعَمِّ الملِك". 

وَلْي [مفرد]: مصدر ولَى وولِيَ1. 

وَليّ [مفرد]: ج وليُّون وأولياء، مؤ وليّة، ج مؤ ولايا:
1 - كلُّ من كُلِّف بأمرٍ أو قام به "وليّ أمر الطالب- دعا المديرُ أولياءَ أمور الطلاب إلى الاجتماع" ° أولياء الشَّأن: أصحاب السُّلطات- وليُّ الله: المطيع له- وليُّ اليتيم: الذي يلي أمرَه ويقوم بكفايته.
2 - نصير وحليف "هو من أولياء الله الصالحين- {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا} ".
3 - مُحبٌّ تابع، مطيع، من توالت طاعته من غير تخلّل عِصْيان " {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ".
4 - محسن "فلان وليُّ نعمة".
5 - قدِّيس.
6 - (قص) مَنْ يتحمَّل مخاطر الإنتاج، فله الغُنْمُ وعليه الغُرْم.
• الوَليّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُتولِّي للأمر، القائمُ به، النَّاصرُ لعباده
" {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} " ° اللهُ وليُّك: حافظك.
• وليُّ العَهْد: وارث المُلْك.

• وليُّ المرأة: (فق) من يلي عقدة النِّكاح، ولا يدعها تستبدّ بعقد النكاح من دونه. و م أ
5688 - و م أ
ومَأَ إلى يَمأ، مَأْ، وَمئًا، فهو وامئ، والمفعول موموء إليه
• ومَأ إليه: أشار "ومأ إليه أن اذهب". 
ولي
: (ي ( {الوَلْيُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (القُرْبُ والدُّنُوُّ) . يقالُ: تَباعَدْنا بَعْدَ وَلْيٍ؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ:
وشَطَّ} وَلْيُ النَّوَى إنَّ النَّوَى قَذَفٌ
تَيَّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالدَّارِ أَحْياناوأَنْشَدَ الجَوْهرِي لساعِدَةَ الهُذَلي:
وعَدَتْ عَوادٍ دونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ قالَ: يقالُ مِنْهُ: {وَلِيَه} يَلِيَه، بالكَسْر فيهمَا، وَهُوَ شاذُّ.
(و) الوَلْيُ: (المَطَرُ) يَأْتي (بَعْدَ المَطَرِ) المَعْرُوف بالوَسْمِيِّ، سُمِّي بِهِ لأنَّه {يَلِي الوَسْمِيَّ. وَقد (} وُلِيَتِ الأرضُ، بالضَّمِّ) ، {وَلْياً: إِذا مُطِرَتْ} بالوَلْي.
( {والوَلِيُّ) ، كغَنِيَ: (الاسْمُ مِنْهُ) ، هُوَ نَصُّ الأَصْمعي، قالَ:} الوَلْيُ على مِثَالِ الرَّمْي: المَطَرُ الَّذِي يأْتي بعدَ المَطَرِ؛ وَإِذا أَرَدْتَ الاسْمَ فَهُوَ {الوَلِيُّ، وَهُوَ مثلُ النَّعْيِ والنَّعِيِّ.
وقالَ كُراعٌ: الوَلْيُ بالتّخْفِيفِ والتّشْديدِ لُغتانِ على فَعْلٍ وفَعِيل: ومِثْلُه للفرَّاءِ وللبَدْر الْقَرَافِيّ؛ هَذَا كَلامٌ مَنْشؤه عَدَمُ اطِّلَاعه على كُتُبَ اللغةِ فلِذا أعْرَضْنا عَن ذِكْرهِ.
(و) الوَليُّ لَهُ مَعانٍ كَثِيرة:
فَمِنْهَا: (المُحِبُّ) ، وَهُوَ ضِدُّ العَدُوِّ، اسْمٌ مِن وَالاهُ إِذا أَحَبَّه.
(و) مِنْهَا: (الصَّدِيقُ. و) مِنْهَا: (النَّصِيرُ) مِن} وَالاهَ إِذا نَصَرَهُ.
( {ووَلِيَ الشَّيءَ، و) } وَلِي (عَلَيْهِ وِلايَةً ووَلايَةً) ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح، (أَو هِيَ) ، أَي بالفَتْح، (للمَصْدَرُ، وبالكَسْر) الاسْمُ مِثْلُ الإمارَةِ والنِّقابَةِ، لأنَّه اسْمٌ لمَا {تَوَلَّيْته وقُمْتَ بِهِ، فَإِذا أَرادُوا المَصْدَرَ فَتَحُوا؛ هَذَا نَصُّ سِيْبَوَيْه.
وقيلَ: الوِلايَةُ، بالكَسْر، (الخُطَّةُ والإمارَةُ) ؛ ونَصّ المُحْكم: كالإمارَةِ.
(و) قَالَ ابنُ السِّكِّيت:} الوِلايَةُ، بالكسْر، (السُّلْطانُ) .
قَالَ ابنُ برِّي: وقُرِىءَ قولُه تعالَى: {مالكُم مِن! وَلايَتِهم} ، بالفَتْح وبالكَسْر، بمعْنَى النُّصْرةِ؛ قَالَ أَبو الحَسَنِ: الكَسْرُ لُغَةٌ وليسَتْ بذلكَ. وَفِي التَّهْذِيب: قالَ الفرَّاء: كَسْر الْوَاو فِي الآيةِ أَعْجبُ إليَّ من فَتْحِها لأنَّها إنَّما يُفْتح أَكْثَر ذلكَ إِذا أُرِيد بهَا النُّصْرة، قالَ: وَكَانَ الكِسائي يَفْتحُها ويَذْهَبُ بهَا إِلَى النُّصْرةِ.
قَالَ الأزْهري: وَلَا أَظنّه علم التَّفْسير.
وَقَالَ الزجَّاج: يقرأُ بالوَجْهَيْن، فمَنْ فَتَح جَعَلَها من النُّصْرةِ وَالسَّبَب، قالَ: {والوِلايَةُ الَّتِي بمنْزلَةِ الإمارَةِ مَكْسُورَة ليفصلَ بَين المَعْنَيَيْن، وَقد يجوزُ كَسْر الوِلايَة لأنَّ فِي تَولِّي بعض القوْمِ بَعْضًا جِنْساً من الصِّناعَةِ والعَمَلِ، وكُلّ مَا كانَ مِن جِنْسِ الصِّناعَةِ نَحْو القِصارَةِ والخِياطَةِ فَهِيَ مَكْسورَةٌ.
(} وأَوْلَيْتُه الأمْرَ) {فوَلِيَه: أَي (} وَلَّيْتُه إيَّاهُ) {تَوْلِيةً.
(} والوَلاءُ) ، كسَماءٍ: (المِلْكُ) ، وَهُوَ اسْمٌ مِن المَوْلَى بمعْنَى المَالِكِ.
( {والمَوْلَى) : لَهُ مَواضِعُ فِي كَلامِ العَرَبِ، وَقد تَكَرَّر ذِكْرُه فِي الآيةِ والحديثِ فمِن ذلكَ:
المَوْلَى: (المالِكُ) مِن} وَلِيَه وِلايَةً إِذا ملكَهُ.
(و) يُطْلَقُ على (العَبْدِ) ، والأَنْثَى بالهاءِ.
(و) أَيْضاً (المُعْتِقُ) ، كمُحْسِنٍ، وَهُوَ مَوْلَى النِّعْمةِ أَنْعَم على عَبْدٍ بعتْقِه.
(والمُعْتَقُ) ، كمُكْرَمٍ، لأنَّه ينزلُ مَنْزلةَ ابْن العَمِّ يَجبُ عليكَ أَن تَنْصرَهُ وأَنْ تَرِثَه إنْ ماتَ وَلَا وارِثَ لَهُ؛ وَمِنْه حديثُ الزكاةِ: (مَوْلَى القَوْمِ مِنْهُم) .
(و) أَيْضاً: (الصَّاحِبُ.
(و) أَيْضاً: (القَرِيبُ كابنِ العَمِّ ونَحْوهِ) ؛ قالَ ابنُ الأعْرابي: ابنُ العَمِّ {مَوْلَى، وابنُ الأخْتِ مَوْلَى؛ وقولُ الشاعرِ:
هُمُ المَوْلَى وإنْ جَنَفُوا عَلَيْنا
وإنَّا مِنْ لِقائِهِم لَزُورُقالَ أَبو عبيدَةَ: يَعْني} المَوالِي، أَي بَني العَمِّ؛ وَهُوَ كقولهِ تَعَالَى: {ثمَّ يخرجكُم طِفْلاً} ؛ كَذَا فِي الصِّحاح؛ وقالَ اللِّهْبيُّ يخاطِبُ بَني أُمَيَّة:
مَهْلاً بَنِي عَمِّنا مَهْلاً مَوالِينا
امْشُوا رُوَيْداً كَمَا كنْتُمْ تَكُونُونا (و) قالَ ابنُ الأعْرابي: المَوْلَى (الجارُ والحَليفُ) ، وَهُوَ مَنِ انْضَمَّ إليكَ فعَزَّ بعِزِّك وامْتَنَعَ بمَنَعَتِك؛ قالَ الجَعْدي:
مَواليَ حِلْفٍ لَا مَوالِي قَرابةٍ
ولكنْ قَطِيناً يَسْأَلُونَ الأتَاوِيايقولُ: هُم حُلَفاءُ لَا أبْناء عَمَ؛ وقولُ الفَرَزْدق:
فَلَو كانَ عبدُ اللهِ مَوْلًى هَجَوْتُه
ولكنَّ عبدَ اللهِ {مَوْلَى} مَوالِيا لأنَّ عبدَ اللهاِ بنَ إسْحق مَوْلَى الحَضْرَمِيِّين، وهُم حُلَفاءُ بَني عبْدِ شَمْسِ بنِ عبْدِ مَناف، والحَلِيفُ عنْدَ العَرَبِ مَوْلًى، وإنَّما قالَ مَوالِيا فنَصَبَه لأنَّه رَدَّه إِلَى أَصْله للضَّرُورَةِ، وإنَّما لم ينوِّن لأنَّه جعَلَه بمنْزلَةِ غَيْرِ المُعْتل الَّذِي لَا يَنْصرفُ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
(و) قَالَ أَبو الهَيْثم: {المَوْلَى (الابنُ والعَمُّ) والعَصَباتُ كُلّهم.
(و) قَالَ غيرُهُ:} المَوْلَى (النَّزيلُ؛ و) أَيْضاً (الشَّريكُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابي.
(و) أَيْضاً: (ابنُ الأُخْتِ) ، عَنهُ أَيْضاً.
(و) أَيْضاً: ( {الوَلِيُّ) الَّذِي يَلِيَ عَلَيك أَمْرَكَ، وهما بمعْنًى واحِدٍ، وَمِنْه الحديثُ: (أَيُّما امْرأَةً نَكحَتْ بغيرِ إِذْنِ} مَوْلاها) ، ورَواهُ بعضُهم: بِغَيْر إذْنِ {وَلِيِّها.
وَرَوى ابنُ سَلام عَن يُونُس: أنَّ المَوْلَى فِي الدِّيْن هُوَ} الوَلِيُّ، وذلكَ قولهُ تَعَالَى: {ذلكَ بأنَّ اللهَ مَوْلَى الذينَ آمَنُوا وأَنَّ الكافِرِينَ لَا {مَوْلَى لَهُم} ، أَي لَا وَلِيَّ لهُم، وَمِنْه الحديثُ: (مَنْ كُنْتُ} مَوْلاهُ فعليٌّ مَوْلاهُ) ، أَي مَنْ كنتُ {وَلِيَّه؛ وَقَالَ الشافِعِيُّ: يحملُ على} وَلاءِ الإسْلامِ.
(و) أَيْضاً (الرَّبُّ) ، جلَّ وعَلا،! لتَوَلِّيه أُمُورَ العالَمِ بتَدْبيرِه وقُدْرَتِه.
(و) أَيْضاً: (النَّاصِرُ) ؛ نقلَهُ الجَوْهري؛ وَبِه فُسِّر أَيْضاً حديثُ: (مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ) .
(و) أيْضاً: (المُنْعِمُ.
(و) أَيْضاً: (المُنْعَمُ عَلَيْهِ.
(و) أَيْضاً: (المُحِبُّ) ، مِن وَالاهُ إِذا أَحَبَّه.
(و) أَيْضاً: (التَّابِعُ.
(و) أَيْضاً: (الصِّهْرُ) ؛ وُجِدَ ذلكَ فِي بعضِ نسخ الصِّحاح، فَهَذِهِ أحَد وعِشْرونَ مَعْنًى للمَوْلَى، وأَكْثَرُها قد جاءَتْ فِي الحديثِ فيُضافُ كلُّ واحِدٍ إِلَى مَا يَقْتَضِيه الحديثُ الوارِدُ فِيهِ.
وَقد تَخْتلِفُ مَصادِرُ هَذِه الأسْماء: فالوَلايَةُ؛ بالفَتْح، فِي النَّسَبِ والنُّصْرةِ والعِتْقِ؛ والوِلايَةُ بالكسْر: فِي الإمارَةِ؛ {والوَلاءُ: فِي المُعْتَق؛} والمُوالاةُ: مِن {وَالَى القَوْم.
(و) النِّسْبَةُ إِلَى} المَوْلَى: {مَوْلَوِيٌّ. ويقالُ (فِيهِ:} مَوْلَوِيَّةٌ، أَي يُشْبِهُ {المَوالِيَ.
(وَهُوَ} يَتَمَوْلَى) عَلَيْنا أَي (يَتَشَبَّهُ بالسَّادَةِ) {المَوالي؛ وَمَا كَانَ} بمَوْلَى وَلَقَد {تَمَوْلَى.
(} وتَولاَّهُ) {تَولِّياً: (اتَّخَذَهُ} وَلِيًّا.
(و) {تَوَلَّى (الأَمْرَ) والعَمَلَ: إِذا (تَقَلَّدَهُ) ، وَهُوَ مُطاوِعُ} وَلاَّهُ الأميرُ عَمَلَ كَذَا، وَبِه فُسِّر قولهُ تَعَالَى: {فَهَل عَسَيْتم إنْ {تَوَلَّيْتُم أَن تُفْسِدوا فِي الأرضِ} ؛ أَي تَوَلَّيْتُم أُمُورَ الناسِ والخِطابِ لقُرَيْش؛ وقُرىءَ. إنْ} تُوُلّيتُمْ، بِالضَّمِّ، أَي {وَلِيَكُم بَنُو هاشِمٍ؛ قالَهُ الزجَّاج.
(وإنَّه لَبَيِّنُ} الوَلاءَةِ) ، كسَحابَةٍ؛ كَذَا فِي النسخِ، وَفِي المُحْكَم بالكَسْر والقَصْر؛ ( {والوَلِيَّةِ) ، بالتّشْديدِ؛ كَذَا فِي النسخِ وَفِي المُحْكَم بالتخْفِيفِ؛ (} والتَّوَلِّي {والوَلاءِ) ، كسَحابٍ، (} والوَلايةِ) ؛ بالفتحِ (ويُكْسَرُ.
(و) يقالُ: (دارٌ! وَلْيَةٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون: أَي (قريبةٌ) ؛ وُصِفَتْ بالمَصْدَرِ.
(و) يقالُ: (القَوْمُ عليَّ {وَلايةٌ واحِدَةٌ) ، بالفَتْح (ويُكْسَرُ: أَي يَدٌ) واحِدَةٌ فِي الخيْرِ والشَّرِ.
وَفِي الصِّحاح عَن ابنِ السِّكّيت: هُم عليَّ} وِلاَيةٌ، أَي مُجْتَمِعُونَ فِي النُّصْرةِ، يُرْوَى بالكَسْر والفَتْح جمِيعاً؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
دَعِيهِم فهمْ ألبٌ عليَّ {وِلايةٌ
وحَفْرُهُمُ إنْ يَعْلمُوا ذاكَ دائِبُ (ودارُه} وَلْيُ دارِي) ، بِفَتْح فَسُكُون: أَي (قريبةٌ مِنْهُم.
( {وأَوْلَى على اليَتِيم) : أَي (أَوْصَى) ؛ عَن ابنِ سِيدَه.
(} ووَالَى بينَ الأَمْرَيْنِ {مُوالاةً} ووِلاءً) ، بِالْكَسْرِ: (تابَعَ) بَيْنهما. يقالُ: افْعَلْ هَذِه الأشْياءَ على {الوِلاءِ، أَي مُتَتابِعَةً.
ويقالُ:} وَالَى فلانٌ برُمْحِه بينَ صَدْرَيْن وعادَى بَيْنهما، وذلكَ إِذا طَعِنَ واحِداً ثمَّ آخَرَ مِن فَوْرهِ؛ وكَذلكَ الفارِسُ يُوالِي بطَعْنَتَيْن {مُتَوَالِيَتَيْن فارِسَيْن، أَي يُتابِعُ بَيْنهما قَتْلاً. ويقالَ: أَصَبْتُه بثلاثَةِ أَسْهُمٍ} وِلاءً أَي تِباعاً.
(و) {وَالَى (غَنَمَهُ) } مُوالاةً (عَزَلَ بعضَها عَن بعضٍ ومَيَّزَها) .
قَالَ الأَزْهرِي: سَمِعْتُ العَرَبَ تقولُ: {وَالُوا حَواشِيَ نَعَمِكم عَن جِلَّتِها: أَي اعْزِلُوا صِغارَها عَن كِبارِها؛ وأنْشَدَ بعضُهم:
وكنَّا خُلَيْطَى فِي الجِمالِ فأَصْبَحَتْ
جِمالِي} تُوالَى وُلَّهاً مِن جِمالِها تُوالَى: أَي تُمَيَّزُ مِنْهَا؛ ومِن هَذَا قولُ الأعْشى:
ولكنَّها كانتْ نَوًى أَجْنَبِيَّةً
{تُواليَ رِبْعِيّ السِّقابِ فأَصْحَباأَي يُفْصَلُ عَن أُمِّه فيَشْتدُّ ولَهُه إِلَيْهَا، ثمَّ يَسْتمرُّ على} المُوالاةِ ويُصْحِبُ أَي يَنْقادُ ويَصْبِر بعْدَما كانَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ مِن مُفارَقتِه إيَّاها.
( {وتَوالَى) عَلَيْهِ شَهْرانِ: (تَتابَعَ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَمِنْه} تَوالَتْ إليَّ كُتُبُ فلانٍ: أَي تَتابَعَتْ، وقَد {وَالاَها الكاتِبُ: أَي تابَعَها.
(و) } تَوالَى (الرُّطَبُ) : أَي (أَخَذَ فِي الهَيْجِ، {كوَلَّى) } تَوْلِيةً؛ كَذَا فِي النسخِ،.
وَالَّذِي فِي المُحْكم وغيرِه: يقالُ للرُّطَبِ إِذا أَخَذَ فِي الهَيْجِ: قد {وَلَّى} وتَولّى {وتَوَلِّيه شهيته، فتأَمَّل ذلكَ.
(} ووَلَّى) هارِباً ( {تَوْلِيَةً: أَدْبَرَ) وذَهَبَ} مُولِّياً؛ ( {كتَوَلَّى.
(و) } وَلَّى (الشَّيءَ) {تَوْليةً، (و) } ولَّى (عَنهُ) : أَي (أَعْرَضَ أَو نَأَى) ، وكَذلكَ {تَوَلَّى عَنهُ؛ وقولُ الشاعرِ:
إِذا مَا امْرُؤٌ} وَلَّى عليَّ بودِّه
وأَدْبَرَ لم يَصْدُرْ بإدْبارِه وُدِّيفإنَّه أَرادَ وَلَّى عنِّي، ووجهُ تَعْدِيتِه وُلَّى بعلَى أنَّه لما كانَ إِذا {وَلَّى عَنهُ بوِدِّه تغيَّر عَلَيْهِ، جَعَلَ وَلَّى بمعْنَى تَغَيَّر فعَدَّاه بعلَى، وجازَ أَن يَسْتَعْمِل هُنَا علَى لأنَّه أَمْرٌ عَلَيْهِ لَا لَهُ؛ وقولُ الأعْشى:
إِذا حاجَةٌ} ولَّتْكَ لَا تَسْتَطِيعُها
فَخُذْ طَرَفاً من غَيْرها حينَ تَسْبِقُفإنَّه أَرادَ: {وَلَّتْ عنْكَ، فحذفَ وأَوْصَل، وَقد يكونُ} وَلَّيْتُ الشيءَ {ووَلَّيْتُ عَنهُ بمعْنًى.
} والتَّوْلِيةُ قد تكونُ إقْبالاً، وتكونُ انْصِرافاً، فمِنَ الأَوَّل: قولهُ تَعَالَى:
{فوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَام، أَي وَجِّهْ وَجْهَكَ نَحْوَه وتِلْقاءَهُ؛ وكَذلكَ قولْهُ تَعَالَى: {ولكُلَ وِجْهةٌ هُوَ} مُوَلِّيها} ؛ قالَ الفرَّاء: هُوَ مُسْتَقْبِلُها، {والتَّوْلِيةُ فِي هَذَا المَوْضِع اسْتِقْبالٌ، وَقد قُرِىءَ: هُوَ} مُوّلاَّها، أَي اللهاُ تعالَى {يُوَلِّي أَهْلَ كلِّ مِلَّةٍ القِبْلَة الَّتِي تُريدُ. ومِن الانْصِرافِ: قولهُ تَعَالَى: {ثمَّ} وَلَّيْتُم مُدْبِرِينَ} ؛ وكذلكَ قوْلُه تعالَى: { {يُولُّوكُم الأَدْبَارَ} ؛ وقولُه تَعَالَى: {مَا} وَلاَّهُم عَن قِبْلَتِهم} ، أَي مَا عَدَلَهُم وصَرَفَهُم.
( {والوَلِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: البَرْذَعةُ) ، وإنَّما تُسَمَّى بذلكَ إِذا كانتْ على ظَهْرِ البَعيرِ لأنَّها حينَئِذٍ} تَلِيه؛ (أَو مَا تَحْتَها) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي عبيدٍ.
وقيلَ: كلُّ مَا {وَليَ الظّهْرَ مِن كِساءٍ أَو غيرِهِ فَهُوَ} وَلِيَّةٌ. وَفِي حديثِ ابنِ الزُّبَيْر: (أَنَّه باتَ بقَفْر فلمَّا قامَ ليَرْحَلَ وَجَدَ رَجلاً طُوله شِبْران عَظِيمَ اللّحْية على {الوَلِيَّةِ فَنَفَضَها فَوَقَعَ) ، والجَمْعُ} الوَلايا؛ وَمِنْه قولُ أَبي زبيدٍ:
كالبَلايا رُؤُوسُها فِي الوَلايا
مانِحاتِ السَّمُومِ حُرَّ الخُدُودِقال الجَوْهرِي: يَعْني الناقَةَ الَّتِي كانتُ تُعْكَسُ على قبْرِ صاحِبِها، ثمَّ تطرح {الوَلِيَّةُ على رأْسِها إِلَى أَنْ تموتَ.
وَفِي الحديثِ: (نَهَى أنْ يَجْلِسَ الرَّجلُ على} الوَلايا) ، هِيَ مَا تَحْت البَراذِع، أَي لأنَّها إِذا بُسِطَتْ وفُرِشَتْ تَعَلَّق بهَا الشَّوْكُ والتُّرابُ وغَيْر ذلكَ ممَّا يَضرُّ الدَّوابَّ، ولأنَّ الجالِسَ عَلَيْهَا رُبَّما أَصابَه مِن وَسَخِها ونَتْنِها ودَمِ عَقْرِها.
(أَو) الوَلِيَّةُ: (مَا تَخْبَؤُه المرأَةُ من زادٍ لضَيْفٍ يَنْزِلُ) ؛ عَن كُراعٍ؛ والأصْلُ لَوِيَّةٌ فقُلِبَ، (ج وَلايَا) ، ثَبَتَ القَلْب فِي الجَمْعِ أَيْضاً.
(و) مِن المجازِ: ( {اسْتَوْلَى على الأَمْرِ) ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: على الأمَدِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وغيرِه؛ أَي (بَلَغَ الغايَةَ) ؛ وَمِنْه قولُ الذبياني:
سَبْقَ الجَوادِ إِذا اسْتَوْلَى على الأمَدِ} واسْتِيلاَؤُه على الأمَدِ أَن يَغْلِبَ عَلَيْهِ بسَبْقِه إِلَيْهِ، ومِن هَذَا يقالُ: اسْتَوْلَى فلانٌ على مالِي أَي غَلَبَني عَلَيْهِ.
ويقالُ: اسْتَبَقَ الفارِسانِ على فَرَسَيْهما إِلَى غايَةٍ: تَسابَقَا إِلَيْهَا {فاسْتَوْلَى أَحَدُهما على الغايَةِ إِذا سَبَقَ الآخَر.
(و) قولُهم: (أَوْلَى لَكَ: تَهَدُّدٌ ووَعِيدٌ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي:
} فأَوْلى ثمَّ {أَوْلى ثمَّ أَوْلى
وهَلْ للدَّرِّ يُحْلَبُ مِنْ مَرَدِّ؟ قالَ الأَصْمعي: (أَي قارَبَهُ مَا يُهْلِكُه) ، أَي نَزَلَ بِهِ؛ وأَنْشَدَ:
فعَادَى بَينَ هادِيَتَيْنِ مِنْهَا
} وأَوْلَى أَنْ يَزِيدَ على الثَّلاثِ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: { {أَوْلَى لَكَ} فأَوْلَى} ؛ مَعْناهُ التَّوعُّد والتَّهَدُّدُ، أَي الشَّرُّ أَقْرَبُ إليكَ.
وَقَالَ ثَعْلَب: دَنَوْتُ مِن الهَلَكةِ؛ وكذلكَ قَوْله تَعَالَى: { {فأَوْلَى لَهُم} ؛ أَي} وَلِيَهم المَكْرُوه، وَهُوَ اسْمُ لِدَنَوْتُ أَو قارَبْتُ.
قالَ ثَعْلَب: وَلم يَقُل أَحَدٌ فِي أَوْلَى لَكَ أَحْسَن ممَّا قالَ الأصْمعي.
وقالَ غيرُهما: أَوْلَى يقولُها الرَّجُلُ لآخر يُحَسِّره على مَا فاتَه، ويقولُ لَهُ: يَا مَحْرُوم أَيّ شَيْء فاتَكَ؟ .
وَفِي مَقامَات الحرِيرِي: {أَوْلَى لَكَ يَا مَلْعُون أنسيت يَوْمَ جبرون، وقيلَ هِيَ كلمةُ تَلَهُّف يقولُها الرَّجُلُ إِذا أفْلَت من عَظِيمةٍ.
وَفِي حديثِ أنَس: قَامَ عبدُ اللهاِ بنُ حُذافَةَ فقالَ: مَنْ أَبي؟ فقالَ رَسُولُ اللهاِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُوكَ حُذافَة، وسكَتَ رَسُولُ اللهاِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قالَ: أَوْلَى لكُم وَالَّذِي نَفْسِي بيدِه أَي قَرُبَ منْكُم مَا تَكْرَهُون؛ وقولُ الشَّاعِر:
فلَوْ كانَ أَوْلى يُطْعِمُ القَوْمَ صِدْتُهُمْ
ولكِنَّ أَوْلى يَتْرُكُ القَوْمَ جُوَّعاأَوْلَى فِي البيتِ حِكَايَة، وذلكَ أنَّه كانَ لَا يحسن الرَّمْي، وَأَحبَّ أَن يتبدحَ عنْدَ أَصْحابِه فقالَ أَوْلَى، وضَرَبَ بيدِهِ على الأُخْرى فقالَ أَوْلَى، فحكَى ذلكَ.
(و) يقالُ: (هُوَ أَوْلَى) بِكَذَا، أَي (أَحْرَى) بِهِ وأَجْدَرُ.
(و) يقالُ: (هُمُ} الأَوْلَى) ، كَذَا فِي النّسخ، ووَقَعَ كَذلكَ فِي بعضِ نسخِ الصِّحاح، والصَّوابُ هُوَ الأَوْلَى؛ (و) هُمُ ( {الأَوَالِي} والأَوْلَوْنَ) ، مِثْال الأعْلَى والأَعالِي والأَعْلَوْنَ؛ وقولُه تَعَالَى: {من الَّذين اسْتَحَقَّ عَلَيْهِم {الأَوْلَيانِ} ، هِيَ قِراءَةُ عليَ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ، وَبهَا قَرَأَ أَبو عَمْرٍ وونافِع وَكثير؛ وَقَالَ الزجَّاجُ:} الأَوْلَيانِ فِي قوْلِ أَكْثَر البَصْرِيِّين، يرْتَفِعان على البَدَلِ ممَّا فِي يَقُومَان، المَعْنى: فليَقُم الأَوْلَيانِ بالميِّتِ مَقامَ هذَيْن الجانِبَيْن، ومَنْ قَرَأَ {الأَوَّلِين رَدَّه على الَّذين، وكأنَّ المَعْنى من الَّذين اسْتَحَقَّ عَلَيْهِم أَيْضاً} الأَوَّلُون؛ قالَ: وَهِي قِراءَةُ ابنِ عبَّاس، وَبهَا قَرَأَ الكُوفِيّون، واحْتَجوا بِأَن قالَ ابنُ عبَّاس: أَرَأَيْت إِن كانَ الأَوْلَيانِ صَغِيرينِ.
(و) تقولُ (فِي المُؤَنَّثِ) : هِيَ ( {الوُلْيا، و) هُما (} الوُلْيَيانِ، و) هُنَّ ( {الوُلَى، و) إنْ شِئْتَ (} الوُلْيَياتِ) ، مِثْلُ الكُبْرى والكُبْرَيانِ والكُبَرُ والكُبْرَيات.
( {والتَّوْلِيَةُ فِي البَيْعِ) : هِيَ (نَقْلُ مَا مَلَكَهُ بالعَقْدِ} الأَوَّلِ، وبالثَّمَنِ الأَوَّلِ من غيرِ زِيادَةٍ) ، أَي تَشْترِي سلْعَةً بثَمَنٍ مَعْلومٍ ثمَّ {تُوْلِيها رَجُلاً آخَرَ بذلكَ الثّمَنِ؛ ونَصّ التكملةِ: بالعَقْدِ} الأَوَّل بالثّمَنِ الأوَّلِ من غيرِ واوِ العَطْفِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {الوَليُّ فِي أَسْماءِ اللهِ تَعَالَى: هُوَ الناصِرُ، وقيلَ:} المُتَوَلِّي لأُمورِ العالَمِ القائمُ بهَا. وأَيْضاً الوَالِي: وَهُوَ مالِكُ الأَشْياءِ جَمِيهعا المُتَصَرِّفُ فِيهَا.
قالَ ابنُ الْأَثِير: وكأَنَّ {الوَلايَةَ تُشْعِر بالتَّدْبيرِ والقُدْرةِ والفِعْل، وَمَا لم يَجْتَمع ذلكَ فِيهِ لم يَنْطَلق عَلَيْهِ اسْمُ الوَالي.
} ووليُّ اليَتِيم: الَّذِي {يَلِي أَمْرَه ويَقومُ بكفالته.
} ووَليُّ المرأَةِ: الَّذِي {يَلِي عقْدَ النِّكاحِ عَلَيْهَا وَلَا يَدَعُها تَسْتَبدُّ بعقْدِ النِّكاحِ دُونَه؛ والجَمْعُ} الأوْلياءُ.
{والوَلِيُّ: فُعَيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ مِن} تَوالَتْ طاعَته مِن غَيْرِ تَخَلّلِ عصِيْانٍ، أَو بمعْنَى مَفْعولٍ مِن {يَتَوالَى عَلَيْهِ إحْسانُ اللهاِ وإفْضالِه.
} والمَوْلَى: العَصَبَةُ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {وإنِّي خِفْتُ {المَوالِي مِن وَرائِي} .
} والمَوْلَى: الأخُ؛ عَن أَبي الهَيْثم.
والمَوْلَى: السَّيِّدُ.
والمَوْلَى: العَقِيدُ.
والمَوْلَى: الَّذِي {يَلِي عَلَيْك أَمْرَكَ.
ورجُلٌ} وَلاءٌ، وقَوْمٌ وَلاءٌ بمعْنَى {وَلِيّ} وأَوْلِياء، لأنَّ الولاءَ مَصْدرٌ؛ قالَهُ الهَيْثم.
{ووَلاّهُ} تَوْلِيةً: نَصَرَهُ {كتَوَلاَّهُ} ووَالاهُ.
{والمُوَالاةُ: المَحبَّةُ؛ وأَن يَتَشاجرَ اثْنان فيَدْخلَ بَيْنهما ثالِثٌ للصُّلْح؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
} وتَوالَتِ الغَنَمُ عَن المعزِ: تَميَّزَتْ عَن بعضِها.
وَفِي نوادِرِ الأعْرابِ: {تَوالَيْتُ مَالِي وامْتَزْت مَالِي بمعْنًى واحِدٍ.
وَقَالَ الأزْهري: جُعلتْ هَذِه الأحْرف واقِعَة، والظاهِرُ مِنْهَا اللّزومُ.
والنِّسْبَةُ إِلَى} المَوْلَى: {مَوْلَوِيٌّ؛ وَمِنْه اسْتِعْمالُ العَجَم} المَوْلَويّ للعالِمِ الكبيرِ، ولكنّهم يَنْطقُونَ بِهِ ملا، وَهُوَ قَبيحٌ. وَمِنْه {المَوْلَوِيَّةُ: طائِفَةٌ مِن الناسِ نُسِبُوا إِلَى} المَوْلَى جِلالِ الدِّيْن الرُّومي دَفِين قونية الرُّوم مِن رِجالِ السَّبْعمائَةِ.
والنِّسْبَةُ إِلَى {الوَليِّ مِن المَطَرِ:} وَلَويٌّ، كَمَا قَالُوا عَلَويّ، لأنَّهم كَرِهُوا الجَمْعَ بَين أَرْبَع ياآتٍ، فحذَفُوا الياءَ الأُوْلى وقَلَبُوا الثانيةَ وَاو؛ قالَهُ الجَوْهرِي؛ وكَذلكَ النِّسْبَةُ إِلَى {الوَلِيِّ إِذا كانَ لَقَباً.
} والوَلاءُ، بِالْفَتْح: القَرابَةُ؛ وبالكسْر: مِيراثٌ يَسْتَحقُّه المَرْءُ بسَببِ عِتْق شَخْصٍ فِي ملْكِهِ، أَو بسَببِ عقْدِ {المُوالاةِ؛ وَقَول لبيدٍ:
فَغَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسَبُ أنَّه
مَوْلى المَخافةِ خَلْفُها وأَمامُهافإنَّه أَرادَ أَولى مَوْضِع يكونُ فِيهِ الخَوْف، وَفِي بعضِ النسخِ: الحَرْب، كَمَا فِي الصِّحاح.
} وأَوْلاهُ الأَمْرَ: {وَلاَّه} ووَلَّتْه الخَمْسونَ ذَنَبَها؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ أَي جَعَلَتْ ذَنَبَها يَلِيه؛ {ووَلاَّها ذَنَباً كَذلكَ.
} وتَولَّى الشيءَ: لَزِمَهُ.
{والوَليُّ: جَمْعُ} وَلِيَّةٍ، للبَرْذَعَةِ؛ وَمِنْه قولُ كثيرٍ:
وحارِكِها تحْتَ الوَليِّ نُهودُ وأَوْلاهُ مَعْروفاً: أَسْداهُ إِلَيْهِ، كأنَّه أَلْصَقَ بِهِ مَعْروفاً يَلِيه، أَو مَلَّكَهُ إِيَّاه.
وَقَالَ الفرَّاء: يقولونَ مِن الوَلِيَّةِ أَي البَرْذَعَة أَوْلَيْتُ وَوليت.
ويقالُ فِي التّعَجُّب: مَا! أَوْلاهُ للمَعْروفِ، وَهُوَ شاذٌّ، قَالَ ابنُ برِّي: شُذوذُه كَوْنه رباعيًّا، والتَّعجُّب إنَّما يكونُ مِن الأَفْعال الثُّلاثيَّةِ.
وتقولُ: وَلِيَ فلانٌ {ووُلِيَ عَلَيْهِ، كَمَا تقولُ ساسَ وسِيسَ عَلَيْهِ.
وكُلْ ممَّا} يَلِيكَ: أَي يُقارِبكَ.
وحكَى ابنُ جنِّي: {أوْلاة الآنَ فِي التَّهددِ، فَأَنَّثَ أَوْلَى.
قَالَ ابنُ سِيدَه وَهَذَا يدلُّ على أنَّه اسْمٌ لَا فِعْل.
} والأَوْلِيَةُ: جَمْعُ {الوَليِّ للمَطَر: وأَيْضاً جَمْعُ} الوَلِيَّةِ للبَرْذَعَةِ؛ وَبِهِمَا فُسِّر قولُ النَّمِرِ بنِ تَوْلب:
عَن ذاتِ {أَوْلِيةٍ أَساوِدَ رَيُّها
وكأَنَّ لَوْنَ المِلْحِ فَوْقَ شِفارِهايريدُ أنَّها أَكَلَتْ} وَليًّا بعْدَ {وَليٍَّ من المَطَرِ، أَي رَعَتْ مَا نَبَتَ عَنْهُمَا فسَمِنَتْ؛ نقَلهُ ابنُ السِّكِّيت عَن بعضِهم.
وَقَالَ الأَصْمعي: شُبِّه مَا عَلَيْهَا من الشَّحْمِ وتَراكُمِه} بالوَلايَا، وَهِي البَراذِعُ.
{والوَلْيَةُ: المَعْروفُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة:
لِني} وَلْيَةً تُمْرِعْ جَنَابي فإنَّني
لِمَا نِلْتُ مِنْ وَسْمِيِّ نُعْماكَ شاكِر {ُلِني: أَمْرٌ مِن} الوَلْيِ، أَي أَمْطِرْني {وَلْيَةً منكَ أَي مَعْروفاً بعْدَ مَعْروفٍ.
قَالَ ابنُ برِّي: وذَكَرَ الفرَّاءُ} الوَلَى المَطَر بالقَصْرِ، واتَّبَعَه ابنُ وَلاَّد، ورَدَّ عَلَيْهِمَا عليُّ بنُ حَمْزةَ؛ وقالَ: هُوَ {الوَليُّ، بالتَّشْديدِ لَا غَيْر.
والأصْلُ فِي إلَى حَرْف الجَرِّ} ولِيَ، كَمَا قَالُوا أَحَدٌ وَحَدٌ، وامْرأَةٌ أَناةٌ ووَناةٌ. {واسْتَوْلَى على الشيءِ: إِذا صارَ فِي يدِهِ.
} ووَلَّى {وتَولَّى بمعْنَى واحِدٍ؛ عَن أَبي معَاذ النَّحوي.
يقالُ:} تَولاَّهُ اتَّبَعَهُ ورَضِيَ بِهِ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {ومَنْ {يَتَوَلَّهُم منكُم فإنَّه مِنْهُم} .
وولاه صدفه وَصَرفه.
} وتَولَّى عَنهُ: أَعْرَضَ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {وَإِن {تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غيرَكُم} ، أَي تُعْرضُوا عَن الإسْلام.
وكلُّ مَنْ أَعْطَيْته ابْتِدَاء مِن غَيْرِ مُكافَأَةٍ: فقد} أَوْلَيْتَه.
{والمَوالِي: بَطْنٌ مِن العَرَبِ، سَمِعْتُ بعضَ الثِّقاتِ يقولُ: إنَّهم مِن أعْقابِ خَفاجَةَ، ومَنازلُهم بِلادِ الشَّام وأَطْرافِ العِرَاق.
وعبدُ الرحمانِ بنُ أَبي} المَوالِي مِن أَتْباعِ التَّابِعِين، رَوَى عَن الباقِرِ، وَعنهُ القعْنبِي.
{والمُتَولى: أَحَد أَئِمَّةِ الشافِعِيَّةِ.
} والوَليُّ: لَقَبُ أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ عبدِ الرحمانِ بنِ الفَضْل العجليّ الدقاق البَغْدادِيّ من شيوخِ أَبي إسْحق الطّبْري، ماتَ سَنَة 355.
وقالَ أَبُو زيْدٍ: فلانٌ {يَتَمَوْلَى عَلَيْنا، أَي يَتَسَلَّط.
} وأَوْلَيْته: أَدْنَيْته.
{والمَوْلِيَّةُ، كمَرْمِيَّة: الأرضُ المَمْطُورَةُ.
} والوَلِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: موضِعٌ فِي بِلادِ خَثْعم قَالَت امْرأَةٌ مِنْهُم:
وبَنُو أُمامَةَ {بالوَلِيَّةِ صُرِّعوا
ثملاً يُعالجُ كُلّهم أُنْبُوبانقلَهُ ياقوت.
} والمَوَالِيَا: نَوْع مِن الشِّعْرِ، وَهُوَ مِن بَحْرِ البَسِيط، أَوَّلُ مَنِ اخْتَرَعَه أَهْلُ وَاسِط اقْتَطَعُوا مِن البَسِيطِ بَيْتَيْن وقفُوا شَطْر كلِّ بيتٍ بقافِيَةٍ تَعَلَّمَهُ عبيدُهُم المتسلمون عَمَارَتهم والغلْمان، وصارُوا يُغَنّون بِهِ فِي رُؤوسِ النّخْلِ وعَلى سَقْي المِياهِ، ويقولونَ فِي آخرِ كلِّ صَوْتٍ يَا {مَوَاليا إشارَةً إِلَى سادَاتِهم، فسُمِّي بِهَذَا الاسْمِ، ثمَّ اسْتَعْمَلَه البَغْدادِيّون فلَطَّفُوه حَتَّى عُرِفَ بهم دون مُخْتَرعِيه ثمَّ شاعَ؛ نقلَهُ عبدُ القادِرِ بنُ عُمر البَغْدادِيُّ فِي حاشِيَةِ الكعبيةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ولي: {ولايتهم}: بالفتح النصرة وبالكسرة الإمارة. {أولى لهم}: تهدد ووعيد، أي قد وليك شر فاحذره. {مولانا}: ولينا. والمولى: المعتق أو المعتق أو الولي، أو الأولى بالشيء، أو ابن العم أو الصهر.
الولي: فعيل بمعنى الفاعل، وهو من توالت طاعته من غير أن يتخللها عصيان، أو بمعنى: المفعول، فهو من يتوالى عليه إحسان الله وأفضاله، والولي، هو العارف بالله وصفاته بحسب ما يمكن المواظب على الطاعات، المجتنب عن المعاصي، المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات.
ولي: الوَلاية: مصدرُ المُوالاة، والوِلاية مصدر الوالي. والولاء: مصدر المَوْلى. والموالي: بنو العمّ. والمَوالي من أهل بيتِ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم من يحرم عليه الصّدقة. والمَوْلَى: المعتق والحليف والوليّ. والوليّ: وليّ النِّعم. والموالاة: اتّخاذُ المولى، والموالاة أيضا: أن يُواليَ بين رَمْيَتَيْن أو فعلين في الأشياء كلّها. وتقول: أصبته بثلاثة أسهم ولاء. و [تقول] : على الولاء، أي: الشّيء بَعدَ الشَّيء. والوليُّ: المطر الذي يكون بعد الوسميّ، [يقال] : وُلِيَتِ الأَرْضُ وَلْياً فهي مَوْلِيّة، وقد ولاها المطر والغيث. قد ولاها المَطَرُ والغَيِثُ. والوَليّة: الحِلس، والوَلايا: جَمْعُهُ. قال:

كالبَلايا رءوسها في الوَلايا ... ما نحاتِ السموم حر الخدود  ووَلَّى الرَّجل، أي: أدبر. واستولَى فلانٌ على شيء، إذا صار في يده ... واستولى الفَرَسُ على الغايةِ، أي: بلغها.
و ل ي: (الْوَلْيُ) بِسُكُونِ اللَّامِ الْقُرْبُ وَالدُّنُوُّ يُقَالُ: تَبَاعَدَ بَعْدَ وَلْيٍ. «وَكُلْ مِمَّا (يَلِيكَ) » أَيْ مِمَّا يُقَارِبُكَ، يُقَالُ مِنْهُ: (وَلِيَهُ) يَلِيهِ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا شَاذٌّ. وَ (أَوْلَاهُ) الشَّيْءَ (فَوَلِيَهُ) . وَكَذَا (وَلِيَ الْوَالِي) الْبَلَدَ وَ (وَلِيَ) الرَّجُلُ الْبَيْعَ (وِلَايَةً) فِيهِمَا. وَ (أَوْلَاهُ) مَعْرُوفًا. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَوْلَاهُ لِلْمَعْرُوفِ وَهُوَ شَاذٌّ. وَ (وَلَّاهُ) الْأَمِيرُ عَمَلَ كَذَا. وَ (وَلَّاهُ) بَيْعَ الشَّيْءِ. وَ (تَوَلَّى) الْعَمَلَ تَقَلَّدَ. وَتَوَلَّى عَنْهُ أَعْرَضَ. وَ (وَلَّى) هَارِبًا أَدْبَرَ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة: 148] أَيْ مُسْتَقْبِلُهَا بِوَجْهِهِ. وَ (الْوَلِيُّ) ضِدُّ الْعَدُوِّ، يُقَالُ مِنْهُ: (تَوَلَّاهُ) وَكُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمْرَ وَاحِدٍ فَهُوَ (وَلِيُّهُ) . وَ (الْمَوْلَى) الْمُعْتِقُ وَالْمُعْتَقُ وَابْنُ الْعَمِّ وَالنَّاصِرُ وَالْجَارُ وَالْحَلِيفُ. وَ (الْوَلَاءُ) وَلَاءُ الْمُعْتِقِ. وَ (الْمُوَالَاةُ) ضِدُّ الْمُعَادَاةِ. وَيُقَالُ: (وَالَى) بَيْنَهُمَا (وِلَاءً) بِالْكَسْرِ أَيْ تَابَعَ. وَافْعَلْ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ عَلَى الْوَلَاءِ أَيْ مُتَتَابِعَةً. وَ (تَوَالَى) عَلَيْهِمْ شَهْرَانِ تَتَابَعَ. وَ (اسْتَوْلَى) عَلَى الْأَمَدِ أَيْ بَلَغَ الْغَايَةَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: (الْوِلَايَةُ) بِالْكَسْرِ السُّلْطَانُ، وَ (الْوِلَايَةُ) بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ النُّصْرَةُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: (الْوَلَايَةُ) بِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ وَبِالْكَسْرِ الِاسْمُ. وَقَوْلُهُمْ: (أَوْلَى) لَكَ تَهْدِيدٌ وَوَعِيدٌ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَعْنَاهُ قَارَبَهُ مَا يُهْلِكُهُ أَيْ نَزَلَ بِهِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ فِي أَوْلَى أَحْسَنَ مِمَّا قَالَهُ الْأَصْمَعِيُّ. وَفُلَانٌ أَوْلَى بِكَذَا أَيْ أَحْرَى بِهِ وَأَجْدَرُ. وَيُقَالُ: هُوَ الْأَوْلَى وَفِي الْمَرْأَةِ هِيَ (الْوُلْيَا) . 
(و ل ي) : (الْمَوْلَى) عَلَى وُجُوهٍ ابْنُ الْعَمِّ وَالْعَصَبَةُ كُلُّهَا وَمِنْهُ {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} [مريم: 5] (وَالرَّبُّ وَالْمَالِكُ) فِي قَوْله تَعَالَى {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} [الأنعام: 62] وَفِي مَعْنَاهُ الْوَلِيُّ وَمِنْهُ «أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إذْنِ وَلِيِّهَا» وَيُرْوَى مَوْلَاهَا (وَالنَّاصِرُ) فِي قَوْله تَعَالَى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 11] (وَالْحَلِيفُ) وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مَوْلَى الْمُوَالَاةِ قَالَ
مَوَالِيَ حِلْفٍ لَا مَوَالِي قَرَابَةٍ
(وَالْمُعْتِقُ) وَهُوَ مَوْلَى النِّعْمَةِ (وَالْمُعْتَقُ) فِي قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» يَعْنِي مَوَالِيَ بَنِي هَاشِمٍ فِي حُرْمَةِ الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ وَهُوَ مَفْعَلٌ مِنْ الْوَلْيِ بِمَعْنَى الْقُرْبِ وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى (الْوَلِيُّ) حُصُولُ الثَّانِي بَعْدَ الْأَوَّلِ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ فَالْأَوَّلُ يَلِيهِ الثَّانِي وَالثَّانِي يَلِيهِ الثَّالِثُ وَيُقَالُ وَلِيَ الشَّيْءُ الشَّيْءَ يَلِيهِ وَلْيًا وَمِنْهُ «لِيَلِنِي أُولُو الْأَحْلَامِ» وَيُقَالُ (وَلِيَ) الْأَمْرَ (وَتَوَلَّاهُ) إذَا فَعَلَهُ بِنَفْسِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي بَابِ الشَّهِيدِ لُوا أَخَاكُمْ أَيْ تَوَلَّوْا أَمْرَهُ مَنْ التَّجْهِيزِ (وَوَلِيُّ الْيَتِيمِ) أَوْ الْقَتِيلِ وَوَالِي الْبَلَدِ أَيْ مَالِكُ أَمْرِهِمَا وَمَصْدَرُهُمَا الْوِلَايَةُ بِالْكَسْرِ (وَالْوَلَايَةُ) بِالْفَتْحِ النُّصْرَةُ وَالْمَحَبَّةُ وَكَذَا الْوَلَاءُ إلَّا أَنَّهُ اخْتَصَّ فِي الشَّرْعِ بِوَلَاءِ الْعِتْقِ وَوَلَاءِ الْمُوَالَاةِ وَأَمَّا قَوْلُهُمْ هُمْ (وَلَاءٌ) أَيْ مُوَالُونَ فَعَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَوْ وَصْفٍ بِالْمَصْدَرِ (وَالتَّوْلِيَةُ) أَنْ تَجْعَلَهُ وَالِيًا وَمِنْهَا بَيْعُ التَّوْلِيَةِ (وَالْمُوَالَاةُ الْمُحَامَاةُ) وَالْمُحَابَّةُ وَالْمُتَابَعَةُ أَيْضًا (وَالْوِلَاءُ) بِالْكَسْرِ فِي مَعْنَاهَا يُقَالُ وَالَى الْكُتُبَ فَتَوَالَتْ أَيْ تَتَابَعَتْ وَتَمَامُ تَقْرِيرِ الْكَلِمَةِ اشْتِقَاقًا وَتَصْرِيفًا فِي مَكْتُوبِنَا الْمَوْسُومِ بِرِسَالَةِ الْمَوْلَى وَاَلَّذِي هُوَ الْأَهَمُّ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ أَنَّ الْمَوَالِيَ بِمَعْنَى الْعُتَقَاءِ لَمَّا كَانَتْ غَيْرَ عَرَبٍ فِي الْأَكْثَرِ غَلَبَتْ عَلَى الْعَجَمِ حَتَّى قَالُوا الْمَوَالِي أَكْفَاءٌ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ وَالْعَرَبُ أَكْفَاءٌ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَمَوْلًى هُوَ أَمْ عَرَبِيٌّ فَاسْتَعْمَلُوهَا اسْتِعْمَالَ الِاسْمَيْنِ الْمُتَقَابِلَيْنِ (رِبَاطُ وَلِيَانَ) فِي ظَاهِرِ بُخَارَى وَأَصْلُ الْيَاءِ فِيهَا مُشَدَّدَةٌ.
ولي
الوَلَاءُ والتَّوَالِي: أن يَحْصُلَ شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان، ومن حيث النّسبة، ومن حيث الدّين، ومن حيث الصّداقة والنّصرة والاعتقاد، والوِلَايَةُ النُّصْرةُ ، والوَلَايَةُ: تَوَلِّي الأمرِ، وقيل: الوِلَايَةُ والوَلَايَةُ نحو: الدِّلَالة والدَّلَالة، وحقيقته: تَوَلِّي الأمرِ. والوَلِيُّ والمَوْلَى يستعملان في ذلك كلُّ واحدٍ منهما يقال في معنى الفاعل. أي: المُوَالِي، وفي معنى المفعول. أي: المُوَالَى، يقال للمؤمن: هو وَلِيُّ اللهِ عزّ وجلّ ولم يرد مَوْلَاهُ، وقد يقال: اللهُ تعالى وَلِيُّ المؤمنين ومَوْلَاهُمْ، فمِنَ الأوَّل قال الله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا [البقرة/ 257] ، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ
[الأعراف/ 196] ، وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران/ 68] ، ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا
[محمد/ 11] ، نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ
[الأنفال/ 40] ، وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى
[الحج/ 78] ، قال عزّ وجلّ: قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ
[الجمعة/ 6] ، وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ
[التحريم/ 4] ، ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ
[الأنعام/ 62] والوالِي الذي في قوله: وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ
[الرعد/ 11] بمعنى الوَلِيِّ، ونفى الله تعالى الوَلَايَةَ بين المؤمنين والكافرين في غير آية، فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ إلى قوله: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
[المائدة/ 51] ، لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ
[التوبة/ 23] ، وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ
[الأعراف/ 3] ، ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ
[الأنفال/ 72] ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ [الممتحنة/ 1] ، تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
إلى قوله: وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ [المائدة/ 80- 81] وجعل بين الكافرين والشّياطين مُوَالاةً في الدّنيا، ونفى بينهم المُوَالاةَ في الآخرة، قال الله تعالى في المُوَالاةُ بينهم في الدّنيا: الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ [التوبة/ 67] وقال: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
[الأعراف/ 30] ، إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ [الأعراف/ 27] ، فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ [النساء/ 76] فكما جعل بينهم وبين الشّيطان مُوَالاةً جعل للشّيطان في الدّنيا عليهم سلطانا فقال: إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ
[النحل/ 100] ونفى المُوَالاةَ بينهم في الآخرة، فقال في مُوَالاةِ الكفارِ بعضهم بعضا: يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً
[الدخان/ 41] ، ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ [العنكبوت/ 25] ، قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا الآية [القصص/ 63] ، وقولهم تَوَلَّى إذا عدّي بنفسه اقتضى معنى الوَلَايَةِ، وحصوله في أقرب المواضع منه يقال: وَلَّيْتُ سمعي كذا، ووَلَّيْتُ عيني كذا، ووَلَّيْتُ وجهي كذا: أقبلت به عليه، قال الله عزّ وجلّ: فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها
[البقرة/ 144] ، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
[البقرة/ 144] وإذا عدّي ب (عن) لفظا أو تقديرا اقتضى معنى الإعراض وترك قربه. فمن الأوّل قوله: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
[المائدة/ 51] ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[المائدة/ 56] . ومن الثاني قوله: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ
[آل عمران/ 63] ، إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ
[الغاشية/ 23] ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا
[آل عمران/ 64] ، وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ
[محمد/ 38] ، فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ
[التغابن/ 12] ، وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ
[الأنفال/ 40] ، فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ
[آل عمران/ 82] والتَّوَلِّي قد يكون بالجسم، وقد يكون بترك الإصغاء والائتمار، قال الله عزّ وجلّ: وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ
[الأنفال/ 20] أي:
لا تفعلوا ما فعل الموصوفون بقوله: وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً [نوح/ 7] ولا ترتسموا قولَ من ذُكِرَ عنهم: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ [فصلت/ 26] ويقال: وَلَّاهُ دُبُرَهُ: إذا انهزم.
وقال تعالى: وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ
[آل عمران/ 111] ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ
[الأنفال/ 16] ، وقوله: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
[مريم/ 5] أي: ابنا يكون من أَوْلِيَائِكَ، وقوله: خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي
[مريم/ 5] قيل: ابن العمّ، وقيل مَوَالِيهَ. وقوله: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ
[الإسراء/ 111] ، فيه نفي الوَلِيِّ بقوله عزّ وجلّ: مِنَ الذُّلِّ إذ كان صالحو عباده هم أَوْلِيَاءُ اللهِ كما تقدم لكن مُوَالاتُهُمْ ليستولي هو تعالى بهم، وقوله: وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا
[الكهف/ 17] ، والوَلِيُّ:
المطرُ الذي يَلِي الوَسْمِيَّ، والمَوْلَى يقال للمعتِقِ، والمعتَقِ، والحليفِ، وابنِ العمِّ، والجارِ، وكلِّ من وَلِيَ أمرَ الآخرِ فهو وَلِيُّهُ، ويقال: فلان أَوْلَى بكذا. أي أحرى، قال تعالى:
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
[الأحزاب/ 6] ، إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ [آل عمران/ 68] ، فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما [النساء/ 135] ، وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ [الأنفال/ 75] وقيل:
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى
[القيامة/ 34] من هذا، معناه: العقاب أَوْلَى لك وبك، وقيل: هذا فعل المتعدّي بمعنى القرب، وقيل: معناه انزجر.
ويقال: وَلِيَ الشيءُ الشيءَ، وأَوْلَيْتُ الشيءَ شيئا آخرَ أي: جعلته يَلِيهِ، والوَلَاءُ في العتق: هو ما يورث به، و «نهي عن بيع الوَلَاءِ وعن هبته» »
، والمُوَالاةُ بين الشيئين: المتابعة.

شجر

شجر: {شجر}: اختلط، والشجرة: ما قام على ساق.
(شجر) النَّبَات صَار شَجرا وَالْأَرْض غرس فِيهَا الشّجر (مو) وَالثَّوْب وَنَحْوه رسم فِيهِ صُورَة الشّجر وَالنّسب وَنَحْوه فَصله فِي بَيَان على صُورَة شَجَرَة وَالنَّخْل وضع قنوانه على الجريد لِئَلَّا تنكسر
(شجر)
الْأَمر بَينهم شجورا اضْطربَ وَتَنَازَعُوا فِيهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم} وَالشَّجر والنبات شَجرا رفع مَا تدلى من أغصانه وَالشَّيْء ربطه وَفُلَانًا عَن الْأَمر صرفه وَالشَّيْء طَرحه على المشجر
(شجر) - وفي الحديث : "كُنتُ في الشَّجراء".
: أي بين الأشْجارِ المُتكاثِفة، اسمُ جَمعِ الشَّجَرة كالقَصْبَاء والطَّرْفاء.
- في حديث عائِشة : "بَينْ شَجْرِي ونَحْرِى".
قال الأصمعى: هو الذَّقَن بعينه حيث اشْتَجر طَرَفا اللِّحْيَيْن من أسفل.
وقيل: هو التَّشْبِيك؛ أي أنها ضَمَّتْه إلى نَحرِها مُشَبِّكة أَصابِعَها.
ش ج ر : الشَّجَرُ مَا لَهُ سَاقٌ صُلْبٌ يَقُومُ بِهِ كَالنَّخْلِ وَغَيْرِهِ الْوَاحِدَةُ شَجَرَةٌ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى شَجَرَاتٍ وَأَشْجَارٍ وَشَجَرَ الْأَمْرُ بَيْنَهُمْ شَجْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ اضْطَرَبَ وَاشْتَجَرُوا تَنَازَعُوا وَتَشَاجَرُوا بِالرِّمَاحِ تَطَاعَنُوا وَأَرْضٌ شَجْرَاءُ كَثِيرَةُ الشَّجَرِ وَالْمَشْجَرَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْجِيمِ مَوْضِعُ الشَّجَرِ.

وَالْمِشْجَرُ بِكَسْرِ الْمِيمِ أَعْوَادٌ تُرْبَطُ وَيُوضَعُ عَلَيْهَا الْمَتَاعُ كَالْمِشْجَبِ. 
(ش ج ر) : (الشَّجَرُ) فِي الْعُرْفِ مَا لَهُ سَاقُ عُودٍ صُلْبَةٌ وَفِي الْمُنْتَقَى كُلُّ نَابِتٍ إذَا تُرِكَ حَتَّى إذَا بَزَّرَ انْقَطَعَ فَلَيْسَ بِشَجَرٍ وَكُلُّ شَيْءٍ يُبَزِّرُ وَلَا يَنْقَطِعُ مِنْ سَنَتِهِ فَهُوَ شَجَرٌ (وَبِالْوَاحِدَةِ) مِنْهُ سُمِّيَ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَجَرَةَ الْأَزْدِيُّ خَلِيفَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَلَى بَيْتِ الْمَالِ (وَالْمَشْجَرَةُ) مَوْضِعُهُ وَمَنْبِتُهُ (وَاشْتَجَرَ الْقَوْمُ وَتَشَاجَرُوا) اخْتَلَفُوا وَتَنَازَعُوا (وَمِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] أَيْ فِيمَا وَقَعَ بَيْنَهُمْ مِنْ الِاخْتِلَافِ.
ش ج ر

واد شجير، وأرض شجرة: كثيرة الشجر، وهذه الأرض أشجر من هذه. وكنا في الشجراء وهي الجشر الملتف كالأجمة. وقد شاجر المال إذا فنى البقل فصار إلى الشجر يرعاه. وبعير مشاجر. واشتجر القوم وتشاجروا: اختلفوا، وبينهم مشاجرة، وشجر ما بينهم. وبات مرتفقاً ومشتجراً: من شجر الفم وهو مفتحه. والضاد من الحروف الشجرية. وشجرته بالرمح: طعنته، وتشاجروا بالرماح. وفلان شجير وشطير: غريب. وتقول: ما رأيت شجيرين، إلا سجيرين: صديقين. وما شجرك عن كذا: ما صرفك. وشجروا فاه فأوجروه إذا فتحوه بعود.

ومن المجاز: هو من شجرة النبوّة. ومن شجرة طيبة. وما أحسن شجرة ضرعها أي شكله وهيئته.

شجر


شَجَرَ(n. ac. شَجْر)
a. [acc. & 'An], Diverted from; withheld, hindered from; averted
estranged from.
b. Supported, propped up; raised, lifted; forced open (
mouth ).
c. Put on a stand (clothes).
d.(n. ac. شَجْر
شُجُوْر), Was in dispute (affair).
شَجِرَ(n. ac. شَجَر)
a. Was numerous.

شَجَّرَa. Became woody.
b. Propped up.
c. Embroidered with sprays &c. (cloth).

شَاْجَرَa. Quarreled, disagreed with.

أَشْجَرَa. Was well-wooded (country).
تَشَاْجَرَa. Quarreled, disagreed.
b. Became knit together, intertwined, commingled
blended.

إِنْشَجَرَa. Fled (sleep).
b. ['Ala], Preceded, outstripped.
إِشْتَجَرَa. see VI
& VII (a).
d. Rested his chin on his hand.

شَجْرa. Subject of dispute, controversy, question.
b. (pl.
شِجَاْر شُجُوْر
أَشْجَاْر), Corner of the mouth; chin.
شَجْرَةa. Speek.

شَجَر
(pl.
أَشْجَاْر)
a. Shrub, bush; tree.

شَجَرَة
(pl.
شَجَر أَشْجَاْر)
a. Tree.

شِجَر
شِجَرَةa. see 4
مَشْجَرa. Plantation, copse.

مِشْجَر
(pl.
مَشَاْجِرُ)
a. Wooden frame-work, clothes-stand.

شَجَاْرa. Small litter.

شَجَّاْر
(pl.
شُجُر)
a. Bar, bolt.
b. Gag.
c. see 22
شَجِيْر
(pl.
شُجَرَآءُ)
a. Strange; stranger.
b. Bad companion.
c. Sword.

N. Ac.
شَاْجَرَ
[ ]
a. Dispute, controversy, debate; quarrel.
ش ج ر: (الشَّجَرُ) وَ (الشَّجَرَةُ) مَا كَانَ عَلَى سَاقٍ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ، وَأَرْضٌ (شَجِيرَةٌ) وَ (شَجْرَاءُ) بِوَزْنِ صَحْرَاءَ أَيْ كَثِيرَةُ (الْأَشْجَارِ) . وَوَادٍ (شَجِيرٌ) وَلَا يُقَالُ: وَادٍ أَشْجَرُ. وَوَاحِدُ (الشَّجْرَاءِ) شَجَرَةٌ لَمْ يَأْتِ مِنَ الْجَمْعِ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ إِلَّا أَحْرُفٌ يَسِيرَةٌ: شَجَرَةٌ وَشَجْرَاءُ وَقَصَبَةٌ وَقَصْبَاءُ وَطَرَفَةٌ وَطَرْفَاءُ وَحَلَفَةٌ وَحَلْفَاءُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَاحِدُ الْحَلْفَاءِ حَلِفَةٌ بِكَسْرِ اللَّامِ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَالْمَشْجَرُ بِوَزْنِ الْمَذْهَبِ مَوْضِعُ الشَّجَرِ وَأَرْضٌ (مَشْجَرَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ. وَهَذِهِ الْأَرْضُ أَشْجَرُ مِنْ هَذِهِ أَيْ أَكْثَرُ شَجَرًا. وَ (شَجَرَ) بَيْنَ الْقَوْمِ أَيِ اخْتَلَفَ الْأَمْرُ بَيْنَهُمْ وَبَابُهُ نَصَرَ وَدَخَلَ. وَ (اشْتَجَرَ) الْقَوْمُ وَ (تَشَاجَرُوا) تَنَازَعُوا، وَ (الْمُشَاجَرَةُ) الْمُنَازَعَةُ. 
شجر
الشَّجَرَةُ الواحِدَةُ تُجْمَعُ على شَجَرَاتٍ وشَجَرٍ وأشْجَارٍ. والشَّجْرَاءُ: المُجْتَمِعُ الكَثِيرُ منه في مَنْبَتِه. والمُشَجَّرُ: أرْضٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ، وأرْضٌ شَجِيْرٌ. ووادٍ شَجِيْرٌ. وهذه أشْجَرُ من غيرِها.
والمُشَجَّرُ من التَّصاويرِ: ما يصَوَّرُ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ.
وإذا تَدَلَّتْ أغصانُ شَجَرٍ أو ثَوْبٍ فَرَفَعْتَه فأجْفَيْتَه قلتَ: شَجَرْتُه فهو مَشْجُوْرٌ.
والشِّجَارُ: خَشَبُ الهَوْدَج. وهو - أيضاً -: خَشَبَةٌ تُوضَعُ خَلْفَ البابِ كالمَتَّرْسَ.
والمِشْجَرُ: عِيْدَانُ الهَوْدَج. وهو مَرْكَبٌ للنَساءِ. ويكونُ - أيضاً - كالمِشْجَبِ. والمِحَفّةُ أيضاً.
والشَّجِيْرُ: القِدْحُ يكونُ مَعَ القِدَاح ليس من شَجَرَتها التي هي منها.
وشجَر بينهم أمْر وخُصُومَةٌ شَجْراً وشُجُوْراً: أي اخْتِلافٌ واخْتِلاطٌ.
وشَجَرَ كذلك. وقد اشْتَجَرَ القَوْمُ: تَنَازَعُوا، وتَشَاجَروا: خْتَلَفوا.
والرِّمَاحُ شَوَاجِرُ: مُخْتَلِفٌ بعضُها في بعضٍ.
وكُل ما فَرَجَ بين الشَّيْئيْن: فهو شاجِرٌ.
والشَّجْرُ: مَفْرَجُ الفَم. والأمْرُ المُخْتَلِفُ.
وباتَ فلان مُشْتَجِراً: أي واضِعاً كَفَّه على شَجْرِهِ. وقيل: هو المَهْمُومُ الذي يَجْعَلُ يَدَه شِجَاراً لرأسه وخَدِّه.
وقيل: الشَّجْرُ: الذَّقَنُ بعَيْنِه.
ويُقال: ما أحْسَنَ شَجْرَةَ ضَرْع الناقَةِ: أي قَدْرَه وهَيْئَتَه، وقيل: عُرُوْقَه ولَحْمَه وجِلْدَه.
وكلُّ شَيْءٍ اجْتَمَعَ ثمَّ انْفَرَق فما بين الشَّيْئيْن: شَجْرٌ، وجَمْعُه شُجُوْرٌ. والانْشِجَارُ والاشْتِجَارُ: النَّجَاءُ.
والشَّجِيْرُ: الغَرِيْبُ من الإِبل والناس، وجَمْعُه شُجْرٌ.
وشَجَرَ عنّي: أي نأى. ونَوىً شَجُوْرٌ: بعِيدةٌ.
وما شَجَرَك عنّي: أي ما صَرَفَكَ يَشْجُرُكَ شَجْراً، وكذلك: أشْجَرَكَ. والمُشَاجِرُ: البَعِيرُ الذي إذا اشْتَدَّ الزَّمَانُ دَخَلَ في شَجْرٍ وأكلَه فَسَمِنَ. وكذلك الرَّجُلُ الذي لا يَبْرَحُ ولا يَكْتَسِبُ شَيْئاً.
والشِّجَارُ: سِمَاتٌ من سِمَاتِ الإِبل طَوِيلةٌ مُخْتَلِفةٌ.
[شجر] الشَجَرُ والشَجَرَةُ: ما كان على ساقٍ من نبات الأرض. وأرضٌ شَجيرَةٌ وشَجْراءُ، أي كثيرة الأَشْجارِ. ووادٍ شَجيرٌ، ولا يقال وادٍ أَشْجَرُ. وواحد الشَجْراءِ شَجَرَةٌ. ولم يأت من الجمع على هذا المثال إلا أحرف يسيرة: شجرة وشجراء، وقصبة وقصباء، وطرفة وطرفاء، وحلفة وحلفاء. وكان الاصمعي يقول في واحد الحلفاء: حلفة بكسر اللام، مخالفة لاخواتها. وقال سيبويه: الشَجْراءُ واحدٌ وجمعٌ، وكذلك القَصْباءُ والطَرْفاءُ والحَلْفاءُ. والمَشْجَرَةُ: موضعُ الأَشْجارِ. وأرضٌ مَشْجَرَةٌ. وهذه الأَرْضُ أَشْجَرُ من هذه، أي أكثر شَجَراً. والمِشْجَرُ بكسر الميم: المِشْجَبُ. قال الأصمعيّ: المَشاجِرُ: عيدان الهودجِ. وقال أبو عمرو: مراكبُ دون الهودج مكشوفة الرؤوس. قال: ويقال لها الشُجُر أيضاً، الواحد شِجارٌ. قال: والشِجارُ أيضاً الخشبة التي تُوضَع خلف الباب، ويقال لها بالفارسية " مَتَرْسْ ". وكذلك الخشبة التي يُضَبَّبُ بها السريرُ من تَحْتُ. والشِجارُ أيضاً: خشب البئر. قال الراجز:

لتروين أو ليبيدن الشجر والشِجارُ: سمةٌ من سماتِ الإبلِ. أبو عمرو: الشَجيرُ: الغريبُ من الناس والإبل. وربَّما سمَّوا القِدْحَ شَجيراً، إذا ألقَوه في القِداحِ التي ليست من شجرها. والشَجْرُ بالفتح: ما بين اللَحْيَيْنِ. والشَجْرُ: الصَرْفُ. يقال: ما شَجَرك عنه، أي ما صَرَفك. وقد شَجَرَتْني عنه الشَواجِرُ. وشَجَرَهُ بالرمح، أي طعَنَه وشَجَرَ بيتَه، أي عَمَدَهُ بعمودٍ. وشِجَرَ بين القوم، إذا اختلف الامر بينهم. وشجرت الشئ: طرحته على المِشْجَرِ، وهو المِشْجَبُ. واشْتَجَرَ القومُ وتَشاجَروا، أي تنازعوا. والمُشاجَرَةُ: المنازَعةُ. وتَشاجَروا بالرماح: تطاعَنوا. واشْتَجَرَ الرجُل، إذا وضع يده تحت شَجْرِهِ على حَنَكِهِ. قال أبو ذؤيب: نامَ الخَلِيّ وبِتُّ الليل مشتجرا * كأن عينى فيها الصابُ مَذْبوحُ - ابن السكيت: يقال شاجر المال، إذا رعى العشب والبقل فلم يبق منهما شئ، فصار إلى الشجر يرعاه. قال الراجز : تعرف في أوجهها البشائر * آسان كل آفق مشاجر - وديباج مشجر: نقشه على هيئة الشجر.
[شجر] فيه إياكم وما "شجر" بين أصحابي، أي ما وقع بينهم من الاختلاف، من شجر الأمر إذا اختلط، واشتجر القوم وتشاجروا تناوعوا واختلفوا. ومنه ح: "يشتجرون أشجار" أطباق الرأس، أي يشتبكون في الفتنة والحرب اشتباك عظام الرأس التي يدخل بعضها في بعض، وقيل: أي يختلفون. وفيه ح: كنت أخذًا بحكمة بغلته صلى الله عليه وسلم وقد "شجرتها" بها، أي ضربتها بلجامها أكفها حتى فتحت فاهًا، وروى: والعباس "يشتجرها" بلجامها، والشجر مفتح الفم، وقيل: الذقن. ومنه: قبض صلى الله عليه وسلم بين "شجري" ونحري، وقيل: هو التشبيك، أي إنها ضمته إلى نحرها مشبكة أصابعها. ومن الأول ح أم سعد: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها أو يسقوها "شجروا" فاهًا، أي أدخلوا في شجره عودًا حتى يفتحوه به. ن: أي فتحوه، وروى: شحوا فاهًا - بحاء مهملة، أي أوسعوه، وإنما شجروه بالعصا لئلا تطبقه فيمتنع وصول الطعام إلى الجوف. نه: وح: تفقد في طهارتك كذا وكذا والشاكل و"الشجر" أي مجتمع اللحيين تحت العنفقة. وفي ح الشراة "فشجرناهم" بالرماح، أي طعناهم بها حتى اشتبكت فيهم. وفيه: في "شجار" له، هو مركب مكشوف دون الهودج ويقال له: مشجر - أيضًا. وح: الصخرة و"الشجرة" من الجنة، أراد بالشجرة الكرمة، وقيل: لعلها شجرة بيعة الرضوان. وفيه: حتى كنت في "الشجراء" أي بين الأشجار المتكاثفة، وهو للشجرة كالقصباء للقصبة، فهو مفرد يراد به الجمع وقيل جمع. ومنه: ونأي بي "الشجر" أي بعد بي المرعى في الشجر. ك: قضى صلى الله عليه وسلم إذا "تشاجروا" في الطريق بسبعة أذرع، أي تنازعوا، وهذا في أمهات الطريق لمداخلة الأحمال والأثقال والركبان وطرح ما لا بد لهم وما يكثر المشي عليه، وأما بناء الطريق فيجوز في أفنيتها ما اتفق عليه الجيران ويقتطعونها بالحمصص على قدر أملاكهم. ومنه: وأما الذي "شجر" بيني وبينك، أي وقع النزاع والاختلاف. ن: و"شجرهم" الناس برماحهم، بفتح معجمة وجيم مخففة، أي مدوها إليهم وطاعنوهم بهم، قوله: وما أصيب الناس إلا رجلان، أي من أصحاب علي وأما الخوارج فقتلوا بعضهم على بعض. وفيه: من أكل هذه "الشجرة" أي الثوم، ويلحق به كل ذي ريح كالفجل والتجشئ ومن به بخر في فيه أو جرح ذو رائحة، وجمعية المساجد يرد على من خصه بمسجده المشرف، ويلحق به مصلى العهد ومجامع العلم والذكر ولو لائم لا نحو السوق. ج: فيما "شجر" بينهم من شجر الأمر بينهم إذا خاضوا واختصموا. ومنه: فإن "اشتجروا" فالسلطان أولى، والتشاجر الخصومة، والمراد المنع من العقد دون المشاحة في السبق إلى العقد، فأما إذا تشاجروا في العقد ومراتبهم في الولاية سواء فالعقد لمن سبق إليه منهم إذا كان ذلك نظرًا منه في مصلحتها، قوله: بغير إذن وليها، أي يلي العقد بنفسه أو وكيله. وأصحاب "الشجرة" صحابة بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة سمرة في الحديبية بيعة الرضوان.
باب الجيم والشين والراء معهما ش ج ر، ج ش ر، ش ر ج، ج ر ش مستعملات

شجر: يقال لمجتمع الشَّجَرِ: شَجراءُ. والمَشجَرَةُ: أرض تنبت الشَّجَر الكثير، وقلَّ ما يقال: الأرض شَجيرة، وماء شجير. وهذه أشجَرُ من هذه أي أكثر شَجَراً. والشَّجَرُ أصناف، فأما جِلُّ الشَّجَر فعِظامُه وما بقي على الشِّتاء، وأمّا دِقٌّ الشَّجَر فصنفانِ، أحدهما تبقى له أرومة في الأرض في الشتاء، ويُنبتٌ في الربيع، وما يَنبت من الحَبِّ كما يَنبت من البقل، وفَرقٌ ما بين الشجَر والبقل، أنَّ الشَّجَرَ يبقى له أرُومةٌ على الشتاء ولا يبقى للبقل شيءٌ. وأهل الحجاز يقولون: هذه الشَجَرُ، وهذه البُرُّ، وهي الشَّعيرُ، (وهي التَّمرُ) ، وهي الذَّهبُ، لأن القِطعة منه ذَهَبةٌ وبلُغتهم نَزَلَ: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ولذلك لم يقُل: يُنفقونَه لأن المذكَّر غالبٌ للمؤنَّث، فإذا اجتمعا فالذَّهبُ مذكَّر والفِضَّةُ مؤنَّثةٌ. ويقال: شَجَرةٌ وشَجَراتٌ وشَجَر. والمُشَجَّرُ ضربٌ من التَّصاوير على صِفةِ الشَّجَر . وقد شَجَرَ بينهم أمرٌ وخصُومةٌ أي اختلط واختلف، واشتَجَرَ بينهم. وتَشاجَرَ القومُ: تنازعوا واختلفوا. ويقال: سُمِّيَ الشَّجَر لاختلاف أغصانِه ودخولِ بعضها في بعض، واشتقَّ من تشاجر القوم. والشَّجَرُ: مَفرِجُ الفمِ، قال يصفُ فَحلاً:

ينحي إذا ما جاهلٌ تَرَمرَمَا ... شَجراً لإعناقِ الدَّواهي محِطَما

والشَّجيرُ: الغريبُ الذي لا قِدحَ له. والشَّجُورُ البعير. وإذا تَدَلَّت أغصان شَجَرٍ أو ثوب فرفعته وأخفيته قلت: شَجَرتُه، وهو مَشجُورٌ، قال العجاج:

رفع من جلاله المَشجُور

والجِلالُ واحدٌ وهو الغطاء، وجمعه أجِلَّةٌ. والشَّجارُ: خشبُ الهَوَدَجِ فإذا غُشِّيَ غِشاوةً صار هَودَجاً. والرِّماح شَواجِرُ يختلف بعضها في بعضٍ، واشتَجَرَتِ الرِّماحُ في جَنبِه. والمَشجور الممسُوك، وهي خَشَبة فيها شِراعُ السفينة. والسَّجيرُ والشَّجيرُ واحدٌ، وهما الخليط والصديق

جشر: الجشر بقول الربيع. وجَشَّروا الدَّوابَّ: أرسلوها في الجَشر. والجَشَرُ: ما يكون في سواحل البحر وقراره من الحصى والأصداف وأشباه ذلك، وربَّما اجتمع فلزق بعضه ببعض وصار حجراً تُنحَتُ منه أرحيةٌ بالبصرة لا تصلح للطَّحن، فيُجعلُ لرءوس البلاليعِ. قال زائدة: وجدنا أرضا بها جَشرٌ من بُقولٍ أي خليط من ضروبه. وجَشَرَ الصُّبحُ: انكشط عنه الظَّلام،

وعن عثمانَ: لا يَغُرَّنَّكم جَشركُم عن صلاتِكم.

وقال زائدة: أرضٌ جَشِرةٌ أي صفّاء . والجاشِرُ: الغليظ. ومالٌ جَشرٌ أي يأوي إلى أهله. قال أبو الدُّقَيش: أصبح بنو فُلانٍ جَشراً أي يأوُونَ إلى مكانهم في الإبلِ. والجَشيرُ: الجُوالقُ الضخم. والجاشِريَّةُ: امرأةٌ منسُوبةٌ.

شرج: الشَّرَجُ: عُرى المُصحف، والعَيبةِ والخِباء ونحوهِ مِمّا يُشرَجُ بعضهُ ببعض. وشَرَّجَتِ اللبن تَشريجاً أي نضدت بعضه ببعض. والشَّريجةُ: جَديلة من قصب للحمام. والشِّريجان: لونانِ مختلفان من كل شيءٍ، قال في وصف القطا:

شَرائجَ بين كُدريٍّ وجُونِ

والعُودُ الواحد يشقُّ منه القوسان يُدعى الشَّريج. والشَّريجُ: العقب، يقال: أعطني شريجةً منه. والشَّرجُ شَرَجُ الوادي إذا بَلَغَ مُنفسحه، ورُبما اجتمعت أشراجُ أوديةٍ في موضعٍ واحدٍ، قال العجّاج:

بحيثُ كان الواديان شَرَجَا

أي بحيث يلتقيان ويَتفَرَّقان. قال زائدة: شَرَجُ الوادي مُنعرجة ومُلتقاه. والأشرَجُ الذي له خٌصيَةٌ واحدةٌ، ويقال: هو الذي خُصيتُه في صَفَنِها فلحقت. وقال زائدةُ: تَشَرَّجَ اللَّبن خالطه دمٌ يخرج من أثر صِرار النّاقة. وشَرَّجتُه أنا إذا خلطتُه بدُهنٍ أو بشيءٍ من دسمٍ. وشَرَجتُ الثَّوب وشَمرَجتهُ إذا خِطتُه خِياطَةَ سُوءٍ. والشَّريجةُ من أدواتِ النِّساء: ما تعدُّه للنَّدف. وانشَرَج القوسُ والقناةُ: أصابها انكسار غير بات. جرش: الجرش: حَكُّ شيءٍ خَشنٍ بشيءٍ مثله كما تجرُشَ الأفعى أثناءها إذا احتكَّت أطواؤها فتسمع لها صوتاً وجَرّشاً. والملح: الجريش كأنه حَكُّ بعضه بعضاً حتى تفتَّت. والجَرشُ: الأكل. وجرش: موضع باليمن. ومُجرَئِشٌّ الجَبَيين بوزن مُجرَعِشّ حيث انتفخ أوساطها من ظاهرٍ وباطنٍ. قال: ومن العُنوق: حمراءُ جُرَشيَّةٌ. ومعنى جَرشٌ من الليل أي ساعة. ومن العِنب جُرَشيٌّ منسوبٌ إلى جُرَش وهو جيدٌ بالِغٌ. والجَريشُ يُتخذ من لُبابِ القمحِ. والجِرِشَّى بوزن فعلى: النفس، قال الشاعر:

بكى جزعاً من أن يموت وأجهشت ... إليه الجِرِشَّي وارمَعلَّ حَنينها
(ش ج ر)

الشَّجَر، والشِّجَر من النَّبَات: مَا قَامَ على سَاق.

وَقيل: الشَّجَر: كل مَا سما بِنَفسِهِ دق أَو جلّ، قاوم الشتَاء أَو عجز عَنهُ.

والواحدة من كل ذَلِك: شَجَرة، وشِجَرة.

وَقَالُوا: شِيَرة فابدلوا، فإمَّا أَن يكون على لُغَة من قَالَ: شَجَرة، وإمَّا أَن تكون الكسرة لمجاورتها الْيَاء، قَالَ:

تحسبه بَين الإكام شِيّره

وَقَالُوا فِي تصغيرها: شِيَيْرَة وشُيَيرة، قَالَ: وَقَالَ مرّة: قلبت الْجِيم فِي شِيَرة كَمَا يقلبون الْيَاء جيما فِي نَحْو قَوْلهم: أَنا تميمج، أَي تميمي، وكما رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود: " على كل غَنِجٍّ ... " يُرِيد غنى. هَكَذَا حَكَاهُ أَبُو حنيفَة بتحريك الْجِيم وَالَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ: أَن نَاسا من بني سعد يبدلون الْجِيم مَكَان الْيَاء فِي الْوَقْف خَاصَّة، وَذَلِكَ لِأَن الْيَاء خُفْيَة فأبدلوا من موضعهَا أبين الْحُرُوف، وَذَلِكَ قَوْلهم: تميمج فِي تميمي، فَإِذا اوصلوا لم يبدلوا، فَأَما مَا انشده سِيبَوَيْهٍ من قَوْله:

خَالِي عُوَيف وَأَبُو علجِّ

الْمُطْعِمَانِ اللَّحْم بالعشِجِّ

وبالغداة فِلَق البَرْنِجِّ

فَإِنَّهُ اضْطر إِلَى القافية فابدل الْجِيم من الْيَاء فِي الْوَصْل كَمَا يبدلها مِنْهَا فِي الْوَقْف.

قَالَ ابْن جني: أما قَوْلهم فِي شَجَرَة شِيَرة فَيَنْبَغِي أَن تكون الْيَاء فِيهَا أصلا، وَلَا تكون مبدلة من الْجِيم لأمرين: أَحدهمَا: ثبات الْيَاء فِي تصغيرها فِي وَلَهُم: شُييرة وَلَو كَانَت بَدَلا من الْجِيم لكانوا خلقاء إِذا حقروا الِاسْم أَن يردوها إِلَى الْجِيم ليدلوا على الأَصْل.

وَالْآخر: أَن شين شَجرة مَفْتُوحَة، وشين شِيَرة مَكْسُورَة، وَالْبدل لَا تغير فِيهِ الحركات، إِنَّمَا يُوقع حرف موقع حرف، وَلَا يُقَال للنخلة شَجَرة. هَذَا قَول أبي حنيفَة فِي كِتَابه الموسوم بالنبات.

وَأَرْض شجِرة، وشَجِيرة، وشَجْراء: كَثِيرَة الشَّجَر.

والشَّجراء: الشَّجر.

وَقيل: اسْم لجَماعَة الشّجر.

والمَشْجَر: منبت الشَّجَر.

وَأَرْض مَشْجَرة: كَثِيرَة الشَّجر، هَذِه عَن أبي حنيفَة. وَهَذَا الْمَكَان أشجر من هَذَا: أَي اكثر شَجرا، وَلَا اعرف لَهُ فعلا.

ووادٍ أشجر وشَجِير، ومُشْجِر: كثير الشّجر.

وشاجَرَ المَال: رعى الشجَرَ، قَالَ:

تعرف فِي أوجهها البشائر ... آسانَ كلّ آفِق مشاجر

وكل مَا سمك وَرفع: فقد شُجِر.

وشَجَر الشجرةَ والنبات شَجْرا: رفع مَا تدلَّى من أَغْصَانهَا.

والمُشَجَّر من التصاوير: مَا كَانَ على صَنْعَة الشّجر.

والشَّجرةُ الَّتِي بُويِعَ تحتهَا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قيل: كَانَت سَمُرَة.

واشتجر الْقَوْم: تخالفوا.

ورماح شواجِر، ومُشْتجِرة، ومتشاجِرة: مُخْتَلفَة متداخلة.

وشَجَر بَينهم الْأَمر يشجُر شَجْرا: تنازعوا فِيهِ، وَفِي التَّنْزِيل: (حتَّى يحكِّموك فِيمَا شَجَر بَينهم) .

وتشاجروا فِيهِ.

وكلُّ مَا تدَاخل: فقد تشّاجر، واشتجر.

وشَجَره شَجْرا: ربطه.

وشَجَره عَن الْأَمر يَشْجره شَجْرا: صرفه.

والشَّجْر: مخرج الْفَم.

وَقيل: هُوَ مؤخره.

وَقيل: هُوَ الصامغ.

وَقيل: هُوَ مَا انْفَتح من منطبق الْفَم.

وَقيل: هُوَ ملتقى اللهمزتين.

وَقيل: هُوَ مَا بَين اللحيين.

وشَجْرُ الْفرس: مَا بَين أعالي لحييْهِ من معظمهما.

وَالْجمع: أَشجَار، وشُجُور. واشتجر الرجل: وضع يَده تَحت شَجْره، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

نَام الخَلِيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتجِرا ... كأنَ عينيَ فِيهَا الصَّابُ مذبوحُ

مَذْبُوح: مشقوق.

والشَّجْر من الرّحل: مَا بَين الكَرَّين، وَهُوَ الَّذِي يلتهم ظهر الْبَعِير.

والمِشْجَر: أَعْوَاد ترْبط كالمشجب، يوضع عَلَيْهَا الْمَتَاع.

والمِشْجَر، والمَشْجَر، والشِّجَار، والشَّجَار: عود الهودج.

وَقيل: هُوَ مركب اصغر من الهودج مَكْشُوف الرَّأْس.

والشِّجَار: الْخَشَبَة الَّتِي يضبب بهَا السرير من تَحت، يُقَال لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ: المترس.

والشَّجِير: الْغَرِيب والصاحب، وَالْجمع: شُجَراء.

والشَّجِير: قدح يكون مَعَ القداح غَرِيبا من غير شجرتها، قَالَ المنخل:

ألفيتِني هَشّ اليدي ... ن بَمْرى قِدْحى أَو شَجِيرى

والشجير: الرَّدِيء، عَن كرَاع.

والانشجار: التَّقَدُّم والنَّجَاء، قَالَ عويف القوافي:

عمدا تعدَّيناك وانشجرتْ بِنَا ... طوالُ الهَوادي مُطْبَعات من الوِقْر

والاشتجار: أَن تتكيء على مرفقك وَلَا تضع جَنْبك على الْفراش.

والتَّشجير فِي النّخل: أَن تُوضَع العذوق على الجريد، وَذَلِكَ إِذا كثر حمل النَّخْلَة وعظمت الكبائس فخيف على الجُمَّارة أَو على العُرْجُون.

والشَّجِير: السَّيْف.
شجر
شجَرَ1 يَشجُر، شُجورًا، فهو شاجر
• شجَر الخلافُ بينهم: نشأ, وقع "شجَر اضطرابٌ سياسيّ بين الدولتين".
• شجَر الأمرُ بينهم: اضطرب وتنازعوا فيه " {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} ". 

شجَرَ2 يشجُر، شجْرًا، فهو شاجِر، والمفعول مَشْجور
• شجَر النباتَ: رفع ما تدلّى من أغصانه.
• شجَره بالرُّمْح: طعنه.
• شجَره عن الشّيء: صرَفه "ما شجَرك عنّا؟ ". 

أشجرَ يُشجِر، إشجارًا، فهو مُشجِر
• أشجرتِ الأرضُ: كثُر شجرُها "أشجَر الوادي". 

اشتجرَ يشتجر، اشتجارًا، فهو مُشتجِر
• اشتجر الشَّيءُ: اشتبك وتداخل بعضُه في بعض "اشتجرتِ السيوفُ في المعركة".
• اشتجر القومُ: تنازعوا وتخالفوا. 

تشاجرَ/ تشاجرَ بـ يتشاجر، تشاجُرًا، فهو مُتشاجِر، والمفعول مُتشاجَر به
• تشاجر الرَّجُلان: اشتجرا، تنازعا واختلفا.
• تشاجرت الأغصانُ: اشتبكت، وتداخل بعضُها في بعض "تشاجَرتِ الرِّماحُ في المعركة".
• تشاجروا بالرِّماح: تطاعنوا وتضاربوا بها. 

شاجرَ يشاجر، مُشاجَرَةً وشِجارًا، فهو مُشاجِر، والمفعول مُشاجَر
• شاجَر جارَه: نازعَه، قاتلَه، عاركه، ضاربَه "شِجارٌ حادّ- مشاجرة يختلط فيها الحابلُ بالنابل". 

شجَّرَ يشجِّر، تشجيرًا، فهو مُشجِّر، والمفعول مُشجَّر (للمتعدِّي)
• شجَّر الزَّرعُ: قوي, وصار شجرًا "شجَّرت شتلةُ البرتقال".
• شجَّر الشَّارعَ: غرس فيه الشّجر.
• شجَّر القُماشَ ونحوَه: رسم فيه صورة الشّجر "شجّر الحائطَ".
• شجَّر النَّسَبَ ونحوَه: فصَّله في بيانٍ على صورة شجرة. 

أشجرُ [مفرد]: ج شُجْر، مؤ شجراءُ، ج مؤ شجراوات وشُجْر: كثيرُ الشّجر "وادٍ أشجرُ". 

شِجَار [مفرد]: ج شُجُر (لغير المصدر):
1 - مصدر شاجرَ ° شِجار تلاحُميّ: حالة تتَّصف بالخشونة.
2 - هَوْدج صغير؛ محمل له قبَّة يوضع على ظهر الجمل لتركب فيه النساء. 

شِجارة [مفرد]: زراعة الأشجار والعناية بها. 

شَجْر [مفرد]: ج أشجار (لغير المصدر) وشجور (لغير المصدر):
1 - مصدر شجَرَ2.
2 - (شر) ما بين الحنكين، وهو مخرجُ الفَمِ، وما انفتح من منطبق الفَمِ وملتقى اللّهْزِمَتَيْن. 

شَجَر [جمع]: جج أشجار، مف شجرَة: (نت) نباتٌ يقوم على جذعٍ صُلب وله ساق وقمَّة متميّزة "شجَر التفَّاح- أشجار الزِّينة- شجرةُ ظلّ: الهدف منها التظليل- {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} - {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} " ° الشَّجرة الملعونة في القرآن: شجرةُ الزّقّوم- شجَرة الحياة/ شجَرة المعصية: التي نهى الله تعالى سيدنا آدمَ عليه السَّلام عن الأكل منها في الجنّة- شجرةُ النّسب/ شجرة العائلة: بيان
 على صورة شجرة يُفصِّل تسلسُلَ النّسب من الجدّ الأعلى إلى الفروع الدّنيا- مقطوع من شجَرة: لا أهل له، وحيد- مِنْ شجَرة طيِّبة/ مِنْ شجَرة مُباركة: من أصلٍ كريم. 

شَجْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَجْر.
• حرف شجْريّ: (لغ) حرف من الحروف الشجْريّة، وهي: الجيم، والشين، والضّاد والياء؛ لخروجها من شجْر الفَمِ. 

شَجَريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَجَر: ما له شكلُ الشّجرة أو حَجْمُها أو بعضُ صفاتِها "رسم شجَريّ: متفرّع على هيئة أغصان الشّجَرة".
• النِّطاق الشَّجَريّ: (جو) مساحة لا ينمو الشَّجَر فيها، وتكون فوق الجبال المرتفعة، أو شمال الدَّائرة القطبيّة الشَّماليَّة، وجنوب الدَّائرة القطبيَّة الجنوبيَّة؛ بسبب الانخفاض الشَّديد في درجات الحرارة. 

شُجور [مفرد]: مصدر شجَرَ1. 

شجير [مفرد]: أشجرُ؛ كثيرُ الشّجَر "مررتُ بوادٍ شجير". 

شواجرُ [جمع]: موانعُ، شواغلُ "قد منعتني عن الكتابة إليك الشّواجرُ". 

مُشجَّر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من شجَّرَ.
2 - ما كان فيه صورة الشّجَر "ثوب مُشجّر" ° الكتابة المشجّرة: كتابة أهل الصِّين التي هي مشتبكة كالشّجر- ديباج مُشجَّر: منقوش بهيئة الشّجَر. 

مَشْجَر [مفرد]: ج مَشاجرُ: اسم مكان من شجَرَ2: مَشْتل، مكان تُزرع فيه الأشجار لأغراضٍ علميَّة. 

مَشْجَرة [مفرد]: اسم مكان من شجَرَ2: مكان كثير الشّجر. 

شجر: الشَّجَرَة الواحدة تجمع على الشَّجَر والشَّجَرَات والأَشْجارِ،

والمُجْتَمِعُ الكثيرُ منه في مَنْبِتِه: شَجْرَاءُ. الشَّجَر والشَّجَر

من النبات: ما قام على ساق؛ وقيل: الشَّجَر كل ما سما بنفسه، دَقَّ أَو

جلَّ، قاوَمَ الشِّتاءَ أَو عَجَزَ عنه، والواحدة من كل ذلك شَجَرَة

وشِجَرَة، وقالوا شِيَرَةٌ فأَبدلوا، فإِمَّا أَن يكون على لغة من قال شِجَرَة،

وإِمَّا أَن تكون الكسرة لمجاورتها الياء؛ قال:

تَحْسَبُه بين الأَكامِ شِيَرَهْ

وقالوا في تصغيرها: شِيَيْرَة وشُيَيْرَة. قال وقال مرة: قلبت الجيم ياء

في شِيَيْرَة كما قلبوا الياء جيماً في قولهم أَنا تَمِيمِجٌّ أَي

تميميّ، وكما روي عن ابن مسعود: على كل غَنِجٍّ، يريد غَنِيٍّ؛ هكذا حكاه أَبو

حنيفة، بتحريك الجيم، والذي حكاه سيبويه أَن ناساً من بني سعد يبدلون

الجيم مكان الياء في الوقف خاصة، وذلك لأَن الياء خفيفة فأَبدلوا من موضعها

أَبْين الحروف، وذلك قولهم تَمِيمِجْ في تَمِيميْ، فإِذا وصلوا لم

يبدلوا؛ فأَما ما أَنشده سيبويه من قولهم:

خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ،

المُطْعِمانِ اللحمَ بالعَشِجِّ،

وفي الغَداةِ فِلَقَ البَرْنِجِّ

فإِنه اضطر إِلى القافية فأَبدل الجيم من الياء في الوصل كما يبدلها

منها في الوقف. قال ابن جني: أَما قولهم في شَجَرَة شِيَرَة فينبغي أَن تكون

الياء فيها أَصلاً ولا تكون مبدلة من الجيم لأَمرين: أَحدهما ثبات الياء

في تصغيرها في قولهم شُيَيْرَةُ ولو كانت بدلاً من الجيم لكانوا

خُلَقَاء إِذا حَقَّروا الاسم أَن يردّوها إِلى الجيم ليدلوا على الأَصل، والآخر

أَن شين شَجَرة مفتوحة وشين شِيرَةَ مكسورة، والبدل لا تغير فيه الحركات

إِنما يوقع حرف موضع حرف. ولا يقال للنخلة شجرة؛ قال ابن سيده: هذا قول

أَبي حنيفة في كتابه الموسوم بالنبات. وأَرض شَجِرَة وشَجِيرة وشَجْرَاء:

كثيرة الشَّجَرِ.

والشَّجْراءُ: الشَّجَرُ، وقيل: اسم لجماعة الشَّجَر، وواحد الشَّجْراء

شَجَرَة، ولم يأْت من الجمع على هذا المثال إِلاَّ أَحرف يسيرة: شَجَرَة

وشَجراء، وقَصَبَة وقَصْباء، وطَرَفة وطَرْفاء، وحَلَفَة وحَلْفاء؛ وكان

الأَصمعي يقول في واحد الحلفاء حَلِفة، بكسر اللام، مُخالفة لأَخَواتها.

وقال سيبويه: الشَّجْراء واحد وجمع، وكذلك القَصْباء والطَّرْفاء

والحَلْفاء. وفي حديث ابن الأَكوع: حتى كنت

(* قوله: «حتى كنت» الذي في النهاية

فإِذا كنت). في الشَّجْراء أَي بين الأَشجار المُتَكاثِفَة، قال ابن

الأَثير: هو الشَّجَرة كالقَصْباء للقَصَبة، فهو اسم مفرد يراد به الجمع،

وقيل: هو جمع، والأَول أَوجه.

والمَشْجَرُ: مَنْبِت الشَجر. والمَشْجَرَة: أَرض تُنبِت الشجر الكثير.

والمَشْجَر: موضع الأَشجار وأَرض مَشْجَرَة: كثيرة الشجر؛ عن أَبي حنيفة.

وهذا المكان الأَشْجَرُ من هذا أَي أَكثر شَجَرَاً؛ قال: ولا أَعرف له

فِعْلاً. وهذه الأَرض أَشجر من هذه أَي أَكثر شَجَراً. ووادٍ أَشْجَرُ

وشَجِيرٌ ومُشْجرٌ: كثير الشجر. الجوهري: وادٍ شَجِيرٌ ولا يقال وادٍ

أَشْجَرُ. وفي الحديث: ونأَى بي الشَّجَرُ؛ أَي بَعُدَ بيَ المرعَى في

الشَّجَر. وأَرض عَشِبَة: كثيرة العُشْب، وبَقِيلة وعاشِبَة وبَقِلة وثَمِيرة

إِذا كان ثَمَرَتها

(* قوله: «إِذا كان ثمرتها» كذا بالأَصل ولعل فيها

تحريفاً أَو سقطاً، والأَصل إِذا كثرت ثمرتها أَو كانت ثمرتها كثيرة أَو نحو

ذلك). وأَرض مُبْقِلَة ومُعْشِبَة. التهذيب: الشجر أَصناف، فأَما جِلُّ

الشجر فَعِظامُه لتي تبقى على الشِّتاء، وأَما دُقُّ الشجر فصنفان: أَحدهما

يبقى على الشِّتاء، وتَنْبْتُ في الربيع، ومنه ما يَنْبُت من الحَبَّة

كما تَنْبُتُ البقُول، وفرق ما بين دِقِّ الشجر والبقل أَن الشجر له

أَرُومة تبقى على الشتاء ولا يبقى للبقْل شيء، وأَهل الحجاز يقولون هذه الشجر،

بغير هاء، وهم يقولون هي البُرُّ وهي الشَّعير. وهي التمر، ويقولون في

الذهب لأَن القطعة منه ذهَبَة؛ وبِلُغَتهم نزل قوله تعالى: والذين

يَكِنزُون الذهب والفِضَّة ولا يُنْفقونَها؛ فأَنَّثَ.

ابن السكيت: شاجَرَ المالُ إِذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ فلم يُبْق

منها شيئاً فصار إِلى الشجر يرعاه؛ قال الراجز يصف إِبلاً:

تَعْرِفُ في أَوْجُهِها البشائِرِ

آسانَ كلِّ آفقٍ مُشاجِرِ

وكل ما سُمِك ورُفِعَ، فقد شُجِرِ. وشَجَرَ الشجَرة والنبات شَجْراً:

رَفَع ما تَدَلَّى من أَغصانها. التهذيب قال: وإِذا نزلتْ أَغصانُ شَجَرٍ

أَو ثوب فرفعته وأَجفيتَه قلت شَجَرْته، فهو مَشْجُور؛ قال العجاج:

رَفَّعَ من جِلالِه المَشْجُور

والمُشَجَّرُ من التَّصَاوير: ما كان على صفة الشجر. وديباج مُشَجَّرٌ:

نَقْشُه على هيئة الشجر. والشجرة التي بويع تحتها سيدُنا رسولُ الله، صلى

الله عليه وسلم، قيل كانت سَمُرَة. وفي الحديث: الصَّخْرةُ والشجَرة من

الجنة، قيل: أَراد بالشجرة الكَرْمَة، وقيل: يحتمل أَن يكون أَراد

بالشجرة شَجَرَة بَيْعَة الرِّضوان لأَن أَصحابها اسْتَوجَبوا الجنة.

واشْتَجَرَ القومُ: تخالفوا: ورماح شواجِرُ ومُشْتَجِرة ومُتَشاجِرَة:

مُخْتلفةٌ مُتَداخلة. وشَجَر بينهم الأَمْرُ يَشْجُرُ شَجْراً

(* قوله:

«وشجر بينهم الأَمر شجراً» في القاموس وشجر بينهم الأَمر شجوراً). تنازعوا

فيه. وشَجَر بين القوم إِذا اختلف الأَمر بينهم. واشْتَجَرَ القوم

وتَشاجَرُوا أَي تنازعوا. والمُشاجَرة: المنازعة. وفي التنزيل العزيز: فلا

ورَبِّك لا يُؤمنون حتى يُحَكِّمُوك فيما شَجَر بينهم؛ قال الزجاج: أَي فيما

وقع من الاختلاف في الخصومات حتى اشْتَجَرُوا وتشاجَرُوا أَي تشابَكُوا

مختلفين. وفي الحديث: إِياكم وما شَجَرَ بين أَصحابي؛ أَي ما وقع بينهم من

الاختلاف. وفي حديث أَبي عمرو النخعي: وذكَرَ فتنة يَشْتَجِرون فيها

اشْتِجارَ أَطْباق الرَّأْس؛ أَراد أَنهم يشتبكون في الفتنة والحرب اشْتباك

أَطْباق الرَّأْس، وهي عظامه التي يدخل بعضُها في بعض؛ وقيل: أَراد

يختلفون كما تَشْتَجِرُ الأَصابع إِذا دخل بعضها في بعض. وكلُّ ما تداخل، فقد

تشاجَرِ واشْتَجَرَ. ويقال: التَقَى فئتان فتشاجَرُوا برماحهم أَي

تشابكوا. واشْتَجَرُوا بِرِماحِهِم وتشاجَرُوا بالرِّماح: تطاعنوا. وشجَرَ:

طَعن بالرُّمح. وشَجَره بالرمح: طعنه. وفي حديث الشُّرَاة: فَشَجَرْناهم

بالرماح: أَي طعنَّاهم بها حتى اشتبكتْ فيهم، وكذلك كل شيء يأْلَفُ بعضُه

بعضاً، فقد اشْتَبك واشْتَجَر. وسمي الشجَرُ شَجَرَاً لدخول بعض أَغصانه في

بعض؛ ومن هذا قيل لِمَراكبِ النِّساء: مَشاجِرُ، لِتشابُك عِيدان

الهَوْدَج بعضِها في بعض. وشَجَرَهُ شَجْراً: رَبَطَه. وشَجَرَه عن الأَمر

يَشْجُرهُ شَجْراً: صرفه. والشَّجْرُ: الصَّرْف. يقال: ما شَجَرَك عنه؟ أَي

ما صَرَفك؛ وقد شَجَرَتْني عنه الشَّواجر. أَبو عبيد: كلُّ شيء اجتمع ثم

فَرَّق بينه شيء فانفرق يقال له: شُجِرَ؛ وقول أَبي وَجْزَة:

طَافَ الخَيالُ بنا وَهْناً، فأَرَّقَنَا،

من آلِ سُعْدَى، فباتَ النومُ مُشْتَجِرَا

معنى اشْتِجار النوم تَجافيه عنه، وكأَنه من الشَّجِير وهو الغَرِيبُ؛

ومنه شَجَرَ الشيءَ عن الشيء إِذا نَحَّاه؛ وقال العجاج:

شَجَرَ الهُدَّابَ عنه فَجفَا

أَي جافاه عنه فَتَجَافى، وإِذا تَجافى قيل: اشْتَجَر وانْشَجَر.

والشَّجْرُ: مَفْرَحُ الفَم، وقيل: مُؤَخَّرُه، وقيل: هو الصَّامِغ،

وقيل: هو ما انفتح من مُنْطَبِقِ الفَم، وقيل: هو مُلْتَقَى

اللِّهْزِمَتَيْن، وقيل: هو ما بين اللَّحْيَيْن. وشَجْرُ الفرس: ما بين أَعالي

لَحْيَيْه من مُعْظَمها، والجمع أَشْجَار وشُجُور.

واشْتَجَر الرجل: وضع يده تحت شَجْرِهِ على حَنَكه؛ قال أَبو ذؤيب:

نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً،

كأَن عَيْنَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبُوحُ

مذبوح: مَشْقُوق. أَبو عمرو: الشَّجْرُ ما بين اللَّحْيَيْنِ. غيره: بات

فلان مُشْتَجِراً إِذا اعتمد بشَجْرِهِ على كفه. وفي حديث العباس قال:

كنت آخذاً بِحَكَمَةِ بغلة رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يوم حُنَين

وقد شَجَرْتُها بها أَي ضَربْتُها بلجامها أَكُفُّها حتى فتحتْ فاها؛ وفي

رواية: والعباس يَشْجُرها أَو يَشْتَجِرُها بلجامها؛ قال ابن الأَثير:

الشَّجْر مَفْتَح الفم، وقيل: هو الذَّقَن. وفي حديث سعد

(* قوله: «وفي حديث

سعد» الذي في النهاية حديث أَم سعد). أَنَّ أُمَّه قالت له: لا أَطْعَمُ

طَعاماً ولا أَشرب شراباً أَو تكفُرَ بمجد قال: فكانوا إذا أَرادوا أَن

يطعموها أَو يَسْقُوهَا شَجَرُوا فاها أَي أَدْخَلوا في شَجْرِه عُوداً

ففتحوه. وكل شيء عَمَدته بِعماد، فقد شَجَرْتَه. وفي حديث عائشة، رضي

الله عنها، في إِحدى الروايات: قُبض رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بين

شَجْرِي ونَحْرِي؛ قيل: هو التشبيك، أَي أَنها ضَمَّته إِلى نحرها

مُشبِّكَة أَصابعها. وفي حديث بعض التابعين: تَفَقَّدْ في طهارَتِكَ كذا وكذا

والشِّاكِلَ والشَّجْرَ أَي مُجْتَمَعَ اللَّحْيَيْن تحت العَنْفَقَة.

والشِّجارُ: عود يُجعل في فم الجَدْي لئلا يَرْضَع أُمَّه. والشَّجْرُ

من الرَّحْل: ما بين الكَرَّيْنِ، وهو الذي يَلْتَهِم ظهر البعير.

والمِشْجَرُ، بكسر الميم: المِشْجَب، وفي المحكم: المَشْجَر أَعواد تربط

كالمِشْجَب بوضع عليها المتاع.

وشَجَرْت الشيء: طرحتُه على المِشْجَر، وهو المِشْجَب. والمِشْجَر

والمَشْجَر والشِّجار والشَّجار: عود الهودج، واحدتها مَِشْجَرة وشِجَارة،

وقيل: هو مَرْكَب أَصغر من الهودج مكشوفُ الرأْس. التهذيب: والمِشْجَر مركب

من مراكب النساء؛ ومنه قول لبيد:

وأَرْتَدَ فارسُ الهَيْجا، إِذا ما

تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالقيام

الليث: الشِّجار خشب الهودج، فإِذا غُشِّيَ غِشَاءَه صار هَوْدَجاً.

الجوهري: والمَشَاجر عيدان الهودج، وقال أَبو عمرو: مراكب دون الهوادج

مكشوفةُ الرأْس، قال: لها الشُّجُرُ أَيضاً، الواحد شِجار

(* قوله: «الواحد

شجار» بفتح أَوله وكسره وكذلك المشجر كما في القاموس). وفي حديث حُنَين:

ودُرَيْدُ بن الصِّمَّة يومئذٍ في شِجار له؛ هو مركب مكشوف دون الهودج،

ويقال له مَِشْجَر أَيضاً. والشِّجارُ: خشب البئر؛ قال الراجز:

لَتَرْوَيَنْ أَو لَتَبِيدَنَّ الشُّجُرْ

والشِّجارُ: سِمَةٌ من سمات الإِبل. والشِّجارُ: الخشبة التي يُضَبَّب

بها السرير من تحت، يقال لها بالفارسية المَتَرْس. التهذيب: والشِّجار

الخشبة التي توضع خَلْف الباب، يقال لها بالفارسية المَتَرْس، وبخط الأَزهري

مَتَّرس، بفتح الميم وتشديد التاء؛ وأَنشد الأَصمعي:

لولا طُفَيْلٌ ضاعتِ الغَرائرُ،

وفاءَ، والمُعْتَقُ شيء بائرُ،

غُلَيِّمٌ رَطْلٌ وشَيْخٌ دامِرُ،

كأَنما عِظامُنا المَشَاجِرُ

والشِّجارُ: الهَوْدَجُ الصغير الذي يكفي واحداً حَسْب. والشَّجيرُ:

الغريبُ من الناس والإِبل. ابن سيده: والشَّجِيرُ الغريبُ والصاحبُ، والجمع

شُجَراء. والشَّجِيرُ: قِدْح يكون مع القِدَاح غريباً من غير شَجَرَتِها؛

قال المتنخل:

وإِذا الرِّياحُ تَكَمَّشَتْ

بِجَوانِبِ البَيْتِ القَصِيرِ،

أَلْفَيْتَني هَشَّ اليَدَيـ

ـنِ بِمَرْي قِدْحي، أَو شَجِيرِي

والقِدْحُ الشَّجِيرُ: هو المستعار الذي يُتَيَمَّنُ بِفَوْزِهِ

والشَّرِيجُ: قِدْحُهُ الذي هو له. يقال: هو شَرِيجُ هذا وشِرْجُهُ أَي مثله.

والشَّجِيرُ: الردِيءُ؛ عن كراع.

والانْشِجارُ والاشْتِجارُ: التقدّم والنَّجاء؛ قال عُوَيْفٌ

الهُذَليُّ:عَمْداً تَعَدَّيْنَاكَ، وانْشَجَرَتْ بِنَا

طِوالُ الهَوادِيُ مُطْبَعَاتٌ مِنَ الوِقْرِ

ويروى: واشْتَجَرَتْ. والاشتجارُ أَن تَتَّكِئَ على مَرْفِقِكَ ولا

تَضَعَ جَنْبَكَ على الفراش.

والتَّشْجيرُ في النخلِ: أَن تُوضَعَ العُذُوقُ على الجريد، وذلك إِذا

كثر حمل النخلة وعَظُمَتِ الكَبائِسُ فَخِيفَ على الجُمَّارَةِ أَو على

العُرْجُونِ. والشَّجِيرُ: السَّيفُ. وشَجَرَ بيته أَي عَمَدَه بِعَمُودٍ.

ويقال: فلان من شَجَرَةٍ مباركة أَي من أَصل مبارك.

ابن الأَعرابي: الشَّجْرَةُ النُّقْطَةُ الصغيرة في ذَقَنِ الغُلامِ.

شجر

1 شَجْرٌ is an inf. n. of شَجَرَ, and signifies The being, or becoming, intricate, complicated, perplexed, confused, or intricately intermixed; as also ↓ اِشْتِجَارٌ. (TA.) You say, شَجَرَ الأَمْرُ بَيْنَهُمْ, (Msb, K,) aor. ـُ inf. n. شَجْرٌ (Msb, TA) and شُجُورٌ, (K, TA,) The affair, or case, was, or became, complicated, intricate, or confused, so as to be a subject of disagreement, or difference, between them; syn. اِضْطَرَبَ; (Msb;) and so شَجَرَ بَيْنَهُمْ [in which الأَمْرُ is understood]; syn. اِخْتَلَفَ: (S:) it was, or became, an occasion of contention, or dispute, or of disagreement, or difference, between them. (K, TA.) فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ, in the Kur 4:65, means Respecting that which hath become complicated, or intricate, or confused, [so as to be a subject of disagreement, or difference,] between them: and hence the word شَجَرٌ, [“ trees,” and “ shrubs,”] because of the intermixing, or confusion, of the branches: (Bd:) or respecting the disagreement, or difference, that has happened between them. (Zj, Mgh.) And it is said in a trad., إِيَّاكُمْ وَمَا شَجَرَ بَيْنَ أَصْحَابِى Avoid ye the disagreement, or difference, that hath occurred among my companions. (TA.) A2: شَجَرَهُ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. شَجْرٌ, He tied it; namely, a thing. (K.) b2: شَجَرَهُ بِالرُّمْحِ He thrust, or pierced, him with the spear, (S, A, K, TA,) so that it stuck fast in him. (TA.) b3: شَجَرَهُ عَنْهُ, (S, A, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. شَجْرٌ, (S,) He, or it, averted, or diverted, him, from it; (S, A, K;) namely, an affair: (K:) he removed, or put away, (TS, K,) him, (K,) or it, (TS,) from it: (TS, K:) he withheld, or debarred, and repelled, him from it. (K.) You say, مَا شَجَرَكَ عَنْهُ What has averted thee, or diverted thee, from it? (S, A.) b4: شَجَرَ البَيْتَ, (S, K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He propped up the بيت [or tent] with a pole. (S, K, TA. [In some copies of the K, بِعُودٍ is erroneously put for بِعَمُودٍ.]) In like manner شَجَرْتُهُ is said of anything as meaning I propped it up with a pole or the like. (TA.) and شَجَرَ الشَّجَرَةَ, (T, K, TA,) and النَّبَاتَ, (T, TA,) inf. n. as above, (TA,) He raised the hanging branches of the tree, or shrub, (T, K, TA,) and of the plant. (T, TA.) And شَجَرَ الثَّوْبَ He raised the garment, it having gone down. (T, TA.) And شُجِرَ, inf. n. as above, is said of anything as meaning It was raised, upraised, uplifted, or elevated. (TA.) b5: شَجَرَ فَاهُ He opened his mouth (A, K, * TA) with a stick, or a piece of wood, (A, TA,) by inserting this into the part of the mouth called its شَجْر, (TA,) فَأَوْجَرَهُ [and then put, or poured, medicine, or water, &c., into his mouth]. (A, TA.) And شَجَرَ الدَّابَّةَ, (TS, K, TA,) aor. and inf. n. as above; or, accord. to one relation of a trad. in which it occurs, اِشْتَجَرَهَا ↓ بِلِجَامِهَا; (TA;) He made the beast to open its mouth by jerking its bridle to curb it. (TS, K, TA.) b6: And شَجَرَ الشَّىْءَ He threw the thing upon the مِشْجَر [q. v.], (S, K,) i. e. the مِشْجَب. (S.) A3: شَجِرَ, aor. ـَ i. q. كَثُرَ جَمْعُهُ [app. meaning Its aggregate became large in quantity; or it became much in the aggregate]: (TS, K, TA:) but accord. to As, [it seems to signify it became collected together, and then scattered, or dispersed, by something: for he says that] ↓ شَجِرٌ [its reg. part. n.] is applied to anything collected together, and then scattered, or dispersed, by something (TA.) 2 تَشْجِيرُ النَّخْلِ i. q. تَشْخِيرُهُ, (K,) The laying of the racemes of the palm-trees upon the branches, lest they should break: (K in art. شخر:) this is done when the fruit is much in quantity, and the racemes are large, and one fears for the heart of the tree, and for the base, or lower part, of the raceme. (TA in the present art.) 3 شاجر المَالُ The cattle pastured upon شَجَر [i. e. trees, or shrubs], (ISk, S, A, K,) having consumed the herbs and leguminous plants. (ISk, S, A. *) b2: شاجر فُلَانٌ فُلَانًا, (K,) inf. n. مُشَاجَرَةٌ (S,) Such a one contended, disputed, or litigated, with such a one. (S, * K, TA.) 4 اشجرت الأَرْضُ The land produced شَجَر [i. e. trees, or shrubs]. (K.) 6 تَشَاْجَرَ see 8, in three places.7 إِنْشَجَرَ see 8, in two places, and see 7 in art. سجر.8 اشتجر It was, or became, knit, or connected, together, one part with another; as also اِشْتَبَكَ: it was, or became, commingled, one part amid, or within, another; (TA;) and so ↓ تشاجر: (Ham p. 161:) it was, or became, intricate, complicated, perplexed, confused, or intricately intermixed. (TA: see 1, first sentence.) It is said in a trad., relating to conflict and faction فِتْنَة), يَشْتَجِرُونَ فِيهَا اشْتِجَارَ أَطْبَاقِ الرَّأْسِ) They become knit together therein, like the knitting together of the bones of the head that interjoin, one with another, one entering into another: or the meaning is, they disagree, or differ, one with another. (TA.) You say, اشتجروا بِرِمَاحِهِمْ (TA) and بِهَا ↓ تشاجروا (S, A, Msb, TA) They became knit together, or commingled, one with another, [in conflict,] with their spears: (TA:) or they thrust, or pierced, one another with their spears. (S, A, Mgh, Msb, TA.) And اشتجروا (Zj, S, A, Msb, K) and ↓ تشاجروا (Zj, S, A, Mgh, K) They became commingled, or confused, or embroiled, disagreeing, or differing: (Zj, TA:) they contended, or disputed, together; (S, A, Mgh, Msb;) or disagreed, or differed. (S, * A, * Mgh, Msb, * K.) b2: Also He preceded, outwent, or outstripped; (K, * TA;) and so ↓ انشجر. (K.) b3: And, said of sleep, It withdrew, or kept aloof, from one; (K, * TA;) as also ↓ انشجر. (K.) A2: Also (S, K) said of a man, (S,) He put his hand beneath his شَجْر, against the part beneath his chin: (S:) or he put his hand beneath his chin and leaned upon his elbow, (K, TA,) not laying his side upon the bed. (TA.) b2: [And, said of a horse, He was bridled, reined, or curbed: (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees:) or perhaps the verb in this sense is in the passive form:] A3: see 1, last sentence but two.

شَجْرٌ A discordant, or complicated, or confused, affair, or case. (O, K.) A2: Also The part, of a رَحْل [or camel's saddle], that is between the كَرَّانِ, (K, TA, [this word erroneously written in the CK with ز,]) which are the قَادِمَة and the آخِرَة, (TA in art. شخر,) [i. e. the شَرْخَانِ,] the كَرّ being what conjoins the ظَلِفَتَانِ [in the fore part of the saddle and in like manner in the hinder part]: the part between the كَرَّانِ is also called the شَخْر. (TA in the present art. [It is there said that this part is also called the شَرْخ as well as the شَخْر: but this is a mistake.]) b2: And The chin: (As, O, K:) or (TA, in the K “ and,”) the place of opening (مَفْرَج, [as in the K voce شِينٌ,] in the K here erroneously written مَخْرَج, the meaning being مَفْتَح,) of the mouth: (K, * TA:) or the part between the two lower jaws: (AA, S, K:) or the hinder part of the mouth: or the side of the mouth, where the upper and lower lips unite: or what has opened of the part where the mouth closes [when medicine or the like is put into it]; expl. by مَا انْفَتَحَ مِنْ مُنْطَبَقِ الفَمِ: or the place of meeting of the لِهْزِمَتَانِ [q. v., a word variously explained]: (K:) or the part where the two sides of the lower jaw unite, beneath the hair that grows between the lower lip and the chin: and, in a horse, the part between the upper, main, portions of the two sides of the lower jaw: (TA:) pl. [of pauc.] أَشْجَارٌ and [of mult.] شُجُورٌ and شِجَارٌ. (K.) شَجَرٌ (S, A, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ شِجَرٌ and شِيَرٌ, (K,) in which last the ج is changed into ى, like as the ى is changed into ج, as in غَنِجٌّ, originally غَنِىٌّ, or, accord. to IJ, the ى in شِيَرٌ is not changed from ج because it remains ى in the dim., in which, where it so changed, it should be changed back into ج, whereas the dim. of شِيَرَةٌ is said to be شُيَيْرَةٌ and شِيَيْرَةٌ, and because it has kesr instead of fet-h to the ش, [whence it appears that IJ knew not شِجَرٌ,] (TA,) [as coll. gen. ns., Trees; and shrubs, or bushes; which latter are also called, for distinction, دِقُّ الشَّجَرِ; and sometimes applied to plants in general; and, as a gen. n., sometimes meaning the tree, &c.;] the kind of plant that has a trunk, or stem: (S, A, K:) or the kind that has a hard trunk, or stem, (Mgh, Msb,) like the نَخْل &c.: (Msb:) or such as produces seed, and does not come to an end in its year: (Mgh:) or such as rises, or rises high, of itself, whether slender or large, and whether it withstand the winter or lack strength to do so: (K:) called شَجَرٌ from شَجَرَ, because of the intermixing, or confusion, of the branches: (Bd in iv. 68, and TA: *) n. un. with ة, (Msb, K,) i. e. شَجَرَةٌ (S, Mgh, Msb, TA) and ↓ شِجَرَةٌ and شِيَرَةٌ: (TA:) the pl. [of شَجَرٌ] is أَشْجَارٌ (S, Msb) and [of شَجَرَةٌ] شَجَرَاتٌ (Msb, TA) and [of شِيَرَةٌ] شِيَرَاتٌ: (TA:) ↓ شَجْرَآءُ also signifies the same as شَجَرٌ: (K:) or it is a pl. [or rather a quasi-pl. n.] of شَجَرَةٌ; a pl. [or quasi-pl. n.] of which there are few other instances; قَصْبَآءُ of قَصَبَةٌ, and طَرْفَآءُ of طَرَفَةٌ, and حَلْفَآءُ of حَلَفَةٌ; or, accord. to As, the sing. [or n. un.] of حلفآءُ is حَلِفَةٌ: and accord. to Sb, شَجْرَآءُ is sing. and pl., and so are قَصْبَآءُ and طَرْفَآءُ and حَلْفَآءُ: (S:) or شَجْرَآءُ signifies tangled, or luxuriant, or abundant and dense, شَجَر: (A:) or a collection of شَجَر. (TA.) b2: شَجَرَةُ البَقِّ &c.: see in arts. بق &c. b3: In the saying in a trad., that the شَجَرَة and the صَخْرَة are of, or from, Paradise, by the former is said to be meant The grape-vine: or the tree beneath which allegiance was sworn to the Prophet; and which, it is said, was a شَمُرَة [or gum-acacia-tree]: (TA:) and by the latter, the صخرة [or rock] of Jerusalem. (TA in art. صخر, q. v.) b4: By الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ, mentioned in the Kur in xiv. 29, is said to be meant The palm-tree: or a certain tree in Paradise: and by الشَّجَرَةُ الخَبِيثَةُ, in the next verse but one, the colocynth, and the كَشُوث: [see art. خبث:] or each may have a more general application. (Bd in xiv. 31.) And الشَّجَرَةُ المَلْعُونَةُ, mentioned in the Kur xvii. 62, means The tree called الزَّقُّوم: and some explain it as meaning the Devil: and Aboo-Jahl: and El-Hakam Ibn-Abi-l-'As. (Bd.) b5: شَجَرَةٌ also signifies (tropical:) The stock, or origin, of a man: (O, TA:) [hence,] one says, هُوَ مِنْ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ (tropical:) [He is of a good stock or origin]; and مِنْ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ (tropical:) [of the prophetic stock, meaning of the stock of the Prophet]. (A.) [And (assumed tropical:) A genealogical tree; a pedigree.] b6: Also, (CK,) or ↓ شَجْرَةٌ, (O, and K accord. to the TA, [but probably thus in the TA only because found to be so in the O,]) (assumed tropical:) A small speck, or speckle, on the chin of a boy: (O, K:) on the authority of IAar. (TA.) b7: And one says, مَا أَحْسَنَ شَجَرَةَ ضَرْعِهَا, (so in my copy of the A, and accord. to the CK,) or ضرعها ↓ شَجْرَةَ, (O, and so accord. to the text of the K as given in the TA, [but Z has, in the A, distinguished the phrase as tropical, and hence it seems that he held the former reading to be the right,]) (tropical:) How goodly are the shape, (A,) or the size, (O, K,) and the appearance, of her udder! (A, O, K:) or the veins and skin and flesh thereof! referring to a she-camel. (O, K.) شَجِرٌ: see 1, last sentence: A2: and its fem., with ة, see voce شَجِيرٌ.

شِجَرٌ; and its n. un., with ة: see شَجَرٌ.

شَجْرَةٌ: see شَجَرٌ, last two sentences.

شَجْرَآءُ, as a quasi-pl. n.: see شَجَرٌ.

A2: Also fem. of أَشْجَرُ as syn. with شَجِيرٌ.

الحُرُوفُ الشَّجْرِيَّةُ [The letters of which the شَجْر is the place of utterance; (in the CK, الشَّجَرِيَّةُ;)] the letters ج and ش and ض. (K.) شَجَارٌ: see مِشْجَرٌ, in two places.

شِجَارٌ: see مِشْجَرٌ, in four places. b2: Also The wood of a well, (S, K, KL,) by means of which the bucket is drawn out therefrom: (KL:) pl. شُجُرٌ: (S:) this pl. occurs in a verse, accord. to J; but the right reading in that instance is سُجُل, as is shown by the rhyme of the poem. (Sgh, TA.) b3: Also [A wooden bar of a door;] a piece of wood which is put behind a door; called in Pers\. مَتَرْس, (S, K, TA,) written by Az مَتَّرْس. (TA.) b4: And A piece of wood with which a couch-frame (سَرِير) is repaired, by its being affixed as a ضَبَّة [q. v.], (S, K,) beneath it. (S.) b5: And A piece of wood which is put in the mouth of a kid, to prevent its sucking. (TS, K.) b6: And A certain brand, or mark made with a hot iron, upon camels. (S, K.) وَادٍ شَجِيرٌ, and ↓ أَشْجَرُ, (K,) or the former, (S, A,) but not the latter, (S,) and ↓ مُشْجِرٌ; (K;) and أَرْضٌ شَجِيرَةٌ, (S, TA,) and ↓ شَجِرَةٌ, (A, K,) and ↓ شَجْرَآءُ, (S, Msb, K,) and ↓ مَشْجَرَةٌ; (AHn, S, * K;) A valley, and a land, abounding with شَجَر or أَشْجَار [i. e. trees, or shrubs]. (S, A, Msb, K.) b2: شَجِيرٌ also signifies Strange, or a stranger; applied to a man, (S, A, K,) and to a camel. (S, K.) b3: And An arrow that is used in the game called المَيْسِر, thrown among arrows not from its kind of tree: (S, K:) or one that is borrowed, and from the winning of which [on former occasions] one augurs good. (TA.) b4: Also Bad, corrupt, or disapproved. (Kr, K.) b5: And A companion: (M, K:) or a friend: (A:) pl. شُجَرَآءُ. (M, TA.) b6: And A sword. (K.) شَجَارَةٌ: see مِشْجَرٌ.

شَوَاجِرُ [pl. of شَاجِرَةٌ fem. of شَاجِرٌ]: see مُشْتَجِرٌ. b2: Also Withholding, or debarring, and diverting, things. (TA.) You say, شَجَرَتْنِى عَنْهُ شَوَاجِرُ [Withholding, or debarring, or diverting, things withheld, or debarred, or diverted, me from it]. (S.) أَشْجَرُ; and its fem., شَجْرَآءُ: see شَجِيرٌ. b2: Also (K) Containing more شَجَر [i. e. trees, or shrubs]: (S, K:) so in the saying, هٰذِهِ الأَرْضُ أَشْجَرُ مِنْ هٰذِهِ [This land is one containing more trees than this]. (S, K. *) It has no known verb. (TA.) مَشْجَرٌ (S, K, TA) [and] ↓ مَشْجَرَةٌ (Mgh, Msb) A place (S, Mgh, Msb, K) of growth (Mgh, K) of شَجَر or أَشْجَار [i. e. trees, or shrubs]: (S, Mgh, Msb, K:) or, as some say, the former signifies many شَجَر. (TA.) b2: The former also signifies A place of مُشَاجَرَة [i. e. contending, disputing, or litigating]: pl. مَشَاجِرُ: and, some say, it is an inf. n. (Har p. 473.) b3: See also مِشْجَرٌ, in two places.

مُشْجِرٌ: see شَجِيرٌ. b2: You say also أَرْضٌ مُشْجِرَةٌ meaning A land giving growth to شَجَر [i. e. trees, or shrubs]. (TA. [See also مَشْجَرٌ.]) مِشْجَرٌ i. q. مِشْجَبٌ [i. e. A thing composed of pieces of wood, or sticks, the heads of which are bound together, and the feet parted asunder, upon which clothes &c. are put]: (S:) or pieces of wood, or sticks, tied together, like the مِشْجَب, upon which articles of furniture, or utensils, are put: (M, Msb:) pl. مَشَاجِرُ. (M, TA.) b2: and hence, (M,) The wood, (K,) or pieces of wood, (M,) of the [kind of camel-vehicle for women called] هَوْدَج; (M, K;) as also ↓ مَشْجَرٌ and ↓ شِجَارٌ and ↓ شَجَارٌ: (L, K:) n. un. مَشْجَرَةٌ and ↓ شَجَارَةٌ: (TA:) or a vehicle used by women, smaller than the هَوْدَج, having the head uncovered; (AA, K, * TA;) as also ↓ مَشْجَرٌ and ↓ شِجَارٌ and ↓ شَجَارٌ: (K:) accord. to Lth, ↓ شِجَارٌ signifies the wood [or frame-work] of the هودج, which when covered becomes a هودج: (TA:) As says that مَشَاجِرُ signifies the pieces of wood of a هودج: AA, that it signifies vehicles smaller than هَوَادِج, having the heads uncovered; also called سُجُرٌ, of which the sing. is ↓ شِجَارٌ. (S.) مَشْجَرَةٌ: see شَجِيرٌ: b2: and see also مَشْجَرٌ.

مُشَجَّرٌ Figured work (TA) having the form of شَجَر [i. e. trees, or shrubs]: (K, * TA:) and silk brocade (دِيبَاج) figured with the forms of شَجَر. (S, K.) مُشْتَجَرُ الرِّمَاحِ [The place of the commingling of spears; or of the thrusting, or piercing, therewith]. (Ham p. 161.) مُشْتَجِرٌ and ↓ مُتَشَاجِرٌ Commingled [and confused]: you say رِمَاحٌ مُشْتَجِٰرَةٌ and ↓ مُتَشَاجِرَةٌ and ↓ شَوَاجِرُ Spears commingled and confused. (TA.) مُتَشَاجِرٌ: see what next precedes, in two places.
شجر
: (الشَّجَرُ) ، محرّكةً، (والشِّجَرُ) ، بِكَسْر فَفتح، فِي لُغَة بني سُلَيْم، قَالَه الدِّينَوَرِيّ، (والشَّجْرَاءُ) ، كجَبَل وعِنَبٍ وصَحْرَاء، (و) كذالك (الشِّيَرُ، باليَاءِ، كعِنَب) ، أَبدلوا الْجِيم يَاء إِمّا أَن تكونَ على لُغَةِ من قَالَ شِجَر، وإِمّا أَن تكونَ الكسرةُ لمجاوَرَتِها الياءَ، قَالَ:
تَحْسَبُه بَيْنَ الأَكامِ شِيَرَهْ
وَقَالُوا فِي تصغيرها: شِيَيْرَة، وهاذا كَمَا يقلبون الياءَ جِيماً فِي قَوْلهم: أَنا تَمِيمِجٌّ، أَي تَمِيمِيٌّ، وكما رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود: (عَلَى كُلِّ غَنِجَ) يُرِيد غَنِيّ، هاكذا حَكَاهُ أَبو حنيفَة بتحرِيكِ الجِيمِ، وَالَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ أَنّ نَاسا من بني سَعْدٍ يُبْدِلُون الجيمَ مكانَ الياءِ فِي الوقْف خاصّةً؛ وذالك لأَن الياءَ خفيفةٌ، فأَبدلوا من موضِعِها أَبْيَنَ الحروفِ، وذالك قَوْلهم فِي تَمِيمِيْ: نَيمِجْ، فإِذا وَصَلوا لم يُبْدِلُوا.
وَقَالَ ابْن جِنِّي: أَما قَوْلهم فِي شَجَرَة: شِيَرَة، فينبغِي أَن تكون الياءُ فِيهَا أَصْلاً، وَلَا تكون مُبدلةً من الْجِيم؛ لأَمْرَيْن:
أَحدهما: ثَبَاتُ الياءِ فِي تصغيرِهَا فِي شُيَيْرة، وَلَو كَانَت بَدَلا من الْجِيم لكانوا خُلَقَاءَ إِذا حَقَّرُوا الاسمَ أَن يَرُدُّوها إِلى الْجِيم؛ ليَدُلّوا على الأَصل.
وَالْآخر: أَنَّ شينَ شَجَرَة مَفْتُوحَة، وشين شِيَرَةٍ مَكْسُورَة، وَالْبدل لَا تُغَيَّرُ فِيهِ الحركات، إِنما يُوقَع حرْفٌ موضعَ حرفٍ.
(مِنَ النَّبَاتِ: مَا قَامَ على سَاقٍ) (أَو) هُوَ كُلّ (مَا سَمَا بِنَفْسِه، دَقَّ أَو جَلَّ، قاوَمَ الشِّتَاءِ أَو عَجَزَ عَنْه) .
و (الواحِدَةُ) من كُلِّ ذالك (بهاءٍ) ، ويُجْمَع أَيضاً على الأَشْجَارِ، والشَّجَراتِ والشِّيَرَاتِ، قَالَ:
إِذا لَمْ يكُنْ فِيكُنَّ ظِلٌّ وَلَا جَنًى
فأَبْعَدَكُنّ اللَّهُ من شِيَرَاتِ (وأَرضٌ شَجِرَةٌ) ، كفَرِحَةٍ، وشَجِيرَةٌ (ومَشْجَرَةٌ) ، وهاذه عَن أَبي حنيفَة، (وشَجْرَاءُ: كَثِيرَتُه) ، أَي الشَّجَرِ.
وَقيل: الشَّجْرَاءُ: اسمٌ لجَماعَة الشَّجَرِ، وَوَاحِد الشَّجْرَاءِ شَجَرَةٌ، وَلم يأْتِ من الْجمع على هاذا المِثَالِ إِلاّ أَحرفٌ يَسيرة: شَجَرَةٌ وشَجْرَاءُ، وقَصَبَةٌ وقَصْبَاءُ، وطَرَفَةٌ وطَرْفَاءُ، وحَلَفَةٌ وحَلْفَاءُ.
وَقَالَ سِيبويهِ: الشَّجْرَاءُ واحدٌ وجمْعٌ، وكذالك القَصْباءُ، والطَّرْفاءُ، والحَلْفَاءُ.
وَفِي حديثِ ابنِ الأَكْوَعِ: (حَتَّى كنتُ فِي الشَّجْرَاءِ) ، أَي بَين الأَشْجَارِ المُتَكاثفة، قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ الشَّجَرَة اسمٌ مفردٌ يُراد بِهِ الْجمع، وَقيل: هُوَ جَمْع. والأَوّل أَوْجَهُ.
(والمَشْجَرُ) ، بِالْفَتْح: (مَنْبِتُه) ، أَي الشَجرِ، وَقيل: الشَّجَرُ الْكثير.
(ووَادٍ أَشْجَرُ وشَجِيرٌ) ، كأَمِيرٍ، (ومُشْجِرٌ) ، كمُحْسِن: (كَثِيرُه) ، أَي الشَّجَرِ. وَفِي الصّحاح: وَادٍ شَجِير، وَلَا يُقَال: وَادٍ أَشْجَرُ.
(و) يُقَال: (هاذا المَكَانُ أَشْجَرُ مِنْه) ، أَي (أَكْثَرُ شَجَراً) ، وكذالك هاذه الأَرْضُ أَشْجَرُ من هاذه، أَي أَكثرُ شَجَراً، وَلَا يُعْرَف لَهُ فِعْلٌ، هاكذا قَالُوهُ.
(وأَشْجَرَتِ الأَرْضُ: أَنْبَتَتْه) ، كأَعْشَبَتْ وأَبْقَلتْ، فَهِيَ مُشْجِرَةٌ ومُعْشِبَةٌ ومُبْقِلَةٌ.
(وإِبْرَاهِيمُ بنُ يَحْيَى) بنِ محمّد بن عَبّادِ بنِ هانِىء (الشَّجَرِيّ) ، مَدَنِيّ، (شَيْخُ) الإِمام أَبي عبدِ الله (البُخَارِيِّ) ، روَى عَن أَبيه يَحيى، وأَبوه يحيى قَالَ فِيهِ عبدُ الغَنِيّ بنُ سَعِيد: يحيَى بنُ هانىءٍ نِسْبَة إِلى جَدّ أَبيهِ، وَقد رَوَى عَنهُ عبدُ الجَبّارِ بنُ سعيد.
وَقَالَ الحافظُ فِي التبصير: قَالَ ابنُ عَدِيّ: حدّثنا أَحمدُ بن حَمْدُونَ النَّيْسَابُورِيّ، حدَّثَنا عبد اللَّهِ بن شَبِيب، حدّثنا إِبراهِيمُ بنُ محمّد بنِ يَحْيَى الشَّجَرِيّ، عَن أَبيه. فانْقَلَبَ عَلَيْهِ، وإِنما هُوَ إِبراهِيمُ بنُ يَحْيَى بنِ محمّد، وتَبِعَه حَمْزَةُ فِي تَارِيخ جُرْجانَ، وَهُوَ وَهَمٌ نبَّهَ عَلَيْهِ الأَميرُ.
وَقَالَ الْحَافِظ أَيضاً: إِبراهِيمُ الشَّجَرِيّ هاذا منسوبٌ إِلى شَجَرَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ رَبِيعَةَ الكِنْدِيّ، قَالَه الرُّشَاطِيّ، وَفِيه نَظَرٌ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْد: بَنو شَجَرَةَ بن مُعاوية يُقَال لَهُم: الشَّجَرَاتُ، وَلَهُم مَسْجِدٌ بالكوفَة.
(و) الشَّرِيف النَّقِيبُ (أَبو السَّعَادَاتِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ) النَّقِيبِ الطَّاهِر (أَبو السَّعَادَاتِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ) النَّقِيبِ الطَّاهِر بالكَرْخ أَبي الحَسَن (عليِّ بنِ) محمّد بنِ حَمْزَة بنِ أَبي القاسِمِ عليّ بن أَبِي عليَ عُبَيْدِ الله بن حَمْزَة الشَّبِيه بن محمّد بن عُبَيْدِ الله بن أَبي الحَسَن عليّ بن عبيدِ الله بنِ عبدِ الله بن الحَسَن بن عليّ بن محمّد بن الحَسَن بن جَعْفَر بن الحَسَن المُثَنَّى (الشَّجَرِيّ العَلَوِيّ، نَحْوِيُّ العِرَاقِ) ومُحَدِّثُه، اجْتمع بِهِ الزَّمَخْشَرِيّ ببغدادَ، وأَثنَى عَلَيْهِ، وتُوُفِّي بهَا سنة 542 وَدفن بداره بالكَرْخِ، وَله فِي المُستَفَاد فِي تَارِيخ بَغْدَاد تَرْجَمَة مُطَوَّلَة لَيْسَ هاذا محلَّها.
قلْت: وجَدّه أَبو الحَسَن عليّ بن عُبَيْد الله هُوَ الملقّب بباغر تَرْجمهُ السَّمْعَانِيّ فِي الأَنْسَاب، والحافظ فِي التَّبْصِير، وَقد أَشَرْنا إِليه آنِفاً وكذالك ذكرَا حفيدَه أَبا طالبٍ عليَّ بن الحُسَيْن بن عُبَيْدِ الله بن عليّ، نقيب الْكُوفَة.
قلت: وممّا بقيَ عَلَيْهِ أَحمدُ بنُ كامِلِ بنِ خَلَفِ بن شَجَرَة بنِ مَنْظُورٍ الشَّجَرِيّ البغدادِيّ، مشهورٌ. وبنْته أُمُّ الفَتْح أَمَةُ السّلام، حدَّثتْ وعُمِّرت، وماتَت سنة 680.
وَيحيى بنُ إِبراهِيمَ بنِ عُمَر الشَّجَرِيّ سمعَ عبدَ الحميدِ بنَ عبدِ الرَّشِيد سبْطَ الْحَافِظ أَبي العَلاءِ العَطَّار.
(وشَاجَرَ المالُ) ، بِرَفْع المَال على أَنّه فاعلٌ، وَقَوله: (رَعَاهُ) ، أَي الشَّجَرَ.
زَاد الزَّمَخْشَرِيّ: وبَعِيرٌ مُشَاجِرٌ.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: شاجَرَ المالُ، إِذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ، فَلم يُبْقِ مِنْهَا شَيْئاً، فصارَ إِلى الشَّجَر يَرْعَاه، قَالَ الراجِزُ يصف إِبِلاً:
تَعْرِفُ فِي أَوْجُهِها البَشَائِرِ
آسَانَ كلِّ آفِقٍ مُشَاجِرِ
قَالَ الصّاغانِيّ: الرَّجَزُ لِدُكَيْن.
(و) شاجَرَ (فُلانٌ فلَانا) مُشَاجَرَةً: (نَازَعَه) وخاصَمَه.
(والمُشَجَّرُ) من التَّصاوير: (مَا كانَ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ) ، هاكذا بالصَّاد وَالنُّون وَالْعين الْمُهْملَة، فِي النُّسَخ، وَفِي بعض الأُصول على صِيغَةِ الشَّجَرِ، بالصَّاد والتحتيّة والغين الْمُعْجَمَة، أَي على هَيْئَتِه.
وَيُقَال: دِيباجٌ مُشَجَّرٌ، إِذا كَانَ نَقْشُه على هَيْئَةِ الشَّجَرِ.
(واشْتَجَرُوا: تَخَالَفُوا، كتَشاجَرُوا) وَبينهمْ مُشاجَرَةٌ.
وَفِي حَدِيث النَّخَعِيّ، وذكرَ فِتْنَةً: (يَشْتَجِرُونَ فِيهَا اشْتِجَارَ أَطْبَاقِ الرَّأْسِ) أَرادَ أَنَّهم يَشْتَبِكُونَ فِي الفِتْنَة والحَرْبِ اشْتِباكَ أَطباقِ الرأْس، وَهِي عِظَامُه الَّتِي يَدخُل بعضُها فِي بعضٍ، وَقيل: أَرادَ يَخْتَلِفُون كَمَا تَشْتَجِرُ الأَصَابِعُ إِذا دَخَلَ بعُها فِي بعض.
وَيُقَال: الْتَقَى فِئَتَان فتَشَاجَرُوا برماحِهِم، أَي تَشَابَكُوا، واشْتَجَرُوا برِماحِهم.
وكلّ شيْءٍ يأْلَفُ بعضُه بَعْضًا فقد اشْتَبَك واشْتَجَرَ، وإِنَّمَا سُمِّيَ الشَّجَرُ شَجَراً؛ لدُخُول بعض أَغصانِه فِي بعض.
(وشَجَرَ بينَهُم الأَمْرُ) يَشْجُر (شُجُوراً) ، بالضّمّ، وشَجْراً، بالفَتْح: (تَنازَعُوا فِيهِ) .
وشَجَرَ بينَ القَوْمِ، إِذا اخْتَلَفَ الأَمْرُ بينَهم، وَفِي التَّنْزِيل: {فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (النِّسَاء: 65) ، قَالَ الزَّجّاجُ: أَي فِيمَا وَقَع من الاخْتِلاف فِي الخُصُوماتِ، حَتَّى اشْتَجَرُوا وتَشَاجَرُوا، أَي تَشَابَكُوا مُخْتَلِفِينَ. وَفِي الحَدِيث: (إِيّاكُمْ وَمَا شَجَرَ بينَ أَصْحَابِي) أَي مَا وَقَعَ بينَهُم من الاخْتِلاف.
(و) شَجَرَ (الشَّيْءَ) يَشْجُره (شَجْراً) بِالْفَتْح: (رَبَطَه) .
(و) شَجَر (الرَّجُلَ عَن الأَمرِ) يَشْجُرُه شَجْراً: (صَرَفَه) ، يُقَال: مَا شَجَرَك عَنهُ، أَي مَا صَرَفك.
(و) فِي التكملة: شَجَرَ الشّيءَ عَن الشَّيْءِ، إِذا (نَحّاهُ) ، قَالَ العَجّاج:
وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنْهُ فجَفَا
أَي جَافَاهُ عَنهُ فتَجَافَى، وإِذا تَجَافَى قيل: اشْتَجَرَ، وانْشَجرَ.
(و) شَجَرَ الرَّجلَ عَن الأَمْر يَشْجُرُه شَجْراً، إِذا (مَنَعَه ودَفَعَه) .
(و) شَجَرَ (الفَمَ: فَتَحَه) ، وَقد جاءَ فِي حَدِيثِ سَعْدٍ: (أَنّ أُمّه قالَتْ لَهُ: لَا أَطْعَمُ طَعاماً، وَلَا أَشْرَبُ شَراباً أَو تَكْفُرَ بمحمّد، قَالَ: فكانُوا إِذا أَرادوا أَنْ يُطْعِموها أَوْ يسقُوها شَجَرُوا فَاهَا) ، أَي أَدْخَلُوا فِي شَجْرِه عُوداً ففَتَحُوه.
وَفِي الأَساس: شَجَرُوا فَاه فأَوْجَرُوه، إِذا فتحوه بعُودٍ. فَفِي إِطْلاق المُصَنّف الفتْح نَظَرٌ.
(و) شَجَرَ (الدَّابَّةَ) يَشْجُرُها شَجْراً: (ضَرَبَ لِجَامَهَا: ليَكُفَّهَا حتَّى فَتَحَتْ فاهَا) ، وَمِنْه حديثُ العبّاس بنِ عبدِ المُطَّلِب، رَضِي الله عَنهُ قَالَ: (كُنْتُ آخِذاً بحَكَمَةِ بَغْلَةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلميوم حُنَيْن، وَقد شَجَرْتُها) كَذَا فِي التَّكْمِلَة. قلت: وَفِي روايةٍ: (والعَبّاسُ يَشْجُرُها أَو يَشْتَجِرُها بلِجامِها) .
(و) شَجَرَ (البَيْتَ) يَشْجُرُه شَجْراً (عَمَدَه بِعُودٍ) ، هاكذا فِي النُّسخ، والصّواب بعَمُودٍ، كَذَا فِي اللِّسَان، وكلُّ شيْءٍ عَمَدْتَه بعِمَادٍ فقد شَجَرْتَه.
(و) شَجَرَ (الشَّجَرَةَ) والنَّبَاتَ شَجْراً: (رَفَعَ مَا تَدَلَّى من أَغْصَانِها) . وَفِي التَّهْذِيب: وإِذا نَزَلَتْ أَغصانُ شَجَرٍ أَو ثَوْب فرفَعْتَه وأَجْفَيْتَه قلْتَ: شَجَرْته، فَهُوَ مَشْجُورٌ.
(و) شَجَرَه (بالرُّمْحِ: طَعَنَه) حَتَّى اشْتَبَكَ فِيهِ.
وتَشَاجَرُوا بالرِّمَاح: تَطاعَنُوا، وَكَذَا اشْتَجَرُوا برماحِهِم.
(و) شَجَرَ (الشَّيْءَ: طَرَحَه على المِشْجَرِ) ، وَهُوَ المِشْجَبُ، وسيأْتِي قَرِيبا فِي المَادّة.
(وشَجِرَ، كفَرِحَ: كَثُرَ جَمْعُه) هاكذا أَورده الصاغانيّ فِي التكملة، وَكَانَ الأَصْمَعيّ يَقُول: كُلُّ شَيْءٍ اجْتَمَعَ ثُمّ فَرَّقَ بينَه شيْءٌ فانْفَرَقَ فَهُوَ شَجَرٌ.
(والشَّجْرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (الأَمْرُ المُخْتَلِفُ) ، وَقد شَجَرَ الأَمْرُ بَينهم، وَقد تَقَدَّم.
(و) الشَّجْرُ: (مَا بَيْنَ الكَرَّيْنِ مِنَ الرَّحْلِ) ، أَي رَحْلِ البَعيرِ، وَهُوَ الَّذِي يَلْتَهِمُ ظَهْرَه، والكَرُّ مَا ضَمَّ الظَّلِفَتَيْنِ، كَمَا سيأْتِي، وَيُقَال لما بَين الكَرَّيْنِ أَيضاً: الشَّرْخُ والشَّخْرُ، بالخاءِ الْمُعْجَمَة، كَمَا سيأْتي.
(و) الشَّجْرُ: (الذَّقَنُ) ، عزاهُ الصّاغانيّ إِلى الأَصْمَعِيّ.
(و) قيل: الشَّجْرُ: (مَخْرَجُ الفَمِ) ومَفْتَحُه، هاكذا بالخاءِ الْمُعْجَمَة والرّاءِ من خرج، فِي النّسخ، وَالصَّوَاب مَفْرَجُ الفمِ، بالفاءِ.
(أَو) شَجْرُ الفَمِ (مُؤَخَّرُه، أَو) هُوَ (الصّامِغُ، أَو) هُوَ (مَا انْفَتَحَ من مُنْطَبِق الفَمِ، أَو) هُوَ (مُلْتَقَى اللِّهْزِمَتَيْنِ، أَو) هُوَ (مَا بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ) الأَخِيرُ عَن أَبي عَمْرٍ و. وَقيل: هُوَ مُجْتَمَع اللَّحْيَيْنِ تحتَ العَنْفَقَة، وَبِه فُسِّر حديثُ بعضِ التّابِعِين (تَفَقَّدْ فِي طَهَارَتِك كَذَا وَكَذَا، والشَّاكِلَ والشَّجْرَ) وَكَذَا حديثُ عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا فِي إِحْدَى الرِّواياتِ: (قُبِضَ رسولُ الله بَين شَجْرِي ونَحْرِي) .
وشَجْرُ الفَرَسِ: مَا بَين أَعَالِي لَحْيَيْهِ من مُعْظَمِها.
(ج: أَشْجَارٌ، وشُجُورٌ) ، بالضَّمّ، (وشِجَارٌ) ، بِالْكَسْرِ.
(و) الضّادُ من (الحُرُوف الشَّجْرِيَّة) ويَجْمَعُها قَوْلك (شضج) ، الشين وَالضَّاد وَالْجِيم.
(واشْتَجَرَ) الرّجلُ: (وضَعَ يَدَهُ تحتَ ذَقَنِه، وأَتَّكَأَ على المِرْفَقِ) وَلم يَضَعْ جَنْبَه على الفَرْش، وَقيل: وَضعَ يَدَه على حَنَكِه، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللَّيْلَ مُشْتَجِراً
كَأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصّابُ مَذْبُوحُ
وَقيل: باتَ مُشْتَجِراً، إِذا اعْتَمَدَ بشَجْرِه على كَفِّه.
(والمِشْجَرُ، كمِنْبَرٍ، و) الشِّجَارُ، مثل: (كِتَابٍ، ويُفْتَحان) وَقد أَنكر شيخُنَا الفتحَ فِي الأَوّل، وادَّعَى أَنّه غيرُ مَعْرُوف وَلَا سَلف لَهُ فِي ذالك، مَعَ أَنه مُصَرَّحٌ بِهِ فِي اللِّسَان، بل وَغَيره من الأُمَّهَاتِ: (عُودُ الهَوْدَجِ) ، الواحدةُ مَشْجَرَةٌ وشِجَارَةٌ.
وَفِي الْمُحكم: المَشْجَرُ: أَعوادٌ تُرْبَط كالمِشْجَب يوضع عَلَيْهَا المَتَاع، والجمعُ المَشَاجِرُ، سُمِّيَتْ لتَشابُكِ عِيدَانِ الهَوْدَجِ بعضِها فِي بعض.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الشِّجَارُ: خَشَبُ الهَوْدَجِ، فإِذا غُشِّي غِشَاءَه صَار هَوْدَجاً. (أَو مَرْكَبٌ) من مَرَاكِب النِّسَاءِ (أَصْغَرُ مِنْهُ مَكْشُوف) الرَّأْسِ، قَالَه أَبو عَمرو، وَمِنْه قولُ لَبِيدٍ:
وأَرْبَدُ فارِسُ الهَيْجا إِذَا مَا
تَقَعَّرَتِ المَشَاجِرُ بالفِئامِ
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: ويَكْفِي واحِداً حَسْبُ، وَبِه فُسِّر حديثُ حُنَيْن: (ودُرَيْد بن الصِّمَّة يَوْمَئِذٍ فِي شِجَارٍ لَهُ) .
(و) الشِّجَارُ (ككِتَابٍ: خَشَبَةٌ يُضَبَّبُ بهَا السَّرِيرُ) من تَحْت، (وَهُوَ بالفارسيّة مترس) ، هاكذا بِفَتْح الْمِيم والمثناة وَسُكُون الراءِ، وبخطّ الأَزْهَرِيّ بِفَتْح الْمِيم وتَشديد المُثَنّاة وَقَالَ: هِيَ الخَشَبَة الَّتِي تُوضَع خلْفَ الْبَاب.
(و) الشِّجَارُ: (خَشَبُ البِئرِ) قَالَ الرّاجِزُ:
لتَرْوَيَنْ أَو لَتَبِيدَنَّ الشُّجُرْ
جمع شِجَار، ككِتَاب وكُتُب، هاكذا أَنشده الجوهريّ فِي الصِّحَاح.
قَالَ الصاغانيّ: والروايةُ: (السُّجُل) بِالسِّين الْمُهْملَة واللاّم، وَالرجز لاَمِيٌّ، وبعدَه:
أَو لأَرُوحَنْ أُصُلاً لَا أَشْتَمِلْ
والرجزُ لأَبِي محمّد الفَقْعَسِيّ.
(و) الشِّجَارُ: (سِمَةٌ للإِبِلِ) .
(و) الشِّجَارُ: (عُودٌ يُجْعَلُ فِي فَمِ الجَدْيِ؛ لِئَلاّ يرْضَعَ) أُمّه، كَذَا فِي التَّكْمِلَة.
(و) شَجَار، كسَحَابٍ: (ع) بَين الأَهْوَازِ ومَرْجِ القَلْعَة، وَهُوَ الَّذِي كَانَ النُّعْمَانُ بنُ مُقَرِّنٍ أَمَرَ مُجَاشِعَ بنَ مَسْعُودٍ أَن يُقِيمَ بِهِ فِي غَزْوَة نَهَاوَنْدَ وَيُقَال لَهُ شَجَرٌ أَيضاً. (وعُلاثَةُ بنُ شَجّارٍ، ككَتّانٍ: صَحابِيّ) من بني سَلِيطٍ، أَخرجه ابنُ عبدِ البَرِّ وابنُ مَنْدَه، رَوَى عَنهُ الحَسَن، وروَى عَنهُ خارِجَةُ بنُ الصَّلْتِ، وَهُوَ عَمُّ خارِجَة، (ووَهِمَ الذَّهَبِيُّ فِي تَخْفِيفِه) وتَبِعَه الحافظُ فِي التَّبْصِير فذَكَره بِالتَّخْفِيفِ، وضُبط فِي التكملة: شِجَار، ككِتَابٍ، هاكذا، وَعَلِيهِ علامةُ الصِّحَّة.
(وأَبو شَجَّارٍ) ، ككَتّانٍ: (عَبْدُ الحَكَمِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بن شَجَّار) الرَّقِّيّ: (مُحَدِّثٌ) ، عَن أَبي الْمليح الرَّقِّيّ، وَغَيره.
(والشَّجِيرُ، كأَمِيرٍ: السَّيْفُ) .
(و) الشَّجِيرُ والشَّطِيرُ: (الغَرِيبُ مِنّا) . وَمن سجعات الأَساس: مَا رَأَيْتُ شَجِيرَيْنِ إِلاَّ شَجِيرَيْن. الشَّجِيرُ الأَوّلُ بمعنَى الغَرِيب، والثّاني بِمَعْنى الصَّدِيق، وسيأْتي.
(و) الشَّجِيرُ (من الإِبِلِ) : الغَرِيبُ.
(و) الشَّجِيرُ: (القِدْحُ) يكونُ (بينَ قِدَاحٍ) غَرِيباً (لَيْسَ من شَجَرِهَا) ، وَيُقَال: هُوَ المُسْتَعَار الَّذِي يُتَيَمَّنُ بفَوزه، والشَّرِيجُ: قِدْحُه الَّذِي هُوَ لَهُ، قَالَ المُنخَّل:
وإِذا الرِّياحُ تَكَمَّشَتْ
بجَوَانِبِ البَيْتِ القَصِيرِ
أَلْفَيْتنِي هَشَّ اليَدَيْ
نِ بَمَرْيِ قِدْحِي أَو شَجِيرِي
(و) فِي المُحْكَم: الشَّجِيرُ: (الصّاحِبُ) ، وَجمعه شُجَرَاءُ.
وَقَالَ كُرَاع: الشَّجِيرُ هُوَ (الرَّدِيءُ) .
(والاشْتِجَارُ: تَجَافَى النَّوْمِ عَن صاحِبِه) أَنشدَ الصَّاغانيّ لأَبي وَجْزَةَ:
طافَ الخَيالُ بِنَا وَهْناً فأَرَّقَنا
مِنْ آلِ سُعْدَى فَبَاتَ النَّوْمُ مُشْتَجِرَا
(و) الاشْتِجارُ: التَّقَدُّمُ و (النَّجَاءُ) ، قَالَ عُوَيْفٌ الهُذَلِيّ، وَفِي التكملة: عُوَيْجٌ النَّبْهَانِيّ:
فعَمْداً تَعَدَّيْنَاكَ واشْتَجَرَتْ بِنا
طِوَالُ الهَوَادِي مُطْبَعَاتٌ من الوِقْرِ
(كالانْشِجارِ فيهِما) . ويروَى فِي بَيت الهُذَلِيّ: (انْشَجَرَتْ) وهاكذا أَنشده صَاحب اللِّسَان، والأَوّل رِوَايَة الصاغانيّ.
(ودِيباجٌ مُشَجَّرٌ) ، كمُعَظَّمٍ: (مُنَقَّشٌ بهَيْئَةِ الشَّجَرِ) . وَلَا يَخفَى أَنه لَو ذُكِرَ فِي أَوّل المادّة عِنْد ضَبطه المُشَجَّر كَانَ أَوفقَ لما هُوَ مُتَصَدَ فِيهِ، مَعَ أَنّ قولَه آنِفاً: (مَا كانَ على صَنْعَةِ الشَّجَرِ) شامِل للدِّيباجِ وَغَيره، فتأَمَّل.
(والشَّجْرَة) ، بِفَتْح فَسُكُون: (النُّقْطَةُ الصَّغِيرَةُ فِي ذَقَنِ الغُلامِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) من المَجَاز: يُقَال: (مَا أَحْسَنَ شَجْرَةَ ضَرْعِ النَّاقَةِ، أَي قَدْرَهُ وهَيْئَتَه) ، كَذَا فِي التكملة، وَفِي الأَساس: شَكْلَه وهَيْئَتَه، زَاد الصّاغانيّ (أَو عُرُوقَه وجِلْدَه ولَحْمَه) .
(وتَشْجِيرُ النَّخْلِ: تَشْخِيرُه) ، بالشين والخاءِ المعجمتين، وَهُوَ أَن تُوضَع العُذُوقُ على الجَرِيدِ، وذالك إِذا كَثُرَ حَمْلُ النَّخْلَةِ، وعَظُمَت الكَبَائِسَ، وخِيفَ على الجُمّارة، أَو على العُرْجُونِ. وسيأْتي.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الشَّجْرُ: الرَّفْعُ، وكل مَا سُمِكَ ورُفِعَ فقد شُحِرَ.
وَفِي الحَدِيث: (الشَّجَرَةُ والصَّخْرَة من الجَنَّةِ) قيل: أَراد بالشَّجَرَةِ: الكَرْمَةَ، وَقيل: هِيَ الَّتِي بُويِعَ تَحْتَها سيِّدُنا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي شَجَرَةُ بَيعَةِ الرِّضْوَانِ؛ لأَن أَصحابَهَا اسْتَوْجَبُوا الجَنَّة، قيل: كَانَت سَمُرَةً.
والمُتَشَاجِرُ: المُتَدَاخِلُ، كالمُشْتَجِرِ. ورِمَاحٌ شَوَاجِرُ، ومُشْتَجِرَةٌ ومُتَشَاجِرَةٌ: مُتَدَاخِلَةٌ مُخْتَلِفَةٌ.
والشَّجْرُ والاشْتِجَار: التَّشْبِيكُ.
والشَّوَاجِرُ: المَوَانِعُ والشَّواغِلُ.
والشُّجُرُ، بضمَّتَيْنِ: مَرَاكِبُ دون الهَوَادِجِ، عَن أَبي عَمْرٍ و، وَهُوَ جَمْع شِجَار، ككِتَابٍ.
وَيُقَال: فُلانٌ من شَجَرةِ مبارَكَةٍ، أَي من أَصْل مُبَارَك، وَهُوَ مَجاز، وَقَوله تَعَالَى: {كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ} (إِبْرَاهِيم: 24) ، أَصَحُّ الأَقوالِ أَنّها النَّخْلَة.
ويَزيدُ بن شَجَرَةَ الرُّهَاوِيّ، من التَّابِعين.
ومَعْدِنُ الشَّجَرَتَيْنِ بالذُّهْلُول.
وعَمْرُو بن شُجَيْرَةَ العِجْلِيّ، ذكرَه المَرْزَبانيّ.
والشَّريف أَبو الشّجرِ أَبو بَكْرِ بنُ محمّدِ بنِ إِسماعيلَ بنِ أَبي بكْرٍ الحُسَيْنِيّ، من أَشهر شُيوخِ الْيمن، وَله ذُرِّيَّةٌ طَيِّبة بوادِي سُرْدُدٍ.
شجر
الشَّجَرُ من النّبات: ما له ساق، يقال: شَجَرَةٌ وشَجَرٌ، نحو: ثمرة وثمر. قال تعالى: إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح/ 18] ، وقال:
أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها [الواقعة/ 72] ، وقال: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ [الرحمن/ 6] ، لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ [الواقعة/ 52] ، إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ [الدخان/ 43] . وواد شَجِيرٌ: كثير الشّجر، وهذا الوادي أَشْجَرُ من ذلك، والشَّجَارُ الْمُشَاجَرَةُ، والتَّشَاجُرُ:
المنازعة. قال تعالى: حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ
[النساء/ 65] . وشَجَرَنِي عنه:
صرفني عنه بالشّجار، وفي الحديث: «فإن اشْتَجَرُوا فالسّلطان وليّ من لا وليّ له» .
والشِّجَارُ: خشب الهودج، والْمِشْجَرُ: ما يلقى عليه الثّوب، وشَجَرَهُ بالرّمح أي: طعنه بالرّمح، وذلك أن يطعنه به فيتركه فيه.
ش ج ر [شجر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ .
قال: فيما أشكل عليهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا وهو يقول:
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم ... هم بيننا فهم رضا وهم عدل 

نَوَأَ

(نَوَأَ)
(هـ) فِيهِ «ثلاثٌ مِنْ أمْرِ الجاهليَّة: الطَّعْن فِي الْأَنْسَابِ، والنِّياحةُ، والْأَنْوَاءُ» قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «النَّوْءِ وَالْأَنْوَاءِ» فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مُطِرْنا بنَوْءِ كَذَا» .
وَحَدِيثُ عُمَرَ «كَمْ بَقِيَ مِنْ نَوْءِ الثُّريَّا» وَالْأَنْوَاءُ: هِيَ ثَمَانٍ وَعِشْرُونَ مَنْزلةً، يَنْزِلُ القَمُر كلَّ لَيْلَةٍ فِي مَنْزِلَةٍ مِنْهَا. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ ويَسْقط فِي الغَرْب كلَّ ثلاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَنزلةً مَعَ طُلُوعِ الْفَجْرِ، وتطلُع أُخْرَى مُقابلَها ذَلِكَ الْوَقْتَ فِي الشَّرْقِ، فتَنْقضي جميعُها مَعَ انْقِضَاءِ السَّنة. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تزعُم أَنَّ مَعَ سُقوط المنزِلة وطلُوع رَقيبها يَكُونُ مَطر، ويَنسُبونه إِلَيْهَا، فَيَقُولُونَ:
مُطِرنا بنَوْء كَذَا.
وَإِنَّمَا سُمِّي نَوْءاً؛ لِأَنَّهُ إِذَا سَقط الساقِطُ مِنْهَا بِالْمَغْرِبِ نَاءَ الطَّالِعُ بالمَشْرِق، يَنُوءُ نَوْءاً: أَيْ نَهَض وطَلَع.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِالنَّوْءِ الغُروبَ، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَمْ نَسْمع فِي النَّوء أَنَّهُ السُّقوط إِلَّا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَإِنَّمَا غَلَّظ النبيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمْرِ الْأَنْوَاءِ لأنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَنْسُب الْمَطَرَ إِلَيْهَا. فَأَمَّا مَن جَعَل الْمَطَرَ مِنْ فِعْل اللَّه تَعَالَى، وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ: «مُطِرنا بِنَوْءِ كَذَا» أَيْ فِي وَقْتِ كَذَا، وَهُوَ هَذَا النَّوء الْفُلَانِيُّ، فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ: أَيْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أجْرَى الْعَادَةَ أَنْ يأتَيَ المطرُ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «أَنَّهُ قَالَ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي مُلِّكَت أَمْرَهَا فطَلَّقت زَوْجَها، فَقَالَتْ:
أنتَ طالقٌ، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنَّ اللَّهَ خَطَّأ نَوْءَها، ألاَ طلَّقت نَفْسَهَا؟» قِيلَ: هُوَ دُعاء عَلَيْهَا، كَمَا يُقال:
لَا سَقاه اللَّهُ الْغَيْثَ، وَأَرَادَ بالنَّوء الَّذِي يَجيء فِيهِ المَطرُ.
قَالَ الْحَرْبِيُّ: وَهَذَا لَا يُشْبه الدُّعَاءَ، إِنَّمَا هُوَ خَبَرٌ. وَالَّذِي يُشْبه أَنْ يَكُونَ دُعَاءً:
حديثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «خَطَّأ اللَّهُ نوءَها» وَالْمَعْنَى فِيهِمَا: لَوْ طَلَّقت نَفْسَها لوقَع الطَّلاق. فحيثُ طَلَّقتْ زوجَها لَمْ يقَع، فَكَانَتْ كَمن يُخْطِئُه النَّوءُ فَلَا يُمْطَر.
(س) وَفِي حَدِيثِ الَّذِي قَتَلَ تِسْعًا وَتِسْعِينَ نَفْسًا «فَنَاءَ بصَدْره» أَيْ نَهَض. ويَحْتَمِل أَنَّهُ بِمَعْنَى نَأَى: أَيْ بَعُد. يُقَالُ: نَاءَ وَــنَأَى بِمَعْنًى.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَزَالُ طائفةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى مَن نَاوَأَهُمْ» أَيْ ناهَضَهُم وَعَادَاهُمْ. يُقَالُ: نَاوَأْتُ الرَّجُلَ نِوَاءً ومُنَاوَأَةً، إِذَا عادَيتَه. وَأَصْلُهُ مِنْ نَاءَ إِلَيْكَ ونُؤْتَ إِلَيْهِ، إِذَا نَهَضْتُما.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الخيْل «ورجلٌ رَبطها فَخْرا ورِيَاءً ونِوَاءً لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ» أَيْ مُعاداةً لَهُمْ.

وحش

(وحش) : الوَحْشِيُّ: من أَسماءِ حِمار الوَحْشِ.
وحش
الوحش: خلاف الإنس، وتسمّى الحيوانات التي لا أنس لها بالإنس وحشا، وجمعه:
وُحُوش. قال تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [التكوير/ 5] ، والمكان الذي لا أنس فيه:
وَحْش، يقال: لقيته بوحش إصمت . أي:
ببلد قفر، وبات فلان وحشا: إذا لم يكن في جوفه طعام، وجمعه أوحاش، وأرض مُوحِشَة:
من الوحش، ويسمّى المنسوب إلى المكان الوَحِش وحشيّا، وعبّر بالوحشيّ عن الجانب الذي يضادّ الإنسيّ، والإنسيّ هو ما يقبل منهما على الإنسان، وعلى هذا وحشيّ القوس وإنسيّه.
و ح ش: (الْوَحْشُ) الْوُحُوشُ وَهِيَ حَيَوَانُ الْبَرِّ الْوَاحِدُ (وَحْشِيٌّ) يُقَالُ: حِمَارُ (وَحْشٍ) بِالْإِضَافَةِ وَحِمَارٌ (وَحْشِيٌّ) . وَأَرْضٌ (مَوْحُوشَةٌ) ذَاتُ (وُحُوشٍ) . (وَالْوَحْشَةُ) الْخَلْوَةُ وَالْهَمُّ وَقَدْ (أَوْحَشَهُ) اللَّهُ (فَاسْتَوْحَشَ) . (وَأَوْحَشَ) الْمَنْزِلُ أَقْفَرَ وَذَهَبَ عَنْهُ النَّاسُ. (وَوَحَّشَ) الرَّجُلُ (تَوْحِيشًا) إِذَا رَمَى بِثَوْبِهِ وَسِلَاحِهِ مَخَافَةَ أَنْ يُلْحَقَ وَفِي الْحَدِيثِ: «فَوَحَّشُوا بِرِمَاحِهِمْ» . 
و ح ش

أرض كثيرة الوحش والوحوش. وهذا حمار وحشٍ، وحمارٌ وحشيّ، ويقال إذا أقبل الليل: استأنس كلّ وحشيٍّ، واستوحش كلّ إنسيّ. وأرض موحوشة: ذات وحشٍ. واستوحشت منه، وأوحشني، وأوحش المكان وتوحّش، ومكان موحش ومتوحش ووحشٌ: خالٍ من الإنس. وتركوا الدّار وحشاً ووحشةً. وباتوا أوحاشاً: جوعاً. وأوحش الرّجل وتوحّش: جاع. وبات موحشاً ومتوحشاً ووحشاً. قال حميد:

وإن بات وحشاً ليلةً لم يضيق بها ... ذراعاً ولم يصبح لها وهو خاشع

وتوحّش للدّواء: تجوّع له. ووحّش المهزوم ثيابه وسلاحه تخفّفاً: رمى به بعيداً. ومال الرّجل لوحشيّه: لشقّه الأيسر.
وحش
الوَحْشُ: من دَوَابِّ البَرِّ ما لا يَسْتَأْنِسُ، والجَميعُ: الوُحُوْشُ، وحِمَارُ وَحْشٍ. والوُحْشَانُ: الوُحُوْشُ. والوَحِيْشُ: حَمَاعَةُ الوَحْشِ. وأَرْضٌ مَوْحُوْشَةٌ: ذاتُ وَحْشٍ. والوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ: شِقّا كلِّ شَيْءٍ. والوَحْشِيُّ: ما خالَفَه، ووَحْشِيُّ القَوْسِ أيضاً. ويُقال للجائع الخالي البَطْنِ: قد تَوَحَّشَ. وأوْحَشَ أيضاً. والمُحْتَمي لِشُرْبِ الدَّواءِ كذلك. ورَجُلٌ مُوْحِشٌ بَيِّنُ الإِبْحَاشِ: جائعٌ. وباتَ فلانٌ وَحْشاً، وجَمْعُه: أوْحاشٌ.
والوَحْشَةُ: ضِدُّ الأنَسَةِ، دارٌ مُوْحِشَةٌ، وطَلَلٌ مُوْحِشٌ، ومَنْزِلٌ وَحْشٌ. وبينهما وَحْشَاءُ - على فَعْلاء -: أي وَحْشَةٌ. وأوْحَشْتُ الأرْضَ: وَجَدْتَها وَحِشَةً. ووَحَّشَ الرَّجُلُ بسَيْفِه وبثَوْبِه: إذا رَمى به بَعِيْداً، وفي الحديث: " فَوَحَشُوا بِرِماحِهم " رَمَوْا بها.

وحش


وَحَشَ
a. [ يَحِشُ] (n. ac.
وَحْش) [Bi], Threw away (weapons).
وَحُشَ(n. ac. وَحَاْشَة
وُحُوْشَة)
a. Was abject.
b. see IV (a)
وَحَّشَa. see Ib. Wasted, ravaged, depopulated.
c. [ coll. ], Brutalized.

أَوْحَشَa. Was devastated.
b. Found waste.
c. Saddened; vexed.
d. Was destitute, starving.

تَوَحَّشَa. see IV (a)b. Became brutalized; grew wild.

إِسْتَوْحَشَa. Was sad; moped.
b. [La], Missed, regretted.
c. see IV (a)d. [Min], Feared.
وَحْشa. Waste, wild, desolate; wilderness, solitude.
b. (pl.
وُحُوْش وُحْشَاْن), Wild beast, brute.
c. (pl.
أَوْحَاْش), Famished.
d. see N. Ac.
V
وَحْشَةa. Solitude, loneliness.
b. Sadness, grief, melancholy, despondency;
regret.
c. Fear, fright.
d. see 1 (a)
& N. Ac.
تَوَحَّشَ
وَحْشِيّa. Wild, savage, fierce, ferocious; brutish.
b. Barbarous, outlandish, rare (word).
c. see 1 (b)d. Outside, exterior; back; right side, left side.

وَحْشِيَّةa. see N. Ac.
Vb. Fierce wind, gale.

وَحِيْشa. see 1 (b)
وَحْشَاْنُ
(pl.
وَحَاْشَى)
a. Sad, sorrowful, melancholy, despondent.

N. Ag.
تَوَحَّشَa. see 1yi (a)
N. Ac.
تَوَحَّشَa. Wildness, savageness, brutishness, barbarity
barbarousness; ferocity, cruelty.

مَوْحُوْشَة
a. Inhabited by wild beasts (land).

مُسْتَوْحِشَة
a. Waste (land).
حِمَار وَحْشِيّ
a. Wild ass.
(وحش) - في حديث عبدِ الله - رضي الله عنه -: "أنه كان يَمْشى مَعَ رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في الأرضِ وَحْشاً"
: أي وحْدَه لَيس معَه غيرُه. وَأصْلُ الوحْشَةِ: الفَرق من الخَلْوَة.
قال ابنُ الأعْرَاِبى: وَحّشَ بثَوبه؛ إذَا خافَ أن يُلحَقَ، فخفَّف عن دابّتِه.
- وسُئل سعيدُ بن المسيّب: "عن المرأة يَهْلِكُ زَوْجُها، وهي في وَحْشٍ مِن الأَرضِ"
: أي خَلَاءٍ، يُقال: لَقِيتُهُ بوَحْشِ إصْمِتَ: أي ببَلَدٍ قَفْرٍ.
- في حديث النَّجاشىِّ: "فنَفَخَ في إحْليلِ عُمَارَة فاسْتَوْحش"
وفي روَاية: "فطار مَعَ الوحْش"
: أي سُحِرَ به حَتَّى جُنَّ، فصارَ يَعْدُو مع الوَحْشِ في البَريَّةِ حتى ماتَ.
وقَدْ تَوحَّشَ وأَوْحشَ ووَحِشَ: جاعَ، فهو وحْشٌ ووَحِشٌ، وأنشد:
وَإن بَاتَ وَحْشاً ليلةً لم يضِقْ بهَا
ذِراعاً وَلم يُصْبِح لَها وهْوَ خاشِعُ  والوَحْشِىّ مِن الدّابّةِ: الجَانِبُ الذي لا يُرْكَب منه ولا يُحْلَب، وقد اختُلِف فيه. وَأوحَشْتُ الأَرْضَ: وجَدْتُها وَحْشَةً. وشىَء وحِشٌ: يُسْتَوحَش منه لقُبحِه.
[وحش] نه: فيه: بين الأوس والخزرج قتال فنادى صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته" "فوحشوا" بأسلحتهم واعتنق بعضهم بعضا، أي رموها. ومنه: لقي الخوارج "فوحشوا" برماحهم واستلوا السيوف. ن: فوحشوا برماحهم، أي رموا بها عن بعد. تو: هو بتشديد حاء مفتوحة. نه: وح: كان له صلى الله عليه وسلم خاتم من ذهب "فوحش" به بين ظهراني أصحابه فوحش الناس بخواتيمهم. وح: أتاه سائل فأعطاه تمرة "فوحش" بها. وفيه: لقد بتنا "وحشين" ما لنا طعام، من رجل وحش - بالسكون - من قوم أوحاش - إذا كان جائعًا لا طعام له، وأوحش - إذا جاع، توحش الدواء - إذا احتمى له، وفي الترمذي: لقد بتنا ليلتنا هذه وحشي، كأنه أراد جماعة وحشي. وفيه: لا تحقرن شيئًا من المعروف ولو أن تؤنس "الوحشان"، أي المغتم، وقوم وحاشي، وهو فعلان من الوحشة: ضد الأنس، والوحشة: الخلوة والغم، وأوحش المكان - إذا صار وحشًا، توحش مثله، وأوحشت الرجل فاستوحش. وفيه: كان يمشي معه صلى الله عليه وسلم "وحشا"، أي وحده ليس معه غيره. وح فاطمة: كانت في مكان "وحش" فخيف على ناحيتها، أي خلاء لا ساكن به. وح المدينة: فيجدانه "وحشا". ن: أي ذات "وحوش" وقيل: معناه أن غنمها تصير وحوشًا بالانقلاب، أو بأن ينفر من أصواتها وتتوحش، وأنكر القاضي الثاني واختار أن ضمير يجدانها للمدينة لا للغنم. نه: وفي النجاشي: فنفخ في إحليل عمارة "فاستوحش"، أي سحر حتى جن فصار يعدو مع الوحش في البرية حتى مات؛ وروي: فطار مع الوحش.
[وحش] الوَحْشُ: الوُحوشُ، وهي حيوان البَرِّ، الواحدُ وَحْشِيٌّ. يقال حمارُ وَحْشٍ بالإضافة، وحمارٌ وَحْشِيٌّ. وأرضٌ موحوشة: ذات وحوش، عن الفراء. والوحشي: الجانب الايمن من كل شئ. هذا. قول أبى زيد وأبى عمرو. وقال عنترة: وكأنما تــنأى بجانب دفها ال‍ * وحشى من هزج العشى مؤوم * وإنما تــنأى بالجانب الوحشى لان سوط الراكب في يده اليمنى. وقال الراعي: فَمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها * وقد ريعَ جانِبُها الأيسرَ * ويقال: ليس من شئ يفزع إلا مال على جانبه الأيمن، لأن الدابَّة لا تُؤتى من جانبها الأيمن، وإنَّما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر، فإنَّما خوفُها منه، والخائفُ إنَّما يفرّ من موضع المخافة إلى موضع الأمن. وكان الأصمعي يقول: الوَحْشِيُّ الجانب الايسر من كل شئ. ووَحْشِيُّ القوسِ: ظهرُها. وإنْسِيُّها: ما أقبلَ عليك منها. وكذلك وَحْشِيُّ اليد والرجل وإنسيهما. والوحشة: الخلوة والهمُّ. وقد أوْحَشْتُ الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. وأرضٌ وَحْشَةٌ وبلدٌ وَحْشٌ بالتسكين، أي قفر. يقال " لقيته بوحش إصمت " أي أي ببلد قفر. وتوحشت الارض: صارت وَحْشَةً. وأوْحَشْتُ الأرضَ: وجدتها وَحْشَةً. وأنشد الاصمعي لعباس بن مرداس: لاسماء رسم أصبح اليوم دارسا * وأوحش منها رحرحان فراكسا * وأوْحَشَ المنزل أيضاً: صار كذلك وذهب عنه الناس. قال الشاعر: لمية موحشا طلل * يلوح كأنه خلل * وأوحش الرجل: جاعَ. وتَوَحَّشَ الرجلُ، أي خلا بطنُه من الجوع. يقال: تَوَحَّشْ للدواء، أي أخل جوفك له من الطعام. وبات فلانٌ وَحْشاً، أي جائعاً. وبتنا أوْحاشاً. وقد أوْحَشْنا منذ ليلتان، أي نفد زادنا. وقال حميد يصف ذئبا وإنْ بات وَحْشاً ليلةً لم يضق بها * ذِراعاً ولم يصبح بها وهو خاشِعُ * ووَحَّشَ الرجلُ، إذا رمى بثوبه وسلاحه مخافةَ أن يُلحَقَ. وفي الحديث: " فوَحَّشوا برماحهم ". وقال الشاعر :

فذَروا السِلاحَ ووَحَّشوا بالابرق *
و ح ش : الْوَحْشُ مَا لَا يُسْتَأْنَسُ مِنْ دَوَابِّ الْبَرِّ وَجَمْعُهُ وُحُوشٌ وَكُلُّ شَيْءٍ يَسْتَوْحِشُ عَنْ النَّاسِ فَهُوَ وَحْشٌ وَوَحْشِيٌّ كَأَنَّ الْيَاءَ لِلتَّوْكِيدِ كَمَا فِي قَوْلِهِ 
وَالدَّهْرُ بِالْإِنْسَانِ دَوَّارِيُّ
أَيْ كَثِيرُ الدَّوَرَانِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ الْوَحْشُ جَمْعُ وَحْشِيٍّ وَمِنْهُ.

الْوَحْشَةُ بَيْنَ النَّاسِ وَهِيَ الِانْقِطَاعُ وَبُعْدُ الْقُلُوبِ عَنْ الْمَوَدَّاتِ وَيُقَالُ إذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَسَ كُلُّ وَحْشِيٍّ وَاسْتَوْحَشَ كُلُّ إنْسِيٍّ وَأَوْحَشَ الْمَكَانُ وَتَوَحَّشَ خَلَا مِنْ الْإِنْسِ وَحِمَارٌ وَحْشِيٌّ بِالْوَصْفِ وَبِالْإِضَافَةِ.

وَالْوَحْشِيُّ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ قَالَ الشَّاعِرُ
فَمَالَتْ عَلَى شِقِّ وَحْشِيِّهَا ... وَقَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الْأَيْسَرُ
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ أَئِمَّةُ الْعَرَبِيَّةِ الْوَحْشِيُّ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ غَيْرِ الْإِنْسَانِ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ هُوَ الَّذِي لَا يَرْكَبُ مِنْهُ الرَّاكِبُ وَلَا يَحْلُبُ مِنْهُ الْحَالِبُ وَالْإِنْسِيُّ الْجَانِبُ الْآخَرُ وَهُوَ الْأَيْسَرُ وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ الْوَحْشِيَّ هُوَ الَّذِي يَأْتِي مِنْهُ الرَّاكِبُ وَيَحْلُبُ مِنْهُ الْحَالِبُ لِأَنَّ الدَّابَّةَ تَسْتَوْحِشُ عِنْدَهُ فَتَفِرُّ مِنْهُ إلَى الْجَانِبِ الْأَيْمَنِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ عِنْدِي قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَيُقَالُ مَا مِنْ شَيْءٍ يَفْزَعُ إلَّا مَالَ إلَى جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ لِأَنَّ الدَّابَّةَ إنَّمَا تُؤْتَى لِلرُّكُوبِ وَالْحَلْبِ مِنْ الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ فَتَخَافُ عِنْدَهُ فَتَفِرُّ مِنْ مَوْضِعِ الْمَخَافَةِ وَهُوَ الْجَانِبُ الْأَيْسَرُ إلَى مَوْضِعِ الْأَمْنِ وَهُوَ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ فَلِهَذَا قِيلَ الْوَحْشِيُّ الْجَانِبُ الْأَيْمَنُ وَوَحْشِيُّ الْيَدِ وَالْقَدَمِ مَا لَمْ يُقْبِلْ عَلَى صَاحِبِهِ وَالْإِنْسِيُّ مَا أَقْبَلَ.

وَوَحْشِيُّ الْقَوْسِ ظَهْرُهَا وَإِنْسِيُّهَا مَا أَقْبَلَ عَلَيْكَ مِنْهَا. 
(وح ش)

الوحْشُ: كل شَيْء من دَوَاب الْبر مِمَّا لَا يسْتَأْنس. مؤنث، وَالْجمع وحُوشٌ لَا يكسر على غير ذَلِك، حمَار وحْشِيٌّ وثور وحشِيّ، كِلَاهُمَا مَنْسُوب إِلَى الوحْشِ.

وكل شَيْء لَا يسْتَأْنس بِالنَّاسِ وحْشِيٌّ.

وَأَرْض مَوْحوشَةٌ: كَثِيرَة الوحْشِ. واستَوحَشَ مِنْهُ، وَلم يأنس بِهِ فَكَانَ كالوحشِيّ. وَقَول أبي كَبِير:

وَلَقَد غَدوتُ وصاحبِي وحشِيَّةٌ ... تحتَ الرداءِ بصيرةٌ بالمُشْرفِ

قيل: عَنى بِوَحشِيَّةٍ ريحًا تدخل تَحت ثِيَابه، وَقَوله: بَصِيرَة بالمشرف، أَي من اشرف لَهَا أَصَابَته.

وَمَكَان وحْشٌ: خَال. وَأَرْض وَحْشةٌ.

وأوحَشَ الْمَكَان من أَهله وتَوحَّشَ، خلا. وأوحَشَ الْمَكَان، وجده وحْشاً خَالِيا.

ولقيته بِوَحْشٍ إصمت، أَي بقفر خَال لَا أحد بِهِ. وَحكى الَّلحيانيّ: تركته بوحْشِ إصمت، إصمتة، وَمَعْنَاهُ كمعنى الأول.

وَتركته بوحشِ الْمَتْن، عَنهُ أَيْضا، أَي بِحَيْثُ لَا يقدر عَلَيْهِ، ثمَّ فسر الْمَتْن فَقَالَ: وَهُوَ الْمَتْن من الأَرْض. وَكله من الْخَلَاء. وبلاد حِشونَ: قفرة خَالِيَة.

وَبَات وَحْشاً ووَحِشاً: لم يَأْكُل شَيْئا فَخَلا جَوْفه. وَالْجمع أوحاشٌ.

والوحشُ والموحِشُ: الجائع من النَّاس وَغَيرهم لخلوه من الطَّعَام. وتوحَّش جَوْفه، خلا من الطَّعَام.

والتوَحُّشُ للدواء: الْخُلُو لَهُ.

ووَحْشِيُّ كل شَيْء: شقَّه الْأَيْسَر، وإنسيه شقَّه الْأَيْمن. وَقد قيل بِخِلَاف ذَلِك. وَقَالَ بَعضهم: إنسي الْقدَم مَا أقبل مِنْهَا على الْقدَم الْأُخْرَى، ووحشيُّها مَا خَالف إنسيها.

ووحشِيُّ الْقوس الأعجمية ظهرهَا، وإنسيها بَطنهَا الْمقبل عَلَيْك، وَقيل: وحشيُّها الْجَانِب الَّذِي لَا يَقع عَلَيْهِ السهْم، وإنسيها الْجَانِب الَّذِي يَقع عَلَيْهِ السهْم، لم يخص بذلك أَعْجَمِيَّة من غَيرهَا.

ووحشِيُّ كل دَابَّة: شقَّه الْأَيْمن، وإنسيه شقَّه الْأَيْسَر، وَقيل: الوحشيُّ من الدَّابَّة مَا يركب مِنْهُ الرَّاكِب ويحتلب مِنْهُ الحالب، وَإِنَّمَا قَالُوا: فجال على وحشيِّه، انصاع جَانِبه الوحشي، لِأَنَّهُ لَا يُؤْتى فِي الرّكُوب والحلب والمعالجة وكل شَيْء إِلَّا مِنْهُ، فَإِنَّمَا خَوفه مِنْهُ، والإنسي الْجَانِب الآخر. وَقيل: الوحشِيُّ الَّذِي لَا يقدر على أَخذ الدَّابَّة إِذا أفلتت مِنْهُ، وَإِنَّمَا تُؤْخَذ من الْإِنْسِي وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي تركب مِنْهُ الدَّابَّة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْجَانِب الوَحِيشُ كالوحشِيّ، وَأنْشد:

بأقدامِنا عَن جارِنا أجنبيَّةٌ ... حَيَاء وللمُهدَي إِلَيْهِ طريقُ

لجارتِنا الشِّقُّ الوحيشُ وَلَا يَرَى ... لجارتِنا منَّا أخٌ وصدِيقُ

وتوحَّشَ الرجل: رمى بِثَوْبِهِ أَو بِمَا كَانَ. ووحش بِثَوْبِهِ وبسيفه وبرمحة، خَفِيف، رمى، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَالنَّاس يَقُولُونَ: وحَّش، مشدد. قَالَ مرّة: وحَشَ بثوبِه وبدِرعِه ووحَّشَ، مخفف ومثقل، خَافَ أَن يدْرك فَرمى بِهِ.

والوحْشيّ من التِّين: مَا نبت فِي الْجبَال وشواحط الأودية، وَيكون من كل لون: أسود وأحمر وأبيض، وَهُوَ أَصْغَر التِّين، وَإِذا أكل جنيا أحرق الْفَم، ويزبب، كل ذَلِك عَن أبي حنيفَة.

ووحشِيٌّ: اسْم رجل.

ووحشيَّةُ: اسْم امْرَأَة، قَالَ الوقاف أَو المرار الفقعسي:

إِذا تَركتْ وحشِيَّةُ النَّجْدَ لم يكُن ... لِعَينَيك مِمَّا تَشكوانِ طبيبُ 
وحش
وحِشَ لـ يوحَش، وَحْشَةً، فهو وَحِش، والمفعول مَوْحوش له
• وحِش للشَّخص/ وحِش للشَّيء: شعَر بوحشةٍ له "سافر فوَحِش لأهله". 

وُحِشَ يُوحَش، وَحْشةً، والمفعول موحوش
• وُحِشَ المكانُ: كثُرت فيه الحيوانات الوحشيَّة ° أَرْض موحوشة: أي ذات وحش أو كثيرة الوحش. 

أوحشَ يُوحش، إيحاشًا، فهو مُوحِش، والمفعول مُوحَش (للمتعدِّي)
• أوحش المكانُ: ذهب عنه النَّاس وكثُرَ وَحْشُه "أوحشت الدَّارُ بعد ارتحال أهلها عنها".
• أوحش المكانَ: وجده خاليًا.
• أوحش الشَّخصَ: جعله يحسُّ بالوحدة والوَحْشة "أوحشت أهلك وعشيرتك- أوحشني فراقُ الأصدقاء". 

استوحشَ/ استوحشَ لـ/ استوحشَ من يستوحش، استيحاشًا، فهو مُستوحِش، والمفعول مُستوحَش له
• استوحش الشَّخصُ: وجد الوحشة أو شعر بها، عكسه استأنس.
• استوحش المكانُ: ذهب النَّاسُ عنه فصار قفرًا.
• استوحش لفلان: أحسّ بالوحشة لفراقه "استوحش المسافرُ لأهله".
• استوحش من المكان: رَهبه وعافته نفْسُه، لم يأنس به "استوحش الطِّفلُ من الضيف الغريب". 

توحَّشَ يتوحَّش، توحُّشًا، فهو مُتوحِّش
• توحَّش الإنسيُّ: صار كالوحش طبعًا وتصرّفًا.
• توحَّش المكانُ: صار قفرًا خاليًا من النّاس "توحّشت دارُ طفولتنا في القرية". 

مُوحِش [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أوحشَ.
2 - قفرٌ لا أُنسَ فيه "صحراء مُوحِشة".
3 - مُخيف "زُقاقٌ مُوحِش". 

وَحْش [مفرد]: ج وحوش ووُحْشان: ما لا يُستأنسُ من دوابِّ البَرّ "وحوش ضارية- {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} " ° بات وَحْشًا: جائعًا- مشَى في الأرض وَحْشًا: وَحْدَه- مكان وَحْش: قَفْرٌ- هو من وَحْش النّاس: من أراذلهم.
• حمار الوَحْش: (حن) حيوان بريّ، من ذوات الحوافر وفصيلة الخيليّات، معروف بألوانه المخطّطة بالأبيض والأسود.
• بَقَر الوَحْش: (حن) المها؛ البقر البرِّيَّ غير الأهليَّ. 

وَحِش [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وحِشَ لـ. 

وَحْشَة [مفرد]: ج وَحَشات (لغير المصدر) ووَحْشات (لغير المصدر):
1 - مصدر وُحِشَ ووحِشَ لـ.
2 - أرض قفرٌ مستوحَشة.
3 - خَلْوَةٌ.
4 - انقطاع وبعدُ القلوب عن المودَّات "لك وَحْشَة" ° جرتِ بينهم الوحْشة: ابتعد الواحد، عن الآخر.
5 - خوف من الخَلْوَة.
6 - خوف وهمّ "سيطرت عليه الوَحْشَةُ". 

وَحْشِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وَحْش: "جريمة وحشيّة- مُجْرم/ هجوم/ حمارٌ وحشيّ- حيوان وحشيّ: برّيّ، غير مروَّض" ° عَمَلٌ وَحْشيّ: متَّسم بالقساوة- كلامٌ وَحْشيّ: ألفاظ غير مألوفة الاستعمال/ كلام لم يعد مستعملاً.
 2 - الجانب الأيمن من كل شيء.
3 - فوق مستوى الطَّاقة البشريّة.
• الوحشيّ: (شر) الجانب الخارجيُّ من كلّ عضو.
• الوَحْشيّ من النَّاس: العنيف، متحجِّر الفؤاد "مجرمٌ وحشيّ". 

وَحْشيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وَحْش: "القوّة الوحشيّة: الشبيهة بالقوّة الصادرة عن الوحش".
2 - مصدر صناعيّ من وَحْش: قساوة وعدم تحضُّر "عذّبه بكل وحشيَّة- حركة قمع وحشيّة" ° معاملة وحشيّة: قاسية جدًّا. 

وحش

1 وَحُشَ, aor. ـُ [inf. n., probably, وُحُوشَةٌ or وَحَاشَةٌ or both,] It (a place) abounded with wild animals. (IKtt.) [The meaning assigned to this verb in Freytag's Lex. belongs not to it, but to وَخُشَ.]

A2: وَحَشَ بِهِ, or بِهَا,] aor. ـِ (IAar, K,) inf. n. وَحْشٌ; (TK;) and بِهِ ↓ وحّش, (S, K,) or بِهَا, (S, A,) which latter form of the verb is disapproved by IAar, but both are correct; (TA;) and ↓ توحّش [app. used alone, the objective complement being understood]; (TA;) He threw it, or them, away, (S, K,) or to a distance, (A,) namely, his garment, (S, K,) or his garments, (A,) and his sword, (TA,) and his spear, (S, TA,) and his weapon, or weapons, (S, A,) or anything, (TA,) to lighten himself, (A,) or his beast of carriage, (TA,) in fear of his being overtaken: (S, K:) [or in any case; for] it is said in a trad. of El-Ows and ElKhazraj, فَوَحَشُوا بِأَسْلِحَتِهِمْ واعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا [Then they threw away their weapons, and embraced one another]. (TA.) 2 وَحَّشَ see 1.4 اوحش It (a place, A, Msb, or a place of alighting or abode, S, K) was, or became, desolate, deserted, or destitute of human beings; (S, A, Msb, K,) the people having gone from it; (S, K;) as also ↓ توحّش. (A, Msb, K.) And [in like manner you say of a land,] الأَرْضُ ↓ توحّشت, [and ↓ استوحشت, (see أَرْضٌ وَحْشَةٌ, voce وَحْشٌ,)] The land was, or became وَحْشَة (S, TA) [i. e. desolate, deserted, &c.] b2: He (a man) was, or became, hungry; (S, A, K, TA;) not having eaten anything, so that his inside was empty; (TA;) as also ↓ توحّش: (A:) or the latter signifies his belly became empty by reason of hunger. (S, K.) Also the former, His provisions became spent, or exhausted. (S, K.) You say, قَدْ أَوْحَشْنَا مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ Our provisions have been spent for two nights. (S.) You say also, ↓ توحّش لِلدَّوَآءِ (S, A, K *) He made himself hungry; (A;) or made his inside, (S,) or his stomach, (K,) empty of food (S, K) and beverage; (K;) for the purpose of drinking medicine. (S, * A, * K.) A2: اوحش الأَرْضَ He found the land to be وَحْشَة (As, S, K) [i. e. desolate, deserted, or destitute of human beings b2: اوحش الرَّجُلَ (S, A) He made the man lonely, or solitary; and sad, sorrowful, or disquieted or troubled in mind; [by his absence, or withdrawal of himself; and afraid;] or he made him to feel, or experience, وَحْشَة [i. e. loneliness, or solitude, &c.]; (S;) contr. of آنَسَهُ, (S, K, in art. أنس,) inf. n. إِينَاسٌ. (S, in that art.) Hence the saying of the people of Mekkeh, [and of Egypt,] أَوْحَشْتَنَا [Thou hast made us lonely, &c., by thine absence]. (TA.) [See also an ex. from a poet, voce أُنْسٌ: and see its quasi-pass., 10.]5 توحّش He (a beast) became wild, or shy; syn. أَبَدَ, (S, A, K, &c., in art. أبد,) and تَأَبَّدَ. (A, L, in that art.) And He (a man) became unsocial, unsociable, unfamiliar, or shy; like a wild animal; syn. أَبِدَ, (S, K, ubi supra,) and تَأَبَّدَ: (A, K, ubi supra;) and ↓ استوحش signifies the same; (see this verb below;) or he became, or made himself, as though on a par with the wild animals; expl. by لَحِقَ بَالْوَحْشِ. (TA.) [See exs. of both voce أَنِسَ.] b2: See also 4, in five places. b3: And see 1.10 استوحش: see 5. b2: It is also quasi-pass. of أَوْحَشَ الرَّجُلَ, (S, TA,) and [thus] signifies He felt, or experienced, وَحْشَة [i. e. loneliness, or solitude, &c.; and sadness, grief, sorrow, or disquietude or trouble of mind, &c.; and fear, &c.]. (S, * K, TA.) And استوحش إِلَى الشَّىْءِ [He felt a want of the thing]. (K, voce عُرِىَ, q. v.) Yousay also استوحش مِنْهُ, (A, TA,) or عَنْهُ, (Msb,) [meaning He was afraid of, or feared, him, or it; agreeably with an explanation of the inf. n. in Har, p. 331: see also an instance below, voce وَحْشٌ: or] meaning he was shy of him; averse from him; unsocial, unsociable, or unfamiliar, with him; and like a wild animal. (TA.) b3: استوحشت الأَرْضُ: see 4.

A2: [He deemed a word, or sound, &c., strange, or uncouth.]

حِشَةٌ: pl. حِشُونَ: see وَحْشٌ.

وَحْشٌ, applied to a country, or region, (S, K,) and a place, (TA,) and a house (داَرٌ), (A,) and [its fem.] وَحْشَةٌ, applied to a land (أَرْضٌ), (S, TA,) to a house (دار); (A;) Desolate, deserted, or destitute of human beings or inhabitants; (S, K, TA;) as also ↓ مُوحِشٌ and ↓ مُتَوَحِّشٌ: (A:) and أَرْضٌ وَحْشَةٌ and ↓ مُسْتَوْحِشَةٌ signify the same. (K, TA.) You say also, بِلَادٌ حِشُونَ Countries, or regions, desolate, deserted, &c.; after the manner of سِنُونَ; and in the accus. and gen., حِشِينَ: pl., as Az says, of ↓ حِشَةٌ, originally وَحْشٌ, [So I read instead of وَحْشَة, which is evidently a mistranscription,] the و being wanting, as it is in زِنَةٌ and صِلَةٌ and عِدَةٌ. (TA.) You also say, لَقِيتُهُ بِوَحْشِ إِصْمِتَ, (S, K,) and إِصْمِتَةَ, (TA,) i. e., I found him, or met him, in a desolate, or deserted, country, or region. (S, K.) [See remarks on the last word in the former phrase in art. صمت.] And in like manner, تَرَكْتُهُ بِوَحْشِ المَتْنِ I left him in the desert part of the elevated plain, where one could not reach him. (L, TA. *) And [hence] حِمَارُ وَحْشٍ An ass of a desert; [i. e. a wild ass;] as also حِمَارٌ وَحْشِىٌّ. (S, K.) [And بَقَرُ الوَحْشِ The bull and cow, or bulls and cows, collectively, of the desert; i. e., the wild bull and cow, or bulls and cows.] b2: [Hence also] Animals (حَيَوَان [which is used as a sing. and a pl., but is here meant to be understood collectively, as appears from what follows,]) of the desert, (S, A, K, TA,) such as are not tame; (TA;) [i. e. wild animals;] of the fem. gender; (TA;) as also وُحُوشٌ (S) and ↓ وَحِيشٌ: (K:) these three words are all used in a collective sense: (ISh:) and ↓ وَحْشِىٌّ signifies a single one of such animals; (S, K;) like زَنْجِىٌّ in relation to زَنْجٌ, and رُومِىٌّ to رُومٌ: (TA:) or وَحْشٌ signifies such as is not tame, of beasts of the desert; and everything that is afraid of human beings (كُلُّ شَىْءٍ يَسْتَوْحِشُ عَنِ النَّاسِ); as also ↓ وَحْشِىٌّ, as though the ى were a corroborative, as in دوَّارِىٌّ: or, accord. to El-Fárábee, وَحْشٌ in the pl. [lexicologically, but not in the language of the grammarians] of ↓ وَحْشِىٌّ, like as رُومٌ is of رُومِىٌّ: (Msb:) or it is used as a sing., as well as collectively; for you say, هٰذَا وَحْشٌ ضَخْمٌ [this is a bulky wild animal], and هٰذِهِ شَاةٌ وَحْشٌ [this is a wild sheep or goat, &c.]: (ISh:) وُحُوشٌ is a pl. of وَحْشٌ, (Msb, K,) and so is وُحْشَانٌ, (Sgh, K,) and so is وَحِيشٌ, [lexicologically, but grammarians term it a quasi-pl. n.,] like as ضَئِينٌ is of ضَأْنٌ: (Sgh, TA:) or وُحُوشٌ is its only broken pl. (TA.) b3: [Hence also, Wild, or shy; applied to girls or women: see an ex. of the word in this sense voce تَوٌّ, where it has a redundant ن affixed to it.] b4: [Hence also] Lone; solitary; without company. You say. مَشَى فِى الأَرْضِ وَحْشًا He walked, or went, in the land alone, having no other with him. (TA.) b5: [Hence also] Hungry; (S, A, K;) as also ↓ مُوحِشٌ, (Az, A,) and ↓ مُتَوَحِّشٌ, (A,) and ↓ وَحِشٌ: (TA:) pl. of the first, أَوْحَاشٌ (S, A, K) [and وَحْشُونَ]. You say, بَاتَ فُلَانٌ وَحْشًا, (S, A, * K, *) and مُوحِشًا, and مُتَوَحِّشًا, (A,) Such a one passed the night hungry, (S, A, K,) not having eaten anything, so that his inside was empty. (TA.) And بِتْنَا وَحْشِينَ We passed the night without food. (TA.) [In another place in the TA, we find لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هٰذِهِ وَحْشِى, and so in the L; the last word being evidently a mistranscription, for وَحْشِينَ: and it is added, as though the speaker meant, جَمَاعَةَ وَحْشَى; doubtless a mistake for جَمَاعَةَ وَحْشٍ so that the saying seems to mean, We have passed this our night like a company of wild animals.]

وَحِشٌ: see وَحْشٌ, last signification.

وَحْشَةٌ Loneliness; solitude; lonesomeness; solitariness; desolateness; syn. خَلْوَةٌ: (S, K:) sadness; grief; sorrow; disquietude, or trouble, of mind: (S, K, TA:) or sadness, &c., arising from loneliness or solitude: (TA:) fear: (K, TA:) or fear, or fright, arising from loneliness or solitude: (TA:) a state of disunion between men, and remoteness of hearts from feelings of love or affection; from وَحْشٌ signifying “ a wild beast,” or “ wild beasts, of the desert: ” (Msb:) unsociableness; unfriendliness; unsocialness; unfamiliarity; shyness; wildness: [in all the above senses] contr. of أُنْسٌ. (T, S, A, K, in art. أنس.) [Hence, لَيْلَةُ الوَحْشَةِ The night of loneliness, &c.; the first night after burial: also called لَيْلَةُ الوَحْدَةِ, q. v.] You say, تَرَكْتُهُ فِى وَحْشَةٍ I left him in loneliness, or solitude. (TK.) And أَخَذَتْهُ الوَحْشَةُ Sadness, grief, sorrow, or disquietude or trouble of mind, or sadness, &c., arising from loneliness or solitude, laid hold upon him. (TA.) وَحْشِىٌّ [Of, or belonging to, or relating to, the desert: and hence, wild; untamed; undomesticated; uncivilized; unfamiliar: and often used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]: see وَحْشٌ, in three places: i. q. حُوشِىٌّ; (S, Msb, art. حوش;) contr. of أَهْلِىٌّ. (TA, in art. اهل.) b2: كَلَامٌ وَحْشِىٌّ (tropical:) i. q. حُوشِىٌّ, q. v. (S, A, art. حوش:) and in like manner, ↓ لَفْظَةٌ وَحْشِيَّةٌ (tropical:) i. q. حُوشِيَّةٌ. (Mz, 13th نوع.) b3: The right side of anything: (Az, AA, S, K, &c.:) or the left side (As, S, A, K,) of anything. (As, S.) [For more full explanations of this term, and its contr. إِنْسِىٌّ, in relation to a beast and to a man, see the latter term: of a beast, accord. to most authorities, it is The right, far or off, side. See an ex. in a verse cited voce دَفٌّ.] Of the arm or hand, and of the leg or foot, The back; إِنْسِىٌّ signifying the side that is towards the man: (S:) or of the foot, the former means [the outer side, or] the side that is the more remote from the other foot; the latter being the contr., or that which is towards the other foot. (TA.) Of a bow, (S, K,) or of a Persian bow, (TA,) The back; and إِنْسِىٌّ, the side that is towards thee: (S, K:) or of a bow, whether Persian or not is not said, the former means the side against which the arrow does not lie. (TA.) And ↓ الجَانِبُ الوَحِيشُ signifies the same as الوَحْشِىُّ. (IAar.) b4: A sort of fig, that grows in the mountains and in the remote parts of valleys, of every colour, black and red and white; it is the smallest of figs, [in the TA, smaller than the تبن,] and when eaten newly plucked it burns the mouth; but it is dried. (AHn, L.) b5: وَحْشِيَّةٌ [or رِيحٌ وَحْشِيَّةٌ] A wind that enters one's clothes, by reason of its vehemence. (K.) وَحْشَانُ, applied to a man, Sad; sorrowful: pl. وَحَاشَى. (K.) وَحِيشٌ: see وَحْشٌ, (of which it is a quasi-pl. n.,) in two places: b2: and see وَحْشِىٌّ.

مُوحِشٌ: see وَحْشٌ, first sentence, and near the end.

أَرْضٌ مَوْحُوشَةٌ A land having, (Fr, S, A,) or abounding with, (K,) wild animals, or animals of the desert. (Fr, S, A, K.) [See أَرْضٌ مَجْرُوَدةٌ, in art. جرد.] In [some of] the copies of the K, مُوحِشَةٌ, which is a mistake. (TA.) مُتَوَحِّشٌ: see وَحْشٌ, first sentence, and near the end: أَرْضٌ مُسْتَوْحِشَةٌ: see وَحْشٌ, first sentence.

وحش: الوَحْش: كلُّ شيء من جواب البَرّ مما لا يَسْتأْنس مُؤنث، وهو

وَحْشِيّ، والجمع وُحُوشٌ لا يُكسّر على غير ذلك؛ حمارٌ وحْشَيٌّ وثورٌ

وَحْشِيٌّ كلاهما منسوب إِلى الوَحْشِ. ويقال: حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة وحمارٌ

وحْشِيٌّ. ابن شميل: يقال للواحد من الوحْشِ هذا وحْشٌ ضَخْم وهذه شاةٌ

وَحْش، والجماعة هي الوَحْشُ والوُحُوش والوَحِيش؛ قال أَبو النجم:

أَمْسى يَبَاباً، والنَّعامُ نَعَمُهْ،

قَفْراً، وآجَالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ

وهذا مثل ضائِنِ وضَئينٍ. وكل شيء يسْتَوْحِشُ عن الناس، فهو وَحْشِيّ؛

وكل شيء لا يَسْتَأْنس بالناس وَحْشِيٌّ. قال بعضهم: إِذا أَقبل الليلُ

استأْنس كلُّ وَحْشِيٍّ واسْتَوْحَش كل إِنْسِيّ.

والوَحْشةُ: الفَرَقُ من الخَلْوة. يقال: أَخذَتْه وَحْشةٌ. وأَرض

مَوْحُوشةٌ: كثيرة الوَحْشِ. واسْتَوْحَشَ منه: لم يَأْنَسْ به فكان

كالوَحْشيّ؛ وقول أَبي كبير الهذلي:

ولقد عَدَوْتُ وصاحِبي وَحْشِيّةٌ،

تحتَ الرِّداء، بَصِيرةٌ بالمُشْرِف

(* قوله «ولقد عدوت» في شرح القاموس: ولقد غدوت بالغين المعجمة.)

قيل: عَنى بوَحْشِيّة رِيحاً تدخل تحت ثيابه، وقوله بَصِيرة بالمُشْرف

يعني الرِّيحَ أَي من أَشْرَفَ لها أَصابته، والرِّداءُ السَّيفُ. وفي

حديث النجاشي: فنَفَخَ في إِحْلِيل عُمارَةَ فاسْتَوْحَشَ أَي سُحِرَ حتى

جُنَّ فصار يَعْدُو مَع الوَحْشِ في البَرِّية حتى مات، وفي رواية: فطارَ

مع الوَحْشِ. ومكانٌ وَحْشٌ: خالٍ، وأَرض وَحْشةٌ، بالتسكين، أَي قَفْرٌ.

وأَوْحَشَ المكانُ من أَهله وتوَحّشَ: خَلا وذهبَ عنه الناسُ. ويقال

للمكان الذي ذهب عنه الناسُ: قد أَوْحَشَ، وطَلَلٌ مُوحِشٌ؛ وأَنشد:

لِسَلْمى مُوحِشاً طَلَلُ،

يَلُوح كأَنه خِلَلُ

وهذا البيت أَورده الجوهري فقال: لِمَيّةَ موحشاً؛ وقال ابن بري: البيت

لكُيَيّر، قال وصواب إِنشاده: لِعَزَّةَ موحشاً، وأَوْحَشَ المكانَ:

وجَدَه وحْشاً خالياً. وتوَحَّشَت الأَرضُ: صارت وحْشةً؛ وأَنشد الأَصمعي

لعبّاس بن مِرْداس:

لأَسْماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليومَ دارِسا،

وأَوْحَشَ منها رَحْرَحانَ فراكِسا

ويروى:

وأَقْفَر إِلاَّ رَحْرَحانَ فراكِسا

ورَحْرَحانُ وراكِس: موضعان. وفي الحديث: لا تَحْقِرَنَّ شيئاً من

المعروف ولو أَن تُؤْنِسَ الوَحْشانَ؛ الوَحْشانُ: المُغْتَمُّ. وقومٌ

وَحاشَى: وهو فَعْلانُ من الوَحْشة ضدّ الأُنْس. والوَحْشةُ: الخَلْوة والهَمُّ.

وأَوْحَشَ المكانُ إِذا صارَ وَحْشاً، وكذلك توحّشَ، وقد أَوْحَشْت

الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. وفي حديث عبد اللَّه: أَنه كان يَمْشِي مع رسول اللَّه،

صلى اللَّه عليه وسلم، في الأَرضِ وَحْشاً أَي وحْدَه ليس معه غيره. وفي

حديث فاطمة بنت قيس: أَنها كانت في مكانٍ وحْشٍ فخِيفَ على ناحِيتها أَي

خَلاءٍ لا ساكنَ به. وفي حديث المدينة: فيَجدانه وَحْشاً. وفي حديث ابن

المسيب وسئل عن المرأَة: هي في وَحْشٍ من الأَرض. ولَقِيَه بوَحْشِ

إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ، ومعناه كمعنى الأَول، أَي ببلد قَفْر. وتركته بوَحْشِ

المَتْنِ أَي بحيث لا يُقْدر عليه، ثم فسّر المَتْنَ فقال: وهو المتنُ من

الأَرض وكلُّه من الخَلاء.

وبلادٌ حِشُون: قَفْرةٌ خالية؛ وأَنشد:

منازلُها حِشُونا

على قياس سِنُونَ وفي موضع النصب والجرّ حِشِينَ مثل سِنِينَ؛ وأَنشد:

فأَمْسَتْ بَعْدَ ساكِنها حِشِينَا

قال أَبو منصور: حِشُون جمعُ حِشَةٍ وهو من الأَسماء الناقصة، وأَصلُها

وِحْشةٌ فنُقِصَ منها الواوُ كما نَقَصُوها من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَة، ثم

جَمَعُوها على حِشِينَ كما قالوا عِزِينَ وعِضِينَ من الأَسماء الناقصة.

وباتَ وَحْشاً ووَحِشاً أَي جائعاً لم يأْكل شيئاً فخلا جَوفُه، والجمع

أَوْحاشٌ. والوَحْشُ والمُوحِشُ: الجائعُ من الناس وغيرهم لخُلُوِّهِ من

الطعام. وتوَحَّشَ جوفُه: خَلا من الطعام. ويقال: تَوَحَّشْ للدَّواء أَي

أَخْل جوفَك له من الطعام. وتوَحَّشَ فلان للدَّواء إِذا أَخلى

مَعِدَتَه ليكون أَسْهَلَ لخروج الفُضول من عُروقه. والتوَحُّشُ للدواء.

الخُلُوُّ له. ويقال للجائع الخالي البطن: قد توَحَّشَ. أَبو زيد: رجل مُوحِشٌ

ووحْشٌ ووحِشٌ وهو الجائع من قوم أَوْحاشٍ. ويقال: بات وَحْشاً ووَحِشاً

أَي جائعاً. وأَوْحَشَ الرجلُ: جاعَ. وبِتْنا أَوْحاشاً أَي جِياعاً. وقد

أَوْحَشْنا مُذْ لَيْلَتانِ أَي نِفِدَ زادُنا؛ قال حُمَيد يصف ذئباً:

وإِن بات وحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها

ذِراعاً، ولم يُصْبِحْ بها وهو خاشِعُ

وفي الحديث: لقد بِتْنا وَحْشِينَ ما لنا طعام. يقال: رجل وَحْشٌ،

بالسكون، من قوم أَوْحاشٍ إِذا كان جائعاً لا طعام له؛ وقد أَوْحَشَ إِذا جاع.

قال ابن الأَثير: وجاء في رواية الترمذي: لقد بِتْنا لَيْلتَنا هذه

وَحْشى، كأَنه أَراد جماعةَ وحْشِيٍّ؛ والوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ: شِقَّا

كلِّ شيء. ووَحْشِيُّ كلِّ شيء: شِقُّه الأَيْسَرُ، وإِنْسِيُّه شِقُّه

الأََيْمنُ، وقد قيل بخلاف ذلك. الجوهري: والوَحْشِيُّ الجانبُ الأَيْمن من

كل شيء؛ هذا قول أَبي زيد وأَبي عمرو؛ قال عنترة:

وكأَنما تَــنْأَى بجانب دَفّها الـ

ـوَحْشِيّ من هَزَجِ العَشِيّ مُؤوَّم

وإِنما تَــنْأَى بالجانب الوَحْشِيّ لأَنَّ سوطَ الراكب في يده اليمنى؛

وقال الراعي:

فمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها،

وقدْ رِيعَ جانِبُها الأَيْسَرُ

ويقال: ليس من شيء يَفْزَع إِلا مال على جانبه الأَيمن لأَن الدابة لا

تؤْتى من جانبها الأَيْمَن وإِنما تُؤْتى في الاحْتِلاب والركُوبِ من

جانبها الأَيْسر، فإِنما خَوْقُه منه، والخائف إِنما يَفِرّ من موضع المخافة

إِلى موضع الأَمْن. والأَصمعي يقول: الوحْشِيُّ الجانبُ الأَيْسرُ من كل

شيء. وقال بعضهم: إِنْسِيُّ القَدَمِ ما أَقْبَلَ منها على القدم

الأُخرى، ووَحْشِيُّها ما خالفَ إِنْسِيَّها. ووَحْشِيُّ القَوْسِ

الأَعْجمِيّةِ: ظَهرُها، وإِنْسِيُّها: بَطنُها المُقْدِمُ عليك، وفي الصحاح:

وإِنْسِيُّها ما أَقْبَل عليك منها، وكذلك وَحْشِيُّ اليدِ والرجْل

وإِنْسِيُّهما، وقيل: وحْشِيُّها الجانبُ الذي لا يقع عليه السَّهمُ، لم يَخُصَّ بذلك

أَعْجميّةٌ من غيرها. ووَحْشِيُّ كلِّ دابة: شِقَّه الأَيمن،

وإِنْسِيُّه: شقُّه الأَيسر. قال الأَزهري: جوّدَ الليثُ في هذا التفسير في

الوَحْشِيّ والإِنْسِيّ ووافَقَ قولُه قول الأَئمة المُتْقِنِينَ. ورُوي عن

المفضل وعن الأَصمعي وعن أَبي عبيدة قالوا كلُّهم: الوَحْشِيُّ من جميع

الحيوان ليس الإِنسان، هو الجانبُ الذي لا يُحْلَب منه ولا يُرْكَبُ،

والإِنسيُّ الجانبُ الذي يَرْكَب منه الراكب ويَحْلُب منه الحالب. قال أَبو

العباس: واختلف الناس فيهما من الإِنسان، فبعضهم يُلْحِقه في الخيل والدواب

والإِبل، وبعضهم فرّق بينهما فقال: الوَحْشِيّ ما وَليَ الكتِفَ،

والإِنْسِيُّ ما وَليَ الإِبْطَ، قال: هذا هو الاختيار ليكون فرقاً بين بني آدم

وسائرٍ الحيوان؛ وقيل: الوَحْشِيُّ من الدابة ما يَرْكب منه الراكبُ

ويَحْتَلِبُ منه الحالبُ، وإِنما قالوا: فَجالَ على وَحْشِيّه وانْصاعَ جانبُه

الوَحْشِيُّ لأَنه لا يؤْتى في الركوب والحلب والمُعالجة وكلِّ شيء إِلا

منه فإِنما خوْفُه منه، والإِنْسِيُّ الجانبُ الآخر؛ وقيل: الوحشي الذي لا

يُقدَر على أَخذ الدابة إِذا أَفْلَتت منه وإِنما يؤخذ من الإِنْسِيّ،

وهو الجانب الذي تُرْكب منه الدابة. وقال ابن الأَعرابي: الجانب الوَحِيشُ

كالوَحْشِيّ؛ وأَنشد:

بأَقدامِنا عن جارِنا أَجنَبِيّة

حَياء، وللمُهْدى إِليه طَريقُ

لِجارتِنا الشِّقُّ الوَحِيشُ، ولا يُرى

لِجارتِنا منّا أَخٌ وصديقُ

وتَوَحَّشَ الرجلُ: رَمى بثوبه أَو بما كان. ووَحَشَ بِثَوْبه وبسيفه

وبرُمْحه، خَفِيف: رَمى؛ عن ابن الأَعرابي، قال: والناسُ يقولون وَحَّشَ،

مُشَدَّداً، وقال مرّة: وحَشَ بثوبه وبدِرْعه ووَحَّش، مخفف ومثقَّل، خافَ

أَن يُدْرَك فرَمى به ليُخَفِّفَ عن دابته. قال الأَزهري: ورأَيت في

كتابٍ أَن أَبا النجم وَحَّشَ بثيابه وارْتَدَّ يُنْشِد أَي رَمى بثيابه.

وفي الحديث: كانَ بين الأَوْس والخَزْرج قِتال فجاء النبي، صلى اللَّه عليه

وسلم، فلما رآهم نادى: أَيُّها الناسُ اتَّقوا اللَّه حق تُقاتِه

«الآيات» فوَحَّشُوا بأَسْلحتهم واعْتَنَق بعضُهم بعضاً أَي رَمَوْها؛ قالت

أُم عمرو بنت وَقْدانَ:

إِن أَنتُمُ لم تَطْلُبوا بأَخِيكُم،

فذَرُوا السِّلاحَ وَوَحِّشُوا بالأَبْرَقِ

وفي حديث عليّ، رضي اللَّه عنه: أَنه لَقي الخوارجَ فوَحَّشُوا

برِماحِهم واستَلّوا السيوف؛ ومنه الحديث: كان لرسول اللَّه، صلى اللَّه عليه

وسلم، خاتم من حديد

(* قوله «من حديد» الذي في النهاية من ذهب.) فَوَحَّشَ به

بين ظَهْرانَيْ أَصحابهِ فَوحّشَ الناسُ بخواتيمهم، وفي الحديث: أَتاه

سائلٌ فأَعطاه تمرةً َوَحَّشَ بها. والوحشي من التِّين: ما نَبَت في

الجبال وشَواحِط الأَوْدية، ويكون من كل لون: أَسود وأَحمر وأَبيض، وهو أَصغر

التين، وإِذا أَكل جَنِيّاً أَحْرق الفم، ويُزَبَّبُ؛ كل ذلك عن أَبي

حنيفة.

ووَحْشِيٌّ: اسم رجل، ووَحْشِيَّةُ: اسم امرأَة؛ قال الوَقَّافُ أَو

المرّار الفقعسي:

إِذا تَرَكَتْ وَحْشِيَةُ النَّجْدَ لم يكن

لِعَيْنَيك، مما تَشْكُوانِ، طَبِيبُ

والوَحْشةُ: الخَلْوةُ والهَمُّ، وقد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.

وحش
.} الوَحْشُ، من حَيَوَان الَبِّر، كُلُّ مَا لَا يُسْتَأْنَسُ، مؤنّثٌ، {كالوَحِيشِ، كأَمِيرٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، ونَصُّه: الجَانِبُ} الوَحِيشُ {- كالوَحْشِيِّ، وأَنْشَد:
(لِجَارَتِنَا الشِّقُّ الوَحِيشُ وَلَا يُرَى ... لِجَارَتِنَا مِنَّا أَخٌ وصَدِيقُ)
ج:} وُحُوشٌ، لَا يُكَسَّرَ عَلَى غَيْرِ ذلِك، وقِيل {وُحْشَانٌ أَيْضاً، وَهُوَ بالضَمّ، نَقله الصّاغَانِيُّ، قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: والجماعَة هِي} الوَحْشُ {والوُحُوشُ} والوَحِيشُ، قالَ أَبو النَّجْمِ:
(أَمْسَى يَباباً والنَّعَامُ نَعَمُه ... قَفْراً وآجالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ)
قَالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ جَمْعُ! وَحْشٍ، مِثْل ضَئِينٍ فِي جمع ضَأْنٍ، الوَاحِد ُ {- وَحْشِيّ، كزَنْجٍ وزَنْجِيٍّ، ورُوْمٍ ورُوميٍّ ويُقَالُ: حِمَارُ} وَحْشٍ، بالإِضافَةِ، وحِمَارٌ {- وَحْشِيٌّ، عَلَى النّعْتِ. وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يُقَال لِلْوَاحِدِ من الوَحْشِ: هَذَا وَحْشٌ ضَخْمٌ، وَهَذِه شاةٌ وَحْشٌ، وقالَ غيرُه: كُلُّ شئٍ} يَسْتَوْحِشُ فَهُوَ وَحِيشٌ. وَقَالَ بَعْضُهم: إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ {واسْتَوْحَشَ كلُّ إِنْسِيٍّ. وأَرْضٌ} مُوحِشَةٌ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ مَوْحُوشَةٌ: كَثِيرَتُهَا، أَيْ {الوُحُوشِ، ومِثْلُه فِي الأَسَاسِ، وَفِي الصّحاحِ، ونَصُّه: أَرْضٌ مَوْحُوشَةٌ: ذاتُ وُحُوشٍ، عَن الفَرّاءِ.} - والوَحْشِيّ: الجَانِبُ الأَيْمَنُ مِن كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ وأَبي عَمْروٍ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(وكَأَنَّمَا تَــنْأَى بِجَانِبِ دَفِّها الْ ... وَحْشِيِّ من هَزَجِ العَشِي مُؤَوَّمِ)
وإِنّمَا تَــنْأَى بالجانِبِ الوَحْشِيِّ لأَنَّ سَوْطَ الرّاكِب فِي يَدِه اليُمْنَى، قَالَ الرّاعِي:
(فمَالَتْ عَلَى شِقِّ {وَحْشِيِّها ... وقَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الأَيْسَرُ)
ويُقَالُ: لَيْسَ مِنْ شَئ يَفْزَع إِلاَّ مَالَ على جانِبه الأَيْمَن لأَنّ الدّابَّةَ لَا تُؤْتَى من جَانِبِهَا الأَيْمَن، وإِنَّمَا تُؤْتَى فِي الاحْتِلابِ والرُّكُوبِ من جانِبِها الأضيْسَر، فإِنَّما خَوْفُه مِنْه، والخَائِفُ إِنَّمَا يَفِرُّ من مَوْضِعِ الأَمْنِ، هَذَا نصُّ الجَوْهَرِيِّ. أَو الوَحْشِيُّ: الجَانِبُ الأَيْسَرُ من كُلِّ شَئٍ، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ، كَمَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ اللّيْثُ:} - وَحْشِيُّ كُلِّ دابَّةٍ: شِقُّه الأَيْمَنُ، وإِنْسِيُّه: شِقُّه الأَيْسَرُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: جَوَّدَ اللَّيْثُ فِي هَذَا التّفْسِير فِي! - الوَحْشِيِّ والإِنْسِيّ، ووَافَقَ قَوْلَ الأَئِمَّةِ المُتْقِنِين. ورُوِىَ عَن المُفَضَّلِ وعَنِ الأَصْمَعِيّ وعَنْ أَبِي عُبَيْدَة قالُوا كُلُّهُم: {- الوَحْشِيُّ مِنْ جَميعِ الحَيَوانِ، لَيْسَ الإِنْسَان: هُوَ الجَانِبُ الَّذِي لَا يُحْلَبُ مِنْهُ وَلَا يُرْكَبُ، والإِنْسِيُّ: الجانِبُ الَّذِي يَرْكَبُ مِنْهُ الراكِبُ، ويَحْلُبُ مِنْهُ الحالِبُ، قَالَ أَبُو العَبّاس: واخْتَلَف النّاسُ فِيهِمَا من الإِنْسَانِ،)
فبَعْضُهم يُلْحِقُه فِي الخَيْلِ والدَّوَابِّ والإِبِلِ، وبَعْضُهم فَرَّقَ بَيْنَهُمَا، فقالَ: الوَحْشِيّ: مَا وَلِيَ الكَتِفَ، والإِنْسِيُّ: مَا وَلِيَ الإِبِطَ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الاخْتِيَارُ ليَكُونَ فَرْقاً بَيْنَ بَنِي آدَمَ وسائِرِ الحَيَوانِ. وقِيلَ الوَحْشِيُّ: الَّذِي لَا يُقْدَرُ على أَخْذِ الدّابَّة إِذا أَفْلَتَتْ مِنْهُ وإِنَّمَا يُؤْخَذُ من الإِنْسِيِّ، وَهُوَ الجَانِبُ الذِي تُرْكَبُ مِنْهُ الدّابّةُ. والوَحْشِيُّ مِن القَوْسِ الأَعْجَمِيَّةِ: ظَهْرُهَا، وإِنْسِيُّهَا: مَا أَقْبَلَ عليكَ مِنْهَا، وكذلشكَ} - وَحْشِيُّ اليَدِ والرِّجْلِ وإِنْسِيُّهما، نَقله الجَوْهَرِيُّ وقِيل: وَحْشِيُّ القَوْسِ: الجانِبُ الَّذِي لَا يَقَعُ عَلَيْه السَّهْمُ. لَمْ يَخُصَّ بذلِكَ أَعْجَمِيَّةً مِنْ غَيْرِهَا، وكَذلِكَ الجَوْهَرِيُّ، وأَطْلَقَ القَوْسَ. وقَالَ بَعْضُهم: إِنْسِيُّ القَدَمِ: مَا أَقْبَلَ مِنْهَا عَلَى القَدَمِ الأُخْرَى، {ووَحْشِيُّهَا مَا خَالَفَ إِنْسِيَّهَا.} - ووَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ الحَبَشِيُّ، من سُوْدانِ مَكَّةَ، صَحَابِيٌّ، وكُنْيَتُه أَبُو دُسْمَةَ، وكانَ مَوْلَى جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ القُرْشِيِّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وَهُوَ قاتِلُ حَمْزَةَ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ فِي الجَاهِلِيَّةِ، قَالَ شَيْخُنَا: لَعَلَّ المُرَادَ جاهِلِيّةُ نَفْسِ القاتِلِ، وإِلاَّ فَهُوَ إِنّمَا قَتَلَه فِي الإِسْلامِفي غَزْوَةِ أُحُدٍ. قُلْتُ: وهُوَ كَمَا ظَنَّ، ويَدُلُّ لَهُ فِيمَا بَعْد: ومُسَيْلِمَةَ الكّذَّابِ فِي الإِسلامِ، أَيْ حالَةَ كَوْنِهِ مُسْلِماً، أَي فجَبَر ذاكَ بِذَا.! والوَحْشِيَّةُ: رِيحٌ تَدْخُل تَحْتَ ثِيابِكَ لِقُوَّتِها، وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ:
(ولَقْدْ غَدَوْتُ وصاحِبي {وَحْشِيَّةٌ ... تَحْتَ الرِّدَاءِ بَصِيرَةٌ بالمُشْرِفِ)
وقَوْلُه: بَصِيرَةٌ بالمُشْرِف يَعْنِي الرِّيحَ، مَنْ أَشْرَفَ لَها أَصابَتْهُ، والرِّداءُ: السّيفُ، وقَد تَقَدَّم فِي ب ص ر. وبَلَدٌ} وَحْشٌ: قَفْرٌ لَا سَاكِنَ بِهِ، ومَكَانٌ وَحْشٌ: خالٍ، وكَذلِكَ أَرْضٌ وَحْشَةٌ، بالفَتْحِ، وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّهَا كانَتْ فِي مَكَانٍ وَحْشٍ فخِيفَ عَلَى ناحِيَتهَا أَيْ خلاءٍ لَا سَاكِنَ بهِ، وَفِي حَدِيثِ المَدِينَةِ فيَجِدَانِه {وَحْشاً. ولَقِيتُه} بِوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ، أَيْ بِبَلَدٍ قَفْرٍ، وكَذَا تَرَكْتُه! بوَحْشِ المَتْنِ، أَيْ بِحَيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْه، وقالَ ياقُوت فِي المُعْجَمِ: إِصْمِتُ، بالكَسْرِ: اسْمٌ لبَرِّيِّةٍ بعَيْنِها قَالَ الرّاعِي:
(أَشْلَى سَلُوقِيَّةً بَاتَتْ وبَاتَ بِهَا ... بوَحْشِ إِصْمِتَ فِي أَصْلابِهَا أَوَدُ)
وقَالَ بَعْضُهُم: العَلَمُ هُوَ وَحْشُ إِصْمِتَ، الكَلِمَتَانِ مَعاً، قالَ أَبُو زَيْدٍ: لَقِيتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ، وببَلْدَةِ إِصْمِتَ، أَي بمكَانٍ قَفْرٍ، وإِصْمِت: مَنْقُولٌ من فِعلِ الأَمْرِ مُجَرّداً عنِ الضّمِيرِ، وقُطِعَت هَمْزَتُه، لِيَجْرِيَ عَلى غالِبِ الأَسْماءِ، هَكَذَا جَمِيعُ مَا يُسَمَّى بِهِ من فِعْلِ الأَمْرِ، وكَسْرُ الهَمْزَةِ فِي إِصْمِت إِمَّا لُغَةٌ لَمْ تَبْلُغْنَا وإِمّا أَنْ يَكُونَ غُيِّرَ فِي التَّسْمِيَةِ بِهِ عَن اصْمُتْ، بالضَّمِّ الَّذِي هُوَ مَنْقُولٌ من) مُضارِع هَذَا الفِعْلِ، وإِمّا أَنْ يَكُونَ مُرْتَجَلاً وَافَقَ فعلَ الأَمْرِ الَّذِي بمَعْنَى اسْكُت، ورُبَّمَا كانَ تَسْمِيَةُ هذِه الصّحراءِ بِهَذَا الفِعْلِ لِلْغَلَبَةِ، لَكَثْرَةِ مَا يَقُولُ الرّجُلُ لِصَاحِبِه إِذا سَلَكَهَا: اصْمُتْ. لِئَلاَّ تُسْمَع فتَهْلِكَ لِشِدَّةِ الخَوْف بِهَا. وباتَ {وَحْشاً بالفَتْحِ وككَتِفٍ، أَيْ جائِعاً لَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فَخَلاَ جَوْفُه، ومِنْهُ حَدِيثُ سَلَمةَ بنِ صَخْرٍ البَيَاضِيِّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ لَقَدْ بِتْنَا} وَحْشِينَ مَا لَنَا طَعَامٌ وَقَالَ حُمَيْدٌ يَصِف ذِئْباً:
(وإِنْ بَاتَ وَحْشاً لَيْلَةً لَمْ يَضِقْ بِهَا ... ذِرَاعاً ولَمْ يُصْبِحْ بِهَا وَهُوَ خاشِعُ)
وَقد {أَوْحَشَ، وهُمْ} أَوْحَاش، يُقَال: بِتْنَا {أَوْحاشاً: أَيْ جائِعِينَ.} والوَحْشَةُ: الهَمُّ. و {الوَحْشَةُ: الخَلْوَةُ.
والوَحْشَةُ: الخَوْفُ، وقِيلَ: الفَرَقُ الحَاصِلُ من الخَلْوَةِ، وكَذلِكَ يُقَالُ فِي الهّمِّ، أَي الحاصِلِ مِنَ الخَلْوَةِ، يُقَالُ: أَخَذَتْهُ الوَحْشَةُ. والوَحْشَةُ: الأَرْضُ المُسْتَوْحِشَةُ، وقَدْ تَوَحَّشَتْ.} ووَحَشَ بثَوْبِه، كوَعَدَ، وكَذا بسَيْفهِ، وبرُمْحِه: رَمَى بهِ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرَكَ لِيُخَفِّفَ عَن دَابَّتِه، كَوَحَّشَ بِهِ، مُشَدّداً، والتَّخْفِيفُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْكَر التّشْدِيدَ، وهُمَا لُغَتَان صَحِيحَتَان، قالَتْ أُمُّ عَمْروٍ بِنْتُ وَقْدَانَ:
(إِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَطْلُبُوا بِأَخِيكُمُ ... فذَرُوا السِّلاحَ {ووَحِّشُوا بالأَبْرَقِ)
وَفِي حَدِيثِ الأَوْسِ والخَزْرَجِ} فوَحَّشُوا بأَسْلِحَتِهِمْ، واعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. ورَجُلٌ {وَحْشَانُ كسَحْبَانَ: مُغْتَمٌّ، ومِنْهُ الحَدِيثُ لَا تَحْقِرَنَّ من المَعْرُوفِ شَيْئاً، وَلَو أَنْ تُؤْنِسَ} الوَحْشَانَ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ فَعْلاَنُ مِنَ الوَحْشَةِ ضِدِّ الأُنْسِ، ج: {وَحَاشَي، مِثْلُ حَيْرانَ وحَيَارَى.} وأَوْحَشَ الأَرْضَ: وَجَدَها {وَحْشَةً، عَن الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ للْعَبّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ:
(لأَسْمَاءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليَوْمَ دَارِسَاَ ... } وأَوْحَشَ مِنْهَا رَحْرَحَانَ فرَاكِسَا) هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ بِرِّيّ، ويُرْوَى: وأَقْفَرَ إِلاَّ رَحْرَحانَ فرَاكِسَا. {وأَوْحَشَ المَنْزِلُ مِنْ أَهْلِه: صَارَ} وَحْشاً، وذَهَبَ عَنهُ النّاسُ، {كتَوَحَّشَ. وطَلَلٌ مُوِحشٌ، قالَ كُثَيِّرٌ:
(لِعِزَّةَ} مُوحِشاً طَلَلٌ قَدِيمُ ... عَفَاهَا كُلُّ أَسْحَمَ مُسْتَدِيمُ)
و {أَوْحَشَ الرَّجُلُ: جاعَ فَهُوَ مُوحِشٌ، عَن أَبِي زَيْدٍ، وقالَ غَيْرُه: من النّاسِ وغَيْرِهِمْ لخُلُوِّه عَن الطَّعَامِ. ويُقَالُ: قَدْ} أَوْحَشَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ إِذا نَفِدَ زادُه. {وتَوَحَّشَ الرَّجُلُ: خَلاَ بَطْنُه، من الجُوْعِ، فهُوَ مُتَوَحِّشٌ.} واسْتَوْحَشَ مِنْهُ: وَجَدَ {الوَحْشَةَ ولَمْ يَأْنَسْ بهِ، فكَانَ} - كالوَحْشِيِّ. ويُقَال: {تَوَحَّشْ يَا فُلانُ، أَيْ أَخْلِ مَعِدَتَكَ، وَفِي الصّحاح: جَوْفَكَ مِن الطَّعَامِ والشَّرَابِ لِشُرْبِ الدَّواءِ لِيَكُونَ أَسْهَلَ لِخُرُوجِ)
الفُضُولِ من عُرُوقِه، ولَيْسَ فِي الصّحاحِ ذِكْرُ الشّرَابِ. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْه:} اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ: لَحِقَ {بالوَحْشِ، وَمِنْه حَدِيثُ النَّجَاشِيِ فنَفَخَ فِي إِحْلِيلِ عُمَارَةَ} فَاسْتَوْحَشَ ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ. {وتَوَحَشَّتِ الأَرْضُ: صَارَتْ} وَحْشَةً. {ووحشَ المَكَانُ، بالضَّمِّ: كَثُر} وَحْشُه، عَن ابنِ القَطّاعِ. وقَدْ {أَوْحَشْتُ الرّجُلَ} فاسْتَوْحَشَ، ومِنْهُ قَوْلُ أَهْلِ مَكَّةَ:! أَوْحَشْتَنَا، وأَنْشَدَنا عَن وَاحِدٍ من الشُّيُوخِ، عَن البَدْرِ الدَمَّامِينِيِّ:
(يَا ساكِنِي مَكَّةَ لازِلْتُمُ ... أُنْساً لَنَا إِنِّيَ لَمْ أَنْسَكُمْ) (مَا فِيكُم عَيْبٌ سِوَى قَوْلِكُمْ ... عِنْدَ اللِّقَاء {أَوْحَشَنَا أُنْسُكُمْ)
وَقد رَدَّ عَلَيْهِ الإِمَامُ عَبْدُ القَادِرِ الطَّبَرِيُّ، وَحَذَا حَذْوَه وَلَدُه الإِمَامُ زَيْنُ العَابِدِينَ بِمَا هُوَ مُودَعٌ فِي تارِيْخِ شَيْخِ مَشايِخِنَا مُصْطَفَى بنِ فَتْحِ الله الحَمَوِيّ. ومَشَى فِي الأَرْضِ} وَحْشاً، أَيْ وَحْدَه لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُه. وبِلادٌ {حِشُونَ قَفْزَةٌ خَالِيَةٌ، عَلَى قِيَاسِ سِنُون، وَفِي مَوْضِعِ النَّصْبِ} حِشِينَ مِثْل سِنِينَ، قَالَ الشاعِر: فأَمْسَتْ بعْد ساكِنِهَا {حِشِينَا. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ جَمْعُ} حِشَةٍ، وَهُوَ من الأَسْمَاءِ النّاقِصَةِ، وأَصلُهَا وِحْشَةٌ، فنُقِصَ مِنْهَا الْوَاو، كَمَا نَقَصُوهَا من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَةٍ، ثمّ جَمَعُوهَا عَلَى حِشِينَ، كَمَا قَالُوا فِي عِزِينَ وعِضِينَ من الأَسْمَاءِ الناقِصَةِ، وَفِي الحَدِيثِ لَقَدْ بِتْنَا {وَحْشِينَ مَالَنَا طَعَام وجاءَ فِي رِوَايَة التَّرْمِذِيّ: لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هذِه} وَحْشَي قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: كَأَنّه أَرادَ جماعَةً وحَشْيَ. وتَوَحَّشَ الرَّجُلُ: رَمَى بثَوْبِهِ، أَوْ بِمَا كانَ. {والوَحْشِيُّ مِنَ التِّينِ: مَا يَنْبُتُ فِي الجِبَالِ وشَوَاحِطِ الأَوْدِيَةِ، ويَكُونُ من كلِّ لَوْنٍ: أَسْوَد وأَحْمَر وأَبْيَض، وَهُوَ أَصْغَرُ من التِّينِ، ويُزَيَّبُ، نَقَلَه أَبُو حَنِيفَةَ.} ووَحْشِيَّةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، قَالَ الوَقّافُ، أَو المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(إِذا تَرَكَتْ {وَحْشِيَّةُ النَّجْدَ لَمْ يَكُنْ ... لِعَيْنَيْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ طَبِيبُ)
ومُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ صَدَقَةَ الحَرّانِيُّ المَعْرُوفُ بابنِ} وَحِشٍ، ككَتِفٍ، سَمِعَ عَن الفْرَاوِيّ. وعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى {الوَحْشِيُّ التُّجِيبِيّ الإِفْلِيلِيّ أَبُو مُحَمّدٍ، سَمِعَ عَن أَبِي بَكْرٍ حازِمِ بنِ محمّد وغَيْرِه، وشَرَحَ الشِّهَابَ، ماتَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى سنة، ذَكَرُه ابنُ بَشْكُوَال. وقَدْ سَمُّوْا} وُحَيْشاً، كزُبَيْرٍ.

شنأ

شنأ: {شنآن}: بغضاء، وشنآن. وشنآن: بغيض في قول البصريين وقال الكوفيون: هما مصدران.
شنأ: شنّأ. شنّاُه إلى: جعله بغيضاً إلى، ويقال: شنَّؤوه إلى العامّة (معجم البيان، معجم الطرائف).
شنيا: يقال في البيع لاشنيا يفسده أي بيع صحيح لا يمكن إلغاؤه (الجريدة الآسيوية 1843، 2: 222، 223).
شانئ: مبغض، ويجمع على شُنّاة (عباد 1: 377 رقم 269).
ش ن أ: (الشَّانِئُ) الْمُبْغِضُ وَقَدْ (شَنِئَهُ) بِالْكَسْرِ (شَنْئًا) بِسُكُونِ النُّونِ، وَالشِّينُ مَفْتُوحَةٌ وَمَكْسُورَةٌ وَمَضْمُومَةٌ. وَ (مَنْشَأً) كَمَعْلَمٍ وَ (شَنْآنًا) بِسُكُونِ النُّونِ وَفَتْحِهَا وَقُرِئَ بِهِمَا. 
شنأ
شَنِئْتُهُ: تقذّرته بغضا له. ومنه اشتقّ:
أزد شَنُوءَةَ، وقوله تعالى: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ
[المائدة/ 8] ، أي: بغضهم، وقرئ:
شَنْأَنُ فمن خفّف أراد: بغيض قوم، ومن ثقّل جعله مصدرا، ومنه: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ
[الكوثر/ 3] .
ش ن أ

شنئته شنأة وشنآناً، وهو عدو شانيء، ولا أبا لشانئك، ومشنوء من يشنؤك. وهو مشنأ، ومشنأ الخلق: للقبيح المنظر مصدر يستوي فيه الواحد وغيره. ورجل شنوءة: يتقزز من كل شيء.

ومن المجاز: شنئت حقك، وشنئت لك هذا فلا أرجع فيه أبداً إذا طابت له نفسه به وهو من قولهم: أبغض حق أخيك لأنه إذا أحبه منعه وإذا أبغضه أعطاه.
[شنأ] نه: عليكم "بالمشنئة" النافعة التلبينة، تعني الحساء، وهي مفعولة من شنئت أي أبغضت، وهو شاذ فإن أصله مشنوء بالواو فلما خفف الهمزة صارت ياء فقال: مشني كمرضى، فلما أعاد الهمزة استصحب الحال المخففة، والتلبينة تفسير لها، وجعلت بغيضة لكراهتها. ومنه: "لا تشنؤ" من طول، أي لا يبغض لفرط طوله، ويروى: لا يشتنى من طول، أبدل من همزته ياء. وح على: ومبغض يحمله "شنأنى" على أن يبهتني، شنئته شنأ وشنانا. وفيه: يوشك أن يرفع عنكم الطاعون ويفيض منكم "شنآن" الشتاء، وفسره ببرده استعارة لأنه يفيض في الشتاء، وقيل: أراد بالبرد سهولة الأمر والراحة يعني يرفع عنكم الطاعون والشدة ويكثر فيكم التباغض أو الراحة والدعة. ن: «إن "شانئك"» أي مبغضك وفيه: من رجال "شنوءة" كفعولة قبيلة. 
(شنأ) - في حديث كعب: "يُوشِك أن يُرفَع عنكم الطَّاعُونُ ويَفِيضَ فيكم شَنَآنُ الشِّتاء. قيل: وما شنَآنُ الشِّتَاءِ؟ قال: بَردُه."
الشَّنَآن: البُغْض، والبَردُ في الشتاء أَبغَضُ، ولعله أراد بالبَرْد سُهولَةَ الأمرِ والرَّاحةِ؛ لأن العَربَ تَكْني بالبَرْد عن الرَّاحة، كما يُقال: غَنِيمةٌ باردةٌ: أي يُرفَعُ عنكم اَلطَّاعونُ والشِّدَّة، وتَكْثُر فيكم الرَّاحةُ والدَّعةُ، ويُحْتَمل أن يُرِيدَ به: تَغَيُّرَ أَهوِيةِ بُلْدان العَرَب؛ لأن الحجازَ وأكثرَ دِيارِ العرب دِيَارُ الحَرِّ: أي تَصِيرُ أَهويةُ بُلدانِكم طَيِّبةً وَيطِيبُ فيها عَيشُكم.
- ومنه حديث عَلِىّ: "ومُبْغِضٌ يَحْمِلهُ شَنآنِي على أن يَبْهَتنِى".
شنأ: أزْدُ شَنُوْءَةَ على فَعُوْلَةَ: أصَحُّ الأزْدِ أصْلاً وفَرْعاً. والشَّنُوْءَةُ: الرَّجُلُ الذي يَتَقَزَّزُ من الشَّيْءِ، وبه سَمِّيَ أزْدُ شَنُوْءَةَ. ويُقال: شَنِىءَ يَشْنَأُ شَنَأً وشِنْأً؛ في البُغْضِ، ومنه الشَّنْآنُ والشَّنْأَةُ. والشَّنْءُ. ورَجُلٌ شَنَانَةٌ وشَنَانِيَةٌ: مُبغَّضٌ سَيَّىءَ الخُلُقِ. وامْرَأةٌ شَــنْأى: غَيْوْرٌ. ورَجُلٌ مْشنَأُ الخُلُقِ ومْشنَأُ الخُلُقِ: أي مُضْطَرِبُه وقَبِيْحُه. وشَنِئَتُ لك ذلكَ الأمْرَ: أي طابَتْ نَفْسش لكَ عنه. وشَنِئْتُ حَقَّكَ: أقْرَرْتُ به وأخْرَجْتُه من عندي. والشَّنَاُ مَهْمُوْزٌ: الرَّجُلُ الذي لا يُوَافِقُه أحَدٌ على خُلُقِه، والجَميعُ الشَّنَأُوْ، َ. والشّانىء: الرَّجُلُ الطَّوِيْلُ. ورجُلُ شَنْآنُ شدِيدُ الطُّوْلِ. ودابَّةٌ مَشْنَأٌ: فيه قُبْحٌ. ورَجُلٌ مِشْنَاءٌ: لايَزَالُ يَتَكَشَّفُ فَرْجُه. وهو أيضاً: الذي يُبْغِضُه النّاسُ. ويقولون: لا أبَا لِشَانِئكَ: أي لا أبَا لَكَ. ورَجُلٌ مَنْشُوءٌ ومَشْنِيٌّ.
شنأ
شنَأَ يَشنَأ، شنئًا وشَنَآنًا، فهو شانِئ، والمفعول مَشْنوء
• شنَأ فلانًا: كرِهه وأبغضه وتجنَّبه "مشنوء مَنْ يشنؤك [مثل]: مُبْغَضٌ مَنْ يَعيبُك- {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} - {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا} " ° لا آب شانئه: دعاءُ الرَّجل لصاحبه بالخير. 

شنِئَ يَشنَأ، شنئًا وشَنَآنًا، فهو شانِئ، والمفعول مَشْنوء
• شَنِئ فلانًا: شَنأه، كرهه وأبغضه وتجنّبه. 

تشانأَ يَتشانَأ، تشانُؤًا، فهو مُتشانِئ
• تشانأ القَومُ: تباغَضوا "يتشانأ الحكّامُ وتبقى الصِّلاتُ طيِّبةً بين شعوبهم". 

شَنْء [مفرد]: مصدر شنَأَ وشنِئَ. 

شَنآن [مفرد]: مصدر شنَأَ وشنِئَ ° شنآن الشِّتاء: بَرْده. 

شَناءة [مفرد]: أشدُّ البغض، بغض مع عداوة وسوء خُلُق. 
[شنأ] النشاءة، مثال: الشناعة: البغض. وقد شنَأته شَنْئاً، وشُنْئاً، وشِنْئاً، ومشنأ، وشنآنا، بالتحريك، وشنآنا، بالتسكين، وقد قُرِئَ بهما قوله تعالى: (شنآن قوم) ، وهما شاذان، فالتحريك شاذ في المعنى، لان فعلان، إنما هو من بناء ما كان معناه الحركة والاضطراب، كالضربان، والخفقان، والتسكين شاذ في اللفظ، لانه لم يجئ شئ من المصادر عليه. قال أبو عبيدة : الشنانُ، بغير هَمْزٍ، مثل الشَنَآنُ، وأنشد للأحوص: وما العَيْشُ إلاَّ ما تَلَذُّ وتَشْتَهي * وإنْ لامَ فيه ذو الشَنانِ وفَنَّدا وشُنِئَ الرجُلُ، فهو مشنوءٌ، أي مُبْغَضٌ، وإن كان جميلاً. ورجُلٌ مَشْنَأٌ، على مفعل، بالفتح، أي: قبيح المنظر. ورَجُلانِ مَشْنَأٌ، وقومٌ مَشْنَأٌ. والمِشْناءُ، بالكسر، على مفعالٍ، مثلُهُ. وتشانَؤُوا، أي تباغضوا. وقولهم: لا أبا لِشانِئِكَ، ولا أَبَ لِشانِئِكَ، أي: لمُبْغِضِكَ، قال ابن السكيت: وهي كنايةٌ عن قولهم: لا أبا لك وشنئ به، أي أَقَرَّ. قال الفرزدق : فلو كان هذا الأمر في جاهليةٍ * شِنِئْتَ به أو غَصَّ بالماء شاربه والشنوءة على فعولة: التَقزُّزُ وهو التباعد من الأدناسِ. تقول: رجل فيه شنوءة، ومنه أزد شنوءة وهم: حى من اليمن ينسب إليهم شنئى . قال ابن السكيت: ربما قالوا: أزد شنوة بالتشديد غير مهموز، وينسب إليها شنوى. وقال: نحن قريش وهم شنوه * بنا قريشا ختم النبوه
شنأ الشَّنَاءَةُ - بالفتح والمد -: البُغْض. وقد شَنَأْتُه وشَنِئْتُه شَنْأً وشِنْأً وشُنْأً ومَشْنَأً وشَنَآناً - بالتحريك - وشَنْآناً - بالتسكين -، وقرأ نافع في رواية إسماعيل وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: بالتسكين، والباقون بالتحريك، وهما شاذّان، فالتحريك شاذ في المعنى لأن فَعَلانَ إنما هو من بناء ما كان معناه الحركة والاضطراب كالضَّربان والخَفقان، والتَّسكين شاذ في اللفظ لأنه لم يجئ شيء من المصادر عليه. قال أبو عبيدة: الشَّنانُ - بغير همرة - مثل الشّنآنن، وأنشد للأحوص:
هل العيشُ إلاّ ما تَلَذُ وتَشْتَهي ... وإنْ لامَ فيه ذو الشَّنَانِ وفَنَّدا
وشُنِئَ الرجل فهو مَشْنُوءٌ: أي مُبغَضٌ وإن كان جميلا.
ورجل مَشْنَأٌ - على مَفْعَلٍ بالفتح -: أي قبيح المنظر. ورجُلان مَشْنَأٌ وقوم مَشْنَأٌ. والمِشْنَاءُ - بالكسر على مِفْعَالٍ - مثله.
وقال الليث: رجل شَنَاءَةٌ ككراهة وشَنَائِيَةٌ ككراهية: مُبغَّضٌ سيئ الخُلُق.
وشَنِئْتُ: أي أخرجت، قال العجاج:
زَلَّ بنو العَوّامِ عن آلِ الحَكَمْ ... وشَنِئُوا المُلْكَ لِمَلْكٍ ذي قِدَمْ
أي: أخرجوا من عندهم.
وقولهم: لا أبا لِشَانِئكَ ولا أب لشانِئك: لأي لِمُبْغِضِك، قال ابن السكِّيت: هي كناية عن قولهم لا أبا لك.
وشَنِئَ به: أي أقرَّ به، قال الفرزدق:
فلو كانَ هذا الأمرُ في جاهليَّةٍ ... عَرَْتَ مَنِ المَوْلى القَلِيْلُ حَلائبُه
ولو كانَ هذا الأمرُ في غير مُلْكِكُم ... شَنئْتُ به أو غصَّ بالماء شارِبُه
ويروى: " لأدَّيْتُه أو غَصَّ ".
والشَّنُوْءَةُ - على فَعُوْلَةٍ -: التقَزُّزُ وهو التباعد من الدْناس، يقال: رجل فيه شَنُوْءَةٌ، ومنه أزْدُ شَنُوءَةَ وهم حي من اليمن؛ والنسبة إليهم شَنَئيٌّ، قال ابن الكِّيت: ربما قالوا أزدُ شَنُوَّةَ - بالتشديد غير مَهْمُوزةٍ - والنسبة إليها شَنَوِيٌّ، قال:
نَحنُ قُرَيْشٌ وهُمُ شَنُوَّهْ ... بنا قريشاً خُتِمَ النُّبُوَّهْ
وتَشَانَأُوا: أي تباغضوا.

شن

أ1 شَنِئَهُ, (Th, S, Mgh, Msb, K, &c.,) and شَنَأَهُ, (K,) but this is said by AHeyth to be a bad dial. var. of the former, (TA,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. شَنْءٌ (AO, S, Msb, K) and شِنْءٌ and شُنْءٌ (Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, S, K) and شَنْأَةٌ (K, TA, in the CK شَناءَة [i. e. شَنَآءَةٌ, which is afterwards added in the TA, not as in the K, and mentioned in the S but not there said to be an inf. n.,]) and شَنَأٌ (TA from Es-Safákusee) and شَنَآءٌ (TA [as from J, but perhaps from Az, for I do not find it in the S,]) and مَشْنَأٌ (S, CK, and TA as from Es-Safá- kusee, not as from the K,) and مَشْنَأَةٌ and مَشْنُؤَةٌ (K, TA, the last in the CK مَشْنُوءَة [i. e. مَشْنُوْءَةٌ],) and مَشْنِئَةٌ (TA from Es-Safákusee) and شَنَآنٌ, (S, K,) which is anomalous as being of a measure regularly employed [only] for the inf. n. of a verb signifying motion and agitation, as ضَرَبَانٌ and خَفَقَانٌ, (S, TA,) for though it has been said that [hatred (which it signifies) is attended by anger and] anger is accompanied by agitation of the heart, there is no necessary connection between hatred and anger, and it is anomalous also as being of a measure not proper to [the inf. n. of] a trans. verb, (TA,) and شَنْآنٌ, (S, Msb, K,) which is also anomalous, and [said to be] the only instance of its kind (S, TA) except لَيَّانٌ, though some few others have been mentioned, as زَيْدَانٌ, but this is not well known, [and خَشْيَانٌ, of which the same may be said,] and وَشْكَانٌ [perhaps a simple subst.], and جَوْلَانٌ which is said to occur in a verse [perhaps contracted from جَوَلَان by poetic license], (TA,) and AO mentions شَنَانٌ, without ء, as being like شَنْآنٌ; (S;) these inf. ns. being fourteen, which is said by IKtt to be the greatest number of inf. ns. to any one verb, only seven other verbs, he says, having this number, namely, قَدَرَ, لَقِىَ, وَرَدَ, هَلَكَ, تَمَّ, مَكَثَ and غَلَبَ; but Es-Safákusee makes the inf. ns. of شَنِئَ to be fifteen, [though the fifteenth form (which is perhaps مَشْنُوْءَةٌ) I do not find mentioned,] and this is the greatest number known; (TA;) He hated him: (IKoot, IF, S, ISd, IKtt, Mgh, Msb, K, &c.:) or, as some say, he hated him vehemently. (TA.) يشنى, [app. يُشْنَى, for يُشْنَأُ,] with the hemzeh changed into ى, occurs in a trad. (TA.) And شُنِئَ signifies He (a man, S) was hated, (S, and so accord. to some copies of the K,) or was rendered hateful, or an object of hatred, (so accord. to other copies of the K,) even if beautiful or comely. (S, K.) A2: شَنِئَ لَهُ حَقَّهُ, (K,) so says A'Obeyd, or, accord. to Th, شَنَأَ إِلَيْهِ, like مَنَعَ [in form], and this is the more correct, aor. of each ـَ (TA,) He gave him his right, or due. (A'Obeyd, Th, K, TA.) And شَنِئَ بِهِ He acknowledged it: (S, Msb, K:) or he gave him (K) his right, or due, (TA,) [or the meaning in the K may be he gave it,] and declared himself clear, or quit, of him or it; as also شَنَأَ: (K:) [but accord. to SM, this is wrong, for he says that] the author of the K should have said, or شَنِئَ إِلَيْهِ, like شَنَأَ, aor. ـَ he gave him, and declared himself clear, or quit, of him or it. (TA.) And شَنِئَ الشَّىْءَ He produced the thing: (K, TA:) or, as A'Obeyd says, شَنِئَ حَقَّهُ he acknowledged his right, or due, and produced it from his possession. (TA.) 6 تَشَانَؤُوا They hated one another. (S, O, K.) شَنْءٌ and شِنْءٌ and شُنْءٌ [all mentioned above as inf. ns., when used as simple substs. signify Hatred; and thus ↓ شَنَآءَةٌ, likewise mentioned above as an inf. n., signifies accord. to the S; and so ↓ شَنِيْئَةٌ accord. to Freytag, as on the authority of Meyd; and app. also شَنُوْءَةٌ, q. v.; or all signify] vehement hatred; in which sense the first is expl. by AO: (TA:) or ↓ شَنَآءَةٌ signifies hatred mixed with enmity and evilness of disposition. (Ham p. 108) شَنُؤَةٌ: see شَنُوْءَةٌ, in three places.

شَنَآءَةٌ: see شَنْءٌ, in two places.

A2: Also, and ↓ شَنَائِيَةٌ, epithets applied to a man, Rendered hateful, or an object of hatred, evil in disposition. (Lth, O, TA.) [See also the latter word voce شَنْآن; and see مَشْنُوْءٌ, and مِشْنَآءٌ.]

شَنُوْءَةٌ The removing oneself far, or keeping aloof, from unclean things; (S, K, TA;) and the continual doing so, or the continual purification of oneself; as also ↓ شَنُؤَةٌ; and accord. to the K, شُنُوْءَةٌ, but this is not found elsewhere. (TA.) b2: Hence, (S,) أَزْدُ شَنُوْءَةَ, the appellation of a tribe of El-Yemen; (S, K; *) sometimes called أَزْدُ شَنُوَّةَ: (ISk, S, K:) [or] this tribe was so called because of شَنْآن among them; (K, TA;) i. e. because of mutual hatred that occurred among them: (TA:) [whence it seems that شَنُوْءَةٌ signifies also Hatred:] or because of their removing far from their [original] district: or, accord. to El-Khafájee, because of their high lineage, and good deeds; from the phrase رَجُلُ شَنُوْدَةٍ, meaning A man of pure lineage and of manly virtue; and AO says the like. (TA.) b3: [And accord. to Reiske, as stated by Freytag, (who has written it ↓ شَنُؤَةٌ in all its senses,) it is expl. by Meyd as meaning What is esteemed sordid, of words and of actions.]

A2: Also One who removes himself far, or keeps aloof, from unclean things; (K, TA;) and so ↓ شَنُؤَةٌ. (TA.) Thus both of these words are epithets, as well as substs. (TA.) شَنِيْئَةٌ: see شَنْءٌ.

شَنْآن, of which the fem. is شَنْآنَةٌ and شَــنْأَى, [so that one may say either شَنْآنٌ or شَنْآنُ,] is an epithet applied to a man; (K;) [signifying either Hating or (like مَشْنُوْءٌ) hated; the former meaning seeming to be indicated by what immediately precedes it in the K; but the latter appears from what here follows to be the right meaning, and perhaps it may be that which is meant in the K;] as also ↓ شَنَانِئَةٌ or ↓ شَنَائِيَةٌ [q. v. voce شَنَآءَةٌ]: so accord. to different copies of the K. (TA.) b2: In the Kur v. 3 and 11, it is accord. to some an inf. n., and some read there شَنَآن: [see 1, first sentence:] accord. to others, it is an epithet, signifying مُبْغَضٌ or بَغِيضٌ [i. e. Hated or odious]. (TA.) b3: شَنْآنُ الشِّتَآءِ, in a trad. of Kaab, is said to be a metaphorical expression for بَرْدُ الشِّتَآءِ (tropical:) [The cold of winter]; because it is hated: or, as some say, by the بَرْد thereof is meant ease and repose: and the meaning intended is either mutual hatred or ease and repose. (TA.) شَنَائِيَةٌ: see شَنَآءَةٌ, and شَنْآن.

شَنَانِئَةٌ: see شَنْآن.

شَانِئٌ Hating, or a hater, (Fr, S, Mgh, Msb, TA,) and an enemy: (Fr, TA:) fem. with ة. (Mgh, Msb.) b2: لَا أَبَا لِشَانِئِكَ, as also لَا أَبَ لِشَانِئِكَ, (S, O, [but in my two copies of the S لِشَانِيكَ, which perhaps expresses the general pronunciation, and in the TA لا ابا لشانئك and لا ابا لشانيك,]) means لِمُبْغِضِكَ [i. e., lit., May there be no father to thy hater]; and is said by ISk to be a metonymical expression for لَا أَبَا لَكَ [q. v., lit. an imprecation, but generally meant as an expression of praise]. (S, O, TA.) شَوَانِئُ المَالِ means [Camels, or the like,] not avariciously retained; as though hated, and therefore liberally given away: (IAar, K, TA:) شوانئ

being app. an act. part. n. [in the pl.] used in the sense of a pass. part. n., like the instances in مَآءٌ دَافِقٌ and عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ. (MF, TA.) مَشْنَأٌ, applied to a man, (A'Obeyd, S, O,) like مَشْنَعٌ [in form, and perhaps in meaning], (A'Obeyd, TA,) Foul, or ugly, in aspect; as also ↓ مِشْنَآءٌ: (S, O:) or foul, or ugly, (K, TA,) in face, (TA,) even if made an object of love [by good qualities]: (K, TA:) [originally an inf. n., and therefore] used alike as sing. (S, O, K) and dual (S, O) and pl. (S, O, K) and masc. and fem.: (K:) so says Lth: (TA:) or one who hates men; (K;) and so ↓ مِشْنَآءٌ, accord. to 'Alee Ibn-Hamzeh El-Isbahánee: (TA:) or ↓ this last signifies one whom men hate: or it may be well rendered one who does much for which he is to be hated; for it is one of the measures of the act. part. n. [used in an intensive sense]. (A'Obeyd, K.) مِشْنَآءٌ: see the next preceding paragraph, in three places.

مَشْنُوْءٌ, applied to a man, (S,) Hated, (S, and so in some copies of the K, [see also شَنْآن,]) or rendered hateful, or an object of hatred, (so accord. to other copies of the K,) even if beautiful, or comely; (S, K;) and مَشْنُوٌّ and مَشْنِىٌّ signify the same. (K in art. شنو.) مَشْنِيْئَةٌ, occurring in a trad. of 'Áïsheh, [A kind of food that is supped, or sipped;] i. q. حَسَآءٌ and تَلْبِينَةٌ: [see these two words:] said by IAth to be irregularly formed from مَشْنُوْءَةٌ, by changing the ء into ى [so that the word becomes مَشْنُويَةٌ, and then, by rule, مَشْنِيَّةٌ, which is mentioned in the TA, in art. شنو, as occurring thus in a trad.,] and then by restoring the ء [in the place of the second ى], the meaning being hated. (TA.)

شنأ: الشَّناءة مثل الشَّناعةِ: البُغْضُ.

شَنِئَ الشيءَ وشَنَأَه أَيضاً، الأَخيرة عن ثعلب، يَشْنَؤُهُ فيهما

شَنْأً وشُنْأً وشِنْأً وشَنْأَةً ومَشْنَأً ومَشْنأَةً ومَشْنُؤَةً وشَنَآناً وشَنْآناً، بالتحريك والتسكين: أَبْغَضَه. وقرئَ بهما قوله تعالى:

ولا يَجْرِمَنَّكم شَنآنُ قوم. فمن سكَّن، فقد يكون مصدراً كَلَيَّان، ويكون صفة كَسَكْرانَ، أَي مُبْغِضُ قوم. قال الجوهري: وهو شاذ في اللفظ لأَنه لم يجئْ شيءٌ من المصادر عليه. ومن حرَّك، فانما هو شاذ في المعنى لأَن فَعَلانَ إِنما هو من بِناءِ ما كان معناه الحركةَ والاضْطِرابَ كالضَّرَبانِ والخَفَقَانِ. التهذيب: الشَّنَآنُ مصدر على فَعَلان كالنَّزَوانِ والضَّرَبانِ. وقرأَ عاصم: شَنْآن، بإِسكان النون، وهذا يكون اسماً كأنه قال: ولا يَجْرِمَنَّكم بَغِيضُ قوم. قال أَبو بكر: وقد أَنكر هذا رجل من أَهل البصرة يُعرف بأَبي حاتم السِّجِسْتانِي معه تَعدٍّ شديدٌ وإِقدام على الطعْن في السَّلف. قال: فحكيت ذلك لأَحمد بن يحيى، فقال: هذا من ضِيقِ عَطَنِه وقلة معرفته، أَما سَمِعَ قولَ ذي الرُّمَّة:

فأَقْسِمُ، لا أَدْرِي أَجَوْلانُ عَبْرةٍ، * تَجُودُ بها العَيْنانِ، أَحْرَى أَمِ الصَّبْرُ

قال: قلت له هذا، وإِن كان مصدراً ففيه الواو. فقال: قد قالت العرب وَشْكانَ ذا إِهالةً وحَقْناً، فهذا مصدر، وقد أَسكنه، الشَّنانُ، بغير همز، مثل الشَّنَآنِ، وأَنشد للأَ حوص:

وما العيْشُ إِلاَّ ما تَلَذُّ وتَشْتَهي، * وإِنْ لامَ فيه ذُو الشَّنانِ وفَنَّدا

سلمة عن الفرّاءِ: من قرأَ شَنَآنُ قوم، فمعناهُ بُغْضُ

قومٍ. شَنِئْتُه شَنَآناً وشَنْآناً. وقيل: قوله شَنآنُ أَي بَغْضاؤُهم، ومَن قَرأَ شَنْآنُ قَوْم، فهو الاسم: لا يَحْمِلَنَّكم بَغِيضُ قَوْم.

ورجل شَنائِيةٌ وشَنْآنُ والأُنثى شَنْآنَةٌ وشَــنْأَى. الليث: رجل

شَناءة وشَنائِيةٌ، بوزن فَعالةٍ وفَعالِية: مُبْغِضٌ سَيِّىءُ الخُلقُ.

وشُنِئَ الرجلُ، فهو مَشْنُوءٌ إِذا كان مُبْغَضاً، وإِن كان جميلاً.

ومَشْنَأٌ، على مَفْعَل، بالفتح: قبيح الوجه، أَو قبيح الـمَنْظَر، الواحد

والمثنى والجميع والمذكر والمؤنث في ذلك سواءٌ.

والمِشْناءُ، بالكسر ممدود، على مِثالِ مِفْعالٍ: الذي يُبْغِضُه

الناسُ. عن أَبي عُبيد قال: وليس بِحَسن لأَن المِشْناءَ صيغة فاعل، وقوله: الذي يُبْغِضُه الناسُ، في قوَّة المفعول، حتى كأَنه قال: المِشْناءُ الـمُبْغَضُ، وصيغة المفعول لا يُعَبَّر بها(1)

(1 قوله «لا يعبر بها إلخ» كذا في النسخ ولعل المناسب لا يعبر عنها بصيغة الفاعل.)

عن صيغة الفاعل، فأَمّا رَوْضةٌ مِحْلالٌ، فمعناه أَنها تُحِلُّ الناسَ، أَو تَحُلُّ بهم أَي تَجْعَلُهم يَحُلُّون، وليست في معنى مَحْلُولةٍ. قال ابن بري: ذكر أَبو عبيد أَنَّ الـمَشْنَأَ مثل الـمَشْنَعِ: القَبِيحُ الـمَنْظَر، وإِن كان مُحَبَّباً، والمِشْناءُ مثل المِشْناعِ: الذي يُبْغِضُه الناسُ، وقال علي بن حمزة: المِشْناءُ بالمدّ: الذي يُبْغِضُ الناسَ. وفي حديث أُم معبد: لا تَشْنَؤُه مِن طُولٍ. قال ابن الأَثير: كذا جاءَ في رواية أَي لا يُبْغَضُ لفَرْطِ طُولِهِ، ويروى لا يُتَشَنَّى من طُول، أُبْدل من الهمزة ياء.

وفي حديث علي كرَّم اللّه وجه: ومُبْغِضٌ يَحْمِله شَنَآني على أَنْ

يَبْهَتَني.

وتَشانَؤُوا أَي تَباغَضوا، وفي التنزيل العزيز: إنَّ شانِئَك هو

الأَبْتر. قال الفرَّاءُ: قال اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم: إِنَّ

شانِئك أَي مُبْغِضَك وعَدُوَّكَ هو الأَبْتَر. أَبو عمرو: الشَّانِئُ:

الـمُبْغِضُ. والشَّنْءُ والشِّنْءُ: البِغْضَةُ. وقالَ أَبو عبيدة في قوله:

ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنآن قوم، يقال الشَّنَآن، بتحريك النون، والشَّنْآنُ، بإِسكان النون: البِغْضةُ.

قال أَبو الهيثم يقال: شَنِئْتُ الرجلَ أَي أَبْغَضْته. قال: ولغة رديئة

شَنَأْتُ، بالفتح. وقولهم: لا أَبا لشانِئك ولا أَبٌ أَي لِمُبْغِضِكَ.

قال ابن السكيت: هي كناية عن قولهم لا أَبا لك.

والشَّنُوءة، على فَعُولة: التَّقَزُّزُ من الشيءِ، وهو التَّباعدُ من

الأَدْناس. ورجل فيه شَنُوءة وشُنُوءة أَي تَقَزُّزٌ، فهو مرة صفة

ومرة اسم. وأَزدُ شَنُوءة، قبيلة مِن اليَمن: من ذلك، النسبُ إليه:

شَنَئِيٌّ، أَجْرَوْا فَعُولةَ مَجْرَى فَعِيلةَ لمشابهتها اياها من عِدّة

أَوجه منها: أَن كل واحد من فَعُولة وفَعِيلة ثلاثي، ثم إِن ثالث كل واحد منهما حرف لين يجري مجرى صاحبه؛ ومنها: أَنَّ في كل واحد من فَعُولة وفَعِيلة تاءَ التأْنيث؛ ومنها: اصْطِحابُ فَعُول وفَعِيل على الموضع الواحد نحوأَثُوم وأَثِيم ورَحُوم ورَحِيم، فلما استمرت حال فعولة وفعيلة هذا الاستمرار جَرَتْ واو شنوءة مَجرى ياءِ حَنِيفة، فكما قالوا حَنَفِيٌّ، قياساً، قالوا شَنَئِيءٌّ، قياساً. قال أَبو الحسن الأَخفش: فإِن قلت إنما جاءَ هذا في حرف واحد يعني شَنُوءة، قال: فإنه جميع ما جاءَ. قال ابن جني:

وما أَلطفَ هذا القولَ من أَبي الحسن، قال: وتفسيره أَن الذي جاءَ في فَعُولة هو هذا الحرف، والقياس قا بِلُه، قال: ولم يَأْتِ فيه شيءٌ يَنْقُضُه.

وقيل: سُمُّوا بذلك لشَنَآنٍ كان بينهم. وربما قالوا: أَزْد شَنُوَّة،

بالتشديد غير مهموز، ويُنسب إليها شَنَوِيٌّ، وقال:

نَحْنُ قُرَيْشٌ، وهُمُ شَنُوَّهْ، * بِنا قُرَيْشاً خُتِمَ النُّبُوَّهْ

قال ابن السكيت: أَزْدُ شَنُوءة، بالهمز، على فَعُولة ممدودة، ولا يقال شَنُوَّة. أَبو عبيد: الرجلُ الشَّنُوءة: الذي يَتَقَزَّزُ من الشيءِ.

قال: وأَحْسَبُ أَنَّ أَزْدَ شَنُوءة سمي بهذا. قال الليث: وأَزْدُ

شَنُوءة أَصح الأَزد أَصْلاً وفرعاً، وأَنشد:

فَما أَنْتُمُ بالأَزْدِ أَزْدِ شَنُوءة، * ولا مِنْ بَنِي كَعْبِ بنِ عَمْرو بن عامِرِ

أَبو عبيد: شَنِئْتُ حَقَّك: أَقْرَرْت به وأَخرَجْته من عندي. وشَنِئَ

له حَقَّه وبه: أَعْطاه إِيَّاه. وقال ثعلب: شَنَأَ إِليه حَقَّه: أَعطاه

إيَّاه وتَبَرَّأَ منه، وهو أَصَحُّ، وأَما قول العجاج:

زَلَّ بَنُو العَوَّامِ عن آلِ الحَكَمْ، * وشَنِئوا الـمُلْكَ لِمُلْكٍ ذي قِدَمْ

فإنه يروى لِمُلْكٍ ولِمَلْكٍ، فمن رواه لِمُلْكٍ، فوجهه شَنِئوا أَي

أَبْغَضُوا هذا الـمُلك لذلك الـمُلْكِ، ومَنْ رواه لِمَلْكٍ، فالأَجْودُ

شَنَؤوا أَي تَبَرَّؤُوا به إِليه. ومعنى الرجز أَي خرجوا من عندهم.

وقَدَمٌ: مَنْزِلةٌ ورِفْعةٌ. وقال الفرزدق:

ولَوْ كانَ في دَيْنٍ سِوَى ذا شَنِئْتُمُ * لَنا حَقَّنا، أَو غَصَّ بالماء شارِبُهْ

وشَنِئَ به أَي أَقَرَّ به. وفي حديث عائشة: عليكم بالـمَشْنِيئةِ

النافعةِ التَّلْبِينةِ، تعني الحَساء، وهي مفعولةٌ من شَنِئْتُ أَي

أَبْغَضْتُ. قال الرياشي: سأَلت الأَصمعي عن الـمَشْنِيئةِ، فقال: البَغِيضةُ.

قال ابن الأَثير في قوله: مَفْعُولةٌ من شَنِئْتُ إِذا أَبْغَضْتَ، في

الحديث. قال: وهذا البِناءُ شاذ. قان أَصله مَشْنُوءٌ بالواو، ولا يقال في مَقْرُوءٍ ومَوْطُوءٍ مَقرِيٌّ ومَوْطِيٌّ ووجهه أَنه لما خَفَّفَ الهمزة صارت ياءً، فقال مَشْنِيٌّ كَمَرْضيٍّ، فلما أَعادَ الهمزة اسْتَصْحَبَ الحالَ الـمُخَفَّفة. وقولها :التَّلْبينة: هي تفسير الـمَشْنِيئةِ، وجعلتها بَغِيضة لكراهتها. وفي حديث كعب رضي اللّه عنه: يُوشِكُ أَن يُرْفَعَ عنكم الطاعونُ ويَفِيضَ فيكم شَنَآنُ الشِّتاءِ. قيل: ما شَنآنُ الشِّتاءِ؟

قال: بَرْدُه؛ اسْتعارَ الشَّنآنَ للبَرْد لأَنه يَفِيضُ في الشتاء. وقيل:

أَراد بالبرد سُهولة الأَمر والرّاحَة، لأَن العرب تَكْنِي بالبرد عن

الرَّاحة، والمعنى: يُرْفَعُ عنكم الطاعونُ والشِّدَّةُ، ويَكثر فيكم

التَّباغُضُ والراحةُ والدَّعة.

وشَوانِئُ المال: ما لا يُضَنُّ به. عن ابن الأَعرابي من تذكرة أَبي علي قال: وأَرى ذلك لأَنها شُنِئَت فجِيدَ بها فأَخْرجه مُخرَج النَّسب، فجاءَ به على فاعل.

والشَّنَآنُ: من شُعَرائهم، وهو الشَّنَآنُ بن مالك، وهو رجل من بني معاوية من حَزْنِ بن عُبادةَ.

شنأ
: ( {شَنأَه كمنَعَه وسَمِعه) الأُولى عَن ثَعْلَب،} يَشْنَؤُه فِيهَا ( {شَنْأً، ويثلّث) قَالَ شَيخنَا: أَي يُضبط وسَطه أَي عينه بالحركات الثَّلَاث، قلت: وَهُوَ غيرُ ظاهرٍ، بل التَّثْلِيث فِي فائِه، وَهُوَ الصَّوَاب، فالفتح عَن أَبي عُبَيْدَة، وَالْكَسْر والضمّ عَن أَبي عَمْرو الشيبانيِّ (} وشَنْأَة) كحَمْزة ( {وَمَشْنَأة) بِالْفَتْح مَقِيس فِي الْبَابَيْنِ (} ومَشْنُؤَة) كمَقْبُرة مسموع فيهمَا ( {وشَنْآناً) بالتسكين (} وَشَنآناً) بِالتَّحْرِيكِ فَهَذِهِ ثَمَانِيَة مصَادر، وَذكرهَا المُصَنّف، وَزيد: {شَنَاءَة كَكَراهة، قَالَ الجوهريّ: وَهُوَ كثيرٌ فِي المكسور،} وشَنَأَ محرّكة، {ومَشْنَأَ كمَقْعَد، ذكرهمَا أَبو إِسحاق إِبراهيم بن مُحَمَّد الصفاقسي فِي (إِعراب الْقُرْآن) ، وَنقل عَنهُ الشَّيْخ يس الحِمصيّ فِي (حَاشِيَة التَّصْرِيح) ،} ومَشْنِئَة بِكَسْر النُّون. {وشَنَان. بِحَذْف الْهمزَة، حَكَاهُ الجوهريُّ عَن أَبي عُبَيْدَة، وأَنشد للأَحْوَص
وَمَا العَيشُ إِلاَّ مَا تَلَذُّ وتَشْتَهِي
وَإِنْ لاَمَ فِيهِ ذُو الشَّنَانِ وَفَنَّدَا
فَهَذِهِ خمسةٌ، صَار الْمَجْمُوع ثلاثةَ عشرَ مصدرا، وَزَاد الجوهريُّ} شَنَاء كسحاب، فَصَارَ أَربعة عشرَ بذلك، قَالَ شَيخنَا: واستقصى ذَلِك أَبو الْقَاسِم ابْن القطَّاع فِي تصريفه، فإِنه قَالَ فِي آخِره: وأَكثر مَا وَقع من المصادر للْفِعْل الْوَاحِد أَربعة عشر مصدرا نَحْو {شَنِئْت شَنْأً، وأَوصل مصادِره إِلى أَربعة عَشر، وقَدَرَ، ولَقِيَ، ووَرَد، وهَلَكَ، وتَمَّ، ومَكَث، وغابَ، وَلَا تَاسِع لَهَا، وأَوصل الصفاقسي مصادرَ} شَنِىءَ إِلى خَمْسَة عشر، وَهَذَا أَكثر مَا حُفِظ، وقِرىءَ بهما، أَي! شَنْآن، بِالتَّحْرِيمِ والتسكين قَوْله تَعَالَى {1. 020 5 وَلَا يجرمنكم شنآن قوم} (الْمَائِدَة: 2) فَمن سكّن فقد يكون مصدرا وَيكون صفة كسكْران، أَي مُبْغِضُ قوم، قَالَ: وَهُوَ شاذٌّ فِي اللَّفْظ، لأَنه لم يَجِيءْ (شَيْء) من المصادر عَلَيْهِ، وَمن حَرَّك فإِنما هُوَ شَاذ فِي الْمَعْنى، لأَن فَعَلان إِنما هُوَ من بِناء مَا كَانَ مَعناه الحَركةَ وَالِاضْطِرَاب، كالضَّربَان والخَفَقان. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الفَعَلان بِالتَّحْرِيكِ مصدرُ مَا يدُلُّ على الحَركة كَجَوَلاَن، وَلَا يكون لِفعل مُتعَدَ فيشِذّ فِيهِ من وَجْهَيْن، لأَنه مُتَعدَ، وَلعدم دلَالَته على الْحَرَكَة، قَالَ شَيخنَا: فإِن قيل إِنّ فِي الغضبِ غَليانَ القَلْبِ واضطرابه فلِذا ورد مصدرُه كَمَا نَقَله الخفاجِيُّ وسُلِّم. قُلْت: لَا مُلَازمَة بَين البُغْضِ والعَضَب، إِذ قد يُبْضِض الإِنسانُ شخصا وينْطَوِي على {شَنَآنِه من غير غَضب، كَمَا لَا يخفى، انْتهى، وَفِي (التَّهْذِيب) الشَّنَآنُ مصدرٌ على فَعَلان كالنَّزَوانِ والضَّرَبانِ. وقرأَ عاصِمٌ شَنحآن بإِسكان النُّون، وَهَذَا يكون اسْما، كأَنه قَالَ: وَلَا يَجْرِمَنَّكُم بَغِيضُ قَوْمٍ، قَالَ أَبو بكر: وَقد أَنكر هَذَا رَجلٌ من البصْرة يُعرف بأَبي حاتِم السِّسجتانيِّ، مَعَه تَعدَ شَدِيدٌ وإِقدامٌ على الطَّعْنِ فِي السّلَف، قَالَ فحكَيْتُ ذَلِك لأَحمدَ بنِ يحيى فَقَالَ: هَذَا مِن ضِيقِ عَطَنه وقِلَّة مَعرِفتِه، أَما سمِعَ قَول ذِي الرُّمَّة:
فَأُقْسِمُ لَا أَدْرِي أَجَوْلاَنُ عَبْرَةٍ
تَجُودُ بِهَا العيْنَانِ أَحْرَى أَمِ الصَّبْرُ
قَالَ: قلت لَهُ: هَذَا وإِن كَانَ مَصدراً فِيهِ الْوَاو، فَقَالَ: قد قَالَت الْعَرَب: وَشْكَانَ ذَا، فَهَذَا مصدر وَقد أَسْكَنه. وَحكى سَلَمة عَن الفَرَّاء: من قرأَ شَنَآنُ قَوْمٍ، فَمَعْنَاه بُغْضُ قَوْمٍ،} شَنِئْتُه {شَنَآناً} وشَنْآناً، وَقيل قولُه شَنَآنُ قَوْم، أَي بغْضَاؤُهُم، وَمن قرأَ شَنْآنُ قَوحمٍ، فَهُوَ الاسمُ، لَا يحْمِلَنَّكُمْ بُغْضُ قَوْمٍ وَقَالَ شيخُنا فِي (شرح نظم الفصيح) ، بعد نقلِه عبارَة الجوهريّ: والتسكين شاذٌّ فِي اللَّفْظ، لأَنه لم يجيءْ شيءٌ من المصادر عَلَيْهِ، قلت: وَلَا يَرِد لَوَاهُ بِدَيْنِهِ لَيَّاناً بِالْفَتْح فِي لُغَة، لأَنه بمفرده لَا تُنْتَقض بِهِ الكُلّيَّات المُطَّرِدة، وَقد قَالُوا لم يجيءْ من المصادر على فَعْلاَن بِالْفَتْح إِلاَّ لَيَّان وشَنْآن، لَا ثَالِث لَهما، وإِن ذكر المُصَنّف فِي زَاد زَيْدَاناً فإِنه غير مَعْرُوف (: أَبغضه) وَبِه فسّره الْجَوْهَرِي والفيُّوميُّ وبن القُوطية وَابْن القَطَّاع وَابْن سِيده وابنُ فَارس وغيرُهم وَقَالَ بَعضهم: اشتدَّ بُغْضُه إِيَّاه (ورَجُلٌ {شَنَانيَةٌ) كَعلاَنِيَةٍ وَفِي نُسْخَة} شَنَائِيَة بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّة بدل النُّون (وشَنْآن) كسكْران (وَهِي) أَي الأُنثى ( {شَنْآنة) بِالْهَاءِ (} وَشَــنْأَى) كسَكْرى، ثمَّ وجدْت فِي عبارَة أُخرى عَن اللَّيْث: رجل {شَنَاءَةٌ} وشَنَائِيَة بِوَزْن فَعَالَة وفَعَالِيَة أَي مُبْغِض سَيِّيءُ الْخلق.
( {والمَشْنُوء) كمقروء (: المُبَغَّض) كَذَا هُوَ مُقيَّد عندنَا بِالتَّشْدِيدِ فِي غير مَا نُسح، وَضَبطه شَيخنَا كمُكْرَم من أَبْغَض الرباعيِّ، لاين الثلاثيّ لَا يُستعمل متعدِّياً (وَلَو كَانَ جَمِيلاً) كَذَا فِي نسختنا، وَفِي (الصِّحَاح) و (التَّهْذِيب) و (لِسَان الْعَرَب) : وإِن كَانَ جميلاً (وَقد} شُنِىءَ) الرجل (بالضمّ) فَهُوَ {مَشْنُوءٌ.
(} والمَشْنَأٌ كمَقْعَدٍ: القَبِيحُ) الْوَجْه وَقَالَ ابْن بَرِّي: ذكر أَبو عبيد أَن المَشْنَأَ، مثل المَشْنَع: القَبِيحُ المَنْظرِ (وإِن كَانَ مُحَبَّباً) ، قَالَ شَيخنَا: الْوَاقِع فِي (التَّهْذِيب) و (الصِّحَاح) : وإِن كَانَ جَميلاً، قلت: إِنما عبارتهما تِلْكَ فِي المشنوءِ لَا هُنَا (يَسْتَوِي) فِيهِ الواحدُ والجَمْع والذَّكر والأُنْثَى قَالَه اللَّيْث (أَو) المَشْنَأُ وَكَذَا المشْنَاءُ كمحراب على قولِ عليّ بن حَمْزَة الأَصبهانيّ (الَّذِي يُبْغِض الناسَ) .
(و) {المِشْنَاءُ (كَمِحْرَابٍ من يُبغِضُه الناسُ) عَن أَبي عُبيدٍ، قَالَ شيخُنا نقلا عَن الجوهريّ: هُوَ مثل} المَشْنَإِ السَّابِق، فَهُوَ مثله فِي الْمَعْنى، فإِفراده على هَذَا الْوَجْه تَطْوِيل بِغير فائدةٍ. قلت: وإِن تَأَمّلْت فِي عبارَة الْمُؤلف حقَّ التأْمُّلِ وجدتَ مَا قَالَه شيخُنا مِمَّا لَا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ، (وَلَو قِيل: مَنْ يُكْثِرُ مَا يُبْغَضُ لأَجْلِه لَحَسُنَ) قَالَ أَبو عبيد (لأَنّ مِشْنَاءً مِن صِيَغِ الْفَاعِل) وَقَوله، الَّذِي يُبْغِضه (النَّاس) فِي قُوَّة الْمَفْعُول، حَتَّى كأَنه قَالَ المِشْنَاءُقلت: وَمثله قَوْلُ أَبي عُبيْدة، وَهَكَذَا رأَيتُه فِي أَدب الْكَاتِب لِابْنِ قُتَيْبَة، وَفِي شرح النَّبتيتي على مِعراج الغَيْطِي. (والنِّسْبة) إِليها ( {- شَنَئِيٌّ) بِالْهَمْز على الأَصل أَجْرَوا فَعُولَة مُجْرَى فَعِيلة، لمشابهتها إِيَّاها من عِدَّة أَوْجُهٍ، مِنْهَا أَن كلّ واحدِ من فَعُولة وفَعِيلة ثلاثيُّ، ثمَّ إِن ثالثَ كلِّ واحدٍ مِنْهُمَا حَرْفُ لِينٍ يَجْرِي مَجْرى صَاحبه، وَمِنْهَا أَن فِي كلِّ واحدٍ من فَعولة وفَعيلة تاءَ التأْنيث، وَمِنْهَا اصْطِحاب فَعولة وفَعِيلة على الْموضع الْوَاحِد، نَحْو أَثُوم وأَثِيم ورَحُوم ورَحِيم، فَمَا استمرَّت حالُ فَعُولة وفَعِيلة هَذَا الِاسْتِمْرَار جَرَتْ واوُ شَنُوءَة مَجْرى يَاء حَنِيفة، فَكَمَا قَالُوا: حنَفِيٌّ قِيَاسا، قَالُوا: شَنَئِيٌّ، قَالَه أَبو الْحسن الأَخفش، وَمن قَالَ شَنُوَّة بِالْوَاو دون الْهَمْز جعل النِّسبة إِليها شَنَوِيّ، تبعا للأَصل، نَقله الأَزهريُّ عَن ابْن السكّيت وَقَالَ:
نَحْنُ قُريْشٌ وهُمُ شَنُوَّهْ
بَنَا قُرَيْشاً خُتِمَ النُّبُوَّهْ
وَاسم الأَزد عبد الله أَو الْحَارِث بن كَعب، وأَنشد اللَّيْث:
فَما أَنْتُمُ بِالأَزْدِ أَزْدِ شَنُوءَةٍ
وَلاَ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ
(وسُفْيان بن أَبي زُهَيْرٍ) واسْمه القِرْد، قَالَه خَليفَة، وَقيل نُمَير بن مَرارة ابْن عبد الله بن مَالك النَّمَرِيّ (} - الشَّنَائِيُّ) بِالْمدِّ والهمز كَذَلِك فِي (صَحِيح البخاريّ) ، فِي رِوَايَة الأَكثر، (ويُقال الشَّنَوِيُّ) كَذَا فِي رِواية السّمرْقَنْدِيّ وعبدوس، وَكِلَاهُمَا صَحِيح، وَصرح بِهِ ابنُ دُرَيْد وَعند الأَصيليّ: الشَّنُوِّيّ، بِضَم النُّون، قَالَ عِيَاض: وَلَا وجْه لَهُ إِلا اءَن يكون ممدوداً على الأَصل (وزُهيْرُ بن عبد الله الشَّنَوِيُّ) قَالَه الحَمّادان وَهِشَام، وشذّ شُعْبة فَقَالَ: هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن زُهير وَقَالَ أَبو عُمَر: زُهَيْر بن أَبي جَبَل هُوَ زُهَيْر بن عبد الله بن أَبي جَبَل (صحابِيّانِ) أَما الأَوّل فَحَدِيثه فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة عبد الله بن الزُّبير عَنهُ، وَرُوِيَ أَيضاً من طَرِيق السَّائِب بن يَزيد عَنهُ، قَالَ: وَهُوَ رجلٌ من أَزْد شَنُوءَة، من أَصحاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من اقْتَنَى كَلْباً) الحَدِيث، وأَما الثَّانِي فقد ذكره البغَوِيُّ وجماعةٌ فِي الصَّحَابَة، وَهُوَ تابعيٌّ، قَالَ ابْن أَبي حَاتِم فِي (الْمَرَاسِيل) : حديثُه مُرْسَل، ثمَّ إِن ظَاهر كَلَام المُصَنّف أَنه إِنما يُقَال الشَّنَوِيُّ بِالْوَجْهَيْنِ فِي هذَيْن النَّسبين، لأَنه ذكرهمَا فيهمَا، وَاقْتصر فِي الأَول على الشَّنَائي بِالْهَمْز فَقَط، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل كلُّ منسوبٍ إِلى هَذِه الْقَبِيلَة يُقَال فِيهِ الْوَجْهَانِ، على الأَصل وَبِمَا رَوَاهُ الأَصيلي توسُّعاً.
(و) قَالَ أَبو عبيد (شَنِيءَ لَهُ حَقَّهُ) كفرِح (: أَعطاه إِيَّاه) ، وَقَالَ ثَعْلَب شَنَأَ إِليه، أَي كمنع، وَهُوَ أَي الْفَتْح أَصح، فأَما قَول العجاج:
زَلَّ بنُو العوَّامِ عنْ آلِ الحَكَمْ
{وشنِئُوا المُلْك لِمُلْكٍ ذِي قَدَمْ
فإِنه لِمُلْكٍ ولِمَلْكٍ، فَمن رَوَاهُ لِمُلْك فوجهه} شَنِئُوا: أَخرجوا من عِنْدهم، كَمَا فِي (الْعباب) ، وَمن رَوَاهُ لِمَلْكٍ فالأَجْوَد {شَنَئُوا أَي تَبرَّؤُوا إِليه.
(و) شَنِيءَ (بِهِ: أَقَرَّ) قَالَ الفرزدق:
فَلَوْ كَانَ هَذَا الأَمْرُ فِي جاهِلِيَّة
عَرَفْتَ مَنِ المَوْلَى القَلِيلُ حُلاَئِبُهْ
ولَوْ كَانَ هَذَا الأَمْرُ فِي غَيْرِ مُلْكِكُمْ
} شَنِئْت بهِ أَوْ غَصَّ بالماءِ شَارِبه
(أَو أَعطاه) حقَّه (وتَبرَّأَ مِنْهُ) ، لَا يخفى أَن الإِعطاءَ مَعَ التبرِّي من معانِي شَنَأَ بِالْفَتْح إِذا عُدِّي بإِلى، كَمَا قَالَه ثَعْلَب، فَلَو قَالَ: وإِليه: أَعطاه وتبرَّأَ مِنْهُ كَانَ أَجمع للأَقوال (! كَشَنَأَ) أَي كمنع، وقضيّة اصْطِلاحه أَن يكون كَكَتَب وَلَا قَائِل بِهِ، قَالَه شَيخنَا، ثمَّ إِن ظَاهر قَوْله يدلّ على أَن شنأَ كمَنَع فِي كلِّ مَا اسْتعْمل شَنِيء بِالْكَسْرِ، وَلَا قَائِل بِهِ، كَمَا قد عرفتَ من قَول أَبي عُبيد وثعلب، وَلم يستعملوا كَمنَعَ إِلاَّ فِي المُعَدَّي بإِلى دون بِهِ وَله، وَقد أَغفلَه شيخُنا.
(و) شَنَأَ (الشيءَ: أَخْرَجَه) من عِنْده، وَقَالَ أَبو عُبيد: شَنِيءَ حقَّه، أَي كعلِم إِذا أَقرَّ بِهِ وأَخرجه من عِنْده.
(و) فِي (الْمُحكم) ( {شَوانِىءُ المالِ: الَّتِي لَا يُضَنُّ) أَي لَا يُبْخَل (بِها) عَن ابْن الأَعرابيّ نقلا من تَذْكِرة أَبي عليَ الفارسيّ، وَقَالَ: (كَأَنَّها} شُنئَتْ) أَي يُغضب (فَجيِدَ بهَا) أَي أُعْطِي بهَا لعدم عِزَّتها على صَاحبهَا، فَهُوَ يجودُ بهَا لبُغضه إِيَّاها، وَقَالَ: فأَخرجه مُخْرَجَ النَّسب فجاءَ بِهِ على فاعلٍ، قَالَ شَيخنَا: ثمَّ الظَّاهِر أَن فاعِلاً هُنَا بِمَعْنى مفعول، أَي {مَشْنُوء المَال ومُبْغَضُه، فَهُوَ كماءٍ دافِق وعِيشة راضية.
(والشَنَآن بن مالكٍ مُحرْكَةً) رجل (شاعِرٌ) من بني مُعاوِية بنِ حَزْنِ بن عُبادَةَ بنِ عَقيلِ بن كَعْبٍ.
وَمِمَّا بَقِي على الْمُؤلف:
} المَشْنِيئَة فَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَلَيْكُم {بالمَشْنِيئَةِ النافعةِ التَّلْبِينَةِ، تَعْنِي الحَسَاءَ وَهِي مَفعولة من شَنِئْت إِذا أَبغضت، قَالَ الرياشي: سأَلْت الأَصمعي عَن المَشْنِيئَةِ فَقَالَ: البغِيضة، قَالَ ابنُ الأَثير: وَهِي مفْعُولَة من شَنِئْت إِذا أَبغضت، وَهَذَا الْبناء شاذٌّ بِالْوَاو وَلَا يُقَال فِي مَقْرُوَ ومَوْطُوَ مَقْرِيّ ومَوْطِيّ وَوَجهه اينه لما خَفَّف الهمزةَ صَارَت يَاء فَقَالَ} مَشْنِيٌّ كمرْضِيّ، فَلَمَّا أَعاد الْهمزَة استصْحَب الحالَ المُخَفَّفَةَ، وَقَوْلها: التَّلْبِينة، هِيَ تَفْسِير! للمشْنِيئَة وجعلتْها بغيضة لكراهتها.
وَفِي حَدِيث كَعْبٍ (يُوشِكُ أَنْ يُرْفَعَ عنكُم الطَّاعونُ ويَفِيضَ فِيكُم شَنَآنُ الشِّتَاءِ، قيل: مَا شَنَآنُ الشتاءِ؟ قَالَ: (بَرْدُه) اسْتعَار الشَّنَآنَ للبَرْدئِ لأَنه بَغيضٌ فِي الشِّتاءِ، وَقيل: أَراد بالبَرْدِ سهُولةَ الأَمْرِ والرَّاحةِ، لأَن الْعَرَب تَكْنِى بالبَرْد عَن الرَّاحَة، وَالْمعْنَى: يُرْفَع عَنْكُم الطاعونُ والشِّدَّة، ويكثُر فِيكُم التباغُض أَو الرَّاحَة والدَّعَة.
( {وتَشَانَئُوا) أَي (تَباغَضُوا) كَذَا فِي (الْعباب) .
(ش ن أ) : (شَنَأَهُ) أَبْغَضَهُ وَهُوَ شَانِئٌ وَهِيَ شَانِئَةٌ.
الشين والنون والهمزة ش ن أ

شَنِئَ وشَنَأه الأخيرةُ عن ثَعْلبٍ يَشنَؤُه فيهما شَنْئاً وشُنْئاً وشِنْئاً وشَنَاءَة ومَشْنَأةً وَمَشْنُوءَةً وشنَآناً وشَنْآناً أبْغَضَه فأمَّا من قَرَأ {ولا يجرمنكم شنآن قوم} فقد يكونُ مَصْدراً كلَيَّان ويكون صِفَةً كَسَكْرَانَ أي مُبْغِضُ قَوْمٍ ورجُلٌ شَنائِيَةٌ وَشَنْآنُ والأُنثَى شَنْآنَةٌ وشَنْأَي ورجُلٌ مَشْنُوءٌ إذا كان مُبْغَضاً ولو كان جَميِلاً ومَشْنَأٌ قَبِيحُ الوَجْهِ الواحدُ والجميعُ المُذَكَّرُ والمُؤَنّثُ في مَشْنَأ سَواءٌ والمِشْنَاءُ على مثالِ مِفْعالٍ الذي يُبْغِضُه النَّاسُ عن أبي عُبَيْدٍ وليس بِحَسَنٍ لأنَّ المِشْنَاءَ صيغةُ فاعِلٍ وقولُه الذي يُبْغِضُه الناسُ في قُوَّةِ المَفْعولِ حتى كأنه قال المِشْناءُ الْمُبْغَضُ وصيغة المَفْعولِ لا يُعَبَّرُ بها عن صيغةِ الفاعلِ فأمَّا رَوْضةٌ مِحْلالٌ فمعناه أنَّها تُحِلُّ النَّاسَ أو تُحِلُّ بهم أي تَجْعَلُهم يَحُلُّون وليستْ في معنى مَحْلولةٍ والشُّنُوءةُ المُتَقَزِّزُ وَرَجُلٌ فيه شُنُوءةٌ وشَنُوءةٌ أي تَقَزُّزٌ فهو مرة صِفَةٌ ومرة اسْمٌ وأَزْدُ شَنُوءَة قبيلة من ذلك النَّسَب إليه شَنِيئيٌّ أَجْرَوْا فَعُولَةَ مَجْرَى فَعِيلة لمُشابَهَتِها إيَّاها من عِدَّةِ أَوْجُه أحدها أن كلَّ واحدٍ منهما حَرْفُ لِينٍ يَجْرِي مَجْرَى صاحبِه ومنها أن في كلّ واحدٍ من فَعُولةَ وفَعِيلةَ تَاء التَّأنيثِ ومنها اصْطحابُ فَعُولٍ وفَعِيلٍ على المَوْضعِ الواحدِ نحو أَثِيمٍ وأَثُومٌ ورَحيمٍ ورَحوُمٍ فلما اسْتَمَرّتْ حالُ فَعُولةَ وفعيلةَ هذا الاسْتِمْرارَ أُجْرِيت واوُ شَنُوءةَ مَجْرَى ياءِ حَنِيفَةَ وكما قالوا حَنِيفيّ قِياساً قالوا أيضاً شَنِيئيٌّ قِياساً قال أبو الحَسَنِ الأَخْفش فإنْ قُلْتَ إنما جاء هذا في حَرْفٍ واحدٍ يَعْنِي شَنُوءَةَ قالَ فإنه جَمِيعُ ما جاء قال ابنُ جِنِّي وما ألطفَ هذا القولَ من أبِي الحَسَنِ قال وتفسيرهُ أن الذي جاء في فَعُولةَ هو هذا الحرفُ والقياسُ قَابِلُه قال ولم يأت فيه بشيءٍ يَنْقُضُه وقيل سُمُّوا بذلك لِشَنَآنِ كان بَيْنَهم وشَنِئَ له حَقَّهُ وبه أعطاهُ إيَّاه وقال ثعلبٌ شَنَأ إليه حَقَّه أَعطاهُ إِيَّاهُ وتَبَرَّأ منه وهو أصَحُّ فأما قولُه

(وشَنِئُوا المُلْكَ لِمُلْكٍ ذي قِدَمْ ... )

فإنه يُرْوَى لِمَلْكٍ ولِمُلْكٍ فمن رَواهُ لِمُلْكٍ فَوَجْهُهُ شَنِئُوا أي أَبْغَضُوا هذا الْمُلْكَ لذلك الْمُلْكِ ومن رَواهُ لِمَلْكٍ فالأْجْودُ شَنَئُوا أي تَبَرَّءُوا إليه وشَوَانِئُ المالِ ما لا يُضَنُّ به عن ابنِ الأعرابيِّ من تّذْكِرَةِ أبي عليٍّ وأَرَى ذلك لأنها شُنْئَتْ فَجيِدَ بها فَأَخْرَجَهُ مُخْرَجَ النَّسَبِ فجاءَ به على فاعلٍ والشَّنَآنُ مِنْ شُعرائِهم وهو الشَّنَآنُ بنُ مالكٍ وهو رَجُلٌ من بَني مُعاوِيةَ مِنْ حَزْنِ ابْنِ عُبادَةَ

نَأَيْتُه

نَأَيْتُه،
وـ عنه، كَسَعَيْتُ: بَعُدْتُ. وأْنْأَيْتُه فانْتَأَى.
وتَنَاءَوْا: تَبَاعَدُوا.
والمُنْتَأَى: الموضِعُ البَعيدُ.
والــنَّأْىُ والنُّؤْيُ والنِّئْيُ والنُّؤَى، كهُدًى: الحَفيرُ حَوْلَ الخباءِ أو الخَيْمةِ يَمْنَعُ السَّيْلَ
ج: آناءٌ وأنآءٌ ونُؤِيٌّ ونِئِيٌّ.
وأنأَى الخَيْمَةَ: عَمِلَ لَها نُؤْياً.
ونَأَيْتُ النُّؤي،
وأنأيتُه وانْتَأَيْتُه: عَمِلْتُه.

مَنْع المصروف من الصرف لتوهُّم زيادة الألف

مَنْع المصروف من الصرف لتوهُّم زيادة الألف
الأمثلة: 1 - الأقصر مَشْتَى جميلٌ 2 - القَبْر مَثْوى أخير للجميع 3 - ظَلَّ بمَــنْأَى عن الصراعات 4 - عَلَى مَرْأَى ومسمع من الجميع 5 - قَابَلَه بمُحَيَّا طَلْقٍ 6 - قَامَ بمَسْعَى طيِّب 7 - هَلْ لكل مفردٍ مُثنَّى؟ 8 - يَرْعَى ماشيته في مَرْعَى خصب
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لمنع هذه الكلمات من الصرف، دون مسوِّغ لذلك.

الصواب والرتبة:
1 - الأقصر مَشْتًى جميلٌ [فصيحة]
2 - القبر مَثْوًى أخيرٌ للجميع [فصيحة]
3 - ظَلَّ بمَــنْأًى عن الصراعات [فصيحة]
4 - على مَرْأًى ومسمعٍ من الجميع [فصيحة]
5 - قابله بمحيًّا طَلْقٍ [فصيحة]
6 - قام بمَسْعًى طيِّب [فصيحة]
7 - هل لكل مُفْردٍ مُثنًّى؟ [فصيحة]
8 - يرعى ماشيته في مَرْعًى خصبٍ [فصيحة]
التعليق: هذه الكلمات على وزن «مَفْعَل» أو «مُفَعَّل»؛ فألفاتها أصلية، ليست زائدة للتأنيث؛ ولذا فهي مصروفة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.