الجذر: س ل ح ف
مثال: الــسُّلْحُفاة بطيئة الحركة
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم بهذا الضبط.
الصواب والرتبة: -الــسُّلَحْفَاةُ بطيئة الحركةِ [فصيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم ضبط هذه الكلمة بضم السين وفتح اللام وسكون الحاء.
سلحف: الذكَرُ من السَّلاحِف: الغَيلَمُ، والأُنثى، فيلغة بني أَسد:
سُلَحْفاةٌ. ابن سيده: الــسُّلَحْفاةُ والسُّلَحْفاءُ والسُّلَحْفا
والسُّلَحْفِيةُ والــسَّلَحْفاةُ، بفتح اللام، واحدة السّلاحِفِ من دوابّ الماء،
وقيل: هي الأُنثى من الغيالِمِ. الجوهري: سُلَحْفِيةٌ مُلْحقٌ بالخماسي
بأَلف، وإنما صارت ياء للكسرة قبلها مثال بُلَهْنِيةٍ، واللّه أَعلم.
عوج: العَوَجُ: الانعطاف فيما كان قائماً فمالَ كالرُّمْحِ والحائط؛
والرُّمْح وكلُّ ما كان قائماً يقال فيه العَوَجُ، بالفتح، ويقال: شجرتك
فيها عَوَجٌ شديد. قال الأَزهري: وهذا لا يجوز فيه وفي أَمثاله إِلاّ
العَوَج. والعَوَج، بالتحريك: مصدر قولك عَوِجَ الشيء، بالكسر، فهو أَعْوَجُ،
والاسم العِوَجُ، بكسر العين.
وعاجَ يَعُوجُ إِذا عَطف.
والعِوَجُ في الأَرض: أَن لا تستوي. وفي التنزيل: لا ترى فيها عِوَجاً
ولا أَمْتاً؛ قال ابن الأَثير: قد تكرر ذكر العِوَج في الحديث اسماً
وفعلاً ومصدراً وفاعلاً ومفعولاً، وهو، بفتح العين، مختص بكل شخص مَرْئيٍّ
كالأَجسام، وبالكسر، بما ليس بمَرْئيٍّ كالرأْي والقوْل، وقيل: الكسر يقال
فيهما معاً، والأَول أَكثر؛ ومنه الحديث: حتى تُقِيم به المِلَّة
العَوْجاء؛ يعني مِلَّة ابراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، التي
غيَّرَتْها العرَب عن استقامتها. والعِوَجُ، بكسر العين، في الدِّين، تقول: في
دينه عِوَجٌ؛ وفيما كان التَّعْويجُ يكثُرُ مِثْل الأَرض والمَعاش، ومثل
قولك: عُجْتُ إِليه أَعُوجُ عِياجاً وعِوَجاً؛ وأَنشد:
قِفا نَسْأَلْ منازِلَ آلِ لَيْلى،
مَتَى عِوَجٌ إِليها وانْثِناءُ؟
وفي التنزيل: الحمد لله الذي أَنزل على عبده الكتاب لم يجعل له عِوَجاً
قَيِّماً؛ قال الفراء: معناه الحمد لله الذي أَنزل على عبده الكتاب
قَيِّماً ولم يجعل له عِوَجاً، وفيه تأْخير أُريد به التقديم. وعِوَجُ الطريق
وعَوَجُه: زَيْغُه. وعِوَجُ الدِّين والخُلُق: فساده ومَيْلُه على
المَثل، والفِعْلُ من كل ذلك عَوِجَ عَوَجاً وعِوَجاً واعْوَجَّ وانْعاجَ، وهو
أَعْوَجُ، لكل مَرْئيٍّ، والأُنثى عَوْجاء، والجماعة عُوجٌ.
الأَصمعي: يقال هذا شيءٌ مُعْوَجٌّ، وقد اعْوَجَّ اعْوِجاجاً، على
افْعَلَّ افْعِلالاً، ولا يقال: مُعَوَّجٌ على مُفَعَّلٍ إِلاَّ لعُود أَو
شيءٍ يُركَّب فيه العاجُ.
قال الأَزهري: وغيره يُجِيزُ عَوَّجْتُ الشيءَ تَعْويجاً فَتَعَوَّجَ
إِذا حَنَيْتَه وهو ضدُّ قَوَّمْته، فأَما إِذا انْحَنى من ذاته، فيقال:
اعْوَجَّ اعْوِجاجاً. يقال: عَصاً مُعْوَجَّة ولا تقل مِعْوَجَّة، بكسر
الميم، ويقال: عُجْتُه فانعاجَ أَي عَطَفْتُه فانعطف، ومنه قول رؤبة:
وانْعاجَ عُودِي كالشَّظيفِ الأَخْشَنِ
وعاجَ الشيءَ عَوْجاً وعِياجاً، وعَوَّجَه: عَطَفَه. ويقال: نَخِيل
عُوجٌ إِذا مالَتْ؛ قال لبيد يصف عَيْراً وأُتُنَه وسَوْقه إِياها:
إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها،
وأَوْرَدَها على عُوجٍ طِوَالِ
فقال بعضهم: معناه أَوْرَدَها على نَخِيل نابتة على الماء قد مالتْ
فاعْوَجَّتْ لكثرة حَمْلِها؛ كما قال في صفة النخل:
غُلْبٌ سواجدُ لم يدخُلْ بها الحَصْرُ
وقيل: معنى قوله وأَوردها على عُوجٍ طِوالِ أَي على قوائمها العُوجِ،
ولذلك قيل للخيل عُوجٌ؛ وقوله تعالى: يومئذ يَتَّبِعُون الدَّاعِيَ لا
عِوَجَ له؛ قال الزجاج: المعنى لا عِوَجَ لهم عن دعائه، لا يقدِرون أَن لا
يَتَّبِعُوه؛ وقيل: أَي يَتَّبِعُونَ صَوْتَ الدَّاعِي للحشْر لا عِوَجَ
له، يقول: لا عِوَجَ للمَدْعُوِّينَ عن الدَّاعِي، فجاز أَن يقول له لأَن
المذهب إِلى الداعي وصَوْتِه، وهو كما تقول: دعوتني دعوةً لا عِوَجَ لك
منها أَي لا أَعُوجُ لك ولا عنك؛ قال: وكل قائم يكون العَوَجُ فيه خلْقة،
فهو عَوَجٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للبيد في مثله:
في نابِه عَوَجٌ يُخالِفُ شِدْقه
ويقال لقوائم الدابة: عُوجٌ، ويُستحَبُّ ذلك فيها؛ قال ابن سيده:
والعُوجُ القَوَائم، صفة غالبة، وخيلٌ عُوجٌ: مُجَنَّبَةٌ، وهو منه.
وأَعْوَجُ: فرسٌ سابق رُكِبَ صغيراً فاعْوَجَّتْ قوائمه،
والأَعْوَجِيَّة منسوبة إِليه. قال الأَزهري: والخيل الأَعْوَجِيَّة منسوبة إِلى فَحْل
كان يقال له أَعْوَج، يقال: هذا الحِصان من بنات أَعْوَجَ؛ وفي حديث
أُمِّ زَرْع: رَكِبَ أَعْوَجِيًّا أَي فرساً منسوباً إِلى أَعْوَج، وهو فحل
كريم تنسَب الخيل الكرام إِليه؛ وأَما قوله:
أَحْوَى، من العُوج، وَقاحُ الحافِرِ
فإِنه أَراد من وَلَدِ أَعْوَج وكَسَّرَ أَعْوَجَ تكسير الصِّفات لأَنَّ
أَصله الصفة. وأَعْوَج أَيضاً: فرس عَدِيّ من أَيوب؛ قال الجوهري:
أَعْوَج اسم فرس كان لبني هلال تنسب إِليه الأَعْوَجِيَّات وبناتُ أَعْوَج؛
قال أَبو عبيدة: كان أَعْوَج لِكِنْدَة، فأَخذتْه بَنُو سُلَيْم في بعض
أَيامهم فصار إِلى بني هلال، وليس في العرب فحلٌ أَشهرُ ولا أَكثرُ نَسْلاً
منه؛ وقال الأَصمعي في كتاب الفَرس: أَعْوَج كان لبني آكِلِ المُرار ثم
صار لبني هلال بن عامر.
والعَوْجُ: عَطْف رأْس البعير بالزِّمام أَو الخِطام؛ تقول: عُجْتُ
رأَسَه أَعُوجُه عَوْجاً. قال: والمرأَة تَعُوجُ رأْسها إِلى ضَجيعها. وعاج
عُنُقَه عَوْجاً: عَطَفَه؛ قال ذو الرمة يصف جواريَ قد عُجْنَ إِليه
رؤوسهنَّ يوم ظَعْنِهنَّ:
حتى إِذا عُجْن من أَعْناقِهِنَّ لنا،
عَوْجَ الأَخِشَّةِ أَعناقَ العَناجِيجِ
أَراد بالعَناجِيجِ جِيادَ الرِّكاب ههنا،واحدها عُنْجُوجٌ. ويقال لجياد
الخيل: عَناجيجُ أَيضاً، ويقال: عُجْتُه فانْعاجَ لي: عَطَفْتُه
فانْعَطَفَ لي.
وعاجَ بالمكان وعليه عَوْجاً وعَوَّجَ وتَعَوَّجَ: عَطَفَ. وعُجْتُ
بالمكان أَعُوجُ أَي أَقمت به؛ وفي حديث اسمعيل، عليه السلام: هل أَنتم
عائجُون؟ أَي مُقيمون؛ يقال عاجَ بالمكان وعَوَّجَ أَي أَقام. وقيل: عاجَ به
أَي عَطَفَ عليه ومال وأَلَمَّ به ومرَّ عليه. وعُجْتُ غيري بالمكان
أَعُوجُه يتعدَّى ولا يتعدَّى؛ ومنه حديث أَبي ذرٍّ: ثم عاجَ رأْسَه إِلى
المرأَة فأَمَرها بطَعام أَي أَماله إِليها والتَفَتَ نحوها. وامرأَةٌ
عَوْجاءُ إِذا كان لها وَلَدٌ تَعُوجُ إِليه لترضِعَه، ومنه قول الشاعر:
إِذا المُرْغِثُ العَوْجاء باتَ يَعُزُّها،
على ثَدْيِها، ذو دُغَّتَيْنِ، لَهُوجُ
وانْعاجَ عليه أَي انعطَف. والعائجُ: الواقفُ؛ وقال:
عُجْنا على رَبْعِ سَلْمَى أَيَّ تَعْويجِ
(* قوله «أي تعويج» وقوله «وضع التعويج» الذي في الصحاح أَي تعريج وضع
التعريج.)
وضَعَ التَّعْويج موضع العَوْج إِذا كان معناهما واحد. وعاجَ ناقَتَه
وعَوَّجَها فانعاجَتْ وتَعَوَّجَتْ: عَطَفَها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
عُوجُوا عليَّ، وعَوِّجوا صَحْبي،
عَوْجاً، ولا كَتَعَوُّجِ النَّحْبِ
عَوْجاً متعلق بعُوجُوا لا بِعَوِّجوا؛ يقول: عُوجُوا مشاركين لا
مُتَفاذِّين مُتكارِهين، كما يتكارَهُ صاحب النَّحْبِ على قضائه. وما له على
أَصحابه تَعْويجٌ ولا تَعْرِيجٌ أَي إِقامة. ويقال: عاجَ فلان فرسَه إِذا
عَطَف رأْسه؛ ومنه قول لبيد:
فَعَاجُوا عليه من سَوَاهِم ضُمَّر
ويقال: ناقة عَوْجاءُ إِذا عَجِفَتْ فاعْوَجَّ ظهرها. وناقة عائجةٌ:
لَيِّنَةُ الانعِطاف؛ وعاجٌ مِذْعانٌ لا نظير لها في سقوط الهاء كانت
فَعْلاً أَو فاعِلاً ذهبت عينه؛ قال الأَزهري، ومنه قول الشاعر:
تَقُدُّ بِيَ المَوْماةَ عاجٌ كأَنها
والعَوْجاءُ: الضامِرةُ من الإِبل؛ قال طَرفة:
بِعَوْجاءَ مِرْقالٍ تَرُوحُ وتَغْتَدي
وقول ذي الرمة:
عَهِدْنا بها، لو تُسْعِفُ العُوجُ بالهَوَى،
رِقاقَ الثَّنايا، واضِحاتِ المَعاصِم
قيل في تفسيره: العُوجُ الأَيام، ويمكن أَن يكون من هذا لأَنها تَعُوجُ
وتعطِف. وما عُجْتُ من كلامه بشيء أَي ما بالَيْتُ ولا انتفعْتُ، وقد ذكر
عُجْت في الياء.
والعاجُ: أَنياب الفِيَلَة، ولا يسمَّى غير النَّاب عاجاً. والعَوّاجُ:
بائع العَاجِ؛ حكاه سيبويه. وفي الصحاح: والعاجُ عظمُ الفيل، الواحدة
عاجَة،. ويقال لصاحب العاج: عَوَّاجٌ. وقال شمر: يقال للمَسَك عاجٌ؛ قال:
وأَنشدني ابن الأَعرابي:
وفي العاجِ والحِنَّاء كفُّ بَنانِها،
كشَحْم القَنا، لم يُعْطِها الزّندَ قادِح
أَراد بشَحْمِ القَنا دَوَابَّ يقال لها الحُلَكُ، ويقال لها بناتُ
النَّقا، يُشَبَّه بها بنانُ الجَواري للينِها ونَعْمتِها. قال الأَزهري:
والدليل على صحة ما قال شَمِرٌ في العاج إِنه المَسَك ما جاء في حديث مرفوع:
أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لثَوْبان: اشتَرِ لفاطمة سِوارَينِ
من عاجٍ؛ لم يُرِدْ بالعاجِ ما يُخْرَطُ من أَنياب الفِيَلَة لأَن
أَنيابها مَيْتَةٌ، وإِنما العاجُ الذَّبْلُ، وهو ظهر الــسُِّلَحْفاةِ
البَحْرِيَّةِ. وفي الحديث: أَنه كان له مُشْطٌ من العاجِ؛ العاجُ: الذَّبْلُ؛
وقيل: شيء يُتَّخذ من ظهر الــسُّلَحْفاة البحرية؛ فأَما العاجُ الذي هو
للفِيل فنَجِسٌ عند الشافعي وطاهر عند أَبي حنيفة؛ قال ابن شميل: المَسَك من
الذَّبْلِ ومن العاجِ كهيئة السِّوار تجعله المرأَة في يديها فذلك
المَسَك، قال: والذَّبْلُ القرن
(* قوله «القرن» هكذا في الأصل.)، فإِذا كان من
عاجٍ، فهو مَسَك وعاجٌ ووَقْفٌ، فإِذا كان من ذَبْلٍ، فهو مَسَكٌ لا غير؛
وقال الهذلي:
فجَاءتْ كخاصِي العَيرِ، لم تَحْلَ عاجَةً،
ولا جاجَةٌ منها تَلُوحُ على وَشْمِ
فالعاجَةُ: الذَّبْلَةُ. والجاجَةُ: خَرَزة لا تساوي فَلْساً. وعاجٍ
عاجٍ: زَجْرٌ للناقة، ينوَّن على التنكير، ويكسر غير منون على التعريف؛ قال
الأَزهري: يقال للناقة في الزجر: عاجِ، بلا تنوين، فإِن شئت جزمت، على
توهُّم الوقوف. يقال: عَجْعَجْتُ بالناقة إِذا قلت لها عاجِ عاجِ؛ قال أَبو
عبيد: ويقال للناقة عاجٍ وجاهٍ، بالتنوين؛ قال الشاعر:
كأَنِّي لم أَزْجُرْ، بعاجٍ، نَجِيبَةً،
ولم أَلْقَ، عن شَحْطٍ، خَليلاً مُصافِيا
قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم فيما فرأْت بخطِّه: كل صوت تزجر به
الإِبل فإِنه يخرج مجزوماً، إِلاّ أَن يقع في قافية فيحرَّك إِلى الخفض، تقول
في زجر البعير: حَلْ حَوْبْ، وفي زجر السبع: هَجْ هَجْ، وجَهْ جَهْ،
وجاهْ جاهْ؛ قال: فإِذا حَكَيْتَ ذلك قلت للبعير: حَوْبْ أَو حَوْبٍ، وقلت
للناقة: حَلْ أَو حَلٍ؛ وأَنشد:
أَقُولُ للناقة قَوْلي للجَمَلْ،
أَقول: حَوْبٍ ثم أُثْنِيها بحَلْ
فخفض حَوْبْ ونَوَّنه عند الحاجة إِلى تنوينه؛ وقال آخر:
قلت لها: حَلٍ، فلم تَحَلْحَلِ
وقال آخر:
وجَمَلٍ قلت له: جاهٍ حاهْ،
يا وَيْلَهُ من جَمَلٍ، ما أَشقاهْ
وقال آخر:
سَفَرَتْ، فقلت لها: هَج، فتَبَرْقَعَتْ
وقال شمر: قال زيد بن كثوة، من أَمثالهم: الأَيام عُوجٌ رَوَاجِع، يقال
ذلك عند الشَّماتةِ، يقولها المَشْمُوتُ به أَو تُقال عنه، وقد تُقال عند
الوعيد والتهدُّد؛ قال الأَزهري: عُوجٌ ههنا جمع أَعْوَج ويكون جمعاً
لِعَوْجاء، كما يقال أَصْوَر وصُور، ويجوز أَن يكون جمع عائج فكأَنه قال:
عُوُج على فُعُل، فخفَّفه كما قال الأَخطل:
فَهُمْ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا جُودُ
أَراد لا بُخُل ولا جُوُدُ؛ وقول بعض السعْديِّين أَنشده يعقوب:
يا دارَ سَلْمَى بَينَ ذاتِ العُوجِ
يجوز أَن يكون موضعاً، ويجوز أَن يكون عنى جمع حِقْفٍ أَعْوَج أَو
رَمْلَة عَوْجاء.
وعُوجٌ: اسم رجل؛ قال الليث: عُوجُ بن عُوقٍ رجل ذُكِرَ من عِظَمِ
خَلْقِه شَناعَةٌ، وذُكِرَ أَنه كان ولد في منزل آدم فعاش إِلى زمن موسى، عليه
الصلاة والسلام، وأَنه هلك على عَِدَّانِ موسى، صلوات الله على نبينا
وعليه، وذكر أَنَّ عُوجَ بنَ عُوق كان يكون مع فَراعنة مصر، ويقال: كان
صاحب الصخرة أَراد أَن يُلحِقَها
(* هكذا في الأصل ولعلها يُلقيها.) على
عسكر موسى، عليه السلام، وهو الذي قتله موسى، صلوات الله على نبينا
وعليه.والعَوْجاءُ: اسم امرأَة. والعَوْجاءُ: أَحدُ أَجْبُلِ طَيِّئٍ سُمِّي
به لأَن هذه المرأَة صُلِبَتْ عليه، ولها حديث؛ قال عمرو بن جُوَيْنٍ
الطائي، وبعضهم يرويه لامرئ القيس:
إِذا أَجَأٌ تَلَفَّعَتْ بشِعابِها
عَلَيَّ، وأَمْسَت بالعَماءِ مُكلَّلَهْ
وأَصْبَحَتِ العَوْجَاءُ يُهْتَزُّ جِيدُها،
كَجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَهْ
وقوله أَنشده ثعلب:
إِنْ تَأْتني، وقد مَلأْتُ أَعْوَجا،
أُرْسِلُ فيها بازلاً سَفَنَّجَا
قال: أَعْوَج هنا اسم حَوْض. والعَوْجاء: القَوْسُ. ورجل أَعْوَجُ
بَيِّنُ العَوَجِ أَي سَيءُ الخُلُق. ابن الأَعرابي: فلان ما يَعُوجُ عن شيء
أَي ما يرجع عنه.
طبق: الطَّبَقُ غطاء كل شيء، والجمع أَطْباق، وقد أَطْبَقَه وطَبَّقَه
انْطَبَقَ وتَطَبَّقَ: غَطَّاه وجعله مُطَبَّقاً؛ ومنه قولهم: لو
تَطَبَّقَت السماء على الأَرض ما فعلت كذا. وفي الحديث حِجابُه النُّورُ
لو كُشِفَ طَبَقُه لأَحْرَقت سُبحاتُ وَجهِه كلَّ شيء أَدّرَكه بصرُه؛
الطَّبَقُ: كلُّ غطاء لازم على الشيء. وطَبَقُ كلِّ شيء: ما ساواه، والجمع
أَطْباقٌ؛ وقوله:
ولَيْلة ذات جَهامٍ أَطْباق
معناه أَن بعضَه طَبَقٌ لبعض أَي مُساوٍ له، وجَمَع لأَنه عنى الجنس،
وقد يجوز أَن يكون من نعت الليلة أَي بعضُ ظُلَمِها مُساوٍ لبعض فيكون
كجُبَّةٍ أَخْلاق ونحوها.
وقد طابَقَهُ مطابَقةً وطِباقاً. وتَطابَقَ
الشيئَان: تساوَيا. والمُطابَقةُ: المُوافَقة. والتَّطابُق: الاتفاق.
وطابَقْتُ بين الشيئين إِذا جعلتهما على حَذْو واحد وأَلزقتهما. وهذا الشيء
وَفْقُ هذا ووِفاقُه وطِباقُه وطابَقُهُ وطِبْقُه وطَبِيقُه ومُطْبِقُه
وقالَبُه وقالِبُه بمعنى واحد. ومنه قولهم: وافَقَ
شَنٌّ طَبَقَه. وطابَقَ بين قميصين. لَبِسَ أَحدهما على الآخر.
والسمواتُ
الطِّباقُ: سميت بذلك لمُطابَقة بعضها بعضاً أَي بعضها فوق بعض، وقيل:
لأَن بعضها مُطْبَق على بعض، وقيل: الطِّباقُ
مصدر طوبقَتْ طِباقاً. وفي التنزيل. أَلم تَرَوْا كيف خلق الله سَبْعَ
سَمَواتٍ طِباقاً؛ قال الزجاج: معنى طِباقاً مُطْبَقٌ بعضها على بعض،
قال: ونصب طِباقاً على وجهين: أَحدهما مطابَقة طِباقاً، والآخر من نعت سبع
أَي خلق سبعاً ذات طِباقٍ. الليث: السمواتُ طِباقٌ بعضها على بعض، وكل
واحد من الطباق طَبَقة، ويذكَّر فيقال طَبَقٌ؛ ابن الأَعرابي: الطَّبَقُ
الأُمّة بعد الأُمّة. الأَصمعي: الطِّبْقُ، بالكسر، الجماعةْ من الناس. ابن
سيده: والطَّبَق الجماعة من الناس يَعْدِلون جماعةً مثلهم، وقيل: هو
الجماعة من الجراد والناس. وجاءنا طَبَقٌ من الناس وطِبْقٌ أَي كثير. وأَتى
طَبَقٌ من الجراد أَي جماعة. وفي الحديث: أَن مريم جاعَتْ فجاءَها طَبَقٌ
من جَرادٍ فصادَتْ منه، أَي قَطيعٌ من الجراد. والطَّبَقُ: الذي يؤكل
عليه أَو فيه، والجمع أَطْباقٌ.
وطَبَّقَ السَّحابُ الجَوَّ: غَشّاه، وسَحابةُ مُطَبِّقةٌ. وطَبَّقَ
الماءُ وَجْهَ الأَرض: غطّاه. وأَصبحت الأَرض طَبَقاً واحداً إِذا تغشّى
وجهُها بالماء. والماء طَبَقٌ للأَرض أَي غِشاء؛ قال امرؤ القيس:
دِيمةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ،
طَبَقُ الأَرْضِ تَحَرَّى وتَدُرّ
وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُغِيثاً طَبَقاً أَي
مالِئاً للأَرض مغطّياً لها. يقال: غيث طَبَقٌ أَي عامٌّ واسع،. يقال: هذا مطر
طَبَقُ الأَرض إِذا طَبَّقها؛ وأَنشد بيت امرئ القيس:
طبق الأَرض تحرّى وتدر
ومن رواه طَبَقَ الأَرضِ نصبَه بقوله تحَرَّى. الأَصمعي في قوله غيثاً
طَبَقاً: الغيث الطَبق العامّ، وقال الأَصمعي في الحديث: قُرَيش الكَتَبَة
الحَسَبة مِلْحُ هذه الأُمّة، عِلْمُ عالِمهم طِباقُ الأَرض؛ كأَنه
يعُمّ الأَرض فيكون طَبَقاً لها، وفي رواية: عِلْمُ عالمِ قُرَيْش طَبَقُ
الأَرض.
وطَبَّقَ الغيثُ الأَرضَ: ملأَها وعمّها. وغيثٌ طَبَقٌ: عامٌّ
يُطَبِّقُالأَرض. وطَبَّقَ الغيمُ
تَطْبيقاً: أَصاب مطرُه جميعَ الأَرض. وطِباقُ الأَرض وطِلاعُها سواء:
بمعنى مِلْئها. وقولهم: رحمة طِباقُ الأَرضِ أَي تُغَشِّي الأَرض كلها.
وفي الحديث: لله مائةُ رَحْمةٍ كلُّ رَحْمةٍ منها كطِباقِ الأَرض أَي
تُغَشِّي الأَرضَ كلها. ومنه حديث عمر: لو أَنَّ لي طِباقَ الأَرض ذهَباً أَي
ذهباً يعُمّ الأَرض فيكون طَبَقاً لها. وطَبَّقَ
الشيءُ: عَمَّ. وطَبَقُ الأَرض: وجهُها. وطِباقُ
الأَرض: ما عَلاها. وطَبَقاتُ الناس في مراتبهم. وفي حديث ابن مسعود في
أَشراط الساعة: تُوصَلُ الأَطْباقُ وتُقْطَعُ الأَرْحامُ؛ يعني
بالأَطْباقِ
البُعَداءَ والأَجانِبَ لأَن طَبَقاتِ الناس أَصناف مختلفة. وطابَقَه
على الأَمر: جامَعَه وأَطْبَقوا على الشيء: أَجمعوا عليه. والحروف
المُطْبَقة أَربعة: الصاد والضاد والطاء والظاء، وما سوى ذلك فمفتوح غير مُطْبَق.
والإِطْباقُ: أَن ترفع ظهرَ
لسانك إِلى الحنك الأَعلى مُطْبِقاً له، ولولا الإِطْباقُ لصارت الطاء
دالاً والصاد سيناً والظاء ذالاً ولخرجت الضاد من الكلام لأَنه ليس من
موضعها شيء غيرها، تزول الضاد إِذا عدم الإِطْباق البتة. وطابَقَ
لي بحقِّي وطابَقَ بحقِّي: أَذْعَنَ وأَقرَّ وبَخَعَ؛ قال الجعدي:
وخَيْل تُطابقُ بالدارعين،
طِباقَ الكِلاب يَطَأْنَ الهَراسا
ويقال: طابَقَ فلانٌ فلاناً إذا وافَقه وعاوَنَه. وطابَقَت المرأَةُ
زوْجهَا إذا واتتْه. وطابَقَ فلانٌ: بمعنى مَرَنَ. وطابَقَت الناقةُ
والمرأَةُ: انْقادت لمريدها. وطابَقَ على العمل: مارَنَ.
التهذيب: والمُطَبَّقُ شِبْه اللُّؤْلُؤ، إذا قُشر اللؤلؤ أخِذ قشرهُ
ذلك فأُلزِق بالغراء بعضه على بعض فيصير لؤلؤاً أَو شبْهَه. والانْطِباقُ:
مُطاوعة ما أطبقت. والطِّبْقُ والمُطَبَّقُ: شيء يُلْصَقُ به قشرُ اللؤلؤ
فيصير مثله، وقيل: كل ما أُلْزِقَ به شيء فهو طِبْقٌ. وطَبِقَت يدُه،
بالكسر، طَبَقاً، فهي طَبِقةٌ: لزِقت بالجنب ولا تنبسط. والتَّطْبِيقُ في
الصلاة: جعْلُ اليدين بين الفخذين في الركوع، وقيل: التَّطْبِيق في الركوع
كان من فعل المسلمين في أوَّل ما أمِروا بالصلاة، وهو إطْباقُ الكفين
مبسوطتين بين الركبتين إذا ركع، ثم أُمِروا بإلْقام الكفَّين رأُس
الركبتين، وكان ابن مسعود استمرّ على التَّطْبِيق لأنه لم يكن عَلِم الأَمْرَ
الآخر؛ وروى المنذري عن الحَرّبيّ قال: التَّطْبِيقُ في حديث ابن مسعود أن
يَضَع كفَّه اليمنى على اليسرى. يقال: طابَقْتُ وطَبَّقْت. وفي حديث ابن
مسعود: أنه كان يُطَبِّقُ في صلاته وهو أن يجمع بين أصابع يديه ويجعلهما
بين ركبتيه في الركوع والتشهد. وجاءت الإِبل طَبَقاً واحداً أي على خُفٍّ.
ومرّ طَبَقٌ من الليل والنهار أي بعضهما، وقيل معظمهما؛ قال ابن أحمر:
وتواهَقَتْ أخْفافُها طَبَقاً،
والظِّلُّ لم يَفْضُل ولم يُكْرِ
وقيل: الطَّبَقة عشرون سنة؛ عن ابن عباس من كتاب الهجري. ويقال: مَضى
طَبَقٌ من النهار وطَبَق من الليل أي ساعة، وقيل أي مُعْظَم منه؛ ومثله:
مضى طائفة من الليل. وطَبِقَت النجومُ إذا ظهرت كلها، وفلانَ يَرْعى طَبَقَ
النُّجوم؛ وقال الراعي:
أَرى إِبِلاَ تكالأَ راعِياها،
مَخافَة جارِها طَبَقَ النُّجوم
والطَّبَق: سدّ الجَراد عينَ الشمس. والطَّبَق: انطباق الغَيْم في
الهواء. وقول العباس في النبي، صلى الله عليه وسلم: إذا مَضى عالَمٌ بَدا
طَبَقٌ؛ فإِنه أَراد إِذا مضى قَرْن ظَهَر قَرْن آخر، وإِنما قيل للقَرْن
طَبَقٌ لأَنهم طَبَق للأَرض ثم يَنْقرضِون ويأْتي طَبَق للأَرض آخر، وكذلك
طَبَقات الناس كل طَبَقة طَبَقت زمانها. والطَّبَقة: الحال، يقال: كان
فلان من الدنيا على طَبَقات شَتَّى أي حالات. ابن الأَعرابي: الطَّبَقُ
الحال على اختلافها. والطَّبَقُ والطَّبَقة: الحال. وفي التنزيل:
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عن طَبَق؛ أي حالاً عن حال يوم القيامة. التهذيب: إن ابن عباس
قال لَتَرْكَبُنَّ، وفسَّررلتَصِيرنَّ الأُمور حالاً بعد حال في الشدّة،
قال: والعرب تقول وقع فلان في بنات طَبَق إذا وقع في الأَمر الشديد؛
وقال ابن مسعود: لتركَبُنَّ السماء حالاً بعد حال. وقال مَسروق: لتركَبَنَّ
يا محمد حالاً بعد حال، وقرأَ أَهل المدينة لتَرْكَبُنَّ طَبَقاً، يعني
الناس عامَّة، والتفسير الشِّدَّة؛ وقال الزجاج: لتركَبْنَّ حالاً بعد حال
حتى تصيروا إلى الله من إِحيّاء وإِماتَةٍ وبَعْثٍ، قال: ومن قرأَ
لتركَبَنَّ أراد لتركَبَنَّ يا محمد طَبَقاً عن طَبَق من أطبْاق السماء؛ قاله
أبو علي، وفسَّروا طَبَقاً عن طَبَقِ بمعنى حالاً بعد ؛ حال؛ ونظيرُ وقوع
عن مَوْقع بعد قول الأَعشى:
وكابِر تَلَدوُك عن كابر
أي بعد كابر؛ وقال النابغة:
بَقيّة قِدْر من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ
لآلِ الجُلاحِ، كابراً بعد كابِرِ
وفي حديث عمرو بن العاص: إني كنت على أطبْاقٍ ثلاثٍ أي أحْوالٍ، واحدها
طَبَق. وأَخبر الحسن بأَمْرٍ فقال: إحْدى المُطْبِقات، قال أبو عمرو:
يُريد إحْدى الدواهي والشدايد التي تُطْبِقُ عليهم. ويقال للسنة الشديدة:
المُطْبِقة؛ قال الكميت:
وأَهْلُ السَّماحَة في المُطْبِقات،
وأَهل السَّكينةِ في المَحْفَلِ
قال: ويكون المُطْبَق بمعنى المُطْبِق. وولدتِ الغنم طَبَقاً وطِبْقاً
إِذا نُتِجَ بعضُها بعد بعض، وقال الأُموي: إِذا ولدتِ الغنمُ بعضها بعد
بعض قيل: قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، وولَّدتها طَبَقاً وطَبَقَةً.
والطَّبَق والطَّبَقة: الفَقْرة حيث كانت، وقيل: هي ما بين الفقرتين، وجمعها
طِباق. والطَّبَقة: المفصل، والجمع طَبَق، وقيل: الطَّبَق عُظَيْم رَقيق
يفصل بين الفَقارَيْن؛ قال الشاعر:
أَلا ذهبَ الخُداعُ فلا خِداعا،
وأَبْدى السَّيفُ عن طَبَقٍ نُخاعا
وقيل: الطَّبَق فَقال الصلب أَجمع، وكل فَقار طَبَقة. وفي الحديث:
وتَبْقى أصْلابُ المنافقين طَبَقاً واحداً. قال أبو عبيد: قال الأَصمعي
الطَّبَقُ فَقار الظهر، واحدته طَبَقَة واحدة؛ يقول: فصار فَقارُهم كلُّه
فَقارةً واحداة فلا يدرون على السجود. وفي حديث ابن الزبير: قال لمعاوية
وايْمُ الله لئن ملك مَرْوانُ عِنان خيل تنقاد له في عثمان ليَرْكَبَنَّ منك
طَبَقاً تخافه، يريد فَقار الظهر، أي ليَرْكبن منك مَرْكباً صعباً وحالاً
لا يمكنك تَلافِيها، وقيل: أَراد بالطَّبَق المنازل والمراتب أي ليركبن
منك منزلة فوق منزلة في العداوة. ويقال: يدُ فلانٍ طَبَقَةٌ واحدة إذا لم
تكن منبسطة ذات مفاصل. وفي حديث الحجاج: فقال لرجل قُمْ فاضرب عُنُقَ هذا
الأَسير فقال: إِن يدي طَبِقَةٌ؛ هي التي لصق عَضُدُها بجنب صاحبه فلا
يستطيع أَن يحرّكها. وفي حديث عمْران بن حُصَيْن: أَن غلاماً له أَبَقَ
فقال لئن قدرت عليه لأَقطعن منه طابَِقَاً، قال: يريد عضواً. الأَصمعي:
كل مفصِل طَبَقٌ، وجمع أَطبْاق، ولذلك قيل للذي يصيب المفصل مُطَبِّقٌ؛
وقال:
ويَحْمِيكَ بالليِّن الحُسام المُطَبِّق
وقيل في جمعه طَوابِق. قال ثعلب:
الطَّابِقُ والطَّابَقُ العضو من أعضاء الإِنسان كاليد والرجل ونحوهما.
وفي حديث عليّ: إِنما أَمر في السارق بقطع طابِقِه أي يده. وفي الحديث:
فَخَبَزْتُ خبزاً وشويت طابَقاً من شاة أَي مقدار ما يأْكل منه اثنان أَو
ثلاثة. والطَّبَقَةُ من الأَرض: شبه المَشارَة، والجمع الطَّبَقات تخرج
بين الــسُّلحَفْاة والهِرْهِرِ
(* قوله «تخرج بين الــسلحفاة والهرهر» هكذا
هو بالأصل، ولعل قبله سقطاً تقديره ودويبة تخرج بين الــسلحفاة إلخ أَو نحو
ذلك). والمطَبَّقُ من السيوف: الذي يصيب المَفْصِل فيُبينُه يقال طَبَّق
السيفُ إِذا أَصاب المَفْصل فأَبان العضو؛ قال الشاعر يصف سيفاً:
يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ
ومنه قولهم للرجل إذا أَصاب الحجة: إِنه يُطَبَّقُ المفصل. أََبو زيد:
يقال للبليغ من الرجال: قد طَبَّقَ المفصل وردَّ قالَبَ الكلام ووضع
الهِناء مواضع النُّقَب. وفي حديث ابن عباس: أَنه سأَل أَبا هريرة عن امرأَة
غير مدخول بها طلقت ثلاثاً، فقال: لا تحلُّ له حتى تنكح زوجاً غيره، فقال
ابن عباس: طَبَّقْتَ؛ قال أَبو عبيد: قوله طبقت أَراد أَصبتَ وجه
الفُتْيا، وأَصله إِصابة المفصل وهو طَبَقُ العظمينِ أَي ملتقاهما فيفصل بينهما،
ولهذا قيل لأَعضاء الشاة طَوابِقُ، واحدها طابَقٌ، فإِذا فَصَّلها الرجل
فلم يخطئ المفاصل قيل قد طَبَّقَ؛ وأَنشد أَيضاً:
يُصمِّم أَحياناً وحِيناً يُطَبِّقُ
والتصميم: أن يمضي في العظم، والتَّطْبِيقُ: إِصابة المفصل؛ قال الراعي
يصف إبلاً:
وطَبَّقْنَ عُرْضَ القُفِّ لما عَلَوْنَهُ،
كما طَبَّقَتْ في العظم مُدْيَةُ جازِرِ
وقال ذو الرمة:
لقد خَطَّ رُوميّ ولا زَعَماتِهِ
لعُتْبَةَ خطّاً، لم تُطَبَّقْ مفاصلُه
وطَبَّقَ
فلان إذا أَصاب فَصَّ الحديث. وطَبَّقَ السيفُ إِذا وقع بين عظمين.
والمُطَبَّقُ من الرجال: الذي يصيب الأُمور برأْيه، وأَصله من ذلك.
المُطابِقُ من الخيل والإِبل: الذي يضع رجله موضع يده. وتَطْبِيقُ الفرس:
تَقْرِيبُهُ في العَدْو. الأَصمعي: التَّطْبِيقُ أَن يَثِبَ البعيرُ فتقع قوائمه
بالأرض معاً؛ ومنه قول الراعي يصف ناقة نجيبة:
حتى إِذا ما اسْتَوى طَبِّقَتْ،
كما طَبَّقَ المِسْحَلُ الأَغْبَرُ
يقول: لما استوى الراكب عليها طَبَّقَتْ؛ قال الأَصمعي:
وأَحسن الراعي في قوله:
وهْيَ إِذا قام في غَرْزها،
كمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَر
لأَن هذا من صفة النجائب، ثم أَساء في قوله طَبَّقَتْ لأَن النجيبة
يستحب لها أَن تقدم يداً ثم تقدم الأُخرى، فإِذا طَبَّقَتْ لم تُحمْدَ؛ قال:
وهو مثل قوله:
حتى إذا ما استْوى في غَرْزها تَثِبُ
والمُطابَقَة: المشي في القيد وهو الرَّسْفُ. والمُطابَقَةُ: أَن يضع
الفرسُ رجلَه في موضع يده، وهو الأحَقُّ من الخيل. ومُطابَقَةُ الفرسِ
في جريه: وضع رجليه مواضع يديه. والمُطابَقَةُ: مشي المقيَّد.
وبنَاتُ الطَّبَقِ: الدواهي، يقال للداهية احدى بنات طَبَقٍ، ويقال
للدواهي بنات طَبَقٍ، ويروى أَن أَصلها الحية أَي أَنها استدارت حتى صارت مثل
الطَّبَقِ، ويقال إحدى بناتِ طَبَق شَرُّك على رأْسك، تقول ذلك للرجل
إِذا رأَى ما يكرهه؛ وقيل: بنتُ طَبَقٍ سُلحَفْاةٌ، وتَزْعُمُ العرب أَنها
تبيض تسعاً وتسعين بيضة كلها سَلاحِفُ، وتبيض بيضة تَنْقُفُ عن أَسود،
يقال: لقيت منه بناتِ طَبَقٍ وهي الداهية. الأَصمعي: يقال جاء بإِحدى بناتِ
طَبَقٍ وأَصلها من الحيَّات، وذكر الثعالبي أَن طَبَقاً حيَّة صفراء؛
ولمَّا نُعي المنصورُ إِلى خَلَف الأَحمر أَنشأَ يقول:
قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ،
فَذَمَّرُوهَا وَهْمَةً ضَخْم العُنُقْ،
موتُ الإِمامِ فِلْقَةٌ مِن الفِلَقْ
وقال غيره: قيل للحية أمُّ طَبَقٍ وبنتُ طَبَقٍ لتَرَحِّيها وتحَوّيها،
وأَكثر التَّرحِّي للأَفْعى، وقيل: قيل للحيات بناتُ طَبَقٍ لإِطْبَاقها
على من تلسعه، وقيل: إِنما قيل لها بناتُ طَبَقٍ لأَن الحَوَّاء يمسكها
تحت أَطْبَاق الأَسْفاط المُجَلّدة.
ورجل طَبَاقَاءُ: أَحمق، وقيل هو الذي ينكح، وكذلك البعير. جمل
طَبَاقَاءُ: للذي لا يَضْرب. والطَّبَاقاء: العَيِيُّ الثقيل الذي يُطْبِقُ على
الطَّرُوقة أَو المرأَة بصدره لصغره؛ قال جميل بن معمر:
طَبَاقَاءُ لم يَشْهد خصوماً، ولم يُنِخْ
قِلاصاً إلى أَكْوارها، حين تُعْكَفُ
ويروى عَيَاياءُ، وهما بمعنى؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:
طَبَاقَاءُ لم يَشْهَد خصوماً، ولم يَعِشْ
حَميداً، ولم يَشْهَدْ حلالاً ولا عطرا
وفي حديث أُم زرع: أَن إحدى النساء وصفت زوجها فقالت: زوجي عَيَايَاءُ
طَبَاقَاءُ وكل دَاءٍ دواء؛ قال الأَصمعي: الطَّبَاقاء الأحمق الفَدْم؛
وقال ابن الأعرابي: هو المُطْبَقُ عليه حُمْقاً، وقيل: هو الذي أُموره
مُطْبَقةُ عليه أَي مُغَشَّاة، وقيل: هو الذي يعجز عن الكلام فَتَنْطَبق
شفتاه.
والطَّابَقُ والطَّابِقُ: ظَرْف يطبخ فيه، فارسي معرب، والجمع طَوَابِق
وطَوابِيق. قال سيبويه: أَما الذين قالوا طَوابيق فإِنما جعلوه تكسير
فَاعَال، وإِن لم يكن في كلامهم، كما قالوا مَلامِحُ. والطَّابَقُ: نصف
الشاة، وحكى اللحياني عن الكسائي طابِق وطابَق، قال ابن سيده: ولا أدري أيّ
ذلك عنى. وقولهم: صادف شَنٌّ طَبَقَه؛ هما قبيلتان شنٌّ بن أَفْصَى بن عبد
القيس وطَبَقٌ حيّ من إِياد، وكانت شَنّ لا يقام لها فواقعتها طَبَقٌ
فانتصفت منها، فقيل: وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وافقه فاعتنقه؛ قال الشاعر:
لَقِيَتْ شَناًّ إِيادٌ بالقَنَا
طَبَقاً، وافق شَنٌّ طَبَقَه
قال ابن سيده: وليس الشَّنُّ هنا القِربَة لأَن القربة لا طَبَقَ لها.
وقال أَبو عبيد عن الأَصمعي في هذا المثل: الشَّنُّ الوعاء المعمول من
أَدَمٍ، فإِذا يبس فهو شَنّ، وكان قوم لهم مثله فَتَشَنَّنَ فجعلوا له غطاء
فوافقه. وفي كتاب علي، رضوان الله عليه، إلى عمرو بن العاص: كما وافق
شَنٌّ طَبَقَه؛ قال: هذا مثل للعرب يضرب لكل اثنين أَو أمرين جَمَعَتْهُما
حالةٌ واحدة اتَّصف بها كلٌّ منهما، وأَصله أَن شَناًّ وطَبَقَة حيَّان
اتفقا على أَمر فقيل لهما ذلك، لأَن كل واحد منهما قيل ذلك له لما وافق
شكله ونظيره، وقيل: شَنٌّ رجل من دُهَاة العرب وطبقة امرأة من جنسه زُوجَتْ
منه ولهما قصة. التهذيب: والطَّبَقُ الدَّرَكُ من أَدراك جهنم. ابن
الأَعرابي: الطِّبْقُ الدِّبْقُ. والطَّبْق، بفتح الطاء: الظلم بالباطل.
والطِّبْقُ: الخلق الكثير: وقوله أَنشده ابن الأعرابي:
كَأِنَّ أَيدِيَهُنَّ بالرَّغَامِ
أَيْدي نَبِيط، طَبَقَى اللِّطَامِ
فسره فقال: معناه مداركوه حاذقون به، ورواه ثعلب طَبِقي اللطام ولم
يفسره. قال ابن سيده: وعندي أَن معناه لازقي اللطام بالملطوم. وأَتانا بعد
طَبَقٍ من الليل وطَبيقٍ: أَراه يعني بعد حين، وكذلك من النهار؛ وقول ابن
أَحمر:
وتَوَاهَقَتْ أَخفافها طَبَقاً،
والظلُّ لم يُفْضُلْ ولم يُكْرِ
قال ابن سيده: أَراه من هذا. والطِّبْق: حمل شجر بعينه.
والطُّبَّاقُ: نبت أو شجر. قال أَبو حنيفة: الطُّبَّاقُ شجر نحو القامة
ينبت متجاوراً لا يكاد يُرَى منه واحدة منفردة، وله ورق طوال دقاق خضر
تَتَلَزَّجُ إِذا غُمِزَ، وله نَوْرٌ أَصفر مجتمع؛ قال تأَبط شرّاً:
كأَنما حَثْحَثُوا حُصّاًّ قَوَادِمُهُ،
أَو أُمَّ خِشْفٍ بذي شَثٍّ وطُبَّاقِ
وروي عن محمد بن الحنفية أَنه وَصَفَ مَنْ يَلي الأَمر بعد السفياني
فقال: يكون بين شَثّ وطُبَّاقٍ؛ والشَثُّ والطُّبَّاق: شجرتان معروفتان
بناحية الحجار.
والحُمَّى المُطْبِقةُ: هي الدائمة لا تفارق ليلاً ولا نهاراً.
والطَّابَق والطَّابِق: الآجرّ الكبير، وهو فارسي معرب. ابن شميل: يقال
تحلَّبوا على ذلك الإِنسان طبَاقَاءَ، بالمد، أَي تجمعوا كلهم عليه. وفي
حديث أَبي عمرو النخعي: يَشْتَجِرُون اشْتِجَار أَطْباق الرأْس أَي عظامه
فإِنها مُتَطابقة مُشْتبكة كما تشتبك الأَصابع؛ أَراد التِحَام الحرب
والاختلاط في الفتنة.
وجاء فلان مُقْتَعِطاًّ إِذا متعمماً طَابِقِياًّ، وقد نهي عنها.
فكر: الفَكْرُ والفِكْرُ: إِعمال الخاطر في الشيء؛ قال سيبويه: ولا يجمع
الفِكْرُ ولا العِلْمُ ولا النظرُ، قال: وقد حكى ابن دريد في جمعه
أَفكاراً. والفِكْرة: كالفِكْر وقد فَكَر في الشيء
(* قوله« وقد فكر في الشيء
إلخ» بابه ضرب كما في المصباح) وأَفْكَرَ فيه وتَفَكَّرَ بمعنىً. ورجل
فِكِّير، مثال فِسِّيق، وفَيْكَر: كثير الفِكْر؛ الأَخيرة عن كراع.
الليث: التَّفَكُّر اسم التَّفْكِير. ومن العرب من يقول: الفِكْرُ
الفِكْرَة، والفِكْرى على فِعْلى اسم، وهي قليلة. الجوهري: التَّفَكُّر
التأَمل، والاسم الفِكْرُ والفِكْرَة، والمصدر الفَكْر، بالفتح. قال يعقوب:
يقال: ليس لي في هذا الأَمرِ فكْرٌ أَي ليس لي فيه حاجة، قال: والفتح فيه
أَفصح من الكسر.
مسح: المَسْحُ: القول الحَسَنُ من الرجل، وهو في ذلك يَخْدَعُكَ، تقول:
مَسَحَه بالمعروف أَي بالمعروف من القول وليس معه إِعطاء، وإِذا جاء
إِعطاء ذهب المَسْحُ؛ وكذلك مَسَّحْتُه. والمَسْحُ: إِمراركَ يدك على الشيء
السائل أَو المتلطخ، تريد إِذهابه بذلك كمسحك رأْسك من الماء وجبينك من
الرَّشْح، مَسَحَه يَمْسَحُه مَسْحاً ومَسْحَه، وتَمَسَّح منه وبه. في حديث
فَرَسِ المُرابِطِ: أَنَّ عَلَفَه ورَوْثه ومَسْحاً عنه في ميزانه؛ يريد
مَسْحَ الترابِ عنه وتنظيف جلده. وقوله تعالى: وامْسَحُوا برؤُوسكم
وأَرجلكم إِلى الكعبين؛ فسره ثعلب فقال: نزل القرآن بالمَسْح والسنَّةُ
بالغَسْل، وقال بعض أَهل اللغة: مَنْ خفض وأَرجلكم فهو على الجِوارِ؛ وقال
أَبو إِسحق النحوي: الخفض على الجوار لا يجوز في كتاب الله عز وجل، وإِنما
يجوز ذلك في ضرورة الشعر، ولكن المسح على هذه القراءة كالغسل، ومما يدل
على أَنه غسل أَن المسح على الرجل لو كان مسحاً كمسح الرأْس، لم يجز تحديده
إِلى الكعبين كما جاز التحديد في اليدين إِلى المرافق؛ قال الله عز وجل:
فامسحوا برؤُوسكم؛ بغير تحديد في القرآن؛ وكذلك في التيمم: فامسحوا
بوجوهكم وأَيديكم، منه، من غير تحديد، فهذا كله يوجب غسل الرجلين. وأَما من
قرأَ: وأَرْجُلَكم، فهو على وجهين: أَحدهما أَن فيه تقديماً وتأْخيراً
كأَنه قال: فاغسلوا وجوهكم وأَيديكم إِلى المرافق، وأَرْجُلَكم إِلى
الكعبين، وامسحوا برؤُوسكم، فقدَّمَ وأَخَّرَ ليكون الوضوءُ وِلاءً شيئاً بعد
شيء، وفيه قول آخر: كأَنه أَراد: واغسلوا أَرجلكم إِلى الكعبين، لأَن قوله
إِلى الكعبين قد دل على ذلك كما وصفنا، ويُنْسَقُ بالغسل كما قال
الشاعر:يا ليتَ زَوْجَكِ قد غَدَا
مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا
المعنى: متقلداً سيفاً وحاملاً رمحاً.
وفي الحديث: أَنه تَمَسَّحَ وصَلَّى أَي توضأ. قال ابن الأَثير: يقال
للرجل إِذا توضأ قد تَمَسَّحَ، والمَسْحُ يكون مَسْحاً باليد وغَسْلاً. وفي
الحديث: لما مَسَحْنا البيتَ أَحْللنا أَي طُفْنا به، لأَن من طاف
بالبيت مَسَحَ الركنَ، فصار اسماً للطواف.
وفلان يُتَمَسَّحُ بثوبه أَي يُمَرُّ ثوبُه على الأَبدان فيُتقرَّبُ به
إِلى الله. وفلان يُتَمَسَّحُ به لفضله وعبادته كأَنه يُتَقَرَّبُ إِلى
الله بالدُّنُوِّ منه.
وتماسَحَ القومُ إِذا تبايعوا فتَصافَقُوا. وفي حديث الدعاء للمريض:
مَسَحَ الله عنك ما بك أَي أَذهب. والمَسَحُ: احتراق باطن الركبة من
خُشْنَةِ الثوب؛ وقيل: هو أَن يَمَسَّ باطنُ إِحدى الفخذين باطنَ الأُخْرَى
فيَحْدُثَ لذلك مَشَقٌ وتَشَقُّقٌ؛ وقد مَسِحَ. قال أَبو زيد: إِذا كانت
إِحدى رُكْبَتَي الرجل تصيب الأُخرى قيل: مَشِقَ مَشَقاً ومَسِحَ، بالكسر،
مَسَحاً. وامرأَة مَسْحاء رَسْحاء، والاسم المَسَحُ؛ والماسِحُ من الضاغِطِ
إِذا مَسَحَ المِرْفَقُ الإِبِطَ من غير أَن يَعْرُكَه عَرْكاً شديداً،
وإِذا أَصاب المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرَة البعير فأَدماه قيل: به حازٌّ،
وإِن لم يُدْمِه قيل: به ماسِحٌ.
والأَمْسَحُ: الأَرْسَحُ؛ وقوم مُسْحٌ رُسْحٌ؛ وقال الأَخطل:
دُسْمُ العَمائمِ، مُسْحٌ، لا لُحومَ لهم،
إِذا أَحَسُّوا بشَّخْصٍ نابئٍ أَسِدُوا
وفي حديث اللِّعانِ: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال في ولد
الملاعنة: إِن جاءت به مَمْسُوحَ الأَلْيَتَينِ؛ قال شمر: هو الذي لَزِقَتْ
أَلْيَتاه بالعظم ولم تَعْظُما؛ رجل أَمْسَحُ وامرأَة مَسْحاءُ وهي
الرَّسْحاء. وخُصًى مَمْسُوحٌ إِذا سُلِتَتْ مَذاكِيرُه. والمَسَحُ أَيضاً: نَقْصٌ
وقِصَرٌ في ذنب العُقابِ. وعَضُدٌ مَمْسوحة: قليلة اللحم. ورجل أَمْسَحُ
القَدَم والمرأَة مَسْحاء إِذا كانت قَدَمُه مستويةً لا أَخْمَصَ لها.
وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: مَسِيحُ القدمين؛ أَراد أَنهما
مَلْساوانِ لَيِّنَتانِ ليس فيهما تَكَسُّرٌ ولا شُقاقٌ، إِذا أَصابهما الماء
نَبا عنهما.
وامرأَة مَسْحاءُ الثَّدْي إِذا لم يكن لثديها حَجْم. ورجل مَمْسوح
الوجه ومَسِيحٌ: ليس على أَحد شَقَّيْ وجهِه عين ولا حاجبٌ. والمَسِيحُ
الدَّجَّالُ: منه على هذه الصفة؛ وقيل: سمي بذلك لأَنه مَمْسوحُ العين.
الأَزهري: المَسِيحُ الأَعْوَرُ وبه سمي الدجال، ونحو ذلك قال أَبو
عبيد.ومَسَحَ في الأَرض يَمْسَحُ مُسُوحاً: ذهب، والصاد لغة، وهو مذكور في
موضعه. ومَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ يومها دَأْباً أَي سارت فيها سيراً
شديداً.
والمَسيحُ: الصِّدِّيقُ وبه سمي عيسى، عليه السلام؛ قال الأَزهري: وروي
عن أَبي الهيثم أَن المَسِيحَ الصِّدِّيقُ؛ قال أَبو بكر: واللغويون لا
يعرفون هذا، قال: ولعل هذا كان يستعمل في بعض الأَزمان فَدَرَسَ فيما
دَرَسَ من الكلام؛ قال: وقال الكسائي: قد دَرَسَ من كلام العرب كثير. قال ابن
سيده: والمسيح عيسى بن مريم، صلى الله على نبينا وعليهما، قيل: سمي بذلك
لصدقه، وقيل: سمي به لأَنه كان سائحاً في الأَرض لا يستقرّ، وقيل: سمي
بذلك لأَنه كان يمسح بيده على العليل والأَكمه والأَبرص فيبرئه بإِذن
الله؛ قال الأَزهري: أُعرب اسم المسيح في القرآن على مسح، وهو في التوراة
مَشيحا، فعُرِّبَ وغُيِّرَ كما قيل مُوسَى وأَصله مُوشَى؛ وأَنشد:
إِذا المَسِيحُ يَقْتُل المَسِيحا
يعني عيسى بن مريم يقتل الدجال بنَيْزَكه؛ وقال شمر: سمي عيسى المَسِيحَ
لأَنه مُسِحَ بالبركة؛ وقال أَبو العباس: سمي مَسِيحاً لأَنه كان
يَمْسَحُ الأَرض أَي يقطعها. وروي عن ابن عباس: أَنه كان لا يَمْسَحُ بيده ذا
عاهة إِلاَّ بَرأَ، وقيل: سمي مسيحاً لأَنه كان أَمْسَحَ الرِّجْل ليس
لرجله أَخْمَصُ؛ وقيل: سمي مسيحاً لأَنه خرج من بطن أُمه ممسوحاً بالدهن؛
وقول الله تعالى: بكلِمةٍ منه اسمه المسيحُ؛ قال أَبو منصور: سَمَّى اللهُ
ابتداءَ أَمرِه كلمة لأَنه أَلقى إِليها الكلمةَ، ثم كَوَّنَ الكلمة
بشراً، ومعنى الكلمة معنى الولد، والمعنى: يُبَشِّرُكِ بولد اسمه المسيح.
والمسيحُ: الكذاب الدجال، وسمي الدجال، مسيحاً لأَن عينه ممسوحة عن أَن يبصر
بها، وسمي عيسى مسيحاً اسم خصَّه الله به، ولمسح زكريا إِياه؛ وروي عن
أَبي الهيثم أَنه قال: المسيح بن مريم الصِّدِّيق، وضدُّ الصِّدِّيق
المسيحُ الدجالُ أَي الضِّلِّيلُ الكذاب. خلق الله المَسِيحَيْنِ: أَحدهما ضد
الآخر، فكان المسِيحُ بن مريم يبرئ الأَكمه والأَبرص ويحيي الموتى بإِذن
الله، وكذلك الدجال يُحْيي الميتَ ويُمِيتُ الحَيَّ ويُنْشِئُ السحابَ
ويُنْبِتُ النباتَ بإِذن الله، فهما مسيحان: مسيح الهُدَى ومسيح الضلالة؛
قال المُنْذِرِيُّ: فقلت له بلغني أَن عيسى إِنما سمي مسيحاً لأَنه مسح
بالبركة، وسمي الدجال مسيحاً لأَنه ممسوح العين، فأَنكره، وقال: إِنما
المسِيحُ ضدُّ المسِيحِ؛ يقال: مسحه الله أَي خلقه خلقاً مباركاً حسناً،
ومسحه الله أَي خلقه خلقاً قبيحاً ملعوناً. والمسِيحُ: الكذاب؛ ماسِحٌ
ومِسِّيحٌ ومِمْسَحٌ وتِمْسَحٌ؛ وأَنشد:
إِني، إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ
ذا نَخْوَةٍ أَو جَدَلٍ، بَلَنْدَحُ،
أَو كَيْذُبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ
وفي الحديث: أَمَّا مَسِيحُ الضلالة فكذا؛ فدلَّ هذا الحديث على أَن
عيسى مَسِيحٌ الهُدَى وأَن الدجَّال مسيح الضلالة.
وروى بعض المحدّثين: المِسِّيح، بكسر الميم والتشديد، في الدجَّال بوزن
سِكِّيتٍ. قال ابن الأَثير: قال أَبو الهيثم: إِنه الذي مُسِحَ خَلْقُه
أَي شُوِّه، قال: وليس بشيء. وروي عن ابن عمر قال: قال رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، أَراني اللهُ رجلاً عند الكعبة آدَمَ كأَحْسَنِ من رأَيتُ،
فقيل لي: هو المسيح بن مريم، قال: وإِذا أَنا برجل جَعْدٍ قَطِطٍ أَعور
العين اليمنى كأَنها عِنَبَةٌ كافية، فسأَلت عنه فقيل: المِسِّيحُ
الدجَّال؛ على فِعِّيل.
والأَمْسَحُ من الأَرض: المستوي؛ والجمع الأَماسِح؛ وقال الليث:
الأَمْسَحُ من المفاوز كالأَمْلَسِ، وجمع المَسْحاء من الأَرض مَساحي؛ وقال أَبو
عمرو: المَسْحاء أَرض حمراء والوحْفاء السوداء؛ ابن سيده: والمَسْحاء
الأَرض المستوية ذاتُ الحَصَى الصِّغارِ لا نبات فيها، والجمع مِساحٌ
ومسَاحِي
(* قوله«والجمع مساح ومساحي» كذا بالأصل مضبوطاً ومقتضى قوله غلب
فكسر إلخ أن يكون جمعه على مساحي ومساحَى، بفتح الحاء وكسرها كما قال ابن
مالك وبالفعالي والفعالى جمعا صحراء والعذراء إلخ.)، غلب فكُسِّرَ تكسير
الأَسماء؛ ومكان أَمْسَحُ. قال الفراء: يقال مررت بخَرِيق من الأَرض بين
مَسْحاوَيْنِ؛ والخَرِيقُ: الأَرض التي تَوَسَّطَها النباتُ؛ وقال ابن
شميل: المَسْحاء قطعة من الأَرض مستوية جَرْداء كثيرة الحَصَى ليس فيها شجر
ولا تنبت غليظة جَلَدٌ تَضْرِبُ إِلى الصلابة، مثل صَرْحة المِرْبَدِ ليست
بقُفٍّ ولا سَهْلة؛ ومكان أَمْسَحُ.
والمَسِيحُ: الكثير الجماع وكذلك الماسِحُ.
والمِساحةُ: ذَرْعُ الأَرض؛ يقال: مَسَحَ يَمْسَحُ مَسْحاً.
ومَسَحَ الأَرضَ مِساحة أَي ذَرَعَها. ومَسَحَ المرأَة يَمْسَحُها
مَسْحاً ومَتَنَها مَتْناً: نكحها. ومَسَحَ عُنُقَه وبها يَمْسَحُ مَسْحاً:
ضربها، وقيل: قطعها، وقوله تعالى: رُدُّوها عليَّ فَطفِقَ مَسْحاً
بالسُّوقِ والأَعْناقِ؛ يفسر بهما جميعاً. وروى الأَزهري عن ثعلب أَنه قيل له:
قال قُطْرُبٌ يَمْسَحُها ينزل عليها، فأَنكره أَبو العباس وقال: ليس بشيء،
قيل له: فإِيْش هو عندك؟ فقال: قال الفراء وغيره: يَضْرِبُ أَعناقَها
وسُوقَها لأَنها كانت سبب ذنبه؛ قال الأَزهري: ونحو ذلك قال الزجاج وقال: لم
يَضْرِبْ سُوقَها ولا أَعناقَها إِلاَّ وقد أَباح الله له ذلك، لأَنه لا
يجعل التوبة من الذنب بذنب عظيم؛ قال: وقال قوم إِنه مَسَحَ أَعناقَها
وسوقها بالماء بيده، قال: وهذا ليس يُشْبِه شَغْلَها إِياه عن ذكر الله،
وإِنما قال ذلك قوم لأَن قتلها كان عندهم منكراً، وما أَباحه الله فليس
بمنكر، وجائز أَن يبيح ذلك لسليمان، عليه السلام، في وقتهِ ويَحْظُرَه في
هذا الوقت؛ قال ابن الأَثير: وفي حديث سليمان، عليه السلام: فطَفِقَ
مَسْحاً بالسوق والأَعناق؛ قيل: ضَرَبَ أَعناقَها وعَرْقَبها. يقال: مَسَحه
بالسيف أَي ضربه. ومَسَحه بالسيف: قَطَعَه؛ وقال ذو الرمة:
ومُسْتامةٍ تُسْتامُ، وهي رَخِيصةٌ،
تُباعُ بساحاتِ الأَيادِي، وتُمْسَحُ
مستامة: يعنني أَرضاً تَسُومُ بها الإِبلُ. وتُباعُ: تَمُدُّ فيها
أَبواعَها وأَيديَها. وتُمْسَحُ: تُقْطَع.
والماسحُ: القَتَّال؛ يقال: مَسَحَهم أَي قتلهم.
والماسحة: الماشطة.
والتماسُحُ: التَّصادُق.
والمُماسَحَة: المُلاينَة في القول والمعاشرة والقلوبُ غير صافية.
والتِّمْسَحُ: الذي يُلايِنُك بالقول وهو يَغُشُّك. والتِّمْسَحُ
والتِّمْساحُ من الرجال: المارِدُ الخبيث؛ وقيل: الكذاب الذي لا يَصْدُقُ
أَثَرَه يَكْذِبُكَ من حيث جاء؛ وقال اللحياني: هو الكذاب فَعَمَّ به.
والتَّمْساحُ: الكذب؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
قد غَلَبَ الناسَ بَنُو الطَّمَّاحِ،
بالإِفْكِ والتَّكْذابِ والتَّمْساحِ
والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ: خَلْقٌ على شَكْل الــسُّلَحْفاة إِلاَّ أَنه
ضَخْم قويّ طويل، يكون بنيل مصر وبعض أَنهار السِّنْد؛ وقال الجوهري:
يكون في الماء.
والمَسِيحةُ: الذُّؤَابةُ، وقيل: هي ما نزل من الشَّعَرِ فلم يُعالَجْ
بدهن ولا بشيء، وقيل: المَسِيحةُ من رأْس الإِنسان ما بين الأُذن والحاجب
يَتَصَعَّد حتى يكون دون اليافُوخ، وقيل: هو ما وَقَعَتْ عليه يَدُ الرجل
إِلى أُذنه من جوانب شعره؛ قال:
مَسائِحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ،
جَرى مِسْكُ دارِينَ الأَحَّمُّ خِلالَها
وقيل: المَسائح موضعُ يَدِ الماسِح. الأَزهري عن الأَصمعي: المَسائح
الشعر؛ وقال شمر: هي ما مَسَحْتَ من شعرك في خدّك ورأْسك. وفي حديث عَمَّار:
أَنه دخل عليه وهو يُرَجِّل مَسائحَ من شَعَره؛ قيل: هي الذوائب وشعر
جانبي الرأْس. والمَسائحُ: القِسِيُّ الجِيادُ، واحدتها مَسِيحة؛ قال أَبو
الهيثم الثعلبي:
لها مَسائحُ زُورٌ، في مَراكِضِها
لِينٌ، وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ
قال ابن بري: صواب إِنشاده لنا مَسائح أَي لنا قِسِيٌّ. وزُورٌ: جمع
زَوْراء وهي المائلة. ومَراكِضُها: يريد مِرْكَضَيْها وهما جانباها من عن
يمين الوَتَرِ ويساره. والوَهْنُ والرَّقَقُ: الضَّعْف.
والمِسْحُ: البِلاسُ. والمِسْحُ: الكساء من الشَّعَر والجمع القليل
أَمْساح؛ قال أَبو ذؤَيب:
ثم شَرِبْنَ بنَبْطٍ، والجِمالُ كأَنْـ
ـنَ الرَّشْحَ، منهنَّ بالآباطِ، أَمْساحُ
والكثير مُسُوح.
وعليه مَسْحةٌ من جَمالٍ أَي شيء منه؛ قال ذو الرمة:
على وَجْهِ مَيٍّ مَسْحةٌ من مَلاحَةٍ،
وتحتَ الثِّيابِ الخِزْيُ، لو كان بادِيا
وفي الحديث عن إِسمعيل بن قيس قال: سمعت جَريراً يقول: ما رآني رسولُ
الله، صلى الله عليه وسلم، مُنْذُ أَسلمت إِلا تَبَسَّم في وجهي؛ قال:
ويَطْلُع عليكم رجل من خيار ذي يَمَنٍ على وجهه مَسْحةُ مُلْكٍ. وهذا الحديث
في النهاية لابن الأَثير: يطلُع عليكم من هذا الفَجِّ رجلٌ من خير ذي
يَمَنٍ عليه مَسْحةُ مُلْك؛ فطلع جرير بن عبد الله. يقال: على وجهه مَسْحَة
مُلْك ومَسْحةُ جَمال أَي أَثر ظاهر منه. قال شمر: العرب تقول هذا رجل
عليه مَسْحةُ جَمال ومَسْحة عِتْقٍ وكَرَم، ولا يقال ذلك إِلا في المدح؛
قال: ولا يقال عليه مَسْحةُ قُبْح. وقد مُسِح بالعِتْقِ والكَرَم مَسْحاً؛
قال الكميت:
خَوادِمُ أَكْفاءٌ عليهنَّ مَسْحَةٌ
من العِتْقِ، أَبداها بَنانٌ ومَحْجِرُ
وقال الأَخطل يمدح رجلاً من ولد العباس كان يقال له المُذْهَبُ:
لَذٌّ، تَقَيَّلَهُ النعيمُ، كأَنَّما
مُسِحَت تَرائبُه بماءٍ مُذْهَبِ
الأَزهري: العرب تقول به مَسْحَة من هُزال وبه مَسْحَة من سِمَنٍ
وجَمال.والشيءُ المَمْسوحُ: القبيح المَشؤُوم المُغَيَّر عن خلقته. الأَزهري:
ومَسَحْتُ الناقةَ ومَسَّحْتُها أَي هَزَلْتُها وأَدْبَرْتُها.
والمَسِيحُ: المِنْديلُ الأَخْشَنُ. والمَسيح: الذِّراع. والمَسِيحُ
والمَسِيحةُ: القِطْعَةُ من الفضةِ. والدرهمُ الأَطْلَسُ مَسِيحٌ.
ويقال: امْتَسَحْتُ السيفَ من غِمْده إِذا اسْتَلَلْتَه؛ وقال سَلَمة بن
الخُرْشُبِ يصف فرساً:
تَعادَى، من قوائِمها، ثَلاثٌ،
بتَحْجِيلٍ، وواحِدةٌ بَهِيمُ
كأَنَّ مَسيحَتَيْ وَرِقٍ عليها،
نَمَتْ قُرْطَيْهما أُذُنٌ خَديمُ
قال ابن السكيت: يقول كأَنما أُلْبِسَتْ صَفِيحةَ فِضَّةٍ من حُسْن
لَوْنها وبَريقِها، قال: وقوله نَمَتْ قُرْطَيْهما أَي نَمَتِ القُرْطَيْنِ
اللذين من المَسيحَتَين أَي رفعتهما، وأَراد أَن الفضة مما يُتَّخَذُ
للحَلْيِ وذلك أَصْفَى لها. وأُذُنٌ خَديمٌ أَي مثقوبة؛ وأَنشد لعبد الله ابن
سلمة في مثله:
تَعْلى عليه مَسائحٌ من فِضَّةٍ،
وتَرى حَبابَ الماءِ غيرَ يَبِيسِ
أَراد صَفاءَ شَعْرَتِه وقِصَرَها؛ يقول: إِذا عَرِقَ فهو هكذا وتَرى
الماءَ أَوَّلَ ما يبدو من عَرَقه. والمَسيح: العَرَقُ؛ قال لبيد:
فَراشُ المَسِيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ
الأَزهري: سمي العَرَق مَسِيحاً لأَنه يُمْسَحُ إِذا صُبَّ؛ قال الراجز:
يا رَيَّها، وقد بَدا مَسِيحي،
وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَّضِيحِ
والأَمْسَحُ: الذئب الأَزَلُّ. والأَمْسَحُ: الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لا
تكون عينه بِلَّوْرَةً. والأَمْسَحُ: السَّيَّارُ في سِياحتِه.
والأَمْسَحُ: الكذاب. وفي حديث أَبي بكر: أَغِرْ عليهم غارَةً مَسْحاءَ؛ هو فَعْلاء
من مَسَحَهم يَمْسَحُهم إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خفيفاً لا يقيم فيه
عندهم.أَبو سعيد في بعض الأَخبار: نَرْجُو النَّصْرَ على من خالَفَنا
ومَسْحَةَ النِّقْمةِ على من سَعَى؛ مَسْحَتُها: آيَتُها وحِلْيَتُها؛ وقيل:
معناه أَن أَعناقهم تُمْسَحُ أَي تُقْطَفُ.
وفي الحديث: تَمَسَّحُوا بالأَرض فإِنها بكم بَرَّةٌ؛ أَراد به التيمم،
وقيل: أَراد مباشرة ترابها بالجِباه في السجود من غير حائل، ويكون هذا
أَمر تأْديب واستحباب لا وجوب. وفي حديث ابن عباس: إِذا كان الغلام يتيماً
فامْسَحُوا رأْسَه من أَعلاه إِلى مُقَدَّمِه، وإِذا كان له أَب فامسحوا
من مُقَدَّمه إِلى قفاه؛ وقال: قال أَبو موسى هكذا وجدته مكتوباً، قال:
ولا أَعرف الحديث ولا معناه. ولي حديث خيبر: فخرجوا بمَساحِيهم
ومَكاتِلِهم؛ المَساحِي: جمعُ مِسْحاةٍ وهي المِجْرَفَة من الحديد، والميم زائدة،
لأَنه من السَّحْوِ الكَشْفِ والإِزالة، والله أَعلم.
غلم: الغُلْمةُ، بالضم: شهوة الضِّرَاب. غَلِمَ الرجلُ وغيرهُ، بالكسر،
يَغْلَِمُ غَلْماً واغْتَلَمَ اغْتِلاماً إذا هاجَ، وفي المحكم: إذا
غُلبَ شهوةَ، وكذلك الجارية. والغِلِّيمُ، بالتشديد: الشديد الغُلْمة، ورجل
غَلِيمٌ وغِلِّمٌ ومِغْلِيمٌ، والأُنثى غَلِمة ومِغْلِيمةٌ ومِغْلِيمٌ
وغِلِّيمةٌ وغِلِّيمٌ؛ قال:
يا عَمْرُو لو كُنتَ فَتىً كَريما،
أَو كُنْتَ ممَّنْ يمنع الحَرِيما،
أو كان رُمْحُ اسْتِكَ مُسْتَقِيما
نِكْتَ به جاريةً هَضِيما،
نَيْكَ أَخيها أُخْتَكَ الغِلِّيما
وفي الحديث: خَيْرُ النساء الغَلِمةُ على زوجها؛ الغْلْمةُ: هَيَجان
شهوة النكاح من المرأَة والرجل وغيرهما. يقال: غَلِمَ غُلْمةً واغْتَلَمَ
اغتلاماً، وبَعِيرٌ غِلِّيمٌ كذلك. التهذيب: والمِغْلِيمُ سواء فيه الذكر
والأُنثى، وقد أَغْلَمهُ الشيءُ. وقالوا: أَغْلَمُ الأَلبان لَبَنُ
الخَلِفةِ؛ يريدون أَغْلم الأَلبان لمن شربه. وقالوا: شُرْبُ لبن الإيَّل
مَغلَمةٌ أي أَنه تشتدُّ عنه الغْلْمة؛ قال جرير:
أَجِعْثِنُ قَدْ لاقَيْتِ عِمرانَ شارِباً،
عَلى الحَبَّةِ الخَضْراءِ، أَلْبانَ إيَّلِ
وفي حديث تميم والجَسَّاسة: فصادفنا البحر حين اغْتَلَم أي هاج واضطربت
أَمواجه. والاغُتِلام: مجاوزة الحدّ. وفي نسخة المحكم: والاغْتِلامُ
مجاوزة الإنسان حَدَّ ما أُمر به من خير أَو شر، وهو من هذا، لأن الاغتلام في
الشهوة مجاوزة القدر فيها. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: قال تَجَهِّزوا
لقتال المارِقِين المُغْتَلمين. وقال الكسائي: الاغْتلام أن يتجاوز
الإنسان حدّ ما أُمر به من الخير والمباح، أي الذين جاوزوا الحد. وفي حديث
علي: تَجَهَّزوا لقتال المارقين المُغْتَلمين أي الذين تجاوزوا حَدَّ ما
أُمروا به من الدين وطاعة الإمام وبَغَوْا عليه وطَغَوْا؛ ومنه قول عمر،
رضي الله عنه: إذا اغْتَلَمَتْ عليكم هذه الأَشربة فاكْسِروها بالماء. قال
أَبو العباس: يقول إذا جاوزت حَدَّها الذي لا يُسْكِرُ إلى حدها الذي
يسكر، وكذلك المغتلمون في حديث علي. ابن الأعرابي: الغُلُمُ المحبوسون،
قال: ويقال فلان غُلامُ الناس وإن كان كَهْلاً، كقولك فلان فَتى العَسْكَر
وإن كان شيخاً؛ وأَنشد:
سَيْراً ترى منه غُلامَ الناس
مُقَنَّعاً، وما بهِ مِنْ باس،
إلا بَقايا هَوْجَلِ النُّعاس
والغُلامُ معروف. ابن سيده: الغُلامُ الطَّارُّ الشارب، وقيل: هو من حين
يولد إلى أَن يشيب، والجمع أَغْلِمَةٌ وغِلْمَةٌ وغِلْمانٌ، ومنهم من
استغنى بِغِلْمَةٍ عن أَغْلِمَةٍ، وتصغير الغِلْمة أُغَيْلِمَةٌ على غير
مُكَبَّره كأنهم صَغَّرُوا أَغْلِمَة، وإن لم يقولوه، كما قالوا
أُصَيْبِيَة في تصغير صِبْيَة، وبعضهم يقول غُلَيْمة على القياس، قال ابن بري:
وبعضهم يقول صُبَيَّة أَيضاً؛ قال رؤبة:
صُبَيَّة على الدُّخانِ رُمْكا
وفي حديث ابن عباس: بَعثَنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أُغَيْلِمَة
بني عبد المطلب من جَمْعٍ بلَيْلٍ؛ هو تصغير أَغْلِمة جمع غُلام في
القياس؛ قال ابن الأثير: ولم يرد في جمعه أَغْلِمة، وإنما قالوا غِلْمَة،
ومثله أُصَيْبِيَة تصغير صِبْيَة، ويريد بالأُغَيْلمة الصِّبْيان، ولذلك
صغرهم، والأُنثى غُلامةٌ؛ قال أَوس بن غَلْفاء الهُجَيمي يصف فرساً:
أَعانَ على مِراس الحَرْب زَغْفٌ،
مُضاعَفَةٌ لها حَلَقٌ تُؤَامُ
ومُطَّرِدُ الكُعوب ومَشْرَفِيٌّ
من الأُولى، مَضَارِبُه حُسامُ
ومُركضَةٌ صَرِيحِيٌّ أَبُوها،
يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ
وهو بَيِّنُ الغُلُومة والغُلُوميَّة والغُلامِيَّة، وتصغيره غُلَيِّم،
والعرب يقولون للكهل غُلامٌ نَجيبٌ، وهو فاشٍ في كلاهم؛ وقوله أَنشده
ثعلب:
تَنَحَّ، يا عَسيفُ، عَنْ مَقامِها
وطَرِّحِ الدَّلْوَ إلى غُلامِها
قال: غُلامُها صاحِبُها.
والغَيْلَمُ: المرأَة الحَسْناء، وقيل: الغَيْلَمُ الجارية
المُغْتَلِمةَ؛ قال عياض الهذلي:
مَعِي صاحِبٌ مِثلُ حَدِّ السِّنان،
شَدِيدٌ عَلى قِرْنِهِ مِحْطَمُ
وقال الشاعر:
من المُدَّعِينَ إذا نُوكِرُوا،
تُنِيفُ إلى صوته الغَيلَمُ
الليث: الغَيلَمُ والغَيْلَمِيُّ الشابُّ العظيم المَفْرِق الكثير
الشعر. المحكم: والغَيْلَمُ والغَيلَمِيُّ الشاب الكثير الشعر العريض مَفْرِقِ
الرأْس. والغَيْلَمُ: الــسُّلَحْفاة، وقيل: ذكَرُها. والغَيْلَمُ أَيضاً:
الضِّفْدَع. والغَيْلَمُ: مَنْبَعُ الماء في البئر. والغَيْلَمُ:
المِدْرى؛ قال:
يُشَذِّبُ بالسِّيْفِ أَقْرانَهُ،
كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الغَيْلَمُ
قال الأزهري: قوله الغَيْلم المِدْرى ليس بصحيح، ودل استشهاده بالبيت
على تصحيفه. قال: وأَنشدني غير واحد بيت الهذلي:
ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دَعا،
إذا فَرَّ ذو اللِّمِّةِ الغَيْلَمُ
قال: هكذا أنشدنيه الإيادي عن شمر عن أبي عبيد وقال: الغَيْلَمُ العظيم،
قال: وأَنشدنيه غيره:
كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلَمُ
بالفاء، قال: وهكذا أَنشده ابن الأَعرابي في رواية أَبي العباس عنه،
قال: والفَيْلَمُ المُشْط، والغَيْلَمُ: موضعٌ في شعر عَنترة؛ قال:
كيْفَ المَزارُ، وقد تَرَبَّعَ أَهْلُها
بعُنَيزَتَيْنِ، وأَهْلُنا بالغَيْلَم؟
أطم: الأُطُم: حِصْنٌ مَبْنِيٌّ بحجارة، وقيل: هو كل بيت مُرَبَّع
مُسَطَّح، وقيل: الأُطْم مثل الأجّم، يخفف ويثقَّل، والجمع القليلُ آطامٌ
وآجامٌ؛ قال الأَعشى:
فإِمَّا أَتَتْ آطامَ جَوٍّ وأَهلَه،
أُنِيخَت فأَلقَتْ رَحْلَها بِفِنائكا
والكثير أُطُومٌ، وهي حُصون لأَهل المدينة؛ قال أَوْس بن مَغْراء
السعدي:بَثَّ الجُنودَ لهم في الأَرض يَقْتُلُهم،
ما بين بُصْرى إِلى آطامِ نَجْرانا
والواحدة أَطَمة مثل أَكَمَة؛ وباليمن حِصْن يُعرف بأُطُم الأَضْبطِ،
وهو الأَضْبط بن قُرَيْع بن عوف ابن سعد بن زيد مَناة، كان أَغار على أَهْل
صَنْعاء وبَنَى بها أُطُماً وقال:
وشَفَيْتُ نَفْسِي، من ذوِي يَمَنٍ،
بالطَّعْنِ في اللَّبَّات والضربِ
قَتَّلتهمْ وأَبَحْتُ بَلْدَتَهم،
وأَقَمْتُ حَوْلاً كامِلاً أَسْبي
وبَنَيْتُ أُطْماً في بلادهم،
لأُثَبِّت التَّقْهِيرَ بالغَصْبِ
ابن سيده وغيره: الأُطْم حِصْن مَبْنِيٌّ. ابن الأَعرابي: الأُطُوم
القُصور. وفي حديث بلال: أَنه كان يؤذِّن على أُطْمٍ؛ الأُطْم، بالضم: بناء
مرتفع، وجمعه آطام. وفي الحديث: حتى تَوارَتْ بآطامِ المدينة يعني
بأَبنيتها المرتفعة كالحُصون. ابن بُزُرْج: أَطَمْت على البَيْت أَطْماً أَي
أَرْخَيْت سُتورَه. والتَّأْطِيمُ
في الهَوْدَج: أَن يُسَتَّر بثياب، يقال: أَطَّمْته تَأْطِيماً؛ وأَنشد:
تدخل جَوْزَ الهَوْدَجِ المُؤَطَّمِ
وأَزَمَ بيده وأَطَمَ
إِذا عضَّ عليها. وأَطَمْت أُطوماً إِذا سكتّ. أَبو عمرو: التَّأَطُّم
سكوت الرجل على ما في نفسه. وأَطَمْتُ البئر أَطْماً: ضَيَّقْت فاها.
وتأَطُّمُ
الليل: ظُلْمته وأَطِمَ أَطَماً: غضِب. وتَأَطَّم فلان تأَطُّماً إِذا
غضِب. وفلان يتأَطَّم على فلان: مثل يَتَأَجَّم. وأَطِمَ أَطَماً:
انضمَّ.والأُطامُ والإِطامُ: حصْر البَعير والرجُل، وهو أَن لا يَبُول ولا
يَبْعَر من داءٍ، وقد أَطِمَ أَطَماً وأُطِمَ أَطْماً وأُطِمَ
عليه. ويقال للرجل إِذا عَسُر عليه بُروزُ غائطِه: قد أُطِم أَطْماً،
وأْتُطِمَ أئتِطاماً. ويقال: أَصابه أُطامٌ وإِطامٌ إِذا احتبس بَطْنُه.
وبعير مَأْطُومٌ وقد أُطِمَ إِذا لم يَبُل من داءٍ يكون به. الجوهري:
الأُطامُ، بالضم، احتباس البول، تقول منه: أُؤْتُطِمَ على الرجل؛ وأَنشد ابن
بري:
تَمْشي من التَّحْفِيلِ مَشْيَ المُؤْتَطِمْ
قال: وقال عبد الواحد التَّأَطُّم امتناع النَّجْوِ، قال: وقال أَبو
عمرو المُؤَطَّم المكسر بالتراب؛ وأَنشد لعياض بن درَّة:
إِذا سَمِعتْ أَصْوات لأْمٍ من المَلا،
بَكَتْ جَزَعاً من تحت قَبرٍ مُؤَطَّمِ
والأَطِيمةُ: مَوْقِدُ النار، وجمعها أَطائم؛ قال الأَفْوَهُ الأَوْديّ:
في مَوْطِنٍ ذَرِبِ الشَّبا، فكأَنَّما
فيه الرِّجالُ على الأَطائِم واللَّظى
شمر: الأَطِيمةُ توثق الحمام بالفراسي. ابن شميل: الأَتُّون والأَطيمة
الداستورن
(* قوله «شمر الاطيمة إلى قوله الداستورن» مثله في التهذيب الا
أن لفظ توثق الحمام منقوط في التهذيب هكذا وفي الأصل من غير نقط، وقوله
الداستورن هو في الأصل هكذا وفي التهذيب الداشوزن). والأَطُوم: سمكة في
البحر يقال لها المَلِصَةُ والزَّالِخَة. والأَطُومُ: الــسُّلَحْفاة
البحريّة، وفي المحكم: سُلَحْفاة بَحْريّة غليظة الجلْد في البَحْر يُشَبَّه بها
جِلْد البعير الأَمْلَس، وتُتَّخذ منها الخفاف للجَمّالين وتُخْصَفُ بها
النِّعال؛ قال الشمَّاخ
(* هذا البيت لكعب بن زهير لا للشماخ، وفي
القصيدة: بضاحية المتنين بدل بضاحية البيداء):
وجِلْدُها من أَطُومٍ ما يُؤَيِّسهُ
طِلْحٌ، بضاحِية البَيْداء، مَهْزُولُ
وقيل: الأَطُوم القُنْفُذُ. والأَطُوم: البَقَرةُ، قيل: إِنما سُمِّيت
بذلك على التَّشْبيه بالسَّمَكة لغِلَظ جِلْدها؛ وأَنشد الفارسي:
كأَطُومٍ فَقَدَتْ بُرْغُزَها،
أَعْقبَتْها الغُبْسُ منها نَدَما
غَفَلَتْ ثم أَتَتْ تَطْلُبُه،
فإِذا هي بِعِظام وَدَما
وفي قصيدة كعب بن زُهَير يمدح سيدَنا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم:
وجِلْدُها من أَطُوم لا يُؤَيِّسُهُ
قال ابن الأَثير: الأَطُومُ الزَّرافةُ يَصِفُ جِلْدها بالقُوَّة
والمَلاسَةِ، لا يُؤَيِّسه: لا يُؤَثِّر فيه.
والأَطِيمُ: شحْم ولَحْم يُطْبخ في قِدْرٍ سُدَّ فَمُها. الفراء:
السِّنَّوْرُ يَتَأَطَّمُ ويَتَحَدَّم للصَّوْت الذي في صَدْره. وتَأَطَّم
السَّيْلُ
إِذا ارتفعت في وَجْهه طَحَماتٌ كالأَمْواج ثم يكسَّر بعضها على بعض؛
قال رؤبة:
إِذا ارْتَمَى في وَأْدِه تَأَطُّمُهْ
وَأْدُه: صَوْتُه.
حنف: الحَنَفُ في القَدَمَينِ: إقْبالُ كل واحدة منهما على الأُخرى
بإبْهامها، وكذلك هو في الحافر في اليد والرجل، وقيل: هو ميل كل واحدة من
الإبهامين على صاحبتها حتى يُرى شَخْصُ أَصلِها خارجاً، وقيل: هو انقلاب
القدم حتى يصير بَطنُها ظهرَها، وقيل: ميل في صدْر القَدَم، وقد حَنِفَ
حَنَفاً، ورجُل أَحْنَفُ وامرأَة حَنْفاء، وبه سمي الأَحْنَفُ بن قَيْس،
واسمه صخر، لِحَنَفٍ كان في رجله، ورِجلٌ حَنْفاء. الجوهري: الأَحْنَفُ هو
الذي يمشي على ظهر قدمه من شِقِّها الذي يَلي خِنْصِرَها. يقال: ضرَبْتُ
فلاناً على رِجْلِه فَحَنَّفْتُها، وقدَم حَنْفاء. والحَنَفُ: الاعْوِجاجُ
في الرِّجْل، وهو أَن تُقْبِل إحْدَى إبْهامَيْ رِجْلَيْه على الأُخرى.
وفي الحديث: أَنه قال لرجل ارْفَعْ إزارَك، قال: إني أَحْنَفُ. الحَنَفُ:
إقْبالُ القدَم بأَصابعها على القدم الأُخرى. الأَصمعي: الحَنَفُ أَن
تُقْبلَ إبهامُ الرِّجْل اليمنى على أُختها من اليسرى وأَن تقبل الأُخرى
إليها إقْبالاً شديداً؛ وأَنشد لدايةِ الأَحْنف وكانت تُرَقِّصُه وهو
طِفْل:واللّهِ لَوْلا حَنَفٌ برِجْلِهِ،
ما كانَ في فِتْيانِكُم مِن مِثلِهِ
ومن صلة ههنا. أَبو عمرو: الحَنِيفُ المائِلُ من خير إلى شرّ أَو من شرّ
إلى خير؛ قال ثعلب: ومنه أُخذ الحَنَفُ، واللّه أَعلم.
وحَنَفَ عن الشيء وتَحَنَّفَ: مال.
والحَنِيفُ: الـمُسْلِمُ الذي يَتَحَنَّفُ عن الأَدْيانِ أَي يَمِيلُ
إلى الحقّ، وقيل: هو الذي يَسْتَقْبِلُ قِبْلةَ البيتِ الحرام على مِلَّةِ
إبراهيمَ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: هو الـمُخْلِصُ، وقيل:
هو من أَسلم في أَمر اللّه فلم يَلْتَوِ في شيء، وقيل: كلُّ من أَسلم
لأَمر اللّه تعالى ولم يَلْتَوِ، فهو حنيفٌ. أَبو زيد: الحَنيفُ
الـمُسْتَقِيمُ؛ وأَنشد:
تَعَلَّمْ أَنْ سَيَهْدِيكُمْ إليْنا
طريقٌ، لا يُجُورُ بِكُمْ، حَنِيفُ
وقال أَبو عبيدة في قوله عز وجل: قل بَلْ مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِيفاً،
قال: من كان على دين إبراهيم، فهو حنيف عند العرب، وكان عَبَدَةُ
الأَوْثانِ في الجاهلية يقولون: نحن حُنَفاء على دين إبراهيم، فلما جاء الإسلام
سَمَّوُا المسلم حنيفاً، وقال الأَخفش: الحنيف المسلم، وكان في الجاهلية
يقال مَن اخْتَتَنَ وحج البيت حَنِيفٌ لأَن العرب لم تتمسّك في الجاهلية
بشيء من دِينِ إبراهيم غيرِ الخِتان وحَجِّ البيتِ، فكلُّ من اختتن وحج قيل
له حنيف، فلما جاء الإسلام تمادَتِ الحَنِيفِيّةُ، فالحَنِيفُ المسلم؛
وقال الزجاج: نصب حَنِيفاً في هذه الآية على الحال، المعنى بل نتبع ملة
إبارهيم في حال حنيفيته، ومعنى الحنيفية في اللغة المَيْلُ، والمعنَى أَنَّ
إبراهيم حَنَفَ إلى دينِ اللّه ودين الإسلامِ، وإنما أُخذَ الحَنَفُ من
قولهم رَجُل أَحْنَفُ ورِجْلٌ حَنْفاء، وهو الذي تَمِيلُّ قدَماه كلُ
واحدة إلى أُختها بأَصابعها. الفراء: الحنيف مَن سُنَّته الاختِتان. وروى
الأَزهري عن الضحاك في قوله عز وجل: حُنفاء للّه غيرَ مشركين به، قال:
حُجَّاجاً، وكذلك قال السدي. ويقال: تَحَنَّفَ فلان إلى الشيء تَحَنُّفاً إذا
مال إليه. وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: بل ملة إبراهيم حنيفاً، قد
قيل: إن الحَنَفَ الاستقامةُ وإنما قيل للمائل الرِّجْلِ أَحنف تفاؤلاً
بالاستقامة. قال أَبو منصور: معنى الحنيفية في الإسلام الـمَيْلُ إليه
والإقامةُ على عَقْدِه. والحَنيف: الصحيح الـمَيْل إلى الإسلام والثابتُ عليه.
الجوهري: الجنيف المسلم وقد سمّي المستقيم بذلك كما سمِّي الغُراب
أَعْوَرَ. وتَحَنَّفَ الرجلُ أَي عَمِلَ عَمَلَ الحَنيفيّة، ويقال اخْتتن،
ويقال اعتزل الأَصنام وتَعبَّد؛ قال جِرانُ العَوْدِ:
ولـمَّا رأَين الصُّبْحَ، بادَرْنَ ضَوْءَه
رَسِيمَ قَطَا البطْحاء، أَوْ هُنَّ أَقطفُ
وأَدْرَكْنَ أَعْجازاً مِن الليلِ، بَعْدَما
أَقامَ الصلاةَ العابِدُ الـمُتَحَنِّفُ
وقول أَبي ذؤيب:
أَقامَتْ به، كَمُقامِ الحَنيـ
ـف، شَهْريْ جُمادَى وشهرَيْ صَفَرْ إنما أَراد أَنها أَقامت بهذا
الـمُتَرَبَّع إقامةَ الـمُتَحَنِّفِ على هَيْكَلِه مَسْرُوراً بعَمله
وتديُّنِه لما يرجوه على ذلك من الثواب، وجُمْعُه حُنَفاء، وقد حَنَفَ
وتَحَنَّفَ. والدينُ الحنيف: الإسلام، والحَنيفِيَّة: مِلة الإسلام. وفي الحديث:
أَحَبُّ الأَديان إلى اللّه الحنيفية السمْحةُ، ويوصف به فيقال: مِلَّةٌ
حنيفية. وقال ثعلب: الحنيفية الميلُ إلى الشيء. قال ابن سيده: وليس هذا
بشيء. الزجاجي: الحنيف في الجاهلية من كان يَحُج البيت ويغتسل من الجنابة
ويخْتَتنُ، فلما جاء الإسلام كان الحنيفُ الـمُسْلِمَ، وقيل له حَنِيف
لعُدوله عن الشرك؛ قال وأَنشد أَبو عبيد في باب نعوت الليَّالي في شدَّة
الظلمة في الجزء الثاني:
فما شِبْهُ كَعْبٍ غيرَ أَعتَمَ فاجِرٍ
أَبى مُذْ دَجا الإسْلامُ، لا يَتَحَنَّفُ
وفي الحديث: خَلَقْتُ عِبادِي حُنَفاء أَي طاهِرِي الأَعضاء من
الـمَعاصِي. لا أَنهم خَلَقَهم مسلمين كلهم لقوله تعالى: هو الذي خلقكم فمنكم
كافر ومنكم مؤمن، وقيل: أَراد أَنه خلقهم حُنفاء مؤمنين لما أَخذ عليهم
الميثاقَ أَلستُ بربكم، فلا يوجد أَحد إلا وهو مُقرّ بأَنَّ له رَبّاً وإن
أَشرك به، واختلفوا فيه. والحُنَفاءُ: جَمْع حَنيفٍ، وهو المائل إلى
الإسلام الثابتُ عليه. وفي الحديث: بُعثْتُ بالحنيفية السَّمْحة
السَّهْلةِ.وبنو حَنيفةَ: حَيٌّ وهم قوم مُسَيْلِمة الكذَّابِ، وقيل: بنو حنيفة حيّ
من رَبيعة. وحنيفةُ: أَبو حي من العرب، وهو حنيفة بن لُجَيم بن صعب بن
عليّ بن بكر بن وائل؛ كذا ذكره الجوهري. وحَسَبٌ حَنِيفٌ أَي حديثٌ
إسْلاميُّ لا قَدِيمَ له؛ وقال ابن حَبْناء التميمي:
وماذا غير أَنـَّك ذُو سِبالٍ
تُمِسِّحُها، وذو حَسَبٍ حَنِيفِ؟
ابن الأَعرابي: الحَنْفاء شجرة، والحَنْفاء القَوْسُ، والحَنْفاء
الموسى، والحَنْفاء الــسُّلَحْفاةُ، والحَنْفاء الحِرْباءَة، والحَنْفاءُ
الأَمـَةُ الـمُتَلَوِّنةُ تَكْسَلُ مَرَّة وتَنْشَطُ أُخْرى.
والحَنِيفِيّةُ: ضَرْبٌ من السُّيوفِ، منسوبة إلى أَحْنَفَ لأَنه أَوّل
من عَمِلها، وهو من الـمَعْدُولِ الذي على غير قياس. قال الأَزهري:
السيوفُ الحنيفيةُ تُنْسَبُ إلى الأَحنف بن قيس لأَنه أَول من أَمر باتخاذها،
قال والقياسُ الأَحْنَفِيُّ.
الجوهري: والحَنْفاء اسم ماء لبني مُعاوية بن عامر ابن ربيعةَ،
والحَنْفاء فرس حُجْرِ بن مُعاويةَ وهو أَيضاً فرس حُذَيْفةَ بن بدر الفَزاريّ.
قال ابن بري: هي أُخْتُ داحِسٍ لأَبيه من ولد العُقّالِ، والغَبْراء خالةُ
داحِس وأُخته لأَبيه، واللّه أَعلم.
نقد: النقْدُ: خلافُ النَّسيئة. والنقْدُ والتَّنْقادُ: تمييزُ الدراهِم
وإِخراجُ الزَّيْفِ منها؛ أَنشد سيبويه:
تَنْفِي يَداها الحَصَى، في كلِّ هاجِرةٍ،
نَفْيَ الدَّنانِيرِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ
ورواية سيبويه: نَفْيَ الدراهِيمِ، وهو جمع دِرْهم على غير قياس أَو
دِرْهام على القياس فيمن قاله.
وقد نَقَدَها يَنْقُدُها نَقْداً وانتَقَدَها وتَنَقَّدَها ونَقَدَه
إِياها نَقْداً: أَعطاه فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. الليث: النقْدُ تمييز
الدراهِم وإِعطاؤكَها إِنساناً، وأَخْذُها الانتقادُ، والنقْدُ مصدر
نَقَدْتُه دراهِمَه. ونَقَدْتُه الدراهِمَ ونقَدْتُ له الدراهم أَي أَعطيته
فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. ونقَدْتُ الدراهم وانتَقَدْتُها إِذا أَخْرَجْتَ
منها الزَّيْفَ. وفي حديث جابِرٍ وجَمَلِه، قال: فَنَقَدَني ثمنَه أَي
أَعطانيه نَقْداً مُعَجَّلاً. والدِّرْهَمُ نَقْدٌ أَي وازِنٌ جَيِّدٌ.
وناقدْتُ فلاناً إِذا ناقشته في الأَمر. قال سيبويه: وقالوا هذه مائة نَقْدٌ،
الناسُ على إِرادة حذف اللام والصفة في ذلك أَكثرُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:
لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَو نَقْدا
فسره فقال: لَتُنْتَجَنَّ ناقةً فتقتنى أَو ذكَراً فيباع لأَنهم قلما
يمسكون الذكور. ونَقَدَ الشيءَ يَنْقُدُه نَقْداً إِذا نَقَرَه بإِصبعه كما
تُنْقَر الجوزة.
والمِنْقَدَةُ: حُرَيْرَةٌ يُنْقَدُ عليها الجَوْزُ. والنقْدةُ: ضربةُ
الصبيِّ جَوْزةً بإِصبعه إِذا ضرب. ونقَدَ أَرنبَتَه بإِصبعه إِذا ضربها؛
قال خلف:
وأَرْنَبَةٌ لك مُحْمَرَّة،
يَكادُ يُقَطِّرُها نَقْدَة
أَي يشقُّها عن دَمها.
ونَقَدَ الطائرُ الفَخَّ يَنْقُدُه بِمِنْقاره أَي يَنْقُرُه،
والمِنْقادُ مِنْقارُه. وفي حديث أَبي ذر: كان في سَفَر فقرَّبَ أَصحابُه
السُّفْرةَ ودعَوْه إِليها، فقال: إِني صائم، فلما فَرَغُوا جعل يَنْقُدُ شيئاً
من طعامهم أَي يأْكل شيئاً يسيراً؛ وهو من نقَدْتُ الشيءَ بإِصْبَعِي
أَنقُدُه واحداً واحداً نَقْدَ الدراهِمِ. ونَقَدَ الطائرُ الحَبَّ ينقُده
إِذا كان يلْقُطُه واحداً واحداً، وهو مثل النَّقْر، ويروى بالراء؛ ومنه
حديث أَبي هريرة: وقد أَصْبَحْتُم تَهْذِرون الدنيا
(* قوله «تهذرون
الدنيا» قال ابن الاثير: وروي تهذرون يعني بضم الذال، قال: وهو أَشبه بالصواب
يعني تتوسعون في الدنيا). ونقَدَ بِإِصْبَعِه أَي نقَرَ، ونقَد الرجلُ
الشيءَ بنظره يَنْقُدُه نقْداً ونقَدَ إِليه: اختلَسَ النظر نحوه. وما زال
فلان يَنْقُدُ بصَرَه إِلى الشيء إِذا لم يزل ينظر إِليه. والإِنسانُ
يَنْقُدُ الشيءَ بعينه، وهو مخالَسةُ النظر لئلا يُفْطَنَ له. وفي حديث أَبي
الدرداء أَنه قال: إِنْ نقَدْتَ الناسَ نَقَدُوكَ وإِن تَرَكْتَهُمْ
تركوك؛ معنى نقدتهم أَي عِبْتهم واغتَبْتَهم قابلوك بمثله، وهو من قولهم
نقَدْتُ رأْسه بإِصبعي أَي ضربته ونقَدْتُ الجَوْزَةَ أَنقُدها إِذا ضربتها،
ويروى بالفاء والذال المعجمة، وهو مذكور في موضعه. ونقَدَتْه الحيَّةُ:
لدغَتْه.
والنَّقَدُ: تَقَشُّرٌ في الحافِرِ وتَأَكُّلٌ في الأَسنان، تقول منه:
نَقِدَ الحافر، بالكسر، ونَقِدَتْ أَسنانُه ونَقِدَ الضِّرْسُ والقَرْنُ
نَقَداً، فهو نَقِدٌ: ائتُكِلَ وتَكَسَّر. الأَزهري: والنقَدُ أَكل
الضِّرْس، ويكون في القَرْن أَيضاً؛ قال الهذلي:
عاضَها اللَّهُ غُلاماً، بَعْدَما
شابتِ الأَصْداغُ والضِّرْسُ نَقَد
ويروى بالكسر أَيضاً؛ وقال صخر الغيّ:
تَيْسُ تُيُوسٍ إِذا يُناطِحُها،
يَأْلَمُ قَرْناً أَرُومُه نَقَدُ
أَي أَصْلُه مُؤْتَكَلٌ، وقَرْناً منصوب على التمييز، ويروى قَرْنٌ أَي
يأْلَم قَرْنٌ منه.
ونَقِدَ الجِذْعُ نَقَداً: أَرِضَ. وانْتَقَدَتْه الأَرَضَةُ: أَكلتْه
فتَرَكَتْه أَجْوَفَ.
والنَّقَدةُ: الصغيرة من الغَنَم، الذكَرُ والأُنثى في ذلك سواء، والجمع
نَقَدٌ ونِقادٌ ونِقادةٌ؛ قال علقمة:
والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبُونَ به،
على نِقادَتهِ وافٍ ومَجْلُومُ
والنَّقَدُ: السُّفَّلُ من الناس، وقيل: النقَدُ، بالتحريك، جِنْس من
الغَنَم قِصار الأَرْجُل قِباح الوُجوه تكون بالبَحْرَيْنِ؛ يقال: هو
أَذَلُّ من النقَد؛ وأَنشد:
رُبَّ عَديمٍ أَعَزُّ مِنْ أَسَدِ،
ورُبَّ مُثْرٍ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ
وقيل: النقَد غنم صِغارٌ حِجازِيّة، والنقَّادُ: راعِيها. وفي حديث علي:
أَنّ مُكاتِباً لِبَني أَسَدٍ قال: جِئْتُ بِنَقَد أَجْلٍّ بُه إِلى
المدينة؛ النقَد: صغار الغنم، واحدتها نقَدة وجمعها نِقاد؛ ومنه حديث خزيمة:
وعاد النِّقادُ مُجْرَنْثِماً؛ وقول أَبي زبيد يصف الأَسد:
كأَنَّ أَثْوابَ نَقّادٍ قُدِرْنَ لَه،
يَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدّابَا
فسره ثعلب فقال: النقّادُ صاحِبُ مُسُوكِ النقَد كأَنه جعل عليه خَمْلَه
أَي أَنه وَرْدٌ ونصَب كَهْباء بِيَعْلُو؛ وقال الأَصمعي: أَجْوَدُ
الصُّوفِ صوفُ النقَد.
والنِّقْدُ: البَطِيءُ الشّبابِ القَلِيلُ الجْسمِ، وربما قيل للقَمِيءِ
من الصبيان الذي لا يكاد يَشِبُّ نَقَدٌ.
وأَنْقَدَ الشجرُ: أَوْرَقَ.
والأَنْقَدُ والأَنْقَذُ. بالدال والذال: القُنْفُذُ والسُّلَحْفاءُ؛
قال:
فباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً،
ويَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ
وهو معرفة كما قيل للأَسد أُسامة. ومن أَمثالهم: باتَ فُلان بِلَيْلَةِ
أَنقَدَ إِذا بات ساهِراً، ومع ذلك أَن القُنْفُذ يَسْرِي ليلَه أَجمع لا
ينامُ الليلَ كُلّه. ويقال: أَسْرى من أَنْقَدَ.
الليث: الإِنْقدانُ الــسُّلَحْفاةُ الذكَر.
والنُّقْدُ والتُّعَضُ: شجر، واحدته نُقدةٌ ونُعْضةٌ. والنُّقُدُ
والنَّقَدُ: ضربان من الشجر، واحدته نُقدةٌ، بالضم. قال اللحياني: وبعضهم يقول
نَقَدةٌ فيحرك. وقال أَبو حنيفة: النُّقْدةُ فيما ذكر أَبو عمرو من
الخوصة، ونَوْرُها يشبه البَهْرَمانَ، وهو العُصْفُر؛ وأَنشد للخضري في وصف
القطاة وفَرْخَيْها:
يَمُدّانِ أَشْداقاً إليها، كأَنما
تَفَرَّق عن نُوّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ
اللحياني: نُقْدةٌ ونُقْدٌ، وهي شجرة، وبعضهم يقول نَقدةٌ ونَقَدٌ؛ قال
الأَزهري: وأَكثر ما سمعت من العرب نَقَدٌ، محرك القاف، وله نَور أَصفر
ينبت في القيعان. والنُّقْدُ: ثمر نبت يشبه البهرمان. والنِّقْدةُ:
الكَرَوْيا. ابن الأَعرابي: التِّقْدةُ الكُزْبَرةُ. والنِّقْدةُ، بالنون:
الكَرَوْيا. ونَقْدةُ: موضع
(* قوله «ونقدة موضع» وقوله ونقدة، بالضم، اسم
موضع ظاهره أنهما موضعان والذي في معجم ياقوت نقدة، بالفتح ثم السكون ودال
مهملة وقد تضم النون، عن الدريدي اسم موضع في ديار بني عامر وقرأت بخط
ابن نباتة السعدي نقدة بضم النون في قول لبيد) ؛ قال لبيد:
فَقَدْ نَرْتَعي سَبْتاً وأَهْلُكِ حِيرةً،
مَحَلَّ المُلوكِ نَقْدلاً فالمَغاسِلا
ونُقْدَةُ، بالضم: اسم موضع؛ ويقال: النُّقْدةُ بالتعريف.
قدف: القَدْف: غَرْف الماء من الحوض أَو من شيءٍ تَصُبُّه بكفك،
عُمانيّة، والقُداف: الغُرْفة منه. وقالت العُمانية بنت جُلَنْدى حيث أَلْبَسَت
الــسُّلَحْفاةَ حليها فغاصت فأَقبلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفها وتَصبّه
على الساحل وهي تنادي: يا لقومي، نَزافِ نَزافِ لم يَبق في البحر غيرُ
قُداف أَي غير حَفْنَة. ابن دريد وذكر قصة هذه الحمقاء ثم قال: والقُداف
جَرَّةٌ من فَخّار. والقَدْف: الكَرَبُ الذي يقال له الرَّفُوج من جريد
النخل وهو أَصل العِذْق. والقَدْفُ: الصبّ. والقَدْفُ: النَّزْح. والقَدْف:
أَن يَثْبُت للكَرَب أَطراف طِوال بعد أَن تقطع عنه الجريد، أَزْدِيّةٌ.
وذو القداف: موضع؛ قال:
كأَنه بذي القدافِ سِيدُ،
وبالرِّشاء مُسْبِل وَرودُ
(* قوله «وبالرشاء» هو بالكسر والمدّ موضع فضبطه بالفتح في مادة ورد
خطأ.)
زحف: زحَف إليه يَزْحَف زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفاناً: مَشى. ويقال:
زَحَفَ الدَّبَى إذا مضى قُدُماً. والزَّحْفُ: الجماعةُ يَزْحَفُون إلى
العدُوِّ بِمَرَّة. وفي الحديث: اللهمَّ اغفر له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ
أَي فرَّ من الجهاد ولِقاء العدو في الحرب. وفي التنزيل: يا أَيها الذين
آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحْفاً؛ والجمع زُحُوفٌ، كسّروا اسم الجمع
كما قد يكسّرون الجمع، ويستعمل في الجراد؛ قال:
قد خِفْتُ أَن يَحْدُرَنا لِلمِصْرَيْنْ
زَحْفٌ من الخَيْفانِ، بعد الزَّحْفَيْنْ
أَراد بعد زَحْفَيْن، لكنه كره الزِّحاف فأَدخل الأَلف واللام لإكمال
الجزء. قال الزجاج: يقال أَزْحَفْتُ القومَ إذا ثَبَتَّ لهم، قال: فمعنى
قوله إذا لقِيتم الذين كفروا زَحْفاً أَي إذا لقِيتُموهم زاحِفينَ، وهو أَن
يَزْحَفوا إليهم قليلاً قليلاً، فلا تولوهم الأَدْبار؛ قال الأَزهري:
وأَصل الزحْفِ للصبي وهو أَن يَزْحَفَ على اسْته قبل أَن يقوم، وإذا فعل
ذلك على بطنه قيل قد حَبا، وشُبِّه بزَحْفِ الصبيان مَشْيُ الفئَتَيْن
تَلْتَقِيان للقتال، فيمشي كلّ فيه مشياً رُوَيْداً إلى الفِئةِ الأُخْرى قبل
التداني للضِّراب، وهي مَزاحِفُ أَهلِ الحرب، ورُبما اسْتَجَنَّتِ
الرَّجَّالةُ بِجُنَنِها وتزاحفت من قُعود إلى أَن يَعْرِض لها الضِّرابُ أَو
الطِّعانُ. ويقال: أَزْحَفَ لنا عَدُوُّنا إزْحافاً أَي صاروا يزحفون
إلينا زَحْفاً لِيُقاتلونا؛ وقال العجاج يصف الثور والكلاب:
وانْشَمْنَ في غُبارِه وخَذْرفا
(* قوله «وانشمن إلخ» هذا ما بالأصل، والذي في شرح القاموس:
وأدغفت شوارعاً وأدغفا * ميلين ثم أزحفت وأزحفا)
مَعاً، وشَتَّى في الغُبارِ كالشَّفا
مِثْلَيْنِ، ثم أَزْحَفَتْ وأَزْحَفا
أي أَسْرَعَ، وأَصله من خَذْرَفَ الصبيُّ. وازْدَحَف القومُ أزْدِحافاً
إذا مشى بعضُهم إلى بعض. وزَحَفَ القومُ إلى القومِ: دَلَقُوا إليهم.
والزَّحْفُ: المشْيُ قليلاً قليلاً، والصبي يَتَزَحَّفُ على الأَرض، وفي
التهذيب على بطنه: يَنْسَحِبُ قبل أَن يمشي. ومَزاحِفُ الحَيّاتِ: آثار
انْسِيابها ومَواضعُ مَدَبِّها؛ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَليّ:
شَرِبْتُ بِجَمِّه وصَدَرْتُ عنه،
وأَبْيَضُ صارِمٌ ذكَرٌ إباطِي
كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيّاتِ فيه،
قُبَيْلَ الصُّبْحِ، آثارُ السِّياطِ
وهذا البيت ذكره الجوهري:
كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيّاتِ فيها
والصواب فيه كما ذكرناه. ومن الحَيّاتِ الزَّحّافُ، وهو الذي يَمْشي على
أَثْنائِه كما تَمْشِي الأَفْعى. ومَزاحِفُ السَّحابِ: حيثُ وَقَعَ
قَطْرُه وزَحَفَ إليه؛ قال أَبو وجْزةَ:
أَخْلى بلِينةَ والرَّنْقاء مَرْتَعَه،
يَقْرُو مَزاحِفَ جَوْنٍ ساقِطِ الرَّبَبِ
أَراد ساقِطَ الرَّبابِ فقصره وقال الرَّبَب.
والقوم يَتزاحَفُون ويَزْدَحِفون إذا تدانوا في الحرب. ابن سيده: ونارُ
الزَّحْفَتَيْنِ نارُ العَرْفَجِ، وذلك أَنها سريعة الأَخْذِ فيه لأَنه
ضِرامٌ، فإذا التهبت زَحَفَ عنها مُصْطَلُوها أُخُراً ثم لا تَلْبَثُ أَن
تَخْبُوَ فيزحفون إليها راجعينَ. قال الجوهري: ونارُ الزَّحْفَتَيْن نارُ
الشِّيحِ والأَلاء لأَنه يُسْرِعُ الاشْتِعالُ فيهما فَيُزْحَفُ عنها.
قال ابن بري: المعروف أَنه نارُ العَرْفَجِ ولذلك يُدْعى أَبا سَريع
لسُرعْةِ النارِ فيه، وتسمى نارُه نارَ الزحفتين لأَنه يُسْرِعُ الالتهاب
فَيُزْحَفُ عنه ثم لا يَلْبَثُ أَن يَخْبو فيُزْحف إليه؛ وأَنشد أَبو
العميثل:وسَوْداء المعاصِمِ، لم يُغادِرْ
لها كَفَلاً صِلاءُ الزَّحْفَتَيْنِ
وقيل لامرأَة من العرب: ما لَنا نَراكُنَّ رُسْحاً؟ فقالت: أَرْسَحَتْنا
نارُ الزحْفَتَيْنِ.
وزَحَفَ في المشي يَزْحَفُ زَحْفاً وزَحَفاناً: أَعْيا. قال أَبو زيد:
زَحَفَ المُعْيي يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً، وزَحَفَ البعير يَزْحَفُ
زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفاناً وأَزْحَف: أَعْيا فجَرَّ فِرْسِنَه، وفي
التهذيب: أَعيا فقام على صاحبه، فهو مُزْحِفٌ؛ قال ابن بري: شاهده قول بشر بن
أَبي خازم:
قال ابنُ أُمِّ إياسٍ: ارْحَلْ ناقَتي،
عَمْروٌ، فَتَبْلُغُ حاجَتي أَو تُزْحِفُ
وبعير زاحِفٌ من إبل زَواحِفَ، الواحدة زاحِفةٌ؛ قال الفرزدق:
مُسْتَقْبِلِينَ شَمالَ الشامِ تَضْرِبُنا
بِحاصِبٍ كَنَديفِ القُطْنِ مَنْثُورِ
على عَمائمنا تُلْقى، وأَرحُلُنا
على زَواحِفَ، نُزْجِيها، مَحاسيرِ
وناقة زَحُوفٌ من إبل زُحُفٍ، ومِزْحافٌ من إبل مَزاحِيفَ ومَزاحِفَ،
وإذا كان ذلك من عادته فهو مزْحافٌ؛ قال أَبو زبيد وذكر حَفْرَ قَبْرِ
عثمان، رضي اللّه عنه، وكانوا قد حَفَروا له في الحَرَّة فشبه المَساحِيَ
التي تُضرب بها الأَرض بطير عائفةٍ على إبل سُود مَعايا قد اسودّتْ من
العَرَق بها دَبَرٌ وشَبَّه سَوادَ الحرَّة بالإبل السود:
حتى كأَنَّ مَساحِي القومِ، فَوْقَهُمُ،
طيرٌ تَحُومُ على جُونٍ مَزاحِيفِ
قال ابن سيده: شبَّه المساحِيَ التي حفروا بها القبر بطير تقع على إبل
مزاحِيفَ وتطير عنها بارتفاع المساحي وانخفاضها؛ قال ابن بري: الذي في
شعره:
كأَنهنّ، بأَيْدي القومِ في كَبَدٍ،
طَيْرٌ تَعِيفُ على جُون مَزاحِيفِ
وقد أَزْحَفَها طُولُ السفر: أَكَلَّها فأَعْياها، ويَزْدَحِفُون في
معنى يَتَزاحَفُون، وكذلك يتزحَّفُون. وزَحَفْتُ في المشي وأَزْحَفْتُ إذا
أَعْيَيْتَ. وأَزْحَفَ الرجلُ: أَعْيَتْ دابَّتُه وإبله، وكلُّ مُعْيٍ لا
حِراكَ به زاحِفٌ ومُزْحِفٌ، مَهْزولاً كان أَو سميناً. وفي الحديث: أَن
راحلته أَزْحفت أَي أَعْيَتْ ووقفتْ؛ وقال الخطابي: صوابه أُزْحِفَتْ
عليه، غير مُسَمَّى الفاعل، يقال: زَحَفَ البعيرُ إذا قامَ من الإعياء،
وأَزْحَفَه السفَرُ. وزَحَفَ الرجلُ إذا انْسَحَبَ على اسْتِه؛ ومنه الحديث:
يَزْحَفُون على أَسْتاهِهم؛ وأَما قول الشاعر يَصِفُ سحاباً:
إذا حَرَّكَتْه الرِّيحُ كي تَسْتَخِفَّه،
تَزاجَرَ مِلْحاحٌ إلى الأَرضِ مُزحِفُ
فإنه جعله بمنزلة المُعْيي من الإبل لبُطْء حركته، وذلك لما احتمله من
كثرة الماء. أَبو سعيد الضَّريرُ: الزاحف والزاحِكُ المُّعْيي، يقال للذكر
والأُنثى، والجمع الزَّواحِفُ والزواحِكُّ. وأَزْحَفَ الرجلُ إزْحافاً:
بلف غايةَ ما يريد ويطلب. والزَّحُوفُ من النوق: التي تَجُرُّ رجليها إذا
مشت، ومزحافٌ. والزَّاحِفُ: السهم يَقَعُ دون الغَرَضِ ثم يَزْحَفُ
إليه؛ وتَزَحَّفَ إليه أَي تمَشَّى.
والزِّحافُ في الشِّعْر: معروفٌ، سمي بذلك لثِقَله تُخَصُّ به الأَسْباب
دون الأَوتاد إلا القَطْعَ فإنه يكون في أَوتادِ الأَعاريض والضُّرُوبِ،
وهو سَقَطَ ما بين الحرفين حرف فَزَحَفَ أَحدهما إلى الآخر
(* قوله «الا
القطع فانه يكون إلى قوله فزحف أحدهما إلى الآخر» هكذا في الأصل.).
وقد سَمَّتْ زَحَّافاً ومُزاحفاً وزاحفاً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
سأَجْزِيكَ خُذلاناً بِتَقْطِيعيَ الصوَى
إليك، وخُفّا زاحِفٍ تَقْطر الدّما
(* قوله «وخفا زاحف تقطر إلخ» كذا بالأصل.)
فسره فقال: زاحفٌ اسم بعير. وقال ثعلب: هو نعت لجمَل زاحف أَي مُعْيٍ،
وليس باسم علم لجمَلٍ مّا.
غرف: غَرَفَ الماءَ والمَرَقَ ونحوهما يَغْرُفُه غَرْفاً واغْتَرَفَه
واغْتَرَفَ منه، وفي الصحاح: غَرَفتُ الماء بيدي غَرْفاً. والغَرْفةُ
والغُرفة: ما غُرِف، وقيل: الغَرْفة المرَّة الواحدة، والغُرفة ما اغْتُرِف.
وفي التنزيل العزيز: إلا مَن اغْترَفَ غرْفة، وغُرْفة؛ أَبو العباس:
غُرْفة قراءة عثمان ومعناه الماء الذي يُغْترَفُ نفسه، وهو الاسم، والغَرْفة
المرَّة من المصدر. ويقال: الغُرفة، بالضم، مِلء اليد. قال: وقال الكسائي
لو كان موضعُ اغْترَف غَرَف اخترت الفتح لأَنه يخرُج على فَعْلة، ولما
كان اغترف لم يخرج على فَعْلة. وروي عن يونس أَنه قال: غَرْفة وغُرْفة
عربيتان، غَرَفْت غَرفة، وفي القدْر غُرْفة، وحَسَوْتُ حَسْوةً، وفي الإناء
حُسْوة. الجوهري: الغُرفة، بالضم، اسم المفعول منه لأَنك ما لم تَغْرِفه
لا تسميه غُرفة، والجمع غِراف مثل نُطْفة ونِطاف. والغُرافة: كالغُرْفة،
والجمع غِرافٌ. وزعموا أَن ابْنةَ الجُلَنْدَى وضَعَتْ قِلادتها على
سُلَحْفاة فانْسابت في البحر قالت: يا قوم، نَزافِ نزاف لم يبق في البحر غير
غِراف.
والغِرافُ أَيضاً: مِكيال ضَخْم مثْل الجِراف، وهو القَنْقَل.
والمِغْرفةُ: ما غُرِفَ به، وبئر غَروف: يُغْرَف ماؤها باليد. ودلو
غَرِيفٌ وغريفة: كثيرة الأَخذ من الماء. وقال الليث: الغَرْف غَرْفُك الماء
باليد أَو بالمِغْرفة، قال: وغَرْبٌ غَرُوفٌ كثير الأَخذ للماء. قال:
ومَزادةٌ غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ، فالغَرْفيَّة رَقيقةٌ من جُلود يُؤتى بها
من البحرين، وغَرَفية دُبغت بالغَرَف. وسقاء غَرْفَى أَي مَدْبوغ
بالغَرف. ونهر غَرَّافٌ: كثير الماء. وغيث غرَّاف: غزير؛ قال:
لا تَسْقِه صَيِّبَ غَرَّافٍ جُؤَرْ
ويروى عزَّاف، وقد تقدم.
وغَرَفَ الناصِيةَ يَغْرِفُها غَرْفاً: جزَّها وحلَقها. وغَرَفْتُ
ناصيةَ الفَرس: قطعتُها وجَزَزْتُها، وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلى اللّه
عليه وسلم، نهى عن الغارفة، قال الأَزهري: هو أَن تُسَوِّي ناصيتها
مَقْطُوعة على وسَط جَبينِها. ابن الأعرابي: غَرَف شعره إذا جَزَّه، وملَطه إذا
حلَقه. وغَرَفْتُ العَوْدَ: جَزَزْته والغُرْفةُ: الخُصلةُ من الشعر؛
ومنه قول قيس: تَكادُ تَنْغَرِفُ أَي تنقطع.
قال الأَزهري: والغارفةُ في الحديث اسم من الغَرْفة جاء على فاعلة
كقولهم سمعت راغِيةَ الإبل، وكقول اللّه تعالى: لا تَسْمَع فيها لاغِيةً، أَي
لَغْواً، ومعنى الغارفةِ غَرْفُ الناصيةِ مُطَرَّزَةً على الجبين:
والغارفة في غير هذا: الناقة السريعة السير، سميت غارفة لأَنها ذات قَطْع؛ وقال
الخطابي: يريد بالغارفة التي تَجُزُّ ناصيتها عند المُصِيبة. وغرَف
شعَره إذا جَزَّه، ومعنى الغارفة فاعلة بمعنى مَفْعولة كعيشة راضية. وناقة
غارفة: سريعة السير. وإبلٌ غَوارِفُ وخيل مَغارِف: كـأَنها تَغْرِفُ
الجَرْيَ غَرْفاً، وفرس مِغْرَفٌ؛ قال مزاحم:
بأَيدي اللَّهامِيم الطِّوالِ المغارِف
ابن دريد
(* قوله «ابن دريد» بهامش الأصل: صوابه أَبو زيد.): فرس
غَرَّافٌ رَغيبُ
(* قوله « رغيب» هو في الأصل بالغين المعجمة وفي القاموس
بالحاء المهلة.) الشَّحْوةِ كثير الأَخذ بقوائمه من الأَرض.
وغَرَفَ الشيءَ يَغْرِفُه غَرْفاً فانغرَفَ: قَطَعَه فانْقَطَعَ. ابن
الأَعرابي: الغَرْفُ التَّثَني والانقصافُ؛ قال قيس بن الخَطِيم:
تَنامُ عن كِبْر شأْنِها، فإذا
قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ
قال يعقوب: معناه تتثَنَّى، وقيل: معناه تَنْقصِف من دِقَّة خَصْرها.
وانْغَرَف العظم: انكسر، وقيل: انغرف العُود انْفَرَضَ إذا كُسِر ولم
يُنْعم كَسْرُه. وانْغَرَفَ إذا مات.
والغُرْفة: العِلِّيّةُ، والجمع غُرُفات وغُرَفات وغُرْفات وغُرَف.
والغُرفة: السماء السابعة؛ قال لبيد:
سَوَّى فأَغلَقَ دونَ غُرْفةِ عَرْشِهِ،
سَبْعاً طباقاً، وفوق فَرْع المَنْقَلِ
كذا ذكر في الصحاح، وفي المحكم: فوق فرع المَعْقِل؛ قال: ويروى
المَنْقل، وهو ظهر الجبل؛ قال ابن بري: الذي في شعره: دون عِزَّة عَرشه.
والمَنْقلُ: الطريق في الجبل. والغُرْفةُ: حَبْل معْقود بأُنْشوطةٍ يُلقَى في
عُنُق البعير. وغَرَف البعيرَ يَغرِفُه ويغْرُفه غَرْفاً: أَلقى في رأْسه
الغُرفة، يمانية. والغَرِيفةُ: النعْلُ بلغة بني أَسَد، قال شمر: وطيِّء
تقول ذلك، وقال اللحياني: الغَرِيفةُ النعْلُ الخَلَقُ. والغريفة: جِلْدةٌ
مُعَرَّضةٌ فارغة نحو من الشِّبْر من أَدَم مُرَتَّبة في أَسفَلِ قِراب
السيف تَتَذَبْذَب وتكون مُفَرَّضة مُزَيَّنة؛ قال الطرماح وذكر مِشْفرَ
البعير:
تُمِرُّ على الوِراكِ، إذا المَطايا
تَقايَسَتِ النِّجادَ من الوَجينِ
خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِب النَّواحي،
كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذي غُضُونِ
(* قوله «ذي غضون» كذا بالأصل، قال الصاغاني: الرواية ذا.)
وخَريع مَنصوب بتمرّ أَي تمرّ على الوِراكِ مِشْفراً خَريع النَّعْو؛
والنَّعْوُ شَقُّ المِشفر وجعله خَلَقاً لنعُومته. وقال اللحياني: الغَريفة
في هذا البيت النعْل الخلق، قال: ويقال لنعل السيف إذا كان من أَدَم
غَريفة أَيضاً. والغَريفةُ والغَريفُ: الشجر المُلْتَفُّ، وقيل: الأَجَمَةُ
من البَرْدِيِّ والحَلْفاء والقَصَبِ؛ قال أَبو حنيفة: وقد يكون من
السَّلَمِ والضَّالِ؛ قال أَبو كبير:
يأْوي إلى عُظْمِ الغَريف، ونَبْلُه
كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر
وقيل: هو الماء الذي في الأَجَمة؛ قال الأَعشى:
كبَرْدِيّة الغِيلِ، وَسْطُ الغَريـ
ـف، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا
السَّريرُ: ساق البَرْديّ. قال الأَزهري: أَما ما قال الليث في الغريف
إنه ماء الأَجَمةِ فهو باطل. والغَريفُ: الأَجمة نفْسُها بما فيها من
شجرها. والغَريف: الجماعةُ من الشجر المُلْتفّ من أَي شجر كان؛ قال
الأَعشى:كبردية الغِيل، وسط الغريـ
ـف، ساقَ الرِّصافُ إليه غَديرا
أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري: عجز بيت الأَعشى لصدر آخر غير هذا وتقرير
البيتين:
كبردية الغيل، وسط الغريف،
إذا خالط الماء منها السُّرورا
والبيت الآخر بعد هذا البيت ببيتين وهو:
أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقا
دِ، ساقَ الرِّصافُ إليه غديرا
والغَرْفُ والغَرَفُ: شجر يدبغ به، فإذا يبس فهو الثُّمام، وقيل:
الغَرَف من عِضاه القياس وهو أَرَقُّها، وقيل: هو الثمام ما دام أَخضر، وقيل:
هو الثمام عامّة؛ قال الهذلي:
أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لا أَنِيسَ به
غَيرُ الذِّئابِ، ومَرّ الرِّيح بالغَرَف
سقامٌ: اسم واد، ويروى غير السباع؛ وأَنشد ابن بري لجرير:
يا حَبّذا الخَرْجُ بين الدَّامِ والأُدَمى،
فالرِّمْثُ من بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ
الأَزهري: الغَرْف، ساكن الراء، شجرةٌ يدبغ بها؛ قال أَبو عبيد: هو
الغَرْفُ والغلف، وأَمّا الغَرَفُ فهو جنس من الثُّمام لا يُدبغ به.
والثُّمام أَنواع: منه الغَرَف وهو شَبيه بالأَسَل وتُتّخذ منه المَكانس ويظلّل
به المزادُ فيُبَرِّد الماء؛ وقال عمرو ابن لَجإٍ في الغَرْف:
تَهْمِزهُ الكَفُّ على انْطِوائها،
هَمْز شَعِيب الغَرفِ من عَزْلائها
يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف. وقال الباهِليُّ في قول عمرو بن لجإ:
الغَرْف جلود ليست بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر، وهو أَن يؤخذ لها هُدْب الأَرْطى
فيوضع في مِنْحاز ويُدَقّ، ثم يُطرح عليه التمر فتخرج له رائحة خَمْرة،
ثم يغرف لكل جلد مقدار ثم يدبغ به، فذلك الذي يُغرف يقال له الغَرْف،
وكلُّ مِقدار جلد من ذلك النقيع فهو الغَرْف، واحده وجميعه سواء، وأَهل
الطائف يسمونه النَّفْس. وقال ابن الأَعرابي: يقال أَعْطِني نَفْساً أَو
نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يكون ذلك قدر كف من الغَرْفة
وغيره من لِحاء الشجر. قال أَبو منصور: والغَرْف الذي يُدْبغ به الجلود
معروف من شجر البادية، قال: وقد رأَيته، قال: والذي عندي أَن الجلود
الغَرْفية منسوبة إلى الغَرْف الشَّجر لا إلى ما يُغْرف باليد. قال ابن
الأَعرابي: والغَرَف الثُّمام بعينه لا يُدبغ به؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله
ابن الأعرابي صحيح. قال أَبو حنيفة: إذا جف الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ
رائحته برائحة الكافور. وقال مرة: الغَرْف، ساكنة الراء، ما دُبغ بغير
القَرَظ، وقال أَيضاً: الغرْف، ساكنة الراء ضروب تُجمع، فإذا دبغ بها الجلد
سمي غَرْفاً. وقال الأَصمعي: الغرْف، بإسكان الراء، جلود يؤتى بها من
البحرين. وقال أَبو خَيْرة: الغَرْفية يمانية وبَحْرانية، قال: والغَرَفية،
متحركة الراء، منسوبة إلى الغَرَف. ومزادة غَرْفية: مدبوغة بالغَرْف؛ قال
ذو الرمة:
وَفْراء غَرْفيةٍ أَثْأَى خَوارِزُها
مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ
يعني مزادة دبغت بالغَرْف؛ ومُشَلشَل: من نعت السَّرَب في قوله:
ما بالُ عينك منها الماء يَنْسَكبُ،
كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ؟
قال ابن دريد: السرَبُ الماء يُصَبُّ في السِّقاء ليدبغ فتغْلُظ سُيوره؛
وأَنشد بيت ذي الرمة وقال: من روى سرب، بالكسر، فقد أَخطأَ وربما جاء
الغرف بالتحريك؛ وأَنشد:
ومَرِّ الرّيح بالغَرَف
قال ابن بري: قال علي بن حمزة قال ابن الأَعرابي: الغَرْف ضروب تجمع،
فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً. أَبو حنيفة: والغَرَف شجر تُعمل منه
القِسِيّ ولا يدبُغ به أَحد. وقال القزاز: يجوز أَن يدبغ بورقه وإن كانت
القِسِيُّ تُعمل من عيدانه. وحكى أَبو محمد عن الأَصمعي: أَن الغرْف يدبغ
بورقه ولا يدبغ بعيدانه؛ وعليه قوله: وفْراء غَرْفية؛ وقيل: الغرفية ههنا
المَلأَى، وقيل: هي المدبوغة بالتمر والأَرْطى والملحِ، وقال أَبو حنيفة:
مزادة غرَفية وقرْبة غرفية؛ أَنشد الأَصمعي:
كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيّاتِ الوُسُعْ
نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتِ هُمُعْ
وغَرَفْت الجلد: دَبَغْته بالغرف. وغَرِفَت الإبل، بالكسر، تَغْرَفُ
غَرَفاً: اشتكت من أَكل الغَرَف. التهذيب: وأَما الغَريف فإنه الموضع الذي
تكثر فيه الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وهي القصب والغَضا وسائر الشجر؛
ومنه قول امرئ القيس:
ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها
بغَضَا الغَرِيفِ، فأَجْمَعَتْ تَغْلي
وأَما الغِرْيَفُ فهي شجرة أُخرى بعينها.
والغِرْيَفُ، بكسر الغين وتسكين الراء: ضرب من الشجر، وقيل: من نبات
الجبل؛ قال أُحَيْحة بن الجُلاحِ في صفة نخل:
إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها،
زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ
مَعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره،
بِحافَتَيْهِ، الشُّوعُ والغِرْيَفُ
قال أَبو حنيفة: قال أَبو نصر الغِرْيَفُ شجر خَوّار مثل الغَرَبِ، قال:
وزعم غيره أَن الغِرْيف البرْدِيّ؛ وأَنشد أَبو حنيفة لحاتم:
رواء يَسِيل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ،
يَمِيلُ به غِيلٌ بأَدْناه غِرْيَفُ
والغِرْيَفُ: رمل لبني سعد. وغُرَيْفٌ وغَرّافٌ: اسمان. والغَرَّافُ:
فرس خُزَزَ بن لُوذان.
ضهر: الضَّهْرُ: الــسُّلَحْفاةُ؛ رواه علي بن حمزة عن عبد السلام بن
عبدالله الحَرْبي. والضَّهْرُ: مُدْهُنٌ في الصَّفا يكون فيه الماء؛ وقيل:
الضَّهْرُ خِلْقَةٌ في الجبل من صَخْرَة تُخالف جِبِلَّتهُ؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:
رُبَّ عُصْمٍ رَأَيْتُ في وَسْطِ ضَهْرٍ
والضَّهْر: البُقْعَة من الجبل يخالف لونُها سائِرَ لونه، قال: ومثل
الضَّهْرِ الوَعْثَةُ، وقيل: الضَّهْرُ أَعلى الجبل، وهو الضَّاهِرُ؛
قال:حَنْظَلَةٌ فَوقَ صَفاً ضاهِرِ،
ما أَشْبَهَ الضَّاهِرَ بالنَّاضِرِ
النَّاضِر: الطُّحْلُبُ. والحَنْظَلَةُ: الماء في الصخرة. والضَّاهِرُ
أَيضاً: الوادي.