للبقاعي.
وهو ذيل: (إنباء الغمر).
سيأتي قريبا.
قــصر: القَــصْرُ والقِــصَرُ في كل شيء: خلافُ الطُّولِ؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:
عادتْ مَحُورَتُه إِلى قَــصْرِ
قال: معناه إِلى قِــصَر، وهما لغتان. وقَــصُرَ الشيءُ، بالضم، يَقْــصُرُ
قِــصَراً: خلاف طال؛ وقَــصَرْــتُ من الصلاة أَقْــصُر قَــصْراً. والقَصِيرُ: خلاف
الطويل. وفي حديث سُبَيْعَةَ: نزلت سورة النساء القُــصْرَــى بعد الطُّولى؛
القُــصْرَــى تأْنيث الأَقْــصَر، يريد سورة الطلاق، والطُّولى سورة البقرة
لأَن عِدَّة الوفاة في البقرة أَربعة أَشهر وعشر، وفي سورة الطلاق وَضْعُ
الحمل، وهو قوله عز وجل: وأُولاتِ الأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ
حَمْلَهِنّ. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً جاءه فقال: عَلِّمْني عملاً
يُدْخِلُني الجنّة، فقال: لئن كنتَ أَقْــصَرْــتَ الخِطْبة لقد أَعْرَضْتَ
المسأَلةَ؛ أَي جئت بالخِطْبةِ قصيرة وبالمسأَلة عريضة يعني قَلَّلْتَ
الخِطْبَةَ وأَعظمت المسأَلة. وفي حديث عَلْقَمة: كان إِذا خَطَبَ في نكاح
قَــصَّرَ دون أَهله أَي خَطَبَ إِلى من هو دونه وأَمسك عمن هو فوقه، وقد قَــصُرَ
قِــصَراً وقَصارَة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو قَصِير، والجمع قُــصَراء
وقِصارٌ، والأُنثى قصِيرة، والجمع قِصارٌ. وقَــصَّرْــتُه تَقْصِيراً إِذا
صَيَّرْته قَصِيراً. وقالوا: لا وفائتِ نَفَسِي القَصِيرِ؛ يَعْنُون
النَّفَسَ لقِــصَرِ وقته، الفائِتُ هنا هو الله عز وجل. والأَقاصِرُ: جمع أَقْــصَر
مثل أَصْغَر وأَصاغِر؛ وأَنشد الأَخفش:
إِليكِ ابنةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالةَ الـ
ـرِّجالِ، وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُــهْ
ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كلِّ شَرْمَحٍ
طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْــصَرِــينَ أَمازِرُهْ
يقول لها: لا تعيبيني بالقِــصَرِ فإِن أَصْلالَ الرجال ودُهاتَهم
أَقاصِرُــهم، وإِنما قال أَقاصره على حدّ قولهم هو أَحسنُ الفتيان وأَجْمَله،
يريد: وأَجملهم، وكذا قوله فإِن الأَقــصرين أَمازره يريد أَمازِرُهم، وواحدُ
أَمازِرَ أَمْزَرُ، مثل أَقاصِرَ وأَقْــصَر في البيت المتقدم، والأَمْزَرُ
هو أَفعل، من قولك: مَزُرَ الرجلُ مَزارة، فهو مَزِيرٌ، وهو أَمْزَرُ
منه، وهو الصُّلْبُ الشديد والشَّرْمَحُ الطويل. وأَما قولهم في المثل: لا
يُطاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ، فهو قَصِيرُ بن سَعْد اللَّخْمِيّ صاحب جَذِيمَة
الأَبْرَشِ. وفرس قَصِيرٌ أَي مُقْرَبَةٌ لا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ
لنفاستها؛ قال مالك بن زُغْبة، وقال ابن بري: هو لزُغْبَةَ الباهليّ وكنيته
أَبو شقيق، يصف فرسه وأَنها تُصانُ لكرامتها وتُبْذَلُ إِذا نزلت
شِدَّةٌ:وذاتِ مَناسِبٍ جَرْداءَ بِكْرٍ،
كأَنَّ سَراتَها كَرٌّ مَشيِقُ
تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخيلِ عالٍ،
كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ
تَراها عند قُبَّتِنا قَصِيراً،
ونَبْذُلُها إِذا باقتْ بَؤُوقُ
البَؤُوقُ: الداهيةُ. وباقَتْهم: أَهْلَكَتْهم ودهَتْهم. وقوله: وذاتُ
مَناسب يريد فرساً منسوبة من قِبَلِ الأَب والأُم. وسَراتُها:
أَعلاها.والكَرُّ، بفتح الكاف هنا: الحبل. والمَشِيقُ: المُداوَلُ. وتُنِيفُ:
تُشْرِفُ. والصَّلْهَبُ: العُنُق الطويل. والسَّحُوقُ من النخل: ما طال. ويقال
للمَحْبُوسة من الخيل: قَصِير؛ وقوله:
لو كنتُ حَبْلاً لَسَقَيْتُها بِيَهْ،
أَو قاصِراً وَصَلْتُه بثَوْبِيَهْ
قال ابن سيده: أُراه على النَّسَب لا على الفعل، وجاء قوله ها بيه وهو
منفصل مع قوله ثوبيه لأَن أَلفها حينئذ غير تأْسيس، وإِن كان الروي حرفاً
مضمراً مفرداً، إِلا أَنه لما اتصل بالياء قوي فأَمكن فصله.
وتَقَاصَرَ: أَظْهَرَ القِــصَرَ. وقَــصَّرَ الشيءَ: جعله قَصِيراً.
والقَصِيرُ من الشَّعَر: خلافُ الطويل. وقَــصَرَ الشعرَ: كف منه وغَضَّ حتى
قَــصُرَ. وفي التنزيل العزيز: مُحَلِّقِين رُؤُوسَكم ومُقَــصِّرينَ؛ والاسم منه
القِصارُ؛ عن ثعلب. وقَــصَّرَ من شعره تَقْصِيراً إِذا حذف منه شيئاً ولم
يستأْصله. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه مر برجل قد قَــصَّر الشَّعَر
في السوق فعاقَبه؛ قَــصَّرَ الشعَرَ إِذا جَزَّه، وإِنما عاقبه لأَن الريح
تحمله فتلقيه في الأَطعمة.وقال الفراء: قلت لأَعرابي بمنى: آلْقِصارُ
أَحَبُّ إِليك أَم الحَلْقُف يريد: التقصيرُ أَحَبُّ إِليك أَم حلق الرأْس.
وإِنه لقَصِير العِلْم على المَثَل.
والقَــصْرُ: خلاف المَدِّ، والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر. والمَقْصُور:
من عروض المديد والرمل ما أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نحو فاعلاتن حذفت
نونه وأُسكنت تاؤه فبقي فاعلات فنقل إِلى فاعلان، نحو قوله:
لا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه،
كلُّ عَيْشٍ صائرٌ للزَّوالْ
وقوله في الرمل:
أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً:
انَّنِي قد طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ
قال ابن سيده: هكذا أَنشده الخليل بتسكين الراء ولو أَطلقه لجاز، ما لم
يمنع منه مخافةُ إِقواء؛ وقول ابن مقبل:
نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَــصِرٍ
من الأَحادِيثِ، حتى زِدْنَني لِينا
إِنما أَراد بقَــصْر من الأَحاديث فزِدْنَني بذلك لِيناً. والقَــصْرُ:
الغاية؛ قاله أَبو زيد وغيره؛ وأَنشد:
عِشْ ما بدا لك، قَــصْرُــكَ المَوْتُ،
لا مَعْقِلٌ منه ولا فَوْتُ
بَيْنا غِنى بَيْتٍ وبَهْجَتِه،
زال الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ
وفي الحديث: من شَهِدَ الجمعة فصَلى ولم يُؤذ أَحداً بقَــصْرِــه إِن لم
يُغْفَرْ له جُمْعَتَه تلك ذُنوبُه كلُّها أَن تكون كفارتُه في الجمعة التي
تليها أَي غايته. يقال: قَــصْرُــك أَن تفعل كذا أَي حسبك وكفايتك وغايتك،
وكذلك قُصارُك وقُصارَاك، وهو من معنى القَــصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بلغت
الغاية حَبَسَتْك، والباء زائدة دخلت على المبتدإِ دُخُولَها في قولهم:
بحسبك قولُ السَّوْءِ، وجمعته منصوبة على الظرف. وفي حديث معاذ: فإِنَّ
له ما قَــصَرَ في بيته أَي ما حَبَسَه. وفي حديث أَسماء الأَشْهَلِيَّة:
إِنا مَعْشَرَ النساء، محصوراتٌ مقصوراتٌ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فإِذا
هم رَكْبٌ قد قَــصَر بهم الليلُ أَي حبسهم. وفي حديث ابن عباس: قُــصِرَ
الرجالُ على أَربع من أَجل أَموال اليتامى أَي حُبِسُوا أَو منعوا عن نكاح
أَكثر من أَربع. ابن سيده: يقال قَــصْرُــك وقُصارُك وقَصارُك وقُصَيْراكَ
وقُصارَاكَ أَن تفعل كذا أَي جُهْدُك وغايتُك وآخرُ أَمرك وما اقْتَــصَرْــتَ
عليه؛ قال الشاعر:
لها تَفِراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها
إِلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ
وقال الشاعر:
إِنما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ،
والعَوارِيُّ قُصارَى أَن تُرَدّ
ويقال: المُتَمَنِّي قُصاراه الخَيْبةُ. والقَــصْرُ كَفُّك نَفْسَك عن
أَمر وكفُّكها عن أَن تطمح بها غَرْبَ الطَّمَع. ويقال: قَــصَرْــتُ نفسي عن
هذا أَقْــصُرها قَــصْراً. ابن السكيت: أَقْــصَر عن الشيءِ إِذا نَزَع عنه وهو
يَقْدِر عليه، وقَــصَر عنه إِذا عجز عنه ولم يستطعه، وربما جاءَا بمعنى
واحد إِلا أَن الأَغلب عليه الأَول؛ قال لبيد:
فلستُ، وإِن أَقْــصَرْــتُ عنه، بمُقْــصِر
قال المازني: يقول لستُ وإِن لمتني حتى تُقْــصِرَ بي بمُقْــصِرٍ عما
أُريد؛ وقال امرؤ القيس:
فتُقْــصِرُ عنها خَطْوَة وتَبوصُ
ويقال: قَــصَرْــتُ بمعنى قَــصَّرْــت؛ قال حُمَيْد:
فلئن بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً،
ولئن قَــصَرْــتُ لكارِهاً ما أَقْــصُرُ
وأَقْــصَر فلان عن الشيء يُقْــصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عنه وانتهى.
والإِقْصار: الكف عن الشيء. وأَقْــصَرْــتُ عن الشيء: كففتُ ونَزَعْتُ مع القدرة
عليه، فإِن عجزت عنه قلت: قَــصَرْــتُ، بلا أَلف. وقَــصَرْــتُ عن الشيء قصوراً:
عجزت عنه ولم أَبْلُغْهُ. ابن سيده: قَــصَرَ عن الأَمر يَقْــصُر قُصُوراً
وأَقْــصَر وقَــصَّرَ وتَقَاصَر، كله: انتهى؛ قال:
إِذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمالَةِ أَنْفَه،
تَقاصَرَ منها للــصَّرِــيحَ فأَقْنَعا
وقيل: التَّقاصُر هنا من القِــصَر أَي قَــصُر عُنُقُه عنها؛ وقيل: قَــصَرَ
عنه تركه وهو لا يقدر عليه، وأَقْــصَرَ تركه وكف عنه وهو يقدر عليه.
والتَّقْصِيرُ في الأَمر: التواني فيه. والاقْتصارُ على الشيء: الاكتفاء
به. واسْتَقْــصَره أَي عَدَّه مُقَــصِّراً، وكذلك إِذا عَدَّه قَصِيراً.
وقَــصَّرَ فلانٌ في حاجتي إِذا وَنى فيها؛ وقوله أَنشده ثعلب:
يقولُ وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها:
أَتَفْعَلُ هذا يا حُيَيُّ على عَمْدِف
فقلتُ له: قد كنتَ فيها مُقَــصِّراً،
وقد ذهبتْ في غير أَجْرٍ ولا حَمْدِ
قال: هذا لِصٌّ؛ يقول صاحب الإِبل لهذا اللِّص: تأْخذ إِبلي وقد عرفتها،
وقوله: فقلت له قد كنت فيها مقــصِّراً، يقول كنت لا تَهَبُ ولا تَسْقي
منها قال اللحياني: ويقال للرجل إِذا أَرسلته في حاجة فَقَــصَر دون الذي
أَمرته به إِما لحَرّ وإِما لغيره: ما منعك أَن تدخل المكان الذي أَمرتك به
إِلا أَنك أَحببت القَــصْرَ والقَــصَرَ والقُــصْرَــةَ أَي أَن تُقَــصِّرَ.
وتَقاصَرتْ نَفْسُه: تضاءلت. وتَقَاصَر الظلُّ: دنا وقَلَصَ.
وقَــصْرُ الظلام: اختلاطُه، وكذلك المَقْــصَر، والجمع المَقاصر؛ عن أَبي
عبيد؛ وأَنشد لابن مقبل يصف ناقته:
فَبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، وبعدما
كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ
قال خالد بن جَنْيَة: المقاصِرُ أُصولُ الشجر، الواحد مَقْصُور، وهذا
البيت ذكره الأَزهري في ترجمة وقص شاهداً على وَقَصْتُ الشيء إِذا
كَسَرْتَه، تَقِصُ المقاصر أَي تَدُقُّ وتكسر. ورَضِيَ بمَقْــصِرٍ، بكس الصاد مما
كان يُحاوِلُ أي بدونِ ما كان يَطْلُب. ورضيت من فلان بمَقْــصِرٍ
ومَقْــصَرٍ أَي أَمرٍ دُونٍ. وقَــصَرَ سهمُه عن الهَدَف قُصُوراً: خَبا فلم ينته
إِليه. وقَــصَرَ عني الوجعُ والغَضَبُ يَقْــصُر قُصُوراً وقَــصَّر: سكن،
وقَــصَرْــتُ أَنا عنه، وقَــصَرْــتُ له من قيده أَقْــصُر قَــصْراً: قاربت. وقَــصَرْــتُ
الشيء على كذا إِذا لن تجاوز به غيره. يقال: قَــصَرْــتُ اللِّقْحة على فرسي
إِذا جعلت دَرَّها له. وامرأَة قاصِرَــةُ الطَّرْف: لا تَمُدُّه إِلى غير
بعلها. وقال أَبو زيد: قَــصَرَ فلانٌ على فرسه ثلاثاً أَو أَربعاً من
حلائبه يَسْقِيه أَلبانها. وناقة مَقْصورة على العِيال: يشربون لبنها؛ قال
أَبو ذؤيب:
قَــصَر الصَّبوحَ لها فَشَرَّجَ لَحْمَها
بالتيِّ، فهي تَتُوخُ فيه الإِصْبَعُ
قَــصَره على الأَمر قَــصْراً: رَدّه إِليه. وقَــصَرْــتُ السِّتْر: أَرخيته.
وفي حديث إِسلام ثُمامة: فأَبى أَن يُسْلِمَ قَــصْراً فأَعتقه، يعني
حَبساً عليه وإِجباراً. يقال: قَــصَرْــتُ نفسي على الشيء إِذا حبستها عليه
وأَلزمتها إِياه، وقيل: أَراد قهراً وغلبةً، من القسْر، فأَبدل السين صاداً،
وهما يتبادلان في كثير من الكلام، ومن الأَول الحديث: ولتَقْــصُرَــنَّه على
الحق قَــصْراً. وقَــصَرَ الشيءَ يَقْــصُره قَــصْراً: حبسه؛ ومنه مَقْصُورة
الجامع؛ قال أَبو دُواد يصف فرساً:
فَقُــصِرْــنَ الشِّتاءَ بَعْدُ عليه، * وهْو للذَّوْدِ أَن يُقَسَّمْنَ جارُ
أَي حُبِسْنَ عليه يَشْرَبُ أَلبانها في شدة الشتاء. قال ابن جني: هذا
جواب كم، كأَنه قال كم قُــصِرْــن عليه، وكم ظرف ومنصوبه الموضع، فكان قياسه
أَن يقول ستة أَشهر لأَن كم سؤال عن قدرٍ من العدد محصور، فنكرة هذا
كافية من معرفته، أَلا ترى أَن قولك عشرون والعشرون وعشرون؟؟ فائدته في العدد
واحدةً لكن المعدود معرفة في جواب كم مرة، ونكرة أُخرى، فاستعمل الشتاء
وهو معرفة في جواب كم، وهذا تطوّع بما لا يلزم وليس عيباً بل هو زائد على
المراد، وإِنما العيب أَن يُقَــصِّرَ في الجواب عن مقتضى السؤَال، فأَما
إِذا زاد عليه فالفضل له، وجاز أَن يكون الشتاء جوباً لكم من حيث كان عدداً
في المعنى، أَلا تراه ستة أَشهر؟ قال: ووافقنا أَبو علي، رحمه الله
تعالى، ونحن بحلب على هذا الموضع من الكتاب وفسره ونحن بحلب فقال: إِلا في
هذا البلد فإِنه ثمانية أَشهر؛ ومعنى قوله:
وهو للذود أَن يقسَّمن جار
أَي أَنه يُجيرها من أَن يُغار عليها فَتُقْسَمَ، وموضع أَن نصبٌ كأَنه
قال: لئلا يُقَسَّمْنَ ومن أَن يُقَسَّمْنَ، فَحذف وأَوصل. وامرأَة
قَصُورَة وقَصيرة: مَصُونة محبوسة مقصورة في البيت لا تُتْرَكُ أَن تَخْرُج؛
قال كُثَيِّر:
وأَنتِ التي جَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ
إِليَّ، وما تدري بذاك القَصائِرُ
عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ، ولم أُرِدْ
قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النساء البَحاتِرُ
وفي التهذيب: عَنَيتُ قَصُوراتِ الحجالِ، ويقال للجارية المَصونة التي
لا بُروزَ لها: قَصِيرةٌ وقَصُورَة؛ وأَنشد الفراء:
وأَنتِ التي حببتِ كلَّ قَصُورة
وشَرُّ النساءِ البَهاتِرُ. التهذيب: القَــصْرُ الحَبْسُ؛ قال الله تعالى:
حُورٌ مقصورات في الخيام، أَي محبوسات في خيام من الدُّرِّ مُخَدَّرات
على أَزواجهن في الجنات؛ وامرأَة مَقْصورة أَي مُخَدَّرة. وقال الفرّاء في
تفسير مَقْصورات، قال: قُــصِرْــنَ على أَزواجهن أَي حُبِسْن فلا يُرِدْنَ
غيرهم ولا يَطْمَحْنَ إِلى من سواهم. قال: والعرب تسمي الحَجَلَةَ
المقصورةَ والقَصُورَةَ، وتسمي المقصورة من النساء القَصُورة، والجمع
القَصائِرُ، فإِذا أَرادوا قِــصَرَ القامة قالوا: امرأَة قَصِيرة، وتُجْمَعُ
قِصاراً. وأَما قوله تعالى: وعندهم قاصراتُ الطَّرْفِ أَترابٌ؛ قال
الفراء:قاصراتُ الطَّرْف حُورٌ قد قَــصَرْــنَ أَنفسهنَّ على أَزواجهن فلا يَطْمَحْنَ
إِلى غيرهم؛ ومنه قول امرئ القيس:
من القاصراتِ الطَّرْفِ، لو دَبَّ مُحْوِلٌ
من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لأَثَّرا
وقال الفراء: امرأَة مَقْصُورة الخَطْوِ، شبهت بالمقيَّد الذي قَــصَرَ
القيدُ خَطوَه، ويقال لها: قَصِيرُ الخُطى؛ وأَنشد:
قَصِيرُ الخطى ما تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَى،
ولا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّما
التهذيب: وقد تُجْمَعُ القَصِيرةُ من النساء قِصارَةً؛ ومنه قول
الأَعشى:لا ناقِصِي حَسَبٍ ولا
أَيْدٍ،إِذا مدَّتْ قِصارَه
قال الفراء: والعرب تدخل الهاء في كل جمع على فِعالٍ، يقولون:
الجِمالَةُ والحِبالَة والذِّكارَة والحِجارة، قال: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ابن سيده:
وأَما قول الشاعر:
وأَهْوى من النِّسْوانِ كلَّ قَصِيرةٍ،
لها نَسَبٌ، في الصالحين، قَصِيرُ
فمعناه أَنه يَهْوى من النساء كل مقصورة يُغْنى بنسبها إِلى أَبيها عن
نَسَبها إِلى جَدِّها. أَبو زيد: يقال أَبْلِغ هذا الكلامَ بني فلان
قَــصْرَــةً ومَقْصُورةً أَي دون الناس، وقد سميت المَقْصورة مَقْصُورَةً لأَنها
قُــصِرَــت على الإِمام دون الناس. وفلان قَصِيرُ النسب إِذا كان أَبوه
معروفاً إِذ ذِكْره للابن كفايةٌ عن الانتماء إِلى الجد الأَبعد؛ قال
رؤبة:قد رَفَعَ العَجَّاجُ ذِكْري فادْعُني
باسْمٍ، إِذا الأَنْسابُ طالتْ، يَكفِني
ودخل رُؤْبةُ على النَّسَّابة البَكْريّ فقال: من أَنتف قال: رؤبة بن
العجاج. قال: قُــصِرْــتَ وعُرِفْتَ. وسَيْلٌ قَصِير: لا يُسِيل وادِياً
مُسَمًّى إِنما يُسِيلُ فُرُوعَ الأَوْدِية وأَفْناءَ الشِّعابِ وعَزَازَ
الأَرضِ. والقَــصْرُ من البناء: معروف، وقال اللحياني: هو المنزل، وقيل: كل
بيت من حَجَر، قُرَشِيَّةٌ، سمي بذلك لأَنه تُقــصَرُ فيه الحُرَمُ أَي
تُحْبس، وجمعه قُصُور. وفي التنزيل العزيز: ويجْعَل لك قُصُوراً.
والمَقْصُورة: الدار الواسعة المُحَصَّنَة،وقيل: هي أَصغر من الدار، وهو من ذلك
أَيضاً. والقَصُورَةُ والمَقْصورة: الحَجَلَةُ؛ عن اللحياني. الليث:
المَقْصُورَة مقام الإِمام، وقال: إِذا كانت دار واسعة مُحَصَّنة الحيطان فكل
ناحية منها على حِيالِها مَقْصُورة، وجمعها مَقاصِرُ ومَقاصِيرُ؛
وأَنشد:ومن دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ
المُصْمَتُ: المُحْكَمُ. وقُصارَةُ الدار: مَقْصُورة منها لا يدخلها غير
صاحب الدار. قال أُسَيْدٌ: قُصارَةُ الأَرض طائفة منها قَصِيرَة قد علم
صاحبها أَنها أَسْمَنُها أَرضاً وأَجودُها نبتاً قدر خمسين ذراعاً أَو
أَكثر، وقُصارَةُ الدار: مَقْصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار، قال:
وكان أَبي وعمي على الحِمى فَقَــصَرَــا منها مقصورة لا يطؤها غيرهما.
واقْتَــصَرَ على الأَمر: لم يُجاوزه.
وماء قاصِرٌ أَي بارد. وماء قاصِرٌ: يَرْعى المالُ حولَه لا يجاوزه،
وقيل: هو البعيد عن الكلإِ. ابن السكيت: ماء قاصِرٌ ومُقْــصِرٌ إِذا كان
مَرْعاه قريباً؛ وأَنشد:
كانتْ مِياهِي نُزُعاً قَواصِرَــا،
ولم أَكنْ أُمارِسُ الجَرائرا
والنُّزُعُ: جمع النَّزُوعِ، وهي البئر التي يُنْزَعُ منها باليدين
نَزْعاً، وبئر جَرُورٌ: يستقى منها على بعير؛ وقوله أَنشده ثعلب في صفة
نخل:فهُنَّ يَرْوَيْنَ بطَلٍّ قَاصِرِ
قال: عَنى أَنها تشرب بعروقها. وقال ابن الأَعرابي: الماء البعيد من
الكلإِ قاصِرٌ باسِطٌ ثم مُطْلِبٌ. وكَلأ قاصِرٌ: بينه وبين الماء نَبْحَةُ
كلب أَو نَظَرُك باسِطاً. وكَلأ باسِطٌ: قريب؛ وقوله أَنشده ثعلب:
إِليكِ ابْنَةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالَةَ الر
جالِ، وأَصْلالُ الرجالِ أَقاصِرُــهْ
لم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه عنى حَبائسَ قَصائِرَ.
والقُصارَةُ والقِــصْرِــيُّ والقَــصَرَــة والِقُــصْرى والقَــصَرُ؛ الأَخيرة عن
اللحياني: ما يَبْقى في المُنْخُلِ بعد الانتخال، وقيل: هو ما يَخْرُجُ
من القَثِّ وما يبقى في السُّنْبُل من الحب بعد الدَّوْسَةِ الأُولي،
وقيل: القِشْرتان اللتان على الحَبَّة سُفْلاهما الحَشَرَةُ وعُلْياهما
القَــصَرة. الليث: والقَــصَرُ كَعابِرُ الزرع الذي يَخْلُص من البُرِّ وفيه
بقية من الحب، يقال له القِــصْرَــى، على فِعْلى. الأَزهري: وروى أَبو عبيد
حديثاً عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في المُزارَعة أَن أَحدهم كان
يَشْتَرِطُ ثلاثة جَداوِلَ والقُصارَةَ؛ القُصارَةُ، بالضم: ما سَقى الربيعُ،
فنه النبي،صلى الله عليه وسلم، عن ذلك. قال أَبو عبيد: والقُصارة ما بقي في
السنبل من الحب مما لا يتخلص بعدما يداس، قال: وأَهل الشام يسمونه
القِــصْرِــيَّ بوزن القِبْطِيِّ، قال الأَزهري: هكذا أَقرأَنيه ابن هاجَك عن ابن
جَبَلة عن أَبي عبيد، بكسر القاف وسكون الصاد وكسر الراء وتشديد الياء،
قال: وقال عثمان ابن سعيد: سمعت أَحمد بن صالح يقول هي القُــصَرَّــى إِذا
دِيسَ الزرعُ فغُرْبِل، فالسنابل الغليظة هي القُــصَرَّــى، على فُعَلَّى.
وقال اللحياني: نُقِّيَتْ من قَــصَره وقَصَلِه أَي من قُماشِه. وقال أَبو
عمرو: القَصَلُ والقَــصَرُ أَصل التبن. وقال ابن الأَعرابي: القَــصَرةُ قِشْر
الحبة إِذا كانت في السنبلة، وهي القُصارَةُ. وذكر النضر عن أَبي الخطاب
أَنه قال: الحبة عليها قشرتان: فالتي تلي الحبة الحَشَرَةُ، والتي فوق
الحَشَرة القَــصَرَــةُ. والقَــصَرُ: قِشْر الحنطة إِذا يبست. والقُصَيْراة:
ما يبقى في السنبل بعدما يداس. والقَــصَرَــة، بالتحريك: أَصل العنق. قال
اللحياني: إِنما يقال لأَصل العنق قَــصَرَــة إِذا غَلُظَت، والجمع قَــصَرٌ؛ وبه
فسر ابن عباس قوله عز وجل: إِنها تَرْمي بشَرَرٍ كالقَــصَر، بالتحريك؛
وفسره قَــصَرَ النخلِ يعني الأَعْناقَ. وفي حديث ابن عباس في وقوله تعالى:
إِنها ترمي بشرر كالقــصر؛ هو بالتحريك، قال: كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاث
أَذرع أَو أَقل ونسميه القَــصَر، ونريد قَــصَر النخل وهو ما غَلُظَ من
أَسفلها أَو أَعناق الإِبل، واحدتها قَــصَرة؛ وقيل في قوله بشرر كالقَــصَر، قيل:
أَقصارٌ جمعُ الجمع. وقال كراع: القَــصَرة أَصل العنق، والجمع أَقصار،
قال: وهذا نادر إِلا أَن يكون على حذف الزائد. وفي حديث سلْمانَ: قال لأَبي
سفيان وقد مر به: لقد كان في قَــصَرة هذا موضع لسيوف المسلمين، وذلك قبل
أَن يسلم، فإِنهم كانوا حِراصاً على قتله، وقيل: كان بعد إِسلامه. وفي
حديث أَبي رَيْحانة: إِني لأَجِدُ في بعض ما أُنْزِلَ من الكتب الأَقْبَلُ
القَصِيرُ القَــصَرةِ صاحبُ العِراقَيْنِ مُبَدِّلُ السُّنَّة يلعنه أَهلُ
السماء وأَهل الأَرض، وَيْلٌ له ثم ويل له وقيل: القَــصَر أَعناق الرجال
والإِبل؛ قال:
لا تَدْلُكُ الشمسُ إِلاَّ حذْوَ مَنْكِبِه،
في حَوْمَةٍ تَحْتَها الهاماتُ والقَــصَرُ
وقال الفراء في قوله تعالى: إِنها ترمي بشَرَرٍ كالقَــصْر، قال: يريد
القَــصْر من قُصُورِ مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان. قال: ومثله:
سَيُهْزَمُ الجمع ويُولُّون الدُّبُرَ، معناه الأَدبار، قال: ومن قرأَ كالقَــصَر،
فهو أَصل النخل، وقال الضحاك: القَــصَرُ هي أُصول الشجر العظام. وفي
الحديث: من كان له بالمدينة أَصلٌ فلْيَتَمَسَّك به، ومن لم يكن فليجعل له
بها أَصلاً ولو قَــصَرةً؛ القَــصَرةُ، بالفتح والتحريك: أَصل الشجرة، وجمعها
قَــصَر؛ أَراد فليتخذ له بها ولو أَصل نخلة واحدة. والقَــصَرة أَيضاً:
العُنُق وأَصل الرقبة. قال: وقرأَ الحسن كالقَــصْر، مخففاً، وفسره الجِذْل من
الخشب، الواحدة قَــصْرة مثل تمر وتمرة؛ وقال قتادة: كالقَــصَرِ يعني أُصول
النخل والشجر. النَّضِر: القِصارُ مِيْسَمٌ يُوسَمُ به قَــصَرةُ العُنق.
يقال: قَــصَرْــتُ الجمل قَــصْراً، فهو مَقْصورٌ. قال: ولا يقال إِبل
مُقَــصَّرة. ابن سيده: القِصارُ سِمَة على القَــصَر وقد قَــصَّرها. والقَــصَرُ: أُصول
النخل والشجر وسائر الخشب، وقيل: هي بقايا الشجر، وقيل: إِنها ترمي بشرر
كالقَــصْر، وكالقَــصَر، فالقَــصَر: أُصول النخل والشجر، والقَــصْر من
البناء، وقيل: القَــصْر هنا الحطب الجَزْلُ؛ حكاه اللحياني عن الحسن. والقَــصْرُ:
المِجْدَلُ وهو الفَدَنُ الضخمُ، والقَــصَرُ: داء يأْخذ في القَــصَرة.
وقال أَبو معاذ النحوي: واحد قَــصَر النخل قَــصَرة، وذلك أَن النخلة تُقْطَعُ
قَدْرَ ذراع يَسْتَوْقِدُون بها في الشتاء، وهو من قولك للرجل: إِنه
لتَامُّ القَــصَرَــةِ إِذا كان ضَخْمَ الرَّقَبة، والقَــصَرُ يُبْسٌ في العنق؛
قَــصِرَ، بالكسر، يَقْــصَرُ قَــصَراً، فهو قَــصِرٌ وأَقْــصَرُ، والأُنثى
قَــصْراء؛ قال ابن السكيت: هو داء يأْخذ البعير في عنقه فيلتوي فَيُكْتَوَى في
مفاصل عنقه فربما بَرَأَ. أَبو زيد: يقال قَــصِرَ الفرسُ يَقْــصَرُ قَــصَراً
إِذا أَخذه وجع في عنقه، يقال: به قَــصَرٌ. الجوهري: قَــصِرَ الرجلُ إِذا
اشتكى ذلك. يقال: قَــصِرَ البعير، بالكسر، يَقْــصَرُ قَــصَراً.
والتِّقْصارُ والتِّقْصارَة، بكسر التاء: القِلادة للزومها قَــصَرَــةَ
العُنق، وفي الصحاح: قلادة شبيهة بالمِخْنَقَة، والجمع التَّقاصِيرُ؛ قال
عَدِيُّ بن زيد العِبَادي:
ولها ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها،
عاقِدٌ في الجِيدِ تِقْصارا
وقال أَبو وَجْزة السَّعْدِي:
وغَدا نوائحُ مُعْوِلات بالضَّحى
وُرْقٌ تَلُوحُ، فكُلُّهُنَّ قِصارُها
قالوا: قِصارُها أَطواقها. قال الأَزهري: كأَنه شبه بقِصارِ المِيْسَمِ،
وهو العِلاطُ. وقال نُصَير: القَــصَرَــةُ أَصل العنق في مُرَكَّبِهِ في
الكاهل وأَعلى اللِّيتَيْنِ، قال: ويقال لعُنُقِ الإِنسانِ كلِّه قَــصَرَــةٌ.
والقَــصَرَــةُ: زُبْرَةُ الحَدَّادِ؛ عن قُطْرُب. الأَزهري: أَبو زيد:
قَــصَرَ فلانٌ يَقْــصُرُ قَــصْراً إِذا ضم شيئاً إِلى أَصله الأَوّل؛ وقَــصَرَ
قَيْدَ بعيره قَــصْراً إِذا ضيقه، وقَــصَرَ فلانٌ صلاتَه يَقْــصُرها قَــصْراً
في السفر. قال الله تعالى: ليس عليكم جُناحٌ أَن تَقْــصُروا من الصلاة، وهو
أَن تصلي الأُولى والعــصر والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين، فأَما العشاءُ
الأُولى وصلاة الصبح فلا قَــصْرَ فيهما، وفيها لغات: يقال قَــصَرَ الصلاةَ
وأَقْــصَرَــها وقَــصَّرَــها، كل ذلك جائز، والتقصير من الصلاة ومن الشَّعَرِ
مثلُ القَــصْرِ. وقال ابن سيده: وقَــصَرَ الصلاةَ، ومنها يَقْــصُر قَــصْراً
وقَــصَّرَ نَقَصَ ورَخُصَ، ضِدٌّ. وأَقْــصَرْــتُ من الصلاة: لغة في قَــصَرْــتُ.
وفي حديث السهو: أَقَــصُرَــتِ الصلاةُ أَم نُسِيَت؛ يروى على ما لم يسم
فاعله وعلى تسمية الفاعل بمعنى النقص. وفي الحديث: قلت لعمر إِقْصارَ الصلاةِ
اليومَ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية من أَقْــصَرَ الصلاةَ، لغة
شاذة في قَــصَر. وأَقْــصَرَــتِ المرأَة: ولدت أَولاداً قِصاراً، وأَطالت إِذا
ولدت أَولاداً طِوالاً. وفي الحديث: إِن الطويلة قد تُقْــصِرُ وإِن
القَصيرة قد تُطِيل؛ وأَقْــصَرتِ النعجةُ والمَعَزُ، فهي مُقْــصِرٌ، إِذا
أَسَنَّتا حتى تَقْــصُرَ أَطرافُ أَسنانهما؛ حكاها يعقوب. والقَــصْرُ والمَقْــصَرُ
والمَقْــصِرُ والمَقْــصَرَــةُ: العَشِيّ. قال سيبويه: ولا يُحَقَّرُ
القُصَيْرَ، اسْتَغْنوا عن تَحْقيره بتحقير المَساء. والمَقاصِر والمَقاصِير:
العشايا؛ الأَخيرة نادرة، قال ابن مقبل:
فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بعدما
كَرَبَتْ حَياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ
وقَــصَرْــنا وأَقْــصَرْــنا قَــصْراً: دخلنا في قَــصْرِ العَشِيِّ، كما تقول:
أَمْسَيْنا من المَساء. وقَــصَرَ العَشِيُّ يَقْــصُر قُصوراً إِذا
أَمْسَيْتَ؛ قال العَجَّاجُ:
حتى إِذا ما قَــصَرَ العَشِيُّ
ويقال: أَتيته قَــصْراً أَي عَشِيّاً؛ وقال كثير عزة:
كأَنهمُ قَــصْراً مَصابيحُ راهِبٍ
بمَوْزَنَ، رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالَها
همُ أَهلُ أَلواحِ السَّرِيرِ ويمْنِه،
قَرابِينُ أَرْدافاً لها وشِمالَها
الأَردافُ: الملوك في الجاهلية، والاسم منه الرِّدافة، وكانت
الرِّدافَةُ في الجاهلية لبني يَرْبوعٍ. والرِّدافَةُ: أَن يجلس الرِّدْف عن يمين
الملك، فإِذا شَرِبَ المَلِكُ شَرِبَ الرِّدْفُ بعده قبل الناس، وإِذا
غَزا المَلِكُ قعَدَ الرِّدْف مكانه فكان خليفة على الناس حتى يعود
المَلِكُ، وله من الغنيمة المِرْباعُ. وقَرابينُ الملك: جُلَساؤه وخاصَّتُه،
واحدهم قُرْبانٌ. وقوله: هم أَهل أَلواح السرير أَي يجلسون مع الملك على
سريره لنفاستهم وجلالتهم. وجاء فلان مُقْــصِراً حين قَــصْرِ العِشاء أَي كاد
يَدْنُو من الليل؛ وقال ابن حِلِّزَة:
آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القـ
ـناصُ قَــصْراً، وقَدْ دنا الإِمْساءُ
ومَقاصِيرُ الطريق: نواحيها،واحدَتُها مَقْــصَرة، على غير قياس.
والقُــصْرَــيانِ والقُصَيْرَيانِ ضِلَعانِ تَلِيانِ الطِّفْطِفَة، وقيل:
هما اللتان تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ. والقُصَيرَى: أَسْفَلُ
الأَضْلاعِ، وقيل هي الضِّلَعُ التي تلي الشاكلَةَ، وهي الواهِنةُ، وقيل: هي آخر
ضِلَعٍ في الجنب. التهذيب: والقُــصْرَــى والقُصَيْرى الضِّلَعُ التي تلي
الشاكلة بين الجنب والبطن؛ وأَنشد:
نَهْدُ القُصَيْرَى يزينُهُ خُصَلُه
وقال أَبو دُواد:
وقُــصْرَــى شَنِجِ الأَنْسا
ءِ نَبَّاحٍ من الشَّعْب
أَبو الهيثم: القُــصَرَــى أَسفل الأَضلاع،والقُصَيرَى أَعلى الأَضلاع؛
وقال أَوس:
مُعاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه
من اللحمِ قُــصْرَــى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ
قال: وقُــصْرَــى ههنا اسم، ولو كانت نعتاً لكانت بالأَلف واللام. قال: وفي
كتاب أَبي عبيد: القُصَيْرَى هي التي تلي الشاكلة، وهي ضِلَعُ الخَلْفِ؛
فأَما قوله أَنشده اللحياني:
لا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ،
كَزِّ القُصَيْرَى، مُقْرِفِ المَعَدِّ
قال ابن سيده: عندي أَن القُصَيْرَى أَحد هذه الأَشياء التي ذكرنا في
القُصَيْرَى؛ قال: وأَما اللحياني فحكى أَن القُصَيْرَى هنا أَصلُ العُنُق،
قال: وهذا غير معروف في اللغة إِلا أَن يريد القُصَيْرَة، وهو تصغير
القَــصَرة من العُنق، فأَبدل الهاء لاشتراكهما في أَنهما علما تأْنيث.
والقَــصَرَــةُ: الكَسَلُ؛ قال الأَزهري أَنشدني المُنْذرِيُّ رواية عن ابن
الأَعرابي:
وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغْلالَ القَــصَرْ،
كأَنَّ في مَتْنَتِهِ مِلْحاً يُذَرّ،
أَوْ زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ في آثارِ ذَرّ
ويروى:
كأَنَّ فَوْقَ مَتْنِهِ ملْحاً يُذَرّ
ابن الأَعرابي: القَــصَرُ والقَصارُ الكَسَلُ. وقال أَعرابي: أَردت أَن
آتيك فمنعني القَصارُ، قل: والقَصارُ والقُصارُ والقُــصْرَــى والقَــصْرُ، كله
أُخْرَى الأُمور. وقَــصْرُ المجْدِ: مَعْدِنهُ؛ وقال عَمْرُو ابن
كُلْثُوم:
أَباحَ لَنا قُصُورُ المَجْدِ دينا
ويقال: ما رضيت من فلان بِمَقْــصَرٍ ومَقْــصِرٍ أَي بأَمر من دون أَي
بأَمر يسير، ومن زائدة. ويقال: فلان جاري مُقاصِرِــي أَي قَــصْرُــه بحذاء
قَــصْرِــي؛ وأَنشد:
لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصى مُباعَدةٍ جَسْرُ،
فما بي إِليها من مُقاصَرةٍ فَقْرُ
يقول: لا حاجة لي في جوارهم. وجَسْرٌ: من محارب. والقُصَيْرَى
والقُــصْرَــى: ضرب من الأَفاعي، يقال: قُــصْرَــى قِبالٍ وقُصَيْرَى قِبالٍ.
والقَــصَرَــةُ: القطعة من الخشب.
وقَــصَرَ الثوبَ قِصارَةً؛ عن سيبويه، وقَــصَّرَــه، كلاهما: حَوَّرَه
ودَقَّهُ؛ ومنه سُمِّي القَصَّارُ. وقَــصَّرْــتُ الثوب تَقْصِيرا مثله.
والقَصَّارُ والمُقَــصِّرُ: المُحَوِّرُ للثياب لأَنه يَدُقُّها بالقَــصَرَــةِ التي
هي القِطْعَة من الخشب، وحرفته القِصارَةُ. والمِقْــصَرَــة: خشبة
القَصَّار. التهذيب: والقَصَّارُ يَقْــصُر الثوبَ قَــصْراً. والمُقَــصِّرُ: الذي
يُخسُّ العطاءَ ويقلِّله. والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ العطية. وهو ابن عمي
قُــصْرَــةً، بالضم، ومَقْصُورةً ابن عمي دِنْيا ودُنْيا أَي داني النسب وكان ابنَ
عَمِّه لَحًّا؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
رَهْطُ الثِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورةً
قال: مقصورةً، أَي خَلَصُوا فلم يخالطهم غيرهم من قومهم؛ وقال اللحياني:
تقال هذه الأَحرف في ابن العمة وابن الخالة وابن الخال. وتَقَوْــصَرَ
الرجلُ: دخل بعضه في بعض. والقَوْــصَرَــة والقَوْــصَرَّــةُ، مخفف ومثقل: وعاء من
قصب يرفع فيه التمر من البَوارِي؛ قال: وينسب إِلى عليّ، كرم الله وجهه:
أَفْلَحَ من كانتْ له قَوْــصَرَّــه،
يأْكلُ منا كلَّ يومٍ مَرَّه
قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً. ابن الأَعرابي: العربُ تَكْنِي عن
المرأَة بالقارُورةِ والقَوْــصَرَّــة. قال ابن بري: وهذا الرجز ينسب إِلى علي؛
عليه السلام، وقالوا: أَراد بالقَوْــصَرَّــة المرأَة وبالأَكل النكاح. قال
ابن بري: وذكر الجوهري أَن القَوْــصرَّــة قد تخفف راؤها ولم يذكر عليه
شاهداً. قال: وذكر بعضهم أَن شاهده قول أَبي يَعْلى المْهَلَّبِي:
وسَائِلِ الأَعْلَم ابنَ قَوْــصَرَــةٍ:
مَتَى رَأَى بي عن العُلى قَــصْرا؟
قال: وقالوا ابن قَوْــصَرة هنا المَنْبُوذ. قال: وقال ابن حمزة: أَهل
البــصرة يسمون المنبوذ ابن قَوْــصَرة، وجد في قَوصَرة أَو في غيرها، قال: وهذا
البيت شاهد عليه.
وقَيْــصَرُ: اسم ملك يَلي الرُّومَ، وقيل: قَيْــصَرُ ملك الروم.
والأُقَيْــصِرُ: صنم كان يعبد في الجاهلية؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وأَنْصابُ الأُقَيْــصِرِ حين أَضْحَتْ
تَسِيلُ، على مَناكِبِها، الدِّماءُ
وابن أُقَيْــصِر: رجل بصير بالخيل.
وقاصِرُــونَ وقاصِرِــينَ: موضع، وفي النصب والخفض قاصِرِــينَ.
عــصر: العَــصْر والعِــصْر والعُــصْر والعُــصُر؛ الأَخيرة عن اللحياني: الدهر.
قال الله تعالى: والعَــصْرِ إِنّ الإِنسان لفي خُسْرٍ؛ قال الفراء:
العَــصْر الدهرُ، أَقسم الله تعالى به؛ وقال ابن عباس: العَــصْرُ ما يلي المغرب
من النهار، وقال قتادة: هي ساعة من ساعات النهار؛ وقال امرؤ القيس في
العُــصُر:
وهل يَعِمَنْ مَن كان في العُــصُر الخالي؟
والجمع أَعْــصُرٌ وأَعْصار وعُــصْرٌ وعُصورٌ؛ قال العجاج:
والعَــصْر قَبْل هذه العُصورِ
مُجَرِّساتٍ غِرّةَ الغَرِيرِ
والعَــصْران: الليل والنهار. والعَــصْر: الليلة.
والعَــصْر: اليوم؛ قال حميد بن ثور:
ولن يَلْبَثَ العَــصْرَــانِ يومٌ وليلة،
إِذا طَلَبَا أَن يُدْرِكا ما تَيَمَّما
وقال ابن السكيت في باب ما جاء مُثْنى: الليل والنهار، يقال لهما
العَــصْران، قال: ويقال العَــصْران الغداة والعشيّ؛ وأَنشد:
وأَمْطُلُه العَــصْرَــينِ حتى يَمَلَّني،
ويَرضى بنِصْفِ الدَّيْنِ، والأَنْفُ راغمُ
يقول: إِذا جاء في أَول النهار وعَدْتُه آخره. وفي الحديث: حافظْ على
العَــصْرَــيْنِ؛ يريد صلاةَ الفجر وصلاة العــصر، سمّاهما العَــصْرَــينِ لأَنهما
يقعان في طرفي العَــصْرَــين، وهما الليل والنهار، والأَشْبَهُ أَنه غلَّب
أَحد الاسمين على الآخر كالعُمَرَيْن لأَبي بكر وعمر، والقمرين للشمس
والقمر، وقد جاء تفسيرهما في الحديث، قيل: وما العَــصْران؟ قال: صلاةٌ قبل
طلوع الشمس وصلاةٌ قبل غروبها؛ ومنه الحديث: من صلَّى العَــصْرَــيْنِ دخل
الجنة، ومنه حديث علي رضي الله عنه: ذَكَّرْهم بأَيَّام الله واجْلِسْ لهم
العَــصْرَــيْن أَي بكرة وعشيّاً. ويقال: لا أَفعل ذلك ما اختلف العَــصْران.
والعَــصْر: العشي إِلى احمرار الشمس، وصلاة العَــصْر مضافة إِلى ذلك الوقت،
وبه سميت؛ قال:
تَرَوَّحْ بنا يا عَمْرو، قد قَــصُرَ العَــصْرُ،
وفي الرَّوْحةِ الأُولى الغَنيمةُ والأَجْرُ
وقال أَبو العباس: الصلاة الوُسْطى صلاةُ العَــصْرِ، وذلك لأَنها بين
صلاتَي النهار وصلاتي الليل، قال: والعَــصْرُ الحَبْسُ، وسميت عَــصْراً لأَنها
تَعْــصِر أَي تَحْبِس عن الأُولى، وقالوا: هذه العَــصْر على سَعة الكلام،
يريدون صلاة العَــصْر. وأَعْــصَرْــنا: دخلنا في العَــصْر. وأَعْــصَرْــنا
أَيضاً: كأَقْــصَرْــنا، وجاء فلانٌ عَــصْراً أَي بَطيئاً.
والعِصارُ: الحِينُ؛ يقال: جاء فلان على عِصارٍ من الدهر أَي حين. وقال
أَبو زيد: يقال نام فلانٌ وما نام العُــصْرَ أَي وما نام عُــصْراً، أَي لم
يكد ينام. وجاء ولم يجئ لِعُــصْرٍ أَي لم يجئ حين المجيء؛ وقال ابن
أَحمر:
يَدْعون جارَهُمُ وذِمَّتَه
عَلَهاً، وما يَدْعُون من عُــصْر
أَراد من عُــصُر، فخفف، وهو الملجأ.
والمُعْــصِر: التي بَلَغَتْ عَــصْرَ شبابها وأَدركت، وقيل: أَول ما أَدركت
وحاضت، يقال: أَعْــصَرَــت، كأَنها دخلت عــصر شبابها؛ قال منصور بن مرثد
الأَسدي:
جارية بسَفَوانَ دارُها
تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطاً خِمارُها،
قد أَعْــصَرَــت أَو قَدْ دَنا إِعْصارُها
والجمع مَعاصِرُ ومَعاصِيرُ؛ ويقال: هي التي قاربت الحيض لأَنّ
الإِعصارَ في الجارية كالمُراهَقة في الغُلام، روي ذلك عن أَبي الغوت الأَعرابي؛
وقيل: المُعْــصِرُ هي التي راهقت العِشْرِين، وقيل: المُعْــصِر ساعة
تَطْمِث أَي تحيض لأَنها تحبس في البيت، يجعل لها عَــصَراً، وقيل: هي التي قد
ولدت؛ الأَخيرة أَزْديّة، وقد عَــصَّرَــت وأَعْــصَرَــت، وقيل: سميت المُعْــصِرَ
لانْعِصارِ دم حيضها ونزول ماء تَرِيبَتِها للجماع. ويقال: أَعْــصَرَــت
الجارية وأَشْهَدَت وتَوضَّأَت إِذا أَدْرَكَت. قال الليث: ويقال للجارية
إِذا حَرُمت عليها الصلاةُ ورأَت في نفسها زيادةَ الشباب قد أَعْــصَرت، فهي
مُعْــصِرٌ: بلغت عُــصْرةَ شبابِها وإِدْراكِها؛ بلغت عَــصْرَــها وعُصورَها؛
وأَنشد:
وفَنَّقَها المَراضِعُ والعُصورُ
وفي حديث ابن عباس: كان إِذا قَدِمَ دِحْيةُ لم يَبْقَ مُعْــصِرٌ إِلا
خرجت تنظر إِليه من حُسْنِه؛ قال ابن الأَثير: المُعْــصِرُ الجارية أَول ما
تحيض لانْعِصار رَحِمها، وإِنما خصَّ المُعْــصِرَ بالذِّكر للمبالغة في
خروج غيرها من النساء.
وعَــصَرَ العِنَبَ ونحوَه مما له دُهْن أَو شراب أَو عسل يَعْــصِرُــه
عَــصْراً، فهو مَعْصُور، وعَصِير، واعْتَــصَرَــه: استخرج ما فيه، وقيل: عَــصَرَــه
وَليَ عَــصْرَ ذلك بنفسه، واعْتَــصَره إِذا عُــصِرَ له خاصة، واعْتَــصَر
عَصِيراً اتخذه، وقد انْعَــصَر وتَعَــصَّر، وعُصارةُ الشيء وعُصارهُ وعَصِيرُه:
ما تحلَّب منه إِذا عَــصَرْــته؛ قال:
فإِن العَذَارى قد خَلَطْنَ لِلِمَّتي
عُصارةَ حِنَّاءٍ معاً وصَبِيب
وقال:
حتى إِذا ما أَنْضَجَتْه شَمْسُه،
وأَنى فليس عُصارهُ كعُصارِ
وقيل: العُصارُ جمع عُصارة، والعُصارةُ: ما سالَ عن العَــصْر وما بقي من
الثُّفْل أَيضاً بعد العَــصْر؛ وقال الراجز:
عُصارة الخُبْزِ الذي تَحَلَّبا
ويروى: تُحْلِّبا؛ يقال تَحَلَّبت الماشية بقيَّة العشب وتَلَزَّجَته
أَي أَكلته، يعني بقية الرَّطْب في أَجواف حمر الوحش. وكل شيء عُــصِرَ ماؤه،
فهو عَصِير؛ وأَنشد قول الراجز:
وصار ما في الخُبْزِ من عَصِيرِه
إِلى سَرَار الأَرض، أَو قُعُورِه
يعني بالعصير الخبزَ وما بقي من الرَّطْب في بطون الأَرض ويَبِسَ ما
سواه.
والمَعْــصَرة: التي يُعْــصَر فيها العنب. والمَعْــصَرة: موضع العَــصْر.
والمِعْصارُ: الذي يجعل فيه الشيء ثم يُعْــصَر حتى يتحلَّب ماؤه. والعَواصِرُ:
ثلاثة أَحجار يَعْــصِرون العنب بها يجعلون بعضها فوق بعض. وقولهم: لا
أَفعله ما
دام للزيت عاصِرٌ، يذهب إِلى الأَبَدِ.
والمُعْــصِرات: السحاب فيها المطر، وقيل: السحائب تُعْتَــصَر بالمطر؛ وفي
التنزيل: وأَنزَلْنا من المُعْــصِرات ماءً ثجّاجاً. وأُعْــصِرَ الناسُ:
أُمْطِرُوا؛ وبذلك قرأَ بعضهم: فيه يغاث الناس وفيه يُعْــصَرُــون؛ أَي
يُمْطَرُون، ومن قرأَ: يَعْــصِرُــون، قال أَبو الغوث: يستغِلُّون، وهو مِن عَــصر
العنب والزيت، وقرئ: وفيه تَعْــصِرُــون، من العَــصْر أَيضاً، وقال أَبو
عبيدة: هو من العَــصَر وهو المَنْجاة والعُــصْرة والمُعْتَــصَر والمُعَــصَّر؛ قال
لبيد:
وما كان وَقَّافاً بدار مُعَــصَّرٍ
وقال أَبو زبيد:
صادِياً يَسْتَغِيثُ غير مُغاثٍ،
ولقد كان عُــصْرة المَنْجود
أَي كان ملجأَ المكروب. قال الأَزهري: ما علمت أَحداً من القُرَّاء
المشهورين قرأَ يُعْــصَرون، ولا أَدري من أَين جاء به الليث، فإِنه حكاه؛
وقيل: المُعْــصِر السحابة التي قد آن لها أَن تصُبّ؛ قال ثعلب: وجارية
مُعْــصِرٌ منه، وليس بقويّ. وقال الفراء: السحابة المُعْــصِر التي تتحلَّب بالمطر
ولمَّا تجتمع مثل الجارية المُعْــصِر قد كادت تحيض ولمّا تَحِضْ، وقال
أَبو حنيفة: وقال قوم: إِن المُعْــصِرات الرِّياحُ ذوات الأَعاصِير، وهو
الرَّهَج والغُبار؛ واستشهدوا بقول الشاعر:
وكأَنَّ سُهْلءَ المُعْــصِرات كَسَوْتَها
تُرْبَ الفَدافِدِ والبقاع بمُنْخُلِ
وروي عن ابن عباس أَن قال: المُعْــصِراتُ الرِّياحُ وزعموا أَن معنى مِن،
من قوله: من المُعْــصِرات، معنى الباء الزائدة
(* قوله: «الزائدة» كذا
بالأصل ولعل المراد بالزائدة التي ليست للتعدية وإن كان للسببية). كأَنه
قال: وأَنزلنا بالمُعْــصِرات ماءً ثجّاجاً، وقيل: بل المُعْــصِراتُ الغُيُومُ
أَنفُسُها؛ وفسر بيت ذي الرمة:
تَبَسَّمَ لَمْحُ البَرْقِ عن مُتَوَضِّحٍ،
كنَوْرِ الأَقاحي، شافَ أَلوانَها العَــصْرُ
فقيل: العَــصْر المطر من المُعْــصِرات، والأَكثر والأَعرف: شافَ أَلوانها
القَطْرُ. قال الأَزهري: وقولُ من فَسَّر المُعْــصِرات بالسَّحاب أَشْبَهُ
بما أَراد الله عز وجل لأَن الأَعاصِير من الرياح ليستْ مِن رِياح
المطر، وقد ذكر الله تعالى أَنه يُنْزِل منها ماءً ثجّاجاً. وقال أَبو إِسحق:
المُعْــصِرات السحائب لأَنها تُعْــصِرُ الماء، وقيل: مُعْــصِرات كما يقال
أَجَنَّ الزرعُ إِذا صارَ إِلى أَن يُجنّ، وكذلك صارَ السحابُ إِلى اين
يُمْطِر فيُعْــصِر؛ وقال البَعِيث في المُعْــصِرات فجعلها سحائب ذوات
المطر:وذي أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ تَشُوفُه
ذِهابُ الصَّبا، والمعْــصِراتُ الدَّوالِحُ
والدوالحُ: من نعت السحاب لا من نعت الرياح، وهي التي أَثقلها الماء،
فهي تَدْلَحُ أَي تَمِْشي مَشْيَ المُثْقَل. والذِّهابُ: الأَمْطار، ويقال:
إِن الخير بهذا البلد عَــصْرٌ مَــصْرٌ أَي يُقَلَّل ويُقطَّع.
والإِعْصارُ: الريح تُثِير السحاب، وقيل: هي التي فيها نارٌ، مُذَكَّر.
وفي التنزيل: فأَصابها إِعْصارٌ فيه نارٌ فاحترقت، والإِعْصارُ: ريح
تُثِير سحاباً ذات رعد وبرق، وقيل: هي التي فيها غبار شديد. وقال الزجاج:
الإِعْصارُ الرياح التي تهب من الأَرض وتُثِير الغبار فترتفع كالعمود إِلى
نحو السماء، وهي التي تُسَمِّيها الناس الزَّوْبَعَة، وهي ريح شديدة لا
يقال لها إِعْصارٌ حتى تَهُبّ كذلك بشدة؛ ومنه قول العرب في أَمثالها: إِن
كنتَ رِيحاً فقد لاقيت إِعْصاراً؛ يضرب مثلاً للرجل يلقى قِرْنه في
النَّجْدة والبسالة. والإِعْصارُ والعِصارُ: أَن تُهَيِّج الريح التراب
فترفعه. والعِصَارُ: الغبار الشديد؛ قال الشماخ:
إِذا ما جَدَّ واسْتَذْكى عليها،
أَثَرْنَ عليه من رَهَجٍ عِصَارَا
وقال أَبو زيد: الإِعْصارُ الريح التي تَسْطَع في السماء؛ وجمع
الإِعْصارِ أَعاصيرُ؛ أَنشد الأَصمعي:
وبينما المرءُ في الأَحْياء مُغْتَبِطٌ،
إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفوه الأَعاصِيرُ
والعَــصَر والعَــصَرةُ: الغُبار. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: أَنّ
امرأَة مرَّت به مُتَطَيِّبة بذَيْلِها عَــصَرَــةٌ، وفي رواية: إِعْصار،
فقال: أَينَ تُرِيدين يا أَمَةَ الجَبّارِ؟ فقالت: أُريدُ المَسْجِد؛
أَراد الغُبار أَنه ثارَ من سَحْبِها، وهو الإِعْصار، ويجوز أَن تكون
العَــصَرة من فَوْحِ الطِّيب وهَيْجه، فشبّهه بما تُثِير الرياح، وبعض أَهل
الحديث يرويه عُــصْرة والعَــصْرُ: العَطِيَّة؛ عَــصَرَــه يَعْــصِرُــه: أَعطاه؛ قال
طرفة:
لو كان في أَمْلاكنا واحدٌ،
يَعْــصِر فينا كالذي تَعْــصِرُ
وقال أَبو عبيد: معناه أَي يتخذ فينا الأَيادِيَ، وقال غيره: أَي
يُعْطِينا كالذي تُعْطِينا، وكان أَبو سعيد يرويه: يُعْــصَرُ فينا كالذي
يُعْــصَرُ أَي يُصابُ منه، وأَنكر تَعْــصِر. والاعْتِصَارُ: انْتِجَاعُ العطية.
واعْتَــصَرَ من الشيء: أَخَذَ؛ قال ابن أَحمر:
وإِنما العَيْشُ بِرُبَّانِهِ،
وأَنْتَ مِن أَفْنانِه مُعْتَــصِرْ
والمُعْتَــصِر: الذي يصيب من الشيء ويأْخذ منه. ورجل كَريمُ المُعْتَــصَرِ
والمَعْــصَرِ والعُصارَةِ أَي جَوَاد عند المسأَلة كريم. والاعْتِصارُ:
أَن تُخْرِجَ من إِنسان مالاً بغُرْم أَو بوجهٍ غيرِه؛ قال:
فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَــصِرْ
وكل شيء منعتَه، فقد عَــصَرْــتَه. وفي حديث القاسم: أَنه سئل عن
العُــصْرَــةِ للمرأَة، فقال: لا أَعلم رُخِّصَ فيها إِلا للشيخ المَعْقُوفِ
المُنْحَنِي؛ العُــصْرَــةُ ههنا: منع النبت من التزويج، وهو من الاعْتِصارِ
المَنْع، أَراد ليس لأَحد منعُ امرأَة من التزويج إِلا شيخ كبير أَعْقَفُ له بنت
وهو مضطر إِلى استخدامها. واعْتَــصَرَ عليه: بَخِلَ عليه بما عنده ومنعه.
واعْتَــصَر مالَه: استخرجه من يده. وفي حديث عمر بن الخطاب، رضي الله
عنه: أَنه قضى أَن الوالد يَعْتَــصِرُ ولَدَه فيما أَعطاه وليس للولَد أَن
يَعتَــصِرَ من والده، لفضل الوالد على الولد؛ قوله يَعْتَــصِرُ ولده أَي له
أَن يحبسه عن الإِعطاء ويمنعه إِياه. وكل شيء منعته وحبسته فقد
اعْتَــصَرْــتَه؛ وقيل: يَعْتَــصِرُ يَرْتَجِعُ. واعْتَــصَرَ العَطِيَّة: ارْتَجعها،
والمعنى أَن الوالد إِذا أَعطى ولده شيئاً فله أَن يأْخذه منه؛ ومنه حديث
الشَّعْبي: يَعْتَــصِرُ الوالد على ولده في ماله؛ قال ابن الأَثير: وإِنما
عداه يعلى لأَنه في معنى يَرْجِعُ عليه ويعود عليه. وقال أَبو عبيد:
المُعْتَــصِرُ الذي يصيب من الشيء يأْخذ منه ويحبسه؛ قال: ومنه قوله تعالى: فيه
يُغَاثُ الناسُ وفيه يَعْــصِرُــون. وحكى ابن الأَعرابي في كلام له: قومٌ
يَعْتَــصِرُــونَ العطاء ويَعِيرون النساء؛ قال: يَعْتَــصِرونَه يَسْترجعونه
بثوابه. تقول: أَخذت عُــصْرَــتَه أَي ثوابه أَو الشيء نَفسَه. قال:
والعاصِرُ والعَصُورُ هو الذي يَعْتَــصِرُ ويَعْــصِرُ من مال ولده شيئاً بغير
إِذنه. قال العِتريفِيُّ: الاعْتِصَار أَن يأْخذ الرجال مال ولده لنفسه أَو
يبقيه على ولده؛ قال: ولا يقال اعْتَــصَرَ فلانٌ مالَ فلان إِلا أَن يكون
قريباً له. قال: ويقال للغلام أَيْضاً اعْتَــصَرَ مال أَبيه إِذا أَخذه.
قال: ويقال فلان عاصِرٌ إِذا كان ممسكاً، ويقال: هو عاصر قليل الخير، وقيل:
الاعْتِصَارُ على وجهين: يقال اعْتَــصَرْــتُ من فلان شيئاً إِذا أَصبتَه
منه، والآخر أَن تقول أَعطيت فلاناً عطية فاعْتَــصَرْــتُها أَي رجعت فيها؛
وأَنشد:
نَدِمْتُ على شيء مَضَى فَاعْتَــصَرْــتُه،
وللنَّحْلَةُ الأُولى أَعَفُّ وأَكْرَمُ
فهذا ارتجاع. قال: فأَما الذي يَمْنَعُ فإِنما يقال له تَعَــصَّرَ أَي
تَعَسَّر، فجعل مكان السين صاداً. ويقال: ما عَــصَرك وثَبَرَكَ وغَصَنَكَ
وشَجَرَكَ أَي ما مَنَعَك. وكتب عمر، رضي الله عنه، إِلى المُغِيرَةِ:
إِنَّ النساء يُعْطِينَ على الرَّغْبة والرَّهْبة، وأَيُّمَا امرأَةٍ
نَحَلَتْ زَوجَها فأَرادت أَن تَعْتَــصِرَ فَهُوَ لها أَي ترجع. ويقال: أَعطاهم
شيئاً ثم اعْتَــصَره إِذا رجع فيه. والعَــصَرُ، بالتحريك، والعُــصْرُ
والعُــصْرَــةُ: المَلْجَأُ والمَنْجَاة. وعَــصَرَ بالشيء واعْتَــصَرَ به: لجأَ
إِليه. وأَما الذي ورد في الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَمر بلالاً أَن
يؤذن قبل الفجر لِيَعْتَــصِرَ مُعْتَــصِرُــهُمْ؛ فإِنه أَراد الذي يريد أَن
يضرب الغائط، وهو الذي يحتاج إِلى الغائط ليَتَأَهَّبَ للصلاة قبل دخول
وقتها، وهو من العَــصْر أَو العَــصَر، وهو المَلْجأُ أَو المُسْتَخْفَى، وقد
قيل في قوله تعالى: فيه يُغَاثُ الناس وفيه يَعْــصِرُــون: إِنه من هذا،
أَي يَنْجُون من البلاء ويَعْتَصِمون بالخِصْب، وهو من العُــصْرَــة، وهي
المَنْجاة. والاعْتِصَارُ: الالتجاء؛ وقال عَدِي بن زيد:
لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ،
كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِي
والاعْتِصار: أَن يَغَصَّ الإِنسان بالطعام فَيَعْتَــصِر بالماء، وهو أَن
يشربه قليلاً قليلاً، ويُسْتَشْهد عليه بهذا البيت، أَعني بيت عدي بن
زيد.
وعَــصَّرَ الزرعُ: نبتت أَكْمامُ سُنْبُلِه، كأَنه مأَخوذ من العَــصَر
الذي هو الملجأُ والحِرْز؛ عن أَبي حنيفة، أَي تَحَرَّزَ في غُلُفِه،
وأَوْعِيَةُ السنبل أَخْبِيَتُه ولَفائِفُه وأَغْشِيَتُه وأَكِمَّتُه
وقبائِعُهُ، وقد قَنْبَعَت السُّنبلة وهي ما دامت كذلك صَمْعَاءُ، ثم تَنْفَقِئُ.
وكل حِصْن يُتحصن به، فهو عَــصَرٌ. والعَصَّارُ: الملك الملجأُ.
والمُعْتَــصَر: العُمْر والهَرَم؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:
أَدركتُ مُعْتَــصَرِــي وأَدْرَكَني
حِلْمِي، ويَسَّرَ قائِدِي نَعْلِي
مُعْتَــصَري: عمري وهَرَمي، وقيل: معناه ما كان في الشباب من اللهو
أَدركته ولَهَوْت به، يذهب إِلى الاعْتِصَار الذي هو الإِصابة للشيء والأَخذ
منه، والأَول أَحسن. وعَــصْرُ الرجلِ: عَصَبته ورَهْطه. والعُــصْرَــة:
الدِّنْية، وهم موالينا عُــصْرَــةً أَي دِنْيَةً دون من سواهم؛ قال الأَزهري:
ويقال قُــصْرَــة بهذا المعنى، ويقال: فلان كريم العَصِير أَي كريم النسب؛ وقال
الفرزدق:
تَجَرَّدَ منها كلُّ صَهْبَاءَ حُرَّةٍ،
لِعَوْهَجٍ آوِ لِلدَّاعِرِيِّ عَصِيرُها
ويقال: ما بينهما عَــصَرٌ ولا يَــصَرٌ ولا أَعْــصَرُ ولا أَيْــصَرُ أَي ما
بينهما مودة ولا قرابة. ويقال: تَوَلَّى عَــصْرُــك أَي رَهْطك وعَشِيرتك.
والمَعْصُور: اللِّسان اليابس عطشما ً؛ قال الطرماح:
يَبُلُّ بمَعْصُورٍ جَنَاحَيْ ضَئِيلَةٍ
أَفَاوِيق، منها هَلَّةٌ ونُقُوعُ
وقوله أَنشده ثعلب:
أَيام أَعْرَقَ بي عَامُ المَعَاصِيرِ
فسره فقال: بَلَغَ الوسخُ إِلى مَعَاصِمِي، وهذا من الجَدْب؛ قال ابن
سيده: ولا أَدري ما هذا التفسير. والعِصَارُ: الفُسَاء؛ قال الفرزدق:
إِذا تَعَشَّى عَتِيقَ التَّمْرِ، قام له
تَحْتَ الخَمِيلِ عِصَارٌ ذو أَضَامِيمِ
وأَصل العِصَار: ما عَــصَرَــتْ به الريح من التراب في الهواء. وبنو عَــصَر:
حَيّ من عبد القيس، منهم مَرْجُوم العَــصَرَــيّ. ويَعْــصُرُ وأَعْــصُرُ:
قبيلة، وقيل: هو اسم رجل لا ينــصرف لأَنه مثل يَقْتُل وأَقتل، وهو أَبو قبيلة
منها باهِلَةُ. قال سيبويه: وقالوا باهِلَةُ بن أَعْــصُر وإِنما سمي بجمع
عَــصْرٍ، وأَما يَعْــصُر فعلى بدل الياء من الهمزة، ويشهد بذلك ما ورد به
الخبر من أَنه إِنما سمي بذلك لقوله:
أَبُنَيّ، إِنّ أَباك غَيَّرَ لَوْنَه
كَرُّ الليالي، واخْتِلافُ الأَعْــصُرِ
وعَوْــصَرة: اسم. وعَصَوْــصَرَ وعَصَيْــصَر وعَصَنْــصَر، كله: موضع؛ وقول
أَبي النجم:
لو عُــصْرَ منه البانُ والمِسْكُ انْعَــصَرْ
يريد عُــصِرَ، فخفف. والعُنْــصُرُ والعُنْــصَرُ: الأَصل والحسب. وعَــصَرٌ:
موضع. وفي حديث خيبر: سَلَكَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في مَسِيرِه
إِليها على عَــصَرٍ؛ هو بفتحتين، جبل بين المدينة ووادي الفُرْع، وعنده
مسجد صلى فيه النبي، صلى الله عليه وسلم.
صرم: الــصَّرْــمُ: القَطْعُ البائنُ، وعم بعضهم به القطع أيَّ نَوْعٍ كان،
صَرَــمَه يَــصْرِــمُه صَرْــماً وصُرْــماً فانْــصَرَــم، وقد قالوا صَرَــمَ
الحبلُ نَفْسُه؛ قال كعب بن زهير:
وكنتُ إذا ما الحَبْلُ من خُلَّةٍ صَرَــمْ
قال سيبويه: وقالوا للصارِمِ صَرِــيم كما قالوا ضَرِيبُ قِداحٍ للضارب،
وصَرَّــمَه فَتَــصَرَّــم، وقيل: الــصَّرم المصدر، والــصُّرْــمُ الاسم. وصَرَــمَه
صَرْــماً: قطع كلامه. التهذيب: الــصَّرْــمُ الهِجْرانُ في موضعه. وفي
الحديث: لا يَحِلُّ لمسلم أن يُصارِمَ مُسْلِماً فوقَ ثلاثٍ أي يَهْجُرَه ويقطع
مُكالمتَه. الليث: الــصَّرْــمُ دخيل، والــصَّرْــمُ القَطْع البائن للحبل
والعِذْقِ، ونحو ذلك الــصِّرامُ، وقد صَرَــمَ العِذْقَ عن النخلة.
والــصُّرْــمُ: اسم للقطيعة، وفِعْلُه الــصَّرْــمُ، والمُصارمةُ بين الاثنين.
الجوهري: والانْــصِرامُ الانقطاع، والتصارُمُ التقاطع، والتَّــصَرُّــم
التَّقَطُّعُ. وتَــصََرَّــمَ أي تَجَلّد. وتَــصْرِــيمُ الحبال: تقطيعها شُدِّدَ
للكثرة. الجوهري: صَرَــمْتُ الشيءَ صَرْــماً قطعته. يقال: صَرَــمْتُ أُذُنَه
وصَلَمْتُ بمعنىً. وفي حديث الجُشَمِيِّ: فتَجْدَعُها وتقول هذه صُرُــمٌ؛
هي جمع صَرِــيمٍ، وهو الذي صُرِــمَتْ أُذُنُه أي قُطِعَتْ؛ ومنه حديث
عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ: إن الدنيا قد أَدْبَرَتْ بــصَرْــمٍ
(* قوله «وقد أدبرت
بــصرم» هكذا في الأصل، والذي في النهاية: قد آذنت بــصرم) أي بانقطاع
وانقضاء. وسيفٌ صارِمٌ وصَرُــومٌ بَيِّنُ الــصَّرامَةِ والــصُّرُــومَةِ: قاطع لا
ينثني. والصارمُ: السيف القاطع. وأَمر صَريمٌ: مُعْتَزَمٌ؛ أَنشد ابن
الأعرابي:
ما زالَ في الحُوَلاءِ شَزْراً رائغاً،
عِنْدَ الــصَّرِــيمِ، كرَوْغَةٍ من ثعْلَبِ
وصَرَــمَ وَصْلَه يَــصْرِــمُه صَرْــماً وصُرْــماً على المَثَل، ورجل صارِمٌ
وصَرَّــامٌ وصَرُــومٌ؛ قال لبيد:
فاقْطَعْ لُبانَةَ من تَعَرَّضَ وَصْلُه،
ولَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّــامُها
ويروى: ولَشَرٌّ؛ وأنشد ابن الأعرابي:
صرمْتَ ولم تَــصْرِــمْ، وأنتَ صَرُــومُ،
وكيفَ تَصابي مَنْ يُقالُ حَلِيمُ؟
يعني أنك صَرُــومٌ ولم تَــصْرِــمْ إلا بعدما صُرِــمْتَ؛ هذا قول ابن
الأعرابي، وقال غيره: قوله ولم تَــصْرِــمْ وأنت صَرُــومُ أي وأنت قَوِيٌّ على
الــصَّرْــمِ. والــصَّرِــيمَةُ: العزيمة على الشيء وقَطْعُ الأمر.
والــصَّريمةُ: إحْكامُك أَمُْراً وعَزْمُكَ عليه. وقوله عز وجل: إن كنتم
صارِمِينَ؛ أي عازمين على صَرْــم النخل. ويقال: فلان ماضي الــصَّريمة
والعَزِيمة؛ قال أَبو الهيثم: الــصَّرِــيمَةُ والعزيمة واحد، وهي الحاجة التي
عَزَمْتَ عليها؛ وأَنشد:
وطَوَى الفُؤادَ على قَضاءِ صَرِــيمةٍ
حَذَّاءَ، واتَّخَذَ الزَّماعَ خَلِيلا
وقَضاءُ الشيء: إحكامه والفَراغُ منه. وقَضَيْتُ الصلاة إذا فَرَغْتَ
منها. ويقال: طَوى فلانٌ فُؤَاده على عَزيمةٍ، وطَوى كَشْحَه على عَداوة أي
لم يظهرها. ورجل صارِمٌ أي ماضٍ في كل أمر. المحكم وغيره: رجل صارِمٌ
جَلْدٌ ماضٍ شُجاعٌ، وقد صَرُــمَ بالضم، صَرامَةً. والــصَّرامَةُ:
المُسْتَبِدُّ برأْيه المُنْقَطِعُ عن المُشاورة. وصَرامِ: من أسماء الحرب
(* قوله
«وصرام من اسماء الحرب» قال في القاموس: وكغراب الحرب كــصرام كقطام اهـ.
ولذلك تركنا صراح في البيت الأول بالفتح وفي الثاني بالضم تبعاً للأصل) ؛
قال الكميت:
جَرَّدَ السَّيْفَ تارَتَيْنِ من الدَّهْـ
ـرِ، على حِينِ دَرَّةٍ من صَرامِ
وقال الجَعْدِيُّ واسمه قيس بن عبد الله وكنيته أبو ليلى:
ألا أَبْلِغْ بني شَيْبانَ عَنِّي:
فقد حَلَبَتْ صُرامُ لكم صَراها
وفي الألفاظ لابن السكيت: صُرامُ داهيةٌ، وأنشد بيت الكميت:
على حين دَرَّةٍ من صُرامِ
والصَّيْرَمُ: الرأْي المحكمُ.
والــصَّرامُ والــصِّرامُ: جَدادُ النخل. وصَرَــمَ النخلَ والشجرَ والزرع
يَــصْرِــمُه صَرْــماً واصْطَرَمه: جَزَّه. واصْطِرامُ النخل: اجْتِرامُه؛ قال
طَرَفَةُ:
أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ به،
فإذا ما جَزَّ نَصْطَرِمُهْ
والــصَّريمُ: الكُدْسُ المَــصْروُم من الزَّرْع. ونَخْلٌ صَريمٌ:
مَــصْروُمٌ. وصِرامُ النخل وصَرامُه: أوانُ إدراكه. وأَــصْرَــمَ النخلُ: حان وقتُ
صِرامِه. والــصُّرامَةُ: ما صُرِــمَ من النخل؛ عن اللحياني. وفي حديث ابن
عباس: لما كان حِينُ يُــصْرَــمُ النخلُ بَعثَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
عبدَ الله بن رَواحة إلى خَيْبَر؛ قال ابن الأثير: المشهور في الرواية
فتح الراء أي حِينُ يُقْطَعُ ثمر النخل ويُجَذُّ. والــصِّرامُ: قَطْعُ
الثمرة واجتناؤها من النخلة؛ يقال: هذا وقتُ الــصِّرامِ والجَذاذِ، قال: ويروى
حينُ يُــصْرِــمُ النخلُ، بكسر الراء، وهو من قولك أَــصْرَــمَ النخلُ إذا جاء
وقتُ صِرامه. قال: وقد يطلق الــصِّرامُ على النخل نفسه لأَنه يُــصْرَــمُ.
ومنه الحديث: لنا من دِفْئِهم وصِرامِهم أي نخلهم. والــصَّريمُ والــصَّريمةُ:
القِطعة المنقطعة من معظم الرمل، يقال: أَفْعى صَريمةٍ. وصَريمةٌ من
غَضىً وسَلَمٍ أي جماعةٌ منه. قال ابن بري: ويقال في المثل: بالــصَّرائِمِ
اعْفُرْ، يضرب مثلاً عند ذكر رجل بَلَغَكَ أنه وقع في شَرٍّ لا أَخْطَأَه.
المحكم: وصَريمةٌ من غَضىً وسَلَمٍ وأَرْطىً ونخلٍ أي قطعةٌ وجماعة منه،
وصِرْــمَةٌ من أَرْطىً وسَمُرٍ كذلك. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كان في
وَصِيَّتِه إنْ تُوُفِّيتُ وفي يدي صِرْــمةُ ابنِ الأَكْوَعِ فَسُنَّتُها
سُنَّةُ ثَمْغَ؛ قال ابن عيينة: الــصِّرْــمةُ هي قطعة من النخل خفيفة،
ويقال للقطعة من الإبل صِرْــمةٌ إذا كانت خفيفة، وصاحبها مُــصْرِــمٌ، وثَمْغٌ:
مالٌ لعمر، رضي الله عنه، وقفه، أَي سبيلُها سبيلُ تلك. والــصَّريمَةُ:
الأَرضُ المحصودُ زرعُها.
والــصَّريمُ: الصبحُ لانقطاعه عن الليل. والــصَّريم: الليلُ لانقطاعه عن
النهار، والقطعة منه صَريمٌ وصَريمةٌ؛ الأُولى عن ثعلب. قال تعالى:
فأَصْبَحَتْ كالــصَّريمِ؛ أي احترقت فصارتْ سوداءَ مثلَ الليل؛ وقال الفراء:
يريد كالليل المُسْوَدِّ، ويقال فأصبحت كالــصريم أي كالشيء المــصروم الذي ذهب
ما فيه، وقال قتادة: فأَصْبَحَتْ كالــصَّريم، قال: كأَنها صُرِــمَتْ، وقيل:
الــصريم أرضٌ سوداء لا تنبت شيئاً. الجوهري: الــصَّرِــيمُ المَجْذُوذُ
المقطوع، وأصبحت كالــصَّريمِ أي احْتَرقت واسْوادَّتْ، وقيل: الــصَّريمُ هنا
الشيء المَــصْرومُ الذي لا شيء فيه، وقيل: الأرضُ المحصودة، ويقال لليل
والنهار الأَــصْرَــمانِ لأن كل واحد منهما يَنْــصَرِــمُ عن صاحبه. والــصَّريم:
الليل. والــصَّرِــيمُ: النهارُ يَنْــصَرِــمُ الليل من النهار والنهارُ من الليل.
الجوهري: الــصَّريمُ الليل المظلم؛ قال النابغة:
أو تَزْجُروا مُكْفَهِرّاً لا كِفاءَ له،
كالليلِ يَخْلِطُ أصْراماً بأَــصْرامِ
قوله تزجروا فعل منصوب معطوف على ما قبله؛ وهو:
إني لأَخْشى عليكم أن يكون لَكُمْ،
من أجْلِ بَغْضائكم، يومٌ كأَيَّامِ
والمُكْفَهِرّ: الجيش العظيم، لا كِفاء له أي لا نظير له، وقيل في قوله
يخلط أصراماً بأَــصرام أي يخلط كل حَيٍّ بقبيلته خوفاً من الإغارة عليه،
فيخلط، على هذا، من صفة الجيش دون الليل؛ قال ابن بري: وقول زهير:
غَدَوْتُ عليه، غَدْوَة، فتركتُه
قُعُوداً، لديه بالــصَّريم، عَواذِلُهْ
(* رواية ديوان زهير:
بَكَرتُ عليه، غُدوةً، فرأَيتُه).
قال ابن السكيت: أراد بالــصَّريم الليل. والــصريم: الصبح وهو من الأضداد.
والأَــصْرَــمانِ: الليلُ والنهار لأن كل واحد منهما انْــصَرَــمَ عن صاحبه؛
وقال بِشْرُ بن أبي خازم في الــصريم بمعنى الصبح يصف ثوراً:
فبات يقولُ: أَصْبِحْ، ليلُ، حَتَّى
تَكَشَّفَ عن صَريمتِه الظَّلامُ
قال الأصمعي وأبو عمرو وابن الأَعرابي: تَكَشَّفَ عن صريمته أي عن رملته
التي هو فيها يعني الثور؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو عمرو:
تَطاوَلَ لَيْلُكَ الجَوْنُ البَهِيمُ،
فما يَنْجابُ، عن ليلٍ، صَريمُ
ويروى بيت بشر:
تَكَشَّفَ عن صَريمَيْهِ
قال: وصَريماه أَوَّلُه وآخره. وقال الأصمعي: الــصَّريمةُ من الرمل قطعة
ضَخْمةٌ تَنْــصَرِــمُ عن سائر الرمال، وتُجْمَعُ الــصَّرائمَ. ويقال: جاء
فلانٌ صَريمَ سَحْرٍ إذا جاء يائساً خائباً؛ وقال الشاعر:
أَيَدْهَبُ ما جَمَعْتُ صَريمَ سَحْرٍ
طَليفاً؟ إنَّ ذا لَهُوَ العَجِيبُ
أيََذْهَبُ ما جمعتُ وأنا يائس منه.
الجوهري: الــصُّرامُ، بالضم، آخر اللبن بعد التَّغْزير إذا احتاج إليه
الرجلُ حَلَبَه ضَرُورَةً؛ وقال بشر:
ألاَ أَبْلِغْ بني سَعْدٍ، رَسُولاً،
ومَوْلاهُمْ، فقد حُلِبَتْ صُرامُ
يقول: بلَغ العُذْرُ آخرَه، وهو مثل؛ قال الجوهري: هذا قول أبي عبيدة،
قال: وقال الأصمعي الــصُّرامُ اسم من أسماء الحرب والداهية؛ وأنشد اللحياني
للكميت:
مآشيرُ ما كان الرَّخاءُ، حُسافَةٌ
إذا الحرب سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ
وقال ابن بري في قول بشر:
فقد حُلِبَتْ صُرامُ
يريد الناقة الــصَّرِــمَةَ التي لا لبن لها، قال: وهذا مثل ضربه وجعَل
الاسمَ معرفة يريد الداهية؛ قال: ويقوّي قولَ الأَصمعي قولُ الكميت:
إذا الحرب سمَّاها صرامَ الملقب
وتفسير بيت الكميت قال: يقول هم مآشير ما كانوا في رخاء وخِصْبٍ، وهم
حُسافةٌ ما كانوا في حرب، والحسافة ما تنائر من التمر الفاسد.
والــصَّريمةُ: القِطْعة من النخل ومن الإبل أيضاً.
والــصِّرْــمَةُ: القِطْعة من السحاب. والــصِّرْــمَة: القطعة من الإبل، قيل:
هي ما بين العشرين إلى الثلاثين، وقيل: ما بين الثلاثين إلى الخمسين
والأربعين، فإذا بلغت الستين فهي الصِّدْعَة، وقيل: ما بين العشرة إلى
الأَربعين، وقيل: ما بين عشرة إلى بِضْع عَشْرةَ. وفي كتابه لعمرو بن مُرَّةَ:
في التَّبِعَةِ والــصُّرَــيْمةِ شاتان ان اجتمعتا، وإن تَفرّقتا فشاةٌ
شاةٌ؛ الــصُّرَــيْمة تصغير الــصِّرْــمَةِ وهي القطيع من الإبل والغنم، قيل: هي من
العشرين إلى الثلاثين والأربعين كأنها إذا بلغت هذا القدر تستقل بنفسها
فيَقْطَعُها صاحبُها عن مُعظَمِ إبله وغنمه، والمراد بها في الحديث من
مائة وإحدى وعشرين شاةً إلى المائتين إذا اجتمعت ففيها شاتان، فإن كانت
لرجلين وفُرِّق بينهما فعلى كل واحد منهما شاةٌ؛ ومنه حديث عمر، رضي الله
عنه: قال لمولاه أَدْخِلْ رَبَّ الــصُّرَــيْمةِ والغُنَيْمة، يعني في الحِمى
والمَرْعى، يريد صاحب الإبل القليلة والغنم القليلة. والــصِّرْــمَةُ:
القطعة من السحاب، والجمع صِرَــمٌ؛ قال النابغة:
وهَبَّتِ الريحُ، من تلْقاءِ ذي أُرْكٍ،
تُزْجي مع الليلِ، من صُرَّــادِها، صِرَــما
(* في ديوان النابغة: ذي أُرُل بدل ذي أُرُك).
والــصُّرَّــادُ: غيم رقيق لا ماء فيه، جمع صارِدٍ. وأَــصْرَــمَ الرجلُ:
افتقر. ورجل مُــصْرِــمٌ: قليل المال من ذلك. والأَــصْرَــمُ: كالمُــصْرِــم؛
قال:ولقد مَرَرْتُ على قَطيعٍ هالكٍ
من مالِ أصْرَــمَ ذي عِيالٍ مُــصْرِــمِ
يعني بالقطيع هنا السَّوْطَ؛ ألا تراه يقول بعد هذا:
من بَعْدِ ما اعْتَلَّتْ عليَّ مَطِيَّتي،
فأَزَحْتُ عِلَّتَها، فظَلَّتْ تَرْتَمِي
يقول: أزحت علتها بضربي لها.
ويقال: أصرم الرجلُ إصْراماً فهو مــصْرِــمٌ إذا ساءت حاله وفيه تَماسُك،
والأصل فيه: أنه بقيت له صِرْــمة من المال أي قطعة؛ وقول أبي سَهْمٍ
الهُذَلي:
أَبوكَ الذي لم يُدْعَ من وُلْدِ غيرِه،
وأنتَ به من سائرِ الناس مُــصْرِــمُ
مُــصْرِــمٌ، يقول: ليس لك أب غيره ولم يَدْعُ هو غيركَ؛ يمدحه ويُذَكِّره
بالبِرِّ. ويقال: كَلأٌ تَيْجَعُ منه كَبِدُ المُــصْرِــمِ أي أنه كثير فإذا
رآه القليلُ المال تأَسف أن لا تكون له إبل كثيرة يُرْعِيها فيه.
والمِــصْرَــمُ، بالكسر: مِنْجَلُ المَغازِليّ.
والــصِّرْــمُ، بالكسر: الأبياتُ المُجْتَمِعةُ المنقطعة من الناس،
والــصِّرْــم أَيضاً: الجماعة من ذلك. والــصِّرْــمُ: الفِرْقة من الناس ليسوا
بالكثير، والجمع أَــصْرامٌ وأَصاريمُ وصُرْــمانٌ؛ الأخيرة عن سيبويه؛ قال
الطرماح:يا دارُ أقْوَتْ بعد أَــصرامِها
عاماً، وما يُبْكِيكَ من عامِها
وذكر الجوهري في جمعه أصارِمَ؛ قال ابن بري: صوابه أصاريم؛ ومنه قول ذي
الرمة:
وانْعَدَلَتْ عنه الأَصاريمُ
وفي حديث أبي ذر: وكان يُغِيرُ على الــصِّرمِ في عَماية الصبح؛
الــصِّرْــمُ: الجماعةُ ينزلون بإبلهم ناحيةً على ماء. وفي حديث المرأَة صاحبةِ
الماء: أنهم كانوا يُغِيرُونَ على مَنْ حَوْلَهم ولا يُغِيرُون على الــصِّرْــمِ
الذي هي فيه.
وناقة مُــصَرَّــمةٌ: مقطوعة الطُّبْيَيْنِ، وصَرْــماءُ: قليلة اللبن لأن
غُزْرَها انقطع. التهذيب: وناقة مُــصَرَّــمةٌ وذلك أن يُــصَرَّــمَ طُبْيُها
فيُقْرَحَ عَمْداً حتى يَفْسُدَ الإحْليلُ فلا يخرج اللبن فَيَيْبَس وذلك
أقوى لها، وقيل: ناقة مُــصَرَّــمةٌ وهي التي صَرَــمَها الــصِّرارُ فوَقَّذَها،
وربما صُرِــمَتْ عَمْداً لتَسْمَنَ فتُكْوى؛ قال الأزهري: ومنه قول
عنترة:لُعِنتْ بمَحْرُومِ الشَّرابِ مُــصَرَّــمِ
(* صدر البيت:
هَلْ تُبلِغَنِِّي دارَها شدنيَّةٌ).
قال الجوهري: وكان أَبو عمرو يقول وقد تكونُ المُــصَرَّــمةُ الأَطْباءِ من
انقطاع اللبن، وذلك أن يُصِيبَ الضَّرْعَ شيءٌ فيُكْوَى بالنار فلا يخرج
منه لبن أبداً؛ ومنه حديث ابن عباس: لا تَجُوزُ المُــصَرَّــمةُ الأَطباء؛
يعني المقطوعة الضُّروع.
والــصَّرْــماءُ: الفلاة من الأرض. الجوهري: والــصَّرْــماء المفازة التي لا
ماء فيها. وفَلاة صرماء: لا ماء بها، قال: وهو من ذلك
(* قوله «قال وهو من
ذلك» ليس من قول الجوهري كما يتوهم، بل هو من كلام ابن سيده في المحكم،
وأول عبارته: وفلاة صرماء إلخ).
والأصْرمانِ: الذئب والغُرابُ لانْــصِرامِهِما وانقطاعهما عن الناس؛ قال
المَرَّارُ:
على صَرْــماءَ فيها أصْرَــماها،
وحِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ
أي هو مَليل، قال: كأَنه على مَلَّةٍ من القَلَق، قال ابن بري: مَلِيلٌ
مَلَّتْه الشمس أي أَحرقته؛ ومنه خُبْزةٌ مَلِيلٌ. وتركته بوَحْشِ
الأَــصْرَــمَيْنِ؛ حكاه اللحياني ولم يفسره، قال ابن سيده: وعندي أنه يعني
الفلاة.والــصِّرْــمُ: الخُفُّ المُنَعَّلُ.
والــصَّريمُ: العُودُ يُعَرَّضُ على فَمِ الجَدْي أو الفَصِيل ثم يُشَدُّ
إلى رأْسه لئلا يَرْضَعَ.
والصَّيْرَمُ: الوَجْبَةُ. وأكلَ الصَّيْرَمَ أي الوَجْبَةَ، وهي
الأَكْلَةُ الواحِدةُ في اليوم؛ يقال: فلان يأْكل الصَّيْرَمَ إذا كان يأْكل
الوَجْبة في اليوم والليلة، وقال يعقوب: هي أَكْلَة عند الضحى إلى مثلها من
الغَدِ، وقال أبو عبيدة: هي الصَّيْلَمُ أيضاً وهي الحَرْزَمُ
(* قوله
«وهي الحرزم» كذا بهذا الضبط في التهذيب ولم نجده بهذا المعنى فيما
بأيدينا من الكتب) ؛ وأنشد:
وإنْ تُصِبْكَ صَيْلَمُ الصيَّالمِ،
لَيْلاً إلى لَيْلٍ، فعَيشُ ناعِمِ
وفي الحديث: في هذه الأُمة خَمْسُ فِتَنٍ قد مَضَتْ أربع وبقيت واحدةٌ
وهي الصَّيْرَمُ؛ وكأَنها بمنزلة الصَّيْلَم، وهي الداهية التي تستأْصل كل
شيء كأَنها فتنة قَطَّاعة، وهي من الــصَّرْــمِ القَطْعِ، والياء زائدة.
والــصَّرُــومُ: الناقةُ التي لا تَرِدُّ النَّضِيحَ حتى يَخْلُوَ لها،
تَنْــصَرِــمُ عن الإبل، ويقال لها القَذُورُ والكَنُوفُ والعَضادُ والصَّدُوفُ
والآزِيَةُ، بالزاي.
المُفَضَّلُ عن أبيه: وصَرَــمَ شَهْراً بمعنى مكث. والــصَّرْــمُ: الجِلْدُ،
فارسي معرّب.
وبنو صُرَــيْمٍ: حَيٌّ. وصِرْــمَةُ وصُرَــيْم وأَــصْرَــمُ: أسماء. وفي
الحديث: أنه غَيَّر اسم أصْرَــمَ فجعله زُرْعةَ، كَرِهَهُ لما فيه من معنى
القطع، وسماه زُرْعةَ لأنه من الزَّرْع النباتِ.
حــصر: الحَــصَرُ: ضربٌ من العِيِّ. حَــصِرَ الرجلُ حَــصَراً مثل تَعِبَ
تَعَباً، فهو حَــصِرٌ: عَيِيَ في منطقه؛ وقيل: حَــصِرَ لم يقدر على الكلام.
وحَــصِرَ صدرُه: ضاق. والحَــصَرُ: ضيق الصدر. وإِذا ضاق المرء عن أَمر قيل:
حَــصِرَ صدر المرء عن أَهله يَحْــصَرُ حَــصَراً؛ قال الله عز وجل: إِلاَّ
الذين يَصِلُون إِلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أَو جاؤوكم حَــصِرَــتْ صُدورُهُم
أَن يقاتلوكم؛ معناه ضاقت صدورهم عن قتالكم وقتال قومهم؛ قال ابن سيده:
وقيل تقديره وقد حَــصِرَــتْ صدورهم؛ وقيل: تقديره أَو جاؤوكم رجالاً أَو
قوماً فَحَــصِرَــتْ صدورهم الآن، في موضع نصب لأَنه صفة حلت محل موصوف منصوب
على الحال، وفيه بعض صَنْعَةٍ لإِقامتك الصفة مقام الموصوف وها مما
(* كذا
بياض بالأَصل). وموضع الإِضطرار أَولى به من النثر
(* قوله النثر: هكذا
في الأَصل). وحال الاختيار. وكل من بَعِلَ بشيءٍ أَو ضاق صدره بأَمر، فقد
حَــصِرَ؛ ومنه قول لبيد يصف نخلة طالت، فحَــصِرَ صدرُ صارِمِ ثمرها حين نظر
إِلى أَعاليها، وضاق صدره أَن رَقِيَ إِليها لطولها:
أَعْرَضْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْع مُنِيفةٍ
جَرْداءَ يَحْــصَرُ دونَها صُرَّــامُها
أَي تضيق صدورهم بطول هذه النخلة؛ وقال الفراء في قوله تعالى: أَو
جاؤوكم حَــصِرَــتْ صدورهم؛ العرب تقول: أَتاني فلان ذَهَبَ عَقْلُهُ؛ يريدون قد
ذهب عقله؛ قال: وسمع الكسائي رجلاً يقول فأَصبحتُ نظرتُ إِلى ذات
التنانير؛ وقال الزجاج: جعل الفراء قوله حَــصِرَــتْ حالاً ولا يكون حالاً إِلاَّ
بقد؛ قال: وقال بعضهم حَــصِرَــتْ صدورهم خبر بعد خبر كأَنه قال أَو جاؤوكم
ثم أَخبر بعدُ، قال: حَــصِرَــتْ صدورهم أَن يقاتلوكم؛ وقال أَحمد بن يحيى:
إِذا أَضمرت قد قرّبت من الحال وصارت كالاسم، وبها قرأَ من قرأَ حَــصِرَــةً
صُدورُهُمْ؛ قال أَبو زيد: ولا يكون جاءني القوم ضاقت صدورهم إِلاَّ أَن
تصله بواو أَو بقد، كأَنك قلت: جاءني القوم وضاقت صدورهم أَو قد ضاقت
صدورهم؛ قال الجوهري: وأَما قوله أَو جاؤوكم حــصرت صدورهم، فأَجاز الأَخفش
والكوفيون أَن يكون الماضي حالاً، ولم يجزه سيبويه إِلاَّ مع قد، وجعل
حَــصِرَــتْ صدورهم على جهة الدعاء عليهم. وفي حديث زواج فاطمة، رضوان الله
عليه: فلما رأَت عليّاً جالساً إِلى جنب النبي، صلى الله عليه وسلم، حَــصِرَــتْ
وبكت؛ أَي استحت وانقطعت كأَن الأَمر ضاق بها كما يضيق الحبس على
المحبوس.
والحَصُورُ من الإِبل: الضَّيِّقَةُ الأَحاليل، وقد حَــصَرَــتْ، بالفتح،
وأَحْــصَرَــتْ؛ ويقال للناقة: إِنها لِحَــصِرَــةُ الشَّخْب نَشِبَةُ الدَّرِّ؛
والحَــصَرُ: نَشَبُ الدِّرَّةِ في العروق من خبث النفس وكراهة
الدَّرَّةِ، وحَــصَرَــهُ يَحْــصُرُــهُ حَــصْراً، فهو مَحْصُورٌ وحَصِيرٌ، وأَحْــصَرَــهُ.
كلاهما: حبسه عن السفر. وأَحْــصَرَــهُ المرض: منعه من السفر أَو من حاجة
يريدها؛ قال الله عز وجل: فإِن أُحْــصِرْــتُمْ. وأَحْــصَرَــني بَوْلي وأَحْــصَرني
مرضي أَي جعلني أَحْــصُرُ نفسي؛ وقيل: حَــصَرَــني الشيء وأَحْــصَرَــني أَي
حبسني. وحَــصَرَــهُ يَحــصُِرهُ حَــصْراً: ضيق عليه وأَحاط به. والحَصِيرُ:
الملِكُ، سمي بذلك لأَنه مَحصُورٌ أَي محجوب؛ قال لبيد:
وقَماقِمٍ غُلْبِ الرِّقاب كأَنَّهُمْ
جِنُّ، على باب الحَصِير، قِيامُ
الجوهري: ويروى ومَقامَةٍ غُلْبِ الرقابِ على أَن يكون غُلْبُ الرقاب
بدلاً من مَقامَةٍ كأَنه قال ورُبَّ غُلْبِ الرقاب، وروي لَدى طَرَفِ
الحصير قيام. والحَصِيرُ: المَحْبِسُ. وفي التنزيل: وجعلنا جهنم للكافرين
حَصِيراً؛ وقال القتيبي: هو من حَــصَرْــته أَي حبسته، فهو محصور. وهذا حَصِيرُه
أَي مَحْبِسُه، وحَــصَرَــهُ المرض: حبسه، على المثل. وحَصِيرَةُ التمر:
الموضع الذي يُحْــصَرُ فيه وهو الجَرِينُ، وذكره الأَزهري بالضاد المعجمة،
وسيأْتي ذكره. والحِصارُ: المَحْبِس كالحَصِيرِ. والحُــصْرُ والحُــصُرُ:
احتباس البطن. وقد حُــصِرَ غائطه، على ما لم يسمَّ فاعله، وأُحْــصِرَ.
الأَصمعي واليزيدي: الحُــصْرُ من الغائط، والأُسْرُ من البول. الكسائي: حُــصِرَ
بغائطه وأُحْــصِرَ، بضم الأَلف. ابن بُزُرج: يقال للذي به الحُــصْرُ: محصور:
وقد حُــصِرَ عليه بولُه يُحْــصَرُ حَــصْراً أَشَدَّ الحــصْرِ؛ وقد أَخذه
الحُــصْرُ وأَخذه الأُسْرُ شيء واحد، وهو أَن يمسك ببوله يَحْــصُرُ حَــصْراً فلا
يبول؛ قال: ويقولون حُــصِرَ عليه بولُه وخلاؤُه.
ورجل حَــصِرٌ: كَتُومٌ للسر حابس له لا يبوح به؛ قال جرير:
ولقد تَسَقَّطني الوُشاةُ فَصادفوا
حَــصِراً بِسرِّكِ، يا أُمَيْم، ضَنِينا
وهم ممن يفضلون الحَصُورَ الذي يكتم السر في نفسه، وهو الحَــصِرُ.
والحَصِيرُ والحَصورُ: المُمْسِكُ البخيل الضيق؛ ورجل حَــصِرٌ بالعطاء؛
وروي بيت الأَخطل باللغتين جميعاً:
وشارب مُرْبِحٍ بالكاس نادَمَنيِ،
لا بالحَصُورِ ولا فيها بِسَوَّارِ
وحَــصِرَ: بمعنى بخل. والحَصُور: الذي لا ينفق على النَّدامَى. وفي حديث
ابن عباس: ما رأَيت أَحداً أَخْلَقَ للمُلْكِ من معاوية، كان الناس
يَرِدُونَ منه أَرْجاءَ وادٍ رَحْبٍ، ليس مثلَ الحَــصِرِ العَقِصِ؛ يعني ابن
الزبير. الحَــصِرُ: البخيل، والعَقِصُ: الملتوي الصَّعْبُ الأَخلاق. ويقال:
شرب القوم فَحَــصِرَ عليهم فلان أَي بخل. وكل من امتنع من شيء لم يقدر
عليه، فقد حَــصِرَ عنه؛ ولهذا قيل: حَــصِرَ في القراءة وحَــصِر عن أَهله.
والحَصُورُ: الهَيُوبُ المُحْجِمُ عن الشيء، وعلى هذا فسر بعضهم بيت
الأَخطل: وشارب مربح. والحَصُور أَيضاً: الذي لا إِرْبَةَ له في النساء،
وكلاهما من ذلك أَي من الإِمساك والمنع. وفي التنزيل: وسَيِّداً وحَصُوراً؛
قال ابن الأَعرابي: هو الذي لا يشتهي النساء ولا يقربهنّ. الأَزهري: رجل
حَصُورٌ إِذا حُــصِرَ عن النساء فلا يستطيعهنّ والحَصُورُ: الذي لا يأْتي
النساء. وامرأَة حَــصْراءُ أَي رَتْقاء. وفي حديث القِبْطِيِّ الذي أَمر
النبي ، صلى الله عليه وسلم، عليّاً بقتله، قال: فرفعت الريحُ ثوبَهُ
فإِذا هو حَصُورٌ؛ هو الذي لا يأْتي النساء لأَنه حبس عن النكاح ومنع، وهو
فَعُول بمعنى مَفْعُول، وهو في هذا الحديث المحبوب الذكر والانثيين، وذلك
أَبلغ في الحَــصَرِ لعدم آلة النكاح، وأَما العاقر فهو الذي يأْتيهنّ ولا
يولد له، وكله من الحَبْسِ والاحتباس. ويقال: قوم مُحَــصْرُــون إِذا
حُوصِرُــوا في حِصْنٍ، وكذلك هم مُحْــصَرُــون في الحج. قال الله عز وجل: فإِن
أُحْــصِرْــتم.
والحِصارُ: الموضع الذي يُحْــصَرُ فيه الإِنسان؛ تقول: حَــصَرُــوه حَــصْراً
وحاصَرُــوه؛ وكذلك قول رؤبة:
مِدْحَةَ مَحْصُورٍ تَشَكَّى الحَــصْرَــا
قال يعني بالمحصور المحبوس. والإِحصارُ: أَن يُحْــصَر الحاج عن بلوغ
المناسك بمرض أَو نحوه. وفي حديث الحج: المُحْــصَرُ بمرض لا يُحِلُّ حتى يطوف
بالبيت؛ هو ذلك الإِحْصارُ المنع والحبس. قال الفرّاء: العرب تقول للذي
يمنعه خوف أَو مرض من الوصول إِلى تمام حجه أَو عمرته، وكل ما لم يكن
مقهوراً كالحبس والسحر وأَشباه ذلك، يقال في المرض: قد أُحْــصِرَ، وفي الحبس
إِذا حبسه سلطان أَو قاهر مانع: حُــصِرَ، فهذا فرق بينهما؛ ولو نويت بقهر
السلطان أَنها علة مانعة ولم تذهب إِلى فعل الفاعل جاز لك أَن تقول قد
أُحْــصِرَ الرجل، ولو قلت في أُحْــصِرَ من الوجع والمرض إِن المرض خَــصَره أَو
الخوف جاز أَن تقول حُــصِرَ. قوله عز وجل: وسيداً وحصوراً: يقال: إِنه
المُحْــصَرُ عن النساء لأَنها علة قيس بمحبوس فعلى هذا فابْنِ، وقيل: سمي
حصوراً لأَنه حبس عما يكون من الرجال.
وحَــصَرَــني الشيء وأَحْــصَرَــني: حبسني؛ وأَنشد لابن ميادة:
وما هجرُ لَيْلَى أَن تكونَ تَباعَدَتْ
عليكَ، ولا أَنْ أَحْــصَرَــتْكَ شُغُولُ
في باب فَعَلَ وأَفْعَلَ. وروى الأَزهري عن يونس أَنه قال: إِذا رُدَّ
الرجل عن وجه يريده فقد أُحْــصِرَ، وإِذا حبس فقد حُــصِرَ. أَبو عبيدة:
حُــصِرَ الرجل في الحبس وأُحْــصِرَ في السفر من مرض أَو انقطاع به. قال ابن
السكيت: يقال أَحــصره المرض إِذا منعه من السفر أَو من حاجة يريدها وأَحــصره
العدوّ إِذا ضيق عليه فَحــصِرَ أَي ضاق صدره. الجوهري: وحَــصَرَــهُ العدوّ
يَحْــصُرُــونه إِذا ضيقوا عليه وأَحاطوا به وحاصَرُــوه مُحاصَرَــةً وحِصاراً.
وقال أَبو إِسحق: النحوي: الروية عن أَهل اللغة أَن يقال للذي يمنعه الخوف
والمرض أُحْــصِرَ، قال: ويقال للمحبوس حُــصِرَ؛ وإِنما كان ذلك كذلك لأَن
الرجل إِذا امتنع من التــصرف فقد حَــصَرَ نَفْسَه فكَأَنَّ المرض أَحبسه
أَي جعله يحبس نفسه، وقولك حَــصَرْــتُه حبسته لا أَنه أَحبس نفسه فلا يجوز
فيه أَحــصر؛ قال الأَزهري: وقد صحت الرواية عن ابن عباس أَنه قال: لا حَــصْرَ
إِلاَّ حَــصْرُ العدوّ، فجعله بغير أَلف جائزاً بمعنى قول الله عز وجل:
فإِن أُحْــصِرْــتُمْ فما اسْتَيْسَرَ من الهَدْيِ؛ قال: وقال الله عز وجل:
وجعلنا جهنم للكافرين حَصِيراً؛ أَي مَحْبِساً ومَحْــصَِراً. ويقا:
حَــصَرْــتُ القومَ في مدينة، بغير أَلف، وقد أَحْــصَرَــه المرض أَي منعه من السفر.
وأَصلُ الخَــصْرِ والإِحْصارِ: المنعُ؛ وأَحْــصَرَــهُ المرضُ. وحُــصِرَ في
الحبس: أَقوى من أُحْــصِرَ لأَن القرآن جاء بها.
والحَصِيرُ: الطريق، والجمع حُــصُرٌ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:
لما رأَيتُ فِجاجَ البِيدِ قد وضَحَتْ،
ولاحَ من نُجُدٍ عادِيَّةٌ حُــصُرُ
نُجْدٌ: جمع نَجْدٍ كَسَحْلٍ وسُحُلٍ. وعادية: قديمة. وحَــصَرَ الشيءَ
يَحْــصُرُــه حَــصْراً: استوعبه. والحَصِيرُ: وجه الأَرض، والجمع أَحْــصِرَــةٌ
وحُــصُر. والحَصِيرُ: سَقيفَة تُصنع من بَرْديٍّ وأَسَلٍ ثم تفرش، سمي بذلك
لأَنه يلي وجه الأَرض، وقيل: الحَصِيرُ المنسوجُ، سمي حَصِيراً لأَنه
حُــصِرَــتْ طاقته بعضها مع بعض. والحَصِيرُ أَفضلُ الجهاد وأَكملُه حجُّ
مَبْرُورٌ ثم لزومُ الحَصِيرِ؛ وفي رواية أَنه قال لأَزواجه هذه ثم قال لزومُ
الحُــصُرِ أَي أَنكنَّ لا تَعُدْنَ تخرجن من بيوتكنّ وتلزمن الحُــصُرَ؛ وهو
جمع حَصِير الذي يبسط في البيوت، وتضم الصاد وتسكن تخفيفاً؛ وقول أَبي
ذؤيب يصف ماء مزج به خمر:
تَحَدَّرَ عن شاهِقِ كالحَصِيـ
ـرِ ، مُسْتَقْبِلَ الريحِ، والفَيْءُ قَرّ
يقول: تَنَزَّلَ الماءُ من جبل شاهق له طرائق كشُطَب الحصير.
والحَصِيرُ: البِساطُ الصغير من النبات. والحَصِيرُ: الجَنْبُ، والحَصِيرانِ:
الجَنْبانِ . الأَزهري: الجَنْبُّ يقال له الحَصِيرُ لأَن بعض الأَضلاع
مَحْصُورٌ مع بعض؛ وقيل: الحَصِيرُ ما بين العِرْقِ الذي يظهر في جنب البعير
والفرس معترضاً فما فوقه إِلى مُنْقَطَعِ الجَنْبِ. والحَصِيرُ: لحمُ ما
بين الكتف إِلى الخاصرة؛ وأَما قول الهذلي:
وقالوا: تركنا القومَ قد حَــصَرُــوا به،
ولا غَرْوَ أَنْ قد كانَ ثَمَّ لَحيمُ
قالوا: معنى حــصروا به أَي أَحاطوا به. وحَصِيرا السيف: جانباه.
وحَصِيرُه: فِرِنْدُه الذي تراه كَأَنه مَدَبُّ النملِ؛ قال زهير:
بِرَجْمٍ كَوَقْعِ الهُنْدُوانِيِّ، أَخْلَصَ الصَّـ
ياقِلُ منه عن حَصِيرٍ ورَوْنَقِ
وأَرض مَحْصُورة ومنصورة ومضبوطة أَي ممطورة. والحَِصارُ والمِحْــصَرَــةُ:
حَقيبَةٌ؛ وقال الجوهري:
وسادَةٌ تلقى على البعير ويرفع مؤخرها فتجعل كآخِرَةِ الرجل ويحشى
مقدّمها، فيكون كقادِمَةِ الرحل، وقيل: هو مَرْكَبٌ به الرَّاضَةُ؛ وقيل: هو
كساء يطرح على ظهره يُكْتَفَلُ به.
وأَحْــصَرْــتُ الجملَ وحَــصَرْــتُه: جعلت له حِصاراً، وهو كساء يجعل حول
سَنامِهِ. وحَــصَرَ البعيرَ يَحْــصُرُــه ويحْــصِرُــه حَــصْراً واحْتَــصَرَــهُ:
شَدَّه بالحِصار.
والمِحْــصَرَــةُ: قَتَبٌ صغير يُحْــصَرَ به البعير ويلقى غليه أَداة
الراكب. وفي حديث أَبي بكر: أَن سَعْداً الأَسْلَمِيَّ قال: رأَيته بالخَذَواتِ
وقد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقَةً في مؤَخَّرَةِ الحِصَارِ؛ هو من ذلك.
وفي حديث حذيفةَ: تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوب عَرْضَ الحصير أَي تحيط
بالقلوب؛ يقال: حَــصَرَ به القومُ أَي أَطافوا؛ وقيل: هو عِرْقٌ يمتدّ
معترِضاً على جنب الدابة إِلى ناحية بطنها فشبه الفتن بذلك؛ وقيل: هو ثوب مزخرف
منقوش إِذا نشر أَخذ القلوب بحسن صنعته، وكذلك الفتنة تزين وتزخرف
للناس، وعاقبة ذلك إِلى غرور.