Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كافأ

كافأه

(كافأه) على الشَّيْء مُــكَافَأَــة وكفاء جازاه يُقَال كافأه بصنعه وَفُلَانًا ماثله وساواه وَيُقَال لنا ظلة نكافئ بهَا عين الشَّمْس نقاومها وَفُلَان بَين فارسين برمحه طعن هَذَا ثمَّ هَذَا من غير تَفْرِيق

كَافَأَهُ

كَافَأَــهُ مُــكافَأَــةً وكِفَاءً: جازَاه،
وـ فلاناً: ماثَلَه، وراقَبَه. والحمدُ لله كِفَاءَ الواجِبِ، أي: ما يكونُ مُكافِئاً له، والاسمُ: الكفَاءَةُ والكَفَاءُ، بفتحهما ومدِّهما.
وهذا كِفاؤُه وكِفْأَتُهُ وكَفِيئُه وكُفْؤُه وكَفْؤُه وكِفْؤُه وكُفوؤُه: مَثْلُه، ج: أكْفاءٌ وكِفَاءٌ.
وكَفَأَه، كمنعه: صَرَفَهُ، وكَبَّهُ، وقَلَبَه،
كأكْفَأَه واكْتَفَأَه، وتَبِعَهُ،
وـ الغَنَمُ في الشِّعْبِ: دَخَلَتْ،
وـ فلاناً: طَرَدَهُ،
وـ القومُ: انْصَرَفُوا وانْهَزَموا،
وـ عنِ القَصْد: جاروا.
وأَكْفَأَ: مالَ وأمالَ، وقَلَبَ، وخالَفَ بَيْنَ إعْرَابِ القَوافي، أَوْ خالَفَ بين هِجائِها، أِوْ أَقْوَى، أَوْ أفْسَدَ في آخِرِ البَيْتِ أيَّ إفْسَادٍ كان،
وـ الإِبِلُ: كَثُرَ نِتاجُها،
وـ إبلَه فلاناً: جَعَلَ له مَنَافعَها.
والكَفْأَةُ، ويُضَمُّ: حَمْلُ النَّخْلِ سَنَتَها،
وـ في الأَرْضِ: زراعةُ سَنَتِها،
وـ الإِبِلِ: نِتَاجُ عامِها، أَوْ نِتَاجُها بعدَ حِيالِ سَنَةٍ أَوْ أكْثَرَ.
ومَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه، ويُضَمُّ: وَهَبَ له أَلْبَانَها وأولادَها وأصْوافَها سَنَةً، ورَدَّ عليه الأُمَّهاتِ.
والكِفاءُ، ككتابٍ: سُتْرَةٌ من أعْلَى البَيْتِ إلى أسفله من مُؤَخَّرِه، أَو الشُّقَّةُ في مؤَخَّرِ الخباءِ، أَوْ كِساءٌ يُلْقَى على الخباءِ حتى يَبْلُغَ الأَرْض، وقد أكْفَأْتُ البَيْتَ.
وكَفيءُ اللَّوْنِ، ومُكْفَؤُه: كاسِفُه مُتَغَيِّرُه.
وكافَأَــهُ: دافَعَه،
وـ بَيْنَ فَارِسَيْنِ بِرُمْحِه: طَعَنَ هذا ثُمَّ هذا.
وشاتانِ مُــكافَأَــتَانِ، وتُكْسَرُ الفاءُ: كُلُّ واحدةٍ منهما مُساوِيةٌ لصاحِبَتها في السِّنِّ.
وانْكَفَأَ: رَجَعَ،
وـ لَوْنُهُ: تَغَيَّرَ.
والكَفِيءُ والكِفْءُ، بالكسر: بَطْنُ الوادي.
والتَّكَافُؤُ: الاستواءُ.

كفأ

(ك ف أ) : (الْكُفُؤُ) النَّظِيرُ (وَمِنْهُ) كَافَأَــهُ وَسَاوَاهُ وَتَكَافَئُوا تَسَاوَوْا (وَفِي الْحَدِيثِ) «الْمُؤْمِنُونَ تَتَــكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ» أَيْ يَتَسَاوَى فِي الْقِصَاصِ وَالدِّيَاتِ لَا فَضْلَ لِشَرِيفٍ عَلَى وَضِيعٍ وَإِذَا أَعْطَى أَدْنَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَمَانًا فَلَيْسَ لِلْبَاقِينَ نَقْضُهُ (وَيَرُدُّ) عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ أَيْ إذَا دَخَلَ الْعَسْكَرُ دَارَ الْحَرْبِ فَوَجَّهَ الْإِمَامُ سَرِيَّةً فَمَا غَنِمَتْ جَعَلَ لَهَا مَا سَمَّى وَرَدَّ الْبَاقِيَ عَلَى الْعَسْكَرِ لِأَنَّهُمْ رِدْءٌ لِلسَّرَايَا (وَهُمْ يَدٌ) أَيْ يَتَنَاصَرُونَ عَلَى الْمِلَلِ الْمُحَارِبَةِ لَهَا (وَالْمُشِدُّ) الَّذِي دَوَابُّهُ شَدِيدَةٌ أَيْ قَوِيَّةٌ (وَالْمُضْعِفُ) بِخِلَافِهِ (وَالْمُتَسَرِّي) الْخَارِجُ فِي السَّرِيَّةِ أَيْ لَا يُفَضَّلُ فِي الْمَغْنَمِ هَذَا عَلَى هَذَا وَإِذَا بَعَثَ الْإِمَامُ سَرِيَّةً وَهُوَ خَارِجٌ إلَى بِلَادِ الْعَدُوِّ فَغَنِمُوا أَشْيَاءَ كَانَ ذَلِكَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَسْكَرِ «وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ» أَيْ بِكَافِرٍ مُحَارِبٍ وَقِيلَ بِذِمِّيٍّ وَإِنْ قَتَلَهُ عَمْدًا وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ الْحِجَازِ (وَذَا الْعَهْدِ) الْحَرْبِيُّ يَدْخُلُ بِأَمَانٍ لَا يُقْتَلُ حَتَّى يَرْجِعَ إلَى مَأْمَنِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] وَقِيلَ «وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ بِكَافِرٍ» (وَفِي الْحَدِيثِ) «فِي الْعَقِيقَةِ شَاتَانِ مُتَكَافِئَتَانِ» وَيُرْوَى مُكَافِئَتَانِ وَمُــكَافَأَــتَانِ أَيْ مُتَسَاوِيَتَانِ فِي السِّنِّ وَالْقَدْرِ وَفِي حَدِيثِ) الْأَزْدِيُّ أَنَّهُ اشْتَرَى رِكَازًا بِمِائَةِ شَاةٍ مُتْبَعٍ فَقَالَتْ أُمُّهُ إنَّ الْمِائَةَ ثَلَاثُمِائَةٍ أُمَّهَاتُهَا مِائَةٌ وَأَوْلَادُهَا مِائَةٌ (وَكَفْأَتُهَا) مِائَةٌ أَيْ أَوْلَادُهَا الَّتِي فِي بُطُونِهَا قَالَ الْخَارْزَنْجِيُّ الْكَفْأَةُ الْوَلَدُ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ وَأَكْفَأْتُهُ نَاقَةً أَعْطَيْتُهُ إيَّاهَا يَشْرَبُ لَبَنَهَا وَيَنْتَفِعُ بِوَبَرِهَا وَنِتَاجِهَا وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ تَأْوِيلٌ آخَرُ ذَكَرْتُهُ فِي الْمُعْرِبِ إلَّا أَنَّ هَذَا أَظْهَرُ (وَكَفَأَ) الْإِنَاءَ قَلَبَهُ لِيُفْرِغَ مَا فِيهِ وَأَكْفَأَ لُغَةً (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ فِي لُحُومِ الْحُمُرِ وَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَغْلِي بِهَا فَقَالَ أَكْفِئُوهَا وَرُوِيَ فَأُكْفِئَتْ وَرُوِيَ فَكَفَأْنَاهَا (وَعَنْ) الْكِسَائِيّ كَفَأْتُهُ كَبَبْتُهُ وَأَكْفَأْتُهُ أَمَلْتُهُ (وَمِنْهُ) كَانَ يُكْفِئُ لَهَا الْإِنَاءَ أَيْ يُمِيلُهُ (وَأَمَّا حَدِيثُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَكْفَأَهُ عَلَى يَدَيْهِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ صَبَّهُ بِأَنْ أَمَالَ إنَاءَهُ وَهَذَا تَوَسُّعٌ وَاكْتَفَأَ الْإِنَاءَ كَفَأَهُ لِنَفْسِهِ (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي صَحْفَتِهَا» وَيُرْوَى لِتَكْتَفِيَ إنَاءَهَا وَيُرْوَى لِتَكْفَأَ مَا فِي إنَائِهَا وَالْمَعْنَى لِتَخْتَارَ نَصِيبَ أُخْتِهَا وَتَجْتَرَّهُ إلَى نَفْسِهَا.
(كفأ) الْإِنَاء كفأه
(كفأ)
الْإِنَاء كفئا كَبه وَقَلبه وَالْقَوْم عَن الشَّيْء انصرفوا عَنهُ وَيُقَال كفأ فلَانا صرفه
كفأ وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْمُسلمُونَ تَتَــكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم ويُرد عَلَيْهِم أَقْصَاهُم وهم يَد على من سواهُم لَا يقتل مُسلم بِكَافِر وَلَا ذُو عهد فِي عَهده. 5
كفأ: اكفأ لونَه: أتلف، بدّل، أفسد اللون (معجم مسلم).
تكفأ: عاد، رجع، آب، انقلب رأساً على عقب؛ تكفأ ب: أطاح ب، قلب، نكس (معجم مسلم).
تــكافأ الفريقان= بقي النصر ملتبساً (معجم أبي الفداء).
تــكافأ: أورد ج. ج. شولتنز الجملة الآتية: الشجر تتــكافأ من غير ريح (تاريخ جوك 170، بدرون 99، 5).
تــكافأ: حول معنى هرب، تسرب، انقضى (انظر معجم البلاذري).
انكفأ: عاد، آب، انقلب رأساً على عقب (معجم مسلم).
استكفأ: طلب من أحدهم ان يقلب الوعاء (معجم مسلم).
كفو: قدير، ذكي، ماهر، كفؤل؛ خبير، جدير. (بوشر) وجمعها أكفاء (معجم الجغرافيا).
تكافؤ: من مصطلحات علم البيان، تناقض، طباق، فكرنا متعارضتان في جملة واحدة ومثالها الآتية: نحيا ونموت (معجم بدرون ومهرون بلاغة 97).
ك ف أ: (الْكَفِيءُ) بِالْمَدِّ النَّظِيرُ وَكَذَا (الْكُفْءُ) وَ (الْكُفُؤُ) بِسُكُونِ الْفَاءِ وَضَمِّهَا بِوَزْنِ فُعْلٍ وَفُعُلٍ. قُلْتُ: وَفِي أَكْثَرِ نُسَخِ الصِّحَاحِ وَفُعُولٍ وَهُوَ مِنْ تَحْرِيفِ النَّاسِخِ وَالْمَصْدَرُ (الْكَفَاءَةُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وَفِي حَدِيثِ الْعَقِيقَةِ: «شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ» بِكَسْرِ الْفَاءِ أَيْ مُتَسَاوِيَتَانِ. وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: (مُــكَافَأَــتَانِ) بِفَتْحِ الْفَاءِ. وَكُلُّ شَيْءٍ سَاوَى شَيْئًا فَهُوَ مُكَافِئٌ لَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: تُذْبَحُ إِحْدَاهُمَا مُقَابِلَةَ الْأُخْرَى. وَ (مُكْفِئُ) الظَّعْنِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَجُوزِ.
قُلْتُ: ذَكَرَهُ فِي [ع ج ز] وَ (كَافَأُــهُ مُــكَافَأَــةً) وَ (كِفَاءً) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ جَازَاهُ. وَ (التَّكَافُؤُ) الِاسْتِوَاءُ. 
ك ف أ

هو كفؤه وكفيئه ومكافئه وكفاؤه، ولا كفاء له وهو مصدر بمعنى المــكافأة وضع موضع المكافيء. قال حسّان:

وروح القدس ليس له كفاء

أي مكافيء مقاوم، وهو كفؤ بيّن الكفاءة والكفاء. قال:

وأنكحها لا في كفاءٍ ولا غنى ... زياد أضلّ الله سعى زياد

وهم أكفاءٌ كرام. وأكفأت لك: جعلت لك كفؤاً. وتكافؤا: تساووا: " والمؤمنون تتــكافأ دماؤهم "، وفي العقيقة: " شاتان متكافئتان ": متساويتان في القدر والسنّ، وكافأته: اويته، وهو مكافيء له. وكافأته بصنعه: جازيته جزاء مكافئاً لما صنع. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقبل الثناء إلا عن مكافيء. وكفأ الإناء وأكفأه: قلبه. ويقال: ربّ كافٍ كافيء لقيك أي يرى أنه يكفيك. وهو يكفأك أي يكبّك لفيك. واستكفأته: طلبت منه أن يكفأ ما في إنائه في إنائي. وانكفأ إلى وطنه. وتكفأت بهم الأمواج.

ومن المجاز: أكفأ في الشعر: قلب حرف الرّويّ من راء إلى لام أو من لام إلى ميم. وأصبح فلان كفيء اللون ومكفأ الوجه: متغيره أي كفيء من حال إلى حال، وأكفىء لونه وانكفأ. وفي حديث عمر: وانكفأ لونه عام الرّمادة. وفي الحديث " لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفيء ما في صحفتها " أي لتجتر حظّها إلى نفسها.
(كفأ) - فِى حديث الفَرَعَةِ : "خَيْرٌ مِن أَن تَذْبَحَه يتَلصَّقُ لحمُه بوَبرِه، وتُكْفِئَ إناءَكَ، وتُوَلَّه ناقَتكَ "
يعني: إذا ذبحتَهُ صَغِيرًا لم تتركه حتّى يَدِرَّ لبَنُ أُمِّه عليه إِذا أرْضَعَتْهُ، فإذا لم يَتَحلّبْ لبَنُها برَضاعتِه جفَّ، فيبقَى إِناؤُك مكفُوءًا، إذَا لم يكن لناَقتِك لَبَنٌ تَحلُبُه في الإناءِ، وتترك ناَقتَكَ والهًا إذَا ذَبَحْتَ فَصِيلَها.
وحُكِى عن ابنِ فارسٍ: أَكفأتُ الشىءَ: قَلبتُه، وأكْفَأتُه: أَملتُه
- في حَديث أُمِّ مَعْبَدٍ، رِواية سَلِيط: "رَأَى شاةً في كِفاءِ البَيْتِ"
وهي: شُقَّةٌ أَو شُقَّتَان من ثِيابٍ تُخاطُ إحداهما بالأُخرى، فتُجْعل في مُؤخَّر الخَيْمَة، والجمعُ: أكْفِئَةٌ ثم كُفُؤٌ. وقد أكفَأتُ البَيْتَ فهو مُكْفَأٌ.
- في الحديث : "تكون الأرضُ خُبْزَةً ، واحِدة يكْفَؤها الجبَّار - تَبارك وتعالى - بِيدهِ كما يَكْفَأُ أَحدُكم خُبزَتَه في السَّفَر نُزُلاً لأَهْل الجنَّة".
قال الخطَّابى: كَما يَكْفَأُ أحدُكُم خُبزَتَه في السَّفرِ يُرِيدُ: المَلَّةَ التي يَصْنَعُهَا السَّفْرُ، فَإنَها لَا تُرحَى كالرّقاقَةِ، وإنَّما تُقلَبُ علَى الأَيْدِى حتى تَسْتَوِى.
- وفي حديث الصِّراط: "آخِرُ مَن يَمرُّ رجُلٌ يَتَكَفَّأ به الصِّراط"
: أي يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ ، مُطاوِع كَفأتُه: أي قَلبْتُه، وهذا من الأوَّل. يُقال: كَفأتُه فانكفَأ وتكَفّأَ.
- في حديث الأَحْنف: "أقاوِلُ مَنْ لا كِفاءَ له "
يقال: هو كُفْؤُه وكفُؤُه: أي عِدْلُه.
قال الشاعر:
* ورُوُح القُدْسِ لَيْسَ له كِفاءُ *
- في حديث النابغة الذبيانى: "أنّه كان يُكِفئُ في شِعْرِه"
- وهو المخالَفَةُ بين حَرَكات الرَّوِى كالإقْواء. وقيل: المخالفة بين قوافيه بعضها ميمٌ وبَعْضُها طاءٌ.
- في حديث الأنصاري: "مالىِ أرَى لَوْنَكَ مُنْكَفِئًا؟
قَال: من الجُوع"
: أي مُتغَيَّرًا منقَبِضاً، مثل انكَفأَ.
كفأ
الكُفْؤُ: المِثْلُ في الحَرْبِ والتَّزْوِيج، والجميع الأكْفَاءُ. وهو كَفِيْئُكَ: أي كُفْؤٌ لَكَ. ومَصْدَرُه الكَفَاءَةُ والكِفَاءُ. وفي الحَدِيث: " المُسْلِمُوْنَ تَتَــكافَأ دِمَاؤهم " أي كُلهم أكْفَاء. وأكْفَأتُ لفُلانٍ: جَعَلْت له كُفؤاً.
والأكْفَاءُ: الغُرَبَاءُ، الواحِدُ كُفْؤٌ.
والكَفِىْءُ - وَزْن فَعِيْل -: هو الكُفْؤ بَيِّنُ الكَفَاءَةِ، والكُفَاءُ جَمْعُه. والمُــكَافَأةُ - مَهْمُوْزَةٌ -: مُجَازَاةُ النِّعَمِ، كافَأتُه أُكافِئه.
وفلانٌ كِفاءٌ لكَ: أي مُطِيْقٌ لك في المُضَادَّةِ والمُنَاوَأةِ.
وكافَأ الرَّجُلُ بَيْنَ بَعِيْرَيْن: إذا وَجَأ في لَبَّةِ هذا ثمَّ في لَبَّةِ هذا فَنَحَرَهما جَمِيعاً. والرجُلُ مُكافِىءٌ.
والإِكْفَاءُ: قَلْبُكَ الشَّيْءَ لِوَجْهِه كالقَصْعَةِ وغيرِها، تقول: اسْتَكْفَأْتُه.
والعَرَبُ تقول: " رُبَّ كافٍ كافِىءٍ لِفِيْكَ " أي رُبَّ إنسانٍ تَرَى أنَّه يَكْفِيكَ وهو يَكْفَؤكَ لفِيْكَ: أي يَكبُّكَ لِوَجْهِكَ.
وأكْفَاتُ الإِنَاءَ وكَفَأْتُه: لُغَتَانِ جَيدَتانِ، واكْتَفَاتُه أيضاً. ومنه قَوله: " لِتَكْتَفِىءَ ما في صَحْفَتِها ".
وهو في الشِّعْرِ: قَلْبُ القَوافي على الجَرِّ والرَّفْع والنَّصْب. وقيل: هو اخْتِلاطٌ في القَوافي، وهو أنْ تُبْنى قافِيَةٌ بالراء وأُخْرى بالزاي.
ورَأيْتُ فلاناً مُكْفَأ الوَجْهِ: إذا كانَ كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً. وانْكَفَأ لَوْنُه: تَغَيرَ. وأكْفَأ الجَهْدُ لَوْنَه.
وانْكَفَأَ الناسُ: انْهَزَمُوا. وكَفَأتُ القَوْمَ أكْفَوهم: إذا أرادوا وَجْهاً فَصَرَفْتَهم عنه. وانْكَفَأ الرَّجُلُ فهو مُنْكَفِىءٌ: إذا طَأطَأ رَأْسَه.
ومرَّ يَكْفؤه ويَكْسَؤه: أي يَتْبَعُه.
وكَفَأتِ الغَنَمُ في الشِّعْبِ: دَخَلَتْ فيه.
والكُفْأةُ: نِتَاجُ سَنَةٍ لتَمَامِه. واسْتَكْفَأتُ فلاناً إبلَه: إذا سَألْتَه نِتَاجَ إبلِه سَنَةً لِتَنْتَفِعَ بألْبانِها وأوْلادِها.
وكُفْأةُ النَّخْل: حَمْلُ سَنَتِها، شُبِّهَتْ بالأوَّل. والكَفَايا: النَخْلُ التي تُكْفِىءُ كلَّ عامٍ فَتُوقِر.
وقيل: الكُفْأةُ: الوَلَدُ في بَطْن الناقَةِ، وهي الكَفْأةُ أيضاً - بالنَّصْب -.
وأكْفَأتِ الإبلُ: حانَ لها أنْ تُنْتِجَ.
وأكْفَأ الظَّبْيُ: أخْطَأ الحِبَالَةَ.
والكِفَاءُ: شُقَّةٌ أو اثْنَتَانِ يُنْصَحُ إحداهما بالأُخْرى ثمَّ يُخَلُّ بها مُؤخَّرُ الخبَاءِ. ويُقال: أكْفَأتُ البَيْتَ إكْفَاءً.
والكَفِيْءُ: بَطْنُ الوادي، وجَمْعُه أكْفَاءُ.
والكَفَاءُ - بمَنْزِلَةِ القَرَع -: مَيَلٌ في السَّنَام، جَمَلٌ أكْفَأُ وناقَةٌ كَفْآءُ ونُوْقٌ كُفْءٌ.
[كفأ] كفَأتُ القومَ كَفْأً، إذا أرادوا وَجْهاً فصرفتهم إلى غيره، فانكفؤوا أي رجعوا. وتكفأت المرأة في مِشْيَتها: ترَهْيَأتْ ومادَتْ كما تتحرك النخلَةُ العَيْدانَةُ. قال الشاعر : وكأنَّ ظعْنَهُم غداةَ تحمَّلوا * سُفنٌ تَكَفَّأُ في خليج مُغْرَبِ وكفَأتْ الإناءَ: كَبَبْتُهُ وقلبْتُه، فهو مكفوءٌ. وزعم ابن الأعرابي أن أكْفَأْتُه لغة. والكِفاءُ بالكسر والمد: شُقَّة أو شُقَّتانِ تُنْصَحُ إحداهما بالأخرى ثم يُخَلُّ به مُؤَخَّرُ الخِباءِ. تقول منه: أكْفَأتُ البيتَ إكفاءً. والإكفاء في الشعر: أن يُخالفَ بين قوافيه بعضها ميم وبعضها نون، وبعضها دال وبعضها طاء، وبعضها حاء وبعضها خاء ونحو ذلك، كقول رؤبة: أزْهَرُ لم يولد بنجم الشح * ميم البيت كريم السنخ هذا قول أبى زيد، وهو المعروف عند العرب. وقال الفراء: أكفأ الشاعِر، إذا خالف بين حركات الروى، وهو مثل الاقواء. حكاه عنه ابن السكيت. الكسائي: كَفَأتُ الإناءَ: كَبَبْتُه. وأكْفَأْتُه: أمَلْتُه، قال: ولهذا قيل: أكْفَأْتُ القوسَ، إذا أمَلْتَ رَأسَها ولم تَنْصِبْها نصباً حين ترمي عنها. قال: ومنه قول ذى الرمة: قطعت بها أرضاً تَرى وَجْهَ رَكْبِها * إذا ما عَلَوْها مُكْفَأً غَيرَ ساجِعِ وقال أبو زيد: يعني جائرا غير قاصد والكفئ: النظير. وكذلك الكف والكفؤ، على فعل وفعل. والمصدر الكفاءة بالفتح والمد. وتقول: لا كِفاءَ له بالكسر، وهو في الأصل مصدر، أي لا نظير له. وفى حديث العقيقة " شاتان مكافئتان " أي متساويتان ، والمحدثون يقولون " مــكافأتان ". وكل شئ ساوى شيئاً حتَّى يكون مثله فهو مكافئ له. وقال بعضهم في تفسير الحديث: تذبح إحداهما مقابلة الاخرى. وكافأته على ما كان منه مُــكافَأةً وكِفاءً: جازيته. تقول: مالى به قبل ولا كفاء، أي مالى به طاقة على أن أكافئه. والتكافُؤُ: الاستواءُ، يقال " المسلمون تتــكافأ دِماؤُهُم ". واكْتَفَأتُ الإناءَ مثل كَفَأتُهُ، أي قَلَبْتُهُ. واسْتَكْفَأتُ فلاناً إبلَهُ، أي سألته نِتاجَ إبله سَنةً،: فأكْفَأنيها، أي أعطاني لَبَنها ووَبَرَها وأولادَها سَنةً. والاسم الكُفْأةُ والكفأة، يضم ويفتح، تقول: اعطني كُفْأةَ ناقَتِك وكَفْأَةَ ناقَتِكَ. وتقول أيضاً: أكْفَأتُ إبلي كَفْأَتَيْن، إذا جَعلتَها نِصْفَين تُنْتجُ كلَّ عامٍ نِصْفَها وتترك نِصفاً، لأن أفضل النِتاج أن تُحملَ على الإبل الفُحولَة عاماً وتُتْرَك عامايصنع بالارض في الزراعة. قال ذو الرمة: كلا كفأتيها تنفضان ولم يجد * لها ثيل سقب في النتاجين لا مس يقول: إنها نتجت إناثا كلها. وهذا محمود عندهم. أبو زيد: وَهَبْتُ له كُفْأةَ ناقتي وكفأة ناقتي يضم ويفتح، إذا وهبت له ولدها ولبنها ووبرها سنة.
كفأ
كفَأَ يَكفَأ، كَفْئًا، فهو كافئ، والمفعول مَكْفوء
• كفَأ الإناءَ ونحوَه: كبَّه وقَلَبه أو أماله ليصبَّ ما فيه. 

انكفأَ على ينكفِئ، انكفاءً، فهو مُنكفِئ، والمفعول مُنْكفَأ عليه
• انكفأت على طفلها تُرضِعُه: مالت عليه. 

تــكافأَ يتــكافأ، تكافُؤًا، فهو مُتكافِئ
• تــكافأ الشَّيئانِ: تماثلا واستويا "نجاحه لا يتــكافأ مع جُهوده- المعادلات المتكافئة: التي لها جذور واحدة- تكافؤ الفُرَص: تساويها أمام كلّ من يريدها بكفايته" ° الزَّواج غير المتكافِئ: زواج المرء من شخص ذي منزلة اجتماعيّة أدنى من منزلته- صِراع متكافئ/ لقاء متكافئ. 

كافأَ يكافِئ، مُــكافأةً، فهو مُكافِئ، والمفعول مُــكافَأ
كافأ الجنديُّ زميلَه: ماثله وساواه وصار نظيرًا له "كافأه في الجِدِّ والمثابرة".
كافأه على جُهوده: جازاه إحْسانًا بمثله أو زيادة أو منحه مُــكافأة "كافأه على ما كان منه- كافأ فلانًا على تحمّله". 

تكافُؤ [مفرد]: ج تكافؤات (لغير المصدر):
1 - مصدر تــكافأَ.
2 - تحقيق العدل والمساواة بين الأفراد في الخدمات والفرص والعلاج والتعليم والرعاية.
3 - (بغ) جمع بين
 ضدّين في الجملة، كالقول: يومٌ لنا ويومٌ علينا.
4 - (سف) تساوي الحدود أو القضايا منطقيًّا.
5 - (هس) تساوي مساحتي سطحين، أو حجمي جسمين.
• تكافؤ القيمة: (قص) كونُ قيمة النَّقد المعدنيّ بالنِّسبة إلى نقد آخر متعادلة في سوق الصَّرف مع وزن المعدن الذي تحتوي عليه.
• تكافُؤ عنصر: (كم) عدد ذرّات الهيدروجين التي تتَّحد بذرَّة واحدة من هذا العُنصُر.
• إلكترون التَّكافؤ: (كم) إلكترون في المدار الخارجيّ للذّرّة، يمكن أن يتّحد ويشكّل روابط كيميائيّة مع ذرّات أخرى. 

كَفْء [مفرد]: مصدر كفَأَ. 

كُفْء [مفرد]: ج أَكْفاء وكِفاء:
1 - مِثْل ونظير "هو كُفْؤه- آخ الأكفاء وداهن الأعداء: قول للحثِّ على حُسن معاملة الناس- هو كُفْءٌ لأخيه جدًّا ونشاطًا- {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْئًا أَحَدٌ} [ق] ".
2 - جدير، ذو أهليَّة، قادر على تصريف العمل "كُفْء للقيام بالرِّحلة- هو كُفْءٌ في منصبه". 

كُفُؤ [مفرد]: ج أَكْفاء وكِفاء: كُفُو، نظير ومماثل " {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُؤًا أَحَدٌ} [ق] ". 

كفاءة [مفرد]:
1 - مماثلة في القوّة والشَّرف؛ ككفاءة الزّوج لزوجته في الحسب والنَّسب "اعتبار الكفاءة- فتّشت لم أر في الزواج كفاءة ... ككفاءة الأزواج في الأعمارِ".
2 - أهليّة للقيام بعمل وحسن تصرُّف فيه؛ قدرة وحسن تصريف "كفاءة فنيّة نادرة- خبير ذو كفاءة- توجد كفاءات كثيرة في البلاد العربيّة" ° امتحان كفاءَة: امتحان مُصمَّم لاختبار قدرات الشّخص في موضوع معيَّن- شهادة الكفاءة: شهادة التخرُّج. 

مــكافأة [مفرد]:
1 - مصدر كافأَ.
2 - ما يُعْطى أو يُمنَح اعترافًا بخدمة وفضل، أو بعمل جدير بالتَّقدير "نال مُــكافأة- صَرْف مــكافأة تشجيعيّة- كانت المكافآت مشجِّعةً للمبدعين".
3 - مبلغ من المال يُعطى لمستخدَم زيادة على مرتّبه تشجيعًا له، علاوة، تقدير ماديّ إضافيّ "مــكافأة آخر السَّنة- أعطى ربُّ العمل عمّالَه مــكافأة تشجيعيّة". 
كفأ
كَفَأْتُ القوم كَفْأً: إذا أرادوا وجها فصرفْتهم إلى غيره.
وكَفَأْتُ الإناء: كَببته وقلبْته.
وكَفَأَه: تبِعه.
وكَفَأَتِ الغنم في الشعب: دَخَلَت فيه.
والكِفَاءُ - بالكسر والمد -: شُقَّة أو شُقّتان تُنصح إحداهما بالأخرى ثم يُخلُّ به مؤخَّر الخِباء.
وأصبح فلان كَفِئَ اللون - على فَعِيْلٍ -: أي متغيره، كأنه كُفئَ فهو مَكْفُوْءٌ وكَفِئٌ. والكَفِئُ - أيضاً -: النظير، وكذلك الكُفء ولكُفَوْءُ - بالضم فيهما على فُعْلٍ وفُعُوْل - واكِفءُ - بالكسر، وقرأ سليمان بن علي الهاشمي:) ولم يكُن له كِفْأً أحَدٌ (بالكسر - والكِفَاءُ - مثال الكِساء -، وهو في الأصل مصدر.
والكِفءُ - بالكسر - والكَفِيءُ: بطن الوادي. والكَفْأَةُ والكُفْأَةُ - بالفتح والضم -: نتاج الإبل سنة، يقال: أعطني كَفْأَةَ ناقتك وكُفْأَةَ ناقتك. ويقال: أكْفَأْتُ إبلي كُفْأَتَيْن: إذا جعلتها نصفين تنتِج كل عام نصفها وتترك نصفا، لأن أفضل النِّتاج أن تحمل على الإبل الفُحولة عاماً وتترك عاماً كما يُصنع بالأرض في الزراعة، قال ذو الرمة:
كِلا كُفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ ولم يَجِدْ 
... له ثِيْلَ سَقْبٍ في النِّتاجَيْنِ لامِس
يقول: إنها نُتِجت إناثا كلّها، وهذا محمود عندهم.
وأكْفَأْتُ الإناء: لغة في كَفْأْتُه: وقال الكسائي: أكْفَأْتُه: أمَلْتُه.
وأكْفَأتُ البيت: جعلت له كِفَاءً.
والإكْفَاءُ في الشعر: أن يُخالف بين قوافيه بعضها ميم وبعضها نون وبعضها دال وبعضها حاء وبعضها خاء، قال حنظلة ابن مصبِّح:
ألا لَها الوَيْلُ على مُبِيْنِ ... على مُبِيْنِ جَرَدِ القَصيمِ
ويورة: إن لها الرِّي على.
هذا قول أبي زيد، وهو المعروف عند العرب، وقال الفرّاء: أكْفَأَ الشاعر: إذا خالف بين حركات الرَّوي وهو مثل الإقْواء، حكاه عنه ابن السكِّيت.
وأكْفَأْتُ القوس: إذا أملت رأسها ولم تَنصبْها نصباً حين ترمي عنها، ومنه قول ذي الرمة:
قَطعتُ بها أرضاً تَرى وَجْهَ ركْبِها ... إذا ما عَلَوْها مُكْفَأً غير ساجِعِ
قال أبو زيد: يعني جائراً ير قاصد.
وأكْفَأْتُ الرجل: أعطيته كُفْأَةَ ناقتي.
وأكْفَأْتُ في سيري: إذا جُرْت عن القصد.
ورجل مُكْفَأُ الوجه: كاسِفُه.
ويقال بنى فلان ظُلَّة يكافئ بها عين الشمس: أي يدافع، ومنه حديث أبي ذَرّ الغفاري - رضي الله عنه -: لنا عَباءتان نكافئ بهما عين الشمس وإني لأخشى فضل الحساب.
ويقال: كافَأ الرجل بين فارسين برُمحه: إذا والى بينهما فطعن هذا ثم هذا، قال الكُميت:
وعاثَ في غابِرٍ منها بِعَثْعَثَةٍ ... نَحْرَ المُكافِئِ والمَكْثُوْرُ يَهْاَبِلُ
وكافَأْــتُه على ما كان منه: جازَيْته.
وتقول: ما لي به قِبَلٌ ولا كِفاء: أي ما لي طاقة على أن أُكافِئه.
وكل شيء ساوى شيئاً فهو مكافئ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: في العقيقة عن الغلام شاتان مكافِئتان أو مــكافَأتان أي كبَبْته، وقال الكسائي: وعن الجارية شاة، أي كل واحدة منهما مساوية لصاحبتها في السن، ولا فرق بين المكافِئتين والــكافَأتين؛ لأن كل واحدة منهما إذا كافَأتْ أختها فقد مُوفِئَتْ؛ فهي مُكافِئة ومُــكافأة؛ أو معادِلتان لما يجب في الزكاة والأضحية من الأسنان، ويحتمل في رواية من رَوى مــكافأتان أن يراد مذبوحتان معا؛ من قولهم: كافأ الرجل بين بعيرين: إذا وَجَأ في لَبَّة هذا ثم لَبَّةِ هذا فنحرهُما معا، والشاهد بيت الكُميت الذي سبق.
وتَكَفَّأتِ المرأة في مشيتها: ترَهْيَأت ومارات كما تتحرك النخلة العَيدانة، قال بِشر بن أبي خازم:
وكأنَّ ظُعْنَهُم غّداةَ تَحَمَّلُوا ... سُفُن تَكَفَّأُ في خليجٍ مُغْرَبِ
ويروى: تَكَفْكَفُ.
والتَّكافُؤ: الاستواء، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: المسلمون تَتَــكافَأُ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناه ويَرُد عليهم أقصاهم وهم يد على من سِواهم، - ويروى: ويُجيز عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم - يرُد مُشِدُّهم على مُضعِفِهم ومُتسرِّيهم على قاعدهم لا يُقتل ملسم بكافر ولا ذو عهد في عهده، أي تتساوى في القصاص والدِّيات لا فضل فيها لِشريف على وضيع.
وأكْفتَفَأْتُ الإناء: مثل كَفَأْتُه: أي قلبته.
واستَكْفَأْتُ فلاناً ابِلَه: أي سألتُه نِتاج إبِلِه سنة.
وأنْكَفَأ: رجع.
وانْكَفَأ لونه: تغير، وفي حدي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنه انْكَفَأَ لونه في عام الرمادة حين قال: لا آكل سَمنا ولا سِميناً وأنه اتخذ أيام كان يُطعِم الناس قِدحاً فيه فرْض وكان يَطوف على القِصاع فيغمر القِدْحَ فإن لم تَبلغ الثَّريدة الفرض فتعال فانظر ماذا يفعل بالذي ولِي الطعام.
والتركي يدل على التساوي في الشيئين وعلى الميل والإمالة والاعوجاج.
(ك ف أ)

كافأه على الشَّيْء مُــكَافَأَــة، وكِفَاء: جازاه.

وتــكافأ الشيئان: تماثلا.

وكافأه مُــكَافَأَــة، وكِفاء: ماثله، وَمن كَلَامهم: الْحَمد كِفَاءُ الْوَاجِب: أَي قدر مَا يكون مكافئا لَهُ.

وَالِاسْم: الكَفَاءة، والكِفَاء، قَالَ: فَأَنْكحهَا لَا فِي كَفاء وَلَا غِنىً ... زيادٌ أضَلّ الله سَعْيَ زِيَاد

وَهَذَا كِفَاء هَذَا، وكفيئه وكفيئه، وكُفْوءه، وكُفُؤُه، وكَفْؤُه، بِالْفَتْح عَن كرَاع: أَي مثله، يكون ذَلِك فِي كل شَيْء.

وَفُلَان كُفْء فُلَانَة: إِذا كَانَ يصلح لَهَا بَعْلا.

وَالْجمع من كل ذَلِك: أكْفاء.

وَلَا أعرف للكَفْء جمعا على أفْعُل وَلَا فُعُول حَرِىٌّ أَن يَسعهُ ذَلِك، اعني: أَن يكون أكفاء: جمع كَفْء، المفتوح الأول أَيْضا.

وشاتان مكافئتان: مشتبهتان، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وكَفَأ الشَّيْء يَكْفُؤه كَفْأ، وكفَّأه فتكفّأ: قلبه، قَالَ بشر بن أبي خازم:

وكأنَّ ظُعْنَهمُ غداةَ تحمَّلوا ... سُفُنٌ تكفَّأُ فِي خَلِيج مُغْرَب

وأكفأ الشَّيْء، لُغيَّة، وأباها الْأَصْمَعِي.

ومُكْفِئ الظُعُن: آخر أَيَّام الْعَجُوز.

والكَفَأ: أيسر المَيَل فِي السنام وَنَحْوه.

وجمل أكفأ، وناقة كفئاء.

وأكفأ الشَّيْء: أماله.

وأكفأ الْقوس: أمال رَأسهَا وَلم ينصبها نصبا حِين يَرْمِي عَلَيْهَا، قَالَ ذُو الرّمَّة:

قطعتُ بهَا أَرضًا ترى وجهَ ركْبها ... إِذا مَا عَلَوها مكفَأ غير ساجِع

الساجع: المستوي الْمُسْتَقيم. وَمِنْه السَّجْع فِي القَوْل.

وأكفأ فِي سيره: جَار.

وأكفأ فِي الشّعْر: خَالف بَين ضروب إِعْرَاب قوافيه.

وَقيل: هِيَ الْمُخَالفَة بَين هجاء قوافيه إِذا تقاربت مخارج الْحُرُوف أَو تَبَاعَدت. قَالَ الْأَخْفَش: زعم الْخَلِيل: أَن الإكفاء هُوَ الإقواء، قَالَ: وَقد سمعته من غَيره من أهل الْعلم، قَالَ: وَسَأَلت الْعَرَب الفصحاء عَن الإكفاء فَإِذا هم يجعلونه الْفساد فِي آخر الْبَيْت وَالِاخْتِلَاف من غير أَن يُحدّوا فِي ذَلِك شَيْئا، إِلَّا أَنِّي رَأَيْت بَعضهم يَجعله اخْتِلَاف الْحُرُوف فَأَنْشَدته:

كَأنَّ فا قارورةٍ لم تُعْفَصِ

مِنْهَا حَجَاجا مُقْلة لم تُلْخَصِ

كأنّ صيران المَهَى المنقَّزِ

فَقَالَ: هَذَا هُوَ الإكفاء، وأنشده آخر قوافي على حُرُوف مُخْتَلفَة، فعابه، وَلَا اعلمه إِلَّا قَالَ لَهُ: قد أكفأت.

قَالَ ابْن جني: إِذا كَانَ الإكفاء فِي الشِّعْر مَحْمُولا على الإكفاء فِي غَيره وَكَانَ وضع الإكفاء إِنَّمَا هُوَ للْخلاف. وَوُقُوع الشَّيْء على غير وَجهه لم يُنكر أَن يسموا بِهِ الإقواء فِي اخْتِلَاف حُرُوف الروي جَمِيعًا؛ لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا وَاقع على غير اسْتِوَاء.

قَالَ الْأَخْفَش: إِلَّا أَنِّي رَأَيْتهمْ إِذا قربت مخارج الْحُرُوف أَو كَانَت من مخرج أحد ثمَّ اشْتَدَّ تشابهها لم يفْطن لَهَا عامتهم، يَعْنِي: عَامَّة الْعَرَب، قَالَ: والمكفأ فِي كَلَامهم هُوَ المقلوب، وَإِلَى هَذَا يذهبون، قَالَ الشَّاعِر:

ولمَّا اصابني من الدَّهر نَزْلةٌ ... شُغِلْتُ وألْهَى الناسَ عَنِّي شُئونُها

إِذا الفارغَ المكفِيَّ مِنْهُم دَعوته ... أبَرَّ وَكَانَت دَعْوَة يستديمها

فَجعل الْمِيم مَعَ النُّون لشبهها بهَا لانهما يخرجَانِ من الخياشيم، قَالَ وَأَخْبرنِي من اثق بِهِ من أهل الْعلم: أَن ابْنة أبي مُسافع قَالَت ترثي أَبَاهَا وقُتل وَهُوَ يحمي جيفة أبي جهل بن هِشَام:

وَمَا ليثُ غرِيفٍ و ... أظافيرَ وإقدامْ

كحِبِّي إِذْ تلاقَوْا و ... وجوهُ الْقَوْم أقرانْ

وَأَنت الطّاعنِ النجلا ... ءَ مِنْهَا مُزْبِدٌ آنْ

وبالكفّ حُسامٌ صا ... رمٌ أبيضُ خَدَّامْ

وَقد ترحل بالركب ... فَمَا تُخنِى بصُحْبانْ قَالَ: جمعُوا بَين النُّون وَالْمِيم لقربهما، وَهُوَ كثير. قَالَ: وَقد سَمِعت من الْعَرَب مثل هَذَا مَا لَا أحصى. قَالَ الْأَخْفَش: وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الإكفاء: الْمُخَالفَة، وَقَالَ فِي قَوْله: " مكفأ غير ساجع ": المكفأ هَاهُنَا: الَّذِي لَيْسَ بموافق.

وكَفأ الْقَوْم: انصرفوا عَن الشَّيْء.

وكَفأهم عَنهُ كَفْأً: صرفهم.

وانكفأ الْقَوْم: انْهَزمُوا.

وكَفَأ الْإِبِل: طَرَدها.

واكتفأها: أغار عَلَيْهَا فَذهب بهَا، وَفِي حَدِيث السُّلَيك بن السُّلَكة: أصَاب أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ فاكتفأها.

والكَفْأة، والكُفْأَة فِي النّخل: حَمْل سنتها، وَهُوَ فِي الأَرْض: زراعة سنة، قَالَ الشَّاعِر:

غُلْب مجاليحُ عِنْد المَحْل كُفْأتُها ... أشطانُها فِي عِذَاب البَحْر تَسْتبِق

الْبَحْر هَاهُنَا: المَاء الْكثير؛ لِأَن النّخل لَا تشرب فِي الْبَحْر.

وكَفْأةُ الْإِبِل، وكُفْأتها: نتاج عَام.

ونتج الْإِبِل كُفأتين، واكفأها: إِذا جعلهَا كُفْأتين، ينْتج كل عَام نصفا ويدع نصفا، فَإِذا كَانَ الْعَام الْمقبل أرسل الْفَحْل فِي النّصْف الَّذِي لم يُرْسِلهُ فِيهِ من الْعَام الفارِط؛ لِأَن أَجود الْأَوْقَات عِنْد الْعَرَب فِي نتاج الْإِبِل أَن تتْرك النَّاقة بعد نتاجها سنة لَا يُحْمل عَلَيْهَا الْفَحْل، ثمَّ تُضرب إِذا أَرَادَت الْفَحْل، هَذِه حِكَايَة أبي عبيد عَن الْأَصْمَعِي، وَأنْشد غَيره قَول ذِي الرمَّة:

ترى كُفْأتيها تُنْفِضان وَلم يَجد ... لَهَا ثِيل سَقْب فِي النِّتاجين لامسُ

يَعْنِي أَنَّهَا نُتِجت كلهَا إِنَاثًا، وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر:

إِذا مَا نَتَجنا أَرْبعا عَام كُفْأة ... بغاها خناسيرا فاهلك أَرْبعا الخناسير: الْهَلَاك.

وَقيل: الكُفْأة والكَفْأة: نتاج الْإِبِل بعد حِيَال سنة.

وَقيل: بعد حِيَال سنة وَأكْثر.

وأكْفأتُ فِي الشَّاء: مثله فِي الْإِبِل.

وَأَكْفَأت الْإِبِل: كَثُر نتاجها.

وأكفأ إبِله وغنمه فلَانا: جعل لَهُ أوبارها وأصوافها وَأَشْعَارهَا وَأَلْبَانهَا وَأَوْلَادهَا وأصوافها سَنَة وردّ عَلَيْهِ الأمَّهات.

وَقَالَ بَعضهم: منحه كَفْأة غنمه، وكُفْأتها: وهب لَهُ البانها وَأَوْلَادهَا.

واستكفأه، فأكفأه: سَأَلَهُ أَن يَجْعَل لَهُ ذَلِك.

والكِفاء: سُتْرة فِي الْبَيْت من أَعْلَاهُ إِلَى أَسْفَله من مؤخره.

وَقيل: الكِفاء: الشُقَّة الَّتِي تكون فِي مؤخَّر الخِباء.

وَقيل: هُوَ كِساء يُلقى على الخِباء كالإزار حَتَّى يبلغ الأَرْض.

وَقد أكفأ الْبَيْت.

وَرجل مُكْفأ الْوَجْه: متغيرّه وساهِمُه.

كف

أ1 كَفَأَ He turned a thing over; as a man turns over a cake of bread in his band until it becomes even. ↓ يَتَكَفَّأُ occurs in a trad. respecting the Day of Resurrection, accord. to one relation, for يَكْفَأُ, in this sense: it is said that the earth will be like a single cake of bread, which God will turn over in his hand, as a man in a journey turns over a cake of bread. (TA.) كَفَأَ, (Ks, S, K,) inf. n. كَفٌءٌ and كَفَآءَةٌ; (TA;) and ↓ اكفأ, (IAar, S, K,) and ↓ اكتفأ; (S, K;) but the first word is said to be the most chaste; He inverted, or turned upside-down, (S, K,) a vessel &c. (S, TA.) [You say] كُفِئَتْ جَفْنَتُهُ [His bowl was turned upside-down; meaning] (tropical:) He was slain: a phrase similar to هُرِيقَ رِفْدُهُ. (A in art. رفد.) b2: كَفَأَ (TA) and ↓ اكفأ, (Ks, and rejected by As, (TA,) He inclined, or made to turn aside or incline, (S, K,) a bow, in shooting with it, and a vessel, (Ks, S,) &c. (TA.) and كَفَأَ (TA) and ↓ اكفأ, (K,) and ↓ انكفأ (TA) He, or it, inclined: intrans. (K, TA.) b3: كَفَأَهُ عَنْ شَىْ, (S, * K, * TA,) inf. n. كَفْءٌ, (S, TA,) He turned him away, or back from a thing; (S, K, TA;) as from a thing that he desired to do, to another thing. (S, TA.) and كَفَأَ عَنْ شَىْءٍ He turned away, or back, from a thing: intrans. (TA.) [See also 4 and 7.] كَفَأَ القَوُمُ The people turned away, or back. (K.) [See also 7.] b4: كَفَأَ He drove away a man, (K,) or camels. (L.) b5: كَفَأَ الإِبِلَ He made an assault upon the camels, and took them away. (TA.) b6: كَفَأَ He followed, or pursued, another. (K.) b7: كَفَأَ الغَنَمُ فِى الشِّعْبِ The sheep entered the ravine. (K.) b8: كَفَأَ لَوْنُهُ, and لونه ↓ اكفأ, and لونه ↓ تكفّأ, (TA,) and لوزه ↓ انكفأ, (K,) (as also انكفت لونه, TA,) (tropical:) His, or its, colour changed. (K.) 3 كافأهُ عَلَى شَىْءِ, inf. n. مُــكَافَأَــةُ and كِفَأءٌ, He requited, compensated, or recompensed, him for a thing. (S, K.) b2: مَا لِى بِهِ قِبَلٌ وَلَا كِفَآءٌ I have not power to requite him. (S.) b3: كافأه, (K,) inf. n. مُــكَافَأَــةٌ and كِفَآءٌ, (TA,) He was like him; was equal to him; equalled him. (K.) A2: كافأه He watched him; observed him. (K.) A3: كافأ, (K,) inf. n. مُــكَافَأَــةٌ, (TA,) He repelled; turned, or put away; kept away, or off; withstood, or resisted. (K, TA.) b2: كافأ بَيْنَ فَارِسَيْنِ بِرُمْحِهِ He thrust this horseman, and then that, with his spear. (K, TA.) b3: كافأ بين البَعِيرَيْنِ He stabbed this camel, and then that. (Z.) A4: لَا مُــكَافَأَــةَ عِنْدِى فِى كَذَا There is no concealment with me in respect of such a thing; as also لا مُحَاجَاةَ. (TA in art. حجو.) 4 أَكْفَاَ See 1, in four places. b2: اكفأ فِى سَيْرِهِ عَنِ القَصْدِ, (TA,) or كَفَأَ, (K,) He deviated, or turned aside, in his journey, from the object he had in view. (K, * TA.) A2: اكفأ الإِبِلَ كَفْأَتَيْنِ He divided the camels into two equal numbers, setting apart the one half for breeding during one year, and the other half for breeding during the next. It was esteemed the best plan, by the Arabs, to leave a she-camel for one year after her breeding, without suffering the stallion to cover her; in like manner as land is left fallow for a year. (S, TA.) b2: The same is also said of sheep &c. (TA.) A3: اكفأه إِبِلَهُ وَغَنَمَهُ (S, * K, * TA) He assigned to him the profits, (K,) or the profits for a year, (S,) of his camels and his sheep or goats; (K, TA;) i.e., their hair and wool, milk, and young ones. (S, TA.) A4: اكفأت الإِبِلُ Many of the camels had young ones in their wombs. (K.) A5: اكفأ البَيْتَ, (K,) inf. n. إِكْفَآءٌ, (S,) He made for the tent a كِفَآء. (S, K, TA.) A6: اكفأ, (K,) inf. n. إِكْفَاءٌ, (TA,) in poetry, accord. to a commentary on the Káfee, He used as the رَوِىّ two letters having their places of utterance near to each other; as ط with د: [such is the signification of the verb accord. to general usage in the present day:] or, accord. to the Ahkám el-Asás, he changed the روىّ from ر to ل, or ل to م: or he made a similar change of one letter to another having its place of utterance near to that of the former: or it has another signification, given below, accord. to the same authority: (TA:) or he used different letters in the rhymes; (S, K;) whether letters having their places of utterance near to each other, or the contrary; (TA;) or in some م and in some ن and in some د, and in some ط, and in some ح, and in some خ, &c.; as says Az; and this is the meaning known to the Arabs: (S:) or he used different vowels in the روىّ: (Fr, S:) or i. q. أَقْوَى: (S, K:) or, accord. to the Ahkám el-Asás, it signifies either as explained above on that authority, (TA,) or he used different final inflections in the rhymes: (K:) or he changed the final vowel in the rhyme; ending one verse with ضَمَّة, and another with كَسْرَة, [which are the two vowels that resemble each other]: (TA:) [see a verse cited in the first paragraph of art. غيب:] or he impaired the end of a verse in any way. (K.) Eloquent Arabs explained the meaning of the verb in this last manner to Akh, without defining any particular kind of impairment: but one made it to consist in the use of different letters. (TA.) 5 تكفّأ It (a vessel &c.) was inverted, or turned upside-down. (TA.) See also 1, in two places. b2: تكفّأ (as also تكّفى, inf. n. تَكَفٍّ; but the original word is that with hemzeh;) He inclined forwards, in walking, as a ship inclines in her course. Mohammad is said to have walked in this manner, which is indicative of strength. (TA.) [And so] تكفّأت She (a woman) moved her body from side to side, in walking, as the tall palm-tree moves from side to side. (S.) [And] She (a ship) inclined forwards in her course. (TA.) [See an ex., voce أَعْرَبَ, in this sense; or, as implied in the S, in the sense immediately preceding.]6 تَكَافَآ They two were like, or equal, each to the other. (S, K.) b2: تَتَــكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ Their blood (i. e., the blood of the Muslims,) shall be equally retaliated, or expiated: (A 'Obeyd, S:) i. e., the noble shall have no advantage over the ignoble in the retaliation or expiation of blood. (A 'Obeyd.) 7 انكفأ He turned, or was turned, away, or back, from a thing that he desired to do; (S;) [see also 1;] he returned, or went back, or reverted. (S, K.) b2: Also, (TA,) or ↓ كَفَأَ, (K,) It (a party) became routed, defeated, or put to flight. (K, TA.) b3: See 1, in two places.8 إِكْتَفَاَ See 1. b2: اكتفأ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ [He carried off their families and their goods.] (TA, from a trad.; mentioned next after the explanation of كَفَأَ الإِبِلَ.) 10 استكفأه إِبِلَهُ He asked him for a year's produce of his camels; i.e., their young ones in the womb in one year; (S, TA;) or their hair and wool, milk, and young ones, of one year. (TA.) b2: استكفأه نَخْلَةً He asked him for a year's produce of a palm-tree. (TA.) كَفْءٌ and كُفْءٌ and كِفْءٌ and كُفُؤٌ see كِفَاءٌ, and for كِفْءٌ see also كَفِىْءٌ.

كَفْأَةٌ and ↓ كُفْأَةٌ (S, K) The young ones in the wombs of camels, in one year: or those after the dams have not conceived for one year or more: (K:) or a year's produce of camels [&c.]; i. e., their hair and wool, and their milk, as well as their young ones. (Az, S, K.) Yousay أَعْطِنِى كفأةَ نَاقَتِكَ Give me the year's produce, &c., of thy she-camel. (S.) b2: b3: And, both words (tropical:) A year's produce of a palm-tree. (K.) b4: (tropical:) A year's produce of a piece of land. (K.) See also 4.

كُفْأَةٌ: see كَفْأَةٌ.

كَفَآءٌ (K) and ↓ كَفَأءَةٌ (S, K) Likeness; equality. (S, K.) b2: كَفَأءٌ A slight inclination, to one side, of a camel's hump, and the like. This is the slightest of faults in a camel; for when the camel grows fat, his hump becomes erect. (TA.) كَفَآءٌ, originally an inf. n. [of 3], and ↓ كُفْءٌ and كُفُوْءٌ [&c., as in the following examples,] Like; equal; a match. (S.) b2: هٰذَا كِفَاؤُهُ, and ↓ كَفِيْئَتُهُ, and ↓ كَفِيؤُهُ, and ↓ كُفْؤُهُ, and ↓ كَفْؤُهُ, and ↓ كِفْؤُهُ, (in the CK, كَفُؤُهُ,) and ↓ كُفُوْؤُهُ, (in the CK, كُفُؤُهُ,) This is like, or equal to, him or it: (K:) And لَا كِفَآءَ لَهُ There is no one, or nothing, like, or equal, to him, or it. (S.) b3: Zj says, that the words of the Kur-án, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُؤًا أَحَدٌ (cxii. 4,) may be read in four different ways: ↓ كُفُؤًا and ↓ كُفْئًا and ↓ كِفْئًا (in which three ways the word has been read) and كِفَاءً (in which last way it has not been read.) Ibn-Ketheer and AA and Ibn-'Ámir and Ks read كُفُؤًا: Hamzeh read كُفْئًا; and, in a case of pause, كُفَا, without hemzeh. (TA,) b4: Pl. (of كُفْءٌ and كِفْءٌ, and كُفُؤٌ, and perhaps of كَفْءٌ also, MF,) أَكْفَآءٌ and (of all the above forms excepting كِفَآءٌ, MF,) كِفَآءٌ. (K.) b5: كِفَآءٌ As much as is equal to another thing. (L.) b6: الحَمْدُ لِلّهِ كِفَآءَ الوَاجِبِ Praise be to God, as much as is incumbent. (K.) A2: كِفَآءٌ A curtain (سُتْرَة) extending from the top to the bottom of a tent, at the hinder part: or an oblong piece of staff at the hinder part of the kind of tent called خِبَاء: or a كِسَآء that is thrown upon a خباء, so as to reach the ground: (K:) or an oblong piece of stuff, or two such pieces well sewed together, attached by the kind of wooden pin called خِلَال to the hinder part of a خباء: (S:) or the hinder part of a tent: pl. أَكْفِئَةٌ. (TA.) See مِظَلَّةٌ in art. ظل.

كَفِىْءُ اللَّوْنِ, and اللون ↓ مَكْفُوْءُ, (K,) and اللون ↓ مَكْتَفِئُ, (TA,) (tropical:) Changed in colour: (K:) said of the countenance and of other things: as also مُكْتَفِتُ اللون. (TA.) b2: Also, مُكْفَأُ الوَجْهِ Changed in countenance. (TA.) A2: See كِفَآءٌ.

A3: كَفِىْءٌ and ↓ كِفْءٌ (as in the CK and a MS. copy of the K) or كِفِىْءٌ (as in the TA) The bottom, or interior, or inside, (بَطْن,) of a valley. (K.) كُفُوْءٌ: see كِفَآءٌ.

كَفَآءَةٌ: see كَفَآءٌ. b2: In marriage, Equality of the husband and wife in rank, religion, lineage house, &c. (L,) أَكْفَأُ, fem. كَفْأَى, A camel whose hump inclines slightly to one side. (TA.) b2: A camel's hump inclining to one side. (ISh.) مُكْفِئُ الظَّعْنِ The last of the days called أَيَّامُ العَجُوزِ. (TA.) [See عجوز.]

مَكْفُوْءُ اللّون: see كَفِىْءٌ.

مُكَافِئٌ Being like, or equal to: equalling. (S.) b2: Also, in the following words of a trad., كَانَ لَا يَقْبَلُ الثَّنَآءَ إِلَّا مِن مُّكَافِئِ, said to signify One of known sincerity in professing himself a Muslim: (IAmb:) or one not transgressing his proper bounds, nor falling short with respect to that [religion] to which God hath exalted him-(Az.) b3: شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ, (S, K,) and مُــكَافَأَــتَانِ. (K,) as the relaters of trads. say, (S,) in a trad. respecting the عَقِيقَة for a male child, (S, TA,) Two sheep, or goats, of equal age. (S, K.) Some assign to these words meanings slightly differing from the above; as, similar, one to another: also, slaughtered, one immediately after the other: (TA:) or slaughtered, one opposite to the other. (S.) مُكْتَفِئُ اللّون: see كَفِىْءٌ.
[كفأ] نه: فيه: المسلمون "تتــكافأ" دماؤهم، أي تتساوى في القصاص والديات، والكفء: النظير والمساوي. ط: وهو نفى للجاهلية من قتل عدة بدل دم الشريف. ج: أي لا فضل لشريف على وضيع ولا كبير على صغير ولا ذكر على أنثى. نه: ومنه: كان لا يقبل الثناء إلا من "مكافي"، القتيبي: أي إذا أنعم على رجل فــكافأه بالثناء عليه قبل ثناءه، فإذا أثنى قبل أن ينعم عليه لم يقبلها، وغلطه ابن الأنباري إذ كان"فأكفأ" منه على يديه، أي أكبه وأماله، ثم أدخل يده في الإناء ثم استخرجها أي يده من الغناء مع الماء، وفيه أن الماء في المرة الثانية بقي على طهارته، إلا أن يقال: إنه جعل اليد آلة، وقال الغزالي: كنت وددت أن مذهب الشافعي كمذهب مالك إذ الحاجة ماسة ومثار الشبهة اشتراط القلتين، ولم ينقل إلى آخر عصر الصحابة واقعة في الطهارة وحفظ الأواني عن النجاسات، ويتعاطاها الصبيان والنسوان، وتوضأ عمر من جرة النصراني، كالتصريح في أن المعول عدم تغير الماء، وكان استغراقهم في تطهير القلب وتساهلهم في أمر الظاهر. وح: فإن لم تجدوا ما "تكافئوه"، بحذف نون تخفيفًا أو سهوًا من الكاتب. وح: "أكفئوا" الآنية، أي اقلبوها حتى لا يدب عليها ما ينجسها. وح: إن أول ما "يكفأ"- يعني الإسلام، كما "يكفأ" الإناء- يعني الخمر، خبر إن محذوف وهو الخمر، أي أول ما يكفأ في الإسلام إكفاء ما في الإناء الخمر، من كفأته- إذا قلبته لينصب عنه ما فيه من الماء، يعني أول ما يشرب من المحرمات ويجترأ على شربه في الإسلام كشرب الماء هو الخمر، قيل: وكيف يشرب وقد بين تحريمها؟ قال: يسمونها بغير اسمها كالنبيذ والمثلث. مف: يعني يتخذون من العسل وغيره ويعتقدون حله ويقولون: ليس بخمر، لأنها ما يتخذ من العنب، قوله: يعني الإسلام- يريد في الإسلام وسقط عنه "في". ن: "انكفأت" بهم السفينة، انقلبت. ك: وأصله الهمزة. ومنه: من حيث أتتها الريح "كفأتها"، أي قلبتها أي المؤمن إذا جاء أمر الله انطاع له، وإن جاءه مكروه رجا فيه الخير، فإذا سكن البلاء عنه اعتدل قائمًا، والكافر يسهل أموره عليه في عافية ليسعر عليه معاده، فإذا أراد إهلاكه قصمه مرة ويكون موته أشد عذابًا عليه. ش: "تكفيها" الريح، بفتح تاء وسكون كاف، وكذا: المؤمن "يكفأ"، بضم ياء وسكون كاف. ج: ليس الواصل "بالمكافي"، هو من كافيته على صنيعه: جازيته.

كفأ: كافَأَــهُ على الشيء مُــكافأَــةً وكِفَاءً: جازاه. تقول: ما لي بهِ

قِبَلٌ ولا كِفاءٌ أَي ما لي به طاقةٌ على أَن أُكافِئَه. وقول حَسَّانَ بن

ثابت:

وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ

أَي جبريلُ، عليه السلام، ليس له نَظِير ولا مَثيل.

وفي الحديث: فَنَظَر اليهم فقال: مَن يُكافِئُ هؤُلاء. وفي حديث

الأَحنف: لا أُقاوِمُ مَن لا كِفَاء له، يعني الشيطانَ. ويروى: لا

أُقاوِلُ.والكَفِيءُ: النَّظِيرُ، وكذلك الكُفْءُ والكُفُوءُ، على فُعْلٍ

وفُعُولٍ. والمصدر الكَفَاءةُ، بالفتح والمدّ.

وتقول: لا كِفَاء له، بالكسر، وهو في الأَصل مصدر، أَي لا نظير له.

والكُفْءُ: النظير والمُساوِي. ومنه الكفَاءةُ في النِّكاح، وهو أَن

يكون الزوج مُساوِياً للمرأَة في حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وبَيْتِها وغير ذلك.

وتَــكافَأَ الشَّيْئانِ: تَماثَلا.

وَــكافَأَــه مُــكافَأَــةً وكِفَاءً: ماثَلَه. ومن كلامهم: الحمدُ للّه كِفاءَ

الواجب أَي قَدْرَ ما يكون مُكافِئاً له. والاسم: الكَفاءة والكَفَاءُ. قال:

فَأَنْكَحَها، لا في كَفَاءٍ ولا غِنىً، * زِيادٌ، أَضَلَّ اللّهُ سَعْيَ زِيادِ

وهذا كِفَاءُ هذا وكِفْأَتُه وكَفِيئُه وكُفْؤُه وكُفُؤُه وكَفْؤُه، بالفتح عن كراع، أَي مثله، يكون هذا في كل شيء. قال أَبو زيد: سمعت امرأَة من عُقَيْل وزَوجَها يَقْرآن: لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كُفىً

أَحَدٌ، فأَلقى الهمزة وحَوَّل حركتها على الفاء. وقال الزجاج: في قوله تعالى: ولم يَكُنْ له كُفُؤاً أَحَدٌ؛ أَربعةُ أَوجه القراءة، منها ثلاثة: كُفُؤاً، بضم الكاف والفاء، وكُفْأً، بضم الكاف وإِسكان الفاء، وكِفْأً، بكسر الكاف وسكون الفاء، وقد قُرئ بها، وكِفاءً، بكسر الكاف والمدّ، ولم يُقْرَأْ بها. ومعناه: لم يكن أَحَدٌ مِثْلاً للّه، تعالى ذِكْرُه. ويقال: فلان كَفِيءُ فلان وكُفُؤُ فلان.

وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر والكسائي وعاصم كُفُؤاً، مثقلاً مهموزاً. وقرأَ حمزة كُفْأً، بسكون الفاء مهموزاً، وإِذا وقف قرأَ كُفَا، بغير همز. واختلف عن نافع فروي عنه: كُفُؤاً، مثل أَبي عَمْرو، وروي: كُفْأً، مثل حمزة.

والتَّكافُؤُ: الاسْتِواء.

وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: الـمُسْلِمُونَ تَتَــكافَأُ

دِماؤُهم. قال أَبو عبيد: يريد تَتساوَى في الدِّياتِ والقِصاصِ، فليس لشَرِيف على وَضِيعٍ فَضْلٌ في ذلك.

وفلان كُفْءُ فلانةَ إِذا كان يَصْلُح لها بَعْلاً، والجمع من كل ذلك:

أَكْفَاء.

قال ابن سيده: ولا أَعرف للكَفْءِ جمعاً على أَفْعُلٍ ولا فُعُولٍ.

وحَرِيٌّ أَن يَسَعَه ذلك، أَعني أَن يكون أَكْفَاء جمعَ كَفْءٍ، المفتوحِ

الأَول أَيضاً.

وشاتان مُــكافَأَــتانِ: مُشْتَبِهتانِ، عن ابن الأَعرابي. وفي حديث

العَقِيقةِ عن الغلام: شاتانِ مُكافِئَتانِ أَي مُتَساوِيَتانِ في السِّنِّ أَي

لا يُعَقُّ عنه إِلاّ بمُسِنَّةٍ، وأَقلُّه أَن يكون جَذَعاً، كما يُجْزِئُ في الضَّحايا. وقيل: مُكافِئَتانِ أَي مُسْتوِيتانِ أَو مُتقارِبتانِ.

واختار الخَطَّابِيُّ الأَوَّلَ، قال: واللفظة مُكافِئَتانِ، بكسر الفاء، يقال: كافَأَــه يُكافِئهُ فهو مُكافِئهُ أَي مُساوِيه.

قال: والمحدِّثون يقولون مُــكافَأَــتَانِ، بالفتح. قال: وأَرى الفتح أَولى

لإِنه يريد شاتين قد سُوِّيَ بينهما أَي مُساوًى بينهما. قال: وأَما

بالكسر فمعناه أَنهما مُساوِيتَان، فيُحتاجُ أَن يذكر أَيَّ شيء ساوَيَا،

وإِنما لو قال مُتكافِئتان كان الكسر أَولى.

وقال الزمخشري: لا فَرْق بين المكافِئَتيْنِ والمُــكافَأَــتَيْنِ، لأَن كل

واحدة إِذا كافَأَــتْ أُختَها فقد كُوفِئَتْ، فهي مُكافِئة ومُــكافَأَــة، أَو يكون معناه: مُعَادَلَتانِ، لِما يجب في الزكاة والأُضْحِيَّة من

الأَسنان. قال: ويحتمل مع الفتح أَن يراد مَذْبُوحَتان، من كافَأَ الرجلُ بين البعيرين إِذا نحر هذا ثم هذا مَعاً من غير تَفْريق؛ كأَنه يريد شاتين يَذْبحهما في وقت واحد. وقيل: تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلة الأُخرى، وكلُّ شيءٍ ساوَى شيئاً، حتى يكون مثله، فهو مُكافِئٌ له. والمــكافَأَــةُ بين الناس من هذا.

يقال: كافَأْــتُ الرجلَ أَي فَعَلْتُ به مثلَ ما فَعَلَ بي. ومنه الكُفْءُ من الرِّجال للمرأَة، تقول: إِنه مثلها في حَسَبها.

وأَما قوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَ أُختها

لتَكْتَفِئَ ما في صَحْفَتها فإِنما لها ما كُتِبَ لها. فإِن معنى قوله

لِتَكْتَفِئَ: تَفتَعِلُ، من كَفَأْتُ القِدْرَ وغيرها إِذا كَبَبْتها لتُفْرِغَ ما فيها؛ والصَّحْفةُ: القَصْعةُ. وهذا مثل لإِمالةِ الضَّرَّةِ حَقَّ صاحِبَتها من زوجها إِلى نَفْسِها إِذا سأَلت طلاقَها ليَصِير حَقُّ الأُخرى كلُّه من زوجِها لها. ويقال: كافَأَ الرجلُ بين فارسين برُمْحِه إِذا والَى بينهما فَطَعنَ هذا ثم هذا. قال الكميت:

نَحْر الـمُكافِئِ، والـمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ

والـمَكْثُورُ: الذي غَلَبه الأََقْرانُ بكثرتهم. يهْتَبلُ: يَحْتالُ للخلاص. ويقال: بَنَى فلان ظُلَّةً يُكافِئُ بها عينَ الشمسِ ليَتَّقيَ حَرَّها.

قال أَبو ذرّ، رضي اللّه عنه، في حديثه: ولنا عَباءَتانِ نُكافِئُ بهما عَنَّا عَيْنَ الشمسِ أَي نُقابِلُ بهما الشمسَ ونُدافِعُ، من

الـمُــكافَأَــة: الـمُقاوَمة، وإِنِّي لأَخْشَى فَضْلَ الحِساب.

وكَفَأَ الشيءَ والإِنَاءَ يَكْفَؤُه كَفْأً وكَفَّأَهُ فَتَكَفَّأَ، وهو مَكْفُوءٌ، واكْتَفَأَه مثل كَفَأَه: قَلَبَه. قال بشر بن أَبي خازم:

وكأَنَّ ظُعْنَهُم، غَداةَ تَحَمَّلُوا، * سُفُنٌ تَكَفَّأُ في خَلِيجٍ مُغْرَبِ

وهذا البيت بعينه استشهد به الجوهري على تَكَفَّأَتِ المرأَةُ في

مِشْيَتِها: تَرَهْيَأَتْ ومادَتْ، كما تَتَكَفَّأُ النخلة العَيْدانَةُ.

الكسائي: كَفَأْتُ الإِناءَ إِذا كَبَبْتَه، وأَكْفَأَ الشيءَ: أَمَاله، لُغَيّة، وأَباها الأَصمعي.

ومُكْفِئُ الظُّعْنِ: آخِرُ أَيام العَجُوزِ.

والكَفَأُ: أَيْسَرُ المَيَلِ في السَّنام ونحوه؛ جملٌ أَكْفَأُ وناقة كَفْآءُ. ابن شميل: سَنامٌ أَكْفَأُ وهو الذي مالَ على أَحَدِ جَنْبَي البَعِير، وناقة كَفْآءُ وجَمَل أَكْفَأُ، وهو من أَهْوَنِ عُيوب البعير، لأَنه إِذا سَمِنَ اسْتَقامَ سَنامُه. وكَفَأْتُ الإِناءَ: كَبَبْته. وأَكْفَأَ الشيءَ: أَمالَه، ولهذا قيل: أَكْفَأْتُ القَوْسَ إِذا أَملْتَ رأْسَها ولم تَنْصِبْها نَصْباً حتى تَرْمِيَ عنها. غيره: وأَكْفَأَ القَوْسَ : أَمَالَ رأْسَها ولم يَنْصِبْها نَصْباً حين يَرْمِي عليها(1)

(1 قوله «حين يرمي عليها» هذه عبارة المحكم وعبارة الصحاح حين يرمي عنها.). قال ذو الرمة:

قَطَعْتُ بها أَرْضاً، تَرَى وَجْهَ رَكْبِها، * إِذا ما عَلَوْها، مُكْفَأً، غيرَ ساجِعِ

أَي مُمالاً غيرَ مُستَقِيمٍ. والساجِعُ: القاصِدُ الـمُسْتَوِي الـمُسْتَقِيمُ. والـمُكْفَأُ: الجائر، يعني جائراً غير قاصِدٍ؛ ومنه السَّجْعُ في القول.

وفي حديث الهِرّة: أَنه كان يُكْفِئُ لها الإِناءَ أَي يُمِيلُه لتَشْرَب منه بسُهولة.

وفي حديث الفَرَعَة: خيرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بوَبَرِه،

وتُكْفِئُ إِناءَك، وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَكُبُّ إِناءَكَ لأَنه لا يَبْقَى لك لَبن تحْلُبه فيه. وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَجْعَلُها والِهَةً بِذبْحِك ولَدَها.

وفي حديث الصراط: آخِرُ مَن يَمرُّ رجلٌ يَتَكَفَّأُ به الصراطُ، أَي

يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ.

وفي حديث دُعاء الطّعام: غيرَ مُكْفَإٍ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً

عنه رَبَّنا، أَي غير مردود ولا مقلوب، والضمير راجع إِلى الطعام. وفي رواية غيرَ مَكْفِيٍّ، من الكفاية، فيكون من المعتلِّ. يعني: أنَّ اللّه تعالى هو الـمُطْعِم والكافي، وهو غير مُطْعَم ولا مَكْفِيٍّ، فيكون الضمير راجعاً إِلى اللّه عز وجل. وقوله: ولا مُوَدَّعٍ أَي غيرَ متروك الطلب إِليه والرَّغْبةِ فيما عنده. وأَما قوله: رَبَّنا، فيكون على الأَول منصوباً على النداء المضاف بحذف حرف النداء، وعلى الثاني مرفوعاً على الابتداءِ المؤَخَّر أَي ربُّنا غيرُ مَكْفِيٍّ ولا مُوَدَّعٍ، ويجوز أَن يكون الكلام راجعاً إِلى الحمد كأَنه قال: حمداً كثيراً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مُودَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عنه أَي عن الحمد.

وفي حديث الضحية: ثم انْكَفَأَ إِلى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فذبحهما،

أَي مالَ ورجع.

وفي الحديث: فأَضَعُ السيفَ في بطنِه ثم أَنْكَفِئُ عليه. وفي حديث

القيامة: وتكون الأَرضُ خُبْزةً واحدة يَكْفَؤُها الجَبَّار بيده كما يَكْفَأُ أَحدُكم خُبْزَته في السَّفَر. وفي رواية: يَتَكَفَّؤُها، يريد الخُبْزة التي يَصْنَعُها الـمُسافِر ويَضَعُها في الـمَلَّة، فإِنها لا تُبْسَط كالرُّقاقة، وإِنما تُقَلَّب على الأَيدي حتى تَسْتَوِيَ.

وفي حديث صفة النبي، صلى اللّه عليه وسلم: أَنه كان إِذا مشَى تَكَفَّى تَكَفِّياً. التَّكَفِّي: التَّمايُلُ إِلى قُدَّام

كما تَتَكَفَّأُ السَّفِينةُ في جَرْيها. قال ابن الأَثير: روي مهموزاً وغير مهموز. قال: والأَصل الهمز لأَن مصدر تَفَعَّلَ من الصحيح تَفَعُّلٌ كَتَقَدَّمَ تَقَدُّماً، وتَكَفَّأَ تَكَفُّؤاً، والهمزة حرف صحيح، فأَما إِذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه نحو تَحَفَّى تَحَفِّياً، وتَسَمَّى تَسَمِّياً، فإِذا خُفِّفت الهمزةُ التحقت بالمعتل وصار تَكَفِّياً بالكسر. وكلُّ شيءٍ أَمَلْته فقد كَفَأْتَه، وهذا كما جاءَ أَيضاً أَنه كان إِذا مَشَى كأَنَّه يَنْحَطُّ في صَبَبٍ. وكذلك قوله: إِذا مَشَى تَقَلَّع، وبعضُه مُوافِقٌ بعضاً ومفسره. وقال ثعلب في تفسير قوله: كأَنما يَنْحَطُّ في صَبَبٍ: أَراد أَنه قَوِيُّ البَدَن، فإِذا مَشَى فكأَنما يَمْشِي على صُدُور قَدَمَيْه من القوَّة، وأَنشد:

الواطِئِينَ على صُدُورِ نِعالِهِمْ، * يَمْشُونَ في الدَّفَئِيِّ والأَبْرادِ

والتَّكَفِّي في الأَصل مهموز فتُرِك همزه، ولذلك جُعِل المصدر

تَكَفِّياً. وأَكْفَأَ في سَيره: جارَ عن القَصْدِ. وأَكْفَأَ في الشعر: خالَف

بين ضُروبِ إِعْرابِ قَوافِيه، وقيل: هي الـمُخالَفةُ بين هِجاءِ

قَوافِيهِ، إِذا تَقارَبَتْ مَخارِجُ الحُروفِ أَو تَباعَدَتْ. وقال بعضهم:

الإِكْفَاءُ في الشعر هو الـمُعاقَبَةُ بين الراء واللام، والنون والميم. قال الأَخفش: زعم الخليل أَنَّ الإِكْفَاءَ هو الإِقْواءُ، وسمعته من غيره من أَهل العلم.

قال: وسَأَلتُ العَربَ الفُصَحاءَ عن الإِكْفَاءِ، فإِذا هم يجعلونه الفَسادَ في آخِر البيت والاخْتِلافَ من غير أَن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً، إِلاَّ أَني رأَيت بعضهم يجعله اختلاف الحُروف، فأَنشدته:

كأَنَّ فا قارُورةٍ لم تُعْفَصِ،

منها، حِجاجا مُقْلةٍ لم تُلْخَصِ،

كأَنَّ صِيرانَ الـمَها الـمُنَقِّزِ

فقال: هذا هو الإِكْفَاءُ. قال: وأَنشد آخَرُ قوافِيَ على حروف مختلفة، فعابَه، ولا أَعلمه إِلاَّ قال له: قد أَكْفَأْتَ. وحكى الجوهريّ عن الفرَّاءِ: أَكْفَأَ الشاعر إِذا خالَف بين حَركات الرَّوِيّ، وهو مثل الإِقْواءِ. قال ابن جني: إِذا كان الإِكْفَاءُ في الشِّعْر مَحْمُولاً على الإِكْفاءِ في غيره، وكان وَضْعُ الإِكْفَاءِ إِنما هو للخلافِ ووقُوعِ الشيءِ على غير وجهه، لم يُنْكَر أَن يسموا به الإِقْواءَ في اخْتلاف حُروف الرَّوِيِّ جميعاً، لأَنَّ كلَّ واحد منهما واقِعٌ على غير اسْتِواءٍ. قال الأَخفش: إِلا أَنِّي رأَيتهم، إِذا قَرُبت مَخارِجُ الحُروف، أَو كانت من مَخْرَج واحد، ثم اشْتَدَّ تَشابُهُها، لم تَفْطُنْ لها عامَّتُهم، يعني عامَّةَ العرب. وقد عاب الشيخ أَبو محمد بن بري على الجوهريّ قوله: الإِكْفَاءُ في الشعر أَن يُخالَف بين قَوافِيه، فيُجْعَلَ بعضُها ميماً وبعضها

طاءً، فقال: صواب هذا أَن يقول وبعضها نوناً لأَن الإِكْفَاءَ إِنما يكون في الحروف الـمُتقارِبة في المخرج، وأَما الطاء فليست من مخرج الميم. والـمُكْفَأُ في كلام العرب هو الـمَقْلُوب، وإِلى هذا يذهبون. قال الشاعر:

ولَمَّا أَصابَتْنِي، مِنَ الدَّهْرِ، نَزْلةٌ، * شُغِلْتُ، وأَلْهَى الناسَ عَنِّي شُؤُونُها

إِذا الفارِغَ الـمَكْفِيَّ مِنهم دَعَوْتُه، * أَبَرَّ، وكانَتْ دَعْوةً يَسْتَدِيمُها

فَجَمَعَ الميم مع النون لشبهها بها لأَنهما يخرجان من الخَياشِيم. قال وأَخبرني من أَثق به من أَهل العلم أَن ابنة أَبِي مُسافِعٍ قالت تَرْثِي أَباها، وقُتِلَ،

وهو يَحْمِي جِيفةَ أَبي جَهْل بن هِشام:

وما لَيْثُ غَرِيفٍ، ذُو * أَظافِيرَ، وإِقْدامْ

كَحِبِّي، إِذْ تَلاَقَوْا، و * وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانْ

وأَنتَ الطَّاعِنُ النَّجلا * ءَ، مِنْها مُزْبِدٌ آنْ

وبالكَفِّ حُسامٌ صا * رِمٌ، أَبْيَضُ، خَدّامْ

وقَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ، * فما تُخْنِي بِصُحْبانْ

قال: جمعوا بين الميم والنون لقُرْبهما، وهو كثير. قال: وقد سمعت من العرب مثلَ هذا ما لا أُحْصِي.

قال الأَخفش: وبالجملة فإِنَّ الإِكْفاءَ الـمُخالَفةُ. وقال في قوله:

مُكْفَأً غير ساجِعِ: الـمُكْفَأُ ههنا: الذي ليس بِمُوافِقٍ. وفي حديث

النابغة أَنه كان يُكْفِئُ في شِعْرِه: هو أَن يُخالَفَ بين حركات الرَّويّ رَفْعاً ونَصباً وجرّاً. قال: وهو كالإِقْواء، وقيل: هو أَن يُخالَف بين قَوافِيه، فلا يلزم حرفاً واحداً.

وكَفَأَ القومُ: انْصَرَفُوا عن الشيءِ. وكَفَأَهُم عنه كَفْأً: صَرَفَهم. وقيل: كَفَأْتُهُم كَفْأً إِذا أَرادوا وجهاً فَصَرَفْتَهم عنه إِلى غيره، فانْكَفَؤُوا أَي رَجَعُوا.

ويقال: كان الناسُ مُجْتَمِعِينَ فانْكَفَؤُوا وانْكَفَتُوا، إِذا

انهزموا. وانْكَفَأَ القومُ: انْهَزَمُوا.

(يتبع...)

(تابع... 1): كفأ: كافَأَــهُ على الشيء مُــكافأَــةً وكِفَاءً: جازاه. تقول: ما لي بهِ... ...

وكَفَأَ الإِبلَ: طَرَدَها. واكْتَفَأَها: أَغارَ عليها، فذهب بها.

وفي حديث السُّلَيْكِ بن السُّلَكةِ: أَصابَ أَهْلِيهم وأَموالَهم، فاكْتَفَأَها.

والكَفْأَةُ والكُفْأَةُ في النَّخل: حَمْل سَنَتِها، وهو في الأَرض زِراعةُ سنةٍ. قال:

غُلْبٌ، مَجالِيحُ، عنْدَ الـمَحْلِ كُفْأَتُها، * أَشْطانُها، في عِذابِ البَحْرِ، تَسْتَبِقُ (1)

(1 قوله «عذاب» هو في غير نسخة من المحكم بالذال المعجمة مضبوطاً كما ترى وهو في التهذيب بالدال المهملة مع فتح العين.)

أَراد به النخيلَ، وأَرادَ بأَشْطانِها عُرُوقَها؛ والبحرُ ههنا: الماءُ

الكَثِير، لأَن النخيل لا تشرب في البحر.

أَبو زيد يقال: اسْتَكْفَأْتُ فلاناً نخلةً إِذا سأَلته ثمرها سنةً، فجعل

للنخل كَفْأَةً، وهو ثَمَرُ سَنَتِها، شُبِّهت بكَفْأَةِ الإِبل.

واسْتَكْفَأْتُ فلاناً إِبِلَه أَي سأَلتُه نِتاجَ إِبِلِه سَنةً، فَأَكْفَأَنِيها أَي أَعْطاني لَبَنها ووبرَها وأَولادَها منه. والاسم: الكَفْأَة والكُفْأَة، تضم وتفتح. تقول: أَعْطِني كَفْأَةَ ناقَتِك وكُفْأَةَ ناقَتِك.

غيره: كَفْأَةُ الإِبل وكُفْأَتُها: نِتاجُ عامٍ.

ونَتَجَ الإِبلَ كُفْأَتَيْنِ. وأَكْفأَها إِذا جَعَلَها كَفْأَتين، وهو أَن يَجْعَلَها نصفين يَنْتِجُ كل عام نصفاً، ويَدَعُ نصفاً، كما يَصْنَعُ بالأَرض بالزراعة، فإِذا كان العام الـمُقْبِل أَرْسَلَ الفحْلَ في النصف الذي لم يُرْسِله فيه من العامِ الفارِطِ، لأَنَّ أَجْوَدَ الأَوقاتِ، عند العرب في نِتاجِ الإِبل، أَن تُتْرَكَ الناقةُ بعد نِتاجِها سنة لا يُحْمَل عليها الفَحْل ثم تُضْرَبُ إِذا أَرادت الفحل. وفي الصحاح: لأَنّ أَفضل النِّتاج أن تُحْمَلَ على الإِبل الفُحولةُ عاماً،

وتُتْرَكَ عاماً، كما يُصْنَع بالأَرض في الزّراعة، وأَنشد قول ذي الرمة:

تَرَى كُفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ، ولَم يَجِدْ * لَها ثِيلَ سَقْبٍ، في النِّتاجَيْنِ، لامِسُ

وفي الصحاح: كِلا كَفْأَتَيْها، يعني: أَنها نُتِجَتْ كلها إِناثاً، وهو

محمود عندهم. وقال كعب بن زهير:

إِذا ما نَتَجْنا أَرْبَعاً، عامَ كُفْأَةٍ، * بَغاها خَناسِيراً، فأَهْلَكَ أَرْبَعا

الخَناسِيرُ: الهَلاكُ. وقيل: الكَفْأَةُ والكُفْأَةُ: نِتاجُ الإِبل بعد حِيالِ سَنةٍ. وقيل: بعدَ حِيالِ سنةٍ وأَكثرَ. يقال من ذلك: نَتَجَ فلان إِبله كَفْأَةً وكُفْأَةً، وأَكْفَأْتُ في الشاءِ: مِثلُه في الإِبل.

وأَكْفَأَتِ الإِبل: كَثُر نِتاجُها. وأَكْفَأَ إِبلَه وغَنَمَهُ فلاناً: جَعل له أَوبارَها وأصْوافَها وأَشْعارَها وأَلْبانَها وأَوْلادَها.

وقال بعضهم: مَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه وكُفْأَتَها: وَهَب له أَلبانَها

وأَولادها وأصوافَها سنةً ورَدَّ عليه الأُمَّهاتِ. ووَهَبْتُ له كَفْأَةَ

ناقتِي وكُفْأَتها، تضم وتفتح، إِذا وهبت له ولدَهَا ولبنَها ووبرها سنة.

واسْتَكْفَأَه، فأَكْفَأَه: سَأَلَه أَن يجعل له ذلك. أَبو زيد: اسْتَكْفَأَ زيدٌ عَمراً ناقَتَه إِذا سأَله أَن يَهَبَها له وولدها ووبرها سنةً. وروي عن الحرث بن أَبي الحَرِث الأَزْدِيِّ من أَهل نَصِيبِينَ: أَن أَباه اشْتَرَى مَعْدِناً بمائةِ شاة مُتْبِع، فأَتَى أُمَّه، فاسْتَأْمَرها، فقالت: إِنك اشتريته بثلثمائة شاة: أُمُّها مائةٌ، وأَولادُها مائة شاة، وكُفْأَتُها مائة شاة، فَنَدِمَ، فاسْتَقالَ صاحِبَه، فأَبَى أنْ يُقِيلَه، فَقَبَضَ الـمَعْدِنَ، فأَذابَه وأَخرج منه ثَمَنَ ألف شاةٍ، فأَثَى به صاحِبُه إِلى عليّ، كَرُّم اللّه وجهه، فقال: إِنَّ أَبا الحرث أَصابَ رِكازاً؛ فسأَله عليّ، كرّم اللّه وجهه، فأَخبره أَنه اشتراه بمائة شاة مُتْبِع. فقال عليّ: ما أَرَى الخُمُسَ إِلاّ على البائِعِ، فأَخذَ الخُمُس من الغنم؛ أَراد بالـمُتْبِع: التي يَتْبَعُها أَولادُها. وقوله أَثَى به أَي وَشَى به وسَعَى به، يَأْثُوا أَثْواً.

والكُفْأَةُ أَصلها في الإِبل: وهو أَن تُجْعَلَ الإِبل قَطْعَتَيْن يُراوَحُ بينهما في النِّتاجِ، وأَنشد شمر:

قَطَعْتُ إِبْلي كُفْأَتَيْنِ ثِنْتَيْن، * قَسَمْتُها بقِطْعَتَيْنِ نِصْفَيْن

أَنْتِجُ كُفْأَتَيْهِما في عامَيْن، * أَنْتِجُ عاماً ذِي، وهذِي يُعْفَيْن

وأَنْتِجُ الـمُعْفَى مِنَ القَطِيعَيْن، * مِنْ عامِنا الجَائي، وتِيكَ يَبْقَيْن

قال أَبو منصور: لمْ يزد شمر على هذا التفسير. والمعنى: أَنَّ أُمَّ

الرجل جعلَت كُفْأَةَ مائةِ شاةٍ في كل نِتاجٍ مائةً. ولو كانت إِبلاً كان كُفْأَةُ مائةٍ من الإِبلِ خَمْسين، لأَن الغنمَ يُرْسَلُ الفَحْلُ فيها

وقت ضِرابِها أَجْمَعَ، وتَحْمِلُ أَجْمَع، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَلُ

عليها سَنةً، وسنةً لا يُحْمَلُ عليها. وأَرادتْ أُمُّ الرجل تَكْثِيرَ

ما اشْتَرى به ابنُها، وإعلامَه أَنه غُبِنَ فيما ابْتاعَ، فَفَطَّنَتْه أَنه كأَنه اشْتَرَى الـمَعْدِنَ بِثلثمائة شاةٍ، فَنَدِمَ الابنُ واسْتَقالَ بائعَه، فأَبَى، وبارَكَ اللّهُ له في الـمَعْدِن، فَحَسَده البائع على كثرة الرِّبح، وسَعَى به إِلى عَليٍّ، رضي اللّه عنه، ليأْخذ منه الخمس، فَأَلْزَمَ الخُمُسَ البائِعَ، وأَضرَّ السَّاعِي بِنَفْسِه في

سِعايَته بصاحِبِه إليه.

والكِفاءُ، بالكسر والمَدّ: سُتْرةٌ في البيت مِنْ أَعْلاه إِلى أَسْفَلِه من مُؤَخَّرِه. وقيل: الكِفاءُ الشُّقَّة التي تكون في مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ. وقيل: هو شُقَّةٌ أَو شُقَّتان يُنْصَحُ إحداهما بالأُخرى ثم يُحْمَلُ به مُؤَخَّر الخبَاءِ. وقيل: هو كِساءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ كالإِزارِ حتى يَبْلُغَ الأَرضَ. وقد أَكْفَأَ البيتَ إِكْفاءً، وهو مُكْفَأٌ، إِذا عَمِلْتَ له كِفَاءً. وكِفَاءُ البيتِ: مؤَخَّرُه. وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: رأَى شاةً في كِفَاءِ البيت، هو من ذلك، والجمعُ أَكْفِئةٌ، كَحِمارٍ وأَحْمِرةٍ.

ورجُلٌ مُكْفَأُ الوجهِ: مُتَغَيِّرُه ساهِمُه. ورأَيت فلاناً مُكْفَأَ الوَجْهِ إِذا رأَيتَه كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً. ويقال: رأَيته مُتَكَفِّئَ اللَّوْنِ ومُنْكَفِتَ اللّوْنِ(1)

(1 قوله «متكفّئ اللون ومنكفت اللون» الأول من التفعل والثاني من الأنفعال كما يفيده ضبط غير نسخة من التهذيب.)

أَي مُتَغَيِّرَ اللّوْنِ.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه انْكَفَأَ لونُه عامَ الرَّمادة أَي تَغَيّر لونُه عن حاله. ويقال: أَصْبَحَ فلان كَفِيءَ اللّونِ مُتَغَيِّرَه، كأَنه كُفِئَ، فهو مَكْفُوءٌ وكَفِيءٌ. قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة:

وأَسْمَرَ، من قِداحِ النَّبْعِ، فَرْعٍ، * كَفِيءِ اللّوْنِ من مَسٍّ وضَرْسِ

أَي مُتَغَيِّرِ اللونِ من كثرة ما مُسِحَ وعُضَّ. وفي حديث

الأَنصاريِّ: ما لي أَرى لَوْنَك مُنْكَفِئاً؟ قال: من الجُوعِ. وقوله في الحديث:

كان لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا من مُكافِئٍ. قال القتيبي: معناه إِذا أَنْعَمَ على رجل نِعْمةً فــكافَأَــه بالثَّنَاءِ عليه قَبِلَ ثَنَاءَه، وإِذا أَثْنَى قَبْلَ أَن يُنْعِمَ عليه لم يَقْبَلْها. قال ابن الأَثير، وقال ابن الأَنباري: هذا غلط، إِذ كان أَحد لا يَنْفَكُّ من إِنْعام النبيِّ، صلى اللّه عليه وسلم، لأَنَّ اللّه، عز وجل، بَعَثَه رَحْمةً للناس كافَّةً، فلا يَخرج منها مُكافِئٌ ولا غير مُكافِئٍ، والثَّنَاءُ عليه فَرْضٌ لا يَتِمُّ الإِسلام إِلا به. وإنما المعنى: أَنه لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ عليه إِلا من رجل يعرف حقيقة إِسلامه، ولا يدخل عنده في جُمْلة الـمُنافِقين الذين يَقولون بأَلسنتهم ما ليس في قلوبهم.

قال: وقال الأَزهريّ: وفيه قول ثالث: إِلاّ من مُكافِئٍ أَي مُقارِبٍ

غير مُجاوِزٍ حَدَّ مثلِه، ولا مُقصِّر عما رَفَعَه اللّه إليه.

كفأ
: ( {كَافَأَــهُ) على الشَّيْء (} مُــكَافَأَــةً {وكِفَاءً) كَقِتَالٍ أَي (جَازَاهُ) ، تَقول: مَا لي بِهِ قِبَلٌ وَلَا} كِفَاءٌ، أَي مَالِي بِهِ طاقَةٌ على أَنِّي {أُكافِئُه (و) } كافأَ (فُلاناً) مُــكافأَ وكِفَاءً (: مَاثَلَه) ، وَتقول: لَا {كِفَاءَ لَهُ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ فِي الأَصل مصدرٌ، أَي لَا نَظِيرَ لَهُ، وَقَالَ حَسَّانُ بن ثَابت:
وَرُوح القُدْسِ لَيْسَ لَهُ} كِفَاءُ
أَي جبريلُ عَلَيْهِ السلامُ لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ وَلَا مَثيلٌ. وَفِي الحَدِيث: (فَنَظَر إِليهم فَقال: مَنْ {يُكَافِىءُ هَؤُلَاءِ) ، وَفِي حَدِيث الأَحنف: لَا أُقَاوِمُ منّ لَا كِفَاءَ لَهُ. يَعْنِي الشيطانَ، ويروى: لَا أُقاوِلُ (و) } كافَأَــه (: رَاقَبَهُ، و) من كَلَامهم: (الحَمْدُ لِلَّهِ كِفَاءَ الوَاجِبِ، أَي) قدر (مَا يَكُونُ {مُكَافِئاً لَهُ، والاسْمُ} الكَفَاءَةُ {والكَفَاءُ بفتحهما ومَدِّهما، هَذَا} كِفَاؤُهُ) بِالْكَسْرِ والمدّ، قَالَ الشَّاعِر:
فَأَنْكَحَها لاَ فِي كِفَاءٍ وَلاَ غِنى
زِيَادٌ أَضَلَّ اللَّهُ سَعْيَ زِيَادِ
( {وَكِفْأَتُه) بِكَسْر فَسُكُون وَفِي بعض النّسخ بِالْفَتْح والمدّ (} وكَفِيئُهُ) كأَميرٍ ( {وكُفْؤُهُ) كقُفْلٍ (} وكَفْؤُهُ) بِالْفَتْح عَن كرَاع ( {وَكِفْؤُهُ) بِالْكَسْرِ (} وكُفُوءُهُ) بِالضَّمِّ والمدّ أَي (مِثْلُه) يكون ذَلِك فِي كلّ شَيْء، وَفِي (اللِّسَان) : {الكُفْءُ: النظير والمُساوِي، وَمِنْه الكَفَاءَة فِي النّكاح، وَهُوَ أَن يكون الزَّوْجُ مُساوِياً للمرأَةِ فِي حَسَبِا ودِينِها ونَسَبِها وَبيْتِها وغَيْر ذَلِك. قَالَ أَبو زيد: سمعتُ امرأَةً من عُقَيْلٍ وزَوْجَها يقرآنِ {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ} كُفُؤاً أَحَدٌ} (الْإِخْلَاص: 3، 4) فأَلقى الهمزةَ وحوَّل حَركتَها على الفاءِ، وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} أَربعة أَوْجُهٍ، القراءَةُ مِنْهَا ثلاثةٌ: كُفُؤاً بِضَم الْكَاف والفاءِ، {وكُفْأً بِضَم الْكَاف وَسُكُون الفاءِ،} وكِفْأً بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الْفَاء، وَقد قرىء بهَا،! وكِفَاءً بِكَسْر الْكَاف والمدّ، وَلم يُقْرَأْ بهَا، وَمَعْنَاهُ لم يكن أَحدٌ مِثلاً لله تَعَالَى جَلَّ ذِكْرُه، وَيُقَال: فُلانٌ {- كَفِيءُ فلانٍ} وَكُفُؤُ فلانٍ، وَقد قرأَ ابْن كَثيرٍ وأَبو عَمْرو وابنُ عامرٍ والكسائيُّ وعاصمٌ كُفُؤًا مُثقَّلاً مهموزاً، وقرأَ حَمزة بِسُكُون الفَاء مهموزاً، وإِذا وَقَف قرأَ كُفَا، بِغَيْر همزَة، واختُلِف عَن نَافِع فَرُوِي عَنهُ كُفُؤًا، مثل أَبي عَمْرو، وروى كُفْأً مثل حَمْزَة. (ج) أَي من كلّ ذَلِك ( {أَكْفَاءٌ) . قَالَ ابنُ سِيده: وَلَا أَعرف} للكَفْءِ جمعا على أَفْعَلٍ وَلَا فُعُولٍ وحَرِيءٌ أَن يَسَعه ذَلِك، أَعني أَن يكون أَكْفاء جَمْعَ كَفْءٍ المَفْتوح الأَوّل. (وكِفَاءٌ) جمع كَفِيءٍ، ككِرام وكَريم، والأَكفاء، كقُفْلٍ وأَقْفالٍ، وحِمْل وأَحمال، وعُنُقٍ وأَعْنَاق.
{وكَفَأَ القومُ: انصرفوا عَن الشيءِ (} وكَفَأَهُ كمَنَعَه) عَنهُ كَفْأً (: صَرَفَه) وَقيل {كَفَأْتُهم كَفْأً إِذا أَرادوا وَجْهاً فَصَرفْتَهم عَنهُ إِلى غَيره} فانكَفَئوا رَجَعُوا. (و) كَفَأَ الشْيءَ والإِناءَ {يَكْفَؤُه كَفْأً} وكَفَّأَه {فَتَكَفَّأَ، وَهُوَ} مَكْفُوءٌ (: كَبَّهُ) . حَكَاهُ صَاحب الواعي عَن الْكسَائي، وعبدُ الْوَاحِد اللّغَوِيّ عَن ابْن الأَعرابي، وَمثله حُكِيَ عَن الأَصمعي، وَفِي الفَصيح: {كَفَأْتُ الإِناءَ: كَبَبْتُه (و) عَن ابنِ دُرُسْتَوَيْه:} كَفَأَه بِمَعْنى (: قَلَبَهُ) حَكَاهُ يَعْقُوب فِي إِصلاح الْمنطق، وأَبو حاتمٍ فِي تَقْوِيم الْمُفْسد، عَن الأَصمعي، والزجّاج فِي فعلت وأَفعلت، وأَبو زيد فِي كتاب الْهَمْز، وكل مِنهما صحيحٌ. قَالَ شَيخنَا: وَزعم ابنُ دُرستويه أَن معنى قَلَبه أَمَالَه عَن الاستواءِ، كَبَّه أَو لَمْ يَكُبَّهُ، قَالَ: وَلذَلِك قيل:! أَكْفأَ فِي الشِّعْر، لأَنه قَلَبَ القوافِيَ عَن جِهَة استوائِها، فَلَو كَانَ مِثْلَ كَبَبْتُه كَمَا زعم ثعلبٌ لَمَا قِيل فِي القَوافي، لأَنها لَا تُكَبُّ، ثمَّ قَالَ شَيخنَا: وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابنُ دُرستويه لَا مُعَوَّل عَلَيْهِ، بل الصَّحِيح أَن كَبَّ وقَلَبَ وكَفَأَ مُتَّحِدَةٌ فِي الْمَعْنى، انْتهى.
وَيُقَال: كَفَأَ الإِناءَ ( {كَأَكَفَأَهُ) رباعيًّا، نَقله الجوهريُّ عَن ابنِ الأَعرابيّ، وابنُ السكّيت أَيضاً عَنهُ، وابنُ القُوطِيّة وابنُ القطاع فِي الأَفعال، وأَبو عُبيدٍ البكريُّ فِي فَصْل المَقال، وأَبو عُبَيْدٍ فِي المُصَنَّف، وَقَالَ:} كَفَأْتُه، بِغَيْر ألف أفْصح، قَالَه شَيخنَا، وَفِي الْمُحكم أَنَّهَا لغةنادرة، قَالَ: وأباها الْأَصْمَعِي ( {واكتفأه) أَي الْإِنَاء مثل كفأه (و) كفأه أَيْضا بِمَعْنى (تبعه) فِي أَثَره، وكفأ الْإِبِل: [طردها] واكتفأها: أغار عَلَيْهَا فَذهب بهَا
وَفِي حَدِيث السليك ابْن السلكة: أصَاب أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ} فاكتفأها. (و) كفأت (الْغنم فِي الشّعب)
أَي (دخلت) فِيهِ. وأكفأها: أدخلها، وَالظَّاهِر أَن ذكر الْغنم مِثَال فَيُقَال ذَلِك لجَمِيع الْمَاشِيَة
(و) كفأ (فلَانا: طرده) وَالَّذِي فِي اللِّسَان: وكفأ الْإِبِل وَالْخَيْل: طردها (و) كفأ (الْقَوْم) عَن الشَّيْء (انصرفوا) عَنهُ وَرَجَعُوا، وَيُقَال: كانالناس مُجْتَمعين {فانكفئوا (و) انكفتوا إِذا (انْهَزمُوا)
(و) أكفأ فِي سيره (عَن الْقَصْد: جَار. و) أكفأ} وكفأ (: مَال) كانكفأ (و) كفأ وأكفأ (: أمال [وقلب] )
قَالَ ابْن الْأَثِير: وكل شَيْء أملته فقد {كفأته
وَعَن الكسائيّ: أَكْفَأَ الشْيءَ. أَمالَه، لُغَيَّةٌ، وأَبَاها الأَصمعيُّ، وَيُقَال:} أَكْفأْتُ القَوْسَ إِذَا أَملْتَ رأْسَها وَلم تَنْصِبْهَا نَصْباً حِين ترمى عَنْهَا، وَقَالَ بعض: حِين ترمي عَلَيْهَا، قَالَ ذُو الرمة:
قَطَعْتُ بِهَا أَرْضاً تَرَى وَجْهَ رَكْبِهَا
إِذَا مَا عَلَوْهَا {مُكْفَأً غَيْرَ سَاجعٍ
أَي مُمَالاً غَيْرَ مُستقيمٍ، والساجِعُ القاصدُ: المُستَوِى المُستقِيم.} والمُكْفَأُ: الجائر، يَعني جائراً غيرَ قاصدِ، وَمِنْه السَّجْعُ فِي القَولِ. وَفِي حَدِيث الهرَّة أَنه (كَانَ) يُكفِيءُ لَهَا الإِناءَ، أَي يُمِيلُه لِتَشربَ مِنْهُ بسُهولة. وَفِي حَدِيث الفَرَعَةِ: خَيْرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لَحْمُه بِوَبَرِه وتُكْفِيءُ إِناءَكَ وتُولِهُ نَاقَتَكَ. أَي تَكُبُّ إِناءَك (لأَنه) لَا يَبْقَى لَك لَبَنٌ تَحْلُبُه فِيه، وتُولِيهُ ناقَتَكَ، أَي تَجْعَلُها وَالِهَةً بِذَبْحِك ولَدَها.
{ومُكْفِىءُ الظُّعْنِ: آخِرُ أَيَّامِ العَجُوز.
(و) أَكْفَأَ فِي الشِّعْرِ} إِكفاءً (: خَالَف بَيْنَ) ضُروب (إِعْرَابِ القَوَافِي) الَّتِي هِيَ أَواخرُ القَصيدة، وَهُوَ المخالفةُ بَين حَركاتِ الرَّوِيِّ رَفْعاً ونصْباً وجَرًّا، (أَو خَالَفَ بَيْنَ هِجَائِها) أَي القوافي، فَلَا يَلْزَم حَرْفاً وَاحِدًا، تَقَاربَتْ مخارِجُ الحُروف أَو تَباعدَتْ، على مَا جَرَى عَلَيْهِ الجوهريُّ، وَمثله بأَن يَجعل عَلَيْهِ الجوهريُّ، وَمثله بأَن يَجعل بعضَها مِيماً وبعضَها طاءً، لَكِن قد عَابَ ذَلِك عَلَيْهِ ابنُ بَرّيّ.
مثالُ الأَوّلِ:
بُنَيَّ إِنَّ البِرَّ شَيْءٌ هَيِّنُ
المَنْطِقُ اللَّيِّنُ والطُّعَيِّمُ
وَمِثَال الثّاني:
خَلِيلَيَّ سِيرَا واتْرُكا الرَّحْلَ إِنَّنِي
بِمَهْلَكَةٍ والعَاقِبَاتُ تَدُورُ
مَعَ قَوْله:
فَبَيْنَاهُ يَشْرى رَحْلَهُ قَالَ قَائِلٌ
لِمَنْ جَمَلُ رِخْوُ المِلاَطِ نَجِيبُ
وَقَالَ بَعضهم: الإِكفاءُ فِي الشّعْر هُوَ التعاقبُ بِي الراءِ وَاللَّام وَالنُّون.
قلت: وَهُوَ أَي! الإِكفاء أَحَدُ عيُوبِ القافية السّتَّة الَّتِي هِيَ: الإِيطاءُ، والتَّضمينُ، والإِقواءُ، والإِصرافُ، والإِكفاءُ، والسِّنادُ، وَفِي بعض شُروح الْكَافِي: الإِكفاءُ هُوَ اختلافُ الرَّوِيِّ بحُروفٍ مُتَقَارِبَةِ المخارج، أَي كالطَّاءِ مَعَ الدَّالِ، كَقَوْلِه: إِذَا رَكِبْتُ فاجْعلاني وَسَطَا
إِنِّي كَبِيرٌ لاَ أُطِيقُ العُنَّدَا
يُرِيد العُنَّتَ، وَهُوَ من أَقبح الْعُيُوب، وَلَا يجوز لأَحد من المُحدَثين ارتكابه، وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: أَكْفَأَ فِي الشِّعْرِ: قَلَب حَرْفَ الرَّوِيِّ مِن راءٍ إِلى لامٍ، أَو لامٍ إِلى ميمٍ، ونحوِه من الحروفِ المُتقارِبةِ المَخْرَجِ، أَو مخالفةِ إِعرابِ القوافي، انْتهى. (أَوْ) أَكفأَ فِي الشّعْر إِذا (أَقْوَى) فيكونان مُتَرادِفَيْنِ، نَقله الأَخفشُ عَن الخَليل وَابْن عبدِ الحَقّ الإِشْبِيلي فِي الواعي وَابْن طريف فِي الأَفعال، قيل: هما وَاحِد، زَاد فِي الواعي: وَهُوَ قَلْبُ القافية من الجَرِّ إِلى الرّفْع وَمَا أَشبه ذَلِك، مأْخوذٌ من كَفَأْتُ الإِناء: قَلَبْتُه، قَالَ الشَّاعِر:
أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا
لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدِ
زَعَمَ الغُدَافُ بِأَنَّ رِحْلَتَنَا غَداً
وَبِذَاكَ أَخْبَرَنا الغُدَافُ الأَسْوَدُ
وَقَالَ أَبو عُبيدٍ البكريُّ فِي فَصْلِ المَقال: الإِكفاءُ فِي الشّعْر إِذا قُلْتَ بَيْتاً مَرْفُوعا وآخرَ مخفوضاً، كَقَوْل الشَّاعِر:
وهَلْ هِنْدُ إِلاَّ مُهْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ
سَلِيلَةُ أَفْرَاسٍ تَجَلَّلَها بَغْلُ
فَإِن نُتِجَتْ مُهْراً كَرِيماً فَبِالْحَرَى
وَإِنْ يَكُ إِقْرَافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ
(أَوْ أَفْسَدَ فِي آخِرِ البَيْتِ أَيَّ إِفْسَادٍ كانَ) قَالَ الأَخفش: وسأَلت العربَ الفُصحاءَ عَنهُ، فإِذا هم يَجعلونه الفسادَ فِي آخرِ الْبَيْت والاختلافَ، من غير أَنْ يَحُدُّوا فِي ذَلِك شَيْئا، إِلا أَني رأَيتُ بعضَهم يَجعله اختلافَ الْحُرُوف، فأَنشدته:
كَأَنَّ فَا قَارُورَةٍ لم تُعْفَصِ مِنْها حِجَاجَا مُقْلَةٍ لَمْ تُلْخَصِ
كَاينَّ صِيرَانَ المَهَا المُنَقِّزِ
فَقَالَ: هَذَا هُوَ الإِكفاءُ، قَالَ: وأَنشده آخرُ قَوافِيَ على حُروفٍ مُختلفةٍ، فعَابِه، وَلَا أَعلمه إِلاَّ قَالَ لَهُ: قد أَكْفَأْتَ. وَحكى الجوهريُّ عَن الفرَّاءِ: أَكفَأَ الشاعرُ، إِذا خَالف بَين حَركات الرَّوِيِّ، وَهُوَ مِثْلُ الإِقواءِ، قَالَ ابنُ جِنّي: إِذا كَانَ الإِكفاءُ فِي الشّعْرِ مَحْمُولا على الإِكفاء فِي غيرِه، وَكَانَ وَضْعُ الإِكفاء إِنما هُوَ للخلافِ ووقوعِ الشيْءِ على غيرِ وَجْهِهِ لمْ يُنْكَرْ أَنْ يُسَمُّوا بِهِ الإِقواءَ فِي اختلافِ حُرُوف الرَّوِيّ جَمِيعًا، لأَن كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا واقعٌ على غيرِ استواءٍ، قَالَ الأَخفش: إِلا أَني رأَيتهم إِذا قَرُبتْ مَخَارجُ الحُروف، أَو كَانَت من مَخرَجٍ واحدٍ ثمَّ اشتَدَّ تَشابُهُمَا لم يَفْطُنْ لَهَا عَامَّتُهم، يَعْنِي عامَّةَ العربِ، وَقد عَابَ الشيخُ أَبو مُحَمَّد بن بَرِّيَ على الجوهريِّ قولَه: الإِكفاءُ فِي الشّعْر أَن يُخالَف بَين قَوَافِيه فتَجْعَل بعضَها ميماً وبعضَها طاءً، فَقَالَ: صوابُ هَذَا أَن يَقُول: وبعضَها نُوناً، لأَن الإِكفاءَ إِنما يكون فِي الْحُرُوف المتقاربة فِي المَخْرَجِ، وأَمَّا الطاءُ فليستُ من مَخْرَج المِيمِ. والمُكْفَأُ فِي كلامِ الْعَرَب هُوَ المقلوبُ، وإِلى هَذَا يَذهبون، قَالَ الشَّاعِر:
وَلَمَّا أَصَابَتْنِي مِنَ الدَّهْرِ نَزْلَةٌ
شُغِلْتُ وَأَلْهَى النَّاسَ عَنِّي شُؤُونُهَا
إِذَا الفَارِغُ المَكْفِيُّ مِنْهُمْ دَعَوْتُهُ
أَبَرَّ وَكَانَتْ دَعْوَةً تَسْتَدِيمُهَا
فجَعَل الميمَ مَعَ النونِ لشَبهها بهَا، لأَنهما يَخرُجانِ من الخَياشيمِ، قَالَ: وأَخبرني من أَثِقُ بِهِ من أَهلِ العلمِ أَن ابْنَةَ أَبِي مُسافِعٍ قالتْ تَرثي أَباها (وقُتِلَ) وَهُوَ يَحْمِي جِيفَةَ أَبي جَهْلِ بنِ هِشامِ:
وَمَا لَيْثُ غَرِيفٍ ذُو
أَظَافِيرَ وَإِقْدَامْ
كَحِبِّي إِذْ تَلاَقَوْا
وَوُجُوهُ القَوْمِ أَقْرَانْ وأَنتَ الطَّاعِنُ النَّجْلاَ
ءَ مِنْهَا مُزْبِدٌ آنْ
وَبِالْكَفِّ حُسَامٌ صَا
رِمٌ أَبْيَضُ خَذَّامْ
وَقَدْ تَرْحَلُ بِالرَّكْبِ
فَمَا تُخْنِى بِصُحْبَانْ
قَالَ: جَمَعوا بَين الميمِ والنونِ لقُرْبهما، وَهُوَ كثيرٌ، قَالَ: وَسمعت من الْعَرَب مِثل هَذَا مَا لَا أُحْصِى، قَالَ الأَخفش: وبالجُمْلة فإِنّ الإِكفاءَ المخالفةُ، قَالَ فِي قَوْله:
{مُكْفَأً غَيْرَ سَاجِعِ
} المُكْفَأُ هَاهُنَا الَّذِي لَيْسَ بِمُوافِقٍ. وَفِي حديثِ النَّابِغة أَنه كَانَ {يُكْفِىءُ فِي شِعْرِه، وَهُوَ أَن يخالِف بَين حركاتِ الرَّوِيّ رفعا ونصباً وجرًّا، قَالَ: وَهُوَ كالإِقْواءِ، وَقيل: هُوَ أَن يُخَالف بَين قَوافِيه فَلَا يَلْزَم حرفا وَاحِدًا كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(و) أَكفأَت (الإِبِلُ: كَثُرَ نِتَاجُهَا) وَكَذَلِكَ الْغنم، كَمَا يُفيده سِياقُ المُحكم (و) أَكفأَ (إِبِلَهُ) وغَنَمَه (فُلاناً: جَعَلَ لَهُ مَنَافِعَهَا) أَوْبَارَها. وأَصوَافَهَا وأَشعارَها وأَلبانَها وأَولاَدَها.
(} والكَفْأَةُ) بِالْفَتْح (ويُضَمُّ) أَوَّلُه (: حَمْلُ النَّخْلِ سَنَتَهَا، و) هُوَ (فِي الأَرْضِ: زِرَاعَةُ سَنَتِهَا) قَالَ الشَّاعِر:
غُلْبٌ مَجَالِيحُ عِنْدَ المَحْلِ كُفْأَتُهَا
أَشطانُهَا فِي عَذَابِ البَحْرِ تَسْتَبقُ
أَراد بِهِ النَّخيلَ، وأَراد بأَشطانِها عُروقَا، والبَحْرُ هُنَا الماءُ الكثيرُ، لأَن النخْلَ لَا يَشْرب فِي البَحْرِ، وَقَالَ أَبو زيد: {استكْفَأْتُ فلَانا نَخْلَه إِذا سأْلْتَه ثَمَرها سَنَةً، فَجعل للنخْلِ كَفْأَةً، وَهُوَ ثَمَرةُ سَنَتِها، شُبِّهَتْ بِكَفْأَةِ الإِبل، قلت: فَيكون من الْمجَاز.
(و) الكَفْأَة (فِي الإِبِلِ) والغَنم (نِتاجُ عَامِهَا) } واستكْفأْتُ فُلاناً إِبلَه، أَي سأَلْتُه نِتَاجَ إِبلهِ سَنَةً! فأَكْفَأَنِيهَا، أَي أَعطاني لَبَنَها وَوَبَرَها وأَولادَها مِنْهُ، تَقول: أَعطِني كُفْأَةَ ناقَتك، تضمُّ وتفتَحُ، وَقَالَ غَيره: ونَتَجَ الإِبلَ {كَفُأَتَيْنِ، وأَكفَأَها إِذا جَعلها كُفْأَتينِ، وَهُوَ أَن يَجعلها نِصْفَيْنِ يَنْتِجُ كُلَّ عامٍ نِصْفاً وَيَدَعُ نُصْفاً، كَمَا يصنعُ بالأَرض بالزِّراعة، فإِذا كَانَ الْعَام المُقْبِل أَرسلَ الفحلَ فِي النَّصف الَّذِي لم يُرسله فِيهِ من العامِ الفارِطِ لأَن أَجْوَد الأَوقات عِنْد العَرب فِي نِتاجِ الإِبل أَن تُتْرَك النَّاقة بعد نِتاجِها سَنةً لَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا الفَحْلُ ثمَّ تُضرَب إِذا أَرادَتِ الفَحْلَ، وَفِي (الصِّحَاح) : لأَن أَفضلَ النِّتاجِ أَن يُحْمَلَ على الإِبلِ الفُحُولَةُ عَاما وتُتْرَكَ عَاما، كَمَا يُصْنَع بالأَرضِ فِي الزِّراعة، وأَنشد قولَ ذِي الرُّمَّة:
تَرَى كُفْأَتَيْهَا تُنفِضان وَلَمْ يَجِدْ
لَهَا ثِيلَ سَقْبٍ فِي النِّتَاجَيْنِ لاَمِسُ
وَفِي (الصِّحَاح) : (كِلاَ} كَفْأَتَيْهَا) يَعْنِي أَنها نُتِجت كُلُّها إِنَاثاً، وَهُوَ محمودٌ عِنْدهم، قَالَ كعبُ بن زُهَيْر:
إِذَا مَا نَتَجْنَا أَرْبَعاً عَامَ كُفْأَةٍ
بَغَاها خَنَاسِيراً فَأَهْلَكَ أَرْبَعَا
الخَنَاسِيرُ: الهَلاكُ، (أَو) كُفْأَة الإِبِل (: نِتَاجُهَا بَعْدَ حِيَالِ سَنَةٍ أَو) بعد حِيالِ (أَكْثَرَ) مِن سَنةٍ، يُقَال من ذَلِك: نَتَجَ فُلانٌ إِبلَه كَفْأَةً وكُفْأَةً، وأَكْفأَتْ فِي الشاءِ مِثْلُه فِي الإِبل (و) قَالَ بَعضهم (مَنَحَهُ كَفْأَةَ غَنَمِهِ، ويُضَمُّ) أَي (وَهَبَ لَهُ أَلْبَانَهَا وَأَوْلاَدَهَا وأَصْوَافَها سَنَةً وَرَدَّ عَلَيْهِ الأُمَّهَاتِ) ووهَبْتُ لَهُ كُفْأَة نَاقَتي، تُضمّ وتُفتح، إِذا وهَبْتُ لَهُ وَلَدَها ولَبنَها وَوَبَرها سَنَةً، واستكْفَأَه فأَكْفَأَه: سأَلَه أَن يَجْعل لَهُ ذَلِك. وَعَن أَبي زيدٍ: استكفأَ زَيْدٌ عَمْراً نَاقَتَه، إِذا سأَله أَن يَهبها لَهُ وَولَدَها ووَبَرَها سَنةً، وروى عَن الْحَارِث بن أَبي الْحَارِث الأَزدِيِّ مِن أَهْلِ نَصِيبَيْن أَن أَباه اشْترى مَعْدِناً بِمِائَة شاةِ مُتْبِع، فأَتى أُمَّه فاستأْمَرَهَا، فَقَالَت إِنك اشتريتَه بثلاثِمائة شاةٍ: أُمُّها مائةٌ، وأَولادُها مائةُ شاةٍ، وكُفْأَتُها مائةُ شاةٍ. فندِمَ فاستقالَ صاحِبَه فَأَبَى أَن يُقِيله، فقَبض المَعْدِن فأَذابَه وأَخرج مِنْهُ ثَمَن أَلْفِ شاةٍ، فأَثَى بِهِ صاحِبُه إِلى عليَ رَضِي الله عَنهُ أَي وشَى بِهِ وسَعَى وَقَالَ: إِن أَبا الْحَارِث أَصابَ رِكَازاً. فسأَله عليٌّ رَضِي الله عَنهُ، فأَخبره أَنه اشْتَرَاهُ بمائةِ شاةٍ مُتْبِع، فَقَالَ عليٌّ: مَا أَرى الخُمُسَ إِلاَّ على البَائِع، فأَخذَ الخُمُسَ من الْغنم، وَالْمعْنَى أَن أُمَّ الرجلِ جعلَتْ كُفْأَة مائةِ شاةٍ فِي كلّ نِتاجٍ مائَة، وَلَو كانتْ إِبلاً كَانَ كفأَةُ مائةٍ من الإِبل خَمْسينَ، لأَن الغَنَمَ يُرْسَل الفَحْلُ فِيهَا وقْتَ ضِرابِها أَجْمَعَ، وتَحْمِلُ أَجمعَ، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَلُ عَلَيْهَا سنَةً، وسَنَةً لَا يُحْمَل عَلَيْهَا، وأَرادت أُم الرجلِ تكثيرَ مَا اشتَرَى بِهِ ابنُها، وإِعلامَه أَنَّه غُبِن فِيمَا ابتاعَ، فَفطَّنَتْه أَنه كأَنَّه اشتَرَى المَعدِنَ بثلاثِمائةِ شاةٍ، فَنَدم الابنُ واستقالَ بائعَه، فأَبَى بَارك اللَّهُ لَهُ فِي المعدِنِ، فحسَده البائعُ (على كَثْرَة الرّبع) وسَعَى بِهِ إِلى عليَ رَضِي الله عَنهُ، فأَلَزَمه الخُمُسَ، وأَضرَّ البائعُ بنفسِه فِي سِعَايته بِصَاحِبِهِ إِليه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(والكِفَاءُ) بِالْكَسْرِ والمدّ (كَكِتَابٍ: سُتْرَةٌ مِنْ أَعْلَى البَيْتِ إِلى أَسْفَلِهِ مِنْ مُؤَخَّرِهِ، أَو) هُوَ (الشُّقَّةُ) الَّتِي تكون (فِي مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ، أَو) هُوَ (كِسَاءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ) كالإِزار (حَتَّى يَبْلُغَ الأَرْضَ، و) مِنْهُ (: قَدْ أَكْفَأْتُ البَيْتَ) إِكْفَاءً، وَهُوَ مُكْفَأٌ، إِذَا عَمِلْتَ لَهُ كِفَاءً، وكِفَاءُ البيتِ مُؤَخَّرُه، وَفِي حَدِيث أُمِّ مَعْبَدٍ: رأَى شَاةً، فِي كِفَاءِ البَيْتِ، هُوَ من ذَلِك، والجمعُ {أَكْفِئَةٌ، كحِمارٍ وأَحْمِرَةٍ.
(و) رجلٌ مُكْفَأُ الوجْهِ: مُتَغَيِّرُه سَاهِمُه ورأَيتُ فلَانا مُكْفَأَ الوَجْهِ، إِذا رَأَيْتَه كاسِفَ اللَّوْنِ سَاهِماً، وَيُقَال: رأَيته مُتَكَفِّيءَ اللوْنِ ومُنْكَفِتَ اللوْنِ، أَي مُتَغَيِّرَهُ. وَيُقَال: أَصبح فلانٌ} - كَفِيءَ اللوْنِ مُتَغَيِّرَهُ، كأَنه كُفِيءَ فَهُوَ (كَفِيءُ اللَّوْنِ) كأَمِيرٍ (! ومُكْفَؤُهُ) كَمُكْرَم، أَي (كَاسِفُهُ) ساهِمُه أَي (مُتَغَيِّرُهُ) لأَمْرٍ نَابَه، قَالَ دُرَيدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وَأَسْمَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ
كَفِيءِ اللَّوْنِ مِنْ مَسَ وَضَرْسِ
أَي متغيّر اللَّوْنِ من كَثْرَة مَا مُسِحَ وعُصِرَ.
كَافَأَــهُ: دَافَعُه) وقَاوَمَه، قَالَ أَبو ذَرَ فِي حَدِيثه: لنا عَبَاءَتَانِ {نُكافِىءُ بهما عَنَّا الشمسِ وإِني لأَخْشَى فَضْلَ الحِسابِ. أَي نُقابِل بهما الشمْسَ ونُدافِع، من المُــكافَأَــة: المُقَاوَمةِ.
(و) كَافَأَ الرجلُ (بَيْنَ فَارِسَيْنِ بِرُمْحِهِ) إِذا وَالَى بَينهمَا (طَنَنَ هَذَا ثُمَّ هَذَا. و) فِي حَدِيث العَقيقة عَن الْغُلَام (شَاتَانِ} مُــكَافَأَــتَانِ) بفتحا لفاءِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ مُشْتَبِهَتانِ، وَقيل: مُتقارِبَتَان، وَقيل: مُسْتَوِيتانِ (وتُكْسَر الفَاءُ) عَن الخَطَّابِي، وَاخْتَارَ المحدِّيون الفَتْحَ، وَمعنى مُتَساوِيَتَان (كُل (وَاحِدَة) مِنْهُمَا مُسَاوِيَةٌ لِصَاحِبَتِها فِي السِّنِّ) فَمَعْنَى الحَدِيث: لَا يُعَقُّ إِلاَّ بِمُسِنَّةٍ، وأَقلُّه أَن يكون جَذَعاً كَمَا يُجْزِيءُ فِي الضَّحايا، قَالَ الخَطَّابي: وأَرى الفَتْحَ أَوْلَى، لأَنه يُرِيد شَاتَيْنِ قد سُوِّى بَينهمَا، أَي مُسَاوى بَينهمَا، قَالَ: وأَما الكَسْر فَمَعْنَاه أَنهما مُتساوِيتان، فيُحْتَاج أَن يَذْكُر أَيَّ شَيْءٍ سَاوَيَا، وإِنما لَو قَالَ {مُتَكافِئتان كَانَ الكَسْرُ أَوْلَى، وَقَالَ الزّمخشري: لَا فَرْقَ بَين} المُكافِئَتين {والمُــكَافَأَــتَيْنِ، لأَن كلّ واحدةٍ إِذا كافَأَــت أُختَها فقد} كُوفِئَت، فَهِيَ {مُكافِئَة} ومُــكَافَأَــة، أَو يكون مَعْنَاهُ مُعَادِلَتَان لما يَجِب فِي الزكاةِ والأُضْحِيَّة من الأَسنانِ، قَالَ: وَيحْتَمل مَعَ الْفَتْح أَن يُرادَ مَذبوحتانِ، من كَافَأَ الرجلُ بَين البَعِيرينِ إِذا نَحرَ هَذَا ثمَّ هَذَا مَعًا من غير تفريقٍ، كأَنه يُريد (شاتيْنِ) يَذْبَحُهما فِي وقتٍ واحدٍ، وَقيل: تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلةً الأُخرَى، وكلُّ شْيءٍ سَاوَى شَيْئاً حَتَّى يكونَ مِثلَه فَهُوَ {مُكافِىءٌ لَهُ، والمُــكافَأَــةُ بَين الناسِ من هَذَا، وَيُقَال: كافَأْــتُ الرجلَ أَي فعَلْتُ بِهِ مثل مَا فَعَل بِي وَمِنْه} الكُفْءُ من الرِّجَال للمرأَةِ، تَقول: إِنه مثلُها فِي حَسبها.
وقرأَتُ فِي قُرَاضة الذَّهب لأَبي عليَ الحسنِ بنِ رَشيق القَيْرَوَانِيّ قولَ الكُمَيْتِ يَصِف الثورَ والكِلاب:
وَعاثَ فِي عَانَةٍ مِنْهَا بِعَثْعَثَةٍ
نَحْرَ {المُكَافِىءِ والمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ
قَالَ: المُكافِيءُ: الَّذِي يَذبحُ شاتَيْنِ إِحداهما مُقَابِلَة الأُخرى للعقيقة.
(} وَانْكَفَأَ) : مَالَ، {كَكَفأَ، وأَكْفَأَ وَفِي حَدِيث الضَّحِيَّة: ثُمَّ انْكَفَأَ إِلى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فذَبحَهما. أَي مَالَ و (رَجَعَ) ، وَفِي حَدِيث آخَرَ: فوضَع السَّيْفَ فِي بَطْنِه ثمَّ انْكَفَأَ عَلَيْهِ.
(و) } انْكَفَأَ (لَوْنُه) {كَأَكْفَأَ} وكَفَأَ {وتَكَفَّأَ وانْكَفَت، أَي (تَغَيَّرَ) وَفِي حَدِيث عُمَر أَنه انْكَفَأَ لَوْنُه عَامَ الرَّمَادَةِ، أَي تَغيَّر عَن حالِه حِين قَالَ لَا آكُلُ سَمْناً وَلَا سَمِيناً. وَفِي حَدِيث الأَنصاريّ: مَالِي أَرَى لَوْنَكَ} مُنْكفِئًا؟ قَالَ: من الجُوع. وَهُوَ مجَاز.
( {- والكَفِيءُ) كأَمِير (} والكِفْءُ، بِالْكَسْرِ: بَطْنُ الوَادِي) نَقله الصَّاغَانِي وابنُ سَيّده.
( {والتَّكَافُؤُ: الاستِواءُ) } وتــكافَأَ الشَّيْئَانِ: تَماثَلا، {كَــكَافَأَ، وَفِي الحَدِيث (المُسلمونَ} تَتَــكَافَأُ دِماؤُهم) قَالَ أَبو عُبيدٍ: يُرِيد تَتَساوى فِي الدِّيَاتِ والقِصاص، فَلَيْسَ لِشَرِيفٍ على وَضِيع فَضْلٌ فِي ذَلِك.
وَمِمَّا بَقِي على المُصَنّف:
قَول الْجَوْهَرِي: {تَكَفَّأَت المرأَةُ فِي مِشْيَتِها: تَرَهْيَأَتْ ومَارَت كَمَا} تَتَكفَّأُ النخْلَةُ العَيْدَانَةُ، نقلَه شيخُنا. قلت: وَقَالَ بِشْر بنُ أَب حَازِم:
وَكَأَنَّ ظُعْنَهُمُ غَدَاةَ تَحَمَّلُوا
سُفُنٌ {تَكَفَّأُ فِي خَلِيجٍ مُغْرَبِ
هَكَذَا استشهَد بِهِ الجوهريُّ، واستَشْهد بِهِ ابنُ مَنْظُور عِنْد قَوْله: وكَفَأَ (الشيءَ) والإِناءَ} يَكْفَؤُه كَفْأً (وَكَفَّأَه) {فَتَكَفَّأَ، وَهُوَ} مَكْفُوءٌ: قَلَبَهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الكَفَاءُ، كسحابٍ: أَيْسَرُ المَيل فِي السَّنام ونَحْوه، جَمَلٌ} أَكْفأُ وناقة {كَفْآءُ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ: سَنامٌ أَكْفَأُ: هُوَ الَّذِي مالَ على أَحدِ جَنْبِي البعيرِ، وناقة} كَفْآءُ، وجَملٌ أَكْفَأُ، وَهَذَا من أَهْوَن عُيوبِ الْبَعِير، لأَنه إِذا سَمِنَ استقامَ سَنامُه.
وَمن ذَلِك فِي الحديثاءَنه صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان إِذا مَشَى تَكَفَّأَ {تَكَفُّؤًا.} التَّكَفُّؤُ: التمايُلُ إِلى قُدَّامٍ كَمَا {تَتَكَفَّأُ السفينةُ فِي جَرْيها. قَالَ ابْن الأَثير: رُوي مهموزاً وغيرَ مهموزٍ، قَالَ: والأَصل الهمْزُ، لأَن مصدر تَفَعَّلَ من الصَّحِيح كتقدَّم تقدُّماً وتَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا، والهمزة حرفٌ صَحيحٌ، فأَما إِذا اعتلَّ انكَسرت عَيْنُ المُستقبَل مِنْهُ نَحْو تَخَفَّى تَخَفِّياً وتَسمَّى تَسمِّياً، فإِذا خُفِّفَتِ الهمزةُ التحَقَتْ بالمعتلِّ، وصارَ تَكَفِّياً، بِالْكَسْرِ، وَهَذَا كَمَا جاءَ أَيضاً أَنه كَانَ إِذا مَشَى كأَنَّه يَنحَطُّ فِي صَبَبٍ، وَفِي رِوَايَة إِذا مَشَى تَقَلَّع. وَبَعضه يُوافقُ بَعْضاً ويُفَسَّره، وَقَالَ ثعلبٌ فِي تَفْسِير قَوْله كأَنّما ينحط فِي صَبَبٍ: أَراد أَنَّه قَوِيُّ البَدنِ، فإِذا مَشى فكأَنما يَمْشِي على صُدُورِ قَدَميْهِ من القُوَّةِ، وأَنشد:
الوَاطِئينَ عَلَى صُدُورِ نِعالِهِمْ
يَمْشُونَ فِي الدَّفَنِيِّ والأَبْرَادِ
} - والتَّكَفّي فِي الأَصل مهموزٌ، فتُرِكَ هَمْزُه، وَلذَلِك جُعِل الْمصدر تَكَفِّياً.
وَفِي حَدِيث القِيامة (وتَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً واحدَة {يَكْفَؤُهَا الجَبَّارُ بِيَدهِ كَمَا} يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَه فِي السَّفَرِ) وَفِي رِوَايَة ( {يَتَكَفَّؤُهَا) يُرِيد الخُبْزَةَ الَّتِي يَصْنَعها المُسافِرُ، ويضعُها فِي المَلَّةِ، فإِنها لَا تُبْسَط كالرُّقَاقَةِ وَإِنَّما تُقلبُ على الأَيْدي حَتَّى تَستَويَ.
وَفِي حَدِيث الصِّراط (آخِرُ مَنْ يَمُرُّ رَجُلٌ} يَتَكَفَّأُ بِهِ الضِّراطُ) أَي يَتَمَيَّلُ وَيَنْقَلِب.
وَفِي حَدِيث الطَّعَام غير {مُكْفَإٍ وَلَا مُوَدَّع، وَفِي رِوَايَة غير مَكْفِيءٍ، أَي غير مَرْدُود وَلَا مقلوب، والضميرُ راجعٌ للطعام، وَقيل من الكِفَايَة، فَيكون من المُعتل، والضميرُ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَيجوز رُجُوع الضَّمِير للحمد.
وَفِي حديثٍ آخر: كانَ لَا يقبَل الثَّناءَ إِلاَّ من مُكَافِيءٍ أَي من رجل يَعْرِف حقيقةَ إِسلامه وَلَا يَدْخل عِنْده فِي جُملةِ المُنافقين الَّذين يَقُولُونَ بأَلسنتهم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبهم، قَالَه ابنُ الأَنباري، وَقيل: أَي منْ مُقارِب غير مُجَاوِزٍ حَدَّ مثلِه، وَلَا مُقَصِّرٍ عَمَّا رفَعه الله تَعَالَى إِليه، قَالَه الأَزهري، وَهُنَاكَ قَول ثَالِث للقُتَيْبِيِّ لم يرتضه ابنُ الأَنباري، فَلم أَذكُرْه، اُنْظُرْهُ فِي (لِسَان الْعَرَب) .

جزي

جزي


جَزَى(n. ac. جَزَآء [] )
a. [acc. & 'Ala
or
Bi], Repaid, remunerated, recompensed, rewarded
requited, compensated for.
b. Satisfied, sufficed.
c. ['An], Served instead of, as a substitute, a satisfaction
for.
جَاْزَيَ
a. [acc. & Bi]
see I (a)
أَجْزَيَ
a. ['An], Compensated, satisfied.
تَجَاْزَيَ
a. [acc.
or
Bi], Demanded repayment, compensation, for.

إِجْتَزَيَa. Asked for payment.

جِزْيَة [] (pl.
جِزًى [ ]جِزَآء [] )
a. Capitation-tax, poll-tax.
b. Land-tax.

جَزَاْيa. Repayment; remuneration, recompense, requital
compensation.
جزي: {الجزية}: الخراج المجعول على رأس الذمي. {لا تجزي}: لا تقضي ولا تغني. 
ج ز ي: (جَزَاهُ) بِمَا صَنَعَ يَجْزِيهِ (جَزَاءً) وَ (جَازَاهُ) بِمَعْنًى، وَ (جَزَى) عَنْهُ هَذَا أَيْ قَضَى. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48] وَيُقَالُ: (جَزَتْ) عَنْهُ شَاةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «تُجْزِي عَنْكَ وَلَا تُجْزِي عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» أَيْ تَقْضِي. وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ: (أَجْزَأَتْ) عَنْهُ شَاةٌ بِالْهَمْزِ. وَ (تَجَازَى) دَيْنَهُ أَيْ تَقَاضَاهُ فَهُوَ (مُتَجَازٍ) أَيْ مُتَقَاضٍ وَ (الْجِزْيَةُ) مَا يُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَالْجَمْعُ (الْجِزَى) مِثْلُ لِحْيَةٍ وَلِحًى. 
ج ز ي

الله يجزيك عني ويجازيك. قال لبيد:

وإذا جوزيت قرضاً فاجزه ... إنما يجزي الفتى ليس الجمل

وكما تجازي تجازي. وأحسن إليه فجزاء خيراً إذا دعا له بالمجازاة. وهذا رجل جازيك من رجل أي كافيك. وهذا لا يجزي عنك أي لا يقضي، ومنه جزية أهل الذمة لأنها تقضي عنهم. يقال: أدّوا جزيتهم وجزاهم. واشترى من دهقان أراضاً على أن يكفيه جزيتها أي خراجها.

ومن المجاز: جزتك الجوازي أي أفعالك أي وجدت جزاء ما فعلت. قال:

جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ... وأدناك ربي في الرفيق المقرب

أو ألطاف الله وأسباب رحمته. قال الحطيئة:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس

أو أراد جمع جازية بمعنى الجزاء.
ج ز ي : جَزَى الْأَمْرُ يَجْزِي جَزَاءً مِثْلُ: قَضَى يَقْضِي قَضَاءً وَزْنًا وَمَعْنًى وَفِي التَّنْزِيلِ {يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48] وَفِي الدُّعَاءِ جَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا أَيْ قَضَاه لَهُ وَأَثَابَهُ عَلَيْهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ أَجْزَأَ بِالْأَلِفِ وَالْهَمْزِ بِمَعْنَى جَزَى وَنَقَلَهُمَا الْأَخْفَشُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ فَقَالَ الثُّلَاثِيُّ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ لُغَةُ الْحِجَازِ وَالرُّبَاعِيُّ الْمَهْمُوزُ لُغَةُ تَمِيمٍ وَجَازَيْتُهُ بِذَنْبِهِ عَاقَبْتُهُ عَلَيْهِ وَجَزَيْتُ الدَّيْنَ قَضَيْتُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ لَمَّا أَمَرَهُ أَنْ يُضَحِّيَ بِجَذَعَةٍ مِنْ الْمَعْزِ «تَجْزِي عَنْكَ وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» قَالَ الْأَصْمَعِيُّ أَيْ وَلَنْ تَقْضِيَ وَأَجْزَأَتْ الشَّاةُ بِالْهَمْزِ بِمَعْنَى قَضَتْ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ الْقَطَّاعِ وَأَمَّا أَجْزَأَ بِالْأَلِفِ وَالْهَمْزِ فَبِمَعْنَى أَغْنَى قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ فِيهِ أَجْزَى مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ وَلَمْ أَجِدْهُ لِأَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ وَلَكِنْ إنْ هُمِزَ أَجْزَأَ فَهُوَ بِمَعْنَى كَفَى هَذَا لَفْظُهُ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ إنْ أَرَادَ امْتِنَاعَ التَّسْهِيلِ فَقَدْ تَوَقَّفَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ التَّوَقُّفِ فَإِنَّ تَسْهِيلَ هَمْزَةِ الطَّرَفِ فِي الْفِعْلِ الْمَزِيدِ وَتَسْهِيلَ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ قِيَاسِيٌّ فَيُقَالُ أَرْجَأْتُ الْأَمْرَ وَأَرْجَيْتُهُ وَأَنْسَأْتُ وَأَنْسَيْتُ وَأَخْطَأْتُ وَأَخْطَيْتُ وَأَشْطَأَ الزَّرْعُ إذَا أَخْرَجَ شَطْأَهُ وَهُوَ أَوْلَادُهُ وَأَشْطَى وَتَوَضَّأْتُ وَتَوَضَّيْتُ وَأَجْزَأْتُ السِّكِّينَ إذَا جَعَلْتُ لَهُ نِصَابًا وَأَجْزَيْتُهُ وَهُوَ كَثِيرٌ فَالْفُقَهَاءُ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ التَّخْفِيفُ وَإِنْ أَرَادَ الِامْتِنَاعَ مِنْ وُقُوعِ أَجْزَأَ مَوْقِعَ جَزَى فَقَدْ نَقَلَهُمَا الْأَخْفَشُ لُغَتَيْنِ كَيْفَ وَقَدْ نَصَّ النُّحَاةُ عَلَى أَنَّ الْفِعْلَيْنِ إذَا تَقَارَبَ مَعْنَاهُمَا جَازَ وَضْعُ أَحَدِهِمَا مَوْضِعَ الْآخَرِ وَفِي هَذَا مَقْنَعٌ لَوْ لَمْ يُوجَدْ نَقْلٌ وَأَجْزَأَ الشَّيْءُ مَجْزَأَ غَيْرِهِ كَفَى وَأَغْنَى عَنْهُ وَاجْتَزَأْتُ بِالشَّيْءِ اكْتَفَيْت وَالْجُزْءُ مِنْ الشَّيْءِ الطَّائِفَةُ مِنْهُ وَالْجَمْعُ أَجْزَاءٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَجَزَّأْتُهُ تَجْزِيئًا وَتَجْزِئَةً جَعَلْتُهُ أَجْزَاءً مُتَمَيِّزَةً فَتَجَزَّأَ تَجَزُّؤًا وَجَزَأْتُهُ مِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ وَالْجِزْيَةُ مَا يُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَالْجَمْعُ جِزًى مِثْلُ:
سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 
جزي
جزَى يَجزي، اجْزِ، جزاءً، فهو جازٍ، والمفعول مَجْزيّ
• جزَى عامِلاً: كافأه "النَّاسُ مَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ، إنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ [حديث]: من قول ابن عباس رضي الله عنه- {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلاَّ الإِحْسَانُ} - {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} " ° جزاك الله خيرًا: يُقال ذلك في الشكر أو في الدعاء للمخاطب.
• جزاه بالخير: كافأه به "جزاه بوسام التفوُّق العلميّ".
• جزاه على صنيعه:
1 - كافأه عليه "جزاه على إخلاصِه".
2 - عاقبه "جزاه على كذبه- {وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} " ° جزاه الصَّاعَ بالصَّاع: ردّ عليه بمثل فعله أو قوله- جزاه جزاء سِنِمَّار [مثل]: يُضرب لمن يقابل الإحسان بالإساءة.
• جزَى صديقُه عنه الدَّيْنَ: كفاه، قضاه عنه "فَهَلْ تُجْزِئُ عَنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ [حديث]: المقصود الأُضْحية- {وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}: لا تُغني عنها، ولا تسُدُّ مسدّها". 

أجزى/ أجزى عن يُجزي، أَجْزِ، إجزاءً، فهو مُجْزٍ، والمفعول مُجْزًى
• أجزى الشَّخصَ:
1 - جزَاه؛ كفاه، أغناه.
2 - كافأه " {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} ".
3 - عاقَبَه " {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} ".
• أجزى عنه: كفاه، أغناه "هذا العملُ يُجزي عن ذاك" ° أجزى مُجْزَى فلان: قام مقامه. 

تجازى/ تجازى بـ يتجازى، تَجازَ، تَجازيًا، فهو مُتجازٍ، والمفعول مُتجازًى
• تجازى دَينَه/ تجازى بدَينه: طالب به وتقاضاه "أنَّ رَجُلاً كَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ وَمُتَجَازٍ [حديث] ". 

جازى يجازي، جازِ، مُجازاةً، فهو مُجازٍ، والمفعول مُجازًى
• جازى الشَّخْصَ على عمله/ جازى الشَّخْصَ عن عمله: أثابه عليه، كافأه ° جازاك الله خيرًا: عبارة تُقال في الشُّكر أو الدُّعاء للمخاطب.
• جازاه بذنبه: عاقبه عليه "جازاه على سوء تصرُّفه- {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إلاَّ الْكَفُورَ} ". 

إجزاء [مفرد]: مصدر أجزى/ أجزى عن. 

جَزاء [مفرد]:
1 - مصدر جزَى ° الجزاء من جنس العمل.
2 - (قن) عقوبة مفروضة بنصّ قانونيّ على فعل ممنوع قانونًا "نال المقصِّرون الجزاءات المناسبة" ° جزاء نقديّ: عقوبة ماليّة- قانون جزائيّ: قانون العقوبات.
• ضَرْبَة جزاء: (رض) ضربة عقابيّة موجّهة إلى الهدف من نقطة الجزاء لا يتعرّض لصدّها إلاّ حارس المرمى، وهي أن تطلق الكرة مباشرة على الهدف على بُعد أمتار معيّنة.
• محكمة الجزاء: (قن) محكمة جزائيّة؛ نوع من المحاكم له
 صلاحية النَّظر في الجرائم والدَّعاوي الجنائيَّة. 

جزائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى جَزاء: "عقوبة جزائيَّة" ° إجراءات جزائيَّة: مجموعة القواعد القانونيّة التي تتّصل بالتحقيق في الجرائم وإقامة الدّعوَى وتنفيذ الأحكام على المتّهمين.
• محكمة جزائيّة: محكمة الجزاء؛ نوع من المحاكم له صلاحية النَّظر في الجرائم والدَّعاوي الجنائيَّة. 

جِزْيَة [مفرد]: ج جِزْيات وجِزًى وجِزاء وجِزْي:
1 - خَراجُ الأرض.
2 - ما كان يُؤخذ من أهل الذِّمَّة نظير حمايتهم " {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} ".
3 - ضريبة كان المنتصر يفرضها على المغلوب. 
جزي
: (ى ( {الجَزاءُ: المُــكافَأَــةُ على الشَّيءِ) .
وقالَ الرَّاغبُ: هُوَ مَا فِيهِ الكِفايَةُ إِن خَيْراً فخَيْرٍ وَإِن شرّاً فشرَ.
(} كالجازِيَةِ) ، اسمٌ للمَصْدرِ كالعافِيَةِ. يقالُ: ( {جَزَاهُ) كَذَا و (بِهِ، وَعَلِيهِ جَزاءً) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {ذَلِك جَزاءُ مَنْ تزكَّى} ، {فَلهُ جَزاءُ الحسْنَى} ، {} وجَزاءُ سَيِّئةٍ سَيِّئةٌمثْلُها} ، { {وجَزاهُم بمَا صَبَرُوا جنَّة وحَرِيراً} ، {أُولئك} يجزونَ الغرفَةَ بِمَا صَبَرُوا} {وَلَا {تُجْزَوْنَ إلاَّ مَا كُنْتُم تَعْملونَ} .
(} وجازَاهُ {مُجازاةً} وجِزاءً) ، بالكسْرِ.
قالَ أَبُو الهَيْثمِ: الجَزاءُ يكونُ ثَواباً وعقاباً؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فَمَا {جَزاؤُه إنْ كُنْتم كاذِبِينَ} ، أَي مَا عقابُه.
وسُئِلَ أَبو العباسِ عَن} جَزَيْته! وجازَيْتَه فقالَ: قالَ الفرَّاءُ: لَا يكونُ {جَزَيْته إلاّ فِي الخَيْرِ} وجازَيْته يكونُ فِي الخيْرِ والشرِّ؛ قالَ: وغيرُهُ يُجِيزُ جَزَيْتُه فِي الخَيْرِ والشرِّ وجازَيْتُه فِي الشرِّ.
وقالَ الرَّاغبُ: لم يَجِىءْ فِي القُرآنِ إلاَّ {جَزَى دونَ} جَازَى، وذلِكَ أنَّ {المُجازَاةَ هِيَ المُــكافَأَــةُ وَهِي المُقابَلَةُ مِن كلِّ واحِدٍ من الرَّجُلَيْن، والمُــكافَأَــةُ هِيَ مُقابَلَةُ نعْمَةٍ بنَعْمةٍ هِيَ كفْؤُها، ونعْمَةُ اللَّهِ تَتَعَالى عَن ذلِكَ، فَلهَذَا لَا يُسْتَعْملُ لَفْظُ المُــكافَأَــةِ فِي اللَّهِ تَعَالَى وَهَذَا ظاهِرٌ.
(} وتَجازَى دَيْنَه وبدَيْنِه) ، وعَلى الأُولى اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ، (تَقاضَاهُ) . يقالُ: أَمَرْتُ فلَانا {يتَجازَى ديني، أَي يتَقَاضَاهُ.
} وتَجازَيْتُ دَيْني على فلانٍ: تَقاضَيْتُه.
{والمُتَجازِي: المُتَقاضِي.
(} واجْتَزاهُ: طَلَبَ مِنْهُ الجَزاءَ) ؛ قالَ:
{يَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا مَا} يُجْتَزَى ( {وجَزَى الشَّيءُ} يَجْزِي: كَفَى؛ و) مِنْهُ جَزَى (عَنهُ) هَذَا الأَمْرُ: أَي (قَضَى) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {لَا! - تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَفْسَ شَيْئا} ، أَي لَا تَقْضِي.
وقالَ أَبو إسْحاق: مَعْناه لَا تَجْزِي فِيهِ نفسٌ عَن نفسٍ شَيْئا، وحذْفُ فِيهِ هُنَا سائِغٌ لأنَّ فِي مَعَ الظروفِ مَحْذوفَةٌ.
وَفِي حدِيثِ صلاةِ الحائِضِ: (فأَمَرَهُنَّ أَن يَجْزِينَ) ، أَي يَقْضِينَ.
وَفِي حدِيثٍ آخَرٍ: (تَجْزِي عنْكَ وَلَا تَجْزِي عَن أَحدٍ بعْدَكَ) .
قالَ الأصْمَعيُّ: هُوَ مأْخُوذٌ مِن جَزَى عنِّي هَذَا الأمرُ يَجْزِي عنِّي، وَلَا هَمْز فِيهِ؛ والمعْنَى لَا تَقْضِي عَن أَحْدٍ بعْدَكَ، أَي الجَذَعة.
ويقالُ: {جَزَتْ عَنْك شاةٌ، أَي قَضَتْ.
وبنُو تمِيمٍ يَقُولونَ: أَجْزَأَتْ عَنهُ بالهَمْزةِ.
وتقولُ: إِن وضعْتَ صدقَتَكَ فِي آلِ فلانٍ جَزَتْ عنْكَ فَهِيَ جازِيَةٌ عنْكَ.
(} وأَجْزَى كَذَا عَن كَذَا: قامَ مَقامَهُ وَلم يَكْفِ) ؛ نَقَلَهُ الزجَّاجُ فِي كتابِ فعلت وأفعلت.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يَجْزِي قَلِيلٌ من كثيرٍ {ويَجْزِي هَذَا من هَذَا، أَي كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا يقومُ مَقامَ صاحِبِه.
ويقالُ اللحْمُ السَّمِينُ} أَجْزَى مِن المَهْزولِ.
(وأَجْزَى عَنهُ {مُجْزَى فلانٍ} ومُجْزأتَه، بضمِّهما وفَتْحِهما) ، الأخيرَةُ على توهّم طَرْحِ الزائِدِ، أَي: (أَغْنَى عَنهُ، لُغَةٌ فِي الهَمْزَةِ) ، وَقد تقدَّمَ.
( {والجِزْيَةُ، بالكسرِ: خَراجُ الأرضِ. و) مِنْهُ (مَا يُؤْخَذُ من الذِّمِّيِّ) .
قالَ الرّاغبُ: سُمِّيَت بذلِكَ} للإجْتِزاءِ بهَا عَن حقنِ دَمِهم.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: {الجِزْيَةُ عبارَةٌ عَن المالِ الَّذِي يَعْقِدُ الكِتابيُّ عَلَيْهِ الذِّمَّة، وَهِي فِعْلَةٌ من الجَزاءِ كأَنَّها جَزَتْ عَن قَتْلِه؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {حَتَّى يُعْطوا الجِزْيَةَ عَن يدٍ وهُم صاغِرُونَ} .
وَفِي الحديثِ: (ليسَ على مُسْلم} جِزْيَة) ، أَرادَ أنَّ الذِّميَّ إِذا أَسْلَمَ وَقد مَرَّ بعضُ الحَوْلِ لم يُطالَبْ من الجِزْيَةِ بحِصَّةِ مَا مَضَى من السَّنَةِ؛ وقيلَ: أَرادَ أَن الذِّمي إِذا أَسْلمَ وَكَانَ فِي يدِهِ أرضٌ صُولِحَ عَلَيْهَا بِخَراجٍ يُوضعُ عَن رقبته الجِزْيَةَ وَعَن أرضِهِ الخراجَ وَمِنْه الحَدِيث مَنْ أَخَذَ أَرضًا {بجِزْيَتِها) ، أَرادَ بِهِ الخَراجَ الَّذِي يُؤَدَّى عَنْهَا، كأَنَّه لازمٌ لصاحِبِ الأرْضِ كَمَا تَلْزِم الجِزْيةُ الذِّميَّ.
وَفِي حدِيثِ عليَ: (إنَّ دِهْقاناً أَسْلم على عهْدِهِ فَقَالَ لَهُ: إِن أَقَمْتَ فِي أَرْضِك رَفَعْنَا الجِزْيَةَ عَن رأْسِكَ وأَخَذْنَاها من أَرْضِكَ، وَإِن تَحوَّلْتَ عَنْهَا فنحنُ أَحقُّ بهَا) .
(ج} جِزىً) ، كلِحْيَةٍ ولِحىً؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ ( {وجِزْيٌ) بكسْرٍ فسكونٍ، (} وجِزاءٌ) ككِتابٍ.
وقالَ أَبو عليَ: {الجِزَى} والجِزْيُ واحِدٌ كالمِعَى والمِعْيِ لواحِدِ الأَمْعاء، والإِلَى والإِلْيِ لواحِدِ الآلاءِ، والواحِدُ جِزاءٌ؛ قالَ أَبو كبيرٍ:
وَإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى
نَذَرُ البِكارَةَ فِي {الجِزاءِ المُضْعَفِ (وأَجْزَى السِّكِّينَ) : لُغةٌ فِي (أَجْزأَهُ) ، أَي جَعَلَ لَهُ جُزْأَةً.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي كيفَ ذلكَ لأنَّ قِياسَ هَذَا إنَّما هُوَ أجْزَأَ إلاَّ أَن يكونَ نادِراً.
(وجِزْيٌ، بالكَسْرِ، وكسُمَيَ وعليَ: أَسْماءٌ) .
فمِنَ الأوّل: خزيمةُ بنُ} جِزْي: صحابيٌّ، قالَ الدَّارْقطْنِيُّ: أَهْلُ الحدِيثِ يكْسِرُونَ الجيمَ، وقالَ الخطيبُ هُوَ بسكونِ الزّاي والصَّوابُ أنَّه كعليَ.
ومِن الثَّانِي: ابنُ! جُزَيَ البلنسيٌّ الَّذِي اخْتَصَرَ رحْلَةَ ابنِ بطوطة. ومِن الثالثِ: أَبو {جَزِيٌّ عبدُ اللَّهِ بنُ مطرف بنِ الشَّخِيرِ، وآخَرُونَ.
(} والجازِي: فَرَسٌ) الحارِثِ بنِ كعبِ بنِ عَمْروٍ.
(ومحمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ {جازِيَةَ الآخُرِي مُحدِّثٌ) عَن أبي مَسْعُودٍ البجليّ، وَهُوَ فَرْدٌ كنْيَته أَبو عَمْروٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الجَوازِي: جَمْعُ {جازِيَة أَو} جازٍ أَو {جَزَاءٍ، وبكلَ فُسِّر قَوْلُ الحُطَيْئة:
منْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لَا يَعْدَمُ} جَوازِيَهُ ويقالُ: {جَزَتْكَ عنِّي الجَوازِي: أَي جَزَتْكَ} جَوازِي أَفْعالِكَ المَحْمودَة؛ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فإنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخانَةً
فَتلك الجَوازِي عُقْبُها ونَصِيرُهاأَي {جُزِيتَ كَمَا فَعَلْتَ، وذلكَ لأنَّه اتَّهَمَه فِي خَليلَتِهِ؛ وقالَ القُطاميُّ:
وَمَا دَهْرِي يُمَنِّيني ولكنْ
} جَزتْكُم يَا بَني جُشَمَ الجَوازِيأَي جَزَتْكُم جَوازِي حُقُوقِكم وذِمامِكُم وَلَا مِنَّةَ لي عَلَيْكُم.
{والجازِيَةُ: بَقَرُ الوَحْشِ؛ قالَ أَبو العَلاءِ المَعَرِّي فِي قصيدَةٍ لَهُ:
كم باتَ حَوْلَكَ من رِيمٍ} وجازِيَةٍ
يَسْتَجْد نائِل حسن الدّلِّ والحورِقالَ الحافِظُ: وأَكْثَر مَنْ يَقْرؤُه بالراءِ وَهُوَ غَلَطٌ. ويقالُ: {جازَيْتُه} فَجَزَيْتُه، أَي غَلَبْتُه.
وَهُوَ ذُو جَزاءٍ: أَي ذُو غَناءٍ.
{وجَزَيْتُ فلَانا حَقَّه: أَي قضيْتَه.
} وجَزَى عَنهُ وأَجْزَى: أَغْنَى.
وجَزَى عَنهُ فلَانا: كَافَأَــهُ.
{وأَجْزَتْ عَنْك شاةٌ بمعْنَى جَزَتْ.
وَمَا} يُجْزَيني هَذَا الثَّوْبُ: أَي مَا يُكْفِيني.
ويقالُ: هَذِه إبِلٌ {مَجازٍ يَا هَذَا أَي تَكْفِي الحملُ، الواحِدُ} مُجْزٍ.
وفلانٌ بارِعٌ {مَجْزىً لأمْرِه: أَي كافٍ أَمْرَه.
} وجِزَّاي، بكسْرٍ فتَشْديدٍ: قَرْيةٌ بجِيزَةِ مِصْرَ.
وَهَذَا رجُلٌ {جازِيكَ مِن رجُلٍ: أَي حَسْبك.

جزي: الجَزاءُ: المُــكافأََــة على الشيء، جَزَاه به وعليه جَزَاءً وجازاه

مُجازاةً وجِزَاءً؛ وقول الحُطَيْئة:

منْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ

قال ابن سيده: قال ابن جني: ظاهر هذا أَن تكون جَوازِيَه جمع جازٍ أَي

لا يَعْدَم جَزاءً عليه، وجاز أَن يُجْمَع جَزَاءٌ على جَوازٍ لمشابهة اسم

الفاعل للمصدر، فكما جمع سَيْلٌ على سَوائِل كذلك يجوز أَن يكون

جَوَازِيَهُ جمع جَزَاءٍ. واجْتَزاه: طَلبَ منه الجَزاء؛ قال:

يَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا ما يُجْتَزَى

والجازِيةُ: الجَزاءُ، اسم للمصدر كالعافِية. أَبو الهيثم: الجَزاءُ

يكون ثواباً

ويكون عقاباَ. قال الله تعالى: فما جَزاؤُه إِن كنتم كاذبين، قالوا

جَزاؤُه من وُجِدَ في رَحْله فهو جَزاؤُه؛ قال: معناه فما عُقُوبته إِنْ

بان كَذِبُكم بأَنه لم يَسْرِقْ أَي ما عُقُوبة السَّرِقِ عندكم إِن

ظَهَر عليه؟ قالوا: جزاء السَّرِقِ عندنا مَنْ وُجِدَ في رَحْله أَي الموجود

في رحله كأَنه قال جَزاء السَّرِقِ عندنا استرقاق السارِقِ الذي يوجد في

رَحْله سُنَّة، وكانت سُنَّة آل يعقوب. ثم وَكَّده فقال فهو جَزاؤه.

وسئل أَبو العباس عن جَزَيْته وجازَيْته فقال: قال الفراء لا يكون جَزَيْتُه

إِلاَّ في الخير وجازَيْته يكون في الخير والشر، قال: وغيره يُجِيزُ

جَزَيْتُه في الخير والشر وجازَيْتُه في الشَّرّ. ويقال: هذا حَسْبُك من

فلان وجازِيكَ بمعنىً واحد. وهذا رجلٌ جازِيكَ من رجل أَي حَسْبُك؛ وأَما

قوله:

جَزَتْكَ عني الجَوَازي

فمعناه جَزتْكَ

جَوازي أَفعالِك المحمودة. والجَوازي: معناه الجَزاء، جمع الجازِية

مصدر على فاعِلةٍ، كقولك سمعت رَوَاغِيَ الإِبل وثَوَاغِيَ الشاءِ؛ قال أَبو

ذؤَيب:

فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخانَةً،

فتلك الجَوازي عُقْبُها ونَصِيرُها

أَي جُزِيتَ كما فعَلْتَ، وذلك لأَنه اتَّهَمه في خليلتِه؛ قال

القُطاميُّ:

وما دَهْري يُمَنِّيني ولكنْ

جَزتْكُمْ، يا بَني جُشَمَ، الجوازي

أَي جَزَتْكُم جَوازي حُقُوقكم وذِمامِكم ولا مِنَّةَ لي عليكم.

الجوهري: جَزَيْتُه بما صنَعَ جَزاءً وجازَيْتُه بمعنىً. ويقال: جازَيْتُه

فجَزَيْتُه أَي غَلَبْتُه. التهذيب: ويقال فلانٌ ذو جَزاءٍ وذو غَناءٍ. وقوله

تعالى: جَزاء سيئة بمثلها؛ قال ابن جني: ذهب الأَخفش إِلى أَن الباء فيها

زائدة، قال: وتقديرها عنده جَزاءُ سيئة مثلُها، وإِنما استدل على هذا

بقوله: وجَزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مِثْلُها؛ قال ابن جني: وهذا مذهب حسن واستدلال

صحيح إِلا أَن الآية قد تحتمل مع صحة هذا القول تأْويلين آخرين: أَحدهما

أَن تكون الباء مع ما بعدها هو الخبر، كأَنه قال جزاءُ سيئة كائنٌ

بمثلها، كما تقول إِنما أَنا بك أَي كائنٌ موجود بك، وذلك إِذا صَغَّرت نفسك

له؛ ومثله قولك: توكلي عليك وإِصغائي إِليك وتوَجُّهي نحوَك، فتخبر عن

المبتدإِ بالظرف الذي فِعْلُ ذلك المصدر يتَناوَلُه نحو قولك: توكلت عليك

وأَصغيت إِليك وتوجهت نحوك، ويدل على أَنَّ هذه الظروفَ في هذا ونحوه

أَخبار عن المصادر قبلها تَقَدُّمها عليها، ولو كانت المصادر قبلها واصلة

إِليها ومتناولة لها لكانت من صلاتها، ومعلوم استحالة تقدُّم الصِّلة أَو

شيءٍ منها على الموصول، وتقدُّمُها نحوُ قولك عليك اعتمادي وإِليك توجهي

وبك استعانتي، قال: والوجه الآخر أَن تكون الباء في بمثلها متعلقة بنفس

الجزاء، ويكون الجزاء مرتفعاً بالابتداء وخبرة محذوف، كأَنه جزاءُ سيئة

بمثلها كائن أَو واقع. التهذيب: والجَزاء القَضاء. وجَزَى هذا الأَمرُ

أَي قَضَى؛ ومنه قوله تعالى: واتَّقُوا يوماً لا تَجْزي نفسٌ عن نفس

شيئاً؛ يعود على اليوم والليلة ذكرهما مرة بالهاء ومرة بالصفة، فيجوز ذلك

كقوله: لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً، وتُضْمِرُ الصفةَ ثم تُظْهرها فتقول

لا تَجْزي فيه نفسٌ عن نفس شيئاً، قال: وكان الكسائي لا يُجِيزُ إِضمار

الصفة في الصلة. وروي عن أَبي العباس إِضمارُ

الهاء والصفةِ واحدٌ عند الفراء تَجْزي وتَجْزي فيه إِذا كان المعنى

واحداً؛ قال: والكسائي يضمر الهاء، والبصريون يضمرون الصفة؛ وقال أَبو

إِسحق: معنى لا تَجْزي نفس عن نفس شيئاً أَي لا تَجْزي فيه، وقيل: لا

تَجْزيه، وحذف في ههنا سائغٌ لأَن في مع الظروف محذوفة. وقد تقول: أَتيتُك

اليومَ وأَتيتُك في اليوم، فإِذا أَضمرت قلتَ أَتيتك فيه، ويجوز أَن تقول

أَتَيْتُكه؛ وأَنشد:

ويوماً شَهِدْناه سُلَيْماً وعامِراً

قَليلاً، سِوَى الطَّعْنِ النِّهَالِ، نَوافِلُهْ

أَراد: شهدنا فيه. قال الأَزهري: ومعنى قوله لا تَجْزي نفسٌ عن نفس

شيئاً، يعني يوم القيامة لا تَقْضِي فيه نفْسٌ شيئاً: جَزَيْتُ فلاناً

حَقَّه أَي قضيته. وأَمرت فلاناً يَتَجازَى دَيْني أَي يتقاضاه. وتَجازَيْتُ

دَيْني على فلان إِذا تقاضَيْتَه. والمُتَجازي: المُتَقاضي. وفي الحديث:

أَن رجلاً كان يُدايِنُ الناس، وكان له كاتبٌ ومُتَجازٍ، وهو المُتَقاضي.

يقال: تَجازَيْتُ دَيْني عليه أَي تقاضَيْته. وفسر أَبو جعفر بن جرير

الطَّبَرِيُّ قوله تعالى: لا تَجْزي نفْسٌ عن نفس شيئاً، فقال: معناه لا

تُغْني، فعلى هذا يصح أَجْزَيْتُك عنه أَي أَغنيتك. وتَجازَى دَيْنَه:

تقاضاه. وفي صلاة الحائض: قد كُنَّ نساءُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

يَحِضْنَ أَفأَمَرَهُنَّ أَن يَجْزِينَ أَي يَقْضين؟ ومنه قولهم: جَزاه الله

خيراً أَي أَعطاه جَزاءَ ما أَسْلَف من طاعته. وفي حديث ابن عمر: إِذا

أَجْرَيْتَ الماءَ على الماءِ جَزَى عنك، وروي بالهمز. وفي الحديث: الصومُ

لي وأَنا أَجْزي به؛ قال ابن الأَثير: أَكثَرَ الناسُ في تأْويل هذا

الحديث وأَنه لِمَ خَصَّ الصومَ والجَزاءَ عليه بنفسه عز وجل، وإِن كانت

العباداتُ كلها له وجَزاؤها منه؟ وذكروا فيه وُجُوهاً مدارُها كلها على أَن

الصوم سرٌّ بين الله والعبد، لا يَطَّلِع عليه سواه، فلا يكون العبد

صائماً حقيقة إِلاَّ وهو مخلص في الطاعة، وهذا وإِن كان كما قالوا، فإِن غير

الصوم من العبادات يشاركه في سر الطاعة كالصلاة على غير طهارة، أَو في

ثوب نجس، ونحو ذلك من الأَسرار المقترنة بالعبادات التي لا يعرفها إِلاَّ

الله وصاحبها؛ قال: وأَحْسَنُ ما سمعت في تأْويل هذا الحديث أَن جميع

العبادات التي ُتقرب بها إِلى الله من صلاة وحج وصدقة واعتِكاف وتَبَتُّلٍ

ودعاءٍ وقُرْبان وهَدْي وغير ذلك من أَنواع العبادات قد عبد المشركون بها

ما كانوا يتخذونه من دون الله أَنداداً، ولم يُسْمَع أَن طائفة من طوائف

المشركين وأَرباب النِّحَلِ

في الأَزمان المتقدمة عبدت آلهتها بالصوم ولا تقرَّبت إِليها به، ولا

عرف الصوم في العبادات إِلاَّ من جهة الشرائع، فلذلك قال الله عزَّ وجل:

الصومُ لي وأَنا أَجْزي به أَي لم يشاركني فيه أَحد ولا عُبِدَ به غيري،

فأَنا حينئذ أَجْزي به وأَتولى الجزاء عليه بنفسي، لا أَكِلُه إِلى أَحد

من مَلَك مُقَرَّب أَو غيره على قدر اختصاصه بي؛ قال محمد بن المكرم: قد

قيل في شرح هذا الحديث أَقاويل كلها تستحسن، فما أَدري لِمَ خَصَّ ابن

الأَثير هذا بالاستحسان دونها، وسأَذكر الأَقاويل هنا ليعلم أَن كلها حسن:

فمنها أَنه أَضافه إِلى نفسه تشريفاً وتخصيصاً كإِضافة المسجد والكعبة

تنبيهاً على شرفه لأَنك إِذا قلت بيت الله، بينت بذلك شرفه على البيوت،

وهذا هو من القول الذي استحسنه ابن الأَثير، ومنها الصوم لي أَي لا يعلمه

غيري لأَن كل طاعة لا يقدر المرء أَن يخفيها، وإِن أَخفاها عن الناس لم

يخفها عن الملائكة، والصوم يمكن أَن ينويه ولا يعلم به بشر ولا ملك، كما

روي أَن بعض الصالحين أَقام صائماً أَربعين سنة لا يعلم به أَحد، وكان

يأْخذ الخبز من بيته ويتصدق به في طريقه، فيعتقد أَهل سوقه أَنه أَكل في

بيته، ويعتقد أَهل بيته أَنه أَكل في سوقه، ومنها الصوم لي أَي أَن الصوم

صفة من صفات ملائكتي، فإِن العبد في حال صومه ملك لأَنه يَذْكُر ولا يأْكل

ولا يشرب ولا يقضي شهوة، ومنها، وهو أَحسنها، أَن الصوم لي أَي أَن الصوم

صفة من صفاتي، لأَنه سبحانه لا يَطْعَم، فالصائم على صفة من صفات الرب،

وليس ذلك في أَعمال الجوارح إِلاَّ في الصوم وأَعمال القلوب كثيرة كالعلم

والإرادة، ومنها الصوم لي أَي أَن كل عمل قد أَعلمتكم مقدار ثوابه

إِلاَّ الصوم فإِني انفردت بعلم ثوابه لا أُطلع عليه أَحداً، وقد جاء ذلك

مفسراً في حديث أَبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كل عمل

ابن آدم يُضاعَفُ الحسنةُ عشر أَمثالها إِلى سبعمائة ضِعْفٍ، قال الله عز

وجل: إِلاَّ الصوم فإِنه لي وأَنا أَجْزي به، يَدَعُ شهوتَه وطعامه من

أَجلي، فقد بيَّن في هذا الحديث أَن ثواب الصيام أَكثر من ثواب غيره من

الأَعمال فقال وأَنا أَجزي به، وما أَحال سبحانه وتعالى المجازاة عنه على

نفسه إِلاَّ وهو عظيم، ومنها الصوم لي أَي يَقْمَعُ عدوِّي، وهو الشيطان

لأَن سبيل الشيطان إِلى العبد عند قضاء الشهوات، فإِذا تركها بقي الشيطان

لا حيلة له، ومنها، وهو أَحسنها، أَن معنى قوله الصوم لي أَنه قد روي في

بعض الآثار أَن العبد يأْتي يوم القيامة بحسناته، ويأْتي قد ضرَب هذا

وشَتَم هذا وغَصَب هذا فتدفع حسناته لغرمائه إِلاَّ حسنات الصيام، يقول

الله تعالى: الصوم لي ليس لكم إِليه سبيل. ابن سيده: وجَزَى الشيءُ يَجْزِي

كَفَى، وجَزَى عنك الشيءُ قضَى، وهو من ذلك. وفي الحديث: أَنه، صلى الله

عليه وسلم، قال لأَبي بُرْدة بن نِيَارٍ حين ضَحَّى بالجَذَعة: تَجْزِي

عنك ولا تَجْزِي عن أَحد بعدَك أَي تَقْضِي؛ قال الأَصمعي: هو مأْخوذ من

قولك قد جَزَى عني هذا الأَمرُ يَجْزِي عني، ولا همز فيه، قال: ومعناه

لا تَقْضِي عن أَحد بعدك. ويقال: جَزَتْ عنك شاةٌ أَي قَضَتْ، وبنو تميم

يقولون أَجْزَأَتْ عنك شاةٌ بالهمز أَي قَضَت. وقال الزجاج في كتاب

فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ: أَجْزَيْتُ عن فلان إِذا قمتَ مَقامه. وقال بعضهم:

جَزَيْتُ عنك فلاناً كافأْــته، وجَزَتْ عنك شاةٌ وأَجْزَتْ بمعنىً. قال: وتأْتي

جَزَى بمعنى أَغْنَى. ويقال: جَزَيْتُ فلاناً بما صنع جَزَاءً، وقَضَيْت

فلاناً قَرْضَه، وجَزَيْتُه قرضَه. وتقول: إِن وضعتَ صدقَتك في آل فلان

جَزَتْ عنك وهي جازِية عنك. قال الأَزهري: وبعض الفقهاء يقول أَجْزَى

بمعنى قَضَى. ابن الأَعرابي: يَجْزِي قليلٌ من كثير ويَجْزِي هذا من هذا أَي

كلُّ واحد منهما يقوم مقام صاحبه. وأَجْزَى الشيءُ عن الشيء: قام مقامه

ولم يكف. ويقال: اللحمُ السمين أَجْزَى من المهزول؛ ومنه يقال: ما

يُجْزِيني هذا الثوبُ أَي ما يكفيني. ويقال: هذه إِبلٌ مَجازٍ يا هذا أَي

تَكْفِي، الجَملُ الواحد مُجْزٍ. وفلان بارع مَجْزىً لأَمره أَي كاف أَمره؛

وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لبعض بني عمرو بن تميم:

ونَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فارساً،

جَزاءَ العُطاسِ، لا يموت المُعاقِب

قال: يقول عجلنا إِدراك الثَّأْر كقدر ما بين التشميت والعُطاس،

والمُعاقِبُ الذي أَدرك ثَأْره، لا يموت المُعاقِب لأَنه لا يموت ذكر ذلك بعد

موته، لا يَمُوت من أَثْأَرَ أَي لا يَمُوت ذِكْرُهُ. وأَجْزَى عنه

مُجْزَى فلان ومُجْزاته ومَجْزاه ومَجْزاته؛ الأَخيرة على توهم طرح الزائد

أَعني لغة في أَجْزَأَ. وفي الحديث: البَقَرَةُ تُجْزِي عن سبعة، بضم التاء؛

عن ثعلب، أَي تكون جَزَاءً عن سبعة. ورجلٌ ذو جَزَاءٍ أَي غَناء، تكون من

اللغتين جميعاً.

والجِزْيَةُ: خَراجُ الأَرض، والجمع جِزىً وجِزْيٌ. وقال أَبو علي:

الجِزَى والجِزْيُ واحد كالمِعَى والمِعْيِ لواحد الأَمْعاء، والإِلَى

والإِلْيِ لواحد الآلاءِ، والجمع جِزاءٌ؛ قال أَبو كبير:

وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى،

تَذَرُ البِكارةَ في الجِزَاءِ المُضْعَفِ

وجِزْيَةُ الذِّمِّي منه. الجوهري: والجِزْيةُ ما يؤخذ من أَهل الذمة،

والجمع الجِزَى مثل لِحْيةٍ ولِحىً. وقد تكرر في الحديث ذكر الجِزْية في

غير موضع، وهي عبارة عن المال الذي يَعْقِد الكتابيُّ عليه الذمة، وهي

فِعْلَةٌ من الجَزاء كأَنها جَزَتْ عن قتلِه؛ ومنه الحديث: ليس على مسلم

جِزْية؛ أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وقد مر بعضُ الحول لم يُطالَبْ من

الجِزْية بِحِصَّةِ ما مضى من السَّنة؛ وقيل: أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وكان

في يده أَرض صُولح عليها بخراج، توضع عن رقبته الجِزْيةُ وعن أَرضه

الخراج؛ ومنه الحديث: من أَخَذ أَرضاً بِجِزْيَتِها أَراد به الخراج الذي

يُؤَدَّى عنها، كأَنه لازم لصاحب الأَرض كما تَلْزَم الجِزْىةُ الذميَّ؛ قال

ابن الأَثير؛ هكذا قال أَبو عبيد هو أَن يسلم وله أَرض خراج، فتُرْفَعُ

عنه جِزْيَةُ رأْسه وتُتْرَكُ عليه أَرضُه يؤدي عنها الخراجَ؛ ومنه حديث

علي، رضوان الله عليه: أَن دِهْقاناً أَسْلَم على عَهْدِه فقال له: إِن

قُمْتَ في أَرضك رفعنا الجِزْْيةَ عن رأْسك وأَخذناها من أَرضك، وإِن

تحوّلت عنها فنحن أَحق بها. وحديث ابن مسعود، رضي الله عنه، أَنه اشترى من

دهْقان أَرضاً على أَن يَكْفِيَه جِزْيَتَها؛ قيل: اشترَى ههنا بمعنى

اكْتَرَى؛ قال ا بن الأَثير: وفيه بُعْدٌ لأَنه غير معروف في اللغة، قال:

وقال القُتَيْبي إِن كان محفوظاً، وإِلا فَأَرى أَنه اشتري منه الأَرضَ قبل

أَن يُؤَدِّيَ جِزْيَتَها للسنة التي وقع فيها البيعُ فضمّنه أَن يقوم

بخَراجها. وأَجْزَى السِّكِّينَ: لغة في أَجْزَأَها جعل لها جُزْأَةً؛ قال

ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك لأَن قياس هذا إِنما هو أَجْزَأَ، اللهم

إِلا أَن يكون نادراً.

الْجِيم وَالزَّاي وَالْيَاء

الجَزَاء: الْمُــكَافَأَــة على الشَّيْء.

جزاه بِهِ، وَعَلِيهِ، جَزاءاً، وجازاه مجازاة، وجِزاء وَقد اجتزاه: إِذا طلب مِنْهُ الْجَزَاء قَالَ:

يجزون بالقَرض إِذا مَا يجتزي

وَقَول الحطيئة:

من يفعل الْخَيْر لَا يعدَم جوازيه

قَالَ ابْن جني: ظَاهر هَذَا أَن يكون " جوازيه ": جمع جَازَ: أَي لَا يعْدم شاكرا عَلَيْهِ، وَيجوز أَن يكون جمع جَزَاء: أَي لَا يعْدم جَزَاء عَلَيْهِ.

وَجَاز أَن يجمع جَزَاء على جَوَاز لمشابهة اسْم الْفَاعِل الْمصدر، فَكَمَا جمع سيل على سوائل كَذَلِك يجوز أَن يكون جوازيه جمع جَزَاء.

وجَزَتك الجوازي عني خيرا.

والجازِية: الْجَزَاء، اسْم للمصدر كالعافية.

وَقَوله تَعَالَى: (جَزَاء سَيِّئَة بِمِثْلِهَا) . قَالَ ابْن جني: ذهب الْأَخْفَش إِلَى أَن الْبَاء فِيهَا زَائِدَة، قَالَ: وتقديرها عِنْده: جَزَاء سَيِّئَة مثلهَا. وَإِنَّمَا اسْتدلَّ على هَذَا بقوله: (وجَزَاء سيّئة سيّئة مِثْلُها) . قَالَ ابْن جني: وَهَذَا مَذْهَب حسن واستدلال صَحِيح، إِلَّا أَن الْآيَة قد تحْتَمل مَعَ صِحَة هَذَا القَوْل تأويلين آخَرين.

أَحدهمَا: أَن تكون الْبَاء مَعَ مَا بعْدهَا هُوَ الْخَبَر، كَأَنَّهُ قَالَ: جَزَاء سَيِّئَة كَائِن بِمِثْلِهَا، كَمَا تَقول. إِنَّمَا أَنا بك أَي كَائِن مَوْجُود بك، وَذَلِكَ إِذا صغرت نَفسك لَهُ، وَمثله قَوْله: توكلي عَلَيْك وإصغائي إِلَيْك وتوجهي نَحْوك، فيخبر عَن الْمُبْتَدَأ بالظرف الَّذِي فعل ذَلِك الْمصدر يتَنَاوَلهُ، نَحْو قَوْلك: توكلت عَلَيْك وأصغيت إِلَيْك وتوجهت نَحْوك، ويدلك على أَن هَذِه الظروف فِي هَذَا وَنَحْوه أَخْبَار عَن المصادر قبلهَا تقدمها عَلَيْهَا، وَلَو كَانَت المصادر قبلهَا واصلة إِلَيْهَا ومتناولة لَهَا كَانَت من صلَاتهَا، وَمَعْلُوم اسْتِحَالَة تقدم الصِّلَة أَو شَيْء مِنْهَا على الْمَوْصُول، وتقدمها نَحْو قَوْلك: عَلَيْك اعتمادي وَإِلَيْك تَوَجُّهِي، وَبِك استعانتي.

قَالَ: وَالْوَجْه الآخر: أَن تكون الْبَاء فِي " بِمِثْلِهَا " مُتَعَلقَة بِنَفس الْجَزَاء، وَيكون الْجَزَاء مرتفعا بِالِابْتِدَاءِ، وَخَبره مَحْذُوف. كَأَنَّهُ جُزْء سَيِّئَة بِمِثْلِهَا كَائِن أَو وَاقع.

وتجازَى دينه: تقاضاه.

وجَزَى الشَّيْء يَجْزِى: كفى.

وجزى عَنْك الشَّيْء: قضى، وَهُوَ من ذَلِك، وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ لأبي بردة حِين ضحى بالجذعة: " لَا تَجْزِي عَن أحد بعْدك ".

وأجزى الشَّيْء عَن الشَّيْء: قَامَ مقَامه وَلم يَكْفِ.

وأجزى عَنهُ مُجْزَى فلَان، ومجزاته، ومجزاه، ومجزاته، الْأَخير على توهم طرح الزَّائِد: أغْنى، لُغَة فِي أَجْزَأَ، وَفِي الحَدِيث: " الْبَقَرَة تُجْزِي عَن سَبْعَة " بِضَم التَّاء عَن ثَعْلَب: أَي تكون جَزَاءً عَن سَبْعَة.

وَرجل ذُو جَزَاء: أَي غناء، يكون فِي اللغتين جَمِيعًا.

والجِزْيَة: خراج الأَرْض.

وَالْجمع: جِزىً، وجِزْىٌ.

وَقَالَ أَبُو عَليّ: الجِزَى، والجِزْيُ، وَاحِد كالمعي والمعي لوَاحِد الامعاء، والإلى والإلى لوَاحِد الآلاء.

وَالْجمع: جِزَاء؛ قَالَ أَبُو كَبِير:

وَإِذا الكُماةُ تعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى ... نَدْرَ البِكارةِ فِي الجِزَاء المُضْعَفِ وجِزْية الذِّمِّيّ مِنْهُ.

وأجْزَى السكين: لُغَة فِي أجْزَأها: جعل لَهُ جُزْأة، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك؛ لِأَن قِيَاس هَذَا إِنَّمَا هُوَ أَجْزَأَ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون نَادرا.

كفى

كفى
كَفى يَكْفي كِفَايَةً: إذا قامَ بالأمْرِ. واسْتَكْفَيْتُه أمْراً فكَفَاني.
ورَأيْتُ رَجُلاً كافِيَكَ من رَجُلٍ وللاثْنَيْن: كافِيَيْكَ وللجميع: كافِيْكَ من رِجَالٍ، معناه: كَفَاكَ به رَجُلاً.
وكَفْيُكَ دِرْهَمٌ: أي حَسْبُكَ.
والكُفى: الأقْوَاتُ، الواحِدَةُ كفْيَةٌ، وهي من الكِفَايَة أيضاً.
ويُقال للأرض إذا أصابَها مَطَرٌ على مَطَرٍ: أصابَها كَفِيٌّ على كَفِيٍّ.
وقد تَكَفّى في النَباتِ: أي تَعَقَرَ.
وبَيْعُ الكِفَايَةِ: هو أنْ يكونَ لي على رَجُل خَمْسَةُ دَرَاهِمَ واشْتَري منكَ شيئاً بخَمْسَةِ دَرَاهِمَ فأقُوْل لكَ: خُذْ منه خمسةَ دَراهم. وفي الحديث: " ألْقى إلينا حَقْوَه بَعْدَ بَيْع الكِفَايَة ".
كفى:
يرمز به في طيبة النشر في القراءات العشر إلى أهل الكوفة، وهم: عاصم ابن أبي النجود (ت 127 هـ) وحمزة الزَّيَّات (ت 156 هـ) والكسائي (ت 189 هـ) وخلف البزار (ت 229 هـ).
[كفى] كفاه مؤنته كفاية.

= فبات لنا منها وللضيف موهنا * شواء سمين زاهق وغبوق في المختار: قلت لا حاجة إلى ما ذهب إليه الفراء من التأويل، وهو على حقيقته، ومعناه المكتسى. (*) وكفاك الشئ يكفيك، واكتفيت به. واستكفيته الشئ فكفانيه. وكافيته من المكافاة. ورجوت مَكافاتَكَ، أي كِفايَتَكَ. ورجلٌ كاف وكفى، مثل سالم وسليم. وهذا رجل كافيك من رجلٌ، ورجلان كافِياكَ من رَجُلَيْنِ، ورجالٌ كافوكَ من رجال. وكَفْيُكَ بتسكين الفاء، أي حسبك. والكفية بالضم: القوت ; والجمع الكفى. وقال: ومختبط لم يلق من دوننا كفى * وذات رضيع لم ينمها رضيعها
كفى: وفي فلاناً في مقابل ... فوّضه خسارة شيء، وهي كافأ لدى (هيلو) وعوّض (ساسي كرست 2، 135؛ ابن 85 طبعه شديوز).
كفى: كفى فلاناً مئونَته جعلها كافية له. أي قام بها دونه فأغناه عن القيام بها أو كفاه مؤونة الشيء أو الشخص أي أراحه وخلصه من شخص أزعجه أو حل محلّه في النهوض بعبء قضية كانت تقلقه. ففي كليلة ودمنة (4:45): سقط عنه النظر في أمور الأعداء بما قد كفاه ذلك بيدبا. وفي (حيان: بسام 4:3) أمن أهل البلد من مقته وكفاهم الله أمره. وفي البكري 119 أنا أكفيك خبره أي (أنا أستنفدك منه) (المارودي 144، 350، 7، بربرية، 1، 361 وفي المبني للمجهول ورد في الأغاني، 31 لو شئتَ كنتُ كُفيتُ بنفسك الطلبَ من غيرك وفي (المقري 1، 490، 15): حين ألحَّ الأمير هشام على زياد لكي يتولى منصب القضاء هرب زياد فصاح الأمير: ليت الناس كلهم كزياد حنى أُكْفيَ أهل الرغبة في الدنيا وفي رياض لبنفوس: احنجز أحد الحكام متاع أحد مسافرين فذهب هذا إلى أحد أهل الدين وطلب منه أن يدعو الله في رد متاعه فقال له، بعد أن استمع إلى شكواه، اذهب كفيت إن شاء الله تعالى أي اذهب فستنجو من همومك وقد حدث أن أعيدت إليه أمتعته وفي رواية أخرى قال رجل الدين انصرف لعل الله يكفيك أمره. وجاء في (معجم بوشر) كفاه شر الشيء؛ اكفينا شرك؛ كفاه شرّه: احترم، وفرّ، اقتصد، لم يؤذ، لم يفسد، لم يلتف.
كفى: حافظ على، وقى، تعهد، رعى، غذّى، أطعم، دام بحالة سليمة (بوشر).
كفى: جهّز (هلو).
كافأه: عن هديته (حيان 71).
كافأ: جازى، أثاب (هلو) (بدرون 228) (حيان 76: وقدمه إلى خطة الوزارة مكانه تعجيلاً لمــكافأته).
تــكافأ: (بدلاً من كفأ) عند الحديث عن شخصين يعملان الشيء نفسه (ألف ليلة 40:1).
إن عدِت عدنا وإن وافيتِ وافينا ... وإن هجرتِ فإنّ قد تكافينا
كوفئ: أثيب وجُزي.
انكفأ: تصحيف كفأ (ميهرن بلاغة 33).
اكتفى: أشبع، شفى غليله (فريتاج كرست 49، 7).
اكتفىب: ارتضى (بوشر).
اكتفى عن ما عادت بي حاجة إلى ... (كاترمير 1847 ص479 الذي لاحظ وجوب أن نقرأ الكلمة على هذا النحو عند كارتاس): 3، 801.
اكتفينا مئونته: وفّر علينا العناء (بوشر).
اكتفى: صدّق على، أمر (هلو). استكفاه الأمر: طلب منه لن يخلصه من أمر أقلقه (رياض النفوس: وأخذ يستعيذ بالله تعالى ويستكفيه شرّه وضرَّه وفيها وشكر الله على ما كفاه منه.
استكفاه الأمر: تخلّص منه (فريتاج 6:62) وأطلق الأسرى من الداوية الذين كانوا بحلب استكفاءً لشرهم. إن تعبير استكفاه الأمر يعني أيضاً: ألقى إليه مقاليد، فوّض أمره إلى، فوّض إليه مراقبة أو الترتيب أو تنظيم، أو تدبير أمرٍ ما (ففي أخبار مجموعة من كتب مجهولة ص2:124: وكان له قاضٍ قد استكافه أمور رعيته لفضله وزهده وورعه).
وفي مقدورنا ذكر استكفاه وحدها (عباد 1:51): إلى أن أوكل أمره إلى أحد اليهود واستكفاه. وهناك أيضاً تعبير استكفى به الأمر (ويجرز 12:30، البربرية 1، 375) وهنا أيضاً نستطيع الحذف والإيجاز ونقول استكفى به (دي ساسي كرست 13:11) ويبدو أن (فريتاج) كان له رأيه في العبارة الأخيرة حين أضاف إليها حرف الباء ب " Summum fiduciam posuit in aliquo c. p''.
عدم كفاة: نقص، تقصير (بوشر).
كفاية، أجرى له كفايته: خصص له مبلغاً كافياً من المال ينفق منه (ابن بطوطة 3، 47. معجم التنبيه).
كفاية: يسر، رخاء، العيش في بحبوحة (مقديسي 33، 1، ياقوت 3، 881) وربما قد وردت بهذا المعنى في (2، 256، 20 عند Goeje) .
فرض على الكفاية: فرض ديني ملزم لمتناولي القربان كافة (انظر لين في مادة فرض) (وانظر معجم التنبيه، والبيضاوي 1، 18، 2). قتل الفعلة بالكفاية: (قتل العمال جملةً، بكاملهم جمعهم) (معجم البلاذري 292، 2) إن تعبير بالكفاية يعني أيضاً: حساباً كاملا (أي بلا كسر) أو المجموع العام (ياقوت 3 1: 838: والخراج ثلاثة وثلاثون ألف ألف درهم بالكفاية (988:4:3) ( de Goege) .
كفاية: قدرة، ذكاء، مهارة، اختصاص، نبوغ (بوشر) ويكتبها فخري دائماً: (في الآداب السلطانية) كفاءة (ص179:10133، 2؛ 207، 2؛ 215، 7) وهي تعني: جدارة، مزية، قيمة (في معجم الطرائف ومعجم التنبيه وأخبار 119، 9 وحيان 18): وأرسل رأسه إلى ابن حفصون فأنفذه ابن حفصون إلى الأمير عبد الله بقرطبة مستحمداً إليه كفاية شأنه (أبار 142، 9 بسام 2، 12) في معرض حديثه عن شخص قد ولي منصب القضاء: فمهد لذلك جانباً من كفايته، واحتسب فيه جزءً من عمايته) (البيان 6:284:1 البربرية 1، 147، 3؛ 1: 361، 395؛ 2؛ 432؛ 8: 500 ابن الخطيب 64): فبعثه رسولاً ثقة بكايته (ألف ليلة برسل 353:12، 4؛ فالتون 33، 13 ويبدو أن هذه الكلمة تعني المعنى المتقدم نفسه على نحو عام دون أن تقتصر على الكفاية الإدارية التي هي مراد الناشر؛ هو كفاية كل شيء: قادر على كل شيء (بوشر).
كفاة: حماية:، حفظ. وهي مرادف وقاية (عباد 3، 109، 3) وأسَلُ الله أن يجعلك في حيّز الكفاية، وجانب الوقاية.
كفاية: سهر الإنسان على شرفه وعزة نفسه (معجم الطرائف).
يبدو أن تعبير: (أهل الكفاية) يدل على الناس الإمناء، الصادقين، والمستقيمين، أصحاب الشرف والنزاهة (حيان، 71): الوزراء حذّروا الأمير عبد الله، وصرفوه عن عزمه في ان يكون رأس الجيش الذي سيّره على ابن حفصون لاستغلاط شوكة الخبيث وكثرة أنصاره وللياذ من خبايا الحرب الغشوم لاسيما إن جرت من غير أهل الكفاية المغلقين لباب المعذرة.
كفاية: ذو الكفاتين يبدو إنها منصب مثل قولنا ذو الرئاستين دو الوزارتين (فاليتون 69 رقم 4).
كاف ل: كفء، جدير، خبير متخصص (بوشر، همبرت، معجم التنبيه) مَنْ نعهد إليه، كلياً، أمر التصرّف في شأنٍ ما، أو إدارة شؤون إقليم ما، أو الإدارة بصورة عامة، أو الوزارة .. الخ (بدرون ملاحظات 124، دي يونج، معجم الجغرافيا).
أكفى: أكثر قدرة، أكثر مهارة (رياض النفوس 14): ذكر لي أن أكفأ عبيدي وأقومهم بضيعتي توفي.
الأجير المكفَّى: (محيط المحيط).
قطع مكافئ: جسم مكافئ دوراني (من مصطلحات علم المساحة) (بوشر).
اكتفاء: اكتفى بالقليل، أو ربما تيسّر (بوشر).
اكتفاء: جزم، ترخيم (حذف الصوت الأخير أو المقطع الأخير من كلمة ... الخ) انظرها لمزيد ومحيط المحيط) وحين يعمد إليه الشاعر يقال: قال مكتفياً (المقري 1، 60).
ك ف ى: (كَفَاهُ) مَئُونَتَهُ يَكْفِيهِ (كِفَايَةً) . وَ (كَفَاهُ) الشَّيْءَ. وَ (اكْتَفَى) بِهِ. وَ (اسْتَكْفَيْتُهُ) الشَّيْءَ (فَكَفَانِيهِ) . وَ (كَافَاهُ) (مُكَافَاةً) وَرَجَا (مُكَافَاتَهُ) أَيْ (كِفَايَتَهُ) . وَرَجُلٌ (كَافٍ) وَ (كَفِيٌّ) مِثْلُ سَالِمٍ وَسَلِيمٍ. 

كف

ى1 كَفَى

He, or it, sufficed, or contented: hence كَفَانِى فُلَانٌ الأَمْرَ Such a one sufficed me, or contented me, in respect of the affair; i. e., by taking upon himself to perform it or accomplish it if good, or to prevent it or avert it if evil: and كَفَانِى شَهِيدًا He sufficed me as, or for, a witness; or he suffices me as, or for, such: and sometimes بِ is redundantly prefixed to its agent, and sometimes to its objective complement; as in exs. cited in art. ب. See Ham, p. 152. كَفَى [It sufficed, or satisfied, or contented,] it stood instead of another thing, or other things; (Msb;) [as also كَفَى عَنْ غَيْرِهِ.]

b2: كَفَى بِنَا for كَفَانَا &c. See W, pp. 5 and 6 b3: كَفَى, aor. ـْ inf. n. كِفَايَةٌ, also signifies دَفَعَ and مَنَعَ followed by مِنْ. (Har, p. 43, q. v.) [You say, كَفَاهُ الشَّرَّ He repelled from him evil; and hence, he defended him therefrom; and he freed him therefrom: said of God, and of a man, &c.]8 اِكْتَفَى بِالشَّىْءِ He was, or became, sufficed by the thing, so as to need nothing more; or content with it. (Msb.) كِفَايَةٌ A sufficiency; enough; a thing that suffices, or contents, and enables one to obtain what one seeks. (TA, art. بلغ.) b2: قَامَ بِكِفَايَتِهِ He undertook his maintenance; he maintained him; syn. مَانَهُ. (S, K, art. مون.) أَكْفَى

[More, and most, satisfying]. (Mgh, in art. جزأ.)

كَفَأَ

(كَفَأَ)
(هـ) فِيهِ «الْمُسْلِمُونَ تَتَــكافَأُ دِماؤُهم» أَيْ تَتَساوَى فِي القِصاص والدِيات.
والكُفْءُ: النَّظير والمُساوِي. وَمِنْهُ الكَفاءة فِي النِكاح، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الزَّوْج مُساوِياً لِلْمَرْأَةِ فِي حَسَبِها ودِينها ونَسَبِها وبَيْتَها، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ لَا يَقْبَل الثَّناء إِلَّا من مُكافِئ» قال القُتَيْبي: مَعْنَاهُ إِذَا أنْعَم عَلَى رجُل نِعْمةً فَــكَافَأَــهُ بالثَّنَاء عليهِ قَبل ثَناءه، وَإِذَا أثْنَى عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُنْعِم عَلَيْهِ لَمْ يَقْبَلْها.
وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: هَذَا غَلَط، إذْ كَانَ أحدٌ لَا يَنْفَكّ مِنْ إنْعام النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لإِنَّ اللَّهَ بَعَثه رَحْمَةً لِلنَّاسِ كَافَّةً، فَلَا يَخْرُجُ مِنْهَا مُكَافِئ وَلَا غَيْرُ مُكَافِئ. والثَّناء عَلَيْهِ فَرْض لَا يَتِمُّ الإسْلامُ إلاَّ بِهِ. وَإِنَّمَا الْمَعْنَى: لَا يَقْبَل الثَّناءَ عَلَيْهِ إِلَّا مِنْ رَجلٍ يَعْرف حَقِيقَةَ إسْلامه، وَلَا يَدْخل فِي جُمْلة المُنافقين الَّذِينَ يَقُولُونَ بألْسِنَتهم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ، إِلَّا مِنْ مُكافِئ: أَيْ مِن مُقارِبٍ غَيْرِ مُجاوِزٍ حَدَّ مِثْله وَلَا مُقَصِّرٍ عَمَّا رَفَعَه اللَّهُ إِلَيْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ العَقِيقة «عَنِ الغُلام شَاتَانِ مُكَافِئَتان» يَعْنِي مُتَساوِيَتَين فِي السِّنّ: أَيْ لَا يُعَقُّ عَنْهُ إِلَّا بمُسِنَّة، وأقَلُّه أَنْ يَكُونَ جَذَعاً كَمَا يُجْزِئُ فِي الضَّحَايَا.
وَقِيلَ: مُكافِئتان: أَيْ مُسْتَوِيَتان أَوْ مُتَقارِبَتان. وَاخْتَارَ الخَطَّابي الْأَوَّلَ.
وَاللَّفْظَةُ «مكافِئَتان» بِكَسْرِ الْفَاءِ. يُقَالُ: كافَأَــه يُكَافِئُه فَهُوَ مُكافئه: أَيْ مُساوِيه.
قَالَ: والمحدِّثون يَقُولُونَ: «مُــكافَأَــتان» بِالْفَتْحِ، وَأَرَى الفَتْح أوْلَى لِأَنَّهُ يُريد شاتَيْنِ قَدْ سُوِّيَ بَيْنَهُمَا، أَوْ مُسَاوَى بَيْنَهُمَا.
وَأَمَّا بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُمَا مُتساوِيَتَان، فَيحتاج أنْ يذْكر أيَّ شَيْءٍ سَاوِيا، وَإِنَّمَا لَوْ قَالَ «مُتَكَافِئَتَان» كَانَ الكْسر أَوْلَى.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لَا فَرْقَ بَيْنَ المُكَافِئَتين والمُــكَافَأَــتَين؛ لأنَّ كلَّ وَاحِدة إِذَا كَافَأَــتْ أخْتَها فَقَدْ كُوفِئَت، فَهِيَ مُكَافِئة ومُــكَافَأَــة.
أَوْ يَكُونُ مَعْنَاهُ: مُعَادِلَتَانِ لِما يَجِب فِي الزَّكَاةِ والأضْحية مِنَ الْأَسْنَانِ. ويحتَمِل مَعَ الْفَتْحِ أَنْ يُرَاد مَذْبُوحَتان، مِن كَافَأَ الرجُلُ بُين بعيريْن، إِذَا نَحر هَذَا ثُمَّ هَذا مَعاً مِنْ غيْر تَفْريق، كَأَنَّهُ يُريد شاتَيْن يَذْبَحُهما فِي وقْت وَاحِدٍ.
وَفِي شِعْرِ حَسَّانَ:
ورُوحُ القُدْس لَيْسَ لَهُ كِفَاء
أَيْ جِبْرِيلُ لَيْسَ له نَظِير ولا مِثْل. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ؟» .
(س) وَحَدِيثُ الأحْنف «لاَ أُقاوِم مَنْ لاَ كِفَاءَ لَهُ» يَعْنِي الشَّيْطَانَ. ويُروَى «لاَ أُقَاوِل» .
[هـ] وَفِيهِ «لَا تَسْألِ المرأةُ طلاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي إنَائِها» هُوَ تَفْتَعِل، مِنْ كَفَأْتُ القِدْر، إِذَا كَبَبْتَها لِتُفْرِغ مَا فِيهَا. يُقَالُ: كَفأت الْإِنَاءَ وأَكْفَأْتُه إِذَا كَبَبْتَه، وَإِذَا أمَلْته.
وَهَذَا تَمْثيل لإمالَة الضَّرَّة حَقَّ صاحِبَتها مِنْ زَوْجِهَا إِلَى نَفْسها إِذَا سألتْ طَلاَقها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْهِرَّةِ «أَنَّهُ كَانَ يُكْفِئ لَهَا الْإِنَاءَ» أَيْ يُميله لتَشْربَ منْه بِسُهولة.
(س) وَحَدِيثُ الفَرَعَة «خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحه يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ، وتُكْفِئ إِنَاءَك وتُولِّه ناقَتَك» أَيْ تَكُبّ إناءَك، لِأَنَّهُ لَا يَبْقَى لَكَ لَبَنٌ تَحْلُبُه فِيهِ.
(س) وَحَدِيثُ الصِّراط «آخرُ مَنْ يَمُرُّ رَجُلٌ يَتَكَفَّأُ بِهِ الصِّراط» أَيْ يَتَمَيَّل ويَنْقلب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ [دُعَاءِ] الطَّعَامِ «غير مِكْفَئٍ وَلَا مُودَّعٍ رَبنَّا» أَيْ غَيْرُ مَرْدُود وَلاَ مَقْلُوب. والضَّمير رَاجِعٌ إِلَى الطَّعام.
وَقِيلَ: «مَكْفِيّ» مِنَ الْكِفَايَةِ، فَيَكُونُ مِنَ المعْتَلّ. يَعْنِي أنَّ اللَّهَ هُوَ المُطْعِم والْكاَفِي، وَهُوَ غَيْر مُطْعَم وَلَا مَكْفيٍّ، فَيَكُونُ الضَّمِيرُ رَاجِعًا إِلَى اللَّهِ. وَقَوْلُهُ «وَلَا مُوَدَّع» أَيْ غَيْرِ مَتْروك الطَّلَب إِلَيْهِ والرَّغْبة فِيمَا عِنْدَهُ.
وأمَّا قَوْلُهُ «ربَّنا» فَيَكُونُ عَلَى الْأَوَّلِ مَنْصُوبًا عَلَى النَّداء الْمُضَافِ بِحَذْفِ حَرْف النَّداء، وَعَلَى الثَّانِي مَرْفُوعًا عَلَى الابْتداء ، أَيْ ربُّنا غيرُ مَكْفيّ وَلَا مُودَّع.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكون الْكَلَامُ رَاجِعًا إِلَى الْحَمْدِ، كَأَنَّهُ قَالَ: حَمْداً كَثِيراً مُبارَكاً فِيهِ، غَيْرَ مَكْفيٍّ وَلَا مُودَّع، وَلَا مُسْتَغْنىً عَنْهُ: أَيْ عن الحمد. وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ «ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْن أمْلَحَين فذبَحَهُما» أَيْ مَالَ ورَجَع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَأَضَعُ السَّيْفَ فِي بَطْنِهِ ثُمَّ أَنْكَفِئُ عَلَيْهِ» .
وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ «وَتَكُونُ الأرضُ خُبْزة واحِدة، يَكْفَؤُها الجبَّار بيَدِه كَمَا يَكْفَأُ أحَدُكُم خُبْزَته فِي السَّفَر» .
وَفِي رِواية «يَتَكَفَّؤُها» يُرِيدُ الخُبْزة التَّي يَصْنَعُها المُسافِر وَيَضَعها فِي المَلَّة، فَإِنَّهَا لَا تُبْسَط كالرُّقاقة، وَإِنَّمَا تُقْلَب عَلَى الأيْدي حَتَّى تَسْتَوِي.
[هـ] وَفِي صِفَةِ مَشْيه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «كَانَ إِذَا مَشَى تَكَفَّى تَكَفِّياً» أَيْ تَمَايَلَ إِلَى قُدّام، هَكَذَا رُوي غيرَ مَهْمُوزٍ، وَالْأَصْلُ الْهَمْزُ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ مَهْمُوزًا، لِأَنَّ مَصْدر تَفَعَّل مِنَ الصَّحِيحِ تَفَعُّلٌ، كَتَقَدّم تَقَدُّماً وتَكَفَّأَ تَكَفُّأً، وَالْهَمْزَةُ حَرْفٌ صَحِيحٌ. فَأَمَّا إِذَا اعْتلَّ انكسَرت عَيْنُ المُسْتَقْبَل مِنْهُ، نَحو: تَحَفَّى تَحَفِّياً، وتَسَمَّى تَسَمِّياً، فَإِذَا خُفْفَت الْهَمْزَةُ الْتَحَقَت بالمُعْتَل، وَصَارَ تَكَفِّيا، بالكَسْر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «وَلَنَا عَبَاءَتَانِ نُكَافِئ بِهِمَا عَيْنَ الشَّمس» أَيْ نُدافع، مِنَ المُــكَافأة: المُقَاوَمَة.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد «رَأَى شَاة فِي كِفاء الْبَيْتِ» هُوَ شُقَّة أَوْ شُقَّتان تُخاط إحداهُما بِالْأُخْرَى، ثُمَّ تُجْعل فِي مُؤَخَّر الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ: أَكْفِئَة، كحِمار، وأحْمِرة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ انْكَفَأَ لَوْنُه عامَ الرَّمَادَةِ» أَيْ تَغَيَّر عَنْ حَالِهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَنْصَارِيِّ «مَا لِي أرَى لَوْنَك مُنْكَفِئاً؟ قَالَ: مِنَ الجُوع» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلاً اشْتَرَى مَعْدِناً بِمِائَةِ شَاةٍ مُتْبِع، فَقَالَتْ لَهُ أمُّه: إِنَّكَ اشتريْتَ ثلاَثمائة شَاةٍ أمَّهاتُها مِائَةٌ، وأولادُها مِائَةٌ، وكُفْأَتُها مِائَةٌ» أصْل الكُفْأَة فِي الْإِبِلِ: أَنْ تُجْعَل قطْعَتين يُراوَح بينهما في النِّتاج. يقال: أعْطني كُفْأَةَ ناقِتك وكَفْأَتَهَا: أَيْ نِتاجَها. وأَكْفَأت إِبِلِي كُفْأَتين، إِذَا جَعَلْتها نِصْفَيْنِ يُنْتَجُ كلَّ عَامٍ نصفُها ويُتْرك نصفُها، وَهُوَ أَفْضَلُ النِّتَاجِ، كما يُفْعل بالأرض للزراعة. وَيُقَالُ: وهَبْتُ لَهُ كُفْأَةَ ناقَتِي: أَيْ وَهْبَتُ لَهُ لبَنها ووَلَدَها ووَبَرها سَنَة.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: جَعَلتْ كُفأةَ مائِة نِتَاجٍ، فِي كُلِّ نِتاج مِائَةٌ، لِأَنَّ الْغَنَمَ لَا تُجْعَلُ قِطْعَتَيْنِ، وَلَكِنْ يُنْزَى عَلَيْهَا جَمِيعًا وتَحْمِل جَمِيعًا، وَلَوْ كَانَتْ إبِلاً كَانَتْ كُفأة مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ خَمْسِينَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ «أَنَّهُ كَانَ يُكْفِئُ فِي شِعْره» الإِكفاء فِي الشِّعْر: أَنْ يُخَالِف بَيْنَ حَرَكات الرَّوِيّ رَفْعاً ونَصْباً وجَرّاً، وَهُوَ كالإقواء.

حرف

حرف: {يحرفون}: يقلبون ويغيرون.
(حرف) الشَّيْء أماله يُقَال حرف الْقَلَم قطه محرفا وَالْكَلَام غَيره وَصَرفه عَن مَعَانِيه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يحرفُونَ الْكَلم عَن موَاضعه}

حرف


حَرَفَ(n. ac.
حَرْف)
a. [acc. & 'An], Turned aside, altered from.
b. [La], Gained a livelihood, provided for.
حَرَّفَa. Altered; inverted; transcribed.
b. Falsified.
c. Cut obliquely.

حَاْرَفَa. Requited.
b. Probed (wound).
أَحْرَفَa. Grew rich.
b. Treated ill, maltreated.

تَحَرَّفَ
a. ['An], Turned aside, away from.
تَحَاْرَفَ
a. ['Ala & Fī], Dealt craftily with in.
إِنْحَرَفَ
a. ['An], Turned aside, deviated from.
b. Became upset, was ill.

إِحْتَرَفَa. Worked at a trade.

حَرْف
(pl.
أَحْرُف
حُرُوْف)
a. Side, edge; end, extremity; margin, border.
b. Letter.
c. Particle; preposition.
d. (pl.
حِرَف), Crag, ridge, brow (mountain).

حَرْفِيّa. Literal, verbatim, word-forword.

حِرْفَة
(pl.
حِرَف)
a. Occupation, trade, handicraft.
b. Guild, corporation.

حَرَاْفَةa. Pungent flavour, pungency.

حَرِيْف
(pl.
حُرَفَآءُ)
a. Fellow-worker; fellow, comrade.

حِرِّيْفa. Pungent, burning.

مِحْرَاْف
(pl.
مَحَاْرِيْفُ)
a. Probe.

N. Ag.
إِنْحَرَفَa. Oblique; diagonal.

N. Ac.
إِنْحَرَفَa. Declination, deflexion; inversion.
b. Distemper, defect, disease.

حَرْفِيًّا
a. Literally; word for word.
حرف وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] أَنه دخل على رجل مَرِيض فَرَأى جَبينه يعرق فَقَالَ عبد الله: موت الْمُؤمن عَرَق الجبين تَبْقَى عَلَيْهِ البقيّة من الذُّنُوب فيكأفأ بهَا عِنْد الْمَوْت ويروى: فيُحارَف بهَا عِنْد الْمَوْت. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: المُحارَفة المقايَسة وَلِهَذَا قيل للميل الَّذِي تسير بِهِ الْجِرَاحَات والشجاج: المِحْراف [قَالَ الْقطَامِي يصف طعنة أَو شجة:

(الْبَسِيط)

إِذا الطَّبِيب بمحرافَيه عالَجَها ... زَادَت على النَّقْر أَو تَحريكها ضَجَما -]

[يَقُول: إِذا قاسها بميله ازدادت فَسَادًا عَظِيما -] فَكَأَن معنى الحَدِيث أَن الْمُؤمن يقايس بذنوبه عِنْد الْمَوْت فيشتدّ عَلَيْهِ ليَكُون ذَلِك كَفَّارَة لَهُ.
حرف الحَرْفُ من حُروفِ الهِجَاءِ. والتَّحْرِيْفُ في القُرْآنِ وفي الكَلامِ تَغْيِيْرُ الكلمةِ عن مَعْناها. وإذا مالَ إنسانٌ عن الشَّيْءِ قيل تَحَرَّفَ وانْحَرَفَ واحْرَوْرَفَ. والإنسان على حَرْفٍ من أمْرِه أي على إنْحِرَافٍ. وحَرْفُ السَّفِيْنَةِ جانِبُها. والمُحَارَفُ المَحْرُوْمُ. والحُرْفُ الحِرْمانُ. والحَرْفُ النّاقَةُ الصُّلْبَةُ؛ تُشَبَّهُ بحَرْفِ الجَبَلِ. وقيل هي المَهْزُولَةُ، من قَوْلِهم أحْرَفْتُ النّاقَةَ إحْرَافاً هَزَلْتُها. ويُقال حَرْفٌ وحَرْفَةٌ كقَعْبٍ وقَعْبَةٍ. والحُرْفُ حَبُّ الرَّشَادِ، والحَبَّةُ حُرْفَةٌ. والمُحَارَفَةُ المُقايَسَةُ بالمِحْرَافِ وهو المِيْلُ الذي تُسْبَرُ به الجِراحاتُ. وأحْرَفَ الرَّجُلُ إحْرَافاً نَما مالُه وصَلُحَ؛ فهو مُحْرِفٌ، والاسْمُ الحِرْفَةُ. والرَّجُلُ يَحْرِفُ لِعيالِه أي يَكْسِبُ. وحُرِفَ في مالِهِ ذَهَبَ منه شَيْءٌ. والحَرْفُ المُنْحَرِفُ. وانْحَرَفَتْ بهم دنُيْاهم. والمَحْرِفُ المَصْرِفُ والمُتَنَحّى، مالي عن هذا مَحْرِفٌ.
(ح ر ف) : (الْحَرْفُ) الطَّرَفُ (وَمِنْهُ) الِانْحِرَافُ وَالتَّحَرُّفُ الْمَيْلُ إلَى الْحَرْفِ (وَفِي التَّنْزِيلِ) {مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ} [الأنفال: 16] أَيْ مَائِلًا لَهُ وَأَنْ يَصِيرَ بِحَرْفٍ لِأَجْلِهِ وَهُوَ مِنْ مَكَائِدِ الْحَرْبِ يُرِي الْعَدُوَّ أَنَّهُ مُنْهَزِمٌ ثُمَّ يَكِرُّ عَلَيْهِ (وَمِنْهُ) الْحَرْفُ فِي اصْطِلَاحِ النَّحْوِيِّينَ (وَأَمَّا) قَوْلُهُ «نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ» فَأَحْسَنُ الْأَقْوَالِ أَنَّهَا وُجُوهُ الْقِرَاءَاتِ الَّتِي اخْتَارَهَا الْقُرَّاءُ (وَمِنْهُ) فُلَانٌ يَقْرَأُ بِحَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَقِيلَ لِلْمَحْرُومِ غَيْرِ الْمَرْزُوقِ مُحَارَفٌ لِأَنَّهُ يُحْرَفُ مِنْ الرِّزْقِ وَقَدْ حُورِفَ وَالِاسْمُ الْحُرْفَةُ بِالضَّمِّ.

(وَالْحِرْفَةُ) بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْ الِاحْتِرَافِ الِاكْتِسَابِ (وَحَرِيفُ) الرَّجُلِ مُعَامِلُهُ (وَمِنْهُ) رَجُلٌ لَهُ حَرِيفٌ مِنْ الصَّيَارِفَةِ أَمَرَهُ أَنْ يُعْطِيَ رَجُلًا أَلْفَ دِرْهَمٍ قَضَاءً عَنْهُ أَوْ لَمْ يَذْكُرْ قَضَاءً عَنْهُ فَفَعَلَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ عَلَى الْآمِرِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ حَرِيفٍ فَإِنْ قَالَ قَضَاءً عَنِّي رَجَعَ وَإِلَّا فَلَا.
(حرف) - في حَديث أَبِي بَكْر، رَضِي الله عنه: "سيَأكُلُ آلُ أَبِي بَكْر من هَذَا المَالِ ويَحْتَرِف فيه للمُسْلِمِين" .
: أي يَكْسِب للمُسْلِمِين بإزاء ما يَأْكلُ من بَيْتِ مَالِهم. يقال: هو يَحْرِف لعِيَالِه، ويَحرُف ويَحْتَرف.
والحِرفَة: الصِّناعة، وحَرِيفُ الرَّجُلِ: مُعامِله في حِرْفَتِه. - وفي حِدِيثِ عُمَر، رضي الله عنه: "لَحِرْفَةُ أَحدِهم أَشدُّ عليَّ من عَيْلَتِه" .
قِيل: الحِرفَة: أَنْ يَكُونَ مَحْدُودًا إذا طَلَب فلا يُرزَق.
ومنه المُحارِف، والحِرفَة لا أَعرِفه بهذا المَعْنَى، إنما الحُرفُ، بضَمِّ الحَاءِ، الحِرْمان، وقد حُورِف ، فهو مُحارَف، ولَعلَّه من قَولِهم: انْحرَف عنه، وتَحَرَّفَ: أي مَالَ.
والمُحارَف: الذي حُورِف كَسبُه فمِيلَ به عنه.
وقيل: أَرادَ أَنَّ إِغناءَ الفَقِير وكِفايَةَ أَمرِه، أَيسَرُ عليَّ من إصلاحِ الفَاسِد.
وقيل: أَرادَ عَدَم حِرفَةِ أَحَدِهم والاغْتِمامَ لِذَلِك، لأنه مُنْحَرِف إليها.
- وفيه ما يُرْوَى أَنَّه قال: "إنّى لأرَى الرّجلَ يُعجِبُنى فأَقولُ: هل له مِنْ حِرْفَة؟ فإن قَالُوا: [لا]، سَقَط من عَيْنِي".
ح ر ف

إنحرف عنه وتحرف. وحرف القلم، وقلم محرف. وحرف الكلام. وكتب بحرف القلم. وقعد على حرف السفينة، وقعدوا على حروفها. ومالي عنه محرف أي معدل. ورجل محارف: محدود. قال:

محارف في الشاء والأباعر ... مبارك بالقلعي الباتر

وحورف فلان. وأدركته حرفة الأدب. وتقول: ما من حرف، إلا وهو مقرون بحرف. قال:

ما ازددت من أدبي حرفاً أسر به ... إلا تزيدت حرفاً تحته شوم

وفلان حرفته الوراقة، وهو يحترف بكذا. وهو يحرف لعياله: يكسب من ههنا وههنا، أي من كل حرف، وفلان حريفك. وفيه حرافة: جدة، وأحد من الحرف، وهو الخردل، الواحدة حرفة، وبصل حريف: شديد الحرافة. وحارف الجرح بالمحراف: قايسه بالمسبار، حتى عرف حد غوره. قال القطامي:

إذا الطبيب بمحرافيه عالجها ... زادت على النغر أو تحريكها ضجما

ومن المجاز: هو على حرف من أمره، أي على طرف، كالذي في طرف العسكر، إن رأى غلبة استقرّ، وإن رأى ميلة فتر. وناقة حرف: شبيهة بحرف السيف في هزالها، أو مضائها في السير. وحارفت فلاناً بفعله: كافأته، ولا تحارف أخاك بالسوء: لا تكافئه واصفح عنه، ومنه الحديث " إن المؤمن تبقى عليه الخطايا فيحارف بها عند الموت ".
حرف
حَرْفُ الشيء: طرفه، وجمعه: أحرف وحروف، يقال: حرف السيف، وحرف السفينة، وحرف الجبل، وحروف الهجاء: أطراف الكلمة، والحروف العوامل في النحو: أطراف الكلمات الرابطة بعضها ببعض، وناقة حرف ، تشبيها بحرف الجبل، أو تشبيها في الدّقة بحرف من حروف الكلمة، قال عزّ وجلّ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ [الحج/ 11] ، قد فسّر ذلك بقوله بعده: فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ [الحج/ 11] ، وفي معناه:
مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ [النساء/ 143] .
وانحرف عن كذا، وتحرّف، واحترف، والاحتراف: طلب حرفة للمكسب، والحرفة: حالته التي يلزمها في ذلك، نحو: القعدة والجلسة، والمحارف: المحروم الذي خلا به الخير، وتَحريفُ الشيء: إمالته، كتحريف القلم، وتحريف الكلام:
أن تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين، قال عزّ وجلّ: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ [النساء/ 46] ، ويُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ [المائدة/ 41] ، وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ [البقرة/ 75] ، والحِرْف: ما فيه حرارة ولذع، كأنّه محرّف عن الحلاوة والحرارة، وطعام حِرِّيف، وروي عنه صلّى الله عليه وسلم: «نزل القرآن على سبعة أحرف» وذلك مذكور على التحقيق في «الرّسالة المنبّهة على فوائد القرآن» .
ح ر ف: (حَرْفُ) كُلِّ شَيْءٍ طَرَفُهُ وَشَفِيرُهُ وَحْدَهُ. وَ (الْحَرْفُ) وَاحِدُ (حُرُوفِ) التَّهَجِّي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} [الحج: 11] قَالُوا: عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ. وَهُوَ أَنْ يَعْبُدَهُ عَلَى السَّرَّاءِ دُونَ الضَّرَّاءِ. وَرَجُلٌ (مُحَارَفٌ) بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْ مَحْدُودٌ مَحْرُومٌ وَهُوَ ضِدُّ الْمُبَارَكِ. وَقَدْ (حُورِفَ) كَسْبُ فُلَانٍ إِذَا شُدِّدَ عَلَيْهِ فِي مَعَاشِهِ كَأَنَّهُ مِيلَ بِرِزْقِهِ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَوْتُ الْمُؤْمِنِ عَرَقَ الْجَبِينِ تَبْقَى عَلَيْهِ الْبَقِيَّةُ مِنَ الذُّنُوبِ فَيُحَارَفُ بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ» أَيْ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ لِتُمَحَّصَ عَنْهُ ذُنُوبُهُ. وَ (الْحُرْفُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ حَبُّ الرَّشَادِ وَمِنْهُ قِيلَ: شَيْءٌ (حِرِّيفٌ) بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ لِلَّذِي يَلْدَغُ اللِّسَانَ (بِحَرَافَتِهِ) وَكَذَلِكَ بَصَلٌ حِرِّيفٌ بِالْكَسْرِ وَلَا تَقُلْ: حَرِّيفٌ. وَ (الْحُرْفُ) أَيْضًا الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ رَجُلٌ (مُحَارَفٌ) أَيْ مَنْقُوصُ الْحَظِّ لَا يَنْمِي لَهُ مَالٌ وَكَذَا (الْحِرْفَةُ) بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَحِرْفَةُ أَحَدِهِمْ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْلَتِهِ» وَالْحِرْفَةُ أَيْضًا الصِّنَاعَةُ وَ (الْمُحْتَرِفُ) الصَّانِعُ وَفُلَانٌ (حَرِيفِي) أَيْ مُعَامِلِي. وَ (تَحْرِيفُ) الْكَلَامِ عَنْ مَوَاضِعِهِ تَغْيِيرُهُ. وَتَحْرِيفُ الْقَلَمِ قَطُّهُ (مُحَرَّفًا) . وَيُقَالُ: (انْحَرَفَ) عَنْهُ وَ (تَحَرَّفَ) وَ (احْرَوْرَفَ) أَيْ مَالَ وَعَدَلَ. 
[حرف] حرف كل شئ: طرفه وشَفيرُهُ وحَدُّهُ . ومنه حَرْفُ الجبل، وهو أعلاه المُحَدَّدُ. والحَرْفُ: واحد حُروفِ التهجّي. وقوله تعالى: {ومِنَ الناسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ على حَرْفٍ} قالوا: على وَجهٍ واحد، وهو أن يعبده على السَرَّاء دون الضّراء. والحَرْفُ: الناقةُ الضامرة الصلبة، شبهت بحرف الجبل. قال الشاعر : جمالية حرف سناد يشلها وظيف أزج الخطوظ مآن سهوق وكان الاصمى يقول: الحرف: الناقةُ المهزولة. وقد أَحْرَفْتُ ناقتي، أذا هزلتها. وغيره يقوله بالثاء. قال أبو زيد: أَحْرَفَ الرجلُ فهو مُحْرِفٌ، إذا نما مالُهُ وصَلُحَ، يقال: جاء فلان با لحلق والاحراف، إذا جاء بالمال الكثير. ورجلٌ مُحارَفٌ، بفتح الراء أي محدودٌ محرومٌ، وهو خلاف قولك مبارك. قال الراجز: محارف بالشاء والاباعر مبارك بالقلعى الباتر وقد حورف كَسْبُ فلانٍ، إذا شُدِّدَ عليه في معاشه، كأنّه ميلَ برزقه عنه. وفى حديث ابن مسعود رضى الله عنه: " موت المؤمن عرق الجبين تبقى عليه البقية من الذنوب فيحارف بها عند الموت " أي يشدد عليه لتمحص عنه ذنوبه. والخرف بالضم: حب الرشاد، ومنه قيل شئ حريف بالتشديد، للذى يلذع اللسان بحرا فته. وكذلك بصلٌ حِرِّيفٌ ولا تقل حَرِّيفٌ. والحُرْفُ أيضاً: الاسمُ من قولك رجلٌ مُحارَفٌ، أي منقوصُ الحظّ لا ينمو له مال. وكذلك الحِرْفَةُ بالكسر . وفي حديث عمر رضي الله عنه: " لَحِرْفَةُ أحدهم أشدُّ عليَّ من عَيْلَتِهِ ". والحِرْفَةُ أيضاً: الصناعةُ. والمُحْتَرِفُ: الصانعُ. وفلانٌ حريفى، أي معاملي. قال الاصمى: يقال: هو يحرف لغياله، أي يكسب من هاهنا وهاهنا، مثل يقرف. وحكى أبو عبيدة: حرفت الشئ عن وجهه حَرْفاً. والمِحْرافُ: الميلُ الذي تُقاسُ به الجراحات، قال القطامى يصف جراحة: إذا الطبيب بمحرافيه عالجها زادت على النقر أو تحريكها ضجما ويروى على " النقر " وهو الورم، ويقال خروج الدم. وتحريف الكلام عن مواضعه: تغييرُه. وتحْريفُ القلمِ: قَطُّهُ مُحَرّفاً. ويقال: انْحَرَفَ عنه وتحرّفَ واحرورف، أي مال وعدل. قال الراجز يصف ثورا يحفر كناسا: وإن أصاب عدواء احرورفا عنها وولاها ظلوفا ظلفا أي إن أصاب موانع. ويقال: مالي عن هذا الأمر مَحْرِفٌ، ومالى عنه مصرف بما بمعنى واحد، أي متنحى. ومنه قول أبى كبير الهذلى:

أزهير هل عن شيبة من محرف
حرف كلهَا كافٍ شافٍ وَبَعْضهمْ يرويهِ: فاقرأوا كَمَا عُلِّمتم.

حرف قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: سَبْعَة أحرف يَعْنِي سبع لُغَات من لُغَات الْعَرَب وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن يكون فِي الْحَرْف الْوَاحِد سَبْعَة أوجه هَذَا لم يسمع بِهِ قطّ وَلَكِن يَقُول: هَذِه اللُّغَات السَّبع مُتَفَرِّقَة فِي الْقُرْآن فبعضه نزل بلغَة قُرَيْش وَبَعضه بلغَة هُذَيْل وَبَعضه بلغَة هوَازن وَبَعضه بلغَة أهل الْيمن وَكَذَلِكَ سَائِر اللُّغَات ومعانيها مَعَ هَذَا كُله وَاحِد وَمِمَّا يبين ذَلِك قَول ابْن مَسْعُود: إِنِّي [قد -] سَمِعت الْقِرَاءَة فوجدتهم متقاربين فأقرأوا كَمَا علمْتُم إِنَّمَا هُوَ كَقَوْل أحدكُم: هلّم وتعال وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن سِيرِين: [إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِك: هلّم وتعال وَأَقْبل ثمَّ فسره ابْن سِيرِين -] فَقَالَ فِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود / اِنْ كَانَتْ إلاَّ زَقْيَةً واحِدَةً /. وَفِي قراءتنا {اِنْ كَانَتْ إلاَّ صَيْحَةً وَّاحِدَةً} وَالْمعْنَى فيهمَا وَاحِد وعَلى هَذَا سَائِر اللُّغَات. وَقد رُوِيَ فِي حَدِيث خلاف هَذَا. قَالَ: نزل الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف: حَلَال وَحرَام وَأمر وَنهي وَخبر مَا كَانَ قبلكُمْ وَخبر مَا هُوَ كَائِن بعدكم وَضرب الْأَمْثَال. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ولسنا نَدْرِي مَا وَجه هَذَا الحَدِيث لِأَنَّهُ شاذّ غير مُسْند وَالْأَحَادِيث المسندة المثبتة ترده. أَلا ترى أَن فِي حَدِيث عمر الَّذِي ذَكرْنَاهُ فِي أَوله أَنه قَالَ: سَمِعت هِشَام بْن حَكِيم بْن حزَام يقْرَأ سُورَة الْفرْقَان على غير مَا أقرؤها. وَقد كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَقْرَأَنيهَا فَأتيت بِهِ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَأَخْبَرته فَقَالَ [لَهُ -] : اقْرَأ فَقَرَأَ تِلْكَ الْقِرَاءَة فَقَالَ: هَكَذَا أنزلت ثمَّ قَالَ لي: اقْرَأ فَقَرَأت قراءتي فَقَالَ: هَكَذَا أنزلت ثمَّ قَالَ: إِن [هَذَا -] الْقُرْآن أنزل على سَبْعَة أحرف فاقرؤا مَا تيَسّر مِنْهُ وَكَذَلِكَ حَدِيث أبي بْن كَعْب هُوَ مثل حَدِيث عمر أَو نَحوه. فَهَذَا يبين لَك أَن الِاخْتِلَاف إِنَّمَا هُوَ فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى وَاحِد وَلَو كَانَ الِاخْتِلَاف فِي الْحَلَال وَالْحرَام لما جَازَ أَن يُقَال فِي شَيْء هُوَ حرَام: هَكَذَا نزل ثمَّ يَقُول آخر فِي ذَلِك بِعَيْنِه: إِنَّه حَلَال فَيَقُول: هَكَذَا نزل وَكَذَلِكَ الْأَمر وَالنَّهْي وَكَذَلِكَ الْأَخْبَار لَا يجوز أَن يُقَال فِي خبر قد مضى: إِنَّه كَانَ كَذَا وَكَذَا فَيَقُول: هَكَذَا نزل ثمَّ يَقُول الآخر بِخِلَاف ذَلِك الْخَبَر فَيَقُول: هَكَذَا نزل وَكَذَلِكَ الْخَبَر المستأنف كَخَبَر الْقِيَامَة وَالْجنَّة وَالنَّار وَمن توهم أَن فِي هَذَا شَيْئا من الِاخْتِلَاف فقد زعم أَن الْقُرْآن يكذب بعضه بَعْضًا ويتناقض وَلَيْسَ يكون الْمَعْنى فِي السَّبْعَة الأحرف إِلَّا على اللُّغَات لَا غير بِمَعْنى وَاحِد لَا يخْتَلف فِيهِ فِي حَلَال وَلَا حرَام وَلَا خبر وَلَا غير ذَلِك. قَالَ أَبُو عبيد: إِلَّا أَنه فِي بعض الحَدِيث: نزل الْقُرْآن على خَمْسَة وَلَيْسَ فِيهِ ذكر أحرف فَهَذَا قَول قد يحْتَمل الْمَعْنى الآخر.
باب الحاء والراء والفاء معهما ح ر ف، ح ف ر، ف ر ح، ر ف ح مستعملات

حرف: الحَرْف من حُروف الهِجاء. وكلُّ كلمةٍ بُنِيَتْ أداةً عاريةً في الكلام لتفرقة المعاني تُسمَّى حَرْفاً، وإنْ كانَ بناؤها بحَرْفَيْن أو أكثر مثلُ حَتّى وهَلْ وَبلْ ولَعَلَّ. وكلُّ كلمةٍ تُقرَأ على وُجوهٍ من القرآن تُسمَّى حَرْفاً، يقال: يُقرَأ هذا الحَرْف في حَرْف ابن مسعود أي في قراءته. (والتحريف في القرآن تغيير الكلمة عن معناها وهي قريبة الشَّبه، كما كانت اليهود تُغَيِّر معاني التَّوْراةِ بالأشباهِ، فوصَفَهم الله بفعلهم فقال: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ* ) . وتَحَرَّفَ فلانٌ عن فلان وانحَرَف، واحرَوْرَفَ واحد، أي: مالَ. والانسان يكونُ على حرف من أمره كأنّه ينتظِر ويَتَوَقَّع فإن رأَى من ناحية ما يُحبُّ؟ وإلاّ مالَ إلى غيرها. وحَرْفُ السفينة: جانب شِقِّها. والحَرْف: الناقة الصُّلْبة تُشَبَّهُ بحرْف الجَبَل، قال الشاعر:

جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها ... وَظيفٌ أزج الخطو ريان سهوق

وهذا نَقْضٌ على من قال: ناقةً حَرْقٌ، أَي:] مهزولةٌ كحَرْف كتابةٍ لدِقَّتها ولو كان [معنى] الحَرْف مهزولاً لم يصفها بأنها جُماليَّة سِنادٌ، ولا وظيفها رَيّان. والحُرْفُ: حَبٌّ كالخَرْدَل، والحَبَّةُ منه حُرْفة. والمُحارفة: المُقايَسة بالمِحراف، وهو المِيلُ تُسْبَرُ به الجِراحاتُ. والمُحارَف: المحروم المدبر. حفر: الحَفيرة: الحُفْرة في الأرض، والحَفَر اسمُ المكان الذي حُفِرَ كخَنْدَقِ أو بِئْر، قال:

قالوا انتهينا وهذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ

والبئر إذا كانت فوق قَدْرها سُمِّيَت حَفَراً (وحَفيراً وحَفيرةً) . وحَفيرٌ وحفيرة اسْما موضِعَيْن جاءا في الشعر. والحافِرُ: الدّابَّة. وقولُ العرب: النَّقْد عندّ الحافر ، تقول: إذا اشتَريْتَه لا تبرَحُ حتى تَنْقُدَ. وإذا أَعَمُّوا اسمَ الدّوابِّ قالوا: الحافِر خير من الظلِّفْ أي ذوات الحوافِر خيرٌ من ذوات الظَّوالِف . والحافِرة: العَوْدة في الشيء حتى يُرَدَّ آخره على أوّله،

وفي الحديث: إنَّ هذا الأمرَ لا يُترَكُ على حاله حتى يُرَدَّ على حافرتِه

أي على أوّل تأسيسه. وقوله تعالى: إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ

أي في الخَلْق الأول بعد ما نموتُ كما كُنّا. والحَفْر، والحَفَر لغةٌ،: ما يلزَقُ بالأسنان من ظاهِرٍ وباطِنٍ، تقول: حَفِرَتْ أسنانُه حَفَراً، ولغة أخرى: حَفَرَتْ تَحْفِر حفرا. والحِفْراة: نَبْت من نَبات الربيع. والحِفْراةُ: خَشَبةٌ ذاتُ أصابعَ تُذَرَّى بها الكُدوسُ المَدُوسَةُ، ويُنَقَّى بها البُرُّ بلغة ناسٍ من أهل اليَمن.

فرح: رجلٌ مُفْرَحٌ: أثقَلَه الدَّيْن، قال:

إذا أنتَ لم تبرَحْ تُؤدّي أمانةً ... وتحمِلُ أخرى أفْرحَتْكَ الوَدائِعُ

ورجلٌ فَرْحانُ وفَرِحٌ من الفَرَح، وامرأةٌ فَرِحةٌ وفَرْحى مثل عَطْشَى، وتقول: ما يَسُرٌّني به مُفْرِحٌ ومَفرُوح. فالمَفروُح: الشيءُ أنا أفَرحُ به، والمُفرِح: الشَّيءُ الذي يُفرِحني.
ح ر ف : انْحَرَفَ عَنْ كَذَا مَالَ عَنْهُ وَيُقَالُ الْمُحَارَفُ الَّذِي حُورِفَ كَسْبُهُ فَمِيلَ بِهِ عَنْهُ كَتَحْرِيفِ الْكَلَامِ يُعْدَلُ بِهِ عَنْ جِهَتِهِ وقَوْله تَعَالَى {إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ} [الأنفال: 16] أَيْ إلَّا مَائِلًا لِأَجْلِ الْقِتَالِ لَا مَائِلًا هَزِيمَةً فَإِنَّ ذَلِكَ مَعْدُودٌ مِنْ مَكَايِدِ الْحَرْبِ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ لِضِيقِ الْمَجَالِ فَلَا يَتَمَكَّنُ مِنْ الْجَوَلَانِ فَيَنْحَرِفُ لِلْمَكَانِ الْمُتَّسِعِ لِيَتَمَكَّنَ مِنْ الْقِتَالِ وَحَرَفْتُ الشَّيْءَ عَنْ وَجْهِهِ حَرْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالتَّشْدِيدُ مُبَالَغَةٌ غَيَّرْتُهُ وَحَرَفَ لِعِيَالِهِ يَحْرُفُ أَيْضًا كَسَبَ وَالِاسْمُ الْحُرْفَةُ بِالضَّمِّ وَاحْتَرَفَ مِثْلُهُ وَالِاسْمُ مِنْهُ الْحِرْفَةُ بِالْكَسْرِ وَأَحْرَفَ إحْرَافًا إذَا نَمَا مَالُهُ وَصَلَحَ فَهُوَ مُحْرِفٌ.

وَالْحُرْفُ بِالضَّمِّ حَبٌّ كَالْخَرْدَلِ الْحَبَّةُ حِرْفَةٌ وَقَالَ الصَّغَانِيّ الْحُرْفُ حَبُّ الرَّشَادِ.

وَمِنْهُ يُقَالُ شَيْءٌ حِرِّيفٌ لِلَّذِي يَلْذَعُ اللِّسَانَ بِحَرَافَتِهِ وَالْحَرِيفُ الْمُعَامِلُ وَجَمْعُهُ حُرَفَاءُ مِثْلُ: شَرِيفٍ وَشُرَفَاءَ وَحَرْفُ الْمُعْجَمِ يُجْمَعُ عَلَى حُرُوفٍ قَالَ الْفَرَّاءُ وَابْنُ السِّكِّيتِ وَجَمِيعُهَا مُؤَنَّثَةٌ وَلَمْ يُسْمَعُ التَّذْكِيرُ مِنْهَا فِي شَيْءٍ وَيَجُوزُ تَذْكِيرُهَا فِي الشِّعْرِ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ التَّأْنِيثُ فِي حُرُوفِ الْمُعْجَمِ عِنْدِي عَلَى مَعْنَى الْكَلِمَةِ وَالتَّذْكِيرُ عَلَى مَعْنَى الْحَرْفِ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ الْحُرُوفُ مُؤَنَّثَةٌ إلَّا أَنْ تَجْعَلَهَا أَسْمَاءً فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ هَذَا جِيمٌ وَهَذِهِ جِيمٌ وَمَا أَشْبَهَهُ وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ تَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِحَرْفٍ مُفْهِمٍ هَذَا لَا يَتَأَتَّى إلَّا أَنْ يَكُونَ فِعْلَ أَمْرٍ اعْتَلَّتْ فَاؤُهُ وَلَامُهُ وَيُسَمَّى اللَّفِيفَ الْمَفْرُوقَ كَمَا إذَا أَمَرْتَ مِنْ وَفَى وَوَقَى فَمُضَارِعُهُ يَفِي وَيَقِي فَتَحْذِفُ حَرْفَ الْمُضَارَعَةِ وَتَحْذِفُ اللَّامَ لِمَكَانِ الْجَزْمِ فَيَبْقَى (فِ)
قِ) مِنْ الْوَفَاءِ وَالْوِقَايَةِ وَشِبْهِ ذَلِكَ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ حَرْفٌ أَبُوهَا أَخُوهَا الْمَعْنَى أَنَّ جَمَلًا نَزَا عَلَى ابْنَته فَوَلَدَتْ مِنْهُ جَمَلَيْنِ ثُمَّ إنَّ أَحَدَ الْجَمَلَيْنِ نَزَا عَلَى أُمِّهِ وَهِيَ أُخْتُهُ مِنْ أَبِيهِ فَوَلَدَتْ مِنْهُ نَاقَةً فَهَذِهِ النَّاقَةُ الثَّانِيَةُ هِيَ الْمَوْصُوفَةُ فِي بَيْتِ زُهَيْرٍ فَأَحَدُ الْجَمَلَيْنِ لِأَخَوَيْنِ أَبُوهَا لِأَنَّهُ أَوْلَدَهَا وَهُوَ أَيْضًا أَخُوهَا مِنْ أُمِّهَا وَالْجَمَلُ الْآخَرُ عَمُّهَا لِأَنَّهُ أَخُو أَبِيهَا وَهُوَ أَيْضًا خَالُهَا لِأَنَّهُ أَخُو أُمِّهَا وَحَرْفُ الْجَبَلِ أَعْلَاهُ الْمُحَدَّدُ وَجَمْعُهُ حِرَفٌ وِزَانُ عِنَبٍ وَمِثْلُهُ طَلٌّ وَطِلَلٌ قَالَ الْفَرَّاءُ وَلَا ثَالِثَ لَهُمَا وَالْحَرْفُ الْوَجْهُ وَالطَّرِيقُ وَمِنْهُ «نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ» وَحُرُوفُ الْقَسَمِ مَعْرُوفَةٌ وَحَرْفَا الْفُوقِ مِنْ السَّهْمِ الْجَانِبَانِ اللَّذَانِ فُرِضَ لِلْوَتَرِ بَيْنَهُمَا وَيُقَالُ لَهُمَا الشَّرْخَانِ. 
[حرف] فيه: "إلا "متحرفاً" لقتال" مستطرداً يريد الكرة. مد: "متحرفاً" أي مائلاً لقتال يخيل للعدو أنه منهزم ثم يعطف، أو متحيزاً منضماً إلى جماعة أخرى سوى فئة هو فيها. غ "يعبد الله على "حرف"" أي شك. ج: أي جانب. نه: أنزل القرآن على سبعة "أحرف" كلها كاف شاف، أراد بالحرف اللغة أي سبع لغات مفرقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وهوازن واليمن، ولا يريد كون السبعة في الحرف الواحد، على أنه قد جاء فيه ما قرئ بسبعة وعشرة كمالك يوم الدين، وعبد الطاغوت، وهذا أحسن ما قيل فيها، والحرف لغة الطرف وبه سمي حروف الهجاء. ك: أي على سبعة لغات هي أفصح اللغات، وقيل: الحرف الإعراب، وقيل: وليس بحصر بل توسعة، والسبعة المشهورة ليست سبعة الحديث، بل يحتمل كون هذه والسبعة أحداً من تلك. ط: وقيل: هي القراآت السبع، وعلى حال، لا صلة أنزل، وجملة لكل آية منها ظهر صفة سبعة، وكذا جملة لكل حد مطلع بحذف آية، ومر في بطن وحد تتمته. نه ومنه ح: أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على "حرف" أي جنب، والحرف الناقة الضامرة شبهت بحروف الهجاء لدقتها. وفيه: لما استخلف الصديق قال: لقد علم قومي أن "حرفتي" لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي وشغلت بأمر المسلمين فسيأكل آل أبي بكركفارة لذنوبه، أي يقايس بها، والمحارفة المقايسة بالمحراف وهو الميل الذي تعتبر به الجراحة، فوضع موضع المجازاة، يعني أن الشدة التي تعرض له حتى يعرق لها جبينه عند السياق يكون جزاء وكفارة لما بقي عليه من الذنوب، أو هو من المحارفة وهو التشديد في المعاش. ومنه: أن العبد "ليحارف" على عمله الخير والشر، أي يجازي، يقال: لا تحارف أخاك بالسوء، أي لا تجازه، واحرف إذا جازى على خير أو شر. ك: "يحرفون الكلم" أي يزيلون وليس أحد يزيل لفظ كتاب ولكن يتأولونه على غير تأويله، وقد اغتربه بعض المتأخرين وقال: في تحريف التوراة والإنجيل خلاف هل في اللفظ والمعنى أو المعنى فقط؟ ومال إلى الثاني ورأى جواز مطالعتهما، وهو قول باطل، ولا خلاف أنهم حرفوا وبدلوا، والاستعمال لكتابيهما ونظرهما لا يجوز بالإجماع، وقد غضب صلى الله عليه وسلم حين رأى مع عمر صحيفة التوراة. ن: فهما في "حرف" جهنم، بحاء في بعضها، وفي أكثرها بجيم وضم راء وسكونها، وهما بمعنى على طرفها. وح: "فننحرف" عنها، أي نميل عنها بحسب قدرتنا، حمل النهي على العموم، واستغفاره مع انحرافه لباني تلك الكنف، أو رأى الانحراف غير محصل للغرض، وفي توسط شرح سنن أبي داود: ننحرف عنها، أي عن القبلة أو عن المراحيض فنقضي حاجتنا خارجها ونستغفر، أي للبانين، وفيه: أنهم كانوا كفاراً، أو لأنفسنا لعدم تغييرها عن القبلة. ن: ثم "انحرف" أي مال للرجوع.
الْحَاء وَالرَّاء وَالْفَاء

الحَرْفُ من الهجاء مَعْرُوف. والحَرْفُ: الأداة الَّتِي تسمى الرابطة لِأَنَّهَا ترْبط الِاسْم بِالِاسْمِ وَالْفِعْل بِالْفِعْلِ، كعن وعَلى وَنَحْوهمَا.

والحَرْفُ: الْقِرَاءَة الَّتِي تقْرَأ على أوجه. وَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث من قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَزَلَ القُرآنُ على سبعةِ أحْرُفٍ ". قَالَ أَبُو عبيد وَأَبُو الْعَبَّاس: مَعْنَاهُ، نزل على سبع لُغَات من لُغَات الْعَرَب، مِنْهَا لُغَة قُرَيْش ولغة هُذَيْل ولغة أهل الْيمن ولغة هوَازن وَمَا أشبههَا. وَيبين ذَلِك قَول ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ: أَنِّي سَمِعت الْقِرَاءَة فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كَمَا علمْتُم، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وحَرْفا الرَّأْس: شقاه. وحَرْفُ السَّفِينَة والجبل: جانباهما، وَالْجمع أحرُفٌ وحُروفٌ وحِرَفَةٌ.

والحَرْفُ من الْإِبِل: النجيبة الْمَاضِيَة الَّتِي أنضتها الْأَسْفَار، شبهت بحَرْفِ السَّيْف فِي مضائها ونجائها ودقتها، وَقيل: هِيَ الصلبة، شبهت بحرْفِ الْجَبَل فِي شدتها وصلابتها، قَالَ ذُو الرمة:

جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها ... وَظِيفٌ أزَجُّ الخَطْوِرَيَّان سَهْوَقُ

فَلَو كَانَ الحرفُ مهزولا، لم يصفها بِأَنَّهَا جمالية سناد، وَلَا أَن وظيفها رَيَّان. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَلَا يُقَال جمل حَرْفٌ، إِنَّمَا تخص بِهِ النَّاقة. وَقَول خَالِد بن زُهَيْر:

مَتى مَا تّشأْ أحملْكَ والرأسُ مائلٌ ... على صَعْبةٍ حَرْفً وشيكٍ طُمُورُها

كَنى بالصَّعبةِ الحرْف، عَن الداهيةِ الشَّدِيدَة وَإِن لم يكُن هُنَالك مركوب.

وحَرْفُ الشَّيْء: ناحيته.

وَفُلَان على حَرْفٍ من أمره: أَي نَاحيَة مِنْهُ، إِذا رأى شَيْئا لَا يُعجبهُ عدل عَنهُ. وَفِي التَّنْزِيل: (ومن النَّاس مَنْ يَعبُدُ اللهَ على حَرْفٍ) أَي إِذا رأى مَا لَا يحب انْقَلب على وَجهه. وَقَالَ الزّجاج: على حَرْفٍ: أَي على شكّ، قَالَ: وَحَقِيقَته انه يعبد الله على حرف، أَي على طَريقَة فِي الدَّين، لَا يدْخل فِيهِ دُخُول مُتَمَكن، فَإِن أَصَابَهُ خير اطْمَأَن بِهِ، أَي إِن أَصَابَهُ خصب وَكثر مَاله وماشيته اطْمَأَن بِمَا أَصَابَهُ وَرَضي بِدِينِهِ، وَإِن أَصَابَته فتْنَة اختبار بجدب وَقلة مَال. انْقَلب على وَجهه، أَي رَجَعَ عَن دينه إِلَى الْكفْر وَعبادَة الْأَوْثَان.

وحَرَفَ عَن الشَّيْء يَحْرِفُ حَرْفا وانحَرَف وتحَرَّفَ واحْرَوْرَفَ: عدل.

وقلم مُحَرَّفٌ: عدل بِأحد حَرْفَيْهِ على الآخر، قَالَ:

تَخالُ أُذْنَيْهِ إِذا تَحَرَّفا

خافِيةً أَو قَلَما مُحَرَّفا

والتَّحرِيفُ فِي الْقُرْآن والكلمة: تَغْيِير الحرْفِ عَن مَعْنَاهُ. وَهِي قريبَة الشّبَه. وَفِي التَّنْزِيل: (يُحَرّفُونَ الكَلِمَ عَن موَاضِعِه) والمُحَرَّفُ: الَّذِي ذهب مَاله.

والمُحارَفُ: الَّذِي لَا يُصِيب خيرا من وَجه يُوَجه لَهُ. والمصدر: الحِرَافُ.

والحُرْفُ: الحرمان. وحُرِفَ فِي مَاله حَرْفَةً: إِذا ذهب مِنْهُ شَيْء، عَن الَّلحيانيّ.

والمُحْرِفُ: الَّذِي نما مَاله وَصلح. وَالِاسْم الحِرْفةُ.

وحِرْفةُ الرجل: ضيعته أَو صَنعته.

وحَرَفَ لأَهله يحرِفُ واحترَفَ: كسب وَطلب واحتال. وَقيل: الاحتراف الِاكْتِسَاب أيا كَانَ.

وحَرَفَ عينه: كحلها، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي: بزَرْقاوَينِ لم تُحْرَفْ ولمَّا ... يُصِبْها عائِرٌ بشَفِيرِ ماقِ

أَرَادَ: لم يُحْرَفا، فَأَقَامَ الْوَاحِد مقَام الِاثْنَيْنِ كَمَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللَّيلَ مُشْتَجِراً ... كأنّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مذبُوحُ

والمِحْرَفُ والمِحْرافُ: الْميل.

والمِحْرافُ أَيْضا: المسبار الَّذِي يُقَاس بِهِ الْجرْح، قَالَ الْقطَامِي:

إِذا الطبيبُ بِمحْرافيهِ عالجَها ... زادَتْ على النَّفْرِ أَو تحرِيكه ضَجَما

النَّفر: الورم، وَقيل خُرُوج الدَّم، قَالَ الْهُذلِيّ:

فإنْ يَكُ عَتَّابٌ أصَابَ بسَهْمِه ... حَشاه فعَنَّاه الجَوَى والمَحارِفُ

والمُحارَفَةُ: مقايسة الْجرْح بالمِحْرافِ.

وحارَفَه: ناجزه، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

فَإِن تكُ قيسٌ أعْقِبَتْ من جُنَيدبٍ ... فقد عَلِموا فِي الْغَزْو كيفَ نُحارِفُ

والحُرْفُ: حب الرَّشاد، واحدته حُرْفةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحُرْفُ هُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة حب الرشاد.

والحُرْفُ والحُرَافُ: حَيَّة مظلم اللَّوْن يضْرب إِلَى السوَاد، إِذا أَخذ الْإِنْسَان لم يبْق فِيهِ دم إِلَّا خرج.

والحَرافَةُ: طعم يحرق اللِّسَان والفم وبصل حِرّيفٌ: يحرق الْفَم وَفِيه حرارة.

وَقيل: كل طَعَام يحرق فَم أكله بحرارة مذاقه، فَهُوَ حِرّيفٌ. 
حرف
حرف كل شيء: طرفه وشفيره وحده، ومنه حرف الجبل وهو أعلاه المحدد، وقال الفراء: جمع حرف الجبل حرف - مثال عنب -، قال: ومثله طل وطلل ولم يستمع غيرهما.
والحرف: واحد حروف التهجي.
وقوله تعالى:) ومن النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ على حَرْفٍ (أي وجه واحد؛ وهو أن يعبده على السراء دون الضراء، وقيل: على وشك، وقال أبن عرفة: أي على غير طمأنينة على أمره؛ أي لا يدخل في الدين دخول متمكن.
وفي حديث أبن عباس - رضي الله عنهما - أن أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف. أي: على جنب.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ. قال أبو عبيد: يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، ولكن يقول: هذه اللغات السبع مفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة أهل اليمن. ومما يبين ذلك قول أبن مسعود - رضي الله عنه -: إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرءوا كما علمتم؛ إنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال وأقبل. والحرف: الناقة الضامرة؛ تشبيهاً لها بحرف السيف، وكان الأصمعي يقول: الحرف: الناقة المهزولة، وقيل: الحرف الناقة العظيمة يشبهونها بحرف الجبل، قال ذو الرمة:
جُمَالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّها ... وَظِيْفٌ أزَجُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوقُ
وقال الأصمعي: يقال هو يحرف لعياله: أي يكسب من هاهنا وهاهنا؛ مثل يقرف.
وحكى أبو عبيدة: حرفت الشيء عن وجهه حرفاً.
وقال: مالي عن هذا الأمر محرف ومالي عنه مصرف - بمعنى واحد -: أي متنحى، ومنه قول أبي كبير الهذلي:
أزُهَيْرَ هَلْ عن شَيْبَة من مَحْرِفِ ... أمْ لا خُلُوْدَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ
ويروى: " من مَصْرِفِ ".
والمحرف - أيضاً -: المحترف؛ أي الموضع الذي يحترف فيه الإنسان ويتقلب ويتصرف، ومنه قول أبي كبير أيضاً:
أزُهَيْرَ إنَّ أخاً لنا ذا مِرَّةٍ ... جَلْدَ القُوى في كُلِّ ساعَةِ مَحْرِفِ
فارَقْتُه يَوْماً بجانِبِ نَخْلةٍ ... سَبَقَ الحِمَامُ به زُهَيْرَ تَلَهُّفي
وهو من قولهم: حرف حرفاً: أي كسب.
والحرف في اصطلاح النجاة: ما دل على معنى في غيره؛ ومن ثم لم ينفعك من أسم أو فعل يصحبه؛ إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب؛ نحو قولك: نعم؛ وبلى؛ وأي؛ وإنه؛ ويا زيد؛ وقد في مثل قول النابغة الذبياني:
أفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أنَّ ركابَنا ... لمّا تَزُلْ بِرحالِها وكأنْ قَدِ
أي: وكان قد زالت.
ورستاق حرف: من نواحي الأنبار.
والحرف: مسيل الماء.
والحرف - بالضم -: حب الرشاد، ومنه يقال: شيء حريف - مثال سكين -: للذي يلذع اللسان بحرافته، وكذلك بصل حريف، ولا تقل حريف.
والحرف - أيضاً -: الحرمان، وكذلك الحرفة - بالكسر -، وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: لحرفة أحدهم أشد علي من عليته. وقيل: الحرفة - بالكسر -: الطعمة وهي الصناعة التي منها يرتزق؛ لأنه منحرف إليها.
والحرفة والحرف - بالضم فيهما -: من المحارف وهو المحدود، ومنها قولهم: حرفة الأدب.
والمراد: لعدم حرفة أحدهم والاغتمام لذلك أشد علي من فقره.
ومنه ما يروى عنه - رضي الله عنه -: إني لأرى الرجل فيعجبني فأقول هل له حرفة. فإن قالوا لا سقط من عيني. والصحيح أن يريد بالحرفة سرفهم في الإنفاق، وكل ما اشتغل به الإنسان وضري به من أي أمر كان فإن العرب يسمونه صنعة وحرفة، يقولون: صنعة فلان أن يفعل كذا وحرفة فلان أن يفعل كذا، يريدون: دأبه وديدنه.
وفلان حريفي: أي معاملي.
والمحراف: الميل الذي تقاس به الجراحات، قال القطامي يذكر جراحه:
إذا الطُّبِيْبُ بمِحْرَافُيْهِ عالَجَها ... زادَتْ على النَّقْرِ أو تَحْرٍِيْكِها ضَجَما
ويروى: " على النَّفْرِ " بالفاء وهو الورم، ويقال: خروج الدم.
وحرفان - بالضم -: من الأعلام.
وأحرفت ناقتي وأحرثتها: أي هزلتها.
وقال أبو زيد: أحرف الرجل: إذ نمى ماله وصلح.
ويقال: جاء فلان بالحلق والإحراف: إذا جاء بالمال الكثير.
قال: أبن الأعرابي: أحرف الرجل: إذا كد على عياله.
قال: وأحرف: إذا جازى على خير أو شر.
وتحريف الكلم عن مواضعه: تغييره وتبديله، ومنه قوله تعالى:) ثُمَّ يُحَرِّقُوْنَه (.
وقول أبى هريرة - رضي الله عنه -: آمنت بمحرف القولب. يعني بمزيغها ومزيلها، وقيل: بمحركها.
وتحريف القلم: قطه محرفاً.
وأحرورف: أي مال وعدل، قال العجاج يصف ثوراً يحفر كناساً:
وإنْ أصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عنها ووَلاّها الظُّلُوْفَ الظُّلَّفا
أي: إن أصاب موانع. وكذلك أنحرف، ومنه حديث أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا، قال أبو أيوب - رضي الله عنه -: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة؛ فننحرف ونستغفر الله. وكذلك تحرف، ومنه قوله تعالى:) إلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ (أي مستطرداً يريد الكرة. ويقال: لا تحارف أخاك بالسوء؛ أي لا تجازه بسوء صنيعه تقايسه وأحسن إن أساء واصفح عنه. وفي حديث أبن مسعود؟ رضي الله عنه: -: أنه دخل على مريض فرأى جبينه يعرق فقال: موت المؤمن بعرق الجبين تبقى عليه البقية من الذنوب فيحارب بها عند الموت - ويروى: فيــكافأ بها -. والمحارفة: المقايسة، والمعنى: أن الشدة التي ترهقه حتى يعرق لها جبينه تقع كفاءة لما بقي عليه من الذنوب وجزاء؛ فتكون كفارة له، ومعنى عرق الجبين: شدة السياق.
والمحارف: المحروم، قال:
مُحَارَفٌ بالشّاءِ والأباعِرِ ... مُبَارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ
والتركيب يدل على حد الشيء وعلى العدول وعلى تقدير الشيء.
حرف: حرف. حرف المزاج، انحرفت صحته وتوعكت (بوشر) ويقال: حرف على فلان توعكت صحته ومالت عن الاعتدال (زيشر 20: 209) بتقدير المزاج.
حرَّف (بالتشديد). إن العبارة الواردة في المقدمة (2: 195): لم يصح منها قول إلا على تأويل تحرّفه العامة. وهذا يعني: إن هذه القصيدة ليست فيها أية نبوءة إلا إذا أوَّلت تأويلاً تعسفياً كما تفعل العامة. وعلى الرغم من أن المؤلف أراد أن يقول هذه غير أنه أخطأ في التعبير عنه بقوله: حرَّف تأويلاً.
حرف المزاج: أخل بصحته (فوك).
وحرَّف: ضلع الماسة، قطعها أضلاعا (ألكالا) والمصدر منه تحريف (بوشر).
مُحرَّف: مضلَّع.
وحرَّف: اختلس، سل، نشل، سرق ففي المعجم اللاتيني - العربي ( Abstuli) انزِع وأحَرَّف) (ألكالا): سرق وبخاصة المواشي (وفيه: تحريف الغنم: سرقتها) وسرق الأشياء المقدسة (ألكالا) وفيه تحريف سرقة المقدسات.
وفي مجم فوك وردت في مادة: مهارة ( Artificium) ومادة ( Indignari) وفي المعجم اللاتيني- العربي: ( Arto) ( أي Arcto) : أضيق وأحَرِّف. وانظر: حارف.
حارف. وحارف وحارف به: كافأه، أعطاه شيئاً جزاء له. ففي ألف ليلة (1: 60): هل معك شيء تحارفنا به، أي هل معك كمن الدراهم ما تكافئنا به؟.
وحارف المرأة: تظاهر بالتظرف لها. (ألف ليلة برسل 11: 363) ومصدر حارف بهذا المعنى حِراف (ألف ليلة برسل 11: 347) حيث نجد فيه مالك بالحراف: لم تتظاهر بالتظرف والغزل؟.
ويذكر ميهرن (ص27): حرَّف وحارَف بمعنى: لاطف ودلَّل وتظرَّف. وحارف: أحتال، خاتل، وفي معجم بوشر محارفة: احتيال، مكر، ومكيدة، حيلة، خديعة.
وفي محيط المحيط: المحارفة في المعاملة الاحتيال طمعا.
محارَّف: مخدوع، مخاتل، مغشوش، (زيشر 20: 494) غير أن كلمة جرَّاف قد تستعمل بمعنى الخديعة والمخاتلة (زيشر 20: 494 رقم 2، 495 رقم1).
تحرَّف. تحرَّف المزاج: توعكت الصحة وانحرفت عن الاعتدال (فوك).
تحارف عليه: ماكره، وداهنه، واحتال عليه (بوشر) وفي محيط المحيط: تحارف عليه في البيع وغيره احتال.
انحرف، انحرف النجم: مال إلى الزوال (بوشر).
وانحرف: اعوجَّ، مال (بوشر).
بانحراف: باعوجاج، بميل (ابن العوام 1: 531) حيث عليك أن تقرأ وفقا لما جاء في مخطوطة ليدن: وَلْيَكُنْ ترتيبهم واحدا أمام واحد بانحراف.
وانحرف عن الاعتدال: ابتعد عن كبد الوسط (المقدمة 1: 150).
وانحرف وحدها تدل على نفس المعنى.
والمصدر انحراف يمكن أن يترجم (بما معناه) الطرف، أقصى حد. كما فعل دي سلان. انظر المقدمة (1: 148) وفيها: (المنحرف ضد المعتدل)، (149، 150،151، 152، 158 الخ).
وفي المقري (1: 152) وكتائب من البربر منحرفة الطباع خارجة عن الأوضاع.
وانحراف: غرابة في القول أو العمل تدعو إلى الهزء والسخرية (المقري 2: 509).
وانحرف: انظر: انحراف.
احترف: صرف ذهنه وفطنته في التفتيش عن وسائل النجاح (بوشر).
حَرْف: ساحل البحر. (بوشر).
على حرْف الحانوت: على مقدّم الحانوت (مارتن ص32).
وحرف: مقطع لفظي، جزء كلمة (ألكالا).
وحروف (عند أهل الجبر): علامات الترقيم (المقدمة 3: 96) مع التعليق في الترجمة (3: 134).
علم الحرف: علم الجفر، وهو طريقة سحرية تقوم على التصرف بحروف الهجاء العربية في المربعات السحرية (الجريدة الآسيوية 1865، 2: 382، 1866، 1: 313).
وحَرْف: مدار، محور، قطب (الأدريسي ص183، ابن صاحب الصلاة) وفي كتاب الإسطرلاب (مخطوطة 556 (2) الفصل الأول): حرف العضادة لذي تستعمله في جميع الأعمال هو: حرفها المار بمركز الإسطرلاب المنطبق على كل واحد من الخَطَّين المتقاطعين على ظهره وكذلك في كتاب الفعلي على الإسطرلاب (ومخطوطة 591 (4)) الذي استعمل أيضا عبارة العضادة المحرَّفة.
وحرف عند صناع حرائم الحرير (قيطان) لابد انم يدل على معنى غير أني أجهله (انظر في مادة سُبُك).
حَرْف: جرجير، قرة العين ونجد في معجم المنصوري: حرف بابلي وهو الأحمر وهو الأجود، أما الأبيض فإن معظم المعاصرين يرون إنه حرف السطوح ويقولون إنه الحرف البابلي وهذا ما جاء في ابن البيطار (1: 301) وهو خطأ.
حرف السطوح: نبات اسمه العلمي: ( Thlaspi bursa pastoris) ( ابن البيطار 1: 301) حرف مشرقي: نبات اسمه العلمي ( Dirm draba) ( ابن البيطار 1: 301).
حرف الماء: نبات اسمه العلمي: ( Cardamine pratesis) ( ابن البيطار 1: 302).
حَرِف: حِرِّيف (باين سميث 1384).
جِرْفة: جماعة، طائفة، أهل الحرفة.
وأهل الحرف: أصحاب الصنائع (بوشر).
ويظهر إنها عنده حُرْفة وهو يذكر لهذا أن جمعها حُرف.
حرفة الأدب: معناه اللفظي تعاسة أو بؤس التأديب أي عبرة أو أمثولة البؤس والتعاسة.
وهو تعبير استعمله الثعلبي في اليتيمة في كلامة عن الشاعر أبي فراس بن حمدان حيث يقول: ((لما أدركت أبا فراس حرفة الأدب أسرته الروم)).
وتستعمل أيضاً بمعنى الموت العاجل قبل الأوان (دي سلان ترجمة ابن خلكان 2: 45، رقم 6) وفي بيت ألف ليلة (1: 22) عليك أن تقرأ فيما أرى: حِرْفة الدهر بدل حُرفة.
حَرْفِي: موصول حرفي: حرف العطف (بوشر).
حِرْفِيّ: صاحب الحرفة، محترف، صانع (فوك).
حريف: عميل، زبون، مشتري (هلو) وفي رياض النفوس (ص28و): وصاحب الحانوت إنما هو بالحُرَفاء فإذا جاءك حريفك اليوم فلم يجدك - أستبدل بك غيرك.
وحريف: محب، خليل (ميهرن ص27، ألف ليلة) (برسل 9: 142، 151، 12: 400).
حرافة: حمازة، حدة، وهي حِرافة بالكسر وليست حَرافة بالفتح كما هو عند فريتاج ولين .. ففي مخطوطة جيدة لكتاب ابن الجوزي الذي يقول في كلامه عن الجبن القديم: وكُلَّما اشتدت حِرافته كان أَضَرَّ وكذلك مخطوطة أمن ابن البيطار.
وتطلق الحرافة مجازا على الرائحة (معجم المنصوري).
وحرافة: حمازة، وحدة تصيب أعضاء الجسم الملتهبة، التهاب، ففي شكوري (ص187 ق) وكان خِلط هذا الورم يقتضي العِدَّة والحرِارفة. وفي (ص209 ق) منه: الحادث عن حرارة وحرافة. وقد ضبط الحرف الأول من الكلمة بالكسر دائما في هذه المخطوطة الجيدة.
وحرافة: براعة، حذاقة، مهارة (بوشر).
حروفة: حرافة (باين سميث 1384).
حَرَّاف: سارق، لص (فوك) وقد أخطأ الناشر (ص28) حين أراد أن يغير هذه الكلمة، ففي معجم ألكالا أيضا: حرّاف الغنم أي سارق الماشية. (قارن هذا بما جاء في مادة حَرّف).
أحرْف: أحمق شديد الحماقة (زيشر 20: 495) وقد ترجمها دي غوية بكلمة ( Hals) وهي يعني بالهولندية أحمق غير ان ناشر المجلة الذي لم يفهمها قد بدَّلها ب ( Betriger) أي ماكر مخادع وهذا يدل على ضد المعنى وقد صحَّح فليشر (زيشر 21: 275) هذا الخطأ غير أنه لم يعرف اصل الكلمة.
مُحَرَّف: انظرها في حَرْف.
مُحَرِّف: كاسر الأشعة، سبب انكسار الأشعة أو انحرافها.
انحراف: حيدان مركب عن طريقه، وهو من مصطلح البحرية (بوشر).
وانحراف الشعاع: انكسار الشعاع (بوشر).
انحرافي: منحرف مائل.
مُنْحَرِف أو شبيه بالمنحرف: شكل ذو أربعة أضلاع ضلعان منها متوازيان (بوشر).
ساعة منحرفة: ميناء ساعة عمودية (بوشر).
العضادة المنحرفة: عضادة الإسطرلاب وهي المسطرة المتحركة في الإسطرلاب الذي قطعوا جزء من المعدن من طرفيه (ووبك في الاصطرلابات العربية في برلين ص3).
حرفش: حَرْفَشَة: غلظ، فظاظة، قلة التهذيب، حالة الرجل من سفلة الناس (مملوك 1،2: 197).
حَرْفُوش، يجمع على حَرَافِيش وحَرَافِشَة رجل من سفلة الناس (مملوك 1، 2: 195 - 197) وحرافيش: سفلة الناس وأرذلهم (بوشر، ابن بطوطة 1: 36، 4: 318) ولابد من إثبات هذه الكلمة عبد ابن الخطيب (ص135ق) بدل حدفوش، ففيه كان شيطانا ذميما الخلق حدفوشاً وصوابه: دميم الخلق حرفوشاً.
وفي ألف ليلة (برسل 4: 138، 139) نجد صواب الكلمة في ص139 و140) وقد علّق هابيشت على هذه الكلمة تعليقا سخيفا (معجم الترجمة 4 ص28) ولم يصحح فليشر ما في هذا التعليق من خطأ.
وفي معجم ألكالا تقابل هذه الكلمة لفظة ( Roncero) وهي لفظة يستعملها بمعنى لم أجده في المعاجم وهو متشرد متسكع لأنه يترجم أيضاً ( Roncero) بكلمة زُلاّع، التي هي عنده أيضاً ( Mostenco o mostreno) (= متلوف) معناها متشرد متسكع.

حرف

1 حَرَفَ الشَّىْءَ عَنْ وَجْهِهِ, (AO, S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) or ـِ (K,) inf. n. حَرْفٌ, (S, Msb,) He turned the thing from its proper way, or manner: (K:) or altered it therefrom: (Msb:) and ↓ حرّفهُ, inf. n. تَحْرِيفٌ, has this latter meaning: (K, * TA:) or has an intensive signification of this kind. (Msb.) الكَلِمِ عَنْ ↓ تَحْرِيفُ مَوَاضِعِهِ signifies The altering words from their proper meanings: (S, * TA:) and agreeably with this explanation, the verb is used in the Kur iv. 48, &c.: (TA:) or تحريف signifies the perverting of language: (Msb:) or the altering a word in form; as in writing بُرْدٌ for بَرْدٌ; or vice versâ: (KT:) [and the mistranscribing a word in any manner: commonly used in this sense in the lexicons &c.: or the altering a word by substituting one letter, or more, for another, or others. See also صَحَّفَ.]

A2: See also 7.

A3: حَرَفَ لِعِيَالِهِ, (Msb, K,) aor. ـِ (As, S, K,) or ـُ (Msb,) He earned or gained [subsistence], or laboured to do so, for his family, or household, (As, S, Msb, K,) from this and that quarter; (As, S;) as also ↓ احترف: (Mgh, * Msb, TA:) and بِيَدَيْهِ ↓ احترف [he earned, or gained, with his hands]: and لِعِيَالِهِ ↓ تحرّف he applied himself to earn or gain [subsistence] for his family, or household, by means of any, or every, art or craft: (TA:) and ↓ احرف he laboured, or sought gain or sustenance, for his household, or family; expl. by كَدَّ عَلَى عِيَالِهِ. (IAar, K.) A4: حَرَفَ عَيْنُهُ, inf. n. حَرْفَةٌ, (K,) not an inf. n. of un., (TA,) He applied collyrium to his eye (K, TA) with the [style called] مِيل. (TA.) A5: حُرِفَ فِى مَالِهِ, inf. n. حَرْفَةٌ, He suffered the loss of somewhat of his property. (Lh, K.) 2 حَرَّفَ see 1, in two places. b2: [Hence,] طَاعُونٌ يُحَرِّفُ القُلُوبَ [A pestilence] causing the hearts [of those witnessing its effects] to turn away, and be aloof: (K:) occurring in a trad.: or, accord. to one relation, يُحَوِّفُ القلوب, (TA,) i. e., turning the hearts from confidence, and inclining them to removal and flight. (K and TA in art. حوف.) b3: تَحْرِيفُ القَلَمِ The nibbing the writing-reed obliquely; (S, * K, * TA;) making the right tooth of the nib higher [i. e. longer] than the left. (TA.) You say also, حَرَّفَ القَطَّةَ [He made the nibbing oblique]. (TA.) and حرّف السِّكِّينَ فِى حَالِ القَطِّ [He turned the knife obliquely in nibbing]. (TA.) b4: See also 7. b5: تَحْرِيفٌ also signifies The putting in motion, or into a state of commotion; syn. تَحْرِيكٌ. (TA.) b6: قَالَ بِيَدِهِ فَحَرَّفَهَا كَأَنَّهُ يُرِيدُ القَتْلَ, in a trad., means [He made a sign with his hand,] and imitated with it the cutting of a sword with its edge. (TA.) 3 حُورِفَ He was debarred from the means of subsistence; because he of whom this is said is aloof (بِحَرْفٍ) from the means of subsistence. (Mgh.) And حُورِفَ كَسْبُ فُلَانٍ Such a one was made to experience difficulty (S, TA) in his buying and selling, and was straitened (TA) in his means of subsistence; as though his means of subsistence were turned away from him: (S, TA:) or he had his gain, or earnings, turned away from him. (Msb.) It is said in a trad. of Ibn-Mes'ood, مَوْتُ المُؤْمِنِ عَرَقُ الجَبِينِ تَبْقَى عَلَيْهِ البَقِيَّةِمِنَ الذُّنُوبِ فَيُحَارِفُ بِهَا عِنْدَ المَوْتِ, i. e. [The death of the believer is accompanied with sweating of the side of the forehead: some sins remain chargeable against him, and] he is made to experience difficulty by them [in dying], in order that his sins may be diminished. (S.) A2: مُحَارَفَةٌ has also a meaning like مُفَاخَرَةٌ: Sá'ideh says, فَقَدْ عَلِمُوا فِى الغَزْوِ كَيْفَ نُحَارِفُ [And they certainly know, in warfare, how we vie for superiority in glory: or] accord. to Skr, it means how we deal with them; as when one says to a man, What is thy حِرْفَة (i. e. thine occupation) and thy lineage? (TA:) [or the meaning may be how we requite; for]

A3: حارفهُ بِسُوْءٍ signifies He requited him for evil (K, TA) that he had done. (TA.) And it is said in a trad., إِنَّ العَبْدِ لَيُحَارَفُ عَنْ عَمَلِهِ الخَيْرَ أَوْ الشَّرَّ, i. e. [Verily the servant] shall be requited [for his deed; the good I mean, or the evil]. (IAar, TA.) And ↓ احرف also signifies He requited for good or evil. (IAar, K.) A4: مُحَارَفَةٌ signifies also The measuring a wound with the مِحْرَاف, i. e. the probe. (K, * TA.) 4 احرف: see 1. b2: Also, (inf. n. إِحْرَافٌ, Msb,) His مال [or cattle] increased, and became in a good state or condition. (Az, S, Msb, K.) One says, جَآءَ بِالحَقِ وَالإِحْرَافِ, meaning He came with, or brought, much cattle. (Az, S. [See حِلْقٌ.]) A2: He emaciated, or rendered lean, a she-camel: so says As: others say احرث. (S.) [See حَرْفٌ: and see حَرِيثَةٌ.]

A3: See also 3, last sentence but one.5 تَحَرَّفَ see 7: b2: and see also 1.7 انحرف [It became turned, or altered, from its proper way, or manner; quasi-pass. of 1 in the first of the senses explained above: and] he turned aside; (Az, S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ تحرّف; (Az, S, Mgh, K;) and ↓ احرورف; (Az, S, K;) and ↓ حَرَفَ, inf. n. حَرْفٌ; (TA;) عَنْهُ from it. (Az, S, Msb, TA.) [Hence,] one says, انحرف مِزَاجَهُ [His temperament, or constitution, became disordered]; as also ↓ حَرَّفَ, [app. a mistranscription for حُرِّفَ,] inf. n. تَحْرِيفٌ. (TA.) [And انحرف عَلَيْهِ He turned against him, with enmity, or anger.] And انحرف إِلَيْهِ He turned to, or towards, him, or it. (TA.) 8 إِحْتَرَفَ see 1, in two places.12 إِحْرَوْرَفَ see 7.

حَرْفٌ The extremity, verge, border, margin, brink, brow, side, or edge, (S, Mgh, * K, TA,) of anything; (S, K;) as, for instance, the side of a river or rivulet, and of a ship or boat, (TA,) and of the notch of an arrow; (Msb;) and the edge of a sword: (L, TA:) pl. [of mult. حُرُوفٌ, and of pauc.] أَحْرُفٌ. (TA.) Hence, (S,) [A point, a ridge, a brow, and a ledge, of a mountain:] the pointed, sharp, or edged, summit of a mountain: (S, Msb, K:) a projecting portion in the side of a mountain, in form like a small دُكَّان [i. e. bench] or the like: and a portion in the summit of a mountain, having a thin edge, or ridge, rising above the upper part of the back: (Sh, TA:) pl. (of the word thus used in relation to a mountain, TA) حِرَفٌ; (Fr, S, Msb, K;) accord. to Fr, (Msb,) the only instance of the kind except طِلَلٌ as pl. of طَلٌّ. (Msb, K.) [Hence, also,] A nib, of a writing-reed, obliquely cut: so in the phrase قَلَمٌ لَا حَرْفَ لَهُ, in the S and K in art. جزم, a writingreed not having a nib obliquely cut. (TA in that art. [See 2 in the present art.]) And حَرْفَا الرَّأْسِ The two lateral halves of the head. (TA.) [Hence, also, the phrase] فُلَانٌ عَلَى حَرْفٍ مِنْ

أَمْرِهِ [and بِحَرْفٍ مِنْهُ (see 3, first sentence,)] Such a one is [standing] aloof with respect to his affair, (عَلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ, ISd, TA,) [in suspense,] waiting, and looking to the result, if he see, in regarding it from one side, what he likes; (TA;) turning from it if he see what does not please him. (ISd, TA.) The saying, in the Kur xxii. 11, وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللّٰهَ عَلَى حَرْفٍ means And of men is he who serves God standing aloof with respect to religion, in a fluctuating state, like him who is in the outskirts of the army, who, if sure of victory and spoil, stands firm, and otherwise flees: (Ksh, Bd: *) or the meaning is, who serves God in doubt, or suspense, (Zj, K, Jel,) being unsteady like him who alights and abides upon the حَرْف [i. e. point, or ridge, or brow,] of a mountain: (Jel:) or in a state of disquietude respecting his case; (Ibn-'Arafeh, K;) i. e. not entering into the religion firmly, or steadily: (K:) or who serves God in one mode of circumstances; i. e. when in ample circumstances, and not when straitened in circumstances; (Az, S, K;) as though good fortune and plenty were one side, and an evil state were another side: (Az, TA:) [hence,] حَرْفٌ sometimes signifies a mode, or manner, and a way. (Msb.) b2: A letter of the alphabet: pl. حُرُوفٌ: (S, Msb, K:) the letters being thus called because they are the extremities of the word [and of the syllable]. (Kull.) The saying of the lawyers, تُبْطَلُ الصَّلَاةَ بِحَرْفٍ مُفْهِمٍ [Prayer is made null by a significant letter] means only by an imperative of a verb of which the first and last radical letters are infirm; such as فِ from وَفَى, and قِ from وَقَى, and the like. (Msb.) b3: As a grammatical term, (assumed tropical:) [A particle; i. e.] what is used to express a meaning, and is not a noun nor a verb: every other definition of it is bad: (K:) pl. حُرُوفٌ. (Msb, &c.) b4: And (tropical:) A word [absolutely: often used in this sense in lexicons &c.]. (Kull.) b5: A dialect, an idiom, or a mode of expression, peculiar to certain of the Arabs: pl. [of pauc.]

أَحْرُفٌ: so in the saying (of Mohammad, TA) نَزَلَ القُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ The Kur-án has been revealed according to seven dialects, of the dialects of the Arabs: (A'Obeyd, Az, IAth, K:) or this means, according to seven modes, or manners, (Mgh, Msb,) of reading: whence فُلَانٌ يَقْرَأُ بِحَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ Such a one reads in the manner of reading of Ibn-Mes'ood. (Mgh.) A2: Applied to a she-camel, (assumed tropical:) Lean, or light of flesh; or lean, and lank in the belly; (S, K;) and firm, strong, or hardy; likened to the حَرْف of a mountain; (S;) or to the حرف of a sword, (Z, O, TA,) in respect of her leanness, or thinness, and her sharpness and effectiveness in pace; (Z, TA;) or to a letter of the alphabet, meaning the letter ا, in respect of her leanness: (TA:) or excellent, or high-bred, or strong and light and swift, sharp and effective in pace, rendered lean by journeyings; likened to the حرف of a sword: (L:) or emaciated: (S, K:) so As used to say: (S:) but this is inconsistent with Dhu-r-Rummeh's description of a she-camel by the epithets جُمَالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ: (TA:) [see حَرِيثَةٌ:] or [in the CK “ and ”] great; big; of great size; (K, TA;) likened to the حرف of a mountain: (TA:) it is applied only to a she-camel: one may not say جَمَلٌ حَرْفٌ. (IAar, TA.) حُرْفٌ and ↓ حِرْفَةٌ (S, K) and ↓ حُرْفَةٌ (Mgh, K) and ↓ حِرَافٌ (TA) Ill-fatedness; privation of prosperity; or the being denied prosperity; syn. حِرْمَانٌ [as inf. n. of حُرِمَ]: (K, TA:) lack of good fortune, so that one has no increase of his cattle or other property: (S:) debarment from the means of subsistence. (Mgh.) Hence the saying of 'Omar, أَحَدِهِمْ أَشَدُّ عَلَىَّ مِنْ عَيْلَتِهِ ↓ لِحِرْفَةُ, (S, K,) or, accord. to one reading, ↓ لَحُرْفَةُ, (TA,) [Verily the ill-fatedness of any one of them is more distressing to me than his poverty:] i. e., the supplying the wants of the poor man is easier to me than the making the bad to thrive: or the meaning is, the want of the means of gaining subsistence by any one of them, and grief on that account, is more distressing to me than his poverty: so in the Nh. (TA.) A2: الحُرْفُ A certain grain, resembling الخَرْدَل [or mustard]; (Az, Msb, TA;) called by the vulgar, (AHn, TA,) or in the dial. of El-'Irák, (TA in art. رشد,) حَبُّ الرَّشَادِ, (AHn, S, K,) or الرَّشَادُ: (Msb:) n. un. with ة, (TA,) applied to a single grain thereof. (Msb.) [See art. رشد.] Hence حِرِّيفٌ [q. v.]. (S, Msb.) حُرْفَةٌ: see حُرْفٌ, in two places.

حِرْفَةٌ A craft, or handicraft, (S, K, TA,) by which one gains his subsistence; a mode, or manner, of gain; any habitual work or occupation of a man; because he turns (يَنْحَرِفُ, K, i. e. يَمِيلُ, TA) to it; (K, TA;) a subst. from اِحْتَرَفَ: (Mgh, Msb:) pl. حِرَفٌ. (TA.) A2: See also حُرْفٌ, in two places.

حُرْفِىٌّ A seller of الحُرْف, i. e. حَبّ الرَّشَاد. (K.) حِرَافٌ: see حُرْفٌ.

حَرِيفٌ A fellow-worker, syn. مُعَامِلٌ, (S, Mgh, Msb, K,) in one's craft or ordinary occupation: (K:) and an associate: (KL:) pl. حُرَفَآءُ. (Msb.) b2: It is mostly used by foreigners as meaning A companion in drinking: and by most of the Turks, as implying vituperation; [like our term “ fel-low; ”] so that when any one of them addresses another by this epithet, he is angry. (TA.) حَرَافَةٌ The quality, or property, of burning, or biting, the tongue; acritude. (S, Msb, TA.) حِرِّيفٌ, from الحُرْفُ, Burning, or biting, to the tongue: (S, Msb, TA:) it is applied in this sense to an onion, and to other things: one should not say حَرِّيفٌ. (S, TA.) مَحْرِفٌ A place to which to turn away, or back, from a thing. (AO, S, K.) So in the saying, مَالِى عَنْ هٰذَا الأَمْرِ مَحْرِفٌ [I have no place to which to turn away, or back, from this thing]. (AO, S, K. *) b2: Also, and ↓ مُحْتَرَفٌ, A place in which a man earns or gains [subsistence], or labours to do so, and employs himself as he pleases, or follows his various pursuits. (K.) مُحْرِفٌ A man whose property increases, and becomes in a good state or condition; or whose cattle increase &c. (S, Msb.) مِحْرَفٌ: see مِحْرَافٌ.

مِحْرَفَةٌ: see مِحْرَافٌ.

مُحَرَّفٌ [pass. part. n. of 2, q. v. b2: ] One whose property has gone. (TA.) b3: A writing-reed nibbed obliquely; having the right tooth of the nib higher [i. e. longer] than the left. (TA.) مُحَرِّفُ القُلُوبِ, applied to God, The Turner, or Incliner, of hearts: or the Mover of hearts: (TA:) or the Remover of hearts. (Fr, TA voce مُحَرِّك, q. v.) مِحْرَافٌ (S, L, K) and ↓ مِحْرَفٌ, (L, TA,) or ↓ مِحْرَفَةٌ, (Akh, TA,) A probe with which the depth of a wound is measured: (S, L, K:) pl. of the first مَحَارِيفُ; and [of the second, or,] accord. to Akh, of the last, مَحَارِفُ. (TA.) مُحَارَفٌ Prevented, or withheld, from obtaining good; withheld from good fortune, or from sustenance; denied, or refused, good, or prosperity; lacking good fortune; having no increase of his cattle or other property; (S, Mgh, * K; *) contr. of مُبَارَكٌ: (S:) or having his gain, or earnings, turned away from him: (Msb:) or who obtains not good from a quarter to which he betakes himself: or scanted in his means of subsistence: or who works not, or labours not, to earn, or gain: or who earns, or gains, with his hands, but not enough for the support of himself and his household or family: (TA:) مُخَارَفٌ and مُجَارَفٌ are dial. vars. thereof. (TA in art. خرف.) مُحْتَرَفٌ: see مَحْرِفٌ.

مُحْتَرِفٌ A handicraftsman; a worker with his hands. (S, TA.) مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ, in the Kur [viii. 16], means Turning away for the purpose of returning to fight: the doing which is one of the stratagems of war. (Mgh, Msb. *)
حرف
حرَفَ يَحرُف، حَرْفًا، فهو حارِف، والمفعول مَحْروف
• حرَف الشَّيءَ من وجهه: صرَفه وغيَّره "حرَف الكلامَ عن هدفه الحقيقيّ" ° على حرْفٍ من أمره: إذا رأى شيئًا لا يعجبه عدل عنه. 

حرَفَ عن/ حرَفَ لـ يَحْرِف، حَرْفًا، فهو حارِف، والمفعول محروفٌ عنه
• حرَف عن الشَّيءِ: عدَل ومال.
• حرَف لعياله: عمل للكسب لهم في وجوه عديدة "حرف يَمنةً ويَسرةً لذويه". 

حرُفَ يَحرُف، حَرافةً، فهو حِرِّيف
• حرُف الشَّيءُ: صار لاذعًا للفم واللِّسان "بصل/ طعام حِرِّيف". 

احترفَ/ احترفَ لـ يحترف، احْتِرافًا، فهو مُحترِف، والمفعول مُحترَف
 • احترفَ التِّجارةَ أو غيرَها: امتهنها، اتَّخذها حِرْفَةً، أي مهنة زراعيّة أو صناعيّة أو تجاريّة "احترف الصَّحافةَ بعد أن هجر تأليفَ القصص- احترف لعبةَ كرة القدم- من احترف اعتلف: من اتّخذ له حرفة وعملاً وجد ما يقوته" ° طبيب محترف/ مدرس محترف/ مهندس محترف: بارع، ماهر.
• احترفَ لأهله: اكتسب لهم. 

انحرفَ/ انحرفَ إلى/ انحرفَ عن ينحرف، انحرافًا، فهو مُنحرِف، والمفعول مُنحرَف إليه
• انحرف الشَّيءُ:
1 - مُطاوع حرَفَ: مال عن الاعتدال "انحرفتِ صحّتُه: ساءت" ° شَخْصٌ منحرف المزاج: دائم الهياج والثورة لأتفه الأسباب.
2 - انعطف وتبدَّل اتِّجاهه واعوجّ "انحرف طريقٌ".
• انحرف الشَّخصُ: مال عن جادّة الصّواب، حاد عن الطّريق المستقيم "انحرفت غريزتُه".
• انحرف إليه: مال إليه "كان يسير في اتجاه اليمين ثم انحرف إلى اليسار" ° انحرف النَّجمُ: مال إلى الزَّوال.
• انحرف عنه: انصرف وخرج عنه "قد يستجيب للإغراءات وينحرف عن الجادّة"? انحرف عن مبادئه: تحوَّل عنها وزاغ. 

تحرَّفَ/ تحرَّفَ عن/ تحرَّفَ لـ يتحرَّف، تحرُّفًا، فهو مُتحرِّف، والمفعول مُتحرَّف عنه
• تحرَّف النَّصُّ: مُطاوع حرَّفَ: تعرَّض للتَّحريف "تحرَّف نصّ الكلمة بفعل فاعل".
• تحرَّف عنه: انحرف؛ انصرف "تحرَّفت عنه لمَّا سمعت مقالتَه".
• تحرَّف لأهله: احترف؛ اكتسب لهم. 

حرَّفَ يحرِّف، تحريفًا، فهو مُحرِّف، والمفعول مُحرَّف
• حرَّف الشَّيءَ: أماله "حرَّف القلم: قطعه محرَّفًا، وجعل له حرفًا مائلاً".
• حرَّف الكلامَ: حرَفه، زوَّره، غيَّره وصرفه عن معانيه " {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}: يميلون به عن مواضعه التي وضعه الله فيها- {وَخَلَقَهُمْ وَحَرَّفُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [ق] ".
• حرَّف النَّصَّ: صحَّفه وشوَّهه وأخطأ في قراءته "حرَّف الحقيقةَ/ معنى القانونَ/ الوقائعَ".
• حرَّف الأشعَّةَ: (فز) كسرها. 

احتراف [مفرد]:
1 - مصدر احترفَ/ احترفَ لـ.
2 - ممارسة عمل بصفة مستمرّة ومنتظمة بقصد الارتزاق منه "يتمنَّى الاحترافَ في أوربا- عقد احتراف مؤقَّت". 

انحراف [مفرد]: ج انحرافات (لغير المصدر):
1 - مصدر انحرفَ/ انحرفَ إلى/ انحرفَ عن ° انحراف عقليّ: اضطراب ذهنيّ يوقع المرءَ في الخطأ- بانحراف: باعوجاج.
2 - غرابة في القول أو العمل تدعو إلى الهزء والسُّخرية "انحراف سلوك".
3 - (جغ) ميل عن خط الاستواء.
4 - (فز) شذوذ عن الخطّ السَّويّ كانحراف أحد أعضاء الجسم عن القيام بوظيفته الطَّبيعية "انحراف مغناطيسيّ".
5 - (فك) إزاحة واضحة لموقع جرم سماويّ باتّجاه حركة مرقب على الأرض، سببه حركة الأرض وسرعة الضّوء المحدودة.
6 - (نف) تحوّل إحدى الوظائف عن غايتها الطَّبيعية كانحراف الغريزة. 

انحرافِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انحراف: "تعدّدت مواقفهم الانحرافيّة فتمّ فصلهم من عضوية الحزب".
2 - مصدر صناعيّ من انحراف: تحوّل عن سياسة أو عُرْف أو نظام "الانحرافيّة السياسية". 

تحريف [مفرد]: ج تحريفات (لغير المصدر): مصدر حرَّفَ.
• تحريف النَّصِّ عند المحدِّثين:
1 - (حد) الاختلاف بين الأصل المخطوط والنُّسخ التي أخذت عنه "حدث تحريف كبير في كثير من المخطوطات نتيجة جهل النسّاخ والورّاقين".
2 - (سف) تفسير الكلام تفسيرًا مغرضًا ينطوي على صرفه عن معانيه.
3 - (فق) تغيير اللَّفظ دون المعنى في الرِّواية. 

تحريفيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تحريف.
2 - مصدر صناعيّ من تحريف.
3 - (سف) نزعة التّأويل الشّاذّ
 الذي يُعَدّ خروجًا عن المبادئ الأصليَّة لحركةٍ ما "حوكم بتهمة تحريفيّة النصوص وخيانة الأمانة". 

تحريفيّون [جمع]: مف تحريفيّ: وصف للاستهجان تطلقه الجماعات الشُّيوعيّة المتخاصمة بعضها على بعض بقصد اتّهام الخصوم بالانحراف عن المبادئ الماركسيّة الأصليّة. 

حَرافَة [مفرد]:
1 - مصدر حرُفَ.
2 - حِدَّة في الطَّعم تحرِق اللِّسانَ والفمَ وتلذعهما كأثر الفلفل وغيره "في هذا الطعام حَرافة شديدة". 

حِرِّيف [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرُفَ. 

حَرْف [مفرد]: ج أحرف (لغير المصدر) وحروف (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَفَ وحرَفَ عن/ حرَفَ لـ.
2 - طرف وجانب وحدّ "حرف الجبل: أعلاه المحدَّد- حرف النَّهر: جانبه- حرف السِّكِّين: حدُّه- حرف البحر: ساحله- {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ}: على وجه واحد؛ وهو أن يعبد الله تعالى في السرَّاء دون الضرَّاء، على حافّةٍ وطرف، والمراد: الشك والقلق والاضطراب".
3 - رمز مخطوط أو مطبوع يقوم مقام صوت أو كلمة أو عبارة أو معنى "ن: رمز حرف النون- ص: صلّى الله عليه وسلّم- ق. م: قبل الميلاد- ق. هـ: قبل الهجرة".
4 - لغة أو لهجة "نزل القرآن على سبعة أحرف".
5 - طريقة ووجه "هذا مخالف للحرف الذي سرنا عليه".
6 - (لغ) أحد حروف الهجاء التي تتكوّن منها الكلمة في اللغة، وتسمى في العربيّة حروف المباني، وهي حروف المعجم "علم مخارج الحروف- تتكوّن بعض الكلمات من خمسة أحرف/ حروف" ° أحرف الحلق: هي أحرف مخرجها الحلق وهي الهمزة والهاء والحاء والخاء والعين والغين- الأحرف المعتلَّة: هي الألف والواو والياء- الأحرف المفخَّمة: هي الخاء والصّاد والضّاد والطّاء والظّاء والغين والقاف- الحرف الأصليّ: ما ثبت في تصاريف الكلمة- الحرف الزَّائد: ما سقط في بعض تصاريف الكلمة- الحروف الصَّحيحة: هي حروف الهجاء ماعدا الألف والواو والياء- بالحرف/ بالحرف الواحد: نصًّا- تمسَّك بالحرف: تعلق بالمعنى الضيِّق الحصري وتقيَّد به تقيُّدًا لا يقبل أيَّ تفسير- حرفا اللِّين: هما الواو والياء السَّاكنان المفتوح ما قبلهما- حرفًا بحرف: كلمة بكلمة وبالألفاظ ذاتها- همز الحرف: نطقه مهموزًا- وضَع النُّقط على الحروف: وضَّح الأمر وكشف غوامضَه- وقَّع بالأحرف الأولى: أعلن الاتِّفاق مبدئيًّا.
7 - (نح) أحد أقسام الكلمة الثَّلاثة ويُسمَّى حرف المعنى وهو يدلّ على معنى في غيره ويربط بين أجزاء الكلام "الباء والواو والتاء: أحرف للقَسَم- (أل): حرف تعريف- الهمزة وهل: حرفان للاستفهام- الواو: حرف عطف- يا: حرف نداء".
• حرف محدَّد: (حس) رمز خاص، غالبًا فاصلة أو مسافة تميِّز بداية وحدة من المعلومات أو نهايتها.
• الأحرف السَّبعة: (فق) اللُّغات السبع التي نزل القرآن الكريم بها، وما بها من اختلافات في الإفراد والجمع والتذكير والتأنيث ووجوه الإعراب، ووجوه التصريف واختلاف الأدوات، والتفخيم والترقيق، وهي مقبولة عن طريق التواتر واتِّصال السَّند برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وموافقة رسم المصحف وموافقة العربيّة ولو بوجه.
• الحروف الشَّمسِيَّة: هي التي لا تلفظ قبلها لام أداة التعريف فتُشدَّد، كقولنا: الشَّمس وهي أربعة عشر حرفًا: ت، ث، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ل، ن.
• الحروف القمريَّة: هي التي تلفظ قبلها لام أداة التعريف، كقولنا: القمر وهي أربعة عشر حرفًا: الهمزة، ب، ج، ح، خ، ع، غ، ف، ق، ك، م، هـ، و، ي. 

حِرْفَة [مفرد]: ج حِرْفات وحِرَف: مِهْنة، صنعة، وسيلة الكسب من زراعة، وصناعة، وتجارة أو غيرها "حِرْفَة النَّجَّار- من ترك حرفته ترك بخته" ° أهل الحِرَف: أصحاب الصَّنائع. 

حَرْفِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَرْف: صفة تطلق على كلام منقول من كلام آخر بحذافيره نقلاً تامًّا أو ترجمة لا تصرّف فيها "مَعْنًى/ تفسيرٌ/ تقليد حَرْفيّ" ° حَرْفيًّا: بصورة حرفيَّة، نصًّا.
• المَوْصول الحرفيّ: (نح) كلّ حرف أُوِّل مع صلته بمصدر، وهو ستّة حروف: أَنْ، وأَنَّ، وما، وكَيْ، ولَوْ، وأل. 

حِرْفِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حِرْفَة.
2 - حِرَفيّ، عامل، مَنْ يكسب عيشَه بالعمل في حرفةٍ بصفةٍ مستمرَّة ومنتظمَّة "نقابة الحرفييّن".
3 - صانع ماهر مُتْقِن لحِرفته. 

حِرَفِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حِرَف.
2 - حِرْفيّ، عامل، مَنْ يكسب عيشَه بالعمل في حرفةٍ بصفةٍ مستمرَّة ومنتظمَّة. 

حَرْفيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَرْف: "ترجمة حَرْفيَّة: دقيقة لا تصرُّف فيها".
2 - مصدر صناعيّ من حَرْف: نصِّيَّة "أخذ بحرفيّة القانون: تمسَّك بالقانون تمسُّكًا حرفيًّا" ° بحرفيَّته: بحذافيره. 

حِرْفِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حِرْفَة: "أعمال حِرْفيّة" ° الصِّناعات الحِرْفيَّة.
2 - مصدر صناعيّ من حِرْفَة: مهارة "تدرّب على حرفيّات التمثيل والإخراج- لديه حرفيّة فائقة في الكتابة".
• النِّقابة الحِرفيَّة: نقابة عمّاليَّة تقتصر عضويَّتُها على العاملين بالحِرفة نفسها. 

حَرِيف [مفرد]: ج حريفون وحُرَفاء: زَبُون، معامل في حِرْفة. 

مُتحرِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تحرَّفَ/ تحرَّفَ عن/ تحرَّفَ لـ.
2 - مائل عن موضعه منحازًا إلى موضع آخر " {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ} ". 

مُنحرِف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انحرفَ/ انحرفَ إلى/ انحرفَ عن.
2 - (نف) مصاب بشذوذ في ميوله وتصرُّفاته.
3 - (هس) شكل رباعيّ لا يوجد فيه ضلعان متوازيان.
• شِبْه المُنحرِف: (هس) شكل رباعيّ فيه ضلعان متوازيان يُعرفان بالقاعدتين. 

مُنْحَرِفَة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل انحرفَ/ انحرفَ إلى/ انحرفَ عن.
• الكرة المنحرفة: (رض) كرة تُضرب بحيث تنحرف إلى اليسار عندما تُقذف باليد اليمنى، وتنحرف إلى اليمين عندما تقذف باليد اليُسرى (بيسبول). 
حرف
) الْحَرْفُ مِن كُلِّ شَيْءٍ: طَرَفُهُ وشَفِيرُهُ وحَدُّهُ، ومِن ذَلِك حِرْفُ الْجَبَلِ، وَهُوَ: أَعْلاَهُ الْمُحدَّدُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ شَمِرٌ: الحَرْفُ مِن الجَبَلِ: مَا نَتَأَ فِي جَنْبِه مِنْهُ كهَيْئَةِ الدُّكَّانِ الصَّغِيرِ أَو نحوِه، قَالَ: والحَرْفُ أَيضاً فِي أَعْلاَهُ، تَرَى لَهُ حَرْفاً دَقِيقاً مُشْفِياً على سَوَاءِ ظَهْرِهِ، قَالَ الفَرَّاءُ: ج حَرْفِ الجَبَلِ: حِرَفٌ، كعِنَبٍ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ سِوَى طَلٍّ وطِلَلٍ، قَالَ: وَلم يُسْمَعٍ غَيْرُهما، كَمَا فِي العُبَابِ، قَالَ شيخُنا: أَي: وإِن كَانَ الحَرْفُ غيرَ مُضَاعَفٍ.
الحَرْفُ: وَاحِدُ حُرُوفِ التَّهَجِّي الثَّمَانيَةِ والعِشْرين، سُمِّيَ بالحَرْفِ الَّذِي هُوَ فِي الأَصْلِ الطَّرَفُ والجانبُ، قَالَ الفَرّاءُ، وابنُ السِّكِّيتِ: وحُرُوفُ المُعْجَمِ كلُّهَا مُؤَنَّثَةٌ، وجَوَّزُوا التَّذْكِيرَ فِي الأَلِفِ، كَمَا تقدَّم ذَلِك عَن الكِسَائِيِّ واللِّحْيَانِيِّ فِي) أل ف (.
الحَرْفُ: النَّاقَةُ الضَّامِرَةُ الصُلْبَةُ، شُبِّهتْ بحَرْفِ الجَبَلِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي العُبَابِ، تَشْبِيهاً لَهَا بحَرْفِ السَّيْفِ، زَادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: فِي هُزَالِها ومَضَائِهَا فِي السَّيْرِ، وَفِي اللِّسَانِ: هِيَ النَّجِيبَةُ المَاضِيَةُ الَّتِي أَنْضَتْهَا الأَسْفَارُ شُبِّهَتْ بحَرْفِ السَّيْفِ من مَضَائِها ونَجَائِهَا ودَِقَّتِها، أَو هِيَ الْمَهْزُولَةُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَعَن الأَصْمَعِيِّ، قَالَ: ويُقالُ: أَحْرَفْتُ نَاقَتِي: إِذا هَزَلْتَهَا، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وغَيْرُه يقولُ بالثّاءِ، أَو هِيَ العَظِيمَةُ، تَشْبِيهاً لَهَا بحَرْفِ الجَبَلِ، هَذَا بعَيْنِه قَوْلُ الجَوْهَرِيُّ، كَمَا تقدَّم. وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ:
(جُمَالِيُّة حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا ... وَظِيفٌ أَزَجُّ الْخَطْوِ رَيّانُ سَهْوقُ)
فَلَو كَانَ الحَرْفُ مَهْزُولاً لم يَصِفْهَا بِأَنَّهَا جُمَالِيَّةٌ سِنَادٌ وَلَا أَنَّ وَظِيفَها رَيَّانُ وَهَذَا البيتُ يَنْقُضُ تفسيرَ مَن قَالَ: نَاقَةٌ حَرْفٌ أَي: مَهْزُولَةٌ فشُبِّهَتْ بحَرْفِ كتابَةٍ، لِدِقَّتِها وهُزَالِهَا وَقَالَ أَبو العباسِ فِي تَفْسِير قولِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ:
(حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوها مِنْ مُهَجَّنَةٍ ... وعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ)
قَالَ: يَصِفُ النَّاقَةَ بالحَرْفِ لأَنَّها ضَامِرٌ وتُشَبَّهُ بالحَرْفِ مِن حُرُوف المُعْجَمِ وهوالأَلِفُ، لِدِقَّتِهَا وتُشَبَّه بحَرْفِ الجَبَلِ إِذا وُصِفَتْ بالْعِظَمِ قَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: وَلَا يُقَالُ: جَمَلٌ حَرْفٌ إِنَّمَا تُخَصُّ بِهِ النَّاقَةُ.
وَقَالَ خالدُ بنُ زُهَيْرٍ الهُذَليّ.)
(مَتَى مَا تَشَأْ أَحْمِلْكَ والرَّأْسُ مَائِلٌ ... علَى صَعْبَةٍ حَرْفٍ وَشِيكٍ طُمُورُهَا)
كَنَى بالصَّعْبَةِ الحَرْفِ عَن الدَّاهِيَةِ الشَّدِيدَةِ وإِن لم يكُنْ هُنَالك مَرْكُوبٌ. ومَسِيلُ الْمَاءِ وآرَامٌ سُودٌ ببِلادِ سُلَيْمٍ.
والحَرْفُ عِنْدَ النُّحَاةِ أَي فِي اصْطِلاحِهم: ماجاءَ لِمَعْنىُ ليْسَ باسْمٍ وَلَا فِعْل وَمَا سِواهُ مِن الْحُدُودِ فَاسِدٌ ومِن المُحْكَمِ: الحَرْفُ: الأَداةُ الَّتِي تُسَمَّى الرَّابِطَةَ لأَنَّهَا تَرْبِطُ الاسْمَ بالاسْمِ والفِعْلَ بالفِعْلِ، كعَنْ وعَلَى ونحوِهما وَفِي العُبَابِ: الحَرْفُ: مَا دَلَّ علَى مَعْنىً فِي غَيْرِه وَمن ثَمَّ لم يَنْفَكَّ عَن اسْمٍ أَو فِعْلٍ يَصْحَبُه إلاَّ فِي مَوَاضِعَ مَخْصُوصةٍ حُذِفَ فِيهَا الفِعْلُ واقْتُصِرَ على الحرفِ فجَرَى مَجْرَى النَّائِبِ، نَحْو قَوْلِك: نَعَمْ وبَلَى، وأَي وإِنَّه، ويَا زَيْدُ، وَقد، فِي مِثْلِ قَوْلِ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ:
(أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا ... لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وكَأَنْ قَدِ)
ورُسْتَاقُ حَرْفٍ: نَاحِيَةٌ بالأَنْبَارِ، وضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ بضَمِّ الحَاءِ، وَكَذَا فِي مُخْتَصَرِ المُعْجَمِ، ففِيهِ مُخَالَفةٌ للصَّوابِ ظَاهِرَةٌ. حَرْفُ الشَّيْءِ: ناحِيَتُه، وفلانٌ على حَرْفٍ منْ أَمْرِه: أَي نَاحِيَةٍ مِنْهُ كَأَنَّهُ يَنْتَظِرُ ويَتَوَقَّعُ، فإِنْ رَأَى مِن نَاحِيَةٍ مَا يُحِبُّ، وإلاَّ مَالَ إِلَى غَيرِهَا. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: فُلانٌ علَى حَرْفٍ من أَمْرِه: أَي نَاحِيَةٍ مِنْهُ، إِذا رَأْى شَيْئأً لَا يُعْجِبُه عَدَلَ عَنهُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:) وَمن النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الله عََلى حَرْف (: أَي علَى وَجْهٍ وَاحِدٍ، أَي: إِذا لم يَرَ مَا يُحِبُّ انْقَلَبَ علَى وَجْهِه، قيل: هُوَ أَنْ يَعْبُدَهُ علَى السَّرَّاءِ لَا الضَّرَّاءِ، وَقَالَ الأًزْهَرِيُّ: كأَنَّ الخَيْرََوالخِصْبَ نَاحِيَةٌ، والضُّرَّ والشَّرَّ، والمَكْرُوهَ نَاحِيةٌَ أُخْرَى، فهما حَرْفَانِ، وعلَى العَبْدِ أَن يَعْبُدَ خَالِقَهُ علَى حَالَتَي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، وِمن عَبَدَ اللهُ على السَّرَّاءِ وَحْدَها دُونَ أَن يعبُدَه علَى الضَّراءِ يَبتَلِيهِ اللهُ بهَا، فقد عَبَدَهُ علَى حَرْفٍ، ومَن عَبَدَهُ كيْفَمَا تَصَرَّفَتْ بِهِ الحالُ، فقد عَبَدَهُ عِبَادَةَ عَبْدٍ مِقرٍّ بأَّنَّ لَهُ خَالِقاً يُصَرِّفُه كيفَ شاءَ وأَنَّه إِن أَمْتَحَنَه بالَّأْوَاءِ، وأَنْعَمَ عَلَيْهِ بالسَّرَّاء، فَهُوَ فِي ذَلِك عِادِلٌ، أَو مُتَفَضِّلٌ أَو على شَكٍّ، وَهَذَا قوْلُ الزَّجَّاج) فإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ (أَي: خِصْبٌ وكَثْرَةُ مَالٍ،) اطْمَأَنَّ بِهِ (وَرَضِيَ بدِينِه) وإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةُ) اخْتِيَارٍ. بِجَدْبٍ وقِلَّةِ مَالٍ (انْقَلَبَ علَى وَجْهِهِ (أَي: رَجَعَ عَن دِينِهِ إِلَى الكُفْرِ وعِبَادَةِ الأَوْثَانِ، أَو علَى غَيْرِ طُمْأَنِينَةٍ على أَمْرِهِ، وَهَذَا قَوْلُ ابنِ عَرَفَةَ، أَيْ: لَا يَدْخُلُ فِي الدِّينِ مُمَتَكِّناً، ومَرْجِعُهُ إِلَى قَوْلِ الزِّجَّاج.
فِي الحَدِيثِ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم) نَزَلَ القُرْآنُ عَلَىأَوْمَأَ أَبو بَكْرِ بنُ الأَنْبَارِيِّ من كتاب لَهُ أَلَّفَهُ فِي اتِّبَاعِ مَا فِي المُصْحَف الإِمامِ، ووَافَقَهُ على ذَلِك أَبو بكر بنُ مَجَاهِدٍ مُقْرِىءُ أَهلِ العِرَاق، وغيرُه من الأَثْبات المُتَقِيِن قَالَ: وَلَا يجوزُ عِنْدِي غيرُ قالُوا، واللهُ تعالَى يُوَفِّقُنا لِلاتِّباعِ، ويُجَنِّبُنَا الابْتِداعَ، آمينَ.
وحَرَفَ لِعِيَالِهِ، يَحْرِفُ مِن حَدِّ ضَرَبَ: أَي كَسَبَ مِن ههُنا وههُنا، مِثْل يَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ، قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ.
قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: حَرَفَ الشَّيْءِ عنْ وَجْهِهِ حَرْفاً: صَرَفَهُ.
قَالَ غيرُه: حَرَفَ عَيْنه حِرْفَة، بِالْفَتْح: مصدرٌ، وَلَيْسَت لٍ لمَرًّةِ: كََلَهَا بالمِيلِ، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيِّ:
(بِزَرْقَاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ولَمَّا ... يُصِبْهَا عَائِرٌ بِشَفِيرِ مَاقِ)
أََراد: لم تُحْرَفَا، فأَقَامَ الوَاحِدَ مُقَامَ الاثْنِينِ. يُقَال: مَالِي عَنهُ مَحْرِفٌ، وكذلِك: مَصْرِفٌ، بِمَعْنى وَاحِدٍ، نَقَلَهُ أَبو عُبَيْدَةَ.)
وَمِنْه قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(أَزُهَيْرَ هَلْ عَنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَحْرِفِ ... أَمْ لاَ خُلُودَ لِبَاذلٍ مُتَكَلِّفِ)
ويُرْوَي:) مِن مَصْرِفِ (ومَعْنَى مَحْرِفٍ ومَصْرِفٍ: أَي مُتَنحيًّ، والمَحْرِفُ أَيْضا، أَي: كمَجْلِسٍ والْمُحْتَءَفُ، بفَتْحِ الرَّاءِ: مَوْضِعٌ يَحْتَرِفُ، فِيهِ الإِنْسَانُ، ويَتَقَلَّبُ ويَتَصَرَّفُ، وَمِنْه قولُ أَبِي كَبِيرٍ أَيْضاً:
(أَزُهَيْرَ إِنَّ أَخاً لنا ذَا مِرَّةٍ ... جَلْدَ الْقُوَى فِي كُلِّ سَاعَةِ مَحْرِفِ)

(فَارَقْتُهُ يَوْماً بِجَانِبِ نَخْلَةٍ ... سَبَقَ الْحِمَامُ بِهِ زُهَيْرَ تَلَهُّفِي) قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حُرِفَ فِي مَالِهِ، بِالضَّمِّ، أَي: كُفِىَ، حَرْفَةً، بالفَتْح: ذَهَبَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَقد ذُكِرَ أَيضاً فِي الجِيمِ.
والْحُرْفُ، بِالضَّمِّ: حَبُّ الرَّشَادِ، واحِدَتُه حُرْفَةٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ الذِي تُسَمِّيهِ العَامَّةُ حَبَّ الرَّشَادِ، وَقَالَ الأًزْهَرِيُّ: الحُرْفُ: حَبٌّ كالخَرْدَلِ. أَبو الْقَاسِم عبدُ الرَّحمن بنُ عُبيد اللهِ بن عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بن الحُسَيْنِ وأَبُوهُ، وجَدُّهُ المَذْكُوران، سَمِعَ عبدَ الرَّحْمن النَّجَّادَ، وحَمزَةَ الدِّهْقان، وغيرَهما، وجَدُّه رَوَى عَن حمدَان بنِ عليٍّ الوَرَّاقِ، وحدَّث أَبوه أَيضاً، ومُوسَى بنُ سَهْل الوَشّاءُ: شَيْخُ أَبِي بكرٍ الشَّافِعِيِّ، والحَسَنُ بنُ جَعْفَرٍ البَغْدَاديُّ، سَمِعَ أَبا شُعِيْبٍ الحَرَّانِيَّ، الْحُرْفِيُّونَ المُحَدِّثُونَ نِسْبَةً إِلَى بَيْعِهِ أَي: الحُرْفِ، وَقَالَ الحافِظُ: إِلَى بَيْعِ البُزُورِ.
الحُرْفُ: الْحِرْمَانُ: كالْحِرْفَةِ، بِالضَّمِّ، والكَسْرِ، وَمِنْه قولُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ:) لَحُرْفَةُ، أَحَدِهِمْ أَشَدُّ عَلَىَّ مِن عَيْلَتِهِ (ضُبِطَ بالوَجْهَيْنِ، أَي: إِغْنَاءُ الفَقِيرِ، وكِفَايَةُ أَمْرشهِ أَيْسَرُ عَلَىَّ مِن إِصْلاَحِ الفاسِدِ، وَقيل: أَرادَ لَعَدَمُ حِرْفَةِ أَحَدِهم والاغْتِماءُ لذَلِك أَشَدُّ عَلَىَّ مِن فَقْرِهِ، كَذَا فِي النِّهَايَةِ.
وَقيل: الْحِرْفَةُ، بِالْكَسْر: الطُّعْمَةُ والصِّنَاعَةُ الَّتِي يُرْتَزَقُ مِنْهَا، وَهِي جهَةُ الكَسْبِ، وَمِنْه مَا يُرْوَيِ عَنهُ رَضِيَ اللهُ عَنه:) إِنِّي لأَرَى الرَّجُلَ فَيُعْجِبُنِي، فَأَقُولُ: هَل لَهُ حِرْفَةٌ فإِنْ قالُوا: لَا، سَقَطَ مِنْ عَيْنِي (وكُلُّ مَا اشْتَغَلَ الإِنْسَانُ بِه وضَرِىَ بِهِ من أَي أَمْرٍ كَانَ، فإِنَّهُ عندَ العَرَبِ يُسَمَّى صَنْعَةً وحِرْفَةً، يَقُولُونَ: صَنْعَةُ وحِرْفَةً، يَقُولُونَ: صَنْعَةُ فُلانٍ أَنَ يَعْمَلَ كَذَا، وحِرْفَةُ فُلانٍ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا، يُرِيدُون َ دَأَبَهُ ودَيْدَنَهُ لأَنَّهُ يَنْحَرِفُ إِلَيْهَا أَي يَمِيلُ، وَفِي اللِّسَانِ: حِرْفُتهُ: ضَيْعَتُه أَو) صَنْعَتُهُ.
قلتُ: وَكِلَاهُمَا صَحِيحان فِي المَعْنَى.
وأَبُو الْحَرِيفِ، كَأَمِيرٍ: عُبَيْدُ اللهِ ابنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَفِي نُسْخَةٍ: ابْن رَبيعَةَ السُّوَائيُّ، الْمُحدِّثُ الصَّوابُ أَنه تَابِعِيٌّ، هَكَذَا ضَبَطَهُ الدُّولاَبِيُّ، بالحاءِ المُهْمَلَةِ، وخَالَفَهُ ابنُ الْجَارُودِ فَأَعْجَمَهَا.
وحَرِيفُكَ: مُعَامِلُكَ، كَمَا فِي الصِّحاح، فِي حِرْفَتِكَ: أَي: فِي الصَّنْعَة.
قلتُ: وَمِنْه اسْتعْمَالُ أَكْثَرِ العَجَمِ إِيَّاهُ فِي مَعْنَى النَّدِيمِ والشَّرِيبِ، وَمِنْه أَيضاً يُسْتَفَادُ اسْتِعْمَالُ أَكثرِ التُّرْكِ إِيّاهُ فِي مَعْرِضِ الذَّمِّ، بحيثُ لَو خاطَب بِهِ أَحَدُهم صتحبه لَغَضِبَ.
والْمِحْرَافُ، كمِحْرابٍ: الْمِيلُ الَّذِي تُقَاسُ بِه الْجِرَاحَاتُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَنْشَد لِلْقُطاميِّ، يذكؤ جَرَاحَةً:
(إِذَا الطَّبِيبُ بمِحْرَافَيْه عَالجَهَا ... زَادَتْ عَلَى النَّقْرِ أَو تَحْرِيكَهِا ضَجَمَا)
ويُرْوَي) النَّفْرِ (وَهُوَ الوَرْمُ، ويُقَال: خُرُوجُ الدَّمِ.
وحُرْفَانُ، كعُثْمَانَ عَلَمٌ سُمِّيَ بِهِ، من حَرَفَ: أَي كَسَبَ.
وأَحْرَفَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُحْرِفٌ نَمَا مَالُهُ. وصَلُحَ، وكَثُرَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيِّ، وغيرُه يَقُول بالثَّاءِ كَمَا تَقَدَّمَ.
ونَاقَتَهُ: هَزَلَهَا. أَحْرَفَ: لأَحْرَفَ الرَّجُلُ: إِذا كَدَّ عَلَى عِيَالِهِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. أَحْرَفَ: إِذا جَازَي علَى خَيْرٍ أَو شَرٍّ، عَنهُ أَيضاً.
والتَّحْريفُ: التَّغْيِيرُ والتَّبْديِلُ وَمِنْه قولُه تعالَى: ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ وقَوْلُه تعالَى أَيضاً: يُحَرِّفُونَ الْكَلِم عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَهُوَ فِي القرآنِ والكَلِمَةِ: تَغْيِيرُ الحرَْفِ عَن مَعْنَاها، والكَلِمَةِ عَن مَعْنَاها، وَهِي قَرِيبَةُ الشَّبَهِ كَمَا كانَتْ اليَهُودُ تُغَيِّرُ مَعانِى التَّوْرَاةِ بالأَشْبَاهِ.
وقَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنهُ:) أمَنْتُ بمُحَرِّفِ القلوبِ (، أَي: بمِصْرِّفِهَا. أَو مُمِيلِهَا ومُزِيلِهَا، وَهُوَ اللهُ تعالَى، وَقيل: هُوَ المُحَرِّكُ.
التَّحْرِيفُ: قَطُّ الْقَلَمِ مُحَرَّفاً، يُقَال: قَلَمٌ مُحَرَّفٌ: إِذا عُدِلِ بأَحَدِ حَرْفَيْهِ عَن الآخَرِ، قَالَ: تَخَالُ أُذْنَيْهِ إِذَا تَحَرَّفَا خَافِيَةُ أَو قَلَماً مًحَرَّفَا)
وَقَالَ محمدُ بنُ العَفِيفِ الشِّيرَازِيُّ فِي صِفاتِ القَطِّ: وَمِنْهَا المُحَرَّفُ، قَالَ: وهَيْئَتُهُ أَن تُحَرَّفَ السِّكِّينُ فِي حَالِ القَطِّ، وَذَلِكَ علَى ضَرْبَيْنِ: قائمٍ، ومُصَوَّبٍ فَمَا جُعِلَ فِيهِ ارْتِفَاعُ الشَّحْمَةِ كارْتِفَاعِ القَشْرَةِ فَهُوَ قَائِمٌ، وَمَا كانَ القَشْرُ أَعْلَى مِن الشَّحْمِ فَهُوَ مُصَوَّبٌ وتُحْكِمُهُ المُشَاهَدَةُ والمُشَافَهَةُ، وإِذا كَانَ السِّنُّ اليُمْنَى أَعْلَى مِن اليُسْرَي، قيل: قَلَمٌ مُحَرَّفٌ، وإِن تَسَاوَياً قيل: قَلَمٌ مُحَرَّفٌ، وإِن تَسَاوَياً قيل: قَلَمٌ مُسْتَوٍ، وتقدَّم للمُصَنِّفِ فِي) ج ل ف (قوْلُ عبدِ الحميد الكاتبِ لِسَلْمٍ:) وحَرِّفِ الْقَطَّةَ وأَيْمِنْهَا (. ومَرّ الكلامُ هُنَاكَ واحْروْرَفَ: مَالَ وعَدَلَ، كانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ الأًزْهَرِيُّ: وإِذا مَالَ الإِنْسَانُ عَن شَيْءٍ يُقَال: تَحَرَّفَ، وانْحَرَفَ، واحْرَوْرَفَ، وَأنْشد الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ قَالَ الأًزْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ: هُوَ العَجَّاجُ يَصِف ثَوْراً يَحْفِرُ كِناساً: وإِْن أَصَابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفَا عَنْهَا ووَلاَّهَا ظُلُوفاً ظُلَّفَا أَي: لإِن أَصابْ مَوَانِعَ، وعُدَوَاءُ الشَّيْءِ: مَوَانِعُهُ. وشَاهِدُ الانْحِرَافِ حديثُ أَبي أَيوبُ رَضِيَ الله عَنهُ:) فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ بَيْتٍ قِبَلَ القِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ ونَسْتَغْفِرُ الله (وشَاهِدُ التَّحَرَّفِ قَوْلُهُ تعالَى: إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَي: مُسْتَطْرِداً يُرِيدُ الكَرَّةَ.
وَمن المَجَازِ: حَارَفَهُ بِسُوءٍ: أَي: كَأَفَأَهُ، وجَازَاهُ، يُقَال: لَا تُحَارِفْ أَخاك بسُوءِ: أَي لَا تُجَازِهِ بسُوءِ صَنِيعِهِ تُقَايِسُه، وأَحْسِنْ إِذا أَساءُ، واصْفحْ عَنهُ، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ المُحَارَفَةَ: المُجَازَاةُ مُطْلَقاً، سَوَاءً بسًوءٍ أَو بخيرٍ، ويدُلُّ لهَذَا الحديثُ:) إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحَارَفُ عَنْ عَمِلِهِ: الخَيْرِ أَو الشَّرِّ، قَالَ ابنُ الاعرابي: أَي يُجَازَى.
والْمُحَارَفُ: الْمُقَايَسَةُ بالْمِحْرَافِ، أَي: مُقَايَسَةُ الجُرْحِ بالمِسْبَارِ،، قَالَ: كَمَا زَلَّ عَنْ رَأْسٍ الشَّجِيجِ الْمَحَرِفُ والمُحَارَفُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ: المَحْدودُ الْمَحْرُومُ، قَالَ: الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ خِلافُ قَوْلِك: مُبَارَكٌ، وأَنْشَدَ للرَّاجِز: مُحَارَفُ بِالشَّاءِ والأَبَاعِرِ مُبَارَكٌ بِالْقَلَعِيِّ الْبَاتِرِ)
وَقَالَ غيرُه: المُحَارَفُ: هُوَ الَّذِي لَا يُصِيبُ خَيْراً مِن وَجْهٍ تَوَجَّهُ لَهُ، وَقيل: هُوَ الَّذِي قُتِرَ رِزْقُهُ، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يَسْعَى فِي الكَسْبِ، وَقيل رجلٌ مُحَارَفٌ: مَنْقُوصُ الحَظِّ، لَا ينْمُو لَهُ مالٌ، وَقد تقدَّم ذلِكَ أَيضاً فِي الجِيمِ، وهما لُغَتَان. قَوْلُهم، فِي الحَدِيث:) سَلَّطَ عَلَيْهِمْ مَوْتَ طَاعُون ذَفِيف يُحَرِّفُ الْقُلُوبَ (: أَي: يُمِيلُهَا ويَجْعَلُهَا علَى حَرْفٍ، أَي: جَانِبٍ وطَرَفٍ، ويُرْوَي: يَحَوِّفُ، بِالْوَاو وسيأْتي، وَمِنْه الحديثُ الآخَرُ:) وَقَالَ بِيَدِهِ فَحَرَّفَها (كأَنَّه يُرِيدُ القَتْلَ، ووَصَفَ بهَا قَطْعَ السَّيْفِ بحَدِّه.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: حَرْفَا الرَّأْسِ: شِقَاهُ. وحَرْفُ السَّفِينَةِ والنَّهْرِ: جانبُهما.
وجَمْعُ الحَرْفِ: أَحْرَفٌ. وجَمْعُ الحَرْفَةِ، بالكسرِ: حِرَفٌ كعِنَبٍ.
وحَرَفَ عَن الشَّيْءِ حَرْفاً: مَالَ وانْحَرَاَف مِزَاجُه: كحَرَّف، تَحْرِيفاً، والتَّحْرِيفُ: التَّحْرِيك، والحِرَافُ، ككِتَابٍ: الحِرْمَانُ.
والمُحَارَفُ، بفَتْحِ الرَّاءِ: هُوَ الَّذِي يَحْتَرِفُ بيَدَيْهِ وَلَا يبلُغ كَسْبُه مَا يَقِيمُه وعِيَالَهُ، وَهُوَ المحرومُ الَّذِي أُمِرْنا بالصَّدَقَةِ عَلَيْهِ لإِنَّه قد حُرِمَ سَهْمَهُ مِن الغَنِيمَةِ، لَا يَغْزُو مَعَ المُسُلمين، فبَقِيَ مَحْرُوماً، فيُعْطَي مِن الصَّدَقَةِ مَا يسُدُّ حِرْمَانَهُ، كَذَا ذكَره المُفَسِّرُون فِي قَوْلِه تعالَى:) وفِي أَمْوَالِهْم حَقٌّ لِلسَّائِلِ والْمَحْرُومِ (.
واحْتَرَفَ: اكْتَسَب لعِيَالِهِ مِن هُنَا وهُنَا. والمُحْتَرِفُ: الصَّانِعُ.
وَقد حُورِفَ كَسْبُ فُلانٍ: إِذا شُدِّدَ عَلَيْهِ فِي مُعَامَلَتِه، وضُيِّقَ فِي مَعاشِهِ، كأَنَّه مِيلَ برِزْقِهِ عَنهُ.
والمُحَرَّفُ، كمِعَظَّمٍ: مَن ذَهَبَ مَالُه.
والمِحْرَفُ، كمِنْبَرٍ: مِسْبَارُ الجُرْحِ، والجمعُ: مَحَارِفُ ومَحَارِيفُ، قَالَ الجَعْدِيّ.
(ودَعَوْتَ لَهْفَكَ بَعْدَ فَاقِرَةٍ ... تُبْدِي مَحَارِفُهَا عَنِ الْعَظْمِ)
وَقَالَ الأَخْفَشُ: المَحَارِفُ: وَاحِدُهَا مِحْرَفَةٍ، قَالَ سَاعِدَةُ بن جُوَيَّةَ الهُذَلِيُّ:
(فَإِنْ يَكُ عَتَّابٌ أَصَابَ بِسَهْمِهِ ... حَشَاهُ فَعَنَّاهُ الْجَوَى والْمَحَارِفُ) والمُحَارَفَةُ: شِبْهُ المُفَاخَرَةِ، قَالَ سَاعِدَةُ أَيضاً:
(فَإِنْ تَكُ قَسْرٌ أَعْقَبَتْ مِنْ جُنَيْدِبٍ ... فقد عَلِمُوا فِي الْغَزْوِ كَيْفَ نُحَارِفُ)
وَقَالَ السُّكَّريُّ: أَي كيفَ مُحَارَفَتُنَا لَهُم، أَي: مُعَامَلَتُنَا، كَمَا تقولُ للجَّرُل: مَا حِرْفَتُكَ أَي مَا) عَمَلُك ونَسَبُكَ.
والحُرْفُ، والحُرَافُ، بضَمِّهِمَا: حَيَّةٌ مُظْلِمُ اللَّونِ، يضْرِبُ إِلَى السَّوادِ، إِذا أخَذَ الإِنْسَانَ لم يَبْقَ فِيهِ دَمٌ إِلا خَرَجَ.
والحَرَافَةُ: طَعْمٌ يَحْرِقُ اللِّسَانَ والْفَمَ، وبَصَلٌ حِرِّيفِّ، كسِكِّيتٍ: يُحْرِقُ الفَمَ، وَله حَرَارَةٌ، وَقيل: كُلُّ طَعَامٍ يُحْرِقُ فَمَ آكِلِه بحَرَارَةِ مَذَاقَهِ حَرِّيفٌ. وتَحَرَّفَ لِعِيَالِهِ: تكَسَّبَ مِن كُلِّ حِرْفَة.
الحرف: ما دل على معنى في غيره.

الحرف الأصلي: ما ثبت في تصاريف الكلمة لفظًا أو تقديرًا.

الحرف الزائد: ما سقط في بعض تصاريف الكلمة.
(حرف)
عَنهُ حرفا مَال وَعدل ولعياله كسب لَهُم من كل حِرْفَة وجهة وَالشَّيْء عَن وَجهه حرفا صرفه وَغَيره

(حرف) الشَّيْء حرافة صَار لاذعا للفم وَاللِّسَان

(حرف) فلَان فِي مَاله ذهب مِنْهُ شَيْء

حرف: الحَرْفُ من حُروف الهِجاء: معروف واحد حروف التهجي. والحَرْفُ:

الأَداة التي تسمى الرابِطةَ لأَنها تَرْبُطُ الاسمَ بالاسم والفعلَ بالفعل

كعن وعلى ونحوهما، قال الأَزهري: كلُّ كلمة بُنِيَتْ أَداةً عارية في

الكلام لِتَفْرِقَة المعاني واسمُها حَرْفٌ، وإن كان بناؤها بحرف أَو فوق

ذلك مثل حتى وهل وبَلْ ولعلّ، وكلُّ كلمة تقرأُ على الوجوه من القرآن تسمى

حَرْفاً، تقول: هذا في حَرْف ابن مسعود أَي في قراءة ابن مسعود. ابن

سيده: والحَرْفُ القِراءة التي تقرأُ على أَوجُه، وما جاء في الحديث من

قوله، عليه السلام: نزل القرآن على سبعة أَحْرُف كلُّها شافٍ كافٍ، أَراد

بالحرْفِ اللُّغَةَ. قال أَبو عبيد وأَبو العباس. نزل على سبع لُغات من لغات

العرب، قال: وليس معناه أَن يكون في الحرف الواحد سبعة أَوجُه هذا لم

يسمع به، قال: ولكن يقول هذه اللغات متفرّقة في القرآن، فبعضه بلغة

قُرَيْشٍ، وبعضه بلغة أَهل اليمن، وبعضه بلغة هوازِنَ، وبعضه بلغة هُذَيْل،

وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحد، وقال غيره: وليس معناه أَن يكون

في الحرف الواحد سبعةُ أَوجه، على أَنه قد جاء في القرآن ما قد قُرِئ

بسبعة وعشرة نحو: ملك يوم الدين وعبد الطاغوت، ومـما يبين ذلك قول ابن

مسعود: إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرأُوا كما عُلِّمْتمْ إنما

هو كقول أَحدكم هَلمّ وتعالَ وأَقْبِلْ. قال ابن الأَثير: وفيه أَقوال

غير ذلك، هذا أَحسنها. والحَرْفُ في الأَصل: الطَّرَفُ والجانِبُ، وبه سمي

الحَرْفُ من حروف الهِجاء.

وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل عن قوله نزل القرآن على سبعة

أَحرف فقال: ما هي إلا لغات. قال الأَزهري: فأَبو العباس النحْويّ وهو واحد

عصْره قد ارتضى ما ذهب إليه أَبو عبيد واستصوَبه، قال: وهذه السبعة أَحرف

التي معناها اللغات غير خارجة من الذي كتب في مصاحف المسلمين التي اجتمع

عليها السلَف المرضيُّون والخَلَف المتبعون، فمن قرأَ بحرف ولا يُخالِفُ

المصحف بزيادة أَو نقصان أَو تقديم مؤخّرٍ أَو تأْخير مقدم، وقد قرأَ به

إمام من أَئمة القُرّاء المشتهرين في الأَمصار، فقد قرأَ بحرف من الحروف

السبعة التي نزل القرآن بها، ومن قرأَ بحرف شاذّ يخالف المصحف وخالف في

ذلك جمهور القرّاء المعروفين، فهو غير مصيب، وهذا مذهب أَهل العلم الذين

هم القُدوة ومذهب الراسخين في علم القرآن قديماً وحديثاً، وإلى هذا

أَوْمأَ أَبو العباس النحوي وأَبو بكر بن الأَنباري في كتاب له أَلفه في اتباع

ما في المصحف الإمام، ووافقه على ذلك أَبو بكر بن مجاهد مُقْرِئ أَهل

العراق وغيره من الأَثبات المتْقِنِين، قال: ولا يجوز عندي غير ما قالوا،

واللّه تعالى يوفقنا للاتباع ويجنبنا الابتداع. وحَرْفا الرأْس: شِقاه.

وحرف السفينة والجبل: جانبهما، والجمع أَحْرُفٌ وحُرُوفٌ وحِرَفةٌ. شمر:

الحَرْفُ من الجبل ما نَتَأَ في جَنْبِه منه كهَيْئة الدُّكانِ الصغير أَو

نحوه. قال: والحَرْفُ أَيضاً في أَعْلاه تَرى له حَرْفاً دقيقاً

مُشفِياً على سَواء ظهره. الجوهري: حرْفُ كل شيء طَرفُه وشفِيرُه وحَدُّه، ومنه

حَرْفُ الجبل وهو أَعْلاه الـمُحدَّدُ.

وفي حديث ابن عباس: أَهلُ الكتاب لا يأْتون النِّساء إلا على حَرْفٍ أَي

على جانب. والحَرْفُ من الإبل: النَّجِيبة الماضِيةُ التي أَنـْضَتها

الأَسفار، شبهت بحرف السيف في مضائها ونجائها ودِقَّتها، وقيل: هي

الضّامِرةُ الصُّلْبَةُ، شبهت بحرف الجبل في شِدَّتها وصَلابتها؛ قال ذو

الرمة:جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، يَشُلُّها

وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ رَيّانُ سَهْوَقُ

فلو كان الحَرْفُ مهزولاً لم يصفها بأَنها جُمالية سِناد ولا أَنَّ

وظِيفَها رَيّانُ، وهذا البيت يَنْقُضُ تفسير من قال ناقة حرف أَي مهزولة،

شبهت بحرف كتابة لدقّتها وهُزالها؛ وروي عن ابن عمر أَنه قال: الحرْف

الناقة الضامرة، وقال الأَصمعي: الحرْفُ الناقة المهزولة؛ قال الأَزهري: قال

أَبو العباس في تفسير قول كعب بن زهير:

حَرْفٌ أَخُوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ،

وعَمُّها خالُها قَوْداء شِمْلِيلُ

قال: يصف الناقة بالحرف لأَنها ضامِرٌ، وتُشَبَّهُ بالحرْف من حروف

المعجم وهو الأَلف لدِقَّتِها، وتشبّه بحرف الجبل إذا وصفت بالعِظَمِ.

وأَحْرَفْتُ ناقتي إذا هَزَلْتَها؛ قال ابن الأَعرابي: ولا يقال جملٌ حَرْف

إنما تُخَصّ به الناقةُ؛ وقال خالد بن زهير:

مَتَى ما تَشأْ أَحْمِلْكَ، والرَّأْسُ مائِلٌ،

على صَعْبةٍ حَرْفٍ، وشِيكٍ طُمُورُها

كَنَى بالصعبةِ الحرْفِ عن الدَّاهِيةِ الشديدة، وإن لم يكن هنالك

مركوب. وحرْفُ الشيء: ناحِيَتُه. وفلان على حَرْف من أَمْره أَي ناحيةٍ منه

كأَنه ينتظر ويتوقَّعُ، فإن رأَى من ناحية ما يُحِبُّ وإلا مال إلى غيرها.

وقال ابن سيده: فلان على حَرْف من أَمره أَي ناحية منه إذا رأَى شيئاً لا

يعجبه عدل عنه. وفي التنزيل العزيز: ومن الناس من يَعْبُدُ اللّه على

حَرْف؛ أَي إذا لم يرَ ما يحب انقلب على وجهه، قيل: هو أَن يعبده على

السرَّاء دون الضرَّاء. وقال الزجاج: على حَرْف أَي على شَكّ، قال: وحقيقته

أَنه يعبد اللّه على حرف أَي على طريقة في الدين لا يدخُل فيه دُخُولَ

متمكّن، فإن أَصابه خير اطمأَنّ به أَي إن أَصابه خِصْبٌ وكثُرَ مالُه

وماشِيَتُه اطْمَأَنَّ بما أَصابه ورضِيَ بدينه، وإن أَصابته فِتْنَةٌ

اخْتِبارٌ بِجَدْبٍ وقِلَّة مالٍ انقلب على وجهه أَي رجع عن دينه إلى الكفر

وعِبادة الأَوْثان. وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم قال: أَما تسميتهم الحرْف

حرْفاً فحرف كل شيء ناحيته كحرف الجبل والنهر والسيف وغيره. قال الأَزهري:

كأَن الخير والخِصْب ناحية والضرّ والشرّ والمكروه ناحية أُخرى، فهما

حرفان وعلى العبد أَن يعبد خالقه على حالتي السرّاء والضرَّاء، ومن عبد

اللّه على السرَّاء وحدها دون أَن يعبده على الضرَّاء يَبْتَلِيه اللّه بها

فقد عبده على حرف، ومن عبده كيفما تَصَرَّفَتْ به الحالُ فقد عبده عبادة

عَبْدٍ مُقِرّ بأَنَّ له خالقاً يُصَرِّفُه كيف يَشاء، وأَنه إن

امـْتَحَنَه بالَّلأْواء أَو أَنـْعَم عليه بالسرَّاء، فهو في ذلك عادل أَو متفضل

غير ظالم ولا متعدّ له الخير، وبيده الخير ولا خِيرةَ للعبد عليه. وقال

ابن عرفة: من يعبد اللّه على حرف أَي على غير طمأْنينة على أَمر أَي لا

يدخل في الدين دخول متمكن.

وحَرَفَ عن الشيء يَحْرِفُ حَرْفاً وانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ واحْرَوْرَفَ:

عَدَلَ . الأَزهري. وإذا مالَ الإنسانُ عن شيء يقال تَحَرَّف وانحرف

واحرورف؛ وأَنشد العجاج في صفة ثور حَفَرَ كِناساً فقال:

وإنْ أَصابَ عُدَواء احْرَوْرَفا

عنها، وولاَّها ظُلُوفاً ظُلَّفا

أَي إِن أَصابَ مَوانِع. وعُدَواءُ الشي: مَوانِعُه. وتَحْرِيفُ القلم:

قَطُّه مُحَرَّفاً. وقَلمٌ مُحَرَّفٌ: عُدِلَ بأَحد حَرفَيْه عن الآخر؛

قال:

تَخالُ أُذْنَيْهِ، إذا تَشَوَّفا،

خافِيةً أَو قَلَماً مُحَرَّفا

وتَحْرِيفُ الكَلِم عن مواضِعِه: تغييره. والتحريف في القرآن والكلمة:

تغيير الحرفِ عن معناه والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه كما كانت اليهود

تُغَيِّرُ مَعانَي التوراة بالأَشباه، فوصَفَهم اللّه بفعلهم فقال

تعالى: يُحَرِّفُون الكَلِمَ عن مواضعه. وقوله في حديث أَبي هريرة: آمَنْتُ

بمُحَرِّفِ القلوب؛ هو الـمُزِيلُ أَي مُـمِيلُها ومُزيغُها وهو اللّه

تعالى، وقال بعضهم: الـمُحَرِّكَ. وفي حديث ابن مسعود: لا يأْتون النساء إلا

على حرف أَي على جَنْب. والـمُحَرَّفُ: الذي ذَهَب مالُه. والـمُحارَفُ:

الذي لا يُصيبُ خيراً من وجْهٍ تَوَجَّه له، والمصدر الحِرافُ.

والحُرْفُ: الحِرْمان. الأَزهري: ويقال للمحزوم الذي قُتِّرَ عليه رزقُه مُحارَفٌ.

وجاء في تفسير قوله: والذين في أَموالهم حَقٌّ مَعْلوم للسائل

والـمَحْرُوم، أَن السائل هو الذي يسأَل الناس، والمحروم هو الـمُحارَفُ الذي ليس

له في الإسلام سَهْم، وهو مُحارَفٌ. وروى الأَزهري عن الشافعي أَنه قال:

كلُّ من اسْتَغنَى بِكَسْبه فليس له أَن يسأَل الصدقةَ، وإذا كان لا

يبلُغُ كسبُه ما يُقِيمُه وعيالَه، فهو الذي ذكره المفسِّرون أَنه المحروم

الـمُحارَف الذي يَحْتَرِفُ بيدَيه، قد حُرِم سَهْمَه من الغنيمة لا

يَغْزُو مع المسلمين، فَبَقِيَ محْروماً يُعْطى من الصدقة ما يَسُدُّ

حِرْمانَه، والاسم منه الحُرْفة، بالضم، وأَما الحِرفةُ فهو اسم من الاحتِرافِ وهو

الاكْتِسابُ؛ يقال: هو يَحْرِفُ لعِيالِه ويحترف ويَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ

بمعنى يكتسب من ههنا وههنا، وقيل: الـمُحارفُ، بفتح الراء، هو المحروم

المحدود الذي إذا طَلَب فلا يُرْزَق أَو يكون لا يَسْعَى في الكسب. وفي

الصحاح: رجل مُحارَف، بفتح الراء، أَي محدود محروم وهو خلاف قولك مُبارَكٌ؛

قال الراجز:

مُحارَفٌ بالشاء والأَباعِرِ،

مُبارَكٌ بالقَلَعِيِّ الباتِرِ

وقد حُورِفَ كَسْبُ فلان إذا شُدِّد عليه في مُعاملَته وضُيِّقَ في

مَعاشِه كأَنه مِيلَ بِرِزْقه عنه، من الانْحِرافِ عن الشيء وهو الميل عنه.

وفي حديث ابن مسعود: موتُ المؤمن بعَرَقِ الجبين تَبْقَى عليه البقِيّةُ

من الذُّنوبِ فَيُحارَفُ بها عند الموت أَي يُشَدَّد عليه لتُمَحَّصَ

ذنوبه، وُضِعَ وَضْعَ الـمُجازاةِ والـمُــكافأَــة، والمعنى أَن الشدَّة التي

تَعْرِض له حتى يَعْرَقَ لها جَِبينُه عند السِّياقِ تكون جزاء وكفارةً لما

بقي عليه من الذنوب، أَو هو من الـمُحارَفةِ وهو التشْديدُ في الـمَعاش.

وفي التهذيب: فيُحارَفُ بها عند الموت أَي يُقايَسُ بها فتكون كفارة

لذنوبه، ومعنى عَرَقِ الجبين شدَّةُ السّياق. والحُرْفُ: الاسم من قولك رجل

مُحارَفٌ أَي مَنْقُوصُ الحَظِّ لا ينمو له مال، وكذلك الحِرْفةُ،

بالكسر. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: لَحِرْفةُ أَحدِهم أَشَدُّ عليَّ من

عَيْلَتِه أَي إغْناءُ الفَقِير وكفايةُ أَمْرِه أَيْسَرُ عليَّ من إصْلاحِ

الفاسدِ، وقيل: أَراد لَعَدم حِرْفةِ أَحدِهم والاغْتِمامُ لذلك أَشَدُّ

عليَّ من فَقْرِه. والـمُحْتَرِفُ: الصانِعُ. وفلان حَريفي أَي مُعامِلي.

اللحياني: وحُرِفَ في ماله حَرْفةً ذهَب منه شيء، وحَرَفْتُ الشيء عن

وجْهه حَرْفاً. ويقال: ما لي عن هذا الأَمْرِ مَحْرِفٌ وما لي عنه مَصْرِفٌ

بمعنى واحد أَي مُتَنَحًّى؛ ومنه قول أَبي كبير الهذلي:

أَزُهَيْرُ، هَلْ عن شَيْبةٍ من مَحْرِفِ،

أَمْ لا خُلُودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ؟

والـمُحْرِفُ: الذي نَما مالُه وصَلَحَ، والاسم الحِرْفةُ. وأَحْرَفَ

الرجلُ إحرافاً فهو مُحْرِفٌ إذا نَما مالُه وصَلَحَ. يقال: جاء فلان

بالحِلْقِ والإحْراف إذا جاء بالمال الكثير.

والحِرْفةُ: الصِّناعةُ. وحِرفةُ الرجلِ: ضَيْعَتُه أَو صَنْعَتُه.

وحَرَفَ لأَهْلِه واحْتَرَف: كسَب وطلَب واحْتالَ، وقيل: الاحْتِرافُ

الاكْتِسابُ، أَيّاً كان. الأَزهري: وأَحْرَفَ إذا اسْتَغْنى بعد فقر. وأَحْرَفَ

الرجلُ إذا كَدَّ على عِياله. وفي حديث عائشة: لما اسْتُخْلِفَ أَبو

بكر، رضي اللّه عنهما، قال: لقد عَلِم قومي أَن حِرْفَتي لم تكن تَعْجِز عن

مؤونة أَهلي وشُغِلْتُ بأَمر المسلمين فسيأْكل آلُ أَبي بكر من هذا

ويَحْتَرِفُ للمسلمين فيه؛ الحِرْفةُ: الصِّناعةُ وجِهةُ الكَسْب؛ وحَرِيفُ

الرجل: مُعامِلُه في حِرْفَتِه، وأَراد باحترافِه للمسلمين نَظَره في

أُمورهم وتَثْميرَ مَكاسِبهمْ وأَرْزاقِهم؛ ومنه الحديث: إني لأَرى الرجل

يُعْجِبُني فأَقول: هل له حِرْفة؟ فإن قالوا: لا، سَقَطَ من عيني؛ وقيل: معنى

الحديث الأَوَّل هو أَن يكون من الحُرْفة والحِرْفة، بالضم والكسر، ومنه

قولهم: حِرْفة الأَدَبِ، بالكسر. ويقال: لا تُحارِفْ أَخاكَ بالسوء أَي

تُجازِه بسوء صنِيعِه تُقايِسْه وأَحْسِنْ إذا أَساء واصْفَحْ عنه. ابن

الأَعرابي: أَحْرَفَ الرجلُ إذا جازى على خَيْر أَو شرّ، قال: ومنه

الخَبرُ: إن العبد لَيُحارَفُ عن عمله الخير أَو الشرّ أَي يُجازى. وقولهم في

الحديث: سَلِّطْ عليهم مَوْتَ طاعُونٍ دَفِيفٍ يُحَرِّفُ القُلوبَ أَي

يُمِيلها ويَجْعَلُها على حرْفٍ أَي جانب وطَرَفٍ، ويروى يَحُوفُ، بالواو،

وسنذكره؛ ومنه الحديث: ووصف سُفيانُ بكفه فَحَرَفَها أَي أَمالَها،

والحديث الآخر: وقال بيده فحرّفها كأَنه يريد القتل ووصف بها قطْع السيفِ

بحَدِّه. وحَرَفَ عَيْنَه: كَحَلها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

بِزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ، ولَـمَّا

يُصِبْها عائِرٌ بشَفير ماقِ

أَراد لم تُحْرَفا فأَقام الواحد مُقام الاثْنين كما قال أَبو ذُؤَيب:

نامَ الخَلِيُّ، وبتُّ الليلَ مُشْتَجِراً،

كأَنَّ عيْنَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبوحُ

والمِحْرَفُ والمِحْرافُ: الـمِيلُ الذي تقاسُ به الجِراحات.

والـمِحْرَفُ والمِحْرافُ أَيضاً: المِسْبارُ الذي يُقاسُ به الجُرح؛ قال القطامي

يذكر جِراحةً:

إذا الطَّبيبُ بمِحْرافَيْه عالَجَها،

زادَتْ على النَّقْرِ أَو تَحْريكها ضَجَما

ويروى على النَّفْرِ، والنَّفْرُ الوَرَمُ، ويقال: خروج الدّم؛ وقال

الهذلي:

فإنْ يَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بسَهْمِه

حَشاه، فَعَنَّاه الجَوى والـمَحارِفُ

والمُحارَفةُ: مُقايَسَةُ الجُرْحِ بالمِحْرافِ، وهو المِيل الذي

تُسْبَرُ به الجِراحاتُ؛ وأَنشد:

كما زَلَّ عن رأْسِ الشَّجِيجِ المحارفُ

وجمعه مَحارِفُ ومَحاريفُ؛ قال الجَعْدي:

ودَعَوْتَ لَهْفَك بعد فاقِرةٍ،

تُبْدي مَحارِفُها عن العَظْمِ

وحارَفَه: فاخَرَه؛ قال ساعِدةُ بن جُؤَيَّة:

فإنْ تَكُ قَسْرٌ أَعْقَبَتْ من جُنَيْدِبٍ،

فقد عَلِمُوا في الغَزْوِ كيْفَ نُحارِفُ

والحُرْفُ: حَبُّ الرَّشادِ، واحدته حُرْفةٌ. الأَزهري: الحُرْفُ جَبٌّ

كالخَرْدَلِ. وقال أَبو حنيفة: الحُرف، بالضم، هو الذي تسميه العامّة

حبَّ الرَّشاد.

والحُرْفُ والحُرافُ: حَيّةٌ مُظْلِمُ اللَّوْنِ يَضْرِبُ إلى السَّواد

إذا أَخذ الإنسانَ لم يبق فيه دم إلا خرج.

والحَرافةُ: طَعْم يُحْرِقُ اللِّسانَ والفَمَ. وبصل حِرِّيفٌ: يُحْرِقُ

الفم وله حَرارةٌ، وقيل: كل طعام يُحْرِقُ فم آكله بحَرارة مَذاقِه

حِرِّيف، بالتشديد، للذي يَلْذَعُ اللسانَ بحَرافَتِه، وكذلك بصل حِرّيف،

قال: ولا يقال حَرِّيف.

صوع

صوع
تَصَوَّعُوْا: تَفَرَّقُوا. وتَبَاعَدوا، جميعاً. وصَاعَه: أفْزَعَه. وصَاعَ الرّاعي الإِبِلَ: جاءها من جَوانِبها. والتَّصْويْعُ: أنْ يَعْدِلَ الحِمارُ رَأسَه يَمْنَةً ويَسْرَةً. ويُقال: ما تُصَوَّعُ إِليَّ: أي ما تُقَلِّبُ رأْسَكَ ولا تَلْتَفِتُ. وجاء النَّحْلُ يَصُوْعُ بَعْضُها بَعْضاً: أي يَتْبَعُ. وصُوِّعَ الشَّيْءُ من جَوانِبِه: دُوِّرَ. ورَجُلٌ مُصَوَّعٌ: وتَصَوَّعَ شَعَرُه: انْتَشَرَ، وقيل: تَشَقَّقَ أطْرَافُه وتَمرَّطَ. وصَوَّعتُ الشَّيْءَ: حَدَّدْتَ رَأْسَه. والانْصِيَاعُ: التَّشَقُّقُ. والذَّهَابُ في سُرْعَةٍ. وتَصَوَّعَ النَّبْتُ: يَبِسَ. والصَّاعَةُ: البُقْعَةُ الجَرْدَاءُ. وصَوَّعَتِ المَرْأةُ مَوْضِعاً: أي هَيَّأتْه لِنَدْفِ القُطْنِ. والصَّوَعُ من النَّبْتِ: اللُّمَعُ، ومن لَحْمِ الفَرَسِ: كالزِّيَمِ، قال:
وآضَ أعْلى اللَّحْمِ منه صُوَعا
والصَّاعُ: المُطْمَئنُّ من الأرض. ويُجْمَعُ الصَّاعُ من الطَّعَام على الصَّيْعَانِ والأصْوَاعِ، ويُقال: هذا يُصَاعُ: أي يُكالُ ب ال صَّاعِ. والصُّوَاعُ: مِثْلُ الصَّاعِ، وقيل: إِنَاءٌ يُشْرَبُ فيه. والصَّاعُ: مَوْضِعٌ يُكْنَسُ ثمَّ يُلْعَبُ فيه بالكُرَة.
(صوع) الْأَشْيَاء صاعها والموضع مهده وهيأه للسير وَنَحْوه
صوع: صاع ويجمع على آصُع (انظر لين) وتوجد هذه الكلمة في المقري (1: 810) وقد أخطأ السيد كريل بتغيير الكلمة، وهي موجودة أيضاً في طبعة بولاق. وهو مكيال يتراوح ما بين اربعين وخمسين ليبرة. والليبرة (500 غرام) (دوماس صحارى ص77).
ص و ع: (الصَّاعُ) الَّذِي يُكَالُ بِهِ وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَمْدَادٍ وَالْجَمْعُ (أَصْوُعٌ) وَإِنْ شِئْتَ أَبْدَلْتَ مِنَ الْوَاوِ الْمَضْمُومَةِ هَمْزَةً. وَ (الصُّوَاعُ) لُغَةٌ فِي الصَّاعِ وَقِيلَ هُوَ إِنَاءٌ يُشْرَبُ فِيهِ. 
(ص و ع) : (وَالصَّاعُ) ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَعِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٍ (وَعَنْ) مَالِكٍ صَاعُ الْمَدِينَةِ تَحَرِّي عَبْدِ الْمَلِكِ فَالْمَصِيرُ إلَى صِيَاعِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَوْلَى وَجَمْعُهُ أَصْوُعٌ وَصِيعَانٌ وَأَمَّا آصُعٌ فَقَلْبُ أَصْؤُعٍ بِالْهَمْزَةِ لِضَمَّةِ الْوَاوِ كَآدُرٍ فِي أَدْؤُرٍ جَمْعُ دَارٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ.
ص و ع

عنده أصوع من التمر وأصواع وصيعان. ورأيت التمر يصاع: يكال بالصاع.

ومن المجاز: الراعي يصوع إبله، والكميّ يصوع أقرانه: يحوذهم، كما يصوع الكائل المكيل. ومنه: انصاع القوم إذا مروا سراعاً. والصبيان يلعبون بالكرة في صاعٍ من الأرض وهو مكان مطمئن. قال المسيب:

مرحت يداها للنجاء كأنما ... تكرو بكفّي لاعبٍ في صاع

وضربه في صاع جؤجؤه، وفي صاع صدره وهو وسطه. وصوع الطارق موضعاً للطرق: هيأه وسواه. ويقال: اتخذ لصوفك صاعة.
(صوع) - في حديث الأَعرابي: "فانْصَاعَ مُدبرًا"
: أي ذَهَب سَرِيعًا. وقيل: هو من بَناتِ الوَاوِ، جعله رُؤْبَة من بَناتِ الياءِ فقال:
* فظَلَّ يَكسُوها النَّجاءَ الأصْيَعا *
قال: ولو رَدَّه إلى الأَصْل لقال: الأَصْوَعَا.
قال الإمام الحافِظُ رحمه الله: وحُجَّةُ رُؤبةَ أن مصدَره الانْصِياعُ وإن كان من الواو فلَعَلَّه من قولهم: تَصَوَّعُوا: أي تَفرَّقُوا وتباعَدُوا وتَصوَّع الشَّعَر: تشقَّقت أطرافهُ وتمعَّط، وكذلك انْصَاع: أي تشَقَّق مطاوع، صَاعَه: إذا فَرَّقه، وصَاعَ الأَقرانَ: طَردَهم. 
[صوع] صعت الشئ فانصاع، أي فرَّقته فتفرّق ومنه قولهم: يَصوعُ الكَمِيُّ أقرانَه، إذا أتاهم من نواحيهم. والرجلُ يَصوعُ الإبلَ، والتيسُ يصوع المعز. ومنه قول الشاعر :

يصوع عنوقها أحوى زنيم * وانصاع، أي انفتل راجعا ومر مسرعا. والتصوع: التفرق. قال ذو الرمة:

تَظَلُّ بها الآجالُ عني تَصَوَّعُ * وتَصَوَّعُ النباتُ: لغةٌ في تَصَوَّحَ إذا هاج. وتصيع مثله. والصاع: المطمئن من الأرض. قال المُسَيَّبُ بن عَلَسٍ: مَرِحَتْ يَداها للنَجاءِ كأنّما * تَكرو بكَفَّيْ لاعِبٍ في صاعِ * والصاعُ: الذي يُكالُ به، وهو أربعة أمدادٍ، والجمع أَصْوُعٌ، وإن شئتَ أبدلتَ من الواو المضمومة همزةً. والصُواعُ ": لغةٌ في الصاعِ، ويقال هو إناء يشرب فيه.
[صوع] نه: فيه: كان يغتسل "بالصاع" ويتوضأ بالمد، وهو مكيال يسع أربعة أمداد، والمد رطل وثلث بالعراقي وبه يقول الشافعي وفقهاء الحجاز؛ وقيل: هو رطلان وبه أخذ أبو حنيفة وفقهاء العراق؛ فيكون الصاع خمسة أرطال وثلثًا أو ثمانية أرطال. ك: كان "الصاع" في عهده صلى الله عليه وسلم مدًا وثلثًا بمدكم هذه، أي كان صاعه صلى الله عليه وسلم أربعة أمداد، والمد رطل عراقي وثلث رطل، فزاد عمر بن عبد العزيز في المد بحيث صار الصاع مدًا وثلث مد من مد عمر. ن: "آصع" جمع صاع على القلب، وأصله أصوع؛ وهو خمسة أو ثمانية أرطال، وأجمعوا على أنه أربعة أمداد. نه: ومنه ح: أعطى ابن مالك "صاعًا" من حرة الوادي، أي موضعًا يبذر فيه صاع، وقيل: الصاع المطمئن من الأرض. وفيه: كان إذا أصاب الشاة من المغنم جعل من جلدها جرابًا ومن شعرها حبلًا فيعطيه رجلًا "صوع" به فرسه، أي جمع برأسه وامتنع على صاحبه. وح: "فانصاع" مسرعًا مدبرًا، أي ذهب سريعًا. غ: (("صواع" الملك))، هو صاع أي إناء كان يشرب فيه الملك.
(ص وع)

صَاعَ الشجاع أقرانه، والراعي مَاشِيَته يَصوع: جَاءَهُم من نواحيهم.

وصاعَ الْغنم يَصُوعُها صَوْعا: فرقها، قَالَ أَوْس بن حجر:

يَصُوعُ عُنُوقَها أحْوَى زَنِيمٌ ... لهُ ظَأْبٌ كَمَا صَخِبَ الغَرِيمُ

وصَوَّعَها فَتَصوَّعَتْ كَذَلِك، وَعم بِهِ بَعضهم فَقَالَ: صَاعَ الشَّيْء يَصُوعُه صَوْعا وصَوَّعَه: فرَّقه، وصَاعَ الْقَوْم: حمل بَعضهم على بعض، كِلَاهُمَا عَن اللحياني.

وَصَاع الشَّيْء صَوْعا: ثناه ولواه.

وانصاع الْقَوْم: ذَهَبُوا سرَاعًا، وَقَول رؤبة:

فَظَل يَكْسُوها النَّجاءَ الأصْيعا

عاقَبَ بِالْيَاءِ وَالْأَصْل الْوَاو، ويروى: الأصْوَعا.

وصَوَّعَ موضعا للقطن: هيأه لندفه. والصَّاعَةُ: مَوضِع ذَلِك.

والصَّاعُ: المطمئن من الأَرْض كالحفرة، وَقيل: مطمئن منهبط من حُرُوفه المطيفة بِهِ قَالَ الْمسيب بن علس:

مَرِحَتْ يداها للنَّجاء كأنَّما ... تَكْرُو بِكَفَّيْ لاعِبٍ فِي صَاعِ والصَّاعُ مكيال لأهل الْمَدِينَة يَأْخُذ أَرْبَعَة أَمْدَاد يذكر وَيُؤَنث، وَجمعه أصْوُعٌ وأصْوَاعٌ وصِيعانٌ.

والصُّوَاعُ. كالصَّاعِ.

والصُّوَاعُ والصَّوْعُ والصُّوعُ، كُله: إِنَاء يشرب فِيهِ، مذكَّر وَفِي التَّنْزِيل (قالُوا نفقِدُ صُوَاعَ المَلِكِ) ، وَأما قَوْله تَعَالَى (ثمَّ استخرجَها مِنْ وِعاءِ أخِيه) فَإِن الضَّمِير رَجَعَ إِلَى السِّقَايَة من قَوْله (جعل السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أخِيه) وَقَالَ الزّجاج: هُوَ يذكر وَيُؤَنث، وَقَرَأَ بَعضهم صَوْغَ الْملك، وَيقْرَأ: صوغ الْملك كَأَنَّهُ مصدر وضع مَوضِع مفعول أَي مَصُوغه، وَقَرَأَ أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: صَاعَ الْملك. قَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير انه كَانَ إِنَاء مستطيلا يشبه المكوك كَانَ يشرب الْملك بِهِ وَهُوَ السِّقَايَة. قَالَ: وَقيل: انه كَانَ مَصُوغا من فضَّة مموها بِالذَّهَب، وَقيل: انه يشبه الطَّاس، وَقيل انه كَانَ من مس.

وصَوَّعَ الْفرس: جمح بِرَأْسِهِ. وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان " فَينْظر رجلا قد صَوَّعَ بِهِ فرسه " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وصَوَّع الطَّائِر رَأسه: حرَّكه.

وتصَوَّعَ الشَّعْرُ: تقبض وتشقق.

وتَصَوَّعَ البقل: هاج، كَتَصَوَّحَ. وصَوَّعتْه الرّيح: صيَّرته هيجا كصوَّحته، قَالَ ذُو الرمة:

وصَوَّعَ البَقْلَ نأاَّجٌ تجيءُ بِهِ ... هَيْفٌ يَمانِيَةٌ فِي مَرّها نَكَبُ

ويروى: وصَوَّحَ بِالْحَاء.

صوع: صاعَ الشُّجاعُ أَقْرانَه والراعي ماشيته يَصُوعُ: جاءهم من

نَواحِيهِمْ، وفي بعض العبارة: حازَهُم من نَواحيهم؛ حكى ذلك الأَزهري عن الليث

وقال: غَلِط الليث فيما فسّر، ومعْنَى الكَمِيُّ يَصُوعُ أَقْرانَه أَي

يَحْمِلُ عليهم فَيُفَرِّق جمعهم، قال: وكذلك الرّاعي يَصُوعُ إِبله إِذا

فَرَّقَها في المَرْعَى، قال: والتيْسُ إِذا أُرْسِلَ في الشاءِ صاعَها

إِذا أَراد سفادها أَي فَرَّقَها. والرجلُ يَصُوعُ الإِبل، والتيْسُ يصوعُ

المَعَزَ، وصاعَ الغَنَمَ يَصُوعُها صَوْعاً: فرّقها؛ قال أَوْسُ بن

حَجَر:يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ،

له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيمُ

قال ابن بري: البيت للمعلى بن جمال العبدي، وصَوَّعَها فَتَصَوَّعَتْ

كذلك، وعمّ به بعضهم فقال: صاعَ الشيءَ يَصُوعُه صَوْعاً فانْصاعَ

وصَوَّعَه: فَرَّقه. والتَّصَوُّعُ: التفرّق؛ قال ذو الرمة:

عَسَفْتُ اعْتِسافاً دُونَها كُلّ مَجْهَل،

تَظَلُّ بِها الآجالُ عَنِّي تَصَوَّعُ

وتَصَوَّعَ القومُ تَصَوُّعاً: تَفَرَّقُوا. وتَصَوَّعَ الشعر:

تَفَرَّقَ. وصاعَ القومُ: حَمَل بعضُهم على بعض؛ كلاهما عن اللحياني. وصاعَ

الشيءَ صَوْعاً: ثَناه ولواه. وانْصاعَ القومُ: ذَهَبُوا سِراعاً. وانْصاعَ

أَي انْفَتَلَ راجعاً ومَرَّ مُسْرِعاً. والمُنْصاعُ: المُعَرّدُ

والناكِصُ؛ قال ذو الرمة: فانْصاعَ جامِبهُ الوَحْشِيُّ، وانْكَدَرَتْ

يَلْحَبْنَ لا يَأْتَلي المَطْلُوبُ والطَّلَبُ

وفي حديث الأَعرابي: فانْصاعَ مُدْبراً أَي ذَهَبَ سَرِيعاً؛ وقول رؤبة:

فَظَلَّ يَكْسوها النَّجاءَ الأَصيْعا

(* قوله« النجاء» كذا بالأصل، وسيأتي في صنع: يكسوها الغبار.)

عاقَبَ بالياء والأَصل الواو، ويروى: الأَصْوعا؛ قال الأَزهري: لو ردّ

إِلى الواو لقال الأَصْوعا. وصَوَّعَ موضِعاً للقُطن: هَيّأَه لنَدْفِه،

والصاعةُ: اسم موضع ذلك؛ قال ابن شميل: ربما اتُّخِذَت صاعةٌ من أَدِيمٍ

كالنِّطع لنَدْف القطن أَو الصوف عليه، وقال الليث: إِذا هَيَّأَتِ

المرأَةُ لندف القطن موضعاً يقال: صَوَّعَتْ موضعاً، والصاعةُ: البقعة

الجَرْداءُ ليس فيها شيء، قال: والصاحةُ يَكْسَحُها الغلامُ ويُنَحِّي حجارتها

ويَكْرُو فيها بكُرَته فتلك البقعة هي الصاعةُ، وبعضهم يقول الصاعُ، والصاعُ

المطمئنُّ من الأَرض كالحُفْرة، وقيل: مطمئنّ مُنْهَبِط من حروفه

المُطِيفةِ به؛ قال المسيِّب بن علس:

مَرِحَتْ يَداها للنَّجاءِ، كأَنَّما

تَكْرُو بِكَفَّيْ لاعِبٍ في صاعِ

والصاعُ: مِكيالٌ لأَهل المدينة يأُخذ أَربعة أَمدادٍ، يذكر ويؤنث، فمن

أَنت قال: ثلاث أَصْوُعٍ مثل ثلاث أَدْوُرٍ، ومن ذكَّره قال: أَصْواع مثل

أَثواب، وقيل: جمعه أَصْوُعٌ، وإِن شئت أَبْدلتَ من الواو المضمومة

همزة. وأَصْواعٌ وصِيعانٌ، والصُّواعُ كالصاع. وفي الحديث: أَنه، صلى الله

عليه وسلم، كان يغتسل بالصاعِ ويتوضَّأُ بالمُدّ. وصاعُ النبيّ، صلى الله

عليه وسلم، الذي بالمدينة أَربعةُ أَمدادٍ بمُدِّهم المعروفِ عندهم، قال:

وهو يأْخذ من الحَبّ قَدْرَ ثُلُثَيْ مَنّ بَلدنا، وأَهلُ الكوفة يقولون

عِيارُ الصاعِ عندهم أَربعة أَمْناءٍ، والمُدُّ رُبْعُه، وصاعُهم هذا هو

القَفِيزُ الحجازي ولا يعرفه أَهل المدينة؛ قال ابن الأَثير: والمُدُّ

مُخْتَلَف فيه، فقيل: هو رِطْل وثلث بالعِراقيّ، وبه يقول الشافعي وفقهاء

الحجاز، فيكون الصاع خمسة أَرْطال وثلثاً على رأْيهم، وقيل: هو رطلان، وبه

أَخذ أَبو حنيفة وفقهاء العراق فيكون الصاع ثمانية أَرطال على رأْيهم؛ وفي

أَمالي ابن بري:

أَوْدَى ابن عِمْرانَ يَزِيد بالوَرِقْ،

فاكْتَلْ أُصَيّاعَكَ منه وانطَلقْ

وفي الحديث: أَنه أَعْطى عَطِيّةَ بن مالك صاعاً من سحَرّةِ الوادي أَي

موضعاً يُبْذَرُ فيه صاعٌ كما يقال: أَعطاه جَرِيباً من الأَرض أَي

مَبْذَرَ جَرِيبٍ، وقيل: الصاع المطمئن من الأَرض.

والصُّواعُ والصِّواعُ والصَّوْعُ والصُّوعُ، كله: إِناء يشرب فيه،

مذكر. وفي التنزيل: قالوا نَفْقِدُ صُواعَ الملِك؛ قال: هو الإِناء الذي كان

الملك يشرب منه. وقال سعيد بن جبير في قوله صُواعَ الملك، قال: هو

المَكُّوكُ الفارسي الذي يلتقي طرَفاه، وقال الحسن: الصُّواعُ والسِّقايةُ شيء

واحد، وقد قيل: إِنه كان من وَرِق فكان يُكالُ به، وربما شربوا به. وأَما

قوله تعالى: ثم استخرجها من وِعاء أَخيه، فإِنّ الضمير رجع إِلى السِّقاية

من قوله جعل السقاية في رَحْل أَخيه، وقال الزجاج: هو يذكر ويؤنث، وقرأَ

بعضهم: صَوْعَ الملِك، ويقرأُ: صوْغَ الملِك، كأَنه مصدر وُضِع مَوضِع

مفعول أَي مَصُوغَه، وقرأَ أَبو هريرة: صاع الملِك، قال الزجاج: جاء في

التفسير أَنه كان إِناءً مستطيلاً يشبه المكُّوكَ كان يشرَب الملِك به وهو

السقاية، قال: وقيل إِنه كان مصوغاً من فضة مُمَوَّهاً بالذهب، وقيل: إِنه

كان يشبه الطاسَ، وقيل: إِنه كان مِنْ مِسْ

(* قوله«من مس» في شرح القاموس:

والمس، بالكسر، النحاس، قال ابن دريد: لا أدري أعربي هو أم لا، قلت: هي

فارسية والسين مخففة.)

وصَوَّعَ الطائرُ رأْسه: حركه. وصَوَّعَ الفرسُ: جَمَحَ برأْسه. وفي حديث

سلمان: كان إِذا أَصابَ الشاةَ من المَغْنَمِ في دار الحرب عَمَدَ إِلى

جلدها فجعَل منه جِراباً، وإِلى شعرها فجعل منه حبْلاً، فينظر رجلاً صَوَّعَ

به فرسُه فيُعْطِيه، أَي جَمَحَ برأْسه وامتنع على صاحبه. وتَصَوَّعَ

الشعرُ: تَقَبَّضَ وتشقّق. وتصوّع البقلُ تَصَوُّعاً وتَصَيَّعَ

تَصَيُّعاً: هاجَ كتَصَوَّحَ.وصَوَّعَتْه الريحُ: صَيَّرَتْه هَيْجاً كصَوَّحَتْه؛

قال ذو الرمة:

وصَوَّعَ البَقْلَ نَأْآجٌ نَجِيءُ به

هَيْفٌ يَمانِيةٌ، في مَرِّها نَكَبُ

ويروى: وصَوَّحَ، بالحاء.

صوع

1 صُعْتُهُ, (O, K,) [from صَاعَهُ,] aor. ـُ (K,) inf. n. صَوْعٌ, (TA,) I measured it with the صَاع [q. v.]. (O, K.) One says, هٰذَا طَعَامٌ يُصَاعُ i. e. [This is wheat] that is measured [with the صاع]. (O.) b2: And (assumed tropical:) [I collected it together, like as the measurer collects the corn &c. in the measure: and the contr., i. e.] I dispersed it, or scattered it; (S, O, K;) in which sense it is [said to be] tropical; (TA;) and صِعْتُهُ, aor. ـِ (K in art. صيع,) inf. n. صَيْعٌ, (TA in that art.,) signifies the same. (K in that art.) One says, صُعْتُ الأَقْرَانَ, and غَيْرَهُمْ, (tropical:) I came to the antagonists, and others, from their sides: (K, TA:) of a courageous man, or a courageous armed man, one says, يَصُوعُ أَقْرَانَهُ (tropical:) He comes to his antagonists from their sides; (S, O, TA;) and the like is cited in the T from Lth; or as meaning he encompasses their sides; (TA;) or he collects together his antagonists (IKtt, Z, TA) from every side, (IKtt, TA,) like as the measurer collects together that which is measured: (Z, TA:) and of a man, (S, O,) or a pastor, (Lth, IKtt, Z,) يَصُوعُ الإِبِلَ, (S, O,) or مَاشِيَتَهُ, (Lth,) or إِبِلَهُ, (IKtt, Z,) (tropical:) He comes [to the camels or] to his cattle [or to his camels] from their sides; or he encompasses their sides; (Lth, TA;) or he collects them together (IKtt, Z, TA) from every side, (IKtt, TA,) like as the measurer collects together that which is measured: (Z, TA:) but Az says that the foregoing explanations by Lth are wrong; that يَصُوعُ أَقْرَانَهُ, said of a courageous man, or a courageous armed man, means he charges upon his antagonists and disperses them; and يَصُوعُ إِبِلَهُ, said of a pastor, he disperses his camels in the place of pasture; and يَصُوعُ المَعَزَ, said of a hegoat, he disperses the [she-] goats; and صَاعَ الغَنَمَ, aor. as above, and so the inf. n., he dispersed the sheep or goats; (TA;) and الغَنَمَ ↓ اصاع, inf. n. إِصَاعَةٌ, signifies thus likewise: (Lh, TA in art. صيع:) Lh also says that صُعْتُ الغَنَمَ, aor. ـُ inf. n. صَوْعٌ, and صِعْتُهَا, aor. ـِ inf. n. صَيْعٌ, both signify I dispersed the sheep or goats: (O in art. صيع:) or, accord. to IKtt, صاع إِبِلَهُ, said of a pastor, has two contr. meanings; he collected together his camels from every side; and also he dispersed his camels. (TA.) b3: Also I frightened him. (Ibn-'Abbád, * O, * K.) b4: And صُعْتُ القَوْمَ, aor. ـُ (Lh, O in art. صيع,) inf. n. صَوْعٌ, (TA in that art.,) I urged, or incited, the people, or party; (Lh, O and TA in that art.;) and so صِعْتُ القَوْمَ, (Lh, O and K in that art.,) aor. ـِ (Lh, O ibid.,) inf. n. صَيْعٌ. (TA ibid.) b5: b6: [And صاع الكُرَةَ He propelled the ball with the صَوْلَجَان. (See صَاعٌ below, last sentence.)] b7: And صَاعَتِ النَّحْلُ, (K,) [app. for صاعت النحل بَعْضُهَا بَعْضًا,] aor. ـُ (O,) inf. n. صَوْعٌ, (TA,) The bees followed [as though driving along] one another. (O, K.) b8: And صاع الشَّىْءَ, inf. n. صَوْعٌ, He folded, or doubled, the thing; twisted it; or bent it. (IKtt, TA.) 2 صَوَّعَتْ مَوْضِعًا, (O, K,) inf. n. تَصْوِيعٌ, (K,) She (a woman) prepared a place, such as is termed صَاعَة, (O, K, TA,) and made it even, (TA,) for the separating and loosening of cotton. (O, K.) b2: صوّعت الرِّيحُ النَّبَاتَ The wind dried up, or caused to dry up, the plants, or herbage; (O, K;) as also صَوَّحَتْهُ. (TA.) b3: صوّع الشَّىْءَ He made the thing pointed in its head. (Ibn-'Abbád, O, K.) b4: And He rounded the thing in its sides. (O, K.) b5: صّوع, (K,) inf. n. as above, (O,) said of an ass, [meaning a wild ass,] He drove his she asses to the right and left: (O, K:) so expl. by Ibn-'Abbád. (O.) And, said of a horse, He went at random, and resisted his owner [or rider]. (TA.) b6: صوّع إِلَيْهِ [said of a man, as is indicated in the O,] He turned about his head towards him: and he turned his face towards him. (O, TA.) b7: And صوّع رَأْسَهُ, said of a bird, It moved, or moved about, its head. (TA.) 4 اصاع الغَنَمَ: see 1, latter half.5 تصوّع It became dispersed, or scattered; as also ↓ انصاع. (S.) You say, تصوّع القَوْمُ The people, or party, became dispersed, or scattered, and remote, all of them, one from another. (O, K.) b2: Also, said of hair, It became contracted, and much split: [app. by reason of dryness: like تصوّح:] (Lth, O, K:) or it became dispersed, or scattered; (Lh, O, K;) and it fell off by degrees. (O, K.) b3: And, said of herbage, It became dried up; (S, O, K;) like تصوّح; (O;) as also تصيّع. (S; and O and K in art. صيع.) 7 انصاع: see 5. b2: Also (tropical:) He turned away, or back, retreating, or returning, (S, O, K, TA,) and went (S, TA) quickly, or hastening: (S, O, K, TA:) or you say, انصاع القَوْمُ (tropical:) The people, or party, went away quickly: and مُدْبِرًا (tropical:) He went away [turning back] quickly. (TA.) [See an ex. voce صَارَّةٌ.] b3: And (assumed tropical:) It (a bird) ascended, or mounted, into the air, between the earth and sky, or into the middle of the sky. (TA in art. صيع, from the book entitled “ Ghareeb el-Hamám ” by El-Hasan Ibn-' Abd-Alláh El-Kátib El-Isbahánee.) صَاعٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and ↓ صُوعٌ and ↓ صَوْعٌ (O, K) and ↓ صُوَاعٌ (S, O, K) and ↓ صِوَاعٌ, (O, K,) thus accord. to five different readers of the Kur in xii. 72, (O, K, * TA,) A certain measure used for measuring corn (& c.], (S, O, Msb, K,) and upon which turn [or depend] the decisions of the Muslims [relating to measures of capacity]: (K:) or the صاع is different from the ↓ صُوَاع; (S, K;) the latter being a certain vessel, in [or from] which one drinks [as will be expl. hereafter in this paragraph]: (S, TA:) the former is four أَمْدَاد [pl. of مُدٌّ]; (S, O, Msb, K;) i. e. (Msb) five أَرْطَال [or pints] and a third, (Mgh, Msb, TA,) by the measure of Baghdád; (Msb;) the مُدّ being a pint and a third: (K, TA:) so with the people of El-Hijáz, (Mgh, TA,) [i. e.] so with the people of the Harameyn, as was proved by a number of specimens of the صاع used in dealings with the Prophet, (Msb,) and so accord. to Esh-Sháfi'ee: (TA:) but with the people of El-' Irák it was eight pints, (Mgh, Msb, TA,) with whom agreed Aboo-Haneefeh; the مُدّ with them being two pints; (Msb, TA;) but the addition was made by El-Hajjáj; and their صاع was the قَفِيز حَجَّاجِىّ, and was unknown to the people of El-Medeeneh, as is said by Az: (Msb:) accord. to Ed-Dáwoodee, its invariable measure is four times the quantity [of corn & c.] that fills the two hands, that are neither large nor small, of a man; for the صاع of the Prophet is not found in every place; and this (the author of the K says, TA) I have tried, and found to be correct: (K, TA:) the word is masc. and fem.: (Zj, Msb, K, TA:) accord. to Fr, the people of El-Hijáz make it fem.; and Benoo-Asad, except some of them, make it masc., as do the people of Nejd; and Zj says that the more chaste way is to make it masc.: (Msb:) the pl. (of pauc., used by those who make the sing. fem., O, Msb) is أَصْوُعٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) for which one may say أَصْؤُعٌ, (S, O, K, *) changing the و into hemzeh, (S, O,) and accord. to AAF some say آصُعٌ, like آدُرٌ, (Mgh, Msb,) a pl. of دَارٌ, (Mgh,) but AHát says that this is a vulgar mistake, (Msb,) and أَصْوَاعٌ, (O, Msb, K,) which is used by those who make the sing. masc., (O, Msb,) and [of mult.] صُوعٌ, (K,) which is app. pl. of ↓ صِوَاعٌ, with kesr, (TA,) and صِيعَانٌ, (Mgh, O, Msb, K,) which is [likewise] a pl. of mult., (Msb,) or this last is pl. of ↓ صُوَاعٌ: and this sing. signifies a [vessel of the kind called] جَام, [app. here used in the sense which this word commonly has in Pers\., i. e. as meaning a cup,] in which, (K, TA,) or from which, (TA,) one drinks: (K, TA:) Sa'eed Ibn-Jubeyr says that the صواع of the king [mentioned in the Kur xii. 72] was the Persian مَكُّوك, of which the two extremities [are compressed so that they] meet together [app. in such a manner that the whole vessel resembles a small boat, the word مكّوك being expl. in several dictionaries as applied to a drinking-vessel of this form, probably from the Pers\. مَكُّوكْ signifying “ a shuttle ” and used in this sense in modern Arabic]: El-Hasan says that the صُوَاع and the سِقَايَة are one thing, as Zj also says; and that the صواع of the king is said to have been of وَرِق [meaning silver], and that they used to measure with it and sometimes they drank with it: Zj says that it is explained as an oblong vessel, resembling the مَكُّوك, with which the king used to drink; and said by some to have been of مِسّ [which (as is said in the TA in art. مس) means copper, from the Pers\. مِسْ]. (TA.) [See also صَوْغٌ, with غ.] b2: صَاعٌ signifies also (assumed tropical:) The place [or plot] in which a صاع [of seed] is sown: so in a trad. (TA.) b3: And (tropical:) A depressed piece of ground; (S, O, K, TA;) as also ↓ صَاعَةٌ; (O, K, TA;) like an excavation: or, as some say, a depressed place, sloping down from its surrounding borders: (TA:) or a narrow, depressed place. (TA in art. طأ.) b4: And (assumed tropical:) A place that is swept and in which one then plays: (Ibn-' Abbád, O, K:) [see the verse cited in what follows:] and ↓ صَاعَةٌ is said to signify a piece of ground which a boy sweeps, removing its pebbles, and in which he plays with the ball: and a bare place, in which is nothing. (TA.) b5: And The place of the breast of the ostrich when she puts it upon the ground: (K:) or such a place is called صَاعُ جُؤْجُؤِ النَّعَامِ. (IF, O.) And one says, ضَرَبَهُ فِى صَاعِ جُؤُجُؤِهِ and فى صاعِ صَدْرِهِ meaning (tropical:) He struck him in the middle of his breast. (Z, TA.) A2: And it is said that] صَاعٌ also signifies The [kind of goffstick called] صَوْلَجَان. (K.) In the following verse of El-Museiyab Ibn-' Alas, describing a she-camel, مَرِحَتْ يَدَاهَا لِلنَّجَآءِ كَأَنَّمَا تَكْرُو بِكَفَّىْ لَاعِبٍ فِى صَاعِ [the most obvious meaning of which is, Her fore legs moved briskly for the purpose of hastening, as though she were propelling a ball with the hands of a player in a piece of ground cleared for that exercise,] or, as some relate it, بِكَفَّىْ مَاقِطٍ, meaning with the hands of a player with the ball, it is said by some that he means بِصَاعٍ, [though it is not easy to see why, if so, he did not say بِالصَّاعِ,] and that by the صاع he means the صَوْلَجَان, because it is bent (يُعْطَفُ [see 1, last sentence,]) for the purpose of striking with it, that the ball may be propelled (تُصَاعُ) with it. (O.) صَوْعٌ and صُوعٌ: see صَاعٌ, first sentence. b2: The latter is also a pl., (K, TA,) app. of صِوَاعٌ, with kesr. (TA.) صُوَعٌ Portions of herbage beginning to dry up. (Ibn-' Abbád, O, K.) b2: And of the flesh of a horse, Such as is scattered, or sparse; not collected together in one place. (Ibn-' Abbád, O.) صَاعَةٌ: see صَاعٌ, latter half, in two places. b2: Also (tropical:) A place prepared by a woman for the separating and loosening of cotton: (Lth, O, K, TA:) and (assumed tropical:) a skin, like a نِطْع, which a woman sometimes makes, or prepares, for the separating and loosening of cotton and of wool upon it. (ISh, O, TA.) b3: And (tropical:) A place specially made, or prepared, for guests. (Z, TA.) صُوَاعٌ and صِوَاعٌ: see صَاعٌ, former half, in five places.

أُصَيَّاعٌ occurs as a dim. of صِيعَانٌ [or rather of أَصْوَاعٌ, pl. of صَاعٌ, regularly formed therefrom]. (IB, TA.) مُنْصَاعٌ [part. n. of 7] Turning away or back, retreating, &c. (TA.)
صوع
{الصَّاع،} والصِّوَاع، بالكَسْر، وبالضَّمّ،! والصَّوْع، بالفَتْح ويُضَمُّالقَفيزُ الحِجازيّ، وَلَا يعرفُه أهلُ المدينةِ ج: {أَصْوُعٌ، وَإِن شئتَ أَبْدَلْتَ من الواوِ المضمومةِ همزَة وقلتَ:} أَصْؤُعٌ، هَذَا على رأيِ من أنَّثَه، وَمن ذَكَّرَه قَالَ: صاعٌ {وأَصْوَاعٌ مثل: بابٍ وأَبْوَابٍ، أَو ثوبٍ وأَثْوَابٍ،} وصُوعٌ بالضَّمّ، كأنَّه جَمْعُ صِوَاعٍ، بالكَسْر، يُجمَعُ أَيْضا على {صِيعان، مثل قاعٍ وقِيعانٍ، أَو هَذَا جَمْعُ} صُوَاع، كغُرابٍ وغِرْبانٍ، وَهُوَ الجامُ الَّذِي كَانَ الملِكُ يشربُ فِيهِ أَو مِنْهُ. وَقَالَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ: صُوَاعُ الملِك، هُوَ المَكُّوكُ الفارسيُّ الَّذِي يَلْتَقي طَرَفَاه، وَقَالَ الحسَنُ: الصُّوَاع والسِّقايَةُ شيءٌ واحدٌ.
وَقيل: إنّه كَانَ من وَرِقٍ، فَكَانَ يُكالُ بِهِ، وربّما شرِبوا بِهِ، وأمّا قولُه تَعَالَى: ثمّ اسْتخرَجَها من وِعاءِ أَخِيه فإنّ الضميرَ يَرْجِعُ إِلَى السِّقايةِ من قولِه: جَعَلَ السِّقاءةَ فِي رحلِ أَخِيه. وَقَالَ الزَّجَّاج: جاءَ فِي التفسيرِ أنّه كَانَ إِنَاء مُستَطيلاً يُشبِهُ المَكُّوكَ، كَانَ الملكُ يشربُ بِهِ، وَهُوَ)
السِّقاية. قَالَ: وَقيل: إنّه كَانَ مصنوعاً من فِضّةٍ، مُمَوَّهاً بالذهَب، وَقيل: إنّه كَانَ يُشبهُ الطاسَ، وَقيل: إنّه كَانَ من مِسٍّ. منَ المَجاز: الصّاع: المُطمَئِنُّ من الأرضِ كالحُفرَة، وَقيل: المُطمئِنُّ المُنهَبِطُ من حروفِه المُطيفَةُ بِهِ، قَالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ يصفُ نَاقَة:
(مَرِجَتْ يَداها للنَّجاءِ كأنَّما ... تَكْرُو بكَفَّيْ لاعِبٍ فِي صاعِ)
كالصاعَة، وَمعنى تَكْرُو، أَي تلعبُ بالكُرَة، قيل: أرادَ {بصاعٍ أَي بصاعِ} صائِعٍ، وَيَعْنِي بالصاع: الصَّوْلَجان، لأنّه يُعطَفُ للضَّربِ بِهِ،! لتُصاعَ الكُرةُ بِهِ، ويُروى بكَفَّيْ ماقِطٍ يَعْنِي الَّذِي يضربُ بالكُرةِ. وَقيل: {الصاعة: البُقعةُ الجَرداءُ لَيْسَ فِيهَا شيءٌ. قَالَ ابْن عبّادٍ: الصَّاع: مَوْضِعٌ يُكنَس، ثمّ يُلعبُ فِيهِ، وَقَالَ غيرُه: الصاعةُ يَكْسَحُها الغلامُ، ويُنَحِّي حِجارتَها، ويَكْرُو فِيهَا بكُرَتِه، فتلكَ البُقعةُ هِيَ الصاعة. قَالَ ابنُ فارسٍ: صاعُ جُؤْجُؤِ النَّعام: مَوْضِعُ صَدْرِ النَّعامِ إِذا وَضَعَتْه بالأرضِ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: يُقَال: ضَرَبَه فِي صاعِ جُؤْجِئِه، وَفِي صاعِ صَدْرِه، أَي وسَطِه، وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز: الصاعَة: الموضعُ تُهَيِّئُه المرأةُ لنَدْفِ القُطنِ، قَالَه الليثُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: رُبمَا اتَّخذَتْ} صاعةً من أديمٍ كالنِّطع، لنَدفِ القُطنِ والصُّوفِ عَلَيْهِ، وَقد {صوَّعَتِ الموضِعَ} تَصْوِيعاً، إِذا هيَّأَتْه وسوَّتْه. {وصُعْتُه، بالضَّمّ،} أَصوعُه {صَوْعَاً: كِلْتُه بالصاع، يُقَال: هَذَا طعامٌ} يُصاع، أَي يُكال. (و) {صُعتُ الشيءَ: فرَّقتُه. وَهُوَ مَجاز،} فانْصاعَ. (و) {صُعتُه خوَّفتُه وأَفْزَعتُه.
وَلَو اقتصرَ على أحدِهما كَانَ أَخْضَرَ، وَفِي المُحيط:} صاعَه، أَي أَفْزَعه. منَ المَجاز: صُعتُ الأَقرانَ وغيرَهم: أتيتُهم من نواحيهم، وَفِي العُباب والصحاح:! يَصوعُ الكَمِيُّ أَقْرَانَه، إِذا أَتَاهُم من نواحيهم، وَفِي التَّهْذِيب: صاعَ الشجاعُ أَقْرَانَه، والراعي ماشِيَتَه، يَصُوع: جاءَهم من نواحيهم. وَفِي بعضِ الْعبارَة: حازَهم من نواحيهم، حكى ذَلِك الأَزْهَرِيّ عَن اللَّيْث، وَقَالَ: غَلِطَ الليثُ فِيمَا فسَّر. وَمعنى: الكَمِيُّ يَصوع أَقْرَانَه أَي يحمِلُ عَلَيْهِم، فيُفَرِّقُ جَمْعَهم. وَقَالَ: وَكَذَلِكَ الرَّاعِي يصوعُ إبلِه، إِذا فرَّقَها فِي المَرعى، قَالَ: والتَّيْسُ إِذا أُرسِلَ فِي الشاءِ {صاعَها، إِذا أرادَ سِفادَها. والرجلُ يصوعُ الإبلَ، والتيسُ يَصوعُ المَعِزَ.} وصاعَ الغنَمَ {يَصوعُها صَوْعَاً: فرَّقَها، قَالَ أوسُ بنُ حَجَرٍ:
(يَصوعُ عُنوقَها أَحْوَى زَنيمٌ ... لَهُ ظَأْبٌ كَمَا صَخِبَ الغَريمُ)
أنشدَ الجَوْهَرِيّ المِصْراعَ الأوّل، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ والصَّاغانِيّ: البيتُ للمُعَلَّى بنِ جَمالٍ العَبْديّ، زادَ الأخيرُ:)
وجاءَتْ خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا يَصوعُ ... إِلَى آخِرِه، وَقد ذكر فِي دهس. قلتُ: وَقد تَبِعَ ابنُ القَطّاعِ والزَّمَخْشَرِيّ الليثَ، فَجَعَلا} الصَّوْعَ من الأضْداد. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الرَّاعِي يَصوعُ إبلَه، والكَمِيُّ يَصوعُ أَقْرَانَه، ويَحوزُهم كَمَا يَحوزُ الكائِلُ المَكيلَ، فأشارَ إِلَى معنى الجَمعِ، وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ فِي الْأَفْعَال: {صاعَ الشجاعُ أقرانَه} صَوْعَاً: جَمَعَهم من كلِّ ناحيةٍ، والراعي إبلَه كَذَلِك، وَأَيْضًا: فرَّقَها، من الأضداد. وَفِي كلامِ الجَوْهَرِيّ إشارةٌ إِلَى ذَلِك: لأنّ إتْيانَ الكَمِيِّ الأقرانَ من النواحي حَوْزٌ لَهُم، وجمعٌ لَا تفريقٌ، فَهُوَ مَعَ قولِ المُصَنِّف: {وصُعتُه: فرَّقتُه، ضِدٌّ، وَهُوَ كلامٌ ظاهِرٌ، وأباه الأَزْهَرِيّ، وجعلَ صَوْعَ الكَمِيِّ بالأقرانِ تَفْرِيقاً، فَتَأَمَّلْ ذَلِك. (و) } صاعَتِ النَّحلُ {تصوعُ صَوْعَاً: تَبِعَ بعضُها بَعْضًا، عَن ابْن عبّادٍ، وَفِيه أَيْضا معنى الحَوزِ والجَمعِ.} وصَوْعَةُ: هَضْبَةٌ م قَالَ ابنُ مُقبِلٍ:
(أَمِنْ ظُعُنٍ هَبَّتْ بلَيلٍ فَأَصْبَحَتْ ... ! بصَوْعَةَ تُحدى كالفَسيلِ المُكَمَّمِ)

(تُبادِرُ عَيْنَاكَ الدُّموعَ كأنَّما ... تَفيضانِ من واهي الكُلَى مُتَخَرِّمِ) (و) {الصُّوَع، كصُرَدٍ: اللُّمَعُ من النبتِ، عَن ابنِ عبّادٍ.} وصوَّعَتِ الريحُ النباتَ: هيَّجَتْه، أَي صيَّرَتْه هَيْجَاً، كصَوَّحتْه. وأنشدَ الليثُ قولَ ذِي الرُّمَّةِ:
( {وصَوَّعَ البَقلَ نآّجٌ تَجيءُ بهِ ... هَيْفٌ يَمانِيَةٌ فِي مَرِّها نَكَبُ)
قَالَ الصَّاغانِيّ: أما اللُّغَة فصَحيحةٌ، وأمّا الروايةُ فَهِيَ: وصَوَّحَ البَقلَ لَا غيرُ. (و) } صوَّعَ الشيءَ {تَصْوِيعاً: حدَّدَ رَأْسَه، عَن ابنِ عبّادٍ. قَالَ غيرُه:} صوَّعَه: دَوَّرَه من جَوانبِه. صوَّعَ الحمارُ تَصْوِيعاً: عَدَلَ أُتُنَه يَمْنَةً ويَسْرَةً، عَن ابنِ عبّادٍ. وَ {تَصَوَّعَ النبتُ وَتَصَوَّحَ، أَي هاجَ، وَكَذَلِكَ} تصَيَّعَ، {تصَوُّعاً} وتصَيُّعاً. (و) {تصَوَّعَ الشَّعرُ: تشَقَّقَ وَتَقَبَّضَ، قَالَه الليثُ أَو تصوَّعَ: إِذا انتشرَ وَتَمَرَّطَ، وَقَالَ اللِّحْيانيُّ: تصَوَّعَ الشَّعرُ: تفرَّق. تصوَّعَ القومُ: تفرَّقوا، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(عَسَفْتُ اعتِسافاً دونَها كلَّ مَجْهَلٍ ... تظَلُّ بهَا الآجالُ عنِّي تصَوَّعُ)
أَي تَتَفَرَّق، قيل:} تصَوَّعوا: تباعَدوا جَمِيعًا. منَ المَجاز: انْصاعَ الرجلُ، أَي انْفَتلَ راجِعاً، ومرَّ مُسرِعاً، وَقيل: انْصاعَ القومُ، أَي ذَهَبُوا سِراعاً. وَفِي حديثِ الأعرابيِّ:! فانْصاعَ مُدْبِراً، أَي ذَهَبَ سَريعاً، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ ثَوْرَاً:
(فانْصاعَ جانِبَه الوَحْشِيَّ وانْكَدرَتْ ... يَلْحَبْنَ لَا يَأْتَلي المَطلوبُ والطلَبُ)
وَقد مرَّ فِي وَحش. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: صاعَ القومُ: حَمَلَ بعضُهم على بعضٍ، عَن اللحيانيِّ. وصاعَ الشيءَ {صَوْعَاً: ثَناه ولَواه، عَن ابنِ القَطّاع، وَهُوَ قريبٌ من قَوْلِ المُصَنِّف: ودَوَّرَه من جوانبِه.} والمُنْصاعُ: الناكِص. {والصاعة: الموضعُ يُتَّخَذُ للضيوفِ خاصّةً، وَهُوَ مَجاز، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ. وَمن مُلَحِ التصغير:} أُصَيَّاعٌ، فِي {صِيعانٍ، كأُجَيَّارٍ فِي جِيرانٍ، وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ فِي أَمَالِيهِ:
(أَوْدَى ابنُ عِمْرانَ يَزيدٌ بالوَرِقْ ... فاكْتَلْ} أُصَيَّاعَكَ مِنْهُ وانْطَلِقْ)
{والصاعُ من الأَرْض: الموضعُ يُبْذَرُ فِيهِ صاعٌ، وَمِنْه الحَدِيث: أنّه أَعْطَى عَطِيَّةَ بنَ مالكٍ} صَاعا من حَرَّةِ الْوَادي، كَمَا يُقَال: أَعْطَاه جَريباً من الأَرْض، أَي مَبْذَرَ جَريبٍ. {وصوَّعَ الطائرُ رَأْسَه: حرَّكَه. وصوَّعَ الفرَسُ: جَمَحَ برأسِه، وامْتَنعَ على صاحبِه، وَيُقَال: صوَّعَ بِهِ فرَسُه، ويُروى: ضَرَعَ بِهِ، كَمَا سَيَأْتِي. وصوَّعَ إِلَيْهِ: قَلَبَ رَأْسَه، والْتَفتَ إِلَيْهِ. نَقله الصَّاغانِيّ.
} والصُّوَع، كصُرَدٍ من لَحْمِ الفرَسِ كالزِّيمِ، نَقله ابنُ عبّادٍ.

صوع


صَاعَ (و)(n. ac. صَوْع)
a. Measured.
b. Came in single file.
c. Separated, scattered.

صَوَّعَa. Rounded, pointed.
b. Dried ( the herbage; wind ).
تَصَوَّعَإِنْصَوَعَa. Was scattered, dispersed.

صَوْع (pl.
أَصْوُعصِيْعَان []
أَصْوَاْع)
a. A certain measure ( for corn & c. ).
b. Level ground; plot of ground.
c. Play ground, recreation-ground.

صَاعa. see 1
صُوْع [ ]
a. see 1
صوع
صاعَ يَصُوع، صُعْ، صَوْعًا، فهو صائِع، والمفعول مصوع
• صاع الحَبَّ: كالَه بالصَّاع. 

انصاعَ لـ ينصاع، انْصَعْ، انصياعًا، فهو مُنصاع، والمفعول مُنصاعٌ له
• انصاع الجنديُّ لقائده: أطاعه وتبِعه "انصاعت لزوجها- انصاع لأوامِره/ مشورته- ينصاع للغير كُرْهًا بإطاعة أوامره" ° انصاع للأمر الواقع: أذعن. 

انصياع [مفرد]: مصدر انصاعَ لـ. 

صائع [مفرد]: اسم فاعل من صاعَ. 

صاع [مفرد]: ج أصواع وأَصْوُع وصُوعان وصِيعان: مكيال تُكال به الحبوبُ ونحوها، هو أربعة أمداد، ويُقدَّر الآن بثلاثة عشر كيلوجرامًا تقريبًا (يذكّر ويؤنّث) "اشترى صاعًا من القمح- صاع الحبّ- عنده أصْوُع من التّمر- {قَالُوا نَفْقِدُ صَاعَ الْمَلِكِ} [ق] " ° ردَّ له الصَّاعَ صاعَيْن: كافأه بضِعف شرِّه- ردَّ له صاعًا بصاع: كافأه بمثل شرِّه. 

صُواع [مفرد]: ج صِيعان:
1 - صاعٌ، مكيال للحبوب " {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ} ".
2 - إناء يُشرب فيه " {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ} ". 

صَوْع [مفرد]: مصدر صاعَ. 

مُنصاع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انصاعَ لـ.
2 - اسم مفعول من انصاعَ لـ. 

سِتّة عشرة طالبة

سِتّة عشرة طالبة
الجذر: س د س

مثال: كَافَأَــت سِتَّة عشرة طالبة
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لخروجها على قاعدة التذكير والتأنيث في العدد المركب.

الصواب والرتبة: -كافأت ست عشرة طالبة [فصيحة]
التعليق: الأعداد المركبة من (13 - 19) يخالف صدرها المعدود في التذكير والتأنيث، أما عجزها فيجب أن يطابق المعدود في التذكير والتأنيث.

نقم

نقم: {نقموا}: كرهوا وأنكروا.
ن ق م

انتقم منه. وحلّت به النّقمة والنّقم ونقمت منه كذا: أنكرته عليه وعبته " وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا ".

نقم


نَقِمَ(n. ac. نَقَم)
a. see supra
(a)
نَاْقَمَ
a. [ coll. ], Vexed, tormented.

إِنْتَقَمَa. see I (a)b. Avenged.

إِسْتَنْقَمَ
a. [ coll. ]
see I (a)نَقْمَة
1t
نِقْمَة
(pl.
نَقِم
نِقَم نَقِمَات )
Vengeance; chastisement, punishment; disgrace.
نَقَمa. Middle of the road.

نَقِمَةa. see 1t
نَاْقِمa. Avenger.

N. Ag.
إِنْتَقَمَa. see 21
N. Ac.
إِنْتَقَمَa. Vengeance; revenge.

نقم

1 نَقَمَ عَلَيْهِ He exacted vengeance upon him, punished him: see an ex. voce ابدى in art. بدو. See 8.8 اِنْتَقَمْتُ مِنْهُ I took, or executed, vengeance on him, or inflicted penal retribution on him, for that which he had done: (JK:) or I punished him; (S, Msb, K;) as also مِنْهُ ↓ نَقَمْتُ, (Msb, K,) and عَلَيهِ, (TA,) aor. نَقِمَ

; (Msb, K;) and نَقِمْتُ. (K.) b2: See نِقْمَةٌ.

نِقْمَةٌ [and ↓ اِنْتِقَامٌ] Vengeance; or penal retribution. (JK.)
(نقم)
مِنْهُ نقما ونقوما عاقبه وَالشَّيْء أنكرهُ وعابه يُقَال نقمت عَلَيْهِ الْأَمر ونقمت مِنْهُ كَذَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمَا نقموا مِنْهُم إِلَّا أَن يُؤمنُوا بِاللَّه} و {هَل تَنْقِمُونَ منا إِلَّا أَن آمنا} وَيُقَال مَا تنقم منا مَا تطعن فِيهِ منا

(نقم) الشَّيْء نقما أكله سَرِيعا

(نقم) الشَّيْء بَالغ فِي إِنْكَاره وعيبه
نقم
نَقَمَ يَنقِمُ نَقْماً ونَقِمَ يَنْقَمُ - لُغَتَانِ -: أي أنْكَرَ. وانْتَقَمْتُ منه: كافَأْــته عُقُوبَةً بما صَنَعَ. وهي النِّقمَةُ والنِّقَمُ.
وفلانٌ مَيْمُوْنُ النَّقِيْمَةِ - بمعنى الباء -، وهي العَزِيْمَةُ من الاعْتِزَام.
ونَقَمْتُ أنْقُمُ نَقْماً: وهو سُرْعَةُ الأكْل والمُبَادَرَة إليه.
ونَقَمُ الطَّرِيقِ ولَقَمُه: واحِد. والناقِمُ: تَمْرٌ بِعُمَانَ. وحَيٌّ من اليَمَنِ.
وبنو الناقِمِيةِ: من عَبْدِ القَيْس. ونَقَمُ: اسْمُ مَوْضِع.
نقم
نَقِمْتُ الشَّيْءَ ونَقَمْتُهُ : إذا أَنْكَرْتُهُ، إِمَّا باللِّسانِ، وإِمَّا بالعُقُوبةِ. قال تعالى: وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ
[التوبة/ 74] ، وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ [البروج/ 8] ، هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا
الآية [المائدة/ 59] .
والنِّقْمَةُ: العقوبةُ. قال: فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِ
[الأعراف/ 136] ، فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
[الروم/ 47] ، فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [الزخرف/ 25] .
ن ق م: (نَقَمَ) عَلَيْهِ فَهُوَ (نَاقِمٌ) أَيْ عَتَبَ عَلَيْهِ، يُقَالُ: مَا نَقَمَ مِنْهُ إِلَّا الْإِحْسَانَ. وَ (نَقَمَ) الْأَمْرَ كَرِهَهُ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ وَنَقِمَ مِنْ بَابِ فَهِمَ لُغَةٌ فِيهِمَا. وَ (انْتَقَمَ) اللَّهُ مِنْهُ عَاقَبَهُ وَالِاسْمُ مِنْهُ (النِّقْمَةُ) وَالْجَمْعُ (نَقِمَاتٌ) وَ (نَقِمٌ) مِثْلُ كَلِمَةٍ وَكَلِمَاتٍ وَكَلِمٍ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: (نِقْمَةٌ) وَ (نِقَمٌ) مِثْلُ نِعْمَةٍ وَنِعَمٍ. وَفُلَانٌ مَيْمُونُ (النَّقِيمَةِ) وَهُوَ إِبْدَالُ النَّقِيبَةِ. 
ن ق م : نَقَمْتُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَنَقَمْتُ مِنْهُ نَقْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنُقُومًا وَنَقَمْتُ أَنْقَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ إذَا عِبْتَهُ وَكَرِهْتَهُ أَشَدَّ الْكَرَاهَةِ لِسُوءِ فِعْلِهِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا} [الأعراف: 126] عَلَى اللُّغَةِ الْأُولَى أَيْ وَمَا تَطْعَنُ فِينَا وَتَقْدَحُ وَقِيلَ لَيْسَ لَنَا عِنْدَكَ ذَنْبٌ وَلَا رَكِبْنَا مَكْرُوهًا وَنَقَمْتُ مِنْهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَانْتَقَمْتُ عَاقَبْتُ وَالِاسْمُ نَقِمَةٌ مِثْلُ كَلِمَةٍ وَيُخَفَّفُ مِثْلَهَا وَيُجْمَعُ عَلَى نِقَمٍ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَيُجْمَعُ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ عَلَى لَفْظِ الْمُثَقَّلِ وَالْمُخَفَّفِ. 
باب القاف والنون والميم معهما ن ق م، ن م ق، ق م ن مستعملات

نقم: نَقَمَ ينقم نقماَ، ونَقِمَ يَنْقَمُ نَقَماً ونقيمة أي [أنكر ولم يرض] . وانتَقَمْتُُ منه: كافأته عقوبة بما صنع. والناقِمُ: تمر بعمان، وحي باليمن.

نمق: نَمَّقْتُُ الكتاب تَنميقاً: حسنته وجودته، وبالتخفيف حسن. ونَمقتُه: نقشته وصورته، قال النابغة:

كأن مجر الرامسات ذيولها ... عليه قضيم نَمَّقَتْه الصوامع

قمن: يقال: هو قَمِنٌ أي جديرٌ، وهي وهم وهما وهن قَمِنٌ أن يفعل كذا. وهذه الأرض من فلان موطن قمن أي جدير أن تكون مسكنه كثيراً، ويجوز في كله قمين، قال:

فالأقحوانة منها منزل قمن  
نقم: نقم واسم المصدر نقم ونقوم. وهناك نقم على ومن وب: وبخ، أنب، عاتب لامه على، عاب عليه، عير، آخذ، (عباد 198: 27، معجم بدرون، معجم البيان، معجم الماوردي، معجم الطرائف .. وهنا ينبغي حذف الكلمات التي وردت على وزن افتعل، أي انتقد، لأن ما ورد في معجم البيان 1: 8: 4 يلزمنا بإبقائه على حاله، وقد ذكرت هذا للسيد رايت الذي أعاد ذكر هذه الملاحظة في معجم ابن جبير 33: 1 و2) (البكري 165: 4، ابن بطوطة 211، 314، البربرية 1، 67، 150).
أنقم من: انظرها في (فوك) في مادة vindiacre.
تنقم على: بمعنى أوقع النقمة على فلان (معجم الطرائف).
انتقم: جاءت vindiacre عند (فوك) في صيغة انتقم من وعلى.
استنقم: حرضه على الانتقام (البيان 307: 4): أن المملوك إذا استنقموا نقموا.
استنقم: ثأر (هلو).
نقمة: سياف النقمة: (ابن خلكان 1: 177). سياف نقمة الخليفة (ألف ليلة 1: 67، 6، 7) سيف النقمة للخلفاء (دي سلان. ابن خلكان 1: 600). منفذ أوامر الموت التي يأمر بها الخليفة.
نقمة: شر، تعاسة (دوماس حياة 228، عبد الواحد 112: 8، معجم التنبيه).
انقام: اصطلاح بحري يتعلق بهبوب الريح (الجريدة الآسيوية 1841: 1: 588).
انتقام: عقاب، عقاب جسدي (الكالا). يستخدم تعبير آخر في هذا المعنى هو قولهم: يحرق عليه الارم، والارم الأضراس، أي يحك بعضها ببعض من الغيظ. (المترجم).
[نقم] نه: فيه "المنتقم": المبالغ في العقوبة لمن يشاء، من نقم- إذا بلغت به الكراهة حد السخط. ومنه ح: إنه ما "انتقم" لنفسه قط إلا أن تنتهك محارم الله، أي ما عاقب أحدًا على مكروه أتاه من قبله، ويقال: نقم من فلان الإحسان- إذا جعله مما يؤديه إلى كفر النعمة. ومنه ح الزكاة: ما "ينقم" ابن جميل إلا أنه كان فقيرًا فأغناه الله، أي ما ينقم شيئًا من منع الزكاة إلا أن يكفر النعمة فكأن غناه أداه إلى كفر نعمة الله. ك: نقم من باب ضرب، والاستثناء مفرغ، وأنه- مفعول له أو به، أي ليس شيء ثمه ينقم له ابن جميل يوجب له منع الزكاة إلا أن أغناه الله، وهو ليس بموجب له فلا موجب له أصلًا، كقولهم: لا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول، قيل: كان منافقًا ثم تاب، قيل: فيه نزل "وما "نقموا" إلا أن أغناهم الله" ثم جاء نبي الله فقال: استثناني ربي، فتاب وصلح، والمشهور نزولها في غيره، ط: وإسناد الإغناء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لكونه السبب لدخوله في الإسلام واستحقاق الغنائم. ن: ينقم- بكسر قاف، أفصح من فتحها، قيل: كان منعه توقفا إلى أن يرى هل يسامح. نه: ومنه ح عمر: فهو كالأرقم إن يقتل "ينقم"، أي إن قتله كان له من ينتقم منه، والأرقم: الحية، كانوا يزعمون أن الجن تطلب بثأر الجان وهي الحية، فربما مات قاتله وربما أصابه خبل.
(ن ق م)

النقمَة، والنقمة: الْمُــكَافَأَــة بالعقوبة.

وَالْجمع: نقم، ونقم فنقم: لنقمة، ونقم: لنقمة.

وَأما ابْن جني فَقَالَ: نقمة، ونقم، قَالَ: وَكَانَ الْقيَاس أَن يَقُولُوا فِي جمع: نقمة: نقم، على حدّ: كلمة وكلم، فعدلوا عَنهُ إِلَى أَن فتحُوا المكسر وكسروا المفتوح، وَقد علمنَا أَن من شَرط الْجمع بخلع الْهَاء: أَلا يُغير من صِيغَة الْحُرُوف شَيْء وَلَا يُزَاد على طرح الْهَاء، نَحْو: تَمْرَة وتمر، وَقد بَينا جَمِيع ذَلِك فِيمَا حَكَاهُ هُوَ: من معدة ومعد.

وَقد نقم: ونقم نقما، وانتقم.

ونقم الشَّيْء، ونقمه: أنكرهُ، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا نقموا مِنْهُم) .

وضربه ضَرْبَة نقم: إِذا ضربه عَدو لَهُ.

وَإنَّهُ لميمون النقيمة: إِذا كَانَ مظفراً بِمَا يحاول.

وَقَالَ يَعْقُوب: ميمه بدل من بَاء نقيبة.

والناقم: ضرب من تمر عمان.

وَبَنُو الناقمية: بطن من عبد الْقَيْس، قَالَ أَبُو عبيد: أنشدنا الْفراء عَن الْمفضل لسعد بن زيد مَنَاة:

لقد كنت اهوى الناقمية خُفْيَة ... فقد جعلت آسان بَين تقطع
(فِي السِّيَرِ) فَإِنْ كَانُوا أَسَرُوهُمْ (وَنَقَمُوا) أَهْلَ دَارِهِمْ فَحَارَبُوهُمْ إنْ صَحَّتْ الرِّوَايَةُ هَكَذَا كَانَ عَلَى التَّضْمِينِ أَوْ حَذْفِ الْمُضَافِ وَإِلَّا فَالصَّوَابُ نَقَمُوا عَلَى أَهْلِ دَارِهِمْ يُقَالُ (نَقَمَ مِنْهُ وَعَلَيْهِ) كَذَا إذَا عَابَهُ وَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ يَنْقِمُ نَقْمًا وَنَقِمَ بِالْكَسْرِ لُغَةً وَفِي التَّنْزِيل {هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا} [المائدة: 59] وَقَالَ أَبُو الْعَلَاءِ الْمَعَرِّيُّ
(نَقِمْتُ الرِّضَا حَتَّى عَلَى ضَاحِك الْمُزْنِ)
(ن ق ي) : (شَيْءٌ نَقِيٌّ) نَظِيفٌ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - (كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ) يَعْنِي الْحَوَارِيَّ وَأَمَّا النَّفِيُّ بِالْفَاءِ هُوَ مَا نَفَتْهُ الرَّحَى وَتَرَامَتْ بِهِ فَصَحِيحٌ لُغَةً إلَّا أَنَّ الرِّوَايَةَ فِي الْحَدِيثِ صَحَّتْ بِالْقَافِ (وَالتَّنْقِيَةُ) التَّنْظِيفُ وَالْإِنْقَاءُ لُغَةً (وَالِاسْتِنْقَاءُ) الْمُبَالَغَةُ فِي تَنْقِيَةِ الْبَدَنِ قِيَاسٌ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّكَ طَهُرْتَ وَاسْتَنْقَيْت فَصَلِّ وَالْهَمْزَةُ فِيهِ خَطَأٌ (وَالنِّقْيُ) الْمُخُّ (وَمِنْهُ) نَهَى أَنْ يُضَحَّى بِالْعَجْفَاءِ الَّتِي (لَا تُنْقَى) أَيْ لَيْسَ لَهَا نِقْيٌ لِشِدَّةِ عَجَفِهَا.
(نقم) - قوله تعالى: {هَلْ تَنْقِمُونَ} .
يقال: نقَمَ يَنْقِمُ، ونَقِمَ يَنْقَمُ: أنْكَر وكَرِهَ أَشَدَّ الكَرَاهَةِ نَقُوماً ونِقْمَةً.
- وفي الحديث : "ما يَنْقِمُ ابنُ جَميل إلّا أنّه كانَ فَقِيرًا فأغناه الله" قال عبدُ الغافِرِ: يُقالَ: نَقِم منه الِإحْسَانَ؛ إذا جعل الاحسَانَ مما يُؤدّيِه إلىِ كُفْر النِّعْمَةِ: أي أدَّاه غِنَاه إلى أَنْ كَفَر نِعَمةَ الله، فما يَنِقم شيئاً في مَنْع الزَّكاة، إلّا أن يَكفُرَ النِّعمَة. ونَقَمْتُ على الرّجُلِ أنْقِمُ؛ إذا عِبْتَ عليه.
- وفي حَديث عمر - رضي الله عنه -: "إنْ يُقتَل يَنْقَمْ"
: أي إن قَتَلتَه كَان له مَن يَنتَقِمُ مِنك.
قال القُتَبِىّ: كانوا في الجَاهِليَّةِ يزعُمُون أن الجنَّ تَطْلُبُ بثأرِ الجانِّ ، فَرُبّما مَاتَ قاتِلُه، وربما أصَابَه خَبَلٌ.
فرَوَى ابن مَسْعودٍ - رضي الله عنه -: "أنَّ النَّبِىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: مَنْ خَشِىَ إرْبَهُنَّ فَلَيْسَ مِنّا" فأمَرَ بقَتلِهنَّ.
- ومنه الحَديث: "أنّه مَا انْتَقَم لِنَفْسه قطُّ إلّا أَن تُنْتَهَكَ مَحارِمُ الله تَعالى"
: أي مَا عَاقبَ أحَدًا عَلى مَكْرُوهٍ أَتاه مِن قِبَلهِ نِقمةً.
نقم
نقَمَ على/ نقَمَ من يَنقِم، نَقْمًا ونُقُومًا، فهو ناقِم، والمفعول منقوم عليه
• نقَم على جاره: اشتدّ سُخْطُه عليه "نقَم على صديقه تصرُّفَه: أنكره وعابه عليه".
• نقَم عليه كذا/ نقَم منه كذا: أنكره وعابه "نقَمتِ الإدارةُ من أحد موظَّفيها لاستهتاره بالنّظام- {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ} ". 

نقِمَ/ نقِمَ من يَنقَم، نَقَمًا، فهو ناقم، والمفعول مَنْقوم
• نقِمَ منه الشَّيءَ/ نقِمَ من الشَّيءِ: نقَمه، أنكره وعابه " {وَمَا نَقِمُوا مِنْهُمْ إلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [ق] ". 

انتقمَ من ينتقم، انتِقامًا، فهو مُنتقِم، والمفعول مُنتقَم
 منه
• انتقم من خصمِه: عاقَبَه "التأخُّر في الانتقام يجعل الضربةَ أشدّ قسوة- وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا [حديث]- {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} ". 

انتقام [مفرد]: مصدر انتقمَ من.
• ذو انتقام: من صفات الله تعالى، ومعناه: المبالغ في العقوبة لمن يشاء، المسلِّط بلاءه على العُصاة. 

انتقاميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انتقام: "أعمال/ عمليَّات انتقاميَّة- تشنّ إسرائيلُ حملة انتقاميَّة ضدّ المقاومة الفلسطينيَّة" ° أضرار انتقاميّة: تعويض يقرِّره المحلّفون للمصاب نتيجة الإهمال الجسيم أو الفعل المتعمّد ويكون التعويض بأكثر من قيمة الأذى الفعليّ.
2 - مصدر صناعيّ من انتقام: نزعة عدوانيّة لإلحاق الضَّرر بالآخرين انتقامًا منهم "تتَّسم السياسة الأمريكيّة بالعدوانيّة والانتقاميّة في التعامل مع العراق". 

مُنتقِم [مفرد]: اسم فاعل من انتقمَ من.
• المُنتقِم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُبالغ في العقوبة لمن يشاء، المُسلِّط بلاءَه على العُصاة. 

نَقْم [مفرد]: مصدر نقَمَ على/ نقَمَ من. 

نَقَم [مفرد]: مصدر نقِمَ/ نقِمَ من. 

نِقْمة [مفرد]: ج نِقْمات ونِقَم:
1 - عُقوبَة "انتقم منه شرَّ نقمة- النِّقمة من جنس العمل" ° نِقمة عامّة: استياء عامّ.
2 - عكس نِعْمة. 

نُقوم [مفرد]: مصدر نقَمَ على/ نقَمَ من. 

نقم: النَّقِمةُ والنَّقْمةُ: المــكافأَــة بالعقوبة، والجمع نَقِمٌ

ونِقَمٌ، فنَقِمٌ لنَقِمة، ونِقَمٌ لنِقْمةٍ، وأَما ابن جني فقال: نَقِمة

ونِقَمٌ، قال: وكان القياس أن يقولوا في جمعِ نَقِمة نَقِم على جمع كَلِمة

وكَلِمٍ فعدلوا عنه إلى أَن فتحوا المكسورَ وكسروا المفتوح. قال ابن سيده:

وقد علمنا أَن من شرط الجمع بِخَلع الهاء أَن لا يُغَيَّر من صيغة الحروف

شيء ولا يُزاد على طرح الهاء نحو تَمْرة وتَمْر، وقد بيَّنَّا ذلك جميعه

فيما حكاه هو من مَعِدةٍ ومِعَدٍ. الليث: يقال لم أَرْض منه حتى نَقِمْت

وانتَقَمْت إذا كافأَــه عقوبةً بما صنَع. ابن الأَعرابي: النِّقْمةُ

العقوبة، والنِّقْمةُ الإنكار. وقوله تعالى: هل تَنْقِمون مِنّا؛ أَي هل

تُنْكِرون. قال الأَزهري: يقال النَّقْمةُ والنِّقْمةُ العقوبة؛ ومنه قول عليّ

بن أَبي طالب، كرم الله وجهه:

ما تَنْقِمُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي،

بازِل عامَيْنِ فَتِيّ سِنِّي

وفي الحديث: أنه ما انتَقَم لنفسِه قَطّ إلا أن تُنتَهَكَ مَحارِمُ الله

أَي ما عاقبَ أَحداً على مكروهٍ أتاه من قِبَله، وقد تكرر في الحديث.

الجوهري: نَقَمْتُ على الرجل أَنقِمُ، بالكسر، فأَنا ناقِمٌ إذا عَتَبْت

عليه. يقال: ما نَقِمْتُ منه إلا الإحسانَ. قال الكسائي: ونَقِمْت، بالكسر،

لغة. ونَقِم من فلانٍ الإحسانَ إذا جعله مما يُؤَدِّيه إلى كُفر النعمة.

وفي حديث الزكاة: ما يَنْقَمُ ابنُ جَميلٍ إلا أَنه كان فَقيراً فأَغناه

الله أَي ما يَنْقَمُ شيئاً من مَنْع الزكاة إلا أن يَكفر النِّعْمة

فكأَنَّ غناه أَدَّاه إلى كُفْرِ نِعْمةِ الله. ونَقَمْتُ الأَمرَ

ونَقِمْتُه إذا كَرهته. وانْتَقَمَ اللهُ منه أي عاقَبَه، والاسم منه النَّقْمةُ،

والجمع نَقِمات ونَقِمٌ مثل كَلِمةٍ وكلِمات وكَلِمٍ، وإن شئتَ سكّنت

القاف ونقلت حركتَها إلى النون فقلت نِقْمة، والجمع نِقَمٌ مثل نِعْمة

ونِعَم؛ وقد نَقَمَ منه يَنْقِمُ ونَقِمَ نَقَماً. وانْتَقَمَ ونَقِمَ الشيءَ

ونَقَمَه: أَنكره. وفي التنزيل العزيز: وما نَقَموا منهم إلا أَن

يُؤْمِنوا بالله؛ قال: ومعنى نَقَمْت بالَغْت في كراهة الشيء؛ وأَنشد ابن قيس

الرُّقيّات:

ما نَقِمَوُا من بَني أُمَيَّةَ إلا

أَنهم يَحْلُمون، إنْ غَضِبوا

يُروى بالفتح والكسر: نَقَمُوا ونَقِمُوا. قال ابن بري: يقال نَقَمْتُ

نَقْماً ونُقوماً ونَقِمةً ونِقْمةً، ونَقِمْتُ: بالَغْتُ في كراهة الشيء.

وفي أَسماء الله عز وجل: المُنْتَقِم، هو البالغ في العقوبة لمنْ شاءَ،

وهو مُفْتَعِل مِنْ نَقَمَ يَنْقِم إذا بَلَغَتْ به الكراهةُ حدَّ

السَّخَطِ. وضرَبه ضَرْبة نَقَمٍ إذا ضرَبه عَدُوٌّ له. وفي التنزيل العزيز: قل

يا أَهلَ الكتاب هل تَنْقمون منّا إلاَّ أَن آمَنّا بالله؛ قال أَبو

إسحق: يقال نَقَمْتُ على الرجل أُنْقِم ونَقِمْتُ عليه أَنْقَم، قال:

والأَجوَدُ نَقَمْتُ أَنْقِم، وهو الأَكثر في القراءة. ويقال: نَقِمَ فلانٌ

وَتْرَه أي انْتَقَم. قال أَبو سعيد: معنى قول القائل في المثل: مَثَلي

مَثَلُ الأَرْقَم، إن يُقْتَلْ يَنْقَمْ، وإن يُتْرَك يَلْقَمْ؛ قوله إن

يُقْتَلْ يَنْقَمْ أي يُثْأَر به، قال: والأَرْقَمُ الذي يُشْبه الجانّ،

والناسُ يَتَّقونَ قَتْلَه لشَبهه بالجانّ، والأَرْقَم مع ذلك من أَضعف

الحيّات وأَقلِّها عَضّاً. قال ابن الأثير: وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فهو

كالأَرْقَمِ إن يُقْتَلْ يَنْقَمْ أي إن قتَلَه كان له من يَنْتَقِمُ منه،

قال: والأَرْقَمُ الحيّة، كانوا في الجاهلية يزعمون أن الجِنَّ تَطْلُبُ

بثأْرِ الجانَّ، وهي الحيّة الدقيقة، فربما مات قاتِلُه، وربما أَصابه

خَبَلٌ. وإنه لمَيْمُونُ النَّقيمةِ إذا كان مُظَفَّراً بما يُحاوِل، وقال

يعقوب: ميمه بدل من باء نَقِيبةٍ. يقال: فلانٌ مَيْمونُ العريكةِ

والنقيبة والنَّقيمةِ والطَّبيعة بمعنى واحد.

والناقمُ: ضَرْبٌ من تمرِ عُمانَ، وفي التهذيب: وناقِمٌ تمرٌ بعُمانَ.

والناقميّةُ: هي رَقاشِ بنتُ عامرٍ. وبنوا الناقِميّةِ: بَطْنٌ من عبد

القيس؛ قال أَبو عبيد: أَنشدنا الفراء عن المُفَضَّل لسعد بن زيد

مَناةَ:أَجَدَّ فِراقُ الناقِميّةِ غُدْوةً،

أم البَيْنُ يَحْلَوْ لي لِمَنْ هو مُولَعُ؟

لقد كنتُ أَهْوَى الناقِميَّةِ حِقْبةً،

فقد جَعَلَتْ آسانُ بَيْنٍ تَقَطَّعُ

التهذيب: وناقِم حَيٌّ من اليمن؛ قال

(* قوله «وناقم حي من اليمن قال

إلخ»« كذا بالأصل، وعبارة التهذيب: يقال لم أرض منه حتى نقمت وانتقمت إذا

كافأته عقوبة بما صنع، وقال يقود إلخ).

يَقودُ بأَرسان ِ الجِيادِ سَراتُنا،

لِيَنْقِمنَ وتراً أَو ليدفَعْنَ مَدفَعا

وناقمٌ: لقبُ عامر بن سعد بن عديّ بن جَدَّانَ بنِ حَدِيلَةَ. ونَقَمَى:

اسمُ موضع.

نقم
(ونَاقِمٌ: لقبُ عامِر بن سعد بن عَدِيِّ) بن جُدَّانَ بن جَدِيلَةَ بن أسَدِ ابْن ربيعةَ، كَمَا فِي الصِّحاح وَهُوَ وَالِد رَقَاشِ الْمَذْكُورَة، وَبِه سُمِّيت، وَهُوَ (أَبُو بَطْنٍ) ، قَالَ أَبُو الْفرج الأصبهانيُّ: انْتَقَمَ لِلَطْمَةٍ لُطِمَهَا، فسُمّي نَاقِمًا. (و) ناقِمٌ: (اسمُ تَمْرٍ بعُمان) ، نَقَلَهُ الأزهريّ، وَابْن سِيدَهْ. (ونُقْمُ، بِالضَّمِّ: ة، باليمَن) . قلت: قد أجْحَفَ المصنِّف فِي ضَبطها وبيانها، إجْحافًا كُلِّيًّا، وَالصَّوَاب فِي ضَبطهَا، بضَمَّتَيْنِ وبِفَتْحَتَيْنِ، وكعضُدٍ، كَمَا صرَّح بِهِ ياقوت، وَأما الضمُّ، وَحده مَعَ تسكينِ القافِ، فَلم يذكرْهُ أحد، قَالَ ياقوت: هُوَ جَبَلٌ مُطِلٌّ على صنعاء اليمنِ، قرب غُمْدَانَ، قَالَ فِيهِ زِيَاد بن مُنقذ:
(لَا حبَّذا أنتِ يَا صَنعاءُ من بلدٍ ... وَلَا شُعوبُ هَوًى منِّي وَلَا نُقُمُ)

(وَلنْ أُحبَّ بلادا قد رأيتُ بهَا ... عَنْسًا وَلَا بَلَدا حلَّت بِهِ قُدُمُ)

(إِذا سقى الله أَرضًا صَوْبَ غَادِيَةٍ ... فَلَا سقاهُنَّ إِلَّا النَّارَ تضْطَرِمُ)
وَهِي قصيدة فِي الحماسة. (و) هُوَ (مَيْمُونُ النَّقيمة، أَي: النَّقِيبَةِ) : إِذا كَانَ مُظَفَّرًا بِمَا يُحاول، قَالَ يَعْقُوب: ميمُهُ بدل من بَاء نَقِيبَةٍ، ومثلُهُ: مَيْمُونُ العَرِيكةِ، والطَّبيعَةِ. (و) نُقْمَى (كَحُبْلَى: وادٍ) ، نَقَلهُ أَبُو الْحسن الخُوارِزْمِيُّ. (و) نَقَمَى، (كَجَمَزَى: ع، من أَعْرَاض الْمَدِينَة) كَانَ لآل أبي طَالب، قَالَ ابْن إِسْحَاق: وأقبَلَتْ غَطَفَانُ، يَوْم الخَنْدَقِ، وَمن تَبِعَهَا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، حَتَّى نَزَلُوا بذَنَبِ نَقَمَى إِلَى جَانِبِ أُحُدٍ. [] وِممَّا يُسْتدْرَكُ عَلَيه: نَقمَ عَلَيْهِ، كَضَرَبَ وِسَمِعَ، عَتَبَ عَلَيْهِ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ. والنُّقُومُ: مَصْدَرٌ، ذَكَرَهُ ابنُ القَطَّاعِ. ونَقِمَ مِنْ فُلاَنٍ الإِحْسَانَ، كَعَلِمَ: إِذَا جَعَلَهُ مَمَّا يُؤَدَيهِ إِلَى كُفْرِ النَّعْمَةِ. ونَقَّمَ تَنْقِيمًا: بَالَغَ فِي كَرَاهَةِ الشَّيْءِ. وَمِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى: المُنْتَقِمُ، هَوَ البَالِغُ فِي العَقُوبَةِ لِمَنْ شَاءَ. وضَرَبَهُ ضَرْبَةَ نَقَمٍ: إِذا ضَرَبَهُ عَدُوُّ لَهُ.

وزن

(و ز ن) : (الِاتِّزَانُ) الْأَخْذُ بِالْوَزْنِ يُقَالُ (وَزَنْتُ لَهُ الدَّرَاهِمَ) فَاتَّزِنْهَا كَقَوْلِك نَقَدْتُهَا لَهُ فَانْتَقَدَهَا وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَأُعْطِيتُ بِهَا (وَزْنَهُ وَزِيَادَةً) أَيْ اُشْتُرِيَ مِنِّي ذَلِكَ الْإِنَاءُ بِمِثْلِ وَزْنِهِ ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً وَزِيَادَةً لِجَوْدَتِهِ وَإِحْكَامِ صَنْعَتِهِ وَوَزْنُ سَبْعَةٍ فِي د ر.
(وزن)
الشَّيْء (يزن) وزنا وزنة رجح وَالشَّيْء قدره بوساطة الْمِيزَان وَرَفعه بِيَدِهِ ليعرف ثقله وَخِفته وَقدره يُقَال وزن الْكَلَام وخرصه وحزره يُقَال وزن ثَمَر النّخل وَالدَّرَاهِم لَهُ نقدها بعد الْوَزْن وَالشَّيْء درهما كَانَ بوزنه وَنَفسه على الْأَمر وطنها عَلَيْهِ وَالشعر قطعه وميز بَين ثقله وَخِفته ونظمه مُوَافقا للميزان الْعَرُوضِي

(وزن) (يُوزن) وزانة كَانَ متثبتا وَكَانَ وزين الرَّأْي وَثقل فَهُوَ وزين
و ز ن : وَزَنْتُ الشَّيْءَ لِزَيْدٍ أَزِنْهُ وَزْنًا مِنْ بَابِ وَعَدَ وَزِنْتُ زَيْدًا حَقَّهُ لُغَةٌ مِثْلُ كِلْتُ زَيْدًا وَكِلْتُ لِزَيْدٍ فَاتَّزَنَهُ أَخَذَهُ وَوَزَنَ الشَّيْءُ نَفْسُهُ ثَقُلَ فَهُوَ وَازِنٌ وَمَا أَقَمْتُ لَهُ وَزْنًا كِنَايَةٌ عَنْ الْإِهْمَال وَالِاطِّرَاحِ وَتَقُولُ الْعَرَبُ لَيْسَ لِفُلَانٍ وَزْنٌ أَيْ قَدْرٌ لِخِسَّتِهِ وَهَذَا وِزَانُ ذَاكَ وَزِنَتُهُ أَيْ مُعَادِلُهُ وَالْمِيزَانُ مُذَكَّرٌ وَأَصْلُهُ مِنْ الْوَاوِ وَجَمْعُهُ مَوَازِينُ. 

وزن

1 وَزَنَ It (a thing) was heavy: (Msb:) or outweighed, or preponderated; syn. وَجَحَ. (TA.) 3 هٰذَا يُوَازِنُ هٰذَا This is equiponderant to this. (S.) 8 اِتَّزَنَهُ He took it, or received it, by weight. (S, * Mgh, Msb, K. *) See an ex. voce سَنْجَةٌ.

الوَزْنُ A certain star in the left fore leg of Centaurus. (Kzw.) See حَضَارِ.

زِنِىٌّ

, rel. n. of زِنَةٌ. (S, art. وعد, q. v., voce عِدَةٌ.) وَازِنٌ

: see رَاجِحٌ: heavy: (Msb:) or of full weight: (KL:) pl. وُزَّنٌ: see زَالٌّ. You say, دِرْهَمٌ وَازِنٌ (S) A full, or complete, dirhem: (so in a copy of the S:) [a dirhem of full weight: a heavy dirhem. (PS.) وَزَّانٌ A weigher. (TA, in art. قسط.) مِيزَانٌ A weighing-instrument; (TA:) a balance; a pair of scales. b2: The weight of a thing. (K, &c.) See مِثْقَالٌ.
وزن
الوَزِيْنُ: الحَنْظَلُ المَطْحُونُ. والوَزْن: فِعْلُ الوَزّانِ ما يَزِنُ بالمِيْزِانِ. والمَوْزُوْنُ من الرجَالِ: الذي لا خيْرَ فيه. وهو - أيضاً -: القَصِيْرُ القَوائِمِ، وجَمْعُه مَوْزُوْنُوْنَ. وهو تُجَاهَكَ ووِزَانَكَ: أي يُحَاذِيْكَ، ووِزْنَكَ - مِثْلُه - ووَزْنَكَ ومِيْزَانَكَ.
وائْتَزَنَ العِدْلُ: اعْتَدَلَ بالآخر.
وهو وَزِيْنُ الرأيِ: أي رَزِيْنُه، وقد وَزُنَ يَوْزُنُ وَزَانَةً. والوَزْنَةُ: أكْلَةٌ في كل يَوْمِ ولَيْلَةٍ؛ كالوَزْمَةِ. وأوْزَنَ نَفْسَه على كذا: وَطّنَها عليه. وقامَ مِيْزَانُ النَّهَارِ: أي انْتَصَفَ. وهو يَأتَزِنُ الدَّرَاهِمَ وَيتَّزِنُها.
و ز ن: (الْمِيزَانُ) مَعْرُوفٌ. وَ (وَزَنَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ وَعَدَ وَ (زِنَةً) أَيْضًا. وَيُقَالُ: (وَزَنْتُ) فُلَانًا وَوَزَنْتُ لِفُلَانٍ قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 3] وَهَذَا يَزِنُ دِرْهَمًا. قُلْتُ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُسَاوِي دِرْهَمًا فِي الْقِيمَةِ لَا فِي الثِّقَلِ كَذَا وَقَعَ لِي. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ» أَيْ تَعْدِلُ وَتُسَاوِي. وَدِرْهَمٌ (وَازِنٌ) .
وَ (وَازَنَ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ مُوَازَنَةً وَ (وِزَانًا) . وَهَذَا يُوَازِنُ هَذَا إِذَا كَانَ عَلَى زِنَتِهِ أَوْ كَانَ مُحَاذِيَهُ. وَيُقَالُ: (وَزَنَ) الْمُعْطَى (وَاتَّزَنَ) الْآخِذُ كَمَا يُقَالُ: نَقَدَ الْمُعْطَى وَانْتَقَدَ الْآخِذُ. 
و ز ن

وزنه وزناً وزنة، ووزنت له الدراهم، فاتّزنها، كقولك: نقدتها له فانتقدها. واتّزن العدل: اعتدل بالآخر. ودينار وازن، ودراهم وازنة بوزن مكة. ووازن الشيء الشيء: ساواه في الوزن، وتوازنا واتّزنا. وسمعتهم يقولون: أخذت كذا بكذا وزنة بوزنة، ووزنت الشيء ووزنته وثقلته إذا رزته بيدك لتعرف وزنه.

ومن المجاز: استقام ميزان النهار: انتصف. وكلام موزون. وتقول: زن كلامك ولا تزنه. وهو وزين الرأي، وقد وزن وزانة أي رزينه. وداري توازن دارك أي تحاذيها، وهي بوزانها ووزنها وزنتها: بحذائها. قال محمد بن يزيد الأموي:

حتى إذا ما الحوت في ... حوض من الدلو كرع

ووازن الكفّ التي ... فيها خضاب قد نصع

للثريا كفان: الجذماء والخضيب. وهو بميزان الجبل: بحذائه. وفلان راجح الوزن: موصوف برجاحة العقل والرأي. ووازنت الرجل: كافأته على فعاله. ووزن نفسه على كذا: وطّنها عليه. وما أكله إلا وزنةٌ واحدة أي وجبة.
وزن
الوَزْنُ: معرفة قدر الشيء. يقال: وَزَنْتُهُ وَزْناً وزِنَةً، والمتّعارف في الوَزْنِ عند العامّة: ما يقدّر بالقسط والقبّان. وقوله: وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ
[الشعراء/ 182] ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ
[الرحمن/ 9] إشارة إلى مراعاة المعدلة في جميع ما يتحرّاه الإنسان من الأفعال والأقوال. وقوله تعالى: فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً
[الكهف/ 105] وقوله: وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ
[الحجر/ 19] فقد قيل: هو المعادن كالفضّة والذّهب، وقيل: بل ذلك إشارة إلى كلّ ما أوجده الله تعالى، وأنه خلقه باعتدال كما قال: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ [القمر/ 49] ، وقوله: وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ
[الأعراف/ 8] فإشارة إلى العدل في محاسبة الناس كما قال: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ
[الأنبياء/ 47] وذكر في مواضع المِيزَانَ بلفظ الواحد اعتبارا بالمحاسب، وفي مواضع بالجمع اعتبارا بالمحاسبين، ويقال:
وَزَنْتُ لفلان ووَزَنْتُهُ كذا. قال تعالى: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ
[المطففين/ 3] ، ويقال: قام مِيزَانُ النهارِ: إذا انتصف.
[وزن] الميزانُ معروف، وأصله مِوْزانٌ، انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وقام ميزان النهار، أي انتصفَ. ووزنت الشئ وزنا وزنة. ويقال: وَزَنْتُ فلاناً ووَزَنْتُ لفلان. قال تعالى: (وإذا كالوهُمْ أو وَزَنوهمْ يخسرون) . وهذا يزن درهما. (*) ودرهم وازِنٌ، أي تامٌّ. وقال الشاعر : مثلُ العصافير أحلاماً ومقدرةً * لو يوزَنونَ بزِفِّ الريشِ ما وزنوا ووازنت بين الشيئين موازانة ووزانا. وهذا يُوازِنُ هذا، إذا كان على زِنَتِهِ أو كان محاذيه. ويقال: وَزَنَ المُعْطي واتَّزَنَ الآخِذُ، كما يقال نَقَدَ المُعْطي وانتقد الآخذ. وهو افتعل، قلبوا الواو تاء وأدغموا. والوزين: الحنظل المطحون. وفلان وَزينُ الرأي، أي رَزينُهُ. وقولهم: هو وزنَ الجبل، أي ناحيةً منه. وهو زِنَةَ الجبل، أي حذاءه. قال سيبويه: نُصِبا على الظرف. وتقول العرب: " حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ "، وهما نجمان يطلُعان قبل سهيل. وموزن بالفتح: موضع، وهو شاذ مثل موحد وموهب. قال كثير كأنهم قصرا مصابيح راهب * بموزن روى بالسليط ذبالها
[وزن] نه: فيه: نهى عن بيع الثمار قبل أن "توزن"، أي تحرز وتخرص، شبه الخرص به ونهى عنه لتأمن عن العاهة، فإنه لا يأمنها غالبًا إلا بعد الإدراك وذل وان الخرص، ولأنه إذا باعها قبله بشرط القطع يسقط حقوق الفقراء لأنها وجبت وقت الحصاد. ن: قال في "الميزان" كذلك، أي في الموزون مثله أي مثل المكيلات أي لا تبع رطلًا منه برطلين بل بعه بالدرهم ثم ابتع بالدراهم. "و"الوزن" يومئذ الحق" أي الميزان وهو عند أهل السنة جسم محسوس ذو لسان وكفتين يجعل الأعمال كالأعيان فيوزن أو يوزن صفحها، وقيل: كميزان الشعر، وفائدته إظهار العدل قطعًا لأعذار العباد. وح: بيده "الميزان" - مر في يخفض. ط: لو "وزنت" بما قلت لوزنتهن، أي لساوتهن أو رجحتهن، عاد الضمير إلى معنى ما، واليوم - بالجر على الاختيار، وهي في مسجدها أي موضع سجودها للصلاة، بعد أن أضحى أي دخل في الضحى، وأربع كلمات مصدر أي تكلمت أربع كلمات، بعدك أي بعد مفارقتك. وح: لو "وزنته" بأمته لرجح - مر في ز. ن: "وزنا بوزن" مثلًا بمثل، هذه الألفاظ يحتمل التوكيد والمبالغة في الإيضاح. غ: "من كل شيء "موزون"" أي معلوم مقداره. و"وزن" ثمر نخله، حزره حتى يتبين حصة المساكين. و"فلا نقيم لهم يوم القيامة "وزنا"" أي لا يزن لهم سعيهم عند الله شيئًا، ما له عندي وزن أي قدر. ج: "الوزن وزن" مكة، أي الوزن الذي يتعلق به الزكاة وزن أهل مكة وهي دراهم كل عشرة سبعة مثاقيل، والمكيال هو الصاع الذي يتعلق به الكفارات والفطرة والنفقات وهي خمسة أرطال وثلث. وفيه: "زنة" عرشه، أي بوزن عرشه في عظم قدره.

وزن


وَزُنَ(n. ac. وَزَاْنَة)
a. Was weighty.
b. Was prudent; was influential.

وَزَّنَa. see IVb. [ coll. ], Had weighed.

وَاْزَنَa. Equalled.
b. Faced, fronted.
c. Requited.
d. [Bain], Compared.
أَوْزَنَ
a. [acc. & 'Ala], Accustomed, trained (himself) to;
applied himself to.
تَوَاْزَنَa. Balanced, counterbalanced; were equal.

إِوْتَزَنَ
(ت)
a. Was weighed.
b. Had weighed; received weighed.
c. Was equal, equivalent.
d. Was rhythmical (verse).
وَزْن
(pl.
أَوْزَاْن)
a. Weight; full weight.
b. Metre, measure.
c. Paradigm.
d. (pl.
وُزُوْن), Heavy load of dates.
e. see 5t & 23
وَزْنَة
(pl.
وَزَنَات)
a. A weight.
b. Talent, shekel.

وَزْنِيّa. Heavy, weighty.

وِزْنَةa. Manner of weighing.

وَزِنَةa. Weighing.

أَوْزَنُa. Heavier; weightier.
b. More influential.

وَاْزِنa. Weigher.
b. Of full weight.

وِزَاْنa. Opposite; facing; vis-à-vis.

وَزِيْنa. see 1yib. Powdered collyrium.

مِيْزَان [] (pl.
مَوَاْزِيْنُ)
a. Balance, scales; weighing-machine.
b. Justice, equity; fairness; precision
exactness, nicety.
c. Quantity; measure.
d. see 1 (b) (c).
f. [art.], Libra (constellation).
مَوْزُوْن [ N.
P.
a. I], Weighed.
b. Regular ( verse & c. ).

مُوَازِن [ N.
Ag.
a. III], Equal, equivalent.
b. Counterpoise; make-weight.

مُوَازَنَة [ N.
Ac.
وَاْزَنَ
(وِزْن)]
a. Equilibrium.
b. Equality.
c. Parallelism ( in verse ).
زِنَة
a. see 23b. Equivalent.

رَاجِع الوَزْن
a. Wise.

أَوْخَن الْقَوْم
a. Chief.

وَزِيْن الرَّأْي
a. Judicious.

هُوَ وَزْنَهُ
a. He is opposite him.

إِنَّهُ لَحَسنُ الْوِزْنَة
a. It is well thought of.

إِسْتَقَامَ مِيْزَان
النَّهَار
a. or
قَامَ It is noon.
وزن:
وزن يوزن: (بقطر، أماري دبولوماسية -9:216). وعند (المقدسي) يَزِن تصحيف يوزن (معجم الجغرافيا).
وزن: المعنى الحرفي أعطى أحدهم قطعاً من النقود بعد أن وزنها أي أعطاها له بالوزن أو بتعبير آخر، دفعها وهناك أيضاً دفع عن دفع مالاً بذمة الآخرين (هذا المعنى ورد عند (فريتاج، كرست 14:123) (رسالة إلى السيد فليشر 83). يقال، في العادة، وزنت له ولكن يقال وزنت فلاناً مثلما يقال كِلتُ زيداً مثلما يقال كلت فلاناً (م. المحيط). إن (فريتاج) ذكر هذا المعنى ثلاث مرات (في رقم 2 و5 و6) مما يدل على أنه لم يكن لديه فكرة صحيحة عن معناها.
وزن: قام بقياس مستوى الأرض أو مستوى الماء (معجم الإدريسي، المقري 13:124:1، ابن العوام 14:147:1): أما كيفية العمل في وزن الأرض بالآلة التي تسمى المُرجِيقلَ وبغيرها لتعديلها لجري الماء
عليها.
وزن: عادل، أنظر (محيط المحيط): (وهذا يزن درهماً أي معدل درهماً).
وَزْن: في (محيط المحيط): والوزن عند العروضيين هو التقطيع عند الصرفيين وهو مقابلة الأصل بالفاء والعين واللام الزائد بمثله) (بقطر).
وزنة: مقدار من الوزن (باشليك 117).
وزنة: مارك فضي (ثمانية أوقيات). نصف ليرة (الكالا) = قنطار.
الوزنة: في (محيط المحيط): ( ... عند أهل لبنان ثلاثة أرطال وعند أهل بيروت خمسة).
وزنة: مستوى (الإدريسي 5:113): وجرى الماء بوزنة معتدلة.
وزنيّ: موزون rhythmique ( بقطر).
وزون: أنظر الكلمة في (فوك) في مادة Ponderate.
وزين: موزون، معدول بالمسواة أو بمقياس التسوية (الكالا).
وزانة: عملية الوزن وكذلك ما يوزن (بقطر).
وزّان: القائم بالوزن (فوك، بقطر، معجم الماوردي، طرائف تاريخ العرب 8:57] وليس كما ورد في المعجم [، أماري دبلوماسية 1:90): الوزان الذي يزن لهم سلعهم؛ إن النص الذي ورد في (معيار 2:7): وطعامها لا يقبل الاختزان ولا يحفظ الوزّان صيغة غير جيدة وقد شك (فليشر) في جملة ولا يحفظه الوزّان ولم أجد ترجمة أخرى أكثر دقة. إننا نعثر أحياناً على الوزّان ابن الوزان كلقب ومثال هذا ما ورد عند (دي ساسي كرست 13:93:1، حياّن بسّام 30:1). وعند تلميذ (ابن رشد) الذي هو موضوع أبحاثي الآن (358:1) يدعى، أيضاً، (ابن الورّان - بالراء) الذي ذكره (أماري) الذي تفضل بإعطائي إياه (وهو اسم لا أصل له ولكنه (ابن الوزّان - بالزاي)) الذي وجده (سيمونيه) في (ابن الأبار).
أوزن: شعر أكثر انسجاماً مع سياق الكلام (المقري 17:309:1).
موزون: دق موزون: طريقة الضرب وفقاً للوزن (بقطر).
موزون: (من أنواع النقود الفضية) (بلانكي) (هوبست 128، 280).
ميزان: والجمع موازين (م. المحيط) (فوك، انهانج 101:1 ميزانات، بقطر). ميزان: اصطلاح لاهوتي. صفة حساب الحق للعباد. توزن به الأعمال والنيات أيضاً ويقصد به الامتحان أيضاً وتقويمها في يوم الدينونة الأخير (زيتشر 44:20، عدد 63) برج الميزان: الفلك La Balance ( بقطر، محيط المحيط).
الميزان: الاسم الذي تطلقه العامة على الأنجم الثلاثة التي هي خارج فلك العقاب (القزويني 2:33:1).
نوء الميزان: هو في (التقويم) يوم 9 كانون الأول. وفي الترجمة اللاتينية الهقعة etest. Allaca.
ميزان الشمس: الساعة الشمسية: مزولة (المعجم اللاتيني orologiun) .
ميزان الطقس أو ميزان الحر والبرد:
(الترموميتر) (بقطر).
ميزان الرقاص: قضيب حبل الرقاص الذي يحفظ التوازن في الساعة (بقطر).
ميزان: المنظّم (البندول) (بقطر).
ميزان: Coole اسم لمجموعة قوانين أو شرائع (تاريخ تونس 91): ورتَّب عثمان داي قوانين الرعايا في دفتر سموه بالميزان.
ميزان: للنقود والأثقال التي تحتاج إلى ما يوزنها وفقاً للقانون (زيتشر 833:4).
ميزان: في (محيط المحيط): ( ... وعند المنطقيين يطلق على علم المنطق).
ميزان: قبطل (أنظر مادة قبطل) في الجزء الثامن من ترجمة هذا المعجم.
ميزان: الميزان وحده وميزان التربيع (الكالا): nireau. وهناك ميزان القطع ذكره (ابن لويون 4) ضمن الأدوات الأربع لإخراج وطاءة الأرض ووزن المياه في جلبها؛ وهناك أداة أخرى هي ميزان الأزر الذي بأيدي البنائين لإخراج الماء من المجالس عند رمي السطوح ويزنون به أزر الدور.
ميزان: في (محيط المحيط): (الميزان عند أهل الرمل اسم البيت الخامس عشر من البيوت الستة عشر).
ميزان: في (محيط المحيط): (وعند أهل الجفر، صورة الحرف).
ميزان: في (محيط المحيط): (وعند المحاسبين ما يبقى من العدد بعد إسقاطه مرة بعد أخرى. وذلك كإسقاط التسعات، مثلاً).
أي البرهان والتحري (بقطر).
ميزان: الصارية، السلك الجوي الذي يمسك بالشراع (بقطر، هلو).
ميزان: في (محيط المحيط): (وعند الصوفية العدالة).
موازنة: ثل معدّل contr-poids ( بقطر).
موازنة: توازن (بقطر).
المتوازن: في (محيط المحيط): (هو السجع الذي فيه موازنة).
[وز ن] الوَزْنُ: رَوْزُ الثِّقَلِ والخِفَّةِ. وَزَنَ الشَّيءَِ وَزْناً وَزِنَةً، قَالَ سِيبَوَيْهِ: اتَّزَنَ يَكونُ عَلَى الاتِّخاذِ، وعلى المُطاوَعَةِ. وإنَّه لَحَسنُ الوِزْنَةِ، أي: الوَزْنِ، جَاءُوا به على الأَصْلِ، ولم يَعِلُّوه؛ لأَنَّه لَيْس بِمَصْدَرٍ، وإنَّما هو هَيْئَةُ الحَالِ. وقَالُوا: هَذَا دِرْهَمٌ وَزْناً، ووَزْنٌ، النَّصْبُ عَلَى المَصْدِرِ المَوْضُوعِ مَوْضِعَ الحَالِ، والرَّفْعُ على الصِّفَةِ، كَأَنَّكَ قُلْتَ: مَوْزُونٌ، أَو وَازِنٌ. والمِيزانُ: ما وَزِنَ بِه. وقَوْلُه تَعالَي: {فأما من ثقلت موازينه} [القارعة: 6] ، {وأما من خفت موازينه} [القارعة: 7] ، قَالَ ثَعْلَب، إنَّما أرادَ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُه، أَو خَفَّ وَزْنُه، فوَضَعَ الاسْمَ الَّذِي هُو المِيزَانُ مَوْضِعَ المَصْدَرِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: اخْتَلَفَ النّاسُ في ذِكْرِ المِيزانِ في القيِامَةِ، فجاء في التَّفْسِيرِ: أَنَّه مِيزانٌ لَه كِفَّتانِ، وأّنَّ المِيزانَ أُنْزِلَ في الدُّنَيا ليتَعامَلَ النّاسُ بالعَدْلِ، وتُوزَنَ به الأعْمالُ. ورَوِيَ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ: أنَّ المِيزانَ العَدْلُ، قَالَِ: وذَهَبَ إلى قَوْلِكَ: هَذَا وَزْنُ هَذَا، وإنْ لَمْ يَكُنْ ما يُوزَنُ، وتَأْوِيلُه أنَّه قَدْ قَامَ فِي النَّفْسِ مُسَاوِياً لِغَيْرِه، كَما يَقُومُ الوَزْنُ في مِرآةِ العَيْنِ. وقَالَ بَعْضُهم: المِيزانُ: الكِتابُ الَّذِي فيه أَعمالُ الخَلْقٍ. وهَذَا كُلُّه في بابِ اللُّغَةِ والاحْتِجاجِ سَائِغٌ، إلا أَنَّ الأَوْلَى أَنْ يَتَّبَعَ مَا جَاءَ بالأَسَانِيدِ الصِّحاحِ، فإنْ جاءَ في الخَبرِ أَنَّه مِيزانٌ لَه كِفَّتانِ، مِن حَيْثُ يَنْقُلُ أَهْلُ الثِّقَةِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُقْبَلَ ذَلِكَ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءَ مَوْزُونٍ} [الحجر: 19] مَعْنَِاهُ: مِنْ كُلِّ شَيءٍ مَوْزُونٍ: جَرَى عَلَى وَزْنٍ مِنْ قَدَرِ اللهِ، لا يُجاوِزُ ما قَدَّرَه اللهُ عَلَيهِ، لا يَستَطِيعُ خَلْقٌ زِيادةً فِيه وَلا نُقْصاناً، وقِيلَ: منْ كُلِّ شَيٍْ مَوزُونٍ، أَي: مِنْ كُلِّ شَيءٍ يُوزَنُ، نَحو: الحَدِيدِ، والرَّصَاصِ، والنُّحاسِ، والزِّرْنِيخِ، هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ. والمِيزانُ: المِقْدارُ، أَنْشَدَ ثَعلَبٌ. (قَدْ كُنْتُ قَبلَ لِقائِكُم ذَا مِرَّةٍ ... عِنْدِي لكُلِّ مُخَاصِمٍ مِيزَانُه)

وَهو مِن ذَلِكَ. وأَوْزَانُ العَرَب: ما بَنَتْ عليه أَشْعارَها، واحِدُها وَزْنٌ، وقد وَزَنَ الشِّعْرَ وَزْناً فاتَّزَنَ، كُلُّ ذلك عن أَبِي إِسْحاقَ. وَهَذَا القَوْلُ أَوْزَنُ مِنْ هَذَا، أيْ: أَقْوَى وَأَمْكَنُ، قَالَ أَبُو العبّاسَِ: كَانَ عُمَارَةُ يَقْرَأَ (وَلاَ اللَّيْلُ سَابَقُ النَّهَار) [يس: 4] ، بالنَّصْبِ، قَالَ أَبُو العّباسِ: مَا أَرْدَتَ؟ فقال: سَابِقٌ النَّهارَ، فَقُلْتُ: فَهَلاَّ قُلْتَه؟ قَالَ: لَوْ قُلْتُه لَكَانَ أَوْزَنَ. والمِيزانُ: العَدْلُ، ووَازَنَه: عادَلَه وقَابَلَه. وهو وَزْنَه وزِنَتَه وَوِزَانَه، وبوِزَانِه، أي: قُبالَتَه، وهوَ وَزْنَ الجَبلِ، وزَنَتَه، أي: حِذًَاءَه، وهي أَحَدُ الظُّروفِ الَّتِي عَزَلَها سِيبَوَيْهِ ليُفَسِّرَ مَعْنَاهَا، ولأَنَّها غَرائِبُ، أَعْني وَزْنِ الجَبِلِ، وقِياسُ مَا كَانَ مِنْ هذا النَّحْوِ أَنْ يَكَونَ مَنْصُوباً، كما ذَكَرْنَاهُ، بدليلِ مَا أَوْمَاً إلِْيهِ سِيبَوَيْهِ هُنَا، وأمّا أَبُو عُبَيْدٍ فقال: هُو وِزانُه، الرَّفْعِ. والوَزْنُ: المِثْقالُ، والجَمعُ: أَوْزَانٌ. وقَالُوا: دِرْهَمٌ وَزٌْ، وَصَفُوه بالمَصْدَرِ. وفُلانٌ أَوْزَنُ بَنِي فُلانٍ، أَي: أَوْجَهُهُمْ. ورَجُلٌ وَزِينُ الرَّأْيِ: أَصِيلُه. ووَزَنَ الرّجُلُ: رَجَحَ، ويُرْوَي بَيْتُ الأَعْشَي:

(وَإنْ يُسْتَضافُوا إلَى حُكْمِه ... يُضافُوا إِلى عادِلٍ قَدْ وَزَنْ)

وقَدْ وَزُنَ وَزَانَةً: إذا كان مُتَثَبِّتًاً. والوَزُنُ: الفِدْرَهُ مِنَ التَّمْرِ لا يَكادُ الرَّجُلُ يَرْفَعُها بٍِ يَدَيْه، تكُونُ ثُلُتَ الجُلَّةِ مِنْ جلالِ هَجَرَ، أو نِصْفَها، وجَمْعُه: وُزُونٌ،، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ، وَأَنْشَدَ:

(وكُنَا تَزَوَّدْنَا وزرنا كثِيرةً ... فَأَفْنَيْنَها لَمَّا عَلَوْا سَبْسبَاً قَفْراَ)

والوَزِينُ: حَبُّ الحَنْظَلِ المَطْحونُ يُبَلُّ باللَّبْنِ فيُؤْكَلُ، قال: (إذَا قَلَّ العُثانُ وصَارَ يَوْماً ... خَبِيئَةَ بَيْتِ ذِي الشَّرَفِ الوَزِينُ)

وَوَزْنُ سَبْعَةٍ: لَقَبٌ. والوَزْنُ: نَجْمٌ يَطْلَعُ قَبلَ سُهَيْلُ فَيُظَنُّ إيّاه، وَهْوَ أَحُد الكَوْكَبَيْنِ المُحْلِفَيْنِ. وَمَوْزَنُ: اسمُ مَوضِعِ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

(بالخيرِ أَبْلَجُ من سِقَايَةِ رَاهبٍ ... تَجْلَي بمَوْزَنَ مُشْرِقاً تِمثالُها)

والوَزْنُ: فَرسُ شَبيبِ بنِ دَيْسَمٍ.

وزن: الوَزْنُ: رَوْزُ الثِّقَلِ والخِفَّةِ. الليث: الوَزْنُ ثَقْلُ

شيء بشيء مثلِه كأَوزان الدراهم، ومثله الرَّزْنُ، وَزَنَ الشيءَ وَزْناً

وزِنَةً. قال سيبويه: اتَّزَنَ يكون على الاتخاذ وعلى المُطاوعة، وإِنه

لحَسَنُ الوِزْنَةِ أَي الوَزْنِ، جاؤوا به على الأَصل ولم يُعِلُّوه لأَنه

ليس بمصدر إِنما هو هيئة الحال، وقالوا: هذا درهم وَزْناً ووَزْنٌ،

النصب على المصدر الموضوع في موضع الحال، والرفع على الصفة كأَنك قلت موزون

أَو وازِنٌ. قال أَبو منصور: ورأَيت العرب يسمون الأَوْزانَ التي يُوزَنُ

بها التمر وغيره المُسَوَّاةَ من ا لحجارة والحديد المَوَازِينَ، واحدها

مِيزان، وهي المَثَاقِيلُ واحدها مِثْقال، ويقال للآلة التي يُوزَنُ بها

الأَشياء مِيزانٌ أَيضاً؛ قال الجوهري: أَصله مِوْزانٌ، انقلبت الواو ياء

لكسرة ما قبلها، وجمعه مَوَازين، وجائز أَن تقول للمِيزانِ الواحد

بأَوْزانِه مَوازِينُ. قال الله تعالى: ونَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ؛ يريد

نَضَعُ المِيزانَ القِسْطَ. وفي التنزيل العزيز: والوَزْنُ يومئِذٍ الحَقُّ

فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُه فأُولئك هم المفلحون. وقوله تعالى: فأَمّا من

ثَقُلَتْ مَوَازِينُه وأَما مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُه؛ قال ثعلب: إِنما

أَرادَ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُه أَو خَفّ وَزْنُه، فوضع الاسم الذي هو

الميزان موضع المصدر. قال الزجاج: اختلف الناس في ذكر الميزان في القيامة، فجاء

في التفسير: أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ، وأَن المِيزانَ أُنزل في الدنيا

ليتعامل الناس بالعَدْل وتُوزَنَ به الأَعمالُ، وروى جُوَيْبر عن

الضَّحَّاك: أَن الميزان العَدْلُ، قال: وذهب إِلى قوله هذا وَزْنُ هذا، وإِن

لم يكن ما يُوزَنُ، وتأْويله أَنه قد قام في النفس مساوياً لغيره كما يقوم

الوَزْنُ في مَرْآةِ العين، وقال بعضهم: الميزانُ الكتاب الذي فيه

أَعمال الخَلْق؛ قال ابن سيده: وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغٌ إِلا

أَن الأَولى أَن يُتَّبَعَ ما جاء بالأَسانيد الصحاح، فإِن جاء في الخبر

أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ، من حيث يَنْقُلُ أَهلُ الثِّقَة، فينبغي أَن

يُقْبل ذلك. وقوله تعالى: فلا نُقِيمُ لهم يوم القيامة وَزْناً. قال أَبو

العباس: قال ابن الأَعرابي العرب تقول ما لفلان عندي وَزْنٌ أَي قَدْرٌ

لخسته. وقال غيره: معناه خِفّةُ مَوَازينهم من الحَسَنات. ويقال: وَزَنَ

فلانٌ الدراهمَ وَزْناً بالميزان، وإِذا كاله فقد وَزَنَه أَيضاً. ويقال:

وَزَنَ الشيء إِذا قدَّره، ووزن ثمر النخل إِذا خَرَصَه. وفي حديث ابن

عباس وسئل عن السلف في النخل فقال: نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن

بَيْعِ النخل حتى يؤكل منه وحتى يُوزَنَ، قلت: وما يُوزَنُ؟ فقال رجل

عنده: حتى يُحْزَرَ؛ قال أَبو منصور: جعل الحَزْر وَزْناً لأَنه تقدير

وخَرْصٌ؛ وفي طريق أُخرى: نهى عن بيع الثمار قبل أَن توزن، وفي رواية: حتى

تُوزَنَ أَي تُحْزَرَ وتُخْرَصَ؛ قال ابن الأَثير: سماه وَزْناً لأَن الخارص

يَحْزُرُها ويُقَدِّرُها فيكون كالوزن لها، قال: ووجه النهي أَمران:

أَحدهما تحصين الأَموال

(* قوله «تحصين الأموال» وذلك أنها في الغالب لا

تأمن العاهة إلا بعد الادراك وذلك أوان الخرص). والثاني أَنه إِذا باعها قبل

ظهور الصَّلاح بشرط القطع وقبل الخَرْص سقط حقوق الفقراء منها، لأَن

الله تعالى أَوجب إِخراجها وقت الحصاد، والله أَعلم. وقوله تعالى: وإِذا

كالُوهُمْ أَو وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ؛ المعنى وإِذا كالوا لهم أَو

وَزَنُوا لهم.

يقال: وَزَنْتُ فلاناً ووَزَنْتُ لفلان، وهذا يَزِنُ درهماً ودرهمٌ

وازِنٌ؛ وقال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب:

مثْل العَصافير أَحْلاماً ومَقْدُرَةً،

لو يُوزَنُون بِزِفّ الرِيش ما وَزَنُوا

جَهْلاً علينا وجُبْناً عن عَدُوِّهِم،

لبِئْست الخَلَّتانِ: الجَهْلُ والجُبُنُ

قال ابن بري: الذي في شعره شبه العصافير. ووازَنْتُ بين الشيئين

مُوَازَنَةً ووِزاناً، وهذا يُوازِنُ هذا إِذا كان على زِنَتِه أَو كان

مُحاذِيَهُ. ويقال: وَزَنع المُعْطِي واتَّزَنَ الآخِذُ، كما تقول: نَقَدَ

المُعْطِي وانْتَقَد الآخذُ، وهو افتعل، قلبوا الواو تاء فأَدغموا. وقوله عز

وجل: وأَنبتنا فيها من كل شيء مَوْزونٍ؛ جرى على وَزَنَ، مَنْ قَدّر اللهُ

لا يجاوز ما قدَّره الله عليه لا يستطيع خَلْقٌ زيادةٌ فيه ولا نقصاناً،

وقيل: من كل شيء مَوْزونٍ أَي من كل شيء يوزن نحو الحديد والرَّصاص

والنحاس والزِّرْنيخ؛ هذا قول الزجاج، وفي النهاية: فَسَّرَ المَوْزونَ على

وجهين: أَحدهما أَن هذه الجواهر كلَّها مما يوزَنُ مثل الرصاص والحديد

والنُّحاس والثَّمَنَيْنِ، أَعني الذهب والفضة، كأَنه قصد كل شيء يُوزَنُ ولا

يكال، وقيل: معنى قوله من كل شيء مَوْزُونٍ أَنه القَدْرُ

المعلوم وَزْنُه وقَدْرُه عند الله تعالى. والمِيزانُ: المِقْدار؛

أَنشد ثعلب:

قد كُنْتُ قبل لقائِكُمْ ذا مِرَّةٍ،

عِنْدي لكل مُخاصِمٍ ميزانُه

وقام مِيزانُ النهار أَي انتصف. وفي الحديث: سبحان الله عَدَدَ خَلْقِه

وزِنَةَ عَرْشِه أَي بوَزْن عَرْشِه في عظم قَدْره، من وَزَنَ يَزِنُ

وَزْناً وزِنَةً كوَعَدَ عِدَةً، وأَصل الكلمة الواو، والهاء فيها عوض من

الواو المحذوفة من أَولها. وامرأَة مَوْزونةٌ: قصيرة عاقلة. والوَزْنَةُ:

المرأَة القصيرة. الليث: جارية موزونة فيها قِصَرٌ. وقال أَبو زيد: أَكل

فلان وَزْمَةً ووَزْنَةً أَي وَجْبةً. وأَوْزانُ العربِ: ما بَنَتْ عليه

أَشعارها، واحدها وَزْنٌ، وقد وَزَنَ الشِّعْرَ وَزْناً فاتَّزَنَ؛ كلُّ

ذلك عن أَبي إِسحق. وهذا القول أَوْزَنُ من هذا أَي أَقوى وأَمكنُ. قال

أَبو العباس: كان عُمارة يقرأُ: ولا الليلُ سابقُ النهارَ، بالنصب؛ قال

أَبو العباس: ما أَرَدْتَ؟ فقال: سابقٌ النهارَ، فقلت: فهَلاَّ قلته، قال:

لو قُلْتُهُ لكان أَوْزَنَ. والمِيزانُ: العَدْلُ. ووازَنَه: عادله

وقابله. وهو وَزْنَهُ وزِنَتَهُ ووِزانَهُ وبوِزانه أَي قُبَالَتَه. وقولهم:

هو وَزْنَ الجبل أَي ناحيةً منه، وهو زِنَةَ الجبل أَي حِذاءَه؛ قال

سيبويه: نُصِبا على الظرف. قال ابن سيده: وهو وَزْنَ الجبل وزِنَتَه أَي

حِذاءَه، وهي أَحد الظروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها غرائب،

قال: أَعني وَزْنَ الجبلِ، قال: وقياس ما كان من هذا النحو أَن يكون

منصوباً كما ذكرناه، بدليل ما أَومأَ إِليه سيبويه هنا، وأَما أَبو عبيد فقال:

هو وِزانُه بالرفع. والوَزْنُ: المثقال، والجمع أَوْزانٌ. وقالوا: درهم

وَزْنٌ، فوصفوه بالمصدر. وفلان أَوْزَنُ بني فلانٍ أَي أَوْجَهُهُمْ. ورجل

وَزِينُ الرأْي: أَصيله، وفي الصحاح: رَزينُه. ووَزَنَ الشيءُ. رَجَحَ؛

ويروى بيتُ الأَعشى:

وإِن يُسْتَضافُوا إِلى حُكْمِه،

يُضافُوا إِلى عادِلٍ قد وَزَنْ

وقد وَزُنَ وَزَانةً إِذا كان متثبتاً. وقال أَبو سعيد: أَوْزَمَ نفسَه

على الأَمر وأَوْزَنَها إذا وَطَّنَ نفسه عليه. والوَزْنُ: الفِدْرة من

التمر لا يكاد الرجل يرفعها بيديه، تكون ثلثَ الجُلَّةِ من جِلال هَجَرَ

أَو نصْفَها، وجمعه وُزُونٌ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد:

وكنا تَزَوَّدْنا وُزُوناً كثيرةً،

فأَفْنَيْنَها لما عَلَوْنا سَبَنْسَبا

والوَزِينُ: الحَنْظَلُ المطحون، وفي المحكم: الوَزينُ حَبّ الحنظل

المطحون يُبَلُّ باللبن فيؤكل؛ قال:

إِذا قَلَّ العُثَانُ وصار، يوماً،

خَبِيئةَ بيت ذي الشَّرَفِ الوَزينُ

أَراد: صار الوَزينُ يوماً خبيئة بيت ذي الشرف، وكانت العرب تتخذ طعاماً

من هَبِيدِ الحنظل يَبُلُّونه باللبن فيأْكلونه ويسمونه الوَزينَ.

ووَزْنُ سَبْعةٍ: لَقَبٌ. والوَزْنُ: نَجْم يطلُع قبل سُهَيْل فيُظَنُّ إِياه،

وهو أَحد الكَوْكبين المُحْلِفَيْن. تقول العرب: حَضارِ والوَزْنُ

مُحْلِفانِ، وهما نجمان يطلُعان قبل سُهَيْلٍ؛ وأَنشد ابن بري:

أَرَى نارَ لَيْلى بالعَقيقِ كأَنها

حَضَارِ، إِذا ما أَقْبَلَتْ، ووَزِينُها

ومَوْزَنٌ، بالفتح: اسم موضع، وهو شاذ مثل مَوْحَدٍ ومَوْهَبٍ؛ وقال

كُثَيّر:

كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابيحُ رَاهبٍ،

بمَوْزَنَ رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالُها

(* قوله «روّى بالسليط ذبالها» كذا بالأَصل مضبوطاً كنسخة الصحاح الخط

هنا، وفي مادة قصر من الصحاح أَيضاً برفع ذبالها وشمالها، ووقع في مادة

قصر من اللسان مايخالف هذا الضبط)

هُمُ أَهْلُ أَلواحِ السَّرِير ويمنه قَرابينُ أَرْدافٌ لها وشِمالُها

وقال كُثَيّرُ عَزَّةَ:

بالخَيْر أَبْلَجُ من سِقاية راهِبٍ

تُجْلى بمَوْزَنَ، مُشْرِقاً تِمْثالُها

وزن
: (} الوَزْنُ، كالوَعْدِ: رَوْزُ الثِّقَلِ والخِفَّةِ) بيدِكَ لتعْرف وَزْنَه؛ ( {كالزِّنَةِ) ، بالكسْرِ، وأَصْلُ الكَلِمَةِ الواوُ والهاءُ فِيهَا عِوَض مِنَ الواوِ المَحذوفَةِ مِن أَوَّلِها.
وقيلَ: الوَزْنُ: هُوَ الثِّقَلُ والخِفَّةُ.
وقالَ اللَّيْثُ: الوَزْنُ ثَقْلُ شيءٍ بشيءٍ مِثْلِه، كأَوْزَانِ الدَّرَاهِم، ومِثْلُه الرَّزْنُ؛ (} وزَنَهُ {يَزِنُه} وَزْناً {وزِنَةً) ، كوَعَدَ يَعِدُ وَعْداً وعِدَةً.
(و) الوَزْنُ: (المِثْقالُ، ج} أَوْزانٌ) ، وَهِي الَّتِي {يُوزَنُ بهَا التَّمْرُ وغيرُهُ، ويعْنِي بهَا المُسَوَّى من الحِجارَةِ والحَديدِ.
(و) } الوَزْنُ: (فِدْرَةٌ من تَمْرٍ لَا يَكادُ رجُلٌ يَرْفَعُها) بيَدَيْه (تكونُ فِي نِصفِ جُلَّةٍ مِن جِلالِ هَجَرَ أَو ثُلُثها، ج {وُزُونٌ) ؛) حَكاهُ أَبو حَنيفَةَ؛ وأَنْشَدَ:
وَكُنَّا تَزَوَّدْنا} وُزُوناً كثيرةًفأَفْنَيْتَها لما عَلَوْنا سَبَنْسَبا (و) الوَزْنُ: (نَجْمٌ يَطْلَعُ قَبْلَ سُهَيْلٍ فَتَظُنُّه إيَّاهُ) ، وَهُوَ أَحدُ الكَوْكَبَيْن المُحْلِفَيْن.
تقولُ العَرَبُ: حَضارِ {والوَزْنُ مُحْلِفانِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
أَرَى نارَ لَيْلِي بالعَقِيقِ كأَنَّهاحَضَارِ إِذا مَا أَقْبَلَتْ} ووَزِينُها (و) الوَزْنُ (من الجَبَلِ: حذاؤُهُ،! كزِنَتِه) ؛) وَهُوَ مجازٌ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهِي إحْدَى الظُّرُوف الَّتِي عَزَلها سِيْبَوَيْه ليفسِّرَ مَعانِيها، ولأنَّها غَرائِبُ؛ قالَ ابنُ سِيدَه: وقِياسُ مَا كانَ مِن هَذَا النَّحْو أَنْ يكونَ مَنْصوباً.
قُلْت: قد فَرَّقَ سِيْبَوَيْه بينَ وَزْن الجَبَلِ {وزِنَتِه فقالَ:} وَزْنُ الجَبَلِ أَي ناحِيَةٌ مِنْهُ تُوازنُه أَي تُقابِلُه قَرِيبَة أَولاً، {وزِنَةُ الجَبَلِ أَي حذاءَهُ مُتَّصِل بِهِ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَلَا يظهَرُ لي فَرْق فِي اللّفْظِ لأنَّ اللَّفْظَيْن بمعْنًى، وكأَنَّ هَذَا الفَرْقَ اصْطِلاحٌ، وَقد أَشارَ لمثْلِه الشَّرِيفُ المُرْتَضى فِي مجالِسِه.
(و) الوَزْنُ: (فَرَسُ شَبيبِ بنِ دَيْسَم.
(و) الوَزْنُ: التَّقْديرُ و (الخَرْصُ والحَزْرُ) ؛) وَفِي حدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (نَهَى عَن بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يُؤْكَلَ مِنْهُ وَحَتَّى} يُوزَنَ) ، قُلْتُ: وَمَا يُوزَنُ؟ فقالَ: (رجُلٌ عنْدَه: حَتَّى يُحْزَرَ) .
قالَ الأَزْهرِيُّ: جعلَ الحَزْرَ {وَزْناً، لأنَّه تَقْديرٌ وخَرْصٌ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: سَمَّاهُ وَزْناً لأنَّ الحازِرَ يَخْرصُها ويُقدِّرُها فيكونُ} كالوَزْنِ لَهَا.
(و) {الوَزْنَةُ، (بهاءٍ: القصيرةُ العاقِلَةُ،} كالمَوْزُونَةِ) .
(وقالَ اللّيْثُ: جارِيَةٌ {مَوْزُونَةٌ: فِيهَا قِصَرٌ.
(ووَزْنُ سَبْعَة: لَقَبُ) رجُلٍ.
(و) يقالُ: (إنَّه لحَسَنُ} الوَزْنَةِ، بالكسْرِ، أَي الوَزْن) جاؤُوا بِهِ على الأصْلِ وَلم يُعِلُّوه لأنَّه ليسَ بمصْدَرٍ إنَّما هُوَ هَيْئَة الحالِ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: ولكنَّ تَفْسِيرَه {بالوَزْنِ يُخالِفُه.
(و) قَالُوا: هَذَا (دِرْهَمٌ} وَزْناً {ووَزْنٌ) ، النَّصْبُ على المَصْدَرِ المَوْضوعِ فِي مَوْضِعِ الحالِ، والرَّفْعُ على الصِّفَةِ، (أَي} مَوْزُونٌ، أَو {وازِنٌ.
(} والمِيزانُ) ، بالكسْرِ: (م) مَعْروفٌ وَهِي الآلَةُ الَّتِي {تُوزَنُ بهَا الأشْياءُ.
قالَ الجوْهرِيُّ: أَصْلُه مِوزانُ انْقَلَبَتِ الواوُ يَاء لكسْرَةِ مَا قَبْلها، والجَمْعُ} مَوَازِينُ، وجائِزٌ أَنْ يقالَ للمِيزانِ الواحِدِ {بأَوْزَانِه} مَوازِينُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {ونَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ} ، يُريدُ المِيزانَ.
وقالَ الزجَّاجُ: اخْتَلَفَ الناسُ فِي ذِكْرِ المِيزانِ فِي القِيامَةِ، فجاءَ فِي التَّفْسِير: أَنَّه {مِيزانٌ لَهُ كِفَّتانِ، وأَنَّ} المِيزانَ أُنْزِل فِي الدُّنْيا ليَتعامَلَ الناسُ بالعَدْلِ وتُوزَنَ بِهِ الأَعْمالُ.
(و) رَوَى جُوَيْبرُ عَن الضحَّاكِ: أَنَّ المِيزانَ: (العَدْلُ) ، وذَهَبَ إِلَى قوْلِه هَذَا وَزْنُ هَذَا، وإنْ لم يكنْ مَا يُوزَنُ، وتأْوِيلُه أنَّه قد قامَ فِي النَّفْسِ مُسَاوِيا لغيرِهِ كَمَا يقومُ الوَزْنُ فِي مَرْآةِ العَيْنِ.
وقالَ بعضُهم: المِيزانُ الكِتابُ الَّذِي فِيهِ أَعمالُ الخَلْقِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا كُلّه فِي بابِ اللّغَةِ والاحْتِجاجُ سائِغٌ إلاَّ أنَّ الأَولى أَن يُتَّبَعَ مَا جاءَ بالأسانِيدِ الصِّحاحِ.
(و) المِيزانُ: (المِقْدارُ) ؛) أَنْشَدَ ثَعْلَب:
قد كُنْتُ قبلَ لقائِكُمْ ذَا مِرَّةٍ عِنْدِي لكلِّ مُخاصِمٍ مِيزانُه ( {ووازنَهُ: عادَلَهُ وقابَلَهُ؛ و) أَيْضاً: (حاذَاهُ.
(و) مِن المجازِ:} وازَنَ (فلَانا: كافَأَــهُ على فِعالِهِ.
(و) يقالُ: (هُوَ {وَزْنَهُ، بالفتْحِ،} وزِنَتَه) ؛) قالَ سِيْبَوَيْه: نُصِبَا على الظَّرْفِ، ( {ووِزانَه) ، بفتْح النونِ وأَمَّا أَبو عُبيدٍ فقالَ: هُوَ برفْعِها، (} وبِوِزانِه {وبِوِزِانَتِه، بكسْرِهِنَّ) :) أَي (قُبالَتَهُ) وحِذاءَهُ.
(ووزَنْتُ لَهُ الَّدراهِمَ} فاتَّزَنَها) ، وَهُوَ افتعل قَلَبُوا الواوَ تَاء فأدْغَمُوا، {فالوازِنُ: المُعْطِي، والمُتَّزِنُ: الآخِذُ، كَمَا يقالُ: نَقَدَ المُعْطِي فانْتَقَدَ الآخِذُ.
وقالَ سِيْبَوَيْه:} اتَّزَنَ يكونُ على الاتِّخاذِ وعَلى المُطاوَعَةِ.
(و) مِن المجازِ: ( {وَزَنَ الشِّعْرَ} فاتَّزَنَ) .
(يقالُ: {زِنْ كَلامَك وَلَا} تَزِنْه.
(فَهُوَ {أَوْزَنُ من غيرِهِ) :) أَي (أَقْوَى وأَمْكَنَ) ، وَمِنْه قَوْلُ عُمارة لثَعْلَب: لَو قُلْتُهُ لكانَ} أَوْزَنَ.
( {واتَّزَنَ العِدْلُ) ، بكسْرِ العَيْنِ: أَي (اعْتَدَلَ) بِالْآخرِ وصارَ مُساوِياً فِي الثّقلِ والخِفَّةِ.
(و) مِن المجازِ: هُوَ (} أَوْزَنُ القوْمِ) :) أَي (أَوْجَهُهُم.
( {وتَوازَنَا) :) أَي (} اتَّزَنَا) بمعْنَى تَساوَيَا.
(و) مِن المجازِ: (اسْتقامَ ميزانُ النَّهارِ) :) أَي (انْتَصَفَ.
(و) يقالُ: (هُوَ {وَزِينُ الَّرأْي) أَي (أَصِيلُه) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: رَزِينُه.
(وَقد} وَزُنَ، ككَرُمَ) ، {وَزَانَةً: إِذا كانَ مُثَبِّتاً؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) يقالُ: هُوَ (راجِحُ الوَزْنِ) ، أَي (كامِلُ العَقْلِ والَّرأْي) .
(وَفِي الأساسِ: مَوْصوفٌ برَزَانَةِ العَقْلِ والرأْيِ.
(} ومَوْزَنٌ، كمَقْعَدٍ: ع) ، وَهُوَ شاذٌّ مِثْلُ مَوْحَدٍ ومَوْهَبٍ، وكانَ القِياسُ كَسْرَ الزّاي، وَهُوَ بلدٌ بالجَزيرَةِ فَتَحَه عياضُ بنُ غنمٍ الأشْعريُّ صُلْحاً.
وقيلَ: {مَوْزَنُ: اسمُ امْرأَةٍ سُمِّي البَلَدُ بهَا. ويقالُ لَهُ أَيْضاً: تَلُّ} مَوْزَن؛ قالَ كثيِّرٌ: فإِن لَا تكن بِالشَّام دَاري مُقِيمَة فَإِن بأجنادين مِنْهَا ومَسْكِن منَازِل لم يَعْفُ التنائي قديمهاوأخرى بميّافارفين {فمَوْزَن (} والوَزينُ: الحَنْظَلُ المَطْحونُ) .
(وَفِي المُحْكَم: حَبُّ الحَنْظَلِ المَطْحونِ يُبَلُّ باللَّبَنِ فيُؤْكَلُ، كانتِ العَرَبُ تَتَّخذُه فِي الجاهِلِيَّة. قالَ:
إِذا قَلَّ العُثَانُ وصارَ يَوْمًا خَبِيئةَ بَيت ذِي الشَّرَفِ {الوَزِين ُأَرادَ: صارَ الوَزِينُ يَوْمًا خَبِيئَة بَيت ذِي الشَّرَفِ.
(و) مِن المجازِ: (} وَزَنَ نَفْسَه على كَذَا) :) إِذا (وطَّنَها عَلَيْهِ) ، كَمَا فِي الأساسِ، ( {كأَوْزَنَها) وأَوْزَمَها؛ عَن أَبي سعيدٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: هَذَا} يُوازِنُ هَذَا إِذا كانَ {بزِنَتِه.
وشيءٌ} مَوْزُونٌ: جَرَى على {وَزْنٍ أَو مُقَدَّر مَعْلُوم.
وقالَ أَبو زَيْدٍ: أَكَلَ فلانٌ وَزْمَةً} ووَزْنَةً، أَي وَجْبَةً، وَهُوَ مجازٌ.
{وأَوْزانُ العَرَبِ: بنت عَلَيْهِ أَشْعَارها، واحِدُها} وَزْنٌ، وَهُوَ مجازٌ.
{ووَزَنَ الشيءُ: رَجَحَ، ويُرْوَى بيتُ الأَعْشى:
وَإِن يُسْتَضافُوا إِلَى حُكْمِهيُضافُوا إِلَى عادِلٍ قد وَزَنْ} والتَّوْزِينُ: الرَّوْزُ باليَدِ؛ كَمَا فِي الأساسِ.
وَهُوَ ميزانُ الجَبَل: بحذَائِهِ.
وأَبو سُلَيْمان أَيوبُ بنُ محمدِ بنِ فروخٍ الرقيُّ {الوزَّان، عَن ابنِ عُيَيْنَة.
وبيتُ} الوَزَّان: بالرَّيِّ بيتُ عِلْمٍ وصَلاحٍ أَوَّلُهم أَبو سعيدٍ عبدُ الكرِيمِ بنُ أَحمدَ سادي سَكَنَ الرَّيَّ وتَفَقَّه على القفَّال بمَرْوَ، ورَوَى عَن أَبي بكْرٍ الخيري، وَعنهُ زاهرٌ الشحامي.
قُلْتُ: والتاجُ محمدُ بنُ سَعْدِ بنِ رمضانَ بنِ إِبْرَاهِيم، {الوَزَّان الحلبيُّ المُحدِّثُ، تُوفي سَنَة 650.
} والوَزْنَةُ: الدِّرْهَمُ الَّذِي يُتَعامَلُ بِهِ.
{ووَزْوانُ: قَرْيةٌ بأَصْبَهان.
} ووَزْوِين: قَرْيةٌ ببُخارى، عَن ياقوت.
وأَبو نعيمٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ يوسُفَ يُعْرَفُ بابنِ {مِيزانٍ، مُحدِّثٌ.
وزن
وزَنَ يزِن، زِنْ، وَزْنًا وزِنةً، فهو وازِن، والمفعول موزون (للمتعدِّي)
• وزَن الشَّيءُ: رَجَحَ "وإنْ يُستضافوا إلى حُكمه ... يضافوا إلى عادلٍ قد وزَن".
• وزَن الشَّيءَ:
1 - قدّر ثقله بالميزان "وزن بضاعة- {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}: وزنوا الشَّيءَ لهم".
2 - رفعه بيده، ليعرف ثقله وخفّته "وزنت المرأةُ الدِّيكَ".
• وزَن الشَّيءُ كيلو جرامًا: كان بوزنه، عادَله " {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}: متقن وله وزنه".
• وزَن الشِّعْرَ: قطّعه أو نظمه موافقًا للميزان العروضيّ.
• وزَن فلانٌ كلامَه: تروّى وانتبه في القول بالتزام الاعتدال والتّحفّظ، تكلَّم برزانة وفطنة، عدَّله "كلام موزون" ° وزَن الموقفَ: درسه بعناية- وزَن خُطْوتَه: ضبط وقعها. 

وزُنَ يوزُن، وَزانةً، فهو وزين
• وزُن الشَّيءُ: ثَقُل.
• وَزُن الشَّخصُ: كان متثبّتًا في كلامه، رزين الرَّأي. 

اتَّزنَ يتَّزن، اتِّزانًا، فهو مُتَّزِن
• اتَّزن الشَّيئان: تساويا في الوزن "اتَّزن العِدْلُ: اعتدل بالآخر وتساوى معه في الثّقل والخِفّة".
• اتَّزن الشَّخصُ: اعتدل في مواقفه وكان رزين الرَّأي "فلان مُتّزن في كلِّ تصرُّفاته". 

توازنَ يتوازن، توازُنًا، فهو مُتوازِن
• توازن الشَّيئان: اتّزنا، تعادلا، تساويا في الوزن "توازنت الأحمال- توازن اقتصاديّ- توازن القوى" ° غذاء متوازن: كميّات متناسبة من مواد كربوهيدراتية وبروتين ودهون وفيتامينات ونحوها بحيث تفي باحتياجات الكائن الحيّ. 

وازنَ يوازن، مُوازَنةً ووِزانًا، فهو مُوازِن، والمفعول مُوازَن (للمتعدِّي)
• وازن بين شيئين:
1 - نظر أيّهما أوزن.
2 - ساوى وعادل "وازن بين مصروفه ودخله".
• وازنَ الشَّيءَ أو الشَّخصَ:
1 - عادله، ساواه في الوزن "وازن حِمْلاً- موازنة بين ثقلين".
2 - كافأه على أعماله "وازن ابنه على تفوّقه". 

اتِّزان [مفرد]:
1 - مصدر اتَّزنَ.
2 - (نف) حالة تتعادل فيها الميول فلا يغلب أحدها على الآخر بحيث يستوعب نشاط الذِّهن بأسره.
3 - وضع عموديّ ثابت للجسم البشريّ، سواءٌ أفي سكون كان أم في حركة "راكب دراجة يحفظ اتِّزانه".
• اتِّزان مستقِرّ: (رض) اتّزان جسم إذا زيح عن موضعه قليلاً عاد إلى وضعه الأصليّ.
• اتِّزان لا مُستقِرّ: (رض) اتِّزان جسم إذا زيح قليلاً عن موضعه لم يعد إلى وضعه الأصليّ واختلّ التوازن.
• اتِّزان كيميائيّ: (كم) توازن ينشأ ويستمرّ في التفاعل الكيميائيّ عندما تُصبح سرعة التفاعل في أحد الاتجاهين مساوية لسرعته في الاتجاه الآخر، بفرض أن تركيز الموادّ المتفاعلة يظلّ ثابتًا. 

توازُن [مفرد]:
1 - مصدر توازنَ.
2 - اتّزان؛ وضع عموديّ ثابت للجسم البشريّ سواء أكان في سكونٍ أم في حركة
 "راكب الدّرّاجة يحفظ توازنه".
3 - حالة سكون جسم ناتجة من تأثير قُوًى يُبْطِل بعضُها بَعْضًا من جرّاء تعادُلها "توازن جسر" ° اختلَّ التَّوازن: فُقِد- فقَد توازنَه: اضطرب، ارتبك.
4 - (بغ) أسلوب يقتضي تساوي الفواصل في الوزن دون مراعاة القافية، كقوله تعالى: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَة. وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}.
5 - (طب) حالة الجسم عندما تتعادل الموادّ التي تدخله مع المواد التي تخرج منه.
• توازن القشرة الأرضيَّة: (جو) تعادُليَّة، حالة التوازن بين الكتل العليا والسفلى من قشرة الأرض، ومتوسّط كثافة الكتل العليا قليل نسبيًّا، فتبرز فوق مستوى الأجزاء الأخرى من القشرة التي هي أكثر ثقلاً.
• التَّوازُن السِّياسيّ: (سة) تآلُف عِدّة قوى أو عناصر بتنسيق تامّ.
• التَّوازُن الاقتصاديّ:
1 - (قص) النظريّة الحديثة في قيمة المبادلة، وهي أن تحديد قيم السِّلع تؤثِّر فيه أسباب متعدِّدة، لما يوجد بين جميع الظّواهر الاقتصاديّة من التّرابط.
2 - (قص) تعادل وترابط بين واردات البلاد واستهلاكها ° توازن الميزانيّة: المطابقة والتعادل بين الواردات والنفقات المقدَّرة فيها.
• توازن القوى: (سة) تساوي القوى بين الدول بحيث لا تقدر دولة واحدة على السَّيطرة أو التَّدخُّل في شئون غيرها.
• حالة اللاَّتوازن: خلل، اختلال التَّوازن أو انعدامه. 

توازنيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى توازُن: "اتِّجاهات توازنيّة" ° أنظمة لا توازنيّة: بعيدة عن التعادليّة في حكمها- بنًى لا توازنيَّة: غير ثابتة.
2 - مصدر صناعيّ من توازُن: اعتدال وبعد عن التطرُّف "استطاع القاضي أن يُحقِّق التوازنيّة في جميع أحكامه". 

زِنة [مفرد]:
1 - مصدر وزَنَ.
2 - وزن وقَدْر "سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزِنة عرشه".
• زِنة الشَّيء: معادله وقبالتُه. 

مُوازنة [مفرد]:
1 - مصدر وازنَ.
2 - (قص) ميزانيَّة؛ أرقام تقديريّة تضعها الدَّولة أو المؤسَّسات أو الأفراد للواردات والنفقات لمدّة معيّنة من الزَّمن "موازنة شركة".
3 - (بغ) تساوي الفاصلتين في الكلام وزنًا لا قافية، وتسمَّى توازنًا "عقل راجح وعلم راسخ".
4 - (دب) مقارنة نقديّة بين أدبين أو فكرتين أو أثرين أو مدرستين أو شخصيتين في مبحث طويل أو فصل من مبحث "موازنة بين شاعرين أو عالمين".
• موازنة سعر الصَّرف: (قص) عمليّة تقوم بها المصارف، وهي شراء الأوراق الأجنبيَّة من الجهات التي هبطت فيها أثمانها لتبيعها في الجهات التي ارتفع فيها السِّعْر. 

مِيزان [مفرد]: ج مَوازينُ:
1 - اسم آلة من وزَنَ: آلة تُوزن بها الأشياء لمعرفة مقدارها من الثقل، وهو رمز العَدْل " {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} " ° استقام ميزانُ النَّهار: انتصف- عينا الميزان: الكفَّتان- في الميزان: في موقفٍ حرجٍ- ميزان القوم: السفر.
2 - سنجة من الحجارة أو الحديد أو نحوهما.
3 - عَدْل.
4 - وزن، مقدار "اعرف لكلِّ إنسان ميزانَه- {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ}: إنّما أراد من ثقل وزنه فوضع الاسم الذي هو الميزان موضع المصدر".
5 - (جب) طريقة للتّحقيق من صحّة عمليّة حسابيّة كالجمع والضّرب.
6 - (سف) علامة ظاهرة أو باطنة، بها تبيّن الأشياء والمعاني وتستطيع الحكم عليها.
• المِيزان: (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه السّابع بين العذراء والعقرب، وزمنه من 23 سبتمبر إلى 23 أكتوبر.
• ميزان المَدْفوعات: (جر) وثيقة تبيِّن المبادلات الجارية من مدفوعات وموصولات مستلمة بين المقيمين في البلد والدول الأجنبيّة خلال فترة زمنيّة محدّدة.
• ميزان الشِّعْر: (عر) قواعد نَظْمه، ويسمّى العَروض.
• المِيزان الصرفيّ: (لغ) الصيغة التي اصطلح عليها علماء الصّرْف في اللُّغة العربيّة لضبط أوزان الكلمات وصيغها بحسب حروفها الأصليّة، سواء أكانت الكلمة ثلاثيّة أم رباعيّة الأصول، ورُمز لهذا الميزان بحروف كلمة (فعل)، وما زاد في الكلمة الموزونة من أحرف أو تشديد يوضع في الميزان، كما هو في الكلمة، مثل: تَعِبَ وزنها فَعِلَ، تَصَبَّرَ وزنها تَفَعَّلَ، اسْتَخْرَج وزنها اسْتَفْعَل.
• المِيزان التِّجاريّ: (قص) بيان قيمة الصَّادرات والواردات.
 • المِيزان الحسابيّ: (قص) بيان ما للدولة وما عليها من الدُّيون قِبَل الدُّول الأخرى. 

ميزانيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من مِيزان: مجموع الأموال المخصَّصة لهدف معيَّن أو لفترة محدَّدة.
2 - (قص) مُوازنة؛ أرقام تقديريَّة تضعها الدولة أو المؤسّسات أو الأفراد للواردات والنّفقات لمدَّة معيّنة من الزَّمن "صادق البرلمانُ على ميزانيَّة الدَّولة" ° ميزانيَّة عموميَّة: بيان أو ملخَّص خاصّ بمؤسَّسة أو عمل ما تدرج فيه أصول (موجودات) الشَّركة والدُّيون واستثمار المالك من تاريخ محدَّد.
3 - (قص) جَدْول تلخَّص فيه حسابات مَحَلّ تجاريّ أو مصرف.
4 - (قص) سجلّ تُعادل فيه موارد الدَّولة أو المنشأة أو الشَّركة ومصروفاتها "ميزانيَّة شركة" ° توازن الميزانيَّة: المطابقة والتعادل بين الواردات والنفقات المقدَّرة فيها- عجز الميزانيَّة: حدوث نقص غير متوقَّع في الإيرادات؛ أي أن قيمة المبالغ المرصودة للمصاريف تفوق قيمة المبالغ المرصودة في الإيرادات- فائض الميزانيَّة: أن تفوق المبالغ المرصودة في الإيرادات، تلك المبالغ المرصودة في المصاريف. 

وَزانة [مفرد]: مصدر وزُنَ. 

وَزّان [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من وزَنَ.
2 - مَنْ حرفته الوزن. 

وَزْن [مفرد]: ج أوزان (لغير المصدر):
1 - مصدر وزَنَ.
2 - عيار، سِنْجة الميزان.
3 - مقدار الثّقل المحمول، زِنة، حُمولة "وَزْن شاحنة" ° وَزْن إجماليّ: وزن بضاعة مع الوعاء الذي يحتويها- وَزْن صافٍ: الوَزْن الحقيقيّ بعد طَرْح وزن الإناء الفارغ، أو وزن السَّيَّارة بدون الحمولة.
4 - قَدْر، مكانة، منزلة "رجُل له وَزْن: له شأنه وقدره وتأثيره، يُحسب له حساب- {فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} " ° فلانٌ راجح الوَزْن: موصوف بالرَّأي ورجاحة العقل- ما لفلان وَزْن: ما له قيمة لخسَّته، حقير.
5 - قيمة وأهميّة "حُجَّة لها وَزْنها- أعطى للأمر وَزْنًا كبيرًا" ° أقام وَزْنًا لكذا: أخذ بعين الاعتبار، راعى- ما أقَمْتُ له وَزْنًا: كناية عن الإهمال والتَّرْك.
6 - مقياس ثقل الإنسان "راقب وَزْنه".
7 - (فز) ثِقْل؛ مقدار قوّة الجاذبيّة الذي يؤثِّر على كتلة ما فيجذبها نحو الأرض، والوزن غير ثابت، فهو يتغيّر بتغيّر قوة الجاذبية في الأماكن المختلفة من الكرة الأرضية.
8 - (عر) ما بَنَتْ عليه العرب أشعارها "أوزان البحور الشعرية" ° وزن بيت شِعْر: تقطيعه قياسًا على تفاعيله.
9 - (لغ) صيغة من الصِّيغ "موازنة على مفاعلة- عَلِمَ على فَعِلَ".
• وزن الشِّعْر: (عر) مجموعة الأنماط الإيقاعيّة للكلام المنظوم التي تتألّف من تتابع معيَّن لمقاطع الكلمات أو التي تشتمل على عدد ما من تلك المقاطع اللغويّة.
• الوَزْن النَّوعيّ: (فز) نسبة وزن الجسم إلى وزن جسم يساوي حجمه من الماء.
• مقياس الوَزْن: (فز) تحديد تقريبيّ (قيل لوزن الحيوانات) انطلاقًا من القياسات.
• انعدام الوَزْن: (فز) الحالة التي يخفّ بها الإحساس بالوزن نظرًا لانعدام الجاذبيّة.
• الوَزْن الذَّرِّيّ: (كم) وزن ذرّة من ذرّات عنصر كيميائيّ مقدَّرًا بوزن ذرَّة الهيدروجين.
• وَزْنُ الدِّيك: (رض) مصطلح في الملاكمة لمن لا يزيد وزنه على 118 رطلاً.
• وَزْن ثقيل: (رض) فئة ملاكمين أو مصارعين من الوزن الأعلى.
• وَزْن الذُّبابة: (رض) إحدى فئات الملاكمين أو المصارعين الذين تتراوح أوزانهم ما بين خمسين وستين كيلو جرامًا.
• وَزْن الرِّيشة: (رض) إحدى فئات الملاكمة أو المصارعة وهي الأخفّ وزنًا بينها، وزنهم بين 53، 57 كجم. 

وَزْنة [مفرد]: ج وَزَنات ووَزْنات: اسم مرَّة من وزَنَ: "الوزنة الأولى خمسين كيلو جرامًا- وَزْنة إضافيّة". 

وزين [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وزُنَ ° فلانٌ وزين الرَّأي: رزينه وأصيله، متعقّله. 

جَزَى على

جَزَى على
الجذر: ج ز ي

مثال: جَزَاه على عمله
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستخدام حرف الجر «على» بدلا من حرف الجر «الباء».
المعنى: كافأه

الصواب والرتبة: -جَزَاه بعمله [فصيحة]-جَزَاه على عمله [فصيحة]
التعليق: المعروف في لغة العرب تعدية هذا الفعل بالباء، ولكن ذلك لا يمنع من تعديته بـ «على» تضمينًا للفعل «جزى» معنى الفعل كافأ، أو أثاب. وقد ترددت تعدية الفعل بـ «على» في كتابات القدماء مثل كليلة ودمنة والنهاية لابن الأثير (وانظر: جازى على).

مني

(مني) لكذا وفْق لَهُ وبكذا ابْتُلِيَ بِهِ
مني: {الأماني}: التلاوة والأكاذيب أو ما يتمناه الإنسان. {ما تمنون}: من المني. {تمنى}: تقدر وتخلق. 

مني


مَنَى(n. ac. مَنْي)
a. [acc. & Bi], Tried, tested; afflicted.
b. Tried; determined.
c. [acc. & La], Measured, meted out to.
d. [pass.] [La], Was favoured in.
مَنَّيَa. Made to wish for.

مَاْنَيَa. Put off, delayed; granted a delay to.
b. Waited for.
c. Rewarded.
d. Cajoled.
e. Came or rode behind.

تَمَنَّيَa. Wished for, desired.
b. Read.
c. Invented; altered, falsified.
d. Lied.

إِمْتَنَيَa. Came to Mina.

مُِنْيَة [مِنْيَة
3t ], pl.
مُِنًى [مِنَي
9 ])
a. Wish, desire.
b. Intention, object, aim.

مَنًاa. see 25t
مَانٍa. Definer; determinator.

مَنِيَّةً [] (pl.
مَنَايَا)
a. Fate, destiny; death.

تَمَنٍّ [ N. Ac.
a. V ], (pl.
تَمَنِّيَات)
see 2t
أُمْنِيَّة (
pl.
a. أَمَانِيّ أَمَانٍ )
see 3t
مُتَمَنَّيَات
a. Wishes, objects, aims, endeavours.

مَنِي (pl.
مَنِيْن)
a. Who? Which?

مَنَيْن
a. Which two?
م ن ي : وَمِنًى اسْمُ مَوْضِعٍ بِمَكَّةَ وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ فَيُصْرَفُ.
وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: وَمِنًى ذَكَرٌ وَالشَّامُ ذَكَرٌ وَهَجَرَ ذَكَرٌ وَالْعِرَاقُ ذَكَرٌ وَإِذَا أُنِّثَ مُنِعَ.

وَأَمْنَى الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ أَتَى مِنًى وَيُقَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ وَسُمِّيَ مِنًى لِمَا يُمْنَى بِهِ مِنْ الدِّمَاءِ أَيْ يُرَاقُ.

وَمَنَى اللَّهُ الشَّيْءَ مِنْ بَابِ رَمَى قَدَّرَهُ وَالِاسْمُ الْمَنَا مِثْلُ الْعَصَا وَتَمَنَّيْتُ كَذَا قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْمَنَا وَهُوَ الْقَدْرُ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يُقَدِّرُ حُصُولَهُ وَالِاسْمُ الْمُنْيَةُ.

وَالْأُمْنِيَّةُ وَجَمْعُ الْأُولَى مُنًى مِثْلُ مُدْيَةٍ وَمُدًى وَجَمْعُ الثَّانِيَةُ الْأَمَانِيُّ.

وَالْمَنِيُّ مَعْرُوفٌ وَمَنَى يَمْنِي مِنْ بَابِ رَمَى لُغَةٌ وَالْمَنِيُّ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالتَّخْفِيفُ لُغَةٌ فَيُعْرَبُ إعْرَابَ الْمَنْقُوصِ وَاسْتَمْنَى الرَّجُلُ اسْتَدْعَى مَنِيَّهُ بِأَمْرٍ غَيْرِ الْجِمَاعِ حَتَّى دَفَقَ وَجَمْعُ الْمَنِيِّ مُنْيٌ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ لَكِنَّهُ أُلْزِمَ الْإِسْكَانَ لِلتَّخْفِيفِ. 
[م ن ي] المَنَى القدَرُ مناهُ اللهُ يَمنِيه قَدَّرَهُ والمَنَى والمِنيِّة المَوتُ لأنَّهُ قُدِّر علينا قال أبو قلابةَ الهُذَليُّ

(ولا تقولنْ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُهُ ... حتَّى تلاقِيَ ما يَمْنِي لك الماني)

وامتَنيتُ الشيءَ اختلَقتُهُ ومُنِيْتُ بكذا وكذا ابتُليتُ به ومُنِيْنَا له وُفِّقْنَا وداري مَنَى داركَ أي إزاءها وقُبَالَتَها والمَنَى القصد وقول الأخطل

(أمستْ منَاهَا بأرضٍ ما يُبَلِّغُهَا ... بصاحِبِ الهَمِّ إلا الجَسْرةُ الأُجُدُ)

قيل أراد قَصْدَهَا وأنَّثَ على قولك ذهبتْ بعض أصابعه وإن شئت أضمرتَ في أمستْ كما أنشده سيبويه من قوله

(إذا ما المرءُ كان أبوه عَبْسٌ ... فحسبُك ما تريدُ إلى الكَلاَمِ)

وقد قيل إنه أراد مَنانِ لَها فحذف وقَد تقدم والمَنِيُّ ماءُ الرجلِ وجمعه مُنْيٌ حكاه ابن جني وأنشد

(أسْلَمْتُمُوهَا فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ ... مُنْيُ الرِّجالِ على الفَخِذَيْن كالمُومِ)

وقَدْ مَنَيْتُ منْيًا وأَمْنَيْتُ وَمِنًى بمكة يُصْرَف ولا تُصْرَف سُمِّيتْ بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أي يُراقُ وقال ثعلبٌ هو من قولهم مَنَى الله عليه المَوتَ أي قَدَّره لأن الهَدْيَ يُنْحَرُ هنالِكَ وامتَنَى القومُ وأَمْنَوا أَتوا مِنًى وَمِنًى موضعٌ آخَرُ بِنَجدٍ قيل إياه عَنَى لَبِيْدٌ بقَوله (عَفَتِ الديارُ مَحلُّها فَمُقامُها ... بِمِنًى تأبَّدَ غَوْلُهَا فَرِجامُهَا)

وتَمنَّى الشيءَ أَرَادَهُ وَمَنَّاهُ إياهُ وبه وهِيَ المُنْيَةُ والمِنْيَةُ وَالأُمنِيَّةُ وتَمَنَّى الكتاب قرَأهُ وكتبه وفي التنزيل {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} أي قرأ وتلا وقال الشاعر

(تمنّى كتابَ اللهِ أول ليلةٍ ... وآخره لاقى حِمامَ المقادر)

وقال آخر

(تَمَنَّى كِتابَ الله آخِرَ لَيْلِه ... تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ)

أي تلا كتاب الله مُتَرسلاً فيه كما تلا داودُ الزبورَ مترسلاً فيه وتَمنَّى كَذَبَ وتَمَنَّى الحديث اخترعهُ وَالمُنْيَةُ والمِنْيَةُ أيام الناقة التي لم يُسْتَبَنْ فيهَا لقاحُهَا مِنْ حِيالِها فمُنيةُ البِكْرِ التي لم تَحمِلْ قبل ذلك عَشْرُ ليالٍ ومُنْيَةُ الثِّنْيِ وهو البطنُ الثاني خَمْسَ عَشْرة ليلةً فإذا مَضتْ عُرِفَ ألاقِحٌ هِيَ أم لا غيرُ لاقحٍ وقد استَمْنِيتُهَا والمُنوةُ كالمُنية قُلِبت الياءُ واوًا للضمَّة أنشد أبو حنيفةَ لثعلبَةَ ابن عُبَيْدٍ يصف النخْلَ

(تنادَوا بجدٍّ واشمَعلّتْ رِعَاؤُهَا ... لعشرين يومًا من مُنُوَّتها تَمْضي)

فجعل المنوَّة للنخل ذَهَابا إلى التشبيه لَهَا بالإبل وأراد العشرين يومًا مِنْ مُنُوَّتِها مضَتْ فوضع يفْعلُ موضع فَعَلْت وهو واسع حكاه سيبويه فقال اعلمْ أن أفْعَلُ قد تقع موقع فَعَلْتُ وأنشد

(ولقد أمرُّ على اللَّئيمِ يَسُبُّني ... فمضيتُ ثُمَّتَ قُلْتُ لا يَعْنِيني)

أراد ولقد مَرَرْتُ ومَنَيْتُ الرجل مَنْيًا اختَبَرتُه ومُنِيْتُ به مَنْيًا بُلِيتُ ومَانَيْتُهُ جازيتُهُ ومَانَيْتُهُ لَزِمْتُهُ ومانَيتُهُ انتظرتُهُ وطاولتُهُ وأنشد يَعْقُوبُ

(من أجلِها بِفتْيَةٍ مانَوْني ... )

وأنشد لغيلان بن حُريثٍ

(إِلاَّ يَكُن فيها هُرَارٌ فإنني ... بسلٍّ يُمَانيها إلى الحَوْل خَائفُ)

وتَمَنٍّ بَلَدٌ بين مكة والمدينة قال كُثَيِّر عزة

(كأن دموعَ العينِ لما تخلَّلَتْ ... مخارِمَ بِيضًا من تمنٍّ جِمالُها)

(قُلِبْنَ غُرُوبًا من سُمَيْحَةَ أُنْزِعَتْ ... بِهِنّ السَّوَاني فَاستدارَ مَحالُها)

مني: المَنى، بالياءِ: القَدَر؛ قال الشاعر:

دَرَيْتُ ولا أَدْري مَنى الحَدَثانِ

مَناهُ الله يَمْنِيه: قدَّره. ويقال: مَنى اللهُ لك ما يسُرُّك أَي

قَدَّر الله لك ما يَسُرُّك؛ وقول صخر الغيّ:

لعَمرُ أَبي عمرو لقَدْ ساقَه المَنى

إِلى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِ

أَي ساقَه القَدَرُ. والمَنى والمَنِيَّةُ: الموت لأَنه قُدِّر علينا.

وقد مَنى الله له الموت يَمْني، ومُنِي له أَي قُدِّر؛ قال أَبو قِلابة

الهذلي:

ولا تَقُولَنْ لشيءٍ: سَوْفَ أَفْعَلُه،

حتى تُلاقِيَ ما يَمْني لك المَاني

وفي التهذيب:

حتى تبَيّنَ ما يَمْني لك الماني

أَي ما يُقَدِّر لك القادر؛ وأَورد الجوهري عجز بيت:

حتى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني

وقال ابن بري فيه: الشعر لسُوَيْد بن عامرٍ المُصْطلِقي وهو:

لا تَأْمَنِ المَوتَ في حَلٍّ ولا حَرَمٍ،

إِنَّ المَنايا تُوافي كلَّ إِنْسانِ

واسْلُكْ طَريقَكَ فِيها غَيْرَ مُحْتَشِمٍ،

حتَّى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني

وفي الحديث: أَن منشداً أَنشد النبي،صلى الله عليه وسلم:

لا تَأْمَنَنَّ، وإِنْ أَمْسَيْتَ في حَرَمٍ،

حتى تلاقَي ما يمني لك الماني

فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرونانِ في قَرَنٍ،

بكُلِّ ذلِكَ يأْتِيكَ الجَدِيدانِ

فقال النبي،صلى الله عليه وسلم: لو أَدرك هذا الإِسلام؛ معناه حتى

تُلاقَي ما يُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ وهو الله عز وجل. يقال: مَنى الله عليك

خيراً يَمْني مَنْياً، وبه سميت المَنِيَّةُ، وهي الموت، وجمعها المَنايا

لأَنها مُقدَّرة بوقت مخصوص؛ وقال آخر:

مَنَتْ لَكَ أَن تُلاقِيَني المَنايا

أُحادَ أُحادَ في الشَّهْر الحَلالِ

أَي قدَّرت لك الأَقْدارُ. وقال الشَّرفي بن القطامي: المَنايا

الأَحْداث، والحِمامُ الأَجَلُ، والحَتْفُ القَدَرُ، والمَنُونُ الزَّمانُ؛ قال

ابن بري: المَنيَّة قدَرُ الموت، أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب:

مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها

جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ

فجعل المنايا تُقرِّب الموت ولم يجعلها الموت.

وامْتَنَيْت الشيء: اخْتَلقْته.

ومُنِيتُ بكذا وكذا: ابْتُلِيت به. ومَناه اللهُ بحُبها يَمنِيه

ويَمْنُوه أَي ابْتلاه بحُبِّها مَنْياً ومَنْواً. ويقال: مُنِيَ ببَلِيَّة أَي

ابْتُلي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها. الجوهري: منَوْتُه ومَنَيْته

إِذا ابتليته، ومُنِينا له وُفِّقْنا. ودارِي مَنى دارِك أَي إِزاءَها

وقُبالَتها. وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها؛ قال ابن بري: وأَنشد ابن

خالويه:

تَنَصَّيْتُ القِلاصَ إِلى حَكِيمٍ،

خَوارِجَ من تَبالَةَ أَو مَناها

فما رَجَعَتْ بخائبةٍ رِكابٌ،

حَكِيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنتَهاها

وفي الحديث: البيتُ المَعْمُور مَنى مكة أَي بِحذائها في السماء. وفي

حديث مجاهد: إِن الحرم حَرَمٌ مَناه مِن السمواتِ السبع والأَرَضِين السبع

أَي حِذاءه وقَصْدَه. والمَنى: القَصْدُ؛ وقول الأَخطل:

أَمْسَتْ مَناها بأَرْضٍ ما يُبَلِّغُها،

بصاحِبِ الهَمِّ، إِلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُ

قيل: أَراد قَصْدَها وأَنَّث على قولك ذهَبت بعضُ أَصابعه، وإِن شئت

أَضمرت في أَمَسَتْ كما أَنشده سيبويه:

إِذا ما المَرْءُ كان أَبُوه عَبْسٌ،

فحَسْبُكَ ما تُريدُ إِلى الكَلامِ

وقد قيل: إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فحذف، وهو مذكور في موضعه؛

التهذيب: وأَما قول لبيد:

دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ

قيل: إِنه أَراد بالمَنا المَنازِل فرخمها كما قال العجاج:

قَواطِناً مكةَ منْ وُرْقِ الحَما

أَراد الحَمام. قال الجوهري: قوله دَرَس المنا أَراد المنازل، ولكنه حذف

الكلمة اكْتِفاء بالصَّدْر، وهو ضرورة قبيحة.

والمَنِيُّ، مشَدّد: ماء الرجل، والمَذْي والوَدْي مخففان؛ وأَنشد ابن

بري للأَخطل يهجو جريراً:

مَنِيُّ العَبْدِ، عَبْدِ أَبي سُواجٍ،

أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ تَعيبا

قال: وقد جاء أَيضاً مخففاً في الشعر؛ قال رُشَيْدُ ابن رُمَيْضٍ:

أَتَحْلِفُ لا تَذُوقُ لَنا طَعاماً،

وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟

وجمعهُ مُنْيٌ؛ حكاه ابن جِني؛ وأَنشد:

أَسْلَمْتُموها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ،

مُنّيُ الرِّجالِ على الفَخذَيْنِ كالمُومِ

وقد مَنَيْتُ مَنْياً وأَمْنَيْتُ. وفي التنزيل العزيز: مِنْ مَنِيٍّ

يُمْنَى؛ وقرئ بالتاء على النطفة وبالياء على المَنيِّ، يقال: مَنَى

الرَّجلُ وأَمْنى من المَنِيِّ بمعنًى، واسْتَمْنَى أَي اسْتَدْعَى خروج

المنيّ.

ومَنَى اللهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنًى، ومِنًى بمكة، يصرف ولا

يصرف، سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أَي يُراق، وقال ثعلب: هو مِن

قولهم مَنَى الله عليه الموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك.

وامْتَنَى القوم وأَمْنَوْا أَتوا مِنى؛ قال ابن شميل: سمي مِنًى لأَن الكبش

مُنِيَ به أَي ذُبح، وقال ابن عيينة: أُخذ من المَنايا. يونس: امْتَنَى

القوم إِذا نزلوا مِنًى. ابن الأَعرابي: أَمْنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى.

الجوهري: مِنًى، مقصور، موضع بمكة، قال: وهو مذكر، يصرف. ومِنًى: موضع

آخر بنجد؛ قيل إِياه عنى لبيد بقوله:

عَفَتِ الدِّيارُ محَلُّها فَمُقامُها

بمِنًى، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها

والمُنَى، بضم الميم: جمع المُنية، وهو ما يَتَمَنَّى الرجل.

والمَنْوَةُ: الأُمْنِيَّةُ في بعض اللغات. قال ابن سيده: وأُراهم غيروا الآخِر

بالإِبدال كما غيروا الأَوَّل بالفتح. وكتب عبد الملك إِلى الحجاج: يا ابنَ

المُتَمَنِّيةِ، أَراد أُمَّه وهي الفُرَيْعَةُ بنت هَمَّام؛ وهي

القائلة:هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها،

أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟

وكان نصر رجلاً جميلاً من بني سُلَيم يفتتن به النساء فحلق عمر رأْسه

ونفاه إِلى البصرة، فهذا كان تمنيها الذي سماها به عبد الملك، ومنه قول

عروة بن الزُّبير للحجاج: إِن شئت أَخبرتك من لا أُمَّ له يا ابنَ

المُتَمنِّية. والأُمْنِيّة: أُفْعولةٌ وجمعها الأَماني، وقال الليث: ربما طرحت

الأَلف فقيل منية على فعلة

(*قوله« فقيل منية على فعلة» كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله على فعولة

حتى يتأتى ردّ أَبي منصور عليه؛ قال أَبو منصور: وهذا لحن عند الفصحاء، إِنما يقال مُنْية على فُعْلة وجمعها مُنًى،

ويقال أُمْنِيّةٌ على أُفْعولة والجمع أَمانيُّ، مشدَّدة الياء، وأَمانٍ

مخففة، كما يقال أَثافٍ وأَثافيُّ وأَضاحٍ وأَضاحِيُّ لجمع الأُثْفِيّةِ

والأُضْحيَّة. أَبو العباس: أَحمد بن يحيى التَّمَنِّي حديث النفس بما يكون

وبما لا يكون، قال: والتمني السؤال للرب في الحوائج. وفي الحديث: إِذا

تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفي رواية:

فلْيُكْثِرْ؛ قال ابن الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر

المَرْغوب فيه وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والمعنى إِذا سأَل اللهَ

حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة. أَبو

بكر: تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى

وهو القدر. الجوهري: تقول تَمَنَّيْت الشيء ومَنَّيت غيري تَمْنِيةً.

وتَمَنَّى الشيءَ: أَراده، ومَنَّاه إِياه وبه، وهي المِنْيةُ والمُنْيةُ

والأُمْنِيَّةُ. وتَمَنَّى الكتابَ: قرأَه وكَتَبَه. وفي التنزيل العزيز:

إِلا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشيطانُ في أُمْنِيَّتِه؛ أَي قَرَأَ وتَلا

فأَلْقَى في تِلاوته ما ليس فيه؛ قال في مَرْثِيَّةِ عثمان، رضي الله

عنه:تَمَنَّى كتابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلِه،

وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِ

(* قوله« أول ليله وآخره» كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: أول ليلة

وآخرها.)

والتَّمَنِّي: التِّلاوةُ. وتَمَنَّى إِذا تَلا القرآن؛ وقال آخر:

تَمَنَّى كِتابَ اللهِ آخِرَ لَيْلِه،

تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ

أَي تلا كتاب الله مُتَرَسِّلاً فيه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً

فيه. قال أَبو منصور: والتِّلاوةُ سميت أُمْنيّة لأَنَّ تالي القرآنِ إِذا

مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها، وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن

يُوقَّاه. وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُون الكتاب إِلا

أَمانيَّ؛ قال أَبو إِسحق: معناه الكتاب إِلا تِلاوة، وقيل: إَلاَّ

أَمانِيَّ إِلا أَكاذيبَ، والعربُ تقول: أَنت إِنما تَمْتَني هذا القولَ أَي

تَخْتَلِقُه، قال: ويجوز أَن يكون أَمانيَّ نُسِب إِلى أَنْ القائل إِذا قال

ما لا يعلمه فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه، وهذا مستَعمل في كلام الناس،

يقولون للذي يقول ما لا حقيقة له وهو يُحبه: هذا مُنًى وهذه أُمْنِيَّة. وفي

حديث الحسن: ليس الإِيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي ولكن ما وَقَر

في القلب وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي ليس هو بالقول الذي تُظهره بلسانك

فقط، ولكن يجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب، وقيل: هو من التَّمَنِّي

القراءة والتِّلاوة. يقال: تَمَنَّى إِذا قرأَ. والتَّمَنِّي: الكَذِب. وفلان

يَتَمَنَّى الأَحاديث أَي يَفْتَعِلها، وهو مقلوب من المَيْنِ، وهو

الكذب. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْتُ ولا

شَرِبت خَمراً في جاهلية ولا إِسلام، وفي رواية: ما تَمَنَّيْتُ منذ أَسلمت

أَي ما كَذَبْت. والتَّمنِّي: الكَذِب، تَفَعُّل مِن مَنَى يَمْني إِذا

قَدَّر لأَن الكاذب يُقدِّر في نفسه الحديث ثم يقوله، ويقال للأَحاديث

التي تُتَمَنَّى الأَمانيُّ، واحدتها أُمْنِيّةٌ؛ وفي قصيد كعب:

فلا يغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وعَدَتْ،

إِنَّ الأَمانِيَّ والأَحْلامَ تَضلِيلُ

وتَمَنَّى: كَذَبَ ووضَعَ حديثاً لا أَصل له. وتَمَنَّى الحَديث:

اخترعه. وقال رجل لابن دَأْبٍ وهو يُحدِّث: أَهذا شيء رَوَيْتَه أَم شيء

تَمَنَّيْته؟

معناه افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْته ولا أَصل له. ويقول الرجل: والله ما

تَمَنَّيْت هذا الكلام ولا اخْتَلَقْته. وقال الجوهري: مُنْيةُ الناقة

الأَيام التي يُتعَرَّف فيها أَلاقِحٌ هي أَم لا، وهي ما بين ضِرابِ الفَحْل

إِياها وبين خمس عشرة ليلة، وهي الأَيام التي يُسْتَبْرَأُ فيها لَقاحُها

من حِيالها. ابن سيده: المُنْيةُ والمِنية أَيّام الناقة التي لم

يَسْتَبِنْ فيها لَقاحُها من حِيالها، ويقال للناقة في أَوَّل ما تُضرب: هي في

مُنْيَتها، وذلك ما لم يعلموا أَبها حمل أَم لا، ومُنْيَةُ البِكْر التي

لم تحمل قبل ذلك عشرُ ليال، ومنية الثِّنْي وهو البطن الثاني خمس عشرة

ليلة، قيل: وهي منتهى الأَيام، فإِذا مضت عُرف أَلاقِح هي أَم غير لاقح،

وقد استَمْنَيْتُها. قال ابن الأَعرابي: البِكْرُ من الإِبل تُسْتَمْنى بعد

أَربع عشرة وإحدى وعشرين، والمُسِنَّةُ بعد سبعة أَيام، قال:

والاسْتِمْناء أَن يأْتي صاحبها فيضرب بيده على صَلاها ويَنْقُرَ بها، فإِن

اكْتارَتْ بذنبها أَو عَقَدت رأْسها وجمعت بين قُطْرَيها عُلِم أَنها لاقح؛ وقال

في قول الشاعر:

قامَتْ تُريكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ،

والعَيْنُ شاحِبةٌ، والقَلْبُ مَسْتُورُ

قال: مستور إِذا لَقِحَت ذهَب نَشاطُها.

كأَنَّها بصَلاها، وهْي عاقِدةٌ،

كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُ

قال شمر: وقال ابن شميل مُنْيةُ القِلاصِ والجِلَّةِ سَواء عَشْرُ ليال:

وروي عن بعضهم أَنه قال: تُمْتَنى القِلاصُ لسبع ليال إِلا أَن تكون

قَلُوص عَسْراء الشَّوَلانِ طَويلة المُنية فتُمْتَنى عشراً وخمس عشرة،

والمُنية التي هي المُنْية سبع، وثلاث للقِلاص وللجِلَّةِ عَشْر لَيالٍ. وقال

أَبو الهيثم يردّ على من قال تُمْتَنى القِلاصُ لسبع: إنه خطأٌ، إِنما

هو تَمْتَني القِلاصُ، لا يجوز أَن يقال امْتَنَيْتُ الناقةَ أَمْتَنِيها،

فهي مُمْتَناةٌ، قال: وقرئ على نُصَير وأَنا حاضر. يقال: أَمْنَتِ

الناقةُ فهي تُمْني إِمْناء، فهي مُمْنِيةٌ ومُمْنٍ، وامْتَنَتْ، فهي

مُمْتَنِية إِذا كانت في مُنْيَتِها على أَن الفِعل لها دون راعِيها، وقد

امْتُنيَ للفحل؛ قال: وأَنشد في ذلك لذي الرمة يصف بيضة:

وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا، وأُمُّها

إِذا ما رأَتْنا زيِلَ مِنَّا زَويلُها

نَتُوجٍ، ولم تُقْرَفْ لِما يُمْتَنى له،

إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها

ورواه هو وغيره من الرواة: لما يُمْتَنى، بالياء، ولو كان كما روى شمر

لكانت الرواية لما تَمْتَني له، وقوله: لم تُقْرَفْ لم تُدانَ لِما

يُمْتَنى له أَي ينظر إِذا ضُربت أَلاقح أَم لا أَي لم تحمل الحمل الذي يمتنى

له؛ وأَنشد نصير لذي الرمة أَيضاً:

وحتى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ امْتِنائِها،

مِنَ الصَّيْف، ما اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها

فلم يقل بعد امْتِنائه فيكون الفعل له إِنما قال بعد امْتِنائها هي.

وقال ابن السكيت: قال الفراء مُنْية الناقة ومِنْية الناقة الأَيام التي

يُستبرأُ فيها لَقاحها من حِيالها، ويقال: الناقة في مُنْيتها. قال أَبو

عبيدة: المُنيةُ اضْطِراب الماء وامِّخاضه في الرَّحِم قبل أَن يتغير فيصير

مَشِيجاً، وقوله: لم تُقْرَف لما يُمْتَنى له يصف البيضة أَنها لم

تُقْرَف أَي لم تُجامَع لما يُمْتنى له فيُحتاج إِلى معرفة مُنْيتها؛ وقال

الجوهري: يقول هي حامل بالفرخ من غير أَن يقارفها فحل؛ قال ابن بري: الذي في

شعره:

نَتُوجٍ ولم تُقْرِف لما يُمْتَنى له

بكسر الراء، يقال: أَقْرَفَ الأَمرَ إِذا داناه أَي لم تُقْرِف هذه

البيضةُ لما له مُنيةٌ أَي هذه البيضةُ حَمَلت بالفَرْخ من جهة غير جهة حمل

الناقة، قال: والذي رواه الجوهري أَيضاً صحيح أَي لم تُقْرَف بفحل

يُمْتَنَى له أَي لم يُقارِفْها فحل.

والمُنُوَّةُ

(* قوله« والمنوة» ضبطت في غير موضع من الأصل بالضم، وقال

في شرح القاموس: هي بفتح الميم.): كالمُنْية، قلبت الياء واواً للضمة؛

وأَنشد أَبو حنيفة لثعلبة بن عبيد يصف النخل:

تَنادَوْا بِجِدٍّ، واشْمَعَلَّتْ رِعاؤها

لِعِشْرينَ يَوماً من مُنُوَّتِها تَمْضِي

فجعل المُنوَّة للنخل ذهاباً إِلى التشبيه لها بالإِبل، وأَراد لعشرين

يوماً من مُنوَّتها مَضَتْ فوضع تَفعل موضع فَعلت، وهو واسع؛ حكاه سيبويه

فقال: اعلم أَن أَفْعَلُ قد يقع موضع فَعَلْت؛ وأَنشد:

ولَقَدْ أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّني،

فَمَضَيْتُ ثُمَّت قلتُ لا يَعْنِيني

أَراد: ولقد مَرَرْتُ. قال ابن بري: مُنْية الحِجْر عشرون يوماً تعتبر

بالفعل، فإِن مَنَعت فقد وسَقَتْ. ومَنَيْت الرجل مَنْياً ومَنَوْتُه

مَنْواً أَي اختبرته، ومُنِيتُ به مَنْياً بُلِيت، ومُنِيتُ به مَنْواً

بُلِيت، ومانَيْتُه جازَيْتُه. ويقال: لأَمْنِينَّك مِناوَتَك أَي

لأَجْزِيَنَّك جزاءك. ومانَيْته مُماناة: كافأْــته، غير مهموز. ومانَيْتُك: كافأْــتك؛

وأَنشد ابن بري لسَبْرة بن عمرو:

نُماني بها أَكْفاءَنا ونُهينُها،

ونَشْرَبُ في أَثْمانِها ونُقامِرُ

وقال آخر:

أُماني به الأَكْفاء في كلِّ مَوْطِنٍ،

وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحينَ وأَقْتَري

ومانَيْتُه: لَزِمْته. ومانَيْتُه: انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه.

والمُماناة: المُطاولةُ. والمُماناةُ: الانْتِظار؛ وأَنشد يعقوب:

عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْني،

وجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ البَوْنِ،

مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ مانَوْني

أَي انتَظَرُوني حتى أُدْرِك بُغْيَتي. وقال ابن بري: هذا الرجز بمعنى

المُطاولة أَيضاً لا بمعنى الانتظار كما ذكر الجوهري؛ وأَنشد لغَيْلان بن

حُريث:

فإِنْ لا يَكُنْ فيها هُرارٌ، فإِنَّني

بسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائفُ

والهُرار: داءٌ يأْخذ الإِبل تَسْلَح عنه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي

صُخَيْرة:

إِيَّاكَ في أَمْركَ والمُهاواةْ،

وكَثْرةَ التَّسْويفِ والمُماناهْ

والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ قال ابن السكيت: أَنشدني أَبو عمرو:

صُلْبٍ عَصاه للمَطِيِّ مِنْهَمِ،

ليسَ يُماني عُقَبَ التَّجَسُّمِ

قال: يقال مانَيْتُك مُذُ اليومِ أَي انتظرتك. وقال سعيد: المُناوة

المُجازاة. يقال: لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك ولأَقْنُوَنَّك قِناوَتَكَ.

وتَمَنٍّ: بلد بين مكة والمدينة؛ قال كثير عزة:

كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ، لما تَحَلَّلَتْ

مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنٍّ جِمالُها،

قَبَلْنَ غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ

بِهِنَّ السَّواني، فاسْتدارَ مَحالُها

والمُماناةُ: قِلَّة الغَيرةِ على الحُرَمِ. والمُماناةُ: المُداراةُ.

والمُماناةُ: المُعاقَبةُ في الرُّكوب. والمُماناةُ: المــكافأَــةُ. ويقال

للدَّيُّوث: المُماذِلُ والمُماني والمُماذِي.

والمَنا: الكَيْلُ أَو المِيزانُ الذي يُوزَنُ به، بفتح الميم مقصور

يكتب بالأَلف، والمِكيال الذي يَكِيلون به السَّمْن وغيره، وقد يكون من

الحديد أَوزاناً، وتثنيته مَنَوانِ ومَنَيانِ، والأَوَّل أَعلى؛ قال ابن

سيده: وأُرى الياء معاقبة لطلب الخفة، وهو أَفصح من المَنِّ، والجمع أَمْناء،

وبنو تميم يقولون هو مَنٌّ ومَنَّانِ وأَمْنانٌ، وهو مِنِّي بِمَنَى

مِيلٍ أَي بقَدْرِ مِيلٍ.

قال: ومَناةُ صخرة، وفي الصحاح: صنم كان لهُذَيْل وخُزاعَة بين مكة

والمدينة، يَعْبُدونها من دون الله، من قولك مَنَوتُ الشيء، وقيل: مَناةُ اسم

صَنَم كان لأَهل الجاهلية. وفي التنزيل العزيز: ومَناةَ الثَّالِثَةَ

الأُخرى؛ والهاء للتأْنيث ويُسكت عليها بالتاءِ، وهو لغة، والنسبة إِليها

مَنَوِيٌّ. وفي الحديث: أَنهم كانوا يُهِلُّون لمَناة؛ هو هذا الصنم

المذكور. وعبدُ مناةَ: ابن أُدِّ بن طابِخَة. وزيدُ مَناةَ: ابن تَميم بن

مُرٍّ، يمد ويقصر؛ قال هَوْبَر الحارِثي:

أَلا هل أَتَى التَّيْمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ

على الشِّنْءِ، فيما بَيْنَنا، ابنُ تَمِيمِ

قال ابن بري: قال الوزير من قال زيدُ مَناه بالهاء فقد أَخطأَ؛ قال: وقد

غلط الطائي في قوله:

إِحْدَى بَني بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناه،

بَينَ الكئيبِ الفَرْدِ فالأَمْواه

ومن احتجّ له قال: إِنما قال مَناةٍ ولم يرد التصريع.

مني
: (ي ( {مَناهُ اللَّهُ} يَمْنِيه) {مَنْياً: (قَدَّرَهُ) .
(} والمانِي: القادِرُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لأبي قِلابَة الهُذَلي:
فَلَا تَقُولَنَّ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُه حَتَّى تُلاقِيَ مَا {يَمْنى لكَ} المانِي أَي مَا يُقدِّرُ لكَ القادِرُ.
وَفِي التهذيبِ:
حَتَّى تَبيَّنَ مَا يَمْنِي لكَ الماني وَقَالَ ابنُ برِّي: البَيْتُ لسُوَيْدِ بنِ عامِرٍ المُصْطلِقي، وَهُوَ:
لَا تَأْمَنِ المَوتَ فِي حِلَ وَلَا حَرَمٍ إنَّ! المَنايا تُوافي كلَّ إنْسانِ واسْلُكْ طَرِيقَكَ فِيهَا غَيْرَ مُحْتَشِمٍ حَتَّى تُلاقِيَ مَا يَمْني لكَ المَانِيوفي الحديثِ: أنَّ مُنْشداً أَنْشَدَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
لَا تَأْمَنَنَّ وإنَّ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ حَتَّى تُلاقِيَ مَا يَمْنِي لكَ المَانِيفالخَيْرُ والشَرُّ مَقْرونانِ فِي قَرَنٍ بكُلِّ ذلِكَ يَأْتِيَك الجَدِيدانِفقالَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو أَدْرَكَ هَذَا لأَسْلَمَ.
قُلْت: وَفِي أَمالِي السيِّدِ المُرْتَضى مَا نَصّه: أَنَّ مُسْلماً الخُزَاعي ثمَّ المُصْطلِقي قالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أَنْشَدَه مُنْشدٌ قولَ سُوَيْدِ بنِ عامِرِ المُصْطلِقِي: لَا تَأْمَنَنَّ، الخ، وَفِيه:
فكلّ ذِي صاحِبٍ يَوْماً يفارقهوكلّ زادٍ وإنْ أَبْقَيْته فانِيثم ساقَ بَقِيَّةَ الحديثِ؛ كَذَا وَجَدْته بخطِّ العلاَّمَة عبْدِ القادِرِ بنِ عُمَر البَغْدادِي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
ويقالُ: {مَنَى اللَّهُ لكَ مَا يسُرُّكَ، أَي قَدَّرَهُ لَك؛ قيل: وَبِه سُمِّيَت} المَنِيَّةُ للمَوْتِ لأنَّها مُقَدَّرَةٌ بوَقْتٍ مَخْصوصٍ؛ وقالَ آخَرُ:
{مَنَتْ لكَ أَنْ تُلاقِيَني المَناياأُحادَ أُحادَ فِي الشَّهْر الحَلالِ (أَو) } مَناهُ اللَّهُ بحبِّها {يَمْنِيه مَنْياً: (ابْتَلاهُ) بحُبِّها.
(و) قيلَ: مَناهُ يَمْنِيه إِذا (اخْتَبَرَهُ.
(} والمَنَا) ؛) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ أَنْ يُكْتَبَ بالياءِ؛ (المَوْتُ،! كالمَنِيَّةِ) ، كغَنِيَّةٍ، لأنَّه قُدِّرَ عَلَيْنا. وَقد مَنى اللَّهُ لَهُ المَوْتَ يَمْنِي؛ وجَمْعُ المَنِيَّةِ المَنايا.
وقالَ الشَّرقيُّ بنُ القُطامِي: المَنايا الأحْداثُ، والحِمامُ: الأجَلُ، والحَتْفُ: القَدَرُ، {والمَنُونُ: الزَّمانُ.
وقالَ ابنُ برِّي: المَنِيَّة قَدَرُ المَوْتِ؛ أَلاَ تَرَى إِلَى قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ:
} مَنايا تُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأهْلِها
جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأنَسِ الجُبْلِفجعلَ المَنايا تُقَرِّب المَوْتَ وَلم يَجْعَلْها المَوْت.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: المَنِيَّةُ الأجَلُ المُقَدَّرُ للحَيَوانِ.
(و) {المَنَى: (قَدَرُ اللَّهِ) تَعَالَى، يُكْتَبُ بالياءِ؛ قالَ الشاعرُ:
دَرَيْتُ وَلَا أَدْرِي} مَنَى الحَدَثانِ وَقَالَ صَخْرُ الغِيِّ:
لعَمْرُ أَبي عَمْرِو لَقَدْ ساقَهُ المَنَى
إِلَى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِومنه قولُهم: ساقَهُ المَنى إِلَى دَرْكِ المُنَى.
(و) المَنَى: (القَصْدُ) ؛) وَبِه فُسِّر قولُ الأَخْطَل:
أَمْسَتْ {مَناها بأَرْضٍ لَا يُبَلِّغُها
لصاحِبِ الهَمِّ إلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُقيلَ: أَرادَ قَصْدَها وأَنَّثَ على قوْلِكَ ذَهَبَتْ بعضُ أَصابِعِهِ؛ ويقالُ: إنَّه أَرادَ مَنازِلَها فحذَفَ؛ ومِثْلُه قولُ لبيدٍ:
دَرَسَ} المَنا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ قالَ الجَوْهرِي: وَهِي ضَرُورَةٌ قَبِيحَةٌ.
قُلْت: وَقد فَسَّر الشَّيْباني فِي الجيمِ قوْلَ الأخْطَل بمعْنًى آخَر سَيَأْتِي قرِيباً.
( {ومُنِيَ بِكَذَا، كعُنِيَ: ابْتُلِيَ بِهِ) ، كأَنَّما قُدِّرَ لَهُ وقُدِّرَ لَهَا.
(و) } مُنِيَ (لكذا: وُفِّقَ) لَهُ.
( {والمَنِيُّ، كغَنِيَ) ، وَهُوَ مُشَدَّد: والمَذْيُ والوَدْيُ مُخَفَّفان، وَقد يُخَفَّفُ فِي الشِّعْرِ، (و) قولُه: (كإلَى) ، غَلَطٌ صوابُه بِهِ ويُخَفَّفُ، (} والمَنْيَةُ، كرَمْيَةٍ) للمَرَّةِ من الرَّمْي وضَبَطَه الصَّاغاني فِي التكملةِ بِضَم الميمِ وَهُوَ الصَّوابُ؛ (ماءُ الرَّجُلِ والمرأَةِ) ؛) اقْتَصَرَ الجَوْهرِي وجماعَةٌ على ماءِ الرَّجُلِ؛ وشاهِدُ التَّشْديدِ قولُه تَعَالَى: {أَلم يَكُ نُطْفَة مِن {مَنِيَ} يُمْنًى} ؛ أَي يُقَدَّرُ بالعِدَّةِ الإلهيَّةِ مَا تكوّن مِنْهُ؛ وقُرِىءَ {تُمْنَى بالتاءِ على النّطْفةِ.
وسُمِّي} المَنِيّ لأنَّه يُقَدَّرُ مِنْهُ الحَيَوانُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للأخْطَل يَهْجُو جَرِيرًا:
مَنِيُّ العَبْدِ عَبْدِ أَبي سُواجٍ
أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ يُعاباوشاهِدُ التَّخْفِيفِ قولُ رُشَيْدِ بنِ رُمَيْضِ؛ أَنْشَدَهُ ابنُ برِّي:
أَتَحْلِفُ لَا تَذُوقُ لنا طَعاماً
وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟ (ج {مُنْيٌ، كقُفْلٍ) ؛) حَكَاهُ ابنُ جنِّي وأَنْشَدَ:
أَسْلَمْتُمُوها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ
مُنْيُ الرِّجالِ على الفَخْذَيْنِ كالمُومِ (} ومَنَى) الرَّجُلُ يمني {مَنْياً (} وأَمْنَى) {إِمْناءً (} ومَنَّى) ! تَمْنِيَةً، كلُّ ذلكَ (بمعْنًى) ؛) وعَلى الأوَّلَيْن اقْتَصَر الجَوْهرِي والجماعَةُ. ( {واسْتَمْنَى: طَلَبَ خُرُوجَهُ) واسْتَدْعاهُ.
(} ومِنَى، كإلَى. ة بمكَّةَ) ، تُكْتَبُ بالياءِ، (وتُصْرَفُ) وَلَا تُصْرَفُ. وَفِي الصِّحاح: مَوْضِعٌ بمكَّة، مُذَكَّرٌ يُصْرَفُ. وَفِي كتابِ ياقوت: {مِنًى، بالكسْرِ والتَّنْوينِ فِي الدَّرجِ. (سُمِّيَتْ) بذلكَ (لِما يُمْنَى بهَا من الدِّماءِ) ، أَي يُراقُ.
وقالَ ثَعْلب: هُوَ مِن قوْلِهم: مَنَى اللَّهُ عَلَيْهِ المَوْتَ، أَي قَدَّرَهُ لأنَّ الهَدْيَ يُنْحَرُ هُنالِكَ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: لأنَّ الكبْشَ مُنِيَ بِهِ أَي ذُبِحَ.
وقالَ ابنُ عُيَيْنَة: أُخِذَ مِن المَنايا، أَو لأنَّ العَرَبَ تُسَمَّى كلَّ محلَ يُجْتَمَع فِيهِ مِنًى، أَو لِبُلُوغِ الناسِ فِيهِ} مُناهُم؛ نقلَهُ شيْخُنا.
ورُوِي عَن (ابنِ عبَّاسٍ) رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَّه قالَ: سُمِّيَتْ بذلكَ (لأنَّ جِبْريلَ، عَلَيْهِ السّلام، لمَّا أَرادَ أَنْ يُفارِقَ آدَمَ) ، عَلَيْهِ السّلام، (قَالَ لَهُ: تَمَنَّ، قالَ: أَتَمَنَّى الجَنَّةَ، فسُمِّيَتْ مِنًى لأُمْنِيَّةِ آدَمَ) ، عَلَيْهِ السّلام؛ وَهَذَا القولُ نقلَهُ ياقوتٌ غَيْر مَعْزُوَ.
قالَ شيْخُنا: مكَّةَ نَفْسُها قَرْيَةٌ، ومِنَى قَرْيةٌ أُخْرَى بَيْنها وبينَ مَكَّة أَمْيالٌ، فَفِي كَلامِ المصنِّفِ نَظَرٌ، انتَهَى.
وقالَ ياقوتٌ: مِنَى بُلَيْدَةٌ على فَرْسَخ من مكَّةَ طُولُها مِيلان تعمرُ أَيامَ المَوْسِم وتَخْلُو بَقِيَّة السَّنَةِ إلاَّ ممَّنْ يَحْفَظُها، وقَلَّ أَن يكونَ فِي الإسْلامِ بَلَدٌ مَذْكورٌ إِلاَّ ولأهْلِه بمِنَى مضْرَبٌ.
ومِنَى: شعْبَان بَيْنهما أَزِقَّةٌ، والمسْجِدُ فِي الشارِعِ الأيْمَن، ومَسْجِد الكَبْشِ بقُرْبِ العَقَبَةِ الَّتِي تُرْمَى عَلَيْهَا الجَمْرَةُ، وَبهَا مَصانِعُ وآبارٌ وخاناتٌ وحَوانِيتٌ، وَهِي بينَ جَبَلَيْن مُطِلَّيْن عَلَيْهَا؛ قالَ: وكانَ أَبو الحَسَنِ الْكَرْخِي يَحْتَجُّ بجوازِ الجُمُعَةِ بهَا أَنَّها من مكَّةَ كمِصْرٍ واحِدٍ، فلمَّا حَجَّ أَبو بكْرٍ الجصَّاص ورأَى بُعْدَ مَا بَيْنهما اسْتَضْعَف هَذِه العلَّةَ وقالَ: هَذِه مِصْرٌ مِن أمْصارِ المُسْلِمِين تعمّرُ وَقْتاً وتَخْلُو وَقْتاً، وخُلُوُّها لَا يُخْرِجُها عَن حَدّ الأمْصارِ، وعَلى هَذِه العلَّةِ كانَ يَعْتَمِدُ القاضِي أَبو الحُسَيْن القَزْوِينِي.
قالَ البشّارِي: وسأَلَنِي يَوْماً كم يَسْكنُها وسَطَ السَّنَةِ مِن الناسِ؟ قُلْتُ: عِشْرُونَ إِلَى الثَّلاثِينَ رجُلاً، وقلَّ أَن تجِدَ مَضْرباً إِلَّا وَفِيه امْرأَةٌ تَحْفَظه؛ فقالَ: صَدَقَ أَبو بَكْرٍ وأَصابَ فيمَا عَلَّلَ؛ قَالَ: فَلَمَّا لَقِيت الفَقِيه أَبا حَامِدٍ البغولني بنَيْسابُورَ حَكَيْتُ لَهُ ذلكَ، فقالَ: العلَّةُ مَا نَصّها الشَّيْخ أَبو الحَسَن، أَلاَ تَرَى إِلَى قولِ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ: {ثمَّ محلّها إِلَى البيتِ الْعَتِيق} ؛ وقالَ: {هَديا بَالغ الكعْبَة} . وإنَّما يَقَعُ النّحْرُ بمِنَى.
(و) مِنى: (ع آخَرُ بنَجْدٍ) .
(قالَ نَصْر: هِيَ هضبَةٌ قُرْبَ ضرية فِي ديارِ غَنِيَ بنِ أَعْصر زادَ غيرُهُ: بينَ طخفَةَ وأَضاخَ، وَبِه فسّر قولَ لبيدٍ:
عَفَتِ الدِّيارُ محلُّها فمُقامُها! بمِنَى تَأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها (و) أَيْضاً: (ماءٌ قُرْبَ ضَرِيَّةَ) فِي سَفْحِ جَبَل أَحْمرِ مِن جِبالِ بَني كِلابٍ للضِّبابِ مِنْهُم؛ قالَهُ نَصْر وضَبَطَه كغَنِيَ، بالتَّشْديدِ.
ونقلَ ياقوت عَن الأصْمعي: أنَّ مِنَى جَبَلٌ حَوْلَ حمى ضَرِيَّة؛ وأَنْشَد: أَتْبَعْتهم مُقْلَةً إنْسانُها غَرِقٌ
كالفَصّ فِي رَقْراق الدَّمْعِ مَغْمُورُحتى تَوارَوا بشَعْفِ والجِبَال بِهم
عَن هضب غَوْلٍ وَعَن جَنْبي مِنًى زورُ ( {وأَمْنَى) الرَّجُلُ؛ عَن ابنِ الأعْرابِي؛ (} وامْتَنَى) ؛) عَن يُونس؛ (أَتَى مِنَى أَو نَزَلَها) ؛) التَّفْسِير الأوَّل ليونس، وَالثَّانِي لابنِ الأعرْابي؛ ومِن ذلكَ لُغْز الحَريرِي فِي فتْيَا العَرَبِ: هَل يَجِبُ الغُسْل على مَنْ {أَمْنَى؛ قالَ: لَا وَلَو ثنى.
(} وتمنَّاهُ) {تَمَنّياً: (أَرادَهُ) .
(قَالَ ثَعْلَب: التَّمنِّي حديثُ النَّفْسِ بِمَا يكونُ وَبِمَا لَا يكونُ.
وَقَالَ ابنُ الْأَثِير:} التَّمنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأمْر المَرْغوب فِيهِ.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {تَمَنَّيْتُ الشيءَ أَي قَدَّرْتُه وأَحْبَبْتُ أَن يَصِيرَ إليَّ مِن} المَنى وَهُوَ القَدر.
وَقَالَ الرَّاغبُ: التمنِّي تَقْديرُ شيءٍ فِي النَّفْسِ وتَصْوِيرُه فِيهَا؛ وَذَلِكَ قد يكونُ عَن تَخْمِين وظَنَ، ويكونُ عَن رَوِيَّةٍ وبِناء على أَصْلٍ، لَكِن لما كَانَ أَكْثَره عَن تَخْمِين صارَ الكَذِبُ لَهُ أَمْلَك فأَكْثَر التَّمنِّي تَصَوّر مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ.
( {ومَنَّاهُ إيَّاه و) مَنَّاهُ (بِهِ} تَمْنِيَةً) :) جَعَلَ لَهُ {أُمْنِيّته؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ولأضِلنَّهم} ولأُمنِّيَنّهم} (وَهِي {المُنْيَةُ، بالضَّمِّ وَالْكَسْر،} والأُمْنِيَّةُ، بالضَّمِّ) ، وَهِي أُفْعُولَةٌ وجَمْعُها {الْأَمَانِي. قالَ اللَّيْث: رُبَّما طُرِحَتِ الهَمْزَةُ فقيلَ} مُنْيَة على فُعْلَة.
قالَ الأزْهرِي: وَهَذَا لَحْنٌ عنْدَ الفُصَحاءِ إنَّما يقالُ مُنْية على فُعْلَة وجَمْعُها {مُنًى، ويقالُ:} أُمْنِيَّةٌ على أُفْعُولَة، وجَمْعُها {أَمانيُّ بتَشْديد الياءِ وتَخْفِيفِها.
وَقَالَ الرَّاغبُ:} الأُمْنِيَّةُ الصُّورَةُ الحاصِلَةُ فِي النَّفْسِ مِن {تَمَنّى الشَّيء. وشاهِدُ} المنى أَنْشَدَه القالِي: كأَنَّا لَا تَرانا تارِكِيها
بعِلَّةِ باطِل {ومُنَى اغْتِرارِوشاهِدُ الأمانيِّ قولُ كَعْب:
فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ
إنَّ الأمانيَّ والأحْلامَ تَضْلِيلُ (} وتَمَنَّى) {تَمَنِّياً: (كَذَبَ) ، وَهُوَ تَفَعُّل مِن} مَنَى {يَمْنِي إِذا قَدَّرَ لأنَّ الكاذِبَ يُقدِّرُ فِي نَفْسِه الحديثَ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: لمَّا كانَ الكَذِبُ تَصَوُّر مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ وإيرَاده باللّفْظِ صارَ التَّمَنِّي كالمَبْدإ للكَذِبِ فصحَّ أنْ يُعَبَّرَ عَن الكذِبِ} بالتَّمنِّي، وعَلى ذلكَ مَا رُوِي عَن عُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: مَا تَمَنَّيْتُ مُنْدُ أَسْلَمْت، أَي مَا كَذَبْت، انتَهَى.
ويقالُ: هُوَ مَقْلُوبُ تمين مِن المَيْنِ وَهُوَ الكذِبُ.
(و) {تَمَنَّى (الكِتابَ: قَرَأَهُ) وكَتَبَه؛ وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشَّيطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ؛ أَي قَرَأَ وتَلا فَأَلْقَى فِي تِلاوَتِه مَا ليسَ فِيهِ؛ قالَ الشاعرُ يَرْثي عُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ:
تَمَنَّى كتابَ اللَّهِ أَوَّلَ لَيْلِه
وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِوقالَ آخَرُ:
تَمَنَّى كتابَ اللَّهِ آخِرَ لَيْلةٍ
} تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِأَي تَلا كتابَ اللَّهِ مُتَرسِّلاٍ فِيهِ.
قالَ الأزْهري: والتَّلاَوَةُ سُمِّيَت أُمْنِيَّة لأنَّ تَالِي القُرْآنِ إِذا مَرَّ بآيَةِ رَحْمَةٍ! تَمَنَّاها، وَإِذا مَرَّ بآيَةِ عَذَابٍ تَمَنَّى أَن يُوقَّاه.
وقالَ الرَّاغِبُ: قولُه تَعَالَى: {وَمِنْهُم أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الكِتابَ إلاَّ أمانيَّ} . قالَ مُجَاهِد: مَعْناه إلاَّ كذِباً؛ وَقَالَ غيرُهُ: إلاَّ تِلاوَةً. وقولُه تَعَالَى: {أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي {أُمْنِيَّتِه} ؛ وَقد تقدَّمَ أَنَّ التَّمنِّي كَمَا يكونُ عَن تَخْمِين وظنَ قد يكونُ عَن رَوِيَّةٍ وبناءٍ على أَصْلٍ، ولمَّا كانَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا مَا كانَ يُبادِرُ إِلَى مَا نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِين على قَلْبِه حَتَّى قيلَ لَهُ: {وَلَا تَعْجَل بالقُرآنِ من قَبْلِ أَنْ يَقْضى إليكَ وَحْيَهُ} ، {لَا تُحرِّك بِهِ لِسانَكَ لتَعْجَلَ بِهِ} ، سَمَّى تِلاوَتَه على ذلكَ تَمَنِّياً ونَبَّه أنَّ للشَّيْطانِ تَسَلّطاً على مثْلِه فِي أُمْنِيَّتِه، وذلكَ من حيثُ بَيَّن أنَّ العَجَلَةَ من الشَّيْطانِ.
(و) تَمَنَّى (الحديثَ: اخْترَعَهُ وافْتَعَلَهُ) وَلَا أَصْلَ لَهُ؛ وَمِنْه قولُ رَجُل لِابْنِ دَأْبٍ وَهُوَ يُحدِّثُ: هَذَا شيءٌ رَوَيْتَه أَمْ شيءٌ} تَمَنَّيْتَه؟ أَي افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْتَه وَلَا أَصْلَ لَهُ. ويقولُ الرَّجُل: واللَّه مَا {تَمَنَّيْت هَذَا الكلامَ وَلَا اخْتَلَقْته.
(} والمُنْيَةُ، بالضَّمِّ ويُكْسَرُ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه، واقْتَصَر الجَوْهرِي على الضَّم. ونَقَلَ ابنُ السِّكِّيت عَن الفرَّاء الضَّم والكسَر مَعًا؛ (والمَنْوَةُ) ، بِالْفَتْح، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ المَنُوَّةُ، بفتحٍ فضمٍ فتَشْديدِ وَاو؛ (أَيامُ النَّاقةِ الَّتِي لم يُسْتَيْقَنْ) ؛) وَفِي المُحْكم: لم يَسْتَبِنْ؛ (فِيهَا لِقاحُها من حِيالها) .) ويقالُ للناقَةِ فِي أَوَّل مَا تُضْرَبُ: هِيَ فِي! مُنْيَتِها، وَذَلِكَ مَا لم يَعْلَموا بهَا حَمْل أَمْ لَا. ( {فمُنْيَةُ البِكْرِ الَّتِي لم تَحْمِلْ عَشْرُ لَيالٍ} ومُنْيَةُ الثَّنيِّ: وَهُوَ البَطْنُ الثَّاني، خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً) ، قيلَ: وَهِي مُنْتَهى الأيَّام (ثمَّ) بَعْد مُضِي ذلكَ (تُعْرَفُ أَلاقحٌ هِيَ أمْ لَا) ؛) هَذَا نَصُّ ابنِ سِيدَه.
وَقَالَ الجَوْهرِي: {مُنْيَةُ الناقَةِ الأيامُ الَّتِي يُتَعَرَّفُ فِيهَا أَلاقحٌ هِيَ أَمْ لَا، وَهِي مَا بينَ ضِرابِ الفَحْلِ إيَّاها وبينَ خَمْس عَشْرَةَ لَيْلة، وَهِي الأيَّام الَّتِي يُسْتَبْرَأُ فِيهَا لَقاحُها من حِيالِها. يقالُ: هِيَ فِي مُنْيَتها، انْتهى.
وَقَالَ الأصْمعي:} المُنْيَةُ مِن سَبْعَةِ أَيَّام إِلَى خَمْسَة عَشَرَ يَوْماً تُسْتَبْرأُ فِيهَا الناقَةُ تردُّ إِلَى الفَحْل فَإِن قرَّت عُلِم، أنَّها لم تَحْمِلْ، وَإِن لم تقرّ عُلِمَ أنَّها قد حَمَلَتْ؛ نقلَهُ القالِي.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: مُنْيَةُ القِلاصِ سَواء عَشرُ ليالٍ؛ وقالَ غيرُهُ: المُنْيَةُ الَّتِي هِيَ المُنْيَة سَبْع، وَثَلَاث للقِلاصِ وللجِلَّةِ عَشْرَ لَيالٍ.
(و) قالَ أَبو الهَيْثَمِ: قُرِىءَ على نُصَيْر وأَنا حاضِرٌ ( {أَمْنَتِ) الناقَةُ، (فَهِيَ} مُمْنٍ {ومُمْنِيَةٌ) :) إِذا كانتْ فِي مُنْيَتِها؛ (وَقد} اسْتَمْنَيْتُها) .
(قَالَ ابنُ الأعْرابي: البِكْرُ من الإِبِلِ {تُسْتَمْنَى بَعْدَ أَرْبَع عشرَةَ وإحْدَى وعِشْرين، والمُسِنَّةُ بَعْد سَبْعةِ أَيامٍ؛ قالَ:} والاسْتِمْناءُ أَنَّ يأْتِي صاحِبُها فيَضْربَ بيدِهِ على صَلاها ويَنْقُرَ بهَا، فَإِن اكْتارَتْ بذَنَبِها أَو عَقَدَتْ رأْسَها وجَمَعَتْ بينَ قُطْرَيْها عُلِم أنَّها لاقِحٌ؛ وقالَ فِي قولِ الشاعرِ:
قامَتْ تُرِيكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ والعَيْنُ شاحِبةٌ والقَلْبُ مَسْتُورُكأنَّها بصَلاها وهْي عاقِدَةٌ كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُقال: مَسْتُور إِذا لَقِحَتْ ذهبَ نَشاطُها. ( {ومُنِيتُ بِهِ، بالضَّمِّ، مَنْياً) ، بِالْفَتْح: أَي (بُلِيتُ بِهِ) ، وَقد} منَاهُ {مَنْياً بَلاهُ.
(} ومَاناهُ) مُمَاناةً: (جازَاهُ) ؛) عَن أَبي سعيدٍ.
(أَو) {مَاناهُ: (أَلْزَمَهُ) ؛) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ لَزِمَهُ.
(و) مَاناهُ: (ماطَلَهُ) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ طاوَلَهُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ وغيرِهِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لغَيْلانِ بنِ حُرَيْث:
فإلاّ يَكُنْ فِيهَا هُرارٌ فإِنَّني
بسِلَ} يُمانِيها إِلَى الحَوْلِ خائِفُأَي يُطاوِلُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لأبي صُخَيْرَة:
إيَّاك فِي أَمْرِكَ والمُهاواهْ
وكَثْرَةَ التَّسْوِيفِ {والمُماناهْ (و) مَاناهُ: (دارَهُ.
(و) أيْضاً: (عاقَبَهُ فِي الرُّكوبِ.
(} وتَمَنَ: د بَين الحَرَمَيْنِ) الشَّرِيفَيْن. قالَ نَصْر: هِيَ ثَنِيةُ هَرْشَى على نصفِ طريقِ مكَّةَ والمَدينَةِ. رَوَى ابنُ أَبي ذئبٍ عَن عِمْران بنِ قُشَيْر عَن سالمِ بنِ سبلان: سَمِعْت عائِشَةَ وَهِي بالبِيض من {تَمَنَ بسَفْح هَرْشى وأَخَذْت مرْوَة مِن المَرْوِ، فَقَالَت: وَدَدْت أَني هَذِه المَرْوَة، انتَهَى.
وَقَالَ كثيِّرُ عزَّة:
كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ لما تَحَلَّلَتْ
مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنَ جمالُهاقلين غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ
بِهِنَّ السَّوانِي فاسْتَدارَ مَحالُها وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} امْتَنَيْت الشيءَ: اخْتَلَقْته.
! والمُتَمَنِّي: جماعَةٌ مِن العَرَبِ عُرِفُوا بذلكَ، مِنْهُم: عامِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ الشجبِ بنِ عبْدِ ودّ لُقِّبَ بِهِ لكوْنِه {تَمَنَّى رقاش، امْرأَة مِن عامِر الأَجْدار وأَسَر بداءِ بنِ الحارِثِ فنالَهُما. وبفَتْح النونِ: نَصْر بن حجَّاج السِّلمي وكانَ وَسِيماً تَفْتَتِنُ بِهِ النِّساءُ، وَفِيه تقولُ الفُرَيْعةُ بنْتُ هَمَّام:
هَلْ مِنْ سَبيلٍ إِلى خَمْرٍ فَأَشْرَبَها
أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حجَّاجِ؟ وَهِي} المُتَمَنِّيَةُ، وَهِي أُمُّ الحجَّاجِ بنِ يُوسُف، فنَفاهُ عُمَر قائِلاً: لَا {تَتَمنَّاكَ النِّساء، وكَتَبَ عبْدُ الملِكِ إِلَى الحجَّاج: يَا ابْنَ} المُتَمَنِّيَة، أَرادَ أُمَّه هَذِه.
{والمَنِيُّ، كغَنِيَ: ماءٌ بضَرِيَّة؛ ضَبَطَه نَصْر وتَبِعَه ياقوت.
} والأمانِيُّ: الأكاذِيبُ والأحادِيثُ الَّتِي تتمنى.
{وامْتُنِيَ للفَحْل، بِالضَّمِّ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة يَصِفُ بَيْضَة:
نَتُوجٍ وَلم تُقْرَفْ بِمَا} يُمْتَنَى لَهُ
إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُهاوأَنْشَدَ نُصَيْر لذِي الرُّمَّة أَيْضاً:
وحتّى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ {امْتِنائِها
مِنَ الصَّيْف مَا اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها} وامْتَنَتِ الناقَةُ فَهِيَ {مُمْتَنِية إِذا كانتْ فِي} مُنْيَتِها؛ رواهُ أَبُو الهَيْثم عَن نُصَيْر؛ قالَ: قُرِىءَ عَلَيْهِ ذلكَ وأَنا حاضِرٌ.
{ومَناهُ} يَمْنِيه: جَزاءُ.
والمِناوَةُ، بِالْكَسْرِ: الجَزاءُ. يقالُ: لأَمْنِينَّكَ مِناوَتَكَ، أَي لأَجْزِيَنَّكَ جَزَاءَكَ؛ عَن أَبي سعيدٍ؛ ونقلَهُ الجَوْهرِي أَيْضاً. ويقالُ: هُوَ بمنى مِنْهُ وحرًى.
{ومَناهُ: أَي مَطَلَهُ.
} والمُمَاناةُ: المُــكافَأَــةُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي زيْدٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لسَبْرة بنِ عَمْرو:
{نُمانِي بهَا أَكْفاءَنا ونُهِبنُها
ونَشْربُ فِي أَثْمانِها ونُقامِرُوقالَ آخَرُ:
} أُمانِي بهَا الأَكْفاء فِي كلِّ مَوْطِنٍ
وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحِينَ وأَقْتَرِي والمُمَاناةُ: الانْتِظارُ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو:
عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباح لَوْنِيوجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ اليَوْنِ مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ {مَانَوْنِي أَي: انْتَظَرُوني حَتَّى أُدْرِكَ بُغْيَتي؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
قَالَ ابنُ برِّي:} المُماناةُ فِي هَذَا الرجزِ بمعْنَى المُطاوَلة لَا الانْتِظار.
ونقلَ ابنُ السِّكِّيت عَن أَبي عَمْرو: {مانَيْتُكَ مُذ اليومِ أَي انْتَظَرْتُكَ.
} ومَنَّى {تَمْنِيّةً: نَزَلَ مِنًى، لُغَةٌ فِي} أَمْنَى {وامْتَنَى؛ نقلَهُ الصَّاغاني؛ وكَذلكَ} مَنَى بالتّخْفيفِ؛ عَنهُ أَيْضاً.
{والمِنْيَةُ، بالكسرِ: اسْمٌ لعدَّةِ قُرًى بمِصْر جاءَتْ مُضافَةً إِلَى أَسْماء، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلَفْظِ الإفْرادِ، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلفْظِ التَّثْنِيةِ، وَمِنْهَا مَا جاءَتْ بلَفْظِ الجَمْع، وَنحن نَذْكُر ذَلِك مرتبين على الأقاليم:
فَمَا جاءَتْ بلَفْظِ الإفْرادِ: مِن الشَّرْقيةِ:} مِنْيَةُ مَسْعود، وناجِيَةَ، ورَوْق، وجُحَيْش، وردِيني، وقَيْصَر، وفراة، واشنة، وكِنانَةَ وفيهَا ولد السراج البَلْقِيني،! ومِنْيَةُ سُهَيْل، وأَبي الحُسَيْن، وعاصِمٍ وَقد دَخَلْتها، والسِّباع وتُعْرَفُ {بمِنْيَةِ الخَنازِيرِ الْآن، ومِنْيَةُ بَصَل، ومُحْسِن، وراضِي، وبوعَزّى، وثَعْلَب، ونَما، وجَابِر، والنَّشاصِي، والدرَّاج، وصُرَد، والأمْلَس، وربيعَةَ البَيْضاء، وبوخالِدٍ، ويَرْبُوع، وبوعلي، وعقبَةَ وَهِي غَيْر الَّتِي فِي الجِيزَة، وطيِّىءٍ، والذويبِ، ووَرْعان، ومقلد، والقرشي، ولوز، وغُرَاب، وبشَّار، وَيزِيد، ورَمْسِيس، وَخيَار، ويَعِيش، وسعادة، وَصَيْفِي، وياللَّه، والمعلى، والأَمراء، والفرماوي.
وممَّا جاءَتْ بصِيغَةِ التَّثْنِيةِ مِن هَذَا الإقليم:} مِنْيتا الشَّرف وَالْعَامِل،! ومِنْيَتا عُمَر وَحَمَّاد، ومِنْيتا العطَّار والفزاريين، ومِنْيَتا حمل وحبِيب، ومِنْيَتا فرج وهُما الطرطيري والراشدي، ومِنْيَتا يمَان ومحرز.
وَمَا جاءَتْ بصبغَةِ الجَمْع: مُنَى مَرْزُوق، ومُنَى جَعْفَر، ومُنَى مغنوج، ومُنَى غصين.
وَفِي المرتاحية: على صيغَةِ الإفْرادِ: مِنْيَةُ الشَّامِيِّين، ومِنْيةُ سمنود وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ بزو وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ شحيرة، ونقيطة، وعوام، وخَيْرُون، والعَامِل، وشافِع، والصَّارِم، وقوريل، وغرون وَهِي مِنْيَةُ أَبي البَدْر، وقرموط، وغشماشة، وبجانة، والشبول، وَعَاصِم، وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، وجلموه ومعاند، وَعلي، والبَقْلي، والمفضلين، وَصَالح، وحماقة، وفضالة، وفوسا، والأخْرس وبصيغَةِ الجَمْع: منى سندوب.
وَفِي الدقهلية: على صيغَةِ الإفْراد: مِنْيَةُ السُّودان، والحلوج، وعبْدِ المُؤْمِن، وكرسوس، والنّصَارَى وهُما اثْنَتان، وطلوس، وحازم، وبوز كرى، وجديلة، وبوعبد اللَّه وَقد دَخَلْتها، وَشَعْبَان، ومرجا بن سليل، والغر، وبَدْر بنُ سلسيل، والجفاريين، والشاميين، ورومي، والخياريين، والزمام.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: {مِنْيَتا طاهِرٍ وأمامَة،} ومِنْيَتا فاتِكٍ ومزاح، ومِنْيَتا السويد والطبل.
وَفِي جَزيرَةِ قويسنا: مِنْيَةُ زفتى جواد، وتاج الْعَجم، والعبسي، وعافية وَقد دَخَلْتها، والأمير، والفزاريين وَهِي شبْرًا هارس، وسلكا، وحيون، وَإِسْحَاق، وسراج وَقد دَخَلْتها، وَأَبُو شيخة وَقد دَخَلْتها، والموز والشريف، والحرون وَهِي البَيْضاء، وأَبو الحُسَيْن.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيَتا الوفيين والجمالين، ومِنْيَتا خشيبة والرخا.
وَفِي الغربية: مِنْيَةُ السُّودان وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، ومِنْيَةُ مسير، وردّاد، وأَبي قُحَافَة، ورديبيه، والأشْراف وَقد دَخَلْتها، وحبِيب، وأوْلاد شرِيف، وَالديَّان، وسراج وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَتْ، والقيراط وَمِنْهَا البُرْهان القيراطي الشاعِرُ، وابشان، وَيزِيد، والكتاميين.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيتا اللَّيْث وهَاشِم، ومِنْيَتا أمويه والجنان.
وَفِي السمنودية: مِنْيَةُ حوى، وَمَيْمُون، وأَبْيض لجامه، وشنتنا، والسبز، وَخيَار، والسُّودَان وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَت، وَعَيَّاش، والبندر أَو اللّيْث، وهَاشِم، والطويلة، وَحسان، وَأَبُو السيار، وخضر، وغزال، وطوخ، والنَّصارَى وتُعْرَفُ بمِنْيَةِ بَرَكَات، وحويت، وسَيْف الدَّوْلة، والداعي، والقصرى، وَيزِيد، وَبدر وَقد دَخَلْتها، وخميس وَقد دَخَلْتها، وجكو.
وبصيغَةِ التَّثْنِية: مِنْيَتا بَدْرٍ وحَبيب، ومِنْيَتا سلامين وَأَبُو الْحَارِث وَقد دَخَلْتُ الأخيرَة، ومِنْيَتا حُبَيْش الْقبلية والبحرية.
وبصيغَةِ الجَمْع: منى أبي ثَوْر. وَفِي الدنجاوية: مِنْيَةُ الأحْلاف، ودَبُّوس وَقد دَخَلْتها، وحجاج.
وَفِي المنوفية: مِنْيَةُ زوبر وَقد دَخَلْتها، وعَفيف وَقد دَخَلْتها، وأُمّ صالِحٍ، ومُوسَى، والقصرى، وصُرَد وَهِي غَيْر الَّتِي ذُكِرَت، وسود، والعز، وَخلف وَقد دَخَلْتها.
وبصيغَةِ التَّثْنِيةِ: مِنْيتا خاقَان وتُعْرَفُ بالمِنْيَتَيْن وَقد دَخَلتها.
وبصيغَةِ الجَمْع منى وَاهِلَة وَقد دَخَلْتها.
وَفِي جزيرَة بَني نَصْر: مِنْيَةُ الْملك، وفطيس، والكراء، وشهالة، وحرى.
وَفِي البُحَيْرَة: مِنْيَةُ سَلامَة، وبَني حمَّاد، وزرقون، وبَني مُوسَى، وطراد والزناطرة.
وَفِي حَوْف رَمْسيس: مِنْيَةُ يزِيد، وعطية، والجبالى.
وَفِي الجيزية: مِنْيَةُ القائِد فضل، وعقبَةَ، وأَبي عليَ، ورهينة، والشماس وَهِي دَيْر الشمع، والصَّيَّادِين، وتاج الدولة، وبوحميد.
وبصيغَةِ التَّثْنِيةِ: مِنْيَتا قادوس وأندونة.
وبصيغَةِ الجَمْع منى البوهات، وَمنى الْأَمِير.
وَفِي الأطفيحية: مِنْيَةُ الباساك.
وَفِي الفيومية: مِنْيَةُ الدِّيك، والبطس، وأَقْنَى، والأسقف.
وَفِي البهنساوية: مِنْيَةُ الطوى، وَالديَّان، وَعَيَّاش.
وَفِي الأشمونين: مُنْيَةُ بَني خصيب وَهَذِه بضمِّ الْمِيم خاصّةً وَقد دَخَلْتها، ومِنْيَةُ الْعِزّ.
وَقد ذَكَرَ ياقوتُ فِي مُعْجمه بعضَ قُرًى بمِصْر تُسَمَّى هَكَذَا مِنْهَا: مِنْيَةُ الأصْبَغ شَرْقي مِصْر إِلَى الأصْبَغ بنِ عبدِ العزيزِ، ومِنْيَةُ أَبي الخُصَيبِ على شاطِىءِ النِّيل بالصَّعيدِ الأدْنى قالَ: أَنْشَأَ فِيهَا بَنُو اللمطي أَحَد الرُّؤساء جامِعاً حَسَناً وَفِي قبْلتِها مقامُ إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ السّلام. ومِنْيَةُ بُولاق والزُّجاج كِلاهُما بالإسْكَنْدريةِ، وَفِي الأخيرَةِ قَبْرُ عتْبَة بن أبي سُفْيانِ، ومِنْيَة زِفْتا، ومِنْيَةُ غَمْر على فوهةِ النِّيل، ومِنْيَةُ شِنْشِنا شمَالي مِصْر، ومِنْيَةُ الشِّيرَج على فَرْسخ من مِصْر، ومِنْيَةُ القائِدِ فَضْل على يلأمَيْن من مِصْر فِي قبْلتِها، ومِنْيَةُ قُوص هِيَ ربضُ مَدِينَة قُوص، ومُنَى جَعْفَر لعدَّةِ ضِياعٍ شمَالي مِصْر.
ومِنْيَةُ عَجَب بالأنْدَلُسِ مِنْهَا: خلفُ بنُ سعيدٍ المُتوفي بالأنْدَلُس سَنَة 305.
قُلْت: والنِّسْبَةُ إِلَى الكلِّ مِنْياوِيٌّ، بالكسْر؛ وَإِلَى مُنْيَة أَبي الخصيبِ {مُناوِيّ بِالضَّمِّ، وَإِلَى مُنْيَة عَجَب} مُنّييّ.
وأَبو {المَنِيّ، كعَدِيَ: جدُّ البَدْرِ محمدِ بنِ سعيدٍ الْحلَبِي الحَنْبلِي نَزِيل القاهِرَة، رَفيق الذَّهبي فِي السّماع.
ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي المَنِيِّ البُرُوجِرْدِي عَن أَبي يَعْلى بنِ الفرَّاء، وعُمَر بنُ حميدِ بنِ خَلَف بن أبي المُنَى البَنْدَنِيجي عَن ابْن البُسري. وأَبو المنيِّ بنُ أَبي الفَرَج المسدي سَمِعَ مِنْهُ ابنُ نُقْطة.
(م ن ي) : (مِنًى) اسْمٌ لِهَذَا الْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ وَالصَّرْفُ وَقَدْ يُكْتَبُ بِالْأَلِفِ وَاشْتِقَاقُهُ فِي الْمُعْرِبِ (وَالْمُنْيَةُ وَالْأُمْنِيَّةُ) وَاحِدٌ جَمْعُهُمَا مُنًى وَأَمَانِيُّ وَقَدْ تَمَنَّاهَا (وَالْمُتَمَنِّيَةُ) امْرَأَةٌ مَدَنِيَّةٌ عَشِقَتْ فَتًى مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ لُقِّبَتْ بِذَلِكَ لِقَوْلِهَا
هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إلَى خَمْرٍ فَأَشْرَبُهَا ... أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ
وَقِيلَ هِيَ الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ هَمَّامٍ أُمُّ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَمْزَةُ الْأَصْبَهَانِيُّ وَكَمَا قِيلَ بِالْمَدِينَةِ أَصَبُّ مِنْ الْمُتَمَنِّيَةِ قَالُوا بِالْبَصْرَةِ أَدْنَفُ مِنْ الْمُتَمَنِّي وَقِصَّتُهُمَا فِي الْمُعْرِبِ.
م ن ي

مني الله لك الخير. وما تردي ما يمني لك الماني. قال:

ولا تقولن لشيء لست أفعله ... حتى تبيّن ما يمنى لك الماني

وأنا راض بمنى الله: بقدره، وتقول: ساقه المنى، إلى درك المنى. قال:

لعمر أبي عمرو لقد ساقه المنى ... إلى جدثٍ يزوي له بالأهاضب

وقال:

سأعمل نصّ العيسي حتى يكفّني ... غنى المال يوماً أو منى الحدثان

وهو منّي بمنى ميل، وداره منى داري: بحذائها، ومنه: المنيّة والمايا. قال زهير:

كعوف بن شماس يرشح شعره ... إلى أسديّ يا منيّ فأسجحي

أي تعالي يا منيّة فهذا وقتك. وثمنّي على الله أمنيّة وأمانيّ ومنيّة ومنًى، ومني بكذا: بلي به، وهو ممنوّ به، ولأمنونك بما لم تمن بمثله. وأمنى الرجل ومنى. وقرىء: " أفرأيتم ما تمنون ".
مني
منَى يَمنِي، امْنِ، مَنْيًا، فهو مانٍ، والمفعول مَمْنِيّ
• منَى اللهُ الأمرَ: قدَّره "وما تدرِي ما يُمنَى لك".
• مناه اللهُ بمحنة: ابتلاه بها، أصابه (انظر: م ن و - مَنا) "مُنِيَ بخسائر فادحة- سيُمْنَون بهزيمة إن خالفوا منهج المدرِّب: " ° مُنِيَ بالهزيمة: تكبَّدها- مُنِيَ بكذا: ابتُليَ به- مُنِيَت جهودُه بالفشل: أخفقت، لم تنجح. 

أمنى يُمني، أَمْنِ، إمناءً، فهو مُمْنٍ
• أمنى الرَّجلُ: أخرج المنيّ وهو (سائل مبيضّ غليظ تسبح فيه الحيوانات المنويَّة وتفرزه غُدد التناسل عند الذّكر) " {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} ".
• أمنى الحاجُّ: أتى منًى (بلد قرب مكّة ينزله الحجّاج أيّام التشريق وتُنحر فيه الذّبائحُ). 

استمنى يستمني، اسْتَمْنِ، استمناءً، فهو مُستمنٍ
• استمنى الصَّبيُّ: مارس العادة السريَّة، طلب اللّذة الجنسيَّة منفردًا باستنزال المنيّ بدون جِماع. 

تمنَّى/ تمنَّى لـ يتمنَّى، تمَنَّ، تَمَنّيًا، فهو مُتمَنٍّ، والمفعول مُتمَنًّى
• تمنَّى الطَّالبُ النَّجاحَ: رغب في حصوله وتحقيقه
 وهو غالبا صعب التحقيق، طلبه وأراده، أحبّه "تمنّى التوفيقَ والسّدادَ- تمنّى على الله طولَ العمر لوالديه- تمنّى بصبره تحقيق أمله- تمنّى منه الاستقامة- ما كلّ ما يتمنّى المرءُ يدركه ... تأتي الرِّياحُ بما لا تشتهي السّفنُ".
• تمنَّى الشَّخصُ الكتابَ: قرأه وتلاه " {إلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}: ألقى في تلاوته ما ليس فيها".
• تمنَّى أن يسافر/ تمنَّى له أن يسافر: رغب في سفره "تمنّى له الخيرَ". 

منَّى يمنِّي، مَنِّ، تَمنِيَةً، فهو مُمَنٍّ، والمفعول مُمَنًّى
• منَّى الأبُ ابنَه السَّفَرَ إلى الخارج/ منَّى الأبُ ابنَه بالسَّفر إلى الخارج: جعله يحبُّه ويرغب في تحقيقه أو الحصول عليه "منَّاه بربحٍ وفير- {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُورًا} " ° منَّى نفسَه: وعدها، علَّلها.
• منَّى الشّيطانُ الإنسانَ: خادعه، ألقى في قلبه طولَ الأمل والحياة " {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ} ". 

إمناء [مفرد]: مصدر أمنى. 

أُمنيَة [مفرد]: ج أمنيَات وأمانٍ: بغية ومطلب، رغبة مرجوّة، ما يتمنّاه الإنسانُ ويشتهيه. 

أُمْنِيَّة [مفرد]: ج أمنيّات وأمانِيّ (لغير المصدر):
1 - أمْنية؛ بُغْية ومطلب، رغبةٌ مرجوَّة، ما يتمنّاه الإنسانُ ويشتهيه "عَبّر عن أمنيّة السّفر إلى الصين".
2 - حديث النَّفس ومشتهياتها " {وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ} ".
3 - قراءة، تلاوة " {إلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ". 

استمناء [مفرد]: مصدر استمنى. 

تَمَنٍّ [مفرد]: ج تمنّيات (لغير المصدر):
1 - مصدر تمنَّى/ تمنَّى لـ ° تمنِّياتي لك بالصِّحة والعافية: دعاء بالحفظ أو الشفاء من ألم أو مرض.
2 - تعلّق النفس بالآمال والأحلام "مع تمنيّاتي بالتوفيق- *وما نيلُ المطالب بالتَّمنّي*".
3 - طلب المستحيل أو ما فيه بُعْدٌ. 

تمنية [مفرد]: مصدر منَّى. 

مَناة [مفرد]: (انظر: م ن ا ة - مَناة). 

مَنَويّ [مفرد]: خاصّ أو شبيه بالمنيّ، محتوٍ أو ناتج أو منتج للمنيّ.
• الحيوان المَنَوِيّ:
1 - (حي) الخليّة التَّناسليّة الذَّكريّة التي تتَّحد بالبيضة أي: بالخليّة التَّناسليّة الأنثويّة لتكوّن الزّيجوت.
2 - (حي) الأعضاء التَّناسليّة النَّاضجة في الذُّكور التي تتكوَّن من خلية دائريَّة أو أسطوانيّة الشَّكل، لها نواة وعنق وذيل رفيع متحرّك.
• خليَّة مَنَويَّة: (حي) خليّة ثنائيّة الصبغيّات تمرّ بالانقسام المنصِّف لتكوّن أربع نُطيفات.
• قناة مَنَويَّة: (حي) مجرى الخُصية يحمل المنيّ إلى الخارج وخاصّة الجزء الذي يجري من البربخ إلى القناة الدافقة. 

مِنَى/ مِنًى [مفرد]: بلدة قريبة من مكّة ينزلها الحجّاج أيّام التشريق يرمون فيها الجمار. 

مَنْي [مفرد]: مصدر منَى. 

مُنْيَة [مفرد]: ج مُنُيات ومُنْيات ومُنًى: أمنيَّة، رغبة مرجوَّة، مطلب يُراد تحقيقه "كانت مُنيتُه الحصول على الكأس الفضيّ- لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلاّ لصابر" ° يَوْمُ المُنى: يوم تحقُّق ما يُرجى تحقُّقه. 

مَنِيّ [مفرد]: ج مُنْي: (حي) نطفة، سائل مُبْيَضٌّ غليظ تسبح فيه الحيوانات المنويَّة، ينشأ من إفرازات الخصيتين ويختلط به إفراز الحوصلتين المنويتين والبروستاتا، يخرج من القضيب إثر جماع أو نحوه " {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} " ° سيلان المنيّ: طرح المَنِيّ اللاإراديّ دون هَزَّة الجماع. 

منيَّة [مفرد]: ج منيّات ومَنايا: موت، وفاة "أدركته المنيَّةُ" ° أودت به المنيّةُ: مات- المنايا ولا الدّنايا: الدَّعوة إلى عزّة النَّفس والتّحذير من الخِسَّة- هو يخوض المنايا: يلقي بنفسه في المهالك. 

كَفَءَ

(كَفَءَ)الْكَافُ وَالْفَاءُ وَالْهَمْزَةُ أَصْلَانِ يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى التَّسَاوِي فِي الشَّيْئَيْنِ، وَيَدُلُّ الْآخَرُ عَلَى الْمَيْلِ وَالْإِمَالَةِ وَالِاعْوِجَاجِ، فَالْأَوَّلُ: كَافَأْــتُ فُلَانًا، إِذَا قَابَلْتُهُ بِمِثْلِ صَنِيعِهِ. وَالْكُفْءُ: الْمِثْلُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] . وَالتَّكَافُؤُ: التَّسَاوِي. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " «الْمُسْلِمُونَ تَتَــكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ» "، أَيْ تَتَسَاوَى. وَالْكِفَاءُ: شُقَّتَانِ تُنْصَحُ إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى، ثُمَّ يُرْدَحَانِ فِي مُؤَخَّرِ الْخِبَاءِ. وَبَيْتٌ مُكْفَأٌ، وَقَدْ أَكَفَأْتُهُ. قَالَ:

بَيْتَ حُتُوفٍ مُكْفَأً مَرْدُوحًا

وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الْعَقِيقَةِ: " «شَاتَانِ مُتَكَافِئَتَانِ» "، قَالُوا: مَعْنَاهُ مُتَسَاوِيَتَانِ فِي الْقَدْرِ وَالسِّنِّ.

وَأَمَّا الْآخَرُ فَقَوْلُهُمْ: أَكْفَأَتُ الشَّيْءَ، إِذَا أَمَلْتُهُ. وَلِذَلِكَ يُقَالُ أَكَفَأْتُ الْقَوْسَ، إِذَا أَمَلْتَ رَأْسَهَا وَلَمْ تَنْصِبْهَا حِينَ تَرْمِي عَنْهَا. وَاكْتَفَأْتُ الصَّحْفَةَ، إِذَا أَمَلْتَهَا إِلَيْكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: " «لَا تُسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي صَحِيفَتِهَا» ". وَيُقَالُ: أَكْفَأْتُ الشَّيْءَ: قَلَبْتُهُ، وَكَفَأْتُ أَيْضًا. وَيُقَالُ لِلسَّاهِمِ الْوَجْهِ: مُكَفَّأُ الْوَجْهِ، كَأَنَّ وَجْهَهُ قَدْ أُمِيلَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَشَارَةِ. وَمِنَ الْبَابِ الْإِكْفَاءُ فِي الشِّعْرِ، وَهِيَ أَنْ تَرْفَعَ قَافِيَةً وَتُخَفِّضَ أُخْرَى. وَيَزْعُمُونَ أَنَّ الْعَرَبَ قَدْ كَانَتْ تَعْرِفُ هَذَا، وَأَنَّهُ لَيْسَ مَنِ الْأَنْبَازِ الْمُوَلِّدَةِ. وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ الْكُفْأَةُ، وَهِيَ حَمْلُ النَّخْلَةِ سَنَتَهَا. وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي نِتَاجِ الْإِبِلِ أَيْضًا. وَيُقَالُ: اسْتَكْفَأْتُ فُلَانًا إِبِلَهُ، أَيْ سَأَلْتُهُ نِتَاجَ إِبِلِهِ سَنَةً. وَيُقَالُ: أَنَا أَكْفِيكَ هَذِهِ النَّاقَةَ سَنَةً، أَيْ تَحْلِبُهَا وَلَكَ وَلَدُهَا. وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

تَرَى كُفْأَتَيْهَا.

كوف

(كوف) الرجل أَتَى الْكُوفَة وَالشَّيْء نحاه والأديم قطعه وَالْكَاف كتبهَا
ك و ف

كوّف وبصر: أتاهما. وتكوّف وتبصر: صار كوفياً وبصرياً وتعصب لأهلهما وذهب مذهبهم.
[كوف] نه: في ح سعد: لما أراد أن يبني الكوفة قال: "تكوفوا" في هذا الموضع، أي اجتمعوا فيه، وبه سميت الكوفة، وقيل: كان اسمها قديمًا كوفان.

كوف


كَافَ (و)(n. ac. كَوْف)
a. Doubled in. —

كَوَّفَa. Cut (leather).
b. Went to Kufa.

تَكَوَّفَa. Assembled (crowd).
b. Was circular.

كُوْفَةa. Kufa ( a city ).
b. Round sand-hill.

كُوْفِيّa. Of Kufa; Kufic (writing).
كُوْفِيَّةa. Head-dress, shawl.

كَوْفَاْنُ
كُوْفَاْنa. see 3t (b)
الكُوْفِيُّوْن
a. The Grammarians of Kufa.
(كوف) - في حديث سَعْدٍ - رضي الله عنه -: "تَكَوَّفُوا في هذا الموضِعَ "
: أي اجتَمِعُوا فيه. يعني: مَوضعَ الكُوفَة، وبه سُمِّيت كُوفَة. وقيل: بل سُمِّيَتْ لاستِدارَتها.
والعَربُ تُسَمّى الرَّملَة المُسْتَدِيرَةَ كُوّفَاناً.
وقيل: أُخِذت مِن قَولهم: هو في كُوفَانٍ: أي بَلاءٍ وشرٍّ.
وقيل: اسم أَرضِها كَوْفان. وقد تضُمُّ الكافَ.
وتَكوَّفَ الرَّملُ: رَكِبَ بعضُه بَعْضًا.
كوف
كُوفِيّ [مفرد]: منسوب إلى الكُوفة "النّحاة الكوفِيّون".
• خطُّ كُوفِيّ: (لغ) أحد نماذج الخطّ العربيّ. 

كُوفِيَّة [مفرد]:
1 - مؤنَّث كُوفِيّ.
2 - نَسيج من حرير أو صوف أو نحوهما يُلبس على الرأس أو يُدَار حول الرَّقبة "تلفُّ الكُوفِيَّة مع العقال في بعض البلاد العربيّة". 
كوف
كُوْفانٌ: اسْمُ أرْض، وبها سُمِّيَتِ الكُوْفَةُ. وقيل: سُمِّيَتْ لاجْتماع الناس بها، من قَوْلهم: تَكَوَّفَ الرَّمْلُ تَكَوُّفاً: رَكِبَ بَعْضُه بعضاً. وكَوَّفَ الرجُلُ: أخَذَ ناحِيَةَ الكُوفَة. وإنَه لَفي كُوَّفَانٍ من أمْرِه: وهو الأمْرُ المَكْرُوْهُ الشَّدِيْد الضَّيقُ، ويُقال: في كَوَّفانٍ أيضاً.
ورَأيْتُ كُوْفاناً وكَوْفاناً: وهي الرَّمْلَةُ المُسْتَدِيْرَةُ.
والقَوْمُ في كُوْفانٍ: أي مُتَحَيِّرُوْنَ في أمْرٍ يَجْمَعُهم.
وإبِلُكَ اليَوْمَ في كَوَفَانٍ: أي في دُؤوبٍ وسَيْرٍ.
وظَلِلْنا في كَوْفانٍ: أي في عَصْفٍ كعَصْفِ الرِّيح والشَّجَرَةِ.
وهُمْ في كَوَفَانٍ وكُوْفانٍ - بمنزِلَةِ طُوْفَانٍ -: أي في عِزّ ومَنَعَةٍ.
والكافُ: ألِفُها واوٌ، وتقول: كَوَّفْتُ كافاً حَسَنَةً: أي كَتَبْتُها.
وكَوَّفْتُ الأدِيْمَ وكَيَّفْتُه: أي قَطَعْتَه قِطَعاً. والقِطْعَةُ منه كِيْفَةٌ.
ك و ف: (الْكُوفَةُ) الرَّمَلَةُ الْحَمْرَاءُ وَبِهَا سُمِّيَتِ الْكُوفَةُ. وَ (الْكَافُ) حَرْفٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَكَذَا سَائِرُ حُرُوفِ الْهِجَاءِ. وَالْكَافُ حَرْفُ جَرٍّ وَهِيَ لِلتَّشْبِيهِ. وَقَدْ تَقَعُ مَوْقِعَ اسْمٍ فَيَدْخُلُ عَلَيْهَا حَرْفُ جَرٍّ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا:

وَرُحْنَا بِكَابْنِ الْمَاءِ بُجْنَبُ وَسْطَنَا ... تُصَوَّبُ فِيهِ الْعَيْنُ طَوْرًا وَتَرْتَقِي
وَقَدْ تَكُونُ ضَمِيرَ الْمُخَاطَبِ الْمَجْرُورَ وَالْمَنْصُوبَ كَقَوْلِكَ: غُلَامُكَ وَأَكْرَمَكَ تُفْتَحُ لِلْمُذَكَّرِ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا. وَقَدْ تَكُونُ لِلْخِطَابِ لَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ، كَقَوْلِكَ: ذَلِكَ وَتِلْكَ وَأُولَئِكَ وَرُوَيْدَكَ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِاسْمٍ هُنَا وَإِنَّمَا هِيَ لِلْخِطَابِ فَقَطْ تُفْتَحُ لِلْمُذَكَّرِ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ. 
[كوف] الكوفَةُ: الرملة الحمراء، وبها سميت الكوفة. وكوفان أيضا: اسم للكوفة. وكوفت تكويفا، إذا صرت إلى الكوفة. عن يعقوب. وإنه لفى كوفانٍ، أي في حِرْزٍ ومَنْعَةٍ. ويقال: تركهم في كوفانٍ، أي في أمر مستدير، ويقال في عناءٍ ومشقَّة ودوَران. وتَكَوَّفَ الرملُ والقومُ، أي استداروا. وتَكَوَّفَ الرجلُ، أي تشبَّه بأهل الكوفة أو تنسب إليهم. والكاف حرف يذكر ويؤنث، وكذلك سائر حروف الهجاء. قال الشاعر : أشاقتك أطلال تعفت رسومها كما بينت كاف تلوح وميمها والكاف حرف جر، وهى للتشبيه، وقد تقع موقع اسم فيدخل عليها حرف الجر، كما قال يصف فرسا : ورحنا بكابن الماء يجنب وسطنا تصوب فيه العين طورا وترتقى وقد تكون ضميرا لمخاطب المجرور والمنصوب كقولك: غلامك وضربك، تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث. وقد تكون للخطاب ولا موضعَ لها من الإعراب، كقولك ذاك وتلك وأولئك ورويدك، لانها ليست باسم هاهنا وإنما هي للخطاب فقط، تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث. 
ك و ف : الْكُوفَةُ مَدِينَةٌ مَشْهُورَةٌ بِالْعِرَاقِ قِيلَ سُمِّيَتْ كُوفَةً لِاسْتِدَارَةِ بِنَائِهَا لِأَنَّهُ يُقَالُ تَكَوَّفَ الْقَوْمُ إذَا اجْتَمَعُوا وَاسْتَدَارُوا وَالْكَافُ مِنْ حُرُوفِ الْهِجَاءِ حَرْفٌ شَدِيدٌ يَخْرُجُ مِنْ أَسْفَلِ الْحَنَكِ وَمِنْ أَقْصَى اللِّسَانِ تَكُونُ لِلتَّشْبِيهِ بِمَعْنَى مِثْلٍ نَحْوُ زَيْدٌ كَالْأَسَدِ أَيْ مِثْلُهُ فِي شَجَاعَتِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ وَيَحْلِفُ كَمَا أَجَابَ أَيْ مِثْلَ جَوَابِهِ فِي عُمُومِ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ وَخُصُوصِ ذَلِكَ وَتَكُونُ زَائِدَةً وَمِنْهُ فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ أَيْ لَيْسَ مِثْلَهُ شَيْءٌ وَيَكُونُ فِيهَا مَعْنَى التَّعْلِيلِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 198] أَيْ لِأَجْلِ أَنْ هَدَاكُمْ وَكَقَوْلِهِ {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ} [البقرة: 151] .
وَفِي الْحَدِيثِ كَمَا شَغَلُونَا عَنْ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى أَيْ لِأَجْلِ مَا شَغَلُونَا وَتَقُولُ فَعَلْتُ كَمَا أَمَرْتَ أَيْ لِأَجْلِ أَمَرَكَ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ مِنْ كَلَامِهِمْ كَمَا أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْ لِأَجْلِ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ وَيُكَبِّرُ كَمَا رَفَعَ وَيَشْتَغِلُ بِأَسْبَابِ الصَّلَاةِ كَمَا دَخَلَ الْوَقْتُ أَيْ لِأَجْلِ رَفْعِهِ وَلِأَجْلِ دُخُولِ الْوَقْتِ وَإِذَا قُدِّرَتْ فَاللَّامُ الْعِلَّةِ اقْتَضَى اقْتِرَانَهَا بِالْفِعْلِ. 
كوف: كوّف: كب، شلل، حل الغزل. (بوشر).
كاف. كافات الشتاء أو الشتوة هي الأشياء السبعة التي تحتاج إليها الإنسان في الشتاء وتبدأ جمعياً بحرف الكاف وقد عدّدها الشاعر سكّرة في البيت الآتي (الحريري 262):
كنٌّ وكيسُ وكانونٌ وكأسُ طلا ... بعد الكباب ناعمٌ وكِسا
وفي هذا البيت ورد الاسم الذي يدل على فرج المرأة وكان سادس الكلمات التي تبدأ بحرف الكاف لهذا السبب أطلق عليه اسم الكاف السادسة (ترجمة دي سيلان، ابن خلكان 3، 118 رقم 9) ويسمى أيضاً كاف المرأة (ألف ليلة 27:4):
ولمّا كشفتُ الثوبَ عن السطح كافها ... وجدت به ضيقاً كخلقي وأرزاقي
علم الكاف: هو الكيمياء لأنها تبدأ بحرف الكاف (بيرتون 1، 105) وأهل الكاف وأصحاب الكاف هم المشتغلون بالكيمياء (زتشر 20، 494، 508).
كاف: (في البربرية إيخف ومعناه رأس) وجمعها كيفان: شعفة الجبل أو قمته. جبل ذو قمة حادة. منحدر صخري عالٍ، سكين (شيرب) (هلو) (دوماس صحارى 59) (كارتيرون 99) (كاريت كاب 1، 56 - 58) (بوليسييه 181، 193) (ديلاب 171) (رولنز 40 استعمل الكلمة مع اسم علم تأملّو كاف، المنحدر الصخري المسمى تاملّو) (البكري 136، 10).
كوّفية: هي باللاتينية cofea كوفيا وَفقاً (لفورتونا أسقف بواتييه في القرن السادس). وهي بالإيطالية: cuffia كوفية، scuffia سكوفيا. وهي بالأسبانية: escofia اسكوفيا، cuffia كوفية. وهي بالبرتغالية coife كويفا. وهي بالفرنسية coiffe كواف (انظر أصل الكلمة عند دييز).
وهي عند العامة كفّية وجمعها كوافي: منديل قطني من القطن المشوب بالحرير، ونوع ثالث من الحرير المكفت بالذهب. تطوى الكوفية بصورة منحرفة وتوضع على الرأس بهيئة تتدلى منها على الظهر الزاويتان المثنيتان، والزاويتان الأخريان على الجبهة (انظر الملابس عند العرب ص315، مملوك 2:2، 269 وفوك capellos de lion قونية) (برجرن 799 و802 ومحيط المحيط: منديل يلف به الرأس والعامة تقول الكفّية. بيرتون 1، 229).
وفي تونس تعتمر النساء القلنسوات وفي ذلك يقول سانت جرفييه 72 (يغطين رؤوسهن بقلنسوة تدعى كوفية coufia، تثبت المنديل الرقيق الذي تحتها، مصنوعة من مادة ثمينة تطرزها الأحجار الكريمة) ويصفها ميشيل 190: ( ... الكوفية الفتانة المطرزة بالذهب الفضة وتتدلى وراء الرأس إلى الخصر) وكذلك يصفها دونانت 201 وبراكس (جريدة الشرق والجزائر 339:4 (وللنساء التونسيات، على الرأس، قلنسوة مطرزة تدعى كوفية coufia) ويطلق عليها العامة كفّية (محيط المحيط، برجرن. زيتشر 494:11 و144:22). كوفية- وجمعها، المذكور في اعلاه، نفسه: مردن الغزْل (بوشر) مكب من القصب لصاحب مغزلة الصوف (وصف مصر 18: قسم 2، 280) وعند البرامين آلة ن قصب يلف عليها الغزل (محيط المحيط).
كوّافة: حلالة المغزل (وصف مصر 18 قسم 2، 280).
كوف
الكُوْفَةُ - بالضم - الرَّملة الحمراءُ، قيل: بها سُميت الكُوفة، وقيل: سميت لاستدارتها، وقيل: لاجتماع الناس بها. ووردت رامةُ بنت الحُصَين بن منقذ بن الطَّمّاح الكوفة فاستوبَلَتْها، فقالت:
ألا لَيْتَ شِعري هل أبِيْتَنَّ لَيْلَةً ... وبَيْني وبين الكُوفَةِ النَّهرَانِ
فإن يُنْجِني منها الذي ساقَني لها ... فلابُدَّ من غِمْرٍ ومن شَآنِ
وقال عبْدة بن الطيب العبسميُّ:
إنَّ التي ضَرَبَتْ بَيْتاً مُهَاجِرةً ... بكُوفَةِ الجُنْدِ غالتْ وُدَها غُوْلُ
إنما قيل كُوْفَةُ الجند: لما اختُطَّتْ فيها خِطط العرب أيام عمر - رضي الله عنه -، وتولى تخطيطها السائب بن الأقرَعِ الثَّقفي.
وكوُْفَانُ - أيضاً -: اسم للكُوْفَةِ، قال أبو نواس:
ذَهَبَتْ بنا كُوْفانُ مَذْهَبَها ... وعَدِمْتُ عن ظُرَفائها صَبْري
ويروى: عن أوقاتها.
وقال ألموي: يُقال: أنه لفي كُوْفانٍ: أي في عِزٍّ ومنعةٍ، وزاد ابن عبّاد فتح الكاف.
والكُوْفانُ: الدَّغلُ من القصب والخشب.
ويقال: تركتُهم في كُوْفانٍ: أي مرٍ مُستديرٍ.
ويقال: الناس في كُوْفانٍ من امرهم وكَوْفانٍ وكَوَّفانٍ - بتشديد الواو -: أي في عَنَاءٍ ومَشَقَّةٍ ودوران، وأنشد الليث:
فما أُضْحِي ولا أمْسَيْتُ إلاّ ... وإنّي مِنْكُمُ في كَوَّفانِ
قال ابن عبّاد: رأيت كُوْفاناً وكَوْفاناً: وهما الرملة المستديرة.
وظَلِلْنا في كَوْفانٍ: أي في عصْفٍ كَعصفِ الريح والشجرة.
وكُوَيْفَةُ: موضع قريب من الكوفة، يقال لها: كُوَيْفَةُ ابن عُمر؛ مُضافة إلى عُبيد الله بن عمر بن الخطاب، وكان نَزَلها.
وكُوْفى - مثال طُوْبى -: كدينة بباذْ غِيسَ من نواحي هَراةَ.
ويقال: ليست عليه كَوْفَةٌ ولا تَوْفَةٌ - بالفتح -: أي عيْبٌ.
وكاف الدِيْمَ يَكُوْفُه كَوْفاً: إذا كفَّ جوانبه.
والكافُ: حرف من حروف المعجم، يُذكَّر ويؤنَّث، وكذلك سائر حروف الهِجاء، قال الرّاعي:
أشَاقَتْكَ آياتٌ تَعَفَّتْ رُسُومُها ... كما بَيَّنَتْ كافٌ تَلُوْحُ ومِيْمُها
والكاف حرف جر، وهي للتشبيه، وقد تقع موقع الاسم فيدخل عليها حرف الجر؛ كما قال امرؤ القيس يصف فرَساً:
ورُحْنا بِكَابْنِ الماءِ يُجْنَبُ وَسْطَنا ... تَصَوَّبُ فيه العَينُ طَوْراً وتَرتقي
وقال خِطامُ الريح المُجاشِعيُّ:
وصالِيَاتٍ كَكَما يُؤثْفَيْنْ
وقد تكون ضمير المخاطب المجرور والمنصوب؛ كقولك: غُلامُك وضَرَبَك؛ تُفتَح للمذكر وتُكسَر للمؤنث للفَرْقِ. وقد تكون للخطاب ولا موضع لها من الإعراب؛ كقولك: ذلك وتِلك وأولئك ورُوَيدك؛ لأنها ليست باسم ها هنا وإنما هي للخطاب فقط، تُفْتَح للمذكر وتُكسَرُ للمؤنث.
وتُكافُ - بضم التاء -: قرية من قرى نَيْسابور.
وتُكَافُ - أيضاً -: قرية من قرى جَوْزَجان.
وكَوَّفْتُ كافاً حسنة: أي كَتبتُها.
وكَوَّفْتُ الديم وكَيَّفْتُه: إذا قطعته.
وتكوَّف الرمل: أي استدار، وكذلك القوم.
وتكَوَّفَ الرجل: أي تشبَّه بأهل الكُوفة أو تَنَسَّب إليهم. والتركيب يدل على استدارة في شيءٍ.
باب الكاف والفاء و (وا يء) معهما ك وف، وك ف، ك ف ي، ك ي ف، ك فء، ء ك ف، ء ف ك مستعملات

كوف: كُوفانُ: اسم أرض، وبها سميت الكوفة. والكافُ: ألِفها واو، [فإن استعملت فعلاً قلت] : كوفتُ كافاً حسنة. وكَوفت الأديم: قورته.

وكف: الوَكْفُ: القطر. وكَفَ الماء يكفُ وكفاً، وهو مصدره. ووَكَفَت الدلو تكِفُ وكيفاً، وهو هنا مصدره. والوَكيفُ: القطران: قال العجاج :

وَكِيفَ غربي دالج تبجسا

أي: تفجر. ودمع واكفٌ، وماء واكِفٌ.

وفي الحديث: [أهل القبور] يَتَوَكَّفُون الأخبار ،

أي: يتطلعون إليها، والتّوكُّف: [التوقع] . والوَكْفُ: وَكْفُ البيت، مثل الجناح يكون عليه الكنيفُ. والوَكَفُ: شبه العيب.. هذا الأمر وَكَفٌ عليك، أي: عيب، والوَكْف: النطع.

كفي: كَفَى يَكْفِي كِفايةً، إذا قام بالأمر. واستكفيتُه أمراً فكفانيه. وكفاك هذا، أي: حسبك. ورأيت رجلاً كافِيَكَ من رجل، ورأيت رجلين كافِيَيْكَ من رجلينٍ، ورأيت رجالاً كافِيكَ من رجالٍ، أي: كَفاكَ بهم رجالا. كيف: كَيْفَ: حرف أداة، ونصبوا الفاء، فراراً من الياء [الساكنة] لئلا يلتقي ساكنان. وكيَّفْتُ كيف، أي: صورته وكتبته. ويقال: [كَيَّفْتُ الأديم وكَوَّفته، إذا قطعته] ، وكَيَّفته بالسيف: قطعته. قال :

وكسرى إذ تَكَيَّفه بنوه ... بأسياف، كما اقتسم اللحام

كفأ: يقال: هذا كُفءٌ له، أي: مثله في الحسب والمال والحرب. وفي التزويج: الرجل كُفْءٌ للمرأة. والجميع: الأكفاءُ. والمــكافأة: مجازاة النعم. كافأتهُ أُكافِئهُ مُــكافأةً. وفلان كِفاءٌ لك، أي: مطيق في المضادة والمناوأة، قال حسان :

وجبريل أمين الله فينا ... وروح القدس ليس له كِفاءُ

يعني: [أن] جبريل ع، [ليس له نظير ولا مثيل] . وفلان كَفِيئُك وكَفِيءٌ لك وكفء لك، والمصدر الكَفاءة والكفاء، قال :

فأنكحها لا في كَفاءٍ ولا غنى ... زياد أضل الله سعي زياد

والكَفْءُ: قلبك الشيء لوجهه.. كفأتُ القصعة والإناء، واستكفأته إذا أردت كَفأ ما في إنائه في إنائي. والإِكفاءُ في الشعر بمعنيين: [أحدهما] : قلب القوافي على الجر والرفع والنصب مثل الإقواء، قافية جر، وأخرى نصب، وثالثة رفع. و [الآخر] : يقال بل الاختلاط في القوافي، قافية تبنى على الراء، ثم تجيء بقافية على النون، ثم تجيء بقافية على اللام، قال :

أعدت من ميمونة الرمح الذكر ... بحربة في كفِّ شيخ قد بزل

وفي الحديث: المسلمون إخوة تتــكافأ دماؤهم

، أي: كلهم أكفاء [متساوون] . ورأيته مُكْفَأَ الوجه: أي: كاسف اللون ساهماً. وكانوا مجتمعين فأنكفأوا وانْكَفَتُوا، أي: انهزموا. والكُفْأَة من الإبل: نتاج سنة، قال ذو الرمة :

كلا كُفْأَتَيْها تنفضان ولم يجد ... له ثيل سقب في النتاجين لامس

واستكفأتُه: سألته نتاج إبله سنة لأنتفع بألبانها وأولادها. والكِفاءُ: شقة أو ثنتان ينصح إحداهما بالأخرى، ثم يحمل به مؤخر الخباء.

أكف: آكَفْتُ الدابة: وضعت عليها الإِكاف. وأكَّفْتها: اتخذت لها إِكافاً، [والوكاف لغة في الإكاف] . أفك: الإفكُ: الكذب. أفك يأفك أفكاً. وأَفَكْته عن الأمر: صرفته عنه بالكذب والباطل. والأفيك: المكذب عن حيلته وحزمه، قال :

ما لي أراك عاجزاً أفيكا

والمَأْفوكُ: الذي يقبل الإِفْك، وهو المُؤْتَفك. والمُؤْتكِفة: الأمم الماضية الضالة المهلكة. والأَفّاكُ: الذي يأفِك الناس عن الحق، أي: يصدهم عنه بالكذب والباطل.
(ك وف)

كَوَّف الْأَدِيم: قطعه، عَن اللحياني، ككيَّفه.

وكوَّف الشَّيْء: نحَّاه.

وكوَّفه: جمعه.

والتَّكوُّف: التجمع.

والكُوفة: الرملة المجتمعة. وَقيل: الْكُوفَة: الرملة.

والكُوفة: بلد؛ سميت بذلك لِأَن سَعْدا ارتدادها لَهُم وَقَالَ: تكوَّفوا فِي هَذَا الْمَكَان: أَي اجْتَمعُوا.

وَقَالَ الْمفضل: إِنَّمَا قَالَ: كوِّفوا هَذَا الرمل أَي نَحوه وانزلوا.

وكُوفان: اسْم للكوفة، عَن اللحياني، قَالَ، وَبهَا كَانَت تدعى قبل.

وكَوَّف الْقَوْم: أَتَوا الكوفةَ، قَالَ:

إِذا مَا رَأَتْ يَوْمًا من النَّاس رَاكِبًا ... يبصِّر من جِيرَانهَا ويكوِّف

والكَوْفان، والكُوفان: الشَرّ، عَن كرَاع.

وَترك الْقَوْم فِي كَوْفان: أَي فِي أَمر مستدير.

وَإِن بني فلَان من بني فلَان لفي كَوْفان، وكَوَّفان وكُوفان: أَي فِي أَمر شَدِيد.

وَإنَّهُ لفي كَوْفان من ذَلِك: أَي حرز ومنعة.

وَالْكَاف: من الْحُرُوف، وَهُوَ حرف مهموس يكون أصلا وبدلا وزائدا، وَيكون حرفا وَيكون اسْما فَإِذا كَانَت اسْما ابتدئ بهَا، فَقيل: كزيد جَاءَنِي، وكبكر غُلَام لزيد، يُرِيد: مثل بكر غُلَام لزيد. فَإِن أدخلت إِن على هَذَا قلت: إِن كبكر غُلَام لمُحَمد فَرفعت الْغُلَام لِأَنَّهُ خبر إِن وَالْكَاف فِي مَوضِع نصب لِأَنَّهَا اسْم إِن. وَتقول إِذا جعلت الْكَاف خَبرا مقدما: إِن كبكر اخاك، تُرِيدُ: إِن أَخَاك كبكر؛ كَمَا تَقول: إِن من الْكِرَام زيدا. وَإِذا كَانَت حرفا لم تقع إِلَّا متوسطة. فَتَقول: مَرَرْت بِالَّذِي كزيد فالكاف هُنَا حرف لَا محَالة.

وَاعْلَم أَن هَذِه الْكَاف الَّتِي هِيَ حرف جر، كَمَا كَانَت غير زَائِدَة فِيمَا قدمنَا ذكرهَا، فقد تكون زَائِدَة مُؤَكدَة بِمَنْزِلَة " الْبَاء " فِي خبر لَيْسَ وَفِي خبر " مَا " و" من " وَغَيرهَا من الْحُرُوف الجارة. وَذَلِكَ نَحْو قَوْله تَعَالَى: (لَيْسَ كمثله شَيْء) تَقْدِيره، وَالله اعْلَم، لَيْسَ مثله شَيْء. ولابد من اعْتِقَاد زِيَادَة الْكَاف ليَصِح الْمَعْنى؛ لِأَنَّك إِن لم تعتقد ذَلِك أثبت لَهُ، عز اسْمه، مثلا، وَزَعَمت أَنه لَيْسَ كَالَّذي هُوَ مثله شَيْء. فَيفْسد هَذَا من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: مَا فِيهِ من إِثْبَات الْمثل لمن لَا مثيل لَهُ عز وَعلا علوا كَبِيرا. وَالْآخر: أَن الشَّيْء إِذا اثْبتْ لَهُ مثلا فَهُوَ مثل مثله؛ لِأَن الشَّيْء إِذا ماثله شَيْء فَهُوَ أَيْضا مماثل لما ماثله، وَلَو كَانَ ذَلِك كَذَلِك، على فَسَاد اعْتِقَاد معتقده، لما جَازَ أَن يُقَال: (لَيْسَ كمثله شَيْء) : لِأَنَّهُ تَعَالَى مثل مثله. وَهُوَ شَيْء لِأَنَّهُ تبَارك اسْمه، وَقد سمى نَفسه شَيْئا بقوله تَعَالَى: (قل أَي شَيْء اكبر شَهَادَة قل الله شَهِيد بيني وَبَيْنكُم) وَذَلِكَ أَن أياًّ إِذا كَانَت استفهاما لَا يجوز أَن يكون جوابها إِلَّا من جنس مَا أضيفت إِلَيْهِ؛ أَلا ترى أَنَّك لَو قَالَ لَك قَائِل: أَي الطَّعَام احب إِلَيْك؟ لم يجز أَن تَقول لَهُ: الرّكُوب وَلَا الْمَشْي وَلَا غَيره مِمَّا لَيْسَ من جنس الطَّعَام. فَهَذَا كُله يُؤَكد عنْدك أَن الْكَاف فِي " كمثله " لابد من أَن تكون زَائِدَة. وَمثله قَول رُؤْبة:

لواحق الأقراب فِيهَا كالمَقَقْ

والمقق: الطول، وَلَا يُقَال: فِي هَذَا الشَّيْء كالطول، إِنَّمَا يُقَال: فِي هَذَا الشَّيْء طول، فَكَأَنَّهُ قَالَ: فِيهَا مقق: أَي طول.

وَقد تكون الْكَاف زَائِدَة فِي نَحْو: ذَلِك وَذَاكَ وتِيك وَتلك وأولائك وَمن الْعَرَب من يَقُول: ليسك زيدا، أَي لَيْسَ زيدا وَالْكَاف لتوكيد الْخطاب. وَمن كَلَام الْعَرَب إِذا قيل لأَحَدهم: كَيفَ أَصبَحت؟ أَن يَقُول: كخير وَالْمعْنَى: على خير. قَالَ الْأَخْفَش: فالكاف فِي معنى على. قَالَ ابْن جني: وَقد يجوز أَن يكون بِمَعْنى الْبَاء: أَي بِخَير. قَالَ الْأَخْفَش: وَنَحْو مِنْهُ قَوْلهم: كن كَمَا أَنْت.

وكوَّف الكافَ: عَملهَا.

والكُوَيفة: مَوضِع يُقَال لَهَا: كُوَيفة عَمْرو، وَهُوَ عَمْرو بن قيس من الأزد، كَانَ أبرويز لما انهزم من بهْرَام جوبين نزل بِهِ فقراه وَحمله، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى ملكه أقطعه ذَلِك الْموضع.

كوف: كوَّف الأَدِيم: قَطَعه؛ عن اللحياني، ككَيَّفه، وكَوَّف الشيءَ:

نحّاه، وكوَّفه: جمعه. والتكَوُّف: التجمع.

والكُوفة: الرملة المجتمعة، وقيل: الكوفة الرملة ما كانت، وقيل: الكوفة

الرملة الحمراء وبها سميت الكوفة. الأزهري: الليث كُوفانُ اسم أَرض وبها

سميت الكوفة. ابن سيده: الكوفة بلد سميت بذلك لأَن سعداً لما أَراد أَن

يبني الكوفة ارتادها لهم وقال: تكوَّفوا في هذا المكان أَي اجتمعوا فيه،

وقال المفضل: إنما قال كوِّفُوا هذا الرمل أي نَحُّوه وانزلوا، ومنه سميت

الكُوفة. وكُوفان: اسم الكوفة؛ عن اللحياني، قال: وبها كانت تدعى قبل،

قال الكسائي: كانت الكوفة تُدْعى كُوفانَ.

وكوَّفَ القومُ: أَتوا الكوفة؛ قال:

إذا ما رأَتْ يوماً من الناس راكباً

يُبَصِّر من جِيرانها، ويُكوِّفُ

وكوَّفْت تكويفاً أَي صرت إلى الكوفة؛ عن يعقوب. وتكوَّفَ الرجلُ أَي

تشبّه بأَهل الكوفة أَو انتسب إليهم. وتكوَّفَ الرملُ والقومُ أَي

استداروا.والكُوفانُ والكُوَّفان: الشرُّ الشديد. وتَرك القومَ في كَوفان أَي في

أَمر مستدير. وإنَّ بني فلان من بني فلان لفي كُوفان وكَوَّفان أَي في

أَمر شديد، ويقال في عَناء ومَشَقَّة ودَوَران؛ وأَنشد ابن بري:

فما أَضْحى وما أَمْسَيْتُ إلا

وإني منكُم في كَوَّفانِ

وإنه لفي كُوفان من ذلك أَي حِرْز ومَنَعة. الكسائي: والناس في كُوفان

من أَمرهم وفي كُوَّفان وكَوْفان أَي في اختلاط. والكُوفانُ: الدَّغَل بين

القصَب والخشب.

والكاف: حرف يذكر ويؤنث، قال: وكذلك سائر حروف الهجاء؛ قال الراعي:

أَشاقَتْكَ أَطْلالٌ تَعَفَّتْ رُسُومُها،

كما بيّنت كاف تلُوح ومِيمها؟

والكاف أَلفها واو؛ قال ابن سيده: وهي من الحروف حرف مهموس يكون أَصلاً

وبدلاً وزائداً ويكون اسماً، فإذا كانت اسماً ابتدئ بها فقيل كزيد

جاءني، يريد مثل زيد جاءني، وكبكر غلامٌ لزيد، يريد مثل بكر غلام لزيد، فإن

أَدخلت إنَّ على هذا قلت إنَّ كبكر غلامٌ لمحمد فرفعت الغلام لأَنه خبر

إنَّ، والكاف في موضع نصب لأَنها اسم إن، وتقول إذا جعلت الكاف خبراً مقدماً

إنَّ كبكر أَخاك تريد إن أَخاك كبكر كما تقول إن من الكرام زيداً، وإذا

كانت حرفاً لم تقع إلا متوسطة فتقول مررت بالذي كزيد، فالكاف هنا حرف لا

محالة، واعلم أَن هذه الكاف التي هي حرف جر كما كانت غير زائدة فيما

قدمنا ذكرها، فقد تكون زائدة مؤكدة بمنزلة الباء في خبر ليس وفي خبر ما ومِن

وغيرها من الحروف الجارّة، وذلك نحو قوله عز وجل: ليس كمثله شيء؛ تقديره

واللّه أَعلم: ليس مثلَه شيء، ولا بد من اعتقاد زيادة الكاف ليصح المعنى

لأَنك إن لم تعتقد ذلك أَثبتَّ له عزّ اسمه مثلاً، وزعمت أَنه ليس كالذي

هو مثله شيء، فيفسد هذا من وجهين: أَحدهما ما فيه من إثبات المثل لمن لا

مثل له عز وعلا علوّاً كبيراً، والآخر أَن الشيء إذا أَثبَتَّ له مثلاً

فهو مِثل مثله لأَن الشيء إذا ماثله شيء فهو أَيضاً مُماثل لما ماثله، ولو

كان ذلك كذلك على فساد اعتقاد اعتقاد معتقده لما جاز أَن يقال ليس كمثله

شيء، لأَنه تعالى مِثلُ مِثله وهو شيء لأَنه تبارك اسمه قد سمى نفسه

شيئاً بقوله: قل أَيُّ شيء أَكبر شَهادة قل اللّه شَهيد بيني وبينكم؛ وذلك

أَن أَيّاً إذا كانت استفهاماً لا يجوز أَن يكون جوابها إلا من جنس ما

أُضيفت إليه، أَلا ترى أَنك لو قال لك قائل أيُّ الطعام أَحب إليك لم يجز

أَن تقول له الركوب ولا المشي ولا غيره مما ليس من جنس الطعام؟ فهذا كله

يؤكد عندك أَن الكاف في كمثله لا بدَّ أَن تكون زائدة؛ ومثله قول رؤبة:

لَواحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ

والمَقَقُ: الطُّول، ولا يقال في هذا الشيء كالطول إنما يقال في هذا

الشيء طول، فكأَنه قال فيها مَقَق أَي طول، وقد تكون الكاف زائدة في نحو ذلك

وذاك وتِيك وتلك وأُولئك، ومن العرب من يقول لَيْسَكَ زيداً أَي ليس

زيداً والكاف لتوكيد الخطاب، ومن كلام العرب إذا قيل لأَحدهم كيف أَصبحت أَن

يقول كخيرٍ، والمعنى على خير، قال الأَخفش: فالكاف في معنى على؛ قال ابن

جني: وقد يجوز أَن تكون في معنى الباء أَي بخير، قال الأَخفش ونحو منه

قولهم: كن كما أَنت. الجوهري الكاف حرف جر وهي للتشبيه؛ قال: وقد تقع موقع

اسم فيدخل عليها حرف الجر كما قال امرؤ القيس يصف فرساً:

ورُحْنا بِكابنِ الماء يُجْنَبُ وسْطَنا،

تَصَوَّبُ فيه العَيْنُ طَوراً وتَرْتَقي

قال:؛ وقد تكون ضميراً للمُخاطب المجرور والمنصوب كقولك غلامك وضَربك،

وتكون للخطاب ولا موضع لها من الإعراب كقولك ذلك وتلك وأُولئك ورُوَيْدَك،

لأَنها ليست باسم ههنا وإنما هي للخطاب فقط تفتح للمذكر وتكسر للمؤنث.

وكوَّفَ الكاف: عَمِلها. وكوَّفْت كافاً حسناً أَي كتبت كافاً. ويقال:

ليست عليه تُوفة ولا كوفة، وهو مثل المَزْرِيةِ. وقد تافَ وكافَ.

والكُوَيْفةُ: موضع يقال له كُويفة عمرو، وهو عمرو بن قيس من الأزْد كان

أَبْرويز لما انهزم من بَهرام جُور نزل به فقراه وحمله، فلما رجع إلى

ملكه أَقطعه ذلك الموضع.

كوف
{الكُوفَةُ، بالضَّمِّ: الرَّمْلَةُ الحمْراءُ المُجْتَمِعةُ، وقِيلَ: المُسْتَدِيرةُ، أَو كلُّ رَمْلَةٍ تُخالِطُها حصْباءُ أَو الرَّمْلَة مَا كانتْ. والكُوفَةُ: مَدِينَةُ العِراقِ الكُبْرى، وَهِي قُبَّةُ الإِسلام، ودارُ هِجرَةِ المُسْلِمِينَ، قيل: مَصَّرَها سعْدُ بنُ أَبي وقّاصٍ، وكانَ قبل ذَلِك مَنْزَلَ نُوحٍ عَلَيْهِ السلامُ، وبَنَي مَسْجِدَها الأَعظَم، واختُلِفَ فِي سَبَب تَسْمِتِها، فقِيلَ: سُمِّي هَكَذَا فِي النُّسخ، وصوابُه سُمِّيَتْ لاسْتِدارتِها، وقِيل: بسبَب اجْتِماعِ الناسِ بهَا وقِيلَ لكَوْنِها كانتْ رَملَةً حمْراءَ، أَو لاخْتِلاطِ تُرابِها بالحَصَى، قَالَه النَّوَوِيُّ، قَالَ الصّاغانِيُّ: وورَدَتْ رامةُ بنْتُ الحُصَيْن بنِ مُنْقِذِ بنِ الطَّمَاحِ الكُوفَةَ فاسْتَوْبلَتْها، فقالتْ:
(أَلا لَيْتَ شِعْرِي هلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... وبيْنِي وبيْنَ الكُوفَةِ النَّهَرانِ)

(فإِنْ يُنْجِنِي مِنْها الَّذِي ساقَنِي لَهَا ... فَلَا بُدَّ من غِمْرٍ، وَمن شَنآنِ)
وَيُقَال: لَهَا أَيْضا كُوفانُ بِالضَّمِّ، نَقله النَّوَوِيُّ فِي شرحِ مُسْلِمٍ عَن أَبي بَكْرٍ الحازِميِّ الحافِظِ، وَغَيره، واقْتَصرُوا على الضَّم، قَالَ أَبُو نواس:
(ذَهَبَتْ بِنَا} كُوفانُ مذْهَبَها ... وعَدِمْتُ عَن ظُرَفائِها صَبْرِي) وقالَ اللِّحْيانِيُّ: كُوفانُ: اسمٌ {للكُوفَةِ، وَبهَا كانَتْ تُدْعَى قبلُ، وَقَالَ الكِسائِيُّ: كانَت الكُوفَةُ تُدْعَى كُوفانَ قَوْله: ويُفْتَحُ إِنما نقل ذلكَ عَن ابنِ عبّادٍ فِي قولِهم: إِنَّه لفِي كُوفانَ. قَوْله: ويُفْتَحُ إِنما نَقَل ذلكَ عَن ابنِ عبّادٍ فِي قولِهم: إِنَّه لَفِي كَوْفانٍ، كَمَا سيأْتِي، ويُقالُ لَهَا أَيْضا:} كُوفَةُ الجُنْدِ لأنّه اخْتُطَّتْ فِيهَا خِطَطُ العربِ أَيّامَ عُثْمانَ رَضِي الله عَنهُ، فِي العُباب، أَيامَ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ خَطَّطَها أَي: تَولَّى تَخْطِيطَها السائِبُ بنُ الأَقْرَع بنِ عوْفٍ الثَّقَفِيُّ رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ الَّذِي شَهد فتحُ نَهاوَنْدَ مَعَ النُّعمانِ بنِ مُقَرِّنٍ، وَقد ولِيَ أَصبهانَ أَيْضا، وَبهَا ماتَ، وعَقِبُه بهَا، وَمِنْه قوْلُ عَبْدةَ بنِ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيّ:)
(إنّ التِي ضَرَبَتْ بيْتَاً مُهاجرةً ... {بكُوفَةِ الجُنْدِ غالتْ وُدَّها غُولُ)
أَو سُمِّيَتْ} بِكُوفانَ، وَهُوَ جُبَيْلٌ صَغِيرٌ، فسَهَّلُوهُ واخْتَطُّوا علَيْهِ وَقد تقَدَّم ذلكَ عَن اللِّحيانِيِّ والكِسائيِّ، أَو مِنَ {الكَيْفِ وَهُوَ القَطْعُ، لأَنَّ أَبْرَوِيزَ أَقْطَعَه لبَهْرامَ، أَو لأَنَّها قِطْعَةٌ من البلادِ، والأَصلُ كُيْفَة، فلمّا سَكَنَت الياءُ وانْضَمَّ مَا قَبْلَها جُعِلَتْ واواً، أَو هِيَ من قوْلهم: هُمْ فِي كُوفانٍ، بالضّمِّ عَن الأمَويّ} وكَوَّفانٍ، مُحَرَّكَةً مشَدَّدَةَ الواوِ، أَي فِي عِزٍّ ومَنَعَةٍ، أَو لأَنَّ جَبَل ساتِيدَمَا مُحيطٌ بهَا كالكافِ، أَو لأَنَّ سَعْداً أَي ابنُ أَبي وقّاصٍ رَضِي الله عَنهُ لَمّا أَراد أَنْ يبْنِيَ الكُوفَةَ ارْتادَ هذهِ المَنْزِلَةَ للمُسْلِمينَ، قَالَ لهمُ: {تَكَوَّفُوا فِي هَذَا المكانِ، أَي: اجْتَمِعُوا فِيهِ، أَو لأَنَّه قالَ:} كَوِّفُوا هَذِه الرَّمْلَةَ: أَي نَحْوها وانْزِلُوا، وَهَذَا قَولُ المُفَضَّلِ. نَقله ابْن سِيدَه. قَالَ ياقُوت، ولمّا بَنَى عُبَيْدُ الله ابنُ زِيادٍ مَسجدَ الكوفةِ صعد المِنْبَرَ، وَقَالَ: يَا أهلَ الكُوفَةِ، إِنِّي قد بَنَيْتُ لكم مَسْجداً لم يُبْنَ على وَجْهِ الأرضِ. مِثْلُه، وَقد أَنْفَقْتُ على كُلِّ أُسْطوانَةٍ سَبْعَ عشَرَةَ مائَة، وَلَا يهدِمه إِلَّا باغٍ أَو حاسدٌ، ورُوِيَ عَن بِشْرِ بن عَبْدِ الوهابِ القُرَشِيِّ مَوْلى بنِي أُمَيَّة، وَكَانَ يَنْزِلُ دِمَشْقَ، وذكَر أَنَّه قَدَّر الكُوفَةَ، فكانَتْ سِتَّةَ عَشَرَ مِيلاً وثُلُثَيْ مِيلٍ، وذَكَر أَنَّ فِيها خَمْسِينَ أَلْفَ دارٍ للعَرَبِ من رَبيعَةَ ومُضَرَ، وأَرْبَعةً وعشرينَ ألفَ دارٍ لسائرِ العَرَبِ، وستَّةً وثَلاثِينَ أَلْفَ دارٍ لليَمَنِ، والحَسْناءُ لَا تَخْلُو من ذامٍّ، قَالَ النجاشيُّ يَهْجُو أهلَها:
(إِذا سَقى اللهُ قوْماً صَوْبَ غادِيَةٍ ... فَلَا سَقَى اللهُ أَهْلَ الكُوفَةِ المَطَرَا)

(التّارِكِينَ على طُهْرٍ نَساءهُمُ ... والنائِكِين بشَطَّيْ دِجْلَةَ البَقَرَا)

(والسّارِقِينَ إِذا مَا جَنَّ لَيْلُهُمُ ... والدّارِسينَ إِذا مَا أَصْبَحُوا السُّورَا)
والمَسافَةُ مَا بينَ {الكُوفَةِ والمَدينَةِ نَحْو عشرينَ مرْحَلةً. (و) } كُوَيْفَةُ كجُهَيْنَةَ: عَلَيْهِ السَّلَام، بقُرْبِها أَي الكُوفَة، ويُضافُ لابنِ عُمَرَ، لأَنه نَزَلَها وَهُوَ عبدُ الله بن عُمَرَ بنِ الخطابِ، هَكَذَا ذكره الصاغانيُّ، والصوابُ مَا فِي اللِّسَان، يُقَال لَهُ: {كُوَيْفَةُ عمْروٍ وَهُوَ عَمْرُو بنُ قَيْس من الأزدِ، كَانَ أَبْرَوِيزُ لما انْهَزَمَ من بَهْرام جُورَ نَزَل بِهِ، فقَراهُ، فَلَمَّا رَجَع إِلَى مُلْكِه أَقْطَعَه ذَلِك المَوْضِعَ.
} - وكُوفَى، كطُوبَى: د: بباذَغِيسَ، قُرْبَ هَراَةَ نَقله الصاغانيُّ. {والكُوفانُ بالضمِّ ويفْتَحُ عَن ابْن عَبّادٍ} والكَوَّفانُ، {والكُوَّفانُ، كهَيَّبان، وجُلَّسانٍ: الرَّمْلَةُ المُسْتَديرةُ وَهُوَ أَحَدُ أَوْجهِ تَسْمِيَةِ الكُوفَةِ كُوفَةَ، كَمَا تقدَّمْ. (و) } الكوفانُ: الأمرُ المُسْتَدبِرُ يُقالُ: تُرِكَ القَوْمُ فِي كُوفانٍ، نقَلَه الجَوْهَرٍ يُّ.
والكُوفانُ: العَناءُ والمَشَقَّةُ، وَبِه فُسِّر أَيْضا قولُهُم: تَرَكْتُهم فِي {كوفانٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ: أَي) عَناءٍ ومَشَقَّةٍ ودَوَرانٍ، وأَنشَدَ اللَّيْثُ:
(فَلَا أُضْحِي وَلَا أَمْسَيْتُ إلاّ ... وإِنّي منكُمُ فِي} كُوَّفانِ)
وَقَالَ الأمويُّ: الكُوفانُ بالضمِّ العِزُّ والمَنَعَةُ، وَمِنْه قولهُم: إِنَّه لفي كُوفانٍ، وفتَحَ ابنُ عَبّادٍ الكافَ وَفِي اللِّسانِ: إنَّه لَفِي كُوفانٍ من ذَلِك: أَي حِرْزٍ ومَنَعَةٍ. والكُوفانُ: الدَّغَلُ من القَصَبِ والخَشَبِ نَقله الصَّاغَانِي، وَفِي اللسانِ بَيْنَ القَصَبِ والخَشَبِ، وَيُقَال: ظَلُّوا فِي كُوفانِ: أَي فِي عَصْفٍ كَعصْفِ الرِّيحِ والشَّجَرةِ أَو فِي اخْتِلاطٍ وشَرٍّ شَدِيدٍ أَو فِي حَيْرَةٍ أَو فِي مَكْرُوهٍ، أَو فِي أَمْرٍ شَديدٍ كلُّ ذَلِك أَقوالُ ساقَها الصاغانِيُّ وَيُقَال: لَيْسَت بِهِ كُوفَةٌ وَلَا نُوفَةٌ: أَي عَيْبٌ نَقله الصاغانيُّ: وَهُوَ مثل المَزرِيَةِ، وَقد تافَ وكافَ. وكاف الأدِيمَ {يَكُوفُه} كَوْفاً كَفَّ جَوانِبَه. والكافُ: حَرْف يذَكْر ويُؤَنَّثُ، وَكَذَلِكَ سائرُ حُروفِ الهِجاءِ، قَالَ الراعِي.
(أَشاقَتْكَ أَطْلالٌ تَعَفّتْ رُسُومُها ... كَمَا بَيَّنَتْ كافٌ تَلُوحُ ومِيمُها)
وأَلِفُ الكافِ واوٌ، وَهِي من حُرُوف الجَرِّ تكون: أًصْلاُ، وبَدَلاً، وزائداً، وتكونُ اسْماً، فَإِذا كَانَت اسْما ابْتُدِئَ بهَا، فقيلَ: كزَيدٍ جاءَنِي، يريدُ: مِثْل زَيْدٍ جاءَنِي. وتَكُونُ لتَّشْبِيهِ مثل: زَيْدٌ كالأسَدِ. وتكونُ للتَّعْلِيل عِنْد قوْمٍ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: كَمَا أرْسلْنا فيكُمْ رسُولاً أَي، لأَجْلِ إِرْسالِي، وقولُه تَعالَى: واذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ أَي لأجل هدايتِه لكم. وتَكُونُ أَيضاً للاسْتِعْلاءِ قالَ الأَخْفَشُ: وذلِك مثلُ قَوْلِهم: كُنْ كَما أَنْتَ علَيْهِ أَي: على مَا أَنْتَ عَلَيْهِ. وكَخَيْرٍ، فِي جوابِ مَا إِذا قِيلَ: كَيْفَ أَنْتَ أَو كَيْفَ أَصْبحْتَ. فالكافُ هُنا فِي معنَى على، قالَ ابنُ جِنِّي: وَقد يجُوزُ أَنْ تكونَ فِي معنْى الباءِ، أَي: بخيرٍ. وتكونُ المُبادرةِ: إِذا اتَّصلَتْ بِمَا، نَحْو: سلٍّ مْ كَما تَدْخُلُ، وصلِّ كَما يَدْخُلُ الوَقْتُ. وَقد تَقَعُ موقعَ الاسمِ، فيدْخُلُ عَلَيْهَا حرفُ الجرِّ، كَمَا قالَ امْرُؤُ القَيْسِ يصِفُ فَرساً:
(ورُحْنَا بكَابْنِ الماءِ يُجْنَبُ وَسْطَنا ... تَصوَّبُ فِيهِ العيْنُ طَوْراً وتَرْتَقِي)
وَقد تكونُ للتَّوْكِيدِ، وَهِي الزَّائِدةُ بمنزلةِ الْبَاء فِي خَبرِ لَيْس، وَفِي خَبر مَا ومِن، وغَيرِها من الحروفِ الجارَّةِ، نَحْو قولِه عزَّ وجلَّ: لَيْسَ وَفِي خَبر مَا ومِن، وغَيْرِها م الحروفِ الجارَّةِ، نَحْو قولهِ عز وجلّ: لَيْسَ كَمِثْلِه شَيءٌ وتَفْسِيرهُ وَالله أعلم لَيْسَ مِثْلَه شيءٌ، وَلَا بدَّ من اعتقادِ زيادةِ الْكَاف، ليصحَّ المَعْنَى، لأَنَّكَ إِن لم تَعْتَقِد ذلِك أَثْبتَّ لَهُ عزَّ اسمُه مِثْلاً، وزَعَمْتَ أَنّه لَيْس كالَّذِي هُو مِثله شيءٌ، فيفْسُدُ هَذَا من وجْهَيْنِ: أَحدهمَا: مَا فِيهِ من إِثْباتِ المِثْلِ لمَنْ لَا مِثْلَ)
لَهُ، عزَّ وَعلا علُواً كَبيراً. والآخرُ: أَنَّ الشيءَ إِذا أَثْبتَّ لَهُ مِثْلاً فَهُوَ مِثْلُ مِثْلِه، لأَنَّ الشَّيءَ إِذا ماثَلَهُ شَيءٌ فَهُوَ أَيْضا مماثِلٌ لما ماثَلَه، وَلَو كَانَ ذَلِك كَذَلِك على فَساد اعْتِقادِ مُعْتَقِدِه لما جازَ أَن يُقال: لَيْس كمِثْلِه شيءٌ، لأَنَّه تَعَالَى مِثْلُ مِثْلِه، وَهُوَ شيءٌ لِأَنَّهُ تباركَ وتَعالَى قد سمَّى نَفسه شَيْئا بقوله: قُلْ أَيُّ شيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَة، قُل اللهُ شَهِيدٌ بينْي وبيْنَكُم. فعُلِم من ذَلِك أَن الكافَ فِي لَيْس كمِثْلِه لَا بُدّ أَن تكونَ زَائِدَة، ومثلُهُ قولُ رُؤبَة: لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيها كالمَقَقْ والمَقَقُ: الطُّولُ، وَلَا يُقال: فِي هَذَا الشيءِ كالطُّولِ، إِنَّما يُقال: فِي هَذَا الشيءِ طُولٌ، فكأَنَّه قالَ: فِيهَا مَقَقُ: أَي طُولٌ. وَقَالَ شيخُنا فِي قَوْلِه تَعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ قد أَخرجها المُحقِّقُونَ عَن الزِّيادةِ، وجعلُوها من بابِ الكِنايةِ، كَمَا فِي شُرُوحِ التَّلْخِيصِ والمِفْتاحِ، والتَّفْسِيرَيْنِ، وغيرِها.
وتَكُونُ اسْماً جارّاً مُرادِفاً لِمِثْل، أَو لَا تَكُونُ إلاّ فِي ضَرُورةٍ، كقولهِ: يضْحكْنَ عَنْ كالْبَرَدِ المُنْهَمِّ أَي: عَن مثل البَرَدِ وَقد تَكُونَ ضَمِيراً مَنْصُوباً ومَجْرُوراً، نَحْو قولِه تَعالى: مَا وَدَّعَ: رَبُّكَ وَمَا قَلَى ونَصُّ الصِّحاحِ: وَقد تَكُون ضَمِيراً للمُخاطَبِ المَجْرُورِ والمَنْصُوب، كقولِك: غُلامُكَ، وضَرَبَكَ، زَاد الصّاغانِيُّ: تُفْتَحُ للمُذَكرِّ، وتُكْسَرُ للمُؤَنَّثِ، للفَرْقِ. وَقد تكونُ حَرْفَ معْنىً، لاحِقَةً اسْمَ الإِشارَةِ ونصُّ الصِّحاحِ: وَقد تَكُونُ للخِطابِ، وَلَا موضعَ لَهَا من الإِعْرابِ كَذِلِكَ، وِتِلْكَ وأَولئكَ، ورُوَيْدَكَ لأَنَّها لَيْسَتْ باسمٍ هُنا، وإِنّما هِيَ للخِطاب فَقَط، تُفْتَحُ للمُذَكَّرِ، وتُكسرُ للمُؤَنَّثِ. وَتَكون لاحِقَةً للضَّمِيرِ المُنْفَصِلٍ المَنْصُوبِ، كإِيّاكَ وإِيّاكُما. وَلَا حِقَةً لبَعْضِ أَسْماءِ الأَفْعالِ، كحَيَّهَلَكَ، ورُوَيْدَكَ، والنَّجاكَ. وتكونُ لاحِقَةً لأَرَأَيْتَ، بمعَنْى أَخْبِرْنِي، نَحْو: أَرَأَيْتَ: َ هَذَا الذِي كَرَّمْتَ علَيَّ وَقد بُسِط معانِي الكافِ وَمَا فِيها كُلُّه فِي المُغْنِي وشُرُوحِه، وأَوردَ الشيخُ ابنُ مالِكٍ أَكثَرَها فِي التَّسْهِيل عَن اللِّحْيانِيّ. {وتُكافُ، بضَمِّ المُثَنّاةِ الفَوْقِيّة: صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بجُوزَجانَ، وة أُخْرَى بنَيْسابُورَ.} وكَوَّفْتُ الأَدِيمًَ {تَكْوِيفاً: قَطَعْتُه،} ككَيَّفْتُه تَكْييفاً. (و) {كَوَّفْتُ الكافَ: عَمِلْتُها، وكَتَبْتُها.
} وتَكَوَّفَ الرَّمْلُ {تَكَوُّفاً،} وكَوْفاناً بالفَتْحِ: استَدارَ وكذلِك الرَّجُلُ. (و) {تَكَوَّفَ الرَّجُلُ: تَشَبَّهَ} بالكُوفِيِّين، أَو انْتَسَبَ إِلَيْهم أَو تَعصَّبَ لهُم، وذَهَبَ مَذْهَبَهم.

وَمَا يُستدركُ عَلَيْهِ:) {كَوَّفَ الشيءَ: نَحّاهُ، وقِيلَ: جَمَعَه.} وكَوَّفَ القومُ: أَتَوا الكُوفَةَ، قالَ:
(إِذا مَا رَأَتْ يَوْماً مِنَ النّاسِ راكِباً ... يُبَصِّرُ من جِيرانِها {ويُكَوِّفُ)
وقالَ يَعْقُوبُ: كَوَّفَ: صارَ إِلَى الكُوفَةِ. والنّاسُ فِي} كَوْفَى من أَمْرِهِم، كسَكْرى: أَي فِي اخْتِلاطٍ. وجمعُ {الكافِ} أَكْوافٌ على التَّذْكِيرِ، {وكافاتٌ على التَّأْنِيثِ، وَمن الأخِيرِ قَوْلُهم: كافاتُ الشّتاءِ سَبْعٌ.} والكافُ: الرَّجُلُ المُصْلِحُ بينَ القومِ، قَالَ:
(خِضَمَّ إِذا مَا جِئْتَ تَبْغِي سُيُوبَه ... {وكافٌ إِذا مَا الحَرْبُ شَبَّ شِهابُها)
والكافُ: لَقَبُ بعضِهم.} والكُوفِيّةُ: مَا يُلْبَسُ على الرَّأَسِ، سُمِّيَتْ لاسْتدارَتِها.

كوف

5 تَكَوَّفَ

: see تَشَأَّمَ.

كَافٌ Same as كُسٌّ (because it is the name of the incipient letter of this word: 1001 Nights ii. 304).

كُوفِيَّةٌ A thing that is worn upon the head; so called because of its roundness, or its bring round. (TA.)

ذمم

ذمم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَى على بِئْر ذمَّة. قَالَ الْأَصْمَعِي: الذِّمَّة القليلة المَاء يُقَال: هَذِه بِئْر ذمَّة وَجَمعهَا ذمام.
(ذمم) : الذِّمُّ: العَهْدُ والجوارُ، كالذِّمَّةِ.
(ذمم) : الذِّمَّةُ: المَأْدُبَةُ مَأْدُبَةُ الطَّعامِ، أَو العُرْسِ، قال
وإِنِّي لتَأْتِي أَبْعَدَ القَوْمِ ذِمَّتِى ... إذا وَرَقُ الطَّلْحِ الطُّوِالِ تَحَسَّرَا 

ذمم


ذَمَّ(n. ac. ذَمّ
مَذْمَمَة)
a. Blamed, censured; rebuked, reproved.
b. Dripped (nose).
ذَمَّمَa. Blamed; criticised.

أَذْمَمَa. Committed a blameworthy action.
b. Blamed, found fault with.

ذَمّ
(pl.
ذُمُوْم)
a. Blame, censure, rebuke.
b. see 17t
ذِمَّة
(pl.
ذِمَم)
a. Pact, league, covenant, alliance, protection.
b. Pledge, guarantee; responsibility.
c. Conscience.

ذِمِّيّa. Client; protégé, dependent.
b. Tributary.

مَذْمَمَة
(pl.
مَذَاْمِمُ)
a. Fault, defect; vice.

ذِمَاْم
(pl.
أَذْمِمَة)
a. Obligation; engagement.

ذَمِيْمa. Blamable, blameworthy; reprehensible.
b. Unpalatable, nasty (water).
أَهْل الذِمَّة
a. Christian or Jewish subjects of a Mussulman
government.
(ذمم) - قيل لسَلْمَان: "ما يحَلّ لنا من ذِمَّتِنَا؟ . فقال: مِنْ عَماك إلى هُدَاك، ومن فَقْرِكَ إلى غِناك".
: أي من أَهْلِ ذِمَّتِنا، أو مَعْناه إذا ضَلَلْت طَرِيقاً أَخذتَ منهم مَنْ يَدُلُّك، وإذا مَررْتَ بحَائِطِه وافتَقَرت إلى ما لا غِنًى لك عَنْه، أخذتَ منه بقَدْر الكِفاية، هذا إذا صُولحُوا عليه، وإلَّا فَلَا إلَّا الجِزْيةَ .
- في الحَدِيثِ: "قد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة" . : أي لِكُلَّ أَحَدٍ من الله، عَزَّ وجَلّ، عَهْدٌ أو ذِمَّة بالحِفْظِ والكَلَاءَةِ فإذا أَلقَى بِيَده إلى التَّهْلُكَة خَذَلَتْه ذِمَّةُ اللهِ تَعالَى.
ذ م م : ذَمَمْتُهُ أَذُمُّهُ ذَمًّا خِلَافُ مَدَحْتُهُ فَهُوَ ذَمِيمٌ وَمَذْمُومٌ أَيْ غَيْرُ مَحْمُودٍ.

وَالذِّمَامُ بِالْكَسْرِ مَا يُذَمَّ بِهِ الرَّجُلُ عَلَى إضَاعَتِهِ مِنْ الْعَهْدِ وَالْمَذَمَّةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتُفْتَحُ الذَّالُ وَتُكْسَرُ مِثْلُهُ وَالذِّمَامُ أَيْضًا الْحُرْمَةُ وَتُفَسَّرُ الذِّمَّةُ بِالْعَهْدِ وَبِالْأَمَانِ وَبِالضَّمَانِ أَيْضًا وَقَوْلُهُ «يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ» فُسِّرَ بِالْأَمَانِ وَسُمِّيَ الْمُعَاهَدُ ذِمِّيًّا نِسْبَةً إلَى الذِّمَّةِ بِمَعْنَى الْعَهْدِ وَقَوْلُهُمْ فِي ذِمَّتِي كَذَا أَيْ فِي ضَمَانِي وَالْجَمْعُ ذِمَمٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 
ذ م م: (الذَّمُّ) ضِدُّ الْمَدْحِ وَقَدْ (ذَمَّهُ) مِنْ بَابِ رَدَّ فَهُوَ (ذَمِيمٌ) . وَ (الذِّمَامُ) الْحُرْمَةُ. وَأَهْلُ (الذِّمَةِ) أَهْلُ الْعَقْدِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الذِّمَّةُ الْأَمَانُ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ» . وَ (أَذَمَّهُ) أَجَارَهُ، وَأَذَمَّهُ وَجَدَهُ (مَذْمُومًا) . وَ (أَذَمَّ) الرَّجُلُ أَتَى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا يَذْهَبُ عَنِّي (مَذَمَّةَ) الرَّضَاعِ؟ فَقَالَ: غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ» يَعْنِي بِمَذَمَّةِ الرَّضَاعِ بِفَتْحِ الذَّالِ وَكَسْرِهَا ذِمَامُ الْمُرْضِعَةِ. وَقَالَ النَّخَعِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ عِنْدَ فِصَالِ الصَّبِيِّ أَنْ يَأْمُرُوا لِلظِّئْرِ بِشَيْءٍ سِوَى الْأَجْرِ فَكَأَنَّهُ سَأَلَ أَيُّ شَيْءٍ يُسْقِطُ عَنِّي حَقَّ الَّتِي أَرْضَعَتْنِي حَتَّى أَكُونَ قَدْ أَدَّيْتُهُ كَامِلًا؟ وَالْبُخْلُ (مَذَمَّةٌ) بِفَتْحِ الذَّالِ لَا غَيْرُ أَيْ مِمَّا يُذَمُّ عَلَيْهِ وَهُوَ ضِدُّ الْمَحْمَدَةِ. وَ (اسْتَذَمَّ) الرَّجُلُ إِلَى النَّاسِ أَتَى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ. وَ (تَذَمَّمَ) أَيِ اسْتَنْكَفَ يُقَالُ: لَوْ لَمْ أَتْرُكِ الْكَذِبَ تَأَثُّمًا لَتَرَكْتُهُ تَذَمُّمًا. وَرَجُلٌ (مُذَمَّمٌ) أَيْ مَذْمُومٌ جِدًّا. 
ذمم قَالَ أَبُو عُبَيْد أما قَوْله: تَتَــكَافَأ دِمَاؤُهُمْ فَإِنَّهُ يُرِيد: تتساوى فِي الْقصاص والديات فَلَيْسَ لشريف على رَضِيع فضل [فِي ذَلِك -] 52 / الف وَمن هَذَا قيل فِي الْعَقِيقَة عَن الْغُلَام: شَاتَان / مكافئتان يَقُول: متساويتان وأَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ: مــكافأتان وَالصَّوَاب: مكافئتان وكل شَيْء سَاوَى شَيْئا حَتَّى يكون مثله فَهُوَ مكافئ لَهُ والمــكافأة بَين النَّاس من هَذَا يُقَال: كافأت الرجل أَي فعلت بِهِ مثل مَا فعل بِي. وَمِنْه الكفؤ من الرِّجَال للْمَرْأَة تَقول: إِنَّه مثلهَا فِي حسبها. قَالَ الله [تبَارك و -] وَتَعَالَى {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أحد} يَقُول: هُوَ كُفُؤ لَهَا وكَفِئ بِمَعْنى وَاحِد. وَأما قَوْله: يسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم فَإِن الذِّمَّة الْأمان يَقُول: إِذا أعْطى الرجل مِنْهُم الْعَدو أَمَانًا جَازَ ذَلِك على جَمِيع الْمُسلمين لَيْسَ لَهُم أَن يخفروه كَمَا أجَاز عمر [رَضِي اللَّه عَنهُ -] أَمَان عبد على جَمِيع [أهل -] الْعَسْكَر وَكَانَ أَبُو حنيفَة لَا يُجِيز أَمَان العَبْد إِلَّا بِإِذن مَوْلَاهُ وَأما حَدِيث عمر فَلَيْسَ فِيهِ ذكر مولى وَمِنْه قَول سلمَان الْفَارِسِي رَحمَه اللَّه تَعَالَى: ذِمة الْمُسلمين وَاحِدَة فالذمة هِيَ الْأمان وَلِهَذَا سمى الْمعَاهد ذِمِّيا لِأَنَّهُ قد أعْطى الْأمان على مَاله وذمته للجزية الَّتِي تُؤْخَذ مِنْهُ.
ذ م م

ذم صاحبه ذمّاً ومذمة وذممه. ورجل ذامّ وذمام لأصحابه، وذميم وذم كحب ومذمم. وإياك والمذام والملاوم. وأذم فلان وألام: أتى بما يذم عليه ويلام. وهو مذم: مليم. وبلوت فلاناً فأذممته: خلاف أحمدته. وأردت ضربه ثم تذممت من أجل حق أو حرمة أي ذممت نفسي وانتهيت. ويقال: تذمم منه: استنكف واستحيا، وإني أتذمم من القوم أن أتحول من عندهم إلى غيرهم، ولم أر منهم إلا ما أحب. واستذم إلى فلان: فعل ما يذمه عليه. ولفلان ذمة وذمام ومذمة: عهد يلزم الذم مضيعه. وهو في ذمتي وذمامي. وأذهب مذمتهم بشيء أي أعطهم ما تقضى به حق ذمامهم. وفي الحديث " ما يذهب عني مذمة الرضاع " وهي ذمام المرضعة وحقها. ووفي فلان بما أذم أي بما أعطى من الذمّة. قال المسيّب:

أنت الوفيّ بما تذم وبعضهم ... تودي بذمته عقاب ملاع

وأذم لي على فلان. واستذممت به، وتذممت به فأذم لي. وللجار عندك مستذم ومتذمم. قال فائد بن الحبيب الأسديّ:

فنعشت قومك والذين تذمموا ... بك غير مختشع ولا متضائل

وهذا مكان مذمم. محرم له ذمة وحرمة.

ومن المجاز: أذمت ركاب القوم: تأخرت كلالا. قال بن ميّادة:

وحتى حملنا رحل كل مذمة ... وكل مذم بالفلاة وزاحف

كأنها أتت بما تذم عليه، أو قلّت قوتها على السير من الركية الذمّة والركايا الذّمام وهي القيلة الماء. وأذم المكان: أجدب وقلّ خيره. وفلان يذام عيشه: يزجّيه متبلغاً به. وذاممته أذامّه وهو من معنى القلة. ورجل ذم وحمد، وأتينا منزلاً ذماً وحمداً وصف بالمصدر.
[ذمم] الذَمُّ: نقيض المدح. يقال. ذممته فهو ذميم. قال ابن السكيت: يقال. افعلْ كذا وكذا وخلال ذم. قال: ولا تقل وخلاكَ ذنبٌ. والمعنى خلا منك ذم، أي لا تدم. وبئر ذَمّةٌ: قليلة الماء: وجمعها ذِمامٌ. وقال : على حِمْيَرِيّاتٍ كأنّ عيونها ذِمامُ الرَكايا أَنْكَزَتْها المَوائحُ وماءٌ ذَميمٌ، أي مكروهٌ. وانشد ابن الأعرابي للمرّار: مُواشِكَةٌ تسَتعجِل الركضَ تبتغي نَضائِضَ طَرْقٍ ماؤُهُنَّ ذَميمُ والذَميمُ المُخاطُ والبولُ الذي يَذِمُّ ويَذِنُّ من قضيب التَيس. وكذلك اللبن من أخلاف الشاة. وقال أبو زبيد: ترى لاخلافها من خلفها نسلا مثل الذميم على قزم اليعامير والذميم أيضا: شئ يخرج من مسام المارِنِ، كبَيْضِ النمل. وقال : وتَرى الذَميمَ على مَراسِنِهِمْ يومَ الهِياجِ كمازن النمل وقد ذم أنفه وذَنَّ. والذِمامُ: الحُرْمَةُ. وأهل الذِمَّةِ: أهلُ العَقْد. قال أبو عبيد: الذمَّةُ: الأمانُ، في قوله عليه الصلاة والسلام: " ويسعى بذمتهم أدناهم ". وأذَمَّهُ، أي أجارَه. وأَذَمَّهُ، أي وجده مَذموماً. يقال: أتيتُ موضعَ كذا فاذْمَمْتُهُ، أي وجدتُه مَذْموماً. وأَذَمَّ به: تهاوَنَ. وأَذَمَّ الرجلُ: أتى بما يُذَمُّ عليه. وأَذَمَّ به بعيره. وأَذَمَّتْ ركابُ القوم، أي أعيت وتأخَّرَتْ عن جماعة الإبل ولم تلحقْ بها. وأخذتني منه مَذَمَّةٌ ومَذِمَّةٌ، أي رِقّةٌ وعارٌ من ترك الحُرْمَةِ. ويقال: أذهب مذمتهم بشئ، أي أعطهم شيئا فإن لهم ذماما. وفي الحديث: " ما يذهب عنى مذمة الرضاع؟ فقال: غرة: عبد أو أمة " يعنى بمذمة الرضاع ذمام المرضعة. وكان النخعي يقول في تفسيره: كانوا يستحبون عند فصال الصبى أن يأمروا للظئر بشئ سوى الاجر، فسكأنه سأله: أي شئ يسقط عنى حق التى أرضعتني حتى أكون قد أديته كاملا. والبخل مَذَمَّةٌ بالفتح لا غير، أي مما يذم عليه وهو خلاف المَحمَدة. واسْتَذَمَّ الرجل إلى الناس، أي أتى بما يُذَمُّ عليه. وتذمَّمَ، أي استنكَفَ. يقال: لو لم أترك الكذب تأثما التركته تَذَمُّماً. ورجلٌ مُذَمَّمٌ، أي مَذمومٌ جداً. ورجلٌ مُذِمٌّ: لا حراك به . وشئ مذم، أي معيب.
[ذمم] فيه: "الذمة" و"الذمام" وهما بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحق، وسمي أهل الذمة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم. ومنه: يسعى"بذمتهم" أدناهم، أي إذا أعطى أحد الجيش العدو أمانًا جاز على الجميع وليس لهم أن ينقضوا عليه عهده، وأجاز عمر أمان العبد على الجميع. ومنه ح: "ذمة" المسلمين واحدة. ك: أي هم كنفس واحدة فإذا أمن أحد وإن كان أدنى لا ينقضه أحد. وفيه: أوصيه "بذمة" أي بأهل ذمة، وأن يقاتل من ورائهم أي إن قصدهم عدو دفع عنهم. ن وح دعاء المسافر: اقلبنا "بذمة"، أي ارددنا إلىوهي بمعنى الحق هنا. نه وفي ح موسى والخضر عليهما السلام: أخذته من صاحبه "ذمامة" أي حياء وإشفاق من اللوم. ن: هي بفتح معجمة فخفة ميم أي استحياء لتكرر المخالفة وقيل: ملامة. ومنه ح ابن صياد: فأخذني منه "ذمامة" حتى كاد أن يأخذ في، بتشديد ياء أي يؤثر في قوله فأصدقه في دعواه. وفيه: فإن له "ذمة" ورحما، أي ذماما، والرحم كون هاجر أم إسماعيل منهم، روى: وصهرا، وهو كون أم إبراهيم مارية منهم. ط: قوله: منهم، أي من القبط، قوله: يختصمان في موضع لبنة، لعله صلى الله عليه وسلم أنه سيحدث هذه الحادثة في مصر، ويكون خروج المصريين على عثمان وقتل محمد بن أبي بكر ح فأمر بالخروج منها حذرًا عن مخالطة من فيهم خسة ومماكسة. وفيه: من صلى الصبح فهو في "ذمة" الله فلا يطلبنكم الله بذمته، أي لا تتعرضوا له بشيء يسير فنكم إن تعرضتم له يدرككم الله، وضمير ذمته لله أو لمن، ويحتمل أن يراد بالذمة الصلاة المقتضية للأمان، أي لا تتكروا صلاة الصبح فينتقض عهده فيطلبكم به. ج: تنتهك "ذمة" الله، انتهاك الحرمة وذمة الله تناولها بما لا يحل.
[ذ م م] الذَّمُّ نَقِيضُ المَدْحِ ذَمَّهُ يَذُمُّه ذَمّا ومَذَمَّةً فهو مَذْمُومٌ وذَمِيمٌ وذَمٌّ وأَذَمَّهُ وَجَدَه ذَمِيمًا وأَذَمَّ بِهِم تَرَكَهُم مَذْمُومِينَ فِي النّاسِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وتذَامَّ القَوْمُ ذَمَّ بَعْضُهم بعضًا وقَضَى مَذِمَّتَه ومَذَمَّتَه أي أَحْسَن إِليه لِئَلا يُذَمَّ واسْتَذَمَّ إليه فَعَلَ ما يُذَمُّ علي والذُّمُومُ العُيُوبُ أَنْشَدَ سِيبَوْيهِ لأُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ

(سَلامَكَ رَبًّنا في كُلِّ فَجْرٍ ... بَرِيئًا ما تَغَنّثُكَ الذُّمُومُ)

وبِئْرٌ ذَمَّةٌ وذَمِيمٌ وذَمِيمَةٌ قَلِيلَةُ الماءِ لأَنّها تُذَمُّ وقِيلَ هي الغَزِيرَةُ فهي من الأَضْدادِ والجَمْعُ ذِمامٌ وفي الحَدِيث

أَنًّه صلى الله عليه وسلم مَرّ بِبِئْرٍ ذَمَّةٍ فأَمْا قولُ الشّاعِرِ

(نُرَجِّي نائِلاً من سَيْبِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى وذَمَّتُه سِجالُ)

فقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَعْنِيَ به الغَزِيرَة والقَلِيلَةَ الماءِ أي قَلِيْلُةُ كَثيرٌ وبه ذَمِيمَةٌ أَي عِلَّةٌ من زَمانَةٍ أَو آفَةٍ تَمْنَعُه الخُرُوجَ وأَذَمَّت رِكابُ القَوْمِ أَعْيَتْ وتَخَلَّفَتْ أَنْشَدَنَا أَبُو العَلاءِ

(قَوْمٌ أَذَمَّتْ بِهِمْ ركائِبُهُمْ ... فاسْتَبْدَلُوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها)

ورَجُلٌ ذُو مَذَمَّةٍ ومَذِمَّةٍ أي كَلٌّ عَلَى الناسِ والذِّمامُ والمَذَمَّةُ الحَقُّ والحُرْمَةُ والجمعُ أَذِمَّةٌ والذِّمَّةُ العَهْدُ والكَفَالَةُ وقَوْمٌ ذِمَّةٌ مُعاهَدُونَ أي ذَوُو ذِمَّةٍ وهو الذِّمُّ قالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ (يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ في كُلِّ سُدْفَةٍ ... كما ناشَدَ الذِّمَّ الكفيلَ المُعاهَدُ)

وأَذَمَّ لَهُ عَلَيْه أَخَذَ له الذِّمَّةَ قالَ ذُو الرُّمَّةِ

(تَكُنْ عَوْجَةً يَجْزِيكُما اللهُ عِنْدَها ... بِها الأَجْرَ أو تُقْضَى ذِمامَةُ صاحِبِ)

والذَّمِيمُ شَيءٌ كالبَثْرِ الأَسْوَدِ أو الأَحْمَرِ شِبْهُ بَيْضِ النَّمْلِ يَعْلُو الوَجْهَ والأُنُوفَ من حَرٍّ أو جَرَبٍ قال

(وتَرَى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهِمْ ... غِبِّ الهِياجِ كمازِنِ النَّمْلِ)

والذَّمِيمُ ما يَسِيلُ على أَفْخاذِ الإِبِلِ والغَنَمِ وضُرُوعِها من أَلْبانِها والذَّمِيمُ النَّدَى وقِيلَ هو نَدًى يَسْقُطُ باللَّيْلِ عَلَى الشَّجَرِ فيُصِيبُه التُّرابُ فيَصِيرُ كقِطَعِ الطِّينِ والذَّمِيمُ البَياضُ الَّذِي يكونُ على أَنْفِ الجَدْي عن كُراعٍ فأمّا قَولُه أَنْشَدنا أَبو العَلاءِ

(تَرَى لأَخْفافِها مِنْ خَلْفِها نَسَلاً ... مثْلَ الذَّمِيمِ عَلَى قُزْمِ اليَعامِيرِ)

فقَدْ يكونُ البَياضَ الَّذِي عَلَى أَنْفِ الجَدْي فأَمّا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى فذَهَبَ إِلى أنَّ الذَمِيم ما يَنْتَضِحُ على الضُّرُوعِ من الأَلْبانِ واليَعامِيرُ عِندَه الجِداءُ وأَمَّ ابنُ دُرَيْدِ فذَهَبَ إِلى أَنَّ الذًّمِيمَ هاهُنا النَّدَى واليَعامِير ضَرْبٌ من السًّجَرِ
(ذ م م) : (الذَّمُّ) اللَّوْمُ وَهُوَ خِلَافُ الْمَدْحِ وَالْحَمْدِ يُقَالُ ذَمَمْتُهُ وَهُوَ ذَمِيمٌ غَيْرُ حَمِيدٍ (وَمِنْهُ الذَّمَّةُ) بِالْفَتْحِ الْبِئْرُ الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ لِأَنَّهَا مَذْمُومَةٌ بِذَلِكَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «أَتَيْنَا عَلَى بِئْرٍ ذَمَّةٍ» عَلَى الْوَصْفِ (وَالتَّذَمُّمُ) الِاسْتِنْكَافُ وَحَقِيقَتُهُ مُجَانَبَةُ الذَّمِّ (وَالذِّمَامُ) الْحُرْمَةُ (وَالذِّمَّةُ) الْعَهْدُ لِأَنَّ نَقْضَهُ يُوجِبُ الذَّمَّ وَتُفَسَّرُ بِالْأَمَانِ وَالضَّمَان وَكُلُّ ذَلِكَ مُتَقَارِبٌ (وَمِنْهَا) قِيلَ لِلْمُعَاهِدِ مِنْ الْكُفَّارِ ذِمِّيٌّ لِأَنَّهُ أُومِنَ عَلَى مَالِهِ وَدَمِهِ بِالْجِزْيَةِ (وَقَوْلُهُ) جَعَلَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَهْلَ السَّوَادِ ذِمَّةً أَيْ عَامَلَهُمْ مُعَامَلَةَ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَيُسَمَّى مَحَلُّ الْتِزَامِ الذِّمَّةِ بِهَا فِي قَوْلِهِمْ ثَبَتَ فِي ذِمَّتِي كَذَا وَمِنْ الْفُقَهَاءِ مَنْ يَقُولُ هِيَ مَحَلُّ الضَّمَانِ وَالْوُجُوبِ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ هِيَ مَعْنًى يَصِيرُ بِسَبَبِهِ الْآدَمِيُّ عَلَى الْخُصُوصِ أَهْلًا لِوُجُوبِ الْحُقُوقِ لَهُ وَعَلَيْهِ وَالْأَوَّلُ هُوَ التَّحْقِيقُ (وَفِي) فَتَاوَى أَبِي اللَّيْثِ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ وَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَضَيْتَ عَلَيَّ قَضِيَّةً ذَهَبَ فِيهَا أَهْلِي وَمَالِي فَخَرَجَ إلَى الرَّحْبَةِ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ ذِمَّتِي بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ أَنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ الْعِبَرُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْمَثُلَاثِ حَجَزَهُ التَّقْوَى عَنْ تَقَحُّمِ الشُّبُهَاتِ وَأَنَّ أَشْقَى النَّاسِ رَجُلٌ قَمَشَ عِلْمًا فِي أَوْبَاشِ النَّاسِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا دَلِيلٍ بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ فَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّى إذَا ارْتَوَى مِنْ آجِنٍ وَاكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ جَلَسَ لِلنَّاسِ مُفْتِيًا لِتَخْلِيصِ مَا اُلْتُبِسَ عَلَى غَيْرِهِ فَهُوَ مِنْ قَطْعِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ لَا يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ خَبَّاطُ عَشَوَاتٍ رَكَّابُ جَهَالَاتٍ لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ فَيَغْنَمُ وَلَمْ يَسْكُتْ عَمَّا لَمْ يَعْلَمْ فَيَسْلَمَ تَصْرُخُ مِنْهُ الدِّمَاءُ وَتَبْكِي مِنْهُ الْمَوَارِيثُ وَيُسْتَحَلُّ بِقَضَائِهِ الْحَرَامُ وَالْفَرْجُ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَلَّتْ عَلَيْهِمْ النِّيَاحَةُ أَيَّامَ حَيَاتِهِمْ قَرَأْت هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ أَطْوَلَ مِنْ هَذَا وَقَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ بِرِوَايَةٍ أُخْرَى فِيهَا تَفَاوُتٌ وَلَا أَشْرَحُ إلَّا مَا نَحْنُ فِيهِ
يُقَالُ هُوَ (رَهْنٌ) بِكَذَا وَرَهِينُهُ أَيْ مَأْخُوذٌ بِهِ يَقُولُ أَنَا بِاَلَّذِي أَقُولُهُ مَأْخُوذٌ وَ (زَعِيمٌ) أَيْ كَفِيلٌ فَلَا أَتَكَلَّمُ إلَّا بِمَا هُوَ صِدْقٌ وَصَوَابٌ وَالْمَعْنَى أَنَّ قَوْلِي هَذَا حَقٌّ وَأَنَا فِي ضَمَانِهِ فَلَا تَعْدِلَنَّ عَنْهُ ثُمَّ أَخَذَ فِي تَقْرِيرِهِ فَقَالَ (إنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ الْعِبَرُ) أَيْ ظَهَرَتْ أَوْ كُشِفَتْ لِأَنَّ التَّصْرِيحَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى يَعْنِي أَنَّ مَنْ اعْتَبَرَ بِمَا رَأَى وَسَمِعَ مِنْ الْعُقُوبَاتِ الَّتِي حَلَّتْ بِغَيْرِهِ فِيمَا سَلَفَ (حَجَزَهُ) (التَّقْوَى) بِالزَّايِ أَيْ مَنَعَهُ الِاتِّقَاءُ عَنْ الْوُقُوعِ فِيمَا يَشْتَبِهُ وَيَشْكُلُ أَنَّهُ حَقٌّ أَوْ بَاطِلٌ صِدْقٌ أَوْ كِذْبٌ حَلَالٌ أَوْ حَرَامٌ فَيَحْتَرِسُ وَيَحْتَرِزُ وَيُقَالُ تَقَحَّمَ فِي الْوَهْدَةِ إذَا رَمَى بِنَفْسِهِ فِيهَا عَلَى شِدَّةٍ وَمَشَقَّةٍ (وَالْقَمْشُ) الْجَمْعُ مِنْ هُنَا وَهُنَا (وَأَوْبَاشُ النَّاسِ) أَخْلَاطُهُمْ وَرُذَالُهُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَقَوْلُهُ (بَكَّرَ) أَيْ ذَهَبَ بُكْرَةً يَعْنِي أَخَذَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَوَّلَ شَيْءٍ (فَاسْتَكْثَرَ) أَيْ أَكْثَرَ وَجَمَعَ كَثِيرًا مِمَّا قَلَّ مِنْهُ الصَّوَابُ مَا قَلَّ كَمَا فِي الْفَائِقِ وَسَمَاعِي فِي النَّهْجِ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعِ مَا قَلَّ مِنْهُ عَلَى الْإِضَافَةِ وَصَوَابُهُ مِنْ جَمْعٍ بِالتَّنْوِينِ أَيْ مِنْ مَجْمُوعٍ حَتَّى يَرْجِعَ الضَّمِيرُ فِي مِنْهُ إلَيْهِ أَوْ إلَى مَا عَلَى رِوَايَةِ الْفَائِقِ (وَالِارْتِوَاءُ) افْتِعَالٌ مِنْ رَوِيَ مِنْ الْمَاءِ رِيًّا (وَالْآجِنُ) الْمَاءُ الْمُتَغَيِّرُ وَهَذَا مِنْ الْمَجَازِ الْمُرَشَّحِ وَقَدْ شَبَّهَ عِلْمَهُ بِالْمَاءِ الْآجِنِ فِي أَنَّهُ لَا نَفَعَ مِنْهُ وَلَا مَحْصُولَ عِنْدَهُ (وَالِاكْتِنَازُ) الِامْتِلَاءُ (وَالطَّائِلُ) الْفَائِدَةُ وَالنَّفْعُ و (نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ) مَثَلٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَاهٍ ضَعِيفٍ (وَالْعَشْوَةُ) الظُّلْمَةُ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ رَكِبَ فُلَانٌ عَشْوَةً إذَا بَاشَرَ أَمْرًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَبِينَ لَهُ وَجْهُهُ وَيُقَالُ أَوْطَأْتُهُ الْعَشْوَةَ إذَا أَحَمَلَتَهُ عَلَى أَمْرٍ مُلْتَبِسٍ وَرُبَّمَا كَانَ فِيهِ هَلَاكُهُ وَالْخَبْطُ فِي الْأَصْلِ الضَّرْبُ عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ (وَمِنْهُ) فُلَانٌ يَخْبِطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ شَبَّهَهُ فِي تَحَيُّرِهِ فِي الْفَتْوَى بِوَاطِئِ الْعَشْوَةِ وَرَاكِبِهَا وَقَوْلُهُ (لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ) أَيْ لَمْ يُتْقِنْهُ وَلَمْ يُحْكِمْهُ وَهَذَا تَمْثِيلٌ (وَفِي الْحَدِيثِ) «يُذْهِبُ مَذِمَّةَ الرِّضَاعِ الْغُرَّةُ» هِيَ بِالْكَسْرِ الذِّمَامُ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ عِنْدَ فِطَامِ
الصَّبِيِّ أَنْ يُعْطُوا الْمُرْضِعَةَ شَيْئًا سِوَى الْأُجْرَةِ وَالْمَعْنَى أَنَّ الَّذِي يُسْقِطُ حَقَّ مَنْ أَرْضَعَتْكَ غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ.
ذمم
ذمَّ ذَمَمْتُ، يَذُمّ، اذْمُمْ/ ذُمَّ، ذَمًّا، فهو ذامّ، والمفعول مَذْموم وذميم وذِمّ وذَمّ
• ذمَّ الشَّخصَ: عابه، وهجاه، ولامه، وانتقصه واستحقره، عكسه مدَح "ذمَّ خصمَه- استحق الذَّمّ- {لاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا ءَاخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولاً} ". 

أذمَّ/ أذمَّ بـ يُذمّ، أَذْمِمْ/ أذِمَّ، إذمامًا، فهو مُذِمّ، والمفعول مُذَمّ (للمتعدِّي)
• أذمَّ الشَّخصُ: أتى بما يُعاب عليه، ويُلام من أجله "أمرٌ مُذِمّ".
• أذمَّ فلانًا:
1 - أجاره "جاءه هاربًا من العدوّ فأذمّه".
 2 - وجده مذمومًا.
• أذمَّ بالشَّيء: تهاون به "أذمّ بالمرض في أوَّله فاشتدَّ واستعصى". 

استذمَّ يستذمّ، اسْتَذْمِمْ/ اسْتَذِمَّ، استذمامًا، فهو مُسَتذِمّ
• استذمَّ فلانٌ: أذمَّ؛ فعل ما يُذمُّ ويعاب عليه "العاقلُ يراقب سلوكَه جيِّدًا ولا يستذمّ". 

تذامَّ يتذامّ، تَذَامَمْ/ تذامَّ، تذامًّا، فهو متذامّ
• تذامَّ القومُ: عاب بعضُهم بعضا "احفظوا ألسنتكم ولا تذامّوا حتى لا تتفرَّقوا". 

تذمَّمَ لـ يتذمّم، تذمُّمًا، فهو مُتذمِّم، والمفعول مُتذمَّمٌ له
• تذمَّم فلانٌ لفلان: حفظ ذِمامَه أي عهدَه وحُرْمتَه. 

ذمَّمَ يُذمِّم، تذميمًا، فهو مُذمِّم، والمفعول مُذمَّم
• ذمَّم فلانًا:
1 - بالغ في هجائه ولومه، وكشف عيوبه "لمَّا رأيتُ القومَ أقبلَ جمعُهم ... يتذامرون كرَرْتُ غير مُذَمَّمِ".
2 - حلّفه بذمَّته. 

ذِمَام [مفرد]: ج أذِمَّة:
1 - عهد، أمان، كفالة "لهم علينا ذِمام".
2 - حقٌّ، وحُرمة؛ لأنّ نقضه موجب للذَّمّ "لصديقك عليك ذِمام". 

ذَمّ [مفرد]:
1 - مصدر ذمَّ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من ذمَّ: مذموم.
3 - عيب.
• تأكيد المدح بما يشبه الذَّمّ: (بغ) أن تُذكر صفة ذَمّ منفيّة، ويستثنى منها صفة مدح، أو أن تستثنى صفةُ مدح من صفة مدح أخرى. 

ذِمّ [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من ذمَّ: مذموم. 

ذِمَّة [مفرد]: ج ذِمَم:
1 - عهد وميثاق، أمانة وضمير "فلانٌ لا ذِمَّةَ له- رعاية الحقوق والذِّمم- عديم الذِّمَّة: لا ضمير له- فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ [حديث]- {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} " ° إبراءُ الذِّمَّة: إرضاء الضمير- بذمَّتي/ بالذِّمَّة: قَسَم- براءةُ الذِّمَّة: شهادة تفيد الخلوّ من المسئوليَّة الماليَّة أو الجنائيَّة- بريء الذِّمَّة: خالص من الدَّيْن أو حقوق الآخرين- بلا ذِمَّة: جَبْرًا، قهرًا، غَصْبًا- بينهم ذِمَّة: أُلْفة- طاهر الذِّمَّة: شريف، نزيه، أمين- على ذِمَّة فلان: على عُهدته- فلانٌ في ذِمَّة الله: مات، في كنفه وجواره- في ذِمَّة التَّاريخ: منسيّ، جزء من الماضي- قِلّة الذِّمَّة: قلّة النزاهة والأمانة- هذا الخبر على ذِمَّة فلان: على عهدته ومسئوليّته.
2 - حقّ وحُرمة "هذه المرأة على ذِمَّة فلان: زوجتُه".
3 - (فق) معنًى يصير الإنسانُ به أهلاً لوجوب الحقّ له، أو عليه "لك في ذمَّتي كذا".
• أهل الذِّمَّة: (دن) المعاهَدون من النصارى واليهود، ممَّن يُقيمون في دار الإسلام، وسُمُّوا بذلك لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم.
• ذِمَّة ماليَّة: (قن) مجموعة الحقوق والالتزامات العائدة لشخصٍ ما ولها قيمة اقتصاديّة أو نقديّة. 

ذِمِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ذِمَّة.
2 - لفظ يطلق على المعاهَد من أهل الكتاب الذي أُعطي عهدًا يأمَنُ به على ماله، وعِرضه، ودينه. 

ذَميم [مفرد]: ج ذِمَام، مؤ ذميمة: صفة ثابتة للمفعول من ذمَّ: مكروه "*فيا موت زُرْ إنّ الحياة ذميمة*" ° الصِّفات الذَّميمة: الصِّفات المكروهة، كالكذب، والسرقة، وعقوق الوالدين- عواقب ذميمة. 

مَذَمَّة [مفرد]: ج مَذَمّات (لغير المصدر) ومذامّ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من ذمَّ.
2 - حُرْمة وحقّ.
3 - نقيض المَحْمَدة، ما يُعاب على المرء "البُخل مذمَّة- تعرّض للمذمَّة- وإذا أتتك مَذمَّتي من ناقصٍ ... فهي الشَّهادة لي بأنِّي كاملُ" ° قضَى مذمَّته: أحسن إليه لئلاّ يذمَّه. 

مَذِمَّة [مفرد]: ج مَذِمّات ومَذامّ:
1 - مَذَمَّة؛ حُرْمة وحقّ.
2 - ما يُعاب على المرء، نقيض المَحْمَدَة "البخل مَذِمَّة". 

ذمم: الذَّمُّ: نقيض المدح. ذَمَّهُ يَذُمُّهُ ذَمّاً ومَذَمَّةً، فهو

مَذْمُومٌ وذَمٌّ. وأَذَمَّهُ: وجده ذَمِيماً مَذْمُوماً. وأَذَمَّ بهم:

تركهم مَذْمُومينَ في الناس؛ عن ابن الأعرابي. وأَذَمَّ به: تهاون. والعرب

تقول ذَمَّ يَذُمُّ ذَمّاً، وهو اللوم في الإساءة، والذَّمُّ والمَذموم

واحد. والمَذَمَّة: الملامة، قال: ومنه التَّذَمُّمُ. ويقال: أتيت موضع

كذا فأَذْمَمْتُهُ أي وجدته مذموماً. وأَذَمَّ الرجلُ: أتى بما يُذَمُّ

عليه. وتذامَّ القومُ: ذَمَّ بعضُهم بعضاً، ويقال من التَّذَمُّمِ. وقضى

مَذَمَّةَ صاحبه أي أَحسن إليه لئلا يُذَمَّ. واسْتَذَمَّ إليه: فعل ما

يَذُمُّهُ عليه. ويقال: افعل كذا وكذا وخَلاكَ ذَمٌّ أي خلاكَ لوم؛ قال

ابن السكيت: ولا يقال وخَلاكَ ذنب، والمعنى خلا منك ذَمٌّ أي لا تُذَمُّ.

قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابيّاً يقول: لم أَر كاليوم قَطُّ يدخل

عليهم مثلُ هذا الرُّطَبِ لا يُذِمُّونَ أي لا يَتَذَمَّمُونَ ولا تأْخذهم

ذمامةٌ حتى يُهْدُوا لِجِيرانهم.

والذَّامُّ، مشدد، والذامُ مخفف جميعاً: العيب. واسْتَذَمَّ الرجلُ إلى

الناس أي أتى بما يُذَمُّ عليه. وتَذَمَّمَ أي استنكف؛ يقال: لو لم أترك

الكذب تأَثُّماً لتركته تَذَمُّماً. ورجل مُذَمَّمٌ أي مذْمُومٌ جدّاً.

ورجل مُذِمٌّ: لا حَراك به. وشيء مُذِمٌّ أي مَعيب. والذُّموم: العُيوب؛

أَنشد سيبويه لأُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ:

سلامك، رَبَّنا، في كل فَجْرٍ

بَريئاً ما تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ

وبئر ذَمَّةٌ وذَميمٌ وذَميمةٌ: قليلة الماء لأنها تُذَمُّ، وقيل: هي

الغَزيرة، فهي من الأضداد، والجمع ذِمامٌ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف إبلاً

غارتْ عيونها من الكَلالِ:

على حِمْيَرِيّاتٍ، كأَنَّ عُيونَها

ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَزَتْها المَواتِحُ

أنْكَزَتها: أقَلَّتْ ماءَها؛ يقول: غارت أعينها من التعب فكأَنَّها

آبار قليلة الماء. التهذيب: الذَّمَّةُ البئر القليلة الماء، والجمع ذَمٌّ.

وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، مَرَّ ببئر ذمَّة فنزلنا فيها،

سميت بذلك لأنها مَذْمومة؛ فأما قول الشاعر:

نُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ،

له نُعْمَى، وذَمَّتُهُ سِجالُ

قال ابن سيده: قد يجوز أن يعني به الغزيرة والقليلة الماء أي قليله

كثير.وبه ذَمِيمةٌ أي علة من زَمانَةٍ أو آفة تمنعه الخروج.

وأَذَمَّتْ ركاب القوم إذْماماً: أَعيت وتخلفت وتأَخرت عن جماعة الإبل

ولم تلحق بها، فهي مُذِمَّةٌ، وأَذَمَّ به بَعيرهُ؛ قال ابن سيده: أنشد

أبو العلاء:

قوم أَذَمَّتْ بهم رَكائِبُهُمْ،

فاسْتَبْدَلوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها

وفي حديث حَليمة السَّعْدِيَّةِ: فخرجْتُ على أَتاني تلك فلقد أَذَمَّتْ

بالرَّكْبِ أَي حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها؛ ومنه حديث المِقْدادِ حين

أَحْرَزَ لِقاحَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وإِذا فيها فرس أَذَمُّ

أَي كالٌّ قد أَعيْا فوقف. وفي حديث أَبي بكر، رضيَ الله عنه: قد طَلَعَ

في طريق مُعْوَرَّةٍ حَزْنَةٍ وإِنَّ راحلته أَذَمَّتْ أَي انقطع سيرها

كأَنها حَمَلَت الناس على ذَمِّها.

ورجل ذو مُذَمَّةٍ ومَذِمَّةٍ أَي كلٌّ على الناس، وإنه لطويل

المَذَمَّةِ، التهذيب: فأَما الذَّمُّ فالاسم منه المَذَمَّةُ، وقال في موضع آخر:

المَذِمَّةُ، بالكسر، من الذِّمامِ والمَذَمَّةُ، بالفتح، من الذَّمِّ.

ويقال: أَذهِبْ

عنك مَذِمَّتَهُمْ بشيء أَي أَعطهم شيئاً فإِن لهم ذِماماً. قال:

ومَذَمَّتهم لغةٌ. والبُخل مَذَمَّةٌ، بالفتح لا غير، أَي مما يُذَمُّ عليه،

وهو خلاف المَحْمَدَةِ. والذِّمامُ والمَذَمَّةُ: الحق والحُرْمة، والجمع

أَذِمَّةٌ. والذِّمَّة: العهد والكَفالةُ، وجمعها ذِمامٌ. وفلان له ذِمَّة

أَي حق. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: ذِمَّتي رَهِينُه وأَنا به زعيم

أَي ضماني وعهدي رَهْنٌ في الوفاء به. والذِّمامُ والذِّمامةُ:

الحُرْمَةُ؛ قال الأَخطل:

فلا تَنْشُدُونا من أَخيكم ذِمامةً،

ويُسْلِم أَصْداءَ العَوِير كَفِيلُها

والذِّمامُ: كل حرمة تَلْزمك إِذا ضَيَّعْتَها المَذَمَّةُ، ومن ذلك

يسمى أَهلُ

العهد أَهلَ الذِّمَّةِ، وهم الذين يؤدون الجزية من المشركين كلهم. ورجل

ذِمِّيٌّ: معناه رجل له عهد. والذِّمَّةُ: العهد منسوب إِلى

الذِّمَّةِ: قال الجوهري: الذِّمَّةُ أَهل العقد. قال: وقال أَبو عبيدة الذِّمّةُ

الأَمان في قوله، عليه السلام: ويسعمى بذِمَّتِهِمْ أَدناهم. وقوم

ذِمَّةٌ: مُعاهدون أَي ذوو ذِمَّةٍ، وهو الذِّمُّ؛ قال أُسامة الهذليّ:

يُغَرِّدُ بالأَسْحار في كلِّ سُدْفَةٍ،

تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدَى المُتَطَرِّب

(* هكذا ورد هذا البيت في الأصل، وليس فيه أيّ شاهد على شيء مما تقدم من

الكلام).

وأَذَمَّ له عليه: أَخَذَ له الذِّمَّة. والذَّمامَةُ والذَّمامة: الحق

كالذِّمّة؛ قال ذو الرمة:

تكُنْ عَوْجةً يَجزِيكما الله عندها

بها الأجْرَ، أَو تُقضى ذِمامةُ صاحب

ذِمامة: حُرْمَةٌ وحق. وفي الحديث ذكر الذِّمَّة والذِّمامِ، وهما بمعنى

العَهْد والأَمانِ والضَّمانِ والحُرْمَةِ

والحق، وسُمِّيَ أَهل الذِّمَّةِ ذِمَّةً لدخولهم في عهد المسلمين

وأَمانهم. وفي الحديث في دعاء المسافر: اقْلِبْنا بذِمَّةٍ أَي ارْدُدْنا إِلى

أَهلنا آمنين؛ ومنه الحديث: فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة أَي أَن لكل

أَحد من الله عهداً بالحفظ والكِلايَةِ، فإِذا أَلْقى بيده إِلى

التَّهْلُكَةِ أَو فعل ما حُرِّمَ عليه أَو خالف ما أُمِرَ به

خَذَلَتْهُذِمَّةُ الله تعالى. أَبو عبيدة: الذِّمَّةُ التَّذَمُّمُ ممن لا عهد

له. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، المسلمون تَتَــكافأُ دماؤهم ويسعى

بذِمَّتهم أَدناهم؛ قال أَبو عبيدة: الذِّمَّةُ الأَمان ههنا، يقول إِذا

أَعْطى الرجلُ من الجيش العدوّ أَماناً جاز ذلك على جميع المسلمين، ولي

لهم أَن يُخْفِروه ولا أَن يَنْقُضوا عليه عهده كما أَجاز عمر، رضي الله

عنه، أَمان عبدٍ على أَهل العسكر جميعهم؛ قال: ومنه قول سَلْمان ذِمَّةُ

المسلمين واحدة؛ فالذِّمَّةُ هي الأَمان، ولهذا سمي المُعاهَدُ

ذِمِّيّاً، لأَنه أُعْطيَ الأَمان على ذِمَّةِ الجِزْيَة التي تؤخذ منه.

وفي التنزيل العزيز: لا يَرْقبُون في مؤْمن إِلاًّ ولا ذِمَّةً؛ قال:

الذِّمَّةُ العهد، والإِلّ الحِلْف؛ عن قتادة. وأَخذتني منه ذِمامٌ

ومَذَمَّةٌ، وللرفيق على الرفيق ذِمامٌ أَي حق. وأَذَمَّهُ أَي أَجاره. وفي

حديث سلمان: قيل له ما يَحِلُّ من ذِمَّتِنا؟ أَراد من أَهل ذِمَّتِنا فحذف

المضاف. وفي الحديث: لا تشتروا رَقيق أَهل الذمَّة وأَرَضِيهِمْ؛ قال ابن

الأَثير: المعنى أَنهم إِذا كان لهم مَماليكُ وأَرَضُونَ وحالٌ حسنة

ظاهرة كان أَكثر لجِزْيتهم، وهذا على مذهب من يَرَى أَن الجِزْية على قدر

الحال، وقيل في شراء أَرَضِيهْم إِنه كرهه لأَجل الخَراج الذي يلزم الأَرض،

لئلا يكون على المسلم إِذا اشتراها فيكون ذلاًّ وصَغاراً.

التهذيب: والمُذِمُّ

المَذْموم الذَّمِيمُ. وفي حديث يونس: أَن الحوت قاءَهُ رَذِيّاً

رَذِيّاً أَي مَذْموماً شِبْهَ الهالك. ابن الأَعرابي: ذَمْذَمَ الرجل إِذا

قَلَّلَ

عطيته. وذُمَّ الرجلُ: هُجِيَ، وذُمَّ: نُقِص. وفي الحديث: أُرِيَ عبدُ

المُطَّلب في منامه احْفِرْ زمزم لا يُنْزَفُ ولا يُذمُّ؛ قال أَبو بكر:

فيه ثلاثة أَقوال: أَحدها لا يعاب من قولك ذَمَمْتُهُ إِذا عِبْتَه،

والثاني لا تُلْفَى مَذْمومة؛ يقال أَذْمَمْتُه إِذا وجدته مَذْموماً،

والثالث لا يوجد ماؤها قليلاً ناقصاً من قولك بئر ذَمَّة إِذا كانت قليلة

الماء.

وفي الحديث: سأَل النبيَّ

(* قوله «سأل النبي إلخ» السائل للنبي هو

الحجاج كما في التهذيب)، صلى الله عليه وسلم، عما يُذهبُ عنه مَذَمَّةَ

الرضاع فقال: غُرَّة عبد أَو أَمَة؛ أَراد بمَذَمَّةِ الرضاع ذِمامَ

المرضعة برضاعها. وقال ابن السكيت: قال يونس يقولون أَخذَتني منه

مَذِمَّةٌ ومَذَمَّةٌ. ويقال: أَذهِبْ

عنك مَذَمَّةَ الرضاع بشيء تعطيه للظِّئْر، وهي الذِّمامُ

الذي لزمك بإِرضاعها ولدك، وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث:

المَذَمَّةُ، بالفتح، مَفْعَلة من الذَّمِّ، وبالكسر من الذِّمَّةِ والذِّمامِ،

وقيل: هي بالكسر والفتح الحقُّ والحرمة التي يُذَمُّ مُضَيِّعُها، والمراد

بمَذَمَّة الرضاع الحق اللازم بسبب الرضاع، فكأَنه سأَل: ما يُسْقِطُ عني

حق المُرضعة حتى أَكون قد أَديته كاملاً؟ وكانوا يستحبون أَن يَهَبُوا

للمرضِعة عند فصال الصبي شيئاً سوى أُجرتها. وفي الحديث: خِلال المَكارم

كذا وكذا والتَّذَمُّمُ للصاحب؛ هو أَن يحفظ ذِمامَهُ ويَطرح عن نفسه

ذَمَّ الناس له إِن لم يحفظه. وفي حديث موسى والخَضِر، عليهما السلام:

أَخَذَتْهُ من صاحبه ذَمامَةٌ أَي حياء وإِشفاق من الذَّمِّ واللوم. وفي حديث

ابن صَيّادٍ: فأَصابتني منه ذَمامَةٌ. وأَخذتني منه مَذَمَّة ومَذِمَّة

أَي رِقَّةٌ وعار من تلك الحُرْمة.

والذَّمِيمُ: شيء كالبَثْرِ

الأَسود أَو الأَحمر شُبِّهَ ببيض النمل، يعلو الوجوه والأُنوف من حَرٍّ

أَو جَرَب؛ قال:

وترى الذَّمِيم على مَراسِنِهم،

غِبَّ الهِياجِ، كمازِنِ النملِ

والواحدة ذَمِيمةٌ. والذَّمِيم: ما يسيل على أَفخاذ الإِبل والغنم

وضُرُوعها من أَلبانها. والذَّمِيمُ: النَّدى، وقيل: هو نَدىً يسقط بالليل على

الشجر فيصيبه التراب فيصير كقِطَعِ الطين. وفي حديث الشُّؤْم

والطِّيَرَةِ: ذَرُوها ذَمِيمةً أَي مَذْمومةً، فَعِيلةٌ بمعنى مفعولةٍ، وإِنما

أَمرهم بالتحول عنها إِبطالاً

لما وقع في نفوسهم من أَن المكروه إِنما أَصابهم بسبب سُكْنى الدار،

فإِذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة.

والذَّمِيمُ: البياض الذي يكون على أَنف الجدْي؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: فأَما

قوله أَنشدَناه أَبو العلاء لأَبي زُبَيْدٍ:

تَرى لأَخْفافِها من خَلْفِها نَسَلاً،

مثل الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعامِيرِ

فقد يكون البياضَ الذي على أَنف الجَدْي، فأَما أَحمد بن يحيى فذهب إِلى

أَن الذَّمِيمَ ما يَنْتَضحُ على الضروع من الأَلبان، واليَعاميرُ عنده

الجِداء، واحدها يَعْمور، وقُزْمُها صِغارُها، والذَّمِيمُ: ما يسيل على

أُنوفها من اللبن؛ وأَما ابن دُرَيْدٍ فذهب إِلى أَن الذَّمِيم ههنا

النَّدى، واليعامير ضرب من الشجر. ابن الأَعرابي: الذَّمِيمُ والذَّنينُ ما

يسيل من الأَنف. والذَّمِيمُ: المُخاط والبول الذي يَذِمُّ ويَذِنُّ من

قَضيب التَّيْسِ، وكذلك اللبن من أَخلاف الشاة، وأَنشد بيت أَبي زبيد.

والذَّمِيمُ أَيضاً: شيء يخرج من مَسامِّ المارِنِ كبيض النمل؛ وقال

الحادِرَةُ:

وترى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهم،

يوم الهياج، كمازِنِ النَّمل

ورواه ابن دريد: كمازن الجَثْلِ، قال: والجَثْلُ ضرب من النمل كبار؛

وروي:

وترى الذَّميم على مَناخرهم

قال: والذَّميم الذي يخرج على الأَنف من القَشَفِ، وقد ذَمَّ أَنفُه

وذَنَّ. وماء ذَميم أَي مكروه؛ وأَنشد ابن الأعرابي للمَرَّارِ:

مُواشِكة تَسْتَعْجِلُ الرُّكْضَ تَبْتَغي

نَضائِضَ طَرْقٍ، ماؤُهُنَّ ذَمِيمُ

قوله مواشِكة مسرعة، يعني القَطا، ورَكْضُها: ضربها بجناحها،

والنَّضائض: بقية الماء، الواحدة نَضِيضة. والطَّرْقُ: المَطْروق.

ذمم

( {ذَمَّه) يَذُمَّه (} ذَمًّا) {ومَذَمَّةً، فَهُوَ} مَذْمُومٌ {وذَمِيمٌ} وذَمٌّ ويُكْسَر: ضِدّ مَدَحَه) ، وَمَعْنَاهُ اللَّوْم فِي الإساءَةِ. (و) بَلاهُ فَ ( {أَذَّمَه: وَجَده} ذَمِيمًا) ، ضِدّ أَحْمَدَه. ( {وأَذَمَّ بهم: تَهاوَنَ أَو تَرَكَهم} مَذْمُومِين فِي النَّاسِ) ، عَن ابنِ الأَعرابِيّ.
( {وتَذَامُّوا:} ذَمَّ بَعضُهم بَعْضًا) .
وقَضَى {مَذِمَّتَه بكَسْرِ الذّالِ وفَتْحِها) أَي: (أَحْسنَ إِلَيْهِ لِئَلَّا} يُذَمَّ) .
( {واستَذَمَّ إِلَيْهِ) : إِذا (فَعَل مَا} يَذُمُّه على فِعْلِه) ، ونَصّ الصّحاح: {واستَذَمَّ الرجلُ إِلَى النَّاس أَي: أَتَى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ، ومِثلُه فِي الأَساس.
(} والذُّمُومُ) بالضَّمّ: (العُيُوب) ، أنشَدَ سِيبَوَيه لأُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْت:
(سلامَكَ رَبَّنا فِي كُلّ فَجْر ... بَرِيئًا مَا تَعَنَّتْك {الذُّمُومُ)

(وبِئْر} ذَمَّةُ {وَذَمِيمٌ} وَذَمِيمَةٌ) ، واقْتَصر الجَوْهَرِيُّ على الأُولى وَقَالَ: أَي: (قَلِيلَةُ المَاءِ) ؛ لأَنّها {تُذَمُّ. وأنشدَ ابنُ السِّيد فِي كِتاب الْفرق:
(نُرجِّي نائِلاً من سَيْبِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى} وذَمَّتُهُ سِجالُ)

قَالَ: مَنْ رَواه بِفَتْح الذَّال أَرادَ أَن بِئرَه الَّتِي تُوصَف بِقِلّة الماءِ تَسْتَقِي مِنْهَا السِّجالُ الكَثِيرة أَي: أَن قَلِيلَ خَيْره كَثِير.
(و) قيل: بِئْر ذَمَّة: (غَزِيرَةُ) المَاءِ، فَهُوَ (ضِدُّج:! ذِمامٌ) بالكَسْر، وأنشَدَ الجَوْهَرِيّ لذِي الرُّمَّة يَصِف إِبلاً غارَت عُيونُها من الكَلالِ:
(على حِمْيَرِيَّات كَأَن عُيونَها ... ذِمامُ الرَّكايَا أَنْكَزَتْها الموَاتِحُ) أنْكَزَتْها: أَقَلَّت ماءَها، يَقولُ: غارَت أَعينُها من التَّعَب، فكأَنَّها آبارٌ قَلِيلَةُ المَاءِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: {الذَّمَّة: البِئْر القَلِيلة المَاء، والجَمْع ذَمّ. وَفِي الحَدِيث: " أنَّه [
] مَرَّ بِبِئْر} ذَمَّة "، سُمِّيت بذلِكَ لأَنّها {مَذْمُومة.
(وَبِه} ذَمِيمَة أَي) : عِلَّة من (زَمانَةٍ) أَو آفَة (تَمْنَعُه الخُرُوج) .
(و) من المَجاز: ( {أَذَمَّت رَكابُهم) إِذا (أَعْيَت وَتَخَلَّفًت) كَلالاً وَتَأَخَّرت عَن جَماعَةِ الإِبل وَلم تَلْحَق بهَا، كَأَنَّها أَقَلَّت قُوَّتَها فِي السَّيْر، مَأْخوذٌ من الذَّمَّة، وَهِي الرَّكِيَّة القَلِيلة المَاءِ، وَقد} أَذَمَّ بِهِ بَعِيرُه. قَالَ ابنُ سِيدَه: أنشَدَنا أَبو العَلاَء:
(قَوْمٌ {أَذَمَّت بهم رَكائِبُهُم ... فاسْتَبْدَلُوا مُخْلِق النِّعال بهَا)

وَفِي حَدِيث حَلِيمةَ السَّعْدِيةِ: " فَخَرجتُ على أَتانِي تِلْك، فَلَقَد أذمَّت بالرَّكْبِ " أَي: حَبَسْتَهم لضَعْفِها وانْقِطاع سَيْرِها، وَفِي حَدِيثِ أبي بَكْر: " وإِنَّ راحِلتَه قد أّذَمَّت "، أَي: انقَطَع سَيْرُها كَأَنَّها حَمَلتِ النَّاسَ على} ذَمِّها.
(ورجُلٌ ذُو {مَذَِمَّةٍ) بكَسْر الذَّالِ وفَتْحِها أَي: (كَلٌّ على النَّاسِ) ، وَهُوَ مجَاز.
(} والذِّمامُ {والمَذَمَّةُ: الحَقُّ والحُرْمَة ج:} أَذِمَّةٌ) . وَيُقَال: {الذِّمام: كُلّ حُرْمة تَلْزَمُك إِذا ضَيَّعْتَها} المَذَمَّةُ. (و) من ذَلِك: (! الذِّمَّة، بالكَسْرِ: العَهْدُ) . وَرجل ذِمّي أَي: لَهُ عَهْد. وَقَالَ الجوهَرِيّ: أَهلُ الذِّمة: أَهلُ العَقْد. قُلتُ: وهم الَّذين يُؤَدُّون الجِزْية من المُشْرِكين كُلّهم. وَقيل: الذِّمَّةُ: الأَمانُ، وسُمِّي {الذِّمّي، لأَنّه يَدْخُل فِي أَمانِ المُسلِمين.
(و) الذّمَّة: (الكَفالَةُ) والضَّمان، والجَمْع} الذِّمام. وَفِي حَدِيثِ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنه: " {ذِمَّتِي رَهِينةٌ وأَنابه زَعِيم " أَي: ضَمانِي وَعَهْدِي رَهْن فِي الوَفاءِ بِهِ. وَفِي دُعاءِ المُسافِر: " اقْلِبْنا} بذِمّة " أَي: ارْدُدْنا إِلَى أهلنا آمِنين. وَفِي حَدِيث آخر: " فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة " أَي: أَنَّ لكُلّ أَحَدٍ من الله عَهْدًا بالحِفْظ والكَلاَءَة، فَإِذا أَلقَى بِيَدِه إِلَى التَهْلُكَة أَو فَعَلَ مَا حُرِّم عَلَيْهِ أَو خَالَف مَا أُمِر بِهِ فقد خَذَلَتْه ذِمّةُ الله تَعالَى ( {كالذَّمَامَة) بالفَتْح، (ويُكْسَر) . قَالَ الأَخْطَلُ:
(فلاَ تَنْشُدُونَا من أَخِيكم} ذِمامةً ... ويُسْلِم أَصداءَ العَوِيرِ كَفِيلُها)

أَيْ: حُرمة.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(تَكُن عَوْجَةً يَجْزِيكُما اللهُ عِنْدَها ... بهَا الأَجْرَ أَو تُقْضَى ذِمامةُ صَاحِبِ)

أَي: حَقّه وحُرْمَتُه.
(والذِّمُ، بالكَسْر) {والذِّمَّة أَيْضا: (مَأْدُبَة الطَّعام أَو العُرْسِ) .
(و) الذِّمَّةُ: (القَومُ المُعاهَدُون) أَي: ذَوُو} ذِمَّة، وَفِي حَدِيث سَلْمان: " مَا يَحِلُّ من {ذِمَّتِنا " أَي: أَهْلِ ذمتنا، فَحذف الْمُضَاف.
(} وَأّذَمَّ لَهُ عَلَيه: أَخذَ لَهُ الذّمَّة) أَي: الأَمانَ والعَهْدَ.
(و) {أَذَمَّ (فُلاناً) : إِذا (أَجارَه) .
(و) } الذَّمِيمُ (كَأَمير: بَئْرٌ) ، وَفِي الصّحاح: هُوَ شَيْء يَخْرُج من مَسامّ المازِنِ كَبَيْض النَّمْل، وَأنْشد:
(وتَرَى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهم ... يَوْم الهِياج كَمَازِنِ النَّمْلِ) ورَواهُ ابنُ دُرَيد: " كمَازِن الجَثْلِ " ويُرْوَى: " على مَنَاخرهم ".
قَالَ: {والذَّمِيمُ الَّذِي يَخرُج على الأنفِ من القَشَف (يُعْلُو الوُجُوهَ) والأُنوفَ (من حَرٍّ أَو جَرَبٍ) ، واحِدتُه} ذَمِيمَة.
(و) الذَّمِيمُ) : (النَّدَى) مُطْلقًا، وَبِه فَسَّر ابنُ دُرَيْد قَوْلَ أَبِي زُبَيْد:
(تَرى لأَخفافها من خَلْفِها نَسَلاً ... مثلَ الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعامِيرِ)

قَالَ: " واليَعامِيرُ: ضَرْب من الشَّجر، (أَو) هُوَ (نَدًى يَسْقُط باللَّيلِ على الشَّجَر فيُصِيبُه التُّرابُ فَيَصِيرُ كَقِطَع الطِّين "، و) أَيْضا: (البَياضُ) الَّذِي يَكُون (على أَنْفِ الجَدْي) عَن كُرَاع، وَبِه فَسَّر ابنُ سِيدَه قولَ أَبِي زُبَيْد السّابق.
(وَقد ذَمَّ أَنْفُه وذَنَّ: إِذا سَالَ) ، وَهُوَ الذَّمِيمُ والذَّنِينُ، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) الذَّمِيمُ: (المَاءُ المَكْروه) ، نَقَلَه الجوهريُّ، قَالَ: وَأَنْشَدَ ابْن الأَعرابيّ للمَرَّارِ:
(مُوَاشِكة تَسْتَعْجِل الرَّكْضَ تَبْتَغِي ... نَضائِض طَرْقٍ مَاؤُهنَّ {ذَمِيمُ)

(و) الذَّمِيمُ: (البَوْلُ والمُخاطُ) ، هكَذا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ المُخاطُ والبَوْلُ (الَّذِي} يَذِمُّ) ويَذِنُّ (من قَضِيبِ التَّيْس) أَي: يَسِيل، كَمَا هُوَ نَصّ الصّحاح. قَالَ الجَوْهَرِيّ: (وَكَذلِك اللَّبَنُ من أَخْلافِ الشَّاءِ) . وَفِي بَعْض نُسَخ الصّحاح: من أَخْلافِ النَّاقَة. وَأَنْشَد قولَ أًبِي زُبَيْد السَّابق، وَإِلَيْهِ ذهب أحمدُ بنُ يَحْيَى أَيْضا حَيْث قَالَ: الذَّمِيمُ هُنَا مَا يَنْتَضِح على الضُّرُوع من الأَلبانِ. واليَعامِير عِنْده الجِدَاء. وقُزمُها: صِغارُها.
(! والذِّمُّ، بالكَسْر: المُفْرِطُ الهُزَال) شِبْه (الهَالِك) . وَمِنْه حَدِيثُ يُونُس عَلَيْهِ السّلام " أَن الحُوتَ قَاءَه رَذِيًّا {ذَمًّا ".
(} وَذَمْذَمَ) الرَّجلُ: (قَلَّلَ عَطِيَّتُه) ، عَن ابنِ الأعرابيّ.
( {والذَّمَامة، كَثُمامة: البَقِيَّة) .
(وَرجل} مُذَّمَّم، كَمُعَظَّم: {مَذْمُومٌ جِدًّا) ، كَمَا فِي الصّحاح.
(و) رَجلٌ (} مِذَمٌّ كَمِسَنّ، ومُتِمٌّ) ، واقتَصر الجَوْهَرِيُّ على الضَّبْطِ الأَخير أَي: (لَا حَرَاك بِهِ، وشَيْءٌ {مُذِمٌّ كمُتِّم) أَي: (مَعِيبٌ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
(وقَوْلُهم: افْعَلْ كَذَا) (وخَلاكَ} ذَمٌّ أَي: وخَلاَمِنْك) ذَمٌّ (أَي: لَا {تُذَمُّ) . قَالَ ابنُ السِّكِّيت: وَلَا تَقُل: وخَلاكَ ذَنْب، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(و) يُقَال: (أخذَتْنِي مِنْهُ} مَذَمَّةٌ، وتُكْسَر ذَالُه أَي: رَقَّةٌ وعارٌ من تَرْك الحُرْمةِ) كَمَا فِي الصَّحاح، نَقَله ابنُ السِّكِّيت عَن يُونُس.
(و) يُقالُ: (أَذْهِب {مَذَمَّتَهم بشَيْءٍ) أَي: (أَعْطِهم شَيْئًا فإنّ لَهُم} ذِمامًا) . وَفِي الحَدِيث: " سُئِل النَّبِي [
] : مَا يُذْهِبُ عني مَذَمَّة الرَّضاع؟ فَقَالَ: غُرّة عَبْد أَو أَمة "، يَعْنِي {بمذَمَّة الرِّضاع ذِمام المُرْضِعَة. وَكَانَ النَّخْعِي يَقُول فِي تَفْسِيره: كَانُوا يَسْتَحِبُّون عِنْد فِصالِ الصَّبِيّ أَن يَأْمُروا للظِّئر بِشَيْء سِوَى الأُجرة، كَأَنَّه سأَله: أَيّ شَيْء يُسقِط عَنِّي حَقَّ الَّتِي أرضَعْتْنِي حَتَّى أكونَ قد أديتُه كامِلاُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ وابنُ الأَثِير، زَادَ الأَخِير: يُروَى بِفَتْح الذَّال مَفْعَلَة من} الذَّمِّ، بالكَسْرِ من الذَّمَّة.
(و) قَولُهم: (البُخْلُ مَذَمَّةٌ) فإِنْه (بالفَتْحِ) لاَ غَيْر، كَمَا فِي الصّحاح أَي: مِمَّا! يُذَم عَلَيْهِ، وَهُوَ خِلافُ المَحْمَدَة. ( {وَتَذَمَّم) الرّجلُ: (اسْتَنْكَف، يُقال: لَو لم أَتْرُك الكَذِب تَأَثُّمًا لتَرَكْتُه} تَذَمُّمًا) أَي: اسْتِنْكافًا، نَقله الجَوْهريُّ.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
قَالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاء: سَمِعتُ أَعرابِيًّا يَقُول: لم أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ يدْخل عَلَيْهِم مِثْلُ هذَا الرُّطَبِ لَا {يُذِمّون أَي: لَا} يَتَذَمَّمُون، وَلَا تأخذهم {ذِمامةٌ حَتَّى يُهدُوا لِجِيرانهم.
} والذّامّ مُشَدَّداً: العَيْب. وَفرس {أَذمُّ كالُّ: قد أَعْيا فَوَقف.} وذُمَّ الرّجلُ: هـ جِي. وذُمَّ: نُقِص، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَفِي حَدِيث زَمْزَم: " أُرِيَ عبدُ المُطَّلب فِي مَنامِه: احْفِر زمزمَ لَا تُنْزَفُ وَلَا تُذَمَّ " قَالَ أَبُو بكر: " فِيهِ ثَلاثةُ أَقْوال: أَحدُها: لَا تُعاب، وَالثَّانِي: لَا تُلْقَى {مَذْمُومةً، وَالثَّالِث: لَا يُوجَدُ مَاؤُهَا قِليلاً، وَفِي الحَدِيث: " من خِلال المَكارِم} التَّذَمُّمُ لِلصَّاحِب " هُوَ أَن يَحْفَظ {ذِمامَه، ويَطْرَح عَن نَفْسِه ذَمَّ النَّاس لَهُ إِن لم يَحْفَظْه.
} والذِّمامَةُ: الحَياءُ والإِشْفاقُ من الذَّمِّ واللَّومِ. وَمِنْه: أخذَتْه من صاحِبِهِ ذِمامَةٌ. وَأَصابَتْنِي مِنْهُ {ذِمامة أَي: رِقَّة وعار.
وَرجل} ذَمّام: كَثِيرُ الذَّم.
وإِيَّاك {والمَذَامَّ.
وللجارِ عِنْدَك} مُسْتَذَمٌّ {ومُتَذَمَّم، وَمَكَان} مُذَمَّم أَي: مُحْتَرم لَهُ ذِمَّة وحُرْمة.
{وأَذَمَّ المَكانُ: أجدَبَ وقلَّ خَيرُه، وَهُوَ مجَاز.
وَفُلَان} يُذامُّ عَيشَه أَي: يُزْجِيّه مُتَبَلِّغاً بِهِ، وَهُوَ من مَعْنَى القِلَّة.
وَرجل ذَمُّ وحَمْد، ومنزل ذَمٌّ وحَمْد، وَصْف بالمَصْدر.
وَأبقى! ذَماءً من الضَّبّ أَي: حُشَاشته، وَهُوَ مَجاز كَمَا فِي الأَساس.

ثوب

ث و ب : الثَّوْبُ مُذَكَّرٌ وَجَمْعُهُ أَثْوَابٌ وَثِيَابٌ وَهِيَ مَا يَلْبَسُهُ النَّاسُ مِنْ كَتَّانٍ وَحَرِيرٍ وَخَزٍّ وَصُوفٍ وَقُطْنٍ وَفَرْوٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَأَمَّا السُّتُورُ وَنَحْوُهَا فَلَيْسَتْ بِثِيَابٍ بَلْ أَمْتِعَةُ الْبَيْتِ.

وَالْمَثَابَةُ وَالثَّوَابُ الْجَزَاءُ وَأَثَابَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَعَلَ لَهُ ذَلِكَ وَثَوْبَانُ مِثْلُ: سَكْرَانَ مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ وَثَابَ يَثُوبُ ثَوْبًا وَثُؤُوبًا إذَا رَجَعَ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَكَانِ الَّذِي يَرْجِعُ إلَيْهِ النَّاسُ مَثَابَةٌ.

وَقِيلَ لِلْإِنْسَانِ إذَا تَزَوَّجَ ثَيِّبٌ وَهُوَ فَيْعِلٌ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ ثَابَ وَإِطْلَاقُهُ عَلَى الْمَرْأَةِ أَكْثَرُ لِأَنَّهَا تَرْجِعُ إلَى أَهْلِهَا بِوَجْهٍ غَيْرِ الْأَوَّلِ وَيَسْتَوِي فِي الثَّيِّبِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى كَمَا يُقَالُ أَيِّمٌ وَبِكْرٌ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَجَمْعُ الْمُذَكَّرِ ثَيِّبُونَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَجَمْعُ الْمُؤَنَّثِ ثَيِّبَاتٌ وَالْمُوَلَّدُونَ يَقُولُونَ ثُيَّبٌ وَهُوَ غَيْرُ مَسْمُوعٍ وَأَيْضًا فَفَيْعِلٌ لَا يُجْمَعُ عَلَى فُعُلٍ وَثَوَّبَ الدَّاعِي تَثْوِيبًا رَدَّدَ صَوْتَهُ وَمِنْهُ التَّثْوِيبُ فِي الْأَذَانِ وَتَثَاءَبَ بِالْهَمْزِ تَثَاؤُبًا وِزَانُ تَقَاتَلَ تَقَاتُلًا قِيلَ هِيَ فَتْرَةٌ تَعْتَرِي الشَّخْصَ فَيَفْتَحُ عِنْدَهَا فَمَهُ وَتَثَاوَبَ بِالْوَاوِ عَامِّيٌّ. 
(ثوب) : الثَّوابُ: النحل نفسها.
ثوب: {ثُوِّب}: جوزي. {مثوبة}: ثواب.
ث و ب: قَالَ سِيبَوَيْهِ: يُقَالُ لِصَاحِبِ (الثِّيَابِ ثَوَّابٌ) . وَ (ثَابَ) رَجَعَ وَبَابُهُ قَالَ. وَ (ثَوَبَانًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْوَاوِ وَ (ثَابَ) النَّاسُ اجْتَمَعُوا وَجَاءُوا، وَكَذَلِكَ الْمَاءُ. وَ (مَثَابُ) الْحَوْضِ وَسَطُهُ الَّذِي يَثُوبُ إِلَيْهِ الْمَاءُ وَ (أَثَابَ) الرَّجُلُ رَجَعَ إِلَيْهِ جِسْمُهُ وَصَلَحَ بَدَنُهُ. وَ (الْمَثَابَةُ) الْمَوْضِعُ الَّذِي يُثَابُ إِلَيْهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، وَمِنْهُ سُمِّيَ الْمَنْزِلُ (مَثَابَةً) وَجَمْعُهُ مَثَابٌ. قُلْتُ: نَظِيرُهُ غَمَامَةٌ وَغَمَامٌ وَحَمَامَةٌ وَحَمَامٌ. وَ (الثَّوَابُ) وَ (الْمَثُوبَةُ) جَزَاءُ الطَّاعَةِ. قُلْتُ: هُمَا مُطْلَقُ الْجَزَاءِ كَذَا نَقَلَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَيُعَضِّدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} [المطففين: 36] أَيْ جُوزُوا لِأَنَّ ثَوَّبَهُ بِمَعْنَى أَثَابَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً} [المائدة: 60] . وَ (التَّثْوِيبُ) فِي أَذَانِ الْفَجْرِ أَنْ يَقُولَ الْمُؤَذِّنُ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ. وَرَجُلٌ (ثَيِّبٌ) وَامْرَأَةٌ ثَيِّبٌ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَهُوَ الَّذِي دَخَلَ بِامْرَأَةٍ وَهِيَ الَّتِي دَخَلَ بِهَا، تَقُولُ مِنْهُ: (ثَيَّبَتِ) الْمَرْأَةُ بِفَتْحِ الثَّاءِ (تَثْيِيبًا) . 
ث وب

تفرّق عنه اصحابه ثم ثابوا إليه، والبيت مثابة للناس. والخطّاب يراسلونها ويثاوبونها أي يعاودونها. وثوب في الدعاء، وثوب بركعتين: تطوع بهما بعد كل صلاة. وأثابه الله وثوبه " هل ثوب الكفار " وجزاك الله المثوبة الحسنى.

ومن المجاز: ثاب إليه عقله وحلمه. وجمت مثابة البئر وهي مجتمع مائها، وهذه بئر لها ثائب أي ماء يعود بعد الترح. وقو لهم ثائب إذا وفدوا جماعة إثر جماعة. قال الجعدي:

ترى المعشر الكلف الوجوه إذا انتدوا ... لهم ثائب كالبحر لم يتصرم

ومنه ثاب له مال إذا كثر واجتمع. وثاب الغبار إذا سطع وثكر. وثوب فلان بعد خصاصة. وثاب الحوض: امتلأ. وثاب إليه جسمه بعد الهزال إذا سمن، وأثاب الله جسمه، وقد أثاب فلان إذا ثاب إليه جسمه. وجمت مثابة جهله إذا استحكم جهله. ونشأت مستثابات الرياح، وهي ذوات اليمن والبركة التي يرجى خيرها. قال كثير:

إذا مستثابات الرياح تنسمت ... ومر بسفساف التراب عقيمها

سميّ خير الرياح ثواباً، كما سمي خير النحل وهو العسل ثواباً، يقال: أحلى من الثواب. وذهب مال فلان فاستثاب مالاً أي استرجع، ويقول الرجل لصاحبه: استثبت بمالك، أي ذهب مالي فاسترجعته بما أعطيتني. وفلان نقي الثوب، بريّ من العيب؛ وعكسه دنس الثياب. ولله ثوبا فلان، كما تقول: لله بلاده تريد نفسه. قال الراعي:

فأومأت إيماء خفياً لحبتر ... فلله ثوبا حبتر أيما فتى

وقالت ليلى الأخيلية:

رموها بأثواب خفاف فلا ترى ... لها شبهاً إلا النعام المنفّرا

واسلل ثيابك من ثيابي أي اعتزلني وفارقني قال امرؤ القيس:

وإن كنت قد ساءتك مني خليقة ... فسل ثيابي من ثيابك تنسل

وتعلق بثياب الله أي بأستار الكعبة.
[ثوب] الثوب: واحدُ الأثوابِ والثيابِ، ويجمع في القِلَّةِ على أَثْوُبٍ، وبعض العرب يقول: أثوب فيهمز، لان الضمة على الواو تستثقل والهمزة أقوى على احتمالها. وكذلك دار وأدور وساق وأسوق وجميع ما جاء على هذا المثال. قال الراجز : لكل دهر قد لبست أثؤبا * حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا * أملح لا لذا ولا محببا قال سيبويه: يقال لصاحب الثياب ثَوَّابٌ. وثاب الرجل يثوب ثَوْباً وثَوَباناً: رجع بعد ذَهابه. وثاب الناس: اجتمعوا وجاءوا. وكذلك الماء إذا اجتمع في الحوض. ومثاب الحوض: وسطه الذي يثوب إليه الماء إذا استفرغ. وهو الثبة أيضا، والهاء عوض عن الواو الذاهبة من عين الفعل، كما عوضوا في قولهم أقام إقامة، وأصله إقواما. والمثابة: الموضع الذي يُثابُ إليه، أي يُرْجَعُ إليه مرةً بعد أخرى. ومنه قوله تعالى: (وإذْ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً للناسِ) وإنما قيل للمنزل مثابةٌ لأنّ أهله يتصرَّفون في أمورهم ثم يثوبون إليه، والجمع المَثابُ. وربَّما قالوا لموضع حِبالَةِ الصائد مثابة، قال الراجز: حتى متى تطلع المثابا * لعل شيخا مهترا مصابا يعنى بالشيخ الوعل. والمثاب: مَقام المستقي على فم البئر عند العرش. قال القُطاميُّ : وما لِمَثاباتِ العُروش بقيَّةٌ * إذا اسْتُلَّ من تحت العُروشِ الدعائمُ والثواب: جزاء الطاعة، وكذلك المَثوبَةُ. قال الله تبارك وتعالى: (لَمَثوبَةٌ منْ عِنْد اللهِ خير) وأثاب الرجلُ، أي رجَع إليه جسمه وصلح بدنه. واستثابه: سأله أن يثيبه. وقوله تعالى: (هل ثُوِّبَ الكفارُ ما كانوا يَفْعَلون) أي جوزوا. والتثويب في أذانِ الفجر أن يقول: الصَّلاة خير من النوم. وقولهم في المثل " أطلوع من ثواب " هو اسم رجل كان يوصف بالطواعية. قال الشاعر : وكنت الدهر لست أطيع أنثى * فصرت اليوم أطوع من ثواب والثائب: الريح الشديدة تكون في أول المطَر. ورجل ثَيِّبٌ وامرأةٌ ثيِّبٌ، الذكر والانثى فيه سواء. قال ابن السكيت: وذلك إذا كانت المرأة قد دُخِلَ بها، أو كان الرجل قد دَخَل بامرأته. تقول منه: قد ثيبت المرأة.
[ث وب] ثابَ الشَّيْءُ ثَوْبًا وثُؤُوبًا رَجَعَ قال

(وَزَعْتُ بكَالهِراوَةِ أَعْوَجِيّا ... إِذا وَنَت الرِّكابُ جَرَى وَثَابَا)

ويُرْوَى وِثابَا وسيأتي ذِكْرُه وثَوَّبَ كثَابَ أُنْشَد ثَعْلَبٌ لرجل يصف ساقِيَيْن

(إِذا اسْتَراحَا بعد جَهْدٍ ثَوَّبَا ... )

والثَّوابُ النَّحْلُ لأنَّها تَثُوبُ قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ

(من كُلِّ مُعْنِقَةٍ وكُلٍّ عِطافَةٍ ... مِنْها يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَبُ)

وثَابَ جِسْمُه ثَوَبانًا وأَثابَ أَقْبَلَ الأَخِيرَةُ عن ابْنِ قُتَيْبَةَ وأَثَابَ الرَّجُلُ ثابَ إليه جِسْمُه وثابَ الحَوْضُ ثَوْبًا وثُؤُوبًا امْتلأ أو قارَبَ وثُبَةُ الحَوْضِ وَسَطُه حُذِفَتْ عَيْنُه وقد تَقَدَّمَ فيما حُذِفَت لامُه ومَثابُ البِئْرِ وَسَطُها ومَثابُها مَقامُ السّاقِي من عُرُوشِها قال القُطامِيُّ

(وما لِمثَاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ ... إِذا اسْتُلَّ من تَحْتِ العُرُوشِ الدَّعائِمُ)

ومَثَابَتُها مَبْلَغُ جُمُومِ مائِها ومَثابَتُها ما أَشْرَفَ من الحِجارَةِ حَوْلَها يَقُومُ عليها الرَّجُلُ أَحْيانًا كَيْلا تُجاحِفَ الدَّلْوَ أو الغَرْبَ ومَثابَةُ البِئْرِ أيضًا طَيُّها عن ابنِ الأَعْرابِيِّ لا أَدْرِي أعنى بطَيِّها مَوْضِعَ طَيِّها أم عَنَى الطَّيَّ الَّذِي هُو بِناؤُها بالحِجارَةِ وقَلَّمَا تكونُ المَفْعَلَةُ مَصْدَرًا وثابَ الماءُ بَلَإِلى حالِه الأُولَى بعدما يُسْتَقَى ومَثابَةُ النّاسِ ومَثَابُهُم مُجْتَمَعُهم بعد التَّفَرُّقِ والثُّبَةُ الجَماعَةُ من هذا وثابَ القَوْمُ أَتَوْا مُتَواتِرِينَ ولا يُقالُ للواحِدِ وأَعْطَاهُ ثَوابَه ومَثُوبَتَهُ ومَثْوَبَتَه أي جَزاءَ ما عَمِلَه وأَثابَهُ الله ثَوابَه وأَثْوَبَه وثَوَّبَه مَثُوبَتَه أَعْطَاهُ إِيّاهَا وفي التَّنْزِيلِ {هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون} المطففين 36 وقال اللِّحْيانِيُّ أَثابَه اللهُ مَثُوبَةً حَسَنَةً ومَثْوَبَةٌ شاذٌّ ومنه قِراءَةُ من قَرَأَ {لمثوبة من عند الله خير} البقرة 103 وثَوَّبَه من كَذا عَوَّضَه وهو مِن ذلك والثَّوْبُ اللِّباسُ والجَمْعُ أَثْؤُبٌ وأَثْوابٌ وثِيابٌ والتَّثْوِيبُ الدُّعاءُ للصَّلاةِ وغَيْرِها أَصْلُه أَنَّ الرَّجُلَ إِذا جاءَ مُسْتَصْرِخًا لَوَّحَ بثَوْبِه ليُرَى ويشتَهِرَ فكان ذلكَ كالدُّعاءِ وقِيلَ التَّثْوِيبُ تَثْنِيَةُ الدُّعاءِ وثَوْبانُ اسمُ رَجُلٍ
[ثوب] نه: إذا ثوب بالصلاة فأتوها أي أقيمت، وأصل التثويب أن يجيء مستصرخ فيلوح بثوبه ليرى ويشتهر، فسمى به الدعاء، وقيل: من ثاب إذا رجع فهو رجوع إلى الأمر بالمبادرة إلى الصلاة بقوله: الصلاة خير من النوم، بعد قوله: حي على الصلاة. ومنه ح بلال: أمرت أن لا "أثوب" إلا في الفجر وهو الصلاة خير من النوم. وفي ح أم سلمة لعائشة: أن عمود الدين لا "يثاب" بالنساءعمر بازار ورداء وإزار وقميص وغير ذلك، وقيل: تفسيهر كانوا إذا اجتمعوا في المحافل كانت لهم جماعة يلبس أحدهم ثوبين حسنين فإن احتاجوا إلى شهادة شهد لهم بزور فيمضون شهادته بثوبيه يقولون: ما أحسن ثيابه وهيأته! فيجيزون شهادته لذلك، والأحسن أن يقال: المتشبع بما لم يعط أن يقول: أعطيت كذا- لشيء لم يعطه، فأما أن يتصف بصفات ليست فيه ويريد أن الله منحه إياها أو يريد أن بعض الناس وصله بشيء خصه به فيكون قد جمع به بين كذبين: أحدهما اتصافه بما ليس فيه، أو أخذه ما لم يأخذه، والآخر الكذب على المعطي وهو الله تعالى أو الناس، وأراد بثوبي الزور هذين الحالين، وح يصح تشبيه شيئين بشيئين. غ: "و"ثيابك" فطهر" أي عملك فأصلح، أو قصر، أو لا تلبسها على فخر وكبر وعذر. ط: كان يجمع من قتلى أحد في "ثوب" واحد أي قبر واحد إذ لا يجوز تجريدهما بحيث يتلاقى بشرتاهما.
ثوب
أصل الثَّوْب: رجوع الشيء إلى حالته الأولى التي كان عليها، أو إلى الحالة المقدّرة المقصودة بالفكرة، وهي الحالة المشار إليها بقولهم: أوّل الفكرة آخر العمل . فمن الرجوع إلى الحالة الأولى قولهم: ثَابَ فلان إلى داره، وثَابَتْ إِلَيَّ نفسي، وسمّي مكان المستسقي على فم البئر مَثَابَة، ومن الرجوع إلى الحالة المقدرة المقصود بالفكرة الثوب، سمّي بذلك لرجوع الغزل إلى الحالة التي قدّرت له، وكذا ثواب العمل، وجمع الثوب أَثْوَاب وثِيَاب، وقوله تعالى: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر/ 4] يحمل على تطهير الثوب، وقيل:
الثياب كناية عن النفس لقول الشاعر: ثياب بني عوف طهارى نقيّة
وذلك أمر بما ذكره الله تعالى في قوله:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب/ 33] . والثَّوَاب:
ما يرجع إلى الإنسان من جزاء أعماله، فيسمى الجزاء ثوابا تصوّرا أنه هو هو، ألا ترى كيف جعل الله تعالى الجزاء نفس العمل في قوله:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزلزلة/ 7] ، ولم يقل جزاءه، والثواب يقال في الخير والشر، لكن الأكثر المتعارف في الخير، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ [آل عمران/ 195] ، فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ [آل عمران/ 148] ، وكذلك المَثُوبَة في قوله تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ [المائدة/ 60] ، فإنّ ذلك استعارة في الشر كاستعارة البشارة فيه. قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [البقرة/ 103] ، والإِثَابَةُ تستعمل في المحبوب، قال تعالى: فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [المائدة/ 85] ، وقد قيل ذلك في المكروه فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ [آل عمران/ 153] ، على الاستعارة كما تقدّم، والتَّثْوِيب في القرآن لم يجئ إلا في المكروه، نحو: هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ [المطففين/ 36] ، وقوله عزّ وجلّ: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً
[البقرة/ 125] ، قيل: معناه: مكانا يثوب إليه النّاس على مرور الأوقات، وقيل: مكانا يكتسب فيه الثواب. والثَّيِّب: التي تثوب عن الزوج.
قال تعالى: ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً [التحريم/ 5] ، وقال عليه السلام: «الثيّب أحقّ بنفسها» .
والتَّثْوِيب: تكرار النداء، ومنه: التثويب في الأذان، والثُّوبَاء التي تعتري الإنسان سميت بذلك لتكررها، والثُّبَة: الجماعة الثائب بعضهم إلى بعض في الظاهر. قال عزّ وجلّ: فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً [النساء/ 71] ، قال الشاعر:
وقد أغدو على ثبة كرام
وثبة الحوض: ما يثوب إليه الماء، وقد تقدّم . 
ثوب: الثَّيِّبُ: التي قد تَزَوَّجَتْ فَثَابَتْ بوَجْهٍ مّا كانَ، والجَمِيْعُ الثَّيَائِبُ والثَّيِّبَاتُ.
وهي أيضاً: التي ثَابَ إليها عَقْلُها. وثَيَّبَتِ المَرْأَةُ: صارَتْ ثَيِّباً.
وأمَّا ثابَ يَثُوْبُ ثُؤُوْباً: فهو رَجُوْعُ الشَّيْءِ بَعْدَ ذَهَابِه وفَوْتِه، ثابَ إليه عَقْلُه وحِلْمُه وأصْحَابُه. واسْتَثَابَ: اسْتَرْجَعَ.
ويُقال للجَنُوْبِ والصَّبَا: مُسْتُثَابَةٌ؛ لأنَّهما إذا هَبَّتا رَجا النَّاسُ المَطَرَ.
وأثَابَ الرَّجُلُ: ثَابَ إليه جِسْمُه.
والمَثَابَةُ: الذي يَثُوْبُ إليه النَّاسُ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " مَثَابَةً للنَّاسِ " أي مُجْتَمَعاً بَعْدَ التَّفَرُّقِ ومَعَاداً.
والمَثَابَةُ: أنْ يَكُوْنَ في البِئْرِ شَيْءٌ غَلِيْظٌ لا يُقْدَرُ على حَفْرِه.
ومَثَابُ البِئْرِ: إذا اسْتُفْرِغَ ماؤه ثابَ إلى وَسَطِ البِئْرِ. وقيل: هو مَقَامُ الساقي على رَأْسِ البِئْرِ.
وثابَ الحَوْضُ يَثُوْبُ ثَؤُوْباً: إذا امْتَلأَ أو كادَ يَمْتَلِيءُ، وهو الثَّوْبَانُ.
وبِئْرٌ لها ثائبٌ: إذا كانَ ماؤها يَنْقَطِعُ أحْيَاناً ثُمَّ يَعُوْدُ. وعَدَدٌ ثائبٌ: كَثِيْرٌ. والثّائِبُ: جَمَاعَةٌ بَعْدَ جَمَاعِةٍ، والغُبَارُ الكَثِيْرُ.
وثَابَ له مالٌ: أي اجْتَمَع. وثُوِّبَ الرَّجُلُ بَعْدَ خَصَاصَةٍ.
وثَوَّبْتُ مَعْرُوْفي عِنْدَهُ: أنْمَيْته.
والثَّوَابُ: ماءٌ يَثُوْبُ في الوادي أي يَجْتَمِعُ؛ في قَوْلِ ساعِدَةَ:
ثَوَابٌ يَزْعَبُ

وقيل: ما يَثُوْبُ من العَسَلِ دُفْعَةً دُفْعَةً. وقيل: النَّحْلُ، الواحِدَةُ ثَوَابَةٌ، والجَمْعُ ثَوْبٌ أيضاً.
والمَثَابُ: بَيْتُ العَنْكَبُوْتِ.
وَثَوَّبَ في الدُّعَاءِ: دَعَا بدُعَاءٍ بَعْدَ دُعَاءٍ، وكذلك في الصَّلاَةِ وفي الأَذَانِ والإِقامَةِ.
والتَّثْوِيْبُ أيضاً: الجَزَاءُ، من قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " هَلْ ثُوِّبَ الكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُوْنَ ".
والثَّوَابُ: الجَزَاءُ، أثَابَه اللهُ يُثِيْبُه إثَابَةً. والمَثُوْبَةُ مَفْعَلَةٌ: وهي المَعُوْضَةُ. والثَّوَابُ: العِوَضُ. ويَقُولُونَ: أثْوَبَه اللهُ مَثُوْبَةً حَسَنَةً، فأظْهَرَ الواوَ على الأصْلِ.
والثَّوْبُ: واحِدُ الثِّيَابِ، والعَدَدُ أثْوَابٌ وأثْوُبٌ. وأَثَبْتُ الثَّوْبَ إثَابَةً: إذا كَفَفْتَ مَخَائِطَه.
والإِثَابَةُ: الإِصْلاَحُ والتَّقْوِيْمُ، ومنه قَوْلُ أُمِّ سَلَمَة لعائشَةَ: " إنَّ عَمُوْدَ الدِّيْنِ لا يُثَابُ بالنِّسَاءِ ".
والعَرَبُ تَكْني بالثِّيَابِ عن الأبْدَانِ والأنْفُسِ؛ يَقُوْلُوْنَ:
ثِيَابُ بَني عَوْفٍ طَهَارى نَقِيَّةٌ
يُرِيْدُوْنَ: أبْدَانَهم.
وقيل في قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " وثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ": أرَادَ نَفْسَكَ. وفلانٌ نَقِيُّ الثَّوْبِ: أي بَرِيْءٌ من العَيْبِ.
ويُقال للمَرْأَةِ تُطَلَّقُ: سُلِّي ثِيَابي من ثِيَابِكِ، وقيل: ثِيَابي عَهْدي وهي أخْلاَقُه وشَمَائِلُه.
ويَقُوْلُونَ: لله ثَوْبَا فلانٍ: أي للهِ دَرُّه.
وأمَّا قَوْلُ الرّاعي:
تَشُقُّ الطَّيْرُ ثَوْبَ الماءِ عَنْهُ
فإنَّه يَعْني السَّلَى والغِرْسَ.
وثَوْبَانُ: اسْمُ َجُلٍ.
والثِّيْبَانُ: اسْمُ كُوْرَةٍ.
(ث و ب) : (الثِّيَابُ) جَمْعُ ثَوْبٍ وَهُوَ مَا يَلْبَسُهُ النَّاسُ مِنْ الْكَتَّانِ وَالْقُطْنِ وَالصُّوفِ وَالْفِرَاءِ وَالْخَزِّ وَأَمَّا السُّتُورُ وَكَذَا وَكَذَا فَلَيْسَ مِنْ الثِّيَابِ وَقَالَ السَّرَخْسِيُّ ثِيَابُ الْبَيْتِ وَفِي الْأَصْلِ مَتَاعُ الْبَيْتِ مَا يُبْتَذَلُ فِيهِ مِنْ الْأَمْتِعَةِ وَلَا يَدْخُلُ فِيهِ الثِّيَابُ الْمُقَطَّعَةُ نَحْوُ الْقَمِيصِ وَالسَّرَاوِيلِ وَغَيْرِهَا (وَالتَّثْوِيبُ) مِنْهُ لِأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إذَا جَاءَ مُسْتَصْرِخًا أَيْ مُسْتَغِيثًا لَمَعَ بِثَوْبِهِ أَيْ حَرَّكَهُ رَافِعًا بِهِ يَدَهُ لِيَرَاهُ الْمُسْتَغَاثُ فَيَكُونُ ذَلِكَ دُعَاءً لَهُ وَإِنْذَارًا ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى سُمِّيَ الدُّعَاءُ تَثْوِيبًا فَقِيلَ ثَوَّبَ الدَّاعِي وَقِيلَ هُوَ تَرْدِيدُ الدُّعَاءِ تَفْعِيلٌ مِنْ ثَابَ يَثُوبُ إذَا رَجَعَ وَعَادَ وَهِيَ الْمَثَابَةُ (وَمِنْهُ ثَابَ) الْمَرِيضُ إذَا أَقْبَلَ إلَى الْبُرْءِ وَسَمِنَ بَعْدَ الْهُزَالِ (وَالتَّثْوِيبُ) الْقَدِيمُ هُوَ قَوْلُ الْمُؤَذِّنِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ وَالْمُحْدَثُ الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ أَوْ قَامَتْ قَامَتْ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «إذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ» الْحَدِيثَ الْمُرَادُ بِهِ الْإِقَامَةُ (وَالثَّيِّبُ) مِنْ النِّسَاءِ الَّتِي قَدْ تَزَوَّجَتْ فَثَابَتْ بِوَجْهٍ عَنْ اللَّيْثِ وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ وَعَنْ الْكِسَائِيّ رَجُلٌ ثَيِّبٌ إذَا دَخَلَ بِامْرَأَتِهِ وَامْرَأَةٌ ثَيِّبٌ إذَا دَخَلَ بِهَا كَمَا يُقَالُ لَهُمَا بِكْرٌ وَأَيِّمٌ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ كَذَا وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ كَذَا وَهُوَ فَيْعِلٌ مِنْ ثَابَ أَيْضًا لِمُعَاوَدَتِهَا التَّزَوُّجَ فِي غَالِبِ الْأَمْرِ أَوْ لِأَنَّ الْخُطَّابَ يُثَاوِبُونَهَا أَيْ يُعَاوِدُونَهَا كَمَا قِيلَ لَهَا مُرَاسِلٌ لِأَنَّهُمْ يُرَاسِلُونَهَا الْخِطْبَةَ وَقَوْلُهُمْ ثُيِّبَتْ إذَا صَارَتْ ثَيِّبًا كَعَجَزَتْ الْمَرْأَةُ وَثُيِّبَتِ النَّاقَةُ إذَا صَارَتْ عَجُوزًا وثابا مَبْنِيٌّ عَلَى لَفْظِ الثَّيِّبِ تَوَهُّمًا وَالْجَمْعُ ثَيِّبَاتٌ وَأَمَّا الثُيَّبُ فِي جَمْعِهَا وَالثِّيَابَةُ وَالثُّيُوبَةُ فِي مَصْدَرِهَا فَلَيْسَ مِنْ كَلَامِهِمْ (وثويبة) تَصْغِيرُ الْمَرَّةِ مِنْ الثَّوْبِ مَصْدَرُ ثَابَ وَبِهَا سُمِّيَتْ مَوْلَاةُ أَبِي لَهَبٍ الَّتِي أَرْضَعَتْ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَحَمْزَةَ وَأَبَا سَلَمَةَ وَمِنْهَا حَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ أَرْضَعَتْنِي وَأَبَاهَا ثُوَيْبَةُ تَعْنِي بِأَبِيهَا أَبَا سَلَمَةَ زَوْجَ أُمِّ سَلَمَةَ قَبْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاخْتُلِفَ فِي إسْلَامِهَا (وَمِنْهُ) الثَّوَابُ الْجَزَاءُ لِأَنَّهُ نَفْعٌ يَعُودُ إلَى الْمَجْزِيِّ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ الْإِثَابَةِ أَوْ التَّثْوِيبِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الْهِبَةِ مَا لَمْ يُثَبْ مِنْهَا أَيْ مَا لَمْ يُعَوَّضْ وَكَأَنَّ الثَّوْبَ الْمَلْبُوسَ مِنْهُ أَيْضًا لِمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ لَابِسِهِ مِنْ الْمُعَاوَدَةِ كَلَابِسِ (ثَوْبَيْ) زُورٍ فِي (شب) .
ثوب: ثاب: عاد، رجع: يقال: ثابت الحال ودالت الدولة، أي عادت الحال القديمة ورجعوا إلى ما كانوا عليه. (المقري 3: 680) وكذلك يقال: ذمرهم على القتال فثاب إليه أهل البصائر (حيان 56و). وتستعمل ثاب وحدها بمعنى عاد إلى القتال، ففي حيان 61و: وكاد البلاء بأهلها يعظم لولا أن ثاب أهل البصائر من رجال السلطان والتحست بينهم وبين الفسقة حرب عظيمة (المقري 1: 228؟ وكذلك يقال: ثاب إليه عقله (لين، دي ساسي لطائف 2: 382). ويقال: ثاب إليه ذهنه أي عاد إلى حالته الطبيعية (ابن بطوطة 4: 234) وثاب له (ديوان أبي نواس 1، القصيدة 5، البيت 8 طبعة آلوارد. ويقال أيضاً: ثابت همته أي تشجع (المقري 2: 13) وثابت نفسه: هدأ وزال اضطرابه، ففي تاريخ تونس (ص 139): إن الكبار الذين أذهلهم موت الباشا الفجائي: اجتمعوا حين ثابت نفوسهم للشورى. وكذلك ثابوا لانفسهم، ففي عباد 2: 198، (راجع 3: 233): ثم ثاب العسكر من المسلمين لأنفسهم وحملوا على محَّلة الاذفنش حملة صادقة. وعبارة ثابت نفسه تعني أيضاً: تشجع (المقري 1: 142). وكذلك ثابت إليه ثقة، أي وثق من نفسه (المقري 1: 160). وثابت له همة ملوكية: انبعثت فيه همة أجداده من الملوك (المقري 2: 389).
وثاب نحو الشيء: جاء وأقبل (المقري 1: 632).
وثاب: حضر، مثل، خطر له (المقري 2: 16 وأنظر إضافات وتصحيحات) وفيه: وثابت له غرة في اليمانية، أي خطر له أن يأخذ اليمانية على غرة. وفيه أيضاً (1: 231): ما ثاب إلي من أمر الخشب أي ما خطر على بالي من أمر الخشب - وثاب له رأي في: خطر له رأى في (تاريخ البربر 1: 62، 2: 522، المقري 1: 257، 277)، ويقال أيضاً: ثابت آراؤهم في (تاريخ البربر 2: 430) وثابت نظره إلى (المقري 2: 719) - وثاب على فلان: يظهر أن معناها رجع إلى فلان فقهره (المقري 1: 582؟)
أثاب: تشجع وعاد إلى الحرب ففي حيان (ص103 و): ثم أثاب أصحاب السلطان وكروا على الفسقة فهزموهم.
ثَوْب: يطلق في مصر على رداء واسع فضفاض عرض ردنيه يساوي تقريبا طول الرداء نفسه، يصنع من الحرير، ولونه عادة بلون القرنفل أو الورد أو البنفسج.
وترتدي النساء هذا الرداء حين يردن الخروج من منازلهن ليؤلفن التزييرة أي الحلة التي يلبسنها فوق ملابسهن الأخرى حين يردن الظهور خارج بيوتهن.
وبعض نساء العامة يلبسن ثوبا من نفس هذا الطراز غير إنه مصنوع من الكتان (الملابس 106) وهو عند بدو الحجاز قميص أزرق من القطن يسترهم من الرأس إلى القدم (برتون 2: 114)، ونساء هؤلاء البدو يلبسن أيضاً مثل هذا الثوب إلا إنه أعرض منه (برتون 1: 115).
وهو في المدينة قميص أبيض للنساء واسع الأكمام يلبسنه فوق الصديرية (برتون 2: 15؟.
وهو في داخل أفريقية: قميص أو رداء واسع من القطن يكون في الغالب أزرق اللون أو أزرق وأبيض، له ردنان فضفاضتان يلبسه النساء والرجال (الملابس 107، رحلة إلى دارفور ترجمة بيرون 206، ريشاردسن سنترال 1: 315، 317، ريشاردسون صحاري 2: 207).
وثوب: اسكيم (الكالا) وفي معجم بوشر: ثوب الراهب.
وثوب: ستارة من الديباج كانت تستر بها الكعبة شتاء في عهد عثمان (برتون 2: 236).
وثوب: سلخ الحية وسلخ الدود (بوشر) وسلخ الحية يسمى أيضاً ثوب الحية (بوشر) وثوب الحنش (باجني مخطوطة).
ثوب الثعلب: كزبرة الثعلب (ابن البيطار 2: 62). وثوب الفرس: غطاء الفرس، وشعره، ولونه (بوشر).
ثَواب: إن العبارة فلم يكثر ثوابه التي ذكرها الثعالبي في اللطائف (ص20) معناها: كان تعبه عديم الجدوى.
وثَوَاب: عمل صالح، إحسان (بوشر).
ثَوّاب: مثيب، مجزٍ، مكافئ، الذي يجاوز بالعدل وهو الله تعالى (بوشر).
مثَابة: طريقة، نهج، نمط (المقري 2: 641) وبمثابة معناها مثل عند فوك، ومثل وكيف عند دي ساسي مختارات 2: 132، 133، والماوردي 390، وقد وردت بهذا المعنى كثيرا في المقدمة.
(ثوب) - في الحَدِيثِ : "كلابِسِ ثَوبَيْ زُورٍ".
الذي يُشكِل من هذا الحَدِيث على أَكثَرِ النَّاس، تَثْنِيَة الثَّوْبِ. فأَمَّا مَعنَى الحَدِيث فقد ذكر في باب الزُّورِ والتَّشَبُّع - وإنَّما ثَنَّى الثَوبَ فيما نُرَى؛ لأنَّ العَربَ أَكثرُ ما كانت تَلْبَس عند الجِدَةِ إزاراً ورِداءً، ولهذَا حِينَ سُئِل رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصَّلاةِ في الثَّوب الوَاحِد. قال: "أوَ كُلُّكم يَجِد ثَوبَيْن".
وفَسَّره عُمرُ، رضي الله عنه بإزارٍ ورِداءٍ، إزارٍ وقَمِيصٍ، رِداءٍ وتُبَّان في أَشياءَ ذَكَرهَا في كِتابِ البُخارِي، ولا يُرِيد بِذلِك الثَّوْبَيْن يَلبَس أَحدَهما فوقَ الآخَرِ كما جَرَت عادةُ العَجَم بها: وفي الحَدِيث: "رُبَّ ذِي طِمْرَين".وأخبرنا أبو عَلِيّ الحَدَّادُ، رَحِمه الله، قراءةً، قال: أخبرنا أبو نُعَيم إجازةً، ثنا أبو أَحمَد الغِطْرِيفيّ، ثَنَا ابن شِيرَوَيْه، ثنا إسحاقُ ابنُ رَاهَوَيْة، قال: سأَلت أَبا الغَمْر الأعرابِيَّ عن تَفسِير ذلك - وهو ابنُ ابنَةِ ذى الرُّمَّة فقال:
كانت: العَرَبُ إذا اجتمَعَت في المَحافِل كانت لهم جَماعةٌ يَلبَس أَحدُهم ثَوبَيْن حَسَنَيْن فإن احْتاجُوا إلى شِهادَةٍ شُهِد لهم بِزُور. ومعناه: أن يَقول: أَمضَى زُورَه بثَوبَيْه، يَقولُون: ما أَحسنَ ثِيابَه! ما أَحسنَ هَيْئَتَه! فَيُجِيزون شَهادَتَه، فجعل المُتَشَبِّع بما لَمْ يُعطَ مِثلَ ذلك.
قُلتُ: وقد قِيلَ: إنه الرّجُلُ يَجْعَل لقَمِيصه كُمَّين: أَحدِهما فَوقَ الآخَر، ليُرِي أنَّه لابِسُ قَمِيصَيْن. وها هُنَا يَكُونُ أَحدُ الثَّوبَين زُوراً، لا يكون ثَوبَى زُورٍ.
وقيل اشتِقاق الثَّوبِ من قَولِهم: ثَابَ إذا رَجَع، لأن الغَزْلَ ثاب ثَوباً: أي عَادَ وصَارَ، ويُعَبَّر بالثَّوب عن نَفسِ الإنسان، وعن قَلبِه أَيضا.
- في الحَدِيث: "مَنْ لَبِس ثَوبَ شُهرةٍ أَلبسَه اللهُ تَعالى ثَوبَ مَذَلَّة".
: أي يَشمَلُه بالمَذَلَّة حتَّى يَضفُو عليه، ويَلتَقِي عليه من جَنَبَاته، كما يَشمَل الثّوبُ بدنَ لابسِه، ويُحَقِّرُه في القُلوبِ ويُصَغِّرُه في العُيون. - في حديث أَبِي سَعِيد ، رضي الله عنه: "أنَّه لَمَّا حَضَره المَوتُ دَعَا بثِياب جُدُدٍ فَلَبِسَها. ثم ذَكَر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إنَّ المَيِّتَ يُبعَث في ثِيابِه التي يَمُوت فيها".
قال الخَطَّابِي: أَمَّا أَبُو سَعِيد، رضي الله عنه، فقد استعمَل الحَدِيثَ على ظاهِرِه، وقد رُوِي في تَحْسِين الكَفَن أَحادِيثُ.
وقد تَأَولَه بعضُ العُلماء على خِلافِ ذلك فَقال: مَعْنَى الثِّياب العَمَلُ، كُنِي بها عَنه، يُرِيد أَنّه يُبعَث على ما مَاتَ عليه من عَمَل صالِحٍ أو شَىء
والعَرب تَقُولُ: فُلانٌ طاهِرُ الثِّياب، إذا وَصَفُوه بطَهارَة النَّفسِ والبَراءة من العَيْب، ودَنِسُ الثِّياب إذا كان بخِلافِه.
واستَدلَّ عليه بقَولِه عليه الصَّلاة والسَّلام: "يُحشَر النَّاسُ حُفاةً عُراةً".
وقال بَعضُهم: البَعْث غَيرُ الحَشْر، فقد يَجُوز أن يَكُون البَعثُ مع الثِّيّاب، والحَشْر مع العُرْى والحَفَاء، والله أعلم.
وحَدِيثُه الآخر: "إذا وَلى أَحدُكم أَخاه فَلْيُحْسِنْ كَفنَه".
وحديثه الآخر: "يَتَزاوَرُون في أَكْفانِهم".
والآثارُ والرُّؤْيَا التي وردت فيه تُبطِل تَأوِيلَه، والله تَعالَى أَعلم. 
باب الثاء والباء و (وا يء) معهما ث وب، وث ب، ث ب ي، ث ي ب، ثء ب مستعملات

ثوب: ثاب يَثُوبُ ثُؤُوباً، أي: رَجَعَ بَعدَ ذَهابه.. وثاب البئرُ إلى مثابه، أي: استفرغ النّاس ماءه إلى مَوْضِعِ وَسَطِهِ. والمَثابةُ: الذي يَثُوبُ إليه النّاس، كالبيت جَعَله اللهُ للنّاس مَثابةً، أي: مُجْتَمْعاً بَعْدَ التَّفريق، وإن لم يكونوا تفرّقوا مِنْ هنالك، فقد كانوا مُتَفَرِّقينَ ... والمَثُوبةُ: الثّواب. وثَوَّبَ المؤذِّنُ إذا تنحنح للإقامة ليأتِيَهُ النّاسُ. والثَّوْبُ: واحدُ الثِّياب، والعَدَدُ: أَثْوابٌ، وثلاثةُ أَثْوُب بغير همز، وأمّا الأسؤُقُ والأَدْؤُرُ فمهموزان، لأنّ (أَدْؤُن على دار) ، و (أسؤق) على ساق. والأَثْوُبُ حُمِلَ الصَّرْفُ فيها على الواو الّتي في الثَّوْب نفسها، والواو تحتمل الصَّرْفَ من غير انهماز.. ولو طُرح الهمز من (أدؤر) و (أسؤق) لجاز على أن تُرَدَّ تلكَ الألف إلى أَصلِها، وكان أَصْلُها الواو، كما قالوا في جماعةِ (النّاب) من الإنسان: أَنْيُب، بلا هَمْز بردّ الأَلِف إلى أَصْله، وأَصْلُه الياءُ. وإنّما يتبيّن الأصل في اشتقاق الفِعْل نحو ناب، وتصغيره: نُيَيب وجَمعُه: أنياب. ومن الباب: بويب، وجمعه: أبواب، وإنّما يجوز في جَمْعِ الثَّوْب: أَثْوُب لقول الشاعر :

لكُلِّ حالٍ قد لَبِستُ أَثْوُبا

وثب: يُقال: وَثَبَ وَثْباً ووُثوباً ووِثاباً ووثيباً، والمرّةُ الواحدة: وَثْبة. وفي لغة حمير: ثِب معناه: اقعد. والوِثاب: الفِراشُ بلغتهم. والمَوْثِبُ: المكان الذي تثب منه. والثِّبةُ: اسمٌ موضوعٌ من الوثب. وتقول: اتَّثب الرّجلان إذا وثب كلّ واحدٍ منهما على صاحبه.. وتقول: أوثبته. والمِيثَبُ: السَّهل من الرّمل، قال:

قَريرةُ عَيْنٍ حينَ فَضَّتْ بخَطْمِها ... خَراشيّ قَيضٍ بين قوزِ ومِيثَبِ

ثبى: الثُّبةُ: العُصبة من الفُرْسان، ويجمع: ثُباتٍ وثُبِينَ، قال عمرو بن كلثوم :

فأمّا يومَ لا نخشى عليهم ... فنصبح في مجالسنا ثُبينا

والثُّبَى أيضاً مثل: الثُّبات، وما كان من المَنْقوص مَضْموماً أو مكسوراً فإِنّه لا يُجْمَعُ بالتّمام. والثُّبةُ: وَسَط الحَوْض يَثُوب إليه بقيّةُ الماء، ومن العرب من يُصَغِّرُها: ثُوَيبة، يقول: هو من ثاب يثوبُ، والعامّة يُصَغِّرونها على ثُبَيّة، يتبعون اللفظ. والثُّبة من الخيل لا يختلفونَ في تَصْغيرِها على ثُبَيَّة، والذين يقولون: ثُوَيْبة في تصغير ثُبِة الحوض لزموا القياس فردّوا إليها النُّقصان في موضعها، كما قالوا في تصغير (رئة) رُوَيَّة، والذّين يلزمون اللَّفْظ يقولون: رُيَيّة، على قياس قُوّة وقُوَيَّة، وإنّما تُكْتَبُ الهمزة على التليين، لأنها لا حظ لها في الهجاء والكتابة إنّما تُردّ في ذلك إلى الياء والواو والألف اللّيّنة، فإِذا جاءت في كلمة فلينها، فإِنْ صارت ياءً فاكتُبْها ياءً نحو: الرِّيات وإن صارت واواً في التَّلْيِين فأَسْقِطها من الكِتابةِ نحو: المسألة، ويَجْرون، أي: يَجْأَرونَ، ولذلك لا نكْتُبُ في الجزء واواً لسُكُونِ ما قبلَها. وتقول بغير الهمزة: جزو، ومن كَتَبَ الواوَ في جُزْو فإنّما ذلك تَحويلٌ، وليس تلييناً.. والبُصَراءُ من الكَتَبة يحذفون الواو من جزو، لأنّهم يَكتُبُونَها على التَّلْيين، فإِذا قلت: جزء حولت صَرْفَها على الزّاي، وسَقَطَتِ الهمزة، وإذا قلت: جُزْو حوّلْتَ الهَمزة واواً.

ثيب: الثَّيِّبُ: الّتي قد تزوّجت وبانت بأيّ وجهٍ كان بعد أن مسّها، ولا يوصف به الرّجل، إلاّ أَنْ يُقال: وَلَدُ الثَّيِّبَيْنِ، وولد البِكرين.

ثاب: الثَّأَبُ: أن يأكلَ الإنسانُ شيئاً. أو يَشْرَب شيئاً تَغْشاهُ له فترةً كثَقْلة النُّعاس من غير غَشْيٍ عليه، يقال: ثُئِبَ فلان ثَأَباً وهي من الثؤباء. والثؤباء: ما اشْتُقَّ منه التَّثاؤبُ بالهمز. والأَثابُ: شجرٌ يَنْبُتُ في بطون الأَوْدية بالبادية، وهو شبيه بالذي تسمّيه العجم: النشك الواحدة: أثابَة.
ثوب
ثابَ/ ثابَ إلى يَثُوب، ثُبْ، ثَوْبًا وثُئُوبًا وثوابًا وثَوَبانًا، فهو ثائب، والمفعول مَثُوب إليه
• ثاب المرءُ: رجع، عاد، ارتدّ إلى الصواب "ثاب إلى عقله/ ذهنه: عاد إلى حالته الطبيعية- ثاب إليه عقلُه" ° ثابت نفسه: هدأ وزال اضطرابه/ استعاد وعيه، صحا من غيبوبته.
• ثاب إلى الله: اهتدى، تاب ورجع إلى طاعته "ثاب إلى رشده". 

أثابَ يُثيب، أثِبْ، إثابةً، فهو مُثيب، والمفعول مُثاب
• أثاب فلانًا: كافأه وجازاه خيرًا أو شرًّا "أثابه على عمله- أثابه ثوابه: أعطاه إيّاه- أَثِيبُوا أَخَاكُمْ [حديث]- {فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} ". 

تثيَّبَ يتثيَّب، تثيُّبًا، فهو متثيِّب
• تثيَّبت المرأة: صارت ثيِّبًا، فارقها زوجها بموت أو طلاق (انظر: ث ي ب - تثيَّبَ). 

ثوَّبَ يثوِّب، تثويبًا، فهو مُثوِّب، والمفعول مُثوَّب (للمتعدِّي)
• ثوَّب المؤذنُ: قال في أذان الفجر: الصلاة خير من النوم مرتين ° تثويب الصَّلاة: الدعاء لإقامتها.
• ثوَّب فلانًا: كافأه وجازاه " {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} "? تثويب المؤمن: دعاؤه/ ترديده الدعاء. 

إثابة [مفرد]: مصدر أثابَ. 

ثُئوب [مفرد]: مصدر ثابَ/ ثابَ إلى. 

ثائب [مفرد]: اسم فاعل من ثابَ/ ثابَ إلى. 

ثواب [مفرد]:
1 - مصدر ثابَ/ ثابَ إلى.
2 - جزاء يكون في الخير والشرِّ إلا أنه في الخير أخصّ، أو أكثر استعمالاً، عكسه عقاب "نال الثواب من الله- {فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ} ".
3 - عطاء " {وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} ".
4 - (نف) دافع إيجابي يحصل عليه الفرد عند حدوث الاستجابة التي يتوقَّف عليها هذا الثَّواب. 

ثَوْب [مفرد]: ج أثواب (لغير المصدر) وثِياب (لغير المصدر):
1 - مصدر ثابَ/ ثابَ إلى.
2 - لفَّة كاملة من القماش مختلفة المقدار ينطقها العامة بالتاء "اشتريت ثلاثة أثوابٍ من القماش".
3 - ما يُلبس ليغطي الجسد أو جُزءًا منه، لِباس، ويتخذ من الكتَّان أو القطن أو الصوف أو الخزّ أو الفراء أو غير ذلك "ظهر في ثَوب جديد- {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ} " ° ثَوْب أدبيّ: أسلوب، قالب- ثَوْب الأسى:
 ملبس الحزن- ثَوْب البحر: ما يلبسه الشخص على الشاطئ للاستحمام- ثَوْب السَّهرة: لباس ذو طابع رسمي يُرتدى في مناسبات خاصة- جرّ أثوابه: تبختر، زها بنفسه- دنِس الثِّياب: خبيث الفعل- رَجُلٌ طاهرُ الثَّوب/ رَجُلٌ نقيّ الثَّوب: بريء من العيب.
• الثَّوْبان: ثَوْبا الإحرام، وهما إزارٌ يُشَدّ على الوسط، ورداء يوضع على المنكبين، غير مخيَّطين يرتديهما حُجَّاج بيت الله الحرام. 

ثَوَبان [مفرد]: مصدر ثابَ/ ثابَ إلى. 

ثَيِّب [مفرد]: ج ثَيِّبات وثُيَّب:
1 - من ليست بكرًا "الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَنْ نَفْسِهَا [حديث] ".
2 - امرأة فارقت زوجها بموت أو طلاق (انظر: ث ي ب - ثَيِّب) " {تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} ". 

مَثابة [مفرد]: اسم مكان من ثابَ/ ثابَ إلى: بيت أو موضع أو ملجأ يُرجَع إليه مرّةً بعد أخرى " {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا}: مجتمعًا ومنزلاً ومرجعًا يرجعون إليه".
• بمَثابة: بمنزلة أو مرتبة، كبديل مساوٍ، أو عوضًا عن "أيُّ هجوم على بلد عربيّ يُعدُّ بمَثابة هجوم على العرب جميعًا- كان فلان لي بمثابة أب". 

مَثُوبَة [مفرد]: جزاء وثواب " {لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ} ". 

مُثِيب [مفرد]: اسم فاعل من أثابَ.
• المُثيب: من صفات الله تعالى، ومعناه: المجازي، ويكون في الخير والشّرّ، إلاّ أنّه بالخير أخصّ وأكثر استعمالاً. 

ثوب: ثابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَباناً: رجَع بعد ذَهابه.

ويقال: ثابَ فلان إِلى اللّه، وتابَ، بالثاء والتاء، أَي عادَ ورجعَ إِلى طاعته، وكذلك: أَثابَ بمعناه.

ورجلٌ تَوّابٌ أَوّابٌ ثَوّابٌ مُنيبٌ، بمعنى واحد. ورجل ثَوّابٌ: للذي يَبِيعُ الثِّيابَ.

وثابَ الناسُ: اجْتَمَعُوا وجاؤُوا. وكذلك الماءُ إِذا اجْتَمَعَ في

الحَوْضِ. وثابَ الشيءُ ثَوْباً وثُؤُوباً أَي رَجَعَ.قال:

وزَعْتُ بِكالهِراوةِ أعْوَجِيٍّ، * إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وَثابا

ويروى وِثابا، وهو مذكور في موضعه.

وثَوَّبَ كثابَ. أَنشد ثعلب لرجل يصف ساقِيَيْنِ:

إِذا اسْتَراحا بَعْدَ جَهْدٍ ثَوَّبا

والثَّوابُ: النَّحْلُ لأَنها تَثُوبُ. قالَ ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ:

من كل مُعْنِقَةٍ وكُلِّ عِطافةٍ * منها، يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَرْعَبُ

وثابَ جِسْمُه ثَوَباناً، وأَثابَ: أَقْبَلَ، الأَخيرة عن ابن قتيبة.

وأَثابَ الرَّجلُ : ثابَ إِليه جِسْمُه وصَلَح بَدَنُهُ .التهذيب :ثابَ إِلى العَلِيلِ جِسْمُه إِذا حسُنَتْ حالُه بعْدَ تَحوُّلِه ورجَعَتْ إِليه صِحَّتُه. وثابَ الحَوْضُ يَثُوبُ ثَوْباً وثُؤُوباً: امْتَلأَ أَو قارَبَ، وثُبةُ الحَوْض ومَثابُه: وَسَطُه الذي يَثُوبُ إِليه الماءُ إِذا اسْتُفرِغَ حُذِفَتْ عَينُه. والثُّبةُ: ما اجْتَمع إِليه الماءُ في الوادي أَو في الغائِط. قال: وإِنما سميت ثُبةً لأَن الماءَ يَثُوبُ إِليها، والهاء عوض من الواو الذاهبة من عين الفعل كما عوّضوا من قولهم أَقام إِقامةً، وأَصله إِقْواماً.

ومَثابُ البئر: وَسَطها. ومَثابُها: مقامُ السَّاقي من عُرُوشها على فَم البئر. قال القطامي يصف البِئر وتَهَوُّرَها:

وما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ، * إِذا اسْتُلَّ، مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ، الدَّعائُم

ومَثابَتُها: مَبْلَغُ جُمُومِ مائِها. ومَثابَتُها: ما أَشْرَفَ من الحجارة حَوْلَها يَقُوم عليها الرَّجل أَحياناً كي لا تُجاحِفَ الدَّلْوَ الغَرْبَ، ومَثابةُ البِئْرِ أَيضاً: طَيُّها، عن ابن الأَعرابي. قال ابن سيده: لا أَدري أَعَنَى بطَيّها موضِعَ طَيِّها أَم عَنى الطَّيَّ الذي هو بِناؤُها بالحجارة. قال: وقَلَّما تكون الـمَفْعَلةُ مصدراً. وثابَ الماءُ: بَلَغ إِلى حاله الأَوّل بعدما يُسْتَقَى.

التهذيب: وبِئْرٌ ذاتُ ثَيِّبٍ وغَيِّثٍ إِذا اسْتُقِيَ منها عادَ مكانَه ماءٌ آخَر. وثَيّبٌ كان في الأَصل ثَيْوِبٌ. قال: ولا يكون الثُّؤُوبُ أَوَّلَ الشيءِ حتى يَعُودَ مَرَّةً بعد أُخرى. ويقال: بِئْر لها ثَيْبٌ أَي يَثُوبُ الماءُ فيها.

والـمَثابُ: صَخْرة يَقُوم السَّاقي عليها يثوب إِليها الماء،

قال الراعي: مُشْرفة الـمَثاب دَحُولا.

قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول: الكَلأُ بمَواضِعِ كذا وكذا مثل ثائِبِ البحر: يَعْنُون أَنه غَضٌّ رَطْبٌ كأَنه ماءُ البحر إِذا فاضَ بعد جزْرٍ.وثابَ أَي عادَ ورَجَع إِلى مَوْضِعِه الذي كان أَفْضَى إِليه. ويقال: ثابَ ماءُ البِئر إِذا عادَتْ جُمَّتُها. وما أَسْرَعَ ثابَتَها.

والمَثابةُ: الموضع الذي يُثابُ إِليه أَي يُرْجَعُ إِليه مرَّة بعد أُخرى. ومنه قوله تعالى: وإِذ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً للناسِ وأَمْناً. وإِنما قيل للمنزل مَثابةٌ لأَنَّ أَهلَه يَتَصَرَّفُون في أُمُورهم ثم يَثُوبون إِليه، والجمع الـمَثابُ.

قال أَبو إِسحق: الأَصل في مَثابةٍ مَثْوَبةٌ ولكن حركةَ الواو نُقِلَت

إِلى الثاء وتَبِعَت الواوُ الحركةَ، فانقَلَبَتْ أَلفاً. قال: وهذا إِعلال

باتباع باب ثابَ، وأَصل ثابَ ثَوَبَ، ولكن الواو قُلبت أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها. قال: لا اختلاف بين النحويين في ذلك.

والـمَثابةُ والـمَثابُ: واحد، وكذلك قال الفرَّاءُ. وأَنشد الشافعي بيت أَبي طالب:

مَثاباً لأَفْناءِ القَبائِلِ كلِّها، * تَخُبُّ إِليه اليَعْمَلاَتُ الذَّوامِلُ

وقال ثعلب: البيتُ مَثابةٌ. وقال بعضهم: مَثُوبةٌ ولم يُقرأْ بها.

ومَثابةُ الناسِ ومثابُهم: مُجتَمَعُهم بعد التَّفَرُّق. وربما قالوا لموضع حِبالة الصائد مَثابة. قال الراجز:

مَتَى مَتَى تُطَّلَعُ الـمَثابا، لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابَا

يعني بالشَّيْخِ الوَعِلَ.

والثُّبةُ: الجماعةُ من الناس، من هذا. وتُجْمَعُ ثُبَةٌ ثُبًى، وقد اختلف أَهل اللغة في أَصلها، فقال بعضهم: هي من ثابَ أَي عادَ ورَجَعَ، وكان أَصلها ثَوُبةً، فلما ضُمت الثاءُ حُذفت الواو، وتصغيرها ثُوَيْبةٌ. ومن هذا أُخذ ثُبةُ الحَوْض. وهو وسَطُه الذي يَثُوب إِليه بَقِيَّةُ الماءِ.

وقوله عز وجل: فانْفِرُوا ثُباتٍ أَو انْفروا جميعاً. قال الفرّاءُ:

معناه فانْفِرُوا عُصَباً، إِذا دُعِيتم إِلى السَّرايا، أَو دُعِيتم لتَنْفِروا جميعاً. وروي أَنَّ محمد بن سلام سأَل يونس عن قوله عز وجل: فانْفِروا ثُباتٍ أَو انْفِرُوا جميعاً. قال: ثُبَةٌ وثُباتٌ أَي فِرْقةٌ وفِرَقٌ. وقال زهير:

وقد أَغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ، * نَشاوَى، واجِدِينَ لِما نَشاءُ

قال أَبو منصور: الثُّباتُ جَماعاتٌ في تَفْرِقةٍ، وكلُّ فِرْقةٍ ثُبةٌ،

وهذا من ثابَ. وقال آخرون: الثُّبةُ من الأَسْماءِ الناقصة، وهو في الأَصل ثُبَيةٌ، فالساقط لام الفعل في هذا القول، وأَما في القول الأَوّل، فالساقِطُ عين الفعل. ومَن جعل الأَصل ثُبَيةً، فهو من ثَبَّيْتُ على الرجل إِذا أَثْنَيْتَ عليه في حياتِه، وتأْوِيلُه جَمْعُ مَحاسِنِهِ، وإِنما الثُّبةُ الجماعةُ.

وثاب القومُ: أَتَوْا مُتواتِرِين، ولا يقالُ للواحد.

والثَّوابُ: جَزاءُ الطاعةِ، وكذلك الـمَثُوبةُ. قال اللّه تعالى: لَمَثُوبةٌ مِن عندِ اللّهِ خَيْرٌ. وأَعْطاه ثَوابَه ومَثُوبَتَهُ ومَثْوَبَتَه أَي جَزاءَ ما عَمِلَه.

وأَثابَه اللّهُ ثَوابَه وأَثْوَبَه وثوَّبَه مَثُوبَتَه: أَعْطاه إِيّاها. وفي التنزيل العزيز: هل ثُوِّبَ الكُفَّارُ ما

كانوا يَفْعلون. أَي جُوزُوا. وقال اللحياني: أَثابَهُ اللّهُ مَثُوبةً حَسَنَةً. ومَثْوَبةٌ، بفتح الواو، شاذ، منه. ومنه قراءة مَن قرأَ: لـمَثْوَبةٌ من عند اللّه خَيْرٌ. وقد أَثْوَبه اللّهُ مَثْوَبةً حسَنةً، فأَظْهر الواو على الأَصل.

وقال الكلابيون: لا نَعرِف الـمَثْوبةَ، ولكن الـمَثابة.

وثَوَّبه اللّهُ مِن كذا: عَوَّضه، وهو من ذلك.

واسْتَثابَه: سأَله أَن يُثِيبَه.

وفي حديث ابن التَّيِّهانِ، رضي اللّه عنه: أَثِيبُوا أَخاكم أَي جازُوه

على صَنِيعِهِ. يقال: أَثابَه يُثِيبه إِثابةً، والاسم الثَّوابُ، ويكون في الخير والشرِّ، إِلا أَنه بالخير أَخَصُّ وأَكثر استِعمالاً. وأَما قوله في حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا أَعرِفَنَّ أَحداً انْتَقَص مِن

سُبُلِ الناسِ إِلى مَثاباتِهم شيئاً. قال ابن شميل: إِلى مَثاباتِهم أَي إِلىمَنازِلهم، الواحد مَثابةٌ، قال: والـمَثابةُ الـمَرْجِعُ. والـمَثابةُ:

الـمُجْتمَعُ والـمَنْزِلُ، لأَنَّ أَهلَه يَثُوبُون إِليه أَي يرجِعُون. وأَراد

عُمر، رضي اللّه عنه، لا أَعْرِفَنَّ أَحداً اقْتَطع شيئاً من طُرُق

المسلمين وأَدخله دارَه. ومنه حديث عائشة، رضي اللّه عنها، وقولُها في الأَحْنَف: أَبي كانَ يَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهِه. وفي حديث عَمْرو ابن العاص، رضي اللّه عنه، قِيلَ له في مَرَضِه الذي مات فيه: كَيْفَ تَجِدُكَ؟

قال: أَجِدُني أَذُوبُ ولا أَثُوبُ أَي أَضْعُفُ ولا أَرجِعُ إِلى الصِّحة.

ابن الأَعرابي: يقال لأَساس البَيْتِ مَثاباتٌ. قال: ويقال لتُراب

الأَساس النَّثِيل. قال: وثابَ إِذا انْتَبَه، وآبَ إِذا رَجَعَ، وتابَ إِذا

أَقْلَعَ.

والـمَثابُ: طَيُّ الحجارة يَثُوبُ بَعْضُها على بعض من أَعْلاه إِلى

أَسْفَلِه. والـمَثابُ: الموضع الذي يَثُوبُ منه الماءُ، ومنه بِئْر ما لها ثائِبٌ. والثَّوْبُ: اللِّباسُ، واحد الأَثْوابِ، والثِّيابِ، والجمع

أَثْوُبٌ، وبعض العرب يهمزه فيقول أَثْؤُبٌ، لاستثقال الضمة على الواو، والهمزةُ أَقوى على احتمالها منها، وكذلك دارٌ وأَدْؤُرٌ وساقٌ وأَسْؤُقٌ، وجميع ما جاءَ على هذا المثال. قال معروف بن عبدالرحمن:

لكُلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْؤُبـــــــــا،

حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْيَبا،

أَمْلَـــــحَ لا لَـــذًّا، ولا مُحَبَّبـــــــا

وأَثْوابٌ وثِيابٌ. التهذيب: وثلاثةُ أَثْوُبٍ، بغير همز، وأَما الأَسْؤُقُ والأَدْؤُرُ فمهموزان، لأَنَّ صرف أَدْؤُرٍ على دار، وكذلك أَسْؤُق

على ساقٍ، والأَثْوبُ حُمِل الصَّرْفُ فيها على الواو التي في الثَوْب نَفْسِها، والواو تحتمل الصرف من غير انهماز. قال: ولو طرح الهمز من أَدْؤُر وأَسْؤُق لجاز على أَن تردّ تلك الأَلف إِلى أَصلها، وكان أَصلها الواو، كما قالوا في جماعة النابِ من الإِنسان أَنْيُبٌ، همزوا لأَنَّ أَصل الأَلف في الناب ياء(1)

(1 قوله «همزوا لأَن أصل الألف إلخ» كذا في النسخ ولعله

لم يهمزوا كما يفيده التعليل بعده.) ، وتصغير نابٍ نُيَيْبٌ، ويجمع

أَنْياباً.

ويقال لصاحب الثِّياب: ثَوَّابٌ. وقوله عز وجل: وثيابَكَ فَطَهِّرْ. قال ابن عباس، رضي اللّه عنهما، يقول: لا تَلْبَسْ ثِيابَك على مَعْصِيةٍ، ولا على فُجُورِ كُفْرٍ، واحتجَّ بقول الشاعر:

إِني بِحَمْدِ اللّهِ، لا ثَوْبَ غادِرٍ * لَبِسْتُ، وَلا مِنْ خَزْيةٍ أَتَقَنَّعُ

وقال أَبو العباس: الثِّيابُ اللِّباسُ، ويقال للقَلْبِ. وقال الفرَّاءُ: وثِيابَك فَطَهِّرْ: أَي لا تكن غادِراً فَتُدَنِّسَ ثِيابَك، فإِنَّ الغادِرَ دَنِسُ الثِّيابِ، ويقال: وثِيابَك فطَهِّرْ. يقول: عَمَلَكَ فأَصْلِحْ. ويقال: وثِيابَكَ فطهر أَي قَصِّرْ، فإِن تَقْصِيرها طُهْرٌ.

وقيل: نَفْسَكَ فطَهِّر، والعرب تَكْني بالثِّيابِ عن النَفْسِ، وقال:

فَسُلِّي ثيابي عن ثِيابِكِ تَنْسَلِي

وفلان دَنِسُ الثِّيابِ إِذا كان خَبيثَ الفِعْل والـمَذْهَبِ خَبِيثَ

العِرْض. قال امْرُؤُ القَيْس:

ثِيابُ بَني عَوْفٍ طَهارَى، نَقِيّةٌ، * وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ الـمَسافِرِ، غُرّانُ

وقال:

رَمَوْها بأَثْوابٍ خِفافٍ، ولا تَرَى * لها شَبَهاً، الا النَّعامَ الـمُنَفَّرا.

رَمَوْها يعني الرّكابَ بِأَبْدانِهِم. ومثله قول الراعي:

فقامَ إِليها حَبْتَرٌ بِسلاحِه، * وللّه ثَوْبا حَبْتَرٍ أَيّما فَتَى

يريد ما اشْتَمَل عليه ثَوْبا حَبْتَرٍ من بَدَنِه.

وفي حديث الخُدْرِيِّ لَـمَّا حَضَره الـمَوتُ دَعا بِثيابٍ جُدُدٍ، فَلَبِسَها ثم ذكر عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: إِن المَيّتَ يُبْعَثُ في ثِيابِه التي يَموتُ فيها. قال الخطابي: أَما أَبو سعيد فقد

استعمل الحديث على ظاهرهِ، وقد رُوي في تحسين الكَفَنِ أَحاديثُ. قال: وقد تأَوّله بعضُ العلماء على المعنى وأَراد به الحالةَ التي يَمُوت عليها من الخَير والشرّ وعَمَلَه الذي يُخْتَم له به. يقال فلان طاهِرُ الثيابِ إِذا وَصَفُوه بِطَهارةِ النَّفْسِ والبَراءةِ من العَيْبِ. ومنه قوله تعالى: وثِيابَكَ فَطَهِّرْ. وفلان دَنِسُ الثّياب إِذا كان خَبِيثَ الفعل والـمَذْهبِ. قال: وهذا كالحديث الآَخَر: يُبْعَثُ العَبْدُ على ما مات عليه. قال الهَروِيُّ: وليس قَولُ من ذَهَبَ به إِلى الأَكْفانِ بشيءٍ لأَنَّ الإِنسان إِنما يُكَفَّنُ بعد الموت. وفي الحديث: مَن لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرةٍ أَلْبَسَه اللّهُ تعالى ثَوْبَ مَذَلَّةٍ؛ أَي يَشْمَلُه بالذلِّ كما يشملُ الثوبُ البَدَنَ بأَنْ يُصَغِّرَه في العُيون ويُحَقِّرَه في القُلوب. والشهرة: ظُهور الشيء في شُنْعة حتى يُشْهِره الناسُ.

وفي الحديث: المُتَشَبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ. قال ابن الأَثير: الـمُشْكِلُ من هذا الحديث تثنية الثوب. قال الأَزهريّ:

معناه أَن الرجل يَجعَلُ لقَميصِه كُمَّيْنِ أَحدُهما فوق الآخر لِيُرَى أَن عليه قَميصَين وهما واحد، وهذا إِنما يكونُ فيه أَحدُ الثَّوْبَيْن زُوراً لا الثَّوْبانِ. وقيل معناه أَن العرب أَكثر ما كانت تَلْبَسُ عند

الجِدَّةِ والـمَقْدُرةِ إِزاراً ورداءً، ولهذا حين سُئل النبي، صلى اللّه عليه وسلم، عن الصلاة في الثوب الواحد قال: أَوكُلُّكُم يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟

وفسره عمر، رضي اللّه عنه، بإِزارٍ ورِداء، وإِزار وقميص، وغير ذلك.

وروي عن إِسحق بن راهُويه قال: سأَلتُ أَبا الغَمْرِ الأَعرابيَّ، وهو ابنُ ابنةِ ذي الرُّمة، عن تفسير ذلك، فقال: كانت العربُ إِذا اجتَمَعوا في المحافِلِ كانت لهم جماعةٌ يَلْبَسُ أَحدُهم ثوبين حَسَنَيْن. فإِن احتاجوا إِلى شَهادةٍ شَهِدَ لهم بِزُور، فيُمْضُون شَهادتَه بثَوْبَيْهِ، فيقولون: ما أَحْسَنَ

ثِيابَه، وما أَحسنَ هَيْئَتَه، فَيُجيزون شهادته لذلك.

قال: والأَحسن أَن يقال فيه إِنَّ المتشبّعَ بما لم يُعْطَ هو الذي يقول

أُعْطِيتُ كذا لشيءٍ لم يُعْطَه، فأَمـّا أَنه يَتَّصِفُ بصِفاتٍ ليست

فيه، يريدُ أَنَّ اللّه تعالى منَحَه إِيّاها، أَو يُريد أَنّ بعضَ الناسِ

وصَلَهُ بشيءٍ خَصَّه به، فيكون بهذا القول قد جمع بين كذبين أَحدهما اتّصافُه بما ليس فيه، أَو أَخْذُه ما لم يأْخُذْه، والآخَر الكَذِبُ على الـمُعْطِي، وهو اللّهُ، أَو الناسُ. وأَراد بثوبي زُورٍ هذين الحالَيْن اللَّذَيْنِ ارْتَكَبَهما، واتَّصفَ بهما، وقد سبق أَن الثوبَ يُطلق على الصفة المحمودة والمذمومة، وحينئذ يصح التشبيه في التثنية لإِنه شَبَّه اثنين باثنين، واللّه أَعلم.

ويقال: ثَوَّبَ الدَّاعِي تَثْوِيباً إِذا عاد مرَّة بعد أُخرى. ومنه

تَثْوِيبُ المؤذّن إِذا نادَى بالأَذانِ للناس إِلى الصلاة ثم نادَى بعد

(يتبع...)

(تابع... 1): ثوب: ثابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَباناً: رجَع بعد ذَهابه.... ...

التأْذين، فقال: الصلاةَ، رَحمكم اللّه، الصلاةَ، يَدْعُو إِليها عَوْداً بعد بَدْء. والتَّثْوِيبُ: هو الدُّعاء للصلاة وغيرها، وأَصله أَنَّ الرجلَ إِذا جاءَ مُسْتَصْرِخاً لوَّحَ بثوبه لِيُرَى ويَشْتَهِر، فكان ذلك

كالدُّعاء، فسُمي الدعاء تثويباً لذلك، وكلُّ داعٍ مُثَوِّبٌ. وقيل: إِنما سُمِّي الدُّعاء تَثْوِيباً من ثاب يَثُوبُ إِذا رجَع، فهو رُجُوعٌ إِلى الأَمر بالـمُبادرة إِلى الصلاة، فإِنّ المؤَذِّن إِذا قال: حَيَّ على الصلاة، فقد دَعاهم إِليها، فإِذا قال بعد ذلك: الصلاةُ خيرٌ من النَّوْم، فقد رجَع إِلى كلام معناه المبادرةُ إِليها. وفي حديث بِلال: أَمرَني رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَنْ لا أُثَوِّبَ في شيءٍ من الصلاةِ، إِلاَّ في صلاةِ الفجر، وهو قوله: الصلاةُ خيرٌ من النَّوْم، مرتين. وقيل: التَّثْويبُ تثنية الدعاء. وقيل: التثويب في أَذان الفجر أَن يقول المؤَذِّن بعد قوله حيّ على الفلاح: الصلاةُ خير من النَّوْم، يقولها مرتين، كما يُثوِّب بين الأَذانين: الصلاةَ، رحمكم اللّه، الصلاةَ. وأَصلُ هذا كلِّه من تَثْوِيب الدعاء مرة بعدَ اخرى. وقيل: التَّثوِيبُ الصلاةُ بعدَ الفَريضة. يقال: تَثَوَّبت أَي تَطَوَّعْت بعد المكتُوبة، ولا يكون التَّثْوِيبُ إِلا بعد المكتوبة، وهو العود للصلاة بعد الصلاة. وفي الحديث: إِذا ثُوِّبَ بالصلاة

فأْتُوها وعليكم السَّكِينةُ والوَقارُ. قال ابن الأَثير: التَّثْويبُ

ههنا إِقامةُ الصلاة.

وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضي اللّه عنها، حين أَرادت الخُروجَ إِلى البصرة: إِنَّ عَمُودَ الدِّين لا يُثابُ بالنساءِ إِنْ مالَ.

تريد: لا يُعادُ إِلى اسْتِوائه، من ثابَ يَثُوبُ إِذا رجَع. ويقال: ذَهَبَ

مالُ فلانٍ فاسْتَثابَ مالاً أَي اسْتَرْجَع مالاً. وقال الكميت:

إِنّ العَشِيرةَ تَسْتَثِيبُ بمالِه، * فتُغِيرُ، وهْوَ مُوَفِّرٌ أَمْوالَها

وقولهم في المثلِ هو أَطْوَعُ من ثَوابٍ: هو اسم رجل كان يُوصَفُ بالطَّواعِيةِ. قال الأَخفش بن شهاب:

وكنتُ، الدَّهْرَ، لَسْتُ أُطِيع أُنْثَى، * فَصِرْتُ اليومَ أَطْوَعَ مِن ثَوابِ

التهذيب: في النوادر أَثَبْتُ الثَّوْبَ إِثابةً إِذا كَفَفْتَ مَخايِطَه،

ومَلَلْتُه: خِطْتُه الخِياطَة الأُولى بغير كَفٍّ.

والثائبُ: الرّيحُ الشديدةُ تكونُ في أَوّلِ الـمَطَر.

وثَوْبانُ: اسم رجل.

ثوب

1 ثَابَ, (T, S, M, &c.,) aor. ـُ (S, Mgh, &c.,) inf. n. ثَوْبٌ (S, M, Msb, K) and ثَوَبَانٌ (S) and ثُؤُوبٌ, (M, K,) He, or it, (a thing, M,) returned; (M, Mgh, Msb, K;) as also ↓ ثوّب, inf. n. تَثْوِيبٌ: (M, K:) he returned to a place to which he had come before; or it returned &c.: (T:) he (a man) returned, after he had gone away. (S.) You say, تَفَرَّقُوا ثُمَّ ثَابُوا i. e. [They became separated, or dispersed: then] they returned. (A.) b2: ثاب إِلَى اللّٰهِ, like تَابَ, (assumed tropical:) He returned [from disobedience] to obedience to God; he repented; as also أَنَابَ. (T.) b3: ثاب also signifies (assumed tropical:) He returned to a state of advertency, or vigilance; or he had his attention roused. (Th, T.) b4: Also (assumed tropical:) He returned to a state of health, or soundness: (TA, from a trad.:) he became convalescent, and fat, after leanness. (Mgh.) And ثاب جِسْمُهُ, (M, A, K,) inf. n. ثَوَبَانٌ; (M, K;) and جِسْمُهُ ↓ اثاب; (IKt, M;) and ثاب إِلَيْهِ جِسْمُهُ; (T, M, A;) and ↓ اثاب, alone; (S, M, A;) (tropical:) He became fat, after leanness; (A;) his good state of body returned to him; (S, M, K; *) his condition of body became good, after extenuation; and health, or soundness, thereof returned to him. (T.) b5: ثاب إِلَيْهِ عَقْلُهُ (tropical:) [His reason, or intellect, returned to him]: and حِلْمُهُ [his forbearance, or clemency]. (A.) b6: ثاب المَآءُ (assumed tropical:) The water of a well returned, or collected again: (T:) the water attained again its former state after some had been drawn: (M:) the water collected [again] in a wateringtrough, or tank. (S.) b7: ثاب النَّاسُ (assumed tropical:) The people collected themselves together, and came. (S.) And ثاب القَوْمُ (assumed tropical:) The company of men came following one another: the verb is not used in this sense in speaking of one person. (M.) b8: ثاب said of a man's property, (tropical:) It became abundant, and collected. (A.) b9: Said of dust, (tropical:) It rose, or spread, or diffused itself, and became abundant. (A.) b10: Said of a watering-trough, or tank, (T, M, A, K,) inf. n. ثَوْبٌ (Az, T, M, K) and ثَوَبَانٌ (Az, T) and ثُؤُوبٌ, (M, K,) (tropical:) It became full: (Az, T, M, A, K:) or nearly full. (Az, T, M, K.) 2 ثوِّب, inf. n. تَثْوِيبٌ: see 1, first sentence. b2: ثوَب بَعْدَ خَصَاصَةٍ (tropical:) [He returned to a state of richness, or competence, after poverty, or straitness, or being in an evil condition]. (A, TA.) b3: تَثْوِيبٌ meaning The calling, or summoning, (M, Mgh, K,) to prayer, (M, K,) and to other things, (M,) is said to be from ثَوْبٌ “ a garment,” (Mgh,) because a man, when he comes crying out for aid, makes a sign with his garment, (M, Mgh,) moving it about, raising his hand with it, in order that he to whom he calls may see it, (Mgh,) and this action is like a calling, or summoning, (M, Mgh,) and an announcing, to him; so the calling, or summoning, by reason to frequent usage of this word [as meaning the making a sign with a garment], came to be thus called; and one said of the caller, or summoner, ثوَب: (Mgh:) or it means the calling, or summoning, twice; (M, K;) or the repeating a call or summons; from ثاب “ he returned: ” (Mgh:) you say, ثوّب, inf. n. as above, (T, Msb,) meaning he called, or summoned, one time after another; (T;) he repeated his call, or cry: (Msb:) and hence تثويب in the أَذَان; (T, Msb;) i. e., the saying of the مُؤَذِّن, after having, by the اذان, called the people to prayer, الصَّلَاهْ رَحِمَكُمُ اللّٰهُ الصَّلَاهْ [Prayer: may God have mercy on you! Prayer!]; thus calling to it a second time: (T:) or his saying, (S, TA,) in the morning call to prayer, (S,) الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمٌ [Prayer is better than sleep]; (S, TA;) for he resumes his call by saying this after he has said, حَىَّ عَلَى

الصَّلَاهْ [and حَىَّ عَلَى الفَلَاحٌ]; desiring the people to hasten to prayer: (TA:) or his saying, in the morning call to prayer, الصلاة خيرمن النوم twice, (T, K,) after having said, حَىّ علي الصلاه حىّ علي الفلاح: (T:) or the old تثويب was the saying of the مُؤَذِّن, in the morning call to prayer, الصلاة خير من النوم: and the modern, الصَّلَاهْ الصَّلَاهْ; or قَامَتْ قَامَتْ. (Mgh.) It also signifies The إِقَامَة; (Mgh, K, TA;) [meaning, the chanting, by the مُبَلِّغُون, in a mosque, not by the مُؤَذِّن, the common words of the أَذَان, with the addition of قَدْ قَامَتِ الصَّلَاهْ (The time of prayer has come), pronounced twice after حىّ على الفلاح;] i. e. the اقامة of prayer: (IAth, TA:) and this is what is meant by the phrase, in a trad., إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ [When the words of the اقامة are chanted]. (IAth, Mgh, TA.) And The praying after the prayer divinely ordained. (Yoo, T, K.) You say, ثوّب, meaning He performed a supererogatory prayer after the prescribed; تثويب being only after the prescribed; being the praying after praying: (T:) and ↓ تثوّب signifies the same. (K.) And ثّوب بِرَكْعَتَيْنِ He performed two rek'ahs as a supererogatory act. (A.) But this and the similar significations are said to be post-classical. (MF.) b4: See also 4, in four places.

A2: ثَيَّبَتْ, (T, S, Mgh,) inf. n. تَثْيِيبٌ; (T, Mgh;) formed from ثَيِّبٌ, upon supposition [that the medial radical letter of this word is ى, whereas many hold that letter to be و]; (Mgh;) or ↓ تَثَيَّبَتْ; (K in art. ثيب; [the author of which seems to have supposed that, for ثَيَّبَتْ, one should read ثُيِّبَتْ; and therefore he gives مُثَيَّبٌ as syn. with ثَيِّبٌ;]) She (a woman) became what is termed ثَيِّب. (T, Mgh, K.) b2: [Accord. to my copy of the Mgh, it also signifies She (a camel) became what is termed نَاب: but I think that, in this instance, it is a mistranscription, for نَيَّبَتْ.]

A3: [See also the last sentence of the second paragraph of art. ثرب; and compare, with what is there said by SM, meanings assigned below to مَثَابٌ and مَثَابَةٌ.]3 الخُطَّابُ يُثَاوِبُونَهَا The suitors return to her (namely, a woman such as is termed ثَيِّب,) time after time. (A, Mgh.) 4 اثاب: see 1, in two places. b2: It may also mean (assumed tropical:) It (a valley, or a well,) had a return of water after a stoppage thereof. (Ham p. 598.) A2: اثاب اللّٰهُ جِسْمَهُ (tropical:) God restored him to fatness, after leanness; (A;) restored his body to a good state, or condition. (TA.) b2: إِنَّ عَمُودَ الدِّينِ لَا يُثَابُ بِالنِّسَآءَ إِنْ مَالَ (assumed tropical:) Verily the column of the religion cannot be set upright again by women, if it incline: said by Umm-Selemeh to 'Áïsheh, when the latter desired to go forth to El-Basrah. (T, L.) b3: اثابهُ اللّٰهُ, (T, S, * M, A, Msb, K,) inf. n. إِثَابَةٌ; (Mgh;) and أَثْوَبَهُ [dev. from rule]; (M, K;) and ↓ ثوّبهُ, (T, A,) inf. n. تثْوِيبٌ; (T, Mgh;) God recompensed, compensated, requited, or rewarded, him: (T, S, * M, A, Mgh, * Msb, K:) said in relation to good and to evil. (T.) And اثابهُ, (Lh, M,) and أَثْوَبَهُ, (T,) مَثُوبَةً حَسَنَةً, (Lh, T, M,) and مَثْوَبَةً, (Lh, M,) He (God) gave him a good recompense, compensation, &c. (M.) and مَثُوبَتَهُ ↓ ثوّبهُ He gave him his recompense, &c. (M, K.) It is said in a trad., أَثِيبُوا أَخَاكُمْ, i. e. Recompense ye your brother for his good deed. (TA.) And in the Kur [lxxxiii. last verse], هَلْ الكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ↓ ثُوِّبَ Have the unbelievers been recompensed for what they did? (T, S, M.) And one says also, اثابهُ مِنْ هِبَتِهِ, meaning He gave him a substitute, something instead or in exchange, or a compensation, for his gift. (Mgh, * and TA in art. جنب.) And مِنْ كَذَا ↓ ثوّبهُ, (M,) inf. n. تَثْوِيبٌ, (K,) He gave him a substitute, &c., for such a thing. (M, K. *) b4: اثاب الثَّوْبَ, inf. n. إِثَابَةٌ, He sewed the garment, or piece of cloth, the second time: when one sews it the first time, [in a slight manner,] you say of him مَلَّهُ [and شَلَّهُ, i. e. “ he sewed it in the manner termed ‘ running ' ”]. (T.) b5: اثاب الحَوْضَ (tropical:) He filled the watering-trough, or tank: (K, TA:) or nearly filled it. (K.) 5 تثوّب: b2: and تَثَيَّبَتْ: see 2, in the latter part of the paragraph. b3: The former also signifies He gained, or earned, a ثَوَاب [or recompense, &c.]. (K.) But this is said to be post-classical. (MF.) 6 تثاوب: see ثُئِبَ, in art. ثأب.10 استثاب مَالًا He restored to himself, or repossessed himself of, property; syn. اِسْتَرْجَعَهُ; (T, A, K;) his property having gone away. (T, A.) And اِسْتَثَبْتُ بِمَالِكَ I restored to myself, or repossessed myself of, property, by means of that which thou gavest me; my property having gone away. (A.) El-Kumeyt says, إِنَّ العَشِيرَةَ تَسْتَثِيبُ بِمَالِهِ فَيُغِيرُ وَهْوَ مُوَفِّرٌ أَمْوَالَهَا [Verily the tribe restore to themselves wealth by means of his property; and he makes incursions into hostile territories at his own expense, making their property abundant by the spoil that they gain with him]. (T, TA.) b2: استثابهُ He asked him to recompense, compensate, requite, or reward, him. (S, K.) ثَوْبٌ A garment, (M, Mgh, Msb, K,) [or piece of cloth or stuff,] that is worn by men, composed of linen, cotton, wool, fur, خَزّ [q. v.], (Mgh, Msb,) silk, or the like; (Msb;) but [properly] not what is cut out of several pieces, such as the shirt, and trousers, or drawers, &c.; (Mgh;) [though often applied to a shirt or shift (قَمِيص or دِرْع) and to a جُبَّة &c.:] it seems to be so called because the wearer returns to it, or it to the wearer, time after time: (Mgh:) [also a garment worn by women and girls over the shift; (see أُصْدَةٌ;) app., as in the present day, a long gown, reaching to the feet, with very wide sleeves:] pl. ثِيَابٌ [the pl. of mult.] (T, S, M, A, Mgh, Msb, K) and أَثْوَابٌ [a pl. of pauc.] (S, M, Msb, K) and أَثْوُبٌ and أَثْؤُبٌ, (S, M, K,) the last two being pls. of pauc., and the latter of them being thus pronounced with ء by some of the Arabs because the dammeh immediately after و is deemed difficult of utterance; for which reason they substitute ء for و in all instances like this. (S.) b2: Curtains, and the like, are not [properly] called ثِيَاب; but أَمْتِعَةُ البَيْتِ: (Mgh, Msb:) though Es-Sarakhsee uses the phrase ثِيَابُ البَيْتِ. (Mgh.) تَعَلَّقَ بِثِيَابِ اللّٰهِ (tropical:) [He clung to the curtains of the House of God], i. e., to the curtains of the Kaabeh, is a tropical expression. (A.) b3: Sometimes, ثَوْبٌ is used metonymically to signify (tropical:) A thing [of any kind] that veils, covers, or protects: as in the saying of a poet, كَثَوْبِ ابْنِ بِيضٍ وَقَاهُمْ بِهِ فَسَدَّ عَلَى السَّالِكِينَ السَّبِيلَا [Like the means of protection adopted by Ibn-Beed: he protected them by it, and closed the way against the passengers]. (TA.) Ibn-Beed was a wealthy merchant of the tribe of 'Ád, who hamstrung his she-camel upon a mountain-road, and stopped the way [to his abode] with it. (K in art. بيض.) b4: In the same manner, also, ثِيَابٌ is used to signify (tropical:) Weapons. (Ham p. 63.) b5: And أَثْوَابٌ is sometimes employed to signify (assumed tropical:) The wearers of garments; the wearers' bodies. (R, TA.) Esh-Shemmákh says, (T,) or Leylà, describing camels, (TA,) وَمَوْهَا بِأَثْوَابٍ خِفَافٍ فَلَا تَرَى

لَهَا شَبَهًا إِلَّا النَّعَامَ المُنَفَّرَا i. e. They mounted them, namely, the travellingcamels, (T,) with their [light, or agile,] bodies: [and thou seest not anything like them, except ostriches scared away.] (T, TA.) And in like manner, also, the dual is employed to signify (assumed tropical:) The wearer's body, or self; or what the garments infold: and ثِيَاب is employed in the same manner. (TA.) You say, لِلّهِ ثَوْبَاهُ, i. e. (tropical:) To God be he [meaning his excellence] attributed! [ for nothing but what is excellent is to be attributed to God:] (A:) or it means لِلّهِ دَرُّهُ [To God be attributed the good that hath proceeded from him! or his good deed! &c.: see arts. اله and در]. (K.) And فِى ثَوْبَىْ أَبِى أَنْ أَفِيَهُ meaning (tropical:) [On me and on my father it rests, or lies, or be it, that I pay it: or] فِىذِمَّتِى وَذِمَّةِأَبِى [on my responsibility and the responsibility of my father]. (K, TA.) And اُسْلُلْ ثِيَابَكَ مِنْ ثِيَابِى (tropical:) Withdraw, or separate, thyself from me. (A.) b6: [The following exs. are mostly, or all, tropical.] b7: إِنِّ المَيِّتَ لَيُبْعَثُ فِى ثِيَابِهِ الَّتِى يَمُوتُ فِيهَا, (K, * TA,) a saying of Mohammad, repeated by Aboo-Sa'eed El-Khudree, when, being about to die, he had called for new garments, and put them on: (TA:) it means Verily the dead will be raised in his garments in which he dies; accord. to some; and was used in this sense by Aboo-Sa'eed: (ElKhattábee, MF, TA:) or (assumed tropical:) [agreeably with] his works (K, TA) with which his life is closed: (TA:) or (assumed tropical:) in the state in which he dies, according as it is good or evil. (TA.) b8: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ, in the Kur [lxxiv. 4], means And purify thy garments: (Abu-l-'Abbás, T:) or shorten thy garments; for the shortening them is a means of purity: (T:) or (assumed tropical:) put not on thy garments in a state of disobedience or unrighteousness: (I'Ab, T:) or (assumed tropical:) be not perfidious; for [figuratively speaking,] he who is so pollutes his garments: (Fr, T:) or, as some say, (assumed tropical:) purify thy heart: (Abu-l-'Abbás, T, K:) or (assumed tropical:) purify thyself (IKt, T, TA) from sins, or offences: (IKt, TA:) or (assumed tropical:) rectify thine actions, or thy conduct. (TA.) b9: You say, فُلَانْ نَقِىُّ الثَّوْبِ, meaning (tropical:) Such a one is free from vice, or fault: (A:) and طَاهِرُ الثَّوْبِ (tropical:) [the same; or pure in heart, or conduct, or reputation]. (TA in art. نصح.) And دَنِسُ الثِّيَابِ (tropical:) Vicious, or faulty: (A:) or perfidious: (Fr, T:) or foul, or evil, in reputation, (T, TA,) in conduct, or actions, and in the way that he follows [with respect to religion and morality]. (TA.) b10: كَلَابِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ: see مُتَشَبِّعٌ. b11: أَعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ and المِلْبَسِ &c.: see عَرُضَ. b12: ثَوْبُ المَآءِ (assumed tropical:) [The membrane called] السَّلَى and الغِرْسُ. (K. See these two words.) ثِيبٌ: see ثَائِبٌ, in two places.

ثُبَةٌ The place where the water collects in a valley or low ground; so called because the water returns to it: (Aboo-Kheyreh, T:) and the middle of a watering-trough or tank, (T, S, M,) to which the water returns when it has been emptied, (S,) or to which what remains of the water returns; (T;) as also ↓ مَثَابٌ: (S:) the ة is a substitute for the و, the medial radical, which is suppressed; (S, L;) the word being from ثَابَ, aor. ـُ (L:) Aboo-Is-hák infers that this is the case from its having for its dim. ↓ ثُوَيْبَةٌ: but it may be from ثَبَّيْتُ “ I collected together: ” (M:) it is mentioned in the K in art. ثبى or ثبو, and not here. (TA.) See also art. ثبو or ثبى. b2: Also A company of men; (T, M, L;) and so أُثْبِيَّةٌ: (M:) or a company of men in a state of separation or dispersion; (T;) a distinct body, or company, of people: (Yoo, T:) and a troop of horsemen: (M:) pl. ثُبَاتٌ and ثُبُونَ (T, M) and ثِبُونَ: (S and M in art. ثبى, and M in art. ثبو also:) accord. to some, from ثَابَ, being originally ثُوبَةٌ; and its dim. is ↓ ثُوَيْبَةٌ: accord. to others, it is originally ثُبْيَةٌ; (T, L;) and its pl. is ثُبًى. (L.) Hence, in the Kur [iv. 73], فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ, i. e. [And go ye forth to to war against the unbelievers] in troops, (Fr, T,) or in distinct bodies. (Yoo, T.) See, again, art. ثبو or ثبى.

ثُوَبَآءُ: see ثُؤَبَآءُ, in art. ثأب.

ثَوَابٌ (T, S, M, Mgh, Msb, K) and ↓ مَثَابَةٌ (T, Msb) and ↓ مَثُوبَةٌ (T, S, M, K) and ↓ مَثْوَبَةٌ, (EtTemeemee, T, M, K,) the last anomalous, (M,) and unknown to the Kilábees, who knew the second of these words, (T,) A recompense, compensation, requital, or reward, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) of obedience [to God]: (S:) or absolutely; for good and for evil; as appears from the words of the Kur, هَلْ ثُوِّبَ الكُفَّارُ [cited above, see 4]; but more especially and frequently, for good. (IAth, L, MF, TA.) b2: ثَوَابٌ is also used as a quasi-inf. n., in the sense of إِثَابَةٌ; and in this case, accord to the Koofees and Baghdádees, it may govern as a verb, [like the inf. n.,] as in the saying, لِإَنَّ ثَوَابَ اللّهِ كُلَّ مُوَحِّدٍ

جِنَانٌ مِنَ الفِرْدَوْسِ فِيهَا يُخَلَّدُ [For God's rewarding every believer in his unity will be the giving gardens of Paradise, wherein he will be made to abide for ever]. (Expos. of the Shudhoor edh-Dhahab.) b3: It signifies also (tropical:) Honey; (K, TA;) i. e. (TA) the good that proceeds from bees. (A, TA.) b4: And in like manner, (tropical:) [Rain; i. e.] the good that results from the winds. (A, TA. [See ثَائِبٌ.]) b5: and (assumed tropical:) Bees; (M, K;) because they return [to their hives]. (M.) ثَيِّبٌ, [like سَيِّدٌ; originally ثَوِيبٌ, or ثَيْوِبٌ; i. e.] of the measure فَعِيلٌ, (Mgh,) or فَيْعِلٌ; (Msb;) A woman who has become separated from her husband (Lth, T, M, Mgh, K) in any manner: (Lth, T, M, Mgh:) or a woman whose husband has died, or who has been divorced, and has then returned to the marriage-state: (AHeyth, TA:) or one that is not a virgin: (IAth, TA:) or a woman to whom a man has gone in; and a man who has gone in to a woman: (Ks, ISk, S, Mgh, K:) or a person who has married: (Msb:) applied to a man and to a woman; (As, S, M, Msb;) like بِكْرٌ and أَيِّمٌ: (Mgh, Msb:) from ثَابَ; (IAth, Mgh, Msb;) because they generally return time after time to the marriage-state: (Mgh:) but mostly applied to a woman; because she returns to her family in a manner different from the first [state]; (Msb;) or because the suitors return to her time after time: (Mgh:) or it is not applied to a man (Lth, El-'Eyn, T, M, Mgh, K) except in the dual form, as when one says وَلَدُ الثَّيِّبَيْنِ: (Lth, El-'Eyn, T, M, K:) and a woman is also termed ↓ مُثَيِّبٌ; (M;) or ↓ مُثَيَّبٌ, like مُعَظَمٌ: (K: [but see 2, last sentence but two:]) the pl. of ثَيِبٌ applied to a woman is ثَيِّبَاتٌ, (T, Mgh, Msb,) and the post-classical writers say ثُيَّبٌ, which has not been heard as genuine Arabic: (Mgh, * Msb:) its pl. if applied to a man is ثُيِّبُونَ. (Msb.) It is said in a trad., الثَّيِّبَانِ يُرْجَمَانِ وَالبِكْرَانِ يُجْلَدَانِ وَيُغَرَّبَانِ [The two persons of whom each has previously had carnal intercourse in marriage with one of the other sex shall be stoned if they commit adultery together; and the two who have previously had no connubial intercourse with others shall be flogged and banished if they commit fornication together]. (T.) b2: It is also applied to (assumed tropical:) A woman who has attained the age of puberty, though a a virgin; tropically, and by extension of its proper signification. (IAth, TA.) b3: This word is mentioned in the K [and M] in art. ثيب; and its mention in art. ثوب is said by the author of the K to be wrong: but IAth and many others decisively assert that it is from ثَابَ, aor. ـُ “ he returned. ” (MF, TA.) ثُوَيْبَةٌ: see ثُبَةٌ, in two places.

ثِيابَةٌ and ثُيُوبَةٌ, as meaning The state of being a ثَيِّب, are not of the genuine language of the Arabs. (Mgh.) ثِيَابِىٌّ One who takes care of the clothes in the bath. (K.) [A post-classical word.]

ثَوَّآبٌ i. q. تَوَّابٌ [One who repents, or returns from disobedience to obedience to God, much or often]. (T.) A2: A seller of garments, or pieces of cloth: (Az, T, L, K:) and a possessor thereof. (Sb, S, L, K.) بِئْرٌ لَهَا ثَائِبٌ (tropical:) A well into which water returns after one has drawn from it; (A, TA;) see مَثَابٌ; and in like manner, [but in an intensive sense in the second of the following phrases,] ↓ بِئِرٌ لَهَا ثِيبٌ, and وَعِيبٍ ↓ ذِاتُ ثِيبٍ [in which وعيب is an epithet]: (T, L, TA:) or the first of these three phrases means a well of which the water stops sometimes, and then returns. (Ham p. 598.) You say of a well (بئر), مَا أَسْرَعَ ثَائِبَهَا (assumed tropical:) How quick is its returning supply of water! (T.) b2: ثَائِبُ البَحْرِ (assumed tropical:) The water of the sea when it flows after ebbing. (K.) Hence, كَلَأٌ مِثْلُ ثَائِبِ البَحْرِ (assumed tropical:) Fresh, sappy, [green,] herbage. (T, L.) b3: قَوْمٌ لَهُمْ ثَائِبٌ (tropical:) A people, or number of men, who come company after company. (A, TA.) b4: ثَائِبٌ also signifies (tropical:) A violent wind that blows at the beginning of rain. (S, K, TA.) مَثَابٌ: see مَثَابَةٌ, in four places: b2: and see ثُبِةٌ. b3: Also (assumed tropical:) The place from which the water returns [to supply the place of that which has been drawn, in a well]: whence ↓ بِئْرٌ لَهَا ثَائِبٌ [see ثَائِبٌ]. (TA.) b4: And (assumed tropical:) The station of the water-drawer, (A 'Obeyd, T, S, M, K,) above the عُرُوش [which means the pieces of wood upon which he stands], (A 'Obeyd, T,) or at the brink, where is the عَرْش [sing. of عُرُوش], (S,) or which forms part of the عُرُوش, (M,) of a well: (A 'Obeyd, T, S, M, K:) or the middle of a well: (K:) or it has this meaning also: (M:) pl. مَثَابَاتٌ. (T, M.) [See also مَثَابةٌ.] b5: And (assumed tropical:) The construction, or casing, of stones (طىُّ الحِجَارَةِ) that succeed one another from top to bottom [round the interior of a well]. (IAar.) [See again مَثَابَةٌ.]

مَثَابَةٌ (accord. to Aboo-Is-hák originally ↓ مَثْوَبَةٌ, T) A place to which people return, (ISh, Aboo-Is-hák, T, S, Msb,) or to which one returns, (ISh, S, Msb,) time after time; (S;) and ↓ مَثَابٌ signifies the same: (Aboo-Is-hák, T:) and the former, a place of assembly or congregation: (ISh:) or a place where people assemble, or congregate, after they have separated, or dispersed; as also ↓ the latter word: (M, K:) and a place of alighting or abode; an abode; or a house; because the inhabitants thereof return to it (ISh, S) after having gone to their affairs: (S:) the pl. is مَثَابَاتٌ; [also mentioned above as pl. of مَثَابٌ;] (ISh;) or it is ↓ مَثَابٌ; (S;) [or this is a coll. gen. n.;] or, accord. to Fr and others, مَثَاَبَةٌ and ↓ مَثَابٌ are the same: Th says that a house, or tent, (بَيْت,) is called مَثَابَةٌ; and some say ↓ مَثْوَبَةٌ; but no one reads thus [in the Kur]. (TA.) It has the first of all these meanings in the Kur ii. 119: (T, S, Bd, Jel, TA:) or it there means a place of recompense or reward for the pilgrimage to the Kaabeh and the visitation thereof. (Bd.) b2: And, sometimes, The place where the hunter, or fowler, puts his snare. (S.) b3: مَثَابَةٌ البِئْرِ (tropical:) The place where the water of the well collects: (A, TA:) or the place reached by the water of the well when it returns and collects after one has drawn from it. (M, K.) [Hence,] جَمَّتْ مَثَابَةُ جَهْلِهِ (tropical:) His ignorance became confirmed. (A, TA.) And كَانَ يَسْتَجِمُّ مَثَابَةَ سَفَهِهِ (tropical:) [He used to wait for his lightwittedness, or silliness, to attain its full degree]: a metaphorical phrase, occurring in a trad. (Har p. 68.) b4: Also (assumed tropical:) The stones that project, or overhang, around the well, (M, K,) upon which the man sometimes stands in order that the bucket (دَلْو or غَرْب) may not strike against the side of the well: (M:) or the place where it is walled round within (مَوْضِعُ طَيِّهَا): (K:) or, accord. to IAar, it means طَىُّ البِئْرِ; but [ISd says,] I know not whether he mean thereby مَوْضِعُ طَيِّهَا, or the building it [or walling it round within] with stones; though it is rarely that a word of the measure مَفَعَلَةٌ [like مثابة] is an inf. n. (M.) [See مَثَابٌ: and see what is said of تَثْوِيبٌ in the last sentence of the second paragraph of art. ثرب.] b5: مَثَابَاتٌ [the pl.] also signifies (assumed tropical:) The foundations of a house. (IAar, T.) A2: See also ثَوَابٌ.

مَثُوَبَةٌ: see ثَوَابٌ.

مَثْوَبَةٌ: see مَثَابَةٌ, in two places: A2: and see also ثَوَابٌ.

مُثَيِّبٌ and مُثَيِّبٌ: see ثَيِّبٌ.

مُسْتَثَابَاتُ الرِّيَاحِ (tropical:) Winds that are attended by prosperity and blessing; from which one hopes for a good result [i. e. rain]. (A, TA.)
ثوب
: ( {ثَابَ) الرَّجُلُ} يَثُوبُ {ثَوْباً} وثَوَبَاناً: رَجَعَ بَعْدَ ذَهَابِهِ، ويُقَالُ: ثَابَ فُلاَنٌ إِلى اللَّهِ وتَابَ، بالثَّاءِ والتَّاءِ، أَيْ عَادَ وَرَجَعَ إِلى طَاعَتِه، وَكَذَلِكَ أَثَابَ بمَعْنَاهُ، ورَجُلٌ تَوَّابٌ أَوَّابٌ {ثَوَّابٌ مُنِيبٌ بِمَعْنًى وَاحد، وثَابَ النَّاسُ اجْتَمَعُوا وجَاءُوا، وثَابَ الشيءُ (ثَوْباً} وثُؤُوباً) أَيْ (رَجَعَ، {كَثَوَّبَ} تَثْوِيباً) ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لرَجُلٍ يَصِفُ سَاقيَيْن:
إِذَا اسْتَرَاحَا بَعْدَ جَهْدٍ {ثَوَّبَا
(و) من المَجَازِ: ثَابَ (جِسْمُهُ ثَوَبَاناً، مُحَرَّكَةً) ،} وأَثَابَ (: أَقْبَلَ) ، الأَخيرَةُ عَن ابنِ قُتَيْبَةَ، وأَثَابَ الرَّجُلُ: ثَابَ إِلَيْهِ جِسْمُهُ وصَلَحَ بَدَنُهُ، وأَثَابَ اللَّهُ جِسْمَهُ، وَفِي (التَّهْذِيب) : ثَابَ إِلى العَليلِ جِسْمُهُ، إِذا حَسُنَتْ حَالَهُ بَعْدَ نُحُوله ورَجَعَتْ إِلَيْهِ صِحَّتُهُ. (و) من المَجَازِ: ثَابَ (الحَوْضُ) يَثُوبُ (ثَوْباً وثُؤُوباً: امْتَلأَ أَوْ قَارَبَ، {وأَثَبْتُهُ) أَنَا، قَالَ:
ثَدْ ثَكِلَتْ أُخْتُ بَنِي عَدِيَ
أُخيَّهَا فِي طَفَلِ العَشِيِّ
إِنْ لَمْ} يَثُبْ حَوْضُكِ قَبْلَ الرِّيِّ
(و) من المَجَازِ ( {الثَّوَابُ) بمَعْنَى (العَسَلِ) أَنْشَدَ ابْنُ القَطَّاعِ:
هِيَ أَحْلَى مِنَ الثَّوَابِ إِذَا مَا
ذُقْتُ فَاهَا وبَارِيءِ النَّسَمِ
(و) الثَّوَابُ (: النَّحْلُ) لأَنّهَا تَثُوبُ قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
مِنْ كُلِّ مُعْنِقَةِ وكُلِّ عَطَافَةٍ
مِنْهَا يُصَدِّقُهَا ثَوَابٌ يَرْعَبُ
وَفِي الأَسَاس: ومِنَ المَجَازِ سُمِّيَ خَيْرُ الرِّيَاحِ ثَوَاباً، كَمَا سُمِّيَ خَيْرُ النَّحْلِ ثَوَاباً، يُقَالَ: أَحْلَى مِنَ الثَّوَابِ، (و) الثَّوَابُ (: الجَزَاءُ) ، قَالَ شَيْخُنَا ظَاهِرُهُ كالأَزْهَرِيِّ أَنَّهُ مُطْلَقٌ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ لاَ جَزَاءُ الطَّاعَةِ فَقَطْ، كَمَا اقْتَصَر علَيْهِ الجَوْهَرِيّ، واسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {هَلْ} ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} (المطففين: 36) وَقد صَرَّح ابنُ الأَثِيرِ فِي النِّهَايَة بِأَنَّ الثوَابَ يَكُونُ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ، قَالَ، إِلاَّ أَنَّهُ فِي الخَيْرِ أَخَصُّ وأَكْثَرُ استِعْمَالاً، قلْتُ: وكذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
ثُمَّ نقل شَيْخُنَا عَن العَيْنِيِّ فِي شَرْح البُخَارِيِّ: الحَاصِلُ بِأُصُولِ الشَّرْع والعِبَادَاتِ: ثَوَابٌ، وبالكَمَالاتِ: أَجْرٌ لاِءَنَّ الثَّوَابَ لُغَةً، بَدَلُ العَيْنِ، والأَجْرُ بَدَلُ المَنْفَعَة، إِلى هُنَا وَسَكَتَ عَلَيْهِ، مَع أَنَّ الذِي قَالَه من أَنَّ الثَّوَابَ لُغَةً بَدَلُ العَيْنِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّةِ فَلْيُعَلَمْ ذلكَ، ( {كَالمَثُوبَةِ) قَالَ اللَّهُ تَعَالى {} لَمَثُوبَةٌ مّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ} (الْبَقَرَة: 103) ( {والمَثْوَبَةِ) قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: (} أَثَابَه اللَّهُ) مَثُوبَةً حَسَنَةً، ومَثْوَبَةٌ بِفَتْحِ الواوِ شَاذٌّ، وَمِنْه قَرَأَ مَنْ قَرأَ {لَمَثُوبَةٌ مّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ} {وأَثَابَهُ اللَّهُ} يُثِيبُهُ {إِثَابَةً: جَازَاهُ، والاسْمُ الثَّوَابُ، ومنْهُ حَدِيثُ ابْنِ التَّيِّهَان (} أَثِيبُوا أَخَاكُمْ) أَيْ جَازُوهُ على صَنِيعِهِ (و) قد ( {أَثْوَبَهُ) اللَّهُ مَثُوبة حَسَنَةً ومَثْوَبَةً، فأَظْهَرَ الوَاوَ عَلى الأَصْل، وَقَالَ الكلاَبيُّونَ: لاَ نَعرِف المَثْوَبَةَ وَلَكِن المَثَابةَ (و) كَذَا (ثَوَّبَهُ) اللَّهُ (مَثُوبَتَهُ: أَعْطَاهُ إِيَّاهَا) وثَوَّبهُ من كذَا: عَوَّضَهُ.
(} ومَثَابُ) الحَوْضِ {وثُبَتُهُ: وَسَطُه الَّذِي يَثُوبُ إِليه الماءُ إِذا اسْتُفْرِغَ.
} والثُّبَةُ: مَا اجْتَمَعَ إِليهِ المَاءُ فِي الوَادِي أَو فِي الغَائِطِ، حُذفَتْ عَيْنُهُ وإِنَّمَا سُمِّيَتْ {ثُبَةً لاِءَنَّ المَاءَ يَثُوبُ إِلَيْهَا، والهَاءُ عِوَضٌ عَن الوَاوِ الذّاهِبَةِ من عَيْنِ الفِعْلِ، كَمَا عَوَّضُوا من قَوْلِهِمْ أَقَامَ إِقَامَةً، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَلم يَذْكُر المُؤَلِّفُ ثُبَةً هُنَا، بل ذكره فِي ثَبى مُعْتَلِّ الَّلامِ، وَقد عَابُوا عَلَيْهِ فِي ذَلِك، وذكرهُ الجَوْهَرِيّ هُنَا، ولكنْ أَجَادَ السَّخَاوِيُّ فِي سِفْرِ السَّعَادَةِ حَيْثُ قَالَ: الثّبَةُ: الجَمَاعَةُ فِي تَفَرُّقٍ، وَهِي مَحْذُوفَةُ الَّلامِ، لأَنَّهَا من ثَبَيْتُ أَي جَمَعتُ، وَوَزْنُهَا على هَذَا فُعَةٌ، والثُّبَةُ، أَيْضاً: وَسَطُ الحَوْضِ، وهُوَ مِن ثَابَ يَثُوبُ، لأَنَّ المَاءَ يَثُوبُ إِليها أَي يَرْجِعُ، وهِي مَحْذُوفَةُ العَيْنِ ووَزْنَهَا فُلَةٌ. انْتَهَى، نَقله شَيْخُنَا.
قُلْتُ: وأَصْرَحُ مِنَ هذَا قَوْلُ ابْنِ المُكَرَّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: الثُّبةُ: الجمَاعةُ مِنَ النَّاس ويُجْمَعُ عَلَى} ثُبًى، وَقد اختلَفَ أَهْلُ اللُّغَةِ فِي أَصْلِهِ فَقَال بَعْضُهُمْ: هِيَ من ثَابَ أَي عَادَ ورجعَ، وَكَانَ أَصْلِهَا ثُوَبَةً، فَلَمَّا ضُمَّت الثاءُ حُذِفَتِ الوَاو، وتَصْغِيرُهَا ثُوَيْبَةٌ، وَمن هَذَا أُخِذَ ثُبَةُ الحَوْضِ وَهُوَ وَسَطَهُ الَّذِي يَثُوبُ إِليه بَقِيَّةُ المَاءِ وقولُه عزَّ وجلَّ: {فَانفِرُواْ! ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً} (النِّسَاء: 71) قَالَ الفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ فانْفِرُوا عُصَباً إِذَا دُعيتُمْ إِلى السَّرَايا أَو دُعِيتُم لتَنْفِرُوا جَمِيعاً، ورُوِيَ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ سَلاَّمٍ سأَلَ يُونُسَ عَن قَوْلِه عزَّ وجلَّ: {فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً} قَالَ: ثُبَةٌ وثُبَاتٌ أَي فرْقَةٌ وفِرَقٌ، وَقَالَ زُهَيْرٌ:
وَقَدْ أَغْدُوا عَلَى ثُبَة كِرَامٍ
نَشَاوَى وَاجِدينَ لمَا نَشَاءُ
قَالَ أَبو مَصورٍ: {الثُّبَاتُ: جَمَاعَاتٌ فِي تَفْرِقَةٍ، وكلُّ فرْقَة: ثُبَةٌ، وهَذَا مِن ثاب، وَقَالَ آخَرُون: الثُّبَةُ من الأَسْمَاءِ النَّاقصَة، وَهُوَ فِي الأَصْل ثُبَيَة، فالسَّاقطُ لاَمُ الفعْلِ فِي هَذَا القَوْل وأَما فِي القَوْل الأَولِ فالسّاقِطُ عَيْنُ الفعْلِ، انْتَهَى، فإِذا عَرَفْتَ ذَلِك عَلمْتَ أَنَّ عَدَم تَعَرُّض المُؤَلِّفِ لثُبَة بمعْنَى وَسَط الحَوْض فِي ثَابَ غَفْلَةٌ وقُصُورٌ.
} وَمَثَابُ (البِئْرِ: مَقَامَ السَّاقِي) مِنْ عُرُوشهَا على فَمِ البِئرِ، قَالَ القُطَامِيُّ يَصفُ البِئرَ وتَهَوُّرَهَا:
وَمَا {لِمَثَابَاتِ العُرُوش بَقيَّةٌ
إِذَا اسْتُلَّ منْ تَحْت العُرُوشِ الدَّعَائِمُ
(أَوْ) } مَثابُ البِئْرِ (: وَسَطُهَا، {ومَثَابَتُهَا: مَبْلَغُ جُمُومِ مَائِهَا، و) } مَثَابَتُهَا (: مَا أَشْرَفَ مِن الحِجَارَةِ حَوْلَهَا) يَقُومُ عَلَيْهَا الرَّجُلُ أَحْيَاناً كَيْلاَ يُجَاحِفَ الدَّلْوَ أَو الغَرْبَ (أَو) مَثَابَةُ البِئرِ: طَيُّهَا، عَن ابْنِ الأَعْرَابيِّ، قَالَ ابنُ سِيدَهْ: لاَ أَدْرِي أَعَنَى بِطَيِّهَا (مَوْضِعَ طَيِّهَا) أَمْ عَنَى الطَّيَّ الَّذي هُوَ بِنَاؤُهَا بِالحِجَارَةِ، قَالَ: وقَلَّمَا يَكُونُ المَفْعَلَةُ مَصْدَراً، (و) المَثَابَةُ (: مُجْتَمَعُ النَّاسِ بَعْدَ تَفَرُّقِهم، {كالمَثَابِ) ورُبَّمَا قَالُوا لِمَوْضِع حِبَالَةِ الصَّائِدِ مَثَابَةٌ، قَالَ الرَّاجِزُ:
حَتَّى مَتَى تَطَّلعُ} المَثَابَا
لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصَاباً
يَعْنِي بالشَّيْخِ الوَعِلَ. والمَثَابَةُ: المَوْضِعُ الَّذِي يُثَابُ إِلَيْهِ أَي يُرْجَعُ إِليه مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {2. 009 واذ جعلنَا الْبَيْت. . واءَمنا} (الْبَقَرَة: 125) وإِنَّمَا قيلَ للْمَنْزِلِ مَثَابَةٌ لاِءَنَّ أَهْلَهُ يَتَصَرَّفُونَ فِي أُمُورِهم ثُمَّ يَثُوبُونَ إِليهِ، والجَمْعُ المَثَابِ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الزَّجَّاجُ: الأَصْلُ فِي مَثَابَة مَثْوَبَةٌ، وَلَكِن حَرَكَة الواوِ نُقِلَتْ إِلى الثاءِ ونَبِعَتِ الواوِ الحَرَكَةَ فَانْقَلَبَتْ أَلفاً، قَالَ: وَهَذَا إِعْلاَلٌ بِاتِّبَاع بَابِ ثَابَ، وقِيلَ المَثَابَةُ والمَثَابُ وَاحدٌ، وَكَذَلِكَ قَالَ الفَرَّاءُ: وأَنشد الشَّافِعِيُّ بَيْتَ أَبي طَالِبٍ:
{مَثَاباً لاِءَفْنَاءِ القَبَائِلِ كُلِّهَا
تَخُبّ إِلَيْهَا اليَعْمَلاَتُ الذَّوَامِلُ
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: البَيْتُ: مَثَابَةٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَثُوبَةٌ، ولَمْ يُقْرَأْ بهَا.
قلتُ: وهَذَا المَعْنَى لم يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ مَعَ أَنَّهُ مَذْكُورٌ فِي الصّحاحِ، وَهُوَ عَجِيبٌ، وَفِي الأَساس: ومنَ المَجَازِ: ثَابَ إِليه عَقْلُهُ وحِلْمُهُ، وجَمَّتْ مَثَابَةُ البِئْرِ، وَهِي مُجْتَمَعُ مَائهَا وبِئرٌ لَهَا} ثائِبٌ أَيْ مَاءٌ يَعُودُ بَعْدَ النَّزْح وقَوْمٌ لَهُم ثَائِبٌ، إِذا وَفَدُوا جَمَاعَةً بَعْدَ جَمَاعَةٍ.
وثَابَ مَالُهُ: كَثُرَ واجْتَمَعَ، والغُبَارِ: سَطَعَ وكَثُرَ. {وثُوِّبَ فُلانٌ بَعْد خَصَاصَةِ. وجَمَّتْ مَثَابَةُ جَهْلِهِ: اسْتَحْكَمَ جَهْلُهُ، انْتهى، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) قَالَ الأَزهريُّ وسَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ: المَلأُ بِمَوْضع كَذَا وكَذَا مِثْلُ ثَائبِ البَحْرِ، يَعْنُونَ أَنَّهُ غَضٌّ رَطْبٌ كَأَنَّهُ مَاءُ البَحْرِ إِذَا فَاضَ بَعْدَ جَزْر. وثَابَ أَي عَادَ ورَجَعَ إِلى مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ أَفْضَى إِليه، ويُقَالُ: ثَابَ مَاءُ البِئرِ، إِذَا عَادَتْ جُمَّتُهَا، وَمَا أَسْرَع} ثَائِبَهَا، وثَابَ المَاءُ إِذا بَلَغَ إِلى حَاله الأَوَّل بَعْدَ مَا يُسْتَقَى، وثَابَ القَوْمُ: أَتَوْا مُتَوَاترِينَ، وَلاَ يُقَالُ لِلْوَاحِدِ، وَفِي حَديث عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً انْتَقَصَ من سُبُلِ النَّاسِ إِلى! مَثَابَاتِهِم ْشَيْئاً) قَالَ ابنُ شُمَيْل إِلى (مثاباتِهم أَيْ إِلى) مَنَازِلِهِمْ، الوَاحدُ مَثَابَة، قَالَ: والمَثَابَةُ: المَرْجِعُ، والمَثَابَةُ: المُجْتَمَعُ، والمَثَابَة: المَنْزِلُ، لأَنَّ أَهْلَهُ يَثُوبُونَ إِليه أَي يَرْجِعُونَ، وأَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً اقْتَطَعَ شَيْئاً مِنْ طُرِقِ المُسْلمينَ وأَدْخَلَهُ دَارَه. وَفِي حَديثِ عَمْرِو بنِ العَاص (قِيلَ لَهُ فِي مَرَضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ: كَيْفَ تَجِدُك؟ قَالَ: أَجِدْنِي أَذُوبُ وَلاَ {أَثُوبُ) أَي أَضْعُف وَلَا أَرْجِعُ إِلى الصِّحَّة، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: يُقَالُ لأَسَاس البَيْت: مَثَابَات، ويُقَالُ لتُرَابِ الأَسَاسِ: النَّثِيلُ، قَالَ: وثَابَ إِذَا انْتَبَه، وآبَ، إِذَا رَجَعَ، وتَابَ إِذَا أَقْلَعَ. والمَثَابُ طَيُّ الحجَارَة يَثُوبُ بَعْضُهَا على بَعْض من أَعْلاَهُ إِلى أَسْفَله، والمَثَابُ: المَوْضعُ الَّذي يَثُوبُ مِنْهُ المَاءُ، وَمِنْه: بِئرٌ مَالَهَا ثَائبٌ، كَذَا فِي (لسَان العَرَبِ) .
(} والتَّثْوِيبُ: التَّعْوِيضُ) يُقَالُ ثَوَّبَهُ مِن كَذَا: عَوَّضَهُ، وقدْ تَقَدَّمَ، (و) {التَّثْوِيبُ (الدُّعَاءُ إِلَى الصَّلاة) وغَيْرهَا، وأَصْلُه أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا جَاءَ مُسْتَصْرخاً لَوَّحَ بِثَوْبِهِ ليُرى وَيَشْتَهِرَ، فَكَانَ ذَلِك كالدُّعَاءِ، فسُمِّيَ الدُّعَاءُ} تَثْوِيباً لِذالك، وكُلَّ داعٍ {مُثَوِّبٌ، وقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الدُّعَاءُ تَثْوِيباً من ثَابَ يَثُوبُ إِذا رَجَعَ، فَهُوَ رُجُوعٌ إِلى الأَمْرِ بالمُبَادَرَةِ إِلى الصَّلاةِ، فإِنَّ المُؤَذِّنَ إِذا قَالَ: حَيَّ على الصَّلاَة، فَقَدْ دَعَاهُمْ إِليهَا، فإِذا قَالَ بَعْدَهُ: الصَّلاَةُ خَيرٌ مِن النَّوْمِ، فقد رَجَعَ إِلى كَلاَمٍ مَعْنَاهُ المُبَادَرَةُ إِليها، (أَو) هُوَ (تَثْنِيَةُ الدُّعَاءِ أَو) هُوَ (أَن يَقُولَ فِي أَذَانِ الفَجْرِ: الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِن النَّوْمِ، مَرَّتَيْنِ، عَوْداً على بَدْءٍ) ، وَرَدَ فِي حَدِيثِ بِلاَل (أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنْ لَا} أُثَوِّبَ فِي شَيْءٍ من الصَّلاةِ إِلاَّ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: الصَّلاَةُ خَيْرٌ من النَّوْمِ، مَرَّتَيْنِ. (و) التَّثْوِيبُ (: الإِقَامَةُ) أَي إِقَامَةُ الصَّلاةِ، جَاءَ فِي الحَدِيث: (إِذَا {ثُوِّبَ بِالصَّلاَة فَأْتُوهَا وعَلَيْكُمُ السَّكينَةُ والوَقَارُ) قَالَ ابْنُ الأَثير: التَّثْويبُ هُنَا: إِقَامَةُ الصَّلاَةِ. (و) } التَّثْوِيبُ (: الصَّلاَةُ بَعْدَ الفَريضَة) حَكَاهُ يُونُسُ، قَالَ: (و) يُقال: ( {تَثَوَّبَ) إِذَا تَطَوَّعَ أَي (تَنَفَّلَ بَعْدَ) المَكْتُوبَةِ، أَي (الفَرِيضَةِ) وَلاَ يَكُونُ التَّثْوِيبُ إِلاَّ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ، وَهُوَ العَوْدَ للْصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ. (و) تَثَوَّبَ (: كَسَبَ الثَّوَابَ) قَالَ شَيْخُنَا: وَجَدْتُ بِخَطِّ وَالِدي: هَذَا كُلُّه مُوَلَّد لَا لُغَوِيٌّ.
(والثَّوْبُ: اللِّبَاسُ) مِن كَتَّانٍ وقُطْن وصُوفٍ وخَزَ وفِرَاءٍ وغَيْرِ ذلكَ ولَيْسَتِ السُّتُورُ مِن اللِّبَاسِ، وقَرَأْتُ فِي مُشْكِل القُرْآنِ لابْنِ قُتَيْبَةَ: وَقد يَكْنُونَ بِاللِّبَاسِ والثْوبِ عَمَّا سَتَرَ وَوَقَى، لأَنَّ اللِّبَاسَ} والثَّوْبَ سَاتِرَانِ وَوَاقِيَان قَال الشَّاعرُ:
{كَثَوْبِ ابْنِ بَيْض وَقَاهُمْ بِهِ
فَسَدَّ عَلَى السَّالِكِنَ السَّبِيلاَ
وسيأْتي فِي (بيض) . (ج} أَثْوُبٌ، و) بَعْضُ العَرَبِ يَهْمِزُهُ فيقولُ (! أَثْؤُبٌ) لاسْتثْقَالِ الضَّمَّةِ على الوَاوِ، والهَمْزَةُ أَقْوَى على احْتِمَالِهَا مِنْهَا، وَكَذَلِكَ دَارٌ وأَدْؤُرٌ، وسَاقٌ وأَسْؤُقٌ وجَمِيعُ مَا جَاءَ على هَذَا المِثَالِ، قَالَ مَعْرُوفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
لِكُلِّ دَهْرٍ قَدْ لَبِسْتُ أَثْؤُبَا
حَتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِنَاعَا أَشْيَبَا
أَمْلَحَ لاَ لَذًّا وَلاَ مُحَبَّبَا
ولعَلَّ (أَثْؤُب) مَهْمُوزا سَقط من نُسْخَةِ شَيْخِنَا فَنَسَبَ المُؤلِّفَ إِلى التَّقْصِيرِ والسَّهْوِ، وإِلاَّ فهوَ مَوْجُودٌ فِي نُسْخَتِنَا المَوْجُودَةِ، وَفِي (التَّهْذِيب) : وثَلاَثَةُ أَثْوُبٍ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، حُمِلَ الصَّرْفُ فِيهَا على الْوَاو الَّتِي فِي الثَّوْبِ نَفْسِهَا، والواوُ تَحتملُ الصَّرْفَ من غير انْهِمَازٍ، قَالَ: وَلَو طُرِحَ الهَمْزُ من أَدْؤُر أَو أَسْؤُق لجَاز، على أَنْ تُرَدَّ تِلْكَ الأَلفُ إِلى أَصْلِهَا، وَكَانَ أَصلُهَا الْوَاو، (وأَثْوَابٌ، وثِيَابٌ) ، وَنقل شيخُنَا عَن رَوْضِ السُّهَيْلِيِّ، أَنه قد يُطْلَقُ الأَثْوَابُ على لاَبِسيها، وأَنْشَدَ:
رَمَوْهَا بأَثْوَابٍ خِفَافٍ فَلاَ تَرَى
لَهَا شَبهاً إِلاَّ النَّعَامَ المُنَفَّرَا أَي بأَبْدَان. قلت: ومثْلُه قولُ الرَّاعِي:
فَقَامَ إِليها حبْتَرٌ بسِلاَحِهِ
وللَّهِ {ثَوْبَا حَبْتَرٍ أَيِّمَا فَتَى
يريدُ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ ثَوْبَا حَبْتَرٍ من بَدَنِه، وسيأْتي.
(وبَائِعُه وصَاحِبُه:} ثَوَّابٌ) ، الأَوَّلُ عَنْ أَبي زيد، قَالَ شَيخنَا: وعَلى الثَّانِي اقْتصر الجوهريّ، وعَزَاه لسيبويهِ، قلت: وعَلى الأَول اقتصرَ ابْن المُكَرَّمِ فِي (لِسَان الْعَرَب) ، حَيْثُ قَالَ: ورَجُلٌ ثَوَّابٌ، للذِي يَبِيعُ الثِّيَابَ، نَعَمْ قَالَ فِي آخِرِ المادّة: ويُقَالُ لصَاحب {الثِّيَابِ: ثَوَّابٌ.
(و) أَبُو بَكْرٍ (محمدُ بنُ عُمَرَ} الثِّيَابِيُّ البُخَارِيُّ (المَحَدِّثُ) رَوَى عَنهُ مُحَمَّد وعمرُ ابْنَا أَبِي بكرِ بنِ عُثْمَانَ السِّنْجِيّ البخاريّ، قَالَه الذهبيّ، لُقِّب بِهِ لأَنّه (كَانَ يَحْفَظُ الثِّيَابَ فِي الحَمَّامِ) كالحُسين بن طَلْحَةَ النَّعَّالِ، لُقِّب بالحَافِظِ لحفظه النِّعَال، (وثَوْبُ بنُ شَحْمَةَ) التَّمِيمِيُّ، وَكَانَ يُلَقَّب مُجِيرَ الطَّيْرِ، وَهُوَ الَّذِي (أَسَر حَاتِمَ طَيِّىءٍ) زَعَمُوا، (و) ثَوْبُ (بنُ النَّارِ شاعرٌ جاهليٌّ، و) ثوبُ (بن تَلْدَة) بِفَتْح فَسُكُون (مُعَمَّرٌ لَهُ شِعْرٌ يومَ القَادِسيَّةِ) وَهُوَ من بني وَالِبَةَ.
(و) من المَجَازِ: (لِلَّهِ {ثَوْبَاهُ) ، كَمَا تَقول: لِلَّه تِلاَدُهُ أَي (لِلَّه دَرُّهُ) ، وَفِي الأَساس: يريدُ نَفْسَه وَمن الْمجَاز أَيضاً: اسْلُلْ ثِيَابَك مِن ثَيَابِي: اعْتَزلْني وفَارِقْنِي، وتَعلَّقَ بِثِيَابِ اللَّهِ: بأَسْتَارِ الكَعْبَةِ، كذَا فِي الأَسَاس.
(وثَوْبُ المَاءِ) هُوَ (السَّلَى والغِرْسُ) ، نَقله الصَّاغَانِيّ، وَقَوْلهمْ (وَفِي} - ثَوْبَيْ أَبِي) ، مُثَنًّى، (أَنْ أَفِيَهُ، أَيْ فِي ذِمَّتِي وذمَّةِ أَبي) ، وهذَا أَيضاً من الْمجَاز، وَنَقله الفرّاءُ عَن بَني دُبَيْرٍ، وَفِي الخُدْرِيِّ لمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ دَعَا {بثيَاب جُدُدٍ فَلَبِسَهَا، ثمَّ ذَكَرَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه قَالَ: ((إِنَّ المَيِّتَ لَيُبْعَثُ) وَفِي رِوَايَة: يُبْعَثُ (فِي} ثِيابِه) الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا) قَالَ الخَطَّابِيُّ: أَمَّا أَبُو سَعيد فقد استعملَ الحديثَ على ظاهرِه، وَقد رُوِيَ فِي تَحْسِينِ الكَفَنِ أَحاديثُ، وَقد تأَوَّلَه بعضُ العلماءِ على الْمَعْنى فَقَالَ: (أَيْ أَعْمَاله) الَّتِي يُخْتَمُ لَهُ بهَا، أَو الْحَالة الَّتِي يَمُوتُ عَلَيْهَا من الخَيْر والشَّرِّ، وَقد أَنكرَ شيخُنَا على التأْوِيل والخروجِ بِهِ عَن ظاهرِ اللفظِ لغيرِ دَلِيل، ثمّ قَالَ: على أَنّ هَذَا كَالَّذي يُذْكَر بعده لَيْسَ من اللُّغَة فِي شَيْء، كَمَا لَا يخفى، وَقَوله عزّ وجلّ: { {وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ} (المدثر: 4) قَالَ ابنُ عبّاس: يَقُول: لاَ تَلْبَسْ} ثِيَابَكَ على مَعْصِيَةٍ ولاَ على فُجُورٍ، واحتجَّ بقول الشَّاعِر:
وإِنّي بحَمْدِ اللَّهِ لاَ ثَوْبَ غَادِر
لَبِسْتُ وَلاَ مِنْ خَزْيَةٍ أَتَقَنَّعُ
و (قيلَ: قَلْبَكَ) ، القَائِلُ: أَبو العبّاس، وَنقل عَنهُ أَيضاً: الثِّيَابُ: اللِّبَاسُ، وَقَالَ الفرّاء، أَي لاَ تَكُنْ غادِراً فتُدَنِّسَ ثِيَابَكَ، فإِنّ الغادرَ دَنسُ الثِّيابِ، وَيُقَال: أَي عَمَلَكَ فَأَصْلحْ، وَيُقَال: أَي فَقَصِّرْ، فإِنّ تَقصيرَها طُهْرٌ، وَقَالَ ابنُ قتيبةَ فِي مُشكل الْقُرْآن: أَي نَفْسَكَ فَطَهِّرْهَا منَ الذُّنُوبِ، والعَرَبُ تَكْنِي {بالثِّيَابِ عَن النفْس لاشتمالها عَلَيْهَا، قَالَت لَيْلَى وذَكَرَت إِبلا:
رَمَوْهَا} بِأَثْوَاب خِفَافِ فَلاَ تَرَى
البَيْتُ قد تقدَّم، وَقَالَ:
فَسُلِّي {- ثِيَابِي عَنْ} ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
وفُلاَنٌ دَنِسُ الثِّيَابِ، إِذَا كَان خَبِثَ الفِعْلِ والمَذْهَبِ خبيثَ العِرْض قَالَ امرؤُ الْقَيْس:
! ثِيَابُ بَنِي عَوف طَهَارَى نَقِيَّةٌ
وَأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ
وَقَالَ آخر:
لاَ هُمَّ إِنَّ عَامِرَ بْن جهْمِ
أَوْ ذَمَ حَجًّا فِي ثِيَابٍ دُسم أَي مُتَدَسِّم بالذُّنُوبِ، وَيَقُولُونَ: قَوْمٌ لِطَافُ الأُزُرِ أَي خِمَاصُ البُطُونِ، لأَنَّ الأُزُرَ تُلاثُ عَلَيْهَا، وَيَقُولُونَ: فِداً لَكَ إِزَارِي، أَي بَدَنِي، وسيأْتي تحقيقُ ذَلِك.
(وسَمَّوْا ثَوْباً {وثُوَيْباً وثَوَاباً كسَحَابٍ} وثَوَابَةَ كسَحَابَةٍ) {وثَوْبَانَ} وثُوَيْبَةَ، فالمُسَمَّى {بثَوْبَانَ فِي الصَّحَابة رَجُلاَنِ: ثَوْبَانُ بنُ بُجْدُدٍ مَوْلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وثَوْبَانُ أَبو عبدِ الرَّحْمَن الأَنْصَارِيُّ، حَديثُه فِي إِنشَادِ الضَّالَّةِ، وثَوْبَانُ: اسْمُ ذِي النُّونِ الزَّاهِدِ المِصْرِيّ، فِي قَول عَن الدَّارَقُطْنِيِّ، وثَوْبَانُ بن شَهْرٍ الأَشْعَرِيُّ، يَرْوِي المَرَاسِيلَ، عِدَادُه فِي أَهلِ الشأْمِ،} وثُوَيْبٌ أَبُو رشيدٍ الشامِيُّ.
وثُوَيْبَةُ مَوْلاَةُ أَبِي لَهَبٍ، مُرْضِعَةُ رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمومرضعة عمِّه حمزةَ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ، قَالَ ابنُ مَنْدَه: إِنَّهَا أَسلمتْ، وأَيَّده الْحَافِظ ابنُ حَجَر.
( {وَمَثْوَبُ كمَقْعَدٍ: د باليَمَنِ) ، نَقله الصاغانيّ.
(} وثُوَبُ كزُفَرَ) ، وَفِي نُسْخَة كصُرَدٍ (ابنُ مَعْنٍ الطَّائِيُّ) ، من قُدَماءِ الجاهليّةِ، وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو بنِ المُسَبِّح ابْن كَعْب، (وزُرْعَةُ بنُ! ثُوَبَ المُقْرِىءُ) تابعيٌّ، كذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب المُقْرَائِيّ (قَاضِي دِمَشْقَ) بعدَ أَبي إِدريسَ الخَوْلاَنِيِّ (وعَبْدُ الله بن ثُوَبَ أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ) وَيُقَال: أَثَوْبَ، سَكنَ بِدَارِيَّا الشَّام، لَقِيَ أَبَا بكرٍ الصدِّيقَ، ورَوَى عَن عوفِ بنِ مالكٍ الأَشّعيِّ، وَعنهُ أَبُو إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيُّ، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) للمِزّيّ. (وجُمَيْحُ) ، بالحَاءِ الْمُهْملَة مُصَغَّراً، هَكَذَا فِي النّسخ، والصَّوَاب: جَمِيعُ بِالْعينِ، كأَمير، والحَاء تصحيفٌ (أَو) هُوَ (جُمَيْعُ) بِالْعينِ الْمُهْملَة مُصَغَّراً (ابْنُ ثُوَبَ) ، عَن خالدِ بن مَعْدَانَ، وَعنهُ يحيى الوُحَاظِيّ (وَزَيْدُ بنُ وَبَ) رَوَى عَنهُ يوسفُ بنُ أَبي حَكِيمٍ مُحَدِّثُونَ) . وفَاتَه ثُوَبُ بنُ شريد ليافِعيّ، شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ.
وأَبُو سَعْدٍ الكَلاَعِيُّ، اسمُه عبدُ الرَّحْمَن بنُ ثُوَبَ، وغيرُهُما (والحارِثُ بن ثُوَبَ، أَيضاً) كزُفَرَ (لاَ {أَثْوَبَ) بالأَلف (وَوَهِمَ فِيهِ) الحافظُ (عَبْدُ الغَنِيّ) المَقْدِسِيُّ، خَطَّأَهُ ابْن مَاكُولاَ، وَهُوَ (تَابِعيّ) ، رأَى عليًّا رَضِي الله عَنهُ (} وأَثْوَبُ بنُ عُتْبَةَ) ، مقبولٌ، (مِنْ رُوَاةِ حَدِيثِ الدِّيكِ الأَبْيَضِ) ، وَقيل: لَهُ صُحْبَة، وَلَا يَصِحُّ، رَوَاهُ عبدُ الْبَاقِي بنُ قافع فِي مُعجمه، وفَاتَه: أَثْوَبُ بن أَزْهَرَ، أَخْو بني جَنَاب، وَهُوَ زَوْجُ قَيْلَةَ بنتِ مَخْرَمَةَ الصَّحَابِيَّةِ، ذَكره ابنُ مَاكُولاَ.
( {وثَوَابٌ) اسمُ (رَجُلٍ) كَان يُوصَف بالطَّوَاعِيَةِ، ويُحْكَى أَنه (غَزَا أَو سَافَرَ، فَانْقَطع خبرُه، فَنَذَرَتِ امرأَتُه لَئِنِ اللَّهُ رَدَّهُ) إِليها (لَتخْرِمَنَّ أَنْفَهُ) أَي تجْعَل فِيهِ ثُقْباً (وتَجُنُبَنَّ) أَي تَقُودَنَّ (بِهِ) وَفِي نُسْخَة: تجِيئَنَّ بِهِ (إِلى مَكَّةَ) ، شُكْراً لِلَّه تَعَالَى، (فَلَمَّا قَدِمَ أَخْبَرَتْهُ بِهِ، فَقَالَ) لَهَا: (دُونَكِ) بمَا نَذَرْتِ، (فقِيلَ: أَطْوَعُ مِنْ ثَوَاب) ، قَالَ الأَخْنسُ بنُ شِهَابٍ:
وكُنْتُ الدَّهْرَ لَسْتُ أُطِيعُ أُنْثَى
فَصِرْتُ اليوْمَ أَطْوَعَ مِنْ ثَوَابِ
(و) من الْمجَاز: (} الثَّائِبُ: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ) الَّتِي (تَكُونُ فِي أَوّلِ المَطَرِ) .
وَفِي الأَساسِ: نَشَأَتْ {مُسْتَثَابَاتُ الرِّيَاح: وَهِي ذَوَاتُ اليُمْنِ والبَرَكَةِ الَّتِي يُرْجَى خَيْرُهَا، سُمِّيَ خَيْرُ الرِّيَاحِ ثَوَاباً كمَا سُمِّيَ خَيْرُ النَّحْلِ، وَهُوَ العَسَلُ، ثَوَاباً، (و) الثَّائِبُ (مِن البَحْرُ ماؤهُ الفَائِضُ بَعْدَ الجَزْرِ) ، تَقول العَرَبُ: الكَلأُ بِمَوْضِعِ كَذَا مِثْلُ ثَائِبِ البَحْرِ: يَعْنُونَ أَنَّه غَضٌّ طَرِيٌّ، كأَنَّهُ مَاءُ البَحْرِ إِذَا فَاضَ بَعْدَ مَا جَزَرَ.
(} وثَوَّابُ بنُ عُتْبَةَ) المَهْرِيّ البَصْرِيّ (كَكَتَّانٍ: مُحَدِّثٌ) عَن ابْن بُرَيْدَةَ، وَعنهُ أَبُو الوَلِيدِ، والحَوْضِيُّ. (و) ثَوَّابُ (بنُ حُزَابَةَ) كدُعَابة (لَهُ ذكْرٌ) ، وَابْنه قُتَيْبَةُ بن ثَوَّاب لَهُ ذِكْر أَيضاً.
(و) ثَوَابٌ، (بالتَّخفيف: جَمَاعَةٌ) من المُحَدِّثين.
( {واسْتَثَابَه: سَأَله أَنْ} يُثِيبَهُ) أَي يُجَازِيَه. (و) يُقَال: ذَهَبَ مالُ فلانٍ {فاستَثابَ (مَالا) ، أَي (اسْتَرْجَعَه، وَقَالَ الكُمَيْت:
إِنَّ العَشِيرَةَ} تَسْتَثِيبُ بمالِه
فتُغِيرُ وَهُوَ مُتَوفِّرٌ أَمْوالَها
{وأَثَبْتُ الثَّوْبَ} إِثَابَةً إِذا كَفَفْتَ مَخَايِطَه، ومَلَلْتُه: خِطْتُه الخِيَاطَةَ الأُولى بغيرِ كَفَ.
وعمُودُ الدِّينِ لَا {يُثَابُ بالنِّسَاءِ إِنْ مَال، أَي لَا يُعَادُ إِلى استِوائه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) } ثُوَيْبٌ (كزُبَيْرٍ، تابِعِيٌّ مُحَدِّثٌ) وهُمَا اثنانِ، أَحَدُهُمَا (كَلاَعِيٌّ) يُكنَى أَبا حامدٍ شيْخٌ، روى عَن خَالِد بن مَعْدَانَ (وآخَرُ بِكَاليٌّ) حِمْصِيٌّ، يكنى أَبا رَشيد، روى عَن زيدِ بن ثابتٍ، وَعنهُ أَبو سَلَمَةَ، (وزِيَادُ بن ثوَيْبٍ) عَن أَبي هُرَيْرَةَ، مقبولٌ، من الثَّالِثَة، (و) أَبو مُنْقِذٍ (عبُد الرَّحْمَن بن ثُوَيْب، تابِعِيَّانِ) ، وَحَيْثُ إِنَّهُمَا تَابِعِيَّانِ كَانَ الأَليَقُ أَن يقولَ: تابِعِيُّونَ، لأَن اللَّذَيْن تقدَّمَا تابعيَّانِ أَيضاً، فتأَمّلْ.
وثَوْبَانُ بن شِهْمِيلٍ بطن من الأَزْد.
وأَبو جَعْفَر {- الثَّوَابِيُّ محمدُ بن إِبرَاهِيم البِرْتيّ الْكَاتِب: مُحَدِّثٌ.
(ثوب) رَجَعَ ودعا وثنى الدُّعَاء وَيُقَال ثوب بِالصَّلَاةِ دَعَا إِلَى إِقَامَتهَا وتطوع بعد مَا أدّى الْفَرِيضَة ولوح بِثَوْبِهِ ليرى وَفُلَانًا كافأه وجازاه وَيُقَال ثَوْبه عمله كافأه عَلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {هَل ثوب الْكفَّار مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}

ثوب


ثَابَ (و)(n. ac. ثَوْب
ثُوُوْب
ثَوَبَاْن)
a. Returned, turned round, turned back.
b. Recovered, got well, became convalescent.
c. Collected, gathered together; became abundant.

ثَوَّبَa. Recompensed, rewarded.
b. Summoned to prayer.

أَثْوَبَa. see II (a)
أَثْوَبَ
(و)
a. see (b)
إِسْتَثْوَبَa. Claimed (reward).
b. Recovered, regained, got back.

ثَوْب (pl.
ثِيَاب [] أَثْوَاْب)
a. Garment, vestment; clothing, apparel.
b. Conduct; morals.

ثَوَابa. Reward, recompense.
b. Price.
c. Honey.

ثِيَاب البَيْت
a. Goods & chattels, furniture.

ثَوَّاب
a. Clothier.

ب

ب alphabetical letter ب

The second letter of the alphabet: called بَآءٌ and بَا; (TA in باب الالف الليّنة;) the latter of which forms is used in spelling; like as are its analogues, as تا [and ثا] and حا [and خا and را] and طا [and ظا and فا and ها] and يا; because in this case they are not generally regarded as nouns, but as mere sounds: (Sb, M:) [these are generally pronounced with imáleh, i. e. bé, té, &c., with the exception of حا, خا, طا, and ظا; and when they are regarded as nouns, their duals are بَيَانِ, تَيَانِ, &c.:] the pl. of بَآءٌ is بَآءَاتٌ; and that of بَا is أَبْوَآءٌ (TA ubi suprà.) It is one of the letters termed مَجْهُورَه [or vocal, i. e. pronounced with the voice, and not with the breath only]; and of those termed شَفَهِيَّة [or labial]; and of those termed ذُلْق [or pronounced with the extremity of the tongue or the lips]: Kh says that the letters of the second and third classes above mentioned [the latter of which comprises the former] are those composing the words رُبَّ مَنْ لَفَّ; and on account of their easiness of utterance, they abound in the composition of words, so that no perfect quinqueliteral-radical word is without one or more of them, unless it is of the class termed مُوَلَّد, not of the classical language of the Arabs. (TA at the commencement of باب البآء.)

b2: In the dial. of Mázin, it is changed into م; (TA ubi suprà;) as in بَكَّةُ, which thus becomes مَكَّةُ [the town of Mekkeh]. (TA in باب الالف الليّنة.)

A2: بِ is a preposition, or particle governing the gen. case; (S, Mughnee, K;) having kesr for its invariable termination because it is impossible to begin with a letter after which one makes a pause; (S;) or, correctly speaking, having a vowel for its invariable termination because it is impossible to begin with a quiescent letter; and having kesr, not fet-h, to make it accord with its government [of the gen. case], and to distinguish between it and that which is both a noun and a particle. (IB.) It is used to denote adhesion (Sb, T, S, M, Mughnee, K) of the verb to its objective complement, (S,) or of a noun or verb to that to which it is itself prefixed; (TA;) and adjunction, or association: (Sb, T:) and some say that its meaning of denoting adhesion is inseparable from it; and therefore Sb restricted himself to the mention of this meaning: (Mughnee:) or Sb says that its primary meaning is that of denoting adhesion and mixture. (Ibn-Es-Sáïgh, quoted in a marginal note in a copy of the Mughnee.) It denotes adhesion [&c.] in the proper sense; (Mughnee, K;) as in أَمْسَكْتُ بِزَيْدٍ, (M, Mughnee, K,) meaning I laid hold upon, or seized, [Zeyd, or] somewhat of the body of Zeyd, or what might detain him, as an arm or a hand, or a garment, and the like; whereas أَمْسَكْتُهُ may mean I withheld him, or restrained him, from acting according to his own free will: (Mughnee:) and it denotes the same in a tropical sense; (Mughnee, K;) as in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ [I passed by Zeyd]; (S, Mughnee, K;) as though meaning I made my passing to adhere to Zeyd; (S;) or I made my passing to adhere to a place near to Zeyd: accord. to Akh, it is for مَرَرْتُ عَلَىِ زَيْدٍ; but مَرَرْتُ بِهِ is more common than مَرَرْتُ عَلَيْهِ, and is therefore more properly regarded as the original form of expression: (Mughnee:) accord. to F, the vowel of this preposition is kesr [when it is prefixed to a noun or a pronoun]; or, as some say, it is fet-h when it is with a noun properly so called; as in مَرَّ بَزَيْدٍ: so in the K; this being the reverse of what they have prescribed in the case of [the preposition]

ل: but in the case of ب, no vowel but kesr is known. (MF.) It denotes the same in the saying بِهِ دَآءٌ [In him is a disease; i. e. a disease is cleaving to him]: and so [accord. to some] in أَقْسَمْتُ باللّٰهِ [I swore, or, emphatically, I swear, by God; and similar phrases, respecting which see a later division of this paragraph]. (L.) So, too, in أَشْرَكَ باللّٰهِ, because meaning He associated another with God: and in وَكَّلْتُ بِفُلَانٍ, meaning I associated a وَكِيل [or factor &c.] with such a one. (T.) [And so in other phrases here following.] عَلَيْكَ بِزَيْدٍ Keep thou to Zeyd: or take thou Zeyd. (TA voce عَلَى.) عَلَيْكَ بِكَذَا Keep thou to such a thing: (El-Munáwee:) or take thou such a thing. (Ham p. 216.) فَبَهَا وَنَعْمَتْ Keep thou to it, فبها meaning فَعَلَيْكَ بِهَا, (Mgh in art. نعم,) [or let him keep to it, i. e. فَعَلَيْهِ بِهَا,] or thou hast taken to, or adopted and followed, or adhered to, the established way, or the way established by the Prophet, i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَتَ, (Mgh,) or he hath taken to, &c., i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ, (IAth, TA in art. نعم,) or by this practice, or action, is excellence attained, or he will attain excellence, i. e. فَبِهٰذِهِ الخَصْلَةِ أَوِ الفَعْلَةِ يُنَالُ الفَضْلُ, or يَنَالُ الفَضْلَ; (IAth ubi suprà;) and excellent is the practise, the established way, or the way established by the Prophet, ونعمت meaning وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ السُّنَّةُ, (Mgh,) or and excellent is the practice, or the action, i. e. وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ, (S and K in art. نعم,) or وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ أُوِ الفَعْلَةُ: (IAth ubi suprà:) and it also occurs in a trad., where the meaning is [He who hath done such a thing hath adhered to the ordinance of indulgence; and excellent is the practice, or action, &c.: for here فبها is meant to imply] فَبِالرَّخْصَةِ أَخَذَ. (TA in the present art. See also art. نعم.)

b2: It is also used to render a verb transitive; (Mughnee, K;) having the same effect as hemzeh [prefixed], in causing [what would otherwise be] the agent to become an objective complement; as in ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ syn. with أَذْهَبْتُهُ [I made Zeyd to go away; or I took him away]; (Mughnee;) and hence, [in the Kur ii. 16,] ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ

[God taketh away their light]; (Mughnee, K;)

which refutes the assertion of Mbr and Suh, that ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ means [I went away with Zeyd; i. e.] I accompanied Zeyd in going away. (Mughnee.) J says that any verb that is not trans. you may render so by means of بِ and ا [prefixed] and reduplication [of the medial radical letter]: you say, طَارَ بِهِ and أَطَارَهُ and طَيَّرَهُ [as meaning He made him to fly, or to fly away]: but IB says that this is not correct as of common application; for some verbs are rendered trans. by means of hemzeh, but not by reduplication; and some by reduplication, but not by hemzeh; and some by ب, but not by hemzeh nor by reduplication: you say, دَفَعْتُ زَيْدًا بِعَمْرٍو [as meaning I made ' Amr to repel Zeyd, lit. I repelled Zeyd by ' Amr], but not أَدْفَعْتُهُ nor دَفَّعْتُهُ. (TA.)

b3: It also denotes the employing a thing as an aid or instrument; (S, M, * Mughnee, K; *) as in كَتَبْتُ بِالقَلَمِ [I wrote with the reed-pen]; (S, Mughnee, K;) and نَجَرْتُ بِالقَدُومِ [I worked as a carpenter with the adz]; (Mughnee, K;) and ضَرَبْتُ بالسَّيْفِ [I struck with the sword]. (M.) And hence the بِ in بِسْمِ اللّٰهِ, (Mughnee, K,) accord. to some, because the action [before which it is pronounced] is not practicable in the most perfect manner but by means of it: (Mughnee:) but others disallow this, because the name of God should not be regarded as an instrument: (MF, TA:) and some say that the ب here is to denote beginning, as though one said, أَبْتَدَأُ بِسْمِ اللّٰهِ [I begin with the name of God]. (TA.)

b4: It also denotes a cause; as in إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ [Verily ye have wronged yourselves by, i. e. because of, your taking to yourselves the calf as a god (Kur ii. 51)]; and in فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [And every one of these we have punished for, i. e. because of, his sin (Kur xxix. 39)]; (Mughnee, K) and in لَنْ يَدْخُلَ أَحَدَكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [Not any of you shall enter Paradise by, or for, or because of, his works]. (TA from a trad.) And so in لَقَيتُ بِزَيْدٍ الأَسَدَ I met, or found, by reason of my meeting, or finding, Zeyd, the lion: (Mughnee:) or the ب in this instance denotes comparison; [i. e. I met, or found, in Zeyd the like of the lion;] as also in رَأَيْتُ بِفُلَانٍ القَمَرَ [I saw in such a one the like of the moon]. (TA.) Another ex. of the same usage is the saying [of a poet], قَدْ سُقِيَتْ آبَالُهُمْ بِالنَّارِ وَالنَّارُ قَدْ تَشْفِى مِنَ الأُوَارِ

[Their camels had been watered because of the brand that they bore: for fire, or the brand, sometimes cures of the heat of thirst]; i. e., because of their being branded with the names [or marks] of their owners, they had free access left them to the water. (Mughnee. See also another reading of this verse voce نَارٌ.) [In like manner] it is used in the sense of مِنْ أَجْلِ [which means بِسَبَبِ (Msb in art. اجل)] in the saying of Lebeed, غُلْبٌ تَشَذَّرَ بِالذُّحُولِ كَأَنَّهَا جِنُّ البَدِىِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَا 

(S) Thick-necked men, like lions, who threatened one another because of rancorous feelings, as though they were the Jinn of the valley El-Bedee, [or of the desert, (TA in art. بدو,)] their feet standing firm in contention and obstinate altercation. (EM pp. 174 and 175.) It is also used to denote a cause when prefixed to أَنَّ and to مَا as in ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّٰهِ [That was because they used to disbelieve in the signs of God]; and in ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا [That was because they disobeyed]: both instances in the Kur ii. 58. (Bd.)

b5: It is also used to denote concomitance, as syn. with مَعَ; (Mughnee, K;) as in اِشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلِجَامِهِ وَسَرْجِهِ [I bought the horse with his bit and bridle and his saddle]; (TA;) and in لَمَّا رَآنِى بِالسَّلَاحِ هَرَبَ, i. e. When he saw me advancing with the weapon, [he fled;] or when he saw me possessor of a weapon; (Sh, T;) and in اِهْبِطْ بِسَلَامٍ [Descend thou with security, or with greeting (Kur xi. 50)]; and in وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ

[They having entered with unbelief (Kur v. 66)]; (Mughnee, K;) بالكفر being a denotative of state. (Bd.) Authors differ respecting the ب in the saying, فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ, in the Kur [xv. 98 and ex. 3]; some saying that it denotes concomitance, and that حمد is prefixed to the objective complement, so that the meaning is, سَبِّحْهٌ حَامِدًا لَهُ

[Declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory, praising Him], i. e. declare thou his freedom from that which is not suitable to Him, and ascribe to Him that which is suitable to Him; but others say that it denotes the employing a thing as an aid or instrument, and that حمد is prefixed to the agent, so that the meaning is, سَبِّحْهُ بِمَا حَمِدَ بِهِ نَفْسَهُ

[declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory by means of ascribing to Him that wherewith He hath praised himself]: and so, too, respecting the saying, سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ; some asserting that it is one proposition, the, being redundant; but others saying, it is two propositions, the و being a conjunction, and the verb upon which the ب is dependent being suppressed, so that the meaning is, [I declare thy freedom from everything derogatory from thy glory, 0 God,] وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ

[and with the praising of Thee, or by means of the praise that belongeth to Thee, I declare thy freedom &c.]. (Mughnee. [Other explanations of these two phrases have been proposed; but those given above are the most approved.]) Youalso say, عَلَىَّ بِهِ, meaning Bring thou him, [i. e.] come with him, to me. (Har p. 109.) ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ, in the Kur ix. 119, means بِرُحْبِهَا

[i. e. The earth became strait to them, with, meaning notwithstanding, its amplitude, or spaciousness]. (Bd.) Sometimes the negative لا intervenes between بِ [denoting concomitance] and the noun governed by it in the gen. case; [so that بِلَا signifies Without;] as in جِئْتُ بِلَا زَادٍ [I came without travelling-provision]. (Mughnee and K in art. لا.)

b6: It is also syn. with فِى before a noun signifying a place or a time; (Mughnee, * K, * TA;) as in جَلَسْتُ بِالمَسْجِدِ [I sat in the mosque]; (TA;) and وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ بِبَدْرٍ [and verily God aided you against your enemies at Bedr (Kur iii. 119)]; and نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ [We saved them a little before daybreak (Kur liv. 34)]: (Mughnee, K, TA:) and so in بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (T, K,) in the Kur [lxviii. 6], (TA,) accord. to some, (T, Mughnee,) i. e. In which of you is madness; or in which of the two parties of you is the mad: (Bd:) or the ب is here redundant; (Sb, Bd, Mughnee;) the meaning being which of you is he who is afflicted with madness. (Bd. [See also a later division of this paragraph.])

b7: It also denotes substitution; [meaning Instead of, or in place of;] as in the saying [of the Hamásee (Mughnee)], فَلَيْتَ لِى بِهِمُ قَوْمًا إِذَا رَكِبُوا شَنَّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَانَا

[Then would that I had, instead of them, a people who, when they mounted their beasts, poured the sudden attack, they being horsemen and camel-riders]; (Ham p. 8, Mughnee, K;) i. e., بَدَلًا بِهِمْ (TA:) but some read شَدُّوا الإِغَارَةَ, [and so it is in some, app., the most correct, of the copies of the Mughnee,] for شَدُّوا لِلْإِغَارِةِ [hastened for the making a sudden attack]. (Ham, Mughnee.)

So, too, in the saying, اِعْتَضْتُ بِهٰذِا الثَّوْبِ خَيْرًا مِنْهُ

[I received, in the place of this garment, or piece of cloth, one better than it]; and لَقِيتُ بِزَيْدٍ بَحْرًا

[I found, in the place of Zeyd, a man of abundant generosity or beneficence]; and هٰذَا بِذَاكِ [This is instead, or in the place, of that; but see another explanation of this last phrase in what follows]. (The Lubáb, TA.)

b8: It also denotes requital; or the giving, or doing, in return; (Mughnee, K;) and in this case is prefixed to the word signifying the substitute, or thing given or done in exchange [or return; or to the word signifying that for which a substitute is given, or for which a thing is given or done in exchange or return]; (Mughnee;) as in the saying, اِشْتَرَيْتُهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ [I purchased it for a thousand dirhems]; (Mughnee, K; *) [and in the saying in the Kur ix. 112, إِنَّ اللّٰهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ Verily God hath purchased of the believers their souls and their possessions for the price of their having Paradise;] and كَافَأْــتُ إِحْسَانَهُ بِضِعْفٍ

[I requited his beneficence with a like beneficence, or with double, or more], (Mughnee,) or كَافأْــتُهُ بِضِعْفِ إِحْسَانِهِ [I requited him with the like, or with double the amount, or with more than double the amount, of his beneficence], (K,) but the former is preferable; (TA;) [and خَدَمَ بِطَعَامِ بِطْنِهِ (S and A &c. in art. وغد) He served for, meaning in return for, the food of his belly;] and هٰذَا بِذَاكَ وَلَا عَتْبٌ عَلَى الزَّمَنِ

[This is in return for that, (an explanation somewhat differing from one in the next preceding division of this paragraph,) and no blame is imputable to fortune]: and hence, اُدْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [Enter ye Paradise in return for that which ye wrought (Kur xvi. 34)]; for the ب here is not that which denotes a cause, as the Moatezileh assert it to be, and as all [of the Sunnees] hold it to be in the saying of the Prophet, لَنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [before cited and explained]; because what is given instead of something is sometimes given gratuitously; and it is evident that there is no mutual opposition between the trad. and the verse of the Kurn. (Mughnee.)

b9: It is also syn. with عَنْ; and is said to be peculiar to interrogation; as in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا

[And ask thou respecting Him, or it, one possessing knowledge (Kur xxv. 60)]; (Mughnee, K;) and accord. to IAar in the Kur lxx. 1; (T;) and in the saying of ' Alkameh, فَإِنْ تَسْأَلُونِى بِالنِّسَآءِ فَإِنَّنِي بَصِيرٌ بِأَدْوَآءِ النِّسَآءِ خَبِيرُ

[And if ye ask me respecting the diseases of women, verily I am knowing in the diseases of women, skilful]: (A' Obeyd, TA:) or it is not peculiar to interrogation; as in وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالْغَمَامِ [And the day when the heavens shall be rent asunder from the clouds (Kur xxv. 27)]; (Mughnee, K) and مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ (K) i. e. What hath beguiled thee from thy Lord, and from believing in him? in the Kur lxxxii. 6; and so in the same, lvii. 13: (TA: [but see art. غر:]) 

or, accord. to Z, the ب in بالغمام means by, as by an instrument; (Mughnee;) or it means because of, or by means of, the rising of the clouds therefrom: (Bd:) and in like manner the Basrees explain it as occurring in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا, as denoting the cause; and they assert that it is never syn. with عَنْ; but their explanation is improbable. (Mughnee.)

b10: It is also syn. with عَلَىِ; as in إِنْ تِأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ (Mughnee, K *) or بِدِينَارٍ (S) [If thou give him charge over a hundredweight or over a deenár (Kur iii. 68)]; like as عَلَى is sometimes put in the place of بِ as after the verb رَضِىَ: (S, TA:) and so in لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ [That the ground were made even over them], in the Kur [iv. 45], (TA,) i. e. that they were buried; (Bd) and in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ

[I passed by Zeyd], accord. to Akh, as before mentioned; (Mughnee, in the first division of the art. on this preposition;) and in زَيْدٌ بِالسَّطْحِ [Zeyd is on the roof]; (TA;) and in a verse cited in this Lex. voce ثَعْلَبٌ. (Mughnee.)

b11: It also denotes part of a whole; (Msb in art. بعض

Mughnee, K;) so accord. to As and AAF and others; (Msb, Mughnee;) as syn. with مِنْ (Msb, TA:) IKt says; the Arabs say, شَرِبْتُ بِمَآءِ

كَذَا, meaning مِنْهُ [I drank of such a water]; and Az mentions, as a saying of the Arabs, سَقَاكَ اللّٰهُ مِنْ مَآءِ كَذَا, meaning بِهِ [May God give thee to drink of such a water], thus making the two prepositions syn.: (Msb: [in which five similar instances are cited from poets; and two of these are cited also in the Mughnee:]) and thus it signifies in عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللّٰهِ [A fountain from which the servants of God shall drink, in the Kur lxxvi. 6; and the like occurs in lxxxiii. 28]; (Msb, Mughnee, K;) accord. to the authorities mentioned above; (Mughnee;) or the meaning is, with which the servants of God shall satisfy their thirst (يَرْوَى بِهَا); (T, Mughnee;) or, accord. to Z, with which the servants of God shall drink wine: (Mughnee:) if the ب were redundant, [as some assert it to be, (Bd,)] the meaning would be, that they shall drink the whole of it; which is not right: (Msb:) thus, also, it is used in وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ [in the Kur v. 8], (Msb, Mughnee, K,) accord. to some; (Mughnee;) i. e. [and wipe ye] a part of your heads; and this explanation has been given as on the authority of EshSháfi'ee; but he is said to have disapproved it, and to have held that the ب here denotes adhesion: (TA:) this latter is its apparent meaning in this and the other instances: or, as some say, in this last instance it is used to denote the employing a thing as an aid or instrument, and there is an ellipsis in the phrase, and an inversion; the meaning being, اِمْسَحُوا رُؤُسَكُمْ بِالمَآءِ [wipe ye your heads with water]. (Mughnee.)

b12: It is also used to denote swearing; (Mughnee, K;) and is the primary one of the particles used for this purpose; therefore it is peculiarly distinguished by its being allowable to mention the verb with it, (Mughnee,) as أُقْسِمُ بِاللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ [I swear by God I will assuredly do such a thing]; (Mughnee, K) and by its being prefixed to a pronoun, as in بِكَ لَأَفْعَلَنَّ [By thee I will assuredly do such a thing]; and by its being used in adjuring, or conjuring, for the purpose of inducing one to incline to that which is desired of him, as in باللّٰهِ هَلْ قَامَ زَيْدٌ, meaning I adjure thee, or conjure thee, by God, to tell me, did Zeyd stand? (Mughnee.) [See also the first explanation of this particle, where it is said, on the authority of the L, that, when thus used, it denotes adhesion.]



b13: It is also syn. with إِلَي as denoting the end of an extent or interval; as in أَحْسَنَ بِى, meaning He did good, or acted well, to me: (Mughnee, K:) but some say that the verb here imports the meaning of لَطَفَ [which is trans. by means of ب, i. e. he acted graciously, or courteously, with me]. (Mughnee.)

b14: It is also redundant, (S, Mughnee, K,) to denote corroboration: (Mughnee, K:) and is prefixed to the agent: (Mughnee:) first, necessarily; as in أَحْسِنْ بِزَيْدٍ; (Mughnee, K;) accord. to general opinion (Mughnee) originally أَحْسَنَ زَيْدٌ, i. e. صَارَ ذَا حُسْنٍ [Zeyd became possessed of goodness, or goodliness, or beauty]; (Mughnee, K; *) or the correct meaning is حَسُنَ

زَيْدٌ [Good, or goodly, or beautiful, or very good &c., is Zeyd! or how good, or goodly, or beautiful, is Zeyd!], as in the B: (TA:) secondly, in most instances; and this is in the case of the agent of كَفَى; as in كَفَى بِاللّٰهِ شَهِيدًا [God sufficeth, being witness, or as a witness (Kur xiii., last verse; &c.)]; (Mughnee, K [and a similar ex. is given in the S, from the Kur xxv. 33;]) the ب here denoting emphatic praise; but you may drop it, saying, كَفَى اللّٰهُ شَهِيدًا: (Fr, TA:) thirdly, in a case of necessity, by poetic licence; as in the saying, أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأَنْبَآءُ تَنْمِى بِمَا لَاقَتْ لَبُونُ بَنِى زِيَادِ

[Did not what the milch camel of the sons of Ziyád experienced come to thee (يَأْتِيكَ being in like manner put for يَأْتِكَ) when the tidings were increasing?]. (Mughnee, K.) It is also redundantly prefixed to the objective complement of a verb; as in وَلَا تُلْقُوا بِأَيْديكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

[And cast ye not yourselves (بأيديكم meaning بِأَنْفُسِكُمْ) to perdition (Kur ii. 191)]; and in وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [And shake thou towards thee the trunk of the palm-tree (Kur xix. 25)]: but some say that the former means and cast ye not yourselves (أَنْفُسَكُمْ being understood) with your hands to perdition; or that the meaning is, by means, or because, of your hands: (Mughnee:) and ISd says that هُزِّى, in the latter, is made trans. by means of ب because it is used in the sense of جُزِّى: (TA in art هز:) so, too, in the saying, نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ وَ نَرجُو بِالفَرَجْ

[We smite with the sword, and we hope for the removal of grief]: (S, Mughnee:) and in the trad., كَفَي بِالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ

[It suffices the man in respect of lying that he relate all that he has heard]. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the inchoative; as in بِحَسْبِكَ [when you say, بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, meaning A thing sufficing thee is a dirhem; a phrase which may be used in two ways; as predicating of what is sufficient, that it is a dirhem; and as predicating of a dirhem, that it is sufficient; in which latter case, بحسبك is an enunciative put before its inchoative, so that the meaning is, a dirhem is a thing sufficing thee, i. e. a dirhem is sufficient for thee; as is shown in a marginal note in my copy of the Mughnee: in the latter way is used the saying, mentioned in the S, بِحَسْبِكَ قَوْلُ السَّوْءِ A thing sufficing thee is the saying what is evil: and so, app., each of the following sayings, mentioned in the TA on the authority of Fr; حَسْبُكَ بِصَدِيقِنَا A person sufficing thee is our friend; and نَاهِيكَ بِأَخِينَا

A person sufficing thee is our brother: the ب is added, as Fr says, to denote emphatic praise]: so too in خَرَجْتُ فَإِذِا بِزَيْدٍ [I went forth, and lo, there, or then, was Zeyd]; and in كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ كَذَا [How art thou, or how wilt thou be, when it is thus, or when such a thing is the case?]; and so, accord. to Sb, in بِأيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

[mentioned before, in explanation of بِ as syn. with فِى]; but Abu-l-Hasan says that بأيّكم is dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, denoting the predicate of اَلمفتون; and some say that this is an inf. n. in the sense of فِنْنَةٌ; [so that the meaning may be, بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ مُسْتَقِرٌّ In which of you is madness residing?]; or, as some say, بِ is here syn. with فِى [as I have before mentioned], (Mughnee.) A strange case is that of its being added before that which is originally an inchoative, namely, the noun, or subject, of لَيْسَ, on the condition of its being transferred to the later place which is properly that of the enunciative; as in the reading of some, xxx لَّيْسَ الْبِرَّ بِأَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ xxx

[Your turning your faces towards the east and the west is not obedience (Kur ii. 172)]; with البرّ in the accus. case. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the enunciative; and this is in two kinds of cases: first, when the phrase is not affirmative; and cases of this kind may be followed as exs.; as لَيْسَ زَيْدٌ بِقَائِمٍ [Zeyd is not standing]; and وَمَا اللّٰهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [And God is not heedless of that which ye do (Kur ii. 69, &c.)]: secondly, when the phrase is affirmative; and in cases of this kind, one limits himself to what has been heard [from the Arabs]: so say Akh and his followers; and they hold to be an instance of this kind the phrase, جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا [The recompense of an evil action is the like thereof (Kur x. 28)]; and the saying of the Hamásee, وَمَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ يُسْتَطَاعُ

[And the preventing thee from having her (referring to a mare) is a thing that is possible]: but it is more proper to make بمثلها dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, as the enunciative; [the meaning being, جَزَآءُ سَيَّئَةٍ مُسْتَقِرٌّ بِمِثْلِهَا, or يَسْتَقِرُّ بِمِثْلِهَا, i. e. the recompense of an evil action is a thing consisting in the like thereof]; and to make بشىء dependent upon منعكها; the meaning being, وَ مَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ مَّا يُسْتَطَاعُ [i. e. and the preventing thee from having her, by something, is possible: see Ham p. 102 ]: Ibn-Málik also

[holds, like Akh and his followers, that بِ may be redundant when prefixed to the enunciative in an affirmative proposition; for he] says, respecting بِحَسْبِكَ زَيْدٌ, that زيد is an inchoative placed after its enunciative, [so that the meaning is, Zeyd is a person sufficing thee,] because زَيْدٌ is determinate and حَسْبُكَ is indeterminate. (Mughnee. [See also what has been said above respecting the phrase بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, in treating of بِ as added before the inchoative.]) It is also redundantly prefixed to the denotative of state of which the governing word is made negative; as in فَمَا رَجَعَتْ بِخَائِبَةٍ رِكَابٌ حَكِيمُ بْنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهَاهَا

[And travelling-camels (meaning their riders) returned not disappointed, whose goal, or ultimate object, was Hakeem the son of El-Museiyab]; and in فَمَا انْبَعَثْتَ بِمَزْؤُدٍ وَ لَا وَكَلِ

[And thou didst not, being sent, or roused, go away frightened, nor impotent, committing thine affair to another]: so says Ibn-Málik: but AHei disagrees with him, explaining these two exs. as elliptical; the meaning implied in the former being, بِحَاجَةٍ خَائِبَةٍ [with an object of want disappointed, or frustrated]; and in the second, بِشَخْصٍ مَزْؤُودٍ, i. e. مَذْعُورٍ [with a person frightened]; the poet meaning, by the مزؤود, himself, after the manner of the saying, رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا; and this is plain with respect to the former ex., but not with respect to the second; for the negation of attributes of dispraise denoted as intensive in degree does not involve the negation of what is simply essential in those attributes; and one does not say, لَقِيتُ مِنْهُ أَسَدًا, or بَحْرًا, [or رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا, as above, or بَحْرًا,] but when meaning to express an intensive degree of boldness, or of generosity. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the corroborative نَفْسٌ and عَيْنٌ: and some hold it to be so in يَتَرَبَّنَ بِأَنْفُسِهِنَّ [as meaning Shall themselves wait (Kur ii. 228 and 234)]: but this presents matter for consideration; because the affixed pronoun in the nom. case, [whether expressed, as in this instance, in which it is the final syllable نَ, or implied in the verb,] when corroborated by نَفْس, should properly be corroborated first by the separate [pronoun], as in قُمْتُمْ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ [Ye stood, ye, yourselves]; and because the corroboration in this instance is lost, since it cannot be imagined that any others are here meant than those who are commanded to wait: [the preferable rendering is, shall wait to see what may take place with themselves:] بأنفسهنّ is added only for rousing them the more to wait, by making known that their minds should not be directed towards the men. (Mughnee.) Accord. to some, it is also redundantly prefixed to a noun governed in the gen. case [by another preposition]; as in فأَصْبَحْنَ لَا يَسْأَلْنَهُ عَنْ بِأَبِهِ

And they became in a condition in which they asked him not respecting his father; which may perhaps be regarded by some as similar to the saying, يَضْحَكْنَ عَنْ كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ

but in this instance, كَ is generally held to be a noun, syn. with مِثْل]. (The Lubáb, TA.)

b15: Sometimes it is understood; as in اللّٰه لافعلنّ

[i. e. اللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ and اللّٰهَ لَأَفْعَلَنَّ By God, I will assuredly do such a thing; in the latter as well as the former, for a noun is often put in the accus.

case because of a preposition understood; or, accord. to Bd, in ii. 1, a verb significant of swearing is understood]: and in خَيْرٍ [for بِخَيْرٍ

In a good state], addressed to him who says, كَيْفَ أَصْبَحْتَ [How hast thou entered upon the time of morning? or How hast thou become?]. (TA.)

b16: [It occurs also in several elliptical phrases; one of which (فَبِهَا وَ نِعْمَتْ) has been mentioned among the exs. of its primary meaning: some are mentioned in other arts.; as بِأَبِى and بِنَفْسِى, in arts. ابو and نفس: and there are many others, of which exs. here follow.] Mohammad is related, in a trad., to have said, after hitting a butt with an arrow, أَنَا بهَا أَنَا بهَا, meaning أَنَا صَاحِبُهَا [I am the doer of it! I am the doer of it!]. (Sh, T.) And in another trad., Mohammad is related to have said to one who told him of a man's having committed an unlawful action, لَعَلَّكَ بِذٰلِكِ, meaning لَعَلَّكَ صَاحِبُ الأَمْرِ [May-be thou art the doer of that thing]. (T.) And in another, he is related to have said to a woman brought to him for having committed adultery or fornication, مَنْ بِكِ, meaning مَنْ صَاحِبُكِ [Who was thine accomplice?]: (T:) or مَنِ الفَاعِلُ بِكِ

[Who was the agent with thee?]. (TA.) أَنَا بِكَ وَلَكَ, occurring in a form of prayer, means I seek, or take, refuge in Thee; or by thy right disposal and facilitation I worship; and to Thee, not to any other, I humble myself. (Mgh in art. بوا.)

One says also, مَنْ لِى بِكَذَا, meaning Who will be responsible, answerable, amenable, or surety, to me for such a thing? (Har p. 126: and the like is said in p. 191.) And similar to this is the saying, كَأَنِّى بِكَ, meaning كَأَنِّي أَبْصُرُ بِكَ

[It is as though I saw thee]; i. e. I know from what I witness of thy condition to-day how thy condition will be to-morrow; so that it is as though I saw thee in that condition. (Idem p. 126.) [You also say, كَأَنَّكَ بِهِ, meaning Thou art so near to him that it is as though thou sawest him: or it is as though thou wert with him: i. e. thou art almost in his presence.]

b17: The Basrees hold that prepositions do not supply the places of other prepositions regularly; but are imagined to do so when they admit of being differently rendered; or it is because a word is sometimes used in the sense of another word, as in شَرِبْنَ بِمَآءِ البَحْرِ meaning رَوِينَ, and in أَحْسَنَ بِى meaning لَطَفَ; or else because they do so anomalously. (Mughnee.)

A3: [As a numeral, ب denotes Two.]
باب الباء

قال أبو عبد الرّحمن: الباء بمنزلة الفاء. ولم يبق للباء شيءٌ من التّأليف لا في الثّنائيّ، ولا في الثلاثيّ ولا في الرّباعيّ ولا في الخماسيّ، وبقي منه اللفيف، وأحرف من المعتلّ معربة مثل: البوم ولميبة، وهي فارسيّة، وبَم العود. ويَبَنْيَم وهو موضع.
(ب) تَقْيِيد الشّرطِيَّة بالزمن الْمَاضِي وَبِهَذَا الْوَجْه فَارَقت إِن فَإِن هَذِه لعقد السَّبَبِيَّة والمسببية فِي الْمُسْتَقْبل وَلِهَذَا قَالُوا الشَّرْط بإن سَابق على الشَّرْط بلو وَذَلِكَ لِأَن الزَّمن الْمُسْتَقْبل سَابق على الزَّمن الْمَاضِي أَلا ترى انك تَقول إِن جئتني غَدا أكرمتك فَإِذا انْقَضى الْغَد وَلم يجِئ قلت لَو جئتني أمس لأكرمتك

ب


ب
a. Ba the second letter of the alphabet. Its numerical value is Two, (2).

ب (a. prep. governing the gen. case; always prefixed ) In
at; by, with; for; about, concerning; during.
بَاب
a. see بَوَبَ

بَابَا (pl.
بَابَاوَات)
a. Papa.
b. Pope.

بَابَاوِيّ
a. Papal.

بَابَارِيّ
a. Black pepper.

بَابِل
a. Babel; Babylon.
b. [], Babylonian; sorcery, magic.
بَابَُوْج
P. (pl.
بَوَاْ2ِيْ3ُ)
a. Slipper.

بَابُوْنَج
P.
a. Camomile.

بُؤْبُو
a. Source, origin, root.
b. Pupil ( of the eye ).
c. Baby.
وَهِي من الْحُرُوف المَجْهُورَةِ، وَمن الْحُرُوف الشَّفوِيَّةِ، وسُمِّيَتْ بهَا لأَن مَخْرجَهَا من بَين الشفتين، لَا تعْمل الشفتانِ فِي شَيْء من الْحُرُوف إِلَّا فِيهَا، وَفِي الْفَاء وَالْمِيم، وَقَالَ الْخَلِيل بن أَحمد: الحُرُوفُ الذُّلْقُ والشفوية: سِتَّةٌ: يَجْمَعُهَا قَوْلك: (رُبَّ مَنْ لَفَّ) ولسُهُولَتِهَا فِي المَنْطِق كَثُرَت فِي أَبْنِيَة الكَلاَم، فَلَيْسَ شَيْء من بِنَاء الخُمَاسِيّ التامِّ يَعْرَى مِنْهَا، أَو من بَعْضهَا، فإِذا ورد عَلَيْك خُمَاسيٌّ مُعْرًى من الْحُرُوف الذُّلْقِ والشفويّة فَاعْلَم أَنه مُوَلَّدٌ، وَلَيْسَ من صَحِيحِ كَلاَمِ العربِ، وَقَالَ شَيخنَا: إِنها تقلب مِيماً فِي لُغَة مَازِنٍ، كَمَا قَالَه أَهل الْعَرَبيَّة.
(ب) - قَولُه تَعالى: {فَسَبِّح بحَمْدِ رَبِّك} .
الباء في "بِحمد رَبِّك" تُشْبِه باءَ التّعدِية، كا يُقال: اذْهَب به: أي اجمَعْه مَعَك في الذِّهاب، كأنه قال: سَبِّح رَبَّك مع حَمدك إيَّاه.
يَدُلّ عليه حَدِيثُ عَائِشةَ: "أَنَّ النبىّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: سبْحانَك اللَّهُمَّ وبِحمدِك، اللَّهُمّ اغْفِر لِى".
يَتَأَوَّل القُرآنُ.
- وقوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} .
كأنه يُشبَّه بالبَاءِ التي في قَوله تَعالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} وقَولِه تَعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} في أَحَدِ الأَقوال. - في حديث ابنِ عُمَر: "أَنا بِهَا" .
: أي أنا جِئْت بها، وفَعَلْتُها.
- ومنه الحَدِيث الآخر: "سُبْحانَ الله وبِحَمْدِه".
: أي وبِحَمدِه سَبَّحت.
وقد تَكرَّر ذِكْر البَاءِ المُفردةِ على تَقْدِير عَاملٍ مَحْذُوف، واللهُ تَعالَى أَعْلَمُ.
 

الباءُ: من الحُروف الـمَجْهُورة ومن الحروف الشَّفَوِيَّةِ،

وسُمِّيت شَفَوِيَّةً لأَن مَخْرَجَها من بينِ الشَّفَتَيْنِ، لا تَعْمَلُ الشَّفتانِ في شيءٍ من الحروف إِلاّ فيها وفي الفاء والميم. قال الخليل بن

أَحمد: الحروف الذُّلْقُ والشَّفَوِيَّةُ ستة: الراءُ واللام والنون والفاءُ

والباءُ والميم، يجمعها قولك: رُبَّ مَنْ لَفَّ، وسُمِّيت الحروف الذُّلْقُ ذُلْقاً لأَن الذَّلاقة في الـمَنْطِق إِنما هي بطَرف أَسَلةِ اللِّسان، وذَلَقُ اللسان كذَلَقِ السِّنان. ولـمَّا ذَلِقَتِ الحُروفُ الستةُ وبُذِلَ بهنَّ اللِّسانُ وسَهُلت في الـمَنْطِقِ كَثُرَت في أَبْنِية الكلام، فليس شيءٌ من بناءِ الخُماسيّ التامِّ يَعْرَى منها أَو مِن بَعْضِها، فإِذا ورد عليك خُماسيٌّ مُعْرًى من الحُروف الذُّلْقِ والشَّفَوِيَّة، فاعلم أَنه مُولَّد، وليس من صحيح كلام العرب. وأَما بناءُ الرُّباعي الـمنْبَسِط فإِن الجُمهور الأَكثرَ منه لا يَعْرى من بَعض الحُروف الذُّلْقِ إِلا كَلِماتٌ نَحوٌ من عَشْر، ومَهْما جاءَ من اسْمٍ رُباعيّ مُنْبَسِطٍ مُعْرًى من الحروف الذلق والشفوية، فإِنه لا يُعْرَى من أَحَد طَرَفَي الطَّلاقةِ، أَو كليهما، ومن السين والدال أَو احداهما، ولا يضره ما خالَطه من سائر الحُروف الصُّتْمِ.

الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ للإِلْصاقِ حَقيقيًّا: أمْسَكْتُ بِزَيْدٍ، ومَجازِيًّا: مَرَرْتُ به، وللتَّعْدِيَةِ: {ذَهَبَ اللهُ بنُورِهِم} وللاسْتِعانَةِ: كَتَبْتُ بالقَلَمِ، ونَجَرت بالقَدُومِ، ومنه باءُ البَسْمَلةِ، وللسَّبَبِيَّةِ: {فَكُلاًّ أخَذْنا بذَنْبِهِ} ، {إنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أنْفُسَكُمْ باتِّخاذِكُمُ العِجْلَ} وللمُصاحَبَةِ: {اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا} أي: معه، {وقد دَخَلُوا بالكُفْرِ} ، وللظَّرْفِيَّةِ: {ولقد نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ} ، و {نَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} و {بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وللبَدَلِ:
فَليْتَ لِي بِهِمُ قَوْماً إذا ركِبُوا ... شَنُّوا الإِغارَةَ رُكْباناً وفُرْسانَا
وللمُقابَلَةِ: اشْتَرَيْتُهُ بألْفٍ، وكافَيْتُه بضِعفِ إحْسانِهِ، وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيل: تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ: {فاسْأَلْ به خَبِيراً} ، أو لا تَخْتَصُّ نحوُ: {ويوَمَ تَشَقَّقُ السماءُ بالغَمامِ} ، و {ما غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، وللاسْتِعْلاءِ: {مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ} ، وللتَّبْعِيضِ: {عَيْناً يَشْرَبُ بها عِبادُ اللهِ} {وامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ} ، وللقَسَمِ: أُقْسِمُ باللهِ، وللغايةِ: {أحْسَنَ بي} ، أي: أحْسَنَ إلَيَّ، وللتَّوْكيدِ: وهي الزائدَةُ، وتكونُ زِيادةً واجِبةً: كأَحْسِنْ بِزَيْدٍ، أَي: أَحْسَنَ زَيْدٌ، أي: صارَ ذا حُسْنٍ، وغالِبَةً: وهي في فاعِلِ كَفَى: كَـ {كَفَى باللهِ شهِيداً} ، وضرورةً، كقولِهِ:
ألم يأتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... بما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ
وحَرَكَتُها الكَسْرُ، وقيلَ: الفتحُ مع الظاهِرِ، نحوُ: مُرَّ بزَيْدٍ.
(ب)
أَكْثَرُ مَا تردُ البَاء بِمَعْنَى الْإِلْصَاقِ لِمَا ذُكر قَبْلَهَا مِن اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إِلَيْهِ، وَقَدْ تَرد بمعْنى الْمُلَابَسَةِ وَالْمُخَالَطَةِ، وَبِمَعْنَى مِن أجْل، وَبِمَعْنَى فِي وَمِنْ وَعَنْ وَمَعَ، وَبِمَعْنَى الْحَالِ، والعِوَض، وَزَائِدَةً، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْسَامِ قَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ. وتُعرف بسِياق اللَّفْظِ الْوَارِدَةِ فِيهِ.
(هـ) فِي حَدِيثِ صَخْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رجُلا ظاهَر مِنِ امْرَأَتِهِ ثُمَّ وَقَع عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعَلَّك بِذَلِكَ يَا أَبَا سَلَمة، فَقَالَ: نَعم أنَا بِذَلك» أَيْ لعَلَّك صاحبُ الوَاقعة، والباءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ لعلَّك المُبْتَلَى بِذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ فَجَرَتْ، فَقَالَ مَنْ بِكِ» أَيْ مَن الفاعل بك. (س هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ كَانَ يَشْتَدُّ بيْن هَدفَيْن فَإِذَا أَصَابَ خصْلة قَالَ أنَا بِهَا» يَعْنِي إِذَا أَصَابَ الهدَف قَالَ أَنَا صاحبُها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «مَنْ تَوَضَّأ لِلْجُمُعَةِ فَبِها ونِعْمَت» أَيْ فبالرُّخْصَة أخَذ، لأنَّ السُّنة فِي الْجُمُعَةِ الغُسْل، فأضْمر، تَقْديره: ونِعْمَت الخَصْلة هِي، فحذِف المخْصُوص بِالْمَدْحِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ فبالسُّنَّة أخَذَ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى.
(س) وَفِيهِ «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» البَاءُ هَاهُنا للالْتِبَاس والمخالَطة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَيْ مُخْتَلطة ومُلْتَبْسة بِهِ، وَمَعْنَاهُ اجْعل تَسْبيح اللَّهِ مُخْتَلِطاً ومُلْتبِسا بِحَمْدِهِ. وَقِيلَ الْبَاءُ للتَّعدية، كَمَا يُقَالُ اذْهَب بِهِ: أَيْ خُذْه مَعَكَ فِي الذِّهَابِ، كَأَنَّهُ قَالَ: سَبِّحْ ربَّك مَعَ حَمْدِكَ إيَّاه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» أَيْ وبِحَمْده سَبَّحت. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْبَاءِ الْمُفْرَدَةِ عَلَى تَقْدِيرِ عَامِلٍ مَحْذُوفٍ. وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. 
الباءُ: حَرْفُ) هِجاءٍ مِن حُروفِ المُعْجم ومُخْرجُها مِنَ انْطِباقِ الشَّفَتَيْن قُرْبَ مَخْرج الفاءِ تُمَدُّ وتُقْصر، وتُسَمَّى حَرْف (جَرَ) لكَوْنِها مِن حُروفِ الإضافَةِ، لأنَّ وضْعَها على أَن تُضِيفَ مَعانِيَ الأفْعالِ إِلَى الأسْماء. ومَعانِيها مُخْتلفَةٌ وأَكْثَر مَا تَرِدُ.
(للإلْصاقِ) لمَا ذُكِر قَبْلها مِن اسمٍ أَو فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إليهِ.
قالَ الجَوْهرِي: هِيَ مِن عوامِلِ الجرِّ وتَخْتصُّ بالدُّخولِ على الأسْماءِ، وَهِي لإلْصاقِ الفِعْلِ بالمَفْعولِ بِهِ إمَّا (حَقِيقيًّا) كَقَوْلِك: (أَمْسَكْتُ بزَيْدٍ؛ و) إمَّا (مَجازِيًّا) نَحْو: (مَرَرْتُ بِهِ) ، كأنَّك أَلْصَقْتَ المُرورَ بِهِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ غيرُهُ: التَصَقَ مُرورِي بمَكانٍ يقرب مِنْهُ ذلكَ الرَّجُل.
وَفِي اللّبابِ: الباءُ للإلْصاقِ إمَّا مُكَمِّلة للفِعْل نَحْو مَرَرْتُ بزَيْدٍ وَبِه دعاءٌ، وَمِنْه: أَقْسَمْت باللهاِ وبحيَاتِكَ قسما واسْتِعْطافاً، وَلَا يكونُ مُسْتقرّاً إلاَّ أنْ يكونَ الكَلامُ خَبَراً، انتَهَى.
ودَخَلَتِ الباءُ فِي قولِه تَعَالَى: {أَشْرَكُوا بااِ} لأنَّ مَعْنى أَشْرَكَ باللهاِ قَرَنَ بِهِ غَيره، وَفِيه إضْمارٌ. والباءُ للإلْصاقِ والقِرانِ، ومَعْنى قَوْلهم: وَكَّلْت بفلانٍ، قَرَنْتُ بِهِ وَكِيلاً.
(وللتَّعْدِيَةِ) نَحْو قولهِ تَعَالَى: {ذَهَبَ ااُ بنُورِهِم} {وَلَو شاءَ ااُ لذَهَبَ يسَمْعِهم وأَبْصارهِم} ، أَي جعلَ اللاَّزمَ مُتَعدِّياً بتَضَمُّنِه مَعْنى التَّصْيير، فإنَّ مَعْنى ذَهَبَ زَيْدٌ، صَدَرَ الذَّهابُ مِنْهُ، ومَعْنَى ذَهَبْتُ بزَيْدٍ وصَيَّرته ذاهِباً، والتَّعْدِيَةُ بِهَذَا المَعْنى مُخْتصَّة بالباءِ، وأَمَّا التّعْدِيَة بمعْنَى إلْصاقِ مَعْنى الفِعْل إِلَى مَعْمولِه بالواسِطَةِ، فالحُروفُ الجارَّةُ كُلُّها فِيهَا سَواءٌ بِلَا اخْتِصاص بالحَرْفِ دُونَ الحَرْف. وَفِي اللّبابِ: وَلَا يكونُ مستقرّاً على مَا ذُكِر يُوضِح ذلكَ قولهُ:
دِيارُ الَّتِي كادَتْ ونَحْن على منى
تحلُّ بِنا لَوْلا نجاء الرَّكائِبِوقال الجَوْهرِي: وكلُّ فِعْل لَا يَتَعَدَّى فلَكَ أَن تُعدِّيه بالباءِ والألِفِ والتَّشْديدِ تقولُ: طارَ بِهِ، وأَطارَهُ، وطَيَّره.
قَالَ ابنُ برِّي: لَا يصحُّ هَذَا الإطْلاقُ على العُمومِ لأنَّ مِن الأفْعالِ مَا يُعدَّى بالهَمْزةِ وَلَا يُعدَّى بالتِّضْعيفِ نَحْو: عادَ الشيءُ وأَعَدْتَه، وَلَا تَقُلْ عَوَّدْتَه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالتَّضْعيفِ وَلَا يُعدَّى بالهَمْزةِ نَحْو: عَرَفَ وعَرَّفْتُه، وَلَا يقالُ أعْرَفْتُه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالباءِ وَلَا يُعَدَّى بالهَمْزةِ وَلَا بالتَّضْعيفِ نَحْو دَفَعَ زَيْدٌ عَمْراً ودَفَعْتُه بعَمْرِو، وَلَا يقالُ أَدْفَعْتُه وَلَا دَفَّعْتُه.
(وللاسْتِعانَةِ) ، نَحْو: (كتَبْتُ بالقَلَم ونَجَرْتُ بالقَدُومِ) وضَرَبْتُ بالسَّيْفِ، (وَمِنْه باءُ البَسْمَلَةِ) ، على المُخْتارِ عنْدَ قَوْمٍ، ورَدَّه آخَرُونَ وتَعَقّبُوه لمَا فِي ظاهِرِه مِن مُخالَفَةِ الأدَبِ، لأنَّ باءَ الاسْتِعانَةِ إنَّما تَدْخُلُ على الآلاتِ الَّتِي تُمْتَهَنُ ويُعْمَل بهَا، واسْمُ اللهاِ تَعَالَى يَتَنَزَّه عَن ذلكَ؛ نقلَهُ شيْخُنا.
وَقَالَ آخَرُون: الباءُ فِيهَا بمعْنَى الابْتِداءِ كأنَّه قَالَ أَبْتَدِىءُ باسْمِ اللهاِ.
(وللسَّبَبِيَّةِ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فكُلاًّ أَخَذْنا بذَنْبهِ} ، أَي بسَبَبِ ذَنْبِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّكُم ظَلَمْتُم أَنْفُسَكُم باتِّخاذِكُم العِجْلَ} ، أَي بسَبَبِ اتِّخاذِكُم؛ وَمِنْه الحديثُ: (لنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُم الجنَّةَ بعَمَلِه) . (وللمُصاحَبَةِ) ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {اهْبِطْ بسَلامٍ مِنَّا} ، (أَي: مَعَه) ؛ وَقد مَرَّ لَهُ فِي مَعانِي فِي أنَّها بمعْنَى المُصاحَبَة، ثمَّ بمعْنَى مَعَ، وتقدَّمَ الكَلامُ هُنَاكَ؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {وَقد دَخَلُوا بالكُفْر} ، أَي مَعَه؛ وَقَوله تَعَالَى: {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} ، وسُبْحانَك وبحَمْدِك. ويقالُ: الباءُ فِي {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} للالْتِباسِ والمُخالَطَةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {تَنْبُتُ بالدُّهْن} ، أَي مُخْتَلِطَةً ومُلْتَبِسَةً بِهِ، والمَعْنى اجْعَلْ تَسْبِيحَ اللهاِ مُخْتلِطاً ومُلْتَبِساً بحَمْدِه. واشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلجامِه وسرْجِه.
(وَفِي اللُّباب: وللمُصاحَبَةِ فِي نَحْو: رَجَعَ بخُفَيِّ حُنَيْن، ويُسَمَّى الحَال، قَالُوا: وَلَا يكونُ إلاَّ مُسْتقرَّة وَلَا صَادّ عَن الإلْغاءِ عِنْدِي.
(وللظَّرْفِيَّةِ) بمعْنَى فِي، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد نَصَرَكُمُ ااُ ببَدْرٍ} ، أَي فِي بَدْرٍ؛ {ونَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} ، أَي فِي سَحَرٍ؛ وفلانٌ بالبَلَدِ، أَي فِيهِ؛ وجَلَسْتُ بالمسْجِدِ، أَي فِيهِ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ويستخرج اليربوع من نافقائه
وَمن حُجرِه بالشيحة اليتقصعأي فِي الشّيحةِ) (و) مِنْهُ أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {بأيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وَقيل: هِيَ هُنَا زائِدَةٌ كَمَا فِي المُغْني وشُرُوحِه، والأوَّل اخْتارَه قَوْمٌ.
(وللبَدَلِ) ، وَمِنْه قولُ الشَّاعر:
(فَلَيْتَ لي بِهمُ قَوْماً إِذا ركِبُوا (شَنُّوا الإغارَة رُكْباناً وفُرْساناً أَي بَدَلاً بهم.
وَفِي اللُّباب: وللبَدَل، والتَّجْريدِ، نَحْو: اعْتضْتُ بِهَذَا الثَّوْبِ خَيْراً مِنْهُ، وَهَذَا بذاكَ، ولَقِيتُ بزَيْدٍ بَحْراً.
(وللمُقابَلَةِ) ، كَقَوْلِهِم: (اشْتَرَيْتُه بألْفٍ وكافَيْتُه بضِعْفِ إحْسانِه) ؛ الأَوْلى أنْ يقولَ: كافَيْتُ إحْسانَه بضِعْفٍ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ادْخُلوا الجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون} ؛ قالَ البَدْرُ الْقَرَافِيّ فِي حاشِيَتِه: وليسَتْ للسَّببية كَمَا قالَتْهُ المُعْتزلَةُ لأنَّ المُسَبّبَ لَا يُوجَدُ بِلا سَبَبِه، وَمَا يُعْطَى بمُقابَلَةٍ وعوضٍ قد يُعْطى بغَيْرِه مجَّانا تَفَضُّلاً وإحْساناً فَلَا تَعارض بينَ الآيَةِ والحديثِ الَّذِي تقدَّمَ فِي السَّبَبِيَّةِ جَمْعاً بينَ الأدِلَّةِ، فالباءُ فِي الحديثِ سَبَبِيَّةٌ، وَفِي الآيَةِ للمُقابَلَةِ؛ ونقلَهُ شيْخُنا أيْضاً هَكَذَا.
(وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيلَ تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {فاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} ، أَي عَنهُ يُخْبرْكَ؛ وَقَوله تَعَالَى: {سَأَلَ سائِلٌ بعَذابٍ واقِعٍ} ، أَي عَن عَذَابٍ، قالَهُ ابنُ الأعْرابي، وَمِنْه قولُ عَلْقَمة: فإنْ تَسْأَلُوني بالنِّساءِ فإنَّني
بَصِيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبِيبُأَي عَن النِّساءِ؛ قالَهُ أَبو عبيدٍ. (أَو لَا تَخْتَصُّ) بِهِ، (نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {ويومَ تَشَقَّقَ السماءُ بالغَمامِ} ، أَي عَن الغَمَامِ، وَكَذَا قَوْله تَعَالَى: {السَّماءُ مُنْفطرٌ بِهِ} ، أَي عَنهُ؛ (و) قَوْله تَعَالَى: {مَا غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، أَي مَا خَدَعَكَ عَن رَبِّك والإيمانِ بِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وغَرَّكُم بااِ الغُرورَ} ، أَي خَدَعَكُم عَن اللهاِ تَعَالَى والإيمانِ بِهِ والطْاعَةِ لَهُ الشَّيْطَان.
(وللاسْتِعلاءِ) ، بمعْنَى على، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمِنْهُم (مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بقِنْطارٍ} ،) أَي على قِنْطارٍ، كَمَا تُوضَعُ على مَوْضِعَ الباءِ فِي قولِ الشَّاعرِ:
إِذا رَضِيَتْ عليَّ بنُو قُشَيْرٍ
لَعَمْرُ اللهاِ أَعْجَبَني رِضاهاأَي رَضِيَتْ بِي؛ قالَهُ الجَوْهري.
وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا مَرّوا بهم يَتَغَامَزُونَ} ، بدَليلِ قَوْله: {وإنَّكُم لتَمرّونَ عَلَيْهِم} ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
أربٌّ يبولُ الثّعْلبان برأْسِه
لقد ذلَّ مَنْ بالَتْ عَلَيْهِ الثَّعالِبُ وكَذلكَ قَوْلهم: زَيْدٌ بالسَّطْح، أَي عَلَيْهِ؛ وَقَوله تَعَالَى: {وتُسَوَّى بهم الأرْض} ، أَي عَلَيْهِم.
(وللتَّبْعيضِ) ، بمعْنَى مِنْ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {عَيْناً يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} ، أَي مِنْهَا؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
شربْنَ بماءِ البَحْرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ وقولُ الآخرِ:
فلَثَمْتُ فَاها آخِذاً بقُرونِها
شرْبَ الشَّرِيبِ ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِوقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} : ذهَبَ بالباءِ إِلَى المَعْنى، لأنَّ يَرْوَى بهَا عِبادُ اللهاِ، وَعَلِيهِ حَمَلَ الشافِعِيُّ قولَه تَعَالَى: {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، أَي ببعضِ رُؤُوسِكُم. وَقَالَ ابنُ جنِّي: وأمَّا مَا يَحْكِيه أَصْحابُ الشَّافِعي مِن أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ فشيءٌ لَا يَعْرفُه أَصْحابُنا، وَلَا وَرَدَ بِهِ ثبتٌ.
قُلْتُ: وَهَكَذَا نسَبَ هَذَا القَوْلَ للشَّافِعِي ابنُ هِشامٍ فِي شرْحِ قَصِيدَةِ كَعْبِ. وقالَ شيْخُ مشايخِ مشايِخنا عبْدُ القادِرِ بنُ عُمَر البَغْدَادِي فِي حاشِيَتِه عَلَيْهِ الَّذِي حَقَّقه السَّيوطي: إنَّ الباءَ فِي الآيةِ عنْدَ الشَّافِعِي للإلْصاقِ، وأَنْكَر أنْ تكونَ عنْدَه للتَّبْعيضِ، وقالَ هِيَ للإلْصاقِ، أَي أَلْصقُوا المَسْحَ برُؤُوسِكُم، وَهُوَ يصدقُ ببعضِ شعرةٍ وَبِه تَمسَّكَ الشافِعِيُّ ونقلَ عِبارَةَ الأمّ وَقَالَ فِي آخرِها: وليسَ فِيهِ أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ كَمَا ظنَّ كثيرٌ مِن الناسِ، قالَ البَغْدَادِي: وَلم يَنْسِبْ ابنُ هِشَام هَذَا القَوْلَ فِي المُغْني إِلَى الشافِعِي وإنَّما قالَ فِيهِ: وَمِنْه، أَي مِن التَّبْعيضِ {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، والظاهِرُ أنَّ الباءَ للإلْصاقِ أَو للاسْتِعانَةِ، فِي الكَلامِ، حذْفاً وقَلْباً، فإنْ مَسَحَ يَتَعَدَّى إِلَى المُزَالِ عَنهُ بنَفْسِه وَإِلَى المُزِيلِ بالباءِ، والأصْلُ امْسَحُوا رُؤوسِكُم بالماءِ، فقلبَ مَعْمول مَسَحَ، انتَهَى قالَ البَغْدادِي. ومَعْنى الإلْصاقِ المَسْح بالرأْس وَهَذَا صادِقٌ على جَمِيعِ الرأْسِ على بعضِهِ، فمَنْ أَوْجَبَ الاسْتِيعابَ كمالِكٍ أَخَذَ بالاحْتِياطِ، وأَخَذَ أَبو حنيفَةَ بالبَيانِ وَهُوَ مَا رُوِي أَنّه مَسَحَ ناصِيَتَه، وقُدِّرَتِ النَاصِيَةُ برُبْعِ الرأْسِ.
(وللقَسَم) ، وَهِي الأصْلُ فِي حُروفِ القَسَم وأَعَمّ اسْتِعْمالاً مِن الواوِ والتاءِ، لأنَّ الباءَ تُسْتَعْمل مَعَ الفِعْلِ وحذْفِه، وَمَعَ السُّؤالِ وغيرِه، وَمَعَ المُظْهَرِ والمُضْمَرِ بخِلافِ الواوِ والتاءِ؛ قالَهُ محمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ الميلاني فِي شرْح المُغْني للجاربردي.
وَفِي شرْحِ الأُنْموذَجِ للزَّمَخْشري: الأصْل فِي القَسَم الباءُ، والواوُ تُبْدَلُ فَمِنْهَا عنْدَ حَذْفِ الفِعْل، فقوَلُنا وَالله فِي المَعْنى أَقْسَمْتُ باللهاِ، والتاءُ تُبْدَلُ مِن الواوِ فِي تاللهاِ خاصَّةً، والباءُ لأصالَتِها تَدْخَلُ على المُظْهَرِ والمُضْمَر نَحْو: باللهاِ وبكَ لأَفْعَلَنَّ كَذَا؛ وَالْوَاو لَا تَدْخُلُ إلاَّ على المُظْهَرِ لنُقْصانِها عَن الباءِ فَلَا يقالُ: وبكَ لأفْعَلَنَّ كَذَا، والتاءُ لَا تَدْخُل مِن المُظْهَرِ إلاَّ على لَفْظةِ اللهاِ لنُقْصانِها عَن الواوِ، انتَهَى.
قُلْت: وشاهِدُ المُضْمَر قولُ غوية بن سلمى:
أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالي
لتَحْزُنَني فَلا يَكُ مَا أُباليوقد أَلْغز فِيهَا الحرِيرِي فِي المَقامَةِ الرَّابِعَة والعِشْرِين فقالَ: وَمَا العامِلُ الَّذِي نائِبُه أَرْحَبُ مِنْهُ وكراً وأَعْظَمُ مَكْراً وأَكْثَر للهِ تَعَالَى ذِكْراً، قالَ فِي شرْحِه: هُوَ باءُ القَسَمِ، وَهِي الأصْلُ بدَلالَةِ اسْتِعْمالِها مَعَ ظُهورِ فِعْلِ القَسَمِ فِي قولِكَ: (أُقْسِمُ باللهاِ) ، ولدُخولِها أَيْضاً على المُضْمَر كقولِكَ: بكَ لأَفْعَلَنَّ، ثمَّ أُبْدِلَتِ الواوُ مِنْهَا فِي القَسَمِ لأنَّهما جَمِيعاً مِن حُروفِ الشَّفَةِ ثمَّ لتَناسُبِ مَعْنَييهما لأنَّ الواوَ تُفيدُ الجَمْع والباءُ تُفِيدُ الإلْصاقَ وكِلاهُما مُتَّفِقٌ والمَعْنيانِ مُتَقارِبانِ، ثمَّ صارَتِ الواوُ المُبْدلَة مِنْهَا أَدْوَرُ فِي الكَلام وأَعْلَق بالأقسامِ وَلِهَذَا أَلْغز بأَنَّها أَكْثَرُ لله ذِكْراً، ثمَّ إنَّ الواوَ أَكْثَرُ مَوْطِناً، لأنَّ الباءَ لَا تَدْخلُ إلاَّ على الاسْمِ وَلَا تَعْملُ غَيْر الجَرِّ، والواوُ تَدْخُلُ على الاسْمِ والفِعْلِ والحَرْفِ وتجرُّ تارَةً بالقَسَمِ وتارَةً بإضْمارِ رُبَّ وتَنْتَظِم أَيْضاً مَعَ نَواصِبِ الفِعْل وأَدوَاتِ العَطْفِ، فَلهَذَا وَصَفَها برحبِ الوكر وَعظم المَكْر.
(وللغَايَةِ) ، بمعْنَى إِلَى، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَقد (أَحْسَنَ بِي} ، أَي أَحْسَنَ إليَّ.
(وللتَّوْكِيدِ: وَهِي الزائِدَةُ وتكونُ زِيادَةً واجِبَةً: كأَحْسِنْ بزَيْدٍ، أَي أَحْسَنَ زَيْدٌ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ حَسُنَ زَيْدٌ، (أَي صارَ ذَا حُسْنٍ؛ وغالبَةً: وَهِي فِي فاعِلِ كَفَى: ك {كَفَى بااِ شَهِيداً} ؛ و) تُزَادُ (ضَرُورةً كَقَوْلِه:
(أَلم يأْتِيكَ والأَنباءُ تَنْمِي (بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ) وَفِي اللُّبابِ: وتكونُ مَزِيدَةً فِي الرَّفْعِ نَحْو: كَفَى باللهاِ؛ والنَّصْبِ فِي: ليسَ زَيْد بقائِم؛ والجَرِّ عنْدَ بعضِهم نَحْو: فأَصْبَحْن لَا يَسْأَلْنه عَن بِمَا بِهِ انتَهَى.
وَقد أَخَلَّ المصنِّفُ فِي سِياقِه هُنَا وأَشْبَعه بَيَانا فِي كتابِه البَصائِر فقالَ: العِشْرُون الباءُ الزائِدَةُ وَهِي المُؤَكّدَةُ، وتُزادُ فِي الفاعِلِ: {كَفَى بااِ شَهِيداً} ، أَحْسَنْ بزَيْدٍ أَصْلُه حَسُنَ زَيْدٌ؛ وقالَ الشاعرُ:
كفى ثُعَلاً فخراً بأنَّك منهمُ
ودَهْراً لأنْ أَمْسَيْتَ فِي أَهْلِه أَهْلُوفي الحديثِ: (كَفَى بالمَرْءِ كذبا أَن يحدِّثَ بكلِّ مَا سَمِعَ) ؛ وتزادُ ضَرُورَةً كقولِه:
بمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ وَقَوله:
مهما لي الليْلَة مهما لِيَهْ
أَوْدى بنَعْلِي وسِرْ بالِيَهوتزادُ فِي المَفْعولِ نَحْو: {لَا تلْقوا بأَيْدِيكُم إِلَى التّهْلكَةِ} ؛ {وهزي إلَيْك بجذْعِ النَّخْلَةِ} ؛ وقولُ الراجزِ: نحنُ بَنُو جَعْدَة أَصْحابُ الفَلَجْ
نَضْرِبُ بالسَّيْفِ ونرْجُو بالفَرَجْوقولُ الشاعرِ:
سودُ المَحاجِرِ لَا يقْرَأْنَ بالسُّورِ وقُلْتُ فِي مَفْعولٍ لَا يتعدَّى إِلَى اثْنَيْن كقولِه:
تَبَلَّتْ فُؤَادكَ فِي المَنامِ خريدَةٌ
تَسْقِي الضَّجِيعَ بباردٍ بسَّامِوتزادُ فِي المُبْتدأ: بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ، بحسبِك دِرْهم، خَرَجْتُ فَإِذا بزَيْدٍ؛ وتزادُ فِي الخَبَر: {مَا ابغَافِل} {جَزاءُ سَيِّئَة بمِثْلها} ؛ وقولُ الشاعرِ:
ومنعكها بشيءٍ يُسْتطَاع وتزادُ فِي الحالِ المَنْفي عَامِلها كقولهِ:
فَمَا رجعتْ بجانِبِه ركابٌ
حكيمُ بن المسيَّبِ مُنْتَهَاهَا وكقولهِ:
وليسَ بذِي سَيْفٍ وليسَ بنبَّالِ وتُزادُ فِي تَوْكيدِ النَّفْسِ والعَيْن: {يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفُسِهِنَّ} . انتَهَى.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {وكَفَى بااِ شَهِيداً} . دَخَلَتِ الْبَاء للمُبالَغَةِ فِي المَدْحِ؛ وكَذلكَ قَوْلهم: ناهِيكَ بأَخِينا؛ وحَسْبُك بصَدِيقِنا، أَدْخَلُوا الباءَ لهَذَا المَعْنى، قالَ: وَلَو أَسْقَطت الباءَ لقُلْتَ كَفَى اللهاُ شَهِيداً، قالَ: ومَوْضِعُ الباءِ رَفْعٌ؛ وَقَالَ أَبُو بكْرٍ: انْتِصابُ قولهِ شَهِيداً على الحَالِ مِن اللهاِ أَو على القَطْعِ، ويجوزُ أَن يكونَ مَنْصوباً على التَّفْسيرِ، مَعْناهُ كَفَى باللهاِ مِن الشَّاهِدين فيَجْرِي فِي بابِ المَنْصوباتِ مَجْرى الدِّرْهَم فِي قولهِ: عنْدِي عِشْرونَ دِرْهماً.
(وحَرَكَتُها الكَسْرُ) ؛ ونَصُّ الجَوْهري: الباءُ حَرْفٌ مِن حُروفِ الشَّفَةِ بُنِيَتْ على الكَسْرِ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالمَوْقُوفِ.
قَالَ ابنُ برِّي: صوابُهُ بُنِيَتْ على حَرَكَةٍ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالسَّاكِنِ، وخَصَّه بالكَسْر دونَ الفَتْح تَشَبهاً بعَمَلِها وفرقاً بَينهَا وبينَ مَا يكونُ اسْماً وحَرْفاً.
(وقيلَ: الفتحُ مَعَ الظَّاهِرِ، ونحوُ مُرَّ بزَيدٍ) ؛ قَالَ شيْخُنا: هَذَا لَا يكادُ يُعْرَفُ وكأنَّه اغْتَرَّ بِمَا قَالُوهُ فِي بِالْفَضْلِ ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ فِي بِهِ الثَّانِيَة المَنْقُولَة من بهَا وَهِي نقلوا فِيهَا فَتْحَة هاءِ التَّأْنيثِ على مَا عرفَ بل الكَسْرة لازِمَة للباءِ المُناسِبَة عَمَلها وَعكس تَفْصِيلَه ذَكَرُوه فِي اللامِ، وَهُوَ مَشْهورٌ، أَمَّا الْبَاء فَلَا يُعْرَفُ فِيهِ إلاَّ الكَسْر، انتَهَى.
قُلْتُ: هَذَا نقلَهُ شَمِرٌ قالَ: قَالَ الفرَّاء: سَمِعْتُ أَعْرابيًّا يقولُ: بالفَضْل ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ والكرامة ذَات أَكْرَمَكُم اللهاُ بهَا، وليسَ فِيهِ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ شيْخُنا، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الباءُ تُمَدُّ وتُقْصَرُ، والنِّسْبَةُ باوِيٌّ وبائِيٌّ، وقصيِدة بَيوِيَّة: رَوِيّها الباءُ.
وبَيّيْتَ بَاء حَسَناً وحَسَنَةً.
وجَمْعُ المقصورِ: أبواءٌ؛ وجَمْعُ المَمْدودِ: باآتٌ.
والباءُ النِّكاحُ.
وأَيْضاً: الرَّجُلُ الشَّبِقُ.
وتأْتي الباءُ للعوضِ، كقولِ الشاعرِ: وَلَا يُؤَاتِيكَ فيمَا نابَ من حَدَثٍ
إلاَّ أَخُو ثِقَةٍ فانْظُر بمَنْ تَثِقأَرادَ: مَنْ تَثِقُ بِهِ.
وتَدْخلُ على الاسْمِ لإرادَةِ التَّشْبيهِ كقولِهم: لقِيت بزَيْدٍ الأَسَد؛ ورأَيْتُ بفلانٍ القَمَرَ.
وللتَّقْليلِ: كقولِ الشاعرِ:
فلئن صرتَ لَا تحير جَوَابا
أَبمَا قد تَرَى وأَنْتَ خَطِيبُوللتَّعْبيرِ، وتَتَضَمَّن زِيادَةَ العِلْم، كَقَوْلِه تَعَالَى: {قُلْ أَتْعَلَمون ابدِينِكُم} .
وبمعْنَى مِن أجْل، كقولِ لبيدٍ:
غُلْبٌ تَشَذَّرَ بالذُّحُولِ كأَنَّهم
جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقْدامُهاأَي مِن أَجْلِ الذّحُول؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قد أُضْمِرَتْ فِي: الله لأَفْعَلَنَّ، وَفِي قولِ رُؤْبَة: خَيْر لمَنْ قالَ لَهُ كيفَ أَصْبَحْت.
وَفِي الحديثِ: (أَنابها أَنابها) ، أَي أَنا صاحِبُها. وَفِي آخر: (لَعلَّكَ بذلكَ) ، أَي المُبْتَلى بذلك. وَفِي آخر: (مَنْ بِكِ؟) أَي مَنْ الفاعِلُ بِكَ. وَفِي آخر: (فِيهَا ونِعْمَتْ) ، أَي فبالرُّخْصةِ أَخَذَ.
وَقد، تُبْدَلُ مِيماً كبَكَّة ومَكَّة ولازِبٌ ولازِمٌ.
ب:
[في الانكليزية] B
[ في الفرنسية] B
أعني الباء المفردة هي حرف من حروف التهجّي، ويراد بها في حساب أبجد الاثنان.
وفي اصطلاح المنطقيين المحمول، فإنهم يعبّرون عن الموضوع بج وعن المحمول بب للاختصار والعموم. وفي اصطلاح السالكين أوّل الموجودات الممكنة وهو المرتبة الثانية من الوجود. قال الشاعر:
التمس الألف في الأول والباء في الثاني اقرأ كليهما واحدا وكلا الاثنين قل.
وفي الفارسية يقال له در.
وفي اصطلاح الشطّاريين علامة البرزخ، كذا في كشف اللغات.
ب
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّاني من حروف الهجاء، وهو صوتٌ شفويّ، مجهور، ساكن انفجاريّ (شديد)، مُرقَّق. 

ب2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد الإلصاق حقيقة أو مجازًا "أمسكت بالقلم- أخذت برأيك".
2 - حرف جرّ يفيد الاستعانة "كتبت بالقلم- {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
3 - حرف جرّ يفيد الظرفية زمانًا ومكانًا بمعنى (في) "يعمل بالليل- أقام بالبيت- {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍٍ} ".
4 - حرف جرّ يفيد التَّعْدِية " {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}: أذهبه".
5 - حرف جرّ بمعنى (إلى) " {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ".
6 - حرف جرّ يفيد السببيّة "أصبحت العربية بفضل الإسلام لغة حضارة كبرى- أُقيم الاحتفال بمناسبة كذا- {ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- بما في: للدلالة على الاحتواء أو التضمين.
7 - حرف جرّ يفيد المقابلة أو العوض، ويدخل غالبًا على المتروك "باع الدنيا بالآخرة- {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} ".
8 - حرف جرّ يفيد القسم "بالله عليك- {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ".
9 - حرف جرّ يفيد المجاوزة بمعنى (عن) " {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} - {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} ".
10 - حرف جرّ يفيد التبعيض " {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} ".
11 - حرف جرّ يفيد المصاحبة والمعيَّة " {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ءَامِنِينَ} ".
12 - حرف جرّ بمعنى (على) " {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍٍ} ".
13 - حرف جرّ يفيد التوكيد " {حَقِيقٌ بِأَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ} [ق] ".
14 - حرف جرّ زائد في فاعل كفى يفيد التوكيد " {وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا} ".
15 - حرف جرّ زائد في فاعل فعل التعجب بصيغة الأمر "أكرم بخالدٍ- {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ".
16 - حرف جرّ زائد في المبتدأ إذا كان لفظ حَسْبُ "بحسبك درهم".
17 - حرف جرّ زائد في خبر (ليس) "ليس عامرٌ بكاذب- {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ".
18 - حرف جرّ زائد في التوكيد بالنفس والعين "جاء خالد بنفسه/ بعينه".
19 - حرف جرّ زائد في المبتدأ الذي يأتي بعد (إذا) الفجائية "نظرت فإذا بالشمس قد طلعت".
20 - حرف جرّ زائد في المفعول به " {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ".
21 - حرف جرّ زائد في الحال المنفيّ عاملها "*فما رجَعَت بخائبة ركاب*".
22 - حرف جرّ زائد في خبر (ما) النافية " {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} ".
23 - حرف جرّ زائد في خبر كان المنفي "ما كان الرسول بكاذب".
24 - حرف جرّ زائد بعد اسم الفعل (عليك) "وعليك بالحجّاج لا تعدل به ... أحدًا إذا نزلت عليك أمورُ".
25 - حرف جرّ زائد بعد كلمة (ناهيك) كثيرًا "ناهيك بالزمن مؤدِّبا". 

كيل

(كيل) فلَان كَانَ كيولا جَبَانًا وَلفُلَان الْبر مُبَالغَة فِي كال

كيل

8 اِكْتَالَ عَلَيْهِ and مِنْهُ

: see عَلَى in the sense of مِنْ.

كَيْلٌ

: see مِكْيَالٌ.

كَيَّالٌ [A measurer of corn and the like]. (A, art. بخس.) مِكْيَالٌ A measure with which corn is measured; (S, Msb, K;) as also ↓ كَيْلٌ; (Msb;) a measure of capacity.
ك ي ل : كِلْتُ زَيْدًا الطَّعَامَ كَيْلًا مِنْ بَابِ بَاعَ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَتَدْخُلُ اللَّامُ عَلَى الْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ فَيُقَالُ كِلْتُ لَهُ الطَّعَامَ وَالِاسْمُ الْكِيلَةُ بِالْكَسْرِ وَالْمِكْيَالُ مَا يُكَالُ بِهِ وَالْجَمْعُ مَكَايِيلُ وَالْكَيْلُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ أَكْيَالٌ وَاكْتَلْتُ مِنْهُ وَعَلَيْهِ إذَا أَخَذْتَ وَتَوَلَّيْت الْكَيْلَ بِنَفْسِكَ يُقَالُ كَالَ الدَّافِعُ وَاكْتَالَ الْآخِذُ. 
كيل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] أَنه نهى عَن المكايلة بِالْيَاءِ. قَالَ أَبُو عبيد: [و] المحدثون يفسرونه المقايسة وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ المقايسة بالْقَوْل وأصل ذَلِك إِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذ من الْكَيْل فِي الْكَلَام يَعْنِي أَن تكيل لَهُ كَمَا يَكِيل لَك وَتقول لَهُ كَمَا يَقُول لَك / وَيكون هَذَا 8 / ب فِي الْفِعْل أَيْضا قَالَ أَبُو قيس بن الأسلت: [السَّرِيع]

لَا نألم القتلَ ونَجْزِي بِهِ الأعداءَ كَيْلَ الصّاعِ بالصّاعِ ... فَالَّذِي أَرَادَ عمر الِاحْتِمَال وَترك الْمُــكَافَأَــة بالسوء.

كيل


كَالَ (ي)(n. ac. كَيْلمَكَال []
مَكِيْل [] )
a. Measured.
b. [acc.
or
La], Meted out to; allotted, gave to.
c. [acc. & Bi], Measured by, compared with.
d. Sufficed.
e. Failed to give fire (flint).
كَيَّلَa. see I (a)
كَاْيَلَa. Measured, compared with.
b. Rendered like for like, gave as good as he got.

تَكَيَّلَa. Was in the rear-rank (soldier).

تَكَاْيَلَa. see IIIc. Quarreled, abused one another.

إِكْتَيَلَ
a. [Min
or
'Ala], Took, received a measure of; had measured (
corn ).
كَيْل
(pl.
أَكْيَاْل)
a. Measure.
b. Capacity.
c. Measure of six mudds.
d. Sparks.

كَيْلَةa. Small measure (2 mudds).
b. [ coll. ], Measure; receptacle.

كِيْلَةa. Measurement.

مِكْيَل
مِكْيَلَة
(pl.
مَكَاْيِلُ)
a. Measure.

كِيَاْلَةa. Measuring, measurement.
b. Fee for measuring.
كَيِيْلa. Refuse.

كَيَّاْلa. Measurer.

كَيُّوْلa. see 25b. Rear-rank.
c. Coward.

مِكْيَاْل
(pl.
مَكَاْيِيْلُ)
a. see 20
مَكِيْل مَكْيُوْل
a. Measured.
b. [ coll. ], Measure.
كِيْلُو
G.
a. Kilogramme.

كَيْلُوْس
G.
a. Chyle.

كَيْمَا
a. In order that.

كَيْمُوْس
G.
a. Chyme.

كِيْمِيَآء
G.
a. Chemistry.
b. Alchemy.

كِيْمِيّ كِيْمَوِيّ
a. Chemical.
b. Chemist.
ك ي ل

برّ مكيل، وكلته له: أعطيته. واكتلته منه، واكتلته عليه: أخذته.

ومن المجاز: كايلناهم صاعاً بصاع: كافأناهم، وتكايلوا بالدم. قال:

فيقتل جبراً بامريء لم يكن له ... بواء ولكن لا تكايل بالدم

وكايلته في المقال إذا قلت له مثل ما يقول لك، وقال ذلك مكايلةً أي مقايسة، وكاله به: قاسه. قال الأخطل:

فقد كلتموني بالسوابق قبلها ... فبرّزت منها ثانياً من عنانيا

وكالهم بالسيف كيلاً. قال:

أكيلكم بالسيف كيل السندرة

والفرس يكابل الفرس كيلاً بكيل: يسابقه. وهذا طعام لا يكيلني: لا يكفيني. وكال الزند يكيل إذا قتل فخرجت سحالته وهي حكاكة العود. ولم ير. وكال فلان بسلحه من الفزع، ومنه قيل للجبان: الكبّول. وقام في الكيول: في مؤخر الصفوف. وفي الحديث أنه قال لرجل " فلعلك إن أعطيتك سيفاً أن تقوم في الكيول ".
كيل
الكَيُّوْلُ: آخِرُ القَوْم في الحَرْب. وهو الجَبَانُ أيضاً، يُقال كَيَّلَ الرجُلُ: جَبُنَ، وسُمِّيَ بذلك لأنَّه يَكِيْلُ بسَلْحِه عند الهَوْلِ كما يَكِيْلُ الزَّنْدُ إذا فُتِلَ.
والسُّحَالةُ: هي الكَيُّوْلُ والكَيِّلُ.
والكَيُّوْلُ: ما أشْرَفَ من الأرْض - وهو فَيْعُولٌ - من الأكْوَلِ: المُرْتَفِع من الأرض كالرابِيَة.
والكَيْلُ: كَيْلُكَ البُرَّ ونَحْوَه، وهو مَكِيْلٌ ومَكْيُوْلٌ، وفي لُغَةٍ: مَكُوْلٌ ومُكَالٌ.
والمِكْيَالُ: ما يُكالُ به. واكْتَلْتُ من فلانٍ واكْتَلْتُ عليه. وكِلْتُ فلاناً طعاماً.
والفَرَسُ يُكايِلُ الفَرَسَ في الجَرْي كَيْلاً بِكَيْل: يَعْني المُبَارَاةَ والمُسَابَقَةَ.
والكَيْلُ: ما يَتَناثَرُ من الزَّنْد، يُقال: كالَ الزَّنْدُ يَكِيْلُ كَيْلاً: إِذا كَبا.
والمِكْيَلُ: المِحْلَبُ.
وهذا طَعامٌ لا يَكِيْلُني: أي لا يَكْفِيني كَيْلُه.
ويقول الساجعُ: إِذا طَلَعَ سُهَيْل رُفِعَ كَيْلٌ ووُضِعَ كَيْل: يَعْني ذَهَبَ الحَرُّ وجاءَ البَرْدُ.
ونَهى النَبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن المُكايَلَة: وهي المُقَايَسَةُ بالقَوْل يَكِيْلُ لكَ وتَكِيْلُ له.
ك ي ل: (الْكَيْلُ الْمِكْيَالُ) . وَ (الْكَيْلُ) أَيْضًا مَصْدَرُ (كَالَ) الطَّعَامَ مِنْ بَابِ بَاعَ وَ (مَكَالًا) وَ (مَكِيلًا) أَيْضًا، وَالِاسْمُ (الْكِيلَةُ) بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: إِنَّهُ لَحَسَنُ الْكِيلَةِ كَالْجِلْسَةِ وَالرِّكْبَةِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَحَشَفًا وَسُوءَ كِيلَةٍ؟ أَيْ أَتَجْمَعُ أَنْ تُعْطِيَنِي حَشَفًا وَأَنْ تُسِيءَ لِيَ الْكَيْلَ؟، وَيُقَالُ: (كَالَهُ) أَيْ كَالَ لَهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ} [المطففين: 3] أَيْ كَالُوا لَهُمْ. وَ (اكْتَالَ) عَلَيْهِ أَخَذَ مِنْهُ، يُقَالُ: (كَالَ) الْمُعْطِي وَ (اكْتَالَ) الْآخِذُ. وَ (كِيلَ) الطَّعَامُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَإِنْ شِئْتَ ضَمَمْتَ الْكَافَ، وَالطَّعَامُ (مَكِيلٌ) وَ (مَكْيُولٌ) مِثْلُ مَخِيطٍ وَمَخْيُوطٍ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: (كُولَ) الطَّعَامُ وَبُوعَ وَاصْطُودَ الصَّيْدُ وَاسْتُوقَ مَالُهُ. وَ (كَايَلَهُ) وَ (تَكَايَلَا) إِذَا كَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ فَهُوَ (مُكَايِلٌ) بِلَا هَمْزٍ. وَ (الْكَيُّولُ) مُؤَخَّرُ الصُّفُوفِ وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ. 
كيل قَالَ أَبُو عبيد: وَقد اخْتلف فِي هَذَا الحَدِيث فبعضهم يَقُول: الْمِيزَان ميزَان أهل الْمَدِينَة والمِكيال مِكيال أهل مَكَّة. يُقَال: إِن هَذَا الحَدِيث أصل لكل شَيْء من الْكَيْل وَالْوَزْن إِنَّمَا يأتمّ النَّاس فيهمَا بِأَهْل مَكَّة وَأهل الْمَدِينَة وَإِن تغير ذَلِك فِي سَائِر الْأَمْصَار أَلا ترى أَن أصل التَّمْر بِالْمَدِينَةِ كيل وَقد صَار وزنا فِي كثير من الْأَمْصَار وَأَن السَّمن عِنْدهم وزْن وَهُوَ كيْل فِي كثير من الْأَمْصَار فَلَو أسلم رجل تَمرا فِي حِنْطَة لم يصلح لِأَنَّهُ كيل فِي كيل وَكَذَلِكَ السّمن إِذا أسلمه فِيمَا يُوزن لم يصلح لِأَنَّهُ وزن فِي وزن وَالَّذِي يعرف بِهِ أصل الْكَيْل وَالْوَزْن أَن كل مَا لزمَه اسْم الْمَخْتُوم والقفيز / والمَّكوك والمدّ والصاع فَهُوَ كيل وكل مَا لزمَه اسْم الأرطال 76 / الف والأواقي فَهُوَ وزن أَلا تسمع حَدِيث عُمَر رَضِيَ الله عَنْهُ فِي الأواقي حِين قَالَ فِي عَام الرَّمَادَة: وَكَانَ يَأْكُل الْخبز بالزيت فقرقر بَطْنه فَقَالَ: قَرْقِرْ مَا شِئْت فَلَا يزَال هَذَا دأبك مَا دَامَ السّمن يُبَاع بالأواقي فَهَذَا. يبين لَك أَن أصل السّمن وزن إِلَّا أَن يُرَاد بالأرطال المكاييل فَإِن الْمِكْيَال يُسمى رطلا.
كيل: كيل: عطاء، إنتاج (معجم الجغرافيا).
كال: أعطى، أنتج (معجم الجغرافيا).
كال: كال بالشيء قاسه (محيط المحيط) (فوك) (الكالا: medire) ( بوشر) (باين سميث 1698).
كال: اشترى الحبوب كيلاً (شيرب). تكيلّ: الشراء بالوزن، بعياره ومقياسه (فوك، باين سميث 1697).
اكتال: اشترى الحبوب بالوزن أو دونه (بوسييه، بربرية 1، 31، 15 كارتاس 187، 12).
كال: (فارسية أصلها كال بمعنى معوج) آلة معوجة كالصنارة يهدم بها الحدود في الحرب (محيط المحيط 800).
كيل: المعيار أو الوزن القِسط (للنقود) (زيتشر 9 - 138).
كيل: مكيال الحبوب، setier كيل قديم، mine كيل قديم للحبوب (بوشر، الكالا، ( emina medida) ( غالون من الذرة أو الحنطة) (ليون 189) والكيل عند المولّدين جزء من اثني عشر من الغرارة أو ستة أمداد (محيط المحيط).
كيل: stade ( غلوة) وحدة قديمة من وحدات الطول مقدارها 125 قدماً وهي من مصطلحات علم المساحة. (الكالا، وعند نبريجا stadium) .
كيل: هي الحبوب التي يحتاج إليها البدو ويأتون لشرائها من سوريا (زيتشر 100:22، 36).
أكيال: كفاية وفي اللاتينية ( satis أكيالٌ وصُوفاُ).
كيْلية: المرّة ووعاء به الطعام وهي في الشام مدّان (محيط المحيط).
كليلة: وعاء للشرب (زيتشر 120:22).
كليلة: وُسعُ مركب من الحبوب والسوائل؛ معيار، الكمية الموجودة في المركب التي تستخدم لغرض الكيل (بوشر).
كليلة: صاع فرنسي (عشرة ليترات تقريباً). مِلء صاع (هيلو).
كليلة: عكاز، دعامة، سند (دومب 90)؛ ويبدو أن الكلمة قد صيغت من وكل.
كيالة: قياس، كيل، مساحة (بوشر).
كيالة: مهنة الكيل وكذلك أجرة الكيّال (محيط المحيط: مهنة من حرفته كيل الطعام): (بوشر).
كيّال: الشخص الذي يشتري الحنطة (دوماس 229).
مَكيل: اسم مصدر من كال، ممتهن تجارة الحنطة (البربرية 1، 45، 4، 88، 6): فأقبل إليه مرداس في بعض السنين عِيرهم للمكيل.
مكيلة: معيار (معجم الأسبانية 300، معجم التنبيه).
المكيول: على الأصل ما كيل والعامة تستعمل المكيول بمعنى المصدر والآلة (محيط المحيط ص801) وحمولة المركب الذي يستعمل مقياساً.
(كيل) - قوله تعَالى: {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ}
: أي حِمْلَ بَعير.
- وقوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ}
: أي كالُوا لَهم، ولا يَجوزُ أن يَقِف على كالُوا حَتى يَصِلها بِهُم على هذا. ومنهم مَن يَجعلُها توكيدًا لما كالُوا ، فيجوز على هذا أن تَقِف عليه، والأوَّل أولى؛ لأَنّها لو كانت توكيدًا لكان في المُصحفِ أَلفٌ مكْتوبَةٌ، قيل: هي التي تُسمّى الألفُ الفاصِلَة.
- وقوله تعالى: {اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ}
يُقَال: اكْتلتُ من فُلانٍ، وعليه، إذَا أَخذتَ منه.
- وفي الحديث : "نَهَى عن المُكَايَلَةِ"
وهي المُقايَسَةُ بالقَولِ، تقول: له مثل مَا يقُول لكَ.
وقيل: هي التَّأخير. يُقالُ: كِلتُكَ دَينَك: أي أخَّرتُه عنك.
وقيل: هي أن تُباع الدَّارُ إلى جنْب دارِكَ، وأنتَ تريدُهَا، فتُؤخِّر ذلك، حتَّى يَستَوجِبَها المُشَترى، ثم يَأخذُ بالشُّفعَةِ.
- في الحديث: "المِكْيالُ مِكْيالُ أَهلِ المَدِينةِ، والمِيزَان مِيزانُ أهلِ مكّةَ"
قيل: إنّما هذا في نوع ما يتَعلَّق به أحكامُ الشرِيعَة في حُقوق الله عزَّ وجل دُون مَا يَتعَامل به النّاسُ في بِياعَتِهم.
فقولُه: "الوَزن وَزنُ أهل مَكَّةَ" يُريد: وَزْنَ الذهب والفِضَّةِ خاصّةً دون غيرها.
ومعناه: أنَّ الوَزنَ الذي يتعلَّق به حَقُّ الزَّكاة في النقُود وَزْن مكَّةَ؛ لأنّ الدِّرهمَ البَعْلِىَّ ثمانيةُ دَوانِيق.
والطّبرىّ: أرْبَعَة. والذى هو من دَرَاهم الإسلام سِتَّةٌ وهو وَزن مَكَّة.
وأمَّا الدَّنانير فكانت تُحمَلُ من الرُّوم إلى أن ضَرَب عَبدُ الملك بنُ مرْوَان.
فأمَّا الأرْطالُ والأمْناءُ فللنَّاسِ فيها عاداتٌ مُختِلفة في البُلدان.
وأمَّا المِكْيال فهو الصَّاع الذي يتعلَّق به وُجوبُ الكَفَّارات وصَدَقَة الفِطر وتَقدير النفقات، وذلك مُقَدَّر بِكَيْلِ أهل المدينَةِ دون غيرها من البُلدان والله عزّ وجل أعلم.
(ك ي ل)

كال الطَّعَام وَنَحْوه، كَيْلا واكتاله. وكاله طَعَاما، وكاله لَهُ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: اكتَلْ يكون على الاتّخاذ، وعَلى المطاوعة، وَقَوله تَعَالَى: (الَّذين إِذا اكتالوا على النَّاس يَسْتَوْفُون) قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: من النَّاس.

وَالِاسْم: الكِيلَة. وَفِي الْمثل: " أحَشَفاً وَسُوء كِيلة؟ " أَي أتجمع عليَّ أَن يكون الْمكيل حَشَفا وَأَن يكون الْكَيْل مُطَفَّفا. وَقَالَ اللحياني: " حَشَفٌ وسوءُ كِيلة " و" كَيْل " و" مَكِيلة ".

والكَيْل، والمِكْيَل، والمِكْيال، والمِكْيَلة: مَا كيل بِهِ، الْأَخِيرَة نادرة.

وَرجل كَيَّال: من الكَيْل، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي الإمالة فإمَّا أَن يكون على التكثير، وَإِمَّا أَن يكون على النَّسب. وَالْأَكْثَر أَن يكون على التكثير؛ لِأَن فعله مَعْرُوف، وَإِنَّمَا يُفَرُّ إِلَى النّسَب إِذا عُدِمَ الْفِعْل.

وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي: حِين تُكَال النِّيبُ فِي القفيز

فسره فَقَالَ: أَرَادَ: حِين تغزر فيكال لَبنهَا كَيْلا فَهَذِهِ النَّاقة أغزرهنَّ.

وكال الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير: وَزنهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي خَاصَّة، وَأنْشد:

قَارُورَة ذَات مِسْك عِنْد ذِي لَطَف ... من الدَّنَانِير كالُوها بمثقال

فإمَّا أَن يكون هَذَا وضعا، وَإِمَّا أَن يكون على التَّشْبِيه؛ لِأَن الكَيْل وَالْوَزْن سَوَاء فِي معرفَة الْمَقَادِير.

وَقَالَ مرَّة: كل مَا وُزِن: فقد كِيل.

وهما يتكايلان: أَي يتعارضان بالشَّتْم أَو الوَتْر. قَالَت امْرَأَة من طَيء:

فَيقْتل جبرا بامرئ لم يكن لَهُ ... بَوَاءً وَلَكِن لَا تكايُلَ بِالدَّمِ

قَالَ أَبُو الرياش: مَعْنَاهُ، لَا يجوز لَك أَن تقتل إلاّ ثأرك.

وكايَل الرجل صَاحبه: قَالَ لَهُ مثل مَا يَقُول لَهُ أَو فعل كفعْله.

وكال الزَّنْدُ كَيْلا: مثل كَبَا.

والكَيُّول: آخر الصُّفُوف فِي الحَرْب، وَمِنْه قَول عليّ، رَضِي الله عَنهُ:

إِنِّي امْرُؤ عاهدني خليلي

ألاَّ أقومّ الدَّهْرَ فِي الكَيُّول

أضرِبْ بِسيف الله وَالرَّسُول
[كيل] نه: فيه: "المكيال مكيال" أهل المدينة والميزان ميزان مكة، أبو عبيد: هذا الحديث أصل لكل شيء من الكيل والوزن، وإنما يأتم الناس فيهما بهم، والذي يعرف به أصل الكيل والوزن أن كل ما لزمه اسم المختوم والقفيز والمكوك والصاع والمد فهو كيل، وكل ما لزمه اسم الأرطال والأمناء والأواقي فهو وزن، وأصل التمر الكيل فلا يجوز أن يباع وزنًا بوزن لأنه إذا رد بعد الوزن إلى الكيل لم يؤمن فيه التفاضل، فكل ما كان في عهده صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة مكيلًا فلا يباع إلا بالكيل وكل ما كان بهما موزونًا فلا يباع إلا بالوزن لئلا يدخله الربا بالتفاضل، وهذا في كلم اتتعلق به حقوق الله دون ما يتعاملون في بياعاتهم، وأما المكيال فهو صاع يتعلق به وجوب الزكاة والكفارات والنفقات وغيرها، وهذا مقدر بكيل أهل المدينة، وأما الوزن فيريد به الذهب والفضة خاصة لأن حق الزكاةالقتال: لعلك إن أعطيتك أن تقوم في "الكيول"، فقال: لا، أي في آخر الصفوف، وهو فيعول من كال الزند يكيل- إذا كبا ولم يخرج نارًا، فشبه آخر الصفوف به لأن كل من كان فيه لا يقاتل، وقيل: هو الجبان، والكيول ما أشرف من الأرض، يريد: تقوم فوقه فتنظر ما يصنع غيرك. غ: "كيل" به: قتل به، وهو يكايل بين الشيئين لأيهما الفضل.
كيل
كالَ يَكِيل، كِلْ، كَيْلاً، فهو كائِل، والمفعول مَكيل
• كال الحُبُوبَ وغيرَها: حَدَّد مقدارَها بواسطة مكيال مُعَدّ لذلك كالصّاع ونحوه "كال الزَّيْتَ- {فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ} - {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} " ° كال بكيلين/ كال بمكيالين: عامل شخصين متساويين معاملة مختلفة، لم يعدل- كال لفلان بصاعه: بادله صنيعه بمثله.
• كال برميلاً: قاس سعتَه.
• كال له الشتائمَ: بالغ في سبِّه? كال له الصَّاعَ صاعين: جازاه بضعف شرِّه- كال له الضربات أو اللطمات: لطمه أو ضربه بشدّة لطمات متوالية.
• كال اللَّبنَ بالصَّحْفة: كيّله، قاسَه بها. 

اكتالَ/ اكتالَ على/ اكتالَ من يكتال، اكْتَلْ، اكتيالاً، فهو مُكْتال، والمفعول مُكتال (للمتعدِّي)
• اكتال القَمْحَ ونحوَه: اشتراه كَيْلاً أي بالمِكيال.
• اكتال الشَّخصُ عليه/ اكتال الشَّخصُ منه: أخَذ منه وتولَّى الكَيْل بنفسه "كال المُعْطي، واكتال الآخِذ- {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} - {فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ} ". 

تكايلَ يتكايل، تكايُلاً، فهو مُتكايِل
• تكايل الرَّجلان:
1 - كال أحدُهما للآخر.
2 - تعارضا بالشَّتْم أو الوَتْر (الثأر). 

كايلَ يكايل، مُكايَلَةً، فهو مُكايِل، والمفعول مُكايَل
• كايلتُ فلانًا: تكايلا، كال لي وكلْتُ له.
• كايل فلانًا صاعًا بصاع: كافأه. 

كيَّلَ يكيِّل، تَكْييلاً، فهو مُكيِّل، والمفعول مُكيَّل
• كيَّل القمحَ وغيرَه: حدَّد مقْدارَه بمكيال "كيَّل له القمحَ بكَيْله". 

كائل [مفرد]: اسم فاعل من كالَ. 

كِيالَة [مفرد]:
1 - حرفة الكيَّال.
2 - أجرة الكيَّال. 

كَيْل [مفرد]: ج أكيال (لغير المصدر):
1 - مصدر كالَ.
2 - مكيال، ما يُكَال به مِن حديد أو خشب أو نحوهما "كَيْل حُبوب" ° طفَح الكَيْلُ: بلَغ الأمرُ حدًّا لا يُحتمل.
3 - حِمْل " {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} ". 

كَيْلَة [مفرد]: ج كَيْلات وكَيَلات:
1 - اسم مرَّة من كالَ.
2 - (جر) وعاءٌ تُكال به الحبوبُ والسَّوائِلُ، ومقْدارُه يختلف باختلاف البُلْدان، وهو الآن ثمانية أقداح ° أحَشَفًا وسوءَ كِيلَة [مثل]: تقال لمن يجمع خصلتين مكروهتين، أو لمن
 يظلم من جهتين وتعني: أتجمع بين فساد السِّلعة والنقص في الكيْل. 

كَيّال [مفرد]: ج كيّالون وكيّالة:
1 - صيغة مبالغة من كالَ: كثير الكيل.
2 - مَن يكيل الحُبُوبَ أو السَّوائِلَ أو نحوَها، الذي حرفته الكيل العام. 

مُكْتال [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اكتالَ/ اكتالَ على/ اكتالَ من.
2 - اسم مفعول من اكتالَ/ اكتالَ على/ اكتالَ من. 

مِكيال [مفرد]: ج مَكاييلُ: اسم آلة من كالَ: ما يُكال به وهو وعاء ذو سعة معيَّنة من حديد أو خشب ونَحْوهما يُستعمل لكيل السَّوائل والموادّ الجافّة "مِكيال حبوب- {وَلاَ تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ} ". 

مِكْيَل [مفرد]: اسم آلة من كالَ: مِكيال؛ ما يُكال به، وهو وعاء ذو سعة معيَّنة، يُستعمل لكيل السَّوائل والموادّ الجافّة. 

مِكْيَلة [مفرد]: اسم آلة من كالَ: مِكيال؛ ما يُكال به، وهو وعاء ذو سعة معيَّنة، يُستعمل لكيل السَّوائل والموادّ الجافّة. 
كيل
} كالَ الطعامَ {يَكيلُه} كَيْلاً {ومَكيلاً، وَهُوَ شاذٌّ لأنّ المصدرَ من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعِلٌ بكسرِ العَينِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: هَكَذَا قَالَه الجَوْهَرِيّ، وصوابُه: مَفْعَلٌ، بفتحِ العَين،} ومَكالاً، يُقَال: مَا فِي بُرِّكَ {مَكالٌ، وَقد قيل:} مَكيلٌ، عَن الأخفَش. {واكْتالَه} اكْتِيالاً بِمَعْنى واحدٍ، وقَوْله تَعالى: الَّذين إِذا {اكْتالوا على الناسِ يَسْتَوْفون أَي اكْتالوا مِنْهُم لأنفُسِهم، قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ من الناسِ، وَقَالَ غيرُه:} اكْتَلْتُ عَلَيْهِ: أَخَذْتُ مِنْهُ، يُقَال: كالَ المُعطي، واكْتالَ الآخِذُ. والاسمُ {الكِيلَةُ، بالكَسْر، يُقَال: إنّه لحسَنُ الكِيلَةِ، مِثالُ الجِلسَةِ والرِّكبَةِ. وكالَه طَعَاما} وكالَه لَهُ بِمَعْنى، قَالَ الله تَعالى: وَإِذا {كالوهُم أَو وزَنُوهم أَي} كالوا لَهُم. {والكَيْل،} والمِكْيَلُ، {والمِكْيالُ،} والمِكْيَلَةُ، كمِنبَرٍ ومِحْرابٍ ومِكْنَسَةٍ، الأخيرةُ نادرةٌ: مَا {كِيلَ بِهِ حَديداً كانَ أَو خَشَبَاً.} وكالَ الدَّراهِمَ والدَّنانيرَ: وَزَنَها، عَن ابْن الأَعْرابِيّ خاصّةً، وأنشدَ لشاعرٍ جَعَلَ {الكَيْلَ وَزْنَاً:
(قارُورَة ذاتُ مِسْكٍ عندَ ذِي لَطَفٍ ... منَ الدنانيرِ} كالوها بمِثْقالِ)
فإمّا أَن يكونَ هَذَا وَضْعَاً، وإمّا أَن يكونَ على النَّسَب لأنّ الكَيْلَ والوَزنَ سَواءٌ فِي مَعْرِفةِ المَقادير، وَيُقَال: {كِلْ هَذِه الدراهِمَ: يريدونَ زِنْ، وَقَالَ مرّةً: كلُّ مَا وُزِنَ فقد كِيلَ، ورُوِيَ فِي الحديثِ:} المِكْيالُ {مِكْيالُ أَهْلِ المدينةِ، والمِيزانُ مِيزانُ أهلِ مكَّةَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدة: هَذَا الحديثُ أصلٌ لكلِّ شيءٍ من الكَيْلِ والوَزن، إنّما يأتَمُّ الناسُ فيهمَا بأهلِ مكَّةَ وأهلِ المدينةِ، وإنْ تغيَّرَ ذَلِك فِي كثيرٍ من الأمْصار، أَلا ترى أنّ أصلَ التَّمرِ بالمدينةِ} كَيْلٌ وَهُوَ يُوزَنُ فِي كثيرٍ من الْأَمْصَار، وأنّ السَّمنَ عِنْدهم وَزْنٌ وَهُوَ كَيْلٌ فِي كثيرٍ من الْأَمْصَار، وَالَّذِي يُعرفُ بِهِ أَصْلُ الكَيْلِ والوَزنِ، أنّ كلَّ مَا لَزِمَه اسمُ المَختومِ والقَفيزِ والمَكُّوكِ والمُدِّ والصاعِ فَهُوَ كَيْلٌ، وكلُّ مَا لَزِمَه اسمُ الأَرْطالِ والأواقِيِّ والأمْناءِ فَهُوَ وَزْنٌ، ودِرهمُ أَهْلِ مكَّةَ سِتَّةُ دَوانيق، ودراهمُ الإسلامِ المُعَدَّلَة كلُّ عَشْرَةِ دراهمَ سَبْعَةُ مَثاقيل. منَ المَجاز: {كالَ الزَّنْدُ} يَكيلُ {كَيْلاً كَبَا وَلم يُخرِجْ نارَه، وَفِي الأساس: وَذَلِكَ إِذا فُتِلَ فَخَرَجتْ سُحالَتُه، وَهُوَ حُكاكةُ العُودِ وَلم يَرِ. منَ المَجاز: كالَ الشيءَ بالشيءِ كَيْلاً: إِذا قاسَه بِهِ، يُقَال: إِذا أَرَدْتَ عِلمَ رجلٍ} فكِلْهُ بغيرِه أَي قِسْهُ بغيرِه، وكِلِ الفرَسَ بغيرِه: أَي قِسْهُ بِهِ فِي الجَرْيِ، قَالَ الأخطَلُ:
(قد {كِلْتُموني بالسَّوابِقِ كُلِّها ... فبَرَّزْتُ مِنْهَا ثانِياً من عِنانِيَا)
أَي سَبَقْتُها وبعضُ عِناني مَكْفُوفٌ. منَ المَجاز: هما} يَتَكَايَلان: أَي يَتَعَارَضان بالشَّتمِ أَو الوَتْرِ.)
{وكايَلَه} مُكايَلَةً: قَالَ لَهُ مِثلَ مَقالَه أَو فَعَلَ كفِعلِه، فَهُوَ {مُكايِلٌ، بغيرِ هَمزٍ. أَو} كايلَه: شاتَمَه فَأَرْبى عَلَيْهِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَفِي حديثِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أنّه نهى عَن {المُكايَلَةِ. وَهِي المُقايَسةُ بالقَولِ والفِعلِ، والمُراد: المُــكافأةُ بالسُّوءِ وَتَرْكُ الإغْضاءِ وَالِاحْتِمَال: أَي تَقولُ لَهُ وتفعلُ مَعَه مثلَ مَا يقولُ لَك ويفعلُ مَعَك، وَهِي مُفاعَلَةٌ من الكَيْل، وَقيل: أرادَ بهَا المُقايَسةُ فِي الدِّينِ وتركِ العملِ بالأثَر.} والكَيُّول، كعَيُّوقٍ: آخِرُ صُفوفِ الحربِ، وَفِي الصِّحاح: مُؤَخَّرُ الصفوفِ، وَفِي الحَدِيث: أنّ رجلا أَتَى النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَهُوَ يقاتلُ العَدُوَّ فَسَأَلَه سَيْفَاً يُقاتلُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: فلعلَّكَ إنْ أَعْطَيتُكَ أَن تقومَ فِي! الكَيُّولِ، فَقَالَ: لَا، فَأعْطَاهُ سَيْفَاً، فجعلَ يقاتلُ وَهُوَ يَقُول: إنِّي امرؤٌ عاهَدَني خَليلي أنْ لَا أقومَ الدهْرَ فِي الكَيُّولِ أَضْرِبُ بسَيفِ اللهِ والرسولِ ضَرْبَ غلامٍ ماجِدٍ بُهْلولِ فَلم يَزَلْ يقاتلُ بِهِ حَتَّى قُتِلَ، قَالَ الأَزْهَرِيّ عَن أبي عُبَيْدٍ: وَلم أَسْمَعْ هَذَا الحَرفَ إلاّ فِي هَذَا الحَدِيث، وسَكَّنَ الباءَ فِي: أَضْرِبْ، لكَثرةِ الحَرَكاتِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: الرجزُ لأبي دُجانَةَ سِماكِ بنِ خَرَشَةَ. {وتكَلَّى الرجلُ: قامَ فِيهِ أَي فِي} الكَيُّول، وَهُوَ مقلوبُ تكَيَّلَ، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: الكَيُّولُ فَيْعُولٌ من كالَ الزَّنْدُ إِذا كَبَا وَلم يُخرجْ نَارا، فشُبِّهَ مُؤَخَّرُ الصفوفِ بِهِ لأنَّ من كَانَ فِيهِ لَا يُقاتل. قيلَ الكَيُّولُ: الجبانُ، وَقد {كَيَّلَ} تَكْيِيلاً. قيل: هُوَ مَا أَشْرَفَ من الأرضِ، وَبِه فُسِّرَ الحديثُ، يريدُ تقومُ فِيهِ فَتَنْظُر مَا يصنعُ غَيْرُك. قَالَ الأَزْهَرِيّ: الكَيُّولُ فِي كلامِ العربِ: السُّحالَةُ وَهُوَ مَا خَرَجَ من حَرِّ الزَّنْدِ مُسْوَدَّاً لَا نارَ فِيهِ، {كالكَيِّلِ كهَيِّنٍ، وَقَالَت امرأةٌ من طَيِّءٍ:
(فَيَقْتُلُ جَبْرَاً بامرِئٍ لم يكنْ لهُ ... بَواءً ولكنْ لَا} تَكايُلَ بالدَّمِ)
قَالَ أَبُو رِياشٍ: أَي لَا يجوزُ لكَ أَن تَقْتُلَ إلاّ ثَأْرَكَ وَلَا تَعْتَبرْ فِيهِ المَساواةَ فِي الفَضْلِ إِذا لم يكن غَيْرُه، كَمَا فِي الصِّحاح. {والكَيْل: مَا يَتَنَاثَرُ من الزَّند، وَهِي السُّحالَة. يُقَال: هَذَا طعامٌ لَا} يَكيلُني: أَي لَا يَكفيني! كَيْلُه، كَمَا فِي العُباب، وَهُوَ مَجاز. قَوْلُ الساجِع: إِذا طَلَعَ سُهَيْلٌ، رُفِعَ كَيْلٌ ووُضِعَ كَيْلٌ: أَي ذَهَبَ الحَرُّ وجاءَ البَردُ، كَمَا فِي العُباب. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {كِيلَ الطَّعَام على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، وإنْ شِئتَ ضَمَمْتَ الكافَ، والطعامُ} مَكيلٌ {ومَكْيُولٌ، كمَخيطٍ ومَخْيُوطٍ،)
وَمِنْهُم من يَقُول:} كُولَ الطعامُ وبُوعَ واصْطُودَ الصَّيْدُ واسْتُوقَ مالُه، يقلِبُ واواً حِين ضَمِّ مَا قَبْلَها لأنّ الياءَ الساكنةَ لَا تكونُ بعدَ حرفٍ مَضْمُومٍ. وَفِي المثَل: أَحَشَفاً وسُوءَ {كِيلَةٍ، أَي أَتَجْمعُ عليَّ أَن يكونَ} المَكيلُ حَشَفَاً، وَأَن يكونَ {الكَيْلُ مُطَفَّفاً، وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: حَشَفٌ وسُوءُ كِيلَة، وَكَيْل ومَكيلَة. وبُرٌّ} مَكيلٌ، ويجوزُ فِي القياسِ {مَكْيُولٌ، ولغةُ بني أسَدٍ} مَكُول، ولغةٌ رَدِيَّةٌ {مُكالٌ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: أمّا مُكالٌ فَمن لُغاتِ الحَضَرِيِّينَ، قَالَ: وَمَا أُراها عربيّةً مَحْضَةً، وأمّا مَكيلٌ، ثمّ تَليها فِي الجَوْدَةِ مَكْيُولٌ. ورجلٌ} كَيّالٌ من الكَيْل، حَكَاهُ سيبويهِ فِي الإمالَةِ، فإمّا أَن يكونَ على التكثيرِ لأنّ فِعلَه مَعْرُوفٌ، وإمّا أَن يُفَرَّ إِلَى النَّسَبِ إِذا عُدِمَ الفِعلُ. وقولُه، أنْشدهُ ابْن الأَعْرابِيّ: حَتَّى {تُكالَ النِّيبُ فِي القَفيزِ قَالَ: أرادَ حِين تَغْزُرُ} فيُكالُ لبَنُها كَيْلاً، فَهَذِهِ الناقةُ أَغْزَرُهُنَّ. وَقَالَ الليثُ: الفرَسُ {يُكايِلُ الفرَسَ فِي الجَرْيِ: إِذا عارضَه وباراه، كأنّه} يَكيلُ لَهُ من جَرْيِه مِثلَ مَا يَكيلُ لَهُ الآخَرُ. {والكِيال، بالكَسْر: المُجاراةُ، قَالَ:
(أُقْدُرْ لنَفسِكَ أَمْرَها ... إنْ كانَ مِن أمرٍ} كِيالَهْ)
{والكِيالَةُ أَيْضا: أُجرَةُ الكَيْل.} وكايَلْناهُم صَاعا بصاعٍ: كافأْــناهُم. {وكالَ فلانٌ بسَلْحِه من الفزَع، وَمِنْه} الكَيُّولُ للجَبَانِ، وَهُوَ مَجاز. وثابتُ بنُ مَنْصُورٍ {الكِيلِيُّ الحافظُ، بالكَسْر، عَن مالكٍ البانِياسِيِّ، مَاتَ سنة. وبَنو} الكَيّال: جماعةٌ بالشامِ، مِنْهُم شيخُنا السيِّدُ شُعَيْبُ بن عمرَ بن إسماعيلَ الأَوْلَبِيُّ الشافعيُّ المُحدِّثُ الصُّوفِيُّ، ماتَ بَين الحَرَمَيْنِ سنة.

كيل: الكَيْلُ: المِكْيال. غيره: الكَيْل كَيْل البُرِّ ونحوه، وهو مصدر

كالَ الطعامَ ونحوه يَكِيلُ كَيْلاً ومَكالاً ومَكِيلاً أَيضاً، وهو شاذ

لأَن المصدر من فَعَل يَفْعِل مَفْعِل، بكسر العين؛ يقال: ما في برك

مَكالٌ، وقد قيل مَكِيل عن الأَخفش؛ قال ابن بري: هكذا قال الجوهري، وصوابه

مَفْعَل بفتح العين. وكِيلُ الطعامُ، على ما لم يسم فاعله، وإِن شئت ضممت

الكاف، والطعامُ مَكِيلٌ ومَكْيُول مثل مَخِيط ومَخْيوط، ومنهم من يقول:

كُولَ الطعامُ وبُوعَ واصْطُودَ الصَّيْدُ واسْتُوقَ مالُه، بقلب الياء

واواً حين ضم ما قبلها لأَن الياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم.

واكْتالَه وكالَه طعاماً وكالَه له؛ قال سيبويه: اكْتَل يكون على

الاتحاد وعلى المُطاوَعة. وقوله تعالى: الذين إِذا اكْتالوا على الناس

يَسْتَوْفُون؛ أَي اكْتالوا منهم لأَنفسهم؛ قال ثعلب: معناه من الناس، والاسم

الكِيلَةُ، بالكسر، مثل الجِلْسة والرِّكْبة. واكْتَلْت من فلان واكْتَلْت

عليه وكِلْت فُلاناً طعاماً أَي كِلْتُ له؛ قال الله تعالى: وإِذا

كالُوهمْ أَو وَزَنُوهم؛ أَي كالُوا لهم. وفي المثل: أَحَشَفاً وسُوء كِيلة؟ أَي

أَتَجْمَعُ عليَّ أَن يكون المَكِيل حَشَفاً وأَن يكون الكَيل

مُطَفَّفاً؛ وقال اللحياني: حَشَف وسوء كِيلةٍ وكَيْلٍ ومَكِيلةٍ. وبُرٌّ مَكِيلٌ،

ويجوز في القياس مَكْيول، ولغة بني أَسد مَكُول، ولغة رديئة مُكالٌ؛ قال

الأَزهري: أَما مُكالٌ فمن لغات الحَضَرِيِّين، قال: وما أَراها عربية

محضة، وأَما مَكُول فهي لغة رديئة، واللغة الفصيحة مَكِيل ثم يليها في

الجودة مَكْيول. الليث: المِكْيال ما يُكالُ به، حديداً كان أَو خشباً.

واكْتَلْتُ عليه: أَخذت منه. يقال: كال المعطي واكْتال الآخِذ. والكَيْلُ

والمِكْيَلُ والمِكْيال والمِكْيَلةُ: ما كِيلَ به؛ الأَخيرة نادرة. ورجل

كَيَّال: من الكَيْل؛ حكاه سيبويه في الإِمالة، فإِما أَن يكون على التكثير

لأَن فِعْله معروف، وإِما يُفَرّ إِلى النسَب إِذا عُدِم الفعل؛ وقوله

أَنشده ابن الأَعرابي:

حين تكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ

فسره فقال: أَراد حين تَغْزُر فيُكال لَبَنُها كَيْلاً فهذه الناقة

أَغزرهنَّ. وكال الدراهمَ والدنانير: وزنها؛ عن ابن الأَعرابي خاصة؛ وأَنشد

لشاعر جعل الكَيْل وَزْناً:

قارُروة ذات مِسْك عند ذي لَطَفٍ،

من الدَّنانيرِ، كالُوها بمِثْقال

فإِما أَن يكون هذا وَضْعاً، وإِما أَن يكون على النسب لأَن الكَيْل

والوزن سواء في معرِفة المَقادير. ويقال: كِلْ هذه الدراهمَ، يريدون زِنْ.

وقال مُرَّة: كُلُّ ما وزن فقد كِيلَ.

وهما يتَكايَلان أَي يتَعارَضان بالشَّتْم أَو الوَتْرِ؛ قالت امرأَة من

طيِّءٍ:

فيَقْتل خيراً بامرِئٍ لم يكن له

نِواءٌ، ولكن لا تَكَايُلَ بالدَّمِ

قال أَبو رِياش: معناه لا يجوز لك أَن تقتل إِلاَّ ثأْرَك ولا تعتبر فيه

المُساواة في الفضل إِذا لم يكن غيره. وكايَل الرجلُ صاحبَه: قال له مثل

ما يقول أَو فَعَل كفعله. وكايَلْته وتكايَلْنا إِذا كالَ لَكَ وكِلْتَ

له فهو مُكائِل، بالهمز. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه نَهَى عن

المُكايَلة وهي المُقايَسة بالقَوْل والفعل، والمراد المُــكافأَــة بالسُّوءِ

وتركُ الإِغْضاء والاحتمالِ أَي تقول له وتفعَل معه مثل ما يقول لك ويفعل

معك، وهي مُفاعلة من الكَيْل، وقيل: أَراد بها المُقايَسة في الدِّين وترك

العمل بالأَثر. وكالَ الزَّنْدُ يَكِيلُ كَيْلاً: مثل كَبا ولم يخرِج

ناراً فشبه مؤخَّر الصفوف

(* قوله «فشبه مؤخر الصفوف إلى قوله من كان فيه»

هكذا في الأصل هنا، وقد ذكره ابن الاثير عقب حديث دجانة، ونقله المؤلف

عنه فيما يأتي عقب ذلك الحديث ولا مناسبة له هنا فالاقتصار على ما يأتي

احق) في الحرب به لأَنه لا يُقاتِل مَن كان فيه.

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: المِكْيال مِكْيال أَهل

المدينة والمِيزانُ مِيزانُ أَهلِ مكة؛ قال أَبو عبيدة: يُقال إِن هذا

الحديث أَصل لكل شيء من الكَيْل والوَزْن، وإِنما يأْتَمُّ الناس فيهما

بأَهل مكة وأَهل المدينة، وإِن تغيَّر ذلك في سائر الأَمصار، أَلا ترى أَن

أَصل التمر بالمدينة كَيْلٌ وهو يُوزَن في كثير من الأَمصار، وأَنَّ

السَّمْن عندهم وَزْن وهو كَيْل في كثير من الأَمصار؟ والذي يعرف به أَصل

الكَيْل والوَزْن أَن كل ما لَزِمه اسم المَخْتوم والقَفِيزِ والمَكُّوكِ

والمُدِّ والصاعِ فهو كَيْل، وكلُّ ما لزمه اسم الأَرْطالِ والأَواقيِّ

والأَمْناءِ فهو وزن؛ قال أَبو منصور: والتمر أَصله الكَيْل فلا يجوز أَن يباع

منه رِطْل برطل ولا وزن بوزن، لأَنه إِذا رُدَّ بعد الوزن إِلى الكيل

تَفاضَل، إِنما يُباع كَيْلاً بكَيْل سواء بسواء، وكذلك ما كان أَصله

مَوْزُوناً فإِنه لا يجوز أَن يُباع منه كَيْل بكَيْل، لأَنه إِذا رُدَّ إِلى

الوزن لم يؤْمن فيه التَّفاضُل، قال: وإِنما احتيج إِلى هذا الحديث لهذا

المعنى، ولا يتَهافت الناس في الرِّبَا الذي نَهَى الله عز وجل عنه، وكل

ما كان في عَهْد النبي، صلى الله عليه وسلم، بمكة والمدينة مَكِيلاً فلا

يُباعُ إِلا بالكَيْل، وكل ما كان بها مَوْزُوناً فلا يُباع إِلا بالوزن

لئلا يدخله الرِّبا بالتَّفاضُل، وهذا في كل نوع تتعلق به أَحكام الشرع

من حقوق الله تعالى دون ما يَتعامل به الناسُ في بِياعاتِهم، فأَما

المِكْيال فهو الصاع الذي يتعلَّق به وُجوب الزكاة والكفارات والنفقات وغير

ذلك، وهو مقدر بكيل أَهل المدينة دون غيرها من البُلْدان لهذا الحديث، وهو

مِفْعال من الكَيْل، والميم فيه للآلة؛ وأَما الوَزْن فيريد به الذهب

والفضة خاصة لأَن حق الزكاة يتعلَّق بهما، ودِرْهمُ أَهلِ مكة ستة دَوانيق،

ودراهم الإِسلام المعدَّلة كل عشرة دراهم سبعة مَثاقيل، وكان أَهلُ

المدينة يتَعاملون بالدراهم عند مَقْدَمِ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، بالعَدَدِ فأَرْشَدَهم إِلى وزن مكة، وأَما الدنانير فكانت تحمل إِلى

العرب من الرُّوم إِلى أَن ضَرَبَ عبدُ الملك بن مَرْوان الدينار في

أَيامه، وأَما الأَرطالُ والأَمْناءُ فللناس فيها عادات مختلفة في البُلْدان

وهم مُعاملون بها ومُجْرَوْن عليها.

والكَيُّولُ: آخِرُ الصُّفوفِ في الحرب، وقيل: الكَيُّول مؤخر الصفوف؛

وفي الحديث: أَن رجلاً أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو يقاتِلُ

العدوَّ فسأَله سيفاً يقاتِل به فقال له: فلَعَلَّك إِن أَعطيتك أَن تقوم في

الكَيُّول، فقال: لا، فأَعطاه سيفاً فجعل يُقاتِل وهو يقول:

إِنِّي امْرُؤٌ عهَدَني خَلِيلي

أَن لا أَقومَ الدَّهْرَ في الكَيُّولِ

أَضْرِبْ بسيفِ الله والرسولِ،

ضَرْبَ غُلامٍ ماجدٍ بُهْلولِ

فلم يزل يقاتِل به حتى قُتِل. الأَزهري: أَبو عبيد الكَيُّولُ هو مؤخر

الصفوف، قال: ولم أَسمع هذا الحرف إِلا في هذا الحديث، وسكن الباءَ في

أَضْرِبْ لكثرة الحركات. وتَكَلَّى الرجلُ أَي قام في الكَيُّول، والأَصل

تَكَيَّل وهو مقلوب منه؛ قال ابن بري: الرجَز لأَبي دُجَانَةَ سِمَاك بن

خَرَشَةَ؛ قال ابن الأَثير: الكَيُّول، فَيْعُول، من كالَ الزندُ إِذا

كَبَا ولم يخرج ناراً، فشبَّه مؤخَّر الصفوف به لأَن مَنْ كان فيه لا

يُقاتِل، وقيل: الكَيُّول الجَبَان؛ والكَيُّول: ما أَشرف من الأَرض، يُريد

تقومُ فوقَه فتنظر ما يصنع غيرك. أَبو منصور: الكَيُّول في كلام العرب ما خرج

من حَرِّ الزَّنْد مُسْوَدّاً لا نار فيه.

الليث: الفرس يُكايِل الفرس في الجَرْي إِذا عارَضه وباراه كأَنه يَكِيل

له من جَرْيهِ مثل ما يَكِيل له الآخر. ابن الأَعرابي: المُكَايلة أَن

يتَشاتَم الرجلان فيُرْبِي أَحدهما على الآخر، والمُواكلة أَن يُهْدِيَ

المُدانُ للمَدِينِ ليُؤخِّر قضاءه. ويقال: كِلْتُ فلاناً بفلانٍ أَي

قِسْتُه به، وإِذا أَردْت عِلْمَ رجل فكِلْهُ بغيره، وكِلِ الفرسَ بغيره أَي

قِسْه به في الجَرْي؛ قال الأَخطل:

قد كِلْتُموني بالسَّوابِقِ كُلِّها،

فَبَرَّزْتُ منها ثانياً من عِنَانِيَا

أَي سبقتها وبعض عِناني مَكْفوف.

والكِيَالُ: المُجاراة؛ قال:

أُقْدُرْ لنَفْسِكَ أَمْرَها،

إِن كان من أَمْرٍ كِيَالَهْ

وذكر أَبو الحسن بن سيده في أَثناء خُطْبة كتابه المحكم مما قَصَدَ به

الوَضْعَ من ابن السكيت فقال: وأَيُّ مَوْقِفةٍ أَخْزَى لِواقِفِها من

مقامة أَبي يوسف يعق بن إِسحق السكيت مع أَبي عثمان المازني بين يدي

المتوكِّل جعفر؟ وذلك أَن المتوكل قال: يا مازني سل يعقوب عن مسأَلة من النحو،

فَتَلَكَّأَ المازني عِلْماً بتأَخر يعقوب في صناعة الإِعراب، فعَزَم

المتوكل عليه وقال: لا بدَّ لك من سؤاله، فأَقبل المازني يُجْهِد نفسه في

التلخيص وتَنكُّب السؤال الحُوشِيِّ العَوِيص، ثم قال: يا أَبا يوسف ما

وَزْن نَكْتَلْ من قوله عز وجل: فأَرْسِلْ معنا أَخانا نَكْتَلْ، فقال له:

نَفْعَل؛ قال: وكان هناك قوم قد علموا هذا المِقْدار، ولم يُؤْتَؤْا من

حَظِّ يعقوب في اللغة المِعْشار، ففاضوا ضَحِكاً، وأَداروا من اللَّهْو

فَلَكاً، وارتفع المتوكِّل وخرج السِّكِّيتي والمازني، فقال ابن السكيت: يا

أَبا عثمان أَسأْت عِشْرَتي وأَذْويْتَ بَشَرتي، فقال له المازني: والله

ما سأَلتُك عن هذا حتى بحثت فلم أَجد أَدْنى منه مُحاوَلاً، ولا أَقْرَب

منه مُتَناوَلاً.

كيل
الْكَيْلُ: كيل الطعام. يقال: كِلْتُ له الطعام:
إذا تولّيت ذلك له، وكِلْتُهُ الطّعام: إذا أعطيته كَيْلًا، واكْتَلْتُ عليه: أخذت منه كيلا. قال الله تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ
[المطففين/ 1- 3] وذلك إن كان مخصوصا بالكيل فحثّ على تحرّي العدل في كلّ ما وقع فيه أخذ ودفع. وقوله: فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ [يوسف/ 88] ، فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ [يوسف/ 63] ، كَيْلَ بَعِيرٍ
[يوسف/ 65] مقدار حمل بعير.
كيل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أَتَاهُ وَهُوَ يُقَاتل العدوّ فَسَأَلَهُ سَيْفا يُقَاتل بِهِ فَقَالَ لَهُ: فلعلك إِن أَعطيتك أَن تقوم فِي الكيّول فَقَالَ: لَا فَأعْطَاهُ سَيْفا فَجعل يُقَاتل بِهِ و [هُوَ -] يرتجز وَيَقُول: [الرجز] إِنِّي امْرُؤ عاهدني خليلي ... أَن لَا أقوم الدَّهْر فِي الكيولِ

أضْرب بِسيف اللَّه والرسولِ

فَلم يزل يُقَاتل حَتَّى قتل. قَوْله الكيول يَعْنِي مُؤخر الصُّفُوف وسمعته من عدَّة من أهل الْعلم وَلم أسمع هَذَا الْحَرْف إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث. 67 / الف
[كيل] الكَيْلُ: المِكيالُ. والكَيْلُ: مصدرُ كلْتُ الطعامَ كَيْلاً ومَكالاً ومَكيلاً أيضا، وهو شاذ لان المصدر من فعل يفعل مفعل. يقال: ما في برك مكال، وقد قيل مكيل عن الاخفش. والاسم الكيلَةُ، بالكسر. يقال: إنَّه لحَسَنُ الكيلَةِ، مثالُ الجِلْسَةِ والرِكبةِ. وفي المثل: " أَحَشَفاً وسوءَ كيلَةٍ " أي أتجمعُ أن تعطيني حَشَفاً وأن تسئ لى الكيل. ويقال: كلته، بمعنى كِلْتُ له. قال تعالى: (وإذا كالوهُمْ) أي كالوا لهم. واكْتَلْتُ عليه: أخذْتُ منه. يقال: كالَ المعطى واكتالَ الآخِذُ. وكِيلَ الطعامُ على ما لم يسمّ فاعله، وإنْ شئتَ ضممْتَ الكاف. والطعام مكيل ومكيول، مثل مخيط ومخيوط. ومنهم من يقول: كول الطعام وبوع المتاع واصطود الصيد، واستوق ماله، بقلب الياء واوا حين ضم ما قبلها، لان الياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم. وكايلته وتكايلنا، إذا كالَ لكَ وكلْتَ له، فهو مُكايِلٌ بلا همزٍ. وقولهم: " لا تَكايُلَ بالدَمِ " أي لا يجوز أن تقتُلَ إلا ثأرَك، ولا تعتبرُ فيه المُساواةُ في الفضل إذا لم يكن غَيْرُهُ. وكالَ الزَنْدُ يكيلُ، إذا لم يُخرِج ناراً. والكَيُّولُ : مؤخَّرُ الصفوفِ. وفى الحديث أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقاتل العدو فسأله سيفا يقاتل به، فقال له: " فلعلك إن أعطيتك أن تقوم في الكيول " فقال: لا. فأعطاه سيفا، فجعل يقاتل به وهو يرتجز، ويقول: إنى امرؤ عاهدني خليلي أن لا أقوم الدهر في الكيول أضرب بسيف الله والرسول وإنما سكن الباء في أضرب لكثرة الحركات. وتكلَّى الرجلُ، أي قام في الكيُّول. والأصل تكَيَّلَ، وهو مقلوبٌ منه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.