المتوفى: سنة تسع وستين وتسعمائة.
المتوفى: سنة تسع وستين وتسعمائة.
خــمص: الخَــمْصــانُ والخُــمْصــانُ: الجائعُ الضامرُ البطنِ، والأُنثى
خَــمْصــانةٌ وخُــمْصــانةٌ، وجَمْعُها خِمَاصٌ، ولم يجمعوه بالواو والنون، وإِن دخلَت
الهاءُ في مؤنثه، حملاً له على فَعْلان الذي أُثناه فَعْلى لأَنه مثله
في العِدّة والحركة والسكون؛ وحكى ابن الأَعرابي: امرأَة خَــمْصــى وأَنشد
للأَصم عبد اللّه بن رِبْعِيٍّ الدُّبَيْري:
ما لِلّذي تُصْبي عجوزٌ لا صَبا،
سَريعةُ السُّخْطِ بَطِيئةُ الرِّضا
مُبِينةُ الخُسْرانِ حينَ تُجْتَلى،
كأَن فاها مِيلغٌ فيه خُصى،
لكنْ فَتاةٌ طفْلة خَــمْصــى الحَشا،
عَزِيزةٌ تَنام نَوْماتِ الضُّحى
مثلُ المَهاةِ خَذَلَت عن المَها
والخَــمَصُ: خَماصةُ البطن، وهو دِقّةُ خِلْقتِه. ورجل خُــمْصــان وخَمِيصُ
الحَشا أَي ضامر البطن. وقد خَــمِصَ بطنُه يَخْــمَصُ وخَــمُصَ وخَــمِصَ
خَــمْصــاً وخَــمَصــاً وخَماصة. والخَميص: كالخُــمْصــانِ، والأُنثى خَميصة. وامرأَة
خَمِيصةُ البطن: خُــمْصــانةٌ، وهُنّ خُــمْصــاناتٌ. وفي حديث جابر: رأَيت
بالنبي، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ خَــمْصــاً شديداً. ومنه الحديث: كالطير تَغْدُو
خِمَاصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي تَغْدو بُكْرةً وهي جِيَاعٌ وتروح عِشاءً
وهي مُمْتَلِئةُ الأَجوافِ؛ ومنه الحديث الآخر: خِمَاصُ البُطونِ خِفاف
الظهور أَي أَنهم أَعِفَّةٌ عن أَموال الناس، فهم ضامرو البطون من أَكلها
خِفافُ الظهورِ من ثِقلِ وِزْرِها.
والمِخْماصُ: كالخَمِيص؛ قال أُمية بن أَبي عائذ:
أَو مُغْزِل بالخَلِّ أَو بجُلَيَّةٍ،
تَقْرُو السِّلام بِشادِنٍ مِخْماصِ
والخَــمْصُ والخَــمَصُ والمَخْــمَصَــة: الجوع، وهو خَلاء البطن من الطعام
جوعاً. والمَخْــمَصــة: المَجاعةُ، وهي مصــدرٌ مثل المَغْضَبَةِ والمَعْتَبةِ،
وقد خَــمَصــه الجوعُ خَــمْصــاً ومَخْــمَصــةً. والخَــمْصــةُ: الجَوْعة. يُقال: ليس
البِطْنةُ خيراً من خَــمْصــةٍ تتبعها. وفلان خَمِيصُ البطنِ عن أَموال
الناس أَي عَفِيفٌ عنها. ابن بري: والمَخامِيصُ خُــمُصُ البطونِ لأَن كثرةَ
الأَكل وعِظَمَ البطنِ مَعِيبٌ.
والأَخْــمَصُ: باطنُ القَدَم وما رَقَّ من أَسْفلها وتجافى عن الأَرض،
وقيل: الأَخْــمَصُ خَصْرُ القدم. قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن قول
عليّ، كرم اللّه وجهه، في الحديث كان رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم،
خُــمْصــانَ الأَخْــمَصَــين، فقال: إِذا كان خَــمَصُ الأَخْــمَصِ بِقَدْرٍ لم
يرتفِع جدّاً ولم يستوِ أَسْفلُ القدمِ جِدّاً فهو أَحسنُ ما يكون، فإِذا
استوى أَو ارتفع جدّاً فهو ذمّ، فيكون المعنى أَن أَخْــمَصَــه مُعْتدل
الخَــمَصِ. الأَزهري: الأَخْــمَصُ من القدم الموضع الذي لا يَلْصَقُ بالأَرض منها
عند الوطءِ. والخُــمْصــانُ: المبالِغُ منه، أَي أَن ذلك الموضع من أَسْفلِ
قدَمِه شديدُ التجافي عن الأَرض. الصحاح: الأَخْــمَصُ ما دخل من باطن
القدم فلم يُصِب الأَرض.
والتَّخامُصُ: التجافي عن الشيء؛ قال الشماخ:
تَخامَصُ عن بَرْدِ الوِشاحِ، إِذا مَشَتْ،
تَخامُصَ جافي الخيلِ في الأَمْعَزِ الوَجِي
وتقول للرجل: تَخامَصْ للرجُلِ عن حَقِّه وتَجافَ له عن حَقِّه أَي
أَعْطِه. وتَخامَصَ الليلُ تَخامُصــاً إِذا رَقَّتْ ظُلْمتُه عند وقت السحَر؛
قال الفرزدق:
فما زِلْتُ حتى صعَّدَتْني حِبالُها
إِليها، ولَيْلي قد تَخامَصَ آخرُهْ
والخَــمْصــةُ: بَطْنٌ من الأَرض صغيرٌ لَيّنُ المَوْطِئِ.
أَبو زيد: والخَــمَصُ الجُرْحُ. وخَــمَصَ الجُرْحُ يَخْــمُصُ خُموصاً
وانْخَــمَصَ، بالخاء والحاء: ذهب ورَمُه كحَــمَصَ وانْحَــمَصَ؛ حكاه يعقوب وعدّه
في البدل؛ قال ابن جني: لا تكون الخاء فيه بدلاً من الحاء ولا الحاء
بدلاً من الخاء، أَلا ترى أَن كل واحد من المثالين يتصرف في الكلام تصرُّفَ
صاحبِه فليست لأَحدهما مَزِيَّةٌ من التصرُّف؟ والعموم في الاستعمال يكون
بها أَصلاً ليست لصاحبه.
والخَمِيصةُ: بَرْنَكانٌ أَسْوَدُ مُعْلَم من المِرْعِزَّى والصُّوفِ
ونحوه. والخَمِيصةُ: كساء أَسْودُ مُرَبَّع له عَلَمانِ فإِن لم يكن
مُعْلماً فليس بخميصة؛ قال الأَعشى:
إِذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ خَمِيصةً
عليها، وجِرْيالَ النَّضِيرِ الدُّلامِصَــا
أَراد شعرها الأَسود، شَبَّهه بالخَمِيصة والخَمِيصةُ سَوْداء، وشبّه
لونَ بَشَرَتِها بالذهب. والنَّضِيرُ: الذهب. والدُّلامِصُ: البَرّاق. وفي
الحديث: جئتُ إِليه وعليه خَمِيصة، تكرر ذكرها في الحديث، وهي ثوبُ خَزٍّ
أَو صُوفٍ مُعلَم، وقيل: لا تسمى خَمِيصة إِلا أَن تكون سَوْداءَ
مُعْلَمة، وكانت من لباس الناس قديماً، وجمعها الخَمائِصُ، وقيل: الخمائص ثيابٌ
من خَزٍّ ثخانٌ سُودٌ وحُمْر ولها أَعْلامٌ ثِخانٌ أَيضاً. وخُماصة: اسم
موضع( ) بهامش الأصل هنا ما نصه: حاشية لي من غير الاصول، وفي الحديث:
صلّى بنا رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، العصر بالمخــمص، هو بميم
مضمومة وخاء معجمة ثم ميم مفتوحتين، وهو موضع معروف. .
مصــح: مَصَــحَ الكِتابُ يَــمْصَــحُ مُصُــوحاً: دَرَسَ أَو قارب ذلك.
ومَصَــحَتِ الدارُ: عَفَتْ. والدارُ تَــمْصَــحُ أَي تَدْرُسُ؛ قال
الطِّرِمَّاحُ:قِفَا نَسَلِ الدِّمَنَ المَاصِحَه،
وهل هي، إِن سُئِلَتْ، بائحه؟
ومَصَــحَ الثوبُ: أَخْلَقَ ودَرَسَ. ومَصَــحَ الضَّرْعُ يَــمْصَــحُ
مُصُــوحاً: غَرَزَ وذهب لبنه. ومَصَــحَ لبنُ الناقة، وَلَّى وذهب. ومَصَــحَ بالشيء
يَــمْصَــحُ مَصْــحاً ومُصُــوحاً: ذهب؛ قال ذو الرمة:
والهَجْرُ بالآل يَــمْصَــح
ومَصَــعَ لبنُ الناقة ومَصَــحَ إِذا ولَّى مُصُــوحاً ومُصُــوعاً. ومَصَــحَ
الشيء مُصُــوحاً: ذهب وانقطع؛ وقال:
قد كادَ من طُولِ البِلى أَن يَــمْصَــحا
وقال الجوهري أَيضاً: مَصَــحْتُ بالشيء ذهبت به؛ قال ابن بري: هذا يدل
على غلط النضر بن شميل في قوله مَصَــحَ الله ما بك، بالصاد، ووجه غلطه أَن
مَصَــح بمعنى ذهب لا يتعدّى إِلا بالباء أَو بالهمزة، فيقال: مَصَــحْتُ به
أَو أَــمْصَــحْتُه بمعنى أَذهبته، قال: والصواب في ذلك ما رواه الهَرَوِيُّ
في الغريبين، قال يقال: مَسَحَ الله ما بك، بالسين، أَي غسلك وطهرك من
الذنوب، ولو كان بالصاد لقالَ: مَصَــح الله بما بك أَو أَــمْصَــحَ الله ما بك.
قال ابن سيده: ومَصَــحَ الله بك مَصْــحاً ومَصَّــحَهُ: أَذهبه. ومَصَــحَ
النباتُ: ولَّى لَوْنُ زَهْرِه. ومَصَــحَ الزهرُ يَــمْصَــحُ مُصــوحاً: ولَّى
لونه، عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:
يُكْسَيْنَ رَقْمَ الفارِسِيِّ، كأَنه
زَهْرٌ تَتابَع لَوْنُه، لم يَــمْصَــحِ
ومَصَــحَ النَّدى يَــمْصَــحُ مُصُــوحاً: رَسَخَ في الثَّرى. ومَصَــح الثَّرَى
مُصُــوحاً إِذا رَسَخَ في الأَرض. ومَصَــحت أَشاعِرُ الفرس إِذا رَسَخَت
أُصولها؛ وقول الشاعر:
عَبْل الشَّوى ماصِحَة أَشاعِرُهْ
معناه رَسَخَتْ أُصُولُ الأَشاعر حتى أَمِنَتْ أَن تنتتف أَو تَنْحَصَّ.
والأَــمْصَــحُ الظلّ: الناقص
(* قوله «والأمصــح الظل الناقص إلخ» وبابه فرح
ومنع كما صرح به القاموس.). ومَصَــحَ الظلُّ مُصــوحاً: قَصُر. ومَصَــحَ في
الأَرض مَصْــحاً: ذهَب؛ قال ابن سيده: والسين لغة.
مصــع: الــمَصْــع: التحريك، وقيل: هو عَدْوٌ شديد يحرك فيه الذنب. ومرّ
يَــمْصَــعُ أَي يُسْرِعُ مثل يَمْزَعُ؛ وأَنشد أَبو عمرو:
يَــمْصَــع في قِطْعةِ طَيْلَسانِ
مَصْــعاً، كَــمَصْــعِ ذكَرِ الوِرْلانِ
ومَصَــعَتِ الدابةُ بذَنَبِها مَصْــعاً: حركته من غير عَدْوٍ، والدابة
تَــمْصَــعُ بذنبها؛ قال رؤبة:
إِذا بَدا مِنْهُنّ إِنْقاضُ النُّقَقْ،
بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَوْنَ من خوْفِ الرَّهَقْ،
يَــمْصَــعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ وَبَقْ
اللوح: العطش، والإِنْقاض: الصوتُ، والنُّقَقُ: الضَّفادِعُ، جمع
نَقُوقٍ، وكان حقه نُقُقٌ ففتح لتوالي الضمتين. وفي حديث زيد بن ثابت: والفتنةُ
قد مَصَــعَتْهم أَي عَرَكَتْهم ونالت منهم؛ هو من الــمَصْــعِ الذي هو الحركة
والضرْبُ. والمُماصَعةُ والــمِصــاعُ: المُجالدَة والمُضارَبةُ. وفي حديث
عبيد ابن عمير في الموقوذة: إِذا مَصَــعَتْ بذَنبها أَي حرّكَتْه وضربَتْ به.
وفي حديث دم الحيض: فَــمَصَــعَتْه بظُفُرِها أَي حرّكته وفَرَكَتْه.
ومَصَــعَ الفرسُ يَــمْصَــعُ مَصْــعاً: مَرَّ مَرًّا خفيفاً. ومَصَــع البعيرُ
يَــمْصَــعُ مَصْــعاً: أَسْرَعَ. ومَصَــعَ الرجُلُ في الأَرض يَــمْصَــعُ مَصْــعاً
وامْتَصَعَ إِذا ذهب فيها؛ قال الأَغلب العجلي:
وهُنَّ يَــمْصَــعْنَ امْتِصاعَ الأَظْبِ،
مُتَّسِقاتٍ كاتِّساقِ الجَنْبِ
ومَصَــعَ لبنُ الناقة منه يَــمْصَــعُ مُصُــوعاً؛ الآتي والــمصــدر جميعاً عن
اللحياني: ذهب، فهي ماصِعةُ الدَّرِّ. وكلّ شيء ولَّى وقد ذهَب، فقد
مَصَــعَ. وأَــمْصَــعَ الرجلُ إِذا ذهَب لبَنُ إِبِلِه. وأَــمْصَــعَ القومُ: مَصَــعَتْ
أَلْبانُ إِبِلِهم، ومَصَــعَت إِبلهم: ذهَبَت أَلبانُها؛ واستعاره بعضهم
للماء فقال أَنشده اللحياني:
أَصْبَحَ حوْضاكَ، لِمَنْ يَراهما،
مُسَمِّلَيْنِ ماصِعاً قِراهُما
ومَصَــعَ البردُ أَي ذهَب. ومَصَــعْتُ ضَرْعَ الناقةِ إِذا ضَرَبْتَه
بالماءِ البارِدِ. والــمَصْــعُ: القِلّةُ. ومَصَــعَ الحوْضَ بماء قليل: بَلَّه
ونضحَه. ومَصَــعَ الحوضُ إِذا نَشِفَ ماؤه. ومَصَــعَ ماءُ الحوض إِذا
نَشَّفَه الحوضُ. ومَصَــعَت الناقةُ هُزالاً، قال: وكلُّ مُولٍّ ماصِعٌ.
والــمَصْــعُ: السوْقُ. ومَصَــعَه بالسوط: ضرَبه ضرَباتٍ قليلةً ثلاثاً أَو أَربعاً.
والــمصْــع: الضرْبُ بالسيف، ورجل مَصِــعٌ؛ وأَنشد:
رُبْ هَيْضَلٍ مَصِــعٍ لَفَفْتُ بِهَيْضَلِ
والمُماصَعةُ: المُقاتَلةُ والمُجالَدة بالسيوف؛ وأَنشد القُطامي:
تَراهُم يَغْمِزُونَ مَنِ اسْتَرَكُّوا،
ويَجْتَنِبُونَ مَنْ صَدَقَ الــمِصــاعا
وفي حديث ثقِيفٍ: تركوا الــمِصــاعَ أَي الجِلادَ والضِّرابَ: وماصَعَ
قِرْنَه مُماصَعةً ومِصــاعاً: جالَده بالسيف ونحوه؛ وأَنشد سيبويه للزبرقان:
يَهْدِي الخَمِيسَ نِجاداً في مَطالِعِها،
إِمّا الــمِصــاعُ، وإِمّا ضَرْبةٌ رُعبُ
وأَنشد الأَصمعي يصف الجواري:
إِذا هُنَّ نازَلْنَ أَقْرانَهُنَّ،
وكان الــمِصــاع في الجُؤَنْ
يعني قتال النساءِ الرجالَ بما عليهن من الطيب والزينة. ورجل مَصِــعٌ:
مقاتل بالسيف؛ قال:
ووراء الثَّأْرِ مِنِّي ابن أُخْتٍ
مَصِــعٌ، عُقْدَتُه ما تُحَلُّ
والــمَصِــعُ: الغلامُ الذي يَلْعَب بالمِخْراقِ. ومَصَــعَ البرْعقُ أَي
أَوْمَضَ. قال ابن الأَعرابي: وسئل أَعرابي عن البرق فقال: مَصْــعةُ مَلَكٍ
أَي يَضْرِبُ السحابةَ ضَرْبةً فَتَرى النِّيرانَ. وفي حديث مجاهد: البرْقُ
مَصْــعُ مَلَكٍ يسُوقُ السحابَ أَي يضرب السحاب ضربة فتَرى البرْقَ
يَلْمَعُ، وقيل: معناه في اللغة التحريك والضرب فكأَن السوط يقع به للسحاب
وتحريك له. والماصِعُ: البَرَّاقُ، وقيل المُتَغيرُ؛ ومنه قول ابن مقبل:
فأَفْرَغْنَ من ماصِعٍ لوْنُه
على قُلُصٍ يَنْتَهِبْنَ السِّجالا
هكذا رواه أَبو عبيد؛ والرواية: فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ، لأَن قبله:
فأَوْرَدْتُها مَنْهَلاً آجِناً،
نُعاجِلُ حِلاًّ به وارْتِحالا
ويروى: نُعالِجُ؛ قوله فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ لوْنُه أَي سَقَيْتُها من
ماء خالص أَبيض له لَمَعانٌ كَلَمْعِ البرق من صَفائِه، والسِّجالُ: جمع
سَجْلٍ للدَّلْوِ. وقال الأَزهري في ترجمة نصع عند ذكر هذا البيت: وقد
قال ذو الرمة ماصِع فجعله ماء قليلاً. وقال شمر: ماصِعٌ يريد ناصِعٌ، صير
النون ميماً؛ قال الأَزهري: وقد قال ابن مقبل في شِعْرٍ له آخَرَ فجعل
الماصِعَ كَدراً فقال:
عَبَّتْ، بِمِشْفَرِها وفضْلِ زِمامِها،
في فَضْلةٍ من ماصِعٍ مُتَكَدِّرِ
والــمَصِــعُ: الشيْخُ الزَّحّارُ. قال الأَزهريّ: ومن هذا قولهم قَبَّحَه
اللهُ وأُمًّا مَصَــعَتْ به وهو أَن تُلْقِيَ المرأَةُ ولدَها بزَحْرةٍ
واحدةٍ وتَرْمِيَه. ومَصَــعَ بالشيء: رمى به. ومَصَــعَ الطائرُ بذَرْقِه
مَصْــعاً: رمى. وقال الأَصمعي: يقال مَصَــعَتِ الأُمّ بولدها وأَــمْصَــعَت به،
بالأَلف، وأَخْفَدَت به وحَطَأَتْ به وزَكَبَت به. ومَصَــعَ بسَلْحِه
مَصْــعاً: رمى به من فَرَقٍ أَو عَجَلةٍ، وقيل: كلُّ ما رُمِيَ به فقد مُصِــعَ
به مَصْــعاً؛ وقوله أَنشده ثعلب ولم يفسره:
تَرى أَثَرَ الحيّاتِ فيها، كأَنَّها
مَماصِعُ وِلْدانٍ بقُضْبانِ إِسْحِلِ
قال ابن سيده: وعندي أَنها المَرامي أَو المَلاعِبُ أَو ما أَشْبَه ذلك.
والــمَصُــوعُ: الفَرُوقُ.
والــمُصْــعُ والــمُصَــعُ: حَمْلُ العَوْسَجِ وثَمَرُه، وهو أَحمر يؤكل،
الواحدة مُصْــعةٌ ومُصَــعة، يقال: هو أَحمر كالــمُصَــعَةِ يعني ثمرة العوْسَجِ،
ومنه ضَرْبٌ أَسود لا يؤكل على أَرْدإِ العَوْسَجِ وأَخْبَثِه شوْكاً؛ قال
ابن بري: شاهد الــمُصَــعِ قول الضبّيّ:
أَكانَ كَرِّي وإِقْدامي بِفي جُرَذٍ،
بين العَواسِجِ، أَحْنى حَوْلَه الــمُصَــعُ؟
والــمُصْــعةُ والــمُصَــعةُ مثال الهُمَزة: طائر صغير أَخضرُ يأْخذه الفخ؛
والأَخيرة عن كراع؛ ويروى قول الشمّاخِ يصِفُ نَبْعةً:
فَمَظَّعَها شَهْرَيْن ماءَ لِحائِها،
ويَنْظُرُ فيها أَيَّها هو غامِزُ
بالصاد غير معجمة؛ يقول: ترَك عليها قِشْرها حتى جَفَّ عليها لِيطُها،
وأَيَّها منصوب بغامِزٌ، والصحيح في الرواية فمَظَّعَها أَي شَرَّبَها ماءَ
لِحائِها، وهو فِعْلٌ مُتَعَدٍّ إِلى مفعولين كَشَرَّبَ. وفي نوادر
الأَعراب: يقال أَنْصَعْتُ له بالحقّ وأَــمْصَــعْتُ وعَجَّرْتُ وعَنَّقْتُ إِذا
أَقرّ به وأَعطاه عفواً.
غــمص: غَــمَصَــه وغَــمِصَــه يَغْــمِصُــه ويَغْــمَصُــه غَــمْصــاً واغْتَــمَصَــه:
حَقَّرَه واسْتَصْغَره ولم يره شيئاً، وقد غَــمِصَ فلانٌ يَغْــمَصُ غَــمَصــاً، فهو
أَغْــمَصُ. وفي حديث مالك بن مُرَارة الرَّهَاوِيّ: أَنه أَتى النبيَّ،
صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: إِني أُوتِيتُ من الجَمالِ ما تَرى فما
يسُرُّني أَن أَحداً يَفْضُلني بشِرَاكي فما فوقها فهل ذلك من البَغْي؟ فقال
رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: إِنما ذلك مَنْ سَفِهَ الحقَّ
وغَمَطَ الناس، وفي بعض الرواية: وغَــمَصَ الناسَ أَي احْتَقَرهم ولم يَرَهم
شيئاً. وفي حديث عمر أَنه قال لقَبِيصة بن جابر حين اسْتَفْتاه في قَتْلِه
الصيدَ وهو مُحْرِم قال: أَتَغْــمِصُ الفُتْيا وتقْتُل الصيدَ وأَنتَ
مُحْرم؟ أَي تحتقر الفتيا وتَسْتَهِينُ بها. قال أَبو عبيد وغيره: غَــمَصَ فلان
الناس وغَمَطهم وهو الاحتقار لهم والازْدِراءُ بهم، ومنه غَــمْصُ النعمة.
وفي حديث عليّ: لما قَتَلَ ابنُ آدمَ أَخاه غَــمَصَ اللّهُ الخلقَ، أَراد
نَقَصَهم من الطول والعرض والقوّة والبَطْش فصغّرهم وحقَّرهم. وغَــمَصَ
النعمة غَــمْصــاً: تهاوَنَ بها وكفَرَها وازْدَرَى بها. واغْتَــمَصْــت فلاناً
اغْتِماصاً: احتقرته. وغَــمَصَ عليه قولاً قاله: عابَه عليه. وفي حديث
الإِفك: إِن رأَيتُ منها أَمْراً أَغْــمِصُــه عليها أَي أَعِيبُها به
وأَطْعَنُ به عليها.
ورجلٌ غَــمِصٌ على النسب: عَيّاب. ورجل مَغْموص عليه في حَسبَه أَو في
دِينِه ومَغْموزٌ أَي مطعون عليه. وفي حديث توبة كعب: إِلاَّ مَغْموصاً
عليه بالنِّفَاق أَي مطعوناً في دِينه متَّهماً بالنفاق.
والغَــمَصُ في العين: كالرَّــمَص. وفي حديث ابن عباس: كان الصبيان
يُصْبِحُون غُــمْصــاً رُــمْصــاً ويُصْبِح رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم،
صَقِيلاً دَهِيناً يعني في صِغَره؛ وقيل: الغَــمَصُ ما سالَ والرَّــمَصُ ما
جَمَدَ، وقيل: هو شيء تَرْمِي به العينُ مثل الزَّبَدِ، والقطعة منه غَــمَصــة،
وقد غَــمِصَــت عينُه، بالكسر، غَــمَصــاً. ابن شميل: الغَــمَصُ الذي يكون مثل
الزبد أَبيض يكون في ناحية العين، والرَّــمَصُ الذي يكون في أُصول
الهُدْب.وقال: أَنا مُتَغَــمِّصٌ من هذا الخبر ومتوصِّمٌ ومُمْدَئِلٌّ ومرنّحٌ
ومُغَوثٌ، وذلك إِذا كان خبراً يسُرّه ويخاف أَن لا يكون حقّاً أَو يخافه
ويسره.
والشِّعْرَى الغَمُوص والغُمَيْصاء ويقال الرميصاء: من منازل القمر، وهي
في الذراع أَحد الكوكبين، وأُخْتُها الشعرى العَبُور، وهي التي خَلْف
الجوزاءِ، وإِنما سميت الغُمَيْصاء بهذا الاسم لصِغرَها وقلة ضوئها من
غَــمَصِ العين، لأَن العين إِذا رَــمِصَــت صَغُرت. قال ابن دريد: تزعم العرب في
أَخبارها أَن الشِّعْرَيَين أُخْتا سُهَيْلٍ وأَنها كانت مجتمعة،
فانحدَرَ سُهَيْلٌ فصار يمانيّاً، وتَبِعَتْه الشعرى اليمانية فعَبَرت البحرَ
فسُمِّيت عبُوراً، وأَقامت الغُمَيصاءُ مكانَها فبَكَتْ لِفَقْدِهما حتى
غَــمِصــت عينُها، وهي تصغير الغَــمْصــاء، وبه سميت أُم سليم الغَــمْصــاء، وقيل:
إِن العَبُور ترىى سُهَيلاً إِذا طلَع فكأَنّها تَسْتَعْبر، والغُمَيصاء
لا تراه فقد بَكتْ حتى غَــمِصــت، وتقول العرب أَيضاً في أَحاديثها: إِن
الشعرى العَبور قطعت المَجَرَّةَ فسميت عَبُوراً، وبكت الأُخرى على إِثْرها
حتى غَــمِصَــت فسميت الغُمَيصاء. وفي الحديث في ذكر الغُمَيصاء: هي الشعرى
الشاميّةُ وأَكبرُ كوكبي الذراع المقبوضة. والغُمَيْصاءُ: موضع بناحية
البحر. وقال الجوهري: الغُمَيْصاء اسم موضع، ولم يُعَيّنْه. قال ابن بري:
قال ابن ولاّد في المقصور والممدود في حرف الغين: والغُمَيْصاء موضع، وهو
الموضع الذي أَوْقَعَ فيه خالدُ بنُ الوليد ببَني جَذِيمةَ من بني كنانة؛
قالت امرأَة منهم:
وكائِنْ تَرى يوم الغُمَيْصاء من فَتىً
أُصِيبَ، ولم يَجْرَحْ، وقد كان جارحا
وأَنشد غيره في الغُمَيْصاء أَيضاً:
وأَصبحَ عنّي بالغُمَيْصاء جالساً
فَرِيقانِ: مسؤولٌ، وآخَرُ يَسْأَلُ
قال ابن بري: وفي إِعرابه إِشكال وهو أَن قوله فريقان مرفوع بالابتداء
ومسؤول وما بعده بدل منه وخبرُ المبتدإ قولهُ بالغُمَيْصاء وعني متعلق
بيسأَل وجالساً حال والعامل فيه يسأَل أَيضاً، وفي أَصبح ضمير الشأْن
والقصة، ويجوز أَن يكون فريقان اسمَ أَصبح وبالغميصاء الخبر، والأَول أَظهر.
والغُمَيْصاءُ: اسم امرأَة.
قــمص: القميص الذي يلبس معروف مذكر، وقد يُعْنى به الدرع فيؤنث؛ وأَنثه
جرير حين أَراد به الدرع فقال:
تَدْعُو هوازنَ والقميصُ مُفاضةٌ،
تَحْتَ النّطاقِ، تُشَدُّ بالأَزرار
والجمع أَقْــمِصــةَ وقُــمُصٌ وقُــمْصــانٌ. وقَــمَّص الثوبَ: قَطَعَ منه
قميصاً؛ عن اللحياني. وتَقَــمَّصَ قميصَه: لَبسه، وإِنه لَحَسن الْقِــمْصــة؛ عن
اللحياني. ويقال: قَــمَّصْــتُهُ تقميصاً أَي أَلبستُه فتَقَــمَّص أَي لَبِس.
وروى ابن الأَعرابي عن عثمان أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، قال له:
إِن اللّه سَيُقَــمِّصُــك قميصاً وإِنك سَتُلاصُ على خَلْعِهِ فإِياك
وخَلْعَه، قال: أَراد بالقميص الخلافة في هذا الحديث وهو من أَحسن الاستعارات.
وفي حديث المَرْجُوم: إِنه يَتَقَــمَّص في أَنهار الجنة أَي يَتَقَلَّب
ويَنْغَمِس، ويروى بالسين، وقد تقدم. والقميص: غِلاف القلب. قال ابن سيده:
وقَمِيصُ القلب شحمه أُراه على التشبيه.
والقِماص: أَن لا يَسْتَقر في موضع تراه يَقْــمِصُ فيَثِب من مكانه من
غير صبر. ويقال للقَلِقِ: قد أَخذه القِماص. والقَماص والقُماص: الوثب،
قــمَصَ يَقْــمُص ويَقْــمِص قُماصاً وقِماصاً. وفي المثل: أَفلا قِماص بالبعير؛
حكاه سيبويه، وهو القِــمِصَّــى أَيضاً؛ عن كراع.
وقَــمَص الفرسُ وغيرُه يقــمُص ويقــمِص قَــمْصــاً وقِماصاً أَي اسْتَنَّ وهو
أَن يرفع يديه ويطرحهما معاً ويَعْجِنَ برجليه. يقال: هذه دابة فيها
قِماص، ولا تقل قُماص، وقد ورد المثل المتقدم على غير ذلك فقيل: ما بالعَيْر
من قِماص، وهو الحِمار؛ يُضْرَب لمن ذَلّ بعد عز. والقَمِيص: البِرْذَوْن
الكثير القِماصِ والقُماص، والضم أَفصح. وفي حديث عمر: فَقَــمَص منها
قَــمْصــاً أَي نَفَر وأَعرض. وفي حديث عليّ: أَنه قَضَى في القارِصَة
والقامِصَــة والواقِصَة بالدية أَثلاثاً؛ القامِصَــة النافِرَة الضاربة برجلها، وقد
ذكر في قرص. ومنه حديث الآخر: قَــمَصَــت بأَرْجُلِها وقنصت بأَحْبُلها. وفي
حديث أَبي هريرة: لتَقْــمِصَــنَّ بكم الأَرضَ قُماص البَقَر، يعني
الزلزلة. وفي حديث سليمان ابن يسار: فقَــمَصَــت به فصرَعَتْه أَي وثَبَت ونَفَرَت
فأَلْقَتْه. ويقال للفرس: إِنه لقامِص العُرْقُوب، وذلك إِذا شَنِج
نَساهُ فَقَــمَصَــتْ رِجْلُه. وقَــمَصَ البَحْرُ بالسفينة إِذا حرَّكها
بالموج.ويقال للكذاب: إِنه لَقَموص الحَنْجَرَة؛ حكاه يعقوب عن كراع.
والقَــمَص: ذُبابٌ صِغار يَطير فوق الماء، واحدته قــمَصَــة. والقَــمَصُ:
الجَراد أَوَّلَ ما تَخْرُجُ من بيضه، واحدته قــمَصَــة.
دمص: الدَّــمْصُ: الإِسْراعُ في كل شيء، وأَصله في الدجاجة، يقال:
دَــمَصَــت بالكَيْكةِ. ويقال للمرأَة إِذا رَمَت ولدها بِزَجْرة واحدة: قد
دَــمَصَــت به وزَكَبَت به. ودَــمَصَــت الناقةُ بولدها تَدْــمص دَــمْصــاً: أَزْلَقَتْه.
ودَــمَصَــت الكلبة بِجرْوِها: أَلْقَتْه لغير تمام. التهذيب: يقال دَــمَصَــت
الكلْبةُ ولدها إِذا أَسْقَطته، ولا يقال في الكلاب أَسْقَطَت. ودَــمَصَــت
السِّبَاعُ إِذا ولدت ووَضَعَتْ ما في بطونها.
والدَّــمَصُ: رِقَّةُ الحاجِبِ من أُخُرٍ وكَثافَتُه مِنْ قُدُمٍ، رجل
أَدْــمَصُ؛ ودَــمِصَ رأْسُه: رَقّ شعرُه. والدَّــمَصُ: مصــدر الأَدْــمَصِ، وهو
الذي رَقّ حاجبُه من أُخُرٍ وكَثُفَ من قُدُمٍ، أَو رَقّ من رأْسِه موضعٌ
وقلَّ شعرُه، وربما قالوا: أَدْــمَصَ الرأْسُ إِذا رقّ منه موضع وقلّ
شعرُه.
والدِّــمْص، بكسر الدال: كلُّ عِرْق من أَعراق الحائط ما عدا العِرْق
الأسفل فإِنه رِهْصٌ.
والدُّمَيْصُ: شجر؛ عن السيرافي.
والدَّوْــمَصُ: البَيْضُ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد لغادية الدُّبَيْريّة في ابنها
مُرْهِب:
يا لَيْتَهُ قد كان شيْخاً أَدْــمَصــا،
تُشَبَّه الهمامةُ منه الدَّوْــمَصــا
ويروى: الدَّوْفَصا، وقد تقدم ذكر الدَّوْفَص. أَبو عمرو: يقال
للبَيْضةِ الدَّوْــمصــةُ. الجوهري: والدَّوْــمَصُ بَيْضةُ الحديد.
شــمص: شَــمَصَــه ذلك يَشْــمُصُــه شُمُوصاً: أَقْلَقَه. وقد شَــمَصَــتْني
حاجَتُكَ أَي أَعْجَلَتْنِي، وقد أَخذَه من الأَمر شُمَاصٌ أَي عَجَلةٌ.
وشــمَّصَ الإِبلَ: ساقَها وطرَدَها طرْداً عَنِيفاً، وشَــمَّصَ الفرسَ: نَخَسَه
أَو نَزَّقَه لِيَتَحَرَّكَ؛ قال:
وإِنّ الخَيْلَ شَــمَّصَــها الوَلِيدُ
الليث: شَــمَصَ فلانٌ الدوابَّ إِذا طردها طرداً عنيفاً. فأَما
التَّشْمِيصُ: فأَنْ تَنْخُسَه حتى يَفْعل فِعْلَ الشَّمُوصِ. قال ابن بري: وذكر
كراع في كتاب المنضّد شَــمَصَــت الفَرَسُ وشَمَسَتْ واحد. والشِّمَاصُ
والشِّمَاسُ، بالسين والصاد، سواءٌ. ودابَّةٌ شَمُوصٌ: نَفُور كشَمُوسٍ. وحادٍ
شَموصٌ: هَذَّاف؛ قال:
وساقَ بَعِيرَهم حَادٍ شَمُوصُ
والمَشْمُوصُ: الذي قد نُخِسَ وحُرِّك، فهو شاخصُ البصر؛ وأَنشد:
جاؤوا من الــمِصْــرَينِ باللُّصُوصِ،
كلّ يتيمٍ ذي قَفاً مَحْصُوصِ
ليس بذي بَكْرٍ ولا قَلوصِ،
بِنَظَرٍ كنَظَرِ المَشْمُوصِ
والإِشْمَاصُ: الذُّعْرُ؛ قال رجل من بني عِجْل:
أَشْــمَصَــتْ لَمّا أَتانا مُقْبلا
التهذيب: الانْشِمَاصُ الذُّعْرُ؛ وأَنشد:
فانْشَــمَصَــتْ لمّا أَتاها مُقْبِلا،
فهابَها فانْصاعَ ثم وَلْوَلا
ونسبه ابن بري للأَسود العِجْلي؛ وأَنشد لآخر:
وأَنْتُمْ أَُناسٌ تُشْــمِصُــونَ من القَنَا،
إِذا مارَ في أَعْطافِكمْ وتأَطَّرَا
وجارية ذاتُ شِمَاصٍ وملاصٍ: ذكرها في ترجمة ملص. ابن الأَعرابي: شَــمَصَ
إِذا آذَى إِنْساناً حتى يَغْضَب. والشَّمَاصَاء: الغِلَظ واليُبْس من
الأَرض كالشَّصَاصاءِ.
مصــد: الــمَصْــدُ والمَزْدِ والــمَصــادُ: الهَضْبةُ العالية الحمراء، وقيل:
هي أَعْلى الجَبَل؛ قال الشاعر:
إِذا أَبْرَزَ الرَّوْعُ الكَعابَ فإِنَّهُمْ
مَصــادٌ، لِمَنْ يَأْوِي إِليهم، ومَعْقِلُ
والجمع أَــمْصِــدةٌ ومُصــدانٌ. الأَصمعي: الــمُصْــدانُ أَعالي الجِبالِ،
واحدها مَصــادٌ. قال الأَزهري: ميم مَصــادٍ ميم مَفْعَلٍ وجُمِع على مِصْــدانٍ
كما قالوا مَصِــيرٌ ومُصْــرانٌ، على توهم أَن الميم فاء الفِعل. والــمَصْــدُ:
البَرْد؛ وما وجدنا لها العامَ مَصْــدةً ومَزْدةً، على البدل، تبدل الصاد
زاياً، يعني البرد؛ وقال كراع: يعني شدة البرْد وشدة الحرّ، ضد. وما
أَصابتنا العامَ مَصْــدة أَي مَطْرة. والــمَصْــد: الرَّعْد. والــمَصْــد: المطر.
قال أَبو زيد: يقال: ما لها مَصْــدَة أَي ما للأَرض قُرٌّ ولا حرّ. ومَصَــدَ
الرِّيقَ: مصَّــه. ابن الأَعرابي: الــمَصْــدُ الــمَصُّ؛ مَصَــدَ جاريته
ورَفَّها ومَصَّــها ورَشَفها بمعنى واحد. الليث: الــمَصْــدُ: الجماع. يقال: مَصَــد
الرجل جاريته وعَصَدها إِذا نكحها؛ وأَنشد:
فَأَبِيتُ أَعْتَنِقُ الثُّغُورَ، وأَتَّقى
عَنْ مَصْــدِها، وشِفاؤُها الــمَصْــدُ
قال الرياشي: الــمَصْــدُ البَرْد، ورواه وأَنتفي عن مصــدها أَي أَتَّقي.
مصــل: الــمَصْــل: معروف. والــمُصُــولُ: تمَيُّزُ الماء عن الأَقِطِ. واللبنُ
إِذا عُلِّق مَصَــل ماؤه فقَطر منه، وبعضهم يقول مَصْــلة مثل أَقْطة.
المحكم: مَصَــل الشيءُ يَــمْصُــل مصْــلاً ومُصــولاً قطَر. ومَصَــلَتِ اسْتُه أَي
قطرَت. والــمَصْــل والــمُصــالة: ما سال من الأَقِط إِذا طُبخ ثم عصر. أَبو زيد:
الــمَصْــل ماءُ الأَقِط حينَ يُطبخ ثم يُعْصر، فعُصارةُ الأَقِط هي
الــمَصْــل. الجوهري: ومَصْــلُ الأَقِط عملُه، وهو أَن تجعله في وِعاء خُوصٍ أَو
غيره حتى يقطُر ماؤه، والذي يَسِيل منه الــمُصــالةُ، والــمُصــالةُ: ما قطر من
الحُبِّ. ومصَــلَ اللبَنَ يــمْصُــله مَصْــلاً إِذا وضعه في وِعاء خوص أَو خِرَق
حتى يقطر ماؤه، وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً. وأَــمْصَــلَ الراعي
الغنمَ إِذا حلبها واستَوْعب ما فيها. والــمُصــولُ: تمييزُ الماء من
اللبن. ولبنٌ ماصِلٌ: قليل. وشاة مُــمْصِــلٌ ومِــمْصــالٌ: يَتزايَلُ لبنُها في
العُلْبة قبل أَن يُحْقَن.
والمُــمْصِــلُ من النساء: التي تُلْقي ولدَها مُضْغة. وقد أَــمْصَــلَت
المرأَة أَي أَلقت ولدها وهو مضغة. ابن السكيت: يقال قد أَــمْصَــلْتَ بِضاعةَ
أَهلِك إِذا أَفسدتها وصرَفْتها فيما لا خير فيه، وقد مَصَــلَتْ هي. ابن
الأَعرابي: المِــمْصَــل الذي يُبَذِّرُ ماله في الفساد. والمِــمْصَــل أَيضاً:
راووق الصبَّاغ. وأَــمْصَــلَ مالَه أَي أَفسده وصرَفه فيما لا خير فيه؛ وقال
الكلابي يعاتب امرأَته:
لعَمْري لقد أَــمْصَــلْتِ ماليَ كلَّه،
وما سُسْتِ من شيء فربُّكِ ماحِقُه
والماصِلةُ: المُضَيِّعة لمتاعها وشيئها. ويقال: أَعْطى عطاء ماصِلاً
أَي قليلاً. وإِنه ليحلُب من الناقة لبناً ماصِلاً أَي قليلاً. وقال سليم
بنالمغيرة: مَصَــل فلانٌ لفلان من حقِّه إِذا خرج له منه. وقال غيره: ما
زِلت أُطالبُه بحقِّي حتى مَصَــل به صاغراً. ومَصَــل الجُرْحُ أَي سال منه
شيء يسير. وحكى ابن بري عن ابن خالويه: الماصِلُ ما رَقَّ من الدَّبوقاءِ،
والجُعْمُوسُ ما يَبِس منه.