Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مد

تاريخ: القاضي، تقي الدين: محمد بن أحمد الفاسي

تاريخ: القاضي، تقي الدين: محــمد بن أحــمد الفاسي
المتوفى: سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة.
وهو: المسمى: (بشفاء الغرام، بأخبار البلد الحرام).
في ثلاث مجلدات.
وله: مختصره، المسمى: (بتحفة الكرام).
مجلد.
وله: (العقد الثمين، في تاريخ البلد الأمين).
على الحروف.
في ست مجلدات.
ومختصره، المسمى: (بعجالة القرى، للراغب في تاريخ أم القرى).
كلها: يأتي في محالها.
وتاريخ: الشريف: زيد بن هاشم بن علي الحسني، وزير الــمدينة.
وكان حياً: في حدود سنة ست وسبعين وستمائة.
ذكره الفاسي في: (تحفة الكرام، وشفاء الغرام).
وقال: ولم أقف على هذا التاريخ.
ومنها: (إتحاف الورى، بأخبار أم القرى).
للنجم بن فهد.
سبق.
وتاريخ: ولده، العز: عبد العزيز بن فهد.
ومنها: (الإعلام، بأعلام بلد الله الحرام).
للقطب المكي.
وترجمته.
وتاريخ: حفيده: عبد الكريم بن محــمد القطبي.
و (الإشارة والإعلام، ببناء الكعبة البيت الحرام).
للمقريزي.
و (تاريخ: بنائها الأخير).
وهو: العمارة الحادية عشر.
للشيخ: إبراهيم الميموني، المصري.
وهو: كتاب مفيد.
في مجلد.
وفيه أيضا: (تاريخ مختصر).
للشيخ: محــمد بن علي بن علان الصديقي، الشافعي، المكي.
أوله: (الحــمد لله الذي له الملك والقهر...).
ذكر فيه: أنه لما تم (تاريخه الكبير) في قصة السيل الذي سقط منه بيت الله الحرام، أشار إليه بعض الأعيان بتجريد ما وقع في عمارة البيت، فكتب الوقائع يوما فيوما.
ومنها: (التحفة اللطيفة).
لجار الله بن فهد.
و (نبأ الأنبه، في بناء الكعبة).
لابن حجر.
و (نزهة الورى، في أخبار أم القرى).
لابن النجار.
و (فضائل مكة).
لجماعة.
و (الوصل والمنى، في فضل منى).
لصاحب (القاموس).
و (الأخبار المستفادة، فيمن ولي مكة من آل قتادة).
لابن ظهيرة.
و (تمكين المقام).
لعلي دده.
يأتي: كلها في محلها.

ألغاز: شمس الدين: محمد بن محمد بن الجزري

ألغاز: شمس الدين: محــمد بن محــمد بن الجزري
المتوفى: سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة.
وهو: همزية.
في: القراءة.
أولها: (سألتكم يا مقري الأرض كلها... الخ).
ثم شرحها.
وسماه: (العقد الثمين).

عمد

ع م د: (الْعَمُودُ) عَمُودُ الْبَيْتِ وَجَمْعُهُ فِي الْقِلَّةِ (أَعْــمِدَــةٌ) وَفِي الْكَثْرَةِ (عَــمَدٌ) بِفَتْحَتَيْنِ وَ (عُــمُدٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {فِي عَــمَدٍ مُــمَدَّــدَةٍ} [الهمزة: 9] وَسَطَعَ (عَمُودُ) الصُّبْحِ. وَ (الْعِمَادُ) بِالْكَسْرِ الْأَبْنِيَةُ الرَّفِيعَةُ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَالْوَاحِدَةُ عِمَادَةً. وَ (عَــمَدَ) لِلشَّيْءِ قَصَدَ لَهُ أَيْ (تَعَــمَّدَ) وَهُوَ ضِدُّ الْخَطَإِ. وَ (عَــمَدَ) الشَّيْءَ (فَانْعَــمَدَ) أَيْ أَقَامَهُ بِعِمَادٍ يَعْتَــمِدُ عَلَيْهِ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَ (عَمُودُ) الْقَوْمِ وَ (عَمِيدُهُمْ) سَيِّدُهُمْ. وَ (الْعُــمْدَــةُ) بِالضَّمِّ مَا يُعْتَــمَدُ عَلَيْهِ. وَ (اعْتَــمَدَ) عَلَى الشَّيْءِ اتَّكَأَ. وَاعْتَــمَدَ عَلَيْهِ فِي كَذَا اتَّكَلَ. 
(ع م د) : (الْعَمُودُ) مَا يُتَّخَذُ مِنْ الْحَدِيدِ فَيُضْرَبُ بِهِ وَجَمْعُهُ أَعْــمِدَــة (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الصُّورَةُ عَلَى الْمَسَارِجِ وَالْأَعْــمِدَــةِ وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَة تَصْحِيفٌ (وَالْعَمُودُ) أَيْضًا عَمُودُ الْخَيْمَةِ (وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) أَيُّمَا جَالِبٍ جَلَبَ عَلَى عَمُودِ بَطْنِهِ فَإِنَّهُ يَبِيعُ أَنَّى شَاءَ وَمَتَى شَاءَ يَعْنِي الظَّهْرَ لِأَنَّهُ قِوَامُ الْبَطْنِ وَمِسَاكُهُ (وَعَنْ اللَّيْثِ) هُوَ عِرْقٌ يَمْتَدُّ مِنْ الرَّهَابَةِ إلَى السُّرَّةِ (قَالَ) أَبُو عُبَيْدٍ هَذَا مَثَلٌ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ يَأْتِي بِهِ فِي تَعَبٍ وَمَشَقَّةٍ لَا أَنَّهُ يَحْمِلهُ عَلَى الظَّهْرِ أَوْ عَلَى هَذَا الْعِرْقِ (وَالْمَعْمُودِيَّة) مَاءٌ لِلنَّصَارَى أَصْفَرُ كَانُوا يَغْمِسُونَ بِهِ أَوْلَادَهُمْ وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ ذَلِكَ تَطْهِيرٌ لِلْمَوْلُودِ كَالْخِتَانِ لِغَيْرِهِمْ وَلَمْ أَسْمَع هَذَا إلَّا فِي التَّفْسِيرِ.
[عــمد] نه: زوجي رفيع "العماد"، أي عماد بيت شرفه، والبيت توضع موضع الشرف في النسب والحسب، والعماد والعمود خشبة يقوم عليها البيت. ومنه ح: يأتي به أحدهم على "عمود" بطنه، أي ظهره لأنه يمسك البطن ويقويه فصار كالعمود له، وقيل: أراد أنه يأتي على تعب ومشقته وإن لم يكن على ظهره، وهو مثل، وقيل: عمود البطن عرق يمتد من الرهابة إلى دوين السرة فكأنما حمله عليه. ج: جلب على "عمود" كبده، أي ظهره وذلك أنه يأتي به على تعب وإن لم يكن جارية على ظهره، وسمي الظهر عمودًا لأنه يعــمدها أي يقيمها ويحفظها. نه: وقال أبو جهل حين قتل "أعــمد" من رجل قتله قومه! أي هل زاد على رجل قتله قومه وهل كان إلا هذا! أي ليس عليه بعار، وقيل: أعــمد بمعنى أعجب من رجل قتله قومه، وقيل: أعــمد بمعنى أغضب، وقيل: معناه أتوجع وأشتكي، من عــمدني الأمر فعــمدت أي أوجعني فوجعت، والمراد أن يهون على نفسه ما حل به من الهلاك وأنه ليس بعار عليه أن يقتله قومه. وفي ح نادبةوا عمراه! أقام الأود وشفا "العــمد"، هو بالحركة ورم ودبر يكون في البدن، أرادت أنه أحسن السياسة. ومنه ح: لله بلاء فلان فلقد قوم الأود وداوى "العــمد". وفيه: كم أداريكم كما يداري البكار "العــمدة"، هو جمع بكر الفتى من الإبل، والعــمدة من العــمد الورم والدبر، وقيل: هي التي كسرها ثقل حملها. وفي ح الحسن في طالب العلم: و"أعــمدتاه" رجلاه، أي صيرتاه عميدًا وهو مريض لا يستطيع أن يثبت على المكان حتى يعــمد من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليهما، من عــمدت الشيء: أقمته، وأعــمدته: جعلت له عمادًا، وأعــمدتاه كأكلوني البراغيث. ك: "فعــمد" الخضر، هو من ضرب. وح صلاته صلى الله عليه وسلم في الكعبة: جعل "عمودًا" عن يساره و"عمودًا" عن يمينه، العمود جنس يشمل الواحد والاثنين لما في أخرى: وعمودين عن يمينه، إذ هي ثلاثة فلابد من كونه في أحد الطرفين اثنين، أو يقال: الأعــمدة الثلاثة لم تكن على سمت واحد بل عمودان سامتان والثالث على غير سمته. وأهل "عمود"، أي كانوا بدويين غير مقيمين في بلد. وح: و"عــمده" خشب، بضم عين وميم وبفتحهما. ط: حمل جنازة سعد بين "العمودين"، أي عمودي الجنازة. وح: من زارني "متعــمدًــا"، أي لا يقصد فيه غيره ولذا لم يزره بعض العارفين في سفر الحج واستأنف له سفرًا أو لا يقصد شيئًا من أغراض الدنيا. ج: "عــمدتم" إلى الأنفال، أي قصدتم غليه. غ: "بغير "عــمد" ترونها" أي لا ترون تلك العــمد، وهي قدرة الله جمع عماد. و"في "عــمد" مــمددة" أي شبه أخبية من النار. ك: أي موثقين في أعــمدة مــمدودة مثل القاطرة التي يقطر فيها اللصوص. و"ارم ذات "العماد"" أي ذات البناء الرفيع، أو القدود الطوال، أو الرفعة والثبات.
(عــمد) الْخَيْمَة نصبها بالعماد وَالْقَوْم فلَانا جَعَلُوهُ عميدا عَلَيْهِم أَو عُــمْدَــة لَهُم (محدثة) والسيل سد مجْرَاه بِتُرَاب وَنَحْوه ليجتمع فِي مَوضِع والشوق فلَانا هده والطفل (عِنْد المسيحيين) غسله بِمَاء المعمودية فَهُوَ معــمد
(عــمد) في حديث الحَسَن: "وأَعْــمَدَــتَا رِجْلاه"
: أي صَيَّرتاه عَمِيدًا، وهو المَريضُ الذي لا يستطيع أن يَثبُتَ على المَكانِ حتى يُعــمَد من جَوانِبه لِطُولِ اعْتِماده في القيامِ عليهما، فَعِيل بمعنى مَفْعُول.
وقيل: عَــمدْــتُ الشيّءَ: أَقمتُه. وأَعــمدْــتُه: جَعلْت تحتَه عِمادًا. الأَلِف للتَّثْنِية لا لِلضَّمير ، وهي لُغَةُ طَيِّىء.
عــمد وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] فِي الجالب قَالَ: يَأْتِي بِهِ أحدهم على عَمُود بَطْنه. قَالَ أَبُو عَمْرو: وعمود بَطْنه هُوَ ظَهره وَيُقَال: إِنَّه الَّذِي يمسك الْبَطن ويقوّيه فَصَارَ كالعمود لَهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي عِنْدِي فِي عَمُود بطنهه أَنه أَرَادَ أَن يَأْتِي بِهِ على مشقة وتعب وَإِن لم يكن ذَلِك على ظَهره وَإِنَّمَا هَذَا مثل.
(عــمد)
الشَّيْء عــمدا أَقَامَهُ بعماد ودعمه وَفُلَانًا ضربه بالعمود وَيُقَال مَا عــمدك أَي مَا حزنك وَالشَّيْء وللشيء وَإِلَيْهِ قَصده وَالْمَرَض فلَانا أضناه وفدحه

(عــمد) الْبَعِير عــمدا ورم سنامه من عض الرحل وانفضخ بَاطِن سنامه وَظَاهره صَحِيح فَهُوَ عــمد وَيُقَال عَــمَدت أليتاه من الرّكُوب ورمتا وَالثَّرَى بلله الْمَطَر فتقبض وتراكب بعضه على بعض وَالْإِنْسَان جهده الْمَرَض وَالْخَرَاج عصر قبل أَن ينضج فورم وَلم تخرج بيضته ومدته
عــمد نجد رمد ندى سرح [أَبُو عُبَيْدٍ -] وحَدثني بعض أهل الْعلم أَن شَيخا كَبِيرا من الْعَرَب كَانَ قد أولِعَ بِهِ شَاب من شُبَّانهمْ فَكلما / رَآهُ قَالَ: أجززت يَا أَبَا فلَان عبره فَيَقُول: قد آن 70 / الف لَك أَن تُجَزّ يَا أَبَا فلَان [يَعْنِي الْمَوْت -] . فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ: أَي بني وتختضرون أَي تموتون شبَابًا. وَمِنْه قيل: خُذ هَذَا الشَّيْء خَضِرا مَضِرا فالخضر: الغض الْحسن والمضر إتباع لَهُ. وَقَالَ اللَّه عز وَجل {فَأَخْرْجنَا مِنْهُ خَضِراً} - يُقَال: إِنَّه الْأَخْضَر وَهُوَ من هَذَا وَيُقَال: إِنَّمَا سمي الْخضر لِأَنَّهُ كَانَ إِذا جلس فِي مَوضِع اخضر مَا حوله.
عــمد
العَــمْدُ: قصد الشيء والاستناد إليه، والعِمَادُ: ما يُعْتَــمَدُ. قال تعالى: إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ
[الفجر/ 7] ، أي: الذي كانوا يَعْتَــمِدُــونَهُ، يقال:
عَــمَّدْــتُ الشيء: إذا أسندته، وعَــمَّدْــتُ الحائِطَ مثلُهُ. والعَمُودُ: خشب تَعْتَــمِدُ عليه الخيمة، وجمعه: عُــمُدٌ وعَــمَدٌ. قال: فِي عَــمَدٍ مُــمَدَّــدَةٍ
، [الهمزة/ 9] وقرئ: فِي عَــمَدٍ
، وقال:
بِغَيْرِ عَــمَدٍ تَرَوْنَها
[الرعد/ 2] ، وكذلك ما يأخذه الإنسان بيده مُعْتَــمِداً عليه من حديد أو خشب. وعَمُودُ الصّبحِ: ابتداء ضوئه تشبيها بالعمود في الهيئة، والعَــمْدُ والتَّعَــمُّدُ في التّعارف خلاف السّهو، وهو المقصود بالنّيّة، قال: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَــمِّداً
[النساء/ 93] ، وَلكِنْ ما تَعَــمَّدَــتْ قُلُوبُكُمْ
[الأحزاب/ 5] ، وقيل: فلان رفيع العِمَادِ أي: هو رفيع عند الِاعْتِمَادِ عليه، والعُــمْدَــةُ: كلُّ ما يعتــمد عليه من مال وغيره، وجمعها: عُــمُدٌ. وقرئ: فِي عَــمَدٍ
والْعَمِيدُ: السَّيِّدُ الذي يَعْــمُدُــهُ الناسُ، والقلب الذي يَعْــمُدُــهُ الحزن، والسّقيم الذي يعــمده السّقم، وقد عَــمَدَ : توجّع من حزن أو غضب أو سقم، وعَــمِدَ البعيرُ : توجّع من عقر ظهره.
ع م د : عَــمَدْــتُ لِلشَّيْءِ عَــمْدًــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَعَــمَدْــتُ إلَيْهِ قَصَدْتُ وَتَعَــمَّدْــتُهُ قَصَدْتُ إلَيْهِ أَيْضًا وَنَبَّهَ الصَّغَانِيّ عَلَى دَقِيقَةٍ فِيهِ فَقَالَ فَعَلْتُ ذَلِكَ عَــمْدًــا عَلَى عَيْنٍ وَعَــمْدَ عَيْنٍ أَيْ بِجِدٍّ وَيَقِينٍ وَهَذَا فِيهِ احْتِرَازٌ مِمَّنْ يَرَى شَبَحًا فَيَظُنُّهُ صَيْدًا فَيَرْمِيهِ فَإِنَّهُ لَا يُسَمَّى عَــمْدَ عَيْنٍ لِأَنَّهُ إنَّمَا تَعَــمَّدَ صَيْدًا عَلَى ظَنِّهِ وَعَــمَدْــتُ الْحَائِطَ عَــمْدًــا دَعَمْتُهُ وَأَعْــمَدْــتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.

وَالْعِمَادُ مَا يُسْنَدُ بِهِ وَالْجَمْعُ عَــمَدٌ بِفَتْحَتَيْنِ.

وَاعْتَــمَدْــتُ عَلَى الشَّيْءِ اتَّكَأْتُ.

وَاعْتَــمَدْــتُ عَلَى الْكِتَابِ رَكَنْتُ وَتَمَسَّكْتُ
مُسْتَعَارٌ مِنْ الْأَوَّلِ وَالْعُــمْدَــةُ مِثْلُ الْعِمَادِ.

وَأَنْتَ عُــمْدَــتُنَا فِي الشَّدَائِدِ أَيْ مُعْتَــمَدُــنَا.

وَعُــمْدَــةُ الْقَسْمِ اللَّيْلُ أَيْ مُعْتَــمَدُــهُ وَمَقْصُودُهُ الْأَعْظَمُ.

وَالْعِمَادُ الْأَبْنِيَةُ الرَّفِيعَةُ الْوَاحِدَةُ عِمَادَةٌ.

وَالْعَمُودُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَعْــمِدَــةٌ وَعُــمُدٌ بِضَمَّتَيْنِ وَبِفَتْحَتَيْنِ وَيُقَالُ لِأَصْحَابِ الْأَخْبِيَةِ أَهْلُ عَمُودٍ وَعُــمُدٍ وَعِمَادٍ.

وَضَرَبَ الْفَجْرُ بِعَمُودِهِ سَطَعَ وَهُوَ الْمُسْتَطِيرُ. 
ع م د

أنت عــمدتنا أي الذي نعــمده لحوائجنا. ويقال: الزم عــمدتك أي قصدك، وفلان معمود مصمود أي مقصود بالحوائج. وعــمده واعتــمده وتعــمده، وهو عميد قومه وعمود حيّه أي قوامهم. قالت أخت حجر بن عدي الكنديّ عمة امريء القيس ترثي حجراً:

فإن تهلك فكلّ عمود قوم ... من الدنيا إلى هلك يصير

ويقال للظّهر: عمود البطن. ويقال لأصحاب الأخبية: هم أهل عمود وأهل عماد وأهل عــمدٍ. ويقال: لكلّ أهل عمود نوًى أي كل إنسان ينطلق على وجهه. وضرب الفجر بعموده وهو الصبح المستطير. وفي الحديث " أوّل وقت الفجر إذا انشقّ عمود الصبح ". والعقاب تبيض في رأس عمود وهو الجبل المستدق المصعد في السماء. وهو مذكور في عمود الكتاب أي في فصّه ومتنه. واجعل ذلك في عمود قلبك أي في وسطه. ويقال: فلان عميد أي شديد المرض لا يقدر على القعود حتى يعــمد بالوسائد، ثم اتسع فيه حتى قيل: قلب عميد، وقيل: هو الذي قطع عموده فهو معمود وعميد، وقيل: هو الذي قطع عموده فهو معمود وعميد. وطراف معــمد. ورجل معــمد: طويل. وعــمد الحائط ودعمه: جعل له ما يعتــمد عليه. وفلان رفيع العماد أي شريف لرفعة عماد خباء الشريف منهم. قال الأعشى:

طويل النجاد رفيع العما ... د يحمي المضاف ويعطي الفقيرا

واعتــمدت ليلتي أسيرها إذا ركبتها سارياً. قال:

ليس لولدانك ليلٌ فاعتــمد

أي هم سهود من الجوع فاطلب لهم، وروي بالغين أي اجعله لنفسك غــمداً. وفعلت ذلك عــمد عين إذا فعلته بجدّ ويقين. قال عمر بن أبي ربيعة:

ثم بوجهها عــمد عينٍ ... زينب للقضاء أم الحباب
عــمد
عَــمَدْــته عَــمْداً وتَعَــمَّدْــتُهُ واعْتَــمَدْــتُه: قَصَدْته. وُيقال: الْزَمْ عُــمْدتَك: أي قَصدك.
والعَمُوْدُ والعِمَادُ: واحِدٌ، وجَمْعُها: أعْــمِدَــة وعَــمَدٌ وعُــمُدٌ. ويُقال لأصحاب الأخْبِيَةِ الذين لا ينزلون غيرَها: هم أهْلُ عَمُودٍ وعِمادٍ.
وعَــمَدْــتُ الشيءَ: أي أقَمته. وأعْــمَدْــتُه: جَعَلْت تحتَه عِماداً. والعَمُوْدُ: عِرْقُ الكَبِد الذي يَسْقِيهما.
وُيقال للوَتيْنِ: عَمُودُ السحْر.
وعَمُوْدُ البَطْنِ: قيل هو الظَهْرُ، وفي الحديث: " أيما جالِبٍ جَلَبَ على عَمودِ بَطْنِه ". وقيل: عِرْقٌ مَــمْدُــودٌ من لَدُنِ الرهَابَةِ الى دوينِ السرة. وعَمُودُ السِّنانِ: ما تَوَسَّطَ شَفْرَتَيْه من أصلِه.
وُيسَمّى رجْلا الظلِيْم: العَمُودَيْن.
وعَمودُ الأذُنِ: مُعْظَمُها وقِوامُها. وكذلك عَمُودُ الأمْر.
وُيقال للرئيس: عَمُوْدٌ وعَميدٌ وعِمَادٌ، وقد يُجمعُ العِمادُ في هذا على العَمَائد.
والعَمِيْدُ: الذي لا يستطيع الجُلوسَ من مَرَضِه حتى يُعْــمَدَ بِوَسائِدَ، ومنا قَلْبٌ عَمِيدٌ ومَعْمود ومُعَــمَد. وقيل: بل العَمِيدُ: الذي يَصِلُ الداءُ إلى جَوْف ويُقال: ما يَعِــمدُــكَ: أي يُوجِعك.
وعَــمِدَ من الوَصَب: اشْتَكى، ومنه قَوْلُ أبي جَهْل: أعْــمَدُ من سيد قَتَلَه قَوْمُهُ، ومَعْناه: ليس ذلك بِعَارٍ فأشْكُوه، وقيل: بل هو من قولهم أنا أعْــمَدُ من كذا: أي أعْجَبُ، وقيل معناه: هَلْ زادَ على ذلك. ويقولون: أعْــمَد ُمن كَيْل مُحِق: أي هَلْ زِدْنَا على هذا.
والعَــمِدُ: المُتَمادي في الغَضَب. والمُعْــمَدُ: الطوِيلُ. والعِمَادُ: الطوْل، ومنه قَوْله عز وجَلً: " إرَمَ ذاتِ العِمَاد " وقَوْلُهم: رفِيْعُ العِماد.
والعُــمُدانُ والعُــمُدانِي والعُــمد: المُمْتَلىءُ شَباباً العَبْلُ. وبَعيرٌ عَــمِدٌ وسَنَامٌ عَــمِدٌ: إذا كان عظيماً فحُمِلَ عليه ثِقْلٌ فتكسرَ وماتَ شَحْمُه فيه.
وثَرَىً عَــمِدٌ: مُبْتَل. وعَــمِدَــتِ الأرْضُ: إذا رَسَخَ فيها المَطَرُ إلى الثرى.
[عــمد] العَمودُ: عَمودُ البيت، وجمع القلَّة أعــمِدَــةٌ، وجمع الكثرة عَــمَدٌ وعــمدٌ . وقرئ بهما قوله تعالى:

(في عُــمُدٍ مُــمَدَّــدَةٍ) *. يقال: خِباءٌ معَــمَّدٌ وسطعَ عَمود الصبح. والعِمادُ: الأبنية الرفيعة، تذكَّر وتؤنَّث. قال الشاعر عمر وبن كلثوم: ونحن إذا عِمادُ الحيِّ خرَّت * على الأحفاضِ نمنع من يلينا - والواحدة عِمادَةٌ. وفلانٌ طويلُ العِمادِ، إذا كان منزله مَعْلَماً لزائريه. وعَــمَدْــتُ للشئ أعــمدت عــمدا: قصدت له، أي تعــمدت، وهو نقيض الخطاء. وفعلت ذلك عَــمداً على عينٍ، وعَــمْدَ عينٍ، أي بجدٍّ ويقين. قال خفاف بن ندبة: إن تكُ خيْلي قد أصيبَ صَميمُها * فعَــمْداً على عينٍ تيمَّمْتُ مالِكا - وعــمدت الشئ فانعــمد، أي أقمته بعِمادٍ يَعْتَــمِد عليه. وأعْــمَدْــتُهُ: جعلت تحته عــمدا. وعــمد المرض، أي فدحَه. ورجلٌ مَعْمودٌ وعَميدٌ، أي هدَّه العشق. وقولهم: أنا أعْــمَدُ من كذا، أي أعجب منه. ومنه قول أبي جهل " أعْــمَدُ من سيِّدٍ قتله قومه ". والعرب تقول: " أعْــمَدُ من كيْلٍ مُحِقٍّ "، أي هل زاد على هذا. وقولهم: حملَه على عَمودِ بطنِهِ، أي على ظهره. وعَميدُ القومِ وعَمودُهُمْ: سيِّدهم. والعُــمْدَــةُ: ما يُعتــمد عليه. واعتــمد على الشئ: اتكأت. واعْتَــمَدْــتُ عليه في كذا، أي اتكلت عليه. وعــمد الثرى بالكسر يعْــمَدُ عَــمَداً، إذا بلَّلَهُ المطر، وذلك إذا قبضت على شئ منه تعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّتِهِ. قال الراعي يصف بقرة: حتَّى غَدت في بياضِ الصُبْحِ طيَّبَةً * ريح المباءة تخدى والثرى عــمد - ويقال أيضاً: عَــمِدَ البعيرُ: إذا انفضح داخل سنامه من الركوب وظاهره صحيح: فهو بعيرٌ عَــمِدٌ. قال لبيد يصف مطر أسال الاودية: فبات السيل يركب جانبيه * من البقَّارِ كالعَــمِدِ الثَقالِ - قال الأصمعيّ: يعني أنَّ السيل يركب جانبيه سحابٌ كالعَــمِدِ، أي أحاط به سحابٌ من نواحيه بالمطر.
عــمد: عَــمَد الولد: استعمل له المعمودية. (محيط المحيط).
عَــمَّد ب (بالتشديد): سَند، عَــمَد، أقامه بعماد ودعمه. (فوك).
عَــمدَّ: شدَّ، مطَّ، وتّر، وأكَّد. (فوك).
عــمد: عَــمَد الولد: استعمل له المعمودية (م. المحيط ص631، فوك، بوشر هربرت 27، هيلو، تقويم 19: 5 حيث ينبغي أن تحل كلمة غمر محل كلمة عُــمّد.
عــمّد ولداً: بمعنى عَــمَده وهما من اصطلاح النصارى (م. المحيط ص631) أو شاله (بين ذراعيه)، أو كان شبيناً له (بوشر).
عــمد ب: اعتــمد، استند إلى، اتكأ على (ديوان الهذليين 133، 3) حيث يجب أن تحل أتَعــمد محل أتُعــمد إذ أن الناشر قد وضع الضمة فوق الكلمة والكسرة تحت الكلمة مطالبي.
عــمّد- أنظر الكلمة في معجم (فوك) في مادة Baptizare: تعــمد واعتــمد (رحلة ابن جبير 347: 1، بوشر، م. المحيط). اعتــمد على: عزم على، صمم، قصد أن .. (بوشر).
اعتــمد على أن: عقد النية على: اعتــمدت أروح (بوشر).
تعــمد ب: وضع (فوك) هذه الكلمة في مادة apropiare اللاتينية مرادفاً ل خصّه ب، وأعتقد إنه كان يريد الإشارة إلى معنى: أبغضه، حقد عليه، وفقاً لما أورده المقري (1: 375، 17) لقد تعــمدني منذر بخطبته وما عنى بها غيري.
تعــمد: حرك، أدار، سير (البكري 74: 7) وربما ينبغي أن نقرأها اعتــمده (= قصده).
تعــمد: فلان قبل المعمودية (م. المحيط).
عــمد بدلاً من قتل العــمد (فنسنت، دراسات 64، ويقال، أيضاً، العــمد، فقط (من باب استعمال الحذف في علم البيان).
المقتول في العــمد. وفيه: ولاة الدم في العــمد. وفي (ص621): ولا يحلف أقَلَّ من رَجُليْن.
وفيه: لا يحلف في العهد إلا الذكور.
عــمد: وند (معجم الطرائف).
عَــمَد: في همبرت (ص51) عــمد من دون ضبط للحركات: غصن، فنن.
عــمدة: جمعه عُــمَدْ. (فوك).
عُــمْدة: مثال، قدوة، نموذج. (بوشر).
عُــمْدة، وجمعه عُــمَد: عند المولدين رجل أو أكثر يقام لأجل النظر في أمر ما والإفادة منه أو إجرائه أو لأجل قضاء مصلحة من المصالح. (محيط المحيط).
عِماد: ضد رفيع العماد (لين) ذليل العماد. (معجم البلاذري).
عَموُد: عــمد على النسيج، ومعناها الأصلي دعامة رأسية وتطلق على الخطوط في النسيج. (مملوك 2: 2: 70) وانظر لين في مادة وشيٌ مُعَــمَّد، وترجمته لها إلى الإنجليزية بما معناه بناء رفيع أي عالٍ خطأ.
عَمُود: قرش (عملة نقدية) ذو أعــمدة (محيط المحيط).
عمل العمود: اختصار عمل أهل العمود وهو ديوان البدو، أي دائرة أو مصلحة الضرائب التي تؤخذ من البدو .. (تاريخ البربر 1: 395).
عمود: تطلق بالأندلس في الجيش الأموي على خيمة كبيرة يسجن فيها الأسرى. ففي حيان (ص86 و): وكان في حبس العسكر رجال من أسرى أهل شذونة كانوا في العمود عند صاحب الصناعة بالعسكر.
عَمُود: عمود النسب، شجرة النسب. (المقدمة 1: 308، 309، تاريخ البربر 1: 292161، 2: 73، 560).
عَمود: قضيب من الحديد لسد الأبواب والنوافذ، مثل alamud بالأسبانية (معجم الأسبانية ص56).
وفي المعجم اللاتيني العربي: Sera عُمُود (كذَا) و (ضبَّة).
عَمُود: مِقمَعة، (دبوس صغير تعلوه كتلة معدنية)، (دي يونج، معجم الطرائف).
عَمُود السرير: يد النقالة أو السرير الذي يحمل عليه الميت. وهما عصوان متوازيتان تمتدان حتى تتجاوزا طرفي السرير، وتستعملان لرفع السرير وحمله (الأغاني ص29).
عَمُود: يد الآلة الموسيقية المسماة كمنجة. (صفة مصر 13: 322).
عَمود: خشبة القذافة، حاضن القذافة. (فوك، ألكالا الجريدة الآسيوية 1/ 184، 2: 208).
عَمُود: جذع، ساق القسم الأكبر من بعض الأشياء: يقال مثلاً عمود الشجرة أي ساقها. (ابن العوام 1: 634) واقرأ في السطر الثاني عشر منه عنق وفقاً لما جاء في مخطوطتنا بدل (عمق) وانظر مادة إنْسيّ.
عمود النهر: الشعبة الرئيسة الأصلية من النهر (معجم الادريسي).
عَمود: عمودي، قائم رأسي. يقال مثلاً: خط عمود (بوشر) وانظر لين.
عمَادَة: لقب العميد، ومنصب العميد، وهو الرئيس، (جريدة الجنوب 1847ص177).
عِمادة: عمَاد، الغسل بماء المعمودية عند النصارى. (بوشر، همبرت ص154، محيط المحيط).
عمادى. طلع قوس عمادى؟ (ألف ليلة برسل 9: 254). ولم تذكر في طبعة ماكن.
عمادى: نسبة إلى عماد وهو الغسل بماء المعمودية عند النصارى. (بوشر).
عمودية: عماد، تعميد. (كرتاس ص150).
عامِد. بالعامد= عَــمدّــاً أي قصداً، وعن تعــمد. (ألف ليلة برسل 4: 86).
عامُود، والجمع عواميد: عمود، عماد، دعام دعامة. (بوشر، معجم أبي الفداء، باين سميث 1311، ياقوت 3: 762).
عامود: اسطوان. (بوشر).
عامود: عمود، قضيب من حديد. (بوشر، ألف ليلة 4: 302).
عامود درابزين: ركيزة صغيرة للدرابزين، قائمة الدرابزين وعموده. (بوشر).
عامودة. عامودة الشمعدان: حاملة الشمعدان وهي لوح مدور على عمود. (بوشر).
عامُوديّ: اسطواني. (بوشر).
إعماد: عِماد ففي المعجم اللاتيني - العربي tinctio babtismum إعماد وطُهْر.
رجل مُعــمَّد: فسرت بطويل. (الكامل ص739) يوحنا المُعْــمدَــان (سريانية) أو المُعْــمدانّي: سنت جان باتيست. (بوشر، محيط المحيط). الإدريسي الباب الثالث الفصل الخامس، أبو الفداء (تاريخ ما قبل الإسلام ص58).
يخص المعماد: بيت العماد، مكان يعــمّد فيه أو يتضمن أجراء العماد ومثبت العماد، سجلّ المعمودية. (بوشر).
دين المَعْمودَية: الديانة المسيحية. (أماري ديب ص69).
بنو المعمودية: النصارى. (أماري ديب ص ؤ222). ابن المعمودية. بنت المعمودية: ابن بالعمودية أو بنت بالعمودية. فليول أو فليولة (بوشر).
اِعْتمادَة: اجتهاد، جّد، مثابرة، (فوك).
مُعْتــمَّداً: رسمياً، معوّل عليه، (بوشر).
(ع م د)

العَــمْدُ: ضد الْخَطَأ فِي الْقَتْل وَسَائِر الْجِنَايَة، وَقد تَعــمَّدَــه وتعَــمَّد لَهُ.

وعَــمَدَــهُ يَعْــمِدُــه عَــمْداً، وعَــمَد إِلَيْهِ وَله وتعَــمَّده واعتَــمَده: قَصَده.

وعَــمَدَ الشَّيْء يَعْــمِدُــه عَــمْداً: أَقَامَهُ.

والعِمادُ: مَا أُقيم بِهِ، وَقَوله تَعَالَى: (بِعادٍ إرَمَ ذاتِ العِمادِ) قيل: مَعْنَاهُ: ذَات الْبناء الرفيع المُعَــمَّد، وَجمعه عُــمُدٌ.

والعَــمَدُ: اسْم الْجمع.

وأعْــمَد الشَّيْء: جعل تَحْتَهُ عَــمَداً.

والعَميدُ: الْمَرِيض لَا يَسْتَطِيع الْجُلُوس حَتَّى يُعْــمَدَ من جوانبه، أَي يُقَام.

وَقد عَــمَدَــه الْمَرَض يَعْــمِدُــه عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: وَدخل على بعض الْعَرَب وَهُوَ مَرِيض فَقيل لَهُ: كَيفَ تجدك؟ فَقَالَ: أما الَّذِي يَعْــمِدُــنِي فَحَضَرَ وَأسر.

واعتــمَد على الشَّيْء: توكَّأ، وَهُوَ مِنْهُ.

والعَمُود: الْعَصَا. قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: يَهْدِي العَمُودُ لَهُ الطريقَ إِذا هُمُ ... ظَعَنُوا ويَعْــمِدُ للطَّرِيقِ الأسْهَل

واعتَــمد عَلَيْهِ فِي الْأَمر: تورَّك، على الْمثل.

والاعتماد: اسْم لكل سَبَب زاحفته. وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّك إِنَّمَا تزاحف الْأَسْبَاب لاعتمادها على الْأَوْتَاد.

والعَمودُ: الْخَشَبَة الْقَائِمَة فِي وسط الخباء، وَالْجمع أعْــمِدَــةٌ وعُــمُدٌ، والعَــمَد: اسْم للْجمع. وَقَوله تَعَالَى: (خَلَقَ السَّموَاتِ بغَيرِ عَــمَدٍ تَرَوْنَها) قَالَ الزّجاج: قيل فِي تَفْسِيره: إِنَّهَا بعَــمَدٍ لَا ترونها، أَي لَا ترَوْنَ ذَلِك العَــمَد، وَقيل: خلقهَا بِغَيْر عَــمَدٍ وَكَذَلِكَ ترونها. قَالَ: وَالْمعْنَى فِي التَّفْسِير يؤول إِلَى شَيْء وَاحِد، وَيكون التَّأْوِيل بِغَيْر عَــمَدٍ ترونها التَّأْوِيل الَّذِي فسر بعَــمَدٍ لَا ترونها، وَتَكون العَــمَدُ قدرته الَّتِي يمسك بهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض.

وَأهل العَمُودِ: أَصْحَاب الأخبية الَّذين لَا ينزلون غَيرهَا.

وعَمُودُ الْأذن: مَا اسْتَدَارَ فَوق الشحمة، وَهُوَ قوام الْأذن الَّتِي تثبت عَلَيْهِ.

وعَمُودُ اللِّسَان: وَسطه طولا. وعَمُودُ الْقلب كَذَلِك، وَقيل: هُوَ عروق تسقيه.

والعَمُودُ: الوتين.

وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ فِي الجالب قَالَ: " يَأْتِي بِهِ أحدهم على عَمُودِ بَطْنه " قَالَ أَبُو عَمْرو: عَمُودُ بَطْنه: ظَهره لِأَنَّهُ يمسك الْبَطن ويقويه فَصَارَ كالعَمُود لَهُ، وَقَالَ أَبُو عبيد: عِنْدِي انه كنى بعمود بَطْنه عَن الْمَشَقَّة والتعب، وَإِن لم يكن على ظهر.

والعَمُود: عرق من لدن الرهابة إِلَى السحر.

ودائرة العَمودِ فِي الْفرس: الَّتِي فِي مَوَاضِع القلادة، وَالْعرب تستحبها.

وعَمُودُ الْأَمر: قوامه الَّذِي لَا يَسْتَقِيم إِلَّا بِهِ.

وعَمُودُ الصُّبْح: مَا تبلَّج من ضوئه، على التَّشْبِيه بذلك.

وعَمُودُ النَّوَى: مَا استقامت عَلَيْهِ السيارة من بَيتهَا، على الْمثل.

وعَميد الْأَمر: قوامه.

والعَمِيدُ: السَّيِّد الْمُعْتَــمد عَلَيْهِ فِي الْأُمُور أَو المَعْمُودُ إِلَيْهِ. قَالَ:

إِذا مَا رأتْ شْمسا عَبُ الشَّمسِ شَمَّرَت ... إِلَى رَمْلِها والجُلْهُميُّ عَميدُها وَالْجمع: عُــمَدَــاء.

وَكَذَلِكَ العُــمْدَــةُ، الْوَاحِد والاثنان والجميع والمذكر والمؤنث فِيهِ سَوَاء.

والعَمِيد: الشَّديد الْحزن.

والعميدةُ، والمعْمود: المشغوف عشقا. وَقيل: الَّذِي قد بلغ بِهِ الْحبّ مبلغا.

وقلب عَمِيدٌ: هده الْعِشْق وكسره.

وعميدُ الوجع: مَكَانَهُ.

وعَــمِدَ الْبَعِير عَــمَداً فَهُوَ عَــمِدٌ - وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ - ورم سنامه من عض القتب والحلس وانشدخ، قَالَ لبيد:

فَبَاتَ السَّيْلُ يَركَبُ جانِبَيه ... مِنَ البَقَّار كالعَــمِدِ الثَّقالِ

وَقيل: هُوَ أَن يكون السنام واريا فَيحمل عَلَيْهِ ثقل فيكسره فَيَمُوت فِيهِ شحمه فَلَا يَسْتَوِي وَقيل: هُوَ أَن يرم ظهر الْبَعِير مَعَ الغدة. وَقيل: هُوَ أَن ينشدخ السنام انشداخا، وَذَلِكَ أَن يركب وَعَلِيهِ شَحم كثير.

والعِــمْدَــةُ: الْموضع الَّذِي ينتفخ من سَنَام الْبَعِير وغاربه.

وعَــمِد الخرَّاج عَــمَداً: إِذا عُصر قبل أَن ينضج فورم وَلم تخرج بيضته.

وعَــمِدَ الثرى عَــمَداً فَهُوَ عَــمِدٌ: تقبض وجعد.

والعَمُودُ: قضيب الْحَدِيد.

وَمن كَلَامهم: أعْــمَدُ من كيل محق. أَي هَل زَاد على هَذَا. وَفِي الحَدِيث: " أَن أَبَا جهل لما صُرع يَوْم بدر قَالَ: أعْــمَدُ من سَيِّدٍ قَتله قومه "، أَي أعجب، يُرِيد: هَل زَاد على هَذَا؟ قَالَ ابْن ميادة:

وأعْــمَدُ من قومٍ كَفاهُمْ أخُوهُمُ ... صِدامَ الأعادي حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها

والمُعْــمَدُ والعُــمُدُّ والعُــمُدَّــانُ والعُــمُدَّــانِيّ: الممتلي شبَابًا. وَقيل: هُوَ الضخم الطَّوِيل، وَالْأُنْثَى من كل ذَلِك بِالْهَاءِ.

وَقَوله تَعَالَى: (إرَمَ ذاتِ العِمادِ) قيل: مَعْنَاهُ ذَات الطول، وَقيل: مَعْنَاهُ ذَات الْبناء الرفيع، وَقد تقدم.

وعَــمِدَ عَلَيْهِ: غضب، كَعبد، حَكَاهُ يَعْقُوب فِي الْمُبدل.

وعَمُودانُ: اسْم مَوضِع، قَالَ حَاتِم الطَّائِي:

بكيْتَ وَمَا يُبْكيك من دِمْنَةٍ قَفْرِ ... بسُقْفٍ إِلَى وَادي عَمودانَ فالغَمْرِ
عــمد
عــمَدَ/ عــمَدَ إلى/ عــمَدَ لـ يَعــمِد، عَــمْدًــا، فهو عامِد، والمفعول مَعْمود وعميد
• عــمَد السَّقْفَ: أقامه بعماد ودَعَمه.
• عــمَده الشَّوقُ: هدّه، أوجَعه، أتعبه وأضناه "قلبٌ عميدٌ".
• عــمَد إلى المسجد/ عــمَد للمسجد: قصده وتوجَّه إليه "عــمَد إلى العمل- فعل هذا عــمدًــا". 

اعتــمدَ/ اعتــمدَ على يعتــمد، اعتمادًا، فهو مُعتــمِد، والمفعول مُعتــمَد
• اعتــمد القرارَ: أمضاه، وافق عليه وأمر بتنفيذه "اعتــمد الرَّئيسُ القانونَ- اعتــمد الميزانيّةَ".
• اعتــمد على نفسه: اتَّكل عليها "إذا أردت النّجاحَ فاعتــمد على نفسك ولا تعتــمد على أحد" ° شَخْصٌ يُعْتــمد عليه: موثوق به.
• اعتــمد على الكتاب والسُّنَّة: ركن إليهما وتمسَّك بهما. 

تعامدَ يتعامد، تعامُدًــا، فهو مُتعامدِ
• تعامد الخطَّانِ: نزل أحدهما عموديًّا على الآخر "إذا تعامد الخطّان شكَّلا زاوية قائمة". 

تعــمَّدَ يتعــمَّد، تعــمُّدًــا، فهو متعــمِّد، والمفعول متعــمَّد
• تعــمَّدَ عدَمَ الحضور: قصده، تغيَّب عن عــمد وإصرارٍ وعزم "كانت جريمته عن سابق إصرار وتعــمُّد- هذا أسلوبٌ متعــمَّدٌ- {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَــمِّدًــا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} ". 

عــمَّدَ يُعــمِّد، تعميدًا، فهو مُعــمِّد، والمفعول مُعــمَّد
• عــمَّده القومُ: جعلوه عميدًا عليهم، أي سيِّدًا يُعتــمد عليه في الأمور أو عُــمْدةً لهم "عــمَّد القومُ أكبرهم سنًّا وأرجحَهم عقلاً".
• عــمَّد القَسُّ الطفلَ: نضحه أو غسله بماء المعموديّة. 

اعتماد [مفرد]: ج اعتمادات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتــمدَ/ اعتــمدَ على ° اعتمادًا على: استنادًا إلى- اعتماد الوزير: توقيعه بالموافقة والتنفيذ.
2 - (قص) مبلغٌ مقرَّر من المال يُرصد لمشروع أو سواه أو لقرض ممنوح من المصرف لعملائه "طلب اعتمادًا إضافيًّا- اعتمادات مصرفيَّة- أوراق اعتماد" ° سند اعتماد/ خطاب اعتماد: خطاب محرَّر يكلِّف به شخص شخصًا آخر أن يدفع إلى ثالث مبلغًا معيّنًا ويتعهد له بتسديده- كتاب اعتماد: صكّ يعطيه المصرف لأحد عملائه يخوِّل له سحب أموال من مصرف في بلد أو مدينة أخرى.
• فتح الاعتماد:
1 - (قص) اتّفاق يتعهّد بموجبه البنك بوضع مبلغ من المال تحت تصرّف أحد عملائه خلال فترة محدودة "اعتماد طويل/ قصير الأجل" ° اعتماد ماليّ: كتاب يصدره المصرف يخوِّل بموجَبه حامل هذا الكتاب بسحب مبلغ من المال من مَصْرف معيَّن أو أحد فروعه أو البنوك المتعاملة معه.
2 - تأييد صفة مبعوث لدى دولة.
• أوراق الاعتماد:
1 - أوراق رسميَّة يقدِّمها الممثِّل السياسيّ لإحدى الدول إلى رئيس الدولة التي يعيَّن فيها إثباتًا لمهمّته.
2 - عملية مصرفية، وهي عبارة عن كتب تسلِّمها المصارف لزبائنها وتكون موجَّهة لأحد أو بعض عملاء أو وكلاء هذه المصارف، وتدعوهم فيها لكي يضعوا تحت تصرُّف حامليها المبالغ التي يحتاجون إليها لغاية مبلغ مُعيَّن، وضمن مهمَّة معيَّنة. 

اعتماديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اعتماد.
2 - مصدر صناعيّ من اعتماد: اتّكاليّة "نتيجة لاعتماديّة
 الأب المطلقة على الكبير حنِق الصغير".
3 - ضمان "يحتاج نجاح المشروع لطرق ومعلومات أكثر اعتماديّة- اشترى معدّات مُصنَّعة بأسعار مخفَّضة وباعتماديَّة ممتازة". 

عامد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عــمَدَ/ عــمَدَ إلى/ عــمَدَ لـ.
2 - (هس) عمود ساقط من مركز المضلّع المنتظم على ضلع من أضلاع قاعدته. 

عامود [مفرد]: ج عواميدُ:
1 - عمود؛ صفّ أو خطّ رأسيّ أو مساحة رأسيّة في صفحة "ظل يحرّر هذا العامود على مدار عشر سنوات- يتابِع القُرّاء بشغف ما يكتبه في عاموده اليوميّ".
2 - عمود؛ دعامة رأسيّة "هدموا العواميد الخرسانيّة فتصدّع البناء- أقاموا العواميد تعلوها تيجان معظمها من أحدث طراز- غيّرت خط سيرها فاصطدمت بعامود كهرباء". 

عِماد1 [مفرد]: ج عَــمَد وعُــمُد:
1 - ما يُسند به الشّيء ويقوم عليه "عماد خيمة/ سقف- عماد الدِّين: ركنه وأساسه- عماد حزب: مرتكزه- {خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَــمَدٍ تَرَوْنَهَا} " ° طويل العماد/ رفيع العماد: شريف- عماد الأمر: قوامه.
2 - (سك) رُتْبة عسكريَّة عالية في القوّات البريَّة أو الجويَّة في بعض الدول "رتبة العماد تعلوها رتبة اللِّواء". 

عِماد2 [جمع]: جج عُــمُد، مف عِمادة
• العماد: الأبنية المرفوعة على العُــمُد، وهي كناية عن القوّة والشّوكة " {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} ". 

عِمادة [مفرد]:
1 - مَنْصِبُ العميد في الجامعة "عمادةُ الكلِّيَّة- تولَّى العِمَادةَ".
2 - نطاق سلطة أو مقرّ رئيس الكهنة في كاتدرائيّة. 

عَــمْد [مفرد]: مصدر عــمَدَ/ عــمَدَ إلى/ عــمَدَ لـ ° القَتْلُ العَــمْدُ: ما يتعــمّده القاتل- القتلُ شبهُ العَــمْد: القتل بآلةٍ أو طريقة لا تَقْتُل غالبًا- فعل كذا عــمدًــا/ فعل كذا عن عَــمْدٍ: قصَد فِعْلَه بجدّ ويقين. 

عَــمَد [جمع]: مف عمود:
1 - أعــمدة " {خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَــمَدٍ تَرَوْنَهَا} ".
2 - أغلال وقيود وسلاسل " {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ. فِي عَــمَدٍ مُــمَدَّــدَةٍ} ". 

عُــمْدَــة [مفرد]: ج عُــمُدات وعُــمْدات وعُــمَد:
1 - ما يُعتــمدُ ويُتّكلُ عليه "هذا عُــمْدَــةُ الكلام".
2 - رئيس القرية، خاصَّةً في مصر، وذلك لاعتمادها عليه في مصالحها "عُــمْدةُ القرية- اجتماع لعُــمَدِ المحافظة".
3 - (نح) ما لا يصحُّ حذفه من الكلام، عكْسه فضلة "المبتدأ/ الخبر عُــمدة". 

عُــمُديَّة [مفرد]:
1 - وظيفة العُــمْدة أو منصبه "قرّر اعتزال العُــمُديَّة".
2 - مَقرّ إقامة العُــمْدة أو بيته "انتقل إلى دوّار العُــمُديَّة بعد تعيينه عــمدة للقرية". 

عمود [مفرد]: ج أَعــمِدَــة وعَــمَد وعُــمُد:
1 - دعامة رأسيَّة، قضيبٌ من حديد ونحوه "عمود الشِّراع/ الخيمة/ الكهرباء/ المبنى- صفُّ أعــمدة- {خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَــمَدٍ تَرَوْنَهَا} " ° العمود الكهربائيّ: ما تسند إليه الأسلاك الكهربائيَّة الهوائيَّة- العمود من الإعصار: ما يسطع في السماء- عمود الأذن: ما ارتفع فوق الشحمة فتثبت عليه الأذن- عمود الأمر: قوامه الذي لا يستقيمُ إلاّ به- عمود القلب: وسطه- عمود اللِّسان: وسطه طولاً- عمود الميزان: ما يعلَّق بطرفيه، كفَّتاه.
2 - سيِّد يعتــمد عليه في الأمور.
3 - قضيب من الخرسانة أو الخشب أو الفولاذ، يزيد طوله عشر مرّات على طول قطره، لتحمُّل قوّة ضغط المباني والأرصفة البحريَّة والمنشآت الأخرى.
4 - فكرة مركَّزة تصاغ في شكل عمود ينشر في صحيفة أو مجلة "عمود يوميّ".
5 - (شر) عِرْق يسقي الكبد، عرق في البطن يمتدّ من عند الرُّهابة إلى ما تحت السُّرّة.
6 - (هس) خطّ مستقيم قائم على خط آخر مثله ويُحدث عن جانبيه زاويتين متساويتين.
• عمود فَقَريّ: (حي) سلسلة الظّهر في الإنسان والحيوانات الفقّاريّة، وهي تدعم بنيان الجسم وتحمي الحبل الشَّوكيّ.
• عمود الشِّعْر: (دب) طريقة الشِّعر الموروثة عن العرب في وزنه وقافيته وأسلوبه.
• عمود الإدارة: (فز) ساق مستديرة القطاع معدّة لنقل الحركة الدورانيّة.
• العمودان: الكتاب والسُّنَّة. 

عموديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عمود.
2 - متعامد،
 رأسيّ، عكسه أفقيّ.
• خطُّ عموديّ: (هس) خطّ قائم على خطّ أفقيّ بحيث تحدُث على جانبيه زاويتان متساويتان. 

عميد [مفرد]: ج عُــمَداءُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من عــمَدَ/ عــمَدَ إلى/ عــمَدَ لـ: مديرُ الكلِّيَّة في الجامعة.
2 - (سك) رُتْبة عسكريَّة في الجيش والشُّرطة، فوق العقيد ودون اللّواء "عميد بحريَّة/ طيَّار- عــمداءُ الجيش".
3 - سيّد يُعتــمد عليه في الأمور "عميد الأسرة/ القوم" ° عميد السِّلك السّياسيّ/ عميد السِّلك الدُّبلوماسيّ: لقبٌ يُطلق على أقدم السُّفراء في بلدٍ ما. 

مُعْتَــمَد [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اعتــمدَ/ اعتــمدَ على.
2 - مُمَثِّل رسميّ لبَلَدٍ أو نحوه يدافع عن مصالحِه "مُعتَــمَدُ المنظَّمة/ حزبٍ- مُعتَــمَدٌ قنصليٌّ".
3 - مُعتَرفٌ به "قرارٌ/ شيك/ موزِّع مُعتَــمَد" ° خبير مُعتــمد: مقبول. 

معموديَّة [مفرد]
• المعموديَّة: (دن) آية التَّنصير عند النَّصارى، وهي أن يُغسَل الطفل أو البالغ بالماء مع تلاوة القسيس لفِقَر معيَّنة من الإنجيل "غسله بماء المعموديَّة". 

عــمد: العَــمْدُ: ضدّ الخطإِ في القتل وسائر الجنايات. وقد تَعَــمَّده

وتعــمِد له وعَــمَده يعْــمِده عَــمْداً وعَــمَدَ إِليه وله يَعْــمَّد عــمداً

وتعــمَّده واعتَــمَده: قصده، والعــمد المصدر منه. قال الأَزهري: القتل على ثلاثة

أَوجه: قتل الخطإِ المحْضِ وهو أَن يرمي الرجل بحجر يريد تنحيته عن موضعه

ولا يقصد به أَحداً فيصيب إِنساناً فيقلته، ففيه الدية على عاقلة الرامي

أَخماساً من الإِبل وهي عشرون ابنة مَخاض، وعشرون ابنة لَبُون، وعشرون ابن

لبون، وعشرون حِقَّة وعشرون جَذَعة؛ وأَما شبه العــمد فهو أَن يضرب

الإِنسان بعمود لا يقتل مثله أَو بحجر لا يكاد يموت من أَصابه فيموت منه فيه

الدية مغلظة؛ وكذلك العــمد المحض فيه ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأَربعون ما

بين ثَنِيَّةٍ إِلى بازِلِ عامِها كلها خَلِفَةٌ؛ فأَما شبه العــمد فالدية

على عاقلة القائل، وأَما العــمد المحض فهو في مال القاتل. وفعلت ذلك

عَــمْداً على عَيْن وعَــمْدَ عَيْنٍ أَي بِجدٍّ ويقين؛ قال خفاف بن ندبة:

إِنْ تَكُ خيلي قد أُصِيبَ صَميمُها.

فعَــمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا

وعَــمَد الحائط يَعْــمِدُــه عَــمْداً: دعَمَه؛ والعمود الذي تحامل الثِّقْلُ

عليه من فوق كالسقف يُعْــمَدُ بالأَساطينِ المنصوبة. وعَــمَد الشيءَ

يَعْــمِدُــه عــمداً: أَقامه. والعِمادُ: ما أُقِيمَ به. وعــمدتُ الشيءَ فانعَــمَد

أَي أَقمته بِعِمادٍ يَعْتَــمِدُ عليه. والعِمادُ: الأَبنية الرفيعة، يذكر

ويؤَنث، الواحدة عِمادة؛ قال الشاعر:

ونَحْنُ، إِذا عِمادُ الحَيِّ خَرَّتْ

على الأَحَفاضِ، نَمْنَعُ مَنْ يَلِينا

وقوله تعالى: إِرَمَ ذاتِ العِماد؛ قيل: معناه أَي ذات الطُّولِ، وقيل

أَي ذات البناءِ الرفيع؛ وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع المُعْــمَدِ، وجمعه

عُــمُدٌ والعَــمَدُ اسم للجمع. وقال الفراء: ذاتِ العِماد إِنهم كانوا أَهل

عَــمَدٍ ينتقلون إِلى الكَلإِ حيث كان ثم يرجعون إِلى منازلهم؛ وقال

الليث: يقال لأَصحاب الأَخبِيَة الذين لا ينزلون غيرها هم أَهل عَمود وأَهل

عِماد. المبرد: رجل طويلُ العِماد إِذا كان مُعْــمَداً أَي طويلاً. وفلان

طويلُ العِماد إِذا كان منزله مُعْلَماً لزائريه. وفي حديث أُم زرع: زوجي

رفيعُ العِمادِ؛ أَرادت عِمادَ بيتِ شرفه، والعرب تضع البيت موضع الشرف في

النسب والحسب. والعِمادُ والعَمُود: الخشبة التي يقوم عليها البيت.

وأَعــمَدَ الشيءَ: جعل تحته عَــمَداً.

والعَمِيدُ: المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْــمَدَ من جوانبه

بالوَسائد أَي يُقامَ. وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم: وأَعْــمَدَــتاه

رِجْلاه أَي صَيَّرَتاه عَمِيداً، وهو المريض الذي لا يستطيع أَن يثبت على

المكان حتى يُعْــمَدَ من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليها، وقوله:

أَعــمدتاه رجلاه، على لغة من قال أَكلوني البراغيثُ، وهي لغة طيء.

وقد عَــمَدَــه المرضُ يَعْــمِدُــه: فَدَحَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه اشتق

القلبُ العَمِيدُ. يَعْــمِدُــه: يسقطه ويَفْدَحُه ويَشْتَدُّ عليه. قال: ودخل

أَعرابي على بعض العرب وهو مريض فقال له: كيف تَجدُك؟ فقال: أَما الذي

يَعْــمِدُــني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ. ويقال للمريض مَعمود، ويقال له: ما

يَعْــمِدُــكَ؟ أَي يُوجِعُك. وعَــمَده المرض أَي أَضناه؛ قال الشاعر:

أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ الليل عامِدِ

معناه: موجع. روى ثعلب أن ابن الأَعرابي أَنشده لسماك العامليّ:

كما أَبَداً ليلةٌ واحِدَه

وقال: ما مَعْرِفَةٌ فنصب أَبداً على خروجه من المعرفة كان جائزاً

(*

قوله «وقال ما معرفة إلى قوله كان جائزاً» كذا بالأصل).

قال الأَزهري: وقوله ليلة عامدة أَي مُمْرضة موجعة.

واعْتَــمَد على الشيء: توكّأَ. والعُــمْدَــةُ: ما يُعتَــمَدُ عليه.

واعْتَــمَدْــتُ على الشيء: اتكأْتُ عليه. واعتــمدت عليه في كذا أَي اتَّكَلْتُ عليه.

والعمود: العصا؛ قال أَبو كبير الهذلي:

يَهْدي العَمُودُ له الطريقَ إِذا هُمُ

ظَعَنُوا، ويَعْــمِدُ للطريق الأَسْهَلِ

واعْتَــمَد عليه في الأَمر: تَوَرَّك على المثل. والاعتماد: اسم لكل سبب

زاحفته، وإِنما سمي بذلك لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها على

الأَوْتاد. والعَمود: الخشبة القائمة في وسط الخِباء، والجمع أَعْــمِدَــة

وعُــمُدٌ، والعَــمَدُ اسم للجمع. ويقال: كل خباء مُعَــمَّدٌ؛ وقيل: كل خباء

كان طويلاً في الأَرض يُضْرَبُ على أَعــمدة كثيرة فيقال لأَهْلِه: عليكم

بأَهْل ذلك العمود، ولا يقال: أَهل العَــمَد؛ وأَنشد:

وما أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ،

ولا النَّعَمُ المُسامُ لنا بمالِ

وقال في قول النابغة:

يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاح والعَــمَدِ

قال: العــمد أَساطين الرخام. وأَما قوله تعالى: إِنها عليهم مؤصدة في

عَــمَدٍ مُــمَدَّــدة؛ قرئت في عُــمُدٍ، وهو جمع عِمادً وعَــمَد، وعُمعد كما قالوا

إِهابٌ وأَهَبٌ وَأُهُبٌ ومعناه أَنها في عــمد من النار؛ نسب الأَزهري

هذا القول إِلى الزجاج، وقال: وقال الفراء: العَــمَد والعُــمُد جميعاً جمعان

للعمود مثل أَديمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ وقَضيم وقَضَمٍ وقُضُمٍ. وقوله تعالى:

خلق السموات بغير عــمد ترونها؛ قال الزجاج: قيل في تفسيره إِنها بعــمد لا

ترونها أَي لا ترون تلك العــمد، وقيل خلقها بغير عــمد وكذلك ترونها؛ قال:

والمعنى في التفسير يؤول إِلى شيء واحد، ويكون تأْويل بغير عــمد ترونها

التأْويل الذي فسر بعــمد لا ترونها، وتكون العــمد قدرته التي يمسك بها السموات

والأَرض؛ وقال الفراء: فيه قولان: أَحدهما أَنه خلقها مرفوعة بلا عــمد

ولا يحتاجون مع الرؤية إِلى خبر، والقول الثاني انه خلقها بعــمد لا ترون تلك

العــمد؛ وقيل: العــمد التي لا ترى قدرته، وقال الليث: معناه أَنكم لا ترون

العــمد ولها عــمد، واحتج بأَن عــمدها جبل قاف المحيط بالدنيا والسماء مثل

القبة، أَطرافها على قاف من زبرجدة خضراء، ويقال: إِن خضرة السماء من ذلك

الجبل فيصير يوم القيامة ناراً تحشر الناس إِلى المحشر.

وعَمُودُ الأُذُنِ: ما استدار فوق الشحمة وهو قِوامُ الأُذن التي تثبت

عليه ومعظمها. وعمود اللسان: وسَطُه طولاً، وعمودُ القلب كذلك، وقيل: هو

عرق يسقيه، وكذلك عمود الكَبِد. ويقال للوَتِينِ: عَمُودُ السَّحْر، وقيل:

عمود الكبد عرقان ضخمان جَنَابَتَي السُّرة يميناً وشمالاً. ويقال: إِن

فلاناً لخارج عموده من كبده من الجوع. والعمودُ: الوَتِينُ. وفي حديث عمر

بن الخطاب، رضي الله عنه، في الجالِبِ قال: يأْتي به أَحدهم على عمود

بَطْنِه؛ قال أَبو عمرو: عمود بطنه ظهره لأَنه يمسك البطن ويقوِّيه فصار

كالعمود له؛ وقال أَبو عبيد: عندي أَنه كنى بعمود بطنه عن المشقة والتعب

أَي أَنه يأْتي به على تعب ومشقة، وإِن لم يكن على ظهره إِنما هو مثل،

والجالب الذي يجلب المتاع إِلى البلاد؛ يقولُ: يُتْرَكُ وبَيْعَه لا يتعرض له

حتى يبيع سلعته كما شاء، فإِنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه وقاسى

السفر والنصَب. والعمودُ: عِرْقٌ من أُذُن الرُّهَابَةِ إِلى السَّحْرِ.

وقال الليث: عمود البطن شبه عِرْق مــمدود من لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلى

دُوَيْنِ السّرّة في وسطه يشق من بطن الشاة. ودائرة العمود في الفرس: التي

في مواضع القلادة، والعرب تستحبها. وعمود الأَمر: قِوامُه الذي لا يستقيم

لا به. وعمود السِّنانِ: ما تَوَسَّط شَفْرتَيْهِ من غيره الناتئ في

وسطه. وقال النضر: عمود السيف الشَّطِيبَةُ التي في وسط متنه إِلى أَسفله،

وربما كان للسيف ثلاثة أَعــمدة في ظهره وهي الشُّطَبُ والشَّطائِبُ.

وعمودُ الصُّبْحِ: ما تبلج من ضوئه وهو المُسْتَظهِرُ منه، وسطع عمودُ الصبح

على التشبيه بذلك. وعمودُ النَّوَى: ما استقامت عليه السَّيَّارَةُ من

بيته على المثل. وعمود الإِعْصارِ: ما يَسْطَعُ منه في السماء أَو يستطيل

على وجه الأَرض.

وعَمِيدُ الأَمرِ: قِوامُه. والعميدُ: السَّيِّدُ المُعْتَــمَدُ عليه في

الأُمور أَو المعمود إِليه؛ قال:

إِذا ما رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ

إِلى رَمْلِها، والجُلْهُمِيُّ عَمِيدُها

والجمع عُــمَداءُ، وكذلك العُــمْدَــةُ، الواحد والاثنان والجمع والمذكر

والمؤنث فيه سواء. ويقال للقوم: أَنتم عُــمْدَــتُنا الذين يُعْتَــمد عليهم.

وعَمِيدُ القوم وعَمُودُهم: سيدهم. وفلان عُــمْدَــةُ قومه إِذا كانوا يعتــمدونه

فيما يَحْزُبُهم، وكذلك هو عُــمْدتنا. والعَمِيدُ: سيد القوم؛ ومنه قول

الأَعشى:

حتى يَصِيرَ عَمِيدُ القومِ مُتَّكِئاً،

يَدْفَعُ بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ

ويقال: استقامَ القومُ على عمود رأْيهم أَي على الوجه الذي يعتــمدون

عليه.واعتــمد فلان ليلته إِذا ركبها يسري فيها؛ واعتــمد فلان فلاناً في حاجته

واعتــمد عليه.

والعَمِيدُ: الشديد الحزن. يقال: ما عَــمَدَــكَ؟ أَي ما أَحْزَنَك.

والعَمِيدُ والمَعْمُودُ: المشعوف عِشْقاً، وقيل: الذي بلغ به الحب مَبْلَغاً.

وقَلبٌ عَمِيدٌ: هدّه العشق وكسره. وعَمِيدُ الوجعِ: مكانه. وعَــمِدَ

البعَيرُ عَــمَداً، فهو عَــمِدٌ والأُنثى بالهاء: وَرِمَ سنَامُه من عَضِّ

القَتَب والحِلْس وانْشدَخَ؛ قال لبيد يصف مطراً أَسال الأَودية:

فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ،

مِنَ البَقَّارِ، كالعَــمِدِ الثَّقَالِ

قال الأَصمعي: يعني أَن السيل يركب جانبيه سحابٌ كالعَــمِد أَي أَحاط به

سحاب من نواحيه بالمطر، وقيل: هو أَن يكون السنام وارياً فَيُحْمَلَ عليه

ثِقْلٌ فيكسره فيموت فيه شحمه فلا يستوي، وقيل: هو أَن يَرِمَ ظهر

البعير مع الغُدَّةِ، وقيل: هو أَن ينشدخ السَّنَامُ انشداخاً، وذلك أَن

يُرْكَب وعليه شحم كثير.

والعَــمِدُ: البعير الذي قد فَسَدَ سَنَامُه. قال: ومنه قيل رجل عَمِيدٌ

ومَعْمُودٌ أَي بلغ الحب منه، شُبه بالسنام الذي انشدخ انشداخاً. وعَــمِدَ

البعيرُ إِذا انفضح داخلُ سَنَامِه من الركوب وظاهره صحيح، فهو بعير

عَــمِدٌ.

وفي حديث عمر: أَنّ نادبته قالت: واعُمراه أَقام الأَودَ وشفى

العَــمَدَ. العــمد، بالتحريك: ورَمٌ ودَبَرٌ يكون في الظهر، أَرادت به أَنه أَحسن

السياسة؛ ومنه حديث عليّ: لله بلاء فلان فلقد قَوَّم الأَوَدَ ودَاوَى

العَــمَدَ؛ وفي حديثه الآخر: كم أُدارِيكم كما تُدارَى البِكارُ العَــمِدَــةُ؟

البِكار جمع بَكْر وهو الفَتيُّ من الإِبل، والعَــمِدَــةُ من العَــمَدِ:

الورَمِ والدَّبَرِ، وقيل: العَــمِدَــةُ التي كسرها ثقل حملها. والعِــمْدَــةُ:

الموضع الذي ينتفخ من سنام البعير وغاربه. وقال النضر: عَمهدَتْ

أَلْيَتَاهُ من الركوب، وهو أَن تَرِمَا وتَخْلَجَا. وعَــمدْــتُ الرَّجُلَ أَعْــمِدُــه

عَــمْداً إِذا

(* قوله «أعــمده عــمداً إذا إلخ» كذا ضبط بالأَصل ومقتضى

صنيع القاموس أنه من باب كتب.) ضربته بالعمود. وعَــمَدْــتُه إِذا ضربت عمود

بطنه. وعَــمدَ الخُراجُ عَــمَداً إِذا عُصرَ قبل أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ ولم

تخرج بيضته، وهو الجرح العَــمِدُ. وعَــمِدَ الثَّرى يَعْــمَدُ عَــمَداً:

بَلَّلَه المطر، فهو عَــمِدٌ، تقَبَّضَ وتَجَعَّدَ ونَدِيَ وتراكب بعضه على

بعض، فإِذا قبضت منه على شيء تَعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّته؛ قال الراعي يصف

بقرة وحشية:

حتى غَدَتْ في بياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً،

رِيحَ المَباءَةِ تَخْدِي، والثَّرَى عَــمِدُ

أَراد طيبة ريِحِ المباءَةِ، فلما نَوَّنَ طيبةً نَصعبَ ريح المباءة.

أَبو زيد: عَــمِدَــتِ الأَرضُ عَــمَداً إِذا رسخ فيها المطر إِلى الثرى حتى

إِذ قَبَضْتَ عليه في كفك تَعَقَّدَ وجَعُدَ. ويقال: إَن فلاناً لعَــمِدُ

الثَّرَى أَي كثير المعروف.

وعَــمَّدْــتُ السيلَ تَعْميداً إِذا سَدَدْتَ وَجْهَ جَريته حتى يجتمع في

موضع بتراب أَو حجارة.

والعمودُ: قضِيبُ الحديد.

وأَعْــمَدُ: بمعنى أَعْجَبُ، وقيل: أَعْــمَدُ بمعنى أَغْضبُ من قولهم

عَــمِدَ عليه إِذا غَضِبَ؛ وقيل: معناه أَتَوَجَّعُ وأَشتكي من قولهم عَمعدَني

الأَمرُ فَعَــمِدْــتُ أَي أَوجعني فَوَجِعتُ.

الغَنَويُّ: العَــمَدُ والضَّــمَدُ والغَضَبُ؛ قال الأَزهري: وهو العَــمَدُ

والأَــمَدُ أَيضاً. وعَــمِدَ عليه: غَضب كَعَبِدَ؛ حكاه يعقوب في المبدل.

ومن كلامهم: أَعْــمَدُ من كَيلِ مُحِقٍّ أَي هل زاد على هذا. وروي عن أَبي

عبيد مُحِّقَ، بالتشديد. قال الأَزهري: ورأَيت في كتاب قديم مسموع من

كَيْلٍ مُحِقَ، بالتخفيف، من المَحْقِ، وفُسِّر هل زاد على مكيال نُقِصَ

كَيْلُه أَي طُفِّفَ. قال: وحسبت أَن الصواب هذا؛ قال ابن بري: ومنه قول

الراجز:

فاكْتَلْ أُصَيَّاعَكَ مِنْهُ وانْطَلِقْ،

وَيْحَكَ هَلْ أَعْــمَدُ مِن كَيْلٍ مُحِقْ

وقال: معناه هل أَزيد على أَن مُحِقَ كَيْلي؟ وفي حديث ابن مسعود: أَنه

أَتى أَبا جهل يوم بدر وهو صريع، فوضع رجله على مُذَمَّرِهِ لِيُجْهِزَ

عليه، فقال له أَبو جهل: أَعْــمَدُ من سيد قتله قومه أَي أَعْجَبُ؛ قال

أَبو عبيد: معناه هل زاد على سيد قتله قومه، هل كان إِلا هذا؟ أَي أَن هذا

ليس بعار، ومراده بذلك أَن يهوّن على نفسه ما حل به من الهلاك، وأَنه ليس

بعار عليه أَن يقتله قومه؛ وقال شمر: هذا استفهام أَي أَعجب من رجل قتله

قومه؛ قال الأَزهري: كأَن الأَصل أَأَعْــمَدُ من سيد فخففت إِحدى

الهمزتين؛ وقال ابن مَيَّادة ونسبه الأَزهري لابن مقبل:

تُقَدَّمُ قَيْسٌ كلَّ يومِ كَرِيهَةٍ،

ويُثْنى عليها في الرَّخاءِ ذُنوبُها

وأَعْــمَدُ مِنْ قومٍ كفَاهُمْ أَخوهُمُ

صِدامَ الأَعادِي، حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها

يقول: هل زدنا على أَن كَفَينَا إخوتنا.

والمُعْــمَدُ والعُــمُدُّ والعُــمُدَّــات والعُــمَدَّــانيُّ: الشابُّ الممتلئ

شباباً، وقيل هو الضخم الطويل، والأُنثى من كل ذلك بالهاء، والجمع

العُــمَدَّــانِيُّونَ. وامرأَة عُــمُدَــانِيَّة: ذاتُ جسم وعَبَالَةٍ. ابن

الأَعرابي: العَمودُ والعِمادُ والعُــمْدَــةُ والعُــمْدانُ رئيس العسكر وهو

الزُّوَيْرُ.

ويقال لرِجْلَي الظليم: عَمودانِ. وعَمُودانُ: اسم موضع؛ قال حاتم

الطائي:

بَكَيْتَ، وما يُبْكِيكَ مِنْ دِمْنَةٍ قَفْرِ،

بِسُقفٍ إِلى وادي عَمُودانَ فالغَمْرِ؟

ابن بُزُرج: يقال: جَلِسَ به وعَرِسَ به وعَــمِدَ به ولَزِبَ به إِذا

لَزِمَه. ابن المظفر: عُــمْدانُ اسم جبل أَو موضع؛ قال الأَزهري: أُراه أَراد

غُــمْدان، بالغين، فصحَّفه وهو حصن في رأْس جبل باليمن معروف وكان لآل ذي

يزن؛ قال الأَزهري: وهذا تصحيف كتصحيفه يوم بُعاث وهو من مشاهير أيام

العرب أَخرجه في الغين وصحفه.

عــمد

1 عَــمَدَــهُ, (S, A, O, L, Msb, K,) aor. ـِ (L,) inf. n. عَــمْدٌ; (L, Msb;) and ↓ اعــمدهُ; (Msb, K;) He stayed it, propped it up, or supported it; (S, A, O, L, Msb, K;) namely, a wall, (A, L, Msb,) or other thing; (S, O, L;) i. q. دَعَمَهُ: (A, L, Msb:) or ↓ اعــمده, [and app. sometimes عَــمَدَــهُ, (see مَعْمُودٌ,) and in a similar manner ↓ عــمّدهُ is expl. by Golius, as on the authority of J, whom I do not find to have anywhere mentioned it, but it is probably correct, (see its pass. part. n. in this art.,)] he placed beneath it columns, pillars, or props. (S, O. [See عَمُودٌ, &c.]) b2: And عَــمَدَــهُ, (L, K,) aor. ـِ (L,) or ـُ (TA,) inf. n. عَــمْدٌ, (L,) He struck him, or beat him, with an [iron weapon such as is called] عَمُود. (O, L, K.) b3: And He struck him, or beat him, upon the part called عَمُودُ البَطْن. (O, L, K.) A2: عَــمَدَ لَهُ, (S, A, O, L, Msb,) and عَــمَدَ إِلَيْهِ, (L, Msb,) and عَــمَدَــهُ, (L, K,) aor. ـِ [or عَــمِدَ and عَــمُدَ, (Har p. 299,)] inf. n. عَــمْدٌ (S, O, L, Msb) and عَــمَدٌ and عِمَادٌ and عُــمْدَــةٌ (Mtr, TA) and عُمُودٌ (Nawádir el-Aaráb, TA) and مَعْــمَدٌ; (Ibn-'Arafeh, TA;) and ↓ تعــمّدهُ, (L, Msb, K,) and لَهُ ↓ تعــمّد; (S, L;) and ↓ اعتــمدهُ; (L, TA;) He intended it, or purposed it; did it intentionally, or purposely; the inf. n. signifying the contr. of خَطَأٌ: (Az, S, L, TA:) he directed himself, or his course or aim, to it, or towards it; made for it, or towards it; made it his object; aimed at it; sought, or endeavoured, after it; or tended, repaired, or betook himself, to it, or towards it; syn. قَصَدَهُ; (L, K;) or قَصَدَ لَهُ, (S, A, O,) or إِلَيْهِ. (Msb.) You say, الأَمْرَ ↓ اعتــمد He intended, or purposed, the affair; or aimed at it; &c.; syn. صَــمَدَــهُ; (A in art. صــمد;) or صَــمَدَ صَــمْدَــهُ, i. e. قَصَدَ قَصْدَهُ. (M in that art.) And ذَنْبًا ↓ تعــمّد He committed a sin, or the like, intentionally. (TA in art. خطأ.) And تعــمّد ↓ صَيْدًا [He aimed at an object of the chase]. (Sgh, in Msb.) And عَــمَدَ لِرَأْسِهِ بِالعَصَا He aimed at his head with the staff, or stick. (M in art. صــمد.) And عَــمَدَــهُ, [and عَــمَدَ إِلَيْهِ,] aor. ـِ and ↓ اعتــمدهُ; and ↓ تعــمّدهُ; He betook himself to him, or had recourse to him, in a case of need. (A.) b2: And [hence] one says, فَعَلْتُهُ عَــمْدًــا عَلَى عَيْنٍ, (S, O, Msb, K,) and عَــمْدَ عَيْنٍ, (S, A, O, Msb, K,) I did it seriously, or in earnest, and with certain knowledge, or assurance. (S, A, O, Msb, K. [See also عَيْنٌ.]) When a man sees a bodily form and imagines it to be an object of the chase and therefore shoots at it, he cannot use this phrase, for he only aims at what is an object of the chase in his imagination: so says Sgh. (Msb.) A3: عَــمَدَــهُ, (S, O, L, K,) aor. ـِ (L,) said of disease, (S, O, L,) It pressed heavily upon him, or oppressed him; (S, O, L, K;) on the authority of IAar: (TA:) and so said of straitness, or confinement, or imprisonment, and captivity; (O;) and it caused him to fall; (O, K;) in this sense in like manner said of confinement, &c.: (O:) also, (O, K,) said of a disease, (O,) it pained him. (O, K.) And عَــمَدَــهُ, (K, TA,) aor., in this case, عَــمُدَ, (TA, [but this, I think, requires confirmation,]) It grieved him, or made him sorrowful. (K, TA.) One says, مَا عَــمَدَــكَ What has grieved thee, or made thee sorrowful? (TA.) A4: عَــمِدَ, (S, O, L, K,) aor. ـَ inf. n. عَــمَدٌ, (S, O,) said of earth, It became moistened by rain so that when a portion of it was grasped in the hand it became compacted by reason of its moisture: (S, O, L, K:) or it became moistened by rain and compacted, layer upon layer. (L.) And عَــمِدَــتِ الأَرْضُ, inf. n. as above, The land became moistened by the rain's sinking into the earth so that when a portion of it was grasped in the hand it became compacted by reason of its moisture. (Az.) b2: Also, (inf. n. as above, L,) said of a camel, He had the inner part of his hump broken [or bruised] by being [much] ridden, while the outer part remained whole, or sound: (S, O, L, K:) or he had his hump swollen in consequence of the galling of the saddle and the cloth beneath it, and broken [or bruised]: whence عَمِيدٌ and مَعْمُودٌ as epithets applied to a man. (L.) And عَــمِدَــتْ أَلْيَتَاهُ مِنَ الرُّكُوبِ His buttocks became swollen, and quivered, or throbbed, in consequence of [long and hard] riding. (En-Nadr, O, K.) And عَــمِدَ, aor. and inf. n. as above, said of a pustule, It became swollen in consequence of its having been squeezed before it had become ripe, and its egg [or white globule] did not come forth. (L, TA.) b3: Also He suffered pain. (L.) b4: And, (T, O, L, K,) inf. n. as above, (T, L,) He was, or became, angry: (T, O, L, K:) like عَبِدَ (T, L) [and أَــمِدَ and أَبِدَ]. One says, عَــمِدَ عَلَيْهِ He was angry with him. (T, L.) b5: [And He wondered.] One says, أَنَا أَعْــمَدُ مِنْهُ I wonder at him, or it: (S, O, L, K:) or, as some say, I am angry at him, or it: and some say that it means I lament at, or complain of, him, or it. (L.) أَعْــمَدُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ (S, O, L) i. e. Do I wonder at a chief whom his [own] people have slain? (L) was said by Aboo-Jahl (S, O, L) when he lay prostrated at Bedr; meaning, hath anything more happened than the slaughter of a chief by his [own] people? this is not a disgrace [to him]: he meant thereby that the destruction that befell him was a light matter to him: (A'Obeyd, L:) the saying is interrogative; (Sh, L;) أَعْــمَدُ being app. contracted from أَأَعْــمَدُ, by the suppression of one of the two hemzehs. (Az, L.) And أَعْــمَدُ مِنْ كَيْلٍ مُحِّقَ, as related by A'Obeyd, [and thus in the O, in two copies of the S written مُحِقّ, and in a third copy omitted,] or مُحِقَ, without teshdeed, as seen by Az written in an old book, [i. e. Do I wonder at a measure incompletely filled?] is a saying of the Arabs, expl. in the book above alluded to, and, Az thinks, correctly, as meaning is it anything more than a measure incompletely filled? [and in a similar manner, but not so fully, expl. in two copies of the S and in the O:] or, accord. to IB, is it anything more than the fact of my measure's being incompletely filled? (L:) thus expl. also by ISk: and in a similar manner the saying of Aboo-Jahl. (From a marginal note in one of my copies of the S.) b6: عَــمِدَ بِهِ means He kept, or clave, to it; (Ibn-Buzurj, O, K;) namely, a thing. (O.) 2 عــمّد السَّيْلَ, inf. n. تَعْمِيدٌ, He stopped, or obstructed, the course of the torrent, so as to make it collect in a place, by means of earth, (O, K,) or the like, (K,) or stones. (O.) b2: See also 1, first sentence. b3: [عــمّدهُ as used by the Christians, and held to be of Syriac origin, means He baptized him: see مَعْمُودِيَةٌ.]4 أَعْــمَدَ see 1, first sentence, in two places. b2: أَعْــمَدَــتَاهُ رِجْلَاهُ occurs in a trad. as meaning His legs rendered him عَمِيد, i. e. in such a state that he could not sit unless propped up by cushions placed at his sides: (L:) it is of the dial. of Teiyi, who say in like manner أَكَلُونِى البَرَاغِيثُ. (TA.) 5 تَعَــمَّدَ see 1, former half, in five places.7 انعــمد It became stayed, propped up, or supported; (S, O, L, K;) said of a wall, (L,) or other thing. (S, O, L.) 8 اِعْتَــمَدْــتُ عَلَى الشَّىْءِ I leaned, reclined, bore, or rested, upon the thing; stayed, propped, or supported, myself upon it. (S, O, L, Msb.) b2: and [hence] اعتــمدت عَلَيْهِ فِى كَذَا (assumed tropical:) I relied upon him in such a thing, or case; (S, O, L;) as also اِعْتَــمَدْــتُهُ. (L.) And اعتــمدت عَلَى الكِتَابِ [and اعتــمدت الكِتَابَ, and perhaps بِالكِتَابِ (see De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., i. 315),] (tropical:) I relied upon the book, and held to it: a metaphorical phrase, from the first above. (Msb.) b3: [Hence also the phrase, used by grammarians, يَعْتَــمِدُ عَلَى مَا قَبْلَهُ (assumed tropical:) It is syntactically dependent upon what is before it; as, for instance, an enunciative upon its inchoative, an epithet upon the subst. which it qualifies, and an objective complement of a verb upon its verb. b4: اعتــمد المَطَرُ عَلَى الأَرْضِ, a phrase occurring in the K in art. نكح, app. meansThe rain rested upon the ground so as to soak into it: see عَــمِدَ.] b5: اعتــمد عَلَى السَّيْرِ He went, or journeyed, gently; went a gentle pace. (L in art. هود.) And اعتــمد لَيْلَتَهُ He rode on journeying during his night. (A, O, K.) A2: See also 1, former half, in three places. b2: [اعتــمدهُ بِكَذَا means قَصَدَهُ بِكَذَا i. e. He brought to him such a thing; lit. he directed, or betook, himself to him with such a thing: see two exs. in the first paragraph of art. بى.]

عَــمَدٌ: see عَمُودٌ (of which it is a quasi-pl. n., as it is also of عِمَادٌ), in four places: and عُــمْدَــةٌ.

A2: [It is also an inf. n. of عَــمَدَ لَهُ, q. v.: A3: and the inf. n. of عَــمِدَ, q. v.: b2: and hence it signifies] A swelling, with galls, in the back of a camel. (L.) عَــمِدٌ Earth moistened by rain so that when a portion of it is grasped in the hand it becomes compacted by reason of its moisture: (S, O, L:) or moistened by rain and compacted, layer upon layer. (L.) b2: [Hence] one says, هُوَ عَــمِدُ الثَّرَى abundant in goodness, beneficence, or bounty. (Az, Sh, O, K.) b3: عَــمِدٌ is also applied to a camel, meaning Having the inner part of his hump broken [or bruised] by his being [much] ridden, while the outer part remains whole, or sound: (S, O, L:) or having his hump swollen in consequence of the galling of the saddle and of the cloth beneath it, and broken [or bruised]: fem. with ة: and, with ة, a she-camel broken, or subdued, by the weight of her burden. (L.) Lebeed says, describing rain (S, O, L) that caused the valleys to flow, (S,) فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جَانِبَيْهِ مِنَ البَقَّارِ كَالعَــمِدِ الثَّقَالِ [And the torrent continued during the night, what resembled the heavy, or slow-paced, camel such as is termed عَــمِد overlying its two sides, from the valley of El-Bakkár]: As says, he means that a collection of clouds resembling the [camel termed]

عَــمِد overlay the two sides of the torrent; i. e., that clouds encompassed it with rain. (S, O, L.) b4: Also, applied to a pustule, Swollen in consequence of its having been squeezed before it had become ripe, and retaining its egg [or white globule]. (L.) عُــمْدَــةٌ A thing by which another thing is stayed, propped, or supported; a stay, prop, or support; as also ↓ عِمَادٌ; of which latter the pl. [or rather quasi-pl. n.] is ↓ عَــمَدٌ; (Msb;) as it is also of عَمُودٌ: (S, Msb, &c.:) a thing upon which one leans, reclines, or bears; upon which one stays, props, or supports, himself: a thing upon which one relies: (S, * O, * L, * K, TA:) and أَمْرٍ ↓ عِمَادُ (S and K voce قِوَامٌ) and ↓ عَمُودُهُ and ↓ عَمِيدُهُ (L) signify the stay, or support, of a thing or an affair; that whereon it rests, or whereby it subsists; its efficient cause of subsistence; that without which it would not subsist: (L, and S * and K * ubi suprà:) and ↓ مُعْتَــمَدٌ, applied to a man, is syn. with سَنَدٌ [meaning a person upon whom one leans, rests, stays himself, or relies; a man's stay, support, or object of reliance; like عَــمْدَــةٌ and ↓ عِمَادٌ]: (S and K * in art. سند:) عُــمْدَــةٌ is used alike as masc. and fem. and as sing. and dual and pl.: (TA:) one says, أَنْتَ عُــمْدَــتُنَا Thou art he to whom we betake ourselves, or have recourse, in our necessities; (A;) or عُــمْدَ تُنَا فِى الشَّدَائِدِ our stay, or support, or object of reliance, (↓ مُعْتَــمَدُــنَا,) in difficulties: (Msb:) and أَنْتُمْ عُــمْدَــتُنَا Ye are they upon whom we stay ourselves, or rely: (TA:) and one says also حَيِّهِ ↓ هُوَ عَمُودُ He is the stay, or support, of his tribe: (A:) and القَوْمِ ↓ عِمَادُ means the stay, support, or object of reliance, of the people, or party; syn. سَنَدُهُمْ. (Ham p. 457.) See also عَمُودٌ, second quarter. b2: [Hence, as used by grammarians,] (assumed tropical:) An indispensable member of a proposition; as, for instance, the agent; contr. of فَضْلَةٌ. (I'Ak p. 143.) b3: Also An intention, a purpose, an aim, or a course: so in the phrase اِلْزَمْ عُــمْدَــتَكَ [Keep to thy intention, &c.]. (A.) عِــمْدَــةٌ The place that swells, or becomes inflated, in the hump and withers of a camel. (L. [See عَــمِدَ and عَــمَدٌ.]) عُــمْدَــانٌ: see عَمُودٌ, second quarter.

عُــمُدٌّ and ↓ عُــمُدَّــانِىٌّ (O, L, K) and ↓ عُــمُدَّــانٌ and ↓ مُعَــمَّدٌ (L) or ↓ مُعْــمَدٌ (TA) A youth, or young man, full of the sap, or vigour, of youth: (O, L, K:) or bulky, or corpulent, and tall: (L:) the fem. (of every one of these, L) is with ة: (L, K:) and the pl. of the second is ↓ عُــمُدَّــانِيُّونَ: and ↓ عُــمُدَّــانِيَّةٌ signifies a corpulent, bulky, woman; (O, L;) as also ↓ عُــمُدَّــانَةٌ. (O.) عُــمُدَّــانٌ (O, K, TA, in the CK عُــمَّدان) Tall; (O, K;) applied to a man; fem. with ة, applied to a woman: (O:) and ↓ مُعْــمَدٌ, (A, K,) like مُكْرَمٌ [in measure], (K,) or ↓ مُعَــمَّدٌ, (O,) signifies the same, (A, O, K,) applied to a man; (A;) and so ↓ طَوِيلُ العِمَادِ. (Mbr, L.) b2: See also عُــمُدٌّ, in two places.

عُــمُدَّــانِىٌّ, and its pl., and fem.: see عُــمُدٌّ.

عِمَادٌ: see عُــمْدَــةٌ, in four places: b2: and عَمُودٌ also, former half, in four places. b3: Also Lofty buildings: (S, O, L, Msb, K:) masc. and fem.: (S, O, L, K:) [being a coll. gen. n.:] one thereof is called عِمَادَةٌ. (S, O, L, Msb, K.) b4: إِرَمُ ذَاتُ العِمَادِ [mentioned in the Kur lxxxix. 6] means Irem possessing lofty buildings supported by columns: or possessing tallness: (L:) or possessing tallness and lofty buildings: (O:) or, accord. to Fr, the possessors of tents; i. e. who dwelt in tents, and were accustomed to remove to places of pasture and then to return to their usual places of abode. (O, L.) b5: طَوِيلُ العِمَادِ: see عُــمُدَّــانٌ. b6: Also (i. e. طويل العماد) (assumed tropical:) A man whose abode is a place known for its visiters. (S, O, L, K.) b7: And فُلَانٌ رَفِيعُ العِمَادِ means (assumed tropical:) [Such a one is a person of exalted nobility; lit.] such a one has a high pole of the tent of nobility. (A.) عَمُودٌ a word of well-known meaning, (Msb, K,) The عَمُود of a بَيْت, (S, O,) or of a خَيْمَة; (Mgh;) [i. e.] a pole of a tent; as also ↓ عِمَادٌ: and a column, or pillar, of a house or the like: (L:) pl. (of pauc., S, O) أَعْــمِدَــةٌ, and (of mult., S, O) عُــمُدٌ, and (quasi-pl. n., L) ↓ عَــمَدٌ. (S, O, L, Msb, K.) [The former is the primary, and more common, meaning: and hence the phrase]

أَهْلُ عَمُودٍ (Lth, A, Msb) and عُــمُدٍ or ↓ عَــمَدٍ, (Msb,) or this last is not said, (L,) and ↓ أَهْلُ عِمَادٍ, (Lth, A, Msb, K,) [The people of the tent-pole or of the tent-poles;] meaning the people of, or who dwell in, tents: (Lth, A, Msb, K:) or the last means the people of lofty tents, (K,) or of lofty structures. (TA.) تَرَوْنَهَا ↓ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ بِغَيْرِ عَــمَدٍ, in the Kur [xxxi. 9 (and see also xiii. 2)], (O, L,) accord. to Ibn-'Arafeh, (O,) or Fr, (L,) meanseither He created the heavens without عَــمَد [or pillars] as ye see them; and with the sight ye need not information: or He created the heavens with pillars (عَــمَد) that ye see not; [i. e., with invisible pillars;] (O, * L;) the pillars that are not seen being his power; or, accord. to Lth, Mount Káf, which surrounds the world [or earth]; the sky being like a cupola, whereof the extremities rest on that mountain, which is of green chrysolite, whence, it is said, results the greenness of the sky. (L.) And ↓ عَــمَدٍ and عُــمُدٍ in the Kur [civ., last verse], accord. to different readings, are pls. [or rather the former is a quasipl. n.] of عَمُودٌ; (Fr, L;) or of ↓ عِمَادٌ; and mean [pillars] of fire. (Zj, L.) b2: Also Any tent (خِبَآء) supported on poles: or any tent extending to a considerable length along the ground, supported on many poles. (L.) b3: See also عُــمْدَــةٌ, in two places. b4: [Hence,] A lord, master, or chief, (S, O, K,) of a people, or party; (S, O;) as also ↓ عَمِيدٌ; (S, A, O, K;) both signify a lord, master, or chief, upon whom persons stay themselves, or rely, in their affairs, or to whom they betake themselves, or have recourse; and the pl. of the latter is عُــمَدَــآءُ. (TA.) And (accord. to IAar, O, L, TA) The رَئِيس [or chief, or commander], (so in the L, and in the copy of the K followed in the TA,) or رَسِيل [app. meaning, if correct, the scout, or emissary, or perhaps the advanced guard], (so in the O, and in the CK, and in my MS. copy of the K,) of an army; (O, L, K;) also called the زُوَيْر [which corroborates the former explanation, being syn. with رَئِيس]; (L, TA; [in the O written زَوِير;]) as also ↓ عِمَادٌ and ↓ عُــمْدَــةٌ and ↓ عُــمْدَــانٌ. (O, L, K.) b5: Also, [from the same word in the first of the senses expl. above,] A staff, or stick. (L.) b6: And A weapon made of iron, with which one beats, or strikes; (Mgh;) a rod of iron; (L;) [a kind of mace; app. a rod of iron with a ball of the same metal at the head: I have heard this appellation applied to the kind of weapon which I have mentioned in an explanation of طَوَارِقُ, pl. of طَارِقَةٌ, q. v.; and it is vulgarly said, in Egypt, to have been used by the فِدَاوِيَّة, the sect called in our histories of the Crusades “ the Assassins: ”] pl. [of pauc.] أَعْــمِدَــةٌ. (Mgh.) b7: [And A bar of iron, or of any metal. b8: And A perpendicular.] b9: And A slender and lofty mountain: so in the saying, العُقَابُ تَبِيضُ فِى رَأْسِ عَمُودٍ [The eagle lays her eggs in the top of a slender and lofty mountain]. (A.) b10: عَمُودُ البِئْرِ [Each of] the two upright supports (قَائِمَتَانِ [or قَامَتَانِ]) upon which is [placed the horizontal cross-piece of wood whereto is suspended] the great pulley (مَحَالَة) of the well: (O, K:) [both together being termed the عَمُودَانِ:] a poet says, إِذَا اسْتَقَلَّتْ رَجَفَ العَمُودَانْ [When it (the bucket, الدَّلْوُ,) rises, the two upright supports of the piece of wood to which hangs the great pulley tremble]. (O.) b11: عَمُودُ الظَّلِيم [Each of] the two legs of the male ostrich: (K:) his two legs are called his عَمُودَانِ. (O, L, TA.) b12: عَمُودُ الصَّلِيبِ [The upright timber of the cross] is an appellation applied by the vulgar to the star [e] upon the tail of the constellation Delphinus. (Kzw.) b13: عَمُودُ المِيزَانِ The شَاهِين, (K voce شاهين,) i. e. the beam of the balance; the same as the مِنْجَم, except that it (the عَمُود) is generally of the قَبَّان, or steelyard. (MA.) b14: عَمُودُ السَّيْفِ The شَطِيبَة [or شُطْبَة, generally meaning a ridge, but sometimes a channel, or depressed line,] that is in the مَتْن [or broad side, or middle of the broad side, of the blade] of the sword, (En-Nadr, O, K,) in the middle of its مَتْن, extending to its lower part: (En-Nadr, O:) [the swords of the Arabs in the earlier ages being generally straight and twoedged:] and sometimes the sword had three أَعْــمِدَــة [pl. of pauc. of عَمُودٌ] in its back, termed شُطُب and شَطَائِب. (En-Nadr, O.) b15: And عَمُودُ السِّنَانِ The ridge (عَيْر, in the O and in copies of the K [erroneously] written غَيْر,) rising along the middle of the spear-head, between its two cutting sides. (ISh, O, L, K. *) b16: عَمُودُ البَطْنِ The back; (S, A, Mgh, O, L, K;) because it supports the belly: (Mgh, O, L:) or a vein (عِرْق), (K,) or a thing resembling a vein, (O, L,) extending from the place of the رُهَابَة [or lower extremity of the sternum] to a little below the navel, (O, L, K,) in the middle whereof the belly of the sheep or goat is cut open; so says Lth: (O, L:) or, accord. to Lth, a vein extending from the رهابة to the navel. (Mgh.) They said, حمَلَهُ عَلَى عَمُودِ بَطْنِهِ, meaning He carried it on his back: (S, O, L:) or, in the opinion of A'Obeyd, (tropical:) with difficulty, or trouble, and fatigue; whether upon his back or not. (O, L.) b17: عَمُودُ الكَبِدِ The rising thing (المُشْرِفُ [app. meaning the longitudinal ligament]) in the middle of the liver: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ”) or a certain vein that irrigates the liver: (Lth, O, L, K:) or عَمُودَا الكَبِدِ signifies two large veins, on the right and left of the navel. (ISh, O, L.) One says, إِنَّ فُلَانًا لَخَارِجٌ عَمُودُ كَبِدِهِ مِنَ الجُوعِ [Verily such a one has his عمود of his liver coming forth in consequence of hunger]: (O:) or عَمُودُهُ مِنْ كَبِدِهِ [his عمود from his liver]; (L, TA;) and some say that by his عمود in this saying is meant what here next follows. (TA.) b18: عَمُودُ السَّحْرِ The وَتِين [app. meaning the aor. a, as though it were considered as the support of the lungs]. (O, K.) b19: عَمُودُ الأُذُنِ The main part, and support, of the ear: (O, L, K, TA: [in the CK, قَوامُها is erroneously put for قِوَامُهَا:]) or the round part which is above the lobe. (L.) b20: عَمُودُ القَلْبِ The middle of the heart, (A, L,) lengthwise: or, as some say, a certain vein that irrigates it. (L.) One says, اِجْعَلْ ذٰلِكَ فِى عَمُودِ قَلْبِكَ Put thou that in the middle of thy heart. (A.) b21: عَمُودُ اللِّسَانِ The middle of the tongue, lengthwise. (L.) b22: عَمُودُ الكِتَابِ The text of the book: thus in the saying, هُوَ مَذْكُورٌ فِى عَمُودِ الكِتَابِ [It is mentioned in the text of the book]. (A, TA.) b23: عَمُودُ الصُّبْحِ The bright gleam of dawn; (L;) the dawn that rises and spreads, (A, L, Msb, *) filling the horizon with its whiteness: (Msb voce فَجْرٌ:) [app. thus called as being likened to a tent, or long tent:] it is the second, or true, فَجْر, and rises after the first, or false, فجر has disappeared; and with its rising, the day commences, and everything by which the fast would be broken becomes forbidden to the faster. (Msb voce فَجْرٌ.) One says, سَطَعَ عَمُودُ الصُّبْحِ, (S, O, L,) or ضَرَبَ الصُّبْحُ بِعَمُودِهِ, (A,) or ضَرَبَ الفَجْرُ بِعَمُودِهِ, i. e. [The bright gleam of dawn] rose and spread. (Msb.) b24: عَمُودُ الإِعْصَارِ That [meaning the dust] which rises into the sky, or extends along the surface of the earth, in consequence of the [wind called] إِعْصَار [q. v.]. (O, L.) b25: عَمُودُ الحُسْنِ (assumed tropical:) Tallness of stature. (TA in art. ملأ.) b26: عَمُودُ النَّوَى (tropical:) The state of distance, from their friends, in which travellers continue. (L.) b27: دَائِرَةُ العَمُودِ The curl of the hair [which we term a feather] on a horse's neck, in the places of the collar: it is approved by the Arabs. (L.) b28: اِسْتَقَامُوا عَلَى عَمُودِ رَأْيِهِمْ means They continued in the course upon which they placed reliance. (O, K.) A2: Also, i. e. عَمُودٌ, (accord. to the O and K,) or ↓ عَمِيدٌ, (accord. to the TA [agreeably with an explanation of the latter in the L],) Affected with vehement, or intense, grief or sorrow. (O, K, TA.) عَمِيدٌ: see عُــمْدَــةٌ b2: and see also عَمُودٌ, first quarter. b3: Also A man sick, (L,) or very sick, (A,) so that he cannot sit unless propped up by cushions placed at his sides. (A, * L.) b4: Also, and ↓ مَعْمُودٌ, (S, O, L, K,) and ↓ معَــمَّدٌ, (K,) A man broken, or enervated, by the passion of love; (S, O, K;) and in like manner all the three are applied to a heart: (O:) or the first and second signify a man whose عَمُود of his heart is severed: (A:) or a man much distressed, or afflicted, by love; likened to a camel's hump of which the interior is broken: (L. [See عَــمِدَ:]) and ↓ مَعْمُودٌ signifies diseased, or sick. (L.) b5: See also عَمُودٌ, last sentence.

A2: عَمِيدُ الوَجَعِ The place of pain. (L.) عَامِدٌ applied to the latter part of the night, Causing pain. (IAar, O.) And لَيْلَةٌ عَامِدَــةٌ A night causing pain. (IAar, Az, O.) مُعْــمَدٌ A tall [tent such as is called] طِرَافٌ. [So in a copy of the A. [Perhaps a mistranscription for مُعَــمَّدٌ, q. v.]) See also عُــمُدَّــانٌ. b2: And see عُــمُدٌّ.

مُعَــمَّدٌ, applied to a tent, Set up with poles: (O, K:) occurring in a verse of [the Mo'allakah of] Tarafeh [p. 88 in the EM]. (O. [See also مُعْــمَدٌ.]) b2: وَشْىٌ مُعَــمَّدٌ (O, K, TA, in some copies of the K شَىْءٌ,) A sort of وَشْى [or variegated cloth] (O, K, TA) [figured] with the form of عِمَاد [app. meaning lofty buildings]. (TA.) b3: See also عَــمُدَّــانٌ: b4: and عُــمُدٌّ: and عَمِيدٌ.

مُعْــمِدَــانٌ and مُعْــمِدَــانِىٌّ and مَعْمُودَانِىٌّ epithets used by the Christian Arabs, meaning A baptist.]

مَعْمُودٌ applied to a thing that presses heavily, such as a roof, Held [up, or supported,] by columns: differing from مَدْــعُومٌ [q. v.]. (TA in art. دعم.) A2: Also A person resorted to in cases of need. (A.) A3: See also عَمِيدٌ, in two places.

المَعْمُودِيَةُ, thus correctly, as in the 'Ináyeh, without teshdeed to the ى, but in the copies of the K with teshdeed, [and so in the O; held by some to be of Arabic origin, but by others, of Syriac;] said by Es-Sowlee to be an arabicized word, from مَعْمُوذِيت, with the pointed ذ, signifying الطَّهَارَةُ [app. as meaning “ ablution,” or “ purification ”]; (TA;) [Baptism: and baptismal water; expl. as signifying] a yellow water, pertaining to the Christians, (O, K, TA,) consecrated by what is recited over it from the Gospel, (TA,) in which they dip their children, believing that is is a purification to them, like circumcision to others. (O, K, TA.) [See also صِبْغَةٌ.]

مُعْتَــمَدٌ: see عُــمْدَــةٌ, in two places. b2: [Also A ground of reliance:] one says, مَا عَلَى فُلَانِ مَعْتَــمَدٌ [There is not any ground of reliance upon such a one]. (S voce مَحْمِلٌ, q. v.)
عــمد
: (العَمُودُ) ، كصَبُورٍ، (م) ، وَهُوَ الخَشَبَةُ القائمَةُ فِي وَسط الخِبَاءِ (ج: أَعْــمدَــةٌ) ، فِي القِلَّةِ، (وعَــمَدٌ) ، محرّكةً، (وعُــمُدٌ) ، بضمَّتين، وبضمّ فَسُكُون، تَخْفِيفًا، الثلاثةُ فِي القِلَّة.
وَفِي اللِّسَان: العَــمَدُ: اسمٌ للجَمْع، وَيُقَال: كلُّ خِبَاءٍ مُعَــمَّدٌ. وَقيل: كلُّ خِبَاءٍ كَانَ طَويلا فِي الأَرضِ، يُضْرَب على أَعْــمِدةٍ كثيرةٍ، فَيُقَال لأَهْله: عليكُم بأَهْل ذالك العَمُودِ، وَلَا يُقَال: أَهْل العَــمَدِ، وأَنشد:
مَا أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ
وَلَا النَّعَمُ المُسَامُ لنا بمالِ
وَقَالَ فِي قَوْله النَّابِغَة:
يَبْنُون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَــمَدِ
قَالَ: العَــمَد: أَساطِينُ الرُّخامِ.
وأَما قَوْله تَعَالَى: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِى عَــمَدٍ مُّــمَدَّــدَةِ} (الْهمزَة: 8، 9) . قُرِئتْ فِي عُــمُدٍ) ، وَهُوَ جمْع عِمادٍ، وعَــمَدٌ وعُــمُدٌ كَمَا قَالُوا: إِهابٌ وأَهَبٌ وأُهُبٌ. وَمَعْنَاهُ: أَنَّهَا فِي عُــمُدٍ من النّار، نَسب الأَزهَريُّ هاذا القَولَ إِلى الزَّجَّاجِ. وَقَالَ الفرَّاءُ: العَــمَدُ العُــمُد جَمِيعًا: جَمْعَانِ للعَمُودِ، مثل أَدِيمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ، وقَضِيمٍ وقَضَمٍ وقُضُمٍ.
وَفِي الْمِصْبَاح: العَمُود معروفٌ، وَالْجمع: أَعــمِدَــةٌ، وعُــمُدٌ، بضمّتين، وبفتحتين، والعِمَادِ مَا يُسْنَد بِه، والجَمْع عَــمَدٌ، بفحتين. قَالَ شيخُنَا: فالعَــمَد، محرّكَةً، يَبْكُونَ جمْعاً لِعَمُودٍ، ولِعِمَادٍ. وهاذا لم يُنَبِّهُوا عَلَيْهِ.
وقولُه تَعَالَى: {خَلَقَ السَّمَاواتِ بِغَيْرِ عَــمَدٍ تَرَوْنَهَا} (لُقْمَان: 10) قَالَ الفَرّاءُ: فِيهِ قَولَانِ: أَحدُها أَنَّه خَلَقَها مَرفُوعةً بِلَا عَــمَدٍ، وَلَا تَحْتَاجُون مَعَ الرؤْية إِلى خَبَرٍ. والقولُ الثَّانِي أَنه خَلَقَها بِعَــمَدٍ لَا تَرَوْنَ تِلك العَــمَدَ، وَقيل: العَــمَدُ الَّتِي لَا تُرَى: قُدْرَتُه. واحتَجَّ اللَّيْثُ بأَنَّ عَــمَدَــها جَبَلُ قَاف المحيطُ بالدُّنْيا، والسَّماءُ مثْلُ القُبَّةِ أَطرَافُها على قافٍ مِن زَبَرْجَدةٍ خَضراءَ، وَيُقَال: إِنَّ خُضرةَ السّمَاءِ من ذالك الجَبَلِ.
(و) العَمُود: (السَّيِّدُ) المُعْتَــمَد عَلَيْهِ فِي الأُمورِ، أَو المَعْمُودُ إِليه، (كالعَمِيدِ) ، وَمِنْه قَول الأَعشى:
حتَّى يَصِيرَ عَمِيدُ الْقَوْم مُتَّكِئاً
بالرَّاحِ يَدفَعُ عَنهُ نُسْوَةٌ عُحُلُ
والجمْعُ عُــمَدَــاءُ. وكذالك العُــمْدَــةُ الْوَاحِد والإثنانِ، والجمْعُ، والمذكَّر الْمُؤَنَّث فِيهِ سواءٌ، وَيُقَال للقَوم: أَنتُم عُــمْدَــتُنا الّذِين يُعْتَــمَدُ عليهِم، وَهُوَ عَمِيدُ قَومِه، وعَمُودُ حَيِّه.
(و) قَالَ النَّضر: العَمود (من السَّيْفِ: شَطِيبَتِ الّتي فِي مَتْنِه) إِلى أَسْفَلِه، وربَّمَا كَانَ للسّيفِ ثلاثةُ أَعــمدةٍ فِي ظَهْرِه، وَهِي الشُّطَبُ، والشَّطَائِبُ.
(و) وَعَن ابْن الأَعرابيِّ: العَمُودُ: (رِئيسُ) ، كَذَا فِي النّسخ. وَفِي التكملة: رَسِيلُ (العَسْكَرِ، كالعِمَادِ، بِالْكَسْرِ، والعُــمْدَــةِ والعُــمْدانِ، بضمِّهما) وَهُوَ الزُّوَيْرُ.
(و) فِي حديثِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، رَضِي الله عَنهُ: (أَيمَا جالبٍ جَلَبَ على عَمُودِ بَطْنِه فإِنه يَبِيع كَيفَ شاءَ ومَتَى شاءَ) . قَالَ اللَّيْث: العَمُود (من البَطْنِ) : شِبْه (عِرْق يَمْتَدُّ من لَدُنِ الرُّهابَةِ) بالضمِّ، (إِلى دُوَيْنِ السُّرَّةِ) فِي وَسَطِه، يُشَقُّ مِن بَطْن الشَّاة. (أَو عَمُودُ البَطْن الظَّهْرُ) ، لأَنه يُمْسِكُ البَطْنَ ويُقَوِّيه، فصارَ كالعَمُود لَهُ. وَبِه فَسَرَّ أَبو عمرٍ والحَديثَ المتقدِّم.
وَقَالَ أَبو عُبَيْد: عِنْدِي أَنَّه كَنَى بعَمُود بَطْنه عَن المَشَقّة والتَّعَب، أَي أَنَّه يأْتي بِهِ على تَعَبٍ وَمَشَقَّةٍ وإِن لم يكنْ على ظَهْره، إِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ. والجالب: الّذي يَجْلِبُ المَتَاعَ إِلى الْبِلَاد، يَقُول: يُتحرَك وبيعَه لَا يُتَعَرَّضُ لَهُ، حَتَّى يَبيعَ سلْعَته كَمَا شَاءَ، إِنَّه قد احْتَمَل المَشَقَّةَ والتَّعَبَ فِي اجتلابه، وقاسَى السَّفَرَ والنَّصَبَ.
قَالَ اللَّيْث: (و) العَمُود (من الكَبد: عِرْقٌ يُسْقِيها) ، وَقيل: عَمُودُ الكَبد: عِرْقانِ ضَخْمان جَنَابَتَيِ السُّرَّةِ، يَميناً وشِمَالاً، وَيُقَال: إِنَّ فُلاناً لَخارجٌ عَمُودُه من كَبدِه من الجُوع: عَن ابْن شُمَيْلٍ.
(و) العَمُود، (منَ السِّنان: مَا تَوَسَّطَ شَفْرتَيْه من عَيْره) الناتىء فِي وسَطه.
(و) العَمُود، (من الاذُن: مُعْظَمُها وقِوَامُهَا) الَّتِي ثَبَتَ عَلَيْهِ، وَقيل عَــمُدُ الأُذُن: مَا استدارَ فوقَ الشَّحْمة.
(و) العَمُود: (الحَزينُ الشَّديدُ الحُزْنِ، يُقَال: مَا عَــمَدَــك، أَي مَا أَحْزَنك.
(و) العَمُود، (من الظَّليم: رِجُلاهُ) وهما عَمُوداه.
(و) العَمُودُ (من البئْرِ: قائمَتاهُ) تكون (عَلَيْهِمَا المَحَالةُ) .
وعَمُودُ السَّرِ: الوَتِينُ، (وَبِه فُسِّر قولُهُم: إِن فُلَاناً لَخارجٌ عَمُودُه من كَبده من الجُوع.
(والعِمَادُ) ، بِالْكَسْرِ: (الأَبنيَةُ الرَّفِيعَةُ، جَمعُ عَمَادَةٍ) ، يذكّر (ويُؤَنَّثُ) ، قَالَ الشَّاعِر:
ونَحْنُ إِذا عَمَادُ الحَيِّ خَرَّتْ
علَى الأَحفاض نَمْنَعُ مَن يَلينا وقولُه تَعَالَى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} (الْفجْر: 7) قيل: مَعْنَاهُ ذَا لاطُّول، وَقيل ذاتُ البِناءِ الرَّفيع المُعْــمَد. وَجمعه: عُــمُدٌ. وَقَالَ الفرّاءُ: ذاتُ العمَاد: أَنهم كَانُوا أَهْلَ عَــمَدٍ يَنْتَقلُون إِلى الكَلَإِ حيثُ كَانَ، ثمَّ يَرْجِعُون إِلى مَنازلهم.
وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال لأَصحاب الأَخْبِيَة الّذين لَا يَنْزِلُون غيرَهَا: هُم أَهلُ عَمُودٍ، وأَهلُ عِمَادِ.
(و) عَن المبرِّد: (هُوَ طَويلُ العِمَاد) ، إِذا كَانَ مُعْــمَداً، أَي طَويلاً، وفُلان طَويلُ العِمَادِ: (مَنْزِلُهُ مُعْلَمُ لزائِرِيه) وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْع. " زَزْجِي رَفِيعُ العِمَاد "، أَرادتْ عمَادَ بَيْتِ شَرَفهِ. والعَرب تَضَعُ البَيْتَ مَوضِعَ الشَّرَفِ فِي النَّسَبِ والحَسَبِ.
(وعَــمَدَــه) يَعْــمِدُــه عَــمْداً: دَعَمَه و (أَقامَه بِعِمَاد) ، والعِمَادُ مَا أُقِيم بِهِ، (كأَعْــمَدَــهُ فانْعَــمَدَ) ، ذَكَرَه يَعْقُوبُ فِي البَدَلِ، وَهُوَ مُطَاوِعُ الثُّلاثيِّ، كانْكَسر وانْجَبر، لَا الرُّباعيِّ، على مَا عُرِف من اصْطِلَاحه، قَالَه شيخُنا.
والعَمُود الّذي تَحامَلَ الثِّقْلُ عَلَيْهِ من فَوقِ السَّقْفِ يُعْــمَد بالأَساطين المَنصوبة.
(و) عَــمَدَ (لِلَّشْيءِ) وعَــمَد إِلَيْهِ، وعَــمَدَــه يَعْــمِدُــه، من حدِّ ضَرَب - كَمَا صرَّحَ بِهِ أَربابُ الأَفعال. وَلَا عِبرةَ بإِطلاقِ المصنِّف على مَا اصْطَلحه، وَبِه جَزَم عِيَاضٌ فِي " الْمَشَارِق " والفيُّوميُّ فِي " الْمِصْبَاح " عَــمْداً، بِالْفَتْح، وعَــمَداً، محرّكةً، وعِماداً، بِالْكَسْرِ، وعُــمْدَــةً، بالضّمِّ، كُلُّها فِي " شرح الفصيح " للمطرِّز. وزادُوا: عُمُوداً، بالضّمّ، على الْقيَاس، ومَعْــمَداً، مصدر ميميّ، الأَوّل من نَوَادِر ابْن الأَعرابَّي، وَالثَّانِي من شّرْح ابنِ عَرفة لشِعْر ديوانِ سُحَيم، كَذَا فِي شرْح اللَّبليّ على " الفصيح " - (: قَصَدَهُ) ، وَزْنا وَمعنى وتَصريفاً، فِي كَونه يَتعدَّى بنفسْه، وباللام، وبإلى. (كتَعَــمَّدَــهُ) وتَعَــمَّد لَهُ، واعْتَــمَده.
قَالَ الأَزهَرِيُّ: العَــمْدُ ضِدُّ الخَطَإ فِي القَتْلِ وسائرِ الجِنَايَاتِ.
والقَتْلُ على ثلاثةِ أَوْجهٍ: قَتْلُ الخطإِ المَحْضِ، والعَــمْدِ المَحْضِ، وشِبْهِ العَــمْد.
(و) عَــمَدَ المَرَضُ (فُلاناً: أَضْنَاهُ وأَوجَعَهُ) ، قَالَ الشَّاعِر:
أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ اللَّيْلِ عامِدِ
مَعْنَاهُ: مُوجِع.
روى ثعلبٌ أَنَّ ابنَ الأَعرابيِّ أَنشدهُ لسِمَاكٍ العامِليِّ:
أَلَا مَنْ شَجَتْ لَيْلَةٌ عامِدَــهْ
كَما أَبداً لَيْلةٌ واحدَهْ
قَالَ الأَزهريُّ: أَي مُمِضَّة مُوجعة.
(و) عَــمَدَــه المَرضُ يَعْــمِده (: فَدَحَهُ) ، عَن ابْن الأَعرابيِّ، وَمِنْه اشتُقَّ القَلْبُ العَمِيدُ.
(و) عَــمَدَــهُ يَعْــمِده: (أَسْقَطَهُ) ، قَالَ: ودَخَلَ أَعرابيٌّ على بَعْضِ العَرَبِ، وَهُوَ مَرِيض، فَقَالَ لَهُ: كيفَ تَجِدُك؟ فَقَالَ: أَمَّا الّذِي يَعْــمِدُــني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ. وَيُقَال للْمَرِيض: مَعْمُودٌ. (و) عَــمَدَــه (ضَرَبَهُ بالعَمُود) . (و) عَــمَدَــه يَعْــمده: (ضَرَبَ عَمُودَ بَطْنِهِ. و) عَــمَده: (أَحْزَنَهُ) ، وَهَذَا، وَالَّذِي قبلَه من حَدِّ نَصَر.
(و) عَــمِدَ عَلَيْهِ، (كفَرِحَ: غَضِبَ) كعَبِدَ، حَكَاهُ يعقُوبُ فِي المُبْدلِ.
وَقَالَ الأَزهَرِيُّ: هُوَ العَــمَدُ والأَــمَدُ.
وَقَالَ الغَنَوِيُّ: العَــمَدُ والضَّــمَدُ: الغضَبُ.
(و) عَن ابْن بُزُرج: يُقَال: حَلِسَ بِهِ، وعَرِسَ بِهِ، وعَــمِدَ (بِهِ) ، ولَزِبَ بِهِ، إِذا (لَزِمَهُ) .
(و) عَــمِدَ (البَعِيرُ: انفَضَخَ داخِلُ سَنَامِهِ من الرُّكُوبِ، وظاهِرُهُ صَحِيحٌ) فَهُوَ بَعِيرٌ عَــمِدٌ، وَهِي بهاءٍ. وَقيل عَــمِدَ البَعِيرُ، إِذا وَرِمَ سَنَامُه مِن عَضِّ القَتَبِ الحِلْسِ وانْشَدَخَ، وَمِنْه قيل: رجُلٌ عَمِيدٌ وَمَعْمُودٌ.
(و) عَــمِدَ (الثَّرَى) يَعْــمَدُ عَــمَداً: (بَلَّلَهُ المَطَرُ) ، فَهُوَ عَــمِدٌ: تَقَبَّضَ، وتعَّدَ، ونَدِيَ، وتَرَاكبَ بعضُه على بعْضٍ، فإِذا قَبَضْتَ مِنْهُ على شيْءٍ تَعقَّدَ واجْتَمَعَ من نُدُوَّتِه، قَالَ الراعِي يَصف بقرة وَحشيّةً:
حتَّى غَدَتْ فِي بَيَاضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً
رِيحَ المَباءَ تَخْدِي والثَّرَى عَــمِدُ
أعراد: طَيّبَةَ رِيحِ المَبَاءَةِ، وَقَالَ أَبو زيد: عَم 2 ت الأَرضُ عَــمَداً، إِذا رَسَخَ فِيهَا المَطَرُ إِلى الثَّرَى (حَتَّى إِذا قَبَضْتَ عَلَيْهِ) فِي كَفِّكَ (تَعَقَّدَ) وجَعُد (لِنُدُوَّتِهِ) .
(و) قَالَ النَّضْر: عَــمِدَــت (أَلْيَتاهُ من الرُّكُوبِ: وَرِمَتَا واخْتَلَجَتا) ، وَفِي بعض الأُمهات: خلجَتا (و) يُقَال: (هُو عَــمِدُ الثَّرَى، ككَتِفٍ، أَي كَثِيرُ المَعْرُوفِ) ، عَن أَبي زيدٍ وشَمِرٍ.
(وأَنا أَعْــمَدُ مِنْهُ، أَي أَتَعَجَّبُ) ، وَقيل: أَعْــمَدُ بمعنَى أَغْضَبُ، من قَوْلهم عَــمِدَ عَلَيْهِ، إِذا غَضِبَ، وَقيل: مَعْنَاهُ أَتَوَجَّعُ وأَشْتَكِي، من قَوْلهم: عَــمَدَــنِي الأَمْرُ فَعَــمِدْــتُ: أَوْجَعَنِي فَوَجِعْ: 7 / 8:
7 - / 8 ً:،، ْس: 2222 22 وكَسَرَه، وَقيل: الّذِي بَلَغ بِه الحُبُّ مَبْلَغاً، شُبِّهَ بالسَّنامِ الَّذِي انُشَدَخَ انْشداخاً.
وَيُقَال للْمَرِيض: مَعْمُودٌ، وَيُقَال لَهُ: مَا يَعْــمِدُــك؟ أَي مَا يُوجِعُك؟ .
(والعُــمْدَــةُ، بالضّمِّ: مَا يُعْتَــمَدُ عَلَيْهِ أَي يُتَّكأُ ويُتَّكَلُ) ، واعتَــمدْــتُ على الشيْءِ: اتَّكأْتُ عَلَيْهِ، واعْتَــمدْــتُ عَلَيْهِ فِي كَذَا، أَي اتَّكَلْت عَلَيْهِ.
(والعُــمُدُّ، كعُتُلَ) ، والعُــمُدَّــنُ، (العُــمُدَّــانِيُّ) ، والمُعْــمَدُ، كمُكْرَمٍ: (الشَّابُّ الممتلِيءُ شَبَاباً، وَقيل: هُوَ الضَّخْمُ الطَّوِيلُ. (وَهِي) أَي الأُنثَى من كلِّ واحدٍ مِنْهَا (بهاءٍ) .
(والمَعْمُودِيَّة) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، بتَشْديد الياءِ التّحْتيّة، وَمثله فِي التكملة. وَالصَّوَاب تخفيفُها، كَمَا فِي (العنايَة) .
وَقَالَ الصُّوليُّ فِي (شرح ديوَان أبي نُوَاس) : إِن لفظَ مَعْمُودية مُعَرّب: مَعمُوذيت، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، ومعناهَا: الطَّهَارَة وَهُوَ: (ماءٌ) أَصفرُ (للنَّصارَى) يُقَدَّس مِمَّا يُتْلَى عبيه من الإِنْجِيل (يَغْمِسُونَ فِيهِ وَلَدَهُمْ مُعْتَقدينَ أَنه تَطهيرٌ لَهُ، كالخِتَان لغَيْرهمْ) .
وَفِي (الْعِنَايَة فِي أَثناءِ البقرةِ: وإِن: {صِبْغَةَ اللَّهِ} (الْبَقَرَة: 138) هُنَاكَ فِي مُقَابلَة مَا كَانَت النَّصَارَى تَفعَلُه فِي أَولادِهَا، على أَحدِ الْوُجُوه. أَشار لَهُ شيخُنا.
(و) يُقَال (استقامُوا عى عَمُودِ رَأْيهِمْ أَي عَلَى وَجْهٍ يَعتَــمِدُــون عَلَيْهِ) . وَهُوَ مَجاز.
(وفَعَلْتُهُ عَــمْداً على عَيْنٍ، وعَــمْدَ عَيْنٍ، أَي بِجِدَ ويَقِينٍ) ، قَالَ خُفَاف بن نَدْبة:
وإِنْ تَكُ خَيْلِي قَد أُصِيبَ صَمِيمُهَا
فَعَــمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكَا
قَال الصاغَانيُّ: وهَذَا فِيهِ احتِراز مِمَّن يَرى شَبَحاً، فيَظُنّه صَيْداً فَيَرْمِيه، فإِنَّه لَا يُسَمَّى عَــمْدَ عَيْنٍ، لأَنَّه تَعَــمَّدَ صَيْداً على ظَنِّه. قَالَ شيخُنا: وهاذه دقيقةٌ.
(ووادِي عَــمْدٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون (بِحَضْرَمَوْت) اليَمَنِ.
(وعَــمَّدْــتُ السَّيْلَ تَعْمِيداً: سَدَدْتُ) وَجْهَ (جِريَته بِتُرابٍ ونحْوِه) كالحِجَارةِ (حَتَّى يَجتمِعَ فِي مَوْضعٍ) . نَقله الصاغانيُّ.
(و) يُقَال (اعتَــمَدَ) فلانٌ (لَيْلَتَهُ) ، إِذا (رَكبَ يَسْرِي فِيهَا) ، نَقله الصاغانيُّ.
(والمُعْــمَدُ، كُكْرَمٍ: الطويلُ) ، عَن المبرِّد، (كالعُــمُدَّــانِ، كَجُلُبَّانٍ) ، والجَمْع: عُــمُدَّــانِيُّونَ. وامرأَةٌ عُــمُدَّــانِيَّةٌ: ذَاتُ جِسْمٍ، وعَبَالَةٍ.
(و) يُقَال كلُّ (خِبَاء مُعَــمَّد) ، وَهُوَ (كمُعَظَّمٍ) ، بمعنَى (مَنْصُوب بالعِمَاد. و) يُقَال: (وَشْيٌ مُعَــمَّدٌ) ، وَهُوَ (ضَرْبٌ مِنْهُ) على هَيْئَة العُــمْدَــانِ.
(وأَهلُ العِمَادِ: أَهلُ الأَخْبِيَةِ) وهم الَّذين لَا يَنْزِلُون غيرَهَا. وَيُقَال لَهُم: أَهْلِ العَمُودِ أَيْضا. قَالَه اللَّيْثُ. (أَو) أَهلُ العِمَاد: أَهلُ الأَبْنِيَةِ (العالِيَةِ الرَّفِيعَةِ، وَقد تقدَّم.
(وغَوْرُ العِمَادِ: ع لِبَنه سُلَيْمٍ) فِي ديارِهِم.
(وعِمَادُ الشَّبَى) ، بِكَسْر الْعين، وَفتح الشين الْمُعْجَمَة، والموحّدة وأَلف مَقْصُورَة: (ع بمِصْرَ) ، هاكذا نَقله الصاغانيُّ.
(والعِمَادِيَّةُ) ، بِالْكَسْرِ: (قَلْعَةٌ شَمالِيَّ المَوْصِلِ) حَصِينة، يسكُنُها الأَكرادُ.
(وعَمُودُ غَرْيفَةَ) ، بِكَسْر الْغَيْن وَفتحهَا وَسُكُون الرّاءِ وفتْح التْحْتِيّ والفاءِ: (جَبَلٌ فِي أَرْضِ غَنِيّ) بن يَعْصُر.
(وعَمُودُ المْحَدِّثِ) على صيغَة اسْم مفعُول: (ماءٌ لمُحَارِب) بن خَصَفة.
(وعَمُودُ سَوَادِمَةَ أَطْوَلُ جَبَلٍ بالمَغْرِبِ) ، هاكذا فِي النّسخ. وَفِي التكملة: ببلادِ العَرَب.
(وعَمُودُ الحَفِيرَةِ: ع) آخر.
(وعَمُودُ الْبَانِ، وعَمُودُ السَّفْحِ: جَبَلانِ طوِيلانِ، لَا يَرْقَاهُمَا إِلَّا طائِرٌ) لِعُلُوِّهما. وَمن ذالك قَوْلهم: (العُقَابُ يَبِيضُ فِي رأْسٍ عَمُودٍ) والمُرادُ بِهِ الجَبَلُ المُسْتَدِقُّ المُصْعِدُ فِي السّماء.
(وعَمُودُ الكَوْدِ: ماءٌ لِبَنِي جَعْفَرٍ) ، وَهُوَ جَرُورٌ أَنكَدُ.
وممَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَعْــمَدَ الشيْءَ: جعلَ تحتَه عَــمَداً.
والعَمِيدُ: المَرِيضُ لَا يَسْتَطِيعُ الجُلُوسَ، مِن مَرَضِهِ، حتّى يُعــمَدَ من جَوَانِبِهِ بالوَسَائِدِ، أَي يُقَام.
وَفِي حَدِيث الحَسَن، وذَكَرَ طالِبَ العِلْم: (وأَعْــمَدَــتَاهُ رِجْلَاهُ، أَي صَيَّراه عَمِيداً. وَهُوَ على لُغَةِ من قَالَ أَكَلُوني البراغيثُ. وَهِي لغةُ طَيِّءٍ.
والعَمُود: العَصا، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَليّ:
يَهْدِي العَمُودُ لَهُ الطَّرِيقَ إِذا هُمُ
ظَعَنُوا ويَعْــمِدُ للطَّرِيقِ الأَسْهَلِ
واعتَــمد عَلَيْهِ فِي الأَمر: تَوَرَّكَ، على المَثَل. والاعْتِمَاد: اسمٌ لكلّ سَببٍ زاحَفْته.
العَــمَد، محرّكَةً: أَساطِينُ الرّخامِ.
وعَمُودُ اللِّسانِ: وَسَطُه طُولاً. وعَمُودُ القَلْبِ كذالك. وَمن ذالك قولُهم: اجعَل ذالك عَمُودَ قَلْبِكَ. وَهُوَ مذكورٌ فِي عَمُودِ الْكتاب: فِي فَصِّه ودائرةُ العَمُودِ، فِي الفرسِ: الّتي فِي مواضِع القِلَادة، والعربُ تَسْتَحِبها. وعَمُودُ الأَمْرِ: قِوَامُه الّذي لَا يَسْتَقِيمُ إِلّا بِهِ. وعَمُود الصُّبْح: مَا تَبَلَّجَ من ضَوْئِهِ، وَهُوَ المُسْتَظْهِرُ مِنْه، وسَطَعَ عَمُودُ الصُّبْحِ، على التشْبيه بذالك. وعَمُودُ النَّوَى: مَا استقامَت عَلَيْهِ السَّيَّارةُ من نِيَّتِها، على المَثَل. وعَمُود الإِعصارِ: مَا تسْطَع مِنْهُ فِي السماءِ، أَو يسْتَطِيل على وجْهِ الأَرض.
وعَمِيدُ الأَمرِ: قِوَامَه.
والْزَمْ عُــمْدَــتَك: قَصْدَك.
وفلانٌ مَعْمُودٌ مَصْمُودٌ، أَي مقصودٌ بالحَوائِجِ.
وعَمِيدُ الوَجَعِ: مكانُه.
والعَــمَدُ، محركةً: وَرَمٌ ودَبَرُ، يكون فِي الظَّهْرِ. وَفِي حَدِيث عُمَر (أَنَّ نادِبَتَه قَالَت: واعمَراه: أَقام الأَوَد، وشَفَى العَــمَد) . أَرادَتْ بِهِ أَنه أَحْسَنَ السِّيَاسَةَ.
وناقَةٌ عَــمِدَــةٌ. كسَرَها ثِقَلُ حِمْلِها.
والعِــمْدَــةُ، بِالْكَسْرِ: الموضعُ الَّذِي يَنْتَفِخُ من سَنامِ البَعير وغارِبِهِ.
وعَــمِدَ الخُرَّاجُ، كفَرِحَ، عَــمَداً، إِذا عُصِرَ قَبْلَ أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ وَلم تَخرُج بَيضَته. وَهُوَ الجُرْح العَــمِد.
والعَمُود: قَضِيبُ الحَدِيد.
وَفِي كَلَامهم: أَعْــمَدُ مِن كَيْلٍ مُحِقَ، ورُوِيَ عَن أَبي عُبيد: مُحِّقَ، بِالتَّشْدِيدِ. مَعْنَاهُ هَل أَزِيدُ على أَن مُحِقَ كَيْلِي.
وَقَول أَبي جَهْلٍ فِي بَدْر: (أَعْــمَدُ مِن سَيِّدِ قَتَلَه قَومُه) ، أَي هَل زَاد على هاذا؟ أَي هَل كَانَ إِلّا هاذا، أَي أَنَّ هاذا لَيْسَ بعارٍ، ومُراده بذالك أَن يُهَوِّن على نَفْسِه مَا حَلَّ بِهِ من الهَلَاكِ، قَالَ ابنُ ميَّادَ، وَنسبه الأَزهريُّ لِابْنِ مُقْبِل:
تُقَدَّمُ قَيْسٌ كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ
ويُثْنَى عَلَيْهَا فِي الرَّخَاءِ ذُنُوبُها
وأَعْــمَدُ من قومٍ كَفَاهُمْ أَخُوهُمُ
صِدَامَ الأَعَادِي حَيْثُ فُلَّتْ نُيوبُها
يَقُول: زِدْنَا على أَن كَفَيْنَا إِخْوَتَنَا.
وعَمُودانُ: اسْم مَوضِع، قَالَ حاتِم الطائِيُّ:
بَكَيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِن دِمْنَةٍ قَفْرِ
بِسُقْفٍ إِلى وادِي عَمُودَانَ فالغَمْرِ
وَعَن اللَّيْث: عُــمْدَــانُ: اسمُ جَبَل أَو موضعٍ قَالَ الأَزهريُّ: أُراه أَراد: غُــمْدَــانَ، بالغين فصَحَّفه كتَصْحِيفِه يَوْم بُعث.
وعِــمْدَــانُ، بِالْكَسْرِ: موضِعٌ، ذَكره ابنُ دُرَيْد. وَذُو يَعْــمِدَ كيَضْرِب قَرْيَةٌ باليَمَنِ. هاكذا ضَبَطَها التقيُّ الفاسِيّ، قَالَ: كَانَ بهَا بطَّال بنُ أَحــمَدَ الركبيّ أَحدُ محدِّثِي اليَمَن، وشارِحُ البُخَارِيِّ.

المدّ

الــمدّ:
[في الانكليزية] Extension ،outspread
[ في الفرنسية] Extension ،allongement
بالفتح والتشديد لغة الزيادة. وعند القراء إطالة الصوت بحرف مدّــي من حروف العلّة وهو الألف والواو والياء الساكنة التي حركات ما قبلها مجانسة لها، وضده القصر وهو ترك الــمدّ وهو الأصل إذ الــمدّ لا بدّ له من سبب يتفرّع عليه. وقال الجعبري: الــمدّ طول زمان صوت الحرف واللين أقله والقصر عدمهما. ثم الــمدّ نوعان: أصلي وهو اللازم لحروف الــمدّ الذي لا تنفك عنه بل ليس لها وجود بعدمه لابتناء بنيتها عليه ويسمّى مدا ذاتيا وطبعيا وامتداد قدر ألف واجتمعت الأحرف الثلاثة في كلمة أوتينا.
فالحروف الثلاثة شرط لمطلق الــمدّ. وفرعي وهو ما يكون فيه سبب للزيادة على المقدار الأصلي.
والمراد بالقصر هو ترك مدّ تلك الزيادة لا ترك أصل الزيادة فافهم كذا في تيسير القارئ. وفي الاتقان سبب الــمدّ لفظي ومعنوي. فاللفظي إمّا همزة أو سكون، فالهمزة يكون بعد حرف الــمدّ وقبله، والثاني نحو آدم وإيمان وأوتي، والأول إن كان معه في كلمة فهو الــمدّ المتصل ويسمّى مدا واجبا أيضا نحو شاء ومن سوء ويضيئ، وإن كان حرف الــمدّ آخر كلمة والهمزة أول أخرى فهو المنفصل نحو بما أنزل وقالوا آمنا وفي أنفسكم، ووجه الــمدّ لأجل الهمزة أنّ حرف الــمدّ خفي والهمزة صعب، فزيد في الخفي ليتمكّن من النطق بالصّعب، والسكون إمّا لازم وهو الذي لا يتغيّر في حالة نحو ولا الضالين، أو عارض وهو الذي يعرض لأجل الوقف ونحوه كالإدغام نحو العباد ونستعين ويوقنون حالة الوقف، وقال لهم ويقول ربنا حالة الإدغام. ووجه الــمدّ للسكون التمكّن من الجمع بين الساكنين فكأنّه قائم مقام حركة، وقد أجمع القرّاء على مدّ نوعي المتصل وذي الساكن اللازم وإن اختلفوا في مقداره، واختلفوا في مدّ النوعين الآخرين وهما المنفصل وذو الساكن العارض وفي قصرهما. فأمّا المتصل فقد اتّفق الجمهور على مده قدرة واحدا مشبعا من غير إفحاش وذهب آخرون إلى تفاضله كتفاضل المنفصل. فالطولى لحمزة وورش ودونها لعاصم ودونها لابن عامر والكسائي وخلف ودونها لأبي عمرو والباقين. وذهب بعضهم إلى أنّه مرتبتان الطولى لمن ذكر والوسطى لمن بقي. وأمّا ذو الساكن ويقال له مدّ العدل لأنّه يعدل حركة فالجمهور أيضا على مدّــه مشبعا قدرا واحدا من غير إفراط، وذهب بعضهم إلى تفاوته. وأمّا المنفصل ويقال له مدّ الفصل لأنّه يفصل بين الكلمتين ومدّ البسط لأنّه يبسط بين الكلمتين ومدّ الاعتبار لاعتبار الكلمتين من كلمة ومدّ حرف بحرف أي مدّ كلمة بكلمة، والــمدّ الجائز من أجل الخلاف في مدّــه وقصره، فقد اختلفت العبارات في مقداره اختلافا لا يمكن ضبطه. والحاصل أنّ له سبع مراتب: الأولى القصر وهو حذف الــمدّ العرضي وإبقاء ذات حرف الــمدّ على ما فيها من غير زيادة، وهي في المنفصل خاصة لأبي جعفر وابن كثير ولأبي عمرو عند الجمهور. والثانية فويق القصر قليلا وقدرت بألفين، وبعضهم بألف ونصف وهي لأبي عمرو في المتصل والمنفصل عند صاحب التيسير. والثالثة فويقها قليلا وهي التوسّط عند الجميع وقدرت بثلاث ألفات وقيل بألفين ونصف وقيل بألفين على أنّ قبلها بألف ونصف وهي لابن عامر والكسائي في الضربين عند صاحب التيسير. والرابعة فويقها قليلا وقدرت بأربع ألفات وقيل بثلاث ونصف وقيل بثلاث على الخلاف فيما قبلها وهي لعاصم في الضربين عند صاحب التيسير.
والخامسة فويقها قليلا وقدّرت بخمس ألفات وبأربع ونصف وبأربع الخلاف، وهي فيهما لحمزة وورش عنده. والسادسة فوق ذلك وقدّرها الهذلي بخمس ألفات على تقديره الخامسة بأربع، وذكر أنّها لحمزة. والسابعة الإفراط قدّرها الهذلي بست وذكرها لورش.
قال ابن الجزري وهذا الاختلاف في تقدير المراتب بالألفات لا تحقيق وراءه، بل هو لفظي لأنّ المرتبة الدنيا وهي القصر إذا زيد عليها أدنى زيادة صارت ثانية، ثم كذلك حتى تنتهي إلى القصوى. وأمّا العارض فيجوز فيه لكلّ من القرّاء كلّ من الأوجه الثلاثة الــمدّ والقصر والتوسّط، وهي أوجه تخيير. أمّا السبب المعنوي فهو قصد المبالغة في النفي وهو سبب قوي مقصود عند العرب وإن كان أضعف من اللفظي عند القراء، ومنه مدّ التعظيم في نحو لا إله إلا الله. وقد ورد عن أصحاب القصر في المنفصل لهذا المعنى ويسمّى مدّ المبالغة. قال ابن الجزري وقد ورد عن حمزة مدّ المبالغة للنفي في لا التي للتبرئة نحو لا ريب فيه ولا جرم ولا مردّ له وقدره في ذلك وسط لا يبلغ الإشباع لضعف سببه. قال أبو بكر أحــمد بن الحسين بن مهران النيسابوري مدّــات القرآن على عشر أوجه. مدّ الحجز وهو الــمدّ الجائز نحو أأنذرتهم، وأ أنت قلت للناس لأنّه أدخل بين الهمزتين حاجزا بينهما لاستثقال العرب جمعهما وقدره ألف تامة بالإجماع، لحصول الحجز بذلك. ومدّ العدل في كلّ حرف مشدّد قبله حرف مدّ ولين ويسمّى باللازم المشدّد أيضا نحو الضّالين، ومدّ التسكين نحو أولئك والملائكة وشعائر من الــمدّــات التي تليها همزة سمّي بذلك للتمكّن من تحقيق الهمزة وإخراجها من مخرجها، ويسمّى الــمدّ المتصل أيضا لاتصال الهمزة بحرف الــمدّ في كلمة، ومدّ البسط ويسمّى أيضا مدّ الفصل والــمدّ المنفصل نحو بما أنزل لأنّه يبسط بين الكلمتين ويفصل بينهما، ومدّ الرّوم نحو ها أنتم لأنّهم يرومون الهمزة من أنتم ولا يحققونها ولا يتركونها أصلا ولكن يلينونها ويشيرون إليها، وهذا على مذهب من لا يهمز ها أنتم وقدّره بألف ونصف، ومدّ الفرق نحو الآن لأنّه يفرّق به بين الاستفهام والخبر وقدره ألف تامّة إجماعا. فإن كان بين ألف الــمدّ حرف مشدّد زيد ألف أخرى ليتمكّن به من تحقيق الهمزة نحو آالذاكرين الله، ومدّ البنية نحو ماء ودعاء لأنّه يبين بنية المــمدود من المقصور، ومدّ المبالغة نحو لا إله إلّا الله.
ومدّ البدل. من الهمزة نحو آمن وقدره ألف تامة بالإجماع، ومدّ الأصل في الأفعال المــمدودة نحو جاء وشاء، والفرق بينه وبين مدّ البنية أنّ تلك الأسماء بنيت على الــمدّ فرقا بينها وبين المقصور، وهذه مدّــات في أصول أفعال أحدثت لمعان، هكذا في الاتقان والحواشي الأزهرية.

المد اللازم

الــمد اللازم:
أن يقع بعد حرف الــمد ساكن سكوناً لازماً للزوم سببه -وهو السكون- في الحالين وصلاً ووقفاً، أو لالتزام القراء إشباع مده على الأصح المشهور، ويسمى بـ (الــمد الثابت) أيضاًً للسببين المذكورين، ويحمل ألقاباً أخرى بحسب نوعه وما بعده، فإن وقع الــمد في كلمة وبعده مشدد سمي (الــمد اللازم الكلمي المثقل) نحو قوله تعالى: {الصَّاخَّةُ}، فإن كان ما بعده في الكلمة غير مشدد سمي (الــمد اللازم الكلمي المخفف) نحو قوله تعالى: {ءَآلآن}، وإن وقع الــمد في أحد فواتح السور وهو مكون من ثلاثة حروف أوسطها حرف مد وثالثها ساكن سمي (مد الهجاء اللازم) أو (الــمد اللازم الحرفي) فإن كان مدغماً فيما بعده سمي (الــمد اللازم الحرفي المثقل) أو (الــمد اللازم الحرفي الــمدغم) نحو اللام في فاتحة سورة البقرة، وإن لم يكن بعده مدغم سمي (الــمد اللازم الحرفي المخفف) نحو الميم في فاتحة سورة البقرة أيضاًً.

الــمد اللازم الحرفي المثقل = الــمد اللازم.
الــمد اللازم الحرفي المخفف = الــمد اللازم.
الــمد اللازم الحرفي الــمدغم = الــمد اللازم.

الــمد اللازم الكلمي المثقل = الــمد اللازم.
الــمد اللازم الكلمي المخفف = الــمد اللازم.

الحمد

الحــمد: اللغوي: الوصف بفضيلة على فضيلة على جهة التعظيم باللسان فقط.
الحــمد:
[في الانكليزية] Praise ،thanking
[ في الفرنسية] Reconnaissance ،louange ،remerciement
بالفتح وسكون الميم في اللغة هو الوصف بالجميل على الجميل الاختياري على قصد التعظيم، ونقيضه الذمّ. وهذا أولى مما قيل هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل، لأنّ الحــمد لا يتحقّق إلّا بعد أمور ثلاثة:
الوصف بالجميل وهو المحمود به، وكونه على الجميل الاختياري أعنى المحمود عليه، وكونه على قصد التعظيم. والتعريف الأول مشتمل على جميع هذه الأمور بخلاف التعريف الثاني فإنّه لا يشتمل المحمود عليه إن جعل الباء صلة للوصف كما هو الظاهر، أو المحمود به إن جعل الباء للسببية.
فإن قيل إذا وصف المنعم بالشجاعة ونحوها لأجل إنعامه كانت الشجاعة محمودا بها والإنعام محمودا عليه. وأمّا إذا وصف الشجاع بالشجاعة لشجاعته لم يكن هناك محمود عليه مع أنّ هذا الوصف حــمد قطعا. قلت تلك الشجاعة من حيث إنّها كان الوصف بها كانت محمودا بها، ومن حيث قيامها بمحلها كانت محمودا عليها، فهما متغايران هنا بالاعتبار.
ولذا يقال وصفته بالشجاعة لكونه شجاعا. ثم الوصف يتبادر منه ذكر ما يدلّ على صفة الكمال فيكون قولا مخصوصا فصار مورد الحــمد اللسان وحده. ولمّا لم يقيد الوصف بكونه في مقابلة النعمة ظهر أنّ الحــمد قد يكون واقعا بإزاء النعمة وقد لا يكون. وبقيد الجميل المحمود به يخرج الوصف على الجميل بما ليس بجميل. وبقيد الجميل المحمود عليه يخرج الوصف على غير الجميل. وفي قيد الاختياري إشارة إلى أنّ الحــمد أخصّ من الــمدح. والبعض اعتبر قيد الاختياري في جميع المحمود به وهو غير مشهور، فإنّه يعمّ الاختياري وغيره على الأظهر.
وعلى هذا قيل الحــمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري من إنعام أو غيره. والــمدح هو الثناء باللسان على الجميل مطلقا. يقال مدحت اللؤلؤ على صفائها ولا يقال حــمدتها على ذلك فالحــمد يختص بالفاعل المختار دون الــمدح فإنّه يقع على الحي وغيره. وبالجملة فالمــمدوح عليه كالمــمدوح به لا يجب أن يكون اختياريا، بخلاف المحمود عليه فإنّه يجب كونه اختياريا. ومنهم من منع صحّة الــمدح على ما ليس اختياريا وجعل مثال اللؤلؤ مصنوعا.
وتوضيحه ما ذكره السّيد السّند في حاشية إيساغوجي من أنّ من يقول بكون الجميل الاختياري مأخوذا في الحــمد إنّما يقول بكونه مأخوذا فيه بحسب العقل، ولا فرق فيه بين الحــمد والــمدح، صرّح به صاحب الكشاف حيث قال: وكلّ ذي لب إذا رجع إلى بصيرته لا يخفى عليه أنّ الإنسان لا يــمدح بغير فعله. وقد نفى الله تعالى على الذين أنزل فيهم ويحبون أن يحــمدوا بما لم يفعلوا الآية. ثم سأل كيف ذلك وأنّ العرب يــمدح بالجمال وحسن الوجه؟
وأجاب بأنّ الذي يسوّغ ذلك أنّ حسن المنظر يشعر عن مخبر مرضي وأخلاق محمودة. ثم نقل عن علماء البيان تخطئة المادح على غير الاختياري وجعله غلطا، وهو مخالف للمعقول، وقصر الــمدح على الجميل الاختياري. وهذا صريح في أنّ أخذ الاختياري في الحــمد إنّما هو بحسب العقل وأنّه لا فرق فيه بين الحــمد والــمدح انتهى. وأيضا صريح في أنّ الحــمد والــمدح مترادفان، وهذا هو الأشهر كما قيل.
وقيل ترادفهما باعتبار عدم اختصاصهما بالاختياري. فالحــمد أيضا غير مختصّ بالاختياري كالــمدح، واختاره السيّد السّند في حاشية إيساغوجي، واستدل عليه بقوله تعالى عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً وبالحديث المأثور «وابعثه المقام المحمود الذي وعدته».

قال: والحمل على الوصف المجازي وصفا له بوصف صاحبه كالكتاب الكريم والأسلوب الحكيم صرف عن الظاهر. ثم معنى الجميل الاختياري هو الصادر بالاختيار كما هو المشهور أو الصادر عن المختار وإن لم يكن مختارا فيه، كما قال به بعض المتأخرين. فعلى القول الثاني لا نقض بصفات الله تعالى لأنّ صفاته تعالى صادرة عن المختار وهو ذاته تعالى أي مستندة إليه، وإن لم تكن صادرة عنه بالاختيار. وكذا على القول الأول بأن يراد بالاختياري أعمّ من أن يكون اختياريا حقيقة أو بمنزلة الاختياري. والصفات المذكورة بمنزلة الأفعال الاختيارية لاستقلال الذات فيها وعدم احتياجه فيها إلى أمر خارج كما هو شأن الأفعال الاختيارية. وفيه أنّ ذات الواجب تعالى يحتاج في بعض الأفعال الاختيارية إلى خارج كإرزاق زيد مثلا فإنه يحتاج فيه إلى وجود زيد، فالأولى أن يقال المراد بالاختيار المعنى الأعم المشترك بين القادر والموجب وهو كون الفاعل بحيث إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل، فإنّه متّفق عليه بين المتكلّمين والحكماء في الواجب وغيره، لا كونه بحيث يصحّ منه الفعل والترك لأنّه مقابل للإيجاب، هكذا يستفاد مما ذكر صاحب الاطول وأبو الفتح في حاشية الحاشية الجلالية.
وبالقيد الأخير خرج الاستهزاء والسخرية إذ لا بدّ في الحــمد أن يكون ذلك الوصف على قصد التعظيم بأن لا يكون هناك قرينة صارفة عن ذلك القصد لأنّه إذا عرى عن مطابقة الاعتقاد أو خالفه أفعال الجوارح ونحوها لم يكن حــمدا حقيقة، بل كان من السخرية والاستهزاء. لا يقال فقد اعتبر في الحــمد فعل الجنان والأركان أيضا لأنّا نقول إنّ كلّ واحد منهما شرط لكون فعل اللسان حــمدا لا ركن منه. وفي أسرار الفاتحة الــمدح يكون قبل الإحسان وبعده، والحــمد لا يكون إلّا بعده.
وأيضا قد يكون منهيا كما قال عليه السلام:
«احثوا التراب على وجوه الــمدّــاحين».
والحــمد مأمور به مطلقا. قال عليه السلام: «من لم يحــمد الناس لم يحــمد الله» انتهى. ولا يخفى ما فيه من المخالفة لما سبق عن عموم الحــمد النعم الواصلة إلى الحامد وغيرها.
ثم اعلم أنّ القول المخصوص الذي يحــمدون به إنّما يريدون به إنشاء الحــمد وإيجاد الوصف لا الإخبار به، فهو إنشاء لا خبر؛ وليس ذلك القول حــمدا بخصوصه بل لأنّه دالّ على صفة الكمال ومظهر لها، أي لها مدخل تام في ذلك. ومن ثمّ أي من أجل أنّ لدلالته على صفة الكمال وإظهاره لها مدخلا تاما في كونه حــمدا عبّر بعض المحقّقين من الصوفية عن إظهار الصفات الكمالية بالحــمد تعبيرا عن اللازم بالملزوم مجازا حيث قال: حقيقة الحــمد إظهار الصفات الكمالية، وذلك قد يكون بالقول وقد يكون بالفعل، وهذا أقوى لأنّ الأفعال التي هي آثار السخاوة تدلّ عليها دلالة قطعية، بخلاف دلالة الأقوال فإنّها وضعية قد يتخلّف عنها مدلولها. ومن هذا القبيل حــمد الله وثناؤه على ذاته وذلك أنّه تعالى حين بسط بساط الوجود على ممكنات لا تحصى ووضع عليه موائد كرمه التي لا تتناهى فقد كشف عن صفات كماله وأظهرها بدلالات قطعية تفصيلية غير متناهية، فإنّ كل ذرة من ذرات الوجود تدلّ عليها، ولا يتصوّر في العبارات مثل ذلك. ومن ثمة قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
والإحصاء يمكن أن يكون بمعنى العلم أو العدّ على سبيل الاستقصاء. وعلى كلا التقديرين الضمير المرفوع أعني أنت مبتدأ والكاف زائدة وكلمة ما موصولة أو موصوفة، واختيارها على كلمة من يأباها وأثنيت على نفسك صلتها أو صفتها كما في قوله:
أنا الذي سمّتني أمي حيدرة
وهذه الجملة خبر للمبتدإ، والمجموع تعليل لعدم علمه صلّى الله عليه وآله وسلّم ثناء عليه تعالى لأنّه إذا أثنى على نفسه كان ثناء غير متناه، فلا يعلم ولا يعدّ، بل لا مناسبة لشيء من العلم والعدّ المذكورين إلّا لله تعالى، أو بمعنى القدرة، والجملة استئنافية كأنه قيل من ثنى حق الثناء وتمامه، ويكون كلمة أنت تأكيد للضمير المجرور في عليك، وما موصولة أو موصوفة أو مصدرية، والمعنى أنّه لا أقدر على ثناء عليك مثل الثناء الذي أثنيت به، بحذف العائد إلى الموصول أو الموصوف، أو مثل ثنائك بجعل ما مصدرية. ومقصوده عليه السلام من هذا الكلام إظهار العجز عن مثل ثناء الله تعالى على ذاته وسلب المماثلة بين ثنائه قولا أو فعلا وبين ثنائه تعالى على ذاته.
اعلم أنّ الحــمد في العرف هو الشكر في اللغة. وهو فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعما. قال بعض الصوفية لسان الحــمد ثلاث:
اللسان الإنساني واللسان الروحاني واللسان الرباني. أمّا اللسان الإنساني فهو للعوام وشكره به التحدّث لإنعام الله وإكرامه مع تصديق القلب بأداء الشكر. وأمّا اللسان الروحاني فهو للخواصّ وهو ذكر القلب لطائف اصطناع الحق في تربية الأحوال وتزكية الأفعال. وأما اللسان الرباني فهو للعارفين وهو حركة السرّ لقصد شكر الحق جل جلاله بعد إدراكه لطائف المعارف وغرائب الكواشف بنعت المشاهدة والغيبة في القربة واجتناء ثمرة الأنس وخوض الروح في نحو القدس وذوق الأسرار بمباشرة الأنوار.

محمد

ذو الخصال المحمودة المشكورة أو كثيرها، والمرضيّ عنه، ونبي المسلمين. وقد ورد ذكره في القرآن باسم رسول، ورسول الله، وأحــمد، والنبي، والنبي الأميّ. ورد في صحيح البخاري هذه الأسماء أيضًا: الماحي (لأنه يمحو الله به الكفر) والحاشر (لأنه يحشر الناس خلفه وعلى ملّته دون غيره) والعاقب (لأنه عَقَب من كان قبله من الأنبياء أي جاء بعدهم) والمقفَّى (المكرَّم) والشاهد (أي الشاهد على أمته بالإبلاغ والرسالة عملًا بالآية: ((إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا))، والبشر، والنذير، والضحوك، والخاتَم (خاتمة الأنبياء أي آخرهم) والمتوكل، والمصطفى، والفاتح (أي الحاكم القاضي بين الناس) والقتّال، والمتوكل، والقُتَم (أي الكثير الطاء وجامع الخير والعيال) ونبيّ الملاحم (جمع مَلحمة، موضع التحام الحرب، أي نبيّ القتال، أو نبيّ الصلاح وتأليف الناس كأنه يؤلف أمر الأمة) ونبيّ الرحمة، ونبيّ التوبة.
محــمد
رسم القرآن لمحــمد صورة محبّبة إلى النفوس، فيها لين ورقة، وفيها الخلق المثالى، والقلب الرءوف الرحيم، والنّفس الوادعة المطمئنة، نزل عليه روح من أمر الله، يهدى إلى الصراط المستقيم، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، يقول الله تعالى يخاطبه: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم 1 - 4). ويقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (التوبة 128). ويقول:
فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
(آل عمران 159). ويقول: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (الشورى 52، 53). ويقول: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (الطلاق 10، 11).
ويدعوه سراجا منيرا، فى قوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (الأحزاب 45، 46). ورحمة في قوله: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (الأنبياء 107). ويأمره باستشارتهم وخفض الجناح لهم إذ يقول:
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ (آل عمران 159). ويقول: وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (الحجر 88 - 89).
ولكن هذه الصفات في سموّها المثالى لم ترفع محــمدا عن البشرية، وهذه صفة من الصفات التى أكدها القرآن وأطال في الحديث عنها، فهو حينا يثبت هذه الصفة على لسانه، وحينا ينفى عن نفسه القدرة على ما لا يقدر عليه البشر، قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ (الكهف 110). وهو لهذا لا يملك لنفسه أمرا، ولا يدرى من الغيب شيئا، قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 188).
ولننصت إليه يتبرأ من قدرته على فعل ما ليس في طاقته، عند ما سألوه ما ليس فى طوقه، وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا (الإسراء 90 - 93)، ومما يلحظ أنهم طالبوه بأمور يستحيل وجودها في الصحراء، من تفجير الأرض ينابيع وأنهارا، وانظر إليه كيف يعجب من أمرهم، وكيف يقرر في صراحة أنه ليس سوى بشر رسول. ولأنه بشر، يجوز أن يموت كما يموت سائر البشر، وَما مُحَــمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران 144). ولم يتميز محــمد من البشر إلا بأنه كالرسل بشير ونذير، قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (الأحقاف 9). إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (البقرة 119). وهو ليس إلا مذكّرا، لا سيطرة له على القلوب، ولا مقدرة عنده على تحويل الأفئدة، فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (الغاشية 21، 22).
ومما أكده القرآن من صفات محــمد الأمّية، يصفه بها في قوله: قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف 158). ويبين حكمة اختياره أميا في قوله: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (العنكبوت 48). وإذا كانت الأمية مما يعاب فهى المعجزة التى تحول بين رسالة النبى والشك فيها، ولو أنه كان يقرأ ويكتب، لكان للمبطلين مجال للرّيب في صدق رسالته.
والقرآن يعظم أمر الرسول، فيحدّثنا عن صلاة الله عليه والملائكة، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب 56). ويعظم من أمر مبايعته، حتى لكأن من يبايعه إنما يبايع الله، إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ (الفتح 10). ويشهد له القرآن بالخلق القويم كما سبق أن نقلنا، وبأنه لا ينطق عن هوى النفس، ولا يميل إلى ضلالة ولا غواية، ويقسم على ذلك: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (النجم 1 - 4)، كما يقسم على رسالته فيقول: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (يس 2 - 5). ويعدّد القرآن نعم الله عليه فيقول: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح 1 - 4). أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى (الضحى 6 - 8). ويقسم له القرآن أن الله ما تخلى عنه وما قلاه، ويؤكد أن الذين يناصبونه العداء سيكبتون ويخذلون مذلولين، إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (المجادلة 20). ويحذر المؤمنين من معصيته، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ (المجادلة 9). ويأمرهم بأن يقفوا عند الحدود التى رسمها الرسول، ولا يبطلوا أعمالهم بعصيانه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (محــمد 33). وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (الحشر 7). وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً (الأحزاب 36). ويؤكد لهم أنهم لن يكونوا مؤمنين حقا حتى يجدوا العدالة المطلقة في أحكامه، ولا يجدوا فيها غضاضة ولا حرجا في نفوسهم، ويقسم على ذلك قائلا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء 65). ذلك أنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحى يوحى.
وإذا كان محــمد رسولا، فله حرمته ومنزلته الاجتماعية، ومن الواجب احترامه، فلا يليق أن ينادى باسمه، كما ينادى الناس بعضهم بعضا، ولا أن ترتفع أصواتهم فوق صوته، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(الحجرات 2 - 5). ولا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً (النور 63). وفي تربية الشعب على احترام الرسول ما يدفعهم إلى طاعته، فإن الطاعة أساسها الاحترام كما وضع القرآن أساسها الثانى وهو الحب، بما وصف القرآن به محــمدا من حبّ لهداية قومه، وحدب عليهم، ورحمة بهم ورأفة، وشوق ملح إلى هدايتهم، حتى صح للقرآن أن يقول: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (الكهف 6). وهكذا بنى القرآن الطاعة على أساسين من الحب والاحترام معا.
ويؤيد القرآن رسالة محــمد بشهادة الله الذى لا يشهد بغير الحق، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ (المنافقون 1). وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (الرعد 43). لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (النساء 166). وبأن عيسى قد بشر به قومه، وأخبرهم برسالته، وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْــمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (الصف 6). وبأنه فيما أتى ليس بدعا، فقد أوحى الله إلى كثير من الرسل قبله، إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (النساء 163).
وبأنه أمى ما كان يتلو قبله كتابا، ولا يخطه بيمينه. كما سبق أن ذكرنا، أوليس من يشهد الله له بالرسالة، ويبشر به رسول ذو كتاب، ويجرى على سنن من سبقه من الأنبياء- جديرا بأن يصدق إذا ادعى، وأن يطاع إذا أمر؟ ويناقش من أنكر رسالته، ويدفع دعاويهم في هدوء وقوّة معا، فأخبرنا القرآن مرّة أنهم كانوا ينسبون ما يعرفه محــمد من قصص وأخبار وأحكام إلى عالم فارسى يعلمه، وما كان أسهل دحض تلك الدعوى بأن لسان من يدعون أنه يعلّم محــمدا- أعجمى، أما هذا الكتاب فعربى مبين، وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (النحل 103). وحينا نسبوه إلى أنه سحر أو شعر أو كهانة، بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ (الأنبياء 5)، وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (الصافات 36). فوجه القرآن أنظارهم إلى أن النظرة الصائبة تنفى عن القرآن السحر والشعر والكهانة، فللحق آياته البينات التى لا تشتبه بالسحر، وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (سبأ 43). ونفى القرآن عن النبى قول الشعر والكهانة، وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (يس 69). وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (الحاقة 41، 42).
ومن أكبر ما أنكروه على الرسول أنهم وجدوه لا يمتاز على البشر في شىء فهو يأكل الطعام كما يأكلون، ويمشى في الأسواق يبيع ويشترى كما يمشون، وظنوا أنه لا يكون نبيا إلا إذا امتاز بملك ينذر الناس معه، أو أصبح غنيا غنى مطلقا عن الناس، فألقى إليه كنز، أو كانت له جنة يأكل منها، وقد حكى القرآن عنهم ذلك الحديث، وردّ عليهم ردّا رفيقا في قوله: وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (الفرقان 7 - 10). فهو يشير في رفق إلى أن الحكمة إنما هى فى أن يساوى الرسول الشعب في الاحتياج، حتى لا يكون امتيازه على الناس في أمور لا تتصل بالرسالة، ولا دخل لها في النبوة، وحتى يبقى تقويم الرسول بعيدا عن زخارف الحياة وما ليس من صميم الرسالة، فقد يتهيأ الغنى الفاحش لفرد من الناس، من غير أن يجلب له ذلك رسالة ولا نبوّة ولو أراد الله لفعل للرسول ما اقترحوه وزاد عليه، ولكن الخير والحكمة فيما كان، أما ما اقترحوه من نزول الملك مع الرسول فقد رد عليه في قوله: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (الأنعام 8، 9). ألا ترى أن نزول الملك كما اقترحوا لا يدع لهم فرصة التفكير بعد نزوله، ومن الخير أن يترك لهم مجال التدبّر وتقليب الأمر على وجوهه، وإنزال الملك لن يحل المشكل، لأنه سيكون في هيئة رجل، ويلتبس الأمر كما لو كان الرسول رجلا والقرآن برغم ذلك، يوحى بأن الرسول كانت عنده رغبة ملحة في أن يحقق لهم بعض ما اقترحوه ليؤمنوا، ولتجتمع كلمتهم على الدين، حتى صحّ للقرآن أن يقول للرسول: وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ (الأنعام 35).
ويقول في أخرى: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (هود 12).
وكانت صفة البشرية حائلة دون الايمان به، ومدعاة للهزء بالرسول والسخرية به، فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (القمر 24). وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (المؤمنون 34). وقد رد الله تلك الدعوى بأن الحكمة تقضى بأن الرسول يكون من جنس المرسل إليهم، ليكون أدنى إلى نفوسهم، يألفونه ويسهل اتصالهم به، ولو أن في الأرض ملائكة يسكنونها، ما أرسل الله إليهم رسولا، سوى ملك من جنسهم، قال سبحانه: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا (الإسراء 94 - 95).
وعند ما تعرّض القرآن للاستهزاء بالرسول، كان لا يعنيه كثيرا الردّ على ما يتعلق بشخص الرسول، بل ينتقل مباشرة إلى صميم الدعوى يناقشهم فيها، ويحدثهم عن مغبّة كفرهم، قال تعالى: وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (الأنبياء 36 - 40). ألا تراه قد مرّ مرّ الكرام باستهزائهم بالرسول، وكأنه لغو لا يؤبه له، ولا يستحق الالتفات إليه، ولا التّنبّه لشأنه، وانتقل من ذلك إلى الحديث عما يعنى القرآن بشأنه، من الحديث عن الله واليوم الآخر، وما ينتظرهم من عذاب كان جديرا به أن يصرفهم عن التمادى في الباطل، لو أنهم فكروا في الأمر وتدبّروا العاقبة، ويقول في موضع آخر: وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان 41 - 44). وهو هنا أيضا ينتقل إلى صميم الدعوى، فيتحدث عن اتخاذهم الهوى إلها، وأنهم لا يستخدمون آذانهم وعقولهم فيما خلقت لأجله، فصاروا بذلك أضل سبيلا من الأنعام.
ويهوّن القرآن على الرسول أمر الاستهزاء به وتكذيبه، فحينا يخبره بأن ذلك دأب الرّسل، يكذّبون برغم ما يجيئون به من البينات والهدى، ويؤكد له مرة بأن هؤلاء الساخرين سينالهم ما نبّئوا بنزوله بهم، وكانوا يسخرون ولا يطيعون، فيقول للرسول: فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (آل عمران 184). وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (الأنعام 10).
وينذر القرآن المكذبين والمستهزئين بأن عاقبتهم كعاقبة من كذّب الرسل من قبل: أخذ شديد وعقاب أليم، وهنا يلجأ القرآن إلى غريزة المحافظة على النفس، فيصوّر رفض الدعوة والتكذيب لها معرّضا أنفسهم للتهلكة، وجالبا الوبال عليها، فماذا تكون النتيجة إذا هم أصرّوا على كفرهم؟ أضمنوا أعمارا طويلة، يصلحون فيها ما كانوا قد أفسدوه؟ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 185). أأمنوا مكر الله؟ أم اطمأنوا إلى أن القيامة لن تأتيهم فجأة؟ أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (يوسف 107). إنهم بنهيهم عنه، ونأيهم عنه لا يضرون إلا أنفسهم ولا يهلكون غيرها، وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (الأنعام 26). ولن يضرّ الرسول بكفرهم، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (النحل 82). فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ (الشورى 48).
أوليس في قصر أمر الرسول على البلاغ، ما يدفعهم إلى التفكير في أمر هذه الدعوة التى لن يحمل عبء أضرار رفضها غيرهم، والتى يتحمّل الرسول المشاق فى سبيل إذاعتها، لا يبغى من وراء ذلك أجرا، ولا يريد إلا أن تصل الهداية إلى قلوبهم، قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (سبأ 47).
وإن في تنزّه الرسول عن الغرض المادىّ، وإخلاصه في دعوتهم وإرشادهم، لبعثا لهم على تدبر أمر هذه الدعوة المبرأة من الهوى والغرض، والنفس بطبيعتها تنقاد لمثل هذه الدعوة وتؤمن بها. وقد دعاهم القرآن إلى التفكير في شأن الرسول، فرادى وجماعات، ليقلبوا أمره على وجوهه، ويتفكروا أبه جنّة أو شذوذ؟ وسوف يصلون إذا فكروا إلى أنه نذير لهم بين يدى عذاب شديد.
ويمضى القرآن محببا لهم إجابة دعوة محــمد، مبينا طبيعتها، وأنها توافق الإنسانية السليمة، فهو لا يأمر إلا بما تعترف به النفوس الصحيحة ولا ينهى إلا عما تنكره، ولا يحلّ سوى الطّيب، ولا يحرّم سوى الخبيث، وأنه يعمل على تخليصهم من عادات ثقيلة على النفوس، وقيود كانت تغل حياتهم، وقد خفف الإسلام كثيرا من القيود التى كانت على أهل الكتاب، يقول الله: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف 157). أما الأميون، وقد كانوا في ضلال مبين فإنه يعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم، هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (الجمعة 2). ويجعل طريق حب الله ونيل رضوانه اتباع منهجه والاقتداء به، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران 31). ومن أطاعه فسيكون مع من أنعم الله عليهم من أكرم الرفقاء، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (النساء 69). ومن آمن وعمل صالحا فسوف يورّثه الله الأرض، ويمكن له دينه، ويبدله بالخوف أمنا وطمأنينة، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (النور 55).
ولا يكتفى القرآن بالوعد المحبوب حين طلب إليهم طاعة الرسول، بل أنذرهم وأوعدهم، وأكّد لهم أن النهاية ستكون نصرا مؤزرا للرسول أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها (التوبة 63). ويقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (النور 63). إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً
(الأحزاب 57). ويخاطب الرسول قائلا:
وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (الأنعام 34). وينزل القرآن إلى أعماق نفوسهم، فيحدثنا عن شكوكهم التى تنتابهم، فهم يقولون في أغوار قلوبهم: إذا كان محــمد على صواب، ونحن على خطأ، فلم يدعنا الله أحرارا في هذه الحياة ولا يعذبنا بسبب هذه التّصرّفات، والله ينبئهم بأن جهنم مصيرهم المنتظر، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (المجادلة 8).
ويعلم القرآن ما لحوادث التاريخ من الأثر في النفوس، ولذا أكثر، فى معرض الأمر بطاعة الرسول، من توجيه أنظارهم إلى من كذّب من الماضين كيف كانت عاقبتهم، فلعلهم يتّعظون بها، فيسأل: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (غافر 21، 22). ويقصّ عليهم قصص الماضين كقوله: فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (فصلت 13 - 18).
ولم يأل القرآن جهدا في تصوير من لا يستجيب إلى دعوة محــمد في صورة ينفر منها العاقل، ويأنف من أن تكون صورته، فحينا يرسمهم أمواتا لا يعون، صما لا يسمعون، عميا لا يبصرون، فيقول: وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (فاطر 22، 23).
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (يونس 42، 43).
وأكثر القرآن من أمر الرسول بالصّبر، وهو خليقة أولى العزم من الرسل فقال:
فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ (الأحقاف 35). وقال: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا (الطور 48). وقال: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ (النحل 127). وقال: وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا (المزمل 10). إلى غير ذلك من كثير الآيات التى تدعو الرسول إلى الصبر، وتحثه عليه، ولا ريب أن دعوة دينية جديدة تتطلب زادا لا ينفد من الصبر على المكروه حتى تنجح وتؤتى ثمارها.
أما المنهج الذى رسمه ــالقرآن، لكى ينهجه محــمد في دعوته، فقد بينه في قوله:
ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل 125). وتلك هى خطة الإقناع التى تتألف القلوب وتستهوى الأفئدة.
ولكى أكمل الصورة التى رسمها القرآن لمحــمد صلوات الله عليه، أضعه بين صحبه الذين أخلصوا له، فهم رحماء فيما بينهم، أشداء على أعدائهم، قد أخذ أمره بهم يشتد، كما يشتد الزرع إذا أخرج براعمه، فيصبح مرآة باعثا الزراع على الإعجاب به، فهم بين يدى الله يبتغون رضوانه، وأمام أعدائهم قوة لا يستهان بها، ترى تلك الصورة في قوله: مُحَــمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الفتح 29).

جلمد

ج ل م د: (الْجَلْــمَدُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْجُلْمُودُ) الصَّخْرُ.
(ج ل م د) : (وَالْجَلْــمَدُ) وَالْجُلْمُودُ الْحَجَرُ الْمُسْتَدِيرُ وَمِيمُهُ لِلْإِلْحَاقِ.
[جلــمد] الجَلْــمَدُ والجُلْمودُ: الصخرُ. والجَلْــمَدُ: الابل الكثيرة. وذات الجلاميد: موضع.
جلــمد
تجلــمدَ يتجلــمد، تجلــمُدًــا، فهو متجلــمِد
• تجلــمد فلانٌ: تحوَّل إلى جُلْمود أو صخر "تجلــمد عندما وُوجِه بكشف حقيقته". 

جَلْــمَد [مفرد]: ج جَلامِدُ:
1 - صَخْرٌ "حَجَرٌ جَلْــمَدٌ".
2 - رجل شديد صلب. 

جُلمود [مفرد]: ج جلامدة وجلاميدُ: صَخْرٌ "نِعم مَنبت العود في قرارة الجلمود- *كجُلْمود صخر حَطَّه السَّيْلُ مِنْ عَلِ*" ° ألقى عليه جَلاميدَه: حمَّله أعباء ثقيلة. 
(ج ل م د) والجَلْــمَد، والجُلْمُود: الصَّخْرَة.

وَقيل: الجلْــمَد، والجُلْمُود: اصغر من الجندل قدر مَا يرْمى بالقذاف.

وَقيل: الجلامد كالجَرَاوِل.

وَأَرْض جَلْــمَدة: حجرَة.

وَرجل جَلْــمَد، وجُلْــمُد. شَدِيد الصلب.

والجَلْــمَد: القطيع الضخم من الْإِبِل وَقَوله أنْشدهُ أَبُو إِسْحَاق:

أَو مائَة يُجْعل أولادُها ... لَغْواً وعُرْض المائةِ الجَلْــمَدُ

أَرَادَ نوقا قَوِيَّة: أَي الَّذِي يعارضها فِي قُوَّة الجلــمد وَلَا تجْعَل أَوْلَادهَا من عَددهَا.

وضأن جَلْــمَد: تزيد على الْمِائَة.

وَألقى عَلَيْهِ جَلامِيده: أَي ثقله، عَن كرَاع.

جلــمد: الجَلْــمَدُ والجُلْمود: الصخر، وفي المحكم: الصخرة: وقيل:

الجَلْــمَد والجُلْمُود أَصغر من الجَنْدل قدر ما يرمى بالقَذَّاف؛ قال

الشاعر:وَسْط رِجامِ الجَنْدَلِ الجُلْمود

وقيل: الجلامد كالجَراول. وأَرض جَلْــمَدَــة: حَجِرة. ابن شميل: الجُلْمود

مثل رأْس الجدي ودون ذلك شيء تحمله بيدك قابضاً على عرضه ولا يلتقي عليه

كفاك جميعاً، يدق به النوى وغيره؛ وقال الفرزدق:

فجاءَ بِجُلْمودٍ له مِثل رأْسِهِ،

لِيَسْقِي عليه الماءَ بين الصَّرائِم

ابن الأَعرابي: الجِلْــمِد أَتانُ الضَّحْل، وهي الصخرة التي تكون في

الماء القليل. ورجل جَلْــمد وجُلْــمد: شديد الصوت. والجَلْــمد: القطيع الضخم من

الإِبل؛ وقوله أَنشده أَبو إِسحق:

أَو مائِه تَجْعَلُ أَولادَها

لغواً، وعُرْضُ المائِهِ الجَلْــمَدُ

أَراد: ناقة قوية أَي الذي يعارضها في قوتها الجلــمد، ولا تجعل أَولادها

من عددها. وضأْن جَلْــمد: تزيد على المائة. وأَلقى عليه جَلامِيدَه أَي

ثقله؛ عن كراع. أَبو عمرو: الجَلْــمَدَــةُ البقرة، والجَلْــمَد: الإِبل

الكثيرة والبقر. وذات الجَلامِيدِ: موضع.

جلــمد



جَلْــمَدٌ and ↓ جُلْمُودٌ Rock: (S, K:) or a rock; or mass, or piece, of rock: (M:) or a round stone: (Mgh, Msb:) or [a stone] smaller than what is termed جَنْدَل, of such a size as that which is thrown with a ballista: (L:) or a great stone: (Har p. 95:) or the latter word, [a stone] like the head of a kid; or less, such as may be carried in the hand by grasping its side but over which the two hands will not meet, with which date-stones &c. are bruised, or brayed: (ISh:) [pl. of the former, جَلَامِدَ; and of the latter, جَلَامِيدُ. Accord. to the Mgh and Msb, the م is an augmentative letter; but most of the lexicographers regard it as radical.] b2: [Hence,] رَشَحَ جَلْــمَدُــهُ, said of one known to be a niggard, meaning, (assumed tropical:) He gave something. (Har p. 95.) b3: and أَلْقَى عَلَيْهِ جَلَامِيدَهُ (assumed tropical:) He threw his weight (ثِقَلَهُ) upon him. (K. [See القى عليه مَثَاقِيلَهُ, voce مِثْقَالٌ.]) b4: Also جَلْــمَدٌ, (L,) or ↓ جِلْــمِدٌ, (K,) A mass of rock rising out of shallow water. (IAar, L, K.) b5: And the former, (assumed tropical:) A strong man; and so ↓ جَلْــمَدَــةٌ: (K:) or a man having a strong voice; and so ↓ جُلْــمُدٌ. (L.) A2: Also, جَلْــمَدٌ, Many camels: (S:) or camels composing a large herd: or camels advanced in years; as also ↓ جُلْمُودٌ: (K:) and sheep exceeding in number a hundred: (L, K:) you say ضَأْنٌ جَلْــمَدٌ. (L.) b2: And Oxen, or cows: (L:) and the same word, (K,) or ↓ جَلْــمَدَــةٌ, (AA, L,) a single ox or cow. (AA, L, K.) جُلْــمَدٌ: see above.

جِلْــمِدٌ: see above.

جَلْــمَدَــةٌ applied to land (أَرْضٌ) Stony: (K:) and جَلَامِدُ is [its pl.,] like جَرَاوِلُ. (TA.) b2: See also جَلْــمَدٌ, in two places.

جُلْمُودٌ: see جَلْــمَدٌ, in two places.
جلــمد
: (الجَلْــمَدُ: الصَّخْر) ، وَفِي (الْمُحكم) : الصَّخْرة، (كالجُلْمُودِ) ، بالضّمّ. وَقيل: الجَلــمَدُ والجُلْمود أَصغرُ من الجَنْدل قَدْرَ مَا يُرمَى بالقَذَّافِ. وَعَن ابْن شُميل. الجلمود مثلُ رأْس الجَدْيِ وَدون ذالك، شيْءٌ تحمِله بيدِك قَابِضا على عرْضِه وَلَا تَلتَقِي عَلَيْهِ كَفّاك جَمِيعًا يُدقُّ بِهِ النَّوى وغيرُه. وَقَالَ الفرزدق:
فجاءَ بجُلْمودٍ لَهُ مثْلُ رأْسِه
ليُسْقِي عَلَيْهِ الماءَ بينَ الصَّرائِمِ
(و) الجَلْــمَد: (الرَّجُل الشِّدِيدُ) الصَّوتِ (كالجَلْــمَدة) ، بِزِيَادَة الهاءِ، قَالَه اللَّيْث. (و) عَن أَبي عَمْرٍ و: الجَلْــمَدَــةُ (البَقَرةُ) . وَفِي بعض نسخ النَّوَادِر: هِيَ الجلــمدة.
(و) الجَلْــمَد: (القطِيعُ الضَّخْمُ من الإِبل، أَو المَسانُّ مِنْهَا، كالجُلْمود) . بالضّمّ.
(و) الجَلْــمَد: (الزَّائدُ على مِائَةٍ من الضَّأْن) ، يُقَال: ضَأْن جَلْــمدٌ، إِذا كَانَ كذالك.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ الجِلْــمِدُ، (كِزْبرِجٍ: أَتَانُ الضَّحْلٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وَهِي الصَّخْرَة الّتي تكون فِي الماءِ الْقَلِيل، (و) قيل الجَلاَــمدُ كالجَراوِل.
و (أَرضٌ جَلْــمدةٌ: حَجرةٌ) ، ونصّ ابْن دُريد: ذَات حِجَارة.
(و) عنْ كُرَاع: يُقَال: (أَلقَى عليهِ جلامِيدَهُ) ، أَي (ثِقَلَهُ) .
(وذاتُ الجَلامِيدِ: ع) ، سُمِّيَ بِتِلْكَ الصُّخورِ.

عَمَدَ 

(عَــمَدَالْعَيْنُ وَالْمِيمُ وَالدَّالُ أَصْلٌ كَبِيرٌ، فُرُوعُهُ كَثِيرَةٌ تَرْجِعُ إِلَى مَعْنًى، وَهُوَ الِاسْتِقَامَةُ فِي الشَّيْءِ، مُنْتَصِبًا أَوْ مُمْتَدًّا، وَكَذَلِكَ فِي الرَّأْيِ وَإِرَادَةِ الشَّيْءِ.

مِنْ ذَلِكَ عَــمَدْــتُ فُلَانًا وَأَنَا أَعْــمِدُــهُ عَــمْدًــا، إِذَا قَصَدْتَ إِلَيْهِ. وَالْعَــمْدُ: نَقِيضُ الْخَطَأِ فِي الْقَتْلِ وَغَيْرِهِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ ذَلِكَ عَــمْدًــا لِاسْتِوَاءِ إِرَادَتِكَ إِيَّاهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْعَــمْدُ: أَنْ تَعْــمِدَ الشَّيْءَ بِعِمَادٍ يُمْسِكُهُ وَيَعْتَــمِدُ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: عَــمَدْــتُ الشَّيْءَ: أَسْنَدْتُهُ. وَالشَّيْءُ الَّذِي يُسْنَدُ إِلَيْهِ عِمَادٌ، وَجَمْعُ الْعِمَادِ عُــمُدٌ. وَيُقَالُ عَمُودٌ وَعَــمَدٌ. وَالْعَمُودُ مِنْ خَشَبٍ أَوْ حَدِيدٍ، وَالْجَمْعُ أَعْــمِدَــةٌ; وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي عَــمْدِ الْخِبَاءِ. وَيُقَالُ لِأَصْحَابِ الْأَخْبِيَةِ الَّذِينَ لَا يَنْزِلُونَ غَيْرَهَا: هُمْ أَهْلُ عَمُودٍ، وَأَهْلُ عِمَادٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَعَمُودُ السِّنَانِ: مُتَوَسِّطٌ مِنْ شَفْرَتَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ خَطُّ الْعَيْرِ. وَيُقَالُ لِرِجْلَيِ الظَّلِيمِ: عَمُودَانِ. وَعَمُودُ الْأَمْرِ: قِوَامُهُ الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا بِهِ. وَعَمِيدُ الْقَوْمِ: سَيِّدُهُمْ وَمُعْتَــمَدُــهُمُ الَّذِي يَعْتَــمِدُــونَهُ إِذَا حَزَبَهُمْ [أَمْرٌ] فَزِعُوا إِلَيْهِ. وَعَمُودُ الْأُذُنِ: مُعْظَمُهَا وَقِوَامُهَا الَّذِي ثَبَتَتْ إِلَيْهِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْمَرِيضِ عَمِيدٌ، فَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْعَمِيدُ: الرَّجُلُ الْمَعْمُودُ، الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْجُلُوسَ مِنْ مَرَضِهِ حَتَّى يُعْــمَدَ مِنْ جَوَانِبِهِ بِالْوَسَائِدِ. قَالُوا: وَمِنْهُ اشْتُقَّ الْقَلْبُ الْعَمِيدُ، وَهُوَ الْمَعْمُودُ الْمَشْعُوفُ الَّذِي هَدَّهُ الْعِشْقُ وَكَسَرَهُ، وَصَارَ كَالشَّيْءِ عُــمِدَ بِشَيْءٍ. قَالَ الْأَخْطَلُ:

بَانَتْ سُعَادُ فَنَوْمُ الْعَيْنِ تَسْهِيدُ ... 206 وَالْقَلْبُ مُكْتَئِبٌ حَرَّانُ مَعْمُودُ

وَيُقَالُ: عَمِيدٌ، وَمَعْمُودٌ، وَمُعَــمَّدٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَــمْدُ: أَنْ تُكَابِدَ أَمْرًا بِجِدٍّ وَيَقِينٍ. تَقُولُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ عَــمْدًــا وَعَــمْدَ عَيْنٍ، وَتَعَــمَّدْــتُ لَهُ وَفَعَلْتُهُ مُعْتَــمِدًــا، أَيْ مُتَعَــمِّدًــا.

وَمِنَ الْبَابِ: السَّنَامُ الْعَــمِدُ [عَــمِدَ] يَعْــمَدُ عَــمْدًــا. وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: قَلْبٌ عَمِيدٌ وَمَعْمُودٌ، وَذَلِكَ السَّنَامُ إِذَا كَانَ ضَخْمًا وَارِيًا فَحُمِلَ عَلَيْهِ فَكُسِرَ وَمَاتَ فِيهِ شَحْمُهُ فَلَا يَسْتَوِي أَبَدًا - وَالَوَارِي: السَّمِينُ - كَمَا يَعْــمَدُ الْجُرْحُ إِذَا عُصِرَ قَبْلَ أَنْ تَنْضَجَ بَيْضَتُهُ فَيَرِمَ، وَبَعِيرٌ عَــمِدٌ، وَنَاقَةٌ عَــمِدَــةٌ، وَسَنَامُهَا عَــمِدٌفَأَمَّا قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {فِي عَــمَدٍ مُــمَدَّــدَةٍ} [الهمزة: 9] ، أَيْ فِي شِبْهِ أَخْبِيَةٍ مِنْ نَارٍ مَــمْدُــودَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: {فِي عَــمَدٍ} [الهمزة: 9] وَقُرِئَتْ " فِي عُــمُدٍ " وَهُوَ جَمْعُ عِمَادٍ.

وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: رَجُلٌ مُعْــمَدٌ، أَيْ طَوِيلٌ. وَالْعِمَادُ: الطُّولُ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 7] ، أَيْ ذَاتِ الطُّولِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «هُوَ رَفِيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: عَــمَدْــتُ الشَّيْءَ: أَقَمْتُهُ، فَهُوَ مَعْمُودٌ. وَأَعْــمَدْــتُهُ بِالْأَلْفِ إِعْمَادًا، أَيْ جَعَلْتُ تَحْتَهُ عَــمَدًــا. وَمِنَ الْبَابِ: الْعُــمُدُّ، الدَّالُّ شَدِيدَةٌ وَالْعَيْنُ وَالْمِيمُ مَضْمُومَتَانِ: الشَّابُّ الْمُمْتَلِئُ شَبَابًا. وَهُوَ الْعُــمُدَّــانِيُّ، وَالْجَمْعُ الْعُــمُدَّــانِيُّونَ. وَامْرَأَةٌ عُــمُدَّــانِيَّةٌ، أَيْ ذَاتُ جِسْمٍ وَعَبَالَةٍ. وَمِنَ الْبَابِ الْعَمُودُ: عِرْقُ الْكَبِدِ الَّذِي يَسْقِيهَا. وَيُقَالُ لِلْوَتِينِ: عَمُودُ السَّحْرِ. قَالَ: وَعَمُودُ الْبَطْنِ: شِبْهُ عِرْقٍ مَــمْدُــودٍ مِنْ لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلَى دُوَيْنِ السُّرَّةِ فِي وَسَطِهِ يُشَقُّ عَنْ بَطْنِ الشَّاةِ. وَيَقُولُونَ أَيْضًا: إِنَّ عَمُودَا الْبَطْنِ: الظَّهْرُ وَالصُّلْبُ; وَإِنَّمَا قِيلَ عَمُودَا الْبَطْنِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُعْتَــمِدٌ عَلَى الْآخَرِ.

وَمِنَ الْبَابِ: ثَرًى عَــمِدٌ، وَذَلِكَ إِذَا بَلَّتْهُ الْأَمْطَارُ. قَالَ:

وَهَلْ أَحْطِبَنَّ الْقَوْمَ وَهِيَ عَرِيَّةٌ ... أُصُولَ أَلَاءٍ فِي ثَرًى عَــمِدٍ جَعْدِ

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَــمِدَــتِ الْأَرْضُ عَــمْدًــا، أَيْ رَسَخَ فِيهَا الْمَطَرُ إِلَى الثَّرَى حَتَّى إِذَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ تَعَقَّدَ فِي كَفِّكَ وَجَعُدَ. وَيَقُولُونَ: الْزَمْ عُــمْدَــتَكَ، أَيْ قَصْدَكَ.

قَدْ مَضَى هَذَا الْبَابُ عَلَى اسْتِقَامَةٍ فِي أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ، وَبَقِيَتْ كَلِمَةٌ، أَمَّا نَحْنُ فَلَا نَدْرِي مَا مَعْنَاهَا، وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ مَأْخَذُهَا، وَفِيمَا أَحْسَبُ إِنَّهَا مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي دَرَجَ بِذَهَابِ مَنْ كَانَ يُحْسِنُهُ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ لَمَّا صُرِعَ قَالَ: " أَعْــمَدُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ "، وَالْحَدِيثُ مَشْهُورٌ. فَأَمَّا مَعْنَاهُ فَقَالُوا: أَرَادَ: هَلْ زَادَ عَلَى سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ لَا تَدُلُّ عَلَى التَّفْسِيرِ وَلَا تُقَارِبُهُ، فَلَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ هِيَ. وَأَنْشَدُوا لِابْنِ مَيَّادَةَ:

وَأَعْــمَدُ مِنْ قَوْمٍ كَفَاهُمْ أَخُوهُمُ ... صِدَامَ الْأَعَادِي حِينَ فُلَّتْ نُيُوبُهَا

قَالُوا: مَعْنَاهُ هَلْ زِدْنَا عَلَى أَنْ كَفَيْنَا إِخْوَتَنَا. فَهَذَا مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ. وَحُكِيَ عَنِ النَّضْرِ أَنَّ مَعْنَاهَا أَعْجَبُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَنَا أَعْــمَدُ مِنْ كَذَا، أَيْ أَعْجَبَ مِنْهُ. وَهَذَا أَبْعَدُ مِنَ الْأَوَّلِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ.

مَدْيَنُ

مَدْــيَنُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الياء المثناة من تحت، وآخره نون، قال أبو زيد: مدين على بحر القلزم محاذية لتبوك على نحو من ست مراحل وهي أكبر من تبوك وبها البئر التي استقى منها موسى، عليه السلام، لسائمة شعيب، قال: ورأيت هذه البئر مغطاة قد بني عليها بيت وماء أهلها من عين تجري، ومدين اسم القبيلة، وهي في الإقليم الثالث، طولها إحدى وستون درجة وثلث، وعرضها تسع وعشرون درجة، وهي مدينة قوم شعيب سميت بــمدين بن إبراهيم، عليه السلام، قال القاضي أبو عبد الله القضاعي:
مدين وحيزها من كورة مصر القبلية، وقال الحازمي:
بين وادي القرى والشام، وقيل: مدين تجاه تبوك بين الــمدينة والشام على ست مراحل وبها استقى موسى،
عليه السّلام، لبنات شعيب وبها بئر قد بني عليها بيت، وقيل: مدين اسم القبيلة، ولهذا قال الله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا، وقيل: مدين هي كفر مندة من أعمال طبرية وعندها أيضا البئر والصخرة، وقد ذكر ذلك في كفر مندة، قال كثير:
رهبان مدين والذين عهدتهم ... يبكون من حذر العقاب قعودا
لو يسمعون كما سمعت حديثها ... خرّوا لعزّة ركّعا وسجودا
وقال كثير أيضا:
يا أمّ خرزة ما رأينا مثلكم ... في المنجدين ولا بغور الغائر
رهبان مدين لو رأوك تنزّلوا ... والعصم في شعف الجبال الفادر
وقال ابن هرمة يــمدح عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك:
ومعجب بــمديح الشعر يمنعه ... من الــمديح ثواب الــمدح والشفق
لأنت والــمدح كالعذراء يعجبها ... مسّ الرجال ويثني قلبها الفرق
لكن بــمدين من مفضى سويمرة ... من لا يذمّ ولا يثنى له خلق
أهل الــمدائح تأتيه فتــمدحه، ... والمادحون بما قالوا له صدقوا
يكاد بابك من جود ومن كرم ... من دون بوّابه للناس يندلق

أصول الإمام، فخر الإسلام: علي بن محمد البزدوي

أصول الإمام، فخر الإسلام: علي بن محــمد البزدوي
الحنفي.
المتوفى: سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
أوله: (الحــمد لله خالق النسم، ورازق القسم...).
وهو: كتاب عظيم الشان، جليل البرهان.
محتو على: لطائف الاعتبارات، بأوجز العبارات، تأبى على الطلبة مرامه، واستعصى على العلماء زمامه، قد انغلقت ألفاظه، وخفيت رموزه وألحاظه، فقام جمع من الفحول بأعباء توضيحه، وكشف خباياته وتلميحه.
منهم:
الإمام، حسام الدين: حسين بن علي الصغناقي، الحنفي.
المتوفى: سنة عشر وسبعمائة.
وسماه: (الكافي).
ذكر في آخره: أنه فرغ من تأليفه: في أواخر جمادى الأولى، سنة أربع وسبعمائة.
والشيخ، الإمام، علاء الدين: عبد العزيز بن أحــمد البخاري، الحنفي.
المتوفى: سنة ثلاثين وسبعمائة.
وشرحه: أعظم الشروح، وأكثرها إفادة وبيانا.
وسماه: (كشف الأسرار).
أوله: (الحــمد لله مصور النسم في شبكات الأرحام... الخ).
والشيخ، أكمل الدين: محــمد بن محــمد البابرتي، الحنفي.
المتوفى: سنة ست وثمانين وسبعمائة.
وسماه: (التقرير).
أوله: (الحــمد لله الذي أكمل الوجود بإفاضة الحكم من آيات كلامه المجيد... الخ).
ذكر فيه: أنه كتاب مشتمل من الأصول على، أسرار ليس لها من دون الله كاشفة.
حدثني شيخي، شمس الدين الأصفهاني: أنه حضر عند الإمام، المحقق، قطب الدين الشيرازي، يوم موته، فأخرج كراريس من تحت وسادته، نحو خمسين، قال: هو فوائد جمعت على كتاب (فخر الإسلام)، تتبعت عليه زمانا كثيرا، ولم أقدر حله، فخذها لعل الله - تعالى - يفتح عليك بشرحه.
قال: فاشتغلت به سنين سرا وجهارا، ولم أزل في تأمله ليلا ونهارا، وعرضت أقيسته على قوانين أهل النظر، وتعرضت بمقدماته بأنواع التفتيش والفكر، فلم أجد ما يخالفهم إلا الإنتاج من الثاني، مع اتفاق مقدمتيه في الكيف، وذلك وما أشبهه مما يجوزه أهل الجدل، ثم لم يتهيأ لي شرحه، وتعين طرحه. انتهى.
فبدأ بشرح مختصر يبين ضمائره مهما أمكن.
ومن شروحه:
شرح: الشيخ، أبي المكارم: أحــمد بن حسن الجاربردي، الشافعي.
المتوفى: سنة ست وأربعين وسبعمائة.
وشرح: الشيخ: قوام الدين الأتراري، الحنفي.
المتوفى: في حدود سنة سبعمائة.
وشرح: الشيخ، أبو البقاء: محــمد بن أحــمد بن الضياء المكي، الحنفي.
المتوفى: سنة أربع وخمسين وثمانمائة.
وشرح: الشيخ: عمر بن عبد المحسن الأرزنجاني.
في مجلدين.
أوله: (الحــمد لله الذي جعل أصول الشريعة ممهدة المباني... الخ)).
قد ذكر فيه: أنه أخذ عن الكردري، بواسطة شيخه، ظهير الدين: محــمد بن عمر البخاري.
وهو شرح: بقال، أقول، وما عداه من الشروح بقوله: كذا.
ومن التعليقات المختصرة عليه:
تعليقة: الإمام، حميد الدين: علي بن محــمد الضرير، الحنفي.
المتوفى: سنة ست وستين وستمائة.
وتعليقة: جلال الدين: رسولا بن أحــمد التباني، الحنفي.
المتوفى: سنة ثلاث عشرة وسبعمائة.
ومن الشروح الناقصة:
شرح: الشيخ، شمس الدين: محــمد بن حمزة الفناري.
المتوفى: سنة أربع وثلاثين وثمانمائة.
وهو: على ديباجته فقط.
وشرح: علاء الدين: علي بن محــمد، الشهير: بمصنفك.
المتوفى: سنة خمس وسبعين وسبعمائة.
وسماه: (التحرير).
وشرح: المولى: محــمد بن فرامرز، الشهير: بملا خسرو.
المتوفى: سنة خمس وثمانين وثمانمائة.
ولو تم لفاز المسترشدون به بتمام المرام.
وللشيخ: قاسم بن قطلوبغا الحنفي.
المتوفى: سنة تسع وسبعين وثمانمائة.
تخريج أحاديثه.

المد العارض

الــمد العارض:
ما يجوز الزيادة في مدة بسبب وقف أو إدغام، وهو من أنواع (الــمد الجائز)، وقسماه هما:
أ- الــمد العارض للإدغام:
أن يقع بعد حرف الــمد أو اللين ساكن سكوناً عارضاً لأجل الإدغام الكبير، وذلك نحو الــمد على إدغام الكبير، وذلك نحو الــمد على إدغام الميم في الميم في (الرحيم ملك) من سورة الفاتحة، ويجوز فيه القصر والتوسط والإشباع.
ب- الــمد العارض للوقف:
أن يقع بعد حرف الــمد أو اللين ساكن سكوناً عارضاً لأجل الوقف، وذلك نحو الوقف على (الرحيم) (بيت)، ويجوز فيه القصر والتوسط والإشباع.

قمد

[قــمد] القُــمُدّ: القوي الشديد، والأنثى قُــمُدَّــةٌ. واقْمَهَدَّ البعير اقْمِهْداداً: رفع رأسه، بزيادة الهاء.
(قــمد)
قــمدا وقمودا أَبى وتمنع

(قــمد) قــمدا طَال جِسْمه أَو ضخم عُنُقه فِي طول وَهُوَ أقــمد وقــمد وَهِي قــمداء وقم دة

قــمد


قَــمَدَ(n. ac. قَــمْد)
a. Refused; abstained.

قَــمِدَ(n. ac. قَــمَد)
a. Waslong-necked, was thick-necked.

أَقْــمَدَa. Stretched out his neck.

قُــمْد
قُــمُدa. see 13
قُــمُدّa. Strong; hard, thick.

أَقْــمَدُ
(pl.
قُــمْد)
a. Thicknecked.

قُمَاْد
قُمَاْدِيّ
قُــمْدُ4a. see 13
قُــمْدُــوْد قُــمُدَّــان قُــمُدَــانِيّ
a. see 13
قَــمْدَــر
a. Long, tall.
قــمد
القُــمُدُ: القَوِيُّ الشِّدِيدُ، وكذلك القُــمْدُــدُ. والذَّكَر الصُّلْبُ.
والقُمُوْدُ: شَبِيهُ القُسُوِّ من شِدَّةِ الإِبَاء، قَــمَدَ يَقْــمُدُ قَــمْداً وقُمُوداً.
والقُمَادِيُّ - الياءُ شَدِيدَةٌ -: الضَّخْمُ الشَّديدُ السَّمِينُ من الناس.
والقُمَادُ: الغَلِيْظُ الصلْبُ. وفلانٌ مُقْــمِدٌ: أي طامِحٌ بعُنُقِه.
وأقْــمَدَ الرَّجُلُ إقْماداً: إذا أنْعَظَ، وإذا أسَالَ قال: أقْــمَدْــتُها.
والقُــمُدّــانُ: الرَّجُلُ الطَّويلُ، وامْرَأةٌ قُــمُدّــانَة وقُــمُدّــانِيَّةٌ. والقَــمَدُ: الطُّوْلُ.

قــمد: الليث: القُــمُدُّ: القويُّ الشديدُ. ويقال: إِنه لَقُــمُدٌّ

قُــمْدُــدٌ وامرأَة قُــمُدَّــةٌ. والقُمُودُ: شِبه العُسُوِّ من شدّةِ

الإِباءِ.يقال: قَــمَدَ يَقْــمُدُ قَــمْداً وقُمُوداً: جامع في كل شيء. ابن سيده:

قَــمَدَ يَقْــمُدُ قَــمْداً وقُمُوداً: أَبَى وتمنع.

والأَقْــمَدُ: الضخْمُ العُنقِ الطوِيلُها، وقيل: هو الطويل عامّة؛

وامرأَة قَــمْداءُ؛ قال رؤبة:

ونحنُ، إِنْ نُهْنِهَ ذَوْدُ الذَّوّاد،

سَواعِدُ القومِ وقُــمْدُ الأَقْماد

أَي نحن غُلْبُ الرِّقاب. وذكَرٌ قُــمُدٌّ: صُلْبٌ شديدُ الإِنْعاظِ؛

وقيل: القُــمُدُّ اسم له. ورجل قُــمْدٌ وقُــمُدٌّ وقُــمْدُــدٌ وقــمُدَّــانٌ

وقــمُدَّــانِيٌّ: قويّ شديد صُلْب، والأُنثى قُــمُدَّــانَةٌ وقُــمُدَّــانِيَّةٌ.

والقَــمْدُ: الإِقامةُ في خير أَو شر. والقُــمُدُّ: الغليظ من الرجال.

واقْمَهَدَّ البعير: رفع رأْسه، بزيادة الهاء، وسيأْتي ذكره.

قــمد

1 قَــمِدَ, aor. ـَ (TA,) inf. n. قَــمَدٌ, (K,) He, or it, was, or became, tall, or long: or he was, or became, large and long in the neck. (K, TA.) Q. Q. 4 إِقْمَهَدَّ [in which the ه is an augmentative letter accord. to J, is said by F to be improperly assigned by J to this art.] see art. قمهد.

قُــمُدٌّ (Lth, S, L, K) and قُــمُدٌ (K) or قُــمْدٌ (L) and قُــمْدُــدٌ (Lth, L) and قُــمْدُــودٌ and قُمَادٌ and قُمَادِىٌّ (K) and قُــمُدَّــانٌ and قُــمُدَّــانِىٌّ (L, K) Strong: (Lth, S, K:) or strong and hard or hardy: (L:) or gross, thick, coarse, or rude, (K,) and hard, or hardy: (TA:) applied to a man: (L, K:) fem. قُــمُدَّــةٌ (S) and قُــمُدَّــانَةٌ and قُــمُدَّــانِيَّةٌ. (L.) b2: إِنَّهُ لَقُــمُدٌّ قُــمْدُــدٌ Verily he is very strong. (Lth, L.) b3: ذَكَرٌ قُــمُدٌّ Penis vehementer se erigens, (L, K,) or القُــمُدُّ is a name of the penis. (L.) b4: See also أَقْــمَدُ.

أَقْــمَدُ, fem. قَــمْدَــآءُ, (L, K,) and ↓ قُــمُدٌّ and [fem.?

see قُــمُدُّ above] قُــمُدَّــةٌ and قُــمُدَّــانِيَّةٌ, (K,) Large and long in the neck: or tall, (L, K,) in a general sense: applied to a human being. (L.) b2: نَحْنُ قُــمْدُ الأَقْمَادِ We are thick-necked. (L.) b3: See also قُــمُدٌّ.
قــمد
: (القَــمْدُ) والقُمُود: شِبْهُ العُسُوِّ من شدَّةِ (الإِبَاءِ والتَّمَنُّع) ، يُقَال: قَــمَدَ يَقْــمَدُ قَــمْداً وقُمُوداً، قَالَه ابنُ سِيده. (و) القَــمْدُ (: الإِقَامَةُ فِي خَيْر أَو شَرَ) .
(و) القَــمَدُ (بالتَّحْرِيكِ) مصدر قَــمِدَ يَقْــمَدُ، وَهُوَ (الطُّولُ) عامَّةً، (أَو) هُوَ (ضِخَمُ العُنُقِ فِي طُولٍ، والنعْتُ أَقْــمَدُ، وَهِي قَــمْدَــاءُ، وقُــمُدٌّ) كعُتُلَ، (وقُــمُدَّــةٌ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، (وقُــمُدَّــانِيَّةٌ) .
(و) يُقَال (ذَكَرٌ قُــمُدٌّ، كعُتُلَ: شَدِيدُ الإِنْعَاظِ) صُلْبٌ. وَقيل القُــمُدُّ اسمٌ لَهُ. (ورَجُلٌ قُــمُدٌ، مخَفَّفَةً، وقُــمُدٌّ) كعُتُلَ (وقُمَادٌ، كغُرابٍ، وقُــمْدُــودٌ) وقُــمْدُــدٌ (وقُمَادِيٌّ وقُمخدَّانٌ وقُــمُدَّــانِيٌّ) بالضمّ فِي الكُلِّ: قَلأِيٌّ (شَدِيدٌ) ، كَمَا فسّره اللَّيْث، وَقَالَ: وَيُقَال إِنه لَقُــمُدٌّ قُــمْدُــدٌ، وامرأَة قُــمُدَّــةٌ. (أَو) صُلْبٌ (غَلِيظٌ) ، والأُنثى قُــمُدَّــانَةٌ وقُــمُدَّــانِيَّةٌ.
(وأَقْــمَدَ) الرجلُ (: طَمَحَ بعُنُقِه. و) أَقْــمَدَ: (أَنْعَظَ، و) أَقْــمَدَ (: أَسالَ) . كل ذالك عَن الصّاغانيّ.
(واقْمَهَدَّ، لَيْسَ من قَــمَدَ، ووَهِمَ الجوهريُّ) فِي ذكره هُنَا، وَالصَّوَاب ذكره فِي قمهد وسيأْتي.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

القُــمُدُّ، كعُتُلَ: الذَّكَر، وَقيل: الغليظُ الصُّلْبُ من الأُيور، وقَــمَدَ يَقْــمُدُ (قَــمْداً و) قُمُوداً: جَامع فِي كلِّ شيْءٍ.
وقُــمْدُ الأَقْمَاد: غُلْبُ الرِّقَابِ، وَقد جاءَ فِي قولِ رُؤْبَةَ.
وقَــمَدَ الشيءُ قُمُوداً: صَلُبَ، كَمَا فِي الأَفعال لِابْنِ القطاع.
وَالْقَاضِي مُحــمّد بن مَحْفُوظ القَمُودِيّ إِلى قَمُودَةَ، قَالَ اليَعقوبيّ: قَرية بالقَيْرَوَانِ على مسافةِ يَوْمَيْنِ؛ مَاتَ بإفريقية سنة 307.
(ق م د)

قــمد يقــمد قــمداً، وقمودا: أَبى وتمنع.

والاقــمد: الضخم الْعُنُق الطويلها.

وَقيل: هُوَ الطَّوِيل عَامَّة.

وَذكر قــمد: صلب شَدِيد الإنعاط.

وَقيل: القــمد: اسْم لَهُ.

وَرجل قــمد، وقــمد، وقــمدد، وقــمدان، وقــمداني: شَدِيد صلب. وَالْأُنْثَى: قــمدانة، وقــمدانية.

رمد

مد)
رمدا ورمادة هلك وَصَارَ كالرماد وَالشَّيْء أهلكه وأتى عَلَيْهِ

مد) رمدا ورمدة كَانَ على لون الرماد وَالْعين رمدا هَاجَتْ وَانْتَفَخَتْ وَيُقَال رمد فلَان فَهُوَ أرمد وَهِي رمداء (ج) رمد وَهُوَ رمد وَهِي رمدة
ر م د: (الرَّمَادُ) بِالْفَتْحِ مَعْرُوفٌ وَ (الرِّــمْدِــدَاءُ) مِثْلُهُ. وَ (التَّرْمِيدُ) جَعْلُ الشَّيْءِ فِي الرَّمَادِ. وَ (الرَّــمَدُ) فِي الْعَيْنِ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (رَــمِدٌ) وَ (أَرْــمَدُ) . وَ (أَرْــمَدَ) اللَّهُ عَيْنَهُ فَهِيَ (رَــمِدَــةٌ) . 
رمد
يقال: رَمَادٌ ورِــمْدِــدٌ ، وأَرْــمَدُ وأَرْــمِدَــاءُ، قال تعالى: كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ [إبراهيم/ 18] ، ورَــمِدَــتِ النارُ: صارت رَمَاداً، وعبّر بِالرَّــمَدِ عن الهلاك كما عبّر عنه بالهمود، ورَــمِدَ الماء:
صار كأنّه فيه رماد لأُجُونِهِ ، والْأَرْــمَدُ ما كان على لون الرّماد. وقيل للبعوض: رُــمْدٌ، والرَّمَادَةُ: سَنَةُ المَحْلِ.
رمد قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا شَاهد أَيْضا أَن العقال صَدَقَة 91 / ألف عَام وأمّا قَوْله: عامُ الرَّمَادَة فَيُقَال: إِنَّمَا سمي الرَّمادة / لِأَن الزَّرْع وَالشَّجر وَالنَّخْل وكلُّ شَيْء من النَّبَات احْتَرَقَ مِمَّا أَصَابَته السّنة فَشبه سوَاده بالرماد وَيُقَال: بل الرَّمَادَة الهلكة يُقَال: قد رَــمَدَ الْقَوْم وأرمَدّــوا إِذا هَلَكُوا وَهَذَا كَلَام الْعَرَب وَالْأول تَفْسِير الْفُقَهَاء وَلكُل وَجه.
ر م د : رَــمِدَــتْ الْعَيْنُ رَــمَدًــا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالرَّجُلُ أَرْــمَدُ وَالْمَرْأَةُ رَــمْدَــاءُ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَيُقَالُ أَيْضًا رَــمِدٌ وَرَــمِدَــةٌ وَأَرْمَأَتْ الْعَيْنُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَرَــمَدْــته رَــمْدًــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَهْلَكْتُهُ وَأَتَيْتُ عَلَيْهِ وَالِاسْمُ الرَّمَادَةُ بِالْفَتْحِ وَمِنْهُ عَامُ الرَّمَادَةِ الَّذِي هَلَكَ النَّاسُ فِيهِ زَمَنَ عُمَرَ مِنْ الْجَدْبِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْأَرْضَ صَارَتْ كَالرَّمَادِ مِنْ الْمَحْلِ وَرَمَادُ النَّار مَعْرُوفٌ. 
مد) - في حديث وافدِ عَادٍ: "خُذْها رَمادًا رِــمْدِــدًا" .
الرَّماد: دُقاق الفَحْم، والرِّــمْدِــدُ: المُتَناهى في الاحْتِراق والدِّقَّة كما يُقال: لَيلٌ أَلْيَلُ، ويَومٌ أَيومُ، ودَاهِيَة دَهْيَاء، إذا أَرادُوا المُبالَغَةَ.
- في الحَدِيثِ: "سَأَلتُ رَبِّى تعالى أَن لا يُسَلِّط على أُمِتَّى سنَةً فتُرمِدَــهم" . أي: تُهلِكَهم، والرَّــمْد والرَّمادة: الهَلاكُ، وعَامُ الرَّمادَةَ : سَنَة جَدْب مَشْهُورَة، كانت في زَمانِ عُمَر، رضي الله عنه، ورَــمَد وأَرمَد كِلاهُما لازِمَانِ مُتَعَدِّيان.

رمد


رَــمَدَ(n. ac. رَــمْد)
a. Perished (flock).
b.
(n. ac.
رَــمْد), Destroyed (tribe). _ast;
رَــمِدَ(n. ac. رَــمَد)
a. Had sore eyes; was sore, inflamed (eye).

رَــمَّدَa. Put in the ashes; put ashes on.
b. Turned to ashes; charred; marred.
c. Was in milk.

أَرْــمَدَa. Perished (flock).
b. Lost his flocks, his cattle; was reduced to
poverty.
c. Had sore eyes, &c.

إِرْــمَدَّa. Had sore eyes.

رُــمْدَــةa. Ash-colour, ashen gray.

رَــمَدa. Sore eyes; inflammation of the eyes;
ophthalmia.

رَــمِدa. see 14 (a)b. Turbid (water).
رَــمِدَــةa. see 42
أَرْــمَدُ
(pl.
رُــمْد)
a. Soreeyed, blear-eyed.
b. Ashcoloured, ashen-gray; dusky.

رَمَاْد
(pl.
أَرْــمِدَــة)
a. Ash; cinders.

رَمَاْدَةa. Destruction, ruin; murrain; cattle-plague.

رَمَاْدِيّa. see 14 (b)
رَــمْدَــآءُa. Rheumy; inflamed (eye).
كَثِيْر الرَّمَاد
a. Hospitable; generous.
ر م د

رمّد الشواء. وقدمنا هذا البلد فرمدنا فيه أي هلكنا وصرنا كالرماد، ومنه أصابهم عام الرمادة وهي القحط. وأرمد القوم مثل أسنتوا. ونعامة رمداء وربداء، ونعام رمد وربد. ومنه قيل: ارمدّ: عدا عدو الرمد. وعين رمداء، وعيون رمد، ورمدت عينه، وبه رمد، وهو رمد وأرمد، وأرمد عينه البكاء. وارمدّ وجهه واربدّ. وماء رمد: آجن. وثوب رمد وأرمد: وسخ. وتقول: إن طنين الرمد، من الدواهي الربد؛ وهي البعوض لرمدة لونه. قال أبو وجزة:

تبهت جارته الأفعى وسامره ... رمد به عاذر منهن كالجرب

ومن المجاز: سقي الرماد في وجهه إذا تغير. وفي مثل " شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد " أي أحسن ثم أفسد إحسانه. وبكت عليه المكارم حتى رمدت عيونها وقرحت جفونها.
رمد: رمَّد، رمد الزيتون: وضعه في الرماد لكي يحلو، فهو مرمود (محيط المحيط).
رَــمَّد (بالتشديد)، رمّد الجمر: صار رماداً (محيط المحيط).
ترمّد: صار رماداً، هلك (فوك).
رمدة: رَــمَد، التهاب العين (بوشر).
رمديّ: عينيّ، مختص بالعيون (بوشر).
رَمَاد: ما تخلف من احتراق المواد، ويجمع في فوك على رُــمْدان وأَرْــمِدَــة.
رَمَاد: نوع من الدود؟ (ابن العوام 1: 630) وهي كذلك في مخطوطتنا.
رماد الحيَّة، طباشير (المستعيني مادة طباشير).
رَمَادَة: رماد، طائفة من الرماد (باين سميث 1435).
رَمَادَة (بالإسبانية أرمادة): أسطول (دي سلان المقدمة 2: 37 رقم 4).
رَمَادِيّ: ما يشبه لونه لون الرماد، وهو غبرة تضرب إلى البياض، أربد، رصاصي (بوشر)، أشهب (هلو، دولابورت ص149). رمادَّية: بوهيميون، نَوَر، غَجَر (مملوك 1، 2: 5).
رَمَّاد: ما يحيل الشيء إلى رماد (فوك).
مُرَــمَّدَــة: خبز يمل في الجمر (ألكالا).
مرماد: قذر، دنيء، وسخ (بوشر).
مد] فيه: سألت ربي أن لا يسلط على أمتي سنة "فترمدهم" فأعطانيها، أي تهلكهم من رمده وأرمده إلى أهلكه وصيره كالرماد، ورمد وأرمد إذا هلك، والرمد والرمادة الهلاك. ومنه ح عمر: أنه أخر الصدقة عام "الرمادة" وكانت سنة قحط فلم يأخذها منهم، وسمي به لأنهم لما أجدبوا صارت ألوانهم كلون الرماد. وفي ح وافد عاد: خذها "رمادًا رمددًا" لا تذر من عاد أحدًا، الرمدد بالكسر المتناهي في الاحتراق والدقة كليل أليل للمبالغة. وفيه: زوجي عظيم "الرماد" أي كثير الأضياف والإطعام لأن الرماد يكثر بالطبخ. وفيه: شوى أخوك حتى إذا أنضج "رمد" أي ألقاه في المراد، وهو مثل يضرب لمن يصنع معروفًا ثم يفسده بالمنة أو يقطعه. وفي ح المعراج: وعليهم ثياب "رُــمد" أي غُبر فيها كدورة كلون الرماد، جمع أرمد، ورمد بفتح راء، ماء أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم جميلًا حين وفد عليه. وفيه: توضأ بالماء "الرمد" أي الدر الذي صار على لون الرماد. ك: وكان أي عليّ رمدا- بكسر ميم فقال: اتخلف - بحذف همزة إنكار. ن: وهو أرمد من رمد إذا هاجت عينه من سمع.
مد] الرَماد: معروف، والرِــمدِــداء، بالكسر والــمد، مثله، وكذلك الارمداء مثال الاربعاء. ويقال: رَماد رِــمْدِــدٌ، أي هالِك، جعلوه صفة. قال الكميت:

رَماداً أَطَارَتْهُ السَواهِكُ رِــمْدِــداً * والأرْــمَد: الذي على لون الرماد، وهو غُبْرَةٌ فيها كُدْرَةٌ، ومنه قيل للنعامة رَــمْداء، وللبعوض رُــمْدٌ. قال أبو وَجْزَةَ وذكر صائداً: تَبيتُ جارَتَهُ الأفْعى وسامِرُهُ * رُــمْدٌ به عاذِرٌ مِنْهُنَّ كالجرَبِ - وأَرْــمَدَ الرَجُل إرْمَاداً: افْتَقَر والترميد: جعل الشئ في الرماد. وفي المثل " شَوى أَخوكَ حتَّى إذا أَنضَجَ رَــمَّدَ ". والمُرَــمَّدُ من الشِواءِ: الذي يُمَلُّ في الجَمْر. والتَرْميدُ: الإضْراعُ. يقال: " رَــمَّدَــتِ الضأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ "، أي هَيِّئْ الأرْباقَ، لأنّها إنما تُضْرِع على رأس الولد. وأَرْــمَدَــتِ الناقةُ: أَضْرَعِتْ. وكذلك البقرة والشاة. والرَــمْدُ والرَمَادَةُ: الهلاك. قال ابن السكِّيت: يقال قدْ رمدنا القوم ونرمدهم ونرمدهم رمدا، أي أتَينا عليهم ورَــمَدَــتِ الغنم ترمد رمدا: هلكت من بردا أو صَقيع. قال أبو وَجْزَةَ: صَبَبْتُ عليكم حاصِبي فترَكْتُكُمْ * كأصرامِ عادٍ حينَ جَلَّلَها الرَــمْدُ - ومنه عام الرَمادَةِ: لأنّه هَلَكَتْ فيه الناس وهلكت الأموال، وهي أعوام جدب تتابعت على الناس في أيام عمر بن الخَطّابِ رضي الله عنه. ورَــمِدَ الرجل، بالكسر، يَرْــمَدُ رَــمَداً: هاجت عَيْنُه، فهو رَــمِدٌ وأَرْــمَدُ. وأَرْــمَدَ الله عينَه، فهي رَــمِدَــةٌ. وحكى السِجِستانيّ: ماءٌ رمد، إذا كان آجنا. نقلته من كتاب.
رمد
الرمَدُ: وَجَعُ العَيْنِ، عَيْنٌ رَــمْدَــاءُ، ورَجُلٌ رَــمِدٌ وأرْــمَدُ، ورَــمِدَــتْ عَيْنُه وارْــمَدتْ.
ورَــمِدَ الثوْبُ، وهو أرْــمَدُ ورَــمِدٌ: أي وَسِخٌ. والماءُ الرمِدُ: المُتَغَيرُ. والرمَادُ: دُقَاقُ الفَحْمِ، وكذلك الرِّــمْدَــدُ والرِّــمْدِــدُ والرِّــمْدِــيْدُ، والإرْــمِدَــاءُ، ورَمَادٌ وأرْــمِدَــةٌ وأرْــمِدَــاتٌ. ورَــمَدَ الرجُلُ: إذا فَسَدَ وهَلَكَ فصارَ كالرمَادِ. ورَــمَدَــهم البَلاءُ.
ومَجْلِسٌ رامِدٌ. والرمْدُ: الهَلاَكُ، ومنه عامُ الرَّمَادَةِ. ورَــمَدَــتِ الغَنَمُ: إذا هَلَكَتْ من بَرْدٍ أو صَقِيْعٍ. وأرْــمَدَ الناسُ: جُهِدوا. والمَرْمُوْدُ: الهالِكُ.
وما تُرِكُوا إلا رِــمْدَــةَ حَتانَ: أي لم يَبْقَ منهم إلاَّ ما تَدْلُكُ به يَدَيْكَ ثُم تَنْفُخُه في الريْحِ بَعْدَما تَحُتُه.
والمرَــمَدُ من الشِّوَاءِ واللَّحْمِ: الذي يُمَلُّ في الجَمْرِ، رَــمدْــتُه فهو مُرَــمّدٌ. وفي المَثَلِ: " شَوى أخُوْكَ حَتّى إذا أنْضَجَ رَــمدَ ".
ورمدت الناقة ترميداً فهي مرمدة: إِذا أنْزَلَتْ شَيْئاً قَلِيلاً عِنْدَ النِّتَاجِ. واِلتَّرْمِيْدُ: أنْ يَعْظُمَ ضَرْعُ الشّاةِ. والعَرَبُ تقولُ: " إذا رَفدَتِ الضَّأنُ فَرَنِّقْ رَنقْ، وإذا رَــمَّدَــتِ المِعْزى فَرَبِّقْ رَبِّقْ "، والتَّرْنِيْقُ: التَمَكُّثُ، والتَّرْنِيْقُ: إعْدَادُ الأرْبَاقِ.
ورَــمَّدْــتُ القَوْمَ وشَتَمْتُهم: بمعنىً.
ورَــمَدَ عَلَي بَعِيري: أي سَعى نَحْوي يُرِيْدُني. وارْمَادَ عليه غَضَباً: أي امْتَلأ غَضَباً. وارْــمَدَ وَجْهُه: بمعنى ارْبَدّ.
وارْــمَد الظَلِيْمُ: إذا أسْرَعَ، وكذلك ارْمَادَّ.
وسَحَابَة رَــمْدَــاءُ - وجَمْعُها رُــمْدٌ -: أي تَضْرِبُ إلى السَّوَادِ، وكذلك نَعَامَةٌ رَــمْدَــاءُ. والرُــمْدُ: ضَرْبٌ من البَعُوْضِ؛ لغُبْرَةٍ في لَوْنِها. ورَمَادَانُ: اسْمُ مَوْضِع.
رمد
رمَدَ يَرمِد، رَــمْدًــا، فهو رامد، والمفعول مرمود (للمتعدِّي)
• رمَد الشَّخصُ: هلَك وصار كالرَّماد (ما تخلَّف من احتراق الموادّ).
• رمَد الشَّخصَ: أهلكه وأتى عليه. 

رمِدَ يَرمَد، رَــمَدًــا، فهو رَــمِد وأَرْــمَد
• رَــمِدت عَيْنُه: هاجت وانتفخت "تعرضت عينه للغبار فرمِدت".
• رمِد شَعْرُه: كان بلون الرّماد. 

أرمدَ يُرمد، إرمادًا، فهو مُرمِد، والمفعول مُرمَد (للمتعدِّي)
• أَرمدت العينُ: رَــمِدت؛ هاجت وانتفخت.
• أرمد المكانُ: أمحلَ وأجدبَ وافتقر.
• أرمد البكاءُ عَيْنَه: سبّب لها الالتهاب، أصابها بالرّــمَد

ارمدَّ يرمدّ، ارْــمَدِــدْ/ ارْــمَدَّ، ارمدادًا، فهو مُرمدّ
• ارمدَّ وجهُه: تغيَّر وأصبح بلون الرَّماد. 

رمَّدَ يُرمِّد، تَرميدًا، فهو مُرمِّد، والمفعول مُرمَّد
• رمَّد الشَّيءَ: جعله في الرَّماد، وهو ما تخلّف من احتراق الموادّ "رمَّد جُثَّة".
• رمَّد الشِّواءَ: أفسده بالرَّماد "شَوى أخوك حَتَّى إذا أنضج رمَّد [مثل]: يضرب للرَّجل يعود بالفساد على ما كان أصلحه، أي أحسن ثم أفسد". 

أَرْــمَدُ [مفرد]: ج رُــمْد، مؤ رَــمْداءُ، ج مؤ رُــمْد: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رمِدَ: "طفلٌ أرْــمد". 

رَماد [مفرد]: ج أَرْــمِدة: (كم) ما تخلَّف من احتراق المواد، بقايا غير عضويّة تتخلَّف بعد إحراق الموادّ القابلة
 للاحتراق مثل الخشب " {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} " ° أنت تنفخ في رَمادٍ: تُضيِّع وقتَك فيما لا فائدة فيه- ذرَّ الرَّمادَ في العيون: ضلّل، موّه الأمورَ- رماد العظام: رماد فوسفات الكالسيوم الأبيض الموجود في العظام المحروقة، وهو يستخدم كسماد وفي صنع الخزفيّات- نارٌ تحت الرَّماد: أحقاد دفينة سوف تنفجر فجأة- هو كثير الرَّماد: كريم. 

رَمادَة [مفرد]: هَلَكَة وقَحْط "لقد حُبِس المَطَر عامين متواليين فأصابت القومَ رمادةٌ" ° عام الرَّمادة: عامٌ أصاب الناسَ فيه جَدْبٌ وقَحْطٌ أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه 18 هـ فكان عام هلكة. 

رَمادِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رَماد: ما كان بلون الرَّماد، وهو لَوْن بين الأسود والأبيض، وهو على درجات: رمادي فاتح- رمادي قاتم- رمادي غامق "حائط/ شَعرٌ رَماديّ- بَدلة رَماديَّة" ° الرَّماديّ الحديديّ: رماديّ غامق بمسحة من اللون الأخضر. 

رَــمْد [مفرد]: مصدر رمَدَ

رَــمَد [مفرد]:
1 - مصدر رمِدَ.
2 - (طب) داءٌ التهابيٌّ يصيب العَيْنَ، وهو أنواع: رَــمَد حُبَيْبيّ- رَــمَد صديديّ- رمد ربيعيّ ° مستشفى الرَّــمَد: مستشفى طب العيون. 

رَــمِد [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رمِدَ

رمد: الرَّــمَدُ: وجع العين وانتفاخُها.

رَــمِدَ، بالكسر، يَرْــمَدُ رَــمَداً وهو أَرْــمَدُ ورَــمِدٌ، والأُنثى

رَــمْداء: هاجَتْ عَينُه؛ وعين رَــمْداء ورَــمِدَــة، ورَــمِدَــتْ تَرْــمَدُ رَــمَداً،

وقد أَرمَدَــها الله فهي رَــمِدة.

والرَّمادُ: دُقاق الفحم من حُراقَةِ النار وما هَبا من الجَمْر فطار

دُقاقاً، والطائفة منه رَمادة؛ قال طُريح:

فغادَرَتْها رَمادَةً حُمَما

خاوِيةً، كالتِّلال دامِرُها

وفي حديث أُم زرع: زَوْجي عظِيمُ الرَّماد أَي كثير الأَضياف لأَن

الرماد يكثر بالطبخ، والجمع أَرْــمِدَــة وأَرْــمِداءُ وإِرْــمِداءُ؛ عن كراع،

الأَخيرة اسم للجمع؛ قال ابن سيده: ولا نظير لإِرْــمِداءَ البتة؛ وقيل:

الأَرْــمِداءُ مثال الأَربعاء واحد الرَّماد. ورَمادٌ أَرمَدُ ورِــمْدِــدٌ

ورِــمْدَــد ورِــمْدِــيدٌ: كثير دقيق جداً. الجوهري: رَمادٌ رِــمْدِــدٌ أَي هالك جعلوه

صفة؛ قال الكميت:

رَماداً أَطارَتْه السَّواهِكُ رِــمْدِــدا

وفي الحديث: وافِدَ عادٍ خُذْها رَماداً رِــمْدِــداً، لا تَذَرُ من عادٍ

أَحداً؛ الرِّــمْدِــد، بالكسر: المتناهي في الاحتراق والدِّقة؛ يقال: يَوْم

أَيْوَمُ إِذا أَرادوا المبالغة. سيبويه: إِنما ظهر المثْلان في رِــمْدِــد

لأَنه ملحق بِزهْلِق، وصار الرّمادُ رِــمْدِــداً إِذا هَبا وصار أَدَقَّ ما

يكون. والرمْدِــداءُ، مكسور مــمدود: الرماد.

ورَــمَّد الشَّواءَ: أَصابه بالرماد. وفي المثل: شَوى أَخُوك حتى إِذا

أَنضَجَ رَــمَّدَ؛ يُضْرب مثلاً للرجل يعود بالفساد على ما كان أَصلحه، وقد

ورد ذلك في حديث عمر، رضي الله عنه؛ قال ابن الأَثير: وهو مثل يضرب للذي

يصنع المعروف ثم يفسده بالمنة أَو يقطعه. والتَّرْمِيدُ: جعل الشيءِ في

الرماد. ورَــمَّد الشَّواءَ: مَلَّه في الجمر. والمُرَــمَّدُ من اللحم:

المشوِيّ الذي يملُّ في الجمر. أَبو زيد: الأَرْــمِداءُ الرَّماد؛

وأَنشد:لم يُبْقِ هذا الدَّهْرُ، من ثَرْيائه،

غيرَ أَثافِيه وأَرمِدائِه

وثياب رُــمْدٌ: وهي الغُبْر فيها كدورة، مأْخوذ من الرَّماد، ومن هذا قيل

لضرب من البعوض: رُــمْدٌ؛ قال أَبو وجزة يصف الصائد:

تَبِيتُ جارَتَه الأَفعى، وسامِرُه

رُــمْدٌ، به عاذِرٌ منهن كالجَرَب

والأَرْــمَدُ: الذي على لون الرَّماد وهو غُبرة فيها كُدرَة؛ ومنه قيل

للنعامة رَــمداءُ، وللبعوض رُــمْدٌ.

والرمدة: لون إِلى الغُبْرَة. ونعامة رَــمْداءُ: فيها سواد منكسف كلَون

الرّماد. وظليم أَرمد كذلك، وزعم اللحياني أَن الميم بدل من الباءِ في ربد

وقد تقدم. وروي عن قتادة أَنه قال: يَتَوَضَّأُ الرجل بالماءِ الرَّــمِدِ

وبالماءِ الطَّرِدِ؛ فالطرد الذي خاضته الدواب، والرَّــمِدُ الكَدِر الذي

صار على لون الرماد. وفي حديث المعراج: وعليهم ثياب رُــمْد أَي غبر فيها

كدرة كلون الرماد، واحدها أَرمد.

والرَّماديُّ: ضرب من العنب بالطائف أَسود أَغبر.

والرَّــمْد: الهلاك. والرَّمادة: الهلاك. ورَــمَدَ القوم رَــمْداً: هلكوا؛

قال أَبو وجزة السعدي:

صبَبْتُ عليكم حاصِبي فتَرَكْتُكم

كأَصْرام عادٍ، حين جَلَّلها الرَّــمْدُ

وأَرمَدوا كَرَــمَدُــوا. ورمَّدَــهم الله وأَرمَدَــهم: أَهلكهم، وقد

رَــمَدَــهم يَرْــمِدُــهم فجعله متعدياً؛ قال ابن السكيت: يقال قد رَــمَدْــنا القوم

نَرْــمِدُــهم ونَرْــمُدُــهم رَــمْداً أَي أَتينا عليهم. وأَرمدَ الرجل إِرماداً:

افتقر. وأَرمد القوم إِذا جهدوا. والرَّمادة: الهلكة. وفي الحديث: سأَلت

ربي أَن لا يسلط على أُمتي سَنة فَتَرْــمِدَــهم فأَعطانيها أَي تهلكهم.

يقال: رَــمَدَــه وأَرمَدَــه إِذا أَهلكه وصيره كالرماد. ورَــمِدَ وأَرمَدَ إِذا

هلك.

وعام الرَّمادة: معروف سمي بذلك لأَن الناس والأَموال هلكوا فيه كثيراً؛

وقيل: هو لجدب تتابع فصير الأَرض والشجر مثل لون الرماد، والأَول أَجود؛

وقيل: هي اعوام جَدْب تتابعت على الناس في أَيام عمر بن الخطاب، رضي

الله عنه. وفي حديث عمر: أَنه أَخر الصدقة عام الرَّمادة وكانت سنة جَدْب

وقَحْط في عهده فلم يأْخذها منهم تخفيفاً عنهم؛ وقيل: سمي به لأَنهم لما

أَجدبوا صارت أَلوانهم كلون الرماد. ويقال: رَــمِدَ عيشُهم إِذا هلكوا. أَبو

عبيد: رَــمِدَ القوم، بكسر الميم، وارمَدُّــوا، بتشديد الدال؛ قال:

والصحيح رَــمَدُــوا وأَرْــمَدوا. ابن شميل: يقال للشيء الهالك من الثياب: خَلوقة

قد رَــمَدَ وهَــمَدَ وبادَ.

والرامد: البالي الذي ليس فيه مَهاهٌ أَي خير وبقية، وقد رَــمَدَ

يَرْــمُدُ رُمودة. ورمَدت الغنم تَرْــمِدُ رَــمْداً: هلكت من برد أَو صقيع.

رمَّدت الشاة والناقة وهي مُرَــمِّد: استبان حملها وعظم بطنها وورم

ضَرْعها وحياؤها؛ وقيل: هو إِذا أَنزلت شيئاً عند النَّتاج أَو قُبيله؛ وفي

التهذيب: إِذا أَنزلت شيئاً قليلاً من اللبن عند النتاج. والتَّرْميدُ:

الإِضراع. ابن الأَعرابي: والعرب تقول رَــمَّدتِ الضأْن فَرَبِّقْ رَبِّقْ،

رَــمَّدَــتِ المعْزَى فَرنِّقْ رَنِّقْ أَي هَيّءْ للإِرباق لأَنها إِنما

تُضْرِعُ على رأْس الولد. وأَرمَدتِ الناقةُ: أَضرعت، وكذلك البقرة والشاة.

وناقة مُرْــمِد ومُرِدٌّ إِذا أَضرعت. اللحياني: ماء مُرمِدٌ إِذا كان

آجناً.

والارْــمِداد: سرعة السير، وخص بعضهم به النعام.

والارْمِيداد: الجِدُّ والمَضاءُ. أَبو عمرو: ارقَدَّ البعِيرُ

ارقِداداً وارْــمَدَّ ارمِداداً، وهو شدة العدو. قال الأَصمعي: ارقَدّ وارمَدّ

إِذا مضى على وجهه وأَسرع.

وبالشَّواجِن ماء يُقال له: الرَّمادة؛ قال الأَزهري: وشربت من مائها

فوجدته عذباً فراتاً.

وبنو الرَّــمْدِ وبنو الرَّــمداء: بطنان.

ورَمادانُ: اسم موضع؛ قال الراعي:

فحَلَّتْ نَبِيّاً أَو رَمادانَ دونَها

رَعانٌ وقِيعانٌ، من البِيدِ، سَمْلَق

وفي الحديث ذكر رَــمْد، بفتح الراء، وهو ماء أَقطعه سيدنا رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، جميلاً العُذري حين وفد عليه.

رمد

1 رَــمَدُــوا, (Sh, T, M, A, L,) [aor., app., رَــمِدَ,] inf. n. رَــمْدٌ; (M, L;) and ↓ ارمدوا; (Sh, T, M, L;) for which A 'Obeyd erroneously says رَــمِدُــوا, with kesr to the م; and ↓ ارمدُــوا, with teshdeed to the د; (T, L;) They (a people, or party,) perished: (Sh, T, M, A, L:) or became like رَمَاد [or ashes]: (A:) and رَــمَدَ عَيْشُهُمْ, (L,) or ↓ ارمد عيشهم, (TA,) has the former meaning. (L, TA.) And رَــمَدَ [so in the T and L and TA, not رَــمُدَ,] aor. ـُ inf. n. رُمُودَةٌ, It (a garment, En-Nadr, T, or a thing, TA) perished by becoming old and wornout, and had no goodness and lastingness. (En-Nadr, T, L, TA.) b2: رَــمَدَــتِ الغَنَمُ, (S, M, K,) aor. ـِ (S, K,) inf. n. رَــمْدٌ, (S,) The sheep, or goats, perished by reason of cold, or of hoar-frost or rime. (S, M, K.) A2: رَــمَدَ, (Az, ISk, T, S, Nh, Msb,) aor. ـُ (Az, T,) or ـِ (Msb,) or both, (ISk, S,) inf. n. رَــمْدٌ; (Az, ISk, T, S, Msb;) or ↓ رمّد; (M, TT;) and ↓ ارمد; (M, Nh, L;) He, (God, M, TA, or a man, Msb,) or it, (a company of men, ISk, S,) destroyed (Az, ISk, T, S, Msb) a person or thing, (L, Msb,) or people: (Az, ISk, T, S, M:) or destroyed, and rendered like ashes. (Nh.) A3: رَــمِدَ, (S, M, L, K) aor. ـَ (S, L,) inf. n. رَــمَدٌ; (S, M, L;) and ↓ أُرْــمِدَ, or ↓ اِرْــمَدَّ; (accord. to different copies of the K;) He (a man, S) was, or became, affected with pain and swelling of the eye; (M;) with inflammation thereof; or with ophthalmia; syn. هَاجَتْ عَيْنُهُ. (S, L, K. *) And رَــمِدَــتْ عَيْنُهُ, (T, A, L, Msb,) aor. ـَ (L, Msb,) inf. n. رَــمَدٌ; (T, A, L, Msb, K;) and ↓ أَرْــمِدَــتْ; (T, Msb;) or ↓ اِرْــمَدَّــتْ, (TA,) inf. n. اِرْــمِدَــادٌ; (K, TA;) His eye was, or became, painful and swollen, inflamed, or affected with ophthalmia; syn. هَاجَتْ. (L, K, * TA.) 2 رمّدهُ, (M, A,) inf. n. تَرْمِيدٌ, (S,) He put ashes into it, (M, * A,) or upon it; (M;) namely, roast meat: (M, A:) or he put it (a thing) into ashes. (S.) It is said in a prov., شَوَى أَخُوكَ حَتَّى

إِذَا أَنْضَجَ رَــمَّدَ [Thy brother roasted, until, when he had thoroughly cooked the meat, he put ashes into it, or put it into the ashes]: (T, S, M, A:) meaning (tropical:) Thy brother did a good deed and then marred it: (A:) [i. e.] it is applied to him who mars, or corrupts, that which he has put into a good, or right, state: (T:) or to him who does a kind act, and then mars it by reproach, or cuts it short. (IAth.) b2: Also He put it (namely, flesh-meat to be roasted,) into live coals. (M.) b3: See also 1.

A2: رَــمَّدَــتْ, (Az, T, S, M, K,) inf. n. تَرْمِيدٌ; (S) and ↓ ارمدت; (S, K;) said of a ewe, or she-goat, (Az, T, S, M,) and of a she-camel, (S, M, K,) and of a cow, (S,) She secreted milk in her udder a little before her bringing forth; syn. أَضْرَعَتْ: (S, K:) or she showed herself to be pregnant, and became large in her udder; as also أَضْرَعَتْ: (Az, T:) or she secreted a little milk at the time of bringing forth: (T:) or she showed herself to be pregnant, and became large in her belly and swollen in her udder and her vulva: or she secreted somewhat [of milk] at the time of bringing forth, or a little before it: the epithet applied to her in this case is ↓ مُرَــمِّدٌ [without ة]. (M.) [See also رَبَّدَتْ.] One says, رَــمَّدَــتِ الضَّأْنُ فَرَبِّقْ رَبِّقْ [The ewes have secreted milk in their udders, &c.]: (I Aar, T, S:) therefore prepare thou the أَرْبَاق: prepare thou the ارباق: [i. e., the loops into which their heads are to be inserted:] for the ewes secrete milk in their udders only عَلَى رَأْسِ الوَلَدِ [i. e. at the time of bringing forth, or when about to produce the young]. (S.) And [in like manner,] رَــمَّدَــتِ المِعْزَى فَرَنِّقْ رَنِّق. (IAar, T. [See also arts. رمق and رنق.]) 4 ارمد, as an intrans. v.: see 1, first sentence, in two places. b2: Also, (S, K,) inf. n. إِرْمَادٌ, said of a man, (S,) He was, or became, poor, needy, or indigent. (S, K.) And ارمد القَوْمُ The people were, or became, afflicted with drought, barrenness, or dearth, (A, K, TA,) and their cattle perished (K, TA) in consequence thereof. (TA.) A2: See also 1, last two sentences.

A3: And see 2.

A4: As a trans. v.: see 1, in the middle of the paragraph.

A5: ارمد عَيْنَهُ He, (God, S, M, L, K,) and it, (weeping, A, TA,) caused his eye to become painful and swollen, inflamed, or affected with ophthalmia. (S, M, L, K, TA.) 9 ارمدّــوا: see 1, first sentence. b2: ارمدّ, said of a man's face, i. q. اربدّ [as meaning It became like the colour of رَمَاد or ashes; or it became altered by reason of anger]. (A, TA.) A2: See also 1, last two sentences.

A3: Also, inf. n. اِرْــمِدَــادٌ, said of a camel, accord. to AA, He ran vehemently; and so ارقدّ: or, accord. to As, both signify he went at random, heedlessly, headlong, or in a headlong course; and quickly: (T:) or he went quickly, or a quick pace; accord. to some, specially said of the ostrich: (M, L:) or he ran in the manner of the رُــمْد [meaning ostriches]. (A. Q. Q. 4 اِرْمِئْدَادٌ [inf. n. of اِرْمَأَدَّ] The going, or acting, vigorously, or with energy. (M, TA.) رَــمْدٌ: see رَمَادَةٌ.

رَــمِدٌ, applied to water, Turbid: (T:) or altered for the worse in taste and colour, though still drinkable; (Es-Sijistánee, S, A, K;) as also ↓ مُرْــمِدٌ. (Lh, L.) b2: And, applied to a garment, or piece of cloth, Faded; syn. فَاسخٌ; as also ↓ أَرْــمَدُ [q. v.]. (A, TA.) A2: Also, (S, L. Msb, K,) and ↓ أَرْــمَدُ, (S, M, A, L, Msb, K,) and ↓ مُرْــمَدٌ, or ↓ مُرْــمَدٌّ, (accord. to different copies of the K,) A man affected with pain and swelling of the eye; with inflammation thereof; or with ophthalmia: (S, M, A, * L, Msb, * K:) fem. of the first رَــمدَــةٌ, (Msb,) and of the second ↓ رَــمْدَــآءُ, (M, Msb,) [and pl. of the second ↓ رُــمْدٌ.] and عَيْنٌ رَــمِدَــةٌ (S, M, L) and ↓ رَــمْدَــآءُ (M, A, L) An eye painful and swollen, inflamed, or affected with ophthalmia: (S, M, A, * L:) pl. of the latter ↓ عُيُونٌ رُــمْدٌ. (A.) رُــمْدَــةٌ Ash-colour; the colour of رَمَاد; as also رُبْدَةٌ: (A in art. ربد:) a colour like وُرْقَةٌ, inclining to blackness; and so رُبْدَةٌ: (T in that art.:) a colour inclining to that of dust. (M.) مَا تَرَكُوا إِلَّا رِــمْدَــةَ حَتَّانَ, or حَتَّانٍ, (as in different copies of the K,) a phrase expl. in art. حت.

رَمَادٌ رِــمْدِــدٌ (S, M, K) and رِــمْدَــدٌ, (K,) which latter is abnormal, (TA,) or رَــمْدَــدٌ, (so accord. to a copy of the T,) and ↓ رِــمْدِــيدٌ and ↓ أَرْــمَدُ, (M, K,) Ashes perishing, or coming to nought: (S, K:) or much in quantity, and very fine or minute: (M, K:) or reduced to the finest, or most minute, state: (T, TA:) or رِــمْدِــدٌ signifies burnt to the utmost degree, and reduced to the finest, or most minute, state. (IAth, TA.) رِــمْدِــدَآءُ: see رَمَادٌ.

رِــمْدِــيدٌ: see رِــمْدِــدٌ.

رَمَادٌ Ashes; i. e. charcoal reduced to particles T, M) by being burnt; (T;) burnt coals that have become mixed with dust, and extinguished, and reduced to particles: (M:) and ↓ رِــمْدِــدَآءُ signifies the same; (S, M, K;) as also ↓ أَرْــمِدَــآءُ, like أَرْبِعَآءُ, (so in some copies of the K, and in a copy of the S,) or ↓ أَرْــمَدَــآءُ, like أَرْبَعَآءُ, (so in other copies of the K,) or ↓ إِرْــمِدآءُ; (so in two copies of the S, there said to be like إِرْبِعَآءُ, and so in the M;) as some say; or ↓ أَرْــمِدَــآءُ is a pl. of رَمَادٌ, as is also أَرْــمدَــةٌ; and ↓ إِرْــمِدَــآءُ, which is mentioned on the authority of Kr, and which is [said to be] the only word of its measure, [though إِرْبِعَآءُ also is mentioned by IHsh,] is a quasi-pl. n.: (M:) [رَمَادٌ is a coll. gen. n.;] and ↓ رَمَادَةٌ [is its n. un., and as such] signifies a portion thereof. (M.) [Hence] one says, فُلَانٌ كَثِيرُ رَمَادُ القِدْرِ [lit. Such a one has many ashes of the cooking-pot]; meaning (assumed tropical:) such a one is very hospitable; has many guests: (Mgh in art. عرض:) [and so هُوَ كَثِيرُ الرَّمَادِ:] and هُوَ عَظِيمُ الرَّمَادِ (assumed tropical:) he has many guests: because the ashes become much in quantity in consequence of cooking. (L, from a trad.) And سُفِىَ الرَّمَادُ فِى وَجْهِهِ [lit. Ashes were blown and scattered in his face]; meaning (tropical:) his face became altered. (A, TA.) b2: [مَآءُ الرَّمَادِ is a term applied in the present day to Lixivium, or lye; i. e. water infused with wood-ashes.]

رَمَادَةٌ Perdition, destruction, or a state of destruction; (S, Msb;) as also ↓ رَــمْدٌ (T, S.) Hence, (S Msb,) عَامُ الرَّمَادَةِ The year of perdition or destruction, (S, Msb. K,) or of drought, (A,) in the days of 'Omar, (S, Msb, K,) the seventeenth or eighteenth year of the Flight, (TA,) in which men perished (S, M, Msb, K) in great numbers, (M,) and cattle also, (S, K,) in consequence of drought (S, Msb) long con-tinuing, (S,) wherefore it was thus called, (S, M,) because the earth became like ashes by reason of the drought; (Msb;) or, as some say, because the drought continued so as to render the earth and the trees like the colour of ashes: but the first reason assigned above, for its being thus called, is preferable. (M.) b2: See also رَمَادٌ.

رَمَادِىٌّ A sort of grapes, of Et-Táif, of a dusty black colour. (M.) رَامِدٌ [Perishing: or becoming like رَمَاد, or ashes: or] perishing by becoming old and wornout, and having no goodness and lastingness. (En-Nadr, T, L, TA.) أَرْــمَدُ Of the colour of رَمَاد [or ashes]; (S, M, K;) [ash-coloured; ashy;] of a dusty colour in which is a duskiness, or dinginess: (S:) [fem. رَــمْدَــآءُ: and pl. رُــمْدٌ.] Hence رَــمْدَــآءُ applied to A female ostrich: (S, K:) [and رُــمْدٌ applied to ostriches: (see 9, last sentence:)] and hence also رُــمْدٌ applied to gnats (T, S, A, L, K) of a certain species: (T:) and you say نَعَامَةٌ رَــمْدَــآءُ (M, A) i. e. [an ostrich or a female ostrich,] of an obscure black hue, like the colour of ashes: (M:) and ظَلِيمٌ أَرْــمَدُ [a male ostrich of such a colour]: (M:) and نَعَامٌ رُــمْدٌ [ostriches of such a colour]: (A:) and ثِيَابٌ رُــمْدٌ garments, or pieces of cloth, of a dusty colour in which is a duskiness, or dinginess; from رَمَادٌ. (T.) Lh asserts that the م in this word is a substitute for ب. (M, L. [See أَرْبَدُ.]) b2: See also رَــمِدٌ, in six places. b3: And see رِــمْدِــدٌ.

أَرْــمَدَــآءُ and أَرْــمِدَــآءُ and إِرْــمِدَــآءُ: see رَمَادٌ, in five places.

مُرْــمَدٌ: see رَــمِدٌ.

مُرْــمِدٌ A she-camel, (Ks, T, TA,) and a cow, and a ewe, or she-goat, (TA,) secreting milk in her udder a little before her bringing forth; (Ks, T, TA;) as also مُرِدٌّ: (Ks, T:) or both signify a she-camel having her udder shining, and infused with milk. (Ks, L in art. رد.) [See also مُرَــمِّدٌ, in the second paragraph of this art.]

b2: See also رَــمِدٌ.

مُرْــمَدٌّ: see رَــمِدٌ.

مُرَــمَّدٌ Flesh-meat roasted in live coals. (T, S. *) مُرَــمِّدٌ: see 2.

مُرْمَئِدٌّ Going, or acting, vigorously, or with energy: (K, * TA:) الجَارِى, in the explanation given in the K, is a mistake for الجَادُّ. (TA. [See Q. Q. 4.])
رمد
: (الرِّــمْدِــدَاءُ، بِالْكَسْرِ) مــمدوداً: الرَّمَاد.) (والأَرمِداءُ، كالأَرْبِعاءِ) ، واحدُ (الرَّمَاد) ، كالأَرْــمِدَــةِ.
وروى عَن كُراعٍ: الإِرمِداءُ، بِكَسْر الْهمزَة، وَهُوَ اسمٌ للْجمع. قَالَ ابْن سَيّده: وَلَا نَظِير لإِرْــمِداءَ الْبَتَّةَ.
وَنقل شَيخنَا عَن ابْن القَطّاع فتْحَ الْعين فيهمَا، أَي الأَرمَداءِ الأَربَعاءِ. قَالَ فِي الأَوزان: وَلَا ثَالِث لَهما.
والرَّمَاد: دُقاقُ الفَحْمِ من حُراقة النَّار، وماهَبا من الجَمْر فطارَ دُقَاقاً والطائفة مِنْهُ: رَمَادةٌ.
وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: (زَوْجي عَظِيمُ الرَّمَادِ) ، أَي كَثِيرُ الأَضيافِ، لأَن الرَّمَادَ يَكْثُر بالطَّبْخ.
(والأَرْــمَدُ: مَا على لَوْنِهِ) ، أَي الرَّمَادِ، وَهُوَ غُبْرَةٌ فِيهَا كُدْرةٌ (ومِنْهُ قِيلَ للنَّعامَةِ: رَــمْدَــاءُ) ، لما فِيهَا من سَوادٍ مُنْكَسِفٍ كلَون الرَّماد. . وظَلِيمٌ أَرْــمَدُ كَذَلِك، (ولِلْبَعُوض: رُــمْدٌ، بالضّمّ) ، قَالَ أَبو وَجْزَةَ، يصِف الصائِدَ:
تَبِيتُ جارَتَهُ الأَفعَى وسامِرُهُ
رُــمْدٌ بِهِ عاذِرٌ منهنَّ كالجَرَبِ
وزعمَ اللِّحْيَانِيُّ أَنَّ الْمِيم بَدلٌ عَن الباءِ.
(وَرَمَادٌ أَرمَدُ، ورِــمْدَــدٌ، كَزِبْرِج ودِرْهَم) ، الأَخِير من الشّواذِّ، أَو هُوَ مُخفّف من المكسور، كَمَا صرَّحَ بِهِ أَئمّة الصَّرف (و) كذالك رَمادٌ (رِــمْدِــيدٌ) ، بِالْكَسْرِ، أَي (كَثِيرٌ دَقِيقٌ جِدًّا) .
وَفِي حَدِيث وافِدِ عَاد: (خُذْهَا رَمَاداً رِــمْدِــداً، لَا تَذَرْ من عادٍ أَحَداً) . قَالَ ابْن الأَثير: الرِــمْدِــدُ، بِالْكَسْرِ: المتناهي فِي الاحتراقِ والدِّقَّة، يُقَال يَومٌ أَيْوَمُ، إِذا أَرادُوا المبالغةَ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنما ظَهَر المِثلانِ فِي رِــمْدِــد، لأَنه مُلْحَقٌ بِزِهْلِق. وَصَارَ الرَّمادُ رِــمْدداً، إِذا هَبَا وصارَ أَدَقَّ مَا يكون.
(أَو) رَمَادٌ رِــمْدِــدٌ: (هالِكٌ) جعَلُوه صِفَةً. قَالَه الجوهَرِيُّ.
(وأَرْــمَدَ) الرَّجلُ إِرماداً: (افْتَقَرَ. و) أَرْــمَدَ (القَومُ: أَمْحَلُوا) ، كأَسنَتُوا. (و) أَرْــمَدُــوا، إِذا جَهِدُوا و (هَلَكَتْ مَواشِيهِم) من الجَدْب.
(و) أَرْــمَدَــت (النَّاقَةُ: أَضْرَعَتْ) ، وكذالك البقرةُ والشَّاةُ، وَهِي مُرْــمِدٌ، (كَرَــمَّدَــتْ) تَرْمِيداً.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: وَالْعرب تَقول. رَدَت الضَّأْنُ فَرَبِّقْ رَبِّقْ، ورَــمَّدَــت المِعْزَى فَرَنِّقْ رَنِّقْ، أَي هَيِّىء للأَرْباق لأَنه إِنما تُضْرِعُ على رأْس الوَلَدِ.
(والرَّــمِدُ، كتِف: الآجِنُ) المُتَغَيِّر (من المياهِ) ، وَمثله فِي الأَساس. وَنقل ابْن مَنْظُور عَن اللِّحْيَانيِّ: ماءٌ مُرْــمِدٌ، إِذا كَان آجِناً.
(و) الرَّــمَدُ (بِالتَّحْرِيكِ: هَيَجَانُ العَيْنِ) وانتفَاخُها، (كالارْــمِدادِ) ، وارمدَّــتْ عينُه، وارمَدَّ وَجْهُه، واربَدَّ. (وَقد رَــمِدَ) كفَرِحَ يَرْــمَد رَــمَداً، (وأَرمَدَ) إِرماداً. وَفِي بعض النُّسخ: وارْــمَدَّ، أَي كالحْمَرَّ، وَهُوَ الصَّوَاب، مَا هُوَ بِخَطّ الصاغَانيّ. (وَهُوَ رَــمِد) ، ككتِف (وأَرمَدُ ومُرْــمَدٌّ) كمُكْرِم ومُحْمَرَ، والأُنثى رَــمْدَــاءُ، وَعين رَــمداءُ وَرمِدة، وَرمِدتْ تَرْــمَد رَــمَداً. (و) قد (أَرْــمَد اللهُ تَعَالَى عَيْنَهُ) فِي رَــمِدةٌ، وأَرمَدَ عَيْنَه البكاءُ.
(وبَنُو الرَّــمْدِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، عَن ابْن دُرَيْد. وَفِي بعض النّسخ: كَتِف، (وَبَنُو الرّــمْدَــاءِ: بَطْنانِ) من الْعَرَب.
(وأَو الرَّــمْدَــاءِ البَلَوِيُّ: صَحابِيٌّ) مَوْلَى امرأَة كَانَ يَرعَى لَهَا، فمَرَّ بِهِ النّبيُّ، صلَّى اللهُ عليّه وسلّم، وَيُقَال فِيهِ: أَبو الرَّبْداءِ، كَذَا فِي التَّجْرِيد، اهـ. وَقد تقدَّم فِي: ربد.
والرَّــمْد: الهلاكُ الرَّمَاد: الهَلَكةُ (ورمَدت الغَنَمُ تَرْــمِد) ، من حدّ ضَرب: (هَلَكتْ مِن بَرْدٍ أَو صَقِيعٍ) ورَــمَدَ القوْمُ رَــمْداً: هَلَكُوا، قَالَ أَبو وَجزةَ السَّعْدِيُّ:
صَبَبْتُ عليكُم حاصِبِي فتَرَكتُكُمْ
كأَصْرامِ عادٍ حِين جَلَّلها الرَّــمْدُ
هاكذا أَنشدَهُ الجوهريُّ لَهُ. وَقَالَ الصاغانيُّ: لَيْسَ لأَبي وَجْزة على هَذَا الرَّويّ شيءٌ. وَقد ذكره أَبو عُبَيْد فِي (المصَنَّف) لَهُ.
(وَمِنْه عامُ الرَّمَادَ فِي أَيامِ) أَميرِ الْمُؤمنِينَ (عُمَرَ) بنِ الخطَّابِ (رَضِي اللهُ عَنهُ) ، وَكَانَ ذالك سنةَ سبْعَ عَشرَةَ أَو ثمانِ عَشْرَة من الهِجْرَةِ، سُمِّيَ بِهِ لأَنه (هَلَكتْ فِيهِ الناسُ والأَموالُ) كثيرا. وليل هُوَ لجَدْبٍ تتابَعَ فصَيَّرَ الأَرضَ والشَّجَرَ مثلَ لوْنِ الرَّمَادِ. والأَوّل أَجْودُ.
(والمُرْمَئِدُّ: الماضِي الجادُّ) ، عَن ابْن دُرَيْد.
(والرَّمَادَة: ع بِالْيمن) وَقد رأيتُه، ونُسِب إِليه جَمَاعَة من أَهلِ العِلْم، مِنْهُم: أَحــمد بن مَنْصُور، كَذَا نسَبَهُ ابنُ الأَثير، وَنسبه غيْرُه إِلى رَمادَةِ بَرْقةَ.
(و) مَوضِع (بِفِلَسْطِين) ، مِنْهُ عبيد اللهِ بن رُمَاحِسٍ القيسيّ الرمليّ.
(و) آخَرُ (بالمغرب) وَهِي رَمادَةُ بَرْقَةَ.
(و) الرَّمَادة: (د، بَين مكَّةَ والبَصْرَةِ) من وراءِ القَرْيَتَيْنِ، وَهِي مَنْصَفٌ بَين مكَّةَ والبَصْرَةِ، قَالَ ذُو الرُّمّة:
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بالرَّمَادَ قد مَضَى
لَهَا زَمَنٌ ظَلَّت بكَ الأَرضُ تَرْجُفُ
(و) الرَّمَادَة: (مَحَلَّة بحَلَبَ) ، بظاهِرِهَا، كبيرةٌ.
(و) الرَّمَادَةُ: (ة بِبَلْخَ) ، عَن الصاغانيّ. (و) الرَّمَادةُ: (ة، أَو مَحَلَّة بنَيْسابُورَ) ، عَن الصاغانيّ.
(و) الرَّمَادَة: (د، بَيْنَ بَرْق والإِسكندرِيَّة) مِنْهُ يُوسفُ بنُ هارُونَ الكِنْديّ أَبو عُمَر، شاعِرٌ من طيّىء كثيرُ الشّعْر، سَريع القَوْلِ، كَانَ بعضُ أَجداده من الرَّمَادَة.
(وَرَمادَانُ) ، وَفِي بعض النّسخ: رَــمْدَــانُ، كسَحْبَان. والأَول أَصوب: (ع) قَالَ الرَّاعِي:
فحَلَّت نَبِيًّا أَو رَمَادانَ دُونهَا
رِعَانٌ وقِيعَانٌ من البِيدِ سَمْلَقُ
(و) قَوْلهم: (مَا ترَكُوا إِلّا رِــمْدَــةَ حَتَّانٍ، ككِسْرَة) ، وحَتَّان بِالْفَتْح، (أَيْ لم يَبْق مِنْهُم إِلَّا مَا تَدْلُكُ بِهِ يَدَيْك ثمَّ تَنْفُخُه فِي الرِّيحِ بَعْدَ حَتِّهِ) ، أَي كسْرِهِ. نَقله الصاغانيُّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
ثَوْبٌ رَــمِدٌ وأَرْــمَدُ: وَسِخٌ، وثيابٌ رُــمْدٌ، وَهِي الغُبْرُ فِيهَا الكُدورةُ.
والرَّمَادِيُّ: ضَرْبٌ من العِنَب بِالطَّائِف، أَسْوَدُ أَغْبَرُ.
وَــمَّدَــهم اللهُ، وأَرْــمَدَــهم: أَهْلكَهم، وَقد ردَهم يَرْــمِدُــهم، قَالَ ابْن السِّكِّيت: قَالَ: قد رَــمَدْــنا القوْمَ نَرْــمِدُــهم ونَرْــمُدُــهُم رَــمْداً أَي أَتَيْنا عَلَيْهِم. وَفِي النهايَة. رَــمَدَــه وأَرمَدَــه إِذا أَهْلَكَهُ وصَيَّرَه كالرَّمَادِ. وَرمِدَ وأَرْــمَدَ، إِذا هَلَكَ. وَيُقَال أَرْــمَدَ عَيشُهُم، إِذا هَلَكُوا. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: رَــمِدَ القَوْمُ بِكَسْر الْمِيم، وارْــمَدُّــوا، بتَشْديد الدَّال، قَالَ: والصحيحُ: رَــمَدُــوا وأَرْــمَدُــوا.
وَعَن ابْن شُمَيْل: يُقَال للشيْءِ الهالِكِ (مِن الثِّيَاب) خَلوقةً: قد رَــمَدَ وَهَــمَدَ وبادَ. والرامِد: الْبَالِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَهَاهٌ، أَي خَيرٌ وبَقِيّةٌ. وقَد رَــمَدَ يَرْــمُد رُمودةً.
ورَــمَّدت الشَّاةُ والناقَةُ وَهِي مُرَــمِّدٌ: استَبَانَ حَمْلُهَا، وعَظُمَ بَطْنُها ووَرِمَ ضَرْعُهَا وحاؤُها. وَقيل: هُوَ إِذا أَنزلَتْ شيْئاً عِنْد النَّتاج أَو قُبَيْلَه. وَفِي التَّهْذِيب: إِذا أَنْزلتْ شيْئاً قَلِيلا (من اللَّبن) عِنْد النَّتاج.
والارْــمِدَــادُ: سُرْعَةُ السَّيْر، وخَصَّ بعضُهُم بِهِ النَّعَامَ. وَفِي الأَساس: وَمِنْه قيل: ارْــمَدَّ، أَي عَدَا عَدْوَ الرَّــمِدِ.
وَعَن أَبي عَمْرو: ارْقدَّ البَعيرُ ارقدَاداً، وارمَدَّ ارْــمِدَــاداً، وَهُوَ شِدَّة العَدْوِ.
وَقَالَ الأَصمعيّ: ارْقَدَّ وارْــمَدَّ، إِذا مَضَى على وَجْهِهِ وأَسرَعَ.
وبالشَّوَاجِنِ ماءٌ يُقَال لَهُ: الرَّمَادَة. قَالَ الأَزهريُّ: وشَرِبْتُ من مائِهَا فوَجَدْتُه عَذْباً فُرَاتاً.
وَمن الْمجَاز: سُفِيَ الرَّمَادُ فِي وَجْهِه: تَغيَّرَ.
وبَكتُ عَليْه المكارِمُ حَتَّى رَــمِدَــتْ عُيونُها: وقَرحَت جُفُونُها.
ورَــمَّدَ الشِّوَاءَ تَرمِيداً: أَصابَه بالرَّمادِ.
وَفِي الْمثل: (شَوَى أَخُوكَ حتَّى إِذا أَنْضَجَ رَــمَّدَ) يُضرَب للرَّجل يَعود بالفَسادِ على مَا كَانَ أَصلحَهُ، وَقد وَرَدَ ذالك فِي حَدِيث عُمر، رَضِي الله عَنهُ. قَالَ ابْن الأَثير: هُوَ مَثَلٌ يُضرَب للذِي يَصْنَعُ المَعْرُوفَ ثمَّ يُفْسِدُه بالمِنَّةِ، أَو يَقْطَعه.
ورَــمَّدَ الشِّواءَ: مَلَّه فِي الجَمْر. والمُرَــمَّد من اللَّحْم: المَشْوِيّ الّذي يُمَلّ فِي الجَمْر.
والرَّــمْدُ: بِفَتْح فَسُكُون: ماءٌ أَقْطَعَه النبيُّ صلَّى للهُ عليْه وسلّم جَمِيلاً العُذْرِيَّ، حِين وَفدَ عَلَيْهِ. وَله ذِكْرٌ فِي الحَدِيث. وَفِي المراصد: الرَّــمْد: رِمَالٌ بأَقبال الشِّيحَة، وَهِي رَمْلَةٌ بَين ذَات العُشَر وَبَين اليَنْسُوعَة.
ودارُ الرَّمَادِ. قَرْيَةٌ بالفَيُّوم.
مد) الشَّيْء جعله فِي الرماد وأهلكه والشواء مله فِي الْجَمْر وأصابه بالرماد وَفِي الْمثل (شوى أَخُوك حَتَّى إِذا أنضج رمد) يضْرب مثلا للرجل يعود بِالْفَسَادِ على مَا كَانَ أصلحه

رَمَدَ 

(رَــمَدَالرَّاءُ وَالْمِيمُ وَالدَّالُ ثَلَاثَةُ أُصُولٍ: أَحَدُهَا مَرَضٌ مِنَ الْأَمْرَاضِ، وَالْآخَرُ لَوْنٌ مِنَ الْأَلْوَانِ، وَالثَّالِثُ جِنْسٌ مِنَ السَّعْيِ.

فَالْأَوَّلُ: الرَّــمَدُ رَــمَدُ الْعَيْنِ، يُقَالُ رَــمِدَ يَرْــمَدُ رَــمَدًــا، وَهُوَ رَــمِدٌ وَأَرْــمَدُ. وَمِنْهُ الرَّــمْدُ، وَهُوَ الْهَلَاكُ، بِسُكُونِ الْمِيمِ. كَمَا قَالَ:

كَأَصْرَامِ عَادٍ حِينَ جَلَّلَهَا الرَّــمْدُ

وَيُقَالُ رَــمَدْــنَا الْقَوْمَ نَرْــمُِدُــهُمْ، إِذَا أَتَيْنَا عَلَيْهِمْ.

وَالثَّانِي: الرَّمَادُ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ، فَإِذَا كَانَ أَرَقَّ مَا يَكُونُ فَهُوَ رِــمْدِــدٌ. وَهُوَ يُسَمَّى لِلَوْنِهِ. يُقَالُ رَــمَّدَــتِ النَّاقَةُ تَرْمِيدًا، إِذَا تَرَكَتْ عِنْدَ النِّتَاجِ لَبَنًا قَلِيلًا. وَإِنَّمَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلَوْنٍ يَعْتَرِي ضَرْعَهَا. وَالْأَرْــمَدُ: كُلُّ شَيْءٍ أَغْبَرَ فِيهِ كُدْرَةٌ، وَهُوَ مِنَ الرَّمَادِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِضَرْبٍ مِنَ الْبَعُوضِ رُــمْدٌ. وَقَالَ أَبُو وَجْزَةَ وَذَكَرَ صَائِدًا:

يُبَيِّتُ جَارَتُهُ الْأَفْعَى وَسَامِرُهُ ... رُــمْدٌ بِهِ عَاذِرٌ مِنْهُنَّ كَالْجَرَبِ

وَالْأَرْــمِدَــاءُ، عَلَى وَزْنِ أَفْعِلَاءَ: الرَّمَادُ. وَالْمُرَــمَّدُ مِنَ الشِّوَاءِ: الَّذِي يُمَلُّ فِي الْجَمْرِ. وَفِي الْمَثَلِ: " شَوَى أَخُوكَ حَتَّى إِذَا أَنْضَجَ رَــمَّدَ ". فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: عَامُ الرَّمَادَةِ، فَقَالَ قَوْمٌ: كَانَ مَحْلًا نَزَلَ بِالنَّاسِ لَهُ رَــمْدٌ، وَهُوَ الْهَلَاكُ. وَقَالَ آخَرُونَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْأَرْضَ صَارَتْ مِنَ الْمَحْلِ كَالرَّمَادِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَاءٌ رَــمِدٌ، إِذَا كَانَ آجِنًا مُتَغَيِّرًا. وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: الِارْــمِدَــادُ: شِدَّةُ الْعَدْوِ. وَيُقَالُ ارْــمَدَّ الظَّلِيمُ: أَسْرَعَ.

مدد

(مدد) الشَّيْء بَسطه وَطوله
مدد: {يــمدونهم}: يزينون لهم الغي. 
م د د: (مَدَّــهُ) فَامْتَدَّ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَ (الْمَادَّةُ) الزِّيَادَةُ الْمُتَّصِلَةُ. وَ (مَدَّ) اللَّهُ فِي عُمْرِهِ وَ (مَدَّــهُ) فِي غَيِّهِ أَيْ أَمْهَلَهُ وَطَوَّلَ لَهُ. وَ (الْــمَدُّ) السَّيْلُ، يُقَالُ: (مَدَّ) النَّهْرُ وَــمَدَّــهُ نَهْرٌ آخَرُ. وَيُقَالُ: قَدْرُ (مَدِّ) الْبَصَرِ أَيْ مَدَــى الْبَصَرِ. وَرَجُلٌ (مَدِــيدُ) الْقَامَةِ أَيْ طَوِيلُ الْقَامَةِ. وَ (تَــمَدَّــدَ) الرَّجُلُ تَمَطَّى. وَ (الْــمُدُّ) مِكْيَالٌ وَهُوَ رِطْلٌ وَثُلُثٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَرِطْلَانِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِرَاقِ. وَ (مُدَّــةٌ) مِنَ الزَّمَانِ بُرْهَةٌ مِنْهُ. وَ (الْــمُدَّــةُ) بِالضَّمِّ اسْمُ مَا اسْتَــمْدَــدْتَ بِهِ مِنَ الْــمِدَــادِ عَلَى الْقَلَمِ. وَبِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْ قَوْلِكَ: (مَدَــدْتُ) الشَّيْءَ. وَ (الْــمِدَّــةُ) بِالْكَسْرِ الْقَيْحُ. وَ (الْــمِدَــادُ) النِّقْسُ، تَقُولُ مِنْهُ: (مَدَّ) الدَّوَاةَ وَ (أَــمَدَّــهَا) أَيْضًا. وَ (أَــمْدَــدْتُ) الرَّجُلَ إِذَا أَعْطَيْتَهُ مُدَّــةً بِقَلَمٍ. وَأَــمْدَــدْتُ الْجَيْشَ (بِــمَدَــدٍ) . وَ (الِاسْتِــمْدَــادُ) طَلَبُ الْــمَدَــدِ، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: (مَدَــدْنَا) الْقَوْمَ صِرْنَا مَدَــدًا لَهُمْ، وَ (أَــمْدَــدْنَاهُمْ) بِغَيْرِنَا وَأَــمْدَــدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ. وَ (أَــمَدَّ) الْجُرْحُ صَارَتْ فِيهِ مِدَّــةٌ. 
[مدد] مددت الشئ فامتد والمادة الزيادة المتّصلة. ومَدَّ الله في عمره. ومَدَّــهُ في غيِّه، أي أمهله وطول له. والــمد: السيل. يقال: مَدَّ النهرُ، ومَدَّــهُ نهرٌ آخر. قال العجاج:

سيلٌ أتيٌّ مده أتى * مد النهار: ارتفاعه. ويقال: هناك قطعةُ أرضٍ قَدْرُ مَدِّ البصر، أي مدى البصر. ورجلٌ مَديدُ القامة، أي طويل القامة. وطِرافٌ مُــمَدَّــدٌ، أي مــمدودٌ بالأطناب، شدد للمبالغة. وتَــمَدَّــدَ الرجلُ، أي تمطَّى. والــمُدُّ بالضم: مِكيال، وهو رِطلٌ وثُلث عند أهل الحجاز، ورطلان عند أهل العراق. والصاع: أربعة أمْدادٍ. ومُدَّــةٌ من الزمان: بُرهة منه. والــمُدّــة أيضاً: اسم ما اسْتَــمْدَــدْتَ به من الــمِدادِ على القلم. والــمَدَّــةُ، بالفتح: المرّة الواحدة من قولك مَدَــدْتُ الشئ. والــمدة، بالكسر: ما يجتمع في الجرح من القيح. والــمِدادُ: النِقْسُ. تقول منه: مَدَــدْتُ الدَواة وأمْدَــدْتها أيضاً. وأمْدَــدْتُ الرجل، إذا أعطيته مدة بقلم. وأمددت الجيش بِــمَدَــدٍ. والاستِــمدادُ: طلب الــمَدَــدِ. قال أبو زيد: مَدَــدْنا القومَ، أي صرنا مَدَــداً لهم: وأمدَــدْناهم بغيرنا. وأمْدَــدْناهُمْ بفاكهة. وأمَدَّ الجرحُ: صارت فيه مِدَّــةٌ. وأمَدَّ العَرْفَجُ إذا جرى الماء في عوده. ومَدَــدْتُ الإبل وأمْدَــدْتها بمعنًى، وهو أن تَنْثُرَ لها على الماء شيئاً من الدقيق ونحوه فتسقيها. والاسم الــمَديد. وماءٌ إمِدَّــانٌ: شديد الملوحة، هو إفعلان بكسر الهمزة.
م د د : الْــمِدَــادُ مَا يُكْتَبُ بِهِ وَــمَدَــدْتُ الدَّوَاةَ مَدًّــا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْتُ فِيهَا الْــمِدَــادَ وَأَــمْدَــدْتُهَا بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَالْــمَدَّــةُ بِالْفَتْحِ غَمْسُ الْقَلَمِ فِي الدَّوَاةِ مَرَّةً لِلْكِتَابَةِ وَــمَدَــدْتُ مِنْ الدَّوَاةِ وَاسْتَــمْدَــدْتُ مِنْهَا أَخَذْتُ مِنْهَا بِالْقَلَمِ لِلْكِتَابَةِ.

وَــمَدَّ الْبَحْرُ مَدًّــا زَادَ وَــمَدَّــهُ غَيْرُهُ مَدًّــا زَادَهُ وَأَــمَدَّ بِالْأَلِفِ وَأَــمَدَّــهُ غَيْرُهُ يُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ وَالرُّبَاعِيُّ لَازِمَيْنِ وَمُتَعَدِّيَيْنِ وَيُقَالُ لِلسَّيْلِ مَدٌّ لِأَنَّهُ زِيَادَةٌ فَكَأَنَّهُ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَجَمْعُهُ مُدُــودٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَامْتَدَّ الشَّيْءُ انْبَسَطَ وَالْــمُدُّ بِالضَّمِّ كَيْلٌ وَهُوَ رِطْلٌ وَثُلُثٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ فَهُوَ رُبُعُ صَاعٍ لِأَنَّ الصَّاعَ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ وَالْــمُدُّ رِطْلَانِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَالْجَمْعُ أَــمْدَــادٌ وَــمِدَــادٌ بِالْكَسْرِ.

وَالْــمُدَّــةُ الْبُرْهَةُ مِنْ الزَّمَانِ تَقَعُ عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ وَالْجَمْعُ مُدَــدٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَالْــمِدَّــةُ بِالْكَسْرِ الْقَيْحُ وَهِيَ الْغَثِيثَةُ الْغَلِيظَةُ وَأَمَّا الرَّقِيقَةُ فَهِيَ صَدِيدٌ.

وَأَــمَدَّ الْجُرْحُ إمْدَــادًا صَارَ فِيهِ مِدَّــةٌ.

وَالْــمَدَــدُ بِفَتْحَتَيْنِ الْجَيْشُ وَأَــمْدَــدْتُهُ بِــمَدَــدٍ أَعَنْتُهُ وَقَوَّيْتُهُ بِهِ. 
م د د

مدّ الحبل وغيره فامتدّ، وهذا مــمدّ الحبل. قال ابن مقبل:

وللشمس أسباب كأن شعاعها ... مــمد حبال في خباء مطنّب

وتــمدّ الأديم. وطراف مــمدّــد. ومادّه الثوب وتماداه. وأمد الجيش، وضمّ إليه ألف رجل مدداً، واستــمدّــوا الأمير فأمدهم. وأمددت الدّواة بالــمداد ومددتها. وأمددت ومددت الأرض بالدمال والسراج بالسليط. والسرقين مداد الأرض، والدهن مداد السراج. قال الأخطل:

روا بارقات بالأكف كأنها ... مصابيح سرج أوقدت بــمداد

ومد أرضك يا فلان، ومد سراجك، وأمدّــني يا غلام ومدّــني: أعطني مدّــة من الدواة، واستــمدّ الكاتب من الدواة. ومدّ النهر، ومدّــه نهر آخر. قال:

فيض خليج مدّــه خليجان

وقل ماء ركيتنا فــمدّــتها ركية أخرى. وهذا الوادي يــمدّ في وادي كذا: يزيد فيه. وهذا وقت الــمدّ والــمدود. وأقام عندنا مدّــة ومدداً. وأمدّ الجرح: صارت فيه مدّــة وهي غثيثته الغليظة، والرقيقة: صديد. ومدّ بعيره وأمدّــه: سقاه الــمديد وهو الماء بالدقيق أو السويق.

ومن المجاز: امتدّ النهار والظلّ، وظل مــمدود وممتدّ، ومدّ الله الظل. وامتد بهم السّير. وامتدّت العلّة. وامتدّ عمره. ومدّ الله في عمرك. وأقمت عنده مدّــة مديدة. وقدّ مديد. وقامة مديدة. وهي من أجمل الناس وأمدّــه قامةً. ومدّ فلان في وجوه المجد غرراً. ومدّــهم في طغيانهم. وسبحان الله مداد كلماته ومدد كلماته. وبيني وبينه مدّ النّيل وبسط النّيل ومدّ البصر. وأتيته مدّ الضحى وهو ارتفاعه، وهذا مدّ النهار الأكبر: ويقال للرجل: أفعلت ذلك، فيقول: نعم وأشدّه وأمدّــه. وفلان يمادّ فلاناً: يطاوله ويماطله. وله مالٌ مــمدود: كثير. والأعراب أصل العرب ومادة الإسلام. وقيل لأعرابي: لا بدّ لك منه، فقال: لي منه بدّ، وصاع ومد.
(م د د) : (مَدَّ الْحَبْلَ) مَدًّــا قَوْلُهُ مَدَّ صَوْتَهُ يَجِيءُ بُعَيْدَ هَذَا (وَأَــمَدُّ) صَوْتًا فِي (ل ق) (وَــمَدَّ النَّهْرُ) زَادَ مَاؤُهُ وَمِنْهُ (مُدَّــتْ دِجْلَةُ) مِنْ مَطَرٍ وَــمَدَّــهُ نَهْرٌ آخَرُ (وَالْــمَدُّ) وَاحِدُ الْــمُدُــودِ وَهُوَ السَّيْلُ وَمِنْهُ (مَاءُ الْــمَدِّ) وَإِنَّمَا خُصَّ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ يَجِيءُ بِغُثَاءٍ وَنَحْوِهِ (وَالْــمَدَــدُ) مَا يُــمَدُّ بِهِ الشَّيْءُ أَيْ يُزَادُ وَيُكَثَّرُ وَمِنْهُ (أَــمَدَّ الْجَيْشَ) بِــمَدَــدٍ إذَا أَرْسَلَ إلَيْهِ زِيَادَةً (الْــمُدُّ) رُبُعُ الصَّاعِ وَفِي خُطْبَةِ عُبَادَةَ أَلَا وَالْحِنْطَةُ بِالْحِنْطَةِ (مُدَّــيْنِ بِــمُدَّــيْنِ) خَطَأٌ وَالصَّوَابُ مُدِّــي بِــمُدِّــي وَهُوَ مِكْيَالٌ بِالشَّامِ يَسَعُ خَمْسَةَ عَشَرَ مَكُّوكًا وَالْمَكُّوكُ صَاعٌ وَنِصْفُ صَاعٍ عَنْ الْخَطَّابِيِّ مُدْــيُ (وَالْــمُدْــيَةُ) وَاحِدَةُ الْــمُدَــى وَهِيَ سِكِّينُ الْقَصَّابِ وَمِنْهَا أَمَّا الظُّفْرُ فَــمُدَــى الْحَبَشَةِ (وَالْــمَدَــى) بِفَتْحَتَيْنِ الْغَايَةُ وَمِنْهَا (التَّمَادِي) فِي الْأَمْرِ وَهُوَ بُلُوغُ الْــمَدَــى (وَأَمَّا الْحَدِيثُ) «يَشْهَدُ لِلْمُؤَذِّنِ مَنْ يَسْمَعُ صَوْتَهُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَدَــى صَوْتِهِ» وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَــى صَوْتِهِ وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ» وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَغْفِرَةً طَوِيلَةً عَرِيضَةً عَلَى طَرِيقِ الْمُبَالَغَةِ وَكَذَا عَلَى رِوَايَةِ مَنْ رَوَى مَدَّ صَوْتِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ أَنَّهُ لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَسَافَةُ مَمْلُوءَةً ذُنُوبًا لَغُفِرَتْ (وَالْــمَدَــى) عَلَى الْأَوَّلِ نُصِبَ وَعَلَى الثَّانِي رُفِعَ بِالْفَاعِلِيَّةِ وَإِنْ صَحَّ مَا فِي شَرْحِ الْكَافِي فَانْتِصَابُهُ عَلَى الظَّرْفِ وَالْفَاعِلُ ضَمِيرُ مَنْ فِي يَسْتَغْفِرُ.
(مدد) - قال تعالى {وَإِخْوَانُهُمْ يَــمُدُّــونَهُمْ فِي الْغَيِّ}
: أي يُزَيِّنُون لهم الغَىَّ، ويجُرُونَهم فيه.
والــمَدُّ: الزّيادَهَ، ومدَــدْتُ الشىّءَ مدًّــا: زِدْتُه، ومَدَّ الماءُ والنَّهْرُ؛ زَادَا، كَرَجَعِ وَرجَعْتُه، وَــمَدَــدْنَا القَومَ؛ صِرْنا مدَــدًا لهم؛ وأَــمْدَــدْنَاهم؛ إذا جئْتُمُوهم بِغَيركم.
والــمِدَــادُ: الذي يُكتَبُ به، إنّما سُمّى به؛ لأنَّه يَستَــمِدُّــهُ مِن الدَّوَاةِ او نَحْوِها: أي يَستزيدُه.
والــمَدُّ: القَدْرُ، ومدُّ النَّبْلِ؛ غَلْوتُه .
- ومنه الحديث: "إنّ المؤَذِّنَ يُغفَرُ له مَدَّ صَوتِهِ"
قال الخطَّابىُّ: هذا مَثَلٌ لِسَعَةِ المغفِرَةِ، كما يُقالُ: مَغفِرَةٌ وَاسِعَةٌ
قال: ويجوزُ أَن يُرِيد بهِ: قَدْرَ الذُّنُوب: أي يُغفَر له ذلك إلى مَدِّ صَوْتِه .
كما رُوى: "لَو لَقِيتَنى بِقِرَاب الأَرضِ خَطايَا لَقِيتُكَ بها مَغْفِرةً".
ويُروَى: "مَدَــى صَوْتِهِ". والــمدَــى: الغَايَة؛ أي يَستَكْمِل مَغْفِرَةَ الله عزَّ وجلَّ إذَا استنفَدَ وُسعَه في رَفع الصَّوْتِ، وبَلغَ الغَايةَ في المغْفِرةِ إذا بلَغَ الغَايةَ في الصَّوْتِ.
وقيل: إنّه كلام تَمثِيل: أي المكان الذي يُنتَهى إليه الصَّوتُ، لو قُدِّرَ أن يكُونَ ما بَين أقْصَاه، وبين مَقامِه الذي هو فيه ذُنُوبٌ تَمْلأُ تِلكَ [المَسَافة ] لغَفَرهَا الله تعالى له.
- في الحديث: "سُبْحَانَ الله مِدَــادَ كَلِمَاته"
قال الخَطّابىُّ: الــمِدادُ: الــمَدَــدُ: أي قَدْرَ ما يُوازِيها في الكَثْرةِ، عِيارَ كَيْلٍ، أوْ وَزْنٍ، أو عَدَدٍ، أَوْ مَا أَشْبَههَا من وُجُوه الحَصْرِ والتقدير، وهذا أَيضًا كَلامُ تَمثِيل يُرَادُ به التَّقريبُ؛ لأنَّ الكلامَ لا يَدخُل في المكَايِيل ولا يقع في الوَزْنِ
- ونحوه في الحديث : "ما بلَغ مُدَّ أحدِهم، ولا نَصِيفَه".
الــمُدُّ: رُبْع صاع، وَإنَّما قدّرَه بهذا؛ لأَنَّه أَقلُّ ما كانوا يتصَدَّقُون به في العَادة، والله أعلم.
ويُروَى: "مَدَّ أَحَدِهم" بالفَتْح: أي غَايتَه؛ وقد يُجَمعُ الــمُدَّ: أَــمْدَــادًا، ومِدادًا.
- وفي الحديث: "كانَ يتوضَّأُ بِالــمُدِّ"
وهو رَطلٌ وثُلُتٌ - عند الشَّافعى؛ لحديث كَعب بن عُجرَةَ - رضي الله عنه - "أَطْعِمْ ثَلاثَةَ آصُعٍ سِتَّةَ مَسَاكِين" وفي رِوايَةٍ: "فَرَقًا مِن زَبيبٍ بين سِتَّةِ مَسَاكِين".
والفَرَقُ: سِتَّة عَشَر رِطْلاً، وهو عند أبى حَنِيفَة رِطْلاَنِ، لحديث أنَسٍ فيه .
- وفي حَديثِ الرَّمْى: "والمُــمِدُّ به"
مِن الــمدَــدِ: أَى مَن يقُومُ عند الرامى، فيُنَاولُه سَهمًا بَعْدَ سهْم،
أو يَرُدُّ عَليه النَّبْلَ المَرمِىَّ بهِ.
- في حديث على - رضي الله عنه - : "قَائِلُ الزُّورِ والذى يَــمُدُّ بحَبْله في الإثْمِ سَوَاء"
مثَّل قَائلَه بالمائحِ الذي يَمْلأُ الدَّلْوَ، وحاكِيها بالماتِح الذي يَأخُذ بحَبْلِهَا مادًّا لها.
ولهذا يُقال: الرَّاوية أحدُ الكاذِبَيْن.
[مدد] نه: فيه: سبحان الله "مداد" كلماته، أي مثل عددها، وقيل: قدر ما يوازيها في الكثرة عيار كيل أو وزن أو عدد أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير، وهذا تمثيل يراد به التقريب لأن الكلام لا يدخل في الوزن والكيل وإنما يدخل في العدد، وهو مصدر كالــمدد، مددته مدًــا ومدادًا، وهو ما يكثر بهعند الوقف فيــمد بقدر ألفين. ك: ومنه: كان "يــمد" ببسم الله الرحمن الرحيم، أدخل الباء على الباء للحكاية. ط: وح: فيفسح له "مد" بصره، أي مداه، وهي غاية ينتهي إليه البصر. وح: "يــمد" بعضها بعضًا- مر في بئر. ش: فلم "تــمد"- بضم أوله وكسر ثانيه، من أمد الجرح- إذا صارت فيه مدة. و"تــمده" الأسماء، أي ..... غ: "يــمدهم" يمهل لهم ويطيل. و""فليــمدد" له الرحمن" معناه الخبر أي جعل جزاء ضلالته أي يــمده فيها. و"بمثله "مددا"" أي زيادة. وعلى "مداد" واحد، أي مثال.
 [م د د] الــمَدُّ: الجَذْبُ والمَطْلُ، مَدَّــهُ يَــمُدُّــه مَدّــا، ومَدَّ بهِ فامْتَدَّ، ومَدَّــدَه فتَــمَدَّــدَ. وتمادَدْناهُ بَيْنَنَا: مَدَــدْناهُ. ومادَدْتُ الرَّجُلَ مُمَادَّةً ومِدَــاداً: مَدَــدْتُه ومَدَّــنِي، هذه عن اللِّحْيانِيِّ. وقولُه تَعالَى: {ويــمدهم في طغيانهم يعمهون} [البقرة: 15] معناهُ: يُمْهِلُهُم، وطُغْيانُهُم: غُلُوُّهُم في كُفْرِهِمْ. وشَيْءٌ مَدِــيدٌ: مَــمْدُــودٌ. ورَجُلٌ مَدِــيدُ الجِسْمِ: طَويلٌ، وأَصْلُه في القِيامِ، سِيبَوَيْهِ: والجَمْعُ مُدُــدٌ، جاءَ على الأَصْلِ لأَنَّه لم يُشْبِهِ الفِعْلَِ، والأُنْثَى مَدِــيدَةٌ. والــمَدِــيدُ: ضَرْبٌ من العَرُوضِ، سُمِّىَ بذِلكَ لامْتِدادِ أَسْبابِه وأَوْتادِه، قال أبو إِسْحاقَ: سُمِّى مَدِــيداً لأنّه امْتَدَّ لأَنّه امْتَدَّ سَبَباهُ، فصارَ سَبَبٌ في أَوَّلِه وسَبَبٌ بَعْدَ الوَتِدِ. وقولُه تَعالَى: {في عــمد مــمددة} [الهمزة: 9] فسَّره ثَعْلَبٌ فقال: معناهُ في عَــمَدٍ طَوالٍ. ومَدَّ الحَرْفَ يَــمُدُّــه مَدّــا: طَوَّلَه. وقال اللِّحْيانِيُّ: مَدَّ اللهُ الأَرْضُ يَــمُدُّــها مَدّــا: بَسَطَها وسَوّاها. وفي التَّنْزِيلِ: {وإذا الأرض مدت} [الانشقاق: 3] ، وفيه: {والأرض مددناها} [الحجر: 19، ق: 7] . وقولُ الفَرَزْدَقِ: (رأَتْ كَمرَاً مثلَ الجَلاِمِيدِ فُتِّحَت ...أَحالِيلها لَمّا اتْمَأَدَّتْ جُذُورُها)

قيل في تَفسِيرِه: اتْمَأَدَّتْ: امْتَدَّتْ، ولا أَدْرَى كيفَ هذا، اللًّهُمَّ إلا أن يُرِيدَ تَماَّدَّتِ. فَسكَّنَ التّاءَ، واجْتَلَبَ للسّاكِنَ أَلفَ الوَصْلِ؛ كما قالُوا: ادّكَرَ، وإدّارَأُتم فِيهاَ. وهَمَزَ الألِفَ الزّائِدَةَ، كما هَمَزَ بعضُهم أَلِفَ دابَّةٍ، فقال، دَأَبَّةٌ. ومَدَّ بَصَرةَ إِلى الشّيْءِ: طَمَحَ به إِليهِ. وفي التَّنْزِيلِ: {لا تــمدن عينيك} [الحجر: 88] . وأَــمَدَّ لَهُ في الأَجَلِ: أَنْسأَهُ فِيهِ. ومَدَّــهُ في الغَيِّ والضَّلالِ يَــمُدُّــه مَدّــا، ومَدَّ لَه: أَمْلَى لَهُ وتَرَكَه، وفي التَّنْزيِلِ: {ويــمدهم في طغيانهم يعمهون} [البقرة: 15] أي يُمْلِى لَهْمْ ويُلِجُّهُمْ. قالَ: وكَذِلِكَ مَدَّ الله لَه في العَذابِ مَدّــا. وفي التَّنْزيِلِ: {ونــمد له من العذاب مدا} [مريم: 79] . وقال: وأَــمَدَّــهُ في الغَيِّ، لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. وقولُه تَعالَى: {وإخوانهم يــمدونهم في الغي} [الأعراف: 202] قِراءةُ أهلِ الكُوفَةِ والبَصْرَةِ ((يَــمُدُّــونَهُم)) . وقَرَأَ أهْل الــمَدِــينَةِ ((يُــمِدُّــونَةُ)) . والــمَدُّ: كَثَرَةُ الماءِ، وجَمْعُه: مُدُــودٌ. وقد مَدَّ الماءُ يَــمُدُّ مَداّ، وامْتَدَّ، ومَدَّــهُ غيرُه، وأَــمَدَّــهُ، قال ثَعْلَبٌ: كُلُّ شيءٍ مَدُّــهُ من نَفْسَه فهوَ بغيرِ أَلفٍ، وكُلُّ شَيْءِ مَدَّــهُ غيرُه فهو بأَلِفٍ، وقالَ اللِّحْيانِيُّ: يقالُ لكُلِّ شيءٍ دَخَلَ فيه مِثْلُه فكَثَّرَهُ، مَدَّــه يَــمُدُّــه مَداّ. وفي التَّنْزيِلِ: {والبحر يــمده من بعده سبعة أبحر} أي: يَزِيدُ فيه ماءً من خَلْفِه يَجُرُّه إِليه ويُكَثِّرُه. ومادَّةُ الشَّيءِ: ما يَــمُدُّــه، دَخَلَتْ فيهِ الهاءُ للمبُالَغَةِ. ومَدَــدَنْا القَوْمَ: صِرْنا لَهْم أَنْصاراً، وأَــمْدَــدْناهُم بغَيْرِنا. وحَكَى اللِّحْيانِيُّ: أَــمَدَّ الأميرُ جُنْدَه بالخَيْل والرِّجالِ: أَعانَهُم، وأَــمَدَّــهُمْ بمالٍ كَثِير: أعانَهُم وأَغاثَهُم. قال: وقالَ بَعضُهم: أَعْطاهُم. والأَوَّلُ أكثُر، وفي التَّنْزِيل: {وأمددناكم بأموال وبنين} [الإسراء: 6] . والــمَدَــدُ: ما مَدَّــهُم بهِ أَو أَــمَدَّــهُم. سَيَبَويِهْ: الجَمعُ: أَــمْدادٌ. وقال: ولم يُجاوَِزُوا به هذا البَناءَ. واسْتَــمَدَّــهُ: طَلَبَ منه مَدَــداً. والــمِدَــادُ: ما مَدَّ الشَّيءَْ. والــمَدَــادُ: الّذِي يُكْتَبُ بِه، وهو مِمّا تقَدَّم. وَــمَدَّ الدّواةَ، وأَــمَدَّــها: زادَ في مائِها ونِفْسِها. وأمَدَّــها: جَعَل فيها مِداداً، وكذلك مَدَّ القَلَمَ، وأَــمَدَّــهُ. واسْتَــمَدِّ من الدَّواةِ: أَخَذَ مِنْها مِداداً. والــمَدُّ: " الاسْتِــمدادُ منها. وقِيلَ: هو أنْ يَسْتَــمِد مِنْها مَدَّــةً واحِدَة. ومَدَّــه مِدَــاداً، وأَــمَدَّــه: أَعطاهُ. وقولُه:

(تَــمُدُّ لَهْمْ بالماءِ من غَيْرِ هُوِنه ... ولكِنْ إِذا ما ضَاقَ أَمْرٌ يوسع. يَعْنِي تَزِيدُ فيها الماءَ لتَكْثُرَ المَرَقَةُ. ويُقال: سُبْحانَ اللهِ مَدَــادَ السَّمَواتِ، ومَدَــادَ كَلِماتِه ومَدَــدَها: أي عَدَدَها وكَثْرَتَها. وبَنَواْ بُيُوتَهُم على مِدادٍ واحِدٍ، أي على طَرِيقَةٍ واحدٍ ةَ. والأَــمِدَّــةُ: المَسَالُّ في جانَبيِ الثَّوْبِ إذا ابْتُدِئَ بَعمَلِهِ. وَأَــمَدَّ عُودُ العَرْفَجِ والصِّلِّيانِ والطَّرِيفَةِ: مُطِرَ فَلانَ. والــمُدَّــةُ: الغايَةُ من الزَّمانِ والمَكانِ. ومُدَّ في عُمُرِه: نُسِيءَ. ومَدُّ النَّهارِ: ارْتِفاعُه، يُقالُ: جِئْتُكَ مَدَّ النَّهارِ، وفي مَدِّ النَّهارِ، وكذلكَ مَدَّ الضُّحَى، يَضَعُونَ المَصْدَرَ في كُلِّ ذلك مَوْضِعَ الظَّرْفِ. وامتد النهار: تنفس وامْتدَّ بهم السَّيْرُ: طالَ. ومَدَّ في السَّيْرُ: مَضَى. والــمَدِــيدُ: ماءٌ يُخْلَطُ به سَوِيقٌ أو سِمْسِمٌ أو دَقٍ يقٌ أو شَعِيرٌ جَشِيِشٌ. قالَ ابنُ الأَعْرابِيَّ: هو الَّذِي ليسَ بحارٍّ ثم يُسْقاهُ البَعِيرُ والدّابَّةُ، أو يَضْفَزُهُ. وقيل: الــمَدِــيدُ: العَلَفُ، وقد مَدَّــهُ به يَــمُدُّــه مَدّــا. والــمِدّــانُ: والإمِدّــانُ: الماءُ المِلْحُ، قال زَيْدُ الخَيْلِ: (فأَصْبَحْنَ قد أَقْهَيْنَ عَنِّى كَمَا أَبَتْ ... حِياضَ الإمدّــان الظِّماءُ القَوامِحُ)

والإمِدانُ أيضاً: النَّزُّ، وقيل: هو الإمِّدَــانُ، بشدِّ المِيم وتَخْفِيفِ الدّالِ. والــمُدُّ: ضَرْبٌ من المَكاييلِ، وهو رُبْعُ صاعٍ، وهو قَدْرُ مُدِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، والصّاعُ: خَمْسَةُ أَرْطالٍ، قالَ:

(لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ ... )

(ولا تُمَيْراتٌ ولا تَعْجِيفُ ... )

والجَمْعُ: أَــمْدادٌ، ومَدَــدَةٌ، ومِدَــادٌ، قال:

(كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ ... )

(كَيْلَ مِدَــادِ مِنْ فَحاًٍ مَدْــقُوقِ ... )

ومُدٌّ: رَجُلٌ من دارِم، قال خالِدُ بنُ عَلْقَمَةَ الدّارِمِيُّ يَهْجُو خُنْشُوشَ بنَ مُدٍّ:

(جَزَى اللهُ خُنْشُوشَ بنَ مُدٍِّ مَلامَةً ... إذا زَيَّنَ الفَحْشاءَ للنَّفْسِ مُوقُها)

ومَدّــادُ قَيْسٍ: لُغْبَةٌ لَهُم.
مدد
مَدَّ/ مَدَّ في مَدَــدْتُ، يــمُدّ، امْدُــدْ/ مُدَّ، مدًّــا، فهو مادّ، والمفعول مَــمْدود
مدَّ أسلاكَ الكهرباء وغيرَها: زاد فيها، أطالها، بسطها في خطٍّ مستقيم "مدّ أنابيبَ البترول- {فَلْيَــمْدُــدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} - {وَالْبَحْرُ يَــمُدُّــهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} " ° مَدَّ اللَّيلُ سِتارَه: انتشر ظلامُه- مَدَّ سيطرتَه: نشَر نفوذَه.
مدَّ الجيشَ: أعانه بــمدد يقوِّيه، دعّمه وقوّاه "مدّــه بالمعلومات/ بالأسلحة/ بالمال"? مَدَّ إليه يدَه/ مَدَّ إليه يدَ العون: ساعَده، صافَحه.
مدَّ الــمدِــينَ وغيرَه: أمهله " {اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَــمُدُّــهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} ".
مدَّ الحرفَ: (لغ) طوّله في النّطق أو الكتابة.
مدَّ بصرَه إلى كذا: طمَح إليه " {لاَ تَــمُدَّــنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} ".
مدَّ السُّفرةَ: أعدَّها.
مدَّ يدَه: تسوَّل، شَحَذ.
مدَّ اللهُ الأرضَ: بسطها ومهّدها للعيش " {وَالأَرْضَ مَدَــدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} ".
مدَّ فلانًا في غيِّه: طوّله له " {وَإِخْوَانُهُمْ يَــمُدُّــونَهُمْ فِي الْغَيِّ} ".
مدَّ اللهُ عُمُرَه/ مدَّ اللهُ في عُمُره: أطاله "مهما تقدّم الطبُّ فلن تــمدّ الآجال المحتومة".
مدَّ في سيره: مضى. 

أمدَّ يُــمدّ، أمْدِــدْ/ أمِدَّ، إمدادًا، فهو مُــمِدّ، والمفعول مُــمَدّ (للمتعدِّي)
• أمدَّ الجُرْحُ: صار فيه القَيْحُ والصّديدُ.
• أمدَّ الشَّخصَ: أعانه، أغاثه، أسعفه "أمدّ صديقَه بمال كثير- تــمدُّ الجمعيّةُ المحتاجين بالمساعدات".

• أمدَّ الجُندَ: نصرهم بجماعة غيرهم، دعَّمهم وقوَّاهم "أمدّ الجيشَ بالعُدّة والعتاد- {أَنِّي مُــمِدُّــكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ} ".
• أمدَّ اللهُ أجلَه: مدَّــه؛ أطاله وأخّره.
• أمدَّــه اللهُ بالخير: أعطاه وأعانه، أكثره له "أمدّــه بمال- {أَــمَدَّــكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ} ". 

استــمدَّ يستــمدّ، اسْتَــمْدِــدْ/ اسْتَــمِدَّ، استــمدادًا، فهو مُستــمِدّ، والمفعول مُستــمَدّ
• استــمدَّ الشَّيءَ: حصل عليه وأخذه "يستــمدّ القمرُ نورَه من الشَّمس- يستــمدّ آراءَه من كتب التُّراث- استــمدّ سلطتَه من الشَّعب".
• استــمدَّ المتضرِّرون الدَّولةَ على عُسْرِهم: طلبوا منها الــمدَــد والمعونةَ "استــمدّــوا العونَ من الله".
• استــمدَّــه أجَلَ الدَّيْن أو القرض: طلب أن يؤجِّل له موعدَ السَّداد. 

امتدَّ/ امتدَّ في يمتدّ، امْتَدِدْ/ امْتَدَّ، امتدادًا، فهو مُمتدّ، والمفعول مُمتدّ فيه
• امتدَّ العمرُ وغيرُه: طال "امتدّ عمرُه لأكثر من مائة عام- زُرعت الأشجارُ على امتداد الطريق- امتدّت جذورُه- امتدّ به المرضُ: لبث زمنًا طويلا" ° امتداد: مقياس أو مدى الاتِّساع بين نقطتين أو طرفين كاتِّساع جسر.
• امتدَّتِ البقعةُ في الثوب: انبسطت "امتدّت بقعةُ الزَّيت في البحر- امتدّ بصرُه إلى الأفق- امتدّ السَّهلُ أمام أعيننا".
• امتدَّ الشَّخصُ في مشيته: تبختر. 

تــمدَّــدَ/ تــمدَّــدَ بـ يتــمدّــد، تــمدُّــدًا، فهو مُتــمدِّــد، والمفعول مُتــمدَّــد به
• تــمدَّــدَ الشَّخصُ وغيرُه: تمطّى، استلقى "تــمدّــد على فراشه/ سريره/ المقعد".
• تــمدَّــد المعدنُ بالحرارة: انبسط أو استطال. 

مدَّــدَ يــمدِّــد، تــمديدًا، فهو مُــمدِّــد، والمفعول مُــمدَّــد
مدَّــد الشّيءَ:
1 - طوّله "مدَّــد الإجازةَ/ فترات الراحة/ قنوات المياه- تــمديد فترة الولاية".
2 - بسطه "مدّــد رجليه: جعلهما في وضع راحةٍ واسترخاء- مدّــد الثِّيابَ المبلولة لتجفّ تحت أشعّة الشمس". 

إمدادات [جمع]: مف إمداد: مؤن أو موادّ تُخزن ليتمّ استهلاكُها عند الحاجة.
• الإمدادات العسكريَّة: (سك) ما يــمدّ به الجنود من رجال وعتاد ومؤن "أرسلت القيادةُ إمدادات كثيرة إلى الجبهة" ° خطوط الإمدادات. 

تــمدُّــد [مفرد]: ج تــمدُّــدات (لغير المصدر):
1 - مصدر تــمدَّــدَ/ تــمدَّــدَ بـ.
2 - (طب) اتِّساع تجويفٍ أو قناةٍ أو فتحةٍ اتِّساعًا مَرَضيًّا أو عمليًّا.
3 - (فز) زيادة في سطح الجسم أو حجمه أو مساحته أو طوله "هذا الجسم قابل للتــمدُّــد" ° مقياس التــمدّــد الحراريّ: أداة لقياس التــمدّــد الحراريّ في الموادّ الصّلبة والسّائلة. 

مادّة [مفرد]: ج مادّات وموادُّ:
1 - (فز) كُلُّ جسم ذي وزن وامتداد ويشغل حيّزًا من الفراغ، والمادّة تقبل التقسيمَ وتتّخذ أشكالاً مختلفة.
2 - (قن) قسم من قانون أو معاهدة أو عقد وقد تنقسم إلى فقرات "تمّ الحكم عليه طبقًا للمادّة الثالثة من قانون العقوبات- المادّة الأولى في القانون" ° موادّ العَقْد: أقسامه التي تشكّل نصَّه- موادّ القانون: النصوص التي تتضمّن أحكامَه.
• مادّة الشَّيء: عناصره التي يتكوّن منها، حسيَّة كانت كمادّة الحجر أو معنويّة كمادّة البحث العلميّ "موادّ غذائيَّة: منتجات أو سلع معدَّة لغذاء الإنسان- موادّ ملتهبة- مادّة الخُطبة- مادّة حيْة/ عضويَّة/ غريبة"? الموادّ الأوَّليّة: الموادّ الخام التي لم تعالج بعد بالعمل أو بالآلة- موادّ البناء: لوازمه.
• مادَّة مذيبة: (كم) مادّة سائلة عادة، قادرة على إذابة مادّة أخرى.
• الموادُّ البَديلة: موادّ تُصنع عِوضًا عن الموادّ الطّبيعيّة، كالألياف الصناعيّة والمطَّاط الصِّناعيّ وغيرهما.
 • موادّ العلم: مسائله ومباحثه "موادّ الكتاب: محتواه".
• موادّ اللُّغة: ألفاظها، أصل اشتقاقها " (م د د) هى مادّة الــمدخل مدّ وأمدّ ومدّــد". 

مادِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مادّة ومادِّيَّة: وهو مقابل للرُّوحيّ أو المعنويّ "اعتبارات مادِّيّة- مذهب مادّيّ- أدبيًّا وماديًّا- تتجاذب الإنسان نزعات ماديِّة وأخرى روحيّة" ° غير مادِّيّ: بلا جسد أو جسم أو شكل أو مادّة.
2 - من يقول بأنّه لا يُوجد إلاّ المادّة، الذي يُرجع كلّ شيء إلى المادّة، صاحب النظرة المادّيّة للأمور "فيلسوف مادّي". 

مادِّيَّة [مفرد]
• المادِّيَّة: (سف) مذهب فلسفيّ يُسَلّم بوجود المادّة وحدها وبها يفسّر الكون والمعرفة والسُّلوك "منفعة مادّيّة".
• اللاَّماديَّة: مذهب من يُنكر وجود المادّة ويقصر الوجودَ على الأذهان "ثقافة اللاّمادِّيَّة- اللاّمادِّيَّة الرُّوحيَّة".
• المادِّيَّة التَّاريخيَّة: نظريّة ماركسيّة تعتبر الأوضاعَ الماديّة الاقتصاديّة هي الأساس الذي تنشأ عليه الأوضاعُ والأفكارُ الاجتماعيّة والسياسيّة.
• المادِّيَّة الجدليَّة: الفلسفة الماركسيَّة وتتلخّص في اعتبار العالم كلاًّ مكوَّنًا من مادّة متحرِّكة وحركة المادّة فيه تصاعديّة متطوِّرة تموت فيها ظاهرة لتحيا أخرى. 

مِداد [مفرد]: ج أَــمِدَّــة:
1 - سائل يُكتب به، ويقال له حِبْر " {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَــادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} " ° تسجّل مواقفه بــمداد الفخر: يُعتزّ بها.
2 - امتداد، عدد وكثرة "سبحان الله مداد السموات- {وَالْبَحْرُ مِدَــادُهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} [ق] ".
3 - زيادة، مدد. 

مدّ [مفرد]: ج مُدود (لغير المصدر):
1 - مصدر مَدَّ/ مَدَّ في.
2 - (جو) ارتفاع ماء البحر على الشَّاطئ وامتداده إلى البرّ، عكسه الجَزْر "بلغ الــمدّ أقصاه" ° أَرْض الــمدّ: أرض يغمرها الــمدّ- الــمدّ الأعلى: حركات مدّ مرتفعة ومنخفضة تحدث عند بداية كلّ قمر أو اكتماله وعندما تستوي الشَّمسُ والأرضُ والقمرُ على خطٍّ واحد- تخلَّل المفاوضات مدٌّ وجزرٌ: تقدُّم وتقهقر.
3 - (لغ {علامة تُوضع فوق الألف فترسم} آ) ويقال لها أيضًا (مدَّــة).
مَدُّ البَصر/ مدُّ الصوت: مداه، مسافته، منتهاه "بيني وبينه قدر مدّ البصر- يغفر للمُؤذِّن مدّ صوته [حديث] ويروى: مدى صوته".
• حروف الــمدّ: (لغ) الألف المفتوح ما قبلها، والواو المضموم ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها. 

مَدَــد [مفرد]: ج أمداد:
1 - ما يُزاد به الشَّيء ويكثر " {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَــدًا} ".
2 - عون وغَوْث "اطلب الــمددَ من الله".
3 - (سك) تقوية الوحدات المقاتلة في موقع عسكريّ بمزيد من القوّات والأسلحة. 

مُدّ [مفرد]: ج أمداد ومِداد: مكيال قديم اختلف الفقهاءُ في تقديره بالكيل المصريّ، فقدّره الشافعيّة بنصف قدح، وقدّره المالكيّة بنحو ذلك، وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز، ورطلان عند أهل العراق. 

مُدَّــة [مفرد]: ج مُدَــد: ظرف؛ مقدار من الزَّمان يقع على القليل والكثير "سافر لــمدّــة شهر- قضى مدَّــة العقوبة- سافرت من مدَّــة وجيزة- {فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّــتِهِمْ} ". 

مِدَّــة [مفرد]: ج مِدَــد:
1 - قَيْح "ضغط على الدُّمَّلِ بشدَّة حتَّى خرجت منه الــمِدّــةُ".
2 - حبر، سائل يكتب به " {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مِدَــدًا} [ق] ". 

مَديد [مفرد]: ج مُدُــد: طويل "عيد سعيد وعمر مديد- رجل مديد القامة".
• الــمَديد: (عر) أحد بحور الشِّعر العربيّ، ووزنه: (فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ) في كلِّ شطر. 

مــمدود [مفرد]: اسم مفعول من مَدَّ/ مَدَّ في.
• المــمدود: (نح) اسم معرب آخره همزة قبلها ألف زائدة مثل (صحراء).
• المــمدود من المال ونحوه: الكثير، الباقي، الدائم لا يزول " {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَــمْدُــودًا}: كثير النَّماء". 

مدد: الــمَدُّ: الجَذْب والمَطْلُ. مَدَّــه يَــمُدُّــه مَدّــاً ومدَّ به

فامتَدّ ومَدَّــدَه فَتَــمَدَّــد، وتَــمَدَّــدناه بيننا: مَدَــدْناه. وفلان يُمادُّ

فلاناً أَي يُماطِلُه ويُجاذِبه.

والتَّــمَدُّــد: كَتَــمَدُّــدِ السِّقاء، وكذلك كل شيء تبقى فيه سَعَةُ

الــمَدِّ.

والمادَّةُ: الزيادة المتصلة.

ومَدَّــه في غَيِّه أَي أَمهلَه وطَوَّلَ له. ومادَدْتُ الرجل مُمادَّةً

ومِداداً: مَدَــدْتُه ومَدَّــني؛ هذه عن اللحياني. وقوله تعالى: ويَــمُدُّــهم

في طُغْيانِهم يَعْمَهُون؛ معناه يُمْهِلُهم. وطُغْيانُهم: غُلُوُّهم في

كفرهم. وشيء مَدِــيد: مــمدود. ورجل مَدِــيد الجسم: طويل، وأَصله في القيام؛

سيبويه، والجمع مُدُــدٌ، جاء على الأَصل لأَنه لم يشبه الفعل، والأُنثى

مَدِــيدة. وفي حديث عثمان: قال لبعض عماله: بلغني أَنك تزوجت امرأَة مديدة

أَي طويلة. ورجل مَدِــيدُ القامة: طويل القامة. وطِرافٌ مُــمدَّــد أَي

مــمدودٌ بالأَطناب، وشُدِّدَ للمبالغة. وتَــمَدَّــد الرجل أَي تَمطَّى.

والــمَدِــيدُ: ضرب من العَرُوض، سمي مديداً لأَنه امتَدَّ سبباه فصار سَبَب في أَوله

وسبب بعد الوَتِدِ. وقوله تعالى: في عَــمَد مُــمَدَّــدَة، فسره ثعلب فقال:

معناه في عَــمَد طِوال. ومَدَّ الحرف يَــمُدُّــه مَدّــاً: طَوَّلَه.

وقال اللحياني: مدَّ اللهُ الأَرضَ يَــمُدُّــها مَدًّــا بسطها وسَوَّاها.

وفي التنزيل العزيز: وإِذا الأَرض مُدَّــت؛ وفيه: والأَرضَ مَدَــدْنَاهَا.

ويقال: مَدَــدْت الأَرض مَدًّــا إِذا زِدت فيها تراباً أَو سَماداً من غيرها

ليكون أَعمر لها وأَكثر رَيْعاً لزرعها، وكذلك الرمال، والسَّمادُ مِداد

لها؛ وقول الفرزدق:

رَأَتْ كمرا مِثْلَ الجَلاميدِ فَتَّحَتْ

أَحالِيلَها، لمَّا اتْمَأَدَّتْ جُذورُها

قيل في تفسيره: اتْمَأَدَّتْ. قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا، اللهم

إِلا أَن يريد تَمادَّت فسكت التاء واجتلب للساكن ألف الوصل، كما قالوا:

ادَّكَرَ وادّارَأْتُمْ فيها، وهمز الأَلف الزائدة كما همز بعضهم أَلف

دابَّة فقال دأَبَّة. ومدَّ بصَرَه إِلى الشيء: طَمَح به إِليه. وفي التنزيل

العزيز: ولا تَــمُدَّــنَّ عينيك إِلى ما. وأَــمَدَّ له في الأَجل: أَنسأَه

فيه. ومَدَّــه في الغَيّ والضلال يَــمُدُّــه مَدًّــا ومَدَّ له: أَمْلَى له

وتركه. وفي التنزيل العزيز: ويــمُدُّــهم في طغيانهم يَعْمَهُون؛ أَي يُمْلِي

ويَلِجُّهم؛ قال: وكذلك مدَّ الله له في العذاب مَدًّــا. قال: وأَــمَدَّــه

في الغي لغة قليلة. وقوله تعالى: وإِخْوانُهم يَــمُدُّــونَهم في الغي؛

قراءة أَهل الكوفة والبصرة يَــمُدُّــونَهم، وقرأَ أَهل الــمدينة

يُــمِدُّــونَهم.والــمَدُّ: كثرة الماء أَيامَ الــمُدُــود وجمعه مُــمدُــود؛ وقد مَدَّ الماءُ

يَــمُدُّ مَدًّــا، وامْتَدَّ ومَدَّــه غيره وأَــمَدَّــه. قال ثعلب: كل شيء

مَدَّــه غيره، فهو بأَلف؛ يقال: مَدَّ البحرُ وامتَدَّ الحَبْل؛ قال الليث:

هكذا تقول العرب. الأَصمعي: الــمَدُّ مَدُّ النهر. والــمَدُّ: مَدُّ الحبل.

والــمَدُّ: أَن يَــمُدّ الرجل الرجل في غيِّه. ويقال: وادِي كذا يَــمُدُّ في

نهر كذا أَي يزيد فيه. ويقال منه: قلَّ ماءُ رَكِيَّتِنا فَــمَدَّــتها

ركيةٌ أُخرى فهي تَــمُدُّــها مَدّــاً. والــمَدُّ: السيل. يقال: مَدَّ النهرُ

ومدَّــه نهر آخر؛ قال العجاج:

سَيْلٌ أَتِيٌّ مَدَّــه أَتِيُّ

غِبَّ سمَاءٍ، فهو رَقْراقِيُّ

ومَدَّ النَّهرُ النهرَ إِذا جرى فيه. قال اللحياني: يقال لكل شيء دخل

فيه مثله فَكَثَّرَه: مدَّــه يَــمُدُّــه مدًّــا. وفي التنزيل العزيز: والبحر

يَــمُدُّــه من بعده سبعة أَبحر؛ أَي يزيد فيه ماء من خلْفِه تجرُّه إِليه

وتُكثِّرُه. ومادَّةُ الشيء: ما يــمدُّــه، دخلت فيه الهاء للمبالغة. وفي حديث

الحوض: يَنْبَعِثُ فيه مِيزابانِ مِدادُهما أَنهار الجنة أَي يَــمُدُّــهما

أَنهارُها. وفي الحديث: وأَــمَدَّــها خَواصِر أَي أَوسعها وأَتَمَّمها.

والمادَّة: كل شيء يكون مَدَــداً لغيره. ويقال: دعْ في الضَّرْع مادَّة

اللبن، فالمتروك في الضرع هو الداعِيَةُ، وما اجتمع إِليه فهو المادَّة،

والأَعْرابُ مادَّةُ الاسلام. وقال الفراءُ في قوله عز وجل: والبحر يَــمُدُّــه

من بعده سبعة أَبحر؛ قال: تكون مِداداً كالــمِدادِ الذي يُكتب به. والشيء

إِذا مدَّ الشيء فكان زيادة فيه، فهو يَــمُدُّــه؛ تقول: دِجْلَةُ تَــمُدُّ

تَيَّارنا وأَنهارنا، والله يَــمُدُّــنا بها. وتقول: قد أَــمْدَــدْتُك بأَلف

فَــمُدَّ. ولا يقاس على هذا كل ما ورد. ومَدَــدْنا القومَ: صِرْنا لهم

أَنصاراً ومدَــدَاً وأَــمْدَــدْناهم بغيرنا. وحكى اللحياني: أَــمَدَّ الأَمير جنده

بالحبل والرجال وأَعاثهم، وأَــمَدَّــهم بمال كثير وأَغائهم. قال: وقال

بعضهم أَعطاهم، والأَول أَكثر. وفي التنزيل العزيز: وأَــمْدَــدْناهم بأَموال

وبنين.

والــمَدَــدُ: ما مدَّــهم به أَو أَــمَدَّــهم؛ سيبويه، والجمع أَــمْداد، قال:

ولم يجاوزوا به هذا البناء، واستَــمدَّــه: طلَبَ منه مَدَــداً. والــمَدَــدُ:

العساكرُ التي تُلحَق بالمَغازي في سبيل الله.

والإِــمْدادُ: أَنْ يُرْسِلَ الرجل للرجل مَدَــداً، تقول: أَــمْدَــدْنا

فلاناً بجيش. قال الله تعالى: أَن يِــمُدَّــكم ربكم بخمسة آلاف. وقال في المال:

أَيحْسَبونَ أَنَّما نَــمُدُّــهم به من مال وبنبن؛ هكذا قرئ نِــمُدُّــهم،

بضم النون. وقال: وأَــمْدَــدْناكم بأَموال وبنين، فالــمَدَــدُ ما أَــمْدَــدْتَ

به قومك في حرْب أَو غير ذلك من طعام أَو أَعوان. وفي حديث أُويس: كان

عمر، رضي الله عنه، إِذا أَتَى أَــمْدادُ أَهل اليمن سأَلهم: أَفيكم أُوَيْسُ

بن عامر؟ الأَــمداد: جمع مَدَــد وهم الأَعوان والأَنصار الذين كانوا

يَــمُدُّــون المسلمين في الجهاد. وفي حديث عوف بن مالك: خرجت مع زيد بن حارثه في

غزوة مِؤْتُة ورافَقَني مَدَــدِيٌّ من اليمن؛ وهو منسوب إلى الــمدَــد. وقال

يونس: ما كان من الخير فإِنك تقول أَــمْدَــدْته، وما كان من الشر فهو

مدَــدْت. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: هم أَصلُ العرب ومادَّة الإِسلام أَي

الذين يُعِينونهم ويَكُثِّرُون جيوشهم ويُتَقَوَّى بزكاةِ أَموالهم. وكل ما

أَعنت به قوماً في حرب أَو غيره، فهو مادَّة لهم. وفي حديث الرمي:

مُنْبِلُه والمُــمِدُّ به أَي الذي يقوم عند الرامي فيناوله سهماً بعد سهم، أَو

يردّ عليه النَّبْلَ من الهَدَف. يقال: أَــمَدَّــه يُــمِدُّــه، فهو مُــمِدٌّ.

وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: قائل كلمةِ الزور والذي يَــمُدُّ بحبلها

في الإِثم سواءٌ؛ مَثَّل قائلها بالمائِح الذي يملأُ الدلو في أَسفل

البئر، وحاكِيَها بالماتِحِ الذي يجذب الحبل على رأْس البئر ويَــمُدُّــه؛ ولهذا

يقال: الروايةُ أَحد الكاذِبَيْنِ.

والــمِدادُ: النِّقْس. والــمِدادُ: الذي يُكتب به وهو مما تقدم. قال شمر:

كل شيء امتَلأَ وارتفع فقد مَدَّ؛ وأَــمْدَــدْتُه أَنا. ومَدَّ النهارُ

إِذا ارتفع. ومَدَّ الدَّواةَ وأَــمَدَّــها: زاد في مائِها ونِقْسِها؛

ومَدَّــها وأَــمَدَّــها: جعل فيها مِداداً، وكذلك مَدَّ القَلم وأَــمَدَّــه.

واسْتَــمَدَّ من الدواةِ: أَخذ منها مِداداً؛ والــمَدُّ: الاستــمدادُ منها، وقيل: هو

أَن يَسْتَــمِدَّ منها مَدّــة واحدة؛ قال ابن الأَنباري: سمي الــمِدادُ

مِداداً لإٌِــمداده الكاتِب، من قولهم أَــمْدَــدْت الجيش بــمَدد؛ قال

الأَخطل:رَأَوْا بارِقاتٍ بالأَكُفِّ كأَنّها

مَصابيحُ سُرْجٌ، أُوقِدَتْ بِــمِدادِ

أَي بزيت يُــمِدُّــها. وأَــمَدَّ الجُرْحُ يُــمِدُّ إِــمْداداً: صارت فيه

مَدَّــة؛ وأَــمْدَــدْت الرجل مدّــةً. ويقال: مُدَّــني يا غلامُ مُدَّــة من الدواة،

وإِن قلت: أَــمْدِــدْني مُدّــة، كان جائزاً، وخرج على مَجْرَى الــمَدَــدِ بها

والزيادة. والــمُدَّــة أَيضاً: اسم ما اسْتَــمْدَــدْتَ به من الــمِدادِ على

القلم. والــمَدّــة، بالفتح: الواحدة من قولك مَدَــدْتُ الشيءَ. والــمِدّــة،

بالكسر: ما يجتمع في الجُرْح من القيح. وأَــمْدَــدْتُ الرجل إِذا أَعطيته

مُدّــة بقلم؛ وأَــمْدَــدْتُ الجيش بِــمَدَــد. والاستــمدادُ: طلبُ الــمَدَــدِ. قال

أَبو زيد: مَدَــدْنا القوم أَي صِرنا مَدَــداً لهم وأَــمْدَــدْناهم بغيرنا

وأَــمْدَــدْناعم بفاكهة. وأَــمَدّ العَرْفَجُ إِذا جَرَى الماءُ في عوده. ومَدَّــه

مِداداً وأَــمَدَّــه: أَعطاه؛ وقول الشاعر:

نُــمِدُّ لهمْ بالماءِ مِن غيرِ هُونِه،

ولكِنْ إِذا ما ضاقَ أَمرٌ يُوَسَّعُ

يعني نزيد الماء لتكثر المرقة. ويقال: سبحان الله مِدادَ السموات

ومِدادَ كلماتِه ومَدَــدَها أَي مثل عدَدِها وكثرتها؛ وقيل: قَدْرَ ما يُوازيها

في الكثرة عِيارَ كيل أَو وزن أَو عدَد أَو ما أَشبهه من وجوه الحصر

والتقدير؛ قال ابن الأَثير: وهذا تمثيل يراد به التقدير لأَن الكلام لا يدخل

في الكيل والوزن وإِنما يدخل في العدد. والــمِدادُ: مصدر كالــمَدَــد. يقال:

مددت الشيءَ مَدًّــا ومِداداً وهو ما يكثر به ويزاد. وفي الحديث: إِن

المؤَذِّنَ يُغْفَرُ له مَدَّ صَوْتِه؛ الــمد: القدر، يريد به قدر الذنوب أَي

يغفر له ذلك إِلى منتهى مَدِّ صوته، وهو تمثيل لسعة المغفرة كقوله

الآخر: ولو لَقِيتَني بِقُِراب الأَرض

(* قوله «بقراب الأرض» بهامش نسخة من

النهاية يوثق بها يجوز فيه ضم القاف وكسرها، فمن ضمه جعله بمنزلة قريب يقال

قريب وقراب كما يقال كثير وكثار، ومن كسر جعله مصدراً من قولك قاربت

الشيء مقاربة وقراباً فيكون معناه مثل ما يقارب الأرض.) خَطايا لِقيتُك بها

مَغْفِرَةً؛ ويروى مَدَــى صوته وهو مذكور في موضعه. وبنوا بيوتهم على

مِدادٍ واحد أَي على طريقة واحدة. ويقال: جاء هذا على مِدادٍ واحد أَي على

مثال واحد؛ وقال جندل:

لم أُقْوِ فِيهِنَّ، ولم أُسانِدِ

على مَدادٍ ورويٍّ واحِدِ

والأَــمِدّــةُ، والواحدةُ مِدادٌ: المِساكُ في جانبي الثوبِ إِذا

ابْتدِئَ بعَمعلِه. وأَــمَدَّ عُودُ العَرْفَجِ والصِّلِّيانِ والطَّرِيفَةِ:

مُطِرَ فَلانَ.

والــمُدَّــةُ: الغاية من الزمان والمكان. ويقال: لهذه الأُمّةُ مُدَّــة أَي

غاية في بقائها. ويقال: مَدَّ الله في عُمُرك أَي جعل لعُمُرك مُدة

طويلة. ومُدَّ في عمره: نُسِئَ. ومَدُّ النهارِ: ارتفاعُه. يقال: جئتك مَدَّ

النهار وفي مَدِّ النهار، وكذلك مَدَّ الضحى، يضعون المصدر في كل ذلك

موضع الظرف.

وامتدَّ النهارُ: تَنَفَّس. وامتدَّ بهم السير: طال. ومَدَّ في السير:

مَضَى.

والــمَدِــيدُ: ما يُخْلَطُ به سَوِيقٌ أَو سِمْسمٌ أَو دقيق أَو شعير

جَشٌّ؛ قال ابن الأَعرابي: هو الذي ليس بحارٍّ ثم يُسقاه البعير والدابة أَو

يُضْفَرُه، وقيل: الــمَدِــيدُ العَلَفُ، وقد مَدَّــه به يَــمُدُّــه مَدًّــا.

أَبو زيد: مَدَــدْتُ الإِبلَ أَــمُدُّــها مَدًّــا، وهو أَن تسقيها الماء بالبزر

أَو الدقيق أَو السمسم. وقال في موضع آخر: الــمِدِــيدُ شعير يُجَشُّ ثم

يُبَلُّ فَيُضْفَرُ البَعِيرَ. ويقال: هناك قطعة من الأَرض قَدْرُ مَدِّ

البصر أَي مَدَــى البصر. ومَدَــدْتُ الإِبِلَ وأَــمْدَــدْتُها بمعنى، وهو أَن

تَنْثَِرَ لها على الماءَ شيئاً من الدقيق ونحوه فَتَسْقِيَها، والاسم

الــمَدِــيدُ.

والــمِدّــانُ والإِــمِدّــانُ: الماء المِلْح، وقيل: الماء الملح الشديدُ

المُلُوحة؛ وقيل: مِياهُ السِّباخِ؛ قال: وهو إِفْعِلانٌ. بكسر الهمزة؛ قال

زيد الخيل، وقيل هو لأَبي الطَّمَحان:

فأَصْبَحْنَ قد أَقهْيَنَ عَنِّي كما أَبَتْ،

حِياضَ الإِــمِدَّــانِ، الظِّباءُ القوامِحُ

والإِــمِدّــانُ أَيضاً: النَّزُّ. وقيل: هو الإِــمِّدانُ؛ بتشديد الميم

وتخفيف الدال.

والــمُدُّ: ضَرْبٌ من المكايِيل وهو رُبُع صاع، وهو قَدْرُ مُدِّ النبي،

صلى الله عليه وسلم، والصاعُ: خمسة أَرطال؛ قال:

لم يَغْدُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ،

ولا تُمَيْراتٌ ولا تَعْجِيفُ

والجمع أَــمدادٌ ومِدَــدٌ ومِدادٌ كثيرة ومَدَــدةٌ؛ قال:

كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ

كَيْلَ مِدادٍ، من فَحاً مَدْــقوقِ

الجوهري: الــمُدُّ، بالضم، مكيال وهو رطل وثلث عند أَهل الحجاز والشافعي،

ورطلان عند أَهل العراق وأَبي حنيفة، والصاع أَربعة أَــمداد. وفي حديث

فضل الصحابة: ما أَدْرَك مُدَّ أَحدِهم ولا نَصِيفَه؛ والــمد، في الأَصل:

ربع صاع وإِنما قَدَّره به لأَنه أَقلُّ ما كانوا يتصدقون به في العادة.

قال ابن الأَثير: ويروى بفتح الميم، وهو الغاية؛ وقيل: إن أَصل الــمد مقدَّر

بأَن يَــمُدَّ الرجل يديه فيملأَ كفيه طعاماً.

ومُدَّــةٌ من الزمان: برهة منه. وفي الحديث: الــمُدَّــة التي مادَّ فيها

أَبا سفيان؛ الــمُدَّــةُ: طائفة من الزمان تقع على القليل والكثير، ومادَّ

فيها أَي أَطالَها، وهي فاعَلَ من الــمدّ؛ وفي الحديث: إِن شاؤُوا

مادَدْناهم. ولُعْبة للصبيان تسمى: مِدادَ قَيْس؛ التهذيب: ومِدادُ قَيْس لُعْبة

لهم. التهذيب في ترجمة دمم: دَــمدَــمَ إِذا عَذَّبَ عذاباً شديداً،

ومَدْمَدَ إِذا هَرَبَ.

ومُدٌّ: رجل من دارِم؛ قال خالد بن علقمة الدارمي يهجو خُنْشُوشَ بن

مُدّ:

جَزَى اللهُ خُنْشُوشَ بنَ مُدٍّ مَلامةً،

إِذا زَيَّنَ الفَحْشاءَ للناسِ مُوقُها

مدد
: ( {الــمَدّ شُ: السَّيْلُ) ، يُقَال} مَدّ النَّهْرُ {ومَدَّــه نَهْرٌ آخَرُ، قَالَ العجّاج:
سَيْلٌ أَتِيٌّ} مَدَّــهُ أَتِيُّ
غِبَّ سَماءٍ فَهْوَ رَقْرَاقِيُّ
(و) من المَجاز: {الــمَدُّ (: ارْتفَاعُ النَّهارِ) والظِّلّ، وَقد} مَدَّ {وامتَدَّ، وَيُقَال: جِئْتُك مَدَّ النَّهَاره وَفِي} مَدِّ النهارِ، وكذالك مَدَّ الضُّحى، يَضعون المَصْدَر فِي كُلِّ ذالك موضعَ الظَّرْف.

تَابع كتاب (و) {الــمَدُّ (} الاسْتِــمْدَــادُ مِن الدَّوَاةِ) ، وَمعنى {الاستــمدادِ مِنْهَا أَن} يَسْتَــمِدَّ مِنْهَا {مَدَّــةً واحِدةً.
(و) } الــمَدُّ (: كَثْرَةُ الماءِ) أَيّامَ {الــمُدُــودِ، وَجمعه} مُدُــودٌ، وَقد {مَدَّ الماءُ يَــمُدُّ مَدًّــا وامْتَدَّ.
(و) } الــمَدُّ (: البَسْطُ) . قَالَ اللِّحيانيُّ: {مَدَّ الله الأَرْضَ} مَدًّــا: بَسطَها وسَوَّاها. وَقَوله تَعَالَى: {وَإِذَا الاْرْضُ {مُدَّــتْ} (سُورَة الانشقاق، الْآيَة: 3) أَي بُسِطَتْ وسُوِّيت.
(و) } الــمَدُّ (: طُموحُ البَصَرِ إِلى الشيءِ) ، يُقَال: مَدَّ بصرَه إِلى الشيءِ إِذا طَمَح بِهِ إِلَيْهِ. وَفِي البصائر والأَفعا: {مَدَــدْت عَيني إِلى كَذَا: نَظرْتُه رَاغِباً فِيهِ، وَمِنْه قولُه تعالَى: {وَلاَ} تَــمُدَّــنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ} (سُورَة طه، الْآيَة: 131) (و) {الــمَدُّ (: الإِمْهَالُ،} كالإِــمْدَــادِ) يُقَال: {مَدَّــه فِي الغَيِّ والضَّلالِ} يَــمُدُّــه {مَدًّــا،} ومَدَّ لَهُ: أَمْلَي لَهُ وتَرَكه، وَقَوله تَعَالَى: { {وَيَــمُدُّــهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 15) أَي يُمْلِي لَهُم ويُلِجُّهم ويُطِيل لَهُم المُهْلَة، وكذالك، مَدَّ الله لَهُ فِي العَذَابِ مَدًّــا، وَهُوَ مَجاز.} وأَــمَدَّــه فِي الغَيِّ، لغةٌ قليلةٌ، وَقَوله تَعَالَى: {وَإِخْوانُهُمْ {يَــمُدُّــونَهُمْ فِى الْغَىِّ} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 102) قراءَة أَهل الْكُوفَة والبَصْرة يَــمُدُّــونَهم، وقرأَ أَهلُ الــمَدينة} يُــمِدُّــونَهم.
(و) {الــمَدُّ (: الجَذْبُ) ،} ومَدَــدْت الشيءَ! مَدًّــا: جَذَبْتُه، قَالَه ابنُ القَطَّاع. (و) {الــمَدُّ (: المَطْلُ) وَقَالَ المُصنّف فِي البصائر: أَصْلُ} الــمَدّ جَرُّ شيءٍ فِي طُولِ، واتِّصالُ شيءٍ بشيءٍ فِي استطالَة، ( {مَدَّــهُ) } يَــمُدُّــه {مَدًّــا، (و) } مَدَّ (بِهِ، {فامْتَدَّ،} ومَدَّــدَه) {فتَــمَدَّــد (} وتَــمَدَّــدَه) {كتَــمَدُّــدِ السِّقَاءِ، وكذالك كلُّ شيءٍ يَبْقَى فِيهِ سَعَةُ الــمَدِّ.
} وتَــمَدَّــدْنَاه بَيْننَا: {مَدَــدْنَاهُ.
(} ومادَدَه) وَفِي بعض النّسخ مَادَّة ( {مُمَادَّةً} ومِدَــاداً {فَتَــمَدَّــدَ) ، وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ:} مَدَــدْتُه {ومَدَّــني، وفلانٌ} يُمَادُّ فُلاناً، أَي يُمَاطِلُه ويُجَاذِبُه.
{وتَــمَدَّــد الرجُلُ، أَي تَمَطَّى.
(} ومَدَّ النَّهَارُ) ، إِذا (ارْتَفَعَ) ، وَهُوَ مَجاز، وَقَالَ شَمِرٌ: كلُّ شيْءٍ امتلأَ وارْتَفعَ فقد {مَدَّ، وَقد} أَــمْدَــدْته أَنا.
(و) عَن أَبي زيدٍ: {مَدَّ (زَيْدٌ القَوْمَ) أَي (صارَ لَهُمْ} مَدَــداً) ، {وأَــمَدَّــه بِغَيْرِهِ.
(و) يُقَال: هُنَاكَ قطعةٌ من الأَرض (قَدْرُ} مَدِّ البَصَرِ، أَي مَدَــاهُ) وَقد يأْتي لَهُ فِي المعتلّ أَنه لَا يُقَال مَدُّ البَصَرِ، مُضَعَّفاً وإِنما يُقَال مَدَــاه، معتلاًّ، وأَصله للحريريِّ فِي دُرَّة الغواصِ وانتقدوه بأَنه وَرد فِي الحديثِ مَدُّ صَوْتِ المُؤَذِّن، كَــمَدَــاه، كَمَا حَقَّقه شيخُنَا، قلت: والْحَدِيث المُشَار إِليه (أَنَّ المُؤَذِّن يُغْفَر لَهُ {مَدَّ صَوْتِه) ، يُرِيد بِهِ قَدْرَ الذُّنُوبِ، أَي يُغْفَر لَهُ ذالك إِلى مُنْتَهَى} مَدِّ صَوْته، وَهُوَ تَمثيلٌ لِسَعَةِ المَغْفِرَة، ويُروَى (مَدَــى صَوْتِهِ) .
( {والــمَدِــيدُ:} المَــمْدُــودُ، و) الــمَدِــيد (: الطَّوِيلُ) ، ورجُلُ مَدِــيدُ الجِسْمِ: طَوِيل، وأَصلِ فِي القِيَامِ. وَقَدّ {مَدِــيدٌ، وَهُوَ من أَجْمَلِ الناسِ} وأَــمَدِّــهِم قَامَةً، وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي الأَساس، (ج مُدُــدٌ) . قَالَ سيبويهِ: جاءَ على الأَصْل، لأَنه لم يُشْبِه الفِعْلَ. والأُنثى {مَديدَةٌ. وَفِي حَدِيث عُثْمَانَ قَالَ لبَعض عُمَّاله: (بَلَغَنِي أَنك تَزَوَّجْتَ امرأَةً} مَدِــيدةً) . أَي طَوِيلة. ورَجُلٌ {مَدِــيدُ القامةِ: طَوِيلُهَا.
(و) } الــمَديد: البَحْرُ الثَّانِي من (العَرُوض) ، والأَوَّلُ الطويلُ، سُمِّيَ بذالك لامتداد أَسْبَابِهه وأَوْتَاده وَقَالَ أَبو إِسحاق: سُمِّيَ {مَدِــيداً لأَنه} امْتَدَّ سَبَباهُ فصارَ سَبَبٌ فِي أَوَّله وسَبَبٌ بعد الوَتِد، ووزنه فاعلاَتُنْ فاعلُنْ.
وَقَوله تَعَالَى: {فِى عَــمَدٍ {مُّــمَدَّــدَةِ} (سُورَة الْهمزَة، الْآيَة: 9) فسّره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ فِي عَــمَدٍ طِوَالٍ.
(و) } الــمَدِــيد (: مَا ذُرَّ عَلَيْهِ دَقِيقٌ أَو سِمْسِمٌ) أَو سَوِيقٌ (أَو شَعِيرٌ) جُشَّ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِحَارَ، أَو خَبَطٌ كَمَا قَالَه ابْن القطاع. (لِيُسْقَى الإِبِلَ، و) قد ( {مَدَّــهَا) } يَــمُدُّــهَا {مَدًّــا، إِذا (سَقَاهَا إِيَّاه) ، وَقَالَ أَبو زيد: مَدَــدْتُ الإِبِلَ} أَــمُدُّــهَا {مَدًّــا، وَهُوَ أَن تَسْقِيَهَا المَاءَ بالبِزْرِ أَو الدَّقِيقِ أَو السِّمْسِم. وَقَالَ فِي مَوضِع آخَرَ: الــمَدِــيدُ: شَعِيرٌ يُجَشُّ ثُمَّ يُبَلّ فَيُضْفَزُ البَعِيرَ: ومَدَــدْتُ الإِبل} وأَــمْدَــدْتُهَا بِمَعْنًى، وَهُوَ أَن يَنْثُر لَهَا على الماءِ شَيْئا من الدَّقيقِ ونحوِه فَيَسْقِيَهَا، وَالِاسْم الــمَدِــيدُ.
(و) الــمَديد (: ع قُرْبَ مَكَّةَ) شَرّفها الله تَعَالَى، عَن الصاغانيّ.
(و) قيل: الــمَدِــيد (: العَلَفُ) ، وَقد {مَدَّــهُ بِهِ} يَــمُدُّــه {مَدًّــا.
(} والــمَدِــيدَانِ: جَبَلاَنِ) فِي ظَهْرِ الخَالِ وَهُوَ (ظَهْر عَارِضِ اليَمَامَةِ) ، عَن الصاغانيّ.
( {والــمِدَــادُ) ، بِالْكَسْرِ: (النِّقْسُ) ، بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْقَاف وسين مُهْملَة، هاكذا عَبَّروا بِهِ فِي كُتب اللُّغَة، وَهُوَ مِن شَرْحِ المَعْلُومِ المَشْهُور بالغَرِيب الَّذِي فِيهِ خَفَاءٌ، وَهُوَ الَّذِي يُكْتَب بِهِ. قَالَ ابنُ الأَنبارِيّ: سُمِّيَ} الــمِدَــادُ {مِدَــاداً} لإِــمْدَــادِه الكاتِبَ، من قولِهِم {أَــمْدَــدْتُ الجَيْشَ} بِــمَدَــد.
(و) ! الــمِدَــادُ (: السِّرْقِينُ) الَّذِي يُصْلَح بِهِ الزَّرْعُ، (وَقد {مَدَّ الأَرْضَ) } مَدًّــا، إِذَا زَاد فِيهَا تُرَاباً أَو سَمَاداً من غيرِهَا ليَكُون أَعْمَرَ لَهَا وأَكْثَرَ رَيْعاً لِزرَعِهَا، وكذالك الرِّمَال، والسَّمَاءُ مِدَــادٌ لَهَا.
(و) {الــمِدَــادُ (: مَا} مَدَــدْتَ بِهِ السِّرَاجَ مِنَ زَيْتٍ ونَحْوِه) ، كالسَّلِيطِ، قَالَ الأَخطل:
رَأَوْا بَارِقَاتٍ بِالأَكُفِّ كَأَنَّهَا
مَصَابِيحُ سُرْجٌ أَوقِدَتْ {بِــمِدَــادِ
أَي بِزَيْتٍ} يُــمِدُّــهَا. وَنقل شيخُنَا عَن قُدَمَاءِ أَئمَّةِ اللغةِ أَنَّ {الــمِدَــادَ، بِالْكَسْرِ: هُوَ كلُّ مَا} يُــمَدُّ بِهِ الشيءُ أَي يُزَادُ فِيهِ لِــمَدِّــه والانتفاعِ بهِ كحِبْرِ الدَّواةِ وسَلِيطِ السِّراجِ وَمَا يُوقَد بِهِ من دُهْنٍ ونَحْوِه، لأَن وضْعَ فِعَالٍ، بِالْكَسْرِ، لما يُفْعَل بِهِ كالآلةِ، ثمَّ خُصَّ الــمِدَــادُ فِي عُرْفِ اللغةِ بالحِبْرِ.
(و) الــمِداد (: المِثَالُ) ، يُقَال: جاءَ هاذا على {مِدَــادٍ واحدٍ، أَي على مِثَالٍ واحدٍ، وَقَالَ جَنْدَلٌ:
لَمْ أُقْوِ فِيهِنَّ وَلَمْ أُسَانِدِ
ولَمْ أَرِشْهُنَّ بِرِمَ هَامِدِ
عَلَى} مِدَــادٍ وَرَوِيَ وَاحِدِ
(و) {الــمِدَــاد (: الطَّرِيقَةُ) ، يُقَال: بَنَوْا بُيُوتَهم على} مِدَــادٍ واحدٍ، أَي على طَرِيقَةٍ واحِدَة.
(و) فِي التَّهْذِيب. ( {مِدَــادُ قَيْسٍ: لُعْبَةٌ لَهُم) أَي لِصبيانِ العَرب.
وَيُقَال: وادِي كَذَا يَــمُدُّ فِي نهر كَذَا، أَي يَزِيد فِيهِ. وَيُقَال مِنْهُ: قَلَّ ماءُ ركِيَّتِنا} فَــمَدَّــتْها رَكِيَّةٌ أُخْرَى فَهِيَ {تَــمُدُّــهَا مَدًّــا.
} ومَدَّ النَّهْرُ النَّهْرَ إِذا جَرَى فِيهِ. وَقَالَ اللِّحيانيّ: يُقَال لكلّ شيْءٍ دَخَل فِيهِ مِثْلُه فَكثَّرَهُ {مَدَّــه} يَــمُدُّــه! مَدًّــا. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {9. 016 والحبر يــمده من بعده سَبْعَة اءَبحر} (سُورَة لُقْمَان، الْآيَة: 27) أَي يَزِيد فِيهِ مَاء مِن خَلْفِه تَجُرُّه إِليه وَتُكَثِّرهُ. (وَفِي) حَدِيث (الحَوْض) يَنْبَعِث فِيهِ (مِيزَابَانِ مِدَــادُهُما) أَنهارُ (الجَنَّة، أَي تَــمُدُّــهما أَنْهَارُها) . وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالْبَحْرُ {يَــمُدُّــهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} قَالَ: يكون} مِدَــاداً {كالــمِدَــادِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ، والشيءُ إِذَا مَدَّ الشيءَ فَكَانَ زِيَادَةً فِيهِ فَهُوَ} يَــمُدُّــه. تَقول: دَجْلَة تَــمُدُّ (تَيَّارَنَا و) أَنْهَارَنَا، وَالله يَــمُدُّــنَا بهَا.
( {والــمَدْمَدُ) كجَعْفَر (: النَّهْرُ، و) الــمَدْمَدُ: (الحَبْلُ) ، قَالَه الأَصمعيّ، وَفِي بعض النُّسخ الجَبَلُ، والأَوَّل الصوابُ. ونَصُّ عِبَارَة الأَصمعيّ:} والــمَدُّ: {مَدُّ النَّهْرِ،} والــمَدُّ: {مَدُّ الحَبْلِ} والــمَدّ أَن {يَــمُدَّ الرَّجُلُ (الرَّجُلَ) فِي غَيِّه. قلت: فَهِيَ تَدُلُّ صَرِيحاً أَنّ الــمَدَّ هُهنا ثُلاثيٌّ لَا رُبَاعيٌّ مُضَاعَفٌ كَمَا توَهَّمَه المصنِّف.
(} والــمُدُّ، بالضمّ: مِكْيَالٌ، وَهُوَ رِطْلانِ) عِنْد أَهل العِرَاق وأَبي حَنيفةَ (أَو رِطْلٌ وثُلُثٌ) عِنْد أَهلِ الحِجَازِ والشافعيِّ، وَقيل: هُوَ رُبْعُ صَاعٍ، وَهُوَ قَدْرُ {مُدِّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والصَّاعُ خَمْسَةُ أَرطَالٍ وأَرْبَعَةُ} أَــمْدَــادٍ قَالَ:
لَمْ يَغْدُهَا مُدُّ وَلاَ نَصِيفُ وَلاَ تُمَيْرَاتٌ وَلاَ تَعْجِيفُ
وَفِي حَدِيث فَضْلِ الصَّحَابَةِ: (مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدهِم ولاَ نَصِيفَهُ) وإِنّمَا قَدَّرَهُ بِهِ لأَنّه أَقَلُّ مَا كانُوا يَتَصَدَّقُون بِهِ فِي العَادَة. (أَو مِلْءُ كَفَّيِ الإِنسانِ المُعْتَدِلِ إِذا مَلأَهُمَا ومَدَّ يَدَه بهما، وَبِه سُمِّيَ {مُدًّــا) ، هاكذا قَدَّرُوه، وأَشار لَهُ فِي اللّسَان. (وَقد جَرَّبْتُ ذالِك فَوَجَدْتُه صَحِيحاً، ج} أَــمْدَــادٌ) ، كَقُفْلٍ وأَقْفَالٍ، ( {ومِدَــدةٌ) } ومِدَــدٌ، (كعِنَبةٍ) وعِنَبٍ، فِي الْقَلِيل، ( {ومِدَــادٌ) ، بِالْكَسْرِ فِي الْكثير، قَالَ:
كَأَنَّمَا يَبْرُدْنَ بِالغَبُوقِ
كَيْلَ} مِدَــادٍ مِنْ فَحاً مَدْــقُوقِ
(قِيل: وَمِنْه: سُبْحَانَ الله مدَــادَ كَلِمَاتِه) ، ومِدَــادَ السَّماواتِ ومَدَــدَها، أَي قَدْرَ مَا يُوازِيها فِي الكَثْرَة عِيَارَ كَيْلٍ أَو وَزْنٍ أَو عَدَدٍ أَو مَا أَشْبَهه مِن وُجُوه الحَصْرِ والتقديرِ، قَالَ ابنُ الأَثير: وَهَذَا تَمْثِيلٌ يُرَادُ بِهِ التقديرُ، لأَن الْكَلَام لَا يَدْخل فِي الكَيْلِ والوَزْنِ، وإِنما يَدْخُل فِي العَددِ، {والــمِدَــاد مَصْدَرٌ} كالــمَدَــدِ، يُقَال: {مَددْت الشيءَ} مَدًّــا {ومِدَــاداً، وَهُوَ مَا يُكْثَّر بِهِ ويُزَاد.
(} والــمُدَّــةُ، بالضَّم: الغايَةُ من الزَّمانِ والمَكَانِ) ، وَيُقَال: لهاذه الأُمَّةِ {مُدَّــةٌ أَي غايَةٌ فِي بَقَائِها، (و) } الــمُدَّــة (: البُرْهَةُ من الدَّهْرِ) . وَفِي الحديثِ (المخدَّة الَّتِي {مَادَّ فِيهَا أَبا سُفْيَان) قَالَ ابْن الأَثير: الــمُدَّــة: طائفةٌ مِن الزَّمانِ تَقَعُ على القَليله والكَثيرِ. ومَادَّ فِيهَا أَي أَطَالَها.
(و) الــمُدَّــة (: اسْمُ مَا ستَــمْدَــدْتَ بِه مِن الــمِدَــاد عَلَى القَلَمِ) ، والعَامَّة تَقول بِالْفَتْح وَالْكَسْر، وَيُقَال} - مُدَّــني يَا غلامُ {مُدَّــةً منِ الدَّوَاة. وإِن قلتَ:} - أَــمْدِــدْني {مُدَّــةً، كَانَ جَائِزا، وخُرِّج على مَجْرَى الــمَدَــد بهَا والزِّيادة.
(و) } الــمِدَّــةُ (بِالْكَسْرِ: القَيْحُ) المُجْتَمِع فِي الجُرْح.
( {والأُــمْدُــودُ، بالضمّ: العَادَة) .
(} والأَــمِدَّــةُ، كالأَسِنَّةِ) جَمْعِ {مِدَــاد، كسِنَانٍ، وَضَبطه الصاغانيُّ بِكَسْر الْهمزَة بِخَطِّ، هـ، فَلَيْسَ تَنظيرُه بالأَسِنَّة بصحيحٍ (: سدَى الغَزْلِ، و) هِيَ أَيضاً (المِسَاكُ فِي جَانِبَيِ الثَّوحبِ إِذا ابتُدِىءَ بِعَمَلِه) ، كَذَا فِي اللِّسَان.
(والإِــمِدَّــانُ بِكسرتينِ) . وَفِي بعض النّسخ: كعِفِتَّانٍ (الماءُ المِلْحُ، كالــمِدَّــانِ، بِالْكَسْرِ) ، هَذِه عَن الصاغانيّ، وَقيل: هُوَ الشديدُ المُلُوحَةِ، وَقيل: مِيَاهُ السِّيَاخِ، قَالَ: وَهُوَ أَفْعِلاَنٌ، بِكَسْر الْهمزَة، وَقَالَ زيدُ الخَيْلِ، وَقيل: هُوَ لأَبي الطَّمَحَانِ:
فَأَصْبَحْنَ قَدْ أَقْهَيْنَ عَنِّي كَمَا أَبَتْ
حِيَاضَ} الإِــمْدَّــانِ الظِّباءُ القَوامِحُ
(و) ! الإِــمِدَّــانُ (: النَّزُّ، وَقد تُشَدَّد المِيمُ وتُخفَّف الدالُ) ، وَهُوَ قولٌ آخرُ أَوردَه صاحبُ اللِّسَان، وموضعه أَم د. (و) من المَجاز قَوْلهم: (سُبحانَ الله مِدَــادَ السَّماوَاتِ) ومِدَــادَ كلماتِه ومَدَــدَهَا (أَي عَدَدَهَا وكَثْرَتَها) ذكره ابنُ الأَثير فِي النّهايَة.
( {والإِــمْدادُ: تأْخِير الأَجَلِ) والإِمهالُ، وَقد أَــمَدَّ لَهُ فِيهِ: أَنْسَأَه.
(و) الإِــمداد: (أَن تَنْصُرَ الأَجْنَادَ بِجَمَاعةٍ غَيْرَكَ) ، والــمَدَــدُ: أَن تصير لَهُم ناصراً بنفْسِك.
(و) } الإِــمدادُ (: الإِعطاءُ والإِغاثَةُ) ، يُقَال: مَدَّــه {مِدَــاداً وأَــمَدَّــه: أَعطاه، وَحكى اللِّحْيَانيّ: أَــمَدَّ الأَميرُ جُنْدَه بالخيلِ والرِّجالِ وأَعانهم وأَــمَدَّــهم بمالٍ كثيرٍ وأَغَاثَهُم، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: أَعْطَاهم، والأَوّل أَكْثَرُ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {} وَأَــمْدَــدْنَاكُم بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ} (سُورَة الْإِسْرَاء، الْآيَة: 6) (أَو) مَا كَانَ (فِي الشَّرِّ) فإِنك تَقول ( {مَدَــدْتُه، و) مَا كَانَ (فِي الخَيْرِ) تَقول (} أَــمْدَــدْتُه) بالأَلف، قَالَه يُونُس، قَالَ شيخُنا: هُوَ على العَكْس فِي وَعَدَ وأَوْعَدَ، ونقَلَ الزمخشريُّ عَن الأَخفش: كُلُّ مَا كَانَ من خَيْرٍ يُقَال فِيهِ: {مَدَــدْتُ، وَمَا كَانَ مِن شَرَ يُقَال فِيهِ:} أَــمْدَــدْت، بالأَلف. قلت: فَهُوَ عكس مَا قَالَه يُونُس. وَقَالَ المُصنّف فِي البصائر: وأَكثَرُ مَا جاءَ {الإِــمداد فِي المَحْبُوب، والــمَدَــد فِي المَكْرُوه، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {} وَأَــمْدَــدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ} (سُورَة الطّور، الْآيَة: 22) .
{ {وَنَــمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ} مَدّــاً} (سُورَة مَرْيَم، الْآيَة: 79) .
(و) {الإِــمداد: (أَن تُعْطِيَ الكاتِبَ} مُدَّــةَ قَلَمٍ) أَو {مُدَّــةً بقلم، كَمَا فِي بعض الأُمَّهاتِ، يُقَال:} - مُدَّــني يَا غلامُ {- وأَــمْدِــدْنِي، كَمَا تقدّم.
(و) } الإِــمداد (فِي الجُرْحِ: أَن تَحْصُلَ فِيهِ {مِدَّــةٌ) ، وَهِي غَثِيثَتُه الغَلِيظَة، والرَّقيقةُ: صَدِيدٌ، كَمَا فِي الأَساس، قَالَ الزمخشريّ:} أَــمَدَّ الجُرْحُ، رُبَاعِيًّا لَا غيرُ، ونقلَه غير واحدٍ.
(و) الإِــمدادُ (فِي العَرْفَجِ: أَن يَجْرِيَ الماءُ فِي عُودِهِ) ، وَكَذَا الصِّلِّيَان والطَّرِيفة.
( {والمَادَّةُ: الزِّيادَةُ المُتَّصِلَةُ) .} وَمَادَّةُ الشيْءِ: مَا {يَــمُدُّــه، دَخلتْ فِيهِ الهاءُ للْمُبَالَغَة. والمَادَّةُ: كُلُّ شَيْءٍ يكونُ مَدَــداً لغيرِهِ، وَيُقَال: دَعْ فِي الضَّرْع مَادَّةَ اللَّبنِ. فالمَتْرُوك فِي الضَّرْع هُوَ الدَّاعِيَةُ، وَمَا اجْتمع إِليه فَهُوَ المَادَّة.
(} والمُمَادَّةُ: المُمَاطَلَةُ) وفُلانٌ {يُمَادُّ فُلاناً، أَي يماطِله ويُجَاذِبه. وَفِي الحَدِيث (إِن شَاءُوا} مَادَدْنَاهُم) .
( {والاسْتِــمْدادُ: طَلَبُ} الــمَدَــدِ) {والــمُدَّــةِ.
(و) فِي التَّهْذِيب فِي تَرْجَمَة دمم: دَــمْدَــمَ إِذا عَذَّبَ عَذَاباً شَدِيداً، و (} مَدْمَدَ) إِذا (هَرَبَ) ، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{مَدَّ الحَرْفَ} يَــمُدُّــه {مدًّــا: طَوَّلَه. قَالَ ثَعْلَب: كُلُّ شيْءٍ} مَدَّــه غَيْرُه فَهُوَ بأَلفٍ، يُقَال {مَدَّ البَحْرُ} وامْتَدَّ الحَبْلُ، قَالَ اللَّيْث: هاكذا تَقول الْعَرَب.
وَفِي الحَدِيث ( {فَأَــمَدُّــها خَوَاصِرَ) ايي أَوْسَعُها وأَتَمُّها.
والأَعرابُ أَصْلُ العَربِ} ومَادَّةُ الإِسلامِ، وَهُوَ مَجَازٌ أَي لِكَوْنِهم يُعِينُونَ ويُكَثِّرُونَ الجُيُوشَ ويُتَقَوَّى بِزكاةِ أَمْوَالِهم. وَقد جاءَ ذالك فِي حَدِيث سيّدنا عُمَر رَضِي الله عَنهُ.
{والــمَدَــدُ: العساكر الَّتِي تَلْحَق بالمَغَازهي فِي سَبِيلِ الله، قَالَ سيبويهِ: والجَمْع} أَــمْدَــادٌ، قَالَ: وَلم يُجَاوِزُوا بِهِ هاذا البِنَاءَ، وَمن ذالك الحَديثُ (كَانَ عُمَرُ رَضِي الله عَنهُ إِذا أَتَى {أَــمْدَــادُ أَهْلِ اليَمَنِ سأَلَهم: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ) . وَفِي حَدِيث عَوْف بن مَالك (وَرَافَقَنِي} - مَدَــدِيّ من اليَمَنِ) هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى الــمَدَــدِ.
وكُلُّ مَا أَعَنْتَ بِهِ قَوْماً فِي حَرْبٍ أَو غيرِه فَهُوَ مادَّة لَهم.
وَفِي حَدِيثِ الرَّمْيِ (مُنْبِلُه! والمُــمِدُّ بِهِ) أَي الَّذِي يَقُوم عِنْد الرَّامِي فيُنَاوِلُه سَهْماً بعد سَهْم أَو يَرُدُّ عَلَيْه النَّبْلَ من الهَدَفِ، يُقَال {أَــمَدَّــه} يُــمِدُّــه فَهُوَ {مُــمِدٌّ.
وَفِي حَدِيث عليَ كَرَّمَ الله وَجْهَه: (قائلُ كَلِمَةِ الزُّورِ وَالَّذِي} يَــمُدُّ بِحَبْلِهَا فِي الإِثْمِ سَوَاءٌ) مَثَّلَ قائِلَها بالمَائحِ وحاكِيَهَا بالماتِح الَّذِي يَجْذِب الحَبْلَ على رَأْسِ البِئرِ {ويَــمُدُّــه، وَلِهَذَا يُقَال: الرَّاوِيَةُ أَحَدُ الكَاذِبَيْنِ.
} ومَدَّ الدَّوَاةَ، {وأَــمَدَّــها: زَاد فِي مائِها ونِقْسِهَا،} ومَدَّــهَا {وأَــمَدَّــها: جَعَلَ فِيهَا} مِداَداً، وكذالك {مَدَّ القَلَمَ} وأَــمَدَّــه، {واسْتَــمَدَّ من الدَّواة: أَخَذ مِنْهَا} مِدَــاداً. {والــمَدَّــة، بالفتحِ الوَاحِدَةُ، مِن قَوْلِك} مَدَــدْتُ الشيْءَ.
وَمن المَجاز: {مَدَّ الله فِي عُمرِك، أَي جعَل لِعُمْرِك} مُدَّــةً طَوِيلَةً، {ومَدَّ فِي عُمْرِه بشيْءٍ} وامْتَدَّ عُمرُه، {ومَدَّ الله الظِّلَّ،} وامْتَدَّ الظِّلُّ والنَّهارُ، وظِلٌّ {مَــمْدُــودٌ.} وامْتَدَّتِ العِلَّة. وأَقمْتُ {مُدَّــةً} مَدِــيدَةً. كل ذالك فِي الأَساس.
وَقَالَ ابنُ القطاع فِي الأَفعال: {مَدَّ الله تَعَالَى فِي العُمْرِ: أَطالَه، وَفِي الرِّزْقِ: وَسَّعَه. والبَحْرُ والنَّهْرُ: زَادَ،} ومَدَّــهُمَا غَيْرُهما.
وَفِي اللِّسَان {امْتَدَّ النهارُ: تَنَفَّس، وامْتَدَّ بهم السَّيْرُ: طَالَ، ومَدَّ فِي السَّيْرِ: مَضَى.
وَفِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع:} وأَــمَدَّ الله تَعَالَى فِي الخَيْرِ: أَكْثَرَه.
مَدَّ الرَّجُلُ فِي مِشْيتِه: تَبَخْتَر.
} ومُدَّ الإِنسانُ {مَدًّــا: حَبِنَ بَطْنُه.
وَفِي الأَساس: وهاذا} مَــمَدُّ الحَبْلِ. وطِرَازٌ {مُــمَدَّــد. قلت: أَي} مَــمدود بالأَطْنَاب، شُدِّد للمبالغَة. {ومادَّهُ الثَّوْبَ} وتَمَادَّاهُ، وَمن المَجازِ: مَدَّ فُلانٌ فِي وُجُوهِ المَجْدِ غُرَراً، وَله مالٌ مَــمْدُــودٌ: كثير.
واستدرك شَيخنَا هُنَا نَقْلاً عَن بعض أَربابِ الْحَوَاشِي: تَمَادى بِهِ الأَمْر أَصلُه تَمادَدَ، بدالَيْنه مُضَعَّفاً، ووقَع الإِدال، كتَقَضَّى ونَحْوِه، وَقيل. من الــمَدَــى، وَعَلِيهِ الأَكْثَر، فَلَا إِبدالَ، وموضِعه المعتلُّ. قلت: وَفِي اللِّسَان، قَالَ الفرزدق:
رَأَتْ كَمَراً مِثْلَ الجَلاَمِيدِ فَتَّحَتْ
أَحَالِيلَها لَمَّا اتْمَأَدَّتْ جُذُورُها
قيل فِي تَفْسِيره: اتمأَدَّت، قَالَ ابنُ سهيده: وَلَا أدرِي كَيفَ هاذا اللهُمَّ إِلاّ أَن يُرِيد {تَمَادَّتْ فسَكَّنَ التَّاءَ واجْتَلَب للساكِن أَلِفَ الوَصْلِ كَمَا قَالُوا: {ادكر} و {ادارأتم فِيهَا} وهَمَز الأَلف الزَّائِدَة كَمَا هَمز بعضُهم أَلِف دَابَّة فَقَالَ دَأَبَّة.
} ومُدُّ، بالضمّ، اسْم رجُلٍ من دارِمٍ، قَالَ خالدُ بن عَلْقَمَة الدَّارِمِيّ يَهجو خُنْشُوشَ بن مُدَ:
جَلإَى الله خُنْشُوشَ بنَ مُدَ مَلاَمَةً
إِذَا زَيَّنَ الفَحْشَاءَ للنَّاسِ مُوقُها
وأَرْضٌ {مَــمْدُــودَةٌ: أُصْلِحَتْ بالــمِدَــادِ.} والــمَدَــادِينُ جَمْع {مِدَّــانٍ، للمِيَاه المِلْحَةِ.
} والــمَدَّــادُ، ككَتَّانٍ: الحَبَّارُ، وَهُوَ {الــمَدَّــادِيُّ أَيضاً، والولِيدُ بن مُسْلِم الــمَدَّــادِيّ من شُعَرَاءِ الأَندلس فِي الدَّولَةِ العامِرِيّة.
وَقد سَمَّوْا} مَــمْدُــوداً.

مدد


مَدَّ(n. ac. مَدّ)
a. [acc.
or
Bi], Stretched, extended; pulled; strained; drew (
bow ); lengthened, prolonged; elongated.
b. Rose ( river & c. ); was advanced, high (day).
c. Deferred, postponed; protracted; granted a delay
to.
d. [acc.
or
Bi], Aided; reinforced.
e. Replenished.
f. [Min], Took ink from, dipped into.
g. Increased, made copious.
h. [Ila], Was fixed upon (look).
i. [acc. & Ila], Raised to (look).
j. Was lanky.
k. Manured (land).
l. Gave a barley-mash to (camel).

مَدَّــدَa. see I (a)
مَاْدَدَa. see I (a) (c).
c. Pulled against.
d. [Fī], Prolonged, protracted (time).
e. Put off.
f. [ coll. ], Wrestled with.

أَــمْدَــدَa. see I (c) (d)
e. (l).
e. Gave ink to.
f. [acc. & Bi], Allowed to use; granted to.
g. Suppurated (wound); was sappy (
branch ).
h. [Fī], Was affected in ( his walk ).

تَــمَدَّــدَa. Stretched; stretched himself; was stretched
&c.

تَمَاْدَدَa. Pulled at.
b. [ coll. ], Wrestled.

إِمْتَدَدَa. Pass. of I (a), (b).
c. [Ila], Stretched out towards.
d. Spread (disease).
إِسْتَــمْدَــدَa. Asked help of.
b. Drew (breath).
c. see I (f)
مَدّ
(pl.
مُدُــوْد)
a. Rise, flood, flow, flux.
b. Range, reach, extent; stretch.
c. Prolongation

مَدَّــةa. Maddah ( =).
b. Pull, tug; stretch.
c. see 3t (c)d. [ coll. ]
see 15t
مِدَّــةa. Pus, matter.

مُدّ
(pl.
مِدَــد
مِدَــدَة
مِدَــاْد
أَــمْدَــاْد
38)
a. Mudd ( a dry measure ).
b. [ coll. ], Bushel.
مُدَّــة
(pl.
مُدَــد مِدَــاْد)
a. Term, limit; space; period.
b. Length, extent.
c. Dip of ink.

مَدَــد
(pl.
أَــمْدَــاْد)
a. Help, succour; subsidy; reinforcement.

مَدَــدِيّa. Auxiliary (soldier).
أَــمْدَــدُa. Taller; longer; tallest, longest; highest.

أَــمْدِــدَةa. The threads of a web ( of cloth ).

مَاْدِدَة
( pl.
reg. &
مَوَادّ [] )
a. Increase; growth; accession.
b. Matter; material; substance.
c. Humour ( of the body ).
d. Full, busy (market).
مَاْدِدِيّa. Material.

مَاْدِدِيَّةa. Materiality.

مِدَــاْدa. Ink.
b. Manure.
c. Oil.
d. Mode, manner; model.
e. Thread.

مَدِــيْد
(pl.
مُدُــد)
a. Drawn &c.; long, lengthy; tall.
b. The second metre ( in prosody ).
c. Barleymash ( for camels ).
مَدِــيْدَةa. A long while.

مِدَّــاْنa. see إِــمِدَّــان
N. P.
مَدڤدَa. Stretched, extended.
b. Terminating with ( آء) ( a word ).
c. Much, abundant (wealth).
N. P.
مَدَّــدَa. see N. P.
مَدڤدَ
(a).
N. Ac.
أَــمْدَــدَa. see 4
N. P.
إِمْتَدَدَa. Lengthened; prolonged.
b. A certain metre.

مَادِيَّا
a. Materially.

إِــمِدَّــان
a. Salt, brackish water.

أُــمْدُــوْد
a. Habit, custom.
مُدَــيْدَة
a. Short space of time, brief interval, little
while.

عَلَى مِدَــادٍ وَاحِدٍ
a. On the same model or plan; uniformly.

أَمْرُهُم مَدَــد
a. Their affair is conformable to the just mean.

أَقَمْتُ مُدَّــةً مَدِــيْدَةً
a. I stayed a long time.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.