أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَنْ يَبِيدَا ... وَأَمْسَى حَبْلُهَا خَلَقًا جَدِــيدًا
أَيْ مَقْطُوعًا، وَمِنْهُ قِيلٌ مِلْحَفَةٌ جَدِــيدٌ بِلَا هَاءٍ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، وَثِيَابٌ (جُدُــدٌ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ سَرِيرٍ وَسُرُرٍ. وَ (تَــجَدَّــدَ) الشَّيْءُ صَارَ جَدِــيدًا وَ (أَــجَدَّــهُ) وَ (جَدَّــدَهُ) وَ (اسْتَــجَدَّــهُ) أَيْ صَيَّرَهُ جَدِــيدًا وَ (الْــجَدِــيدَانِ) اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَكَذَا (الْأَــجَدَّــانِ) . وَ (جَدَّ) النَّخْلَ أَيْ صَرَمَهُ وَبَابُهُ رَدَّ وَ (أَــجَدَّ) النَّخْلُ حَانَ لَهُ أَنْ يُــجَدَّ وَهَذَا زَمَنُ (الْــجَدَــادِ) وَ (الْــجِدَــادِ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا.
رجل مــجدود وجد: ذو جد، وهو أجد من فلان، ويقال: أغطي فلان جداً، فلو بال لــجد ببوله أي لكان الــجد في بوله أيضاً. وجد في عيني: عظم. وسلك الــجدد. وقد أجددت فسر، ومشى على الجادة، وامشوا على الجواد. وجد في الأمر وأجد، وأجد المسير. وأجاد أنت أم هازل؟ وأجدك تفعل كذا. وأرض جداء: لا ماء بها. وشاة جداء وجدود: لا لبن بها. وعلى ظهره جدة، وفي السماء جدة، وهي الطريقة. ولا أفعل ماكر الــجديدان والأجدّــان. وهذا زمن الــجداد والحداد، وأجد النخل. وملحفة جديد، وأجد ثوباً واستــجده بمعنى.
جدد
جَدَّ(n. ac. جِدَّــة)
a. Was new.
b.(n. ac. جِدّ) [Fī], Was in earnest about, exerted himself over.
c.(n. ac. جَدّ), Was serious, grave, important (matter).
d. Was wealthy, rich; was respected, honoured.
e.(n. ac. جَدّ), Cut, lopped; pruned.
جَدَّــدَa. Renewed; renovated, repaired, restored.
b. Repeated, reiterated.
c. Returned to the attack.
d. see I (b)
جَاْدَدَ
a. [acc. & Fī], Sued for, brought an action against.
أَــجْدَــدَa. see I (b)
& II (a).
تَــجَدَّــدَa. Was renewed, renovated, restored, repaired.
إِسْتَــجْدَــدَa. Renewed.
b. Began afresh.
جَدّa. Earnestness.
b. Good fortune; riches.
c. Glory, honour.
d. (pl.
جُدُــوْد
أَــجْدَــاْد
38), Grandfather; forefather, ancestor.
جَدَّــةa. Grandmother; ancestress.
جِدّa. Earnestness; determination; assiduity
diligence.
b. Exertion, effort.
جُدَّــة
(pl.
جُدَــد)
a. Bank, edge (river).
b. Stretch, strip, tract (land); track, way.
c. Jedda (city).
جَدَــدa. Hard, level ground.
جَاْدِدَة
(pl.
جَوَاْدِدُ)
a. High-road, highway.
جَدِــيْد
(pl.
جُدُــد)
a. New, fresh.
b. Recent; modern.
جِدًــا
a. Seriously, earnestly; extremely, exceedingly.
: أي انَكَمَشَ وأَسرَع يقال: جَدَّ في السَّيْر والأمرِ، يَــجُدُّ بضَمِّ الجِيمِ وكَسرِها، وأجدَّ فيه أَيضاً، وَــجَدَّ به الأمرُ والسَّيرُ بمعناه، وهو على جِدَّ أَمرٍ:
: أي على عَجلَته.
- في الحديث: "لا يُضَحَّى بــجَدَّــاء".
الــجَدَّــاءُ: ما لا لَبَن لها من كُلِّ حَلُوبة، من آفةٍ أَيبَسَت ضَرعَها.
وَــجدَّــت النَّاقة تَــجَدُّ جَدَــدًا، إذا يَبِستَ أَخلافُها من عَنَتٍ أَصابَها. فهي جَدَّــاءُ والجَمعُ الــجُدُّ، والــجدَّــاءُ أَيضا: الصَّغِيرة الثَّديَيْن في النِّساء.
- ومنه حَدِيثُ عَليٍّ، رضي الله عنه، في صِفَة المَرأةِ: "إنَّها جَدَّــاء". قال اليَزِيديُّ: هي القَصِيرة الثّدْيَيْن، والــجَدَّــاء أَيضا: المَفازَةُ اليَابِسَة وكذا السَّنَةَ الــجَدَّــاء.
- في حَدِيثِ أَبِي سُفْيانَ: "جُدَّ ثَدْيَا أُمِّك".
: أي قُطِعا، دُعاءٌ عليه. والــجَدُّ: القَطْع، والــجَدِــيدُ: المَقْطُوع.
- في حديثِ رُؤْيَا عَبدِ اللهِ بن سَلَام: "وإذا جَوادُّ مَنْهج عن يَمِينيِ"
الجَوادُّ: الطُّرُقُ، والمَنْهجُ: الوَاضِح، وجَادَّة الطَّرِيق: سَواؤُه وَوَسَطُه، وقيل: الجَادَّةُ: الطرَّيق الأَعْظَمُ الذي يَجمَع الطُّرقَ ولا بُدَّ من المُرورِ عليه.
- في الحديث: " [ما] على جَدِــيد الأَرضِ".
: أي ما على وَجْهِها.
- في الحديث: "لا يَأْخذَنَّ أَحدُكم مَتاعَ أَخِيه لاعباً جادًّا".
: لا يَأَخذُه على سَبيلِ الهَزْل ثم يَحبِسُه فيَصيرُ ذلك جِدًّــا.
- في قِصّة حُنَيْن: "كَإمرارِ الحَدِيد على الطَّسْت الــجَدِــيدِ". الــجَدِــيد يُوصَف به المُؤنَّث بلا عَلَامَة، وعند الكوفيين بِمَعْنى مَفعُول كقَتِيل وعَقِير، وعند البَصْرِيِّين بمعنى فَاعِل كعَزِيز وذَلِيلِ، ولَكِنَّه قيل في المُؤَنَّث بغَيْرها، كقَولِه تَعالَى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} .
[الَّذين قَالَ أَبُو عبيد: يذهب ابْن عَبَّاس إِلَى أَن الْــجد إِنَّمَا هُوَ الغِنى وَلم يكن يرى أَن أَبَا الْأَب جد إِنَّمَا هُوَ عِنْده أَب وَيُقَال مِنْهُ للرجل إِذا كَانَ لَهُ جد فِي الشَّيْء: رجل مــجدود وَرجل محظوظ - من الْحَظ - قالهما أَبُو عَمْرو. و [قد -] زعم بعض النَّاس أَنه إِنَّمَا هُوَ: وَلَا ينفع ذَا الــجِد مِنْك الــجِد - بِكَسْر الْجِيم والــجِد إِنَّمَا هُوَ الِاجْتِهَاد بِالْعَمَلِ وَهَذَا التَّأْوِيل خلاف مَا دَعَا اللَّه [عز وَجل -] إِلَيْهِ الْمُؤمنِينَ ووصفهم بِهِ لِأَنَّهُ قَالَ فِي كِتَابه: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوْا مِنَ الطَّيَّبَاتِ وَاعْمَلُوْا صَالِحا} فقد أَمرهم بالــجِد وَالْعَمَل الصَّالح وَقَالَ {إنَّ الَّذَيْنَ آمَنُوْا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إنَّا لَا نُضِيعُ أجْرَ مَنْ اَحْسَنَ عَمَلا} وَقَالَ {قَدْ اَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هم فِي صلَاتهم خَاشِعُوْنَ} إِلَى آخر الْآيَات وَقَالَ {جَزَاءٍ بِمَا كَانُوْا يَعْمَلُوْنَ} فِي آيَات كَثِيرَة فَكيف يحثهم على الْعَمَل وينعتهم بِهِ ويحمدهم عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُول: إِنَّه لَا يَنْفَعهُمْ.
وَالْــجَدُّ أَبُو الْأَبِ وَأَبُو الْأُمِّ وَإِنْ عَلَا.
وَالْــجَدُّ الْعَظَمَةُ وَهُوَ مَصْدَرٌ يُقَالُ مِنْهُ جَدَّ فِي عُيُونِ النَّاسِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا عَظُمَ وَالْــجَدُّ الْحَظُّ يُقَالُ جَدِــدْتُ بِالشَّيْءِ أَــجَدُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا حَظِيتَ بِهِ وَهُوَ جَدِــيدٌ عِنْدَ النَّاسِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَالْــجَدُّ الْغِنَى.
وَفِي الدُّعَاءِ «وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْــجَدِّ مِنْكَ الْــجَدُّ» أَيْ لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى عِنْدَك غِنَاهُ وَإِنَّمَا يَنْفَعُهُ الْعَمَلُ بِطَاعَتِكَ وَالْــجَدُّ فِي الْأَمْرِ الِاجْتِهَادُ وَهُوَ مَصْدَرٌ يُقَالُ مِنْهُ جَدَّ يَــجِدُّ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَالِاسْمُ الْــجِدُّ بِالْكَسْرِ وَمِنْهُ يُقَالُ فُلَانٌ مُحْسِنٌ جِدًّــا أَيْ نِهَايَةً وَمُبَالَغَةً قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ مُحْسِنٌ جِدًّــا بِالْفَتْحِ وَــجَدَّ فِي كَلَامِهِ جَدًّــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضِدُّ هَزَلَ وَالِاسْمُ مِنْهُ الْــجِدُّ بِالْكَسْرِ أَيْضًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «ثَلَاثٌ جِدُّــهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ» لِأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُطَلِّقُ أَوْ يَعْتِقُ أَوْ يُنْكِحُ ثُمَّ يَقُولُ كُنْتُ لَاعِبًا وَيَرْجِعُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَوْله تَعَالَى {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [البقرة: 231] فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «ثَلَاثٌ جِدُّــهُنَّ جِدُّ» إبْطَالًا لِأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَقْرِيرًا لِلْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ.
وَالْــجُدُّ بِالضَّمِّ الْبِئْرُ فِي مَوْضِعٍ كَثِيرِ الْكَلَأِ وَالْجَمْعُ أَــجْدَــادٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَالْجَادَّةُ وَسَطُ الطَّرِيقِ وَمُعْظَمُهُ وَالْجَمْعُ الْجَوَادُّ مِثْلُ: دَابَّةٍ
وَدَوَابَّ.
وَالْــجَدِــيدَانِ وَالْأَــجَدَّــانِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.
وَالْــجُدَّــةُ بِالضَّمِّ الطَّرِيقُ وَالْجَمْعُ الْــجُدَــدُ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.
"أجدكما" لا تقضيان كراكما
أي أبــجد منكما وهو منصوب على المصدر. وفيه: لا يضحى "بــجداء" هو ما لا لبن لها من كل حلوبة لآفة أيبست ضرعها، ونــجدد الضرع ذهب لبنه والــجداء من النساء الصغيرة الثدي. ومنه ح على: أنها "جداء" أي قصرة الثديين. وح أبي سفيان: "جد" ثديا أمك أي قطعا، دعاء عليه. وفيه: كان لا يبالي أن يصلي في المكان "الــجدد" أي المستوى من الأرض. ومنه: فوحل به فرسه في "جدد". وفيه: كان يختار الصلاة على الــجد إن قدر، الــجد والــجدة بالضم شاطئ النهر وبه سميت المدينة التي عند مكة جدة. وفيه: وإذا "جواد" منهج عن يميني، هي الطرق جمع جادة، وهي سواء الطريق ووسطه، وقيل: الطريق الأعظم الجامع للطرق. وفيه: ما على "جديد" الأرض أي وجهها. در: "الــجديد" الموت. ن: لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى "يــجده" بضم ياء، وروى: يــجدده، وهما بمعنى. ط: أجد وأجود من عمر، فيه تنازع العاملان، قوله: بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي بعد وفاته أو بعده في هذه الخلال، قوله: من حين قبض، دليل للأول. وح: يبعث على رأس كل مائة سنة من يــجدد دينها، اختلفوا فيه وكل فرقة حملوه على أمامهم، والأولى الحمل على العموم ولا يخص بالفقهاء، فإن انتفاعهم بأولي الأمر، والمحدثين، والقراء، والوعاظ، والزهاد أيضاً كثير، والمراد من انقضت المائة وهو حي عالم مشهور. ج: والحديث إشارة على جماعة من الأكابر على رأس كل مائة، ففي رأس الأولى: عمر بن عبد العزيز، ومن الفقهاء والمحدثين وغيرهم ما لا يحصى؛ وفي الثانية: المأمون والشافعي، والحسن بن زياد، وأشهب المالكي، وعلي بن موسى، ويحيى بن معين، ومعروف الكرخي؛ وعلى الثالثة: المقتدر، وأبو جعفر الطحاوي الحنفي، وأبو جعفر الإمامي، وأبو الحسن الأشعري، والنسائي؛ وعلى الرابعة: القادر بالله، وأبو حامد الإسفرائيني، وأبو بكر محمد الخوارزمي الحنفي، والمرتضى أخو الرضى الإمامي؛ وعلى رأس الخامسة: المستظهر بالله، والغزالي، والقاضي فخر الدين الحنفي وغيرهم. ش: في قسمه جده له، هو بفتح جيم العظمة، وضمير جده وقسمه لله تعالى، وضمير له للنبي صلى الله عليه وسلم.
(تَعالى جَدُّ رَبِّنا) *، أي عظمة ربنا، ويقال غناه. وفى حديث أنس رضى الله عنه: كان الرجل منا إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا، أي عظم في أعيننا. والــجدد: الأرض الصلبة. وفي المثل: " من سَلَكَ الــجَدَــدَ أَمِنَ العِثارِ ". وقد أجد القوم، إذا صاروا إلى الــجَدَــدِ. وأَــجَدَّ الطريق: صار جَدَــداً. والجادَّةُ: مُعظَمُ الطريق: والجمع جَوادُّ. والــجِدُّ: نقيض الهزلِ. تقول منه: جد في الامر يــجد بالكسر جدا. وجد فلان في عينى يــجدا جَدّــاً بالفتح: عظُم. والــجِدُّ: الاجتهاد في الأمور. تقول منه: جَدَّ في الأمر يَــجِدُّ جَدّــاً بالفتح، ويَــجُدُّ. وأَــجَدَّ في الأمر، مثله. قال الأصمعي: يقال إن فلاناً لجاد مــجد، باللغتين جميعا. وقولهم: أجد بها أمرا، أي أجد أمره بها، نصب الامر على التمييز، كقولك، قررت به عينا أي قرت عينى به. وجاده في الامر، أي حاقه. وفلان محسن جِدّــاً، ولا تقل جَدّــاً. وهو على جدا أمر، أي عجلة أمر. وقولهم: في هذا خطرٌ جِدُّ عظيمِ، أي عظيم جدّــاً. وقولهم: أَــجِدَّــكَ وأَــجَدَّــك بمعنىً. ولا يتكلم به إلا مضافاً. قال الأصمعي: معناه أَبِــجِدٍّ منك هذا. ونصبهما على طرح الباء. وقال أبو عمرو: معناه مالك أجد منك. ونصبهما على المصدر. قال ثعلب: ما أتاك في الشعر من قولك أجدك فهو بالكسر، فإذا أتاك بالواو وجدك فهو مفتوح. والــجُدُّ بالضم: البئر التي تكون في موضع كثير الكلا. قال الاعشى يفضل عامرا على علقمة: ما جعل الــجد الظنون الذى * جنب صوب اللجب الماطر - مثل الفراتي إذا ما طَما * يَقْذِفُ بالبوصيِّ والماهِرِ - وجدة: بلد على الساحل. والــجدة: الخَطَّةُ التي في ظهر الحمار تخالف لونه. والــجُدَّــةُ: الطريقة، والجمع جُدَــدٌ. قال تعالى:
(ومن الجبالِ جُدَــدٌ بيضٌ وحُمْرٌ) *، أي طرائق تخالف لون الجبل. ومنه قولهم: ركب فلان جُدَّــةً من الأمر، إذا رأى فيه رأياً. وكِساءٌ مُــجَدَّــدٌ: فيه خطوط مختلفة. والــجُدَّــادُ: الخُلقانُ من الثياب، وهو معرب " كُدادْ " بالفارسية. قال الأعشى يصف خَمَّاراً: أضاَء مِظلَّتُه بالسِرا * جِ والليل غامر جدادها - وكل شئ تعقَّد بعضه في بعض من الخيوط وأغصان الشجر فهو جُدَّــادٌ. قال الطرماح يصف ظبية: تجتنى ثامر جداده * من فرادى برم أو تؤام - ويقال: إنه صغار الشجر. والــجدجد بالضم: صرار الليل، وهو قَفَّازٌ، وفيه شبه من الجراد، والجمع الــجداجد. والــجد جد بالفتح: الارض الصلبة المستوية. وقال الشاعر :
صم السنابك لا تقى بالــجد جد وجد الشئ يــجد بالكسر جدة: صار جديداً، وهو نقيض الخَلَقِِ. وجددت الشئ أجده بالضم جدا: قطعته. وثوبٌ جديد، وهو في معنى مَــجْدُــودٍ، يراد به حين جَدَّــهُ الحائك، أي قطعه. قال الشاعر : أَبى حُبِّي سُلَيْمى أَنْ يبيدا * وأًمْسى حَبْلُها خَلَقاً جديدا - أي مقطوعاً. ومنه قيل مِلحفةٌ جديد، بلا هاء، لانها بمعنى مفعولة. وثياب جدد، مثل سرير وسرر. وتــجدد الشئ: صار جَديداً. وأَــجَدَّــهُ، واسْتَــجَدَّــهُ، وجَدَّــدَهُ، أي صيَّره جديداً. وبَهيَ بيتُ فلان فأَــجَدَّ بيتاً من شَعَر. ويقال لمن لبس الــجديد: أَبْلِ وأجد واحمد الكاسى. والــجديد: وجه الارض. وقولهم: لا أفعله ما اختلف الــجَديدانِ، وما اختلف الأَــجِدَّــانِ، يُعنى به الليلُ والنهار. وجَديدَةُ السَرجِ: ما تحت الدَّفَّتين من الرِفادة واللِبْدِ الملزق. وهما جديدتان، وهو في مولد والعرب تقول: جَدْــيَةُ السرجِ وجَدِــيَّةُ السرجِ . وجَدَّ النخل يَــجُدُّــهُ، أي صَرَمه. وأَــجَدَّ النخلُ: حان له أن يُــجَدّ. وهذا زمن الــجِدادِ والــجداد، مثل الصرام والقطاف، فكأن الفعال والفعال مطردان في كل ما كان فيه معنى وقت الفعل مشبهان في معاقبتهما بالاوان والاوان. والمصدر من ذلك كله على الفعل، مثل الــجد والصرم والقطف. وجدت أخلاف الناقة، إذا أضرَّ بها الصِرارُ وقطعها، فهي ناقة مــجدودةُ الأخلافِ. وامرأةٌ جَدَّــاءُ: صغيرة الثدي. وفلاةٌ جَدَّــاء: لا ماء بها. وتَــجَدَّــدَ الضَرْعُ: ذهب لبنُه. ابن السكيت: الــجَدودُ: النعجةُ التي قل لبنُها من غير بأس، والجمع الــجَدائِدُ، ولا يقال للعنز جَدودٌ ولكن مَصورٌ. قال: والــجَدَّــاءُ التي ذهب لبنُها من عيب. وجدود: موضع فيه ماء يسمى الكلاب، وكانت به وقعة مرتين. ويقال للكلاب الاول يوم جدود، وهو لتغلب على بكر بن وائل. قال الشاعر: أرى إبلى عافت جدود فلم تذق * بها قطرة إلا تحلة مقسم -
جَدَّ1 جَدَــدْتُ، يَــجِدّ، اجْدِــدْ/ جِدَّ، جَدًّــا، فهو جادّ
• جدَّ الشَّخْصُ: صار ذا حظ.
جدَّ2/ جدَّ بـ/ جدَّ في جَدَــدْتُ، يَــجِدّ، اجْدِــدْ/جِدَّ، جِدًّــا، فهو جادّ، والمفعول مــجدود به
• جدَّ الطَّالبُ: كان رصينًا لم يهزِلْ "تكلَّم بــجِدٍّ" ° العناية والكَدّ يجلبان الــجِدّ [مثل أجنبيّ]: يماثله القولُ العربيُّ: من المخض يبدو الزُّبد.
• جدَّ به الأمرُ: اشتدّ عليه.
• جدَّ في طلب العلم: اجتهد فيه واهتم به "جدَّ في حل المشكلة/ رعاية الأيتام- من جدّ وجد، ومن زرع حصَد [مثل] "? جدّ الــجِدُّ: جاءت لحظة الاجتهاد- حمله مَحْمَل الــجِدّ: اهتمّ به وعُني به.
• جدَّ في المشي: أسرع، عجَّل فيه "جدَّ في السير".
• جدَّ في أثره: تتبَّعه، اقتفى أثره "جدَّ في أثر الترقية".
جَدَّ3 جَدَــدْتُ، يَــجِدّ، اجْدِــدْ/جِدَّ، جِدّــةً، فهو جديد
• جدَّ الشَّيءُ:
1 - صار جديدًا "جدَّ الثَّوب بعد صَبْغه".
2 - حدث بعد أن لم يكن "جدّــت أمور لم نكن نتوقّعها- درسنا سمات الــجِدَّــة في الأدب العبّاسيّ".
أجدَّ/ أجدَّ في يُــجِدّ، أجدِــدْ/ أجِدَّ، إجدادًا، فهو مُــجِدّ، والمفعول مُــجَدٌّ (للمتعدِّي)
• أجدَّ التِّلميذُ: اجتهد، صار ذا جِدّ واجتهاد "إنّه عاملٌ مُــجدّ".
• أجدَّ الشَّيءَ: أحدثه.
• أجدَّ السَّيرَ/ أجدَّ في السَّيرِ: أسرع فيه.
• أجدَّ في الأمر: سعى واجتهد فيه، ضدّ هزَل "وما طالب الحاجات في كلّ وجهة ... من الناس إلاّ من أجدّ وشمَّرا".
استــجدَّ يستــجدّ، اسْتَــجْدِــدْ/ اسْتَــجِدَّ، استــجدادًا، فهو مُستــجِدّ، والمفعول مُستــجَدّ (للمتعدِّي)
• استــجدَّ الأمرُ: صار حديثًا "أحداث مستــجِدَّــة- مُستــجِدَّــات سياسيّة- استُــجدَّــتْ أحداثٌ لم تكن مُتوقَّعة- تتطلّب الظروف العالميّة المستــجدّــة توحُّد الصفّ العربيّ" ° جنديّ مستــجِدّ: مُلتحِق حديثًا بالخدمة العسكريّة.
• استــجدَّ الشَّيءَ: استحدثه وصيَّره جديدًا "استــجدّ قصيدةً: نظم قصيدة جديدة- مُستــجدَّــات الحياة العصريّة".
تــجدَّــدَ يتــجدَّــد، تــجدُّــدًا، فهو مُتــجدِّــد
• تــجدَّــد البيتُ وغيرُه: مُطاوع جدَّــدَ: صار جديدًا "كُلُّ شيء يتــجدَّــد في الرَّبيع".
• تــجدَّــد نشاطُه: عاد إليه ° تــجدَّــد الاضطرابُ: عاد وتكرّر.
جدَّــدَ يُــجدِّــد، تــجديدًا، فهو مُــجدِّــد، والمفعول مُــجدَّــد (للمتعدِّي)
• جدَّــد الأديبُ: (دب) جاء بالــجديد وأبدع وابتكر "جدّــد الشعراءُ المعاصرون في شكل القصيدة- حركة التــجديد في الشِّعر مستمرّة".
• جدَّــد الشَّيءَ: صيَّره جديدًا حديثًا "جدَّــد هواءَ الغرفة/ أثاث بيته- جدَّــدت الحكومةُ قطاعَ السِّكَّك الحديديّة- جدَّــد أسلوبه الروائيّ" ° جدَّــد أحزانه: أثار شجونه.
• جدَّــدوا انتخابَ الرَّئيس: أعادوه? جدّــد الشُّربَ: استأنفه- خاطبته مُــجدَّــدًا في القضيَّة: مرَّة أخرى.
• جدَّــد قواه: استردّها وأعاد حيويّته? جدّــد نشاطه/ جدّــد
شبابَه: أخذ بعض الراحة ليعود أكثر قدرة على العمل.
• جدَّــد الإجازةَ أو المعاهدةَ أو نحوَهما: مدَّد مدَّة العمل بها "جدَّــد جوازَ سفره/ عضويّته"? جدَّــد إيجارًا/ جدَّــد عقدًا: جعل مفعوله يسري ثانيةً- جدَّــد معلوماته: واظب على الاطِّلاع.
تــجدُّــد [مفرد]:
1 - مصدر تــجدَّــدَ.
2 - إعادة تكوُّن جزء من الجسم بعد إصابته أو فقده "تــجدُّــد الأنسجة العظميّة" ° تــجدُّــد الشَّباب: عودة النشاط والحيويّة.
تــجديد [مفرد]:
1 - مصدر جدَّــدَ.
2 - (دب) إتيان بما ليس مألوفًا أو شائعًا كابتكار موضوعاتِ أو أساليبَ تخرج عن النَّمط المعروف والمتَّفق عليه جماعيًّا، أو إعادة النَّظر في الموضوعات الرَّائجة، وإدخال تعديل عليها بحيث تبدو مُبْتَكَرةً لدى المتلقِّي "صار من روّاد التــجديد المسرحيّ".
3 - (سة) إعادة انتخاب أحد المسئولين، كالتــجديد لرئيس الجمهوريّة.
4 - (قن) إبدال التزام قديم بآخر جديد ° تــجديد إيجار: عقد إيجار جديد والتزام شروط الإيجار القديم.
تــجديديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تــجديد: "مدرسة/ مسرحية/ أفكار/ قيمة/ ميزة/ فنيَّة تــجديديَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تــجديد: محاولة بعث روح جديدة في شيءٍ أو عملٍ أو فنٍّ تحوّله إلى ما هو أفضل "لُمِحتْ آثار التــجديديّة في أفكاره- بدر شاكر السيّاب وصلاح عبد الصبور من روّاد التــجديديّة في إيقاع الشعر العربي".
جادّة [مفرد]: ج جادَّات وجوادّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل جَدَّ1 وجدَّ2/ جدَّ بـ/ جدَّ في.
2 - طريق مستقيم، أو طريقٌ أعظم يجمعُ الطُّرقَ "اسلك الجادّة تصلْ آمنًا [مثل]- إيّاكُمْ وَالتّعْرِيشَ عَلَى جَوادِّ الطَّريقِ [حديث] " ° خرَج عن الجادّة: أخطأ، انحرف عن الحقِّ والصواب.
جَدّ1 [مفرد]: ج أجداد (لغير المصدر) وجُدود (لغير المصدر):
1 - مصدر جَدَّ1.
2 - أبو الأب، وأبو الأمّ وإن علا، أصل السّلالة، أصل النسب "عاش على أرض الأجداد- من يزدهي بــجدوده يستأجر أمجاد الآخرين [مثل] " ° الــجَدُّ الأعلى/ الــجدود/ الأجداد: السَّلف.
جَدّ2 [مفرد]: ج جُدود:
1 - جلال وعظمة "تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّــكَ [حديث]- {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدًا}: تعبير عن الشعور باستعلاء الله سبحانه وعظمته وجلاله عن أن يتَّخذ صاحبةً أو ولدًا".
2 - مكانة ومنزلة عند الناس.
3 - حظّ "الــجَدُّ في الــجِدّ والحرمان في الكسل [مثل]: الحَظُّ في الاجتهاد" ° جَدُّــكَ لا كَدُّك: قد يجلب الحَظُّ ما لا يجلبه العملُ المتواصل.
جُدَــد [جمع]: مف جُدَّــة وجَدِــيد: علامات وخطوط ظاهرة " {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَــدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} ".
جِدّ [مفرد]:
1 - مصدر جدَّ2/ جدَّ بـ/ جدَّ في.
2 - اسم يعني بلوغ الغاية ويُعْرب حسب موقعه في الجملة.
• جِدّ عالِمٍ/ عالم جِدًّــا: بلغ الغاية في علمه "هذا خطر جِدُّ عظيم" ° جِدًّــا: إلى حدٍّ بعيد، كثيرًا، حقيقةً.
جَدَّــة [مفرد]: ج جَدَّــات، مذ جَدُّ: أمّ الأب أو أمّ الأمّ وإن عَلَت "كانت جدَّــته أحنّ عليه من أبيه".
جِدَّــة [مفرد]: ج جِدَــد (لغير المصدر):
1 - مصدر جَدَّ3.
2 - حداثة وطرافة "تميّزت أبحاثه بالــجِدَّــة".
جِدِّــيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِدّ: وقور، رصين "قضيَّة جِدِّــيَّة- الأمر جدِّــيّ" ° جِدّــيًّا: بــجِدّ- رَجُل جدِّــيّ: جاد، وجيه، خبير بالأمور ذو شخصيّة جادّة مميَّزة.
جِدِّــيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من جِدّ: رصانة، رزانة تدلُّ على الحالة النفسيَّة والبدنيَّة للإنسان "عمِل/ تكلَّم بــجدِّــيّة".
2 - اجتهاد واهتمام بالأمر "لم يُظهر جِدِّــيَّة في العمل".
جَديد [مفرد]: ج أَــجِدّــة وجُدَــد وجُدُــد: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جَدَّ3: مبتكر، مستحدث، خلاف القديم "لكلِّ جَديد بهْجة ولكلِّ قادم دهشة- {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِــيدٍ} " ° جَديد عليه: لم يعرفه مسبقًا- لا جَديد تحت الشمس: لم يــجدّ جديدٌ- مِنْ جديد: مــجدَّــدًا، مرَّة أخرى- وَجْهٌ جديد: يُرى لأوّل مرّة، ظهر حديثًا.
• العَهْد الــجديد: (دن) (في المسيحيّة) كتاب يحتوي الأناجيل الأربعة وأعمال الرُّسل والرَّسائل والرُّؤيا.
• الــجَديدان: اللَّيْلُ والنَّهارُ، لأنّهما لا يبليان.
مُتــجدِّــد [مفرد]: اسم فاعل من تــجدَّــدَ.
• الطاقة المُتــجدِّــدة: (فز) الطاقة التي تأتي من الشمس والريح والمياه، كالطاقة الشمسيّة وطاقة المدّ والكهرباء المائيّة.
مُــجَدِّــد [مفرد]: اسم فاعل من جدَّــدَ.
• مُــجدِّــد القوَّة: عامل يساعد على التَّقوية وتــجديد النَّشاط الجسمانيّ بعد المرض.
الــجَدّ: أَبُو الْأَب وَأَبُو الْأُم.
وَالْجمع: أجداد، وجُدود.
والــجَدّ: البخت والحظوة.
والــجَدّ: الْحَظ والرزق، يُقَال: فلَان ذُو جَدّ فِي كَذَا: أَي ذُو حَظّ فِيهِ، وَفِي الدُّعَاء: " وَلَا ينفع ذَا الــجَدّ مِنْك الــجَدُّ ": أَي من كَانَ لَهُ حَظّ فِي الدُّنْيَا لم يَنْفَعهُ ذَلِك مِنْك الْآخِرَة.
وَالْجمع: أجداد، وأجُدّ، وجُدُــود، عَن سِيبَوَيْهٍ.
وَرجل جُدّ: عَظِيم الــجَدّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالْجمع: جُدُّــون، وَلَا يكسّر.
وَكَذَلِكَ: جُدٌّ وجُدِّــىّ ومــجدود، وجَدِــيد، وَقد جُدّ، وَهُوَ أجَدّ مِنْك: أَي أحظ، فَإِن كَانَ هَذَا من مــجدود فَهُوَ غَرِيب؛ لِأَن التَّعَجُّب فِي مُعْتَاد الْأَمر إِنَّمَا هُوَ من الْفَاعِل لَا من الْمَفْعُول، وَإِن كَانَ من جَدِــيد، وَهُوَ حِينَئِذٍ فِي معنى مفعول، فَكَذَلِك أَيْضا.
وَأما إِن كَانَ جَدِــيد فِي معنى فَاعل فَهَذَا هُوَ الَّذِي يَلِيق بِهِ التَّعَجُّب، اعني أَن التَّعَجُّب إِنَّمَا هُوَ من الْفَاعِل فِي غَالب الْأَمر، كَمَا قُلْنَا. وجَدِــدت بِالْأَمر جَدّــا: حظيت بِهِ خيرا كَانَ أَو شرا.
والــجَدّ: العظمة، وَفِي التَّنْزِيل: (وأَنه تَعَالَى جَدُّ ربّنا) قيل: جَدّــه: عَظمته، وَقيل: غناهُ. وَفِي حَدِيث أنس: " إِنَّه كَانَ الرجل منا إِذا حفظ الْبَقَرَة وَآل عمرَان جَدّ فِينَا " أَي عظم فِي أَعيننَا.
وَخص بَعضهم بالــجَدّ: عَظمَة الله عز وَجل، وَقَول أنس هَاهُنَا: يرد هَذَا لِأَنَّهُ قد أوقعه على الرجل.
وجِدّــة النَّهر، وجُدّــته: مَا قرب مِنْهُ من الأَرْض.
وَقيل: جِدّــته وجُدَّــته، وجِدّــه، وجَدّــه: ضفته وشاطئه، الأخيرتان عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والــجُدّ، والــجُدّــة: سَاحل الْبَحْر بِمَكَّة.
وجُدّــة: اسْم مَوضِع قريب من مَكَّة، مُشْتَقّ مِنْهُ.
وجُدَّــة كل شَيْء: طَرِيقَته.
وجُدَّــته: علامته، عَن ثَعْلَب.
وجُدّ كل شَيْء: جالبه.
والــجَدّ، والــجِدّ، والــجدِــيد، والــجَدَــد، كُله: وَجه الأَرْض.
وَقيل: الــجَدَــد: الأَرْض الغليظة.
وَقيل: المستوية، وَفِي الْمثل: " من سلك الــجَدَــدَ أَمن العثار " يُرِيد: من سلك طَرِيق الْإِجْمَاع، فكنى عَنهُ بالــجَدَــد.
والــجَدَــد من الرمل: مَا اسْترق مِنْهُ وَانْحَدَرَ.
وأجَدّ الْقَوْم: علوا جديدَ الأَرْض أَو ركبُوا جَدَــد الرمل، انشد ابْن الْأَعرَابِي:
أجْدَــدْن واستوى بهِنّ السَّهْبُ ... وعارضتهنّ جَنُوبٌ نَعْبُ
النَّعب: السريعة المر، عَن غير ابْن الْأَعرَابِي.
وأجَدَّــت لَك الأَرْض: إِذا انْقَطع عَنْك الخبار ووضحت.
وجادَّة الطَّرِيق: مسلكه وَمَا وضح مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجادَّة: الطَّرِيق إِلَى المَاء.
والــجُدّ: الْبِئْر الجيّدة الْموضع من الْكلأ، مُذَكّر.
وَقيل: هِيَ الْبِئْر المُغزرة.
وَقيل: الــجُدّ: الْبِئْر القليلة المَاء، قَالَ الْأَعْشَى:
مَا يُجعل الــجُدّ الظَّنُون الَّذِي ... جُنِّب صَوْبَ اللَّجِب الماطر
وَقيل: الــجُدّ: المَاء الْقَلِيل.
وَقيل: هُوَ المَاء يكون فِي طرف الفلاة.
وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ المَاء الْقَدِيم، وَبِه فسر قَول أبي مُحَمَّد الحذلمي:
ترعى إِلَى جُدّ لَهَا مَكِينِ
وَالْجمع من ذَلِك كُله: أجداد.
ومفازة جَدّــاء: يابسة، قَالَ:
وجَدّــاء لَا يُرْجَى بهَا ذُو قرَابَة ... لعَطْف وَلَا يَخْشَى السُّمَاةَ رَبيبُها
السماة: الصيادون، وربيبها: وحشها: أَي أَنه لَا وَحش بهَا فيخشى القانص، وَقد يجوز أَن يكون بهَا وَحش لَا يخَاف القانص لبعدها وإخافتها، والتفسيران للفارسي.
وَسنة جَدّــاء: مَحْلَة.
وشَاة جَدّــاء: قَليلَة اللَّبن يابسة الضَّرع.
وَكَذَلِكَ: النَّاقة والأتان.
وَقيل: الــجَدّــاء من كل حلوبة: الذاهبة اللَّبن عَن عيب.
والــجَدُــود: القليلة اللَّبن من غير عيب.
وَالْجمع: جدائد، وجِدّــاد.
وَامْرَأَة جَدّــاء: صَغِيرَة الثدى.
وجَدّ الشَّيْء يــجُدّــه جَدّــا: قطعه.
والــجّدّــاء من الْغنم وَالْإِبِل: المقطوعة الْأذن. وحبل جَدِــيد: مَقْطُوع، قَالَ:
أبَي حُبِّى سُلَيمى أَن يَبيدا ... وأمْسَى حَبْلُها خَلَقا جَدِــيدا
ومِلْحفة جَدِــيدٌ، وجَدِــيدة: حِين جَدّــها الحائك: أَي قطعهَا.
والــجِدّــة: نقيض البِلى، يُقَال: شَيْء جَدِــيد.
وَالْجمع: أجِدّــة، وجُدُــد، وجُدَــد.
وَحكى اللحياني: أَصبَحت ثِيَابهمْ خُلْقانا، وخَلَقهم جُدُــدا فَوضع الْوَاحِد مَوضِع الْجمع، وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ: وخلقهم جَديدا فَوضع الْجمع مَوضِع الْوَاحِد.
وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى.
وَقد قَالُوا: ملحفة جَدِــيدَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهِي قَليلَة.
وَقَالَ أَبُو عَليّ: جَدّ الثَّوْب يــجِدّ: صَار جَدِــيدا، وَعَلِيهِ وَجه قَول سِيبَوَيْهٍ: ملحفة جَدِــيدَة، لَا على مَا ذكرنَا من الْمَفْعُول.
وأجَدّ ثوبا، واستــجدَّــه: لبسه جَدِــيدا، قَالَ:
وخَرْقٍ مَهَارِقَ ذِي لُهْلُهٍ ... أجَدَّ الأُوَامَ بِهِ مَظْمؤه
هُوَ من ذَلِك: أَي جَدّــد، وأصل ذَلِك كُله الْقطع. فَأَما مَا جَاءَ مِنْهُ فِي غير مَا يقبل الْقطع فعلى الْمثل بذلك؛ كَقَوْلِهِم: جَدَّــد الْوضُوء والعهد.
والأجَدّــان، والــجديدان: اللَّيْل وَالنَّهَار؛ وَذَلِكَ لانهما لَا يبليان أبدا.
وَيُقَال: لَا افْعَل ذَلِك مَا اخْتلف الأجَدّــان والــجديدان: أَي اللَّيْل وَالنَّهَار.
فَأَما قَول الْهُذلِيّ:
وَقَالَت لن ترى أبدا تَلِيداً ... بِعَيْنِك آخِرَ الدَّهْر الــجديدِ
فَإِن ابْن جني قَالَ: إِذا كَانَ الدَّهْر أبدا جَدِــيدا فَلَا آخر لَهُ، وَلكنه جَاءَ على أَنه لَو كَانَ لَهُ آخر لما رَأَيْته فِيهِ. والــجديد: مَا لَا عهد لَك بِهِ، وَلذَلِك وصف الْمَوْت بالــجديد، هذلية، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فَقلت لقلبي يَا لَكَ الخيرُ إِنَّمَا ... يدلِّيك للْمَوْت الْــجَدِــيد حِبَابُها
وَقَالَ الْأَخْفَش والمغافص الْبَاهِلِيّ: جَدِــيد الْمَوْت: أَوله.
وجَدّ النّخل يَــجُدّــه جَدّــاً، وجِدادا، وجَدَــادا، عَن اللحياني: صرمه.
وأجَدّ: حَان أَن يُــجَدّ.
والــجَدَــاد، والــجِدَــاد: أَوَان الصرام.
وَقَالَ اللحياني: جُدَــادة النّخل وَغَيره: مَا يُسْتأصل.
وَمَا عَلَيْهِ جُدَــة، وجِدّــة: أَي خرقَة.
والــجِدَّــة: قلادة فِي عنق الْكَلْب، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:
لَو كنت كَلْب قَنِيصٍ كنتَ ذَا جِدَــدٍ ... تكون إرْبتُه فِي آخِر المَرَسِ
وجَدِــيدتا السَّرج والرحل: اللبد الَّذِي يلزق بهما من الْبَاطِن.
والــجِدُّ: نقيض الْهزْل.
جَدّ يــجِدّ، ويــجُدّ جَداًّ.
وأجَدّ: حقق.
وَعَذَاب جِدّ: مُحَقّق مبالغ فِيهِ، وَفِي الْقُنُوت: " ونخشى عذابك الْــجد " وجَدّ فِي أمره يــجِدّ، ويــجُدّ جِداًّ، وأجَدَّ: حقق.
والمُجادَّة: المحاقَّة.
وجَدّ بِهِ الْأَمر: اشْتَدَّ، قَالَ أَبُو سهم:
أخالد لَا يرضى عَن العَبْد ربُّه ... إِذا جَدّ بالشيخ العُقُوق المصمِّم
وأجِدّــك لَا تفعل كَذَا، وأجَدّــك، إِذا كسر، ستحلفه بحقيقته، استحلفه ببخته. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أجِدّــك: مصدر، كَأَنَّهُ قَالَ: أجِدًّ مِنْك، وَلكنه لَا يسْتَعْمل إِلَّا مُضَافا، قَالَ: وَقَالُوا: هَذَا عَرَبِيّ جِدّــا، نَصبه على الْمصدر؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ من اسْم مَا قبله وَلَا هُوَ هُوَ.
وَقَالُوا: هَذَا الْعَالم جِدُّ العالِم، وَهَذَا عَالم جِدُّ عَالم: يُرِيد بذلك التناهي، وَأَنه قد بلغ الْغَايَة فِيمَا يصف بِهِ من الْخلال.
وصَرَّحَتْ بــجِدّ، وجِدّــان، وجَدّــاء: يُضرب هَذَا مثلا لِلْأَمْرِ إِذا بَان.
وَقَالَ اللحياني: صرحت بــجِدّــان وجِدَّــي: أَي بِــجِدّ.
والــجُدَّــاد: صغَار الشّجر، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وانشد للطرماح:
تَجتني ثامرَ جُدّــاده ... من فُرَادَى بَرَمٍ أَو تُؤامْ
والــجُدّــاد: صغَار العضاه.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: صغَار الطلح، الْوَاحِدَة من كل ذَلِك: جُدَّــادة.
والــجُدَّــاد: صَاحب الْحَانُوت الَّذِي يَبِيع الْخمر ويعالجها.
والــجُدَّــاد: الخيوط المعقدة يُقَال لَهَا: كُداد، بالنَّبطية، قَالَ الْأَعْشَى يصف خمارا:
أضاءَ مِظَلَّته بالسِّرا ... ج والليلُ غامر جُدّــادِها
وجُدّ: مَوضِع، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:
فَلَو أنَّها كَانَت لِقاحي كَثِيرَة ... لقد نَهِلت من مَاء جُدّ وعَلَّتِ
قَالَ: ويروى: " من مَاء حُدّ ". وَقد تقدم.
وجَدّــاء: مَوضِع، قَالَ أَبُو جُنْدُب الْهُذلِيّ:
بَغَيتُهمُ مَا بَين جَدّــاء والحَشَى ... وأوردتُهم ماءَ الأُثَيل وعاصما
والــجُدْجُد: الأَرْض الملساء. والــجُدْجُد: الأَرْض الغليظة.
والــجُدْجُد: دُوَيْبَّة على خلقَة الجندب، إِلَّا أَنَّهَا سويداء قَصِيرَة، وَمِنْهَا مَا يضْرب إِلَى الْبيَاض.
وَقيل: هُوَ صرار اللَّيْل.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هِيَ دويبة تعلق الإهاب فتاكله، وانشد:
تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرِّجال بفاحم ... غُدَافٍ وتصطادِين عُثًّا وجُدْجُدا
والــجُدْجُد: بثرة فِي جفن الْعين تدعى الظبظاب.
والــجُدْجُد: الْحر، قَالَ الطرماح:
حتَّى إِذا صُهْبُ الجنادب ودَّعتْ ... نَوْرَ الرّبيع ولاحَهُنَّ الــجُدْجُد
والأجْداد: أَرض لبني مرّة وَأَشْجَع وفزارة، قَالَ عُرْوَة بن الْورْد:
فَلَا وَألت تِلْكَ النفوسُ وَلَا أَتَت ... على رَوضة الأجداد وهْيَ جميعُ
جدد: الــجَدُّ، أَبو الأَب وأَبو الأُم معروف، والجمع أَــجدادٌ وجُدود.
والــجَدَّــة: أُم الأُم وأُم الأَب، وجمعها جَدّــات. والــجَدُّ: والبَخْتُ
والحَِظْوَةُ. والــجَدُّ: الحظ والرزق؛ يقال: فلان ذو جَدٍّ في كذا أَي ذو حظ؛
وفي حديث القيامة: قال، صلى الله عليه وسلم: قمت على باب الجنة فإِذا
عامّة من يدخلها الفقراء، وإِذا أَصحاب الــجدِّ محبوسون أَي ذوو الحظ والغنى
في الدنيا؛ وفي الدعاء: لا مانع لما أَعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع
ذا الــجدِّ منك الــجَدُّ أَي من كان له حظ في الدنيا لم ينفعه ذلك منه في
الآخرة، والجمع أَــجدادٌ وأَــجُدٌّ وجُدودٌ؛ عن سيبويه. وقال الجوهري: أَي
لا ينفع ذا الغنى عندك أَي لا ينفع ذا الغنى منك غناه
(* قوله «لا ينفع
ذا الغنى منك غناه» هذه العبارة ليست في الصحاح ولا حاجة لها هنا إلاّ
أنها في نسخة المؤلف) ؛ وقال أَبو عبيد: في هذا الدعاءُ الــجدّ، بفتح الجيم
لا غير، وهو الغنى والحظ؛ قال: ومنه قيل لفلان في هذا الأَمر جَدٌّ إِذا
كان مرزوقاً منه فتأَوَّل قوله: لا ينفع ذا الــجَدِّ منك الــجَدُّ أَي لا
ينفع ذا الغنى عنك غناه، إِنما ينفعه الإِيمان والعمل الصالح بطاعتك؛ قال:
وهكذا قوله: يوم لا ينفع مال ولا بنون إِلاَّ من أَتى الله بقلب سليم؛
وكقوله تعالى: وما أَموالكم ولا أَولادكم بالتي تقرِّبكم عندنا زلفى؛ قال
عبد الله محمد بن المكرم: تفسير أَبي عبيد هذا الدعاء بقوله أَي لا ينفع
ذا الغنى عنك غناه فيه جراءة في اللفظ وتسمح في العبارة، وكان في قوله أَي
لا ينفع ذا الغنى غناه كفاية في الشرح وغنية عن قوله عنك، أَو كان يقول
كما قال غيره أَي لا ينفع ذا الغنى منك غناه؛ وأَما قوله: ذا الغنى عنك
فإِن فيه تجاسراً في النطق وما أَظن أَن أَحداً في الوجود يتخيل أَن له
غنى عن الله تبارك وتعالى قط، بل أَعتقد أَن فرعون والنمروذ وغيرهما ممن
ادعى الإِلهية إِنما هو يتظاهر بذلك، وهو يتحقق في باطنه فقره واحتياجه
إِلى خالقه الذي خلقه ودبره في حال صغر سنه وطفوليته، وحمله في بطن أُمه قبل
أَن يدرك غناه أَو فقره، ولا سيما إِذا احتاج إِلى طعام أَو شراب أَو
اضطرّ إِلى اخراجهما، أَو تأَلم لأَيسر شيء يصيبه من موتِ محبوب له، بل من
موت عضو من أَعضائه، بل من عدم نوم أَو غلبة نعاس أَو غصة ريق أَو عضة
بق، مما يطرأُ أَضعاف ذلك على المخلوقين، فتبارك الله رب العالمين؛ قال
أَبو عبيد: وقد زعم بعض الناس أَنما هو ولا ينفع ذا الــجِدِّ منك الــجِدّ،
والــجدّ إِنما هو الاجتهاد في العمل؛ قال: وهذا التأْويل خلاف ما دعا إِليه
المؤمنين ووصفهم به لأَنه قال في كتابه العزيز: يا أَيها الرسل كلوا من
الطيبات واعملوا صالحاً؛ فقد أَمرهم بالــجدّ والعمل الصالح وحمدهم عليه،
فكيف يحمدهم عليه وهو لا ينفعهم؟ وفلان صاعدُ الــجَدِّ: معناه البخت والحظ في
الدنيا.
ورجل جُدّ، بضم الجيم، أَي مــجدود عظيم الــجَدّ؛ قال سيبويه: والجمع
جُدّــون ولا يُكَسَّرُ وكذلك جُدٌّ وجُدِّــيّ ومَــجْدُــودٌ وجَديدٌ. وقد جَدَّ وهو
أَــجَدُّ منك أَي أَحظ؛ قال ابن سيده: فإِن كان هذا من مــجدود فهو غريب
لأَن التعجب في معتاد الأَمر إِنما هو من الفاعل لا من المفعول، وإِن كان
من جديد وهو حينئذ في معنى مفعول فكذلك أَيضاً، وأَما إِن كان من جديد في
معنى فاعل فهذا هو الذي يليق بالتعجب، أَعني أَن التعجب إِنما هو من
الفاعل في الغالب كما قلنا. أَبو زيد: رجل جديد إِذا كان ذا حظ من الرزق،
ورجل مَــجدودٌ مثله.
ابن بُزُرْج: يقال هم يَــجِدُّــونَ بهم ويُحْظَوْن بهم أَي يصيرون ذا حظ
وغنى. وتقول: جَدِــدْتَ يا فلان أَي صرت ذا جدّ، فأَنت جَديد حظيظ ومــجدود
محظوظ.
وجَدَّ: حَظَّ. وجَدِّــي: حَظِّي؛ عن ابن السكيت. وجَدِــدْتُ بالأَمر
جَدًّــا: حظيتُ به، خيراً كان أَو شرّاً. والــجَدُّ: العَظَمَةُ. وفي التنزيل
العزيز: وإِنه تعالى جَدُّ ربنا؛ قيل: جَدُّــه عظمته، وقيل: غناه، وقال
مجاهد: جَدُّ ربنا جلالُ ربنا، وقال بعضهم: عظمة ربنا؛ وهما قريبان من
السواء. قال ابن عباس: لو علمت الجن أَن في الإِنس جَدًّــا ما قالت: تعالى
جَدُّ ربنا؛ معناه: أَن الجن لو علمت أَن أَبا الأَب في الإِنس يدعى جَدًّــا،
ما قالت الذي اخبر الله عنه في هذه السورة عنها؛ وفي حديث الدعاء: تبارك
اسمك وتعالى جَدُّــك أَي علا جلالك وعظمتك. والــجَدُّ: الحظ والسعادة
والغنى: وفي حديث أَنس: أَنه كان الرجل منا إِذا حفظ البقرة وآل عمران جَدَّ
فينا أَي عظم في أَعيننا وجلَّ قدره فينا وصار ذا جَدّ، وخص بعضهم بالــجَدّ
عظمة الله عزّ وجلّ، وقول أَنس هذا يردّ ذلك لأَنه قد أَوقعه على الرجل.
والعرب تقول: سُعِيَ بِــجَدِّ فلانٍ وعُدِيَ بــجدّــه وأُحْضِرَ بِــجدِّــه
وأُدْرِكَ بِــجَدِّــه إِذا كان جَدُّــه جَيِّداً. وجَدَّ فلان في عيني يَــجِدُّ
جَدًّــا، بالفتح: عظم.
وجِدَّــةُ النهر وجُدَّــتُه: ما قرب منه من الأَرض، وقيل: جِدَّــتُه
وجُدَّــتُه وجُدُّــه وجَدُّــه ضَفَّته وشاطئه؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي.
الأَصمعي: كنا عند جُدَّــةِ النهر، بالهاء، وأَصله نبطيٌّ أَعجمي كُدٌّ
فأُعربت؛ وقال أَبو عمرو: كنا عند أَمير فقال جَبَلَةُ بن مَخْرَمَةَ: كنا عند
جُدِّ النهر، فقلت: جُدَّــةُ النهر، فما زلت أَعرفهما فيه. والــجُدُّ
والــجُدَّــةُ: ساحل البحر بمكة.
وجُدَّــةُ: اسم موضع قريب من مكة مشتق منه.
وفي حديث ابن سيرين: كان يختار الصلاة على الــجُدَّ إِن قدر عليه؛
الــجُدُّ، بالضم: شاطئ النهر والــجُدَّــة أَيضاً وبه سمِّيت المدينة التي عند مكة
جُدَّــةَ. وجُدَّــةُ كل شيء: طريقته. وجُدَّــتُه: علامته؛ عن ثعلب.
والــجُدَّــةُ: الطريقة في السماء والجبل، وقيل: الــجُدَّــة الطريقة، والجمع جُدَــدٌ؛
وقوله عز وجل: جُدَــدٌ بيض وحمر؛ أَي طرائق تخالف لون الجبل؛ ومنه قولهم:
ركب فلان جُدَّــةً من الأَمر إِذا رأَى فيه رأْياً. قال الفراء: الــجُدَــدُ
الخِطَطُ والطُّرُق، تكون في الجبال خِطَطٌ بيض وسود وحمر كالطُّرُق،
واحدها جُدَّــةٌ؛ وأَنشد قول امرئ القيس:
كأَن سَراتَهُ وجُدَّــةَ مَتْنِه
كنائِنُ يَجْرِي، فَوقَهُنَّ، دَلِيصُ
قال: والــجُدَّــة الخُطَّةُ السوداء في متن الحمار. وفي الصحاح: الــجدة
الخطة التي في ظهر الحمار تخالف لونه. قال الزجاج: كل طريقة جُدَّــةٌ
وجادَّة. قال الأَزهري: وجادَّةُ الطريق سميت جادَّةً لأَنها خُطَّة مستقيمة
مَلْحُوبَة، وجمعها الجَوادُّ. الليث: الجادُّ يخفف ويثقل، أَمَّا التخفيف
فاشتقاقه من الجوادِ إِذا أَخرجه على فِعْلِه، والمشدَّد مخرجه من الطريق
الــجديد الواضح؛ قال أَبو منصور: قد غلط الليث في الوجهين معاً. أَما
التخفيف فما علمت أَحداً من أَئمة اللغة أَجازه ولا يجوز أَن يكون فعله من
الجواد بمعنى السخي، وأَما قوله إِذا شدِّد فهو من الأَرض الــجَدَــدِ، فهو
غير صحيح، إِنما سميت المَحَجَّة المسلوكة جادَّة لأَنها ذات جُدَّــةٍ
وجُدودٍ، وهي طُرُقاتُها وشُرُكُها المُخَطَّطَة في الأَرض، وكذلك قال
الأَصمعي؛ وقال في قول الراعي:
فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العِتاقُ، وقد بَدا
لهنَّ المَنارُ، والجوادُ اللَّوائحُ
قال: أَخطأَ الراعي حين خفف الجوادَ، وهي جمع الجادَّةِ من الطرق التي
بها جُدَــدٌ. والــجُدَّــة أَيضاً: شاطئ النهر إِذا حذفوا الهاء كسروا الجيم
فقالوا جِدٌّ، ومنه الــجُدَّــةُ ساحل البحر بحذاء مكة.
وجُدُّ كل شيء: جانبه. والــجَدُّ والــجِدُّ والــجَديدُ والــجَدَــدُ: كله وجه
الأَرض؛ وفي الحديث: ما على جديد الأَرض أَي ما على وجهها؛ وقيل:
الــجَدَــدُ الأَرض الغليظة، وقيل: الأَرض الصُّلْبة، وقيل: المستوية. وفي المثل:
من سَلَكَ الــجَدَــدَ أَمِنَ العثارَ؛ يريد من سلك طريق الإِجماع فكنى عنه
بالــجَدَــدِ. وأَــجدَّ الطريقُ إِذا صار جَدَــداً. وجديدُ الأَرض: وجهها؛ قال
الشاعر:
حتى إِذا ما خَرَّ لم يُوَسَّدِ،
إِلاَّ جَديدَ الأَرضِ، أَو ظَهْرَ اليَدِ
الأَصمعي: الــجَدْجَدُ الأَرض الغليظة.
وقال ابن شميل: الــجَدَــدُ ما استوى من الأَرض وأَصْحَرَ؛ قال: والصحراء
جَدَــدٌ والفضاء جَدَــدٌ لا وعث فيه ولا جبل ولا أَكمة، ويكون واسعاً وقليل
السعة، وهي أَــجْدادُ الأَرض؛ وفي حديث ابن عمر: كان لا يبالي أَن يصلي في
المكان الــجَدَــدِ أَي المستوي من الأَرض؛ وفي حديث أَسْرِ عُقبة بن أَبي
معيط: فَوَحِلَ به فرسُه في جَدَــدٍ من الأَرض.
ويقال: ركب فلان جُدَّــةً من الأَمر أَي طريقة ورأْياً رآه.
والــجَدْجَدُ: الأرض الملساء. والــجدجد: الأَرض الغليظة. والــجَدْجَدُ:
الأَرض الصُّلبة، بالفتح، وفي الصحاح: الأَرض الصلبة المستوية؛ وأَنشد لابن
أَحمر الباهلي:
يَجْنِي بأَوْظِفَةٍ شِدادٍ أَسْرُها،
صُمِّ السَّنابك، لا تَقِي بالــجَدْجَدِ
وأَورد الجوهري عجزه صُمُّ السنابك، بالضم؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده
صمِّ، بالكسر. والوظائف: مستدق الذراع والساق. وأَسرها: شدة خلقها.
وقوله: لا تقي بالــجدجد أَي لا تتوقاه ولا تَهَيَّبُه. وقال أَبو عمرو:
الــجَدْجَدُ الفَيْفُ الأَملس؛ وأَنشد:
كَفَيْضِ الأَتِيِّ على الــجَدْجَدِ
والــجَدَــدُ من الرمل: ما استرق منه وانحدر. وأَــجَدَّ القومُ: علوا جَديدَ
الأَرض أَو ركبوا جَدَــدَ الرمل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
أَــجْدَــدْنَ واسْتَوَى بهن السَّهْبُ،
وعارَضَتْهُنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ
النعب: السريعة المَرِّ؛ عن ابن الأَعرابي.
والجادَّة: معظم الطريق، والجمع جَوادُّ، وفي حديث عبدالله بن سلام:
وإِذا جَوادُّ منهج عن يميني، الجَوادُّ: الطُّرُقُ، واحدها جادَّة وهي سواء
الطريق، وقيل: معظمه، وقيل: وسطه، وقيل: هي الطريق الأَعظم الذي يجمع
الطُّرُقَ ولا بد من المرور عليه. ويقال للأَرض المستوية التي ليس فيها رمل
ولا اختلاف: جَدَــدٌ. قال الأَزهري: والعرب تقول هذا طريق جَدَــد إِذا كان
مستوياً لا حَدَب فيه ولا وُعُوثة.
وهذا الطريق أَــجَدّ الطريقين أَي أَوْطؤهما وأَشدهما استواء وأَقلهما
عُدَاوءَ.
وأَــجَدَّــتْ لك الأَرض إِذا انقطع عنك الخَبارُ ووضَحَتْ.
وجادَّة الطريق: مسلكه وما وضح منه؛ وقال أَبو حنيفة: الجادَّة الطريق
إِلى الماء، والــجَدُّ، بلا هاء: البئر الجَيِّدَةُ الموضع من الكلإِ،
مذكر؛ وقيل: هي البئر المغزرة؛ وقيل: الــجَدُّ القليلة الماء.
والــجُدُّ، بالضم: البئر التي تكون في موضع كثير الكلإِ؛ قال الأَعشى
يفضل عامراً على علقمة:
ما جُعِلَ الــجَدُّ الظَّنونُ، الذي
جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِرِ
مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا ما طَمَى،
يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ
وجُدَّــةُ: بلد على الساحل. والــجُدُّ: الماء القليل؛ وقيل: هو الماء يكون
في طرف الفلاة؛ وقال ثعلب: هو الماء القديم؛ وبه فسر قول أَبي محمد
الحذلمي:
تَرْعَى إِلى جُدٍّ لها مَكِينِ
والجمع من ذلك كله أَــجْدادٌ.
قال أَبو عبيد: وجاء في الحديث فأَتَيْنا على جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ؛
قيل: الــجُدجُد، بالضم: البئر الكثيرة الماء. قال أَبو عبيد: الــجُدْجُد لا
يُعرف إِنما المعروف الــجُدُّ وهي البئر الجَيِّدَةُ الموضع من الكلإِ.
اليزيدي: الــجُدْجُدُ الكثيرة الماء؛ قال أَبو منصور: وهذا مثل الكُمْكُمَة
للكُمّ والرَّفْرَف للرَّف.
ومفازة جدّــاءُ: يابسة، قال:
وجَدَّــاءَ لا يُرْجى بها ذو قرابة
لِعَطْفٍ، ولا يَخْشَى السُّماةَ رَبيبُها
السُّماةُ: الصيادون. وربيبها: وحشها أَي أَنه لا وحش بها فيخشى القانص،
وقد يجوز أَن يكون بها وحش لا يخاف القانص لبعدها وإِخافتها، والتفسيران
للفارسي. وسَنَةٌ جَدَّــاءُ: مَحْلَةٌ، وعامٌ أَــجَدُّ. وشاةٌ جَدَّــاءُ:
قليلةُ اللبن يابسة الضَّرْعِ، وكذلك الناقة والأَتان؛ وقيل: الــجدَّــاءُ من
كل حَلوبةٍ الذاهبةُ اللبنِ عن عَيبٍ، والــجَدودَةُ: القليلةُ اللبنِ من
غير عيب، والجمع جَدائدُ وجِدادٌ. ابن السكيت: الــجَدودُ النعجة التي قلَّ
لبنُها من غير بأْس، ويقال للعنز مَصُورٌ ولا يقال جَدودٌ. أَبو زيد:
يُجْمَع الــجَدودُ من الأُتُنِ جِداداً؛ قال الشماخ:
من الحَقْبِ لاخَتْه الــجِدادُ الغَوارزُ
وفلاةٌ جَدَّــاءُ: لا ماءَ بها. الأَصمعي: جُدَّــتْ أَخلاف الناقة إِذا
أَصابها شيء يقطع أَخلافَها. وناقةٌ جَدودٌ، وهي التي انقطع لبنُها. قال:
والمــجَدَّــدة المصَرَّمة الأَطْباءِ، وأَصل الــجَدِّ القطعُ. شَمِر:
الــجدَّــاءُ الشاةُ التي انقطعت أَخلافها، وقال خالد: هي المقطوعة الضَّرْعِ،
وقيل: هي اليابسة الأَخلافِ إِذا كان الصِّرار قد أَضرَّ بها؛ وفي حديث
الأَضاحي: لا يضحى بِــجَدَّــاءَ؛ الــجَدَّــاءُ: لا لَبَن لها من كلِّ حَلوبةٍ
لآفةٍ أَيْبَسَتْ ضَرْعَها. وتَــجَدّــد الضَّرْع: ذهب لبنه. أَبو الهيثم:
ثَدْيٌ أَــجَدُّ إِذا يبس، وجدّ الثديُ والضرعُ وهو يَــجَدُّ جَدَــداً. وناقة
جَدَّــاءُ: يابسة الضَّرع ومن أَمثالهم:...
(* هنا بياض في نسخة المؤلف ولعله لم يعثر على صحة المثل ولم نعثر عليه
فيما بأيدينا من النسخ) ولا تر... التي جُدَّ ثَدْياها أَي يبسا.
الجوهري: جُدَّــتْ أَخلاف الناقة إِذا أَضرَّ بها الصِّرار وقطعها فهي ناقة
مُــجَدَّــدَةُ الأَخلاف. وتَــجَدَّــدَ الضرع: ذهب لبنُه. وامرأَةٌ جَدَّــاءُ:
صغيرةُ الثدي. وفي حديث علي في صفة امرأَة قال: إِنها جَدَّــاءُ أَي قصيرة
الثديين. وجَدَّ الشيءَ يَــجُدُّــهُ جدّــاً: قطعه. والــجَدَّــاءُ من الغنم
والإِبل: المقطوعة الأُذُن. وفي التهذيب: والــجدَّــاء الشاةُ المقطوعة الأُذُن.
وجَدَــدْتُ الشيءَ أَــجُدُّــه، بالضم، جَدّــاً: قَطَعْتُه. وحبلٌ جديدٌ: مقطوع؛
قال:
أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبيدا،
وأَمْسى حَبْلُها خَلَقاً جديدا
أَي مقطوعاً؛ ومنه: مِلْحَفَةٌ جديدٌ، بلا هاءٍ، لأَنها بمعنى مفعولة.
ابن سيده: يقال مِلحفة جديد وجديدة حين جَدَّــها الحائكُ أَي قطعها. وثوبٌ
جديد، وهو في معنى مــجدودٍ، يُرادُ به حين جَدَّــهُ الحائك أَي قطعه.
والــجِدَّــةُ: نَقِيض البِلى؛ يقال: شيءٌ جديد، والجمع أَــجِدَّــةٌ وجُدُــدٌ
وجُدَــدٌ؛ وحكى اللحياني: أَصبَحَت ثيابُهم خُلْقاناً وخَلَقُهم جُدُــداً؛
أَراد وخُلْقانُهم جُدُــداً فوضَع الواحدَ موضعَ الجمع، وقد يجوز أَراد:
وخَلَقُهم جديداً فوضَع الجمع موضع الواحدِ، وكذلك الأُنثى. وقد قالوا:
مِلْحفَةٌ جديدةٌ، قال سيبويه: وهي قليلة. وقال أَبو عليّ وغيرهُ: جَدَّ
الثوبُ والشيءُ يــجِدُّ، بالكسر، صار جديداً، وهو نقيض الخَلَقِ وعليه
وُجِّهَ قولُ سيبويه: مِلْحَفة جديدة، لا على ما ذكرنا من المفعول.
وأَــجَدَّ ثَوْباً واسْتَــجَدَّــه: لَبِسَه جديداً؛ قال:
وخَرْقِ مَهارِقَ ذي لُهْلُهٍ،
أَــجَدَّ الأُوامَ به مَظْؤُهُ
(* قوله «مظؤه» هكذا في نسخة الأصل ولم نــجد هذه المادة في كتب اللغة
التي بأيدينا ولعلها محرفة وأصلها مظه يعني أن من تعاطى عسل المظ الذي في
هذا الموضع اشتد به العطش).
هو من ذلك أَي جَدَّــد، وأَصل ذلك كله القطع؛ فأَما ما جاءَ منه في غير
ما يقبل القطع فعلى المثل بذلك كقولهم: جَدَّــد الوضوءَ والعهدَ. وكساءٌ
مُــجَدَّــدٌ: فيه خطوط مختلفة. ويقال: كَبِرَ فلانٌ ثم أَصاب فرْحَةً وسروراً
فــجدَّ جَدُّــه كأَنه صار جديداً.
قال: والعرب تقول مُلاَءةٌ جديدٌ، بغير هاءٍ، لأَنها بمعنى مــجدودةٍ أَي
مقطوعة. وثوب جديد: جُدَّ حديثاً أَي قطع. ويقال للرجل إِذا لبس ثوباً
جديداً: أَبْلِ وأَــجِدَّ واحْمَدِ الكاسِيَ. ويقال: بَلي بيتُ فلانٍ ثم
أَــجَدَّ بيتاً، زاد في الصحاح: من شعر؛ وقال لبيد:
تَحَمَّلَ أَهْلُها، وأَــجَدَّ فيها
نِعاجُ الصَّيْفِ أَخْبِيَةَ الظِّلالِ
والــجِدَّــةُ: مصدر الــجَدِــيدِ. وأَــجَدَّ ثوباً واسْتَــجَدَّــه. وثيابٌ
جُدُــدٌ: مثل سَريرٍ وسُرُرٍ. وتــجدَّــد الشيءُ: صار جديداً. وأَــجَدَّــه وجَدَّــده
واسْتَــجَدَّــه أَي صَيَّرَهُ جديداً. وفي حديث أَبي سفيان: جُدَّ ثَدْيا
أُمِّك أَي قطعا من الــجَدِّ القطعِ، وهو دُعاءٌ عليه. الأَصمعي: يقال
جُدَّ ثديُ أُمِّهِ، وذلك إِذا دُعِيَ عليه بالقطيعة؛ وقال الهذلي:
رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِ
إِلينا، ولكن وُدُّهُمْ مُتنابِرُ
قال الأَزهري: وتفسير البيت أَن عليّاً قبيلة من كنانة، كأَنه قال
رُوَيْدَكَ عَلِيّاً أَي أَرْوِدْ بِهِمْ وارفق بهم، ثم قال جُدَّ ثديُ
أُمِّهِمْ إِلينا أَي بيننا وبينهم خُؤُولةُ رَحِمٍ وقرابةٌ من قِبَلِ
أُمِّهِم، وهم منقطعون إِلينا بها، وإِن كان في وِدِّهِمْ لنا مَيْنٌ أَي كَذِبٌ
ومَلَق. والأَصمعي: يقال للناقة إِنها لَمِــجَدَّــةٌ بالرَّحْلِ إِذا كانت
جادَّة في السير.
قال الأَزهري: لا أَدري أَقال مِــجَدَّــة أَو مُــجِدَّــة؛ فمن قال مِــجَدَّــة،
فهي من جَدَّ يَــجِدُّ، ومن قال مُــجِدَّــة، فهي من أَــجَدَّــت.
والأَــجَدَّــانِ والــجديدانِ: الليلُ والنهارُ، وذلك لأَنهما لا يَبْلَيانِ
أَبداً؛ ويقال: لا أَفْعَلُ ذلك ما اختلف الأَــجَدَّــانِ والــجديدانِ أَي
الليلُ والنهارُ؛ فأَما قول الهذلي:
وقالت: لن تَرى أَبداً تَلِيداً
بعينك، آخِرَ الدَّهْرِ الــجَديدِ
فإِن ابن جني قال: إِذا كان الدهر أَبداً جديداً فلا آخر له، ولكنه جاءَ
على أَنه لو كان له آخر لما رأَيته فيه.
والــجَديدُ: ما لا عهد لك به، ولذلك وُصِف الموت بالــجَديد، هُذَلِيَّةٌ؛
قال أَبو ذؤيب:
فقلتُ لِقَلْبي: يا لَكَ الخَيْرُ إِنما
يُدَلِّيكَ، للْمَوْتِ الــجَديدِ، حَبابُها
وقال الأَخفش والمغافص الباهلي: جديدُ الموت أَوَّلُه. وجَدَّ النخلَ
يَــجُدُّــه جَدّــاً وجِداداً وجَداداً؛ عن اللحياني: صَرَمَهُ. وأَــجَدَّ
النخلُ: حان له أَن يُــجَدَّ.
والــجَدادُ والــجِدادُ: أَوانُ الصِّرامِ. والــجَدُّ: مصدرُ جَدَّ التمرَ
يَــجُدُّــه؛ وفي الحديث: نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن جَدادِ الليلِ؛
الــجَدادُ: صِرامُ النخل، وهو قطع ثمرها؛ قال أَبو عبيد: نهى أَن تُــجَدَّ
النخلُ ليلاً ونَهْيُه عن ذلك لمكان المساكين لأَنهم يحضرونه في النهار
فيتصدق عليهم منه لقوله عز وجل: وآتوا حقه يوم حصاده؛ وإِذا فعل ذلك ليلاً
فإِنما هو فارّ من الصدقة؛ وقال الكسائي: هو الــجَداد والــجِداد والحَصادُ
والحِصادُ والقَطافُ والقِطافُ والصَّرامُ والصِّرام، فكأَنَّ الفَعال
والفِعالَ مُطَّرِدانِ في كل ما كان فيه معنى وقت الفِعْلِ، مُشبَّهانِ في
معاقبتهما بالأَوانِ والإِوانِ، والمصدر من ذلك كله على الفعل، مثل
الــجَدِّ والصَّرْمِ والقَطْفِ.
وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لابنته عائشة، رضي الله تعالى عنهما: إِني
كنت نَحَلْتُكَ جادَّ عشرين وَسْقاً من النخل وتَوَدِّين أَنكِ خَزَنْتِهِ
فأَما اليوم فهو مال الوارث؛ وتأْويله أَنه كان نَحَلَها في صحته نخلاً
كان يَــجُدُّ منها كلَّ سنة عشرين وَسْقاً، ولم يكن أَقْبَضها ما نَحَلَها
بلسانه، فلما مرض رأَى النحل وهو غيرُ مقبوض غيرَ جائز لها، فأَعْلَمَها
أَنه لم يصح لها وأَن سائر الورثة شركاؤها فيها. الأَصمعي: يقال لفلان
أَرض جادٌ مائة وَسْقٍ أَي تُخْرجُ مائةَ وَسْقٍ إِذا زرعت، وهو كلام
عربي. وفي الحديث: أَنه أَوصى بِجادٍّ مائة وَسْقٍ للأَشعريين وبِجادِّ مائةِ
وَسْقٍ للشَّيْبِيِّين؛ الجادُّ: بمعنى المــجدود أَي نخلاً يُــجَدُّ منه
ما يبلغ مائةَ وَسْقٍ. وفي الحديث: من ربط فرساً فله جادٌّ مائةٍ وخمسين
وسقاً؛ قال ابن الأَثير: كان هذا في أَوّل الإِسلام لعزة الخيل وقلتها
عندهم.
وقال اللحياني: جُدادَةُ النخل وغيره ما يُسْتأْصَل. وما عليه جِدَّــةٌ
أَي خِرْقَةٌ. والــجِدَّــةُ: قِلادةٌ في عنق الكلب، حكاه ثعلب؛ وأَنشد:
لو كنت كَلْبَ قَبِيصٍ كنتَ ذا جِدَــدٍ،
تكون أُرْبَتُهُ في آخر المَرَسِ
وجَديدَتا السرج والرَّحْلِ: اللِّبْدُ الذي يَلْزَقُ بهما من الباطن.
الجوهري: جَديدَةُ السَّرْج ما تحت الدَّفَّتين من الرِّفادة واللِّبْد
المُلْزَق، وهما جديدتان؛ قال: هذا مولَّد والعرب تقول جَدْــيَةُ
السَّرْجِ.وفي الحديث: لا يأْخذنَّ أَحدكم متاع أَخيه لاعباً جادّاً أَي لا
يأْخذْه على سبيل الهزل يريد لا يحبسه فيصير ذلك الهزلُ جِدّــاً. والــجِدُّ:
نقيضُ الهزلِ. جَدَّ في الأَمر يَــجِدُّ ويَــجُدُّ، بالكسر والضم، جِدّــاً
وأَــجَدَّ: حقق. وعذابٌ جِدٌّ: محقق مبالغ فيه. وفي القنوت: ونَخْشى عذابَكَ
الــجِدَّ. وجَدَّ في أَمره يَــجِدُّ ويَــجُدُّ جَدّــاً وأَــجَدَّ: حقق.
والمُجادَّة: المُحاقَّةُ. وجادَّهُ في الأَمر أَي حاقَّهُ. وفلانٌ محسِنٌ
جِدّــاً، وهو على جِدِّ أَمر أَي عَجَلَةِ أَمر. والــجِدُّ: الاجتهادُ في
الأُمور. وفي الحديث: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِذا جَدَّ في السَّير
جَمع بين الصَّلاتينِ أَي اهتمّ به وأَسرع فيه. وجَدَّ به الأَمرُ
وأَــجَدَّ إِذا اجتهد. وفي حديث أُحُدٍ: لئن أَشهَدَني الله مع النبي، صلى الله
عليه وسلم، قتلَ المشركين ليَرَيَنَّ اللَّهُ ما أَــجِدُّ أَي ما
أَجتهِدُ. الأَصمعي: يقال أَــجَدَّ الرجل في أَمره يُــجِدُّ إِذا بلغ فيه جِدَّــه،
وجَدَّ لغةٌ؛ ومنه يقال: فلان جادٌّ مُــجِدٌّ أَي مجتهد. وقال: أَــجَدَّ
بها أَمراً أَي أَــجَدَّ أَمرَه بها، نصبٌ على التمييز كقولك: قررْتُ به
عيناً أَي قرَّت عيني به؛ وقولهم: في هذا خطرٌ جِدُّ عظيمٍ أَي عظيمٌ
جِدّــاً. وجَدَّ به الأَمرُ: اشتد؛ قال أَبو سهم:
أَخالِدُ لا يَرضى عن العبدِ ربُّه،
إِذا جَدَّ بالشيخ العُقوقُ المُصَمِّمُ
الأَصمعي: أَــجَدَّ فلان أَمره بذلك أَي أَحكَمَه؛ وأَنشد:
أَــجَدَّ بها أَمراً، وأَيقَنَ أَنه،
لها أَو لأُخْرى، كالطَّحينِ تُرابُها
قال أَبو نصر: حكي لي عنه أَنه قال أَــجَدَّ بها أَمراً، معناه أَــجَدَّ
أَمرَه؛ قال: والأَوّل سماعي، منه. ويقال: جدَّ فلانٌ في أَمرِه إِذا كان
ذا حقيقةٍ ومَضاءٍ. وأَــجَدَّ فلانٌ السيرَ إِذا انكمش فيه. أَبو عمرو:
أَــجِدَّــكَ وأَــجَدَّــكَ معناهما ما لَكَ أَــجِدّــاً منك، ونصبهما على المصدر؛
قال الجوهري: معناهما واحد ولا يُتكلم به إِلا مضافاً. الأَصمعي:
أَــجِدَّــكَ معناه أَبِــجِدّ هذا منك، ونصبُهما بطرح الباءِ؛ الليث: من قال
أَــجِدَّــكَ، بكسر الجيم، فإِنه يستحلفه بِــجِدِّــه وحقيقته، وإِذا فتح الجيم،
استحلفه بــجَدِّــه وهو بخته. قال ثعلب: ما أَتاك في الشعر من قولك أَــجِدَّــك، فهو
بالكسر، فإِذا أَتاك بالواو وجَدِّــك، فهو مفتوح؛ وفي حديث قس:
أَــجِدَّــكُما لا تَقْضيانِ كَراكُما
أَي أَبِــجِدِّ منكما، وهو نصب على المصدر. وأَــجِدَّــك لا تفعل كذا،
وأَــجَدَّــك، إِذا كسر الجيم استحلفه بِــجِدِّــه وبحقيقته، وإِذا فتحها استحلفه
بِــجَدِّــه وببخته؛ قال سيبويه: أَــجِدَّــكَ مصدر كأَنه قال أَــجِدّــاً منك،
ولكنه لا يستعمل إِلا مضافاً؛ قال: وقالوا هذا عربيٌّ جدًّــا، نصبُه على
المصدر لأَنه ليس من اسم ما قبله ولا هو هو؛ قال: وقالوا هذا العالمُ جِدُّ
العالِمِ، وهذا عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ، يريد بذلك التناهي وأَنه قد بلغ
الغاية فيما يصفه به من الخلال.
وصَرَّحْت بِــجِدٍّ وجِدَّــانَ وجِدَّــاءَ وبِجِلْدانَ وجِلْداءَ؛ يضرب هذا
مثلاً للأَمر إِذا بان وصَرُحَ؛ وقال اللحياني: صرّحت بِــجِدَّــانَ
وجِدَّــى أَي بِــجِدٍّ. الأَزهري: ويقال صرّحت بِــجِدَّــاءَ غيرَ منصرف وبِــجِدٍّ
منصرف وبِــجِدَّ غير مصروف، وبِــجِدَّــانَ وبِجَذَّان وبِقِدَّان وبِقَذَّانَ
وبقِرْدَحْمَة وبقِذَحْمَة، وأَخرج اللبن رغوته، كل هذا في الشيء إِذا
وضَح بعد التباسه. ويقال: جِدَّــانَ وجِلْدانَ صحراءَ، يعني برز الأَمر إِلى
الصحراء بعدما كان مكتوماً.
والــجُدَّــادُ: صغار الشجر، حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد للطرِمَّاح:
تَجْتَني ثامِرَ جُدَّــادِه،
من فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤامْ
والــجُدَّــادُ: صِغارُ العضاهِ؛ وقال أَبو حنيفة: صغار الطلح، الواحدة من
كل ذلك جُدَّــادةٌ. وجُدَّــادُ الطلح: صغارُه. وكلُّ شيء تَعَقَّد بعضُه في
بعضٍ من الخيوط وأَغصانِ الشجر، فهو جُدَّــادٌ؛ وأَنشد بيت الطرماح.
والــجَدَّــادُ: صاحب الحانوت الذي يبيع الخمر ويعالجها، ذكره ابن سيده، وذكره
الأَزهري عن الليث؛ وقال الأَزهري: هذا حاقُّ التصحيف الذي يستحيي من مثله
من ضعفت معرفته، فكيف بمن يدعي المعرفة الثاقبة؟ وصوابه بالحاءِ.
والــجُدَّــادُ: الخُلقانُ من الثياب، وهو معرّب كُداد بالفارسية. والــجُدَّــادُ:
الخيوط المعقَّدة يقال لها كُدَّادٌ بالنبطية؛ قال الأَعشى يصف حماراً:
أَضاءَ مِظَلَّتَه بالسرا
جِ، والليلُ غامرُ جُدَّــادِها
الأَزهري: كانت في الخيوط أَلوان فغمرها الليل بسواده فصارت على لون
واحد. الأَصمعي: الــجُدَّــادُ في قول المسيَّب
(* قوله «الأصمعي الــجدَّــاد في
قول المسيَّب إلخ» كذا في نسخة الأصل وهو مبتدأ بغير خبر وان جعل الخبر
في قول المسيب كان سخيفاً) بن عَلس:
فِعْلَ السريعةِ بادَرتْ جُدَّــادَها،
قَبْلَ المَساءِ، يَهُمُّ بالإِسراعِ
السريعة: المرأَة التي تسرع. وجَدودٌ: موضع بعينه، وقيل: هو موضع فيه
ماء يسمى الكُلابَ، وكانت فيه وقعة مرتين، يقال للكُلابِ الأَوّلِ: يَوْمُ
جَدود وهو لِتغْلِب على بكرِ بن وائل؛ قال الشاعر:
أَرى إِبِلِي عافَتْ جَدودَ فلم تَذُقْ
بها قَطْرَةً، إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ
وجُدٌّ: موضع، حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
فلو أَنها كانت لِقاحِي كثيرةً،
لقد نَهِلتْ من ماءِ جُدٍّ وَعلَّتِ
قال: ويروى من ماء حُدٍّ، هو مذكور في موضعه.
وجَدَّــاءُ: موضع؛ قال أَبو جندب الهذلي:
بَغَيْتُهُمُ ما بين جَدَّــاءَ والحَشَى،
وأَوْرَدْتُهُمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا
والــجُدْجُدُ: الذي يَصِرُّ بالليل، وقال العَدَبَّس: هو الصَّدَى.
والجُنْدُبُ: الــجُدْجُدُ، والصَّرصَرُ: صَيَّاحُ الليل؛ قال ابن سيده:
والــجُدْجُدُ دُوَييَّةٌ على خِلقَةِ الجُنْدُبِ إِلا أَنها سُوَيْداءُ قصيرة،
ومنها ما يضرب إِلى البياض ويسمى صَرْصَراً، وقيل: هو صرَّارُ الليلِ وهو
قَفَّاز وفيه شَبه من الجراد، والجمع الــجَداجِدُ؛ وقال ابن الأَعرابي: هي
دُوَيبَّةٌ تعلَقُ الإِهابَ فتأْكلُه؛ وأَنشد:
تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بِفاحِمٍ
غُدافٍ، وتَصطادينَ عُشّاً وجُدْجُدا
وفي حديث عطاء في الــجُدْجُدِ يموت في الوَضوءِ قال: لا
بأْس به؛ قال: هو حيوان كالجراد يُصَوِّتُ بالليل، قيل هو الصَّرْصَرُ.
والــجُدجُدُ: بَثرَة تخرُج في أَصل الحَدَقَة. وكلُّ بَثْرَةٍ في جفنِ
العين تُدْعى: الظَّبْظاب. والــجُدْجُدُ: الحرُّ؛ قال الطرمَّاح:
حتى إِذا صُهْبُ الجَنادِبِ ودَّعَتْ
نَوْرَ الربيع، ولاحَهُنَّ الــجُدْجُدُ
والأَــجْدادُ: أَرض لبني مُرَّةَ وأَشجعَ وفزارة؛ قال عروة بن الورد:
فلا وَأَلَتْ تلك النفُوسُ، ولا أَتَتْ
على رَوْضَةِ الأَــجْدادِ، وَهْيَ جميعُ
وفي قصة حنين: كإِمرار الحديد على الطست
(* قوله «على الطست» وهي مؤنثة
إلخ كذا في النسخة المنسوبة إلى المؤلف وفيها سقط. قال في المواهب:
وسمعنا صلصلة من السماء كإمرار الحديد على الطست الــجديد. قال في النهاية وصف
الطست وهي مؤنثة بالــجديد وهو مذكر اما لأن تأنيثها إلخ)، وهي مؤنثة
بالــجديد، وهو مذكر إِما لأَن تأْنيثها غير حقيقي فأَوله على الإِناء والظرف،
أَو لاءن فعيلاً يوصف به المؤنث بلا علامة تأْنيث كما يوصف المذكر، نحو
امرأَة قتيل وكفّ خَضيب، وكقوله عز وجل: إن رحمة الله قريب. وفي حديث
الزبير: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له: احبس الماء حتى يبلغ الــجَدَّ،
قال: هي ههنا المُسَنَّاةُ وهو ما وقع حول المزرعة كالــجدار، وقيل: هو لغة
في الــجدار، ويروى الــجُدُــر، بالضم. جمع جدار، ويروى بالذال وسيأْتي ذكره.
: ( {الــجَدّ: أَبو الأَبِ وأَبو الأُمّ) ، مَعْرُوف. (ج} أَــجدادٌ {وجُدُــودٌ} وجُدُــودَةٌ) ، وهاذه عَن الصغانيّ، قَالَ: هُوَ مثْل الأُبُوّة والعُمومة.
(و) فلانٌ صاعِدُ {الــجَدّ، مَعْنَاهُ (البَخْتُ والخَطّ) فِي الدُّنيا. وفلانٌ ذُو جَدَ فِي كَذَا، أَي ذُو حَظَ. وَفِي حَدِيث الْقِيَامَة (وإِذا أَصحابُ الــجَدِّ مَحْبُوسُونَ) ، أَي ذَوُو الحَظّ والغِنَى فِي الدُّنْيَا، وَفِي الدعاءِ: (لَا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الــجَدِّ مِنك الــجَدُّ) ، أَي من كَانَ لَهُ حَظٌّ فِي الدُّنيا لم يَنفعْه ذالك مِنْهُ فِي الْآخِرَة. والجمْع أَــجْدادٌ} وأَــجُدٌّ {وجُدُــودٌ، عَن سِيبَوَيْهٍ. ورَجلٌ مَــجْدُــودٌ: ذُو جَدِّ.
(و) الــجَدُّ: (الحُظْوَة والرِّزْق) ، وَيُقَال: لفُلانٍ فِي هاذا الأَمرِ جَدٌّ، إِذا كَانَ مَرْزوقاً مِنْهُ، قَالَه أَبو عبيد. وَعَن ابنِ بُزُرْج: يُقَال: هم} يَــجَدُّــون بهم ويَحَظُّونَ بهم، أَي يَصِيرونَ ذَوِي حَظَ وغِنًى. وَتقول: {جَدِــدْتَ يَا فُلاَنُ، أَي صِرْت ذَا} جَدٍّ، فأَنت {جَديدٌ: حَظِيظٌ،} ومَــجدودٌ: محظوظٌ، وَعَن ابْن السِّكّيت {وجَدِــدْت بالأَمرِ} جَدًّــا: حَظِيتَ بِهِ، خَيراً كَانَ أَو شَرًّا.
(و) الــجَدُّ: (العَظْمَة) ، وَفِي التَّنْزِيل، {7. 027 واءَنه تَعَالَى جد رَبنَا} (الْجِنّ: 3) قيل: {جَدُّــه: عَظَمتُه، وَقيل: غِنَاه. وَقَالَ مُجاهدٌ:} جَدُّ رَبِّنا: جَلالُ رَبِّنا وَقَالَ بَعضهم: عَظمةُ رَبِّنا، وهما قَريبانِ من السَّوَاءِ. وَفِي حَدِيث الدُّعاءِ تبارَكَ اسْمُكَ وتَعَالَى {جَدُّــك) أَي علاَ جَلالُكَ وعَظَمتُك.} والــجَدّ. الحَظّ والسعادَةُ والغِنَى. وَفِي حدِيث (أَنَسٍ) أَنه (كانَ الرَّجُلُ مِنّا إِذا حَفِظَ البَقرةَ وآلَ عِمرانَ زَرْع الشَّعير سوَاءً، وَله سُنْبلة كسُنْبلة الدُّخْنَةِ، فِيهَا حَبٌّ صِغارٌ أَصغَرُ من الخَرْدَل أُصيْفِرُ، وَهِي مَسمَنَةٌ لِلْمَالِ جِدًّــا، عَن أَبي حنيفَة.
(وأُبَّدَةُ، كقُبَّرةٍ: د، بالأَندُس) وصَرَّح الْحَافِظ ابنُ حَجر كالحافظ الذَّهبيّ وَغَيرهمَا بأَنّ دَال أُبَّدة مُعْجمَة، وصَرَّحَ بِهِ البدْر الدّمامينيّ فِي (حَواشِي المغنِي) . قلت: وَفِي (لُبّ اللُّباب) و (التكملة) إِهمال الدَّال للمصنّف.
(ومَأْبِدٌ كمَســجِدٍ: ع) بالسَّرَاة، وَهُوَ جَبَلٌ، (وغلِطَ الجَوهريُّ فَذكره فِي (ميد) ، وَقد سَبقَه فِي هاذتا التغليط الصّاغانيّ فِي (التكملة) ، وَقد ضبط بالتحتيّة على مَا ذَهبَ إِليه الجوهريّ فِي (المعجم) وَفِي (المراصد) ، فَلَا غلطَ كَمَا هُوَ ظاهرٌ، (وتَصحَّفَ عَلَيْهِ فِي الشِّعر الَّذِي أَنشدَه أَيضاً) ، كَمَا سيأْتي إِنشاده فِي ميد، إِنْ شاءَ الله تَعَالَى، لأَبي ذُؤَيب الهُذليّ. وَقد يُقَال: قد رُوِيَ بهما، فَلَا غَلَطَ وَلَا وَهَم.
(و) أَبِدَ الرَّجلُ و (تَأَبَّدَ: تَوحَّشَ. و) تأَبَّد (المَنْزِلُ: أَقْفَرَ) وأَلِفَتْه الوُحُوشُ. (و) تأَبَّدَ (الوَجْهُ: كَلِفَ) ونَمِشَ. (و) تأَبَّدَ (الرَّجلُ: طالتْ غُرْبَتُه) ، وَفِي نُسخة: عُزْبَته، بالعَيْن الْمُهْملَة والزّاي، وَهُوَ الصَّوَاب، (وقَلَّ أَرَبُهُ) ، أَي حاجتُه (فِي النِّساءِ) ، وَلَيْسَ بتصحيف تأَبَّلَ، قَالَه الصّاغانيّ.
(وأَبَدَت البَهِيمةُ تَأْبِدُ) ، بِالْكَسْرِ، (وتَأْبُدُ) ، بالضّمّ (: تَوَحَّشَت) ، وَكَذَا تأَبَّدَتْ. (و) أَبَدَ (بالمَكَانِ يَأْبِدُ) ، بِالْكَسْرِ، (أُبُوداً) ، بالضّمّ (: أَقامَ) بِهِ وَلم يَبرَحْهُ. وأَبَدْت بِهِ آبُدُ أُبُوداً، كذالك (و) من المَجاز: أَبَدَ (الشَّاعرُ) يَأْبِدُ أَبُوداً، إِذا (أَتَى بالعَويصِ فِي شِعرِه) وَهِي الأَوابدُ والغرائبُ (وَمَا لَا يُعرَف مَعناهُ) على بادِىءِ الرَّأْي.
و (نَاقَةٌ مُؤبَّدة، إِذا كَانَتْ وَحْشِيَّةً مُعتاصَةً) ، من التأَبُّد وَهُوَ التّوحُّش.
(والتَّأْبِيد: التَّخْلِيد) ، وَيُقَال وَقَفَ فُلانٌ أَرضَه وَقْفاً مُؤبَّداً، إِذا جعَلَها حَبِيساً لَا تباعُ وَلَا تُورَث.
(و) من المَجاز: جاءَ فُلانٌ بآبِدة، {أَــجُدُّــه، بالضّمّ،} جَدًّــا، قطَعْته. وحَبْلٌ {جَدِــيدٌ: مَقطوعٌ. قَالَ:
أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبِيدَا
وأَمسَى حَبْلُهَا خَلَقاً} جَديدَا
قَالَ شَيخنَا: وظاهرُ هاذا البَيتِ كالمتناقِض، وَهُوَ فِي (الصّحاحِ) (اللِّسَان) . وأَورده أَهل المعانِي، انْتهى.
وَمِنْه مِلْحَفَةٌ {جَديدٌ، بِلَا هَاءٍ، لأَنّها بمعنَى مفعُولَة.
(و) عَن ابْن سَيّده: يُقَال: مِلْحَفَةٌ} جَدِــيدٌ {وجَديدةٌ، و (ثَوْبٌ جَديدٌ كَمَا} جَدَّــهُ الحائكُ) ، وَهُوَ فِي معنى مَــجدود، يُرَاد بِهِ حِين جَدّــه الحائطُ، أَي قَطَعه. وَيُقَال: ثَوبٌ {جَدِــيدٌ: قِطَعَ حَديثاً (ج} جُدُــدٌ كسُرُرٍ) ، بضمّتين، كقَضيب وقُضُبٍ، قَالَه ابْن قُتَيْبة وَنَقله ثَعلب. وحَكَى فتْح الدالِ أَيضاً أَبو زيد وأَبو عُبيد عَن بعض الْعَرَب، وحكَى المبرّد الْوَجْهَيْنِ، والأَكثرون على الضّمّ.
(و) {الــجَدُّ، بِالْفَتْح: (صِرَامُ النَّخْلِ) وَقد} جَدّــه {يَــجُدّــه} جَدًّــا، ( {كالــجِدَــاد) ، بِالْكَسْرِ، (} والــجَدَــاد) ، بِالْفَتْح، عَن اللِّحْيَانيّ. وَقيل الحِدَاد بمهملتين قطْع النّخل خاصّة، وبمعجمتين قطع جَمِيع الثِّمار على جِهَة الْعُمُوم، وَقيل هما سَواءٌ.
( {وأَــجَدَّ) النّخْلُ: (حَانَ) لَهُ (أَن} يُــجَدَّ) . وَفِي (اللِّسَان) : {والــجِدَــاد أَوَانُ الصِّرَامِ. وَقَالَ الكسائيّ: هُوَ} الــجِدَــاد {والــجَدَــادُ، والحِصَاد والحَصَاد، والقِطَاف والقَطَاف والصِّرام والصَّرام.
(و) } الــجُدُّ، (بالضّمّ: ساحلُ البَحْرِ) المتّصل (بمكّةَ) زيدت شَرفاً ونَواحيها ( {كالــجُدَّــة) بالهَاءِ.
(} وجُدّــةُ) بِلَا لَام: اسمٌ (لموضعٍ بعَينِهِ مِنْهُ) ، أَي من سَاحل الْبَحْر. وَفِي حَدِيث ابْن سِيرِين (كَانَ يخْتَار الصَّلاةَ على {الــجُدِّ إِنْ قَدَرَ عَلَيْه) . قَالَ ابْن الأَثير: الــجُدّ بالضّمّ: شاطىء النّهر،} والــجُدّــة أَيضاً، وَبِه سُمِّيَت المدينةُ الّتي عِنْد مَكَّةَ جُدَّــة. قلت: وَهِي الْآن مدينةٌ مشهورةٌ مَرْسَى السُّفنِ الْوَارِدَة من مِصْرَ والهِنْدِ واليمن والبَصْرة وَغَيرهَا. 6 قَالَ شَيخنَا: واختُلِف فِي سَبَب تَسميتها {بــجُدّــة، فَقيل لكَونهَا خُصَّت من جُدَّــة الْبَحْر، أَي شاطئه. وَقيل سُمّيَت بــجُدّــة بن جَرْم بن رَبَّان لأَنّه نَزَلها، كَمَا فِي (الرَّوْض) للسُهَيْليّ، وَقيل غير ذالك. وَقَالَ البَكْريّ فِي (المعجم) : الصَّوَاب أَنّه هُوَ الَّذِي سُمِّيَ بهَا، لولادته فِيهَا.
(و) الــجُدُّ بالضّمّ: (جانبُ كلِّ شيْءٍ و) الــجُدّ أَيضاً (، السِّمَنُ، والبُدْنُ) ، نَقله الصغانيّ (وثَمَرٌ كثَمَرِ الطَّلْح) ، وَهُوَ الــجُدَــادة، وسيتأْتي قَرِيبا. (و) الــجُدّ (البِئر) الّتي تكون (فِي مَوضعٍ كثيرِ الكَلإِ) ، قَالَ الأَعشَى يُفضِّل عَامِرًا على عَلْقمة:
مَا جُعِل الــجُدُّ الظَّنُونُ الّذي
جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِر
مِثْل الفُرَاتيّ إِذا مَا طَمَى
يَقْذُف بالبُوصِيّ والمَاهرِ
(و) الــجُدّ: (البِئر المُغْزِرَة، و) قيل هِيَ (القَلِيلةُ الماءِ، ضِدٌّ. و) الــجُدّ (الماءُ القَلِيل، و) قيل هُوَ (الماءُ فِي طَرَفِ فَلاَةٍ. و) قَالَ ثَعْلَب: هُوَ الماءُ (القديمُ) ، وَبِه فسِّر قَول أَبي محمّد الحَذْلميّ:
تَرْعَى إِلى جُدَ لَهَا مَكِينِ
وَالْجمع من ذالك كلِّه أَــجدادٌ.
(و) الــجِدَّ (بِالْكَسْرِ: الاجتِهَادُ فِي الأَمْرِ) ، وَقد جَدّ بِهِ الأَمْرُ إِذا اجتهدَ. وفُلانٌ} جادٌّ مجتهِد. وَفِي حَدِيث أُحُدٍ (لَئِن أَشْهَدَني اللَّهُ معَ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقَتْلَ المشرِكِينَ ليَرَيَنَّ اللَّهُ مَا {أَــجِدُّ) ، أَي أَجتهد. (و) الــجِدُّ (نَقِيضُ الهَزْل) ، وَفِي الحَدِيث: (لَا يَأْخُذنَّ أَحدُكُم مَتاعَ أَخيه لاعباً} جادًّا) ، أَي لَا يأْخذْه على سَبِيل الهَزل فيَصير جِدًّــا. (وَقد جَدَّ) فِي الأَمر (يَــجِدُّ) ، بِالْكَسْرِ، (ويَــجُدُّ) ، بالضّمّ، جَدًّــا، (! وأَــجَدَّ) يُــجِدّ: اجتهدَ وحَقَّقَ وَكَذَا جَدَّ بِهِ الأَمرُ وأَــجَدّ، وَهُوَ مَجاز. وَقَالَ الأَصمعيّ: أَــجدَّ الرَّجلُ فِي أَمرِه يُــجدّ، إِذا بَلَغَ فِيهِ جِدَّــه، وَــجَدَّ لُغَة، وَمِنْه يُقال فُلانٌ جادٌّ {مُــجِدُّ، أَي مَجتهد. وَقَالَ: أَــجَدَّ يُــجِدّ، إِذا صارَ ذَا جِدَ واجتهاد.
(و) الــجِدُّ: (العَجَلَةُ) . وفلانٌ على جِدِّ أَمْرٍ، أَي عَجَلةِ أَمْرٍ. وَهُوَ مَجاز. وَفِي الحَدِيث: (كَانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِذا جدَّ فِي السَّيْرِ جَمَعَ بينَ الصَّلاتَين) ، أَي اهتمَّ بِهِ وأَسرَعَ فِيهِ. (و) } الــجِدُّ: (التَّحْقِيقُ) ، وَقد {جَدّ} يَــجِدّ {وَيــجُدُّ} وأَــجَدَّ إِذا حَقَّقَ. (و) الــجِدّ (المُحقَّقُ المبالَغُ فِيهِ) ، وَبِه فُسِّر دَعاءُ القُنُوت (ونَخْشَى عذابَك الــجِدَّ) .
(و) الــجِدّ: (وَكَفَانُ البَيْتِ) ، وَقد ( {جَدَّ} يَــجِدُّ) ، بِالْكَسْرِ فَقَط، وَهُوَ نصُّ ابْن الأَعرابيّ، كَمَا تقدّم.
( {والــجَدَّــة) ، بِالْفَتْح: (أُمُّ الأُمِّ وأُمُّ الأَبِ) ، معروفَة، وجمْعها جَدّــاتٌ.
(و) الــجُدَّــة، (بالضّمّ: الطَّرِيقَةُ) من كلِّ شيْءٍ، وَهُوَ مَجاز، والجمْع} جُدَــدٌ، كصُرَد. {والــجُدَّــة: الطَّريقة فِي السَّمَاءِ والجَبلِ. قَالَ الله تَعَالَى: {} جُدَــدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ} (فاطر: 27) أَي طَرائقُ تُخَالِف لَونَ الجَبَل. وَقَالَ الفرّاءُ: {الــجُدَــد الخِطَط والطُّرُق. وَقَالَ الفرّاءُ: الــجُدَــد الخِطَط والطُّرُق تكون فِي الجِبَال بِيضٌ وسُودٌ وحُمْر، واحدُها جُدّــة.
(و) } الــجُدَّــة من كل شيْءٍ (العَلاَمَةُ) ، وَهَذِه عَن ثَعْلَب. (و) فِي (الصّحاح) : الــجُدَّــةُ (الخُطَّةُ) الّتي (فِي ظَهْرِ الحِمَارِ تُخَالِف لَونَه) . وأَنشد الفرّاءُ قَولَ امرء الْقَيْس:
كأَنَّ سَرَاتَه وحُدّةَ مَتْنِه
كَنَائنُ يَجْرِي فَوقَهنَّ دَلِيصُ
(و) جُدَّــةُ: (ع) على السَّاحل.
(و) من المَجاز: يُقَال: (رَكِبَ) فُلانٌ ( {جُدّــة) من (الأَمرِ، إِذا رَأَى فِيهِ رَأْياً) ، كَذَا قَالَه الزّجّاج.
(و) الــجِدَّــة، (بِالْكَسْرِ: قِلاَدةٌ فِي عُنُقِ الكَلْبِ) ، جمْعه جِدَــدٌ، حَكَاهُ ثَعْلَب وأَنشد:
لَو كُنْتَ كلْبَ قَنيص كُنْتَ ذَا} جِدَــدٍ
تَكون أُرْبَتُه فِي آخِرِ المَرَسِ (و) {الــجِدّــة، بِالْكَسْرِ: (ضدُّ البِلَى) ، قَالَ أَبو عليّ وَغَيره: (جَدّ) الثَّوبُ والشيْءُ (} يَــجِدُّ) ، بِالْكَسْرِ، (فَهُوَ {جَدِــيدٌ) ، والجمْع} أَــجِدّــةٌ {وجُدَــدٌ} وجُدَــدٌ. ( {وأَــجَدَّــه) أَي الثَّوبَ (} وجَدّــدَه {واستَــجَدَّــه: صَيَّرَه) أَو لَبِسَه (} جَدِــيداً، {فتَــجدَّــدَ) ، وأَصْلُ ذالك كُلّه القَطْع، فأَمَّا مَا جاءَ مِنْهُ فِي غير مَا يَقْبَل القَطْعَ فعلَى المثَل بذالك، وَيُقَال للرَّجل إِذا لبس ثَوباً جَدِــيدا: أَبْلِ} وأَــجِدَّ واحْمَدِ الكاسِيَ.
(و) قَوْلهم: (أَــجَدَّ بهَا أَمْراً، أَي أَــجَدَّ أَمرَهُ بهَا) ، نُصبَ على التَّمييز، كقَولك: قَررْتُ بِهِ عَيناً، أَي قَرَّتْ عَيْني بِهِ وَعَن الأَسمعيّ أَــجَدّ فُلانٌ أَمرَه بذِّلك، أَي أَحْكمَه. وأَنشد:
أَــجَدَّ بهَا أَمْراً وأَيْقَنَ أَنَّه
لَهَا أَو لأُخْرَى كالطَّحينِ تُرَابُهَا
قَالَ أَبو نَصْر: حُكِيَ لي عَنهُ أَنه قَالَ: أَــجَدَّ بهَا أَمراً، مَعنا أَــجَدَّ أَمْرَه. قَالَ: والأَوّل سماعِي مِنْهُ، وَيُقَال: جَدَّ فُلان فِي أَمْرِه، إِذا كَانَ ذَا حَقِيقَةٍ ومَضاءٍ. وأَــجدَّ فلانٌ السَّيْرَ، إِذا انكمشَ فِيهِ، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(و) الــجُدّــادُ، (كرُمّان: خُلْقَانُ الثِّيَابِ) ، معرّب كُداد بالفارسيّة جَزَمَ بِهِ الجوهَرِيّ. (و) الــجُدّــاد: (كُلُّ مُتعقِّدٍ بعضُه فِي بعضٍ من خَيطٍ أَو غُصْن) . قَالَ الطِّرِمّاح:
تَجْتَنِي ثامِرَ جدّــادِهِ
مِنْ فُرَادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامِ
(و) {الــجُدَّــاد: (الجِبَال الصِّغارُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و، وَبِه فَسّرَ قَولَ الطِّرِمّاح السَّابِق، قَالَ: أَي تَجْتَنِي جُدّــادَ هاذه الأَرضِ، وَفِي بعض النُّسخ حِبال: بالحاءِ، وَهُوَ تصحيفٌ.
(و) } الــجَدّــادُ: (ككَتَّانٍ: بائعُ الخَمْرِ) ، أَي صَاحب الحانُوتِ الَّذِي يَبِيع الخَمْرَ، (ومُعَالِجُهَا) ، ذَكَرَه ابْن سَيّده. وذَكرَه الأَزهريُّ عَن اللَّيث. وَقَالَ الأَزهريُّ: هَذَا حاقُّ التَّصْحِيفِ الّذي يَستَحِي مِن مِثله مَنْ ضَعُفَت مَعرفتُه، فَكيف بِمن يَدَّعِي المعرفةَ الثاقبةَ وَصَوَابه بالحاءِ.
(و) {الــجِدَــاد، (ككِتَاب: جمْع جَدُــودٍ) كقِلاَص وقَلُوص (للأَتانِ السَّمِينَة) ، قَالَه أَبو زيد. قَالَ الشّمّاخ: قَالَه أَبو زيد. قَالَ الشّمّاخ:
كأَنَّ قُتُودي فَوقَ جأْبٍ مُطَرَّدٍ
من الحُقْب لاحَتْه الــجِدَــادُ الغوارزُ
(} والــجَديدَانِ {والأَــجَدّــانِ: اللَّيلُ والنَّهَار) ، وذالك لأَنّهما لَا يَبلَيانِ أَبداً. وَمِنْه قَول ابْن دُريد فِي الْمَقْصُورَة.
إِنَّ} الــجَدِــيدَيْن إِذا مَا اسْتَوْلَيَا
على جَدِــيدٍ أَدَّيَاه للْبِلَى
( {والــجَدْجَدُ) كفَدْفَد: (الأَرْضُ) الملساءُ، والغَليظة، وَفِي (الصّحاح) (الصُّلْبَةُ المُستوِيَة) . وأَنشد لابْن أَحمرَ الباهليّ:
يجني بأَوظِفَةٍ شِدَادٍ أَسْرُهَا
صُمِّ السَّنَابكِ لَا تَقِي} بالــجَدْجَدِ
وَقَالَ أَبو عَمرٍ و: {الــجَدْجَدُ: الفَيْفُ الأَملسُ.
(و) الــجُدجُد، (كهُدْهُد: طُوَيْئرٌ) ، تَصغير طَائِرٍ، يَصِرُّ باللَّيْل. وَقَالَ العَدَبَّسُ: هُوَ الصَّدَى، والجُنْدب:} الــجُدْجُد. والصَّرْصَر: صَيَّاحُ اللَّيلِ، وَقيل هُوَ صَرّارُ اللَّيلِ. وَهُوَ قَفّازٌ وَفِيه (شِبْه) من (الجَرَاد) ، والجمْع الــجَدَــاجِد. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: هِيَ دُوَيْبَّة تَعْلَقُ الإِهَابَ فتأْكلُه. (و) الــجُدْجُد: (بَثْرَةٌ تَخرُجُ فِي أَصْل الحَدَقة) . وكلُّ بَثْرَةٍ فِي جَفْنِ العَين تُدْعَى الظَّبْظَاب. قَالَ شَيخنَا: قَالُوا: هَذَا إِطلاقُ بني تَميم، وقَول العامّةِ كُدْكُد غلطٌ، قَالَه الجَواليقيّ، قَالَ ورَبيعةُ تُسمِّيهَا القَمَع.
(و) عَن ابْن سَيّده: الــجُدْجُد: (دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَبِ) إِلاّ أَنّها سُويداءُ قَصِيرَة، وَمِنْهَا مَا يَضْرِبُ إِلى الْبيَاض وَيُسمى صَرْصراً. (و) الــجُدْجُد (: الحِرُ العَظِيمُ) ، وَهُوَ تَصحيف فاحشٌ والصّواب (الحَرُّ) ؛ كَذَا فِي كُتب الْغَرِيب. وأَنشد للطِّرِمّاح:
حتَّى إِذا صُهْبُ الجَنادبِ وَدَّعَتْ
نَوْرَ الرَّبيعِ ولاَحَهُنَّ الــجُدْجُدُ
( {والــجَدَّــاءُ) : المرأَةُ (الصَّغِيرةُ الثَّدْيِ) وَفِي حَدِيث عليَ فِي صِفة امرأَة (قَالَ: إِنها} جَدَّــاءُ) أَي قَصيرةُ الثَّدْيَينِ. (و) الــجَدَّــاءُ من الغَنَم والإِبِل (المَقْطُوعَةُ الأُذُنِ. و) قيل: الــجَدّــاءُ من كُلِّ حَلُوبة (: الذَّاهِبةُ اللَّبَنِ) عَن عَيْبٍ. {والــجَدُــودَة: القليلةُ اللَّبَن من غَيرِ عَيبٍ. والجمْع} جدائدُ {وجِدَــادٌ. (و) الــجَدّــاءُ: (الفَلاةُ بِلَا ماءٍ) . ومَفَازةٌ جَدّــاءُ: يابسةٌ. قَالَ:
وجَدَّــاءَ لَا يُرْجَى بهَا ذُو قَرَابَةٍ
لِعَطْفٍ وَلَا يَخشَى السُّمَاةَ رَبِيبُها
السُّمَاة: الصَّيَّادون. ورَبِيبُها: وَحْشُهَا، قَالَه أَبو عليّ الْفَارِسِي.
(و) جَدْــاءُ: (ة، بالحِجاز) ، قَالَ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ:
بَغَيتُهُم مَا بينَ جَدّــاءَ والحَشَى
وأَورَدْتُهمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا
(و) فِي (التَّهْذِيب) ، وَقَوْلهمْ: (صَرَّحَت} جِدّــاءُ) ، غير منصرف، ( {وبــجِدٍّ) ، منصرف، (} وبــجِدَّ، ممنوعَةً) من الصّرْف، (! وبِــجِدَّــانَ) ، بِالدَّال الْمُهْملَة، وبجِذّانَ، بِالْمُعْجَمَةِ، وأَورده حَمْزَة فِي أَمثاله، وبقِدّانَ وبقِذّانَ وبجِلْدَانَ وجِلْدَا، والأَخيران من مجمع الأَمثال. وبقِرْدَحْمَةَ وبقِرْذَحْمَةَ. وأَخْرَجَ اللَّبَنُ رغوتَه، كلّ ذَلِك (يُقَال فِي شيْءٍ وَضَحَ بعدَ الْتباسِهِ) ، ويقَال جِلْذَان وجِلْدَان صحراءُ. يَعنِي بَرَزَ الأَمرُ إِلى الصحراءِ بَعْدَمَا كَانَ كتوماً، كَذَا فِي (اللّسَان) . قَالَ الصغانيّ: (وَهُوَ على الْجُمْلَة اسمُ مَوْضعٍ بِالطَّائِف لَيِّن مُستوٍ كالرَّاحَة لَا حَجَر) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب (لَا خَمَرَ) ، كَمَا هُوَ بخطّ الصاغانيّ (فيهِ يُتَوارَى بِهِ. والتاءُ) فِي صَرَّحَتْ (عبَارَة عَن القصَّة أَو الخُطَّة) ، كأَنّه قِيل: صَرّحَت القِصَّة أَو الخُطّةُ أَو نَحْو ذالك مِمَّا يَقتضيه المقامُ. قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ مأْخُوذٌ من كَلَام الميدانيّ.
(و) عَن ابْن السِّكِّيت: (الــجَدُــودُ) ، بالفتْح: (النَّعْجَةُ) الّتي (قَلَّ لَبنُها) من غير بأْسٍ وَيُقَال للعَنْز: مَصُورٌ وَلَا يُقَال جَدُــودٌ.
(و) جَدُــود: (ع) بعَيْنه من أَرض تَميم، قَريب من حَزْن بني يَربوع بن حَنظَلَةَ، على سَمْتِ اليَمامة، فِيهِ ماءٌ يُسمَّى الكُلاَب، وكانتْ فِيهِ وَقْعَةٌ مرّتين يُقَال للكُلاَب الأَوّلِ يومُ جَدُــود، وَهي لتَغلِبَ على بَكْرِ بن وائِلٍ، قَالَ الشاعِر:
أَرَى إِبِلي عَافَتْ جَدُــودَ فَلَم تَذُقْ
بهَا قَطْرَةً إِلاّ تَحِلّةَ مُقْسِمِ
( {وتَــجَدَّــدَ الضَّرْعُ: ذَهَبَ لَبَنُه) ، قَالَ أَبو الهيْثَم: ثَدْيٌ أَــجَدُّ، إِذَا يَبِس. وجَدَّ الثّديُ والضَّرعُ وَهُوَ يَــجَدُّ جَدَــداً.
(والــجَدَــدُ، محرّكةً) : وَجْهُ الأَرض، وَقد تقدّم، و (مَا اسْتَرقَّ من الرَّمْلِ) وانحَدَرَ. وَقَالَ ابْن شُميل: الــجَدَــدُ: مَا استوَى من الأَرضِ وأَصحَرَ. قَالَ والصَّحْرَاءُ} جَدَــدٌ، والفضاءُ جَدَــدٌ لَا وَعْثَ فِيهِ وَلَا جَبَلَ وَلَا أَكَمَةَ، وَيكون وسعاً وقَليلَ السَّعَةِ، وَهِي أَــجْدادُ الأَرضِ. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ (كَانَ لَا يُبالِي أَن يُصلِّيَ فِي المكانِ الــجَدَــدِ) أَي المستوِي من الأَرض.
(و) الــجَدَــدُ: (شِبْهُ السِّلْعَة بعُنُقِ البَعِير. و) الــجَدَــد: (الأَرضُ الغَليظَةُ) ، وقِيل: الأَرضُ الصُّلْبَة، وَقيل: (المسْتَوِيَة) ، وَفِي المثَل (مَن سَلَكَ الــجَدَــدَ أَمِنَ العِثَارَ) ، يُرِيد: مَن سَلَكَ طَريقَ الإِجماعِ. فكَنَى عَنهُ بالــجَدَــد.
(وأَــجَدَّ: سَلَكَها) ، أَي الــجَدَــدَ، أَو صَار إِليها.
وأَــجَدَّ القَوْمُ عَلَوْا جديدَ الأَرضِ، أَو رَكِبوا جَدَــدَ الرَّمْل. وأَنشد ابْن الأَعرابيّ.
{أَــجْدَــدْنَ واسْتَوَى بهنَّ السَّهْبُ
وعارَضَتْهنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ
(و) أَــجَدَّ (الطَّرِيقُ) ، إِذا (صَارَ جَدَــداً) .
(و) قَالُوا: هاذا عربيٌّ جِدًّــا، نَصبُه على الْمصدر، لأَنّه لَيْسَ من اسمِ مَا قبله وَلَا هُوَ هُوَ. وَقَالُوا: هَذَا العالِم جِدُّ العالِمِ، وهاذا (عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ، بِالْكَسْرِ) ، أَي (مُتَنَاهٍ بالِغُ الغايَةِ) فِيمَا يُوصَفُ بِهِ من الخِلال.
(} وجَادَّهُ) فِي الأَمر {مُجادَّةً (حاقَقَه) وأَــجدَّ حَقُقَ، وَقد تَقَدّم.
(وَمَا عَلَيْهِ جُدَّــة، بِالْكَسْرِ والضّمّ) ، أَي (خِرْقَةٌ) . وحكَى اللِّحْيَانيّ: أَصبَحَت ثيابُهم خُلْقَاناً، وخَلقُهُم جُدُــداً. أَرادَ: وخُلقَانهم} جُدُــداً فَوضع الواحدَ مَوضِع الجمْع.
(! وأَــجَدَّــتْ قَرُونِي مِنْهُ) ، بالفَتْ، أَي نفْسي، إِذا أَنتَ (تَرَكْتَهُ) .
(والــجَدِــيد) : مَا لَا عَهْدَ لَك بِهِ، ولذالك وُصِفَ (المَوْتُ) بالــجديد، هُذليّة. قَالَ أَبو ذُؤيب:
فقُلْتُ لقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ للمَوْتِ الــجَدِــيدِ حِبَابُهَا
وَقَالَ الأَحفش والمُغَافِص الباهليّ: جَديدُ الْمَوْت: أَوّلُه.
(و) الــجَديد: (نَهرٌ باليَمامةِ) أَحْدَثَهُ مَرْوَانُ بنُ أَبي الجنُوب.
(و) عَن أَبي عَمرٍ و: (أَــجِدَّــك لَا تَفْعَلُ) ، بِفَتْح الْجِيم وكسرهَا، وَالْكَسْر أَفصح، ولذالك اقتصرَ عَلَيْهِ، مَعْنَاهُمَا: مالَك أَــجِدًّــا مِنْك. ونصبهما على المصْدر. قَالَ الجوهَرِيّ: مَعْنَاهُمَا وَاحِد، و (لَا يُقال) أَي لَا يُتكلَّم بِهِ وَلَا يُستعمَل (إِلاَّ مُضافاً) ، وَقَالَ الأَصمعيّ: أَــجِدَّــك، مَعْنَاهُ أَبِــجِد هاذا مِنْك، ونصبهما بطرْح الباءِ. (و) قَالَ اللَّيث: (إِذا كُسِرَ) الجِيم (استحلَفَهُ بحقيقته) وَجهدِّه، (وإِذا فُتِحَ استحلفَه بِبَخْتِه) وجَدّــه. وَفِي حَدِيث قُسَ:
أَــجِدَّ كَمَا لَا تَقْضِيَانِ كَرَاكُمَا
أَي أَبــجِدَ مِنْكُمَا. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَــجِدَّــك مصدر، كأَنّه قَالَ أَــجِدًّــا مِنْك، ولاكنه لَا يُستعمَل إِلاَّ مُضَافا. (و) قَالَ ثَعْلَب: مَا أَتاك فِي الشّعر من قَوْلك أَــجِدَّــك فَهُوَ بِالْكَسْرِ، و (إِذَا قُلْت بِالْوَاو فَتحْت: {وَــجَدِّــكَ لَا تَفْعَل) وإِنّمَا وَجَبَ الفَتْح لأَنّه صَار قَسَماً، فكأَنّه حَلَف} بــجَدّــه والدِ أَبِيه كَمَا يَحلِف بأَبِيه. وَقد يُرَاد القَسمُ بــجَدِّــه الَّذِي هُوَ بَخْتُه. وَقَالَ الشَّيْخ ابْن مَالك فِي (شرْح التسهيل) : وأَمّا قَوْلهم أَــجِدَّــك لَا تَفعلْ، فأَجازَ فِيهِ أَبو عليّ الفارسيُّ تَقديرَين: أَحدهما أَن تكون لَا تَفعل مَوضِع الحالِ، وَالثَّانِي أَن يكون أَصلُه أَــجِدّــك أَن لَا تَفعل، ثمّ حُذِفت أَنْ وبَطَلَ عَملُها. وَزعم أَبو عليَ الشَّلوبِينُ أَنَّ فِيهِ مَعْنَى القسَمِ. وَفِي الارتشاف لأَبي حَيّان: وَهَا هُنَا نُكْتَة، وَهِي أَنّ الاسمَ المضافَ إِليه جِدّ حَقُّه أَن يُنَاسب فاعِلَ الفِعْل الَّذِي بعدَه فِي التَّكلّم والخِطَاب والغَيْبَة، نَحْو أَــجِدّــي لَا أُكرِمك، أَــجِدَّــك لَا تَفعل، وأَــجِدَّــه لَا يَزورنا. وعلّة ذالك أَنَّه مصدر يُؤكِّد الجُملَة الّتي بعده، فَلَو أَضفْته لغير فاعِله اختلَّ التَّوكيد. كَذَا نقلَه شيخُنا فِي شَرحه.
( {والجَادَّة: مُعْظَمُ الطَّرِيقِ) ، وَقيل سَواؤُه، وَقيل، وَسَطُه، وَقيل: هِيَ الطَّريق الأَعظمُ الّذي يَجمع الطُّرُقَ وَلَا بُدَّ من المُرور عَلَيْهِ. وَقيل:} جادّة الطريقِ: مَسلَكُه وَمَا وَضَحَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: الجَادّةُ: الطَّريقُ إِلى الماءِ. وَقَالَ الزّجّاج كلّ طريقَةٍ {جُدّــةٌ} وجَادّةٌ. وَقَالَ الأَزهريّ: وجَادّةُ الطَّريقِ سُمِّيَتْ جادّةً لأَنّهَا خُطَّةٌ مَلْحُوبَةٌ. (ج {جَوَادُّ) بتَشْديد الدَّال. وَقَالَ اللَّيث:} الجَادُّ يُخفّف ويُثقّل، أَما التَّخْفِيف فاشتقاقُها من الجَوَادِ إِذَا أَخرجَه على فِعْله، والمشدَّد مَخرَجه من الطّرِيق الــجَدَــد الواضِح. قَالَ أَبو مَنْصُور قد غلَطَ اللَّيثُ فِي الْوَجْهَيْنِ مَعًا، أَمَّا التّخفيف فَمَا عَلِمت أَحداً من أَئمّة اللُّغةِ أَجازَ، وَلَا يجوز أَن يكون فِعلُه من الجَواد بمعنَى السَّخِيّ. وأَما قَوله: إِذا شُدِّد، فَهُوَ من الأَرض الــجَدَــد، فَهُوَ غير صَحِيح، إِنّمَا سُمِّيَت المَحَجَّةُ المسلوكَةُ جادّةً لأَنّهَا ذَاتُ جُدّــةٍ وجُدُــود، وَهِي طُرُقَاتُهَا وشُرُكُهَا المخطَّطَة فِي الأَرض، وكذالك قَالَ الأَصمعيّ، وَقَالَ فِي قَول الرَّاعي:
فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العتَاقُ وَقد بَدَا
لَهُنّ المَنَارُ والجَوَادُ اللَّوَائحُ
قَالَ: أَخطأَ الرّاعي حَيْثُ خفَّفَ الجَوَادَ، وَهِي جمّع الجَادّة من الطُّرق الَّتِي بهَا جُدَــد.
( {وجُدٌّ، بالضّمّ: ع) ، حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ، وَهُوَ اسْم ماءٍ بالجَزيرة. وأَنشد:
فَلَو أَنّهَا كانَتْ لِقَاحِي كَثيرةً
لقدْ نَهِلَتْ من ماءٍ جِدَ وعَلَّتِ
ويُرْوَى: من ماءِ حُدَ، وسيأْتي.
(وجُدُّ الأَثَافِي وّــجُدُّ المَوَالِي: مَوْضِعَان بعَقِيقِ المَدِينة) ، على صاحِبها أَفضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
(} وجُدَّــانُ، مُشدَّدةً: ع) كأَنّه تَثنية جُدّ.
(و) جُدّــانُ (بنُ جَدِــيلَةَ بنِ أَسَد بن رَبيعَة) الفَرَسِ أَبو بطْنٍ كَبير، وَهُوَ بخطّ الصاغَانيّ بِفَتْح الْجِيم.
( {والــجَدِــيدَة قرْيتَان بمِصْرَ) ، إِحداهما من الشَّرْقِيّة، وَالثَّانِي من المرْتاحيّة.
(ومُصَغَّرَةً: الــجُدَــيِّدةُ: قَلعَةٌ حَصِينةٌ قُرْبَ حِصْنِ كِيفَي) ، وَفِي (التكملة) أَعمالُها متَّصلة بأَعمال حِصْن كِيفَى.
(و) } الــجُدَــيِّدة: (ع بنــجْد، فِيهِ رَوْضَةٌ) ومناقعُ ماءٍ، وَهُوَ عامرٌ الآنَ بَين الحَرَمين.
(و) الــجُدَــيِّدَة: (ماءٌ بالسَّمَاوَةِ) لبنِي كَلْبٍ.
(وأَــجْدَــادٌ) ، بِلَا لَام، وَالصَّوَاب الأَــجدادُ (ع) لبني مُرّةَ وأَشْجَعَ وَفَزارةَ. قَالَ عُرْوَةُ بن الوَرْد:
فَلَا وأَلَتْ تِلكَ النُّفُوسُ وَلَا أَتَتْ
على رَوْضَةِ الأَــجدادِ وهْيَ جَميعُ
(وذُو الــجَدَّــينِ) ، بِالْفَتْح، (عبدُ الله بن الحارثِ) بن هَمَّام، (وعَمْرُو بنُ رَبيعة) بن عَمرو (فارسُ الضَّحْيَاءِ) ، وَيُقَال إِن فارسَ الضّحياءِ هُوَ بِسْطَام بنَ قَيسِ بن مَسْعُود بن قَيس بن خالدٍ الشَّيبانيّ، وهما قَولَانِ.
(وكزُبَيرٍ: {جُدَــيدُ بنَ خَطّابٍ الكَلبيُّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْر) ، وروَى عَن عبد الله بن سَلاَمٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
هاذا الطَّريقُ أَــجَدُّ الطّريقَيْنِ، أَي أَوْطَؤُهما وأَشدُّهما اسْتِوَاء وأَقلُّهما عُدَوَاءَ.} وأَــجدّــتْ لَك الأَرضُ، إِذا انقطَعَ عَنْك الخَبَارُ ووَضَحَت.
قَالَ أَبو عُبيدٍ: وجاءَ فِي الحَدِيث (فأَتَيْنَا عَلَى {جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ) قيل: الــجُدْجُد، بالضَّمّ: البِئرُ الكثيرةُ الماءِ. قَالَ أَبو عُبيد: وهاذا لَا يُعرف إِنّما الْمَعْرُوف الــجُدّ، وَهِي الْبِئْر الجَيِّدة الموضعِ من الكَلإِ. قَالَ أَبو مَنْصُور وهاذا مِثلُ الكُمْكُمة للكُمّ، والرَّفْرَفَة للرَّفّ.
وسَنةٌ جَدّــاءُ: مَحْلَةٌ. وعامٌ أَــجَدُّ. وشاةٌ جَدّــاءُ: قليلةُ اللّبَن يابسَةُ الضَّرْع، وكذالك النَّاقة والأَتانُ.
} والــجَدُــودَة: القليلةُ اللَّبَنِ من غير عَيْب، والجمْع جَدائدِ. وَقَالَ الأَصمعيّ: جُدّــتْ أَخلافُ النّاقةِ، إِذا أَصابَها شيْءٌ يَقطَع أَخلافَها.! والمُــجَدَّــدة: المُصرَّمة الأَطباءِ. وَعَن شَمرٍ: الــجَدّــاءُ الشَّاةُ الّتي انقطَعَ أَخلافُهَا. وَقَالَ خالدٌ: هِيَ المقطوعةُ الضَّرْعِ، وَقيل هِيَ اليابسةُ الأَخلافِ إِذا كَانَ الصِّرَارُ قد أَضَرَّ بهَا. والــجَدَّــاءُ من الغَنم والإِبل: المقطوعةُ الأُذنِ.
وَقَوْلهمْ {جَدّــدَ الوضوءَ، والعَهْدَ، على المَثَلِ.
وكِساءٌ مُــجَدَّــدٌ: فِيهِ خُطُوطٌ مختلِفة.
وَفِي حَدِيث أَبي سُفيانَ (جُدَّ ثَدْيَا أُمِّك) أَي قُطِعَا، وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِ بالقَطِيعة، قَالَه الأَصمعيّ. وَعنهُ أَيضاً: يُقَال للنّاقَة إِنّها} لَمُــجِدَّــةٌ بالرَّحْل، إِذا كَانَت جادّةً فِي السَّيْر. قَالَ الأَزهريّ: لَا أَدرِي أَقال مِــجَدَّــة أَو مُــجِدَّــة: فَمن قَالَ {مِــجَدَّــة فَهِيَ من} جَدّ {يَــجِدّ، وَمن قَالَ} مُــجِدّــة فَهِيَ من {أَــجدَّــت.
وَعَن الأَصمعيّ: يُقَال: لفُلان أَرضٌ} جادُّ مِائَةِ وَسْقٍ، أَي تُخْرِجُ مِائَةَ وَسْقٍ إِذا زُرِعَتْ. وَهُوَ كلامٌ عَربيّ. {والجادُّ بِمَعْنى المــجدُــود.
وَقَالَ اللِّحيانيّ:} جُدَــادَةُ النَّخْلِ وغيرِه: مَا يُستأْصَل.
{وجَدِــيدَتَا السَّرْجِ والرَّحْلِ: اللِّبْدُ الّذي يَلزِق بهما من الباطِن. قَالَ الجوهريّ: وهاذا مُوَلّد.
وَقَوْلهمْ: فِي هاذا خَطَرٌ جِدُّ عَظيم، أَي عظيمٌ جِدًّــا.
وجَدَّ بِهِ الأَمرُ: اشتَدَّ، قَال أَبو سَهْم:
أَخالدُ لَا يَرْضَى عَن العَبْدِ رَبُّه
إِذَا جَدَّ بالشَّيخ العقُوقُ المُصمِّمُ
وَعَن الأَصمعيّ: أَــجدَّ فُلانٌ أَمْرَه بذالك، أَي أَحكَمَه. وأَنشد:
أَــجَدَّ بهَا أَمْراً وأَيْقَنَ أَنَّه
لَهَا أَوْ لأُخْرَى كالطَّحِينِ تُرَابُهَا
} وجُدَّــان بن جَدِــيلة، بالضّمّ: بطنٌ من ربيعَة.
! والــجُدّــاد كرُمْان: صِغَارُ العِضَاهِ. وَقَالَ أَبو حنيفَة: صِغَارُ الطَّلحِ، والواحدةُ جُدّــادةٌ.
وَفِي الحَدِيث: (احُبِسِ الماءَ حَتَّى يَبلُغَ الــجَدَّ) ، قَالَ ابْن الأَثير هِيَ هَا هُنَا المُسنَّة، وَهُوَ مَا وقَعَ حَولَ المَزرعةِ كالــجِدَــار، وَقيل هُوَ لُغَةٌ فِي الــجِدار، (ويُروَى الــجُدُــر، بالضّمّ جمْع جِدار) ويُروَى بالذّال وسيأْتي.
والــجَدُّ بن قَيْسٍ لَهُ ذِكْر.
{والــجِدِّــيّة بِالْكَسْرِ: قَرْيَة قُرْبَ رَشيد.
} وجُدَــادٌ كغُراب: بطنٌ من خَوْلان، مِنْهُم اللَّيْثُ بن عَاصِم، وأَخوه أَبو رَجب العَلاَءُ بن عَاصِم إِمام جَامِع مصر، وجَدُّــهما لأُمِّهما مِلْكَانُ بن سَعْد {- الــجُدَــاديّ، كَانَ شريفاً بِمصْر. وأُسيد الخَولانيّ الــجُدَــاديّ، شَهِدَ فتْحَ مصر وصَحِبَ عُمَر.
وَعبد الملِك بن إِبراهِيمَ الــجِدّــي، وقاسم بن مُحَمَّد الــجِدّــي، وحَفْص بن عُمَر} - الــجِدّــيّ، وأَحمد بن سَعِيد بن فَرْقَد الــجِدّــي، وَعبد الله بن إِبراهيم الــجِدّــي، وعليّ بن محمّدٍ القَطّان الــجِدّــي، كلّ هاؤلاءِ بكسرِ الْجِيم، مُحدِّثُون.
وبفتح الْجِيم أَبو سعيد بن عَبْدُوس الــجَدّــي، سمعَ من مالكٍ.
وأَبو عبد الله مُحَمَّد بن عُمر! - الــجَدِــيديّ، من أَهلِ بُخَارَا، زاهدٌ عابدٌ حدّثَ عَنهُ أَبو منصورٍ النَّسفيّ.
وَعبد الْجَبَّار بن عبد الله بن أَحمد بن الــجِدّ الحربيّ، بِكسر الْجِيم محدّث، هكاذا ضَبطه مَنْصُور بن سُليم.
وَبَنُو جُدَــيد، كزُبير: بطنٌ من الْعَرَب.
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: جُدَــدٌ بِيضٌ .
قال: الجبال طريقة بيضاء، وطريقة خضراء، وهذا مثل ضربه الله للعباد لكي يخافوه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قد غادر النّسع في صفحاتها جددا ... كأنّها طرق لاحت على أكم