Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تربد

تُرْبِد

تُرْبِد: (وقد ضبطها فريتاج تربَد بفتح الباء وهو خطأ في السريانية تُربيد): نبات Convolvulus turpethum ( أنظر فولر وباين سمث 1453).
تربد معدني: راسب أصفر من الزئبق (بوشر).

ربد

ربد: في المعجم اللاتيني - العربي: ( conatus) nisus: معْزَمٌ مُربدٌ. ولا أدري كيف أن هذه الكلمة أصبحت تدل على معنى الجهد والكدّ.
(ر ب د) : (الْمِرْبَدُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُحْبَسُ فِيهِ الْإِبِلُ وَغَيْرُهَا (وَالْجَرِينُ) أَعْنِي مَوْضِعَ التَّمْرِ يُسَمَّى مِرْبَدًا أَيْضًا.
(ربد)
بِالْمَكَانِ ربدا وربودا أَقَامَ وَفُلَانًا ربدا حَبسه وَالتَّمْر خزنه فِي المربد

(ربد) ربدة اخْتَلَط سوَاده بكدره فَهُوَ أَرْبَد وَهِي ربداء (ج) ربد
(ربد) - في حَديث صَالِح بن عَبْدِ الله بن الزُّبَيْر: "أنَّه كان يَعْمَل رَبَدًا بمكَّة"
الرَّبَد: الطِّينُ، أي بِنَاءٌ من طِينِ، والرَّبَّادُ: الطَّيَّانِ بِلُغَة أهلِ اليَمَنِ.
وقيل: بالزَّاىِ والنُّونِ، وهو بالرَّاء والبَاءِ، من الرَّبَدِ، وهو الحَبْس, لأنه يَحبِس المَاءَ.

ربد


رَبَدَ(n. ac. رُبُوْد)
a. [Bi], Remained, stayed in (place).
b.(n. ac. رَبْد), Tied, fastened, bound.
تَرَبَّدَa. Became cloudy, overcast (sky); was
gloomy, austere, severe.
إِرْبَدَّa. Was ash-colour, dustcolour.

رَبْدa. see 3t
. —
رُبْدَة
3t
رَبَد
Ash colour, ashen hue.
أَرْبَدُ
(pl.
رُبْد)
a. Ashen.

مِرْبَد
(pl.
مَرَاْبِدُ)
a. Place of confinement, prison.
b. Enclosure.
c. Open space in which dates are dried.

رَاْبِدa. Hoarder, treasurer.

رَبِيْدa. Preserved dates.
ر ب د : الرُّبْدَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ لَوْنٌ يَخْتَلِطُ سَوَادُهُ بِكُدْرَةٍ وَشَاةٌ رَبْدَاءُ وَهِيَ السَّوْدَاءُ الْمُنَقَّطَةُ بِحُمْرَةٍ وَبَيَاضٍ وَرَبَدَ بِالْمَكَانِ رَبْدًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَقَامَ وَرَبَدْتُهُ رَبْدًا أَيْضًا حَبَسْتُهُ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الْمِرْبَدِ وِزَانِ مِقْوَدٍ وَهُوَ مَوْقِفُ الْإِبِلِ وَمِرْبَدُ النَّعَمِ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ مِيلٍ وَالْمِرْبَدُ أَيْضًا مَوْضِعُ التَّمْرِ وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا مِسْطَحٌ. 
ربد وَقَالَ [أَبُو عبيد] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام [قَالَ -] اللَّهُمَّ اسقنا فَقَامَ أَبُو لبَابَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن التَّمْر فِي المرابد فَقَالَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ اسقنا حَتَّى يقوم أَبُو لبَابَة عُريانا يسدّ ثَعْلَب مربده بِإِزَارِهِ أَو بردائه قَالَ: فمُطِرنا حَتَّى قَامَ أَبُو لبَابَة وَنزع إزَاره فَجعل يسد ثَعْلَب مربده بِإِزَارِهِ. 81 / الف

ثَعْلَب قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: المربد هُوَ الَّذِي / يَجْعَل فِيهِ التَّمْر عِنْد الْجذاذ قبل أَن يدْخل إِلَى الْمَدِينَة وَيصير فِي الأوعية. و
ر ب د

نعامة ربداء ونعام ربد وظليم أربد ونمر أربد. وفيه ربدة وهي نحو الرمدة وهي لون الرماد. وتربّدت السماء، والسماء مــتربدة: متغيمة. وربدت الشاة: أضرعت فرؤيَ في ضرعها لمع سواد. وقد تربد ضرعها. قال:

إذا والد منها تربّد ضرعها ... جعلت لها السكين إحدى القلائد

أراد ذات ولد هو في بطنها. وتربد وجهه من الغضب. واربدّ وارمدّ. وأبيض في متنه ربد وهي فرنده. وربدت الإبل: ربطتها، والإبل في المربد وهو الموضع الذي تربد فيه، جعل حابساً حيث بني على مفعل. وقيل: مربد البصرة، ومربد المدينة وهو متسع كانت الإبل تربد فيه للبيع وهو مجتمع العرب ومتحدّثهم. والتمر في المربد وهو البيدر لأن التعمر يربد فيه فيشمس. يقال: ربدت تمرك بداً حسناً.

ومن المجاز: داهية ربداء: منكرة. وعام أربد: مقحط. قال الركّاض:

إني إذا ما كان عام أربد ... وابتعد السعر وخف المرفد

عندي مواساة لها لا تنفد

أي للفرس. والمرفد القدح الكبير.
ربد
الرُبْدَةُ في لَوْنِ النعَامِ: قِطْعَةٌ كَدْرَاءُ وأخْرى سَوْدَاءُ. ورُبَدُ السَيْفِ: فِرِنْدُه.
والأرْبَدُ: ضَرْب من الحَياتِ خَبِيْثُ. وإذا غَضِبَ الإنسانُ: تَرَبدَ وَجْهُه؛ وهو أرْبَدُ. وارْبَدَّ أيضاً. وإذا أضْرَعَتِ الشّاةُ قيل: رَبَدَتْ. وتَرَبَدَ ضَرْعُها: إذا تَلَمَّعَ بسَوَادٍ وبَيَاضٍ خَفِي. والأرْبَدُ: من صِفَاتِ النمِرِ.
والعَنْزُ تُدْعى: رِبْدَةَ. وتُدْعى للحَلَبِ فَيُقَال: رِبْدَهْ رِبْدَه. وداهِيَةٌ رَبْدَاءُ: مُنْكَرَةٌ. وعام أرْبَدُ. والمِرْبَدُ: مُتسَع بالبَصْرَةِ؛ وكذلك بالمَدِيْنَةِ. ومِرْبَدُ الخَيْلِ والإبل: مَحْبِسُها، يُقال: رَبَدَهُ، أي حَبَسَه.
والذي يَجْعَلُ فيه الجَدّادُ التَمْرَ؛ وهو مُتسَعٌ من الأرْضِ بمنزلةِ البَيْدَرِ. وشِبْهُ حُجْرَةٍ في كُل دارٍ مما يَلي المَرَافِقَ. وخَشَبَةٌ تُجْعَلُ على بابِ الحَظِيْرَةِ. ويُقال: رَبَدَ تَمْرَه يَرْبُدُه: أي شَمَّسَه ويَبسَه. ورَبَدَ بالمَكَانِ: أقامَ به؛ رُبُوْداً، فهو رابِدٌ.
ربد وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن مَسْجده كَانَ مِربدا ليتيمين فِي حَجْر مُعَاذِ بْن عفراء - معاذٍ ومعوَّذٍ وعوفٍ بَنو عفراء - فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمَا معوذ [بْن -] عفراء فَجعله للْمُسلمين فناه رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم مَسْجِدا. قَالَ الْأَصْمَعِي: المربد كل شَيْء حُبست بِهِ الْإِبِل / وَلِهَذَا قيل: مربد النعم 29 / الف الَّذِي بِالْمَدِينَةِ. وَبِه سمي مربد الْبَصْرَة إِنَّمَا كَانَ مَوضِع سوق الْإِبِل وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ من غير هَذِه الْمَوَاضِع أَيْضا إِنَّه إِذا حُبست بِهِ الْإِبِل فَهُوَ مِربد وأنشدنا الْأَصْمَعِي: [الطَّوِيل]

عَواصِيَ إِلَّا مَا جَعَلتُ وَرَاءَهَا ... عَصا مِربدٍ تغشى نحورًا واذرُعَا

يَعْنِي بالمربد هَهُنَا عَصا جعلهَا مُعْتَرضَة على الْبَاب تمنع الْإِبِل من الْخُرُوج سَمَّاهَا مربدًا لهَذَا والمربد أَيْضا مَوَاضِع التَّمْر مثل الجرين والبَيْدَر للحنطة والمربد بلغَة أهل الْحجاز والجرين لَهُم أَيْضا والأندر لأهل الشَّام والبيدر لأهل الْعرَاق. 
[ربد] فيه: أن مسجده كان "مربدا" ليتيمين، هو الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم، وبه سمي مربد المدينة والبصرة، وهو بكسر ميم وفتح باء من ربد بالمكان إذا أقام فيه وربده إذا حبسه، والمربد أيضًا موضع يجعل فيه التمر لينشف. ومنه: حتى يقوم أبو لبابة يسد ثعلب "مربده" بازاره، يعني موضع تمره. وفيه: يعمل "ربدا" بمكة، هو بفتح باء الطين، والرباد الطيان أي بناء من طين كالسكر، ويجوز كونه من الربد الحبس لأنه يحبس الماء، ويروى بالزاي ويجيء. وفيه: إذا نزل عليه الوحي "اربد" وجهه أي تغير إلى الغبرة، وقيل الربدة لون بين السواد والغبرة. ومنه: أي قلب أشربها- أي الفتنة - صار "مربدا" وروى "مربادا" يريد اربداده معنى لا صورة فإن لون القلب إلى السواد ما هو. ومنه: قام من عند عمر "مربد" الوجه. ك: فحضرت العصر "بمربد" النعم فصلى، أي بالتيمم لما في الأخرى وهو بالكسر عند الجمهور وبفتح عند بعض وبمهملة في أخره على ميلين من المدينة. ن: كرب لذلك و"تربد" وجهه، أي علته غبرة وصار كلون الرماد، وروى: وهو محمار الوجه، فلعل حمرته كدرة، أو أنه في أوله تربد ثم تحمر أو بالعكس. وفيه: أسود "مربادا" بوزن محمار، وروى: مربئدا، بهمزة مكسورة بعد باء على لغة من فر من الساكنين، وتفسيره بشدة البياض في سواد تصحيف، وصوابه شبه البياض في سواد. ط: كالرماد وهو أنكر أنواع السواد بخلاف ما يشوبه صفاء وطراوة.
ربد جخا وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث حُذَيْفَة تُعرض الْفِتَن على الْقُلُوب عَرْض الْحَصِير فَأَي قلب أشربها نكتت فِيهِ نُكْتَة سَوْدَاء وَأي قلب أنكرها نكتت فِيهِ نُكْتَة بَيْضَاء حَتَّى تكون الْقُلُوب على قلبين: قلب أَبيض مثل الصفاء لَا تضره فتْنَة مَا دَامَت السَّمَاوَات وَالْأَرْض وقلب أسود مُرْبَدّ كالكوز مُجَخِّيا وأمال كَفه لَا يعرف مَعْرُوفا وَلَا يُنكر مُنْكرا. قَالَ أَبُو عَمْرو وَأَبُو زِيَاد الْكلابِي وَغَيرهمَا: قَوْله: مُرْبَدّ هُوَ لون بَين السوَاد والغبرة وَهُوَ لون النعام وَمِنْه قيل للنعام: رُبْدٌ فَقَالُوا: مربدّ مثل: محمرّ ومصفرّ ومبيضّ وَقَالُوا للْجَمِيع: رُبد مثل مَا قَالُوا: صُفَر وخُضْر. وَأما قَوْله: كالكوز مُجَخِّيا فَإِن المُجَخَّي المائل قَالَ أَبُو زِيَاد: يُقَال مِنْهُ [قد -] جَخّى الليلُ إِذا مَال ليذْهب. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحْسبهُ أَرَادَ مَعَ مليه إِلَّا أَن يكون منخرق الْأَسْفَل فَشبه بِهِ الْقلب الَّذِي لَا يَعي خيرا كَمَا لَا يثبت المَاء فِي الْكوز المنخرق وَكَذَلِكَ يرْوى فِي التَّفْسِير فِي قَوْله تَعَالَى {وافْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ} قَالَ: لَا تعي شَيْئا وَقَالَ الشَّاعِر فِي المجخي: [الطَّوِيل]

كفى سَواةُ أَن لَا تزَال مُجَخِّيا
[ربد] رَبَدَ بالمكان رُبُوداً: أقام به. وقال ابن الأعرابيّ: رَبَدَهُ: حَبَسَهُ. والمِرْبَدُ: الموضِعُ الذي تُحْبَسُ فيه الإبلُ وغيرُها، ومنه سُمِّي مِرْبَدُ البَصْرَة. قال سُوَيْدُ بن أبي كاهل: عَواصيَ إلاّ ما جَعَلْتُ وَراَءها * عَصا مِرْبَدٍ تَغْشى نحورا وأذرعا - وأما قول الفرزدق: عشية سال المربدان كلاهما * عجاجة موت بالسيوف الصوارم - فإنما عنى به سكة المربد بالبصرة، والسكة التى تليها من ناحية بنى تميم، جعلهما المربدين، كما يقال: الاحوصان، وهما الاحوص وعوف ابن الاحوص. وأهل المدينة يسمون الموضع الذي يجفَّف فيه التمر: مِرْبداً، وهو المِسْطَحُ، والجَرينُ في لغة أهل نَجْدٍ. ويقال: تَمْرٌ رَبيدٌ للذي نُضِّدَ في حُبٍّ ونُضِح عليه الماء. والرُبدَةُ: لَوْنٌ إلى الغُبْرَة، ومنه ظَليم أَرْبَدُ، وقد ارْبدّ ارْبِداداً. ونعامة رَبداءُ، والجمع رُبْدٌ. وداهِيَةٌ رَبداءُ: أي منكرة. وعنز ربداء، وهى السواداء المنقَّطة بحُمْرة، وهي من شِياتِ المعز خاصة. وأربد بن ربيعة: أخو لبيد الشاعر. وتر بدت السماء: أي تَغَيَّمَتْ. وتَرَبَّدَ وَجْهُ فلانٍ، أي تَغَيَّرَ من الغضب. وتَرَبَّدَ الرجلُ: تَعَبَّسَ. والرُبَدُ: الفِرِنْدُ. سَيْفٌ ذو رُبَدٍ: إذا كُنْتَ ترى فيه شبه غبار أومدب نمل. قال الشاعر صخر الغى: وصارم أُخلِصَتْ عَقيقَتُهُ * أَبْيَضَ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبدُ - ورَبَّدَتِ الشاةُ لغة في رَمَّدَتْ، وذلك إذا أَضْرَعَتْ، فترى في ضَرْعها لُمَعَ سواد وبياض.
[ر ب د] الرُّبْدَةُ: الغُبْرَةُ، وقيلَ: لَوْنٌ إلى الغُبْرَةِ، وقِيلَ: الرُّبْدَةُ والرَّبَدُ في النَّعامِ: سَوادٌ مُخْتَلِطٌ، وقِيلَ: هو أَنْ يَكُونُ لَوْنُها كُلُّه سَواداً، عن اللِّحْيانِيِّ. ظَلِيمٌ أَرْبَدُ، ونَعامَةٌ رَبْداءٌ. وقال اللِّحْيانِيُّ: الرَّبداءُ: السَّوْداءُ، وقالَ مَرَّةً: هي الّتِي في سَوادِها نُقَطٌ بِيضٌ أو حُْمرٌ. وقد أرْبَدَّ. ورَبَّدَتِ الشّاةُ: أضْرَعَتْ فلَمَعَ ضَرْعُها بسَوادٍ. وتَرَبَّدَ ضَرْعُها. وشاةٌ رَبْداءُ: مُنٌ طَّقَةُ بحُمْرَةٍ وبَياضٍ أو سَوادٍ. وارْبَدً وَجْهَه، وتَرَبَّدَ: احْمَرًّ حُمْرَةً فيها سَوادٌ عند الغَضَبِ. والرُّبْدَةُ: غُبْرَةٌ في الشَّفَةِ، يُقالُ: امْرَأَةٌ رَبْداءُ ورَجُلٌ أَرْبَدُ. وتَربَّدَــت السَّماءُ: تَغَّنمَتْ. والأَرْبَدُ: ضَرْبٌ من الحَيّاتِ يَعَضُّ فيَتَرَيَّدُ منها الوَجْهُ. وجاءُ بأُمُورٍ رُبْدٍ: أي دَواهٍ سُودٍ. ورَبَدَ بالمَكانَ: أَقامَ. ورَبَدَهُ رُبْداً: حَبَسَه. وَرَبدَ الإِبلَ يَرْبُدُها رَبْداً: حَبَسَها. والمِرْبَدُ: مَحْبِسُها. وقِيلَ: هي خَشَبَةٌ أو عَصًا تَعْتَرِضُ صُدُورِ الإِبِلِ فَتْمنَعُها عن الخُرُوجِ، قال:

(عَواصِيَ إِلا ما جَعَلْتَ وراءها ... عَصَى مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحُوراً وأَذْرُعَا)

ومِرْبدُ البَصْرَةِ من ذلك، سُمِّيَ لأَنَّهمُ كانُوا يَحْبِسُونَ فيهِ الإِبِلَ، وقولُ الفَرَزْدَقٍ: (عَشِيَّةَ سالَ المِرْبَِدَانِ كِلاهُما ... سَحابَةَ يَوْمِ بالسُّيُوفِ الصَّوارِم)

فإنّما ثَنَّاهُ مَجازاً لما يَتَّصلُ بهِ من مُجاوِرِه، ثم إِنّه مَعَ ذلك أَكَّدَه. وإِنْ كانَ مَجازاً، وقد يَجُوزُ أن يَكُونَِ سَمَّى كُلَّ واحِدٍ من جانِبَيْهِ مِرْبَداً. والمِرْبَدُ: فَضاءٌُ وَراءَ البَيُوتِ يُرْتَفَقُ به. والمِرْبَدُ كالحُجرَةِ في الدّارِ. ومِرْبَدُ التَّمْرِ: جَرِينُه الذّيِ يُوضَعُ فيهِ بعدَ الجِدادِ لَيْيبِسَ. قالَ سِيبَويْهِ: هو اسمٌ كالمَطْبَخِ، وإنّما مَثًّلَه به لأَنّ الطَّبْخَ تَيْبِيسٌ. وتَمْرٌ رَبِيدٌ: نَضِدَ في الجِرار، ثم نُضِحَ بالماءِ. ورُبَدُ السَّيْفِ: فِرِنْدُه، هُذَلَيةٌ، قالَ صَخْرُ الغَيِّ:

(أَبْيَضُ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبَدُ ... )

وأَرْبَدَ الرَّجُلُ: أَفْسَدَ مالَهُ ومَتاعَهُ. وأَرْبَدُ: اسمُ رَجُلٍ. والرَّيْبُدانُ: نَبْتٌ.
ربد
ربَدَ/ ربَدَ بـ يَربُد، رَبْدًا ورُبُودًا، فهو رابد، والمفعول مَرْبود
• ربَد التَّمرَ: خزَنه في المِربَد، وهو مكان تجفيف التّمر.
• ربَد بالمكان: أقام فيه "ربَد في قريته عشْر سنين لم يبرحها". 

ربِدَ يَربَد، رُبْدَةً، فهو أربدُ
• ربِد الشَّيءُ:
1 - اختلط لونُه بكُدْرَة فصار كلون الرماد.
2 - اختلط سوادُه بنقط حمراء وبيضاء "ربِد اللّيلُ بهبوب ريح حملت معها الغبارَ". 

ارْبادَّ يَرْبادّ، اربادِدْ/ اربادَّ، اربيدادًا، فهو مُربادّ
• اربادَّ الشَّيءُ: اربَدَّ؛ تغيّر لونُه شيئًا فشيئًا "أخذ وجهُ المجرم يربادُّ والمحقّقُ يحكي وقائع جريمته". 

اربَدَّ من يربدّ، اربدِدْ/ اربَدَّ، اربِدادًا، فهو مُربَدّ، والمفعول مُرْبَدٌّ منه
• اربدَّ وجهُه من الغَضَب: ارْبادَّ؛ تغيَّر لونُه "اربدَّتِ السماءُ: امتلأت بالغيوم". 

تربَّدَ/ تربَّدَ من يــتربَّد، تربُّدًــا، فهو مُــتربِّد، والمفعول مُــتَرَبَّد منه
تربَّدتِ السَّماءُ: امتلأت بالغيوم.
تربَّد وجهُه من الغضب: اربدَّ؛ تغيَّر لونُه. 

أرْبَدُ [مفرد]: ج رُبْد، مؤ رَبْداءُ، ج مؤ رَبْداوات ورُبْد:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ربِدَ: ما أو مَنْ اختلط لونه بكُدْرة "وجهٌ أربدُ" ° داهيةٌ ربداءُ: منكرة- عام أَرْبَدُ: مُقْحِط.
2 - ما اختلط سوادُه بنقط حمراء وبيضاء "شاة رَبْداءُ".
• الأربدُ: الأسد. 

رَبْد [مفرد]: مصدر ربَدَ/ ربَدَ بـ. 

رُبْدة [مفرد]: مصدر ربِدَ. 

رُبُود [مفرد]: مصدر ربَدَ/ ربَدَ بـ. 

مِرْبَد [مفرد]: ج مرابدُ:
1 - اسم مكان من ربَدَ/ ربَدَ بـ.
2 - موقف الإبل ومحبسها.
• سوق المِرْبد: (دب) مكان كان يجتمع فيه الشّعراء بالبصرة. 

ربد

1 رَبَدَ, (S, M, Msb, K,) aor. ـُ (S, L,) or ـِ (Msb,) inf. n. رُبُودٌ, (S, L, K,) or رَبْدٌ, (Msb,) He remained, stayed, dwelt, or abode, (S, M, L, Msb, K,) بِمَكَانٍ in a place. (S, M, L, Msb.) A2: رَبَدَ, (IAar, S, M, Msb, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. رَبْدٌ, (T, M, Msb,) He confined; kept close, or within certain limits; or shut up; (IAar, T, S, M, Msb, K;) him, or it; (IAar, S, M, Msb;) or camels [&c.]. (M.) b2: He tied camels. (A, TA.) b3: Also, (TA,) or ↓ ربّد, (so accord. to the TT, as from the T,) [or ربد التَّمْرَ,] He stowed, or packed, dates, or the dates, in رَبَائِد, i. e. oblong pieces of matting [of woven palm-leaves]. (AA, T, TA.) [From what here follows, and from the usage of the part. n. رَابِدٌ (q. v.), it appears that the former verb is correct; but the latter may be so too, or may have an intensive signification.] You say also, رَبَدْتُ تَمْرَكَ رَبْدًا حَسَنًا I stowed thy dates in the مِرْبَد in a good manner. (A.) 2 رَبَّدَ see 1.

A2: رَبَّدَتْ, said of a ewe or she-goat, She secreted milk in her udder a little before her bringing forth (أَضْرَعَتْ), and her udder exhibited patches, or shining hues, of black (S, M, A) and white: (S:) or her udder exhibited patches, or shining hues, of faint blackness and whiteness: (T:) a dial. var. of رَمَّدَتْ [q. v.]. (S.) 4 اربد He (a man) marred, or wasted, or ruined, his property, and his goods. (M, TA. [See also ارمد.]) 5 تربّد It (the udder of a ewe or goat) exhibited patches, or shining hues, of black (M, A, L) and white, (L,) or of faint blackness and whiteness. (T.) He, or it, was, or became, marked, in oblong shapes, (كَانَ مُوَلَّعًا,) with black and white; (TA;) and so ↓ اربدّ and ↓ اربادّ: (K, TA:) or all three signify it became of a red hue in which was blackness; (M and L and TA in explanation of the first and second, and TA in explanation of the third also;) said of a man's face, on an occasion of anger: (M, L:) or, said of a man's face, (S, TA,) تربّد signifies it became altered, (S, K, TA,) by reason of anger; (S;) and so ↓ اربدّ and ارمدّ: (As, T:) or it became like the colour of ashes; as also ارمدّ: (TA:) or was as though parts of it became black, on an occasion of anger: (T, TA:) and ↓ اربدّ, said, in a trad., of the Prophet's face when revelations came down to him, it became altered to a dusty hue: (TA:) and تربّد said of a man's colour, it assumed various hues; appearing at one time red, and another time yellow, and another time أَخْضَر [here meaning a dark, or an ashy, dustcolour], by reason of anger. (ISh, TA.) b2: Also He (a man, S) looked sternly, austerely, or morosely. (S, K.) b3: And تربّدت السِّمَآءُ The sky became clouded. (S, M, A, K.) 9 اربدّ, (S, M, K,) or اربدّ لَوْنُهُ, (T,) He (an ostrich, S, M) was, or became, of the colour termed رُبْدَةٌ; (S, M, K;) as also ↓ اربادّ. (K.) b2: See also 5, in three places.11 إِرْبَاْدَّ see what next precedes: b2: and see also 5.

رَبْدٌ or رَبَدٌ: see رُبْدَةٌ.

رُبَدٌ [app. pl. of رُبْدَةٌ] The diversified wavy marks, streaks, or grain, (فِرِنْد,) of a sword: (S, M, A, K:) of the dial, of Hudheyl. (M.) You say سَيْفٌ ذُو رُبَدٍ A sword [having such marks;] خَشِيبَةٌ in which one sees what resembles dust, or the tracks of ants. (S, L.) [See an ex. in a verse of Sakhr, cited voce رُبْدَةٌ.]

وُرْقَةٌ A colour like رُمْدَةٌ, inclining to blackness; as also رُمْدَةٌ: (T:) or dust-colour: (M:) or a colour inclining to that of dust: (S, K:) or a colour between blackness and dust-colour: (AO, TA:) or ash-colour; like رُمْدَةٌ: (A:) or blackness mixed with dinginess, or duskiness: (Msb:) or, in the ostrich, (M, L,) as also ↓ رَبَدٌ, (M,) or ↓ رَبْدٌ, (L,) a mixed black colour: or, accord. to Lh, entire blackness. (M, L.) Also Dust-colour in the lip. (M, L.) [See also أَرْبَدُ.]

رَبِيدٌ Dates (تَمْرٌ) laid one upon another (S, M, K) in an earthen pot, (S,) or in jars, (M,) and then sprinkled with water. (S, M, K.) [See also رَبِيطٌ.]

رَبِيدَةٌ The [kind of repository termed] قِمَطْر [q. v.] of the [records termed] مَحَاضِر, (K, TA,) i.e. سِجِلَّات. (TA.) b2: See also رَبَائِدُ.

رُبَيْدَانٌ A certain plant. (M, L.) رَبَائِدُ [a pl. of which the sing. (probably ↓ رَبِيدَةٌ) is not indicated] Oblong pieces of matting [of woven palm-leaves], in which dates are stowed, or packed. (AA, T.) رَابِدٌ One who reposits, stows, lays up, keeps, preserves, or guards, property &c.; a treasurer: (IAar, T, K:) fem. with ة. (IAar, T.) أَرْبَدُ, and its fem. رَبْدَآءُ, applied to an ostrich, Of the colour termed رُبْدَةٌ; (S, M, A;) and so the former applied to dates (تَمْرٌ): (A:) accord. to Lh, (M,) the latter, applied to an ostrich, (T, M,) as also رَمْدَآءُ, (T,) signifies black; (T, M;) entirely: (M:) or, (T, M,) as he says in one place, (M,) having, in its blackness, specks of white or red: (T, M:) pl. رُبْدٌ. (S.) Hence أَرْبَدُ meaning A male ostrich. (T, L.) Also the fem., applied to a ewe (Msb, TA) or she-goat, (T, S, K,) to the latter specially, (S,) Speckled, and marked in the place of the girdle with red: (T, L:) or speckled with red and white or black: (L, TA:) or black, speckled with red (S, Msb, K) and white. (Msb.) b2: Also A man, and a woman, having a dusty hue in the lips. (M, L.) b3: الأَرْبَدُ also signifies A species of serpent, (T, M, K, * TA,) of a foul, malignant, or noxious, nature, (T, K,) that bites so that the face in consequence alters to an ashy hue or the like (يَــتَرَبَّدُ), (M, [but this addition in the M seems to be founded upon a mistranscription in a passage in the T immediately following, but not relating to, what is said of this serpent,]) or that bites camels. (TA.) b4: And The lion; as also ↓ المُــتَرَبِّدُ. (K.) b5: [Hence also,] دَاهِيَةٌ رَبْدَآءُ (tropical:) An abominable calamity. (S, A, K. *) And أُمُورٌ رُبْدٌ (assumed tropical:) Black calamities. (M.) b6: And عَامٌ أَرْبَدُ (tropical:) A year of drought. (A.) مِرْبَدٌ, a subst. like مِطْبَخٌ [q v.], (Sb, M,) from the trans. v. رَبَدَ, (Msb, TA,) [properly A thing with which one confines, &c.: and hence,] a place of confinement: (K:) [pl. مَرَابِدُ. And particularly] Anything with which camels are confined; (As, T;) and also sheep or goats: (TA:) a place in which camels (T, S, M, A, Mgh, Msb) and other animals (S, Mgh) are confined (T, S, M, A, * Mgh) or stationed. (Msb.) In the phrase عَصَا مِرْبَدٍ, used by a poet, the latter word is said to signify A piece of wood, or a staff, that is put across the breasts of camels to prevent them from going forth: (M:) or, accord. to As, by that word is meant a staff put across at the entrance [of an enclosure] to prevent the camels from going forth; wherefore it is thus called: but others disapprove of this; and say that the poet means [by the phrase] a staff put across at the entrance of the مِرْبَد; not that the staff is a مِرْبَد. (T.) b2: Also The place of dates, (T, S, A, Mgh, Msb,) in which they are put to dry (S, A) in the sun; (A;) in the dial. of El-Medeeneh; (S;) i. q. مِسْطَحٌ (S, Msb) in the dial. of El-Yemen, (TA in art. سطح,) and جَرِينٌ (T, S, Mgh, K) in the dial. of Nejd: (S:) or مِرْبَدُ التَّمْرِ signifies the جَرِين of dates, [i. e. the place] in which they are put, after the cutting, in order that they may dry: (M:) accord. to A 'Obeyd, مِرْبَدٌ and جَرِينٌ in this sense are both of the dial. of El-Hijáz, and أَنْدَرٌ of that of Syria, and بَيْدَرٌ of El-' Irák. (T.) b3: Also A court, or yard, or spacious place, behind houses, of which use is made. (M.) b4: And The like of a حُجْرَة [i. e. a chamber, or an upper chamber,] in a house. (M.) مُرْبَدٌّ Marked, in oblong shapes, (مُوَلَّعٌ,) with black and white. (Aboo-' Adnán, K.) [See also its verb, 9.]

المُــتَرَبِّدُ: see أَرْبَدُ.

ربد: الرُّبْدَةُ: الغُبرة؛ وقيل: لون إِلى الغبرة، وقيل: الرُّبْدَةُ

والرُّبْدُ في النعام سواد مختلط، وقيل هو أَن يكون لونها كله سواداً؛ عن

اللحياني، ظليم أَرْبَدُ ونعامة ربداءُ ورَمْداءُ: لونها كلون الرماد

والجمع رُبْدٌ؛ وقال اللحياني: الرَّبداءُ السوداء؛ وقال مرة: هي التي في

سوادها نقط بيض أَو حمر؛ وقد ارْبَدَّ ارْبِداداً.

ورَبَّدَتِ الشاة ورَمَّدَت وذلك إِذا أَضرعت فترى في ضرعها لُمَعَ

سوادٍ وبياض، وترَبَّدَ ضرعها إِذا رأَيت فيه لُمَعاً من سواد ببياض

خفي.والرَّبْداءُ من المعزى: السوادءُ المنقطة بحمرة وهي المنقطة الموسومة

موضعَ النِّطاق منها بحمرة، وهي من شِيَاتِ المعز خاصة، وشاة ربداء: منقطة

بحمرة وبياض أَو سواد.

وارْبَدَّ وجهه وتَرَبَّدَ: احمرَّ حمرة فيها سواد عند الغضب،

والرُّبْدَةُ: غُبرة في الشفة؛ يقال: امرأَة رَبْداءُ ورجل أَرْبَدُ، ويقال

للظليم:الأَرْيَدُ للونه.

والرُّبْدَةُ والرُّمْدَة: شبه الورقة تضرب إِلى السواد، وفي حديث حذيفة

حين ذكر الفتنة: أَيُّ قلب أُشرِبَها صار مُرْبَدّاً، وفي رواية:

مُرْبادّاً، هما من ارْبَدَّ وارْبادَّ وتَرَبَّد؛ ارْبِدادُ القلب من حيث

المعنى لا الصورة، فإِن لون القلب إِلى السواد ما هو، قال أَبو عبيدة:

الرُّبْدَةُ لَون بين السواد والغبرة، ومنه قيل للنعام: رِبْدٌ جمع رَبْداءَ.

وقال أَبو عدنان: المُرَبَّد المُوَلَّع بسواد وبياض، وقال ابن شميل: لما

رآني تَرَبَّد لونه، وتربُّده: تلونه، تراه أَحمر مرة ومرة أَخضر ومرة

أَصفر، ويَــترَبَّد لونه من الغضب أَي يتلوّن، والضرع يــتربد لونه إِذا صار

فيه لُمَعٌ؛ وأَنشد الليث في تَرَبَّدَ الضرع:

إِذا والد منها تَرَبَّد ضَرعُها،

جعلتُ لها السكينَ إِحدى القلائد

وتَرَبَّد وجهه أَي تغير من الغضب، وقيل: صار كلون الرماد، ويقال

ارْبَدَّ لونه كما يقال احمرَّ واحمارّ، وإِذا غضب الإِنسان تَرَبَّد وجهه

كأَنه يسودّ منه مواضع، وارْبَدَّ وجهه وارْمَدَّ إِذا تغير، وداهية رَبْداءُ

أَي منكرة، وتَرَبَّد الرجل: تَعَبَّس، وفي الحديث: كان إِذا نزل عليه

الوحي ارْبَدَّ وجهه أَي تغير إِلى الغُبرة؛ وقيل: الرُّبْدة لون من

السواد والغبرة، وفي حديث عمرو بن العاص: أَنه قام من عند عمر مُرْبَدَّ الوجه

في كلام أُسمعه، وترَبَّدت السماءُ: تغيمت.

والأَرْبَدُ: ضرب من الحيات خبيث، وقيل: ضرب من الحيات يَعَضُّ الإِبل.

وَرَبدَ الإِبل يَرْبُدُها رَبْداً: حبسها، والمِرْبَدُ: مَحْبِسُها،

وقيل: هي خشبة أَو عصا تعترض صدور الإِبل فتمنعها عن الخروج؛ قال:

عواصِيَ إِلاَّ ما جعلْتُ وراءَها

عَصَا مِرْبَدٍ، تَغْشَى نُحوراً وأَذْرُعا

قيل: يعني بالمريد ههنا عصا جعلها معترضة على الباب تمنع الإِبل من

الخروج، سماها مربداً لهذا؛ قال أَبو منصور: وقد أَنكر غيره ما قال، وقال:

أَراد عصا معترضة على باب المربد فأَضاف العصا المعترضة إِلى المربد ليس

أَن العصا مربد.

وقال غيره: الرَّبْد الحبس، والرابد: الخازن، والرابدة: الخازنة،

والمِربد: الموضع الذي تحبس فيه الإِبل وغيرها.

وفي حديث صالح بن عبد الله بن الزبير: أَنه كان يعمل رَبَداً بمكة.

الربد، بفتح الباء: الطين، والرَّبَّادُ: الطيَّان أَي بناءٌ من طين

كالسِّكْر، قال: ويجوز أَن يكون من الرَّبْد الحبس لأَنه يحبس الماءَ ويروى

بالزاي والنون، وسيأْتي ذكره؛ ومِرْبَد البصرة: مِن ذلك سمي لأَنهم كانوا

يحبسون فيه الإِبل؛ وقول الفرزدق:

عَشِيَّةَ سال المِرْبَدان، كلاهما،

عَجاجَة مَوْتٍ بالسيوفِ الصوارم

فإِنما سماه مجازاً لما يتصل به من مجاوره، ثم إِنه مع ذلك أَكده وإِن

كان مجازاً، وقد يجوز أَن يكون سمي كل واحد من جانبيه مربداً. وقال

الجوهري في بيت الفرزدق: إِنه عنى به سكة المربد بالبصرة، والسكة التي تليها من

ناحية بني تميم جعلهما المربدين، كما يقال الأَحْوصان وهما الأَحْوص

وعوف بن الأَحوص. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَن مسجده كان

مِرْبَداً ليتيمين في حَجْر معاذ بن عَفْراء، فجعله للمسلمين فبناه رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، مسجداً. قال الأَصمعي: المِرْبد كل شيء حبست به

الإِبل والغنم، ولهذا قيل مِرْبد النعم الذي بالمدينة، وبه سمي مِرْبَد

البصرة، إِنما كان موضع سوف الإِبل وكذلك كل ما كان من غير هذه المواضع أَيضاً

إِذا حُبست به الإِبل، وهو بكسر الميم وفتح الباء، من رَبَد بالمكان

إِذا أَقام فيه؛ وفي الحديث: أَنه تَيَمَّمَ بِمِرْبد الغنم. ورَبَدَ

بالمكان يَرْبُدُ ربوداً إِذا أَقام به؛ وقال ابن الأَعرابي: ربده حبسه.

والمِرْبد: فضاء وراء البيوت يرتفق به. والمِرْبد: كالحُجرة في الدار. ومِرْبد

التمر: جَرِينه الذي يوضع فيه بعد الجداد لييبس؛ قال سيببويه: هو اسم

كالمَطْبَخ وإِنما مثله به لأَن الطبخ تيبيس؛ قال أَبو عبيد: والمربد أَيضاً

موضع التمر مثل الجرين، فالمربد بلغة أَهل الحجاز والجرين لهم أَيضاً،

والأَنْدَر لأَهل الشام، والبَيْدَر لأَهل العراق؛ قال الجوهري: وأَهل

المدينة يسمون الموضع الذي يجفف فيه التمر لينشف مربداً، وهو المِسْطَح

والجرين في لغة أَهل نجد، والمربد للتمر كالبيدَر للحنطة؛ وفي الحديث: حتى

يقوم أَبو لبابة يسد ثعلب مِربده بإِزاره؛ يعني موضع تمره.

ورَبد الرجلُ إِذا كنز التمر في الربائد وهو الكراحات

(* قوله «الكراحات

إلخ» كذا بالأصل ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة.) وتمر رَبِيد:

نُضِّدَ في الجرار أَو في الحُب ثم نضح بالماء.

والرُّبَد: فِرِنحد السيف. ورُبْد السيف: فرنده، هذلية؛ قال صخر الغي:

وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه،

أَبيضَ مَهْوٍ، في مَتْنِهِ رُبَد

وسيف ذو رُبَد، بفتح الباء، إِذا كنت ترى فيه شبه غبار أَو مَدَبّ نمل

يكون في جوهره، وأَنشد بيت صخر الغي الهذلي وقال: الخشيبة الطبيعة

أَخلصتها المداوس والصقل. ومهو: رقيق.

وأَربَدَ الرجل: أَفسد ماله ومتاعه.

وأَرْبَد: اسم رجل. وأَربد بن ربيعة: أَخو لبيد الشاعر. والرُّبيدان:

نبت.

ربد
: (رَبَدَ) ، كنصر، بِالْمَكَانِ (رُبُوداً) بالضّمّ، إِذا (أَقام) فِيهِ، وَمِنْه أُخِذَ المِرْبَد.
(و) رَبَدَ رُبُوداً: (حَبَسَ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. قيل (و) مِنْهُ أُخذ المِرْبَد (كمِنْبَر: المَحْبَس) .
وَفِي حديثِ النّبيّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم: (أَن مَسْجِده كَانَ مِرْبَداً ليَتِيمَيْنِ فِي حِجْر مُعاذِ بنِ عَفْراءَ، فجَعَلَه للمُسلمين، فبناه رسولُ اللهُ صلَّى اللهِ عليّه وسلّم مَسْجِداً) .
قَالَ الأَصمعيّ: المِرْبَد: كلّ شيءٍ حُبِسَتْ بِهِ الإِبلُ والغنمُ ولهاذا قيل مِرْبَدُ النَّعَمِ الَّذِي بِالْمَدِينَةِ. (و) المِرْبَد: (الجَرِينُ) الَّذِي يُوضَع فِيهِ التَّمْرُ بعد الجَدَاد ليَيْبَسَ. قَالَ سيبويهِ: هُوَ اسْم كالمِطْبخ.
وَقَالَ أَبو عُبيد: المِرْبَد، بلُغةِ أَهلِ الحِجاز. والجَرِين لَهُم أَيضاً، والأَنْدَرُ، لأَهْلِ الشأْم. والبَيْدَرُ لأَهل الْعرَاق.
قَالَ الجوهريُّ: وأَهلُ المدينةِ يُسَمُّون الموْضِعَ الَّذِي يُجَفَّف فِيهِ التَّمْرُ لِيَنْشَف: مِرْبَداً، وَهُوَ المِسْطَح، والجَرِينُ. والمِرْبَد للتَّمْرِ كالبَيْدَرِ للحِنْظة.
وَفِي الحَدِيث: (حتَّى يَقُومَ أَبو لُبَابَةَ يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بإِزارِهِ) ، يَعْنِي مَوضِع تَمْرِه (و) بِهِ سُمِّيَ مِرْبَدٌ: (ع بالبَصْرَة) ، وَقيل: لأَنه كَانَ تُحْبَسُ بِهِ الإِبِلُ.
(والرُّبْدَة بالضّمّ) الغُبْرَة، أَو (لَونٌ إِلى الغُبْرَةِ) ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدةَ: هُوَ لَوْنٌ بَين السَّوادِ والغُبْرَة، (وَقد ارْبَدَّ) ارْبِدَاداً (وارْبادَّ) ارْبيداداً، كاحمَرَّ، واحْمَارٌ، فَهُوَ مُرْبَدُّ وُرْبَادٌّ.
وَمِنْه الحَدِيث. (وآخَر أَسْوَدُ مُرْبَدٌّ كالمُوزِ مُجَخِّياً) .
(و) من الْمجَاز:
داهِيَةٌ رَبْدَاءُ. (الرَّبْداءُ المُنْكَرَةُ. و) الرَّبداءُ (من المَعَزِ: السَّوْداءُ المُنَقَّطَةُ بِحُمْرةٍ) ، وَهِي المُنقَّطة المَوْسومةُ مَوْضِعَ النِّطاقِ مِنْهَا بحمرة، وَهِي من شِيَاتِ المَعز خاصَّةً، وشاةٌ رَبداءُ: منقَّطَةٌ بحُمْرة، وبَياضٍ، أَو سَواد.
(والأَرْبَدُ: حَيَّةٌ خَبِيثةٌ) ، وَقيل ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ يَعَضُّ الإِبِلَ.
(و) الأَرْبَد: (الأَسَدُ، كالمُــتَرَبِّدِ) ، عَن الصاغانيّ. (و) أَرْبَدُ (بنُ ضَابِيءٍ) الكلابِيُّ.
(و) أَرْبدُ (بنُ شُرَيْحٍ) المازِنِيّ.
(و) أَرْبَدُ (بنُ رَبِيعَةَ) ، وَهُوَ أَخو لَبِيدٍ الشاعرِ: (شُعَراءُ) .
(و) قَالَ ابْن شُمَيل لمّا رَآنِي (تَرَبَّدَ) لَوْنُ، وتَرَبُّدُــه: تَلَوّنه، تَراه أَحْمَرَ مرَّةً، وأَصفَرَ مرَّةً، وأَخْضَرَ مَرَّة، ويَــتَرَبَّدُ لَوْنُه من الغَضَبِ، أَي يَتلوَّن. وتَرَبَّدَ وَجْهُه: (تِغيَّرَ) ، وَقيل: صارَ كَلَوْن الرَّمَادِ كارْمَدَّ. وإِذا غَضِبَ الإِنسانُ تَرَبَّدَ وَجْهُه، كأَنّه يَسوَدُّ مِنْهُ مواضِعُ. وَفِي الحَدِيث: (كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ ارْبَدَّ وَجْهُهُ) ، أَي تَغَيَّر إِلى الغُبْرَة.
وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن العاصِ: (أَنّه قَامَ من عندِ عُمَرَ مُرْبَدَّ الوَجْهِ فِي كلامٍ أَسْمَعَه) .
(و) تَرَبَّدَــت السَّمَاءُ: تَغَيَّمَتْ) ، وَهِي مُــتَرَبِّدة: مُتغَيِّمة.
(و) تَبَّد الرَّجلُ (تَعَبَّس) .
(و) فِي مَتْنِه رُبَدٌ، الرُّبَدُ، (كَصُرَدٍ: الفِرِنْدُ) ، هُذَلِيَّةٌ. قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
وصارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ
أبْيَضُ مَهْوٌ فِي مَتْنِه رُبَدُ
وسيْفٌ ذُو رُبَدٍ إِذا كُنتَ تَرَى فِيهِ شِبْهَ غُبَارٍ، أَو مَدَبّ نَمْلٍ يكون فِي جَوهَرِه.
(والرَّبِيدُ) كأَمِيرٍ: (تَمْرٌ مُنَضِّدٌ) فِي الجِرَارِ أَو فِي الحُبِّ، ثمَّ (نُضِحَ عَلَيْهِ الماءُ) .
وَفِي بعض الأُمَّهات: ثمَّ نُضِحَ بالماءِ.
(و) الرَّبِيدة (بهاءٍ: قِمَطْرُ المَحَاضِرِ) ، وَهِي السِّجِلَّاتُ.
(والرَّابِدُ: الخازِنُ) ، وَقد رَبَدَ الرّجلُ إِذَا كَنَزَ التَّمْرَ فِي الرَّبائِد، وَهِي الكَرَاحَات.
(و) قَالَ أَبو عدنان: (المُرْبَدّ) : كمُحْمَرّ: (المُوَلَّع بسَوادٍ وبَياضٍ، وَقد ارْبَدَّ وارْبَادَّ، كاحْمَرَّ واحْمَارَّ) ، وتَرَبَّد، كلّ ذالك إِذا احمَرَّ حُمْرَةً فِيهَا سَوَادٌ.
(وأَرْبَدَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وَفِي (التَّقْرِيب) : بِكَسْر فَسُكُون، ومُوَحّدة مَكْسُورَة، (أَوْ أَرْبَدُ) ، بِحَذْف الهاءِ، (التَّمِيمِيُّ) المُفَسِّر (تَابِعِيٌّ) صَدُوقٌ، من الثَّالِثَة.
(ومهْبَدُ النَّعَمِ، كمِنْبَرٍ: ع قُرْب المَدِينَةِ) على لَيْلَتين مِنْهَا، وَهُوَ مُتَّسَع كَانَت الإِبلُ تُرْبَدُ فِيهِ، أَي تُحْبَس للبَيْع، وَهُوَ مُجْتَمَعُ الْعَرَب ومُتَحَدَّثُهم، كَذَا فِي الأَساس، وَهُوَ قَول الأَصمعيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الرُّبْدة بالضّمّ، والرُّبْد فِي النعام: سَوادٌ مُختلط، وَقيل: هُوَ أَن يكون لونُها كُلُّه سَواداً، عَن اللِّحْيَانِّي، ظليم أَرَبَدُ، ونَعَامة رَبْدَاءُ، ورَمْدَاءُ: لونُها كلَوْنِ الرَّمادِ والجمعُ: رُمْدٌ. قَالَ اللّحيانيُّ: الرَّبْدَاءُ: السَّوْداءُ، وَقَالَ مرَّةً: هِيَ الَّتِي فِي سَوادِها نُقَذٌ بِيضٌ وحُمْرٌ.
وربَّدَت الشاةُ ورَمَّدتْ، وذالك إِذا أَضْرَعَتْ فتَرَى فِي ضَرْعها لُمَعَ سوادٍ وبَياضٍ، وتَرَبَّدَ ضَرْعُهَا، إِذا رأَيْت فِيهِ لُمْعاً من سوادٍ ببَيَاضٍ خَفِيَ.
والرُّبْدة: غُبْرَةٌ فِي الشَّفَةِ، يُقَال: امرأَةٌ رَبْدَاءُ، ورجلٌ أَرْبَدُ، وَيُقَال للظَّيم: الأَرْبَدُ، لِلَوْنِه.
والمِرْبَد، بِالْكَسْرِ: خشبَةٌ أَو عَصا تَعترِضُ صُدورَ الإِبلِ، فتَمنَعُهَا عَن الْخُرُوج، قَالَ:
عَوَاصِيَ إِلّا مَا جَعَلْتُ وَرَاءَها
عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحُوراً وأَذْرُعَا
قيل يَعْنِي بالمِرْبَدِ هُنَا عَصاً جَعَلَها مُعترِضَةً على الْبَاب، تَمنعُ الإِبلَ من الخُروج، سَمَّاها مِرْبداً لهاذا.
قَالَ أَبو مَنْصُور: وَقد أَنكر غَيره مَا قالَ، وقالَ: أَرادَ عَصا مُعْتَرِضَة على بابِ المِرْبَد فأَضاف العَصَا المُعْتَرِضَة إِلى الْمِرْبَد، لَيْسَ أَنَّ العَصا مِرْبَدٌ.
والرَّبَد، محرَّكةً: الطِّين. وَقد جاءَ فِي حديثِ صالحِ بن عبد الله بن الزُّبير أَنَّه كَانَ يعْمَل رَبَداً بِمَكَة) والرَّبَّادُ: الطَّيَّانُ أَي بِناءً مِن طِين كالسِّكْرِ ويُرْوَى بالزاي وَالنُّون، كَمَا سيأْتي.
وأَبو عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد بن رُبْدة، بضمّ فَسُكُون، القَيْرَوَانِيّ، حَدَّث عَن عليّ بن مُنيرٍ الخَلَّال.
ورَبْدَاءُ بنتُ جَرِيرِ بن الخَطَفي، الشاعِرِ، لَهَا ذِكْر.
وأَبو الرَّبْداءِ البَلَوِيّ، واسْمه ياسِرٌ، صحابيٌّ. قَالَ ابْن يُونُس: صحَّفه بعضُ الرُّواة فَقَالَ أَبو الرَّمْداءِ، بِالْمِيم. وَمن ولَدِه: شُعَيْبُ بنُ حُمَيد بن أَبي الرَّبْداءِ، كَانَ على شُرْطة مِصْر، وعاش إِلى بعدِ المائةِ، قَالَه الْحَافِظ.
والمِرْبَدانِ فِي قَول الفرزدق:
عَشِيَّةَ سالَ المِرْبَدانِ كِلاهُمَا
عَجَاجَ مَوْتٍ بالسُّيوفِ الصَّوَارِم
هما: المِرْبَد بالبَصْرة، والسِّكَّة الَّتِي تَلِيهَا من نَاحيَة بني تَمِيم، جَعلهمَا المِرْبَدَيْنِ، كَمَا يُقَال الأَحْوصان، للأَحوصِ، وعَوْف بن الأَحوص.
والمِرْبَدُ أَيضاً: فَضاءٌ وَراءَ البُيُوتِ يُرْتَفَقُ بِهِ. والمِرْبَد: كالحُجْرَة فِي الدّار.
وأَرْبَدَ الرجلُ: أَفسدَ مالَه ومَتَاعَه، وبَدْتُ الإِبلَ ربَطْتُها، وتَمْرٌ أَرْبَدُ.
من الْمجَاز: عامٌ أَرْبَدُ: مُقْحِطٌ.
وأَرْبَدُ بن حمْيَر من مُهاجِرِي الحَبَشةِ.
وأَرْبَدُ، اسمُ خادِمِ رَسولِ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم، استدركه أَبو مُوسَى.
وأَرْبَدُ بن مَخْشيّ، ذَكَرَه أَبو معشر فِي شُهداءِ بَدْرٍ.
وأَربَدُ بنُ قَيْسٍ أَخو لَبيدِ بن رَبِيعةَ لأُمِّه: شاعِرٌ مَشْهُور، وذكَره أَبو عُبَيْدٍ البَكريُّ فِي شرْحه لأَمالي القالي، وأَوردَه الجَوْهَرِيُّ.
والرُّبَيْدَنُ: نَبْتٌ.

درب

درب

1 دَرِبَ بِهِ, (T, * S, M, A, Msb, * K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. دَرَبٌ (T, M, Msb, K) and دُرْبَةٌ, (S, * M, A, K,) or the latter is a simple subst.; (Msb;) and ↓ تدرّب, (M, A, Msb, * K,) and دَرْدَبَ [which is generally regarded as a quadriliteralradical word (see art. دردب)]; (S, K;) He was, or became, accustomed, or habituated, to it; attached, addicted, given, or devoted, to it; (T, S, M, Msb, K;) and bold to do it, or undertake it: (Msb:) or he knew it, had knowledge of it, or was knowing in it. (A, TA.) And دَرِبَ عَلَى

الصَّيْدِ He (a hawk) was, or became, accustomed, or habituated, or trained, to the chase; and bold to practise it. (A.) 2 درّبهُ بِهِ (M, Msb, * K) and عَلَيْهِ and فِيهِ, (M, K,) inf. n. تَدْرِيبٌ, (K,) He accustomed, or habituated, him to it; made him to become attached, addicted, given, or devoted, to it. (M, Msb, * K.) And درّب, (M,) or درّب عَلَى الصَّيْدِ, (T, S, A, * K, *) inf. n. as above, (K,) He accustomed, or habituated, or trained, (T, S, M, A, K, *) a hawk, (T, S, A,) or an eagle, (K,) or a bird or beast of prey, (M,) to the chase; (T, S, M, A, K; *) and made it bold to practise it. (A.) And دَرَّبَتْهُ الشَّدَائِدُ Difficulties, or hardships, exercised him so as to render him strong to endure them, and habituated, or inured, to them. (Lh, T, S.) A2: And دَرَّبَ, (IAar, T,) inf. n. as above, (IAar, T, K,) He was, or became, patient in war in the time of flight. (IAar, T, K.) 4 ادرب القَوْمُ The people, or party, entered a land of the enemy pertaining to the territory of the رُوم [or people of the Greek Empire]. (S.) أَدْرَبْنَا occurs in a trad. as meaning We entered the دَرْب [q. v.]. (TA.) A2: ادرب He beat a drum; (IAar, T, TA;) as also دَرْدَبَ and دَبْدَبَ. (TA.) 5 تدرّب quasi-pass. of 2: (Msb:) see 1.

دَرْبٌ is not a word of Arabic origin: (Msb:) الدَّرْبٌ is [the Arabic name of the ancient Derbe, near the Cilician Gates, which were the chief mountain-pass, from the direction of the countries occupied by the Arabs, into the territory of the Greek Empire: these “ Gates ” are mentioned by El-Idreesee as fortified, and guarded by troops who watched the persons going and coming:] a well-known place in الرُّوم [or the territory of the Greek Empire], mentioned by Imra-el-Keys, [as El-Idreesee also says,] in the words, بَكَى صَاحِبِى لَمَّا رَأَى الدَّرْبَ حَوْلَهُ [My companion wept when he saw the درب around him; knowing himself to be in the power of the Greeks]. (MF, TA.) [Hence,] Any place of entrance, (Kh, T, M, A, Mgh [in my copy of which it is written دَرَب in all its senses], K,) or a narrow pass, (Mgh,) to [the territory of]

الرُّوم: (Kh, T, M, A, Mgh, K:) or such as is not open at both ends: such as is open at both ends being called ↓ دَرَبٌ: (K:) or a place of entrance between two mountains: (Msb:) or a narrow pass in mountains: and hence it has another meaning well known: (S:) [i. e.] the gate of a سِكَّة [here meaning street: misunderstood by Golius, who has consequently explained دَرْبٌ as having, for one of its meaning, “porta ingressusve palmeti ”]; used in this sense by the Arabs because it [i. e. the درب properly so called] is like a gate, or entrance, to that whereto it leads: (Msb:) or the gate of a wide سِكَّة: (T:) or a wide gate of a سِكَّة; and the largest gate; (M, K;) both of which explanations mean the same: (M:) and also a wide سِكَّة itself: so in the phrase, زُقَاقٌ أَوْ دَرْبٌ غَيْرُ نَافِذٍ [a narrow street or a wide street not being a thoroughfare]: (Mgh: [in my copy of which, دَرَبٌ is put for دَرْبٌ:]) [but in the present day, and as used by El-Makreezee and others, a by-street, whether wide or narrow, branching off from a great street, or passing through a حَارَة (or quarter), open, or having a gate, at each end:] pl. دُرُوبٌ (Kh, T, M, Mgh, TA) and دِرَابٌ. (Sb, K. [The former pl., the only one commonly known, is not mentioned in the K.]) b2: Also A place in which dates are put to dry. (M, K.) دَرَبٌ: see the next preceding paragraph.

دَرِبٌ [part. n. of دَرِبَ]. You say, هُوَ دَرِبٌ بِهِ [He is accustomed, or habituated, to it; attached, addicted, given, or devoted, to it; and bold to do it, or undertake it: and] he knows it, has knowledge of it, or is knowing in it. (A, TA.) and some use ↓ دَارِبٌ as part. n. of دَرِبَ: (Msb:) it signifies Skilful in his handicraft: (IAar, T, Msb:) and with ة, intelligent: (IAar, T, K:) and skilful in her handicraft: (K:) and [hence] a female drummer. (IAar, T, K.) And عُقَابٌ

↓ دَارِبٌ (M) or عُقَابٌ دَارِبٌ عَلَى الصَّيْدِ (K) meansدَرِبَةٌ (K) or دَرِبَةٌ بِالصَّيْدِ (M) [An eagle accustomed, or habituated, or trained, to the chase; and bold to practise it].

دُرْبَةٌ Custom, or habit; (IAar, T, S, M, A, K;) or habituation; (T, Msb;) and boldness to engage in, or undertake, war, and any affair: (IAar, T, S, A, * Msb, * K:) and ↓ دُرَّابَةٌ, (M, TA,) with teshdeed, (TA,) on the authority of IAar, (M, TA,) but written in the K ↓ دُرَابَة, (TA,) signifies the same. (M, K, TA.) One says, مَا زِلْتُ

أَعْفُو عَنْ فُلَانٍ حَتَّى اتَّخَذَهَا دُرْبَةً [I ceased not to forgive such a one until he took it as a habit]. (T, * S.) دَرَبُوتٌ (Lh, M, K [in the CK دَرَبُوبٌ]) and ↓ دَرُوبٌ, (K,) the former like تَرَبُوتٌ, in which the [initial] ت is [said to be] a substitute for د, (Lh, M,) A he-camel, (M, K,) or such as is termed بَكْرٌ, (Lh, M,) and a she-camel, (Lh, M, K,) submissive, or tractable, (M, K,) or rendered submissive or tractable: and a she-camel that will follow a person if he takes hold of her lip or her eyelash. (Lh, M, K. [But I read بِهُدْبِ عَيْنِهَا, as in the explanation of تَرَبُوتٌ in the TA, instead of نَهَزْتَ عَيْنَهَا in the M and CK in this art., and نَهَزَتْ عَيْنُهَا in my MS. copy of the K. See also تَرَبُوتٌ.]) دَرُوبٌ: see the next preceding paragraph.

دُرَابَةٌ and دُرَّابَةٌ: see دُرْبَةٌ.

دَارِبٌ: see دَرِبٌ, in two places.

مُدَرَّبٌ A man, (S, M,) or an old man, (T,) tried, or proved, in affairs, and whose qualities have become known; or tried, or proved, and strengthened by experience in affairs; experienced, or expert: or whose qualities have been tried, or proved: syn. مُجَرَّبٌ (T, S, M, A, * K) and مُنَجَّذٌ: (M, K:) and ↓ مُدَرِّبٌ is syn. with مُجَرّبٌ: (S:) or in every word of the measure مُفَعَّلٌ syn. with مُجَرَّبٌ, the medial radical letter may be pronounced with fet-h or with kesr, except مُدَرَّبٌ. (M, K.) b2: And hence, (M,) One afflicted with trials or troubles. (Lh, M, K.) b3: And A camel well trained, and accustomed to be ridden, and to go through the [narrow passes in mountains called] دُرُوبٌ: fem. with ة. (K.) b4: المُدَرَّبٌ The lion. (Sgh, K.) مُدَرِّبٌ: see the next preceding paragraph.
(درب) فلَانا بالشَّيْء وَعَلِيهِ وَفِيه عوده ومرنه وَيُقَال درب الْبَعِير علمه السّير على الدروب
(درب)
بِهِ دربا ودربة اعتاده وأولع بِهِ وعَلى الشَّيْء مرن وحذق فَهُوَ دارب ودرب وَهِي (بتاء) وَهُوَ وَهِي دروب
(د ر ب) : (الدَّرْبُ) الْمَضِيقُ مِنْ مَضَائِقِ الرُّومِ وَعَنْ الْخَلِيلِ الدَّرْبُ الْبَابُ الْوَاسِعُ عَلَى رَأْسِ السِّكَّةِ وَعَلَى كُلِّ مَدْخَلٍ مِنْ مَدَاخِلِ الرُّومِ وَدَرْبٌ مِنْ دُرُوبِهَا والْمُرَادُ بِهِ فِي قَوْلِهِ زُقَاقٌ أَوْ دَرْبٌ غَيْرُ نَافِذٍ السِّكَّةُ الْوَاسِعَةُ نَفْسُهَا.
د ر ب: (الدُّرْبَةُ) عَادَةٌ وَجَرَاءَةٌ عَلَى الْحَرْبِ وَكُلِّ أَمْرٍ وَقَدْ (دَرِبَ) بِالشَّيْءِ بِالْكَسْرِ اعْتَادَهُ وَضَرِيَ بِهِ وَرَجُلٌ (مُدَرَّبٌ) وَ (مُدَرِّبٌ) كَمُجَرَّبٍ وَمُجَرِّبٍ، وَقَدْ دَرَّبَتْهُ الشَّدَائِدُ حَتَّى قَوِيَ وَمَرَنَ عَلَيْهَا. 
د ر ب

درب بالأمر دربة وتدرّب وهو درب به: عالم. ومازال يعفو عنك حتى اتخذته دربة. قال:

وفي الحلم إدّهان وفي العفو دربة ... وفي الصدق ممنجاة من الشر فاصدق

ودرب البازي على الصيد ودرّبته عليه وهو مجرب مدرب. ودخلوا دروب الروم. وسدّوا درب السكر وهو بابه إذا كان واسعاً.
[درب] نه فيه: لا تزالون تهزمون الروم فإذا صاروا إلى "التدريب" وقفت الحرب، التدريب الصبر في الحرب وقت الفرار، من الدربة التجربة، أو من الدروب وهي الطرق، يعني أن المسالك تضيق فتقف الحرب. ومنه: و"أدربنا" أي دخلنا الدرب، وكل مدخل إلى الروم درب، وقيل بفتح الراء للنافذ، وبالسكون لغير النافذ. وفيه: كانت ناقة "مدربة" أي مخرجة مؤدبة قد ألفت الركوب والسير، أي عودت المشي في الدروب فصارت تألفها وتعرفها فلا تنفر.
(درب) - في حديث جعفر بن عمرو: "وأَدْرَبْنا". : أي دَخَلْنا الدَّربَ، وكُلُّ مَدْخَل إلى الرّومِ دَرْب، والأصل فيه باب السِّكَّة. وقيل: بفَتْح الرَّاءِ للنّافذ منه، وبالِإسْكان لغَيْر النَّافذ.
- في حَدِيثِ أبي بَكْر: "لا تَزالُون تَهْزِمُون الرُّومَ، فإذا صاروا إلى التَّدرِيب وَقَفَت الحَرْبُ".
قال ابنُ الأَعرابِيّ: التَّدرِيبُ: هو الصَّبْر في الحَرْب وقتَ النِّزالِ ، وأَصلُه من الدُّرْبَة، ويَجوزُ أن يكون من الدُّرُوب.

درب


دَرِبَ(n. ac. دُرْبَة
دَرَب)
a. [Bi], Was, became habituated, accustomed to.

دَرَّبَ
a. [acc. & Bi
or

or
'Ala], Habituated, accustomed to, exercised, trained to.

أَدْرَبَa. Entered the territory of ( the Greek Empire:
Musulman army ).
b. Beat a drum.

تَدَرَّبَ
a. [Bi]
see I
دَرْب
(pl.
دِرَاْب)
a. Gate; mountainpass.
b. (pl.
دُرُوْب), Street, road.
c. Habit, custom.

دُرْبَةa. Habit, practice, experience, skill.

دَرَبa. see 1
. —
دَرِب دَاْرِب
Experienced, skilful, well-versed.
دَرُوْبa. Docile, tractable (camel).
دَرْبَان (pl.
دَرَابِنَه), P.
a. Porter, door-keeper, gate-keeper.

دَرَبْزِيْن دَرَابَزُوْن
P.
a. Balustrade, hand-rail; parapet.

دَرْبَنْد
P.
a. Lock, bolt; shutters (shop).
دَرْوَنْد
a. [ coll. ]
see supra.
درب
الدرْبُ: بابُ السكَةِ. وكُل مَدْخَلٍ من مَدَاخِلِ الرُوْمِ، وجَمْعُه دُرُوْبٌ. والدرْبَةُ: التَّجْرِبَةُ والعادَةُ. ورَجُل مُدَربٌ: دَرَّبَتْه التَّجَارِبُ. ودَرِبَ بالشيْءِ: أي عَمِلَه حَتى بَسَأ به. والدارِبَةُ: العاقِلَةُ. وفلانٌ يَتَدَرْبن في مِشْيَتِه: أي يَتَدَحْرَجُ.
ودَرْبَيْتُه: ضَرَبْته حَتّى وَقَعَ. والدَرْبَاةُ: الدَّفْعُ. ودَرْدَبَتِ النّاقَة: رَئمَت. وفي المَثَلَ: دَرْدَبَ لَمّا عَضَّهُ الثِّقَافُ والدرْدَبَةُ: مِثْلُ عَدْوِ الخَائِفِ الذي يَتَوَقَّعُ من وَرَائه شَيْئاً. وقَوْمُ مَدْرَبَةٍ - بمعنىِ مَتْرَبَةٍ -: ضُعَفَاءُ. ودَرْدَبَتِ العَجُوْزُ: ضعُفَت. ورَجُل دَرْبَانِيٌ وثَوْبٌ كذلك: أي ذَلُوْلٌ.
[درب] الدُرْبَةُ: عادةٌ وجُرْأَةٌ على الحَرْبِ وكُلِّ أمرٍ. وقد دَرِبَ بالشئ ودردب به، إذا اعتاده وضَريَ به. تقول: ما زلت أعفو عن فلان حتى اتَّخّذَها دُرْبَةً. قال الشاعر : وفي الحِلْمِ إدْهانٌ وفي العَفو دُرْبَةٌ * وفي الصِدق مَنْجاةٌ من الشَرِّ فاصْدُقِ وفى المثل:

دردب لما عضه الثقاف * أي خضع وذَلَّ. والثِقَافُ: خَشَبَةٌ تسوى بها الرماح. وهو فعلل. ورجل مُدَرَّبٌ ومَدَرِّبٌ، مثل مُجَرَّبٌ ومُجَرِّبٌ. وقد دَرَّبَتْهُ الشدائد حتى قَويَ ومَرَنَ عليها. ودَرَّبْتُ البازيَ على الصيد، إذا ضريته. والدرب معروفٌ، وأصله المَضيق في الجبل. ومنه قولهم: أَدْرَبَ القومُ، إذا دخلوا أرض العَدُوِّ من بلاد الروم.
[د ر ب] الدَّرْبُ: بابُ السِّكَّةِ الواسِعُ، وهو أيضاً: البابُ الأَكْبَرُ. والمَعْنَى. واحِدٌ، والجمْعُ درابٌ أَنْشَدَ سِيبَويْهَ:

(مِثْلُ الكٍِ لابِ تَهِرُّ عند دِرابِها ... ورِمَتْ لَهازِمُها من الَخِزْبازِ)

وكُلُّ مَدْخَلٍ إلى الرُّومِ: دَرْبٌ. والدَّرْبُ: المَوْضعُ الذي يَجْعَلُ فيه التَّمْرُ ليِقِبَّ. ودرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً، ودُرْبَةً، وتَدَرَّبَ: ضَرِيَ. ودَرَّبَه بهِ، وعَلَيه، وفِيهِ: ضَرّاهُ. والمُدَرَّبُ من الرِّجالِ: المُنَجَّدُ، وكُلُّ ما فِي مَعْناهُ مِمّا جاءَ على بِناء مُفَعَّلٍ فالكَسْرُ والفَتْحُ جائِزانِ في عَيْنِه كالمُجَرّبِ والمُجَرّسِ والمَضَرّسِ ونحوهِ، إِلاّ المُدَرَّبَ. والمُدَرَّبُ أيضاً: الذي قد أصابَتْهُ البَلايَا، عن اللٍِّ حْيانِيِّ، وهُوَ من ذلكَ. والدُّرَّابَةُ: الدُّرْبَةُ والعادَةُ، عن ابنِ الأعْرابِيِّ، وأنَشَد:

(والحِلْمُ دُرّابَةٌ أو قُلْتَ مَكْرُمَة ... ما لَمْ يُواجِهْكَ يَوْماً فيه تَشْمِيرُ)

ودَرَّبَ الجارَحَةَ: ضَرّاهَا على الصَّيْدِ. وعُقابٌ درِابٌ: دَرِبَةٌ بذِلكَ. وجَمَلٌ دَرُوبٌ: ذَلُولٌ، وهو من الدُّرْبَةِ. وقالَ اللِّحْياِنِيُّ: بَكْرٌ دَرَبُوت، وتَرَبُوتٌ: أي مُذَلَّلٌ، وكذلك ناقَةٌ تَرَبُوبٌ، وهي التي إِذا أَخَذْتَ بمِشْفَرِهَا، ونَهْزَتَ بَعْينِها تَبَعْتْكَ، وقال سيبَويْهِ: ناقَةٌ تَرَبُوتٌ: خِيارٌ فارِهَةٌ، تاؤُه بَدَلٌ من دالِ دَرَبُوتٍ. وقالَ الأَضْمَعِيُّ: كُلُّ ذلول تَرَبُوتٌ، من الأَرضِ وغَيْرِها، التّاءُ في كلِّ ذلك بَدَلٌ من الدّالِ. ومن أَخَذَهُ من التُّرْبِ، أي أَنَّه في الذِّلَّةِ كالتُّرابِ، فتاؤُه وَضْعٌ غيرُ مُبْدَلَةٍ. وتَدَرْبَى الرَّجُلُ: تَدَهْدَأَ. ودَرَابَ جِرْداً أرضٌ مِن بِلادِ فارسَ، النَّسَبُ إليه دَرَاوَردِْيٌّ، وهو من شاذِّ النَّسَبِ.
درب
درِبَ بـ/ درِبَ على يَدرَب، دَرَبًا ودُرْبةً، فهو دارِب ودَرِب، والمفعول مدروب به
• درِب بالأمرِ/ درِب على الأمرِ: اعتاده وأُولع به حتَّى أصبح حاذقًا بصنعه، مَرَن وحَذَق "درِب بإلقاء الشِّعْر- أكسبته التَّجارب كثيرًا من الدُّربة". 

تدرَّبَ/ تدرَّبَ بـ/ تدرَّبَ على يتدرَّب، تدرُّبًا، فهو مُتدرِّب، والمفعول مُتَدَرَّب به
• تدرَّب الشَّخصُ: تمرَّن "دَرَّبَه فتدَرَّبَ".
• تدرَّب بالأمرِ/ تدرَّب على الأمرِ: اعتادَه، تعوَّد عليه، تمرَّن عليه "تدرَّبَ على الانضباط/ ركوب الخيل/ السَّير". 

درَّبَ يدرِّب، تدريبًا، فهو مُدَرِّب، والمفعول مُدَرَّب
• درَّب ولدَه: علَّمه وحنَّكه وثقَّفه.
• درَّبه على الشَّيءِ/ درَّبه في الشَّيء: عَوَّدَه إيّاه ومَرَّنَه عليه "دَرَّبَ البازِيَّ على الصيد- عامِلٌ/ فريقٌ مُدَرَّبٌ". 

تَدْريب [مفرد]: ج تدريبات (لغير المصدر):
1 - مصدر درَّبَ.
2 - تزويدُ الدَّارسين بالدّراسات العلميَّة والعمليّة التي تؤدِّي إلى رفع درجة المهارة عندهم في أداء واجبات الوظيفة "تدريب رياضِيٌّ/ عسكرِيٌّ/ مهنِيٌّ" ° إدارة التَّدريب: الهيئة المسئولة عن تدريب الموظّفين- التَّدريب العسكريّ: تعليم المجنَّدين والمتطوِّعين الجُدد استعمال السِّلاح وأساليب القتال وفنون الحرب- التَّدريب المِهنيّ: إعطاء مجمل المعارف النظريّة والعمليّة لاكتساب ممارسة
 مهنة ما- دَوْرَة تدريب/ دَوْرَة تدريبيَّة: فترة زمنيّة محدّدة تخصَّص فيها دروسٌ عمليّة لتدريب فئة ما. 

تدريبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَدْريب.
• برنامج تدريبيّ: مجموعة من الموضوعات أو التعليمات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمجالٍ ما وترتّب وتنظّم مسبقًا وفقًا لهيكل معيّن تتَّبع فيه القواعد التعليميّة. 

دَرْب [مفرد]: ج أدراب وأَدْرب ودُروب:
1 - كُلُّ طريقٍ يصلُ بين مكانَيْن ° مَنْ سار على الدَّرب وصل [مثل]: معناه أنّ المهارة تكتسبُ بالمِران.
2 - مَدْخَلٌ ضيّقٌ "دَرْبٌ مَطْروقٌ".
3 - مدخل بين جبلين.
• دَرْب التَّبَّانة: (فك) إحدى المجرَّات التي يحتوي عليها الكون وهذه المجرَّة هي التي تنتمي إليها المجموعة الشمسيَّة، وهي منطقة في السَّماء قوامها نجوم كثيرة لا يميِّزها البصر. 

دَرَب [مفرد]: مصدر درِبَ بـ/ درِبَ على. 

دَرِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من درِبَ بـ/ درِبَ على. 

دُرْبَة [مفرد]: ج دُرُبات (لغير المصدر) ودُرْبات (لغير المصدر):
1 - مصدر درِبَ بـ/ درِبَ على.
2 - حِنكة ومهارة وخبرة اكْتُسِبت بطول الممارسة "اكتسب دُرْبَة على الكلام". 

مُدرِّب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من درَّبَ.
2 - شخص يقوم بتدريب الرِّياضِّيين أو الحيوانات "مدرِّب كرة القدم/ أسود". 

درب: الدَّرْبُ: مَعروف. قالوا: الدَّرْبُ بابُ السِّكَّة الواسِعُ؛ وفي التهذيب: الواسِعة، وهو أَيضاً البابُ الأَكبَر، والمعنى واحدٌ، والجمع دِرابٌ. أَنشد سيبويه:

مِثْل الكِلابِ، تَهِرُّ عند دِرابِها، * ورِمَتْ لهَازِمُها مِنَ الخِزْبازِ

وكلُّ مَدْخلٍ إِلى الرُّومِ: دَرْبٌ من دُرُوبِها. وقيل: هو بفتح الراءِ، للنافِذِ منه، وبالسكون لغيرِ النَّافِذِ. وأَصل الدَّرْبِ: المضِيقُ في الجِبالِ؛ ومنه قَولُهُم: أَدْرَب القومُ إِذا دَخَلُوا أَرضَ العَدُوِّ من بلادِ الرُّوم. وفي حديث جَعْفرِ بنِ عمرو: وأَدْرَبْنا أَي دَخَلْنا الدَّرْبَ. والدَّرْبُ: الـمَوْضِعُ الذي يُجْعلُ فيه التَّمْرُ لِيَقِبَّ.

ودَرِبَ بالأَمـْرِ دَرَباً ودُرْبَةً، وتَدَرَّبَ: ضَرِيَ؛ ودَرَّبَه به وعليه وفيه: ضَرَّاهُ.

والـمُدَرَّبُ من الرِّجالِ: الـمُنَجَّذُ. والـمُدَرَّبُ: الـمُجَرَّبُ. وكلُّ ما في معناه مـما جاءَ على بِناءِ مُفَعَّلٍ، فالكسر والفتح فيه جائزٌ في عَيْنِه، كالـمُجَرَّبِ والـمُجَرَّسِ ونحوه، إِلاَّ الـمُدَرَّبَ. وشيخٌ مُدَرَّبٌ أَي مُجَرَّبٌ. والـمُدَرَّب أَيضاً: الذي قد أَصابَتْه البَلايا، ودَرَّبَتْه الشَّدائِد، حتى قَوِيَ ومَرِنَ عليها؛ عن اللحياني، وهو من ذلك.

والدُّرَّابَة: الدُّرْبَة والعادة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

والحِلْمُ دُرَّابةٌ، أَو قُلْتَ مَكْرُمةٌ، * ما لم يُواجِهْكَ يوماً فيه تَشْمِيرُ

والتَّدْريبُ: الصَّبْرُ في الحَرْبِ وقْتَ الفِرارِ، ويقال: دَرِبَ.

وفي الحديث عن أَبي بكر، رضي اللّه عنه: لا تَزالون تَهْزِمونَ الرُّومَ، فإِذا صاروا إِلى التَّدْريبِ، وقَفَتِ الحَرْبُ؛ أَراد الصَّبْر في الحربِ وقتَ الفِرارِ؛ قال: وأَصلُه من الدُّرْبة: التَّجْرِبةِ، ويجوز أَن يكون من الدُّروبِ، وهي الطُّرُقُ، كالتَّبْويبِ من الأَبْوابِ؛ يعني أَن المسالِكَ تَضِيقُ، فَتَقِفُ الحَرْبُ.

وفي حديث عمران بن حصين: وكانتْ ناقة مُدَرَّبةً أَي مُخَرَّجةً

مُؤَدَّبةً، قد أَلِفَتِ الرُّكُوبَ والسَّيرَ أَي عُوِّدَتِ الـمَشْيَ في الدُّروبِ، فصارَتْ تَأْلَفُها وتَعْرِفُها ولا تَنْفِرُ.

والدُّرْبةُ: الضَّراوة. والدُّرْبةُ: عادةٌ وجُرْأَةٌ على الحَرْبِ وكلِّ أَمرٍ.

وقد دَرِبَ بالشيءِ يَدْرَبُ، ودَرْدَبَ به إِذا اعتادَه وضَرِيَ به.

تقول: ما زِلْتُ أَعْفُو عن فلانٍ، حتى اتَّخذَها دُرْبةً؛ قال كعب بن

زهير:

وفي الحِلْمِ إِدْهانٌ، وفي العَفْوٍ دُرْبةٌ، * وفي الصِّدقِ منْجاةٌ من الشَّرِّ، فاصْدُقِ

قال أَبو زيد: دَرِبَ دَرَباً، ولَهِجَ لَهجاً، وضَرِيَ ضَرًى إِذا

اعْتادَ الشيءَ وأُولِعَ به.

والدَّارِبُ: الحاذِقُ بصناعتِه.

والدَّارِبةُ: العاقِلة. والدَّارِبةُ أَيضاً: الطَّبَّالة. وأَدْرَب إِذا صَوّت بالطَّبْل.

ومن أَجناسِ البَقَر: الدِّرابُ، مـما رَقَّتْ أَظْلافُه، وكانت له

أَسْنِمَةٌ، ورَقَّتْ جُلُودُه، واحدُها دَرْبانِيٌّ؛ وأَما العِرابُ: فما

سَكَنَتْ سَرَواتُه، وغَلُظَت أَظلافُه وجُلودُه، واحدُها عَرَبِيٌّ؛

وأَما الفِراشُ: فما جاءَ بين العِرابِ والدِّرَابِ، وتكون لها أَسْنِمَةٌ

صغارٌ، وتَسْتَرْخي أَعيابُها، الواحِدُ فَريشٌ.

ودَرَّبْتُ البازِيَّ على الصيد أَي ضَرَّيْته. ودَرَّبَ الجارحة:

ضَرَّاها على الصيد. وعُقابٌ دارِبٌ ودَرِبة: كذلك.

وجَمَلٌ دَرُوبٌ ذَلولٌ: وهو من الدُّرْبة.

قال اللحياني: بَكْرٌ دَرَبوتٌ وتَرَبُوت أَي مُذَلَّلٌ؛ وكذلك ناقةٌ

دَرَبُوتٌ، وهي التي إِذا أَخَذْتَ بِمشْفَرِها، ونَهَزْتَ عينها،

تَبِعَتْكَ. وقال سيبويه: ناقةٌ تَرَبُوتٌ: خِيارٌ فارِهةٌ، تاؤُه بَدَلٌ من دال دَرَبُوتٍ. وقال الأَصمعيّ: كل ذَلُول تَرَبُوتٌ من الأَرض وغيرها، التاءُ في كلّ ذلك بدلٌ من الدَّالِ، ومن أَخَذَه من التُّرْبِ أَي إِنه في الذِّلَّة كالتُّرْب، فتاؤُه وضع غير مُبدلة.

وتَدَرَّبَ الرجلُ: تَهَدّأَ.

ودَرَابْ جِردَ: بَلَدٌ من بلادِ فارِسَ، النَّسَبُ إِليه دَرَاوَرْدِيٌّ، وهو من شاذّ النَّسَب.

ابن الأَعرابي: دَرْبَى فلانٌ فلاناً يُدَرْبِيه إِذا أَلقاه؛ وأَنشد:

اعْلَوَّطَا عَمْراً، ليُشْبِياهُ * في كلِّ سوءٍ، ويُدَرْبِياهُ

يُشْبِياهُ ويُدَرْبياه أَي يُلْقِيانه. ذكرها الأَزهري في الثلاثي هنا،

وفي الرُّباعي في دَرْبى.

الأَزهري في كتاب الليث: الدَّرَبُ داءٌ في الـمَعِدة. قال: وهذا عندي غلط، وصوابه الذَّرَبُ، داءٌ في الـمَعِدة، وسيأْتي ذكره في كتاب الذال المعجمة.

درب: درب: درس، وفي كتاب ابن عباد (1: 21): دَرَب، ونجد فيه (1: 203 رقم 39) المصدر دُرُوب بهذا المعنى، كما لو كان الفعل دَرَب وليس دَرِب.
وفي معجم فوك: دَرُب، ودَرُب في: علم ودرب على: تمرن على، تعود على، أدمن على (انظر لين) وعند دي سلان (المقدمة ص64): كتاب قد دربوا على إملاء الدعاوى. وفي حيان - بسام (3: 3ق): دربوا على الركوب. دَرَّب: علّم، ثقف، حنك. ففي كتاب الخطيب (ص290 ق): فدون وأسمع وروى ودرّب (واسمع موجودة في مخطوطة ب وهي الصواب، وفي مخطوطة 6: واستمع). وفي (ص87 ق) منه: ولم أر في متصدري بلده أحسن تدريباً منه. وفي المقري (3: 202) الذي ينقل هذه العبارة: تدريساً.
ورد الفعل درّب في معجم فوك ذكرت في مادة لاتينية معناه باب ولم يذكر فيها عبارة لاتينية معناها: أغلق باب الحارة.
ودَرَّب: سد بالمتاريس، ترَّس، ففي لطائف فريتاج (ص100) أمرهم أن يجعلوا النساء في المغاير ودربها. وفي الحلل (ص35 ق): فاحتل بخارج قرطبة فغلقوا أبوابها ودربوا مواضع من حاراتهم واستعدوا لقتاله.
وقولهم: درّب على نفسه يعني أرتج باب داره. ففي حيان (ص56 و): فالفاه في عصابته ممتنعاً في داره قد درب على نفسه ومنع جانبه.
والمتاريس تقوم مقام الأسوار إذا لم يكن للمدينة أسوار. ففي فريتاج حكم لقمان (ص61) وفيها كلمة لم يستطع الناشر قراءتها: ثم رحلوا إلى منبج وقد ( ... ) أهلها بالسور ودربوا المواضع التي لا سور لها.
وفي حيان (ص67 ق): وجاء إلى بجانة وهي مدربة لم يضرب بعد عليها سور.
تدرّب على: تمرّن على، وتعود على (بوشر).
ونجد عند المقري: تدرَّب على الركوب.
وتدرب بفلان وفيه: تأدب وتثقف عليه في فن أو علم، ففي ميرسنج (ص21): تدرَّب بفلان النظم.
والمصدر منه تدرُّب تليه في: يعني: معرفة. ففي الخطيب (ص33 ق) له تدرب في أحكام النجوم.
دَرْب: يطلق أهل الأندلس اسم الدروب على البيوت، وهي مضايق جبال البرينة حيث يمر الناس من أسبانيا إلى فرنسا. ففي المقري (1: 145، 209، 223) ألبرت (ص227).
وتطلق توسعاً على جبال البرينة. كما تطلق أيضاً على سلسة جبال سيرا كادوما (أخبار ص38) ولتمييز جبال البرينة يسمونها الدر الآخر أي سلسة الجبال الأخرى لأن كلمة درب تستعمل بمعنى سلسلة جبال. ففي المقري مثلاً (1: 92): وليس بين المسلمين والنصارى درب ولذلك يغزو دائماً بعضهم بعضاً.
ودَرْب: طريق ففي محيط المحيط: والمولودون لا يستعملون الدرب مؤنثاً للطريق مطلقاً ويجمعونها على دَرُوب.
وكذلك الأمثلة التي نقلت في (مملوك 2، 1: 147، وتفسير كاترمير لها بالزقاق الضيق غير صحيح). أبو الفداء جغرافية ص119، المقري 2: 709، زيشر 11، 494، 22: 75، 120).
وفي الأندلس يقول أبو الوليد (ص222) ما يلي: الفصيل حائط قصير يكون دون السور محو الستارة ويقال لمكان (للمكان) الذي يحتوي عليه عندنا درب.
وهذه هي إذا التي جعل منها الأسبان أدرف ( adarve) وهي كلمة تعني في لغتهم محل متسع مشرف في أعلى الأسوار ترتفع فيه الشرفات. ويطلق توسعاً على حائط السور.
ودرب: يطلق في قسطنطينة على ميدان أدرجته تتصل بالشارع بممر أو زقاق ضيق يسد من طرفيه وعلى هذا الميدان أو الرحبة تقوم أربعة منازل أو خمسة أو ستة تعود لأسرة واحدة. وهو ما يسمى في باريس cité وفي لندن Square.
والقصر الذي بناه أحمد باي في قسطنطينية سنة 1833. والذي يسكنه اليوم حاكم المنطقة العام، والذي يحتوي على عدد من المنازل تؤلف حياً خاصاً منفصلاً عن بقية المدينة ولا يتصل بها إلا بشارع واحد كان قبلاً يسد من طرفيه، هذا القصر يسميه أهل البلد درباً أيضاً.
دُرُوب: متاريس (تاريخ البربر 2: 56).
ودَرُوب: متاهة، تيه (المعجم اللاتيني العربي).
ودُرُوب: مرادف آثار وهي الرسوم التي تطبعها الأقدام في الطريق (دسكارياك ص549).
ودُرُوب: مقياس للمياه الجارية (جريجور ص44). ولا تزال لفظة دَربو بهذا المعنى مستعملة في نظام المقاييس المترية في صقلية حتى أيامنا هذه (أماري مخطوطات).
دُرْبَة: لا تعني الاعتياد والمران على الشيء فقط بل تعني أيضاً: حنكة ومهارة وخبرة اكتسبت بطول الممارسة (الادريسي ص168)، وفي كتاب الخطيب (ص64 ق): وأرسل رسولاً إلى ملك قسطيلة ثقة بكفايته ودربته وعجمة لسانه.
ودُرْبَة = سياسة (فوك).
دُرَيْب. دُرَيْب التبانة: المجرة، أم السماء، أم النجوم (بوشر).
دَرّاب. كان الدَرَابون في الأندلس هم اللذين يحرسون أبواب (درب) الطرق والأحياء ويغلقونها عند الغسق. وكان لكل طريق درّاب مسلح، وهو مزود بمشعل وله كلب وعليه أن يسهر لحراسة الأهلي. انظر المقري (1: 135).
دَرّابة الدكان: إذا كانت باب الدكان تتألف من مصراعين عرضاً يسمى كل مصراع منهما درابة. في محيط المحيط: ودَرَّابة الدكان أحد مصراعي بابه الذي ينطبق الأعلى منهما على الأسفل، مولَّدة.
وتجمع على دراريب ففي فهرست مخطوطات مكتبة ليدن (1: 155): فانبسط أحدهما إلى الدكان وألقى كعكة ثانية بين الدراريب.
دارب، وتجمع على دَرَبَة: الجندي يشترك في حملة لغزو الروم (معجم الماوردي).
تدريب: أدب، تهذيب (المقري 2: 516).
تَدْرِيبةَ. تدريبة ما تنفذ: زقاق لا ينفذ، دربة، زنقة (بوشر).
مُدَرّب: مثقف العساكر وممرنهم (بوشر).
مدربة: حشية، نضيدة، فرشة (بوشر بربرية) وهي عند هوست (ص: 266): مداربة، وهي تصحيف مُضرّبة.
درب
: (الدَّرْبُ) مَعْرُوفٌ، قالُوا: الدَّرْبُ: (بَابُ السِّكَّةِ الوَاسعُ) وَفِي (التَّهْذِيب) الوَاسِعَةِ (و) هُوَ أَيضاً (البَابُ الأَكْبَرُ) والمَعْنَى وَاحِدٌ (ج دِرَابٌ) كرِجَالٍ، أَنشد سِيبَوَيْهٍ:
مِثْل الكِلاَبِ تَهِرُّ عِنْدَ دِرَابِهَا
وَرِمَتْ لَهَازِمُهَا مِنَ الخِزْبَازِ
ودُرُبٌ كفَلْسٍ وفُلُوسٍ، وَعَلِيهِ اقْتصر فِي شفاءِ الغليل (وكُلُّ مَدْخَلٍ إِلى الرُّومِ) دَرْبٌ مِنْ دُرُوبِهَا (أَو النَّافِذُ مِنْهُ بالتَّحْرِيكِ، وغَيْرُه) أَي النَّافِذِ (بالسُّكُونِ) وأَصْلُ الدَّرْبِ: المَضِيقُ فِي الجِبَالِ، وَمِنْه قَوْلُهُمْ: أَدْرَبَ القَوْمُ إِذَا دَخَلُوا أَرْضَ العَدُوِّ مِن بِلاَدِ الرُّومِ، وَفِي حَدِيث جَفر بنِ عَمْرٍ و (وأَدْرَبْنَا) أَي دَخَلْنا الدَّرْبَ، (و) الدَّرْبُ (: المَوْضِعُ) الذِي (يُجْعَلُ فِيهِ التَّمْرُ لِيَقِبَّ) أَي يَيْبَسَ (و) الدَّرْبُ) (: ة باليَمَنِ، و: ع بنَهَاوَنْدَ) من بِلَاد الجَبَلِ، مِنْهُ أَبو الفَتْحُ منصورُ بن المُظَفَّرِ المُقْرِىءُ الدَّرْبِيُّ النَّهَاوَنْدِيّ، قَالَ أَبُو الفَضْلِ المَقْدِسِيُّ: حدَّثنا عَنهُ بعضُ المتأَخرين، وَفِي قَول امرىء الْقَيْس: بَكَى صَاحِبِي لَمَّا رَأَى الدَّرْبَ حَوْلَهُ
موضعٌ بالرُّومِ معروفٌ، على مَا اخْتَارَهُ شُرَّاحُ الدِّيوَان قَالَه شيخُنَا.
(ودَرِبَ بهِ كَفَرِحَ دَرَباً) ولَهِجَ لَهَجاً وضَرِيَ ضَرًى إِذا اعْتَادَ الشيءَ وأُورِعَ بِهِ، قَالَه أَبو زيد، ودَرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً (ودُرْبَةً بالضَّمِّ: ضَرِيَ) بِهِ (كَتَدَرَّبَ ودَرْدَبَ) أَي اعْتَادَ (ودَرَّبَه بِهِ وعَلَيْهِ وفِيهِ تَدْرِيباً: ضَرَّاهُ) وأَلَّبَ عَلَيْهِ، ودَرَّبَتْهُ الشَّدَائِدِ حَتَّى قَوِيَ ومَرَنَ عَلَيْهَا، عَن اللحيانيّ، (و) مِنْهُ (المُدَرَّبُ كمُعَظَّمٍ) مِنَ الرِّجالِ (المُنَجَّدُ، و) المُدَرَّبُ: (المُجَرَّبُ، و) المُدَرَّبُ (: المُصَابُ بالبَلاَيَا) وبالشَّدَائِدِ (و) المُدَرَّبُ (: الأَسدُ) ذَكَره الصاغانيّ، (و) المُدَرَّبُ (مِنَ الإِبِلِ: المُخْرَّجُ المُؤدَّبُ) الذِي قد أَلِفَ الرُّكُوبَ و) السَّيْرَ، أَي (عُوِّدَ المَشْيَ فِي الدُّرُوبِ) فصارَ يَأْلَفُهَا ويَعْرِفُهَا فَلَا يَنْفِرُ، (وَهِي) مُدَرَّبَةٌ، (بهَاءٍ) ، وَفِي حَدِيث عمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ (وكَانَتْ نَاقَتُهُ مُدَرَّبَةً) (وكُلّ مَا فِي معناهُ مِمَّا جاءَ عَلَى) بِنَاءِ (مُفَعَّلٍ فالفَتْحُ والكَسْرُ) فِيهِ (جائزَانِ فِي عَيْنِهِ) كالمُجَرَّبِ والمُجَرَّسِ ونحوِه (إِلاَّ المُدَرَّبَ) فإِنَّهُ بالفَتْحِ فقطْ، وَهَذِه قَاعِدةٌ مُطَّرِدَةٌ.
(والدُّرْبَةُ، بالضَّمِّ) : الضَّرَاوَةُ (عَادَةٌ وجَرَاءَةٌ علَى الأَمْرِ والحَرْبِ) بالجَرِّ، على أَنَّه معطوفٌ على الأَمْرِ فَفِيهِ تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ، ويوجدُ فِي بعض النّسخ بالرَّفْعِ فَيكون مَعْطُوفًا على جَرَاءَة، وأَحسنُ من هَذَا عبارَة لِسَان الْعَرَب: والدُّرْبَةُ: عَادَةٌ وجَرَاءَةٌ على الحرْبِ وكلِّ أَمرٍ، وَقد دَرِبَ بالشَّيْءِ (كالدُّرَّابَةِ بِالضَّمِّ) ، ظاهِرَهُ أَنه كثُمَامَةٍ، والحالُ أَنه مشَّدَّدٌ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
والحِلْمُ دُرَّابَةٌ أَوْ قُلْتَ مَكْرُمَةٌ
مَا لَمْ يُوَاجِهْكَ يَوْماً فيهِ تَشْمِيرُ
وتقولُ: مَا زِلْتُ أَعْفُو عَن فلانٍ حَتَّى اتَّخَذَهَا دُرْبَةً، قَالَ كَعْب بن زُهَيْر:
وَفِي الحلمِ إِدْهَانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْبَةٌ
وَفِي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فاصْدُقِ
(و) الدُّرْبَةُ بالضَّمِّ (: سَنَامُ الثَّوْرِ الهَجِين، و) دَرِبَ البَازِي علَى الصَّيْدِ، ودَرَّبَ الجَارِحَةَ: ضَرَّاهَا على الصَّيْدِ و (عُقَابٌ دَارِبٌ على الصَّيْدِ ودَرِبَةٌ كفَرِحَةٍ) مُعَوَّدٌ عَلَيْهِ وَبِه (وَقد دَرَّبْتُهُ) أَيِ البَازِيَ على الصَّيْد (تَدْرِيباً) أَي ضَرَّبْتُه.
(وجَمَلٌ) دَرُوبٌ (ونَاقَةٌ دَرُوبٌ) كصبورٍ: مُذَلَّلٌ، وَهُوَ من الدُّرْبَةِ.
(و) قَالَ اللِّحْيَانيّ: بَكْرٌ (دَرَبُوب) وتَرَبُوتٌ، التَّاءُ بَدَلٌ عَن الدَّالِ كَمَا يَأْتِي فِي حرف التاءِ المُثَنَّاةِ الفوْقِيَّةِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى (مُحَرَّكَةً) أَي (ذَلُولٌ) ، وَكَذَلِكَ ناقةٌ دَرَبوتٌ، (أَو هِيَ) أَي دَرَبُوتٌ (: الَّتِي إِذا أَخَذْتَ) بِالْخِطَابِ (بمِشْفَرِهَا ونَهَزْتَ) بِالْخِطَابِ (عَيْنَهَا تَبِعَتْكَ) .
(والدَّرْبَانِيَّةُ) بِالْفَتْح (: ضَرْبٌ من) جِنْسِ (البَقَرِ تَرِقُّ أَظْلاَفُهَا وجُلُودُهَا، و) كَانَت (لَهَا أَسْنِمَةٌ) جمع سَنَامٍ، واحدُهَا دَرْبَانِيٌّ، وَالْجمع: دِرَابٌ، وأَمَّا العِرَابُ فَمَا سَكَنَتْ سَرَوَاتُهُ، وغَلُظَتْ أَظْلاَفُهَا وجُلُودُهُ، وَاحِدهَا عَرَبِيٌّ، والفِرَاشُ مَا جَاءَ بيْنَ الدِّرَابِ والعِرَابِ، وتكونُ لَهَا أَسْنِمَةٌ صِغَارٌ وتَسْتَرْخِي أَعْيَابُهَا، وَاحِدهَا فَرِيشٌ.
(و) دَرِبَ بِالأَمْرِ: دُرْبَة وتَدرَّبَ، وَهُوَ دَرِبٌ: عالِمٌ.
و (الدَّارِبَةُ: العَاقِلَةُ والحَاذُقَةِ بصِناعَتِهَا) وَهُوَ الدَّارِبُ: الحَاذِقُ بصِنَاعَتِه، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، (و) الدَّارِبَةُ أَيضاً (: الطَّبَّالَةُ) ، وأَدْرَبَ كدَرْدَبَ ودَبْدَبَ، إِذا صَوَّتَ بالطبْلِ.
(ودَرْبَى فُلاناً) يُدَرْبِيهِ دِرْباءً، إِذا (أَلْقَاهُ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد:
اعْلَوَّطَا عَمْرَاً لِيُشْبِيَاهُ
فِي كُلِّ سُوءٍ ويُدَرْبِيَاهُ يُشْبِيَاهُ ويُدَرْبِيَاهُ أَي يُلْقِيَاهُ فيمَا يكْرَهُ.
(والدُّرُبُ كعُتُلَ: سَمَكٌ أَصْفَرُ) كأَنَّهُ مُذْهَبٌ) .
(ودَرْبَى كَسَكْرَى: ع بالعِرَاقِ) وضَبَطه الصاغانيّ بضَمِّ الدّالِ والرَّاءِ المُشَدَّدَةِ، وَقَالَ: هُوَ فِي سَوَادِ العِرَاقِ شَرْقِيَّ بَغْدَادَ، انْتهى، والمشهورُ بِالنسبةِ إِليه: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عليِّ بنِ إِسماعيلَ القَطَّانُ، عُرِفَ بالدَّرْبِيّ، من أَهل بغدادَ من الثِّقَاتِ، رَوَى عَنهُ الدَّارَقُطْنِي، وابنُ شاهِينَ الواعظُ وغيرُهما.
(والدَّرْدَبَةُ سَتَأْتِي) قَرِيبا، وَهنا ذَكَرَهُ الجوهريّ والصاغانيّ.
(و) أَبُو طاهِرٍ (أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الدُّرَيْبِيُّ كَزُبَيْرِيِّ: مُحَدِّثٌ) نِسْبَة إِلى الجَدِّ، سَمِعَ على التَّاجِ عبدِ الخَالِقِ وَغَيره. وَبَنُو دُرَيْبٍ كزُبير: قَبِيلَةٌ مِنْهُم أُمَرَاءُ حَلْيٍ وصَبْيَا من اليَمَنِ.
(والتَّدْرِيبُ: الصَّبْرُ فِي الحَرْبِ وقْتَ الفِرَارِ) يُقَال: دَرَّبَ، وَفِي الحَدِيث عَن أَبي بكرٍ (لاَ يَزَالُونَ يَهْزِمُونَ الرُّومَ، فإِذَا صَارُوا إِلى التَّدْرِيبِ وَقَفَتِ الحَرْبُ) أَرادَ الصَّبْرَ فِي الحَرْب وَقْتَ الفِرَارِ، وأَصْلُه مِنَ الدُّرَبَةِ: التَّجْرِبَةِ، ويجوزُ أَنْ يَكُونَ من الدُّرُوب وَهِي الطُّرُقُ كالتَّبْوِيبِ من الأَبْوَابِ، يَعْنِي أَن المَسَالِكَ تَضِيقُ فَتَقِفِ الحرْبُ.
(والدَرْبَانُ) بالفَتْح (ويُكْسَرُ: البَوَّابُ، فَارِسِيَّةٌ) عُرِّبَتْ، ومَعْنَاهُ حَافِظُ البَابِ، وسَيَأْتِي للمصنّف فِي دَرْبَنَ، وَهُنَاكَ ذَكَرَه الجوهريُّ، على الصَّحِيح.
ودَرْبُ ساك: موضعٌ بالشَّأْمِ، ودَرْب الحَطَّابِينَ بِبغدادَ، ومَحَلَّةٌ من مَحَلاَّتِ حَلَبَ بالقُرْبِ من بَاب أَنْطَاكِيَة، كَانَت بهَا منازلُ بَنِي أَبِي أُسَامَةَ، ودَرْبُ فَرَاشَةَ، ودَرْبُ الزَّعْفَرَانِ، ودَرْبُ الضَّفَادِعِ، من مَحَلاَّتِ بَغْدَادَ، منَ الأَولِ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ الدَّبَّاسُ، وَمن الثَّانِي: أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ المُجَهز، وَمن الثَّالِثِ: أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى البَرْبَهَارِيّ، ودَرْبُ الشاكِرِيَّةِ إِحْدَى المَحَالِّ الشَّرْقِيَّةِ، سَكَنَهَا أَبُو الفَضْلِ السَّلاَمِيُّ، ودَرْبُ القَيَّار، إِليها أَبُو الفُتُوحِ محمَّدُ بنُ أَنْجبَ بن الحُسَيْنِ البَغْدَادِيّ، ذَكَرهُ أَبُو حَامِدٍ المَحْمُودِيُّ.
ودِيَرْبُ بِكَسْرِ المُهْمَلَةِ وفَتْحِ اليَاءِ التحْتِيَّةِ وسُكُونِ الرَّاءِ سَبْعَةُ قُرًى بمصرَ، الأُولَى: دِيَرْبُ حَيَّاش، وتُعْزَى إِلى صافُور، وَالثَّانيَِة دِيَرْبُ نَجْمٍ وتُعْزَى إِلى فِلِيتَ، وهُمَا من إِقْلِيمِ بُلْبَيْس، وثلاثَةٌ مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ، إِحْدَاهَا المُضَافَةُ إِلى بَلَجْهورَة، والاثْنَتَانِ: البَحْرِيَّةُ والقِبْلِيَّةِ، واثْنَتَان مِنَ الغَرْبِيَّةِ.
باب الدال والراء والباء معهما د ر ب، ب ر د، ر ب د، د ب ر، ب د ر مستعملات

درب: كل مَدْخَلٍ من مَداخِلِ الرُّومِ دَرْبٌ من دُروبها. والدَّرْبُ باب السِّكَّةِ الواسعة، ورُبَّما كانَ ما بَين. والدُّربة: عادةٌ وجُرأَةٌ على الحَرْب وكلِّ أمرٍ. ورجلٌ مُدَرَّبٌ: دَرَّبَته الشَّدائدُ حتى قَوِيَ ومَرَنَ عليها، قال:

ومن يَحْرِصْ على كِبَرٍ فإِنيّ ... أنا الكَهْلُ المُدَرَّبُ بالكُلُومِ

والدَّرَبُ: داءٌ في المَعِدة. وما زال فلانٌ يعفُو عن فلانٍ حتى اتَّخَذَها دُرْبَةً. ودَرِبَ الإنسانُ بالشيءِ إذا عَمِلَه حتى بَسَأ به أي أَتقَنَ . ودرَّبتُ البازي على الصَّيد أي ضَرَّيْتُه. وشَيْخٌ مُدَرَّبٌ أي مُجَرَّبٌ ، والدُّرْبة: كَثرةُ العِبَر حتى يَتَدَرَّب بالذُّنُوب

. برد: البَرَدُ: مَطَرٌ كالجَمْد. وسَحابٌ بَرِدٌ: ذو قُرٍّ وبَرَدٍ، [وقد بُرِدَ القومُ إذا أصابهم البرد] . [وأما قول اللهِ- جلَّ وعزَّ-: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ، ففيه قولانِ: أحدهما: وينزل من السماء من أمثال جبال فيها من بَرَدٍ، والثاني: ويُنزِل من السماء من جبال فيها بَرَدٌ. ومِن صِلةٌ] . والأَبْرَدانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ، وبَرَدَ يبرُد بُرودةً. وبَرَدْتُ الخُبْزَ بالماءِ: صَبَبْتُه عليه فبَلَلتُه، واسمُ ذلك الخبز المَبلُول البَريدُ والمَبْرودُ، تَطعَمُه النِّساءُ للسُّمْنة، وتقول: اسقني شَرْبةً أُبَرِّدُ بها كبدي. وبَرَدَ القُرُّ، وأبردوا: صاروا في وقت القُرِّ آخر النّهار. وبَرَّدْتُ الماءَ تبريداً. وبَرَدَ عليه حَقٌ كذا وكذا دِرْهَماً أي لَزِمَه ذلك. والبَرودُ: كُحْل تُبَرَّدُ به العين من الحَرِّ.

وفي الحديث: أَبردوا بالظُّهر فإنّ شِدَّةَ الحَرِّ من فَيح جَهَنَّم.

ويقال: جئناكَ مُبْردينَ إذا جاءوا وقد باخ الحَرُّ. والبرّادةُ: الكوازة . والبَريد: ستَّة أميال يتِمُّ بها فَرْسخان. والبَريدُ: الرسولُ المُبْرَد على دَوابِّ البريد، [وإبراده إرساله] ، وقال الراجز:

رأيتُ للموت رَسُولاً مُبرَدا

[ويُرَوى عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إذا أَبْرَدْتُم إليَّ بَريداً فاجعَلوه حَسَنَ الوَجْهِ حَسَنَ الاسْمِ] .

[وقال بعض العرب: الحُمَّى بريد الموت، أراد أنها رسول الموت تُنذر به. وسِكَكُ البَريد، كل سِكَّةٍ منها اثنا عشر ميلاً، والسَّفَر الذي يجوز فيه قَصْرُ الصلاة أربعة بُرُدٍ، وهي ثمانية وأربعون ميلاً بالأميال الهاشمية التي في طريق مَكَّةَ. وقيل لدابَّة البريد: بَريدٌ لسَيْرِهِ في البَريد، وقال الشاعر:

إِنّي انُصُّ العِيسَ حتى كأنَّني ... عليها بأجواز الفلاة بَريُد ]

والبَرْدُ: سَحكُكَ الحديد بالمِبرَدِ أي السُّوهان (بالفارسية) . والبُرْدُ: ثَوبٌ من بُرود العَصْب والوَشْي. والبُرْدد: كِساء [مُرَبَّع أَسْوَدُ فيه صِغَرٌ ونحو ذلك] تَلتَحِفُ به العرب. وقوله تعالى: لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً

، يقالُ: نَوْماً. وبَرَدَى: نَهر دمشقَ، قال حسّان:

يَسْقُون من ورد البريص عليهم ... بردى يصفق بالرحيق السلسل

وضَرَبَه حتى بَرَدَ أي ماتَ. وبَرَدَ فلانٌ في أيديهم أي صارَ في أيديهم لا يُفْدَى ولا يُطْلَبُ. وبُرْدا الجَرادِ: جناحاهُ، قال ذو الرمة:

إذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْهِ ترنيمُ

ربد: رُبَدُ السَّيفِ فِرِندُه، هُذَليَّة. والرُّبْدةُ في لَون النَّعامِ قِطعةُ كَدْراءُ، وأُخرَى سوداءُ ونحوها من لونٍ مختلطٍ غير حَسَنٍ. والأربَدُ: ضَربٌ من الحَيّات [خبيث] . وتَرَبَّدَ وجهُهُ من الغَضَب، كأنّه تَسَوَّد منه مواضِع. وإذا اضَرَعَتِ النّاقةُ قيل: رَبَّدَتْ، وتَرَبَّد ضَرْعُها إذا رأيتَ فيه لُمَعاً من سَوادٍ ببَياضٍ خَفيٍّ، قال: إِذا والدٌ منها تَرَبَّدَ ضَرْعُها ... جَعَلتُ له السِّكِّينَ إحدَى القَلائدِ

وإِنَّما ذَكَّر والد لأنَّ الوَلَدَ في بطنها، فإذا وَضَعَتْ فهي والدة لأن الذكر لا يلد، فكلُّ نَعْتٍ لا يشترك فيه الذَّكَرُ فهو للإِناثِ بغير الهاء إذا اردتَ الاسْمَ، فإِن أرَدْتَ الفِعلَ ألحَقْتَ الهاء. والمِرْبَد: مُتَّسَعٌ بالبَصرة كان موقِفَ العَرَب ومُتَحَدَّثَهم، وكذلك مِرْبَد المدينة، والمِرْبَدُ: كُلُّ موضعٍ للإبِل، والمِرْبَدُ: شِبهُ حُجْرةٍ في كُلِّ دارٍ مما يلي المَرافِق بمنزلة الدار المُستديرة، ومثل المُتَوَضَّأ وبِئر الماء. والمِرْبَدُ: الذي يُجْعَلُ فيه التَّمْرُ عند الجَدادِ ليَيبَسَ.

[وفي حديث النبي- صلى الله عليه وسلم-: إن مسجدَه كانَ مِرْبَداً لِيَتيمَيْنِ في حِجر مُعَوَّذ بنِ عَفراءَ فاشتراه منهما معاذُ بنُ عَفراء فجَعَلَه للمسلمين، فبَناه رسول اللهِ- صلّى اللهُ عليه وسلَّم- مسجداً] .

دبر: دُبُر كلِّ شيءٍ خلاف قُبُله ما خلا قولهم: جَعَلَ فلانٌ قَولي دَبْرَ أُذُنِه أي خَلْفَ أذنه ودبر أذنه . ويقال للقوم في الحرب: وَلُّوهُم الدُّبُرَ والإِدبار والإدبار التَّوْلِيةُ نفسُها. وما لهم من مَقْبَلٍ ولا مَدْبَر أي مذهب في إِقبال وإِدبار. وَأَدْبارَ السُّجُودِ

أي أواخِر الصَلَواتِ. وَإِدْبارَ النُّجُومِ

، عند الصُّبحِ في آخر اللّيل إذا أَدبَرَتْ مُوَلِّيةً نحو المغرب. والدابِرُ: التابع، ودَبَرَ يَدْبُرُ دَبْراً أي تَبِعَ الأَثَر، وقوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ

أي وَلَّى ليذهَبَ، ومن قَرَأَ: دَبَرَ أي تَبِعَ النَّهارَ. وقَطَعَ اللهُ دابِرَهم أي آخِرَ من بَقِيَ منهم. وجَعَلَ الدَّبْرةَ عليهم أي الهزيمة. والدَّبُورُ: رِيحٌ من قِبَل القِبْلة دابرة نحو المَشرِق، وجمعُه دُبُر، والدَّبائِرُ أصوَبُ. والدابرةُ من الطائر اصبعٌ من خَلف وهي للدِّيك، أسفلَ من الصِّيْصية يَطَأُ بها، وبها يضرب البازي. ودابِرة الحافِرِ: ما وَلِيَ مُؤَخَّر الرُّسْغ، قال:

افنَى دَوابِرَهُنَّ الرَّكْضُ في الأكم ومَثَلٌ للعرب: ما يَدري فلانٌ قبيلاً من دَبير، القَبيل: ما وَلِيَكَ، والدَّبيرُ: ما خالَفَكَ. ويقال: الدَّبيرُ فَتْلُ الكَتّان والصُّوف، والقَبيل فتل القُطْن. ودُبارٌ: اسْمُ ليلة الأَربِعاء في الجاهليّة. والدَّبارُ: الهلاكُ، ودَبَرَ القومُ يدبُرون دِباراً. ودَبِرَ ظهرُ الدّابّةِ، والاسمُ الدَّبَر، ودابَّةٌ دَبِرة. وأَدْبَرَ أمرُه أي تَوَلَّى إلى الفساد. ودابَرْتُه: عادَيتُه. والمدابِرُ من المنازِل نقيضُ المُقابل . والدَّبرة: الكُرْدةُ من مَزْرعةٍ ومَبقَلة، وتجمع على دِبار . والدَّبَرانِ: نجمْ بين الثُرَيّا والجَوْزاء من مَنازل القمر، نَحسٌ من بُرج الثَّور. والتدبير: عَتقُ المملوك بعد الموت. والتدبير: نَظَرٌ في عَواقِبِ الأمور، وفلانٌ يَتَدَبَّرُ أعجازَ أمورٍ قد وَلَّتْ صدورُها. واستَدَبَر من أمره ما لم يكن استَقْبَل، أي نظر فيه مُستَدبِراً فعرف ما عاقبة ما لم يعرف من صدره. واستَدْبَرَ فلان فلاناً من حِينه، أي حين تَوَلَّى تبع أمره. والدَّبرُ: النَّحُلُ، والجميع الدُّبُور. والتَّدابُر: المُصارَمة والهِجْران، وهو أن يُوَلِّي الرجل صاحبَه دُبُرَه ويُعرضَ عنه بوَجهه

. بدر: البَدْر: القَمَر ليلةَ البَدْر وهي أربعَ عشرةَ، وسُمِّيَ بذلك لأنّه يُبادِرُ بالطُّلوع عند غروب الشمس، [لأنَّهما يتراقبان في الأفُق صُبحاً] . [والبَدْرة كِيسٌ فيه عشرة آلاف دِرهمٍ أو ألفٌ والجميع: البُدور، وثلاث بَدَرات] . ويقال لَمسْكِ السَّخْلة ما دام يرضَع: مَسْكٌ فإذا فُطِمَ فمَسْكُه البَدْرةُ. والبادِرةُ: ما يبدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند الغَضَب، يقال: فلانٌ مَخْشِيٌّ عند البادرة، وأخافُ حِدَّتَه وبادرتَه. والبادِرتانِ: جانِباً الكِرْكِرَتَيْنِ، ويقال: عِرْقانِ اكتَنَفاها [وأنشد:

تَمري بوادِرَها منها فوارقها  يَعني فوارقَ الإِبِل وهي التي أخذها المَخاضُ ففَرِقَتْ نادَّةً، فكلَّما أخَذَها وَجَعٌ في بطنها مَرَتْ، أي ضَرَبَت بخُفِّها بادِرةَ كِرْكِرَتِها، وقد تفعَل ذلك عند العطش] . والبَيُدَرُ مجمَعُ الطعام حيث يُداسُ ويُنَقَّى. وابتَدَرَ القوم أمرا وتبادروا أي بادَرَ بعضُهم بعضاً فبَدَرَ بعضُهم فسَبَقَ وغَلَبَ عليهم. وبَوادِرُ الإنسانِ وغيره: اللَّحْمةُ التي بين المَنكِب والعُنُق، قال:

وجاءَتِ الخَيْلُ مُحمَراً بَوادِرُها
(درب) : الدُّرْبَةُ: سَنامُ الثَّورِ الهَجينِ.
د ر ب : دَرِبَ الرَّجُلُ دَرَبًا فَهُوَ دَرِبٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَالِاسْمُ الدُّرْبَةُ وَهِيَ الضَّرَاوَةُ وَالْجَرَاءَةُ وَقَدْ يُقَالُ دَارِبٌ فِي اسْمِ الْفَاعِلِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الدَّارِبُ الْحَاذِقُ بِصِنَاعَتِهِ وَدَرَّبْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ فَتَدَرَّبَ.

وَالدَّرْبُ الْمَدْخَلُ بَيْنَ جَبَلَيْنِ وَالْجَمْعُ دُرُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَلَيْسَ أَصْلُهُ عَرَبِيًّا وَالْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُهُ فِي مَعْنَى الْبَابِ فَيُقَالُ لِبَابِ السِّكَّةِ دَرْبٌ وَلِلْمَدْخَلِ الضَّيِّقِ دَرْبٌ لِأَنَّهُ كَالْبَابِ لِمَا يُفْضِي إلَيْهِ. 

سقمونيا

سقمونيا



سَقْمُونِيَا, (so in copies of the K,) or سَقَمُونِيَآءُ, (Mgh, Msb,) said to be an ancient Greek word, [*skammwhi/a] or, as some say, (Msb,) Syriac, (Mgh, Msb,) [Seammony;] a certain plant, from the hollows of which is extracted a mucilage, which is dried, and is called by the name of its plant: it is more repugnant to the stomach and the bowels than all the laxatives; but it is rendered good by aromatic substances, such as pepper and ginger and aniseed: the weight of six barleycorns thereof to twenty eases the yellow bile, and noxious viscosities, from the most remote parts of the body; and a portion thereof with a portion of تُرْبُد, or تِربَد, [so in different copies of the K, or تُرْبَذ, or تِرْبَذ, i. e. turpeth,] in fresh milk, taken fasting, will not leave a single worm in the belly: it is wonderful in that effect, and proved by experiment. (K.)

شبرم

شبرم: الشُّبرمانُ: نبات، وجماعته: الشُّبرُم، وهو نباتٌ من دقٍّ الشَّجر ويقال: الشُّبُرم: القصير اللئيم 
[شبرم] الشُبْرُمُ: حَبٌّ شبيه بالحِمَّص. قال عنترة تسعى حلائلنا إلى جُثْمانِهِ بِجَنى الأَراكِ تَفِيئَةً والشُبْرُمِ تفيئة من الفئ. والشبرم من الرجال: القصير، والبخيل أيضاً. وأنشد لهِمْيانَ السَعْدِيِّ:

ما مِنْهُمُ إلاَّ لئيم شبرم * وشبرمة: اسم رجل. وشبرمان: موضع. وقال يصف حميرا: ترفع في كل زقاق قسطلا فصبحت من شبرمان منهلا

شبرم: الشُّبْرُمُ: ضرب من الشيح، وقيل: هو من العِضِّ وهي شجرة شاكَةٌ،

ولها زَهْرة حمراء، وقيل: الشُّبْرُم ضرب من النبات معروف، وقيل:

الشُّبْرُم من نبات السهل، له وَرَقٌ طُوالٌ كوَرَقِ الحَرْمَلِ، وله ثمر مثل

الحِمَّصِ، واحدته شُبْرُمة وقيل: الشُبْرُوُ حَبٌّ يُشْبِه الحِمَّصَ؛

قال عنترة:

تَسْعَى حَلائِلنا إِلى جُثْمانِهِ،

بجَنَى الأَراكِ تَفِيئَةً والشُّبْرُمِ

تفيئة: من الفَيْءِ؛ قال ابن بري: إِذا كان تَفِيئَةً على ما ذكره من

الفيء فأَصله تَفْيئةً على تَفْعِلة لأَنه مصدر فَيَّأَتِ الشجرةُ

تَفْيِئَة، ثم نقل كسرة الياء على الفاء فصارت تَفِيئةً، وهي في موضع الحال من

الأَراك، وقد يحتمل أَن تكون التَّفِيئَةُ بمعنى الحِين، يقال: أَتيته في

تَفِيئة ذلك وإِفَّان ذلك وتَئِفَّةِ ذلك أَي حين ذلك، تَفِيئةٌ على هذا

مقلوبٌ، فأَصله تَئِفَّةِ ذلك لأَن الهمزة فاء الكلمة والفاء عَينها. وفي

حديث أُم سلمة: أَنها شرِبَت الشُّبْرُمَ فقال إِنه حارٌّ جارٌ،

الشُّبْرُم: حَبٌّ يُشْبه الحِمَّصَ

يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي، وقيل: إِنه نوع من الشيح، قال: وأَخرجَه

الزمخشري عن أَسماء بنت عُمَيْس، قال: ولعله حديث آخر. والشُّبْرُمُ: البَخيل،

وإِن كان طويلاً

(* قوله: وان كان طويلاً؛ هكذا في الأصل، ولعل في

الكلام سقطاً)، قال أَبو حنيفة: والشُّبْرُمُ شجرة حارَّةٌ تسمو على ساقٍ

كقِعْدَةِ الصبي أَو أَعظم، لها ورق طُوالٌ رُقاقٌ، وهي شديدة الخُضْرَة،

وزعم بعض الأَعراب أَن لها حبّاً صغاراً

كَجَماجِم الحُمَّرِ. أَبو زيد: في العضاهِ الشُّبْرُمُ، الواحدة

شُبْرُمَة، وهي شجرة شاكة، ولها ثمرة نحو النَّخَر في لونه ونِبْتَتِه، ولها

زَهْرَة حمراء، والنَّخَرُ الحمض. والشُّبْرُمُ: القصير من الرجال؛ قال

هِمْيانُ:

ما منهمُ إِلا لئيمٌ شُبْرُمُ،

أَسْحَمُ لا يأْتي بخَيْرٍ حَلْكَمُ

وفي التهذيب:

أَرْصَعُ لا يُدَعى لعَنزٍ حَلْكَمُ

والحَلْكَمُ: الأَسْوَدُ. الجوهري: الشُّبْرُم البخيلُ أَيضاً؛ وأَنشد

بيت هميْان أَيضاً:

ما منهمُ إِلاَّ لئيم شُبْرُمُ

والشُّبْرُمانُ: نبت أَو موضع؛ وقال يصف حميراً:

تَرْفَعُ في كل زُقاقٍ قَسْطَلا،

فصَبَّحَتْ من شُبْرُمانَ مَنْهلا

أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبيّاً طَيْسلا

وفي الصحاح: شُبْرُمان بغير ألف ولام. وشُبْرُمةُ: اسم رجل.

[شبرم] فيه: شربت "الشبرم" فقال: إنه حار جار، هو حب يشبه الحمص يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي، وقيل: إنه نوع من الشيح. ط: أوله: لم تستمشين؟ أي بأي شيء تطلبين إسهال البطن، يريد أن الإسهال ينبغي أن يكونثلاثة أيام، أي متواليات وذا لفقرهم أو لإيثارهم الغير أو لأنه مذموم. زر: سيأتي ح: "ما شبع" آل محمد من خبز مأدوم ثلاثة أيام، فليحمل هذا المطلق عليه: ط: "ما شبع" آل محمد يومين إلا وأحدهما تمر، أي لم يجد يومين موصوفين بصفة إلا بأن أحدهما يوم تمر وقد عرف أن ذلك ليس بشبع فليس ثمة شبع. ك: يلزم رسول الله عليه وسلم "بشبع" بطنه، بكسر شين وفتح موحدة وبباء جر أو لامه للتعليل، وروى: ليشبع - بلام كي، يعني كان يلازمه قانعا بالقوت لا يتجر ولا يزرع. ومنه: ألزمه "لشبع" بطنه، وهو بسكون باء اسم ما يشبع وبالفتح مصدر. وفيه: يا ابن آدم: "لا يشبعك" شيء، هذا لا يعارض قوله تعالى "إن لك أن لا تجوع فيها" فإن نفي الشبع لا يوجب الجوع لأن بينهما واسطة، قيل: ينبغي أن لا يشبع في الجنة لأن الشبع يمنع طول الأكل المستلذ مدة الشبع، أو المقصود منه بيان حرصه وترك قناعته.
شبرم

(االشُّبرم كَقَنْفُذ: القَصِير) من الرّجال، قَالَ هِمْيَان:
(مَا مِنْهُم إِلاَّ لَئِيمٌ شُبْرُمُ ... أَسْحَمُ لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ حَلْكَمُ)

الحَلْكَمُ: الأَسْوَدُ.
وَفِي التَّهْذِيب:
أرصَعُ لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ حَلْكَم
(ويُفْتَح) .
(و) الشُّبْرم: (البَخِيل) أَيْضا، نَقله الجوهَرِيُّ، وأَنْشَد قَولَ هِمْيان.
(و) الشُّبْرُم: (ماءٌ قُربَ الكُوفَةِ لِبَنِي عِجْلِ) بنِ لُجَيْم. (و) أَيْضا: (شَجَر ذُو شَوْك يُقَال) : إِنّه (يَنْفَع من الوَباءِ) . وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: الشُّبْرُم: شَجَرة حَارَّة تَسْمُو على ساقٍ كَقِعْدَةِ الصَّبِيِّ أَوْ أعْظَم، لَهَا وَرَق طُوالٌ رُقاقٌ، وَهِي شَدِيدَةُ الخُضْرَة، وزَعَم بَعْضُ الأعرابِ أَنَّ لَهَا حَبًّا صِغارًا كَجَماجم الحُمُر. وَقَالَ أَبُو زَيْد فِي العِضاه: الشُّبْرُم، الواحِدَة شُبْرُمَة، وَهِي شَجَرَة شاكَةٌ وَلها ثَمرةٌ نَحْو النّخر، فِي لَوْنِه وَنِبْتَتِه، وَلها زَهرةٌ حَمراءُ. والنَّخَر: الحَمْضُ. (و) قيل: الشُّبرُم (نَباتٌ آخر) سُهْلِيّ، لَهُ وَرَقٌ طُوالٌ كَوَرَق الحَرْمَل، و (لَهُ حَبٌّ كالعَدَس) أَو شبْه الحِمَّص، (و) لَهُ (أصل غَلِيظٌ ملآنُ لَبَنًا) ، وَقيل: هُوَ ضَرْب من الشِّيح، (والكُلُّ مُسْهِلٌ، واستِعْمال لَبنهِ خَطِرٌ) جدا، (ومِمَّا يُسْتَعْمل أَصْلُه] مُصْلَحًا بِأَن يُنْقَع فِي الحَلِيب يَومًا ولَيْلَةً، ويُجَدَّدَ اللَّبنُ ثَلاثَ مرّات، ثمَّ يُجَفَّف ويُنْقَع فِي عَصِير الهِنْدِبَا، والرَّازِيَانِجِ، ويُتْرَك ثَلاثةَ أَيَّام، ثمَّ يُجَفَّف وتُعمَلُ مِنْهُ أَقْراصٌ مَعَ شَيْء من الــتُّرْبُدِ والهَليلَج والصَّبِر فإنّه دَواءٌ فائِقٌ) ، وَفِي حَدِيث أُمّ سَلَمَة: " أَنَّها شَرِبت الشُبرُمَ فَقَالَ: إِنّه حارٌّ جارٌّ. قَالَ ابنُ الأَثِير: " هُوَ حَبُّ يُشْبِه الحِمَّصَ يُطْبَخ ويُشْرَب مَاؤُه للتَّدَاوِي. وأخرَجَه الزَّمَخْشَرِيّ عَن أَسْماءَ بنْتِ عُمَيْس، ولَعلَه حَدِيثٌ آخر "، وَقَالَ عَنْتَرَة:
(تَسْعَى حَلائِلُنا إِلَى جُثْمانِهِ ... بِجَنَى الأراكِ تَفِيئَةً والشُّبْرُمِ)

(والشُّبْرُمَة بالضَّمّ: السِّنًّوْرَة) ، وَلَو قَالَ: وبِهاء وَاحِدَتُه، والسِّنَّورة، كَانَ أليقَ بَصَنْعَتِه.
(و) الشُّبْرُمَة: (مَا انْتَثَر من الحَبْل والغَزْل كالمُشَبْرَم) . [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الشُّبْرُمَان: نَبْتٌ أَو مَوْضِع. وَقَالَ يَصِفُ حَمِيرًا:
(تَرفَعُ من كُلّ زُقاقٍ قَسْطَلاَ ... )

(فصَبَّحَت من شُبْرُمانَ مَنْهَلاَ
...
(أَخْضَرَ طَيْسًا زَغْربِيًّا طَيْسَلاَ ... )

وشُبْرُمة بالضَّمّ: رَجُلٌ من الصَّحابة، لَهُ ذِكْر فِي نِيابَةِ الحَجّ.
وسَعِيد بنُ النَّضْر بنِ شُبْرَمُة الحَارِثيّ الكُوفِيّ مُحَدِّث، رَوَى عَنهُ ابنُه أَبو صُهَيْب النَّضْر بنُ سَعِيد.
(شبرم) : الشُّبْرُمَةُ: ما انْتَشَرَ من الحَبْلِ، أو من الغَزْلِ يُقال: إنَّه لمُشَبْرِمٌ، وإنَّ له لُشبْرُمَةً.

بغا

بغا أَلا غبر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَمْرو [بن الْعَاصِ -] حِين قدم على عمر رَضِي الله عَنهُ من مصر وَكَانَ واليه عَلَيْهَا فَقَالَ: كم سرت فَقَالَ: عشْرين فَقَالَ عمر: لقد سرت سير عاشق فَقَالَ عَمْرو: إِنِّي وَالله مَا تأبّطني الْإِمَاء وَلَا حَملتنِي البَغايا فِي غُبَّرات المآلي فَقَالَ عمر: وَالله مَا هَذَا بِجَوَاب الْكَلَام الَّذِي سَأَلتك عَنهُ وَإِن الدَّجاجة لَتَفْحَصُ فِي الَّرماد فتضع لغير الْفَحْل والبيضة منسوبة إِلَى طرقها فَقَامَ عَمْرو مُــتربِّد الْوَجْه. قَوْله: وَلَا حَملتنِي البَغايا فِي غُبَّرات المآلي أما البغايا فَإِنَّهَا الفواجر. والمآلي فِي الأَصْل: خِرَق تُمسكهن النوائح إِذا نُحْنَ يُشْرِنَ بهَا بأيديهن قَالَ زيد الْخَيل الطَّائِي فِي رجل حمل عَلَيْهِ فاستغاث بِهِ فَتَركه [فَقَالَ -] : [الوافر]

وَلَوْلَا قولُه يَا زيدُ قدني ... إِذا قامتْ نُويرةُ بالمآلي

واحدتها: مِئْلاة وَإِنَّمَا أَرَادَ عَمْرو خِرَق الْمَحِيض فشبّهها بِتِلْكَ المآلي. وَأما الغُبَّرات فَإِنَّهَا البقايا واحدتها: غابر ثمَّ يجمع: غُبَّر ثمَّ: غُبَّرات جمع الْجمع وَقد يُقَال للْبَاقِي [من اللَّبن -] : غُبّر ثمَّ يجمع الغبر: أغبار [قَالَ الْحَارِث بن حلزة: (السَّرِيع)

لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأغبارها ... إنَّك لَا تدريَ مَن الناتجُ -]

بغا: بَغَى الشيءَ بَغْواً: نَظَراً إليه كيف هو. والبَغْوُ: ما يخرج من

زَهْرةِ القَتادِ الأَعْظَمِ الحجازي، وكذلك ما يخرج من زَهْرَة

العُرْفُط والسَّلَم. والبَغْوَةُ: الطَّلْعة حين تَنْشَقُّ فتخرج بيضاء

رَطْبَةً. والبََغْوة: الثمرة قبل أَن تَنْضَج؛ وفي التهذيب: قبل أَن

يَسْتَحْكِم يُبْسُها، والجمع بَغْوٌ، وخص أَبو حنيفة بالبَغْوِ مَرَّةً البُسَر

إذا كَبِرَ شيئاً، وقيل: البَغْوَة التمْرة التي اسودّ جوفُها وهي

مُرْطِبة. والبَغْوة: ثمرةُ العِضاه، وكذلك البَرَمَةُ. قال ابن بري: البَغْوُ

والبَغْوَة كل شجر غَضٍّ ثَمرهُ أَخْضَر صغير لم يَبْلُغْ. وفي حديث عمر،

رضي الله عنه: أَنه مرَّ برجل يقطع سَمُراً بالبادية فقال: رَعَيْتَ

بَغْوَتَها وبَرَمَتَها وحُبْلَتها وبَلَّتها وفَتْلَتَها ثم تَقْطَعُها؛ قال

ابن الأَثير: قال القتيبي يرويه أَصحاب الحديث مَعْوَتَها، قال: وذلك غلط

لأَن المَعْوَةَ البُسْرَة التي جرى فيها الإرْطابُ، قال: والصواب

بَغْوَتَها، وهي ثمرة السَّمُرِ أول ما تخرج، ثم تصير بعد ذلك بَرَمَةً ثم

بَلَّة ثم فَتْلة. والبُغَةُ: ما بين الرُّبَع والهُبَع؛ وقال قطرب: هو

البُعَّة، بالعين المشدّدة، وغلطوه في ذلك. وبَغَى الشيءَ ما كان خيراً أَو

شرّاً يَبْغِيه بُغاءً وبُغىً؛ الأَخيرة عن اللحياني والأُولى أَعرف:

طَلَبَه؛ وأَنشد غيره:

فلا أَحْبِسَنْكُم عن بُغَى الخَيْر، إني

سَقَطْتُ على ضِرْغامةٍ، وهو آكِلي

وبَغَى ضالَّته، وكذلك كل طَلِبَة، بُغاءً، بالضم والمد؛ وأَنشد

الجوهري:لا يَمْنَعَنَّك من بُغا

ءِ الخَيْرِ تَعْقادُ التَّمائم

وبُغايةً أَيضاً. يقال: فَرِّقوا لهذه الإبلِ بُغياناً يُضِبُّون لها

أَي يتفرَّقون في طلبها. وفي حديث سُراقة والهِجْرةِ: انْطَلِقوا بُغياناً

أَي ناشدين وطالبين، جمع باغ كراع ورُعْيان. وفي حديث أَبي بكر، رضي

الله عنه، في الهجرة: لقيهما رجل بكُراعِ الغَمِيم فقال: من أَنتم؟ فقال

أَبو بكر: باغٍ وهادٍ؛ عَرَّضَ بِبُغاء الإبل وهداية الطريق، وهو يريد طلبَ

الدِّينِ والهدايةَ من الضلالة. وابتغاه وتَبَغَّاه واسْتَبْغاه، كل ذلك:

طلبه؛ قال ساعدة ابن جُؤيَّة الهُذَلي:

ولكنَّما أَهلي بوادٍ، أَنِيسُه

سِباغٌ تَبَغَّى الناسَ مَثْنى ومَوْحَدا

وقال:

أَلا مَنْ بَيَّنَ الأَخَوَيْـ

ـنِ، أُمُّهما هي الثَّكْلَى

تُسائلُ من رَأَى ابْنَيْها،

وتَسْتَبْغِي فما تُبْغَى

جاء بهما بعد حرف اللين

(* قوله «جاء بهما بعد حرف اللين إلخ» كذا

بالأصل، والذي في المحكم: بغير حرف إلخ). المعوَّض مما حذف، وبَيَّنَ بمعنى

تَبَيَّنَ، والاسم البُغْيَةُ. وقال ثعلب: بَغَى الخَيْرَ بُغْيَةً

وبِغْيَةً، فجعلهما مصدرين. ويقال: بَغَيْتُ المال من مَبْغاتِه كما تقول أَتيت

الأَمر من مَأتاته، يريد المَأْتَي والمَبْغَى. وفلان ذو بُغاية للكسب

إذا كان يَبغِي ذلك. وارْتَدَّتْ على فلان بُغْيَتُه أَي طَلِبَتُه، وذلك

إذا لم يجد ما طَلَب. وقال اللحياني: بَغَى الرجلُ الخير والشر وكلَّ ما

يطلبه بُغاءً وبِغْيَة وبِغىً، مقصور. وقال بعضهم: بُغْيَةً وبُغىً.

والبُغْيَةُ: الحاجة. الأَصمعي: بَغَى الرجلُ حاجته أَو ضالته يَبْغيها بُغاءً

وبُغْيَةً وبُغايةً إذا طلبها؛ قال أَبو ذؤيب:

بغايةً إنما تَبْغي الصحاب من الـ

فِتْيانِ في مثله الشُّمُّ الأَناجِيجُ

(* قوله «الاناجيج» كذا في الأصل والتهذيب).

والبَغِيَّةُ: الطَّلِبَةُ، وكذلك البِغْية. يقال: بَغِيَّتي عندك

وبَغْيتي عندك. ويقال: أَبْغِني شيئاً أَي أَعطني وأَبْغِ لي شيئاً. ويقال:

اسْتَبْغَيْتُ القوم فَبَغَوْا لي وبَغَوْني أَي طَلَبوا لي. والبِغْية

والبُغْيَةُ والبَغِيَّةُ: ما ابْتُغِي. والبَغِيّةُ: الضالة المَبْغِيَّة.

والباغي: الذي يطلب الشيء الضالَّ، وجمعه بُغاة وبُغْيانٌ؛ قال ابن

أَحمر:أَو باغيان لبُعْرانٍ لنا رَقصَتْ،

كي لا تُحِسُّون من بُعْرانِنا أَثَرَا

قالوا: أَراد كيف لا تُحِسُّونَ. والبِغْية والبُغْية: الحاجة

المَبْغِيَّة، بالكسر والضم، يقال: ما لي في بني فلان بِغْيَة وبُغْية أَي حاجة،

فالبِغْيَة مثل الجلْسة التي تَبْغِيها، والبُغْية الحاجة نفسها؛ عن

الأَصمعي. وأَبغاه الشيءَ: طلبه له أَو أَعانه على طلبه، وقيل: بَغاه الشيءَ

طلبه له، وأَبغاه إياه أَعانه عليه. وقال اللحياني: اسْتَبْغَى القومَ

فَبَغَوْه وبغَوْا له أَي طلبوا له. والباغي: الطالِبُ، والجمع بُغاة

وبُغْيانٌ. وبَغَيْتُك الشيءَ: طلبته لك؛ ومنه قول الشاعر:

وكم آمِلٍ من ذي غِنىً وقَرابةٍ

لِتَبْغِيَه خيراً، وليس بفاعِل

وأبْغَيْتُك الشيءَ: جعلتك له طالباً. وقولهم: يَنْبَغِي لك أَن تفعل

كذا فهو من أَفعال المطاوعة، تقول: بَغَيْتُه فانْبَغَى، كما تقول: كسرته

فانكسر. وفي التنزيل العزيز: يَبْغُونكم الفِتْنة وفيكم سَمَّاعُون لهم؛

أَي يَبْغُون لكم، محذوف اللام؛ وقال كعب بن زهير:

إذا ما نُتِجْنا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَةٍ،

بَغاها خَناسيراً فأَهْلَكَ أَرْبعا

أَي بَغَى لها خَناسير، وهي الدواهي، ومعنى بَغَى ههنا طَلَب. الأَصمعي:

ويقال ابْغِني كذا وكذا أَي أطلبه لي، ومعنى ابْغِني وابْغِ لي سواء،

وإذا قال أَبْغِني كذا وكذا فمعناه أَعِنِّي على بُغائه واطلبه معي. وفي

الحديث: ابْغِني أَحجاراً أَسْتَطبْ بها. يقال: ابْغِني كذا بهمزة الوصل

أَي اطْلُبْ لي. وأَبْغِني بهمزة القطع أَي أَعنَّي على الطلب. ومنه

الحديث: ابْغُوني حَديدةً أَسْتَطِبْ بها، بهمز الوصل والقطع؛ هو من بَغَى

يَبْغِي بُغاءً إذا طلب. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه خرج في بُغاء

إبل؛ جعلوا البُغاء على زنة الأَدْواء كالعُطاس والزُّكام تشبيهاً لشغل

قلب الطالب بالداء. الكسائي: أَبْغَيتُك الشيءَ إذا أَردت أَنك أَعنته

على طلبه، فإذا أَردت أَنك فعلت ذلك له قلت قد بَغَيْتُك، وكذلك أعْكَمْتُك

أَو أَحْمََلْتُك. وعَكَمْتُك العِكْم أَي فعلته لك. وقوله: يَبْغُونَها

عِوَجاً؛ أَي يَبْغُون للسبيل عوجاً، فالمفعول الأَول منصوب بإسقاط

الخافض؛ ومثله قول الأَعشى:

حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحها

ذُؤالُ نَبْهانَ، يَبْغِي صَحْبَه المُتَعا

أَي يبغي لصحبه الزادَ؛ وقال واقِدُ بن الغِطرِيف:

لئن لَبَنُ المِعْزَى بماء مَوَيْسِلِ

بَغانيَ داءً، إنني لَسَقِيمُ

وقال الساجع: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَراً يَبْغِينك مَعْمَراً أَي

يَبْغِينَ معمراً. يقال: بَغَيتُ الشيءَ طلبته، وأَبْغَيْتُك فَرساً

أَجْنَبْتُك إياه، وأَبْغَيْتُك خيراً أَعنتك عليه. الزجاج: يقال انْبَغَى لفلان

أَن يفعل كذا أَي صَلَحَ له أَن يفعل كذا، وكأَنه قال طَلَبَ فِعْلَ كذا

فانْطَلَبَ له أَي طاوعه، ولكنهم اجْتزَؤوا بقولهم انْبَغَى. وانْبَغى

الشيءُ: تيسر وتسهل. وقوله تعالى: وما علَّمناه الشعر وما ينبغي له؛ أَي ما

يتسهل له ذلك لأَنا لم نعلمه الشعر. وقال ابن الأَعرابي: وما ينبغي له

وما يَصْلُح له. وإنه لذُو بُغايةٍ أَي كَسُوبٌ.

والبِغْيةُ في الولد: نقِيضُ الرِّشْدَةِ. وبَغَتِ الأَمة تَبْغِي

بَغْياً وباغَتْ مُباغاة وبِغاء، بالكسر والمدّ، وهي بَغِيٌّ

وبَغُوٌ: عَهَرَتْ وزَنَتْ، وقيل: البَغِيُّ الأَمَةُ، فاجرة كانت أَو

غير فاجرة، وقيل: البَغِيُّ أَيضاً الفاجرة، حرة كانت أَو أَمة. وفي

التنزيل العزيز: وما كانت أُمُّكِ بغيّاً؛ أَي ما كانت فاجرة مثل قولهم

ملْحَفَة جَدِيدٌ؛ عن الأَخفش، وأُم مريم حرَّة لا محالة، ولذلك عمَّ ثعلبٌ

بالبِغاء فقال: بَغَتِ المرأَةُ، فلم يَخُصَّ أَمة ولا حرة. وقال أَبو عبيد:

البَغايا الإماءُ لأَنهنَّ كنَّ يَفْجُرْنَ. يقال: قامت على رؤُوسهم

البَغايا، يعني الإماءَ، الواحدة بَغِيٌّ، والجمع بغايا. وقال ابن خالويه:

البِغاءُ مصدر بَغَتِ المرأَة بِغاءً زَنَت، والبِغاء مَصْدَرُ باغت بِغاء

إذا زنت، والبِغاءُ جمع بَغِيٍّ ولا يقال بغِيَّة؛ قال الأَعشى:

يَهَبُ الْجِلَّةَ الجَراجِرَ، كالبُسْـ

ـتانِ، تَحْنو لدَرْدَقٍ أَطفالِ

والبَغايا يَرْكُضْنَ أَكْسِيةَ الإضْـ

رِيجِ والشَّرْعَبيَّ ذا الأَذْيالِ

أَراد: ويَهَبُ البغايا لأَن الحرة لا توهب، ثم كثر في كلامهم حتى

عَمُّوا به الفواجر، إماءً كنّ أَو حرائر. وخرجت المرأَة تُباغِي أَي تُزاني.

وباغَتِ المرأَة تُباغِي بِغاءً إذا فَجَرَتْ. وبغَتِ المرأَةُ تَبْغِي

بِغاء إذا فَجرَت. وفي التنزيل العزيز: ولا تُكْرِهوا فَتياتِكم على

البِغاء؛ والبِغاء: الفُجُور، قال: ولا يراد به الشتم، وإن سُمِّينَ بذلك في

الأَصل لفجورهن. قال اللحياني: ولا يقال رجل بَغيّ. وفي الحديث: امرأَة

بَغِيّ دخلت الجنة في كَلْب، أَي فاجرة، ويقال للأَمة بَغِيٌّ وإن لم

يُرَدْ به الذَّم، وإن كان في الأَصل ذمّاً، وجعلوا البِغاء على زنة العيوب

كالحِرانِ والشِّرادِ لأَن الزناعيب. والبِغْيةُ: نقيض الرِّشْدةِ في

الولد؛ يقال: هو ابن بِغْيَةٍ؛ وأَنشد:

لدَى رِشْدَةٍ من أُمِّه أَو بَغِيَّةٍ،

فيَغلِبُها فَحْلٌ، على النسل، مُنْجِب

قال الأَزهري: وكلام العرب هو ابن غَيَّة وابن زَنيَة وابن رَشْدَةٍ،

وقد قيل: زِنْيةٍ ورِشْدةٍ، والفتح أَفصح اللغتين، وأَما غَيَّة فلا يجوز

فيه غير الفتح. قال: وأَما ابن بِغْية فلم أَجده لغير الليث، قال: ولا

أُبْعِدُه عن الصواب.

والبَغِيَّةُ: الطليعةُ التي تكون قبل ورودِ الجَيْش؛ قال طُفَيل:

فأَلْوَتْ بَغاياهُم بنا، وتباشَرَتْ

إلى عُرْضِ جَيْشٍ، غَيرَ أَنْ لم يُكَتَّبِ

أَلْوَتْ أَي أَشارت. يقول: ظنوا أَنَّا عِيرٌ فتباشروا علم يَشْعُروا

إلا بالغارة، وقيل: إن هذا البيت على الإماء أَدَلُّ منه على الطَّلائع؛

وقال النابغة في البغايا الطَّلائع:

على إثْرِ الأَدِلَّةِ والبَغايا،

وخَفْقِ الناجِياتِ من الشآمِ

ويقال: جاءت بَغِيَّةُ القوم وشَيِّفَتُهم أَي طَلِيعَتُهم. والبَغْيُ:

التَّعَدِّي. وبَغَى الرجلُ علينا بَغْياً: عَدَل عن الحق واستطال.

الفراء في قوله تعالى: قل إنما حرَّم ربِّي الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن

والإثم والبَغْيَ بغير الحق، البَغْي الإستطالة على الناس؛ وقال الأَزهري:

معناه الكبر، والبَغْي الظُّلْم والفساد، والبَغْيُ معظم الأَمر. الأَزهري:

وقوله فمن اضْطُر غيرَ باغِ ولا عادٍ، قيل فيه ثلاثة أَوجه: قال بعضهم:

فمن اضْطُرَّ جائعاً غير باغٍ أَكْلَها تلذذاً ولا عاد ولا مجاوزٍ ما

يَدْفَع به عن نفسه الجُوعَ فلا إثم عليه، وقيل: غير باغٍ غير طالب مجاوزة

قدر حاجته وغيرَ مُقَصِّر عما يُقيم حالَه، وقيل: غير باغ على الإمام وغير

مُتَعدٍّ على أُمّته. قال: ومعنى البَغْي قصدُ الفساد. ويقال: فلان

يَبْغي على الناس إذا ظلمهم وطلب أَذاهم. والفِئَةُ الباغيةُ: هي الظالمة

الخارجة عن طاعة الإمام العادل. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعَمَّار:

وَيْحَ ابنِ سُمَيَّة تَقْتله الفئةُ الباغية وفي التنزيل: فلا تَبْغُوا

عليهن سبيلاً؛ أي إن أَطَعْنكم لا يَبْقَى لكم عليهن طريقٌ إلا أَن يكون

بَغْياً وجَوْراً، وأَصلُ البَغْي مجاوزة الحدّ. وفي حديث ابن عمر: قال

لرجل أَنا أُبغضك، قال: لِمَ؟ قال: لأَنك تَبْغِي في أَذانِكَ؛ أَراد

التطريب فيه، والتمديد من تجاوُز الحد. وبَغَى عليه يَبْغِي بَغْياً: علا

عليه وظلمه. وفي التنزيل العزيز: بَغَى بعضُنا على بعض. وحكى اللحياني عن

الكسائي: ما لي وللبَغِ بعضُكم على بعض؛ أَراد وللبَغْي ولم يعلله؛ قال:

وعندي أَنه استثقل كسرة الإعراب على الياء فحذفها وأَلقى حركتها على

الساكن قبلها. وقوم بُغاء

(* قوله «وقوم بغاء» كذا بالأصل بهمز آخره بهذا

الضبط ومثله في المحكم، وسيأتي عن التهذيب بغاة بالهاء بدل الهمز وهو المطابق

للقاموس). وتَباغَوْا: بَغَى بعضُهم على بعض؛ عن ثعلب. وبَغَى الوالي:

ظلم. وكلُّ مجاوزة وإفراط على المقدار الذي هو حد الشيء بَغْيٌ. وقال

اللحياني: بَغَى على أَخيه بَغْياً حسده. وفي التنزيل العزيز: ثم بُغِيَ عليه

ليَنْصُرَنَّه الله، وفيه: والذين إذا أَصابهم البَغْيُ هم ينتصرون.

والبَغْيُ: أَصله الحسد، ثم سمي الظلم بَغْياً لأَن الحاسد يظلم المحسود

جُهْدَه إراغَةَ زوالِ نعمةِ الله عليه عنه. وبَغَى بَغْياً: كَذَب. وقوله

تعالى: يا أَبانا ما نَبْغي هذه بضاعَتُنا؛ يجوز أَن يكون ما نَبْتَغي أَي

ما نطلب، فما على هذا إستفهام، ويجوز أَن يكون ما نكْذب ولا نَظْلِم فما

على هذا جَحْد. وبَغَى في مِشْيته بَغْياً: اخْتال وأَسرع. الجوهري:

والبَغْيُ اخْتِيالٌ ومَرَحٌ في الفَرس. غيره: والبَغْيُ في عَدْوِ الفرس

اختيالٌ ومَرَح. بَغَى بَغْياً: مَرِحَ واختال، وإنه ليَبْغِي في عَدْوِه.

قال الخليل: ولا يقال فرس باغٍ. والبَغْيُ: الكثير من المَطَر. وبَغَتِ

السماء: اشتد مطرها؛ حكاه أَبو عبيد. وقال اللحياني: دَفَعْنا بَغْيَ

السماء عنا أَي شدَّتَها ومُعْظَم مطرها، وفي التهذيب: دَفَعْنا بَغْيَ

السماء خَلفَنا. وبَغَى الجُرحُ يَبْغِي بَغْياً: فَسَدَ وأَمَدَّ ووَرِمَ

وتَرامَى إلى فساد. وبَرِئَ جُرْحُه على بَغْي إذا برئَ وفيه شيء من

نَغَلٍ. وفي حديث أَبي سَلَمة: أَقام شهراً يداوي جُرْحَه فَدَمَلَ على بَغْي

ولا يَدْري به أَي على فساد. وجَمَل باغٍ: لا يُلْقِح؛ عن كراع. وبَغَى

الشيءَ بَغْياً: نظر إليه كيف هو. وبغاه بَغْياً: رَقبَه وانتَظره؛ عنه

أَيضاً. وما يَنْبَغِي لك أَن تَفْعَل وما يَبْتَغِي أَي لا نَوْلُكَ. وحكى

اللحياني: ما انْبَغَى لك أَن تفعل هذا وما ابْتَغَى أَي ما ينبغي.

وقالوا: إنك لعالم ولا تُباغَ أَي لا تُصَبْ بالعين، وأَنتما عالمان ولا

تُباغَيا، وأَنتم علماء ولا تُباغَوْا. ويقال للمرأَة الجميلة: إنك

لجميلة ولا تُباغَيْ، وللنساء: ولا تُباغَيْنَ. وقال: والله ما نبالي أَن

تُباغيَ أَي ما نبالي أَن تصيبك العين. وقال أَبو زيد: العرب تقول إنه لكريم

ولا يُباغَهْ، وإنهما لكريمان ولا يُباغَيا، وإنهم لكرام ولا يُباغَوْا،

ومعناه الدعاء له أَي لا يُبْغَى عليه؛ قال: وبعضهم لا يجعله على الدعاء

فيقول لا يُباغَى ولا يُباغَيان ولا يُباغَون أَي ليس يباغيه أَحد، قال:

وبعضهم يقول لا يُباغُ ولا يُباغان ولا يُباغُونَ. قال الأَزهري: وهذا

من البَوْغِ، والأَول من البَغْي، وكأَنه جاء مقلوباً. وحكى الكسائي: إنك

لعالم ولا تُبَغْ، قال: وقال بعض الأَعراب مَنْ هذا المَبُوغُ عليه؟ وقال

آخر: مَن هذا المَبيغُ عليه؟ قال: ومعناه لا يُحْسَدُ. ويقال: إنه لكريم

ولا يُباغُ؛ قال الشاعر:

إِما تَكَرّمْ إنْ أَصَبْتَ كَريمةً،

فلقد أَراك، ولا تُباغُ، لَئِيما

وفي التثنية: لا يُباغانِ، ولا يُباغُونَ، والقياس أَن يقال في الواحد

على الدعاء ولا يُبَغْ، ولكنهم أَبوا إلاَّ أَن يقولوا ولا يُباغْ. وفي

حديث النَّخَعِي: أَن إبراهيم بن المُهاجِر جُعِلَ على بيت الوَرِقِ فقال

النخعي ما بُغِي له أَي ما خير له.

هير

هير

2 هيّرهُ: see هوّرهُ.5 تهيّر: see تهوّر.
(هير)
فلَان الْبناء هوره
هير مهمل عنده. الخارزنجي الهير والهير الريح. والهير والأير ريح الصبا. والهيرة الأرض السهلة. والهيار الذي ينهار ويسقط. وتهير البناء والجرف بمعنى تهور.

هير


هَارَ (ي)
a. II, Overturned, demolished.
b. [ coll. ], Prepared.

تَهَيَّرَa. Collapsed.

هَيْرa. North wind.
b. Part ( of the night ).
هَيْرَةa. Level ground.

هِيْرa. see 1
هَيَاْرa. Ruin; débris.
b. [ coll. ], Materials.

هَيِيْرa. see 1
هَيَّاْرa. Weak.
هير:
هيّر المواد: في (محيط المحيط): (العامة تستعمل الهيار بمعنى الزيّ ويقولون هيّر المواد هيأها للشغل).
جمل هيري: جمل سريع الجري، هجين (بقطر- باربيه)، تحريف مهرّى.
هيّر = هير: (الكامل13:464).
هيّار: الزي (أنظر ما تقدم - م. المحيط).
هيارا: جاءت عند (المقدسي) بمثابة مرادف لجماعة (معجم الجغرافيا).
[هير] هَيَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَيَّرَ: لغة في هوَّرتُهُ فَتَهَوَّرَ. ويقال للشَمالِ : هيرٌ وهَيْرٌ عن الفراء، لغة في إير وأير، مثل أراق وهراق. واليهير بتشديد الراء: صمغ الطلح، عن ابي عمرو. وأنشد: أطعمت راعى من اليهير * فظل يعوى حبطا بشر * خلف استه مثل نقيق الهر * وهو يفعل، لانه ليس في الكلام فعيل. وقال الاحمر: الحجر اليَهْيَرُّ: الصُلبُ. ومنه سمِّي صمغ الطلح يَهْيَرًّا. قال أبو بكر بن السراج: وربما زادوا فيه الألف فقالوا: يَهْيَرَّى. قال: وهو من أسماء الباطل. وقولهم: " أكذب من اليهير "، هو السراب.
(هـ ي ر)

هارَ الجرف وَالْبناء وتَهَيَّرَ: انْهَدم، وَقيل: إِذا انصدع الجرف من خَلفه وَهُوَ ثَابت بعد فِي مَكَانَهُ فقد هارَ، فَإِذا سقط فقد انْهارَ وتَهَيَّرَ.

وَرجل هَيَّارٌ: ينهار كَمَا ينهار الرمل، قَالَ كثير:

فمَا وجَدوا مِنكَ الضَّرِيبَةَ هَدَّةً ... هَيَاراً وَلَا سَقْطَ الألِيَّةِ أخْرَما

والهَيْرَةُ: الأَرْض السهلة.

وهَيْرٌ وهِيرٌ وهَيِّرٌ: من أَسمَاء الصِّبَا، وَقيل: من أَسمَاء الشمَال.

وَمضى هِيرٌ من اللَّيْل، أَي أقل من نصفه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَحكى فِيهِ هِتْرٌ، وَقد تقدم.

وهِيرُورُ: ضرب من التَّمْر، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبُو حنيفَة هِيرُونُ بِضَم النُّون، فَإِن كَانَ ذَلِك فَهُوَ يحْتَمل أَن يكون فِعْلوناً وفِعْلولاً.

واليَهْيَرُّ: الْحجر الصلب: وَقيل: هِيَ حِجَارَة أَمْثَال الأكف، وَقيل: هُوَ حجر صَغِير، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: اليَهْيَرُّ، مشدد أَيْضا: الصمغة الْكَبِيرَة، وَأنْشد:

قَدْ مَلَئُوا بُطونَهُمْ يَهْيَرَّا

واليَهْيَرُّ، واليَهْيَرَّي: المَاء الْكثير.

وَذهب مَاله فِي اليَهْيَرَّي، أَي الْبَاطِل.

واليَهْيَرُّ: الْكَذِب.

واليَهْيَرُّ: دويبة أعظم من الجرذ، تكون فِي الصحارى، واحدته يَهْيَرَّةٌ. واليَهْيَرُ بِالتَّخْفِيفِ: الحنظل، وَهُوَ أَيْضا السم.

واليَهْيَرُ أَيْضا: صمغ الطلح.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما يَهْيَرُّ مشدد فَالزِّيَادَة فِيهِ أولى لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْيَلٌّ، وَقد ثقل مَا أَوله زِيَادَة، وَلَو كَانَت يَهْيَرُّ مُخَفّفَة الرَّاء كَانَت الأولى هِيَ الزَّائِدَة أَيْضا، لِأَن الْيَاء إِذا كَانَت أَولا بِمَنْزِلَة الْهمزَة.

هير: هارَ الجُرْفُ والبِناءُ وتَهَيَّرَ: انهدم، وقيل: إِذا انصدع

الجرف من خلفه وهو ثابت بعد في مكانه فقد هارَ، فإِذا سقط فقد انْهارَ

وتَهَيَّر. وهَيَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَيَّر: لغة في هَوَّرْتُه. ورجل هَيارٌ:

يَنْهار كما يَنْهار الرمل؛ قال كثيِّر:

فما وَجَدُوا منكَ الضَّريبَةَ هَدَّةً

هَيَاراً، ولا سَقْطَ الأَلِيَّةِ أَخْرَما

والهَيْرَةُ: الأَرضُ السهلة. وهِيرٌ وهَيْرٌ وهَيِّرٌ: من أَسماء

الصَّبا، وكذلك إِيْرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ، وقيل: هِيْرٌ وإِيْرٌ من أَسماء

الشَّمال. والهائر: الساقط، والراهي المستقيم، والهَوْرَةُ الهَلَكَةُ. يقال:

اسْتَيْهِرْ بإِبلك واقْتَيِلْ وارْتَجِعْ أَي استبدل بها إِبلاً غيرها،

واقتيل هو افْتَعِلْ من المُقايَلَةِ في البيع المبادلة. ومضى هِيْرٌ من

الليل أَي أَقل من نصفه؛ عن ابن الأَعرابي، وحكي فيه هِتْرٌ وقد ذكر.

وهِيْرُورٌ: ضرب

(* قوله« وهيرور ضرب إلخ» بكسر الهاء بضبط الأصل وضبط

في القاموس بفتحها وتكلم الشارح عليهما وعزا الأول لأئمة اللغة) من التمر،

والذي حكاه أَبو حنيفة هِيْرُونُ، بضم النون، فإِن كان ذلك فهو يحتمل

أَن يكون فِعْلُوناً وفِعْلُولاً.

واليَهْيَرُّ: الحجر الصُّلْبُ الأَحمر. الحجرُ اليَهْيَرُّ: الصُّلْبُ،

ومنه سمي صمغ الطلْح يَهْيَرّاً، وقيل: هي حجارة أَمثال الأَكف، وقيل:

هو حجر صغير، قال: وربما زادوا فيه الأَلف فقالوا: يَهْيَرَّى، قالوا: وهو

من أَسماءِ الباطل. ابن شميل: قيل لأَبي أَسلم: ما الثَّرَّةُ

اليَهْيَرَّةُ الأَخلاف؟؟ فقال: الثَّرَّةُ السَّاهِرَة العِرْقِ تسمع زَمِيرَ

شَخْبِها وأَنت من ساعة، قال: واليَهْيَرَّةُ التي يسيل لبنها من كثرته، وناقة

ساهرة العروق، كثيرة اللبن: وقال أَبو حنيفة: اليَهْيَرُّ، مشدد:

الصَّمْغة الكبيرة؛ وأَنشد:

قد مَلَؤُوا بُطونَهُمْ يَهْيَرَّا

واليَهْيَرُّ واليَهْيَرَّى: الماءُ الكثير. وذهب ماله في اليَهْيَرَّى

أَي الباطل. أَبو الهيثم: ذهب صاحبك في اليَهْيَرَّى أَي في الباطل. شمر:

ذهب في اليَهْيَرِّ أَي في الريح. ويقال للرجل إِذا سأَلته عن شيء

فأَخطأَ: ذهبتَ في اليَهْيَرَّى، وأَين تذهبْ تذهبْ في اليَهْيَرَّى؛

وأَنشد:لما رأَتْ شيخاً لها دَوْدَرَّى،

في مثلِ خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى

طَلَّتْ كأَنَّ وجْهَها يَحْمَرَّا،

تَرْبُدُ في الباطلِ واليَهْيَرَّى

والدَّوْدَرَّى من وقولك فرس دَرِيرٌ أَي جواد، والدليل عليه قوله: في

مثل خيط العهن المعرى؛ يريد الخُدْرُوفَ. وزعم أَبو عبيدة أَن

اليَهْيَرَّى الحجارة. واليَهْيَرُّ: الكذب. وقولهم أَكذبُ من اليَهْيَرِّ، هو

السراب. الليث: اليَهْيَرُّ اللَّجَاجَةُ والتَّمادِي في الأَمر، تقول استيهر،

وأَنشد:

وقَلْبُكَ في اللَّهْو مُستَيْهِرُ

(* قوله« وقلبك إلخ» صدره كما في شرح القاموس عن الصاغاني« صحا العاشقون

وما تقصر».)

الفراء: يقال قد اسْتَيْهَرْتُ أَنكم قد اصطلحتم، مثل استيقنت. قال أَبو

تراب: سمعت الجعفريين أَنا مُسْتَوْهِرٌ بالأَمر مستيقن؛ السلميّ:

مُسْتَيهِرٌ. واليَهْيَرُّ: دُوَيْبَّة أَعظم من الجُرَذِ تكون في الصحاري،

واحدته يَهْيَرَّة؛ وأَنشد:

فَلاةٌ بها اليَهْيَرُّ شُقْراً كأَنها

خُصَى الخَيْلِ، قد شُدَّتْ عليها المَسامِرُ

واختلفوا في تقديرها فقالوا: يَفْعَلّةٌ، وقالوا: فَيْعَلَّةٌ، وقالوا:

فَعْلَلَّةٌ. ابن هانئ: اليَهْيَرُّ شجرة، واليَهْيَرُ، بالتخفيف،

الحنظل، وهو أَيضاً السَّمُّ. واليَهْيَرُ: صَمْغُ الطَّلْحِ؛ عن أَبي عمرو.

قال سيبويه: أَما يَهْيَرُّ، مشدد، فالزيادة فيه أَولى لأَنه ليس في

الكلام فَعْيَلُّ، وقد نقل ما أَوَّله زيادة، ولو كانت يَهْيَرُّ مخففة الياء

كانت الأُولى هي الزائدة أَيضاً، لأَن الياء إِذا كانت أَوَّلاً بمنزلة

الهمزة؛ وأَنشد أَبو عمرو في اليَهْيَرِّ صَمْغِ الطَّلْحِ:

أَطْعَمْتُ رَاعِيَّ من اليَهْيَرِّ،

فَظَلَّ يَعْوِي حَبَطاً بِشَرِّ

خَلْفَ اسْتِهِ، مثلَ نَقِيق الهِرِّ

وهو يَفْعَلُّ لأَنه ليس في الكلام فَعْيَلُّ. قال ابن بري: أَسقط

الجوهري ذكر تَيْهُور للرمل الذي يَنْهار لأَنه يحتاج فيه إِلى فضل صنعة من

جهة العربية؛ وساهدُ تَيْهورٍ للرمل المُنْهارِ قول العجاج:

إِلى أَراطٍ ونَقاً تَيْهُورِ

وزنه تَفْعُول، والأَصل فيه تَهْيُور، فقدِّمت الياء التي هي عين إِلى

موضع الفاء، فصار تَيْهُوراً، فهذا إِن جعلت تَيهُوراً من تَيَهَّرَ

الجُرُفُ، وإِن جعلته

من تَهَوَّر كان وزنه فَيْعُولاً لا تَفْعُولاً، ويكون مقلوب العين

أَيضاً إِلى موضع الفاء، والتقدير فيه بعد القلب وَيْهُور، ثم قلبت الواو تاء

كما قلبت في تَيْقُور، وأَصله وَيْقُور من الوَقار كقول العجاج:

فإِن يكن أَمْسى البِلَى تَيْقورِي

أَي وَقاري. قال: وكثيراً ما تبدل التاء من الواو في نحو تُراثٍ وتُجاهٍ

وتُخَمَة وتُقًى وتُقاةٍ، وقد ذكرنا نحن التَّيْهُورَ في فصل التاء كما

ذكره ابن سيده وغيره.

هير
{الهَيْرَةُ: الأَرْضُ السَّهْلَةُ المطمئنة.} والهِيرُ من اللَّيْل، بالكسْر وَالْفَتْح وكسَيِّد: الهِتْرُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ. ومُقتضاه أَن يكون فِي {هير الليلِ لغاتٌ ثَلَاثَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، فالمنقول عَن ابْن الأَعرابيّ وَغَيره يُقَال: مضى هيرٌ من اللَّيْل، بالكسْر فَقَط أَي أَقلّ من نصفه، قَالَ: وحُكِيَ فِيهِ هِتْرٌ، وَقد ذُكِر فِي مَوْضِعه. أَمّا اللُّغَات الْمَذْكُورَة فإنَّها جاءتْ فِي معنى رِيح الشَّمال فَقَالُوا:} هِيرٌ {وهَيْرٌ} وهَيِّرٌ، وَكَذَلِكَ إيْرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ، فَفِي كَلَام المصنّف نظَرٌ، وَلَو قَالَ: وبالفتح وكسَيِّد، لأَصابَ، وَقيل: هيرٌ من أَسماءِ الصَّبا. {والهَيْرُونُ: تَمْرٌ، م، مَعْرُوف، هَكَذَا نَقله الصَّاغانِيّ عَن أبي حنيفَة، وَالَّذِي نَقله الأَئمة عَن أَبي حنيفَة:} هيرُونُ بالكسْر وضَمِّ النّون من غير ألف وَلَام، فَإِن كَانَ ذَلِك فَهُوَ يحْتَمل أَن يكون فِعْلُوناً وفِعْلُولاً. واليَهْيَرُّ، بالتَّشديد: الحَجَرُ الأَحمرُ الصُّلْبُ، أَو اليَهْيَرُّ: حجارةٌ أَمثالُ الأَكُفِّ، أَو حَجَرٌ صغيرٌ، قَالَ أَبو حنيفَة: {واليَهْيَرُّ، مُشَدّداً: الصَّمْغَةُ الكَبيرةُ، وأَنشد: قد مَلَؤُوا بُطُونَهُم} يَهْيَرَّا اليَهْيَرُّ: السَّرابُ، وَمِنْه المثَلُ: فلانٌ أَكْذَبُ من {اليَهْيَرِّ. قَالَ اللَّيْث: اليَهْيَرُّ: اللَّجاجَةُ والتَّمادي فِي الأَمر، تَقول: اسْتَيْهَرَ وأَنشد: وقلبُكَ فِي اللَّهوِ} مُسْتَيْهِرُ اليَهْيَرُّ: الكَذِبُ. اليَهْيَرُّ: دُوَيْبةٌ تكون فِي الصحارى، أَعظَمُ من الجُرَذِ، واحدته {يَهْيَرَّةٌ، أَنشد ابْن شُمَيْل:
(فَلاةٌ بهَا} اليَهْيَرُّ شُقْراً كأَنَّها ... خُصى الخَيْلِ قد شُدَّتْ عَلَيْهَا المَسامِرُ)
اليَهْيَرُّ: الحَنْظَلُ، وَهُوَ أَيضاً: السُّمُّ، وَقد نُقِلَ فيهمَا التَّخْفِيف. اليَهْيَرُّ: صَمْغُ الطَّلْح، عَن أَبي عَمْرو، وأَنشد:
(أَطْعَمْتُ راعِيَّ من اليَهْيَرِّ ... فظلَّ يَعْوي حَبَطاً بشرِّ)
خَلْفَ اسْتِه مثلَ نَقيقِ! الهِرّ ِ قيل: سُمِّيَ بِهِ على التَّشبيه بِالْحِجَارَةِ الحُمْر الصُّلْبة. {اليَهْيَرَّةُ، بهاءٍ، من النُّوقِ، قَالَ ابنُ شُمَيْل: قيل لأبي أَسْلَم: مَا الثَّرَّةُ اليَهْيَرَّةُ الأخلافِ فَقَالَ: الثَّرَّة: الساهِرَةُ العِرْقِ، تَسْمَع زَميرَ شُخْبِها وَأَنت من ساعةٍ. قَالَ:} واليَهْيَرَّة: الَّتِي يسيلُ لبَنُها كَثْرَةً. وناقةٌ ساهِرَةُ العِرق: كثيرةُ اللبَن. ربّما زادوا فِيهِ الْألف فَقَالُوا: {اليهيرَّى مَقْصُورا مشدداً وَهُوَ المَاء الْكثير كاليهير اليَهْيَرَّى من أسماءِ الْبَاطِل، يُقَال مِنْهُ: ذهبَ مالُه فِي اليَهْيَرَّى، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: ذهبَ صاحبُك فِي اليَهْيَرَّى، أَي فِي الْبَاطِل. اليَهْيَرَّى: نباتٌ أَو شجرٌ، الأخيرُ عَن ابْن هَانِئ، زِنتُه يَفْعَلَّى أَو فَعْيَلَّى أَو فَعْلَلَّى. قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي الْكتاب: أما يَهْيَرّ مشدَّدةً فالزيادةُ فِيهِ أَوْلَى، لأنّه لَيْسَ فِي الكلامِ فَعْيَلٌّ، وَقد ثُقِّلَ آخِرُ مَا أوّله زيادةٌ كمكورّ، دون الثلاثيّ الَّذِي أوسطُه زِيَادَة كَفَوْعل وفَعْيَل، وَلَو كَانَت يَهْيَرّ مخفَّفةَ الياءِ كَانَت الأُولى هِيَ الزائدةَ)
أَيْضا، لأنّ الياءَ إِذا كَانَت أوّلاً بِمَنْزِلَة الْهمزَة. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: وَاخْتلفُوا فِي تَقْدِيره، قيل: إنّه يَفْعَلٌّ وَقد حَكَاهُ الجَوْهَرِيّ، وَقيل: إنّه فَعْيَلٌّ والياءُ الثانيةُ زائدةٌ. وَقيل: إنّه فَعْلَلٌّ.} وهِيرٌ، بِالْكَسْرِ: ع، بالبادية، عَن اللَّيْث. {والهَيَار، كَسَحَابٍ: الَّذِي يَنْهَارُ كَمَا يَنْهَارُ الرّملُ ويَسقُط. قَالَ كُثَيّر:
(فَمَا وجَدوا مِنكَ الضَّريبَةَ هَدَّةً ... } هَيَاراً وَلَا سَقْطَ الأَلِيَّةِ أَخْرَما)
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {تَهَيَّرَ الجُرْفُ والبِناءُ: انْهَدَم.} وهَيَّرْتُ الجُرفَ! فَتَهَيَّرَ، لُغَة فِي هَوَّرْتُه فَتَهَوَّر. {والهائِر: السَّاقِط، وَقد تقدّم أَيْضا فِي الْوَاو. وَيُقَال:} اسْتَيْهِرْ بإبلِك واقْتَيِلْ وارْتَجِعْ، أَي استَبدِلْ بهَا إبِلا غيرَها، وَسَيَأْتِي فِي يهر.
واقْتَيِلْ هُوَ افْتَعِلْ من المقايَلَة فِي البيع والمبادلة. وَيُقَال: ذَهَبَ فِي {اليَهْيَرّ، أَي الرّيح، عَن شَمِر. وَيُقَال للرجل إِذا سَأَلْتَه عَن شيءٍ فَأَخْطَأَ: ذَهَبْتَ فِي} اليَهْيَرّى. وأينَ تذهبْ تذهبْ فِي اليَهْيَرَّى. وزعمَ أَبُو عُبَيْدة أنّ اليَهْيَرَّى الحِجارة.
{والمسْتَيْهِر: المتمادي فِي اللَّجاجة. وَقَالَ الفَرّاء: يُقَال: قد} اسْتَيْهَرْتُ أنّكم قد اصطلَحتُم مثل: اسْتَيْقَنْت. وَذكره المصنّف فِي وهر اسْتِطْرَادًا، وَيَأْتِي لَهُ فِي يهر أَيْضا. وَإِذا كَانَ {التَّيْهور من} تَهَيَّرَ الجُرفُ فموضِع ذِكرِه هُنَا، وَقد تقدّم. {واليَهْيَرُّ، مشدَّد الآخرِ: الصُّلْب، عَن الْأَحْمَر، كأنّ هاءَه عَن همزَة.

كرب

(كرب) : أَكْرَب الرَّجُلُ: إذا طَلَب التَّمْرَ في كَرب النَّخْل.
(كرب) : الكَرَبةُ: الزِّرُّ، وهو الَّذِي يكونُ فيه رَأَسَ عَمُودِ البَيْتِ.
كرب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا قَالَ لَهُ: يَا رَسُول الله إِنَّا قوم نتساءل أَمْوَالنَا فَقَالَ: يسْأَل الرجل فِي الْجَائِحَة والفَتْق فَإِذا اسْتغنى أَو كرب استعف.
(ك ر ب) : (كَرَبَتْ) الشَّمْسُ دَنَتْ لِلْغُرُوبِ (وَمِنْهُ) الْكَرُوبِيُّونَ وَالْكَرُوبِيَّةُ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ الْمُقَرَّبُونَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ (وَكَرَبَ) الْأَرْضَ كِرَابًا قَلَبَهَا لِلْحَرْثِ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَتَكْرِيبُ) النَّخْلِ تَشْذِيبُهُ وَالتَّرْكِيبُ فِي مَعْنَاهُ تَصْحِيفٌ.
(كرب)
فلَان كربا زرع فِي الكريب وَأخذ الكرب من النّخل وَأكل الكرابة وَالشَّيْء كروبا دنا وَالشَّمْس للمغيب دنت وَيُقَال كرب يفعل كَذَا وَكَذَا وكرب أَن يَفْعَله قَارب أَن يَفْعَله وَهُوَ من أَفعَال المقاربة وَفُلَانًا الْأَمر وَالْغَم والعبء اشْتَدَّ عَلَيْهِ وَثقل فَهُوَ مكروب وكرب الْحَبل وَغَيره كربا فتله وَالْأَرْض كربا وكرابا قَلبهَا للحرث وأثارها للزَّرْع والدلو جعل لَهَا كربا
كرب
الكَرْبُ: الغمّ الشّديد. قال تعالى: فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
[الأنبياء/ 76] .
والكُرْبَةُ كالغمّة، وأصل ذلك من: كَرْبِ الأرض، وهو قَلْبُها بالحفر، فالغمّ يثير النّفس إثارة ذلك، وقيل في مَثَلٍ: الكِرَابُ على البقر ، وليس ذلك من قولهم: (الكلاب على البقر) في شيء. ويصحّ أن يكون الكَرْبُ من:
كَرَبَتِ الشمس: إذا دنت للمغيب. وقولهم: إناء كَرْبَانُ، أي: قريب. نحو: قَرْبانَ، أي: قريب من الملء، أو من الكَرَبِ، وهو عقد غليظ في رشا الدّلو، وقد يوصف الغمّ بأنه عقدة على القلب، يقال: أَكْرَبْتُ الدّلوَ.
ك ر ب: (الْكُرْبَةُ) بِالضَّمِّ الْغَمُّ الَّذِي يَأْخُذُ بِالنَّفْسِ وَكَذَا (الْكَرْبُ) تَقُولُ (كَرَبَهُ) الْغَمُّ أَيِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (كَرَبَ) أَنْ يَفْعَلَ كَذَا بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْضًا أَيْ كَادَ أَنْ يَفْعَلَ. وَكَرَبَ الْأَرْضَ أَيْضًا قَلَبَهَا لِلْحَرْثِ. وَ (مَعْدِي كَرِبَ) فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: مَعْدِي كَرِبُ بِرَفْعِ الْبَاءِ غَيْرُ مَصْرُوفٍ. وَمَعْدِي كَرِبَ بِفَتْحِ الْبَاءِ مُضَافٌ إِلَيْهِ غَيْرُ مَصْرُوفٍ لِأَنَّ كَرِبَ عِنْدَ صَاحِبِ هَذِهِ اللُّغَةِ مُؤَنَّثٌ مَعْرِفَةٌ. وَمَعْدِي كَرِبٍ مُضَافٌ إِلَيْهِ مَصْرُوفٌ.
وَيَاءُ مَعْدِي سَاكِنَةٌ بِكُلِّ حَالٍ. 
[كرب] نه: فإذا استغنى أو "كرب" استعف، كرب أي دنا وقرب فهو كارب. ومنه: أيفع الغلام أو "كرب"، أي قارب الإيقاع. و"الكروبيون" سادة الملائكة هم المقربون، ويقال لكل حيوان وثيق المفاصل إنه لمكرب الخلق- إذا كان شديد القوى، والأول أشبه. وفيه: إذا أتاه الوحي "كرب" له، أي أصابه الكرب فهو مكروب، ومن كربه فهو كارب. ن: "كرب" لذلك وتربد، بضم كاف وكسر راء. وح: "فكربت كربة" ما "كربت" مثله، بضم الكافين، وضمير مثله للكربة بمعنى الهم والكرب وهو غم يأخذ بالنفس. شم: "فكربت كربًا"، هو بفتح كاف: غم يأخذ النفس. ك: ومنه: من فرج "كربة". وح: وا "كرب" أباه، وألفه للندبة، قيل: وإنما كان كربه شفقة على أمته لما علم من وقوع الفتن، وفيه فإن هذا الغم لا ينقطع بموته بل دائمة فهو ما كان يجده من كرب الموت فإنه كان يجده أشد وإن كان صبره عليه أحسن كما أن أجره أكثر فانقطع ذلك بالرحلة إلى نعيم دائم. ومنه: يدعو عند "الكرب". نه: وفي صفة نخل الجنة: "كربها" ذهب، هو بالحركة أصل السعف، وقيلك ما يبقى من أصوله في النخلة بعد القطع كالمراقي. غ: أبُنيَّ إن أباك "كارب" يومه فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل، أي قريب من يوم أجله.
ك ر ب : الْكَرَبُ أُصُولُ السَّعَفِ الَّتِي تُقْطَعُ مَعَهَا الْوَاحِدَةُ كَرَبَةٌ مِثْلُ قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَبِسَ وَكَرَبَ أَنْ يُقْطَعَ أَيْ حَانَ لَهُ يُقَالُ كَرَبَتِ الشَّمْسُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا دَنَتْ لِلْمَغِيبِ وَكَرَبَتِ الْأَرْضُ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا كِرَابًا بِالْكَسْرِ قَلَبْتُهَا لِلْحَرْثِ وَكَرَبْتُ النَّخْلَ شَذَّبْتُهُ وَكَرَبَهُ الْأَمْرُ كَرْبًا أَيْضًا شَقَّ عَلَيْهِ وَبِمُصَغَّرِ الْمَصْدَرِ سُمِّيَ وَمِنْهُ كُرَيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكُنْيَتُهُ أَبُو رِشْدِينَ بِكَسْرِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا ثُمَّ نُونٍ وَهُوَ رَجُلٌ مَكْرُوبٌ مَهْمُومٌ وَالْكُرْبَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَالْجَمْعُ كُرَبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَالْكِرْبَاسُ الثَّوْبُ الْخَشِنُ وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ بِكَسْرِ الْكَافِ وَالْجَمْعُ كَرَابِيسُ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ بَيَّاعُهُ فَيُقَالُ كَرَابِيسِيٌّ وَهُوَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - 
كرب: كَرِب: ناح، أعول، انتحب تأوه، شكا بأنين ونواح، تذمّر، توجَّع. (همبرت ص33 جزائرية).
كَرَّب (بالتشديد): كَرَب عند فريتاج: ربط، شدَّ بخيط أو حبل أو شريط. (زيشر 75:22، 120).
كَرَّب: أغمَّ، أحزن. (فوك).
كَرَّب: تستعمل بمعنى حرّ خانق. (المعجم الجغرافي).
كرْب: قمّة، ذروة، أوج، (عند العياشي) (بربروجر ص13).
كُرْب: عدد كبير من ضربات السوط، مائة ضربة سوط. (ألكالا).
كَرَب: غَمّ، حزن. (بوشر). وهذا هو ضبط الكلمة وليس كَرْب.
كَرَب: نَوْح، نحيب، انتحب، غويل، شكوى يصحبها أنين وصراخ. (همبرت ص33).
كَرِب: منزل كَرِب: منزل ضيّق، وموضع فيه المنازل ضيقة. ومؤنثة كربة. (المعجم الجغرافي).
كرب: فُواق، شهقة. (بوشر).
كرب: نير، خشبة معترضة فوق عنق الثور أو عنقي الثورين المقرونين لجر المحراث. (بوشر).
كُرْبَة: تعب، مشقة، عناء الجسم والروح. (ألكالا).
مفرّج الكربات: مواسي المكروبين والمحزونين. (بوشر).
كُرْبى (بضم الكاف وفتحها) والجمع كرابي: هو في الجزائر كوخ، بيت حقير. (همبرت ص180 جزائرية، هلو وفيه قربى، شوا: 316، جرابيرج ص36، دوماس صحارى ص189، وسكرياك ص305) وعند دي يونج فان رودنبورج (ص22): (أهل الجرابة: العرب الفلاحون؛ وجرابة جمع جروبي: خُصّ، كوخ من الموص والحلفاء).
كروب وكروبيّ والجمع كروبيون: ملاك مقرَّب. (باين سميث 1809).
كريب (بالإسبانية cribo) : غربال، منخل. (ألكالا). كرابة: (اسم جمع) حقول، مزارع. ففي (باين سميث 1808): سقيت كرابتها وحقولها (النشيد 65 ص10).
كَرَّاب (بالسريانية كُوريا): فلاّح، حرَّاث، أكَّار. (باين سميث 1810، أبو الوليد ص45).
كاروبيّ: ملاك مقرّب. (باين سميث 1810).
مكرب: مُلِحّ، لجوج. (بوشر).
مَكْرُوب: مَنْ تضايق من كثرة الأكل والشرب عند بعض العامة. (محيط المحيط).

كرب


كَرَبَ(n. ac. كَرْب)
a. Troubled, distressed, grieved; overloaded
overburdened; overworked, overtasked.
b.(n. ac. كُرُوْب), Approached, drew near; was near, nigh to; was on the
point of.
c.(n. ac. كَرْب
كِرَاْب), Was low ( sun, fire ).
d. Ploughed, turned over (ground).
e. Rolled out (dough).
f. ( n. ac.
كَرْب), Twisted (rope).
g. Tied a rope to (bucket).
h. [acc. & 'Ala], Bound tightly with.
i. Tightened.
f. Lopped (palm-tree).
k. see II (c)
. —
كَرِبَ(n. ac. كَرَب)
a. Broke (rope).
b. see VIII
كَرَّبَa. see I (e) (g).
c. Sowed.

كَاْرَبَa. Approached, drew near to.

أَكْرَبَa. see I (a) (g).
c. Hastened, sped along, ran.
d. Filled.

تَكَرَّبَa. Picked dates.

إِنْكَرَبَ
a. [ coll. ], Was surfeited, had
the stomach overloaded.
إِكْتَرَبَa. Was grieved, distressed, afflicted.

كَرْب
(pl.
كُرُوْب)
a. Grief, sorrow, distress, affliction; anxiety.

كَرْبَة
a. [ coll. ], Indigestion, surfeit.

كُرْبَة
(pl.
كُرَب)
a. see 1
كَرَبa. Base of a palm-branch.
b. Well-rope.

كَرَبَة
(pl.
كَرَب)
a. Joist.
b. (pl.
كِرَاْب), Channel.
كَاْرِبa. Approaching; near, nigh.
b. Afflicting, oppressive.

كَرَاْبَةa. see 24t & 25t
كِرَاْبa. Ploughing.

كُرَاْبَة
(pl.
أَكْرِبَة)
a. Scattered dates.

كَرِيْبa. Rolling-pin.
b. Baker's peel or shovel.
c. Knot, joint.
d. (pl.
كِرَاْب), Land ready for sowing.
e. see N. P.
I (a)
كَرِيْبَة
(pl.
كَرَاْئِبُ)
a. Misfortune, calamity; adversity.

كَرُوْب
H.
a. Cherub.

كَرُوْبِيّ
(pl.
كَرُوْبِيُّوْن
كَرُوْبِيَّة )
a. see 26
كَرْبَاْنُ
(pl.
كَرْبَى
1ya
كِرَاْب)
a. Nearly full (vessel).
كَرْبَآءُa. fem. of
كَرْبَاْنُ
N. P.
كَرڤبَa. Afflicted, distressed.
b. see N. P.
أَكْرَبَ
(b).
c. [ coll. ], Surfeited.

N. Ag.
أَكْرَبَa. see 21 (b)
N. P.
أَكْرَبَa. Tight.
b. Firm, compact; strong.
c. Sinewy.

N. Ac.
أَكْرَبَa. Haste, promptness.

كَُرْبُحَا
a. Thereabouts, nearly so.

دَلْو مُكْرَبَة
a. Bucket with a rope attached to it.

مَا بِالدَّار كَرَّاب
a. There is no one in the house.
كرب
الكَرْبُ والكُرْبَةُ: الغم يأْخُذُ بالنَّفْس، كَرَبَه الأمْرُ يَكْرُبُه، وإِنَّه لَمَكْرُوْبٌ.
وأمْرٌ كارِبٌ. والكَرِيْبُ: المَكْرُوْبُ.
وكُرِبَتِ الإِبلُ: إذا أُثْقِلَتْ بالأحمال والأوقارِ.
وكُلُّ شَيْءٍ دانى أمْراً: فقد كَرَبَ. وكَرَبَتِ الشَّمْسُ أنْ تَغِيْبَ. والكِرَابُ: القِرَابُ. وقَدَحٌ كَرْبَانُ: قارَبَ المِلْءَ.
وهي على كِرَابِه: أي ثُلُثَيْهِ.
وله كَرْبُ مائةٍ ونَهْزُ مائةٍ.
وتَكَربَ حتّى لا مُتَكَرب: أي تَقَرَّبَ.
والكَرْبُ: العَقْدُ الغَلِيْظُ في رِشَاءِ الدَّلْوِ يُلَفُّ على ثِنائِهِ رِبَاطاً وَثيْقاً، واسْمُ ذلك المَوْضِع: الكَرَبُ، والفِعْلُ الإِكْرَابُ، يُقال: كَرَبْتُ الدَّلْوَ أيضاً.
والمَفَاصِلُ الشَّدِيدَةُ: مُكْرَبَةٌ.
والمُكْرَبُ من الخَيْل: المُمَرُّ الخَلْقِ.
وتقول العَرَبُ: خُذْ رِجْلَيْكَ بإكْرَابٍ: أي اعْجَلْ بالذَّهاب وأسْرِعْ. والإكْرابُ: الألْوانُ من العَدد.
والكَرَابُ: كَرْبُكَ الأرْضَ حِيْنَ تَقْلِبُها، فهي مَكْرُوْبَةٌ. وفي مَثَل: الكرابُ على البَقَر لأنَّها تَكْرُبُ الأرضَ.
والمِكْرَبَةُ: الخَشَبَةُ العَرِيْضَةُ يُذَرّى بها البُرُّ.
والكَرِيْبُ: كَعْبٌ من قَصَبٍ وقَنَاةٍ. والمِحْوَرُ الذي يُبْسَطُ به العَجِيْنُ. وقَصَبُ الحائكِ.
والكُرَابَةُ: مِثْلُ الجُرَامَةِ من التَّمْرِ وهو ما الْتُقِطَ منه بَعْدَ ما يُصْرَمُ. وقد تَكَرَّبَ الناسُ النَخْلَ: صَرَمُوه.
وكَرَبَ النَّخْلَةَ: قَطَعَ كَرَبَها.
وكَرَّبْتُ الخَيْلَ: إذا أحْسَنْتَ صَنْعَتَها، وهو من تَكْرِيْبِ النَّخْل. والكِرَابُ: مَجاري الماءِ، الواحِدَةُ كَرَبَةٌ.
وأكْرَبْتُ السِّقَاءَ: مَلأته.
وكَرَّبَ الرجُلُ في القِتال: أقْدَمَ.
وما بها كَرّابٌ: أي أحَدٌ.
والمُكْرَبَاتُ: الإِبلُ التي أصابَها الدُّخَانُ.
[كرب] الكُرْبَةُ بالضم: الغمّ الذي يأخذ بالنفس، وكذلك الكرب على مثال الضرب. تقول منه: كَرَبَهُ الغمُّ، إذا اشتدَّ عليه. والكرائب: الشدائد، الواحدة كَريبَة. وقال : فيال رزام رشحوا بى مقدما * إلى الموت خواضا إليه الكرائبا وكَرَبْتُ القيدَ، إذا ضيَّقته على المقيد. وقال : ازجر حمارك لا يرتع بروضتنا * إذن يرد وقيد العير مكروب وكرب أن يفعل كذا، أي كاد يفعل. وكَرَبْتُ الأرضَ، إذا قلبتها للحرث. وفى المثل: " الكراب على البقر " ويقال: " الكلاب على البقر ". وكرب الشئ، أي دنا. وإناءٌ كَرْبانُ، إذا كَرَبَ أن يمتلئ. وكَرَبَت الشمسُ، أي دَنت للغروب. يقال كَرَبَت حياةُ النارِ، أي قرُب انطفاؤها. وقال : أبنى إن أباك كارب يومه * فإذا دُعيت إلى المكارم فاعْجَلِ وكَرَبْتُ الناقةَ: أوْقَرْتها. وكَرَبُ النخل: أصول السعف أمثال الكتف. وفى المثل:

متى كان حكم الله في كَرَبِ النخل * والكَرَبُ: الحبل الذي يشدّ في وسط العَراقيّ ثمَّ يُثَنَّى ويثلَّث ليكون هو الذي يلي الماءَ فلا يعفن الحبل الكبير. تقول منه: أكْرَبْتُ الدَلْوَ فهي مُكْرَبَةٌ. والكَرْبَةُ أيضاً: واحدة الكراب، وهى مجارى الماء. قال أبو ذؤيب يصف نحلا: جوارسها تأوى الشعوف دوائبا * وتنصب ألهابا مصيفا كرابها والمصيف: المعوج، من صاف السهم. وأبو كرب اليماني بكسر الراء: أحد التتابعة، واسمه أسعد بن مالك الحميرى. ومعدى كرب فيه ثلاث لغات: معدى كرب برفع الباء لا يصرف، ومنهم من يقول معدى كرب يضيف ويصرف كربا، ومنهم من يقول معدى كرب يضيف ولا يصرف كربا يجعله مؤنثا معرفة. والياء من معدى ساكنة على كل حال. وإذا نسبت إليه قلت معدى، وكذلك النسب في كل اسمين جعلا واحدا مثل بعل بك وخمسة عشر تنسب إلى الاسم الاول تقول: بعلى وخمسى وتأبطي. وكذلك إذا صغرت تصغر الاول. والمكرب: الشديد الاسر من الدواب، بضم الميم وفتح الراء. وتقول: ما بالدار كَرَّابٌ بالتشديد، أي أحدٌ. وأكْرَبَ، أي أسرع. تقول: خُذْ رجليك بإكْرابٍ، إذا أمرته أن يسرعَ السعي. والكُرابَةُ بالضم: ما يُلْتَقَط من التمر في أصول السعف بعد ما يُصْرَم.
كرب
كرَبَ يَكرُب، كَرْبًا وكُروبًا، فهو كارِب، والمفعول مَكْروب
• كرَبه الغمُّ: اشتدَّ عليه وأحزنه.
• كرَبه العِبءُ الذي حلَّ به: اشتدّ عليه وثقُل.
• كرَب يفعل كذا/ كرَب أن يفعل كذا: (نح) من أفعال المقاربة بمعنى كاد، أوشك، يكثر تجريدُ خبرها من أن ويقلّ اقترانه بها "كرَبتِ الشّمسُ تغيب: دنت، قاربت". 

أكربَ يُكرب، إكرابًا، فهو مُكرِب، والمفعول مُكرَب
• أكربه الدَّيْنُ: أغمّه وأحزنه. 

اكتربَ لـ يكترب، اكترابًا، فهو مُكتَرِب، والمفعول مُكترَب له
• اكترب الأبُ لإخفاق ولده: اغتمَّ واشتدّ حزنُه. 

انكربَ ينكرب، انكرابًا، فهو مُنكَرِب
• انكرب الشَّخصُ: ثقُل عليه الحزنُ والهمّ. 

كَرْب [مفرد]: ج كُروب (لغير المصدر):
1 - مصدر كرَبَ.
2 - حُزْن وغمّ يأخذ بالنَّفس "فرّج اللهُ كربَه- {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}: الغرق".
• الكَرْبان: الغداة والعشيّ. 

كُرْبة [مفرد]: ج كُرُبات وكُرْبات وكُرَب: غُمّة، حُزْنٌ وغمٌّ يأخذ بالنفس "فرَّج اللهُ كُرْبتك- مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ [حديث] ". 

كروب [مفرد]: مصدر كرَبَ. 

مِكْروب [مفرد]: ج مِكْروبات: (طب) كائن حيّ لا يُرى بالعين المجرّدة، بل بواسطة المجهر. وحيد الخليّة يعيش في الماء والدّم والهواء، ينقل الأمراضَ المُعدية من المرضى إلى
 الأصحّاء، يختلف في شكله أو غذائه أو حاجته للأكسجين، بعضه يعيش بشكل مستقلّ وقد يكون رمِّيًّا أي: يتغذّى على الموادّ العضويّة الميِّتة العَفِنة، وبعض تلك الأنواع مُسبِّب للجراثيم. 
الْكَاف وَالرَّاء وَالْبَاء

الكَرْب: الحُزْن الَّذِي يَأْخُذ بِالنَّفسِ. وَجمعه: كُرُوب.

وكَرَبه الْأَمر يَكْرُبه كَرْبا، فَهُوَ مكروب، وكَرِيب.

وَالِاسْم: الكُرْبة.

واكترب لذَلِك: اغتمّ.

وكَرَب الْأَمر يكرُبُ كُروبا: دنا، قَالَ خُفَاف بن عبد القَيْس البُرْجُمِيّ:

أبُنَيّ إِن اباك كاربُ يومِه ... فَإِذا دُعِيتَ إِلَى المكارم فاعَجلِ

وَقد كَرَب أَن يكون وكَرَب يكون، وَهِي عِنْد سِيبَوَيْهٍ: أحد الْأَفْعَال الَّتِي لَا يسْتَعْمل اسْم الْفَاعِل مِنْهَا مَوضِع الْفِعْل الَّذِي هُوَ خَبَرهَا لَا تَقول: كَرَب كَائِنا.

وكَرَبت الشَّمْس للمغيب: دَنَتْ.

وكِرَاب المكوك وَغَيره من الْآنِية: دون الجمام.

وإناء كَرْبان، وجُمْجُمة كَرْبى.

وَالْجمع: كَرْبى، وكِرَاب.

وَزعم يَعْقُوب أَن كَاف كَرْبان بَدَل من قَاف قَرْبان، وَلَيْسَ بِشَيْء.

وأكرب الإناءَ: قَارب مَلأه.

وَهَذِه إبِلٌ مائةٌ أَو كَرْبُها: أَي نَحْوهَا وقُرَابتها.

وكَرَب وَظِيفَيِ الحِمار أَو الجَمَل: دَانَى بَينهَا بِحَبْل أَو قَيد.

وكارب الشيءَ: قاربه.

وأكرب الرجلُ: أَسرع.

وخُذْ رِجْليك بإكراب: إِذا أُمِر بالسرعة.

وأكرب الفَرَسُ وَغَيره مِمَّا يعدو: أسْرع، هَذِه وَحدهَا عَن اللحياني.

والكَرَب: أصُول السَعَف الغِلاَظُ العِرَاض الَّتِي تَيْبَسُ فَتَصِير مثل الكَتِف، واحدتها: كَرَبة.

والكَرَابة، والكُرَابة: التَّمْرة الَّتِي تُلْتَقَطُ من اصول الكَرَب بعد الجِدَاد، والضمّ أَعلَى.

وَقد تكَّربها. والكَرَب: حَبل يُشَدّ على عَراقِي الدّلْو ثمَّ يثنّى ثمَّ يُثلَّث وَالْجمع: أكراب.

وَقد كَرَبها يكرُبها كَرْبا، وأكربها، وكَرَّبها، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

كالدلو بُتَّتْ عُراها وهيْ مُثْقَلة ... وخانها وَذَمٌ مِنْهَا وتَكْريبُ

على أَن التكريب قد يجوز أَن يكون هُنَا اسْما كالتّنْبِيتِ والتَّمتين، وَذَلِكَ لعطفها على الوَذَم الَّذِي هُوَ اسْم لَكِن الْبَاب الأول أشْيَع وأوسع، أَعنِي: أَن يكون مصدرا وَإِن كَانَ مَعْطُوفًا على الِاسْم الَّذِي هُوَ الوَذَم.

وكلُّ شَدِيد العَقْد من حَبْل أَو بِناء أَو مَفْصِل: مُكْرَب.

ووَظِيف مُكْرَب: امْتَلَأَ عَصَبا.

وحافر مُكْرَب: صُلْب، قَالَ:

يَتْرك خَوَّارَ الصَفَا رَكُوباً ... بِمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبَا

وفَرَس مُكْرَب: شدِيد.

وكرَبَ الأَرْض يَكْرُبها كَرْبا، وكِرَابا: أثارها للزَّرْع، وَفِي الْمثل: " الكِرابُ على البَقَر " لِأَنَّهَا تكرب الأرضَ، وَبَعْضهمْ يَقُول: " الكِلابَ على البَقَر ".

والمُكْرَبات: الْإِبِل الَّتِي يُؤْتى بهَا إِلَى أَبْوَاب الْبيُوت فِي شدَّة البَرْد ليصيبها الدُّخَانُ فتدفأ.

والكِرَاب: مجاري المَاء فِي الْوَادي، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف النَحْل:

جَوارِسُها تَأوى الشُّعُوفَ دوائباً ... وتنْصَبّ ألْهابا مَصِيفا كرابُها

واحدتها: كَرَبة، وَقَوله:

كَأَنَّمَا مَضْمَضت من مَاء أكْرِبة ... على سَيَابةِ نخلٍ دونه مَلَقُ

قَالَ أَبُو حنيفَة: الأكرِبة هَاهُنَا: شعاف يسيل مِنْهَا مَاء الْجبَال، واحدتها: كَرَبة، وَهَذَا لَيْسَ بقويّ، لِأَن فعلا لَا يُجمع على أفعلة. وَقَالَ مرّة: الأكرِبة: جمع كُرابة، وَهُوَ مَا يَقع من ثَمَر النَّخل فِي أصُول الكَرَب قَالَ: وَهُوَ غَلَط وَكَذَلِكَ قَوْله: عِنْدِي غلط أَيْضا، لِأَن فُعَالة لَا يُجمع على أفعلة، اللهمّ إلاّ أَن يكون على طرح الزَّائِد، فَيكون كَأَنَّهُ جمع فُعالا.

وَمَا بِالدَّار كرَّاب: أَي أحد.

والكَرِيب: الكَعْب من القَصب أَو القَنَا.

والكَرِيب أَيْضا: الشُوبَق، عَن كُرَاع.

وَأَبُو كرِب: مَلِك من مُلُوك حِمْيَر.

وكُرَيب، معد يكرب: اسمان.

كرب

1 كَرَبَ, aor. ـُ inf. n. كُرُوبٌ, It was, or became, near; drew near; approached. (S, K.) [Compare قَرُبَ.] b2: [You say] كَرَبَ أَنْ يَكُونَ, and كَرَبَ يَكُونُ, He, or it, was near, or nigh, to being b3: . (TA.) This is one of the verbs to which one does not give as its enunciative the act. part. n. of the verb which is its proper enunciative: [so that] you do not say, كَرَبَ كَائِنًا: [in which كَرَبَ implies the pron. هُوَ, which is called its noun; and كائنا is put for يَكُونُ, or أَنْ يَكُونَ, its proper enunciative]. (Sb.) كَرَبَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He was near, or nigh, to doing so; he well nigh, or almost, did so. (S, K.) b4: كَرَبَتِ الشَّمْسُ The sun was, or became, near to setting. (S, K.) b5: كربت الجَارِيَةُ ان تُدْرِكَ The girl was near to coming of age. (TA.) b6: كَرَبَتْ حَيَاةُ النَّارِ The fire was near to becoming extinguished. (S, K.) A2: كَرَبَ He bound near together the two pasterns of an ass or of a camel with a rope or with shackles. (TA.) b2: كَرَبَ القَيْدَ He straitened, or made narrow, the shackle, or shackles, (S, K, TA,) upon the [animal] shackled. (S, K.) 'Abd-Allah Ibn-'Anameh Ed-Dabbee says, أَزْجُرْ حِمَارَكَ لَا يَرْتَعْ بِرَوْضَتِنَا

إِذًا يُرَدَّ وَقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ [Check thine ass: let him not pasture at large in our meadow: in that case he will be sent back with the ass's shackles straitened]: (S:) meaning Do not venture to revile us; for we are able to shackle this ass, and to prevent his acting as he pleaseth. (L.) See Ham, p. 290. b3: كَرَبَ, aor. ـُ He loaded a she-camel. (S, K.) A3: كَرَبَهُ, (aor.

كَرُبَ, inf. n. كَرْبٌ, TA,) It (sorrow, grief, &c., S, K, or an affair, Msb, TA) afflicted, distressed, or oppressed, him, (S, Msb, K,) so that it filled his heart with rage. (Msb.) See also 8.

A4: كَرَبَ الدَّلْوَ, aor. ـُ (inf. n. كَرْبٌ, TA,) and ↓ كرّبها, (K,) and ↓ اكربها, (S, K,) He put or attached, a كَرَب to the bucket. (S, K.) b2: كَرِبَ, aor. ـَ The rope called كَرَب of his bucket broke. (K.) كَرَبَ, aor. ـُ and ↓ كرّب; explained by the words طَقْطَقَ الكَرِيبَ لِخَشَبَةِ الخَبَّازِ [app. meaning, He caused the كريب (a baker's wooden implement) to make a sound, or a reiterated sound, such as is termed طَقْطَقَة]. (K.) A5: كَرَبَ; (accord. to the K;) or ↓ كرّب, inf. n. تَكْرِيبٌ; (accord. to IM;) He sowed land such as is called كَرِيبٌ. (K.) b2: كَرَبَ الأَرْضَ, aor. ـُ inf. n. كَرْبٌ and كِرَابٌ, He turned over the ground for sowing, (K,) or for cultivating. (S, Msb.) A6: كَرَبَ, aor. ـُ He took the كَرَب (or lower parts, or ends, of the branches) from the palm-trees. (IAar, K.) He lopped a palmtree. (Msb.) A7: كَرَبَ, aor. ـُ and ↓ كرّب; He ate the dates called كُرَابَة. (K.) A8: كَرَبَ, aor. ـُ inf. n. كَرْبٌ, He twisted [a rope &c.] (قُتَلَ: accord. to some copies of the K) or he slew (قَتَلَ: accord to other copies of the same).2 كَرَّبَكرّب: see 1 in four places.3 كاربه i. q. قاربه, He, or it, approached, or was or became near to, him, or it. (K.) The ك is substituted for ق. (TA.) 4 أَكربهُ [He, or it, affected him with كَرْب, i. e. sorrow, grief, distress, or affliction: occurring in the TA in several places.]

A2: اكرب, inf. n. إِكْرَابٌ, He filled (K) a skin. (TA.) b2: اكرب الإِنَاءَ He nearly filled the vessel: [as also اقربه]. (TA.) b3: See 1.

A3: اكرب, inf. n. إِكْرَابٌ, (tropical:) He hastened, or sped: (S, K:) he ran, in the manner termed إِحْضَار and عَدْو. (Az.) You say, خُذْ رِجْلَيْكَ بِإِكْرَابٍ [Take up thy feet with speed,] when you order one to hasten in his pace. (S.) In this sense, أَكْرَبَ is said of a man, but seldom; and of a horse, or other animal that runs. (Lth, Lh.) 5 تكرّب He picked the dates called كُرَابَة (K) from among the roots of the branches (TA) [after the racemes of fruit had been cut off]; and تكرّب النَّخْلَةَ he picked the dates that were among the roots of the branches of the palm-tree, as also تَخَلَّلَهَا. (AHn, TA in art. خل.) 8 اكترب He became afflicted, distressed, or oppressed, by sorrow, grief, &c., (K,) or by an affair (TA) so also ↓ كَرِبَ, aor. ـَ (TA.) كَرْبٌ [an inf. n. of 1, q. v.] b2: [You say]

هٰذَهِ إِبِلٌ مِائَةٌ أَوْ كَرْبُهَا (this is the right reading; and some say that ↓ كُرْبُهَا is correct: TA: [the latter is the reading in the CK:]) There are a hundred camels, or about that number; or nearly so. (K.) كرب is syn. with قُرْبٌ. (L.) A2: كَرْبٌ (S, O, K) and ↓ كُرْبَةٌ (S, O, Msb, K) Grief [or distress, that affects the breath or respiration, [lit.] that takes away the breath: (S, O, and so accord. to some copies of the K, [agreeably with present usage, see بَهْرٌ, last sentence:]) or the soul: (so [erroneously] accord. to some copies of the K) or anxiety, solicitude, or disquietude of the mind: (Msb:) [or grief, or anxiety, that presses heavily upon the heart:] or both signify anxiety, grief, or intense grief: (MA:) pl. of the former كُرُوبٌ, (K,) and of the latter كُرَبٌ. (Msb.) كُرْبٌ: see كَرْبٌ.

كَرَبٌ The rope that is tied to the bucket after the مَنِين, which is the first [or main] rope, so that it (the كرب) remains if the منين break: or the rope that is tied to the middle of the cross-bars of the bucket, (and is then doubled, and then trebled, S,) so as to be that which is next the water, in order that the great rope may not rot: (S, K:) but in a marginal note in a copy of the S, it is said that this latter explanation properly applies to the دَرَك; not to the كرب: (IM:) pl. أَكْرَابٌ. (TA.) A2: كَرَبٌ [coll. gen. n.] The lower parts, or ends, of palm-branches, (S, K,) which are thick and broad, (K,) like shoulderblades: (S:) or the stumps of the branches, or what remain upon the palm-tree, of the lower parts, or ends, of the branches, after the lopping, like steps: n. un. with ة. (TA.) Hence the proverb, مَتَى كَانَ حُكْمُ اللّٰهِ فِى كَرَبِ النَّخْلِ [When was the wisdom of God in the stumps, or lower ends, of palm-branches?] (S.) Said by Jereer, in reply to Es-Salatán El-'Abdee, who had pronounced El-Ferezdak superior to Jereer in point of lineage, and Jereer superior to ElFerezdak as a poet. IB denies it to be a proverb; but IM contends against him that it is, [The meaning is, When was God's wisdom in husbandmen, and possessors of palm-trees? for the region of Es-Salatán's tribe abounded in palm-trees. The words are applied to a man who provokes another to a contest for excellence, being unworthy of the contest. See Freytag, Arab. Prov., ii. 628.]

كُرْبَةٌ: see كَرْبٌ.

كَرَبَةٌ sing. of كِرَابٌ, which latter signifies The channels in which water flows (S) in a valley: (K:) or the upper parts (صُدُور) of valleys. (AA.) Aboo-Dhu-eyb says, describing bees, جَوَارِسُهَا تَأْوِى الشُّعُوفَ دَوَائِبًا وَتَنْصَبُّ أَلْهَابًا مَصِيفًا كِرَابُهَا [The eaters, or feeders, among them, resort to the upper parts of the mountains, busily engaged, and pour down (into) ravines with crooked water-channels]. (S.) [جوارس, شعوف, and مصيف, are explained as above in the TA: and الهاب is said in the S and TA, art. لهب, to be here pl. of لِهْبٌ. In a copy of the S, this last is erroneously written إِلْهَابًا.]

A2: كَرَبَةٌ (in the TA, written كَرَبٌ,) The piece of wood (زِرّ) in which is inserted the head of a tent-pole. (K.) كَرْبَانُ A vessel nearly full: (S:) fem. كَرْبَاءُ; pl. كَرْبَى and كِرَابٌ. (TA.) Yaakoob asserts, that the ك in this word is a substitute for the ق in قَرْبَانُ; but ISd denies this. (TA.) كرابُ إِنَاءٍ [app. كِرَاب or كُرَاب] What is less than جُمَامُ إِنَاوِ; [i. e., what is nearly equal to the full, or piled-up, contents, or measure, of a vessel]. (TA.) See قِرَابٌ.

الكِرَابُ عَلَى البَقَرِ [The turning over of the soil is the work of the oxen]: a proverb. (S, K.) See art. كِلب: [where other readings, namely الكِرَابَ and الكِلَابَ and الكِلَابُ, are mentioned]. (K.) كَرِيبٌ i. q. قَرَاحٌ [Land which has neither water nor trees: or land that is cleared for sowing and planting: pl., app., كِرَابٌ: see an ex. near the end of the first paragraph of art. ختم:] (K:) and جَادِسٌ [land that is not cultivated nor ploughed], that has never been sowed. (TA.) See also جَرِيبٌ.

A2: A wooden implement of a baker, or maker of bread, with which he forms the cakes of bread (يُرَغِّفُ). (K.) [In the TA is added “ in the oven ”: but I doubt the propriety of this addition.]

A3: A knot, or joint, (كَعْبٌ), of a reed or cane. (K.) A4: Accord. to IAar, i. q. شُوبَقٌ, which is the same as فَيْلَكُونٌ. [شوبق is an arabicised word, from the Persian شُوبَجْ, or چُوبَهْ, both of which signify a rolling-pin, and this meaning is given to شوبق and شوبك in the present day. It should be remarked, however, that كَرْنِيب (with ن), which is probably a corruption of كَرِيبٌ, is a name often given in Egypt, in the present day, to a baker's peel.] In the L, كريب is explained, as on the authority of Kr, by سَوِيقٌ; but this is probably a mistake for شوبق. (TA.) See مَكْرُوبٌ.

كَرَابَةٌ: see كُرَابَةٌ كُرَابَةٌ (S, K) and ↓ كَرَابَةٌ (K), but the former is the more approved word, (TA,) Dates that are picked from among the roots of the branches (S, K) after the racemes of fruit have been cut off: (S:) the scattered dates that remain at the roots of the branches: (AHn, TA voce خُلَالَةٌ, which signifies the same:) pl. أَكْرِبَةٌ, in the formation of which, the augmentative letter (meaning the fem. ة, TA,) seems to have been rejected [or disregarded]; for فُعَالَةٌ (this is the right reading; TA; but in some copies of the K we read فُعَالَى, and in others فُعَال;) does not form a pl. on the measure أَفْعِلَةٌ. (K.) b2: AHn says, that in this verse of Aboo-Dhu-eyb, كَأَنَّمَا مَضْمَضَتْ مِن مَّاءِ أَكْرِبَةٍ

عَلَى سَيَابَةِ نَخلٍ دُونَهُ مَلَقُ اكربة signifies Mountain-tops, from which the water of the mountains flows down; and that its pl. is كَرْبَةٌ: but ISd remarks, that this assertion is not valid; because a sing. of such a measure does not form a pl. on the measure أَفْعِلَةٌ. He also says, in one place, that اكربة is [said to be] pl. of كرابة, which signifies “ dates that fall among the roots of the palm-branches; ” but [that] this is a mistake: upon which ISd remarks, In like manner, [this] his saying is in my opinion a mistake. (TA.) كَرِيبَةٌ A misfortune; a calamity: (S:) or a severe misfortune, or calamity: (K:) pl. كَرَائِبُ. (S.) الكَرُوبِيُّونَ (K) and الكَرُّوبِيُّونَ, or this latter is a mistake, and الكَرُوبِيَّةُ, (TA,) [Hebr. כְּרֻבִים

Cherubim,] the chiefs, or princes, of the angels; the archangels; (K;) of whom are Jebraeel and Meekáeel and Isráfeel; who are also called المُقَرَّبُونَ, accord. to Abu-l-'Áliyeh: (TA:) the nearest of the angels to the bearers of the throne: so called from كرب as signifying “ nearness ” or the “ being near: ” (L:) or from their firmness, or compactness, of make; [see مُكْرَبٌ] because of their strength, and their patience in worship: or from كَرَبٌ, “ sorrow &c., ” because of their fear and awe of God. (MF.) Sh quotes the following of Umeiyeh: كَرُوبِيَّةٌ مِنْهُمْ رُكُوعٌ وَسُجَّدٌ [Archangels, among whom are (some) that bend down the body, and (some) that prostrate themselves]. (TA.) مَا بِالدَّارِ كَرَّابٌ There is not any one in the house. (S, K.) كَارِبٌ [Becoming near; drawing near; approaching]: near; nigh. (TA.) b2: 'Abd-Keys Ibn-Khufáf El-Burjumee says, أَبُنَىَّ إِنَّ أَبَاكَ كَارِبُ يَوْمِهِ فَإِذَا دُعِيتَ إِلَى المَكَارِمِ فَاعْجَلِ [O my child, verily thy father is near to his day (of death): therefore when thou shalt be called to (the performance of ) generous actions, make haste]. (S.) A2: أَمْرٌ كَارِبُ An afflicting, distressing, or oppressive, affair. (TA.) مُكْرَبٌ (assumed tropical:) A joint full of sinews (K.) b2: (assumed tropical:) A hard hoof. (TA.) b3: (assumed tropical:) A firm, or compact, beast of carriage: (S:) a horse of strong and firm make: (AA:) a firm, or compact, (or strongly compacted, TA,) rope, building, joint, or horse: (K:) a strong horse. (ISd.) b4: مُكْرَبُ المَفَاصِلِ, (A,) and المفاصل ↓ مَكْرُوبُ, (Lth,) (tropical:) An animal of firm joints. (Lth, A.) b5: مُكْرَبُ الخَلْقِ (assumed tropical:) Of firm make. (TA.) A2: مُكْرَبَاتٌ Camels that are brought to the doors of the tents, or dwellings, in the season of severe cold, in order that they may be warmed by the smoke: (K:) [or] i. q. مُقْرَبَاتٌ: see مُقْرَبٌ. (TA.) A3: دَلْوٌ مُكْرَبَةٌ A bucket having a كَرَب attached to it. (S.) مَكْرُوبٌ and ↓ كَرِيبٌ Afflicted, distressed, or oppressed, by sorrow, grief, or anxiety. (K, Msb.) A2: See also مُكْرَبٌ.

كرب: الكَرْبُ، على وَزْن الضَّرْبِ مَجْزُومٌ: الـحُزْنُ والغَمُّ الذي يأْخذُ بالنَّفْس، وجمعه كُرُوبٌ. وكَرَبه الأَمْرُ والغَمُّ يَكْرُبهُ

كَرْباً: اشْتَدَّ عليه، فهو مَكْرُوبٌ وكَرِيبٌ، والاسم الكُرْبة؛ وإِنه

لـمَكْرُوبُ النفس. والكَرِيبُ: الـمَكْروبُ. وأَمْرٌ كارِبٌ. واكْترَبَ

لذلك: اغْتَمَّ. والكَرائِبُ: الشدائدُ، الواحدةُ كَرِيبةٌ؛ قال سَعْدُ

بن ناشِبٍ المازِنيُّ:

فيالَ رِزامٍ رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً * إِلى الـمَوْتِ، خَوّاضاً إِليه الكَرائِـبا

قال ابن بري: مُقَدَّماً منصوب برَشِّحُوا، على حذف موصوف، تقديره: رَشِّحُوا بي رَجُلاً مُقَدَّماً؛ وأَصل التَّرْشيح: التَّرْبِـيَةُ

والتَّهْيِئَةُ؛ يقال: رُشِّحَ فلانٌ للإِمارة أَي هُيِّـئَ لها، وهو لها كُفؤٌ.

ومعنى رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً أَي اجْعَلُوني كُفؤاً مُهَـيَّـأً لرجل

شُجاع؛ ويروى: رَشِّحُوا بي مُقَدِّماً أَي رجلاً مُتَقَدِّماً، وهذا

بمنزلة قولهم وَجَّهَ في معنى توجَّه، ونَبَّه في معنى تَنَبَّه، ونَكَّبَ في معنى تَنكَّبَ. وفي الحديث: كان إِذا أَتاه الوحيُ كُرِبَ

له (1)

(1 قوله «إذا أتاه الوحي كرب له» كذا ضبط بالبناء للمجهول بنسخ النهاية ويعينه ما بعده ولم يتنبه الشارح له فقال: وكرب كسمع أصابه الكرب ومنه الحديث إلخ مغتراً بضبط شكل محرف في بعض الأصول فجعله أصلاً برأسه وليس بالمنقول) أَي أَصابَهُ الكَرْبُ، فهو مَكْروبٌ. والذي كَرَبه كارِبٌ.

وكَرَبَ الأَمْرُ يَكْرُبُ كُرُوباً: دَنا. يقال كَرَبَتْ حياةُ النارِ

أَي قَرُبَ انْطِفاؤُها؛ قال عبدُالقيسِ بنُ خُفافٍ البُرْجُمِـيُّ (2)

(2 قوله «قال عبدالقيس إلخ» كذا في التهذيب. والذي في المحكم قال خفاف بن عبدالقيس البرجمي.) :

أَبُنَيَّ! إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ، * فإِذا دُعِـيتَ إِلى الـمَكارِمِ فاعْجَلِ

أُوصِـيكَ إِيْصاءَ امْرِئٍ، لك، ناصِحٍ، * طَبِنٍ برَيْبِ الدَّهْرِ غَيرِ مُغَفَّلِ

اللّهَ فاتَّقْهِ، وأَوْفِ بِنَذْرِهِ، * وإِذا حَلَفْتَ مُبارِياً فَتَحَلَّلِ

والضَّيْفَ أَكْرِمْهُ، فإِنَّ مَبِـيتَه * حَقٌّ، ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ

واعْلَمْ بأَنَّ الضَّيفَ مُخْبِـرُ أَهْلِه * بمَبِـيتِ لَيْلَتِه، وإِنْ يُسْـأَلِ

وَصِلِ الـمُواصِلَ ما صَفَا لك وُدُّه، * واجْذُذْ حِـبالَ الخَائِن الـمُتَبَذِّلِ

واحْذَرْ مَحَلَّ السوءِ، لا تَحْلُلْ به، * وإِذا نَبَا بَكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ

واسْـتَـأْنِ حِلْمَكَ في أُمُورِكَ كُلِّها * وإِذا عَزَمْتَ على الهوى فَتَوَكَّلِ

واسْتَغْنِ، ما أَغْناكَ رَبُّك، بالغِنَى، * وإِذا تُصِـبْكَ خَصاصَةٌ فتَجَمَّلِ

وإِذا افْتَقَرْتَ، فلا تُرَى مُتَخَشِّعاً * تَرْجُو الفَواضلَ عند غيرِ الـمِفْضَلِ

وإِذا تَشاجَرَ في فُؤَادِك، مَرَّةً، * أَمْرانِ، فاعْمِدْ للأَعَفِّ الأَجْمَلِ

وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ سُوءٍ فاتَّئِدْ، * وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ خَيْرٍ فاعْجَلِ

وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِـينَ إِلى النَّدَى * غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ

فأَعِنْهُمُ وايْسِرْ بما يَسَرُوا به، * وإِذا هُمُ نَزَلُوا بضَنْكٍ، فانْزِلِ

ويروى: فابْشَرْ بما بَشِرُوا به، وهو مذكور في الترجمتين.

وكُلُّ شيءٍ دَنا: فقد كَرَبَ. وقد كَرَبَ أَن يكون، وكَرَبَ يكونُ،

وهو، عند سيبويه، أَحدُ الأَفعال التي لا يُستعمل اسم الفاعل منها موضعَ الفعل الذي هو خبرها؛ لا تقول كَرَب كائناً؛ وكَرَبَ أَن يَفْعَلَ كذا أَي كادَ يَفْعَلُ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ للـمَغِـيب: دَنَتْ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ: دَنَتْ للغُروب؛ وكَرَبَتِ الجاريةُ أَن تُدْرِكَ. وفي الحديث: فإِذا اسْتَغْنَى أَو كَرَبَ اسْتَعَفَّ؛ قال أَبو عبيد: كَرَبَ أَي دَنا من ذلك وقَرُبَ. وكلُّ دانٍ قريبٍ، فهو كارِبٌ. وفي حديث رُقَيْقَةَ: أَيْفَعَ الغُلامُ أَو كَرَبَ أَي قارَبَ الإِيفاع.

وكِرابُ الـمَكُّوكِ وغيره من الآنِـيَةِ: دونَ الجِمام. وإِناءٌ كَرْبانُ إِذا كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِـئَ؛ وجُمْجَمَة كَرْبى، والجمع كَرْبى وكِرابٌ؛ وزعم يعقوب أَن كافَ كَرْبانَ بدل من قاف قَرْبانَ؛ قال ابن سيده: وليس بشيءٍ.

الأَصمعي: أَكْرَبْتُ السِّقاءَ إِكْراباً إِذا مَلأْتَه؛ وأَنشد:

بَجَّ الـمَزادِ مُكْرَباً تَوْكِـيرَا

وأَكْرَبَ الإِناءَ: قارَبَ مَلأَه. وهذه إِبلٌ مائةٌ أَو كَرْبُها أَي نحوُها وقُرابَتُها.

وقَيْدٌ مَكْرُوبٌ إِذا ضُيِّقَ. وكَرَبْتُ القَيْدَ إِذا ضَيَّقْتَه على الـمُقَيَّدِ؛ قال عبداللّه بن عَنَمَة الضَّبِّـيُّ:

ازْجُرْ حِمارَك لا يَرْتَعْ برَوْضَتِنا، * إِذاً يُرَدُّ، وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ

ضَرَبَ الحمارَ ورَتْعَه في رَوْضتِهم مثلاً أَي لا تَعَرَّضَنّ

لشَتْمِنا، فإِنا قادرون على تقييد هذا العَيْرِ ومَنْعه من التصرف؛ وهذا البيت في شعره:

أُرْدُدْ حِمارَك لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه، * إِذاً يُرَدُّ، وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ

والسَّويَّةُ: كِساءٌ يُحْشَى بثُمام ونحوه كالبَرْذَعَة، يُطْرَحُ على ظهر الحمار وغيره، وجزم يَنْزِعْ على جواب الأَمر، كأَنه قال: إِنْ

تَرْدُدْهُ لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه التي على ظهره. وقوله: إِذاً يُرَدُّ جوابٌ، على تقدير أَنه قال: لا أَرُدُّ حِمارِي، فقال مجيباً له: إِذاً يُرَدُّ. وكَرَبَ وظِـيفَيِ الحِمار أَو الجمل: دانى بينهما بحبل أَو

قَيْدٍ.وكارَبَ الشيءَ: قارَبه.

وأَكْرَبَ الرجلُ: أَسْرَعَ. وخُذْ رِجْلَيْكَ بأَكْرابٍ إِذا أُمِرَ بالسُّرْعة، أَي اعْجَلْ وأَسْرِعْ. قال الليث: ومن العرب من يقول: أَكْرَبَ الرجلُ إِذا أَخذ رِجْلَيْه بأَكْرابٍ، وقَلَّما يقال: وأَكْرَبَ الفرسُ وغيرُه مما يَعْدُو: أَسْرَعَ؛ هذه عن اللحياني. أَبو زيد: أَكْرَبَ

الرجلُ إِكْراباً إِذا أَحْضَرَ وعَدا. وكَرَبْتُ الناقةَ: أَوقَرْتُها.

الأَصمعي: أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ هي الكَرانِـيفُ، واحدتُها

كِرْنافةٌ، والعَريضَة التي تَيْبَسُ فتصيرُ مِثلَ الكَتِفِ، هي الكَرَبة. ابن الأَعرابي: سُمِّيَ كَرَبُ النخل كَرَباً لأَنه اسْتُغْنِـيَ عنه، وكَرَبَ أَن يُقْطَعَ ودَنا من ذلك.

وكَرَبُ النخلِ: أُصُولُ السَّعَفِ؛ وفي المحكم: الكَرَبُ أُصُولُ

السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ التي تَيْبَسُ فتصيرُ مثلَ الكَتِفِ، واحدتُها

كَرَبةٌ. وفي صفة نَخْلِ الجنة: كَرَبُها ذَهَبٌ، هو بالتحريك، أَصلُ

السَّعَفِ؛ وقيل: ما يَبْقَى من أُصوله في النخلة بعد القطع كالـمَراقي؛ قال الجوهري هنا وفي المثل:

متى كان حُكمُ اللّه في كَرَبِ النخلِ؟

قال ابن بري: ليس هذا الشاهد الذي ذكره الجوهري مثلاً، وإِنما هو عَجُزُ بَيْتٍ لجرير؛ وهو بكماله:

أَقولُ ولم أَمْلِكْ سَوابقَ عَبْرةٍ: * متى كان حُكْمُ اللّهِ في كَرَبِ النخلِ؟

قال ذلك لَـمَّا بَلَغه أَنَّ الصَّلَتانَ العَبْدِيَّ فَضَّلَ الفرزدقَ عليه في النَّسِـيب، وفَضَّلَ جريراً على الفرزدق في جَوْدَةِ الشِّعْر في قوله:

أَيا شاعِراً لا شاعِرَ اليومَ مِثْلُه، * جَريرٌ، ولكن في كُلَيْبٍ تَواضُعُ

فلم يَرْضَ جريرٌ قولَ الصَّلَتان، ونُصْرَتَه الفرزدقَ. قلت: هذه

مشاحَّةٌ من ابن بري للجوهري في قوله: ليس هذا الشاهدُ مثلاً، وإِنما هو عجز بيت لجرير. والأَمثال قد وَرَدَتْ شِعْراً، وغيرَ شِعْرٍ، وما يكون شعراً لا يمتنع أَن يكون مَثَلاً.

والكَرَابة والكُرابَة: التَّمْر الذي يُلْتَقَطُ من

أُصول الكَرَب، بَعْدَ الجَدَادِ، والضمُّ أَعْلى، وقد تَكَرَّبَها. الجوهري: والكُرَابة، بالضم، ما يُلْتَقَطُ من التَّمْر في أُصُول السَّعَفِ بعدما تَصَرَّمَ. الأَزهري: يقال تَكَرَّبْتُ الكُرَابَةَ إِذا تَلَقَّطْتَها، من الكَرَب.والكَرَبُ: الـحَبْلُ الذي يُشَدُّ على الدَّلْو، بعد الـمَنِـينِ، وهو الـحَبْل الأَوّل، فإِذا انْقَطَع المنِـينُ بقي الكَرَبُ. ابن سيده: الكَرَبُ حَبْل يُشَدُّ على عَرَاقي الدَّلْو، ثم يُثْنى، ثم يُثَلَّثُ، والجمع أَكْرابٌ؛ وفي الصحاح: ثم يُثْنى، ثم يُثَلَّثُ ليكونَ هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَن الـحَبْلُ الكبير. رأَيت في حاشية نسخة من الصحاح الموثوق بها قولَ الجوهري: ليكون هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَن الـحَبْلُ الكبير، إِنما هو من صفة الدَّرَك، لا الكَرَبِ. قلت: الدليل على صحة هذه الحاشية أَن الجوهري ذكر في ترجمة درك هذه الصورة أَيضاً، فقال: والدَّرَكُ قطعةُ حَبْل يُشَدُّ في طرف الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدلو، ليكون هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَنُ الرِّشاءُ. وسنذكره في موضعه إِن شاءَ اللّه تعالى؛ وقال الحطيئة:

قَوْمٌ، إِذا عَقَدوا عَقْداً لجارِهمُ، * شَدُّوا العِناجَ، وشَدُّوا، فَوْقَه، الكَرَبَا

ودَلْو مُكْرَبة: ذاتُ كَرَب؛ وقد كَرَبَها يَكْرُبُها كَرْباً، وأَكْرَبَهَا، فهي مُكْرَبةٌ، وكَرَّبَها؛ قال امرؤُ القيس:

كالدَّلْوِ بُتَّتْ عُراها وهي مُثْقَلَةٌ، * وخانها وَذَمٌ منها وتَكْريبُ

على أَنَّ التَّكْريبَ قد يجوز أَن يكون هنا اسماً، كالتَّنْبِـيتِ والتَّمْتين، وذلك لعَطْفِها على الوَذَم الذي هو اسم، لكنَّ البابَ

الأَوَّلَ أَشْيَعُ وأَوْسَعُ. قال ابن سيده: أَعني أَن يكون مصدراً، وإِن كان معطوفاً على الاسم الذي هو الوَذَمُ. وكلُّ شديدِ العَقْدِ، من حَبْل، أَو بناءٍ، أَو مَفْصِل: مُكْرَبٌ. الليث: يقال لكل شيءٍ من الحيوان إِذا كان وَثيقَ الـمَفاصِل: إِنه لـمَكْروب المفاصِل. وروى أَبو الرَّبيع عن أَبي العالية، أَنه قال: الكَروبيُّون سادَةُ الملائكةِ، منهم جبريلُ ومِـيكائيلُ وإِسرافيل، هم الـمُقَرَّبُونَ؛ وأَنشد شَمِرٌ لأُمَيَّة:

كَرُوبِـيَّةٌ منهم رُكُوعٌ وسُجَّدُ

ويقال لكل حيوانٍ وَثِـيقِ الـمَفاصِلِ: إِنه لَـمُكْرَبُ الخَلْقِ إِذا كان شَديدَ القُوى، والأَول أَشبه؛ ابن الأَعرابي: الكَريبُ الشُّوبَقُ،

وهو الفَيْلَكُونُ؛ وأَنشد:

لا يَسْتَوي الصَّوْتانِ حينَ تَجاوَبا، * صَوْتُ الكَريبِ وصَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِر

والكَرْبُ: القُرْبُ.

والملائكة الكَرُوبِـيُّونَ: أَقْرَبُ الملائكة إِلى حَمَلَةِ العَرْش.

ووَظِـيفٌ مُكْرَبٌ: امْتَلأَ عَصَباً، وحافرٌ مُكْرَبٌ: صُلْبٌ؛ قال:

يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفا رَكُوبا، * بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِـيبا

والـمُكْرَبُ: الشديدُ الأَسْرِ من الدَّوابِّ، بضم الميم، وفتح الراءِ.

وإِنه لـمُكْرَبُ الخَلْق إِذا كان شديدَ الأَسْر. أَبو عمرو: الـمُكْرَبُ من الخيل الشديدُ الخَلْق والأَسْرِ. ابن سيده: وفرسٌ مُكْرَبٌ

شديدٌ.وكَرَبَ الأَرضَ يَكْرُبُها كَرْباً وكِراباً:

قَلَبها للـحَرْثِ، وأَثارَها للزَّرْع. التهذيب: الكِرابُ: كَرْبُكَ الأَرضَ حتى تَقلِـبَها، وهي مَكْرُوبة مُثَارَة.

التَّكْريبُ: أَن يَزْرَع في الكَريبِ الجادِسِ. والكَريبُ: القَراحُ؛

والجادِسُ: الذي لم يُزْرَعْ قَطُّ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف جَرْوَ

الوَحْشِ:

تَكَرَّبنَ أُخرى الجَزْءِ، حتى إِذا انْقَضَتْ * بَقاياه والـمُسْتَمْطَراتُ الرَّوائِحُ

وفي المثل: الكِرابُ على البَقَرِ لأَنها تَكْرُبُ الأَرضَ أَي لا تُكْرَبُ الأَرضُ إِلا بالبَقَر. قال: ومنهم مَن يقول: الكِلابَ على البقر، بالنصب، أَي أَوْسِدِ الكِلابَ على بَقَرِ الوَحْشِ. وقال ابن السكيت:

المثل هو الأول.

والـمُكْرَباتُ: الإِبلُ التي يُؤْتى بها إِلى أَبواب البُيوت في شِدَّة

البرد، ليُصِـيبها الدُّخانُ فتَدْفأَ.

والكِرابُ: مَجاري الماءِ في الوادي. وقال أَبو عمرو: هي صُدُورُ الأَوْدية؛ قال أَبو ذُؤَيْب يصف النَّحْلَ:

جَوارِسُها تَـأْري الشُّعُوفَ دَوائِـباً، * وتَنْصَبُّ أَلْهاباً، مَصِـيفاً كِرابُها

واحدتها كَرْبَة. الـمَصِـيفُ: الـمُعْوَجُّ، مِن صافَ السَّهْمُ؛ وقوله:

كأَنما مَضْمَضَتْ من ماءِ أَكْربةٍ، * على سَيابةِ نَخْلٍ، دُونه مَلَقُ

قال أَبو حنيفة: الأَكْرِبةُ ههنا شِعافٌ يسيلُ منها ماءُ الجبالِ،

واحدَتُها كَرْبةٌ؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويٍّ، لأَن فَعْلاً لا يجمع على أَفْعِلَةٍ. وقال مرَّة: الأَكْرِبَةُ جمع كُرابةٍ، وهو ما يَقَعُ من ثمر النخل في أُصول الكَرَبِ؛ قال: وهو غلط. قال ابن سيده: وكذلك قوله عندي غَلَط أَيضاً، لأَن فُعالَةَ لا يُجْمَعُ على أَفْعِلَة، اللهم إِلا أَن يكون على طرح الزائد، فيكون كأَنه جَمَعَ فُعالاً. وما بالدار كَرَّابٌ، بالتشديد، أَي أَحَدٌ.

والكَرْبُ: الفَتْلُ؛ يقال: كَرَبْتُه كَرْباً أَي فَتَلْتُه؛ قال:

في مَرْتَعِ اللَّهْو لم يُكْرَبْ إِلى الطِّوَلِ

والكَريبُ: الكَعْبُ من القَصَبِ أَو القَنا؛ والكَريبُ أَيضاً: الشُّوبَقُ، عن كراع.

وأَبو كَرِبٍ اليَمانيُّ، بكسر الراءِ: مَلِكٌ من مُلوكِ حِمْير، واسمه

أَسْعَدُ بن مالكٍ الـحِمْيَريُّ، وهو أَحد التبابعة.

وكُرَيْبٌ ومَعْدِيَكرِبَ: اسمانِ، فيه ثلاث لغات: معديكربُ برفع

الباءِ، لا يُصرف، ومنهم من يقول: معديكربٍ يُضيف ويَصْرِفُ كَرِباً، ومنهم مَن يقول: معديكربَ، يُضيف ولا يَصرف كرباً، يجعله مؤَنثاً معرفة، والياءُ من معديكرب ساكنة على كل حال. وإِذا نسبت إِليه قلت: مَعْديّ، وكذلك النسب في كل اسمين جُعلا واحداً، مثل بَعْلَبَكَّ وخَمْسَةَ عَشَر وتَـأَبـَّطَ شَرّاً، تنسب إِلى الاسم الأَول؛ تقول بَعْليٌّ وخَمْسِيٌّ وتَـأَبـَّطيٌّ، وكذلك إِذا صَغَّرْتَ، تُصَغِّرُ الأَوَّل، واللّه أَعلم.

كرب
: (الكَرْبُ) على وزن الضَّرْب، مجزوم: (الحُزْنُ) ، والغَمُّ الَّذي (يَأْخُذُ بالنَّفْسِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وضُبِطَ فِي بعض النُّسَخِ مُحَرَّكةً، ومِثْلُه فِي الصَّحاح: (كالكُرْبَة بالضَّمِّ. ج) أَي: جَمْعُ الكَرْبِ (كُرُوبٌ) ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ. وأَما الكُرْبَةُ، فَجَمعه كُرَبٌ، كصُرَدٍ، فَفِي عبارَة المؤلّف إِيهام.
(وكَرَبَهُ) الأَمرُ و (الغَمُّ) يَكْرُبُهُ كَرْباً: اشْتَدَّ عَلَيْهِ، (فاكْتَرَبَ) لذالك: اغْتَمَّ، (فَهُوَ مَكْرُوبٌ وكَرِيبٌ) ، وإِنَّه لَمَكْرُوبُ النَّفْس. والكَرِيبُ: المَكْرُوبُ، وأَمْرٌ كارِبٌ.
(و) الكَرْبُ: (الفَتْلُ) ، يُقَال: كَرَبَتْه كَرْباً، أَي: فَتَلْتُهُ، وقالَ الكُمَيْتُ:
فَقَدْ أَرَانِيَ والأَيْفاعَ فِي لِمَةٍ
فِي مَرْتَعِ اللَّهْوِ لم يُكْرَبْ لِيَ الطِّوَلُ
أَي: لم يُفْتَل.
(و) الكَرْبُ: (تَضْيِيقُ القَيْدِ) . وقَيْدٌ مَكروبٌ: إِذا ضُيِّق. وَفِي الصّحاح: كَرَبْتُ القَيْدَ: إِذا ضَيَّقتَهُ (على المُقَيَّد) ، وَقَالَ عبدُ اللَّهِ بْنُ عَنَمَةَ الضَّبِّيُّ:
ازْجُرْ حِمارَك لَا يَرْتَعْ برَوْضَتِنا
إِذاً يُرَدُّ وَقيْدُ العَيْرِ مكرُوبُ
فِي لِسَان الْعَرَب: ضَرَبَ الحِمَارَ وَرتْعَهُ فِي رَوْضَتِهم مَثَلاً، أَي: لَا تَعَرَّضَنَّ لِشَتْمِنا، فإِنّا قادرونَ على تَقْيِيد هاذا العَيْر، وَمَنْعِه من التَّصَرُّف. هَذَا البيتُ فِي شعره:
ارْدُدْ حِمارَكَ لَا يَنْزِعْ سَوِيَّتَهُ
إِذاً يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ
والسَّوِيَّةُ: كِساءٌ، يُحْشَى بِثُمامٍ ونَحْوِه، كالبَرْذَعَة، يُطْرَحُ على ظَهْرِ الحِمَارِ وغيرِهِ. وَجزم (يَنْزِع) على جَوَاب الأَمر، كأَنَّه قَالَ: إِنْ تَرْدُدْهُ لَا يَنْزِعْ سَوِيَّتَهُ الّتي على ظَهرِه، وَقَوله: (إِذاً يُرَدُّ) جوابٌ، على تقديرِ أَنّه قَالَ: لَا أَرُدُّ حِمَارِي، فَقَالَ مُجِيباً لَهُ: إِذاً يُرَدّ. انْتهى.
(و) الكَرْبُ (إِثَارَةُ الأَرْضِ) للحَرْث. وكَرَبَ الأَرْضَ، كَرْباً: قَلَبَهَا، وأَثارَهَا (للزَّرْعِ) . وَفِي الصَّحاح: للزِّراعة، وبخطِّه فِي الْحَاشِيَة: لِلحَرْث، (كالكِرَابِ) ، بالكَسْر. وإطلاقُه مُوهُمٌ للفَتْح؛ وَمِنْه المَثَلُ الآتِي ذِكْرُهُ. وَفِي التّهذيب: الكِرَابُ: كَرْبُكَ الأَرْضَ حِين تَقْلِبُهَا، وَهِي مَكروبَةٌ: مُثَارةٌ.
(و) الكَرَبُ، (بالتَّحْرِيك: أُصُولُ السَّعَفِ الغِلاظُ) هِيَ الكَرَانيف، واحِدُها كِرْنافَةٌ، قَالَه الأَصْمَعِيّ. وَعَن ابْنِ الأَعْرَابيّ: سُمِّيَ كَرَبُ النَّخْلِ كَرَباً، لأَنه استُغْنِيَ عَنهُ، وكَرَبَ أَنْ يُقْطَعَ ودَنَا من ذالك. وَفِي المُحْكَم: الكَرَبُ: أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ (العِرَاضُ) الّتي تَيْبَسُ، فتصيرُ مِثْلَ الكَتِفِ. وبخطِّ الجَوْهَرِيِّ: أَمثالَ الكَتِف، واحدتُها: كَرَبَةٌ. وَفِي صفةِ نخلِ الجَنَّةِ: (كَرَبُها ذَهَبٌ) . وقيلَ الكَرَب: هُوَ مَا يَبْقَى من أُصوله فِي النَّخلة بعدَ القَطْعِ، كالمَراقِي. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَفِي المَثَل:
مَتَى كانَ حُكْمُ اللَّهِ فِي كَرَبِ النَّخْلِ
وَجَدْتُ فِي هَامِش الصّحاح هاذا المَثَل لجَرِيرٍ، قَالَه لَمَّا سَمِعَ بيتَ الصَّلَتانِ العَبْدِيُّ:
أَيا شاعِراً لاَ شاعِرَ اليَومَ مِثْلُهُ
جَرِيرٌ ولكِنْ فِي كُلَيْبٍ تَوَاضُعُ
فَقَالَ جَرِيرٌ:
أَقُولُ ولَمْ أَمْلِكْ سَوابِقَ عَبْرَةٍ
مَتى كانَ حُكْمُ اللَّهِ فِي كَرَبِ النَّخْلِ
انْتهى. قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: لَيْسَ هاذا الشَّاهِدُ الّذِي ذكرهُ الجَوْهَرِيّ مَثَلاً، وإِنّما هُوَ عَجُزُ بَيْتٍ لِجَرِيرٍ، فَذكره، قَالَ ذَلِك لَمَّا بَلَغَهُ أَنّ الصَّلَتانَ العَبْدِيَّ فَضّلَ الفَرَزْدَقَ عَلَيْهِ فِي النَّسَب، وفَضَّلَ جَرِيراً عَلَيْهِ فِي جَوْدَة الشِّعْر، فِي قَوْله: (أَيا شَاعِرًا) إِلى آخِره، فَلم يَرْضَ جَرِيرٌ قولَ الصَّلَتانِ، ونُصْرَتَهُ الفَرزْدق.
قَالَ ابْنُ مَنْظُور: قلتُ: هاذه مُشاحَّةٌ من ابنِ بَرِّيّ للجَوْهَرِيّ فِي قَوْله: (لَيْسَ هاذا الشّاهد مثلا، وإِنّما هُوَ عَجُزُ بيتٍ لجَرير) ، والأَمثالُ قد وَردت شِعْراً وغيرَ شعرٍ، وَمَا يكون شِعراً لَا يمْتَنع أَن يكونَ مثلا. انْتهى.
وللشّيخ عليّ المَقْدِسيّ هُنا فِي حَاشِيَته كلامٌ يقرُبُ من كَلَام ابْن مَنْظُور، بل هُوَ مأْخوذٌ مِنْهُ، نَقله شيخُنا، وكفانا مُؤْنَةَ الرَّدِّ عَلَيْهِ.
(و) الكَرَبُ: (الحَبْلُ) الَّذي يُشَدُّ على الدَّلْوِ بعد المَنِينِ، وَهُوَ الحبلُ الأَوّلُ، فإِذا انْقَطع المَنِينُ، بَقِيَ الكَرَبُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الكَرَبُ: الحبْلُ الّذِي (يُشَدُّ فِي وَسَطِ) ، وَفِي أُخْرَى: على وَسَطِ (العَرَاقِي) ، أَي: عَرَاقِي الدَّلْوِ، ثُمّ يُثْنَى، ثُمّ يُثَلَّثُ (لِيَلِيَ) . فِي الصَّحاح: لِيكونَ هُوَ الّذي يَلِي (الماءَ، فَلَا يَعْفَنُ الحَبْلُ الكَبِيرُ) ، والجَمْعُ أَكْرَابٌ. قَالَ ابنُ منظورٍ: رأَيتُ فِي حاشيةِ نُسْخَةٍ من الصَّحاح الموثوقِ بهَا قولَ الجوهريّ: (لِيكونَ هُوَ الّذي يَلِي الماءَ، فَلَا يَعْفَنُ الحبلُ الكَبِيرُ، إِنّما هُوَ من صِفَةِ الدَّرَك لَا الكرب) .
قلت: الدّليل على صحّة هَذِه الْحَاشِيَة أَنَّ الجوهريّ ذكر فِي تَرْجَمَة دَرك هاذه الصُّورة أَيضاً. فَقَالَ: والدَّرَكُ: قِطْعَة حَبْلٍ، يُشَدُّ فِي طَرَفِ الرِّشَاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدَّلْو، ليكونَ هُوَ الّذي يَلِي الماءَ، فَلَا يَعْفَنُ الرِّشاءُ. وسنذكره فِي مَوْضِعه.
قلتُ: ومِثْلهُ فِي كِفاية المُتَحَفِّظ وكلامُ المُصَنِّفِ فِي الدَّرَك، قريبٌ من كَلَام الجوهريّ فِي كونِ كِلَيْهِما بِمَعْنى.
وَقَالَ الحُطَيْئَةُ:
قَوْمٌ إِذَا عَقَدُوا عَقْداً لِجارِهِمُ
شَدُّوا العِنَاجَ وشَدُّوا فَوْقَهُ الكَرَبا
وأَوّلُه:
سِيرِي أَمامِي فإِنّ الأَكْثَرِينَ حَصًى
والأَكْرَمِينَ إِذا مَا يُنْسَبُونَ أَبَا
وآخِرُهُ:
أُولَئكَ الأَنْفُ والأَذْنَابُ غَيْرُهُمُ
ومَنْ يُسَاوِي بأَنْفِ النّاقَةِ الذَّنَبَا
وأَنشدني غيرُ واحدٍ من شُيُوخنَا قَول الفضلِ بْنِ العبّاس بْن عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ:
مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ ماجِداً
يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَبْ
(وَقد كَرَبَ الدَّلْوَ) ، يَكْرُبُها، كَرْباً (وأَكْرَبَها) ، فَهِيَ مُكْرَبَةٌ؛ (وكَرَّبَها) ، بالتّشدِيده. قَالَ امْرُؤُ القيسِ:
كالدَّلْوِ بُتَّتْ عُرَاهَا وَهْيَ مُثْقَلَةٌ
وخَانَها وَذَمٌ مِنْها وَتَكْرِيبُ
ومثلُهُ فِي هَامِش الصِّحاح. زادَ ابنُ منظورٍ: على أَنّ التَّكْرِيب قد يجوزُ أَن يكونَ هُنَا اسْماً، كالتَّنْبِيت والتَّمْتِينِ وذالك لِعَطْفِها على الوَذَم الّذي هُوَ اسْمٌ، لاكنَّ البابَ الأَوّلَ أَوسعُ وأَشيعُ.
(والمُكْرَبُ) ، بضمّ الْمِيم وَفتح الرّاءِ (من المَفَاصِلِ: المُمْتَلِىءُ عَصَباً) . ووَظِيفٌ مُكْرَبٌ: امتلأَ عَصَباً.
وحافِرٌ مُكْرَب: صُلْبٌ، قَالَ:
يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَاً
بمُكْرَبَاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبَا
وَعَن اللّيث: يقالُ لكلّ شَيْءٍ من الحَيوان إِذا كَانَ وَثِيقَ المَفاصِل: إِنّهُ لَمُكْرَبُ المَفاصلِ. وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: هُوَ مُكْرَبُ المَفَاصِل: مُوَثَّقُهَا. (و) المُكْرَبُ: (الشَّدِيدُ الأَسْرِ) من الدَّوَابّ. وإِنّهُ لَمُكْرَبُ الخَلْقِ: إِذا كَانَ شديدَ الأَسْرِ، وَعَن أَبي عَمْرٍ و: المُكْرَبُ من الخَيْلِ: الشَّدِيدُ الخَلْقِ والأَسْرِ. وَقَالَ غيرُهُ: كُلّ العَقْدِ (من حَبْلٍ، وبِنَاءٍ، ومَفْصِلٍ) : مُكْرَبٌ. وَفِي بعض النُّسَخ: أَو مَفْصِلٍ (و) عنِ ابْنِ سِيدَهْ: (فَرَسٌ) مُكْرَبٌ، أَي: شَدِيدٌ.
(والإِكْرَابُ) مصدرُ أَكْرَبَ: (المَلْءُ) . يُقَال: أَكْرَبْتُ السِّقاءَ، إِكراباً: إِذا ملأْتَهُ، قَالَه ابْنُ دُرَيْدٍ، وأَنشدَ:
بَجَّ المَزَادِ مُكْرَباً تَوْكِيرَا
وَقيل: أَكْرَبَ الإِنَاءَ: قَارَبَ مَلأَهُ.
(و) الإِكْرَابُ: (الإِسْرَاع) ، يُقال: خُذْ رِجْلَيْكَ بِإِكْرَابٍ، إِذا أُمِرَ بِالسُّرْعة أَي: اعْجَلْ وأَسْرِعْ. قَالَ اللَّيْثُ: وَمن الْعَرَب مَنْ يَقُول: أَكْرَبَ الرَّجُلُ، إِذا أَخَذَ رِجْلَيْهِ بإِكرابٍ، وقَلَّما يُقَالُ.
وأَكْرَبَ الفَرَسُ وغيرُه ممّا يَعْدُو، وَهَذِه عَن اللحْيانيّ. وَقَالَ أَبو زيدٍ: أَكْرَبَ الرَّجُلُ إِكْرَاباً: إِذا أَحْضَرَ، وعَدَا. والإِكرابُ، بمعنَيَيْهِ، من المَجَاز. (والكُرَابَةُ، بالضَّمِّ وَالْفَتْح) : التَّمْرُ الّذِي يُلْتَقطُ من أُصول الكَرَبِ بَعْدَ الجَدَادِ، والضَّمُّ أَعلَى. وَقَالَ الجوهريُّ: الكُرَابَةُ، بالضّمّ: (مَا يُلْتَقَطُ من التَّمْرِ فِي أُصولِ السَّعَفِ) بعد مَا يُصْرَمُ. (ح: أَكْرِبَةٌ) ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
كَأَنَّما مَضْمَضَتْ من ماءٍ أَكْرِبَةٍ
على سَيَابَةِ نَخْلٍ دُونَهُ مَلَقُ
قَالَ أَبو حنيفَة: الأَكْرِبَةُ، هُنَا: شِعافٌ يَسِيلُ مِنْهَا ماءُ الجِبالِ، واحدتُها كَرْبَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وهاذا لَيْسَ بقَوِيّ؛ لأَنّ فَعْلاً، لَا يُجْمع على أَفْعِلة. وَقَالَ مَرَّة: الأَكرِبَة: جمعُ كُرابَةٍ، وَهُوَ مَا يَقَعُ من ثَمَر النَّخْل فِي أُصولِ الكَرَبِ. قَالَ: وَهُوَ غَلطٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وكذالك قَوْله عِنْدِي غَلَط، أَيضاً، (وكأَنَّه على طَرْحِ الزّائِدِ) الّذي هُوَ هاءُ التَّأْنِيثِ، هاكذا فِي نسختنا، وَهُوَ الصَّواب. وَفِي نُسْخَة شيخِنا: (على طرح الزّوائد) أَي: بِالْجمعِ، فاعتُرِضَ؛ (لأَنّ فُعالاً) ، بالضّمّ. هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ الأُصُولِ. وَهُوَ خطأٌ، وصوابُهُ: (لأَن فُعالَةً) أَي: كثُمامَةٍ، ومثلُهُ فِي المُحْكَم ولسان الْعَرَب، (لَا يُجْمَعُ على أَفْعِلَةٍ) . قَالَ شيخُنا: ثمَّ ظاهرُ كلامِهِما، أَي: ابْن سِيدَهْ وابْنِ منظورٍ، بل صَرِيحُهُ أَنّ فُعَالَةً لَا يُجمَعُ على أَفْعِلَةٍ مُطلقاً، فإِذا سقطتِ الهاءُ جَازَ الجمعُ، وَلَيْسَ كذالك، فإِنّ أَفْعِلَةً من جُموعِ القِلّة الْمَوْضُوعَة لكلِّ اسْمٍ رُباعيّ ممدودِ مَا قبلَ الآخِرِ، مُذكّر، فيشمَلُ ف 2 عالاً، مُثَلَّث الأَوّل، كطَعامٍ وحِمارٍ وغُرَاب، وفَعِيل كرَغِيفٍ، وفَعُولٍ كعَمُود. فكلّ هاذه الأَمثلة مَعَ مَا شابَهها ممّا توفّرتْ فِيهِ الشُّرُوط الْمَذْكُورَة يُجْمَعُ على أَفْعِلَةٍ، كأَطْعِمَةٍ وأَحْمِرَةٍ، وأَغْرِبَة وأَرْغِفَةٍ، وأَعْمِدَةٍ، وَمَا لَا يُحْصَى. وكُرَابَةٌ على مَا ذكره ابْنُ سِيدَهْ وابْنُ مَنْظُورٍ، وقلَّدَهما المُصَنِّف يحْتَاج إِلى إِسقاط الزّائد، وَهُوَ الهاءُ، كَمَا هُوَ صَرِيح كلامِ ابْنِ سِيدَهْ وغيرِه، ويُزاد عليهِ الحُكْمُ بالتَّذْكِير بِاعْتِبَار مَعْنَاهُ؛ لأَنّه الْبَاقِي. وأَمّا مَعَ التّأْنيث فَلَا يجوز، لاِءَنّ فِعَالاً إِذا كَانَ مُؤَنَّثاً، كذِراعٍ وعَناق، لَا يُجْمَعُ هاذا الجمعَ، كَمَا صرّحَ بِهِ الشَّيْخُ ابْنُ مالكٍ، وابْنُ هِشامٍ، وأَبُو حَيّان، وغيرُهم من أَئمّة النّحْو، ثُمّ قَالَ: ولِعَلِيَ الْقَارِي فِي نامُوسه هُنَا التَّفْرِقَةُ بينَ المضموم والمفتوح، فجَوَّز الجمعَ فِي المفتوح دُونَ المضموم، وَهُوَ غلطَّ مَحْضٌ، والصّوابُ مَا قَرَّرناه. انْتهى.
(و) قَالَ الأَزهريُّ: (تَكَرَّبَها) ، أَي: الكُرَابَةَ، إِذا (التَقَطَها) . وَفِي بعض النُّسَخ: تَلَقَّطَها، أَي: من الكَرَب.
(وكَرَبَ) الأَمْرُ، يَكْرُب، (كُروباً: دَنَا) . وكلّ شَيْءٍ دَنا، فقد كَرَبَ. وقَدْ كَرَبَ أَنْ يكون، وكَرَب يَكُونُ. وَهُوَ، عندَ سِيبَوَيْه، أَحدُ الأَفْعَالِ الّتي لَا يُسْتَعملُ اسْمُ الفاعلِ مَعَها مَوْضِعَ الفِعْل الّذي هُوَ خَبَرُهَا لَا تَقول: كَرَبَ كَائِنا. (و) كَرَبَ (أَنْ يَفْعَلَ) كَذَا: أَيْ (كادَ يَفْعَلُ) .
(و) كَرَبَ الرَّجُلُ: (أَكَلَ الكُرَابَةَ، ككَرَّبَ) بالتَّشديد، وهاذه عَن الصّاغانيّ.
(و) كَرَبَتِ (الشَّمْسُ: دَنب للمَغِيبِ) ، وكَرَبَت الشّمْسُ: دَنَت للغُرُوب، وكَرَبَت الجاريةُ أَن تُدْرِكَ وَفِي الحَديثِ: (فإِذا استغنَى، أَو كرَبَ استعَفَّ) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَرَبَ، أَي دَنا من ذالك وقَرُبَ. وكلّ دَان قرِيبٍ فَهُوَ كارِبٌ، وَفِي حديثِ رُقَيْقَة. (أَيْفَع الغُلاَمُ، أَو كَرَب) ، إِذا قارَبَ الإِيفاعَ.
وإِناءٌ كَرْبَانُ: إِذَا كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِىءَ وجُمْجُمَةٌ كَرْباءُ، والجَمع كَرْبَى وكِرَابٌ، وَزعم يعقوبُ أَنَّ كافَ كَرْبانَ بَدلٌ من قَاف قَرْبانَ.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ؛ وَلَيْسَ بشَيْءٍ. وكِرَابُ المَكُّوكِ، وغيرِه من الآنيةِ: دُونَ الجِمَامِ.
(و) يُقَال: كَرَبَتْ (حَيَاةُ النَّارِ) ، أَي: (قَرُبَ انطِفاؤُهَا) ؛ قَالَ عَبْدُ قَيْسِ بْنُ خُفَافٍ البُرْجُمِيُّ:
أَبُنَيَّ إِنَّ أَباكَ كاربُ يَوْمِهِ
فإِذَا دُعِيتَ إِلى المَكَارِمِ فاعْجَلِ
(و) كَرَبَ (النَّاقَةَ: أَوْقَرَها) ، ومثلُه فِي الصَّحاح.
(و) كَرَبَ (الرَّجُلُ: طَقْطَقَ الكَرِيبَ) وَهُوَ الشُوبَقُ، والفَيْلَكُونِ، اسْم (لخَشَبَة الخَبَّازِ، ككَرَّبَ) مشدَّداً. نَقله الصّاغانيُّ.
(و) كَرِبَ الرَّجُلُ، (كسَمِعَ: انقَطَع كَرَبُ) ، بالتَّحْرِيك، وَهُوَ حَبْلُ (دَلْوِهِ) نَقله الصّاغانيُّ.
(و) كَرَبَ، (كنَصَر: أَخَذَ الكَرَبَ من النَّخْلِ) ، نَقله الصّاغانيُّ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيُّ. (و) كَرَبَ الرَّجُلُ: (زَرَعَ فِي الكَرِيبِ) الجادِسِ.
(و) الكَرِيبُ: (هُوَ القَراحُ من الأَرْضِ) ، والجادِسُ: الَّذِي لم يُزْرَعُ قَطُّ، قَالَه ابْنُ الأَعْرَابيّ. وجعَلَ ابْنُ منظورٍ: مَصْدَرَهُ التَّكْرِيبَ. وظاهرُ عبارَة المؤلِّف، أَنّه من الثُّلاثيّ المُجَرّد، وكِلاهُمَا صحيحانِ.
(و) الكَرِيبُ أَيضاً: (خَشَبَةُ الخَبَّازِ يُرَغِّفُ بهَا) فِي التَّنُّورِ ويُدَوِّرُهُ بهَا، قَالَ:
لَا يَسْتَوِي الصَّوْتَانِ حِينَ تَجَاوَبَا
صَوْتُ الكَرِيبِ وصَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِرِ
أَي: لأَنَّ صوتَ الكَرِيبِ لَا يكون إِلاّ فِي عُرْسٍ أَو خِصْبٍ، وصَوْتَ الذِّئبِ لَا يكونُ إِلاّ فِي قَحْطٍ أَو قَفْر، كَمَا نقلَه أَبو عَمْرو عَن الدُّبَيْرِيَّةِ. (و) الكَرِيبُ: (الكَعْبُ من القَصَبِ) أَو القَنَا؛ نَقله ابْنُ دُرَيْدٍ.
(والكَرُوبِيُّونَ، مُخَفّفَةُ الرّاءِ) ، وحُكِي التَّشْديدُ فِيهِ، وَهُوَ مسموع جائزٌ على مَا حَكَاهُ الشِّهابُ فِي شرح الشِّفاءِ، على أَنه جَزَم فِي أَثناءِ سُورَةِ غافرٍ فِي العِنَايَة بأَنَّ التَّشديد خطأٌ كَمَا نَقله شيخُنا. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: فِيهِ ثلاثُ مُبَالَغاتٍ: إِحْداها أَنَّ كَرَبَ أَبلَغُ من قَرُبَ، الثّانية زِيادَةُ الياءِ فِيهِ للمُبَالَغَة كأَحْمَريّ. قلتُ: وكَونُ كَرَبَ أَبلغَ من قرُبَ، يحتاجُ إِلى نقلٍ صَحِيح يُعتمَدُ عَلَيْهِ: (سادَةُ المَلاَئِكةِ) ، مِنْهُم: جِبْرِيلُ، ومِيكائِيلُ وإِسرافيلُ، هم المُقَرَّبُونَ؛ رَوَاهُ أَبو الرَّبيع، عَن أَبي العاليةِ. وأَنشدَ شَمِرٌ لأُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْتِ:
مَلاَئِكَةٌ لَا يَفْتُرُونَ عِبَادَةً
كَرُوبِيَّةٌ مِنْهُم رُكُوعٌ وسُجَّدُ
ومِثْلُهُ فِي الفَائِق، وَبِه أَجاب أَبو الخَطّابِ بْنُ دِحْيَةَ، حِين سُئِلَ عَنْهُم.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: الكَرْبُ: القُرْبُ والمَلائِكةُ الكَرُوبِيُّونَ: أَقربُ الملائكةِ إِلى حَمَلَةِ العرشِ. قلتُ: فكلامهُ صريحٌ فِي أَنَّه من الكَرْب، بِمَعْنى القُرْب، وَقيل: إِنّه من كَرْبِ الخَلْقِ، أَي: فِي قُوَّتِهِ وشِدَّتِه، لقُوَّتِهِمْ وصَبْرِهم على العِبَادَةَ. وَقيل: من الكَرْب، وَهُوَ الحُزْنُ، لشِدَّة خَوْفِهم من الله تَعَالَى وخَشْيتِهِم إِياه، أَشارَ لَهُ شيخُنا.
(وكارَبَهُ) ، أَي: (قَارَبَهُ) ودَنَاه، فَهُوَ مُكارِبٌ لَهُ مُقارِبٌ، وَالْكَاف بدل من الْقَاف.
(والكِرَابُ: مَجارِي الماءِ فِي الوادِي) واحدُهُ كَرْبَةٌ، كَمَا فِي الصَّحاح. وَقَالَ أَبو عَمرٍ و: هِيَ صُدُورُ الأَودِيَة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ النَّحْلَ:
جَوارِسُها تَأْوي الشُّعُوفَ دَوائِباً
وَتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَصيفاً كِرابُها الجَوارِس: جمع جَارِسٍ، من: جَرَسَتِ النَّحْلُ النّباتَ والشَّجَرَ: إِذَا أَكَلَتْه. والمَصِيفُ: المُعْوَجُّ، من: صَاف السَّهْمُ. والشُّعُوفُ: أَعالِي الجِبالِ، كالشِّعاف.
(والمُكْرَباتُ) ، بِضَم الْمِيم وَفتح الرّاءِ: (الإِبِلُ) الّتي (يُؤْتَى بِهَا إِلى أَبوابِ البُيُوتِ فِي) أَيّام (شِدَّةِ البَرْدِ، لِيُصيبَها الدُّخَانُ، فتَدْفَأَ) ، وَهِي المُقْرَباتُ.
(و) يُقَالُ: (مَا بالدّارِ كَرّابٌ، كشَدّاد) ، أَي: (أَحَدٌ) .
(وأَبو كَرِبٍ) : أَسْعَدُ بْنُ مالكٍ الحِمْيَرِيُّ (اليَمَانِيُّ، ككَتِفٍ) . وَقد سَقَطَ من بَعض النُّسَخ. وَهُوَ مَلِكٌ (مِنْ) مُلُوكِ حِمْيَرَ، أَحَدُ (التَّبابِعَةِ) .
(والكَرَبَةُ، مُحَرَّكة: الزِّرُّ) ، بالكَسْر (يكونُ فِيهِ رَأْسُ عَمُودِ البَيْتِ) من الخَيْمة.
(وكُرْبَةُ، بالضَّمّ: لَقَبُ) أَبي نصرٍ (مَحْمُودِ بْنِ سُلَيْمَانَ) بْنِ أَبي مَطَرٍ (قاضِي بَلْخَ) ، حدّث عَن الفضلِ الشَّيْبَانيّ.
(و) كُرَيْبٌ، (كزُبَيْرٍ، تَابِعِيٌّ) ، وهم أَرْبَعَةٌ: كُرَيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الهاشِميُّ، وكُرَيْبُ بْنُ سليمٍ الكِنْدِيُّ، وكُرَيْبُ بْنُ أَبْرَهَةَ، وكُرَيْبُ بنُ شِهاب.
(و) كُرَيْبٌ: اسْمُ (جماعةٍ) من المُحَدِّثِينَ وغَيْرِهم. وحَسَّانُ بْنُ كُرَيْبٍ الحِمْيَرِيُّ البِصْرِيُّ: تابِعِيٌّ.
(وأَبُو كُرَيْب: محمّدُ بْنُ العَلاَءِ بْنِ كُرَيْب) ، الهَمْدَانِيُّ الحافظُ: (شيخٌ للبُخَارِيِّ) صاحبِ الصَّحِيح. رَوَى عَن هُشَيْمٍ، وابْنِ المُبَارَك. وَعنهُ الجماعةُ، والسَّرّاجُ، وابْنُ خُزَيْمَة تُوُفِّيَ سنة 248. وَكَانَ أَكبرَ من أَحمدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبلٍ بثلاثِ سِنينَ، وظَهر بِما تقدَّم أَنه شيخُ الجَمَاعَةِ، فَلَا أَدرِي مَا وَجْهُ تخصيصِ المُؤَلِّفِ بقولِه: شيخٌ للبُخَارِيّ، فتأَمَّلْ.
(وذُو كُرَيْبٍ: ع) ، أَنشدَ الأَصمَعِيُّ: تَرَبَّعَ القُلَّةَ فالغَبِيطَيْنْ
فَذَا كُرَيْبٍ فجُنوبَ الفَاوَيْنْ
(ومَعْدِيكَرِبُ) : اسْمانِ، و (فِيهِ لُغَاتٌ) ثلاثةٌ: (رَفْعُ الباءِ مَمْنُوعاً) من الصّرْف، (والإِضافَةُ مَصْرُوفاً) فَتَقول مَعْدِي كَرِبٍ، (و) الإِضافَةُ (مَمْنُوعاً) من الصَّرْف بجعله مؤنَّثاً معرِفَةً. والياءُ من (مَعْدِي) ساكِنَةٌ على كلِّ حالٍ. وإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِ، قُلْتُ: مَعْدِيٌّ. وكذالك النَّسَبُ فِي كُلِّ اسْمَيْنِ جُعِلا وَاحِدًا، مثل: بَعْلَبَكَّ، وخَمْسَةَ عَشَرَ، وتَأَبَّطَ شَرّاً، تَنْسِبُ إِلى الِاسْم الأَوّل، تَقُول: بَعْلِيٌّ، وخَمْسِيٌّ، وتَأَبَّطِيٌّ. وكذالك إِذا صَغَّرْتَ تُصَغِّرُ الأَوّل. كَذَا فِي الصَّحاح ولسان الْعَرَب، وصرَّح بِهِ أَئمّةُ النَّحْوِ.
(والكَرِيبَةُ: الدّاهِيَةُ الشَّدِيدَةُ) . والَّذِي فِي الصَّحاح: الكَرَائِبُ: الشَّدَائِدُ، الواحدةُ: كَرِيبَةٌ، قَالَ سَعْدُ بْنُ نَاشِبٍ المازِنِيُّ:
فَيالَ رِزَامٍ رَشِّحُوا بِي مُقَدَّماً
إِلى المَوْتِ خَوَّاضاً إِليهِ الكَرائِبَا
قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: مُقَدَّماً: منصوبٌ برَشِّحُوا، على حذف موصوفٍ، تقديرُهُ: رَشِّحُوا بِي رَجُلاً مُقَدَّماً، أَي: اجْعَلُوني كُفُؤاً مُهَيَّأً لرجلٍ شُجَاع. ووجدتُ، فِي هَامِش الصَّحاح مَا نَصُّهُ بخطّ أَبي سهل: (رَشِّحُوا بِيَ مُقْدِماً) ، بتحريك الياءِ، ومُقْدِماً: كَمُحْسِنٍ.
(و) يُقَال: (هاذِهِ إِبِلٌ مِائَةٌ، أَوْ كَرْبُها) بِالْفَتْح على الصَّواب، وصَوَّب بعضُهم الضَّمَّ فِيهِ (أَي: نَحْوُها. وقُرابُها) بالضّم، وَفِي نسخةٍ: قُرابَتُهَا.
(و) فِي المَثَل: (الكِرَابُ على البَقَرِ) لاِءَنَّها تَكْرُبُ الأَرْضَ، أَيْ: لَا تُكْربُ الأَرْضُ إِلاّ بالبَقَر، وَمِنْهُم من يقولُ: الكِلاَبَ على البَقَرِ، بالنَّصْب. أَي: أَوْسِدِ الكِلابَ على بَقَرِ الوَحْشِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: المَثَلُ هُوَ الأَوّلُ. وسيأْتي بيانُهُ فِي كلب إِنْ شاءَ الله تَعَالَى قَرِيبا.
(و) أَبو عبدِ الله (عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كُرَبَ) بْنِ غُصَصَ، (كَزُفَرَ: مُتَكَلِّمٌ مَكِّيٌّ، م) ، وَهُوَ شيخُ الصُّوفِيّة، صاحِبُ التَّصانِيف، فِي رَأْسِ الثَّلاثمائة، كَمَا نَقله الحافظُ.
وَمِمَّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ:
كَرِبَ الرَّجُلُ كسَمِعَ: أَصابهُ الكَرْبُ، وَمِنْه الحديثُ: (كَانَ إِذا أَتاه الوَحْيُ كَرِبَ) .
وكِرَابُ المَكُّوكِ وغَيْرِهِ من الآنِيَة: دُونَ الجِمَامِ.
وكَرَبَ وَظِيفَيِ الحِمَار، أَوِ الجَمَلِ: دَانَى بينَهما بحَبْل، أَو قَيدٍ.
وكُورابُ، بالضّمّ: قَريةٌ بالجَزيرة، مِنْهَا القاضِي المُعَمَّرُ شمسُ الدّينِ عليُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخَضِر، الكُرْدِيُّ، حَدَّثَ عَنهُ الذَّهَبِيُّ.
(كرب) - في الحديث: "كان إذَا أَتاهُ الوَحْىُ كُرِبَ لَه"
: أي أَصابَه الكَرْبُ فهو مَكْرُوبٌ، والذى كرَبَه كَارِب. وقد يُقال: مُكْرِبٌ، ولا يَصِحّ.
- في حديث سعيد بن جُبَيْر - في صِفةِ نَخْل الجنَّةِ -: "كَرَبُها ذَهَبٌ"
الكَرَبُ: أصل السَّعَفِ، ومَجْرَى الماء، لا أن السَّعَفَ كَرَب أن يُقطَع: أي قَرُبَ، والجَمْعُ: الكِرابُ. وقيل الكَرَبُ: مَا يَبقَى في النَّخلِ كالمَراقي .
ك ر ب

قيدٌ وعقد مكربٌ ومكروب وكريب: موثّق. وكربه الأمر. غمّه وأخذ بنفسه. ورجل مكروب وكريب. وغمٌّ كاربٌ، واعتراه كرب وكربةٌ وكروب وكربٌ. وشدّ عقد الكرب وهو الحبيل الموصول بالرّشاء الملويّ على العراقي. وأكرب الأمر: اشتدّ قربه وكاد يقع. وكربت الشمس أن تغرب. وكاربه: قاربه، وتكرّب حتى لا متكرّبٌ أي تقرّب، ومنه: الكروبيّون والكروبية من الملائكة. قال أمية:

كوربيّة منهم ركوع وسجد

وإناء كربان وهو فوق القربان. وقطع كرب النخل: أصول سعفها وهي الكرانيف. قال جرير:

متى كان حكم الله في كرب النخل

وكربت الأرض: قلبتها كراباً. وهو من بقر الكراب. وما بها كرّابٌ: أحد.

ومن المجاز: هو مكرب المفاصل: موثقها. وأكرب في سيره إذا شدّ، ويقال: خذ رجليك بإكراب أي عجّل الذهاب. وملأت السقاء حتى أكربته وكظظته.
باب الكاف والراء والباء معهما ك ر ب، ك ب ر، ر ك ب، ب ك ر، ر ب ك، ب ر ك كلهن مستعملات

كرب: الكَرْبُ، مجزوم، [هو] الغم الذي يأخذ بالنفس. [يقال] : كَرَبه أمر، وإنه لمكروب ُالنفس. والكُربة: الاسم، والكَريبُ: المكروبُ. وأمر كاربٌ. والكُرُوبُ: مصدر كَرَبَ يكْرُبُ. وكل شيء داني أمراً فقد كَرَب، [يقال] : كَرَبَتِ الشمس أن تغيب، و [كربت] الجارية أن تدرك، وكَرَبَ الأمر أن يقطع. والكَرَبُ: الكِرْناف، وهو أصل السعفة، قال جرير :

[أقول ولم أملك سوابق عبرة] ... متى كان حكم الله في كَرَب النخل

والكَرَبُ: عقد غليظ في رشاء الدَّلْو إذا جعل طرفه في عروة العرقرة، ثني ثم لف على ثنائه رباط وثيق، فاسم ذلك الموضع: الكرب. والإكراب: الفعل من ذلك، قال :

يملأ الدلو إلى عقد الكَرَبْ

ويقال ذلك في كل عقد. ويقال: خذ رجلك بإكراب، أي: اعجل بالذهاب، وأسرع. وقد يقال: أَكْرَبَ الرجل فهو مُكْرِبٌ، أي: أخذ رجليه بإِكْراب، وقلما يقال والكِراب: كَرْبُك الأرض حتى تقلبها فهي مكروبةٌ مثارة. ومثل: الكراب على البقر، لأنها تكرُبُ الأرض. ويقال: الكِلاب على البقر، نصب، مأخوذ من صيدهم البقر الوحشية بالكلاب، معناه: ينبغي لصاحب الأمر أن يقوم به.

كبر: الكَبَرُ: طبل له وجه بلغة أهل الكوفة. والكِبرُ: الإثم الكبير من الكبيرة، كالخِطء من الخطيئة. والكُبْرُ: أكبرُ ولد الرجل، ويجمع: أكابر. وكُبْرُ كل شيء: عظمه. وقوله عز وجل: وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ

. يعني عظم هذا القذف. ومن قرأ : كِبْرَه يعني: إثمه وخطأه. قال علقمة :

بدت سوابق من أولاه نعرفها ... وكُبْرُهُ في سواد الليل مستور

والكُبّار: الكَبير، قال الله تعالى: وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً . والكَبرَةُ: السن، يقال: علته كَبرَةٌ. والكُبْرُ: رفعه في الشرف، قال المدار بن منقذ :

ولي الأعظم من سلافها ... ولي الهامة فيها والكُبُرْ

يعني سلاف عشيرته. والكِبْرِياءُ: اسم للتكبر والعظمة. والكِبْرُ: مصدر الكبير في السن من الناس والدواب. فإذا أردت الأمر العظيم قلت: كَبُرَ علينا كَبارةً. والكبار في معنى الكبير، قال :

إذا رَكِبَ الناس أمراً كُبارا

وتقول: ورثوا المجد كابراً عن كابرٍ، أي: كَبيراً عن كَبيرٍ في الشرف والعز. وكابَرَني فكَبَرْتُه، أي: غلبته. والملوك الأكابرُ جمع الأكبرِ. لا يجوز النِكّرة، لأنه ليس بنعت إنما هو تعجب، ولأنك لا تقول: رجل أكبرُ حتى تقول: من فلان. وكبيرة من الكبائر، يعني الذنوب التي توجب لأهلها النار. ويقال للسهم والنصل العتيق الذي أفسده الوسخ: قد علته كَبْرَة، قال الطرماح :

سلاجم يثرب اللاتي علتها ... بيثرب كَبْرَةٌ بعد الجرون

أي: بعد اللين.. يصف السهام.

ركب: رَكِبَ (فلان فلاناً) يَرْكَبُهُ ركبا، إذا قبض على فودي شعره، ثم ضربه على جبهته برُكْبَتَيْهِ. ورُكبةُ البعير في يده، وقد يقال لذوات الأربع كلها من الدواب: رُكَبٌ. ورُكْبتا يدي البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك. وأما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان. والرِّكْبَةُ: ضرب من الركوب، وإنه لحسن الرِّكبة، ورَكِبَ فلان فلاناً بأمر، وارتكبه، وكل شيء علا شيئاً فقد رَكِبَهُ، ورَكِبَهُ الدين ونحوه. ورواكِبُ الشحم: طرائق بعضها فوق بعض في مقدم السنام، فأما الذي في المؤخر فهو الروادف، الواحدة: راكبة ورادفة. والرّكابة: شبه فسيلة يخرج في أعلى النخلة عند قمتها ربما حملت مع أمها، وإذا قلعت كان أفضل للأم، ويقال: إنما هو راكُوبة. والرّاكوبُ: ما ينبت في جذوع النخل، ليس له في الأرض عروق، والجميع: الرَّواكيب. وركّابُ السفينة: الذين يركبونها. وأما الرُّكبان والأُرْكُوبُ، والرَّكْبُ فراكبو الدابة. وارْتكَبَت الناقة البو، أي: رئمته، ونوق مُرْتكبات. والرّكوبُ: الذلول من المراكب. والرَّكيب: ما بين نهري الكرم، وهو الظهر الذي بين النهرين. والرَّكيبُ: اسم للمركب في الشيء، مثل: الفص ونحوه، لأن المُفَعَّل والمُفْعَلُ، والمفعول كله يرد إلى فَعِيل، يقال: ثوب مُجدد جديد، ورجل مطلق طليق، ومقتول قتيل. والمَرْكَبُ: الدابة، وهو المصدر وموضع الركوب أيضاً. والمُرَكَّبُ: الذي يغزو على فرس غيره. والمُرَكَّبُ: المثبت في الشيء، كتركيب الفصوص. رجل كريم المُرَكَّب، أي: كريم أصل منصبه في قومه. والرَّكُوبُ والرَّكوبةُ: اسم ما يركب، كالحمول والحمولة، ويكون كالحلوبة اسماً للواحد والجميع، وقول رؤبة في مطالع النجوم : وراكبُ المقدار والرديف

يعني بالرّاكب: الطالع، وبالرديف: الناظر من النجوم. يريد: راكبٌ لما أمامه من النجوم. والدبران ورِكاب للثريا، لأنه رديفها. ورِكابُ السرج، والجميع: الرُّكُبُ. والرِّكابُ: الإبل التي تحمل القوم، أو أريد الحمل عليها ... جماعة، لا يفرد. والرياح رِكابُ السحاب في قول أمية :

تردد والرياح لها رِكابُ

والأَرْكابُ للنساء خاصة.

بكر: البَكْرُ من الإبل: ما لم يبزل بعد، والأنثى بَكْرة، فإذا بزلا جميعاً فجمل وناقة. والبِكْرَة والبِكَرة، لغتان: التي يسقى عليها، وهي خشبة مستديرة في وسطها محز للحبل، وفي جوفها محور تدور عليه. والقعو: الخشبة التي تعلق عليها البكْرة. والبكَراتُ: الحلق التي في حلية السيف كأنها فتوخ النساء. والبِكْرُ: التي لم تمس من النساء بعد. والبكرُ: أول ولد الرجل غلاماً كان أو جارية. و (يقال) : أشد الناس بِكرٌ ابن بكرين، والثنيُ: ما يكون بعد البِكر، (يقال) : ما هذا الأمر منك بكراً ولا ثِنياً، أي: ما هو بأول ولا ثانٍ. والبكرُ من كل شيء: أوله. وبقرةٌ بكرٌ ، أي: فتية لم تحمل. وابتكَرَ الرجل المرأة، أي: أخذ قضتها. وبكَّر في حاجته، وبكَر وأَبْكَرَ: واحد. وبنو بَكْر: إخوة بني ثعلب بن وائل. وبنو بكر بن عبد مناة بن كنانة، (وإذا نسب إليهما قالوا: بَكْرِيٌّ) . والبُكَرُ: جمع البُكْرَة وهي الغداة. والتّبكيرُ والبُكور والابتكار: المضي في ذلك الوقت. والإبكارُ: السيرورة فيه. والإبكارُ: مصدر للبكرة، كالإصباح للصبح. وباكرت الشيء، أي: بكَرت له. والباكورُ: المبكر في الإدراك من كل شيء، والأنثى: باكورة. وغيث باكور وهو المبكر في أول الوسمي. وهو الساري في آخر الليل وأول النهار، وجمعه: بكر، قال :

(جرر السيل بها عثنونه) ... وتهادتها مداليج بُكُرْ

وسحابة مدلاج، أي: بَكُور. وأتيته باكراً، فمن جعل الباكر نعتاً قال للأنثى: باكِرة، جاءته باكِرةً. وقول الفرزدق :

(إذا هن ساقطن الحديث كأنه ... جنى النخل، أو] أَبْكارُ كرم تقطف

واحدها: بِكْر، وهو الكرم الذي حمل أول حمله . وأبكار كرم يعني: العنب. وعسل أبكار يعسله أبكار النحل، أي: أفتاؤها ، ويقال: بل الأبكار من الجواري تلينه.

ربك: الرَّبكُ: إصلاح الثريد. والرَّبكُ: إلقاؤك إنساناً في الوحل، فيرتبك فيه، ولا يستطيع الخروج منه. والصيد يرتَبِكُ في الحبالة، [إذا نشب فيها] وارتبك الرجل في كلامه: تتعتع فيه، وصلى أعرابي خلف ابن مسعود فتتعتع في قراءته، فقال: ارتبك الشيخ، فقال حين فرغ: يا أعرابي! إنه والله ما من نسجك، ولا من نسج أبيك، ولكنه عزيز من عند عزيز نزل. والرَّبكُ: أن تربك السويق، أو الدقيق بالسمن، أو بالزيت، أي: تخوضه به، واسم الذي رُبِكَ: الرَّبيكة. ومن أمثالهم: قد جاء غرثان فاربكوا له.

برك: البَرْك: الإبل البوارك ، اسم لجماعتها. قال طرفة :

وبَرْكٍ هجودٍ قد أثارت مخافتي ... [نواديها أمشي بعضب مجرد] وأَبْرَكْتُ الناقة فَبَرَكَتْ. والبَرْكُ: كلكلُ البعير وصدره الذي يدوك به الشيء تحته، يقال: حكه ودكه [ببركه] . قال :

فأقعصتهم وحكت بَرْكَها بهم ... وأعطت النهب هيان بن بيان

والبِرْكَةُ: ما ولي الأرض من جلد البطن وما يليه من الصدر من كل دابة. اشتق من مبرك البعير، لأنه يبرك عليه. والبِرْكةُ والبِرْكُ: شبه حوض يحفر في الأرض [ولا] يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض، قال :

وأنت التي كلفتني البِركَ شاتياً ... وأوردتنيه فانظري أي مورد

والبِرْكة: حلبة الغداة، ويقال بفتح الراء، قال الكميت:

ذو بِركةٍ لم تغض قيداً تشيع به ... من الأفاويق في أحيانها الوظب

والبُرْكةُ، والبُرَكُ جمعه: من طير الماء، أبيض. وابترك الرجل في الآخر يقصبه، إذا اجتهد في ذمه. وابتركوا في الحرب: جثوا على الركب ثم اقتتلوا [ابتراكاً] ، والبراكاء: الاسم منه. قال :

ولا ينجي من الغمرات إلا ... بُراكاءُ القتال أو الفرار

وابترك السحاب: ألح بالمطر على موضع. والبَرَكةُ: الزيادة والنماء . والتَّبْريك: الدعاء بالبَرَكة. والمباركة: مصدر بورك فيه، وتبارك الله: تمجيد وتجليل. والبِرْكانُ، والواحدة بِركانة: من دق الشجر. وسميت الشاة الحلوب بَرَكَة.

وفي الحديث: من كان عنده شاة كانت بَرَكة، والشاتان بركتان.

قدح

قدح: القَدَحُ من الآنية، بالتحريك: واد الأَقداحِ التي للشرب، معروف؛

قال أَبو عبيد: يُرْوِي الرجلين وليس لذلك وقت؛ وقيل: هو اسم يَجْمَعُ

صغارها وكبارها، والجمع أَقْداح، ومُتَّخِذُها: قَدَّاحٌ، وصِناعَتُه:

القِداحةُ.

وقَدَحَ بالزَّنْدِ يَقْدَحُ قَدْحاً واقْتَدَح: رام الإِيراءَ به.

والمِقْدَحُ والمِقْداحُ والمِقْدَحَةُ والقَدَّاحُ، كله: الحديدة التي

يُقْدَحُ بها؛ وقيل: القَدَّاحُ والقَدَّاحة الحجر الذي يُقْدَحُ به

النار؛ وقَدَحْتُ النارَ. الأَزهري: القَدَّاحُ الحجر الذي يُورى منه النار؛

قال رؤبة:

والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ

والقَدْحُ: قَدْحُك بالزَّنْد وبالقَدَّاح لتُورِيَ؛ الأَصمعي: يقال

للذي يُضْرَبُ فتخرج منه النار قَدَّاحة. وقَدَحْتُ في نسبه إِذا طعنت؛ ومنه

قول الجُلَيْح يهجو الشَّمَّاخَ:

أَشَمَّاخُ لا تَمْدَحْ بِعِرْضِكَ واقْتَصِدْ،

فأَنتَ امْرٌؤٌ زَنْداكَ للمُتَقادِحِ

أَي لا حَسَبَ لك ولا نَسَب يصح؛ معناه: فأَنت مثل زَنْدٍ من شجر

مُتَقادِح أَي رِخْوِ العيدان ضعيفها، إِذا حركته الريح حك بعضه بعضاً فالتهب

ناراً، فإِذا قُدِحَ به لمنفعة لم يُورِ شيئاً.

قال أَبو زيد: ومن أَمثالهم: اقْدَحْ بِدِفْلى في مَرْخٍ؛ مَثَلٌ يضرب

للرجل الأَريبِ الأَديب؛ قال الأَزهري: وزِنادُ الدِّفْلى والمَرْخِ كثيرة

النار لا تَصْلِدُ.

وقَدَحَ الشيءُ في صدري: أَثَّر، من ذلك؛ وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه:

يَقْدَحُ الشكُّ في قلبه بأَوَّلِ عارِضةٍ من شُبْهةٍ؛ وهو من ذلك.

واقْتَدَحَ الأَمرَ: دَبَّره ونظر فيه، والاسم القِدْحة؛ قال عمرو بن

العاص:

يا قاتَلَ اللهُ وَرْداناً وقِدْحَتَه

أَبْدى، لَعَمْرُكَ، ما في النَّفْسِ، وَرْدانُ

وَرْدانُ: غلام كان لعمرو بن العاص وكان حَصِيفاً، فاستشاره عمرو في

أَمر علي، رضي الله عنه، وأَمر معاوية إِلى أَيهما يذهب، فأَجابه وَرْدانُ

بما كان في نفسه، وقال له: الآخرة مع علي والدنيا مع معاوية وما أُراك

تختار على الدنيا، فقال عمرو هذا البيت؛ ومَن رواه: وقَدْحَتَه؛ أَراد به

مرة واحدة؛ وكذلك جاء في حديث عمرو بن العاص، وقال ابن الأَثير في شرحه ما

قلناه، وقال: القِدْحةُ اسم الضرب بالمِقْدَحَةِ، والقَدْحةُ المَرَّة،

ضربها مثلاً لاستخراجه بالنظر حقيقةَ الأَمرِ. وفي حديث حذيفة: يكون عليكم

أَمير لو قَدَحْتُموه بشعرةٍ أَوْرَيْتُموه أَي لو استخرجتم ما عنده

لظهر لضعفه كما يَستخرِجُ القادحُ النار من الزَّند فيُوري؛ فأَما قوله في

الحديث: لو شاء الله لجعل للناسِ قِدْحةَ ظُلْمة كما جعل لهم قِدْحةَ

نُورٍ، فمشتقٌّ من اقتداح النار؛ وقال الليث في تفسيره: القِدْحةُ اسم مشتق

من اقتداح النار بالزَّنْد؛ قال الأَزهري وأَما قول الشاعر:

ولأَنْتَ أَطْيَشُ، حين تَغْدُو سادِراً

رَعِشَ الجَنانِ، من القَدُوحِ الأَقْدَحِ

فإِنه أَراد قول العرب: هو أَطيش من ذُباب؛ وكل ذُباب أَقْدَحُ، ولا

تراه إِلا وكأَنه يَقْدَحُ بيديه؛ كما قال عنترة:

هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَه بِذراعِه،

قَدْحَ المُكِبِّ على الزِّنادِ الأَجْذَمِ

والقَدْحُ والقادحُ: أَكالٌ يَقَعُ في الشجر والأَسنان. والقادحُ:

العَفَنُ، وكلاهما صفة غالبة. والقادحةُ: الدودة التي تأْكل السِّنّ والشجر؛

تقول: قد أَسرعت في أَسنانه القَوادحُ؛ الأَصمعي: يقال وقع القادحُ في

خشبة بيته، يعني الآكِلَ؛ وقد قُدِحَ في السنّ والشجرة، وقُدِحتا قَدْحاً،

وقَدَح الدودُ في الأَسنان والشجر قَدْحاً، وهو تَأَكُّل يقع فيه.

والقادحُ: الصَّدْعُ في العُود، والسَّوادُ الذي يظهر في الأَسنان؛ قال

جَمِيلٌ:رَمَى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى،

وفي الغُرِّ من أَنيابها بالقَوادِحِ

ويقال: عُود قد قُدِحَ فيه إِذا وَقَعَ فيه القادحُ؛ ويقال في مَثَل:

صَدَقَني وَسْمُ قِدْحِه أَي قال الحَقَّ؛ قاله أَبو زيد. ويقولون:

أَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي اعرِف نَفْسَك؛ وأَنشد:

ولكنْ رَهْطُ أُمِّكَ من شُيَيْمٍ،

فأَبْصِرْ وَسْم قِدْحِكَ في القِداحِ

وقَدَحَ في عِرْض أَخيه يَقْدَحُ قَدْحاً: عابه. وقَدَحَ في ساقِ أَخيه:

غَشَّه وعَمِلَ في شيء يكرهه. الأَزهري عن ابن الأَعرابي: تقول فلان

يَفُتُّ في عَضُدِ فلان ويَقْدَحُ في ساقِه؛ قال: والعَضُدُ أَهل بيته،

وساقُه: نفسه.

والقَديحُ: ما يبقَى في أَسفل القِدْرِ فيُغْرَفُ بجَهْد؛ وفي حديث أُم

زرع: تَقْدَحُ قِدْراً وتَنْصِبُ أُخرى أَي تَغْرِفُ؛ يقال: قَدَحَ

القِدْرَ إِذا غرف ما فيها؛ وفي حديث جابر: ثم قال ادْعِي خابِزَةً

فلْتَخْبِزْ معك واقْدَحِي في بُرْمَتِكِ أَي اغْرِفي. وقَدَحَ ما في أَسفل

القِدْرِ يَقْدَحُه قَدْحاً، فهو مَقْدُوحٌ وقَديحٌ، إِذا غَرَفَه بجَهْدٍ؛ قال

النابغة الذُّبْيانيّ:

يَظَلُّ الإِماءُ يَبْتَدِرْنَ قَديحَها،

كما ابْتَدَرَتْ كلبٌ مِياهَ قَراقِرِ

وهذا البيت أَورده الجوهري: فظَلَّ الإِماءُ، قال ابن بري: وصوابه يظل،

بالياء كما أَوردناه؛ وقبله:

بَقِيَّة قِدْرٍ من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ

لآلِ الجُلاحِ، كابِراً بعدَ كابِرِ

أَي يَبْتَدِرُ الإِماءُ إِلى قَديح هذه القِدْر كأَنها ملكهم، كما

يبتدر كلبٌ إِلى مياه قَراقِر لأَنه ماؤهم؛ ورواه أَبو عبيدة: كما

ابْتَدَرَتْ سَعْدٌ، قال: وقَراقِرُ هو لسعدِ هُذَيْمٍ وليس لكلب. واقتِداحُ

المَرَقِ: غَرْفُه. وفي الإِناء قَدْحةٌ وقُدْحة أَي غُرْفةٌ؛ وقيل: القَدْحة

المرّة الواحدة من الفعل. والقُدْحَةُ: ما اقْتُدِحَ. يقال: أَعطني

قُدْحَةً من مَرَقَتِكَ أَي غُرْفةً. ويقال: يَبْذُلُ قَديحَ قِدْرِه يعني ما

غَرَفَ منها؛ والقَديحُ: المَرَقُ.

والمِقْدَحُ والمِقْدَحة: المِغْرَفَة؛ وقال جرير:

إِذا قِدْرُنا يوماً عن النارِ أُنْزِلَتْ،

لنا مِقْدَحٌ منها، وللجارِ مِقْدَحُ

ورَكِيٌّ قَدُوحٌ: تُغْتَرَفُ باليد.

والقِدْحُ، بالكسر: السهمُ قبل أَن يُنَصَّلَ ويُراشَ؛ وقال أَبو حنيفة:

القِدْحُ العُودُ إِذا بلغ فَشُذِّبَ عنه الغُصْنُ وقُطِعَ على مقدار

النَّبْل الذي يراد من الطُّول والقِصَر؛ قال الأَزهري: القِدْحُ قِدْحُ

السهم، وجمعه قِداح، وصانعه قَدَّاحٌ أَيضاً. ويقال: قَدَحَ في القِدْحِ

يَقْدَحُ وذلك إِذا خَرَق في السهم بسِنْخِ النَّصْل. وفي الحديث: أَن عمر

كان يُقَوِّمُهم في الصف كما يُقَوِّمُ القَدَّاحُ القِدْحَ؛ قال: وأَوّل

ما يُقْطَع ويُقْضَبُ يسمى قِطْعاً، والجمع القُطُوعُ، ثم يُبْرَى

فيُسَمَّى بَرِيّاً وذلك قبل أَن يُقَوَّمَ، فإِذا قُوِّمَ وأَنَى له أَن

يُراشَ ويُنْصَلَ، فهو القِدْحُ، فإِذا رِيشَ ورُكِّبَ نَصْلُه فيه صار

نَصْلاً؛ وقِدْحُ المَيْسِر، والجمع أَقْدُحٌ وقِداحٌ وأَقاديحُ، الأَخيرة جمع

الجمع؛ قال أَبو ذؤيب يصف إِبلاً:

أَمَّا أُولاتُ الذُّرَى منها فعاصِبَةٌ،

تَجُولُ، بين مَناقِيها، الأَقادِيحُ

والكثير قِداحٌ. وقوله فعاصبة أَي مجتمعة. والذُّرى: الأَسْنِمة.

وقُدُوحُ الرحْلِ: عِيدانُه، لا واحد لها؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم:

لها قَرَدٌ، كجَثْوِ النَّمْل، جَعْدٌ،

تَعَضُّ بها العَراقِي والقُدُوحُ

وحديث أَبي رافع: كنت أَعْمَلُ الأَقْداحَ، هو جمع قَدَحٍ، وهو الذي

يؤْكل فيه، وقيل: جمع قِدْحٍ، وهو السهم الذي كانوا يَسْتَقْسِمون أَو الذي

يُرْمى به عن القوس. وفي الحديث: إِنه كان يُسَوِّي الصفوف حتى يَدَعها

مثل القِدْحِ أَو الرَّقِيمِ أَي مثل السهم أَو سَطْرِ الكتابة. وحديث

أَبي هريرة: فَشَرِبْتُ حتى استوى بطني فصار كالقِدْح أَي انتصبَ بما حصل

فيه من اللبن وصار كالسهم، بعد أَن كان لَصِقَ بظهره من الخُلُوِّ. وحديث

عمر: أَنه كان يُطْعِمُ الناس عام الرَّمادة، فاتخذ قِدْحاً فيه فَرْضٌ،

أَي أَخذ سهماً وحَزَّ فيه حَزًّا عَلَّمَهُ به، فكان يَغْمِزُ القِدْحَ

في الثريد، فإِن لم يَبْلُغْ موضعَ الحَزِّ لامَ صاحبَ الطعام وعَنَّفَه.

وفي الحديث: لا تَجْعَلوني كَقَدَح الراكب أَي لا تُؤَخِّرُوني في

الذِّكْرِ، لأَن الراكب يُعَلِّقُ قَدَحَه في آخر رَحْلِه عند فراغه من

تَرْحاله ويجعله خلفه؛ قال حَسَّان:

كما نِيطَ، خَلْفَ الراكبِ، القَدَحُ الفَرْدُ

وقَدَحْتُ العينَ إِذا أَخرجتَ منها الماءَ الفاسِدَ. وقَدَحَتْ عينُه

وقَدَّحتْ: غارت، فهي مُقَدِّحةٌ، وخيل مُقَدِّحةٌ: غائرة العيون،

ومُقَدَّحةٌ، على صيغة المفعول: ضامرة كأَنها ضُمِّرَتْ، فُعِلَ ذلك بها.

وقَدَّحَ فرسَه تَقْدِيحاً: ضَمَّره، فهو مُقَدَّحٌ. وقَدَحَ خِتامَ الخابية

قَدْحاً: فَضَّه؛ قال لبيد:

أَغْلِي السِّباءَ أَدْكَنَ عاتِقٍ،

أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ، وفُضَّ خِتامُها

والقَدَّاحُ: نَوْرُ النبات قبل أَن يَتَفَتَّح، اسم كالقَذَّاف.

والقَدَّاحُ: الفِصْفِصَةُ الرَّطْبةُ، عِراقِيَّةٌ، الواحدة قَدَّاحة؛ وقيل:

هي أَطراف النبات من الورق الغَضِّ؛ الأَزهري: القَدَّاحُ أَرْآدٌ

رَخْصَةٌ من الفِصْفِصة. ودارَةُ القَدَّاح: موضع؛ عن كراع.

(قدح) الْفرس ضمره
(قدح)
الدُّود فِي الشّجر أَو الْأَسْنَان قدحا دب فِيهَا فتأكلت وبالزند ضرب بِهِ حجره لتخرج النَّار مِنْهُ وَيُقَال قدح النَّار من الزند أخرجهَا مِنْهُ وقدح الزند ضربه بحجره ليخرج النَّار مِنْهُ وَالشَّيْء فِي صَدره أثر وَفِي عرض أَخِيه عابه وَفِي الْقدح خرقه ليركب فِيهِ النصل والطبيب الْعين أخرج مِنْهَا المَاء الْأَبْيَض الضار وَالْقدر غرف مَا فِيهَا وختام الْإِنَاء فضه
ق د ح: (الْقَدَحُ) الَّذِي يُشْرَبُ فِيهِ وَجَمْعُهُ (أَقْدَاحٌ) . وَ (الْمِقْدَحَةُ) بِالْكَسْرِ مَا تُقْدَحُ بِهِ النَّارُ. وَ (الْقَدَّاحُ) وَ (الْقَدَّاحَةُ) بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ فِيهِمَا الْحَجَرُ الَّذِي يُورِي النَّارَ. وَ (قَدَحَ) النَّارَ. وَقَدَحَ فِي نَسَبِهِ طَعَنَ وَبَابُهُمَا قَطَعَ. وَ (اقْتَدَحَ) الزَّنْدَ. 
ق د ح : الْقَدَحُ آنِيَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ أَقْدَاحٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَالْقِدْحُ بِالْكَسْرِ اسْمُ السَّهْمِ قَبْلَ أَنْ يُرَاشَ وَيُرَكَّبَ نَصْلُهُ.

وَقَدَحَ فُلَانٌ فِي فُلَانٍ قَدْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ عَابَهُ وَتَنَقَّصَهُ وَمِنْهُ قَدَحَ فِي نَسَبِهِ وَعَدَالَتِهِ إذَا عَيَّبَهُ وَذَكَرَ مَا يُؤَثِّرُ فِي انْقِطَاعِ النَّسَبِ وَرَدِّ الشَّهَادَةِ. 
(قدح) - في حَديثِ أبي رَافِعٍ: "كُنتُ أَعمَلُ الأَقْداح فبَيْنا أنا أَنْحِتُها"
قيل: فيه قولان؛ أَحَدُهما: أن يكون جَمعَ قَدَح ، وهو القَدَح الخَشَبِي؛ والثَّاني: أن تكون الأَقْداحُ بمعنى القِدَاح؛ وهي العِيدَان التي يُقْتَسَم بها.
والقَدَح قيل: مَأخوذٌ من القَدْح بمعنى الغَرْف؛ لأنه يُغرَفُ به.
والقَدَح: الشَّراب المعَروفُ أيضا، فَعَل بمعنى مَفْعُول كالخَبَط والنَّفَض.
- وفي حَديثِ حُذيْفَة - رَضي الله عنه -: "يكون عليكم أَميرٌ لو قَدَحْتُمُوه بشَعْرةٍ أَورَيْتُموه"
: أي لو استَخْرجْتُم ما عِندَه لَظَهر ضَعْفُه، كما يَسْتَخرِج القَادِحُ النَّارَ من الزَّنْد، فَتُورِى فَتَظْهَر النَّارُ، وهو أيضا فيما قيل من الغَرْف؛ لأن القَدَّاحَةَ تَقْدَح النَّارَ.
- في حديث عمر: "كان يُطعِم الناسَ عَامَ الرَّمَادة فاتَّخَذَ قِدْحًا فيه فَرْضٌ"
: أي حَزَّ حَزًّا عَلَّم به في القِدْح، فيَغْمِز القِدْح في الثَّرِيدةِ فإن لم تَبلُغ الثَّرِيدَةُ مَوضِعَ الحَزِّ لَامَ صاحِبَ الطَّعام، وعاقَبَه. 

قدح


قَدَحَ(n. ac. قَدْح)
a. [Fī], Pierced, bored, perforated; gnawed; cankered
corroded.
b. [Fī], Spoke against; reviled; impugned.
c. Broke (seal).
d. Removed a cataract from, couched (eye).
e. [Bi], Struck, produced fire with (flint).
f. Was, became sunken (eye).
g. Laded out (broth).
h. [Fī], Made an impression on.
قَدَّحَa. Pierced, bored.
b. Made thin, lean (horse).
c. see I (f)
قَاْدَحَa. Disputed, contended with.

تَقَاْدَحَa. Disputed, strove, contended.

إِقْتَدَحَa. see I (e)b. Arranged, ordered (affair).
قَدْحa. Canker, corrosion, erosion; caries.

قَدْحَةa. Act of striking fire.

قِدْح
(pl.
أَقْدُح
قِدَاْح
أَقْدَاْح أَقَاْدِيْحُ)
a. Blunt, featherless arrow; gamingarrow.
b. Lot.
c. [ coll. ], Hole, perforation.

قِدْحَةa. see 1tb. Management, arrangement ( of an affair ).

قُدْحَةa. Ladleful.
قَدَح
(pl.
أَقْدَاْح)
a. Glass, wine-glass; drinking-cup, bowl; goblet.

أَقْدَحُa. see 26
مِقْدَح
(pl.
مَقَاْدِحُ)
a. Steel; tinder-box.
b. Ladle.
c. Couching-needle.
d. [ coll. ], Borer; centre-bit
wimble.
مِقْدَحَةa. see 20 (a) (b).
قَاْدِحa. One striking fire.
b. Slanderer, back-biter.
c. see 1
قَاْدِحَة
(pl.
قَوَاْدِحُ)
a. fem. of
قَاْدِحb. Cankerworm.
c. Violent, burning (fever).
قِدَاْحَةa. Cup-making, glass-making.

قَدِيْحa. Broth.

قَدُوْحa. Fly.

قُدُوْحa. The wooden parts of a camel's saddle.

قَدَّاْحa. see 20 (a) & 21
(a).
c. Cupmaker; glass-manufacturer.
d. Flint, silex.

قَدَّاْحَةa. see 28 (d)b. [ coll. ]
see 20 (a)
مِقْدَاْح
(pl.
مَقَاْدِيْحُ)
a. see 20 (a)b. [ coll. ], Intriguer.
(ق د ح) : (الْقَدْحُ) عَنْ اللَّيْثِ أُكَالٌ يَقَع فِي الشَّجَرِ وَالْأَسْنَان (وَالْقَادِحَةُ) الدُّودَةُ الَّتِي تَأْكُلُ الشَّجَرَ وَالسِّنَّ (وَعَنْ) الْغُورِيِّ وَالْجَوْهَرِيِّ الْقَادِحُ سَوَادٌ يَظْهَرُ فِي الْأَسْنَانِ وَأَنْشَدَ بَيْتَ جَمِيلٍ
رَمَى اللَّهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بِالْقَذَى ... وَفِي الْغُرِّ مِنْ أَنْيَابِهَا بِالْقَوَادِحِ
وَفِي عُيُونِ خِزَانَةِ أَبِي اللَّيْثِ الْقَوَادِحُ الَّتِي تَقْدَحُ الْفَمَ الصَّوَاب فِي الْفَمِ وَالْمُرَاد بِهِ الْأَسْنَان كَمَا فِي قَوْلِهِمْ لَا فَضَّ اللَّهُ فَاكَ (وَقِدْحُ السَّهْمِ) بِالْكَسْرِ عُودُهُ الْمَبْرِيُّ قَبْلَ أَنْ يُرَاشَ وَيُنْصَلَ وَالْجَمْعُ قِدَاحٌ (وَمِنْهُ) الْحَدِيث «مَا اقْتَطَعْتَ مِنْ شَجَرِ أَرْضِ الْعَدُوِّ فَعَمِلْتَ قِدْحًا أَوْ مِرْزَبَةً فَلَا بَأْسَ بِهِ» (وَالْقَدَحُ) بِفَتْحَتَيْنِ الَّذِي يُشْرَبُ بِهِ وَالْجَمْعُ أَقْدَاحٌ (وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -) «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ» مَعْنَاهُ لَا تُؤَخِّرُونِي فِي الذِّكْرِ لِأَنَّ الرَّاكِب يُعَلِّقُ قَدَحَهُ فِي آخِرَة الرَّحْلِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ التَّعْبِيَة وَعَلَى هَذَا قَوْلُ حَسَّانَ
وَأَنْتَ زَنِيمٌ نِيطَ فِي آلِ هَاشِمٍ ... كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِبِ الْقَدَحُ الْفَرْد.
ق د ح

تقول: أجيلت القداح، وأديرت الأقداح. وقدح النار من الزّند واقتدحها، ومعه القدطّاحة والمقدحة أي حجر القدح وحديدته. وقدح الدود في العود وفي الأسنان. ووقعت فيها القادحة والقوادح. وقدح المرقة واقتدحها: اغترفها بالمقدح والمقدحة. وفي المثل " ستأتيك بما في قعرها المقدحة "، أي سيظهر لك ما أنت عمٍ عنه. قال:

لنا مقدحٌ منها وللجار مقدح

وفي أسفل البرمة قديح: بقية مرقةٍ. قال الذبيانيّ:

فظلّ الإماء يبتدرن قديحها ... كما ابتدرت سعدٌ مياه قراقر

وقدح الماء من أسفل البئر، ويقال: هذا ماء لا ينام قادحه إذا وصف بالقلّة، وبئر قدوح: لا يوجد ماؤها إلا غرفة غرفة. وقدح السهام في القدح: خرق لسنخ النصل وذلك الخرق وهو المقدح والمركّب. وقدح القدّاح العين: أخرج ماءها الفاسد. وقدحت عينه وقدّحت: غارت فصارت كالقدح. قال زهير:

وعزّتها كواهلها وكلّت ... سنابكها وقدّحت العيون

وقال آخر:

فالعين قادحة واليد سابحة ... والرجل ضارحة والبطن مقبوب

ومن المجاز: اقتدح الأمر: تدبّره. واقتدح بزنده، واستقدح زناده. وقادحه في كذا: ناظره، وتقادحا، وجرت بينهما مقادحة: مقاذعة من القدح بمعنى الطعن، يقال: قدح في نسبه وفي عرضه، وقدح في ساقه وهو مستعار من وقوع القوادح في ساق الشجرة. قال ذو الرمة:

يحققن ما حاذرن من كلّ فرقة ... من الحيّ أمست في عصا البين تقدح

وقدّحت خيلي تقديحاً: صيّرتها قداحاً في ضمرها. وفي مثل " أبصر وسم قدحك ": اعرف نفسك. قال:

ولكن رهط أمك من شتيم ... فأبصر وسم قدحك في القداح

وصدقهم وسم قدحه إذا قال الحق. " وهو أطيش من القدوح الأقرح " وهو الذيان. قال:

ولأنت أطيش حين تغدو سادرا ... رعش الجنان من القدوح الأقرح
قدح
قدَحَ/ قدَحَ في يَقدَح، قَدْحًا، فهو قادح، والمفعول مَقْدوح
• قدَح النَّارَ/ قدَح النارَ من الزنْد: أخرجها منه، أشعلها بالاحتكاك "تقدح عينه شررًا: شديدة الاحمرار من شدّة الغضب- قَدَحت نظراتُه حِقْدًا: أرسل نظرات حاقدة كالنار في تأثيرها- {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} " ° قدَح ذهنَه في الأمر/ قدَح زنادَ فكره في الأمر: فكَّر فيه طويلاً، استغرق في التفكير وأمعن فيه.
• قدَح في شهادته: شكّك فيها، أو اعتبرها باطلة "قدح في نسَبِه/ عِرْضِه/ نتائج الانتخابات". 

اقتدحَ/ اقتدحَ بـ يقتدح، اقْتِداحًا، فهو مُقْتَدِح، والمفعول مُقْتدَح
• اقتدح الأمرَ: تدبَّره ونظر فيه.
• اقتدح بالزَّنْدِ: ضرب به حَجَرًا لتخرج النارُ منه. 

قادحَ يقادح، مُقادحَةً، فهو مُقادِح، والمفعول مُقادَح
• قادحَه: بادله القَدْح "عندما أغضبه قادحه- قادَحه لأنّه يمقته". 

قَدْح [مفرد]: مصدر قدَحَ/ قدَحَ في. 

قَدَح [مفرد]: ج أَقْداح:
1 - إناء أو كوب من الخزف أو الزُّجاج وغيره يُشرب فيه "قَدَحٌ من القهوة يساعد على التركيز".
2 - مِكْيال تُكال به الحبوبُ، مختلف باختلاف البلدان. 

قِدْح [مفرد]: ج أَقْداح وقِداح:
1 - سَهْم المَيْسِر.
2 - نصيب ° له القِدْح المُعَلَّى: له النَّصيب الأوفر. 

قدَّاح [مفرد]: صانع الأقداح. 

قَدَّاحَة [مفرد]:
1 - اسم آلة من قدَحَ/ قدَحَ في: ولاّعة؛ أداة صغيرة من مَعْدِن ذات حجر وزنادٍ وشريط تشتعل بالبنزين ونحوه.
2 - حديدة أو حجر الزّند التي يُقدح بها لتخرج النَّار. 
قدح: قدح: زند، أورى الزند. (هلو) وفي المعاجم العربية قدح بالزند، غير إنه يقال أيضا: قدح الزند. ففي بدرون (ص268):
للقاسم أعقد بيعة ... واقدح له في الملك زندا
قدح: يقال مجازا: قدحت فكرتها (ألف ليلة 2: 346) كما يقال قدح النار.
قدح: يقال في الكلام عن حجر النار وهو مجر الزناد قدح نارا أي رمى بالشرر. ففي ابن البيطار (1: 291) في مادة حجر النار: إذا لقي جسم الفولاذ قدح النار.
ويقال أيضا: قدحت النار أي رمت بالشرر. (المقدمة 3: 365).
قدح لسانه بالشعر: ارتجل الشعر، وابتدعه بلا روية. (كوسج طرائف ص93) وفي طبعة مختارات من قصة عنتر (ص 9): نطق لسانه بالشعر.
قدح الخشب: ثقبه. (محيط المحيط).
قدح الطبيب العين: أزال السادة وهي غشاوة وتكثف في عدسة العين يمنع الإبصار. وفي محيط المحيط: قدح الطبيب العين اخرج منها الماء المنصب إليها من داخل.
وفي معجم المنصوري: قدح هو ثقب الطبقة القرنية وتسييل الماء النازل في ثقب العنبية المانع للإبصار.
قدح في: أذى، الحق ضررا ب، طعن في، نال من، (معجم بدرون، معجم الماوردي، المقري 2: 402: المقدمة 2: 158، تاريخ البربر 1: 98، أماري ص614).
قدح على: وردت في حيان (ص92 و) في الكلام عن متآمرين: وكانت لهم قصة عظيمة رموا فيها بالقدح على السلطان. ولا أدري كيف أترجمها.
قدح (بالتشديد). بلا تقديح: بلا إطلاق نار، حسب ترجمة رينو في المرحوم جريجوا (ص31).
قدح: ذهب مرارا يجلب الماء أو النبيذ بقدح (الكالا).
انقدح: انقدحت النار: مطاوع قدح. (فوك، ياقوت 3: 455).
انقدح. ما ينقدح في نفس المعبر: الأفكار التي تمر في نفس معبر الرؤيا. (دي سلان المقدمة 86:3).
قدح: حجر النار، حجر الزناد. (معجم بدرون).
قدح: تستعمل مجازا بمعنى قداح الظنون وقداح الرجاء (ابن جبير ص185).
قدح: ثقب. (محيط المحيط).
قدح: ويجمع على أقدحة أيضا. (فوك): وفي معجم الكالا: وعاء ذو عروتين. وعند نبريجا: قصعة من الخشب تستعمل استعمالات مختلفة.
وقدح كبير يستعمل في حلب البقر، وقدح صغير يستعمل كوبا ووعاء لحفظ الزبدة. (شيرب، رحلة ابن بطوطة في أفريقية (ص35) قدح: مبولة، قصرية، إناء من خشب يبال فيه أثناء الليل. ففي مخطوطة عيون الأثر (ص189 و): وكان له قدح من عيدان يوضع تحت سريره يبول فيه من الليل.
قدح ابن مقبل= شيء جميل جدا، وهو قدح وصفه في آيات من الشعر رائعة. (رسالة إلى السيد فليشر). ويقول فليشر إنه قدح. وقد وقع شاعر ذكره ابن خلكان (8: 113) في نفس الخطأ.
قدح: هو في غرناطة: مكيال للحبوب. (معجم الأسبانية (ص244) وفيه Cadae وكذلك Cadaha.
قدح مريم: نبات اسمه العلمي: Cotedon Umbilicus ( ابن البيطار 2: 28).
قوس قدح: قوس قزح. ويقول الجواليقي (ص152) إنها خطأ فاحش: وهي تصحيف قوس قزح. وفي معجم بوشر: قوس قدح، وفي محيط المحيط: والعامة تسميه قوس القدح. وهو تصحيف قوس قزح.
قدحة: قدح، إناء، وعاء. (مارتن 289).
قدحي: هجائي. (بوشر).
قداح: لوام، ناقد، مستهجن. (بوشر).
قداح نار: متطاير شررا. (بوشر).
شاعر قداح: شاعر هجاء. (بوشر).
قداحة: ولاعة. (محيط المحيط).
قادح: سوس، دود ينخر الخشب والشجر وغير ذلك، ففي ابن البيطار (1: 206): والــتربد إذا طال به الزمان عمل فيه القادح كما يحمل في الخشب فيضعف فعله والدليل على ذلك أن تراه مثقبا كأنه ثقب برأس إبرة.
قادح: أسود (؟). انظر فليشر غب إضافات على المقري (1: 842).
حمى قادحة: شديدة الاشتعال. (محيط المحيط) مقدح: عند النجارين مثقب يثقبون به الخشب. (محيط المحيط).
طيار مقدح: سهم ناري، حسب ترجمة رينو في المرحوم جريجوا (ص25).
مقداح: عند العامة الرجل الذي يسعى بين الناس بالدسائس. (محيط المحيط).
[قدح] فيه لا تجعلوني "كقدح" الراكب، أي لا تؤخروني في الذكر لأن الراكب يعلق قدحه في آخر رحله عند فراغه من التعبية ويجعله خلفه. ومنه: كنت أعمل الأقداح، وهو ما يؤكل فيه، وقيل: جمع قدح وهو سهم كانوا يستقسمون به، أو الذي يرمى به القوس، يقال للسهم أول ما يقطع: قطع، ثم ينحتعليه وسلم ظاهر ويبتلعه الأرض والقدح، ويخدشه شرب أم ايمن، وفيه إن اتخاذ الأسرة ليس بمناف للتواضع. نه: ومنه ح عمر: إنه كان يطعم الناس عام الرمادة فاتخذ "قدحا" فيه فرض، أي أخذ سهما، وحزَّ فيه حزًا علمه به وكان يغمز القدح في الثريد، فإن لم يبلغ موضع الخز لام صاحب الطعام وعنفه. وفيه لو شاء الله لجعل للناس "قدحة" ظلمة كما جعل لهم "قدحة" نور، هو بالكسر مشتق من اتقداخ النار بالزند، والمقدح والمقدحة: الحديدة، والقداح: الحجر. ومنه ح عمرو بن العاص: استشار وردان غلامه وكان حصيفًا في أمر علي ومعاوية إلى أيهما يذهب، فأجاب بما فيه نفسه وقال له: الآخرة مع علي والدنيا مع معاوية وما أراك تختار على الدنيا، فقال عمرو:
يا قاتل الله وردانا "وقِدحته" ... أبدى لعمرك ما في القلب وردان
والقدحة اسم للضرب بالمقدحة، والقدحة المرة، ضربها مثلًا لاستخراجه بالنظر حقيقة الأمر. وفيه: يكون عليكم أمير لو "قدحتموه" بشعرة أوريتموه، أي لو استخرجتم ما عنده لظهر لضعه كما يستخرج القادح النار من الزند فيوري. وفيه: "تقدح" قدرًا وتنصب أخرى، أي تغرف، من قدح القدر- إذا غرف ما فيها، والمقدحة: المغرفة، والقديح: المرق. ومنه: "اقدحي" من برمتك، أي اغرفي. ن: هو بفتح دال.
(ق د ح)

القَدَحُ من الْآنِية مَعْرُوف. قَالَ أَبُو عبيد: يرْوى الرجلَيْن، وَلَيْسَ لذَلِك وَقت، وَقيل: هُوَ اسْم يجمع صغارها وكبارها، وَالْجمع اقداح. ومُتَّخذِه قداح، وصناعته القِدَاحَةُ.

وقَدح بالزَّنْد يَقْدَحُ قَدْحا واقتدَح: رام الإيراء بِهِ. والمِقْدَحُ والمِقْدَاحُ والمِقْدَحة والقَدَّاحُ كُله: الحديدة الَّتِي يُقْدَحُ بهَا.

وَقيل: القَدَّاحُ والقدَّاحَةُ: الحَجَرُ الَّذِي يُقْدَحُ بِهِ.

وَقَول الجُلَيْحِ يَهْجُو الشَّماخَ:

اشَّماخُ لَا تَمْرَحْ بِعِرْضِكَ واقتصد ... فَأَنت امْرُؤ زنداك للُمتَقادِحِ

أَي لَا حسب لَك وَلَا نسب يَصح مَعْنَاهُ فَأَنت مثل زَنْدٍ من شجر مُتَقادحٍ أَي رخو العيدان ضعيفه إِذا حركته الرّيح حك بعضه بَعْضًا فالتهب نَارا فَإِذا قدح بِهِ لمَنْفَعَة لم يور شَيْئا.

وقَدَحَ الشيءُ فِي صَدْرِي: اثر، من ذَلِك. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ " يَقْدَح الشَّكُّ فِي قَلْبِه بِأول عارِضَةٍ من شُبْهَةٍ " وَهُوَ من ذَلِك.

واقتدحَ الْأَمر: دبره. والاسمُ القِدْحَةُ، قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ:

يَا قاتلَ اللهُ وَرْدَاناً وقِدْحَتَهُ ... أبْدَى لَعَمْرُكَ مَا فِي النَّفْسِ وَرْدانُ

فَأَما قَوْله: " لَو شاءَ اللهُ لجَعَلَ للنَّاس قِدحةَ ظُلْمَةٍ كَمَا جعل لَهُم قِدْحَةَ نُورٍ " فمشتق من اقتداح النَّار.

والقَدْح والقادِحُ: اكال يَقع فِي الشّجر والأسنان.

والقادحُ: العَفَنُ، وَكِلَاهُمَا صِفَةٌ غالبةٌ.

والقادِحَةُ: الدُّودَةُ الَّتِي تأكُلُ السِّنّ وَالشَّجر. وَقد قُدِحَ فِي السن والشجرة وقُدِحا قَدْحا.

وقَدَحَ فِي عِرْضِ اخيه يَقْدَحُ قَدْحا: عابه.

وقَدَح فِي ساقِ اخية. غَشَّهُ، عَن ابْن الاعرابي.

وقَدَح مَا فِي اسفل القِدْرِ يَقْدَحَهُ قَدْحا فَهُوَ مَقْدُوحٌ وقَدِيحٌ: غرفه بِجهْد. قَالَ النَّابِغَة:

يَظَلُّ الإماءُ يَبْتَدِرْنَ قَديِحَا ... كَمَا ابْتَدَرَتْ كَلْبٌ مياه قراقر

وَفِي الْإِنَاء قَدْحَةٌ وقُدْحَةٌ: أَي غُرْفَةٌ وَقيل: القَدْحَةُ: الْمرة الْوَاحِدَة من الْفِعْل. والقُدْحَةُ: مَا اقتدح.

والمِقْدَحُ والمِقْدَحَةُ: المِغْرَفَةُ.

وركي قَدُوحٌ: يُغْتَرفَ بِالْيَدِ.

والقِدْحُ: السَّهْمُ قبل أَن يُنْصَل. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القِدْحُ: الْعود إِذا بَلَغَ فَشُذّبَ عَنهُ الغُصْنُ وقُطعَ على مِقْدَارِ النبل الَّذِي يُرَادُ من الطول وَالْقصر، وَالْجمع أقْدُاحٌ واقداحٌ واقاديحُ، الأخيرةُ جمعُ الجمْعِ قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أما أُولاتُ الذُّرَا مِنْهَا فعاصِبَةٌ ... تَجول بَين مَناقِيها الاقاديِحُ

والكثيرُ قِدَاحٌ.

وقُدُوحُ الرَّحْلِ: عيدَانُه، لَا وَاحِد لَهَا. قَالَ بشر بن أبي خازم:

لَهَا قَرَدُ كَجَثْوِ النمْلِ جَعْدُ ... تعض بهَا العَرَاقي والقُدُوحُ

وقَدَحَتْ عَيْنُه وقَدحَتْ: غارَتْ.

وخَيْلٌ مُقَدِّحَةٌ: غائرَةُ العُيُون. ومُقَدَّحَةٌ - على صِيغَة الْمَفْعُول - ضامرة. كَأَنَّهَا لما ضُمِّرَتْ فعل ذَلِك بهَا.

وقَدَح خِتامَ الخابية قَدْحا: فَضَّهُ. قَالَ لبيد:

اغلى السباء بِكُل ادكن عاتق ... أَو جونة قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها

والقَدَّاح: نَوْرُ النَّبَات قَبْل أَن يَتَفَتَّحَ. اسْم كالقَذَّافِ.

والقَدَّاحُ: الفِصْفِصَةُ الرَّطْبَةُ، عِراقيَّةُ. الواحدَة قَدَّاحِةٌ. وَقيل: هِيَ أطْرَاف النَّبَات من الوَرَق الغَض.

ودَارَةُ القَدَّاحِ: موضعٌ، عَن كرَاع.
قدح
: (القِدْحُ، بِالْكَسْرِ: السَّهْمُ قَبْلَ أَنْ يُرَاشَ ويُنْصَلَ) . وَقَالَ أَبو حنيفَة: القدْح: العُودُ إِذا بَلَغَ فَشُذِّب عَنهُ الغُصْنُ وقُطِع على مِقدارِ النَّبْل الَّذِي يُراد من الطُّول والقِصَر. وَقَالَ الأَزهريّ: القِدْح قِدْحُ السَّهْمِ. و (ج قِدَاحٌ) ، بِالْكَسْرِ. (و) قِدْحُ المَيْسرِ، وَالْجمع (أَقْدُحٌ) وأَقْدَاحٌ (وأَقَادِيحُ) ، الأَخيرة جمْعُ الجمْعِ. قَالَ أَبو ذُؤيبٍ يَصِف إِبلاً:
أَمّا أُولاتُ الذُّرَى منْها فعاصِبةٌ
تَجُول بينَ مَنَاقِيهَا الأَقَادِيحُ
والكَثِير قِدَاحٌ.
وَفِي حديثِ أَبي رافعٍ: (كُنْتُ أَعمل الأَقدَاحَ) أَي السِّهَامَ الَّتِي كانُوا يَستقسمون أَو الَّذِي يُرمَى بِهِ عَن القَوْس، وَقيل هُوَ جَمْع قَدَحٍ وَهُوَ الَّذِي يُؤكَل فِيهِ.
وَفِي خديث آخَرَ: (أَنّه كَانَ يُسَوِّى الصُّفوفَ حَتّى يَدَعَهَا مثلَ القِدْحِ أَو الرَّقِيم) أَي مثْل السَّهْمِ أَو سَطْرِ الكِتابة.
وَفِي حَدِيث أَبي هُريرَة: (فشَرِبْتُ حَتّى اسْتَوَى بَطْنِى فصَارَ كالقِدْحِ) ، أَي انتصبَ بِمَا حَصلَ فِيهِ من اللَّبَنِ وَصَارَ كالسَّهْم بعد أَن كَانَ لَصِقَ بظَهْره من الخُلُوِّ.
(و) القَدَح (فَرسٌ لَغِنِيِّ) بن أَعْصُر.
(و) القَدَحُ، (بِالتَّحْرِيكِ: آنيَةٌ) للشُّرْب معروفَة. قَالَ أَبو عُبيد: (تُروِى الرَّجُلَين) وَلَيْسَ لذالك وَقتٌ، (أَو) هُوَ (اسمٌ يَجمَع الصِّغَارَ والكِبَارَ) مِنْهَا، (ج أَقداحٌ. ومُتَّخِذُهُ قَدَّاحٌ، وصَنَعْته القِدَاحةُ) .
(وقَدَحَ فِيهِ) ، أَي فِي نَسَبِهِ (كَمَنَعَ) ، إِذا (طَعَنَ) ، وَهُوَ مَجَاز. وَمِنْه قَول الجُلَيح يهجو الشَّمَّاخَ:
أَشَمّاخُ لَا تَمْدَحْ بِعِرْضِك واقْتصِدْ
فأَنْتَ امرُؤٌ زَنْدَاكَ للمُتقادِحِ
أَي لَا حَسَبَ لَك وَلَا نَسَبَ يَصِحّ مَعْنَاهُ، فأَنْتَ مثْل زَنْدٍ من شَجَرٍ مُتقادِحٍ، أَي رِخْو العِيدَانِ ضَعِيفِها إِذَا حَرَّكتْه الرّيحُ حَكَّ بعضُه بعْضاً فالْتهبَ نَارا، فإِذا قُدِحَ بِهِ لمنْفَعة لم يُورِ شَيئاً.
وقَدَحَ فِي عِرْضِ أَخيه يَقْدَح قدْحاً: عابَه. (و) قدَحَ (فِي القِدْح) يَقْدَح، وذالك إِيذا (خَرَقَه) ، أَي السَّهمَ بسِنْخ النَّصْلِ، وذلكَ الخَرْقُ هُوَ المَقْدَح. (و) قَدَحَ (بالزَّنْدِ) يَقْدَحُ قَدْحاً (رام الإِيراءَ بِهِ، كاقتَدَحَ) اقتداحاً.
(والمِقْدَحُ) ، بِالْكَسْرِ، (والقَدّاح) ككَتّان، (والمِقْدَاحُ) ، والمِقْدَحَة، كلُّه (حَدِيدَتُه) الَّتِي يُقْدَحُ بهَا، (و) قيل: (القَدّاحُ والقَدّاحة: حَجَرُه) الَّذِي يُقدَح بِهِ النّارُ، وَقَالَ الأَزهريّ: القَدّاح: الحَجر الَّذِي يُورَى مِنْهُ النّار. والقَدْحُ: قَدْحُك بالزَّنْدِ وبالقَدّاح لتُورِيَ. وَعَن الأَصمعيّ: يُقَال للّذي يُضرَب فتَخْرُج مِنْهُ النّارُ: قَدَّاحة.
(و) فِي مَثلٍ: (سَتَأْتِيكَ بِمَا فِي قَعْرِهَا المِقْدَحة) ، أَي يَظهر لَك مَا أَنت عَمٍ عَنهُ. (المِقْدَحُ) والمِقْدحة (: المِغْرَفة) . وَقَالَ جرير:
إِذا قِدْرُنَا يَوْمًا عَن النّار أُنزِلتْ
لنَا مِقْدحٌ مِنْهَا وللجار مِقْدَحُ
(والقَدْحُ والقادِحُ: إِكَالٌ يَقه فِي الشّجرِ والأَسنانِ) . والقَادِحُ: العَفَن، وَكِلَاهُمَا صِفةٌ غالبةٌ. قَالَ الأَصمعيّ: يُقَال وَقَع القَادَحُ فِي خعشَبَةِ بَيتِه، يعنِي الآكِل، وَقد قُدِحَ فِي السِّنّ والشّجرة وقُدِحَا قَدْحاً. وقَدَحَ الدُّودُ فِي الأَسنانِ والشّجَرِ قدْحاً، وَهُوَ تأَكُّلٌ يَقه فِيهِ.
(و) القادح: (الصَّدْعُ فِي العُودِ) ، والسَّوادُ الّذي يَظهر فِي الأَسنان، قَالَ جَميل:
رَمَى اللَّهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى
وَفِي الغُرِّ من أَنيابها بالقَوَادِحِ
وَيُقَال: عُودٌ قد قُدِحَ فِيهِ، إِذا وَقَعَ فيهِ القادحُ. (والقادِحَة: الدُّودة) الّتي تَأْكل السِّنَّ والشَّجَرَ، تَقول: قد أَسرعَتْ فِي أَسنانه القَوادِحُ.
(و) القُدْحَة، بالضَّمّ: مَا اقتُدِحَ، يُقَال، أَعطِني (قُدْحَة من المَرَق) ، أَي (غُرْفَة مِنْهُ) ، وبالفَتْح المَرّة الواحدةُ من الفعْل.
(و) من الْمجَاز: هُوَ أَطْيَشُ من (القَدُوح) ، كصَبور، هُوَ (الذُّبَاب، كالأَقْدَحِ) . قَالَ الشَّاعِر:
ولأَنتَ أَطْيشُ حِين تَغْدُو سَادراً
رَعِشَ الجَنَانِ من القَدُوحِ الأَقدَحِ وكلُّ ذبابٍ أَقْدَحُ، وَلَا تراهُ إِلاّ وكأَنّه يَقْدح بيدَيْهِ، كَمَا قَالَ عَنترةُ:
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بذِراعِهِ
قَدْحَ المُكِبِّ على الزِّنَادِ الأَجْذَمِ
(و) القَدْوح أَيضاً: (الرَّكِيُّ تُغْرَف) وَفِي نُسْخَة: تُغتَرف (باليَد) . وَفِي (الأَساس) : بِئرٌ قَدُوحٌ: لَا يُؤخَذ مَاؤُهَا إِلاّ غُرْفَةً.
(والقَدِيحُ: المَرَق، أَو مَا يَبْقَى فِي أَسفل القِدْرِ فيُغْرَف بجَهْدٍ) . وَفِي حَدِيث أُمّ زرع (تَقْدَحُ قِدْراً وتَنصِب أُخرَى) أَي تَغرِف. يُقَال قَدَحَ القِدْرَ إِذا غَرَفَ مَا فِيهَا. وقَدَحَ مَا فِي أَسفلِ القِدْر يَقْدَحه قَدْحاً فَهُوَ مَقدوحٌ وقَدِيح، إِذا غَرَفه بجَهْد. قَالَ النّابغة الذُّبيانيّ:
يَظَلُّ الإِمَاءُ يَبْتدِرْن قَدِيحَها
كَمَا ابتدرَتْ كَلْبٌ مِيَاهَ قُراقر
وَقَبله:
بقيّة قِدْرٍ من قُدُورٍ تُوُرِثتْ
لآلِ الجُلاَحِ كابِراً بعد كابِر
وَرَوَاهُ أَبو عُبيد: (كَمَا ابتَدَرَتْ سَعْدٌ) . وقُرَاقِرُ هُوَ لسَعْدِ هُذَيْمٍ وَلَيْسَ لكَلْبٍ.
(و) من الْمجَاز: (التَّقْدِيح: تَضْمِيرُ الفَرَسِ) ، وَقد قَدَّحَه: ضَمَّرَه. وخَيلٌ مُقَدَّحَةٌ على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول: ضامرةٌ كَأَنَّهَا ضُمِّرَت، فُعِلَ ذالك بهَا. (و) التّقديح: (غُؤُورُ العَيْنِ، كالقَدْح) ، يُقَال قَدَحَتْ عَينُه وقَدَّحَتْ: غَارَتْ، فَهِيَ مُقدِّحةٌ. وخَيلٌ مُقدَّحَة: غائرةُ العُيُون.
(والقِدْحَة، بِالكسر:) مشتقّ (من اقتداحِ النّاس) بالزَّند، قَالَه اللَّيْثِ (و) القَدْحَةُ (بالفَتْح للمَرَّة) الوَاحِدَةِ من الفَعْلِ، (وَمِنْه) فِي الحَدِيث: (لَو شَاءَ اللَّهُ لجَعَلَ لِلنّاسِ قَدْحَةَ ظُلمَةٍ كَمَا جَعلَ لَهُم قَدْحَةَ نُورٍ) . (والقدّاح، ككَتّانِ) : نَوْرُ النَّبَاتِقبْلَ أَن يَتَفَتَّح، اسمٌ كالقَذَّاف. وَقيل: هِيَ (أَطرافُ النَّبْتِ) من الوَرقِ (الغَضّ. و) قَالَ الأَزهريّ: القَدَّاحُ: (: أَرْآدٌ) جمع رِئْد، وَهُوَ فَرْخُ الشجَر، كَمَا سيأْتي (رَخْصَةٌ) ، أَي ناعِمة، (من الفِصْفِصة) ، عِراقِيّة. والواحدَة قَدّاحةٌ.
(و) القَدّاح (: ع فِي دِيَار) بني (تَميم) .
(واقتدح المَرَقَ و) قَدَحه: (غَرَفَه) بالمِقْدَحة. (و) اقتدَح (الأَمْرَ: دَبَّرَه) ونَظَرَ فِيه، (والاسمُ القِدْحَة، بِالْكَسْرِ) ، قَالَ عَمرُو بنُ العاصِ:
يَا قَاتَلَ اللَّهُ وَرْدَاناً وقَدْحَتَه
أَبْدَى لَعمرُكَ مَا فِي النَّفْسِ وَرْدَانُ
وَرْدَانُ: غُلامٌ لعَمْرو بن الْعَاصِ، استشاره فِي أَمر عليّ رَضِي الله عَنهُ وأَمْرِ معاوِيَةَ إِلى يَذهَب، فأَجابه وَرْدانُ بِمَا كَانَ فِي نفْسه، وَقَالَ لَهُ: الآخِرةُ مَعَ عليّ والدُّنيا مَعَ مُعاويَة، وَمَا أَراك تَخْتَار عَلَى الدُّنيا، فقالَ عَمرٌ وهاذا البَيتَ، ومَنْ رَوَاهُ: (وقَدْحَتَه) ، أَراد بِهِ مَرّةً وَاحِدَة. وَقَالَ ابْن الأَثير فِي شَرْحه: القِدْحَة: اسمُ الضَّرْبِ بالمِقْدَحَة، والقَدْحَةُ المَرّةُ. ضَرَبَهَا مَثلاً لاستخراجه بالنَّظَر حقيقةَ الأَمر.
(وذُو مُقَيْدِحَانَ ابْن أَلْهَانَ: قَيْلٌ) من الأَقْيَال الْحِمْيَريّةِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
وَمن أَمثالهم (اقْدَحْ بدِفْلَى فِي مَرْخ) يُضرَب للرّجل الأَديب الأَريب، قَالَه أَبو زَيد. قَالَ الأَزهَريّ: وزِنَادُ الدِّفلَي والمَرْخِ قَالَ الأَزهَريّ: وزِنَادُ الدِّفلَى والمَرْخِ كثيرةُ النّارِ لَا تَصْلِد. وقَدَحَ الشَّيْءُ فِي صدْرِي أَثّرَ، من ذالك. وَفِي حَدِيث عليّ كرَّم الله وَجهَه: (يَقْدَح الشَّكُّ فِي قَلْبه بأَوّلِ عارِضَة من شُبْهَة) . وَهُوَ من ذالك. وَيُقَال فِي مَثلٍ: (صَدَقني وَسْمَ قِدْحِه) أَي قَالَ الحقّ، قَالَه أَبو زيد. وَيَقُولُونَ: (أَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحك) ، أَي اعْرِفْ نَفسَك، وأَنشد:
ولاكنْ رَهْطُ أُمِّك من شُتَيمٍ
وَسْمَ قِدْحِكَ فِي القِدَاحِ وَمن الْمجَاز: قَدَحَ فِي سَاقِ أَخيه، إِذَا غَشَّه وعَمِلَ فِي شَيْءٍ يكرهُه. رَوَى الأَزهريّ عَن ابْن الأَعرابيّ: تَقول: فُلانٌ يفُتُّ فِي عَضُد فلانٍ ويَقْدَح فِي سَاقه، قَالَ: والعَضُد: أَهلُ بَيته. وساقُه: نَفْسُه. قَالَ الزِّمَخْشَرِيّ: وَهُوَ مستعارٌ من وُقُوعِ القَوَادِحِ فِي ساقِ الشَّجَرَة.
وقُدُوحُ الرَّحْلِ: عِيدانُه، لَا واحدَ لَهَا. قَالَ بِشرُ بن أَبي خازم: لَهَا قَرَدٌ كجَثْوِ النّمل جَعْدٌ
تَعَضُّ بهَا العَراقِي والقُدُوحُ
وَفِي الحَدِيث: (لَا تَجْعَلُوني كقَدَح الرَّاكبِ) أَي لَا تُؤخِّروني فِي الذِّكْر، لأَنّ الرَّاكِب يُعَلِّق قَدَحَه فِي آخرِ رَحْلِه عِنْد فَراغه مِن تَرْحالِه ويجعُله خلْفه، كَمَا قَالَ حَسّان:
كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكبِ القَدَحُ الفَرْدُ
وقَدَحْتُ العَيْنَ، إِذا أَخرَجْت مِنْهَا الماءَ الفاسِدَ. وقحَ خِتَامَ الخابِيَة قَدْحاً: فَضَّهُ، قَالَ لبيد:
أَغلى السِّبَاءَ بكُلِّ أَدْكَنَ عاتِقٍ
أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُها
وَفِي الْمثل: (هاذا ماءٌ لَا يَنَام قادِحُ) إِذا وُصِف بالقلَّة.
وَمن الْمجَاز: قادَحَه: ناظَرَه، وتَقادَحَا، وجَرَتْ بَيْنَهُمَا مُقادَحةٌ: مُقاذَعَةٌ، من القَدْح بمعنَى الطَّعن. وَمن الأَمثال: (أَضِيءْ لي أَقدَحْ لَك) ، أَي كُنْ لي أَكُنْ لَك.
وَفِي (الْمُضَاف) للثعالبيّ: قِدْحُ ابْن مُقْبِلٍ يُضْرَب مَثلاً فِي حُسْن الأَثر.
ودارة القَدّاح: مَوضِع، عَن كُراع، وَهُوَ من دِيارِ تَمِيم، وسيأْتي.

قدح

1 قَدَحَ الدُّودُ, (S, A,) [aor. ـَ inf. n. قَدْحٌ, (Lth, S, Mgh,) The worm, or worms, effected a cankering, or corrosion, (Lth, S, A, Mgh,) فِى

الشَّجَرِ, [in the trees], (Lth, S, Mgh,) or فِى العُودِ [in the wood], (A,) and فِى الأَسْنَانِ [in the teeth]. (Lth, S, A, Mgh.) And قُدِحَ and قُدِحَ فِيهِ, inf. n. as above, It (the tree, and the tooth,) became cankered, or corroded. (L.) b2: [Hence,] قَدَحَ فِيهِ, (Msb, K,) or فِى عِرْضِهِ, and فِى سَاقِهِ, (A,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. as above, (Msb,) from the incidency of the قَوَادِح [or canker-worms] in the سَاق [or stem] of the tree, (A,) (tropical:) He impaired, injured, detracted from, impugned, or attacked, his honour, or reputation; blamed, censured, or reproached, him; found fault with him; or spoke against him. (A, Msb, K.) And قَدَحَ فِى نَسَبِهِ (tropical:) He found fault with, or spoke against, his parentage, genealogy, or pedigree. (S, A, Msb.) And قَدَحَ فِى عَدَالَتِهِ (assumed tropical:) He impugned his rectitude as a witness, mentioning something that should have the effect of causing his testimony to be rejected. (Msb.) And قَدَحَ فِى سَاقِ أَخِيهِ (tropical:) He acted dishonestly, or insincerely, towards his brother, and did that which was displeasing to him, or that which he hated. (L, TA.) And فُلَانٌ يَفُتُّ فِى

عَضُدِ فُلَانٍ وَيَقْدَحُ فِى سَاقِهِ (assumed tropical:) [Such a one seeks to injure such a one by diminishing, or impairing, (in number or power) the people of his house, or his aiders, or assistants; and blames, censures, or reproaches, him]: by عَضُدِهِ being meant أَهْلِ بَيْتِهِ; and by نَفْسِهِ سَاقِهِ. (IAar, T. [See عَضُدٌ.]) b3: قَدَحَ فِى القِدْحِ, (A, K, TA,) aor. as above, (TA,) He (a maker of arrows, A) made a hole in [the end of] the [arrow in the state in which it is termed] قِدْح with the tang of the iron head [for the insertion of the said tang]: (A, K, TA:) which hole is termed ↓ مَقْدَحٌ. (A, TA.) b4: قَدَحَ خِتَامَ الخَابِيَةِ He broke the sealed clay upon the mouth of the [wine-jar called] خابية. (TA. [Accord. to the TA, a verse of Lebeed cited voce أَدْكَنُ presents an ex. of the verb in this sense: but see the explanation given in art. دكن.]) b5: قَدَحَ العَيْنَ [He (the operator termed ↓ قَدَّاح, A) performed upon the eye the operation of couching;] he extracted from the eye the corrupt fluid. (S, A. [See نَقَبَ العَيْنَ.]) b6: قَدَحَ النَّارَ, (S, L,) aor. and inf. n. as above, He struck, or produced, fire with a flint &c.: (L:) or قَدَحَ النَّارَ مِنَ الزَّنْدِ [or الزَّنْدَةِ i. e. He produced fire from the piece of stick, or wood, called زند, or rather from that called زندة]; as also ↓ اقتدحها: (A:) or قَدَحَ بِالزَّنْدِ, and ↓ اقتدح, (K,) or الزَّنْدَ ↓ اقتدح, (S,) He endeavoured to produce fire with the زند. (K.) اُحْنُ لِى أَقْدَحْ لَكَ [app. Bend thou to me branches and I will produce fire for thee to kindle them] is a prov., meaning كُنْ لِى أَكُنْ لَكَ [Be thou a helpmate for me and I will be a helpmate for thee]. (TA.) See also another prov. cited and expl. voce دِفْلَى. b7: قَدَحَ الشَّىْءُ فِى صَدْرِى (assumed tropical:) The thing made an impression in my bosom, or mind. (L.) b8: قَدَحَ, (S, A, L,) aor. and inf. n. as above; (L;) and ↓ اقتدح; (S, A, L, K;) He laded out broth [&c.] (S, A, L, K) with a ladle. (A.) and قَدَحَ القِدْرَ He laded out what was in the cookingpot. (L.) And قَدَحَ مَا فِى أَسْفَلِ القِدْرِ He laded out with pains what was in the bottom of the cooking-pot. (L.) And قَدَحَ مَا فِى أَسْفَلِ البِئْرِ [He laded out what was in the bottom of the well]. (A.) A2: قَدَحَتْ عَيْنُهُ, (S, A,) inf. n. قَدْحٌ; (K;) and ↓ قدّحت, (S,) inf. n. تَقْدِيحٌ; (K;) (assumed tropical:) His eye sank, or became depressed, (S, A, K,) so that it became like the قَدَح [q. v.]. (A. [See an ex. of the latter v. in a verse cited in the first paragraph of art. سلب.]) 2 قَدَّحَ see above, last explanation.

A2: قدّح فَرَسَهُ, (S,) inf. n. تَقْدِيحٌ, (K,) (tropical:) He made his horse lean, lank, or slender: (S, K, * TA:) or قَدَّحْتُ خَيْلِى, inf. n. as above, (tropical:) I made my horses to be [like the arrows termed] قِدَاح in slenderness. (A.) 3 مُقَادَحَةٌ is (tropical:) syn. with مُقَادَعَةٌ, [so in a copy of the A, an evident mistranscription for مُقَاذَعَةٌ, with ذ,] from القَدْحُ meaning “ the act of blaming, censuring,” &c., syn. الطَّعْنُ: thus in the saying, جَرَتْ بَيْنَهُمَا مُقَادَحَةٌ (tropical:) [A mutual reviling, and vying in foul, or unseemly, speech or language, occurred between them two]. (A.) b2: And قادحهُ signifies (tropical:) نَاظَرَهُ [app. as meaning جَادَلَهُ i. e. (tropical:) He contended in an altercation, or disputed, or litigated, with him: &c.]. (A.) 5 تقدّح: see 5 in art. قرح.6 تقاذحا (tropical:) [app. They contended in an altercation, or disputed, or litigated, each with the other]. (A: there immediately following قَادَحَهُ as meaning نَاظَرَهُ.) 7 انقدحت النَّارُ مِنَ العُودِ Fire was, or became, struck, or produced, from the wood, or stick. (L in art. صلد.) 8 إِقْتَدَحَ see 1, latter half, in three places. b2: اقتدح بِزَنْدِهِ is [also] a tropical phrase [meaning (tropical:) He endeavoured to avail himself of his (another's) instrumentality: or he availed himself thereof: see the phrase أَنَا مُقْتَدِحٌ بِزَنْدِكَ in art. زند]. (A.) b3: And اقتدح الأَمْرَ means (tropical:) He considered, and looked into, the affair, seeking to elicit what would be its issue, or result. (A, K, TA.) b4: See also 1, again; last quarter.10 استقدح زِنَادَهُ [lit. signifies He asked, or demanded, that his (another's) زِنَاد (pl. of زَنْدٌ q. v.) should produce fire: and] is a tropical phrase [meaning (tropical:) He asked, or demanded, that he might avail himself of his (another's) instrumentality]. (A.) قَدْحٌ and ↓ قَادِحٌ, [the former, in the CK, in this case, erroneously, with fet-h to the د,] A canker, or corrosion, incident in trees and in teeth: (L, K:) [the former is originally an inf. n.: and] each, in the sense here expl., an epithet in which the quality of a subst. predominates: (L:) [they are therefore more properly to be expl. as meaning a thing that cankers, or corrodes: and ↓ the latter signifies also rottenness, decay, corruption, or unsoundness: (L:) and blackness that appears in the teeth: (S:) and a crack, or fissure, in wood, or in a stick, or rod; (S, L, K;) and so the former word. (K.) b2: إبْرَةُ القَدْحِ: see مِقْدَحٌ.

قِدْحٌ An arrow, (S, Msb, K, &c.,) [i. e.] the pared wood, or rod, of an arrow, (Mgh,) before it has been furnished with feathers and a head: (S, Mgh, Msb, K, &c.:) or an arrow when straightened, and fit to be feathered and headed: (T, voce بَرِىٌّ, q. v.:) or a rod that has attained the desired state of growth, and been pruned, and cut according to the required length for an arrow: (AHn:) and [particularly] such as is used in the game called المَيْسِر: (S, L:) pl. قِدَاحٌ, (S, A, Mgh, L, K,) a pl. of mult., (TA,) and [of pauc., and accord. to the L of قِدْحٌ in the last of the senses expl. above,] أَقْدُحُ (S, L, K) and أَقْدَاحٌ (L, TA) and أَقَادِيحُ, (S, L, K,) which last is a pl. pl. [i. e. pl. of أَقْدَاحٌ]. (L.) [One says, in speaking of the arrows used in the game called ضَرَبَ بِالقِدَاحِ المَيْسِر, and ضَرَبَ القِدَاحَ: and in speaking of the two arrows used in practising sortilege, ضَرَبَ بِالقِدْحَيْنِ: see art. ضرب, p. 1778, col. iii.] صَدَقَنِى وَسْمَ قِدْحِهِ (tropical:) He told me truly what was the brand of his gaming-arrow] is a prov.; meaning he told me the truth: (A, * TA:) so says Az: (TA:) or it means he told me what was in his mind: the وسم of the قدح is the mark that denotes its share [of the slaughtered camel]; and the sign is sometimes made by means of fire. (Meyd.) And they say, أَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِكَ (tropical:) [See, or look at, the brand of thy gaming-arrow]; (TA;) which is [also] a prov.; (A;) meaning know thyself. (A, TA.) And قِدْحُ ابْنِ مُقْبِلٍ (assumed tropical:) [The gaming-arrow of Ibn-Mukbil, which seems to have been one remarkable for frequent good luck,] is a proverbial expression relating to goodness of effect. (TA.) قَدَحٌ [A drinking-cup or bowl;] a certain vessel (Msb, K) for drinking, (S, Mgh,) well known, (Msb,) large enough to satisfy the thirst of two men: (A 'Obeyd, K:) or a small one and a large one: (K:) [in the K voce عُلْبَةٌ, it is applied to a vessel used for milking, sometimes made of camel's skin and sometimes of wood: it was used for drinking and for milking:] pl. أَقْدَاحٌ. (S, Mgh, Msb, K.) It is said in a trad., لَا تَجْعَلُونِى كَقَدَحِ الرَّكِبِ [Make not ye me to be like the drinkingcup of the rider on a camel]; meaning, make not ye me to be last in being mentioned; because the rider on a camel suspends his قدح on the hinder part of his saddle when he is finishing the puttingon of his apparatus, (Mgh, TA,) placing it behind him. (TA.) b2: Also A certain measure of capacity, in Egypt, containing two hundred and thirty-two دَرَاهِم. (Es-Suyootee in his “ Husn el-Mohádarah. ” See إِرْدَبٌّ, in art. ردب.) قَدْحَةٌ A single act of striking, or producing, fire. (IAth, K, TA.) b2: And hence, (tropical:) An elicitation, by examination, of the real state or nature of a case or an affair. (IAth, TA.) b3: And A single act of lading out broth [&c. with a ladle]. (L, in so in the CK.) b4: See also what next follows.

قُدْحَةٌ A ladleful of broth: (S, L, K:) and some say that ↓ قَدْحَةٌ signifies the same. (L.) You say, أَعْطِنِى قُدْحَةً مِنْ مَرَقَتِكَ Give thou to me a ladleful of thy broth. (S.) قِدْحَةٌ The act of striking or producing, fire (IAth, K, TA) with the مِقْدَحَةٌ. (IAth, TA.) Hence the saying, لَوْ شَآءَ اللّٰهُ لَجَعَلَ لِلنَّاسِ قِدْحَةَ ظُلْمَةٍ كَمَا جَعَلَ لَهُمْ قِدْحَةَ نُورٍ [If God had willed, He had assigned to men the faculty of producing darkness, like as He has assigned to them the faculty of producing light]: (K, TA:) a trad. (TA.) b2: And [hence] (assumed tropical:) Consideration and examination of an affair, to elicit what may be its issue, or result. (K, TA.) قَدُوحٌ and ↓ أَقْدَحُ, (K,) or ↓ قَدُوحٌ أَقْدَحُ, (A,) (tropical:) The ذُبَاب [i. e. common fly, or flies]: (A, K, TA:) which one never sees otherwise than as though producing fire with the two fore legs [by rubbing them together like as one rubs together the زَنْد and the زَنْدَة]. (TA. [But in a verse cited by Meyd in his Proverbs, instead of القدوح ↓ الاقدح, we find القَدُوح الأَقْرَح; and he says that الأَقْرَحُ (q. v.) is from القُرْحَةُ, and that every ذُبَاب has upon its face a قُرْحَة (or white mark): see that verse in Freytag's Arab. Prov., ii. 48: and see also EM, p. 228.]) A2: قَدُوحٌ also signifies A well (رَكِىٌّ) of which the water is laded out with the hand: (S, K:) or a well (بِئْرٌ) of which the water is not taken otherwise than by successive ladings [with the hand]. (A.) قُدُوحٌ The pieces of wood of the [camel's saddle called] رَحْل [for which the TA has رمل, but the right reading is shown by the context]: a word having no singular. (TA.) قَدِيحٌ Broth: (K: [app. because laded out:]) or some broth remaining in the bottom of the cooking-pot: (A:) or what remains in the bottom of the cooking-pot and is laded out with pains; (S, L, K;) as also ↓ مَقْدُوحٌ. (L.) قِدَاحَةٌ The art, or craft, of making vessels such as are called أَقْدَاح [pl. of قَدَحٌ]. (K.) قَدَّاحٌ: see 1, latter half: b2: and see قَدَّاحَةٌ.

As an epithet applied to a زَنْد [q. v.], (K in art. خور,) it signifies That produces much fire. (TK in that art.) b3: See also مِقْدَحٌ.

A2: Also A maker of vessels such as are called أَقْدَاح [pl. of قَدَحٌ]. (K.) A3: And a subst. signifying The blossoms of plants before they open: (TA:) or the extremities of fresh, juicy, plants: (K:) or the extremities, consisting of fresh, juicy, leaves, of plants: (TA:) or soft, or tender, suckers or offsets, of [the species of trefoil, or clover, called] فِصْفِصَة: (Az, K, TA:) of the dial. of El-'Irák: n. un. ↓ قَدَّاحَةٌ. (TA.) قَدَّاحَةٌ A stone from which one strikes fire; (As, S, A, K;) and so ↓ قَدَّاحٌ. (T, S, K.) A2: See also قَدَّاحٌ, last sentence.

قَادِحٌ: see قَادِحَةٌ: b2: and see also قَدْحٌ, in two places. b3: هٰذَا مَآءٌ لَا يَنَامُ قَادِحُهُ [This is water of which the lader-out will not sleep] is said in describing such [water] as is little in quantity. (A, TA.) قَادِحَةٌ [A canker-worm;] the worm (Lth, S, Mgh, L, K) that cankers, or corrodes, trees and teeth: (Lth, * Mgh, * L, TA:) [coll. gen. n.

↓ قَادِحٌ; occurring in the K in art. خرب, &c.:] pl. قَوَادِحُ. (L.) One says, قَدْ أَسْرَعَتْ فِى أَسْنَانِهِ القَوَادِحِ [The canker-worms have quickly come into his teeth]. (L.) أَقْدَحُ: see قَدُوحٌ, in three places.

مَقْدَحٌ: see 1, in the middle of the paragraph.

مِقْدَحٌ [A couching-needle; called thus, and ↓ إِبْرَةُ القَدْحِ, in the present day. b2: Also], (K, and so in some copies of the S,) and ↓ مِقْدَحَةٌ, (A, TA, and so in other copies of the S,) and ↓ مِقْدَاحٌ, and ↓ قَدَّاحٌ, (K,) The thing (S, A, K) of iron (A, K) with which one strikes fire. (S, A, K.) b3: And the first, A ladle; (S, A, K;) as also ↓ مِقْدَحَةٌ. (A.) ↓ سَتَأْتِيكَ بِمَا فِى قَعْرَهَا المِقْدَحَةُ [The ladle will bring to thee what is in the bottom thereof] is a prov., meaning, that to which thou art blind will become apparent, or manifest, to thee. (A.) مِقْدَحَةٌ: see the next preceding paragraph, in three places.

خَيْلٌ مُقَدَّحَةٌ (tropical:) Horses that are lean, lank, or slender; as though made slender [like the arrows termed قِدَاح: see 2]. (TA.) عَيْنٌ مُقَدِّحَةٌ (assumed tropical:) An eye that is sunk or depressed [so as to be like the قَدَح: see 1, last signification]. (TA.) And خَبْلٌ مُقَدِّحَةٌ (assumed tropical:) Horses whose eyes are sunk or depressed. (TA.) مِقْدَاحٌ: see مِقْدَحٌ.

مَقْدُوحٌ, applied to broth: see قَدِيحٌ.

شَجَرٌ مُتَقَادِحٌ Trees having soft, weak, branches, which, when the wind puts them in motion, blaze forth with fire; but which when used for producing fire for a useful purpose, yield no fire at all: whence one says to him who has no ground of pretension to respect or honour, nor parentage, genealogy, or pedigree, of a sound quality, زَنْدَاكَ لِلْمُتَقَادِحِ (assumed tropical:) [lit. Thy two pieces of stick, or wood, for producing fire pertain to the trees that have soft and weak branches, &c.]. (TA.)
[قدح] القِدْحُ، بالكسر: السهم قبل أن يُراشَ ويُركَّب نصله. وقِدْحُ الميسرِ أيضاً. والجمع قِداحٌ وأقْداحٌ وأقاديح. قال أبو ذؤيب يصف إبلا: أما أولات الذرى منها فعاصبة * تجول بين مناقيها الاقاديح فعاصبة، أي مجتمعة. والذرى: الاسنمة. والقدح: واحد الاقداح التى للشرب. والمقدح: المغرقة. وقال :

لنا مِقْدَحٌ منها وللجارِ مِقْدَحُ * والمِقْدَحةُ: ما تقدح به النار. والقَدَّاحةُ والقَدَّاح: الحجر الذي يوري النار. وقَدَحْتُ المرق: غرفته. والقُدْحَةُ بالضم: الغرفة، يقال: أعطني قُدْحَةً من مَرَقَتِكَ. وقَدَحْتُ النار وقَدَحْتُ في نسبه، إذا طعنت. وقَدَحَ الدودُ في الأسنان والشجر قَدْحاً، وهو تأَكُّلٌ يقع فيه. والقادِحَةُ: الدودة. والقادِحُ: الصَدْعُ في العود، والسوادُ الذي يظهر في الأسنان. قال جميل: رمى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذى * وفي الغُرِّ من أنْيابِها بالقوادِحِ وقَدَحْتُ العين، إذا أخرجتَ منها الماء الفاسد. والقَديحُ: ما يبقى في أسفل القدر فيغرف بجهد. وقال الشاعر : فظل الاماء يبتدرن قديحها * كما ابتدرت كلب مياه قراقر وركى قدوح: تغرف باليد. وقَدَّحَتْ عينه وقَدَحَتْ أيضاً مخففة، إذا غارت. وقدح فرسه تقديحاً: ضمَّره. واقتدحْتُ الزنْدَ. واقتدحْتُ المرق: غرفته.

قرقم

قرقم: مقرقم: ضامر، نحيف، هزيل. (بوشر).

قرقم


قَرْقَمَ
a. Fed badly, stinted (child).
مُقَرْقَم [ N.
P.
a. I], Badly fed; measly, puny (child).
قرقم: قُرْقِمَ الغلام فهو مُقَرْقَمٌ، إذا أسيء غذاؤه. 
[قرقم] المُقَرْقَمُ: الذي لا يشبّ، وتسميه الفرس " شيرزده ". ويقال: قرقمت الصبيَّ، إذا أسأتَ غِذاءه. قال الراجز:

مقرقمين وعجوزا سملقا

قرقم: القَرْقَمةُ: ثيابُ كتانٍ بيض. والمُقَرْقَم: البطيء الشباب الذي

لا يَشِبُّ، وتسميه الفرس شِيرَزْدَهْ، وقيل: السيِّء الغِذاء، وقد

قَرْقَمَه؛ قال الراجز:

أَشْكُو إِلى اللهِ عِيالاً دَرْدَقا،

مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلَقا

وقُرْقِمَ الصبي إِذا أُسِيء غِذاؤه. قال ابن بري: قال ابن الأَعرابي هو

بالسين غير المعجمة أَحب إِلي من الشين معجمة، قال: ورواه أَبو عبيد

وكراع شملقا بالشين المعجمة، قال: وردّه علي بن حمزة وقال هو بالسين

المهملة، وفسره بأَن قال: العجوز السَّمْلَق هي التي لا خير عندها مأْخوذ من

السَّمْلَق وهي الأَرض التي لا نبات بها، قال: وأَما أَبوعبيد فإِنه فسره

بأَنها السيئة الخُلُق، وذلك بالشين المعجمة. وحكى عمرو عن أَبيه: شَمْلق

وسَمْلق، بالشين والسين؛ وحكى عنه أَيضاً شَمَلَّق وسَمَلَّق، وفي بعض

الخبر: ما قَرْقَمَني إِلا الكَرَمُ أَي إِنما جئت ضاوِياً لكَرَم آبائي

وسَخائهم بطعامهم عن بطونهم. وفي المحكم: القِرْقِم الحَشَفة؛ قال

الأَزهري: ولا أَعرفه؛ أَنشد أَبو عمرو لابن سعد المعني:

بِعَيْنَيْكَ وَغْفٌ، إِذْ رَأَيتَ ابن مَرْثَدٍ

يُقَسْبِرُها بِفِرْقِمٍ يَــتَرَبَّدُ

ويروى: يَتَزَبَّدُ.

قرقم

(القِرْقِمُ، بِالكَسْرِ: حَشَفَةُ الذَّكَرِ) ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه: وَقَالَ الأزْهَرِيُّ: وَلَا أَعْرِفه، وأنشَدَ أبُو عَمْرٍ ولأَبِي سَعْدٍ المَعْنِيّ:
(بِعَيْنَيْكَ وَغْفٌ إِذْ رَأَيتَ ابنَ مَرْثَدٍ ... يُقَسْبِرُهَا بِقِرْقِمٍ يَتَزَبَّدُ)

(والمُقَرْقَمُ - بِفَتْحِ القَافَيْن - الَّذِي لَا يَشِبُّ) هُوَ البَطِىءُ الشَّبَابِ يُسَمِّيهِ الفُرْسُ شِيرَزْدَهْ، كمَا فِي الصِّحاحِ.
(وقَرْقَم الصَّبِيَّ: أَسَاءَ غِذَاءَهُ) ، وَفِي بَعْضِ الخَبَرِ: " مَا قَرْقَمَنِي إلاّ الكَرَمُ "، أَيْ: إِنَّمَا جِئْتُ ضَاوِيًا لكَرَمِ آبائِي وسَخائِهم [بطعامهم] عَن بُطُونِهم، قَالَ الرَّاجِزُ:
(أَشْكُو إِلَى اللهِ عِيَالاً دَرْدَقَا ... )

(مُقَرْقَمِيَن وعَجُوزًا سَمْلَقا ... )
وَقد ذُكِرَ فِي السِّينِ والقَافِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
القَرْقَمَةُ: ثِيَابُ كَتَّانٍ بِيضٌ.
وتَقَرْقَمَ الوَحْشُ فِي وِجَارِه: تَقَبَّضَ، نَقلَه ابنُ القَطَّاع.
والقَرْقَمَانُ: اسْمٌ لِمَا يُسَوِّسُ فِي وسَطِ الأخْشَابِ العَتِيقَةِ، وَقد يُخَصُّ بِمَا فِي ذَلِك دَاخِلَ المُقْلِ، ذَكَره الأطِبَّاءُ.
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:

طرق

طرق: روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال:

الطَّرْق والعِيَافَةُ من الجِبْتِ؛ والطَّرْقُ: الضرب بالحصى وهو ضرب

من التَّكَهُّنِ. والخَطُّ في التراب: الكَهانَةُ. والطُّرَّاقُ:

المُتكَهِّنُون. والطَّوارِقُ: المتكهنات، طَرَقَ يَطْرُقُ طَرْقاً؛ قال

لبيد:لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَّوَارِقُ بالحصى، * ولا زَاجِراتُ الطير ما اللهُ صَانِعُ

واسْتَطْرَقَهُ: طلب منه الطَّرْقَ بالحصى وأَن ينظر له فيه؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

خَطَّ يدِ المُسْتَطْرَقِ المَسْؤولِ

وأَصل الطَّرْقِ الضرب، ومنه سميت مِطْرقَة الصائغ والحدّاد لأَنه

يَطْرقُ بها أَي يضرب بها، وكذلك عصا النَّجَّاد التي يضرب بها الصوفَ.

والطَّرقُ: خطّ بالأَصابع في الكهانة، قال: والطَّرْقُ أَن يخلط الكاهن القطنَ

بالصوف فَيَتَكهَّن. قال أَبو منصور: هذا باطل وقد ذكرنا في تفسير

الطَّرْقِ أَنه الضرب بالحصى، وقد قال أَبو زيد: الطَّرْقُ أَن يخط الرجل في

الأَرض بإِصبعين ثم بإِصبع ويقول: ابْنَيْ عِيانْ، أَسْرِعا البيان؛ وهو

مذكور في موضعه. وفي الحديث: الطِّيَرَةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من

الجِبْتِ؛ الطرقُ: الضرب بالحصى الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخَطُّ في

الرمل.وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعود يَطْرُقُه طَرْقاً: ضربه، واسم ذلك

العود الذي يضرب به المِطْرَقةُ، وكذلك مِطْرَقَةُ الحدّادين. وفي الحديث:

أَنه رأَى عجوزاً تَطْرُقُ شَعراً؛ هو ضرب الصوف والشعر بالقضيب

لَينْفشا. والمِطْرَقة: مِضْربة الحداد والصائغ ونحوهما؛ قال رؤبة:

عَاذِل قد أُولِعْتِ بالتَّرقِيشِ

إِليَّ سِراًّ، فاطْرُقي ومِيشِي

التهذيب: ومن أَمثال العرب التي تضرب للذي يخلط في كلامه ويتفنن فيه

قولهم: اطْرُقي ومِيشِي. والطَّرْق: ضرب الصوف بالعصا. والمَيْشُ: خلط الشعر

بالصوف. والطَّرْق: الماء المجتمع الذي خيضَ فيه وبِيل وبُعِرَ فكَدِر،

والجمع أَطْرَاق. وطَرَقَت الإِبل الماء إِذا بالت فيه وبعرت، فهو ماء

مَطْرُوق وطَرْقٌ. والطَّرْقُ والمَطرُوق أَيضاً: ماء السماء الذي تبول فيه

الإِبل وتَبْعَرُ؛ قال عدي بن زيد:

ودَعَوْا بالصَّبُوح يوماً، فجاءَتْ

قَيْنَةٌ في يمينها إِبْريقُ

قدَّمَتْهُ على عُقارٍ، كعَيْن الـ

ـدّيكِ، صَفَّى سُلافَها الرَّاووقُ

مُزَّةٍ قبل مَزْجِها، فإِذا ما

مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمَها مَنْ يَذُوقُ

وطَفَا فوقها فَقَاقِيعُ، كاليا

قوت، حُمْرٌ يَزينُها التَّصفيقُ

ثم كان المِزَاجُ ماءَ سحاب

لا جَوٍ آجِنٌ، ولا مَطْرُوقُ

ومنه قول إِبراهيم في الوضوء بالماء: الطَّرْقُ أَحَبُّ إليَّ من

التَّيَمُّم؛ هو الماء الذي خاضت فيه الإِبل وبالت وبعرت. والطَّرْق أَيضاً:

ماء الفحلِ. وطرَقَ الفحلُ الناقة يَطْرُقها طَرْقاً وطُروقاً أَي قَعا

عليها وضربها. وأَطْرَقه فحلاً: أَعطاه إِياه يضرب في إِبله، يقال:

أَطرِقْني فحلَك أَي أَعِرْني فحلك ليضرب في إِبلي. الأَصمعي: يقول الرجل للرجل

أَعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ أَي ماءه وضِرابَهُ؛ ومنه يقال: جاء فلان

يَسْتَطْرِقُ ماءَ طَرْقٍ. وفي الحديث: ومِنْ حقِّها إِطْراقُ فحلِها أَي

إِعارته للضراب، واسْتطْراق الفحل إِعارته لذلك. وفي الحديث: من أَطْرَقَ

مسلماً فَعَقّتْ له الفرسُ؛ ومنه حديث ابن عمر: ما أُعْطيَ رجلٌ قطّ

أَفضلَ من الطَّرْقِ، يُطْرِق الرجلُ الفحل فيُلْقِح مائة فَيَذْهبُ

حَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي يحوي أَجره أَبَدَ الآبِدينَ، ويُطْرِقُ أَي يعير فحله

فيضرب طَرُوقَة الذي يَستَطْرِقه. والطَّرْقُ في الأَصل: ماء الفحل، وقيل: هو

الضِّرابُ ثم سمي به الماء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: والبيضة منسوبة

إِلى طَرْقِها أَي إِلى فحلها. واسْتَطْرَقَهُ فحلاً: طلب منه أَن

يُطْرِقَهُ إِياه ليضرب في إِبله. وطَرُوقَةُ الفحل: أُنثْاه، يقال: ناقة

طَرُوقَةُ الفحل للتي بلغت أَن يضربها الفحل، وكذلك المرأَة. وتقول العرب:

إِذا أَردت أَن يُشْبهك ولَدُك فأَغْضِب طَرُوقَتَك ثم ائتِْها. وفي

الحديث: كان يُصْبِحُ جنباً من غير طَرُوقَةٍ أَي زوجة، وكل امرأة طَرُوقَةُ

زوجها، وكل ناقة طَرُوقَةُ فحلها، نعت لها من غير فِعْلٍ لها؛ قال ابن

سيده: وأَرى ذلك مستعاراً للنساء كما استعار أَبو السماك الطَّرْق في

الإِنسان حين قال له النجاشي: ما تَسْقِنيي؟ قال: شراب كالوَرْس، يُطَيْب النفس،

ويُكْثر الطَّرْق، ويدرّ

في العِرْق، يشدُّ العِظام، ويسهل للفَدْم الكلام؛ وقد يجوز أَن يكون

الطَّرْقُ وَضْعاً في الإِنسان فلا يكون مستعاراً. وفي حديث الزكاة في

فرائض صدَقات الإِبل: فإِذا بلغت الإِبل كذا ففيها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفحل؛

المعنى فيها ناقة حِقَّةٌ يَطْرقٌ الفحلُ مثلها أَي يضربها ويعلو مثلها

في سنها، وهي فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعولة أَي مركوبة للفحل. ويقال

للقَلُوصِ التي بلغت الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل: هي

طَرْوقَتُه. ويقال للمتزوج: كيف وجدتَ طَرُوقَتَك؟ ويقال: لا أَطْرَقَ اللهُ

عليك أَي لا صَيَّر لك ما تَنكْحِه. وفي حديث عمرو بن العاص: أَنه قَدِم

على عمر، رضي الله عنه، من مصر فجرَى بينهما كلام، وأَن عمر قال له: إِن

الدجاجة لتَفْحَصُ في الرماد فَتَضَعُ لغير الفحل والبيضة منسوبة إِلى

طَرْقها، فقام عمرو مُــتَرَبَّدَ

الوجه؛ قوله منسوبة إِلى طَرْقها أَي إِلى فحلها، وأَصل الطَّرْق

الضِّرَاب ثم يقال للضارب طَرْقٌ بالمصدر، والمعنى أَنه ذو طَرْقٍ؛ قال الراعي

يصف إِبلاً:

كانَتْ هَجائِنُ مُنْذرٍ ومُحٍرَّقٍ

أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا

أَي كان ذو طَرْقِها فحلاً فحيلاً أَي منجباً. وناقة مِطْراق: قريبة

العهد بطَرق الفحل إِِياها. والطَّرْق: الفحل، وجمعه طُرُوقٌ وطُرَّاقٌ؛ قال

الشاعر يصف ناقة:

مُخْلفُ الطُّرَّاقِ مَجهُولَةٌ،

مُحْدِثٌ بعد طِرَاقِ اللُّؤَم

قال أَبو عمرو: مُخْلِفُ الطُّرَّاق: لم تلقح، مجهولة: محرَّمة الظهر لم

تُرْكَبْ ولم تُحْلَبْ، مُحْدِث: أَحدثتِ لِقاحاً، والطِّراق: الضِّراب،

واللؤام: الذي يلائمها. قال شمر: ويقال للفحل مُطْرِق؛ وأَنشد:

يَهَبُ النَّجِيبَةَ والنَّجِيبَ، إِذا شَتَا،

والبازِلَ الكَوْمَاء مثل المُطْرِق

وقال تيم:

وهل تُبْلغَنِّي حَيْثُ كانَتْ دِيارُها

جُمالِيَّةٌ كالفحل، وَجنْاءُ مُطْرِقُ؟

قال: ويكون المُطْرِقُ من الإِطْراقِ أَي لا تَرْغو ولا تَضِجّ. وقال

خالد بن جنبة: مُطْرِقٌ من الطَّرْق وهو سرعة المشي، وقال: العَنَقُ

جَهْدُ الطَّرْق؛ قال الأَزهري: ومن هذا قيل للراجل مُطْرِق وجمعه

مَطَارِيقُ، وأَما قول رؤبة:

قَوَارِباً من واحِفٍ بعد العَنَقْ

للعِدِّ، إِذ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ

فهي مناقع المياه تكون في بحائر الأَرض. وفي الحديث: نهى المسافر أَن

يأْتي أَهله طُروقاً أَي ليلاً، وكل آتٍ بالليل طَارِقٌ، وقيل: أَصل

الطُّروقِ من الطَّرْقِ وهو الدَّق، وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دَق

الباب. وطَرَق القومَ يَطْرُقُهم طَرْقاً وطُروقاً: جاءَهم ليلاً، فهو

طارِقٌ. وفي حديث عليّ، عليه السلام: إِنها حَارِقةٌ طارِقةٌ أَي طَرَقَتْ

بخير. وجمع الطارِقَةِ طَوارِق. وفي الحديث: أَعوذ بك من طَوارِقِ الليل

إِلا طارِقاً يَطْرُقُ بخير. وقد جُمع طارِقٌ على أَطْراقٍ مثل ناصرٍ

وأَنصار؛ قال ابن الزبير:

أَبَتْ عينُه لا تذوقُ الرُّقاد،

وعاوَدها بعضُ أَطْراقِها

وسَهَّدَها، بعد نوع العِشاء،

تَذَكُّرُ نَبْلِي وأَفْواقِها

كنى بنبله عن الأقارب والأَهل. وقوله تعالى: والسماء والطَّارِقِ؛ قيل:

هو النجم الذي يقال له كوكب الصبح، ومنه قول هند بنت عتبة، قال ابن بري:

هي هند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإِيادي قالت يوم أُحد تحض على

الحرب:نَحْنُ بناتُ طارِق،

لا نَنْثَني لِوامِق،

نَمْشي على النَّمارِق،

المِسْكُ في المَفَارِق،

والدُّرُّ في المَخانِق،

إِن تُقْبِلوا نُعانِق،

أَو تُدْبِرُوا نُفارِق،

فِراقَ غَيرِ وامِق

أَي أَن أَبانا في الشرف والعلو كالنجم المضيء، وقيل: أَرادت نحن بنات

ذي الشرف في الناس كأَنه النجم في علو قدره؛ قال ابن المكرم: ما أَعرف

نجماً يقال له كوكب الصبح ولا سمعت من يذكره في غير هذا الموضع، وتارة يطلع

مع الصبح كوكب يُرَى مضيئاً ، وتارة لا يطلُع معه كوكب مضيء، فإِن كان

قاله متجوزاً في لفظه أَي أَنه في الضياء مثل الكوكب الذي يطلع مع الصبح

إِذا اتفق طلوع كوكب مضيء في الصبح، وإِلا فلا حقيقة له. والطَّارِقُ:

النجم، وقيل: كل نجم طَارِق لأَن طلوعه بالليل؛ وكل ما أَتى ليلاً فهو طارِق؛

وقد فسره الفراء فقال: النجم الثّاقِب. ورجل طُرَقَةٌ، مثال هُمَزَةٍ،

إِذا كان يسري حتى يَطْرُق أَهله ليلاً. وأَتانا فلان طُروقاً إِذا جاء

بليل. الفراء: الطَّرَقُ في البعير ضعف في ركبتيه. يقال: بعير أَطرَقُ

وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَقِ، والطَّرَقُ ضعف في الركبة واليد، طَرِقَ

طَرَقاً وهو أَطْرَقُ، يكون في الناس والإِبل؛ وقول بشر:

ترى الطِّرَقَ المُعَبَّدَ في يَدَيْها

لكَذَّان الإكَامِ، به انْتِضالُ

يعني بالطَّرَق المُعَبَّد المذلل، يريد ليناً في يديها ليس فيه جَسْوٌ

ولا يبس. يقال: بعير أَطْرَق وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَق في يديها

لين، وفي الرَّجل طَرْقَةٌ وطِراقٌ وطِرِّيقَةٌ أَي استرخاء وتكسر ضعيف

ليِّن؛ قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته:

ولا تَحْلَيْ بمَطْرُوقٍ، إِذا ما

سَرى في القَوْم، أَصبح مُسْتَكِينَا

وامرأَة مَطْروقَةٌ: ضعيفة ليست بمُذكًّرَة. وقال الأَصمعي: رجل

مَطْروقٌ أَي فيه رُخْوَةٌ وضعف، ومصدره الطِّرِّيقةُ، بالتشديد. ويقال: في ريشه

طَرَقٌ أَي تراكب. أَبو عبيد: يقال للطائر إِذا كان في ريشه فَتَخٌ، وهو

اللين: فيه طَرَقٌ. وكَلأٌ مَطْروقٌ: وهو الذي ضربه المطر بعد يبسه.

وطائر فيه طَرَقٌ أَي لين في ريشه. والطَّرَقُ في الريش: أَن يكون بعضُها

فوق بعض. وريش طِرَاقٌ إِذا كان بعضه فوق بعض؛ قال يصف قطاة:

أَمّا القَطاةُ، فإِنِّي سَوْفَ أَنْعَتُها

نعْتاً، يُوافِقُ نَعْتي بَعْضَ ما فيها:

سَكَّاءٌ مخطومَةٌ، في ريشها طَرَقٌ،

سُود قوادمُها، صُهْبٌ خَوافيها

تقول منه: اطَّرقَ جناحُ الطائر على افْتَعَلَ أَي التف. ويقال:

اطَّرَقَت الأَرض إِذا ركب التراب بعضه بعضاً. والإِطْراقُ: استرخاء العين.

والمُطْرِقُ: المسترخي العين خِلقةً. أَبو عبيد: ويكون الإِطْراقُ الاسترخاءَ

في الجفون؛ وأَنشد لمُزَِّدٍ يرثي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:

وما كُنْت أَخْشَى أَن تكونَ وفاتُه

بِكَفَّيْ سَبَنْتى أَزرقِ العينِ مُطْرِقِ

والإِطْراقُ: السكوت عامة، وقيل: السكوت من فَرَقٍ. ورجل مُطْرِقٌ

ومِطْراقٌ وطِرِّيق: كثير السكوت. وأَطْرَقَ الرجل إِذا سكت فلم يتكلم،

وأَطْرَقَ أيضاً أَي أَرخى عينيه ينظر إِلى الأَرض. وفي حديث نظر الفجأَة:

أَطْرِق بصَرك، الإِطْراقُ: أَن يُقْبل ببصره إِلى صدره ويسكت ساكناً؛ وفيه:

فأَطْرَقَ ساعة أَي سكت، وفي حديث آخر: فأَطْرَقَ رأْسَه أَي أَماله

وأَسكنه. وفي حديث زياد: حتى انتهكوا الحَرِيمَ ثم أَطْرَقُوا وراءكم أَي

استتروا بكم.

والطِّرِّيقُ: ذَكَر الكَرَوان لأَنه يقال أَطْرِقْ كَرَا فيَسْقط

مُطْرِقاً فيُؤخذ. التهذيب: الكَرَوان الذكر اسمه طِرِّيق لأَنه إِذا رأَى

الرجل سقط وأَطْرَق، وزعم أَبو خيرة أَنهم إِذا صادوه فرأَوه من بعيد

أَطافوا به، ويقول أَحدهم: أَطْرِقْ كَرَا إِنك لا تُرى، حتى يتَمَكن منه

فيُلقي عليه ثوباً ويأْخذه؛ وفي المثل:

أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا

إِنَّ النَّعامَ في القُرَى

يضرب مثلاً للمعجب بنفسه كما يقال فَغُضَّ الطرْفَ، واستعمل بعض العرب

الإِطراق في الكلب فقال:

ضَوْرِيّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها،

يُطْرِقُ كلبُ الحيِّ مِن حِذارِها

وقال اللحياني: يقال إِنَّ تحت طِرِّيقتِك لَعِنْدأْوةً؛ يقال ذلك

للمُطْرق المُطاوِل ليأْتِي بداهية ويَشُدّ شَدّة ليثٍ غيرِ مُتّعقٍ، وقيل

معناه أَي إِن في لينِه أَي إِنَّ تحت سكوتك لَنَزْوةً وطِماحاً،

والعِنْدَأْوةُ أَدْهى الدَّواهي، وقيل: هو المكر والخديعة، وهو مذكور في

موضعه.والطُّرْقةُ: الرجل الأَحْمَق. يقال: إِنه لَطُرْقةٌ ما يحسن يطاق من

حمقه.

وطارَقَ الرجلُ بين نعلين وثوبين: لَبِس أَحدَهما على الآخر. وطارَقَ

نعلين: خَصَفَ إِحدَاهما فوق الأُخرى، وجِلْدُ النعل طِراقُها. الأَصمعي:

طارَقَ الرجلُ نعليه إِذا أَطبَقَ نعلاً على نعل فخُرِزَتا، وهو

الطَّرّاق، والجلدُ الذي يضربها به الطِّراقُ؛ قال الشاعر:

وطِرَاقٌ من خَلْفِهِنّ طِراقٌ،

ساقِطاتٌ تَلْوي بها الصحراءُ

يعني نعال الإِبل. ونعل مُطارَقة أَي مخصوفة، وكل خصيفة طِراقٌ؛ قال ذو

الرمة:

أَغبْاشَ لَيْلِ تمامٍ، كانَ طارَقَه

تَطَخْطُخُ الغيمِ، حتى ما لَه جُوَبُ

وطِرَاقُ النعل: ما أُطْبِقَت عليه فخُرِزَتْ به، طَرَقَها يَطْرُقُها

طَرْقاً وطارَقَها؛ وكل ما وضع بعضه على بعض فقد طُورِقَ وأَطْرقَ.

وأَطْراقُ البطن: ما ركب بعضه بعضاً وتَغَضَّنَ. وفي حديث عمر: فلِبْسْتُ

خُفَّيْنِ مُطارَقَيْنِ أَي مُطبْقَينِ واحداً فوق الآخر. يقال: أَطْرَقَ

النعلَ وطارَقَها.

وطِرَاقُ بيضةِ الرأْس: طبقاتٌ بعضها فوق بعض. وأَطراقُ القربة:

أَثناؤها إِذا انْخَنَثَتْ وتثنَّتْ، واحدها طَرَقٌ. والطَّرَقُ ثِنْيُ القربة،

والجمع أَطرْاقٌ وهي أَثناؤها إِذا تَخَنَّثَتْ وتثنَّتْ. ابن الأَعرابي:

في فلان طَرْقة وحَلَّة وتَوضِيع إِذا كان فيه تخنُّث. والمَجَانّ

المُطْرَقَة: التي يُطْرَق بعضُها على بعض كالنَّعْل المُطْرَقة المَخصُوفة.

ويقال: أُطْرِقَت بالجلْد والعصَب أَي أُلْبِسَت، وتُرْس مُطْرَق.

التهذيب: المَجانُّ المُطْرَقة ما يكون بين جِلْدين أَحدهما فوق الآخر، والذي

جاءَ في الحديث: كأَنَّ وُجوهَهم المَجانَّ المُطْرَقة أَي التِّراس التي

أُلْبِسَتِ العَقَب شيئاً فوق شيء؛ أَراد أَنهم عِراضُ الوُجوه غِلاظها؛

ومنه طارَق النعلَ إِذا صيَّرها طاقاً فوق طاقٍ وركَب بعضها على بعض،

ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير، والأَول أَشهر. والطِّراق: حديد يعرَّض

ويُدار فيجعل بَيْضة أَو ساعِداً أَو نحوَه فكل طبقة على حِدَة طِراق.

وطائر طِراق الريش إِذا ركب بعضُه بعضاً؛ قال ذو الرمة يصف بازياً:

طِرَاق الخَوافي، واقِعٌ فَوْقَ ريعهِ،

نَدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَفْرَقُ

وأَطْرَق جَناح الطائر: لَبِسَ الريش الأَعلى الريش الأَسفل. وأَطْرَق

عليه الليل: ركب بعضُه بعضاً؛ وقوله:

. . . . . . . . ولم

تُطْرِقْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ

(* قوله «ولم تطرق إلخ» تقدم انشاده في مادة سلطح:

أنت ابن مسلنطح البطاح ولم * تعطف عليك الحني والولج.)

أَي لم يوضَع بعضُه على بعض فتَراكَب. وقوله عز وجل: ولقد خلقنا فوقكم

سبعَ طَرائق؛ قال الزجاج: أَراد السمواتِ السبع، وإِنما سميت بذلك

لتراكُبها، والسموات السبع والأرضون السبع طَرائِقُ بعضُها فوق بعض؛ وقال

الفراء: سبْعَ طرائق يعني السموات السبع كلُّ سماء طَرِيقة.

واختضَبَت المرأَة طَرْقاً أَو طَرْقين وطرْقَة أَو طَرْقَتَينِ يعني

مرة أَو مرتين، وأَنا آتيه في النهار طََرْقة أَو طَرْقَتَين أَي مرَّة أَو

مرَّتين. وأَطْرَق إِلى اللهْو: مال؛ عن ابن الأعرابي.

والطَّرِيقُ: السبيل، تذكَّر وتؤنث؛ تقول: الطَّريق الأَعظم والطَّريق

العُظْمَى، وكذلك السبيل، والجمع أَطْرِقة وطُرُق؛ قال الأَعشى:

فلمّا جَزَمتُ به قِرْبَتي،

تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفَا

وفي حديث سَبْرة: أَن الشيطان قَعَد لابن آدم بأَطْرِقة؛ هي جمع طريق

على التذكير لأَن الطريق يذكَّر ويؤنث، فجمعه على التذكير أَطْرِقة كرغيف

وأَرْغِفة، وعلى التأْنيث أَطْرُق كيمين وأَيْمُن. وقولهم: بَنُو فلان

يَطَؤُهم الطريقُ؛ قال سيبويه: إِنما هو على سَعَة الكلام أَي أَهلُ الطريق،

وقيل: الطريق هنا السابِلةُ

فعلى هذا ليس في الكلام حذف كما هو في القول الأول، والجمع أَطْرِقة

وأَطْرِقاء وطُرُق، وطُرُقات جمع الجمع؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

يَطَأُ الطَّرِيقُ بُيُوتَهم بِعيَاله،

والنارُ تَحْجُبُ والوُجوه تُذالُ

فجعل الطَّرِيقَ يَطَأُ بِعياله بيوتَهم، وإِنما يَطَأُ بيوتَهم أَهلُ

الطَّرِيق.

وأُمُّ الطَّرِيق: الضَّبُع؛ قال الكُمَيْت:

يُغادِرْنَ عَصْبَ الوالِقيّ وناصِحٍ،

تَخُصُّ به أُمُّ الطَّريقِ عِيالَها

الليث: أُمُّ طَريق هي الضَّبُع إِذا دخل الرجل عليها وِجارَها قال

أَطْرِقي أُمَّ طرِيق ليست الضَّبُع ههنا.

وبناتُ الطَّرِيق: التي تفترق وتختلِف فتأْخذ في كل ناحية؛ قال أَبو

المثنى بن سَعلة الأَسدي:

أِرْسَلْت فيها هَزِجاً أَصْواتُهُ،

أََكْلَف قَبْقَابَ الهَدِيرِ صاتُهُ،

مُقاتِلاً خالاته عَمّاتُهُ،

آباؤُه فيها وأُمَّهاتُهُ،

إِذا الطَّرِيقُ اختلفَتْ بَناتُهُ

وتَطَرَّقَ إِلى الأَمر: ابتغى إِليه طَريقاً. والطريق: ما بين

السِّكَّتَينِ من النَّخْل. قال أَبو حنيفة: يقال له بالفارسية

الرَّاشْوان.والطَّرُيقة: السِّيرة. وطريقة الرجل: مَذْهبه. يقال: ما زال فلان على

طَرِيقة واحدة أَي على حالة واحدة. وفلان حسن الطَّرِيقة، والطَّرِيقة

الحال. يقال: هو على طَرِيقة حسَنة وطَريقة سَيِّئة؛ وأَما قول لَبِيد

أَنشده شمر:

فإِنْ تُسْهِلوا فالسِّهْل حظِّي وطُرْقَني،

وإِِنْ تُحْزِنُوا أَرْكبْ بهم كلَّ مَرْكبِ

قال: طُرْقَتي عادَتي. وقوله تعالى: وأَنْ لَوِ اسْتَقاموا على

الطَّرِيقة؛ أَراد لَوِ استقاموا على طَرِيقة الهُدى، وقيل، على طَريقة الكُفْر،

وجاءت معرَّفة بالأَلف واللام على التفخيم، كما قالوا العُودَ للمَنْدَل

وإِن كان كل شجرة عُوداً. وطَرائقُ الدهر: ما هو عليه من تَقَلُّبه؛ قال

الراعي:

يا عَجَباً للدَّهْرِ شَتَّى طَرائِقُهْ،

ولِلْمَرْءِ يَبْلُوه بما شاء خالِقُهْ

كذا أَنشده سيبويه يا عجباً منوناً، وفي بعض كتب ابن جني: يا عَجَبَا،

أَراد يا عَجَبي فقلب الياء أَلفاً لمدِّ الصَّوْت كقوله تعالى: يا

أَسَفَى على يوسف. وقولُه تعالى: ويَذْهَبا بطَرِيقَتكُم المُثْلى؛ جاء في

التفسير: أَن الطَّرِيقة الرجالُ

الأَشراف، معناه بجَماعِتكم الأَشراف، والعرب تقول للرجل الفاضل: هذا

طَرِيقَة قومِه، وطَرِيقَة القوم أَماثِلُهم وخِيارُهُم، وهؤلاء طَرِيقةُ

قومِهم، وإِنَّما تأْويلُه هذا الدي يُبْتَغَى أَن يجعلَه قومُه قُدْوةً

ويسلكوا طَرِيقَته. وطَرائِقُ قومِهم أَيضاً: الرجالُ الأشراف. وقال

الزجاج: عندي، والله أَعلم، أَن هذا على الحذف أَي ويَذْهَبا بأَهْل

طَريقَتِكم المُثْلى، كما قال تعالى: واسأَلِ

القَرْية؛ أَي أَهل القرية؛ الفراء: وقوله طَرائِقَ قِدَداً من هذا.

وقال الأَخفش: بطَرِيقَتكم المُثْلى أَي بسُنَّتكم ودينكم وما أَنتم عليه.

وقال الفراء: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً؛ أَي كُنَّا فِرَقاً مختلفة

أَهْواؤنا. والطّريقة: طَرِيقة الرجل. والطَّرِيقة: الخطُّ في الشيء. وطَرائِقُ

البَيْض: خطُوطُه التي تُسمَّى الحُبُكَ. وطَريقة الرمل والشَّحْم: ما

امتدَّ منه. والطَّرِيقة: التي على أَعلى الظهر. ويقال للخطّ الذي يمتدّ

على مَتْن الحمار طَرِيقة، وطريقة المَتْن ما امتدَّ منه؛ قال لبيد يصف

حمار وَحْش:

فأَصْبَح مُمتْدَّ الطَّريقة نافِلاً

الليث: كلُّ أُخْدُودٍ من الأَرض أَو صَنِفَةِ ثَوْب أَو شيء مُلْزَق

بعضه ببعض فهو طَرِيقة، وكذلك من الأَلوان. اللحياني: ثوب طَرائقُ

ورَعابِيلُ بمعنى واحد. وثوبٌ طَرائق: خَلَقٌ؛ عن اللحياني، وإِذا وصفت القَناة

بالذُّبُول قِيل قَناة ذات طَرائق، وكذلك القصبة إِذا قُطِعَتْ رَطْبة

فأَخذت تَيْبَس رأَيت فيها طَرائق قد اصْفَرَّت حين أَخذت في اليُبْس وما لم

تَيْبَس فهو على لوْن الخُضّرة، وإِن كان في القَنا فهو على لَوْن

القَنا؛ قال ذو الرمة يصف قَناة:

حتَّى يَبِضْنَ كأَمْثال القَنا ذبَلَتْ،

فيها طرائقُ لَدْناتٌ على أَوَدِ

والطَّرِيقَةُ وجمعها طَرائق: نَسِيجة تُنْسَج من صوف أَو شعَر عَرْضُها

عَظْمُ الذِّراع أَو أَقلّ، وطولها أَربع أَذرُع أَو ثماني أَذرُع على

قَدْرِ عِظَم البيت وصِغَره، تُخَيّط في مُلتْقَى الشِّقاق من الكِسْر

إِلى الكِسْر، وفيها تكون رؤوس العُمُد، وبينها وبين الطَّرائقِِ أَلْبادٌ

تكون فيها أُنُوف العُمُد لئلا تَُخْرِقَ الطَّرائق. وطَرَّفوا بينهم

طَرائِق، والطَّرائق: آخرُ ما يَبْقى من عَفْوةِ الكَلإِ. والطَّرائق:

الفِرَق.

وقوم مَطارِيق: رَجَّالة، واحدهم مُطْرِق، وهو الرَّاجِل؛ هذا قول أَبي

عبيد، وهو نادر إِلا أَن يكون مَطارِيق جمع مِطْراق. والطَّرِيقة:

العُمُد، وكل عَمُود طَرِيقة. والمُطْرِق: الوَضيع.

وتَطارق الشيءُ تتابع. واطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً وتَطارقت: تَبِع

بعضُها بعضاً وجاءت على خُفٍّ واحد؛ قال رؤبة:

جاءتْ معاً، واطَّرَقَتْ شَتِيتا،

وهيَ تُثِير السَّاطعَ السِّخْتِيتا

يعني الغُبار المرتفع؛ يقول: جاءت مجتمِعة وذهبت متفرِّقة.

وتركَتْ راعِيَها مَشْتُوتا

ويقال: جاءت الإِبل مَطارِيق يا هذا إِذا جاء بعضُها في إِثْر بعض،

والواحد مِطْراق. ويقال: هذا مِطراق هذا أَي مثله وشِبْهه، وقيل أَي تِلْوُه

ونظيرهُ؛ وأَنشد الأَصمعي:

فاتَ البُغاةَ أَبو البَيْداء مُحْتَزِماً؛

ولم يُغادِر له في الناس مِطْراقا

والجمع مَطارِيق. وتَطارق القومُ: تَبِعَ بعضُهم بعضاً. ويقال: هذا

النَّبْل طَرْقةُ رجلٍ واحد أَي صنعة رجل واحد. والطَّرَق: آثار الإِبل إِذا

تبع بعضُها بعضاً، واحدتها طَرَقة، وجاءت على طَرَقة واحدة كذلك أَي على

أَثر واحد. ويقال: جاءت الإِبل مَطارِيقَ إِذا جاءت يَتْبع بعضُها بعضاً.

وروى أَبو تراب عن بعض بني كلاب: مررت على عَرَقَة الإِبل وطَرَقَتِها

أَي على أَثرها؛ قال الأَصمعي: هي الطَّرَقة والعَرَقة الصَّفّ

والرَّزْدَقُ. واطَّرَق الحوْضُ، على افْتَعل، إِذا وقع فيه الدِّمْنُ فَتَلَبَّد

فيه. والطَّرَق، بالتحريك: جمع طَرَقة وهي مثال العَرَقة. والصَّفّ

والرَّزْدَق وحِبالةُ الصائد ذات الكِفَفِ وآثارُ الإِبل بعضها في إِثْر بعض:

طَرَقة. يقال: جاءت الإِبل على طَرَقة واحدة وعلى خُفّ واحد أَي على أَثر

واحد.

واطَّرَقت الأَرض: تلبَّد تُرابها بالمطر؛ قال العجاج:

واطَّرَقت إِلاَّ ثلاثاً عُطَّفا

والطُّرَق والطُّرق: الجوادُّ وآثارُ المارة

تظهر فيها الآثار، واحدتها طُرْقة. وطُرَق القوس: أَسارِيعُها

والطَّرائقُ التي فيها، واحدتها طُرْقة، مثل غُرْفة وغُرَف. والطُّرَق:

الأَسارِيعُ. والطُّرَق أَىضاً: حجارة مُطارَقة بعضها على بعض.

والطُّرْقة: العادَة. ويقال: ما زال ذلك طُرْقَتَك أَي دَأْبك.

والطِّرْق: الشَّحْم، وجمعه أَطْراق؛ قال المَرَّار الفَقْعَسي:

وقد بَلَّغْنَ بالأَطْراقِ، حتَّى

أُذِيعَ الطِّرْق وانكَفَت الثَّمِيلُ

وما به طِرْق، بالكسر، أَي قُوَّة، وأَصل الطِّرْق الشَّحْم فكنى به

عنها لأَنها أَكثر ما تكون عنه؛ وكل لحمة مستطيلة فهي طَرِيقة. ويقال: هذا

بعير ما به طِرْق أَي سِمَن وشَحْم. وقال أَبو حنيفة: الطِّرْق السِّمَن،

فهو على هذا عَرَض. وفي الحديث: لا أَرى أَحداً به طِرْقٌ يتخلَّف؛

الطَّرْق، بالكسر: القوَّة، وقيل: الشحم، وأَكثر ما يستعمل في النفي. وفي حديث

ابن الزبير

(* قوله «وفي حديث ابن الزبير إلخ» عبارة النهاية: وفي حديث

النخعي الوضوء بالطرق أحب إليّ من التيمم، الطرق الماء الذي خاضته الإبل

وبالت فيه وبعرت، ومنه حديث معاوية: وليس للشارب إلخ): وليس للشَّارِب

إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ

وطَرَّقَتِ المرأَة والناقة: نَشِب ولدُها في بطنها ولم يسهُل خروجه؛

قال أَوس بن حجر:

لها صَرْخة ثم إِسْكاتةٌ،

كما طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ

(* قوله «لها» في الصحاح لنا).

الليث: طَرَّقَتِ

المرأَة، وكلُّ حامل تُطَرِّقُ إِذا خرج من الولد نصفه ثم نَشِب فيقال

طَرَّقَت ثم خَلُصت؛ قال أَبو منصور: وغيره يجعل التَّطْرِيق للقَطاة إِذا

فَحَصَتْ للْبَيْض كأَنها تجعل له طَريقاً؛ قاله أَبو الهيثم، وجائز أَن

يُستْعار فيُجعَل لغير القَطاة؛ ومنه قوله:

قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ

يعني الداهية. ابن سيده: وطَرَّقت القطاة وهي مُطَرِّق: حان خروج

بَيْضها؛ قال المُمَزِّق العَبْدي: وكذا ذكره الجوهري في فصل مزق، بكسر الزاي،

قال ابن بري: وصوابه المُمَزَّق، بالفتح، كما حكي عن الفراء واسمه شَأْسُ

بن نَهار:

وقد تَخِذَتْ رجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها

نَسِيفاً، كَأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ

أَنشده أَبو عمرو بن العلاء؛ قال أَبو عبيد: ولا يقال ذلك في غير

القطاة. وطَرَّق بحَقِّي تَطْرِيقاً: جَحَدَه ثم أَقرَّ به بعد ذلك. وضَرَبَه

حتى طَرَّق بِجَعْرِه أَي اخْتَضَب. وطَرَّق الإِبلَ تَطْرِيقاً: حَبَسها

عن كَلإٍ أَو غيره، ولا يقال في غير ذلك إِلا أَن يُستعار؛ قاله أَبو

زيد؛ قال شمر: لا أعَرف ما قال أَبو زيد في طَرَّقْت، بالقاف، وقد قال ابن

الأعَرابي طَرَّفْت، بالفاء، إِذا طَرَده. وطَرَّقْت له من الطَّرِيق.

وطَرْقاتُ الطَّرِيق: شَرَكُها، كل شَرَكة منها طَرْقَة، والطَّرِيق: ضرْب

من النَّخْل؛ قال الأَعشى:

وكلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطَّرِيـ

قِ، يَجْري على سِلطاتٍ لُثُمْ

وقيل: الطَّرِيقُ أَطول ما يكون من النخل بلغة اليمامة، واحدته طَرِيقة؛

قال الأَعشى:

طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ،

عليه أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْر تَنْعَبُ

وقيل: هو الذي يُنال باليد. ونخلة طَرِيقة: مَلْساء طويلة.

والطَّرْق: ضرْب من أَصوات العُودِ. الليث: كل صوت من العُودِ ونحوه

طَرْق على حِدَة، تقول: تضرِبُ هذه الجارية كذا وكذا طَرْقاً. وعنده طُرُوق

من الكلام، واحِدُه طَرْق؛ عن كراع ولم يفسره، وأَراه يعني ضُرُوباً من

الكلام. والطَّرْق: النخلة في لغة طيّء؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

كأَنه لَمَّا بدا مُخايِلا

طَرْقٌ، تَفُوت السُّحُقَ الأَطاوِلا

والطَّرْق والطِّرْق: حِبالة يُصاد بها الوحوش تتَّخذ كالفخّ، وقيل:

الطِّرْقُ الفَخّ.. وأَطرق الرجل الصَّيْدَ إِذا نصَب له حِبالة. وأَطْرَق

فلان لفلان إِذا مَحَل به ليُلْقِيه في وَرْطة، أُخِذ من الطِّرْق وهو

الفخّ؛ ومن ذلك قيل للعدُوّ مُطْرِق وللسَّاكت مُطْرِق.

والطُّرَيْق والأُطَيْرِقُ: نخْلة حجازيّة تبكِّر بالحَمْل صَفْراء

التمرة والبُسْرة؛ حكاه أَبو حنيفة. وقال مرّة: الأُطَيْرِق ضرّب من النخل

وهو أَبْكَر نخل الحجاز كله؛ وسماها بعض الشعراء الطُّرَيْقيِن

والأُطَيْرِقِين، قال:

أَلا تَرَى إِلى عَطايا الرَّحْمَنْ

مِنَ الطُّرَيْقِيِن وأُمِّ جِرْذانْ؟

قال أَبو حنيفة: يريد بالطُّرَيْقِين جمعَ الطُّرَيْقِ.

والطَّارِقيّة: ضرْب من القلائد.

وطارق: اسم والمِطْرَقُ: اسم ناقة أَو بعير، والأَسبق أَنه اسم بعير؛

قال:

يَتْبَعْنَ جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ

ومُطْرِق: موضع؛ أَنشد أَبو زيد:

حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ

وأَطْرِقا: موضع؛ قال أَبو ذؤيب:

على أَطْرِقا بالياتُ الخيا

مِ، إِلا الثُّمامُ وإِلا العِصِيُّ

قال ابن بري: من روى الثمام بالنصب جعله استثناء من الخيام، لأَنها في

المعنى فاعلة كأَنه قال بالياتٌ خِيامُها إِلا الثمامَ لأَنهم كانوا

يظلّلُون به خِيامَهم، ومَنْ رفع جعله صفة للخيام كأَنه قال باليةٌ خيامُها

غيرُ الثُّمام على الموضع، وأَفْعِلا مقصور بناءٌ قد نفاه سيبويه حتى قال

بعضهم إِن أَطْرِقا في هذا البيت أَصله أَطْرِقاء جمع طريق بلغة هذيل ثم

قصر الممدود؛ واستدل بقول الآخر:

تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا

ذهب هذا المعلِّل إِلى أَن العلامتين تَعْتَقِبان؛ قال الأَصمعي: قال

أَبو عمرو بن العلاء أَطْرِقا على لفظ الاثنين بَلد، قال: نرى أَنه سمي

بقوله أَطْرِق أَي اسكت وذلك أَنهم كانوا ثلاثة نَفَر بأَطْرِقا، وهو موضع،

فسَمِعُوا صوتاً فقال أَحدُهم لصاحِبَيْه: أَطْرِقا أَي اسكُتا فسمِّي

به البلد، وفي التهذيب: فسمي به المكان؛ وفيه يقول أَبو ذؤَيب:

على أَطْرِقا بالياتُ الخِيام

وأَما مَنْ رواه أَطْرُفاً، فَعَلا هذا: فعل ماض. وأَطْرُق: جمع طَرِيق

فيمن أَنَّث لأَن أَفْعُلاً إِنما يكسَّر عليه فَعِيل إِذا كان مؤنثاً

نحو يمين وأَيْمُن.

والطِّرْياقُ: لغة في التِّرْياقِ؛ رواه أَبو حنيفة.

وطارِقَةُ الرجل: فَخْذُه وعَشِيرتُه؛ قال ابن أَحمر:

شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إِليها،

وطارِقَتي بأَكْنافِ الدُّرُوبِ

النضر: نَعْجة مَطْرُوقة وهي التي تُوسَم بالنار على وَسَط أُذُنها من

ظاهر، فذلك الطِّراقُ، وإِنما هو خطّ أَبيض بنارٍ كأَنما هو جادّة، وقد

طَرَقْناها نَطْرُقها طَرْقاً، والمِيسَمُ الذي في موضع الطِّراق له حُروف

صِغار، فأَمّا الطَّابِعُ فهو مِيسَمُ الفَرائضِ، يقال: طَبَعَ الشَّاة.

(طرق) : الأَطِرقاءُ: الطُّرُقُ.
(طرق)
النَّجْم طروقا طلع لَيْلًا وَهُوَ النَّجْم الطارق والمعدن طرقا ضربه ومدده وَالصُّوف وَنَحْوه نفشه وندفه وَالْبَاب قرعه وَالْقَوْم طرقا وطروقا أَتَاهُم لَيْلًا وَالطَّرِيق سلكه وَالْكَلَام عرض لَهُ وخاض فِيهِ

(طرق) طرقا ضعف عقله
(ط ر ق) : (الْمِطْرَقَةُ) مَا يُطْرَقُ بِهِ الْحَدِيدُ أَيْ يُضْرَبُ (وَمِنْهُ) وَإِنْ قَالُوا لَنَطْرُقَنَّكَ أَوْ لَنَشْتُمَنَّكَ وَقِيلَ لَنَقْرُصَنَّكَ أَصَحُّ مِنْ قَرَصَهُ بِظُفُرَيْهِ إذَا أَخَذَهُ الْقَارِصَةُ الْكَلِمَةُ الْمُؤْذِيَةُ (وَالطَّرْقُ) الْمَاءُ الْمُسْتَنْقِعُ الَّذِي خَوَّضَتْهُ الدَّوَابُّ وَبَالَتْ فِيهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ النَّخَعِيِّ الْوُضُوءُ بِالطَّرْقِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ التَّيَمُّمِ وَقَوْلُ خُوَاهَرْ زَادَهْ بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُ (الِاسْتِطْرَاقُ) بَيْنَ الصُّفُوفِ أَيْ الذَّهَابُ بَيْنَهَا اسْتِفْعَالٌ مِنْ الطَّرِيقِ وَفِي الْقُدُورِيِّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَطْرِقَ نَصِيبَ الْآخَرِ أَيْ يَتَّخِذَهُ طَرِيقًا.
طرق جوأ وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم فِي الْوضُوء بالَّطرْق [قَالَ -] هُوَ احبُّ إليّ من التَّيَمُّم. [قَوْله -] الطَّرْق هُوَ المَاء الَّذِي يكون فِي الأَرْض فتبول فِيهِ الْإِبِل وَهُوَ مستنقع يُقَال لَهُ طَرْقٌ ومَطْرُوقٌ [قَالَ الشَّاعِر: (الْخَفِيف)

ثمَّ كَانَ المِزَاجُ مَاء سحابٍ ... لَا جَوٍ آجِنٌ وَلَا مَطْرُوقُ

والجَوَى: المنتن المتغيّر وَمِنْه حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج: إِنَّهُم يموتون فَتَجْوَى الأَرْض مِنْهُم أَي تُنْتِنُ. والآجِنُ الْمُتَغَيّر أَيْضا وَهُوَ دون الجَوِي فِي النَّتْن وَهُوَ الَّذِي يرْوى فِيهِ الحَدِيث عَن الْحسن وَابْن سِيرِين أَنه رخص فِيهِ الْحسن وَكَرِهَهُ ابْن سِيرِين قَالَ زُهَيْر فِي الجوي: (الوافر)

بسأتَ بنِيئها وجَوِيتَ عَنْهَا ... وَعِنْدِي لَو أردْتَ لَهَا دَوَاء] 
(طرق) - في الحديث: "لا أَرَى أَحدًا به طِرقٌ يَتَخَلَّف"
: أي قُوَّة.
قاك الأصمعى: الطِّرقُ: الشَّحْم. ويقال: إذا أكلت الإِبِل الخُلَّة اشتَدَّ طِرقُها: أي نِقْيُها، وأكَثر ما يُستَعمل في النَّفْى.
- في حديث نَظَر الفُجَاءَة قال: "أَطْرِق بَصَرَك"
ويروى: اصْرِف بَصَرَك. والإطراقُ أن يُقبِل ببصره إلى صَدْرِه، والصَّرْفُ أن يُقْلِبَه إلى الشِّق الآخر. ويُروَى: اطْرِف - بالفاء - بمعنى اصْرِف.
في الحديث: " لا تَطْرقُوا أَهْلكم ليلًا".
قيل: أصل الطَّرْق الدَّقّ والضَّرْب. ومنه سُمِّى الطَرِيقُ؛ لأن المارَّة تَدُقُّه بأرجُلِها، والمِطْرَقَة من هذا. وسُمِّى الآتىِ بالليل طارِقًا لحاجَتِه في الوقت الذي يأتي فيه إلى دَقِّ الأبواب التي يَقْصِدُها، لأن العادةَ في الأبوابِ أن تفتح بالنَّهار وتُغْلَق باللَّيل. وقيل: الطُّروقُ: السُّكُون.
- ومنه الحديث: "أنه أطرَق رأسَه" 
: أي أَمسَك عن الكَلَام وسَكَن، وَلمَّا كان اللّيلُ يُسْكَن فيه، ومن يأتيِ فيه يأتي بِسُكُون قيل: طَارِق. - في حديث عمر، - رضي الله عنه -، "فَلبِسْت خُفَّيْن مُطَارَقَيْن"
: أي مُطْبَقين، وكل ما ضُوعِف فقد طُورِق، وطَارَقْتُ نَعِلى: طَبَقْتها.
- في حديث عَلِىٍّ رضِي الله عنه: "أنها حارِقَة طَارِقَة فَائِقة" 
: أي طَرَقَت بخَيْر.
ط ر ق : طَرَقْت الْبَابَ طَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَطَرَقْت الْحَدِيدَةَ مَدَدْتهَا وَطَرَّقْتُهَا بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَطَرَقْت الطَّرِيقَ سَلَكْته وَطَرَقَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ طَرْقًا فَهِيَ طَرُوقَةٌ فَعُولَةٌ بِفَتْحِ الْفَاءِ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ الْمُرَادُ الَّتِي بَلَغَتْ أَنْ يَطْرُقَهَا
وَلَا يُشْتَرَطُ أَنْ تَكُونَ قَدْ طَرَقَهَا وَكُلُّ امْرَأَةٍ طَرُوقَةُ بَعْلِهَا وَطَرَقَ النَّجْمُ طُرُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ طَلَعَ وَكُلُّ مَا أَتَى لَيْلًا فَقَدْ طَرَقَ وَهُوَ طَارِقٌ وَالْمِطْرَقَةُ بِالْكَسْرِ مَا يَطْرُقُ بِهِ الْحَدِيدَ وَالطَّرِيقُ يُذْكَرُ فِي لُغَةِ نَجْدٍ وَبِهِ جَاءَ الْقُرْآنُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} [هود: 12] وَيُؤَنَّثُ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ وَالْجَمْعُ طُرُقٌ بِضَمَّتَيْنِ وَجَمْعُ الطُّرُقِ طُرُقَاتٌ وَقَدْ جُمِعَ الطَّرِيقُ عَلَى لُغَةِ التَّذْكِيرِ أَطْرِقَةٌ وَاسْتَطْرَقْت إلَى الْبَابِ سَلَكْت طَرِيقًا إلَيْهِ.

وَطَرَّقْتُ التُّرْسَ بِالتَّشْدِيدِ خَصَفْتُهُ عَلَى جِلْدٍ آخَرَ وَنَعْلٌ مُطَارَقَةٌ مَخْصُوفَةٌ وَطَرَّقْتُهَا تَطْرِيقًا خَرَزْتُهَا مِنْ جِلْدَيْنِ أَحَدُهُمَا فَوْقَ الْآخَرِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطَرَّقَةُ» أَيْ غِلَاظُ الْوُجُوهِ عِرَاضُهَا وَفِي الصِّحَاحِ مَكْتُوبٌ بِالتَّخْفِيفِ . 

طرق


طَرِقَ(n. ac. طَرَق)
a. Drank thick, muddy water.

طَرَّقَ
a. [La], Opened the way, made room for.
b. Hammered, flattened out.
c. [Bi], Acknowledged ( a debt ), previously
denied.
طَاْرَقَa. Doubled; soled (shoe).
b. Put one garment over another.

أَطْرَقَa. Bent down his eyes, was silent.
b. [Ila], Occupied himself with (trifles).
c. see VI
تَطَرَّقَ
a. [Ila], Sought to gain access to, to get at; found a way
to, reached.
تَطَاْرَقَa. Followed each other, walked in single file (
camels ).
إِطْتَرَقَ
(ط)
a. Followed in the track of.
b. Was dense (plumage).
c. Fell (night).
d. see III (b)
إِسْتَطْرَقَa. Consulted the diviners.
b. [ coll. ], Accustomed himself
to.
طَرْقa. A time, once.
b. Music, melody, sound ( of a musical
instrument ).
طَرْقَةa. see 1
طِرْقa. see 4t
طُرْق
طُرْقَةa. see 1
طَرَق
(pl.
أَطْرَاْق)
a. Fold, crease.

طَرَقَة
(pl.
طَرَق)
a. Snare, trap.

مِطْرَق
مِطْرَقَة
20t
(pl.
مَطَاْرِقُ)
a. Mallet; blacksmith's hammer.
b. Stick, rod, staff.

طَاْرِق
(pl.
طُرَّاْق أَطْرَاْق)
a. One knocking at the door; wayfarer, traveller by
night.
b. One who divines by means of pebbles.
c. Morning-star.

طَاْرِقَة
(pl.
طَوَاْرِقُ)
a. Event; misfortune, calamity.
b. Small seat.
c. Family; clan, tribe.

طَاْرِقِيَّةa. Necklace, collar.

طِرَاْق
(pl.
طُرْق)
a. Patch or piece of leather; sole, clump &c.
b. Plate or disc of iron.

طَرِيْق
(pl.
طُرُق طُرُقَات
أَطْرِقَة
أَطْرُق
أَطْرِقَآءُ)
a. Road, way, path.
b. see 1
طَرِيْقَة
(pl.
طَرَاْئِقُ)
a. Way, path; course; manner, mode; usage, practice;
state, condition.
b. Line; streak; stripe; strip.
c. Chief, head.
d. (pl.
طَرِيْق), High palm-tree.
طِرِّيْقَةa. Gentleness, submissiveness.

مِطْرَاْق
(pl.
مَطَاْرِيْقُ)
a. Series; file, line.

N. P.
طَرڤقَa. Beaten; flattened.

N. P.
طَرَّقَa. Minted gold.
b. Striped garment.
c. see N. P.
IV
N. P.
أَطْرَقَa. Shield.

N. Ag.
تَطَرَّقَa. Malleable.

طَرَائِق الدَّهْر
a. The vicissitudes of fortune.
طرق
الطَّرِيقُ: السّبيل الذي يُطْرَقُ بالأَرْجُلِ، أي يضرب. قال تعالى: طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ
[طه/ 77] ، وعنه استعير كلّ مسلك يسلكه الإنسان في فِعْلٍ، محمودا كان أو مذموما. قال:
وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى
[طه/ 63] ، وقيل: طَرِيقَةٌ من النّخل، تشبيها بالطَّرِيقِ في الامتداد، والطَّرْقُ في الأصل: كالضَّرْبِ، إلا أنّه أخصّ، لأنّه ضَرْبُ تَوَقُّعٍ كَطَرْقِ الحديدِ بالمِطْرَقَةِ، ويُتَوَسَّعُ فيه تَوَسُّعَهُم في الضّرب، وعنه استعير: طَرْقُ الحَصَى للتَّكَهُّنِ، وطَرْقُ الدّوابِّ الماءَ بالأرجل حتى تكدّره، حتى سمّي الماء الدّنق طَرْقاً ، وطَارَقْتُ النّعلَ، وطَرَقْتُهَا، وتشبيها بِطَرْقِ النّعلِ في الهيئة، قيل: طَارَقَ بين الدِّرْعَيْنِ، وطَرْقُ الخوافي : أن يركب بعضها بعضا، والطَّارِقُ: السالك للطَّرِيقِ، لكن خصّ في التّعارف بالآتي ليلا، فقيل: طَرَقَ أهلَهُ طُرُوقاً، وعبّر عن النّجم بالطَّارِقِ لاختصاص ظهوره باللّيل. قال تعالى: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ
[الطارق/ 1] ، قال الشاعر:
نحن بنات طَارِقٍ
وعن الحوادث التي تأتي ليلا بالطَّوَارِقِ، وطُرِقَ فلانٌ: قُصِدَ ليلًا. قال الشاعر:
كأنّي أنا المَطْرُوقُ دونك بالّذي طُرِقْتَ به دوني وعيني تهمل
وباعتبار الضّرب قيل: طَرَقَ الفحلُ النّاقةَ، وأَطْرَقْتُهَا، واسْتَطْرَقْتُ فلاناً فحلًا، كقولك:
ضربها الفحل، وأضربتها، واستضربته فحلا.
ويقال للنّاقة: طَرُوقَةٌ، وكنّي بالطَّرُوقَةِ عن المرأة.
وأَطْرَقَ فلانٌ: أغضى، كأنه صار عينه طَارِقاً للأرض، أي: ضاربا له كالضّرب بالمِطْرَقَةِ، وباعتبارِ الطَّرِيقِ، قيل: جاءت الإبلُ مَطَارِيقَ، أي: جاءت على طَرِيقٍ واحدٍ، وتَطَرَّقَ إلى كذا نحو توسّل، وطَرَّقْتُ له: جعلت له طَرِيقاً، وجمعُ الطَّرِيقِ طُرُقٌ، وجمعُ طَرِيقَةٍ طرَائِقُ. قال تعالى:
كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً [الجن/ 11] ، إشارة إلى اختلافهم في درجاتهم، كقوله: هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ [آل عمران/ 163] ، وأطباق السّماء يقال لها: طَرَائِقُ. قال الله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ
[المؤمنون/ 17] ، ورجلٌ مَطْرُوقٌ: فيه لين واسترخاء، من قولهم: هو مَطْرُوقٌ، أي: أصابته حادثةٌ لَيَّنَتْهُ، أو لأنّه مضروب، كقولك: مقروع، أو مدوخ، أو لقولهم: ناقة مَطْرُوقَةٌ تشبيها بها في الذِّلَّةِ.
ط ر ق

طرق الحديد بالمطرقة والمطارق. وطرق الباب: قرعه. وطرق الصوف بالمطرق وهو القضيب. ونعل مطرقة ومطارقة: مخصوفة، وكل خصفة: طراق. وريش طراق ومطرق: بعضه فوق بعض، وفيه طرق. قال زهير:

أهوى لها أسفع الخدين مطرق ... ريش القوادم لم تنصب له الشبك

وطارقت بين ثوبين. وتطارقت الإبل: تتابعت متقاطرة. وهذا طرق الإبل وطرقاتها: آثارها متطارقة، الواحدة: طرقة. وجاءت على طرقة واحدة وخف واحد. وترس مطرق: طورق بجلد. " وكأن وجوههم المجان المطرقة ". ووضع الأشياء طرقة طرقة وطريقة طريقة: بعضها فوق بعض، وهي طرق وطرائق. وطرق طريقاً: سهّله حتى طرقه الناس بسيرهم. " ولا تطرقوا المساجد ": لا تجعلوها طرقاً وممارّ. وطرق لي: اخرج. وما تطرقت إلى الأمير. وطرق لي فلان. وطرقت المرأة والقطاة إذا عسر خروج الولد والبيضة. وامرأة وقطاة مطرق. وأطرق الرجل: رمى ببصره الأرض. وفي ركبتيه طرق، وفي جناح الطائر طرق: لين واسترخاء. ورجل أطرق، وامرأة طرقاء. وما به طرق: شحم وقوة. ومن المجاز: طرقنا فلان طروقاً. ورجل طرقة. وطرقه هـ. وطرقني الخيال. وطرقه الزمان بنوائبه. وأصابته طارقة من الطوارق، ونعوذ بالله من طوارق السوء. وطرق سمعي كذا. وطرقت مسامعي بخير. وطرقت الماء الدواب. وماء طرق. وطرق بالحصي. ونساء طوارق. وهي عن الطرق. قال الطرماح:

فأصبح محبوراً تخط ظلوفه ... كما اختلفت بالطرق أيدي الكواهن

وصف الثور وأنه نجا من الصائد. وتقول: هم نفشوا الكلام وماشوه وطرقوه: للنحارير في العربية. وطرق فلان. وأخذ في التطريق إذا احتال عليك وتكهن من طرق الحصى. وفلان مطروق: به طرقة أي هوج وجنون. وفلان مطروق: ضعيف يطرقه كل أحد. قال ابن أحمر:

فلا تصلي بمطروق إذا ما ... سري في القوم أصبح مستكيناً

وطرق الفحل الناقة، وهي طروقته، واستطرقت فلاناً فحله، وأطرقني فحلك. ويقال للمتزوّج: كيف طروقتك. وأنا آتيه في اليوم طرقتين، وطرقة واحدة أي أتية. قال ابن هرمة:

إذا هيب أبواب الملوك قرعتها ... بطرقة ولاجٍ لها نابه الذكر

وهذه النبل طرقة رجل واحد. وهذا دأبك وطرقتك أي طريقتك ومذهبك. قال لبيد:

فإن يسهلوا فالسهل حظي وطرقتي ... وإن يحزنوا أركب بهم كل مركب

ولسنا للعدو بطرقة أي لا يطمع فينا العدو. وما لفلان فيك طرقة: مطمع. وتطارق الظلام والغمام. وطارق الغمام الظلام. قال ذو الرمة:

أغباش ليل تمام كان طارقه ... تطخطخ الغيم حتى ماله جوب

وتطارقت علينا الأخبار. وطرق فلان بحقي إذا جحده ثم أقر به بعد. وسمعتهم: هو أخس من فلان بعشرين طرقة.
[طرق] نه: فيه: نهى المسافر أن يأتي أهله "طروقًا". ن: بضم طاء. نه: أي ليلًا، وكل آت بالليل طارق، وقيل: أصله من الطرق وهو الدق والآتي بالليل يحتاج إلى دق الباب. ومنه ح: إنها حارقة "طارقة"، أي طرقت بخير، والطوارق جمع طارقة. وح: أعوذ من "طوارق" الليل. ج: هي ما ينوب من النوائب في الليل. ك: ومنه: "طرق" صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا. ن: وروى: طرقه، وفاطمة بالنصب، فقال: ألا تصلون؟ جمع الاثنين مجازًا، فقلت إن نفوسنا بيد الله- قاله انقباضًا واستحياء من طروقه وهما مضطجعان- وقد مر. ك: "لا يطرق" أهله- بضم راء. ط: ولا ينافيه ح: إن أحسن ما دخل الرجل أهله أول الليل، لأن المراد هنا بالدخول الجماع، فإن المسافر يغلب عليه الشبق فإذا قضى شهوته خف وطاب نومه، أو يحمل على السفر القريب أو على اشتهار قدومه، وما موصولة أي الوقت الذي دخل فيه أهله. ومنه ح: "طرق" صاحبنا. غ: ومنه: النجم "طارق"، لأنه يرى بالليل. ومنه: نحن بنات "طارق"، شبه أباه في الشرف والعلو بالنجم. نه: وفيه: "والطرق" من الجبت، هو الضرب بالحصى الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخط في الرمل- ومر في الخاء. ط: هو بفتح طاء وسكون راء نوع من التكهن. ج: كما يعمله المنجم لاستخراج الضمير"طارق" به رداءه، من طارقت الثوب على الثوب إذا طبقته عليه. نه: وفي ح نظر الفجاءة: "أطرق" بصرك، الإطراق أن يقبل ببصره إلى صدره ويسكت ساكتًا، وفيه: "فأطرق" ساعة، أي سكت. وح: "فأطرق" رأسه، أي أماله وأسكنه. ومنه ح: حتى انتهكوا الحريم ثم "أطرقوا" وراءكم، أي استتروا بكم. وفيه: الوضوء "بالطرق" أحب إلي من التيمم، هو ماء خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت. ومنه ح: وليس للشارب إلا الرنق و"الطرق". وفيه ح: لا أرى أحدًا به "طرق" يتخلف، هو بالكسر القوة، وقيل: الشحم، وأكثر ما يستعمل في النفي. وح: إن الشيطان قعد لابن آدم "بأطرقه"، هي جمع طريق، ويذكر ويؤنث، فجمعه على التذكير أطرقة وعلى التأنيث أطرق. ك: سهل الله "طريقًا" إلى الجنة، أي في الآخرة أو في الدنيا بتوفيق الصالحات، أو هو إشارة بتسهيل العلم على طالبه لأنه موصل إليها. وفيه: ثم "يطرق بمطرقة" من حديد فيصيح صيحة يسمعها من يليه، أي يلي الميت من الملائكة فقط، لأن "من" للعاقل، وقيل: يدخل غيرهم أيضًا بالتغليب. وح: إذا ذا جبرئيل "أطرق"، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض. ن: يحشر الناس على ثلاث "طرائق"، أي فرق. ومنه: "كنا "طرائق"" أي فرقا "قددا" مختلفة. ج: على "طرائق"، جمع طريقة: الحال. ط: كنا بماء "بالطريق" أي كنا نازلين بماء كائن في طريق مكة. غ: ""بطريقتكم" المثلى" بأشرافكم أو سنتكم. و"لو استقاموا على "الطريقة""، يعني الشرك أو الهدى، والسماوات طرائق لأنها مطارقة بعضها فوق بعض. مد: "سبع "طرائق""، جمع طريقة لأنها طرائق الملائكة ومتقلباتهم.
طرق
الطَّرْق: نَتْفُ الصوْفِ بالمِطْرَقَة وهي الخَشَبَةُ التي يُضْرَبُ بها، والجميع المَطارِقُ، وهيِ - أيضاً - تكونُ مَعَ الحَدّادِين. وفي المَثَل: " ضرْبُكَ بالفِطِّيْس خيْر من المِطْرَقَة ".
والطِّرَاقُ: الحَدِيدُ الذي يُعَرضُ ثم يُدَارُ فَيُجْعَلُ بَيْضَةً أو ساعِداً ونحوه، فكُلُّ صَنْعَةٍ على حَذْوٍ: طِرَاقٌ، وكلّ قَبِيلةٍ على حِيالِها كذلك.
وجِلْدُ النَّعْل: طِرَاقُها إذا عُزِلَ عنها الشِّرَاكُ.
وتًرْسٌ مُطْرَق: وهو أنْ يُقَوَّرَ جِلْدٌ على مِقْدَارِ التُّرْس فَيُلْزَقَ به. ورِيْشٌ طِرَاقٌ.
والسَّماوات السَّبْعُ طَرائقُ بعضها فوق بعضٍ.
وقُدَامى الجَنَاح مُطْرَقٌ بعضُها على بعضٍ.
وثَوْبٌ طَرائقُ: أي قِطَعٌ. وجَبَل مُطرّقٌ: فيه ألْوانٌ.
وطارَقَ بين ثَوْبَيْنِ: أي ظاهَرَ بينهما. والطَّرِيْقُ: مَعْرُوْفٌ، يُذَكَّرُ ويُؤنَثُ.
والطَّرِيْقَةُ: كُلُّ أحْدُوْرَةٍ من الأرض أو صَنِفَةٍ من الثَّوْب، وكذلك من الألوان، والجميع الطَّرائقُ.
والطَّرِيْقَةُ: الحالُ. ومن خُلُقِ الانسانِ: لِيْنٌ وانْقِيَادٌ، وإنَّ في طَرِيْقَتِه لَعِنْدَاوَةً: أي في لِيْنِه بَعْضُ العُسْرِ، ويُقال طِرّيقَةٌ أيضاً.
والطَّرِيْقَة: أماثِلُ القَوْم، هؤلاء طَرِيْقَةُ قَوْمِهم، والجميع طَرَائقُ.
والطَّرِيْقَةُ: عَمُوْدُ المِظَلَّةِ والخِبَاءِ والبُيُوتِ من الشَّعر، طَرقُوا بينهم تَطْرِيقاً. ونَسِيْجَةٌ تُنْسَجُ من صُوفٍ أو شَعرٍ.
وطَرْقُ الفَحْل: ضِرَابُه لِسَنَةٍ. واسْتَطْرَقَ فلانٌ فلاناً فَحْلَهُ فأطْرَقَه: أي أعطاه لِيَضْرِبَ في إبِلِه.
والمَرْأةُ طَرُوْقَةُ زَوْجِها.
والطَّرُوْقَةُ: القَلُوصُ التي بَلَغَتِ الضرَابَ. ويُقال: أطْرِقْني فَحْلَكَ. ولكَ طَرْقُهُ العامَ. وناقَةٌ مِطْرَاقٌ: قَرِيْبَةُ العَهْدِ بالفَحْل. والطّارِقِيَّةُ: ضَرْبٌ من القَلائدِ.
والطارِق: كَوْكَبُ الصُّبْح. والذي يَجِيْء لَيْلاً، طَرَقَ طُرُوْقاً وطَرْقاً، ورَجُلٌ طُرَقَةٌ: يَسْري حتّى يَطْرُقَ أهْلَه.
والأطْرَاقُ: ما يَطْرُقُ من المَكارهِ.
والإطْرَاقُ: السُّكُوْتُ. ورَجُلٌ طِرِّيْقٌ: كثيرُ الإطْرَاقِ فَرَقاً. والكَرَوَان المُذَكِّرْ: طِرِّيْقٌ لأنَّه إذا رأى إنْساناً سَقَطَ على الأرض فأطْرَقَ، ويُقال له: " أطْرِقْ كَرا أطْرِقْ كَرا؛ إن النعَامَ في القُرى، إنَّكَ لا تُرى " عِنْدَ صَيدِه.
وأمُّ طُرّيْقٍ: الضَّبُعُ، إذا دُخِلَ عليها وَجَارُها قيل: أطْرِقي أمَّ طُريق لَيْسَتِ الضَبُعُ ها هنا. ورَجُلٌ مُطَرقٌ: غَلِيْظُ الجُفُونِ ثَقِيلُها.
وكَلأ مَطْرُوْقٌ: وهو الذي ضَرَبَه المَطَرُ بَعْدَ يُبْسِه.
وطَرَّقْتُ الإِبلَ: إذا حَبَسْتَها على كَلإَ أو غيرِه.
والطَّرْقُ: خَطّ بإِصْبَعٍ في الكَهَانَةِ، ً طَرَقَ يَطْرُق طَرْقاً.
وكُلُّ صَوْتٍ من العُوْدِ ونحوِه: طَرْقٌ. وهذه الجارِيَةُ تَضْرِبُ كذا وكذا طَرْقاً: أي نوْعاً.
والطَّرْقُ: النَّخْلُ الطَّوِيل، وجَمْعُه طُرُوْقٌ، وكذلك الطَّرِيقُ. والفَحْلُ من الإِبل.
والطِّرْق: الشَحْمُ. وحِبَالَةٌ يُصَاد بها الوَحْشُ كالفَخِّ.
والطَّرْقُ: من مَناقِع المِياهِ في نحائزِ الأرض. واسْمُ مَوضِعٍ.
والطَّرْقُ: الماءُ الذي قد بالَتْ فيه الدَّوابُّ حتّى اصْفَرَّ، طَرَقَتْه الإِبلُ، وهي تَطْرُقُ طَرْقاً.
وطَرَّقَتِ المَرْأةُ: إذا خَرَجَ من الوَلَدِ نِصْفُه واحْتَبَسَ بعضَ الاحْتِباس، يُقال: طَرَّقَتْ ثمَّ تَخَلَّصَتْ. وطَرقَتِ القَطاةُ: حانَ خُروجُ بَيْضِها.
والرِّجْلُ الطَّرْقاءُ: الذي في ساقِها اعْوِجاجٌ من غَيْرِ فَحَجٍ.
وضَرَبْتُه حتّى طًرّقَ بجَعْرِه. وتَطَرَّقَتِ الشَّمْسُ: دَنا غُرُوبُها.
وهذا مِطْراقُ هذا: أي شِبْهُه. وإذا خَرَجَ القَوْمُ رَجّالةً لا دَوَابَّ لهم قيل: خَرَجُوا مَطارِيْقَ، واحِدُهم مُطْرِق.
وجاءتِ الإبلُ مَطارِيْقَ: إذا جاءَ بعضُها في أثَرِ بعضٍ، الواحِدُ مِطْرَاقٌ. وقيل: هي التي تَسِيْرُ ولا تَأْكُلُ، يُقال: أطْرَقَتْ إذا أعْنَقَتْ.
والمشيُ الطَّرَقُ: هو الرُّوَيْدُ. ومَرَرْت على طَرَقَةِ الإبل: أي على أثرِها.
وطرّقَ فلانٌ حَقَّ فلانٍ: جَحَدَه وتَعَسَّرَ عليه.
وما لهُ فيكَ طُرْقَةٌ: أي مَطْمَعٌ. والطُّرْقَةُ: العادَة والخُلُق.
ورَجُلٌ مَطْرُوْقٌ: إذا كان فيه طِرِّيْقَةٌ واسْتِرْخاءٌ، وفيه طَرَقٌ وطَرْقَةٌ؛ وهو لِيْنٌ في يَدَي البَعِير، بَعِيْرٌ أطْرَقُ وناقَةٌ طَرْقاءُ.
والمَطْرُوْقُ: الذي به طَرَقَةٌ: أي جُنُونٌ وهَوَجٌ. وهو أيضاً: المَوْسُوْمُ بِسِمَةٍ يُقال لها الطِّرَاقُ تَقَعُ طُولاً على العُنُق.
والطِّرَاقُ: وِقايَةٌ للأسْقِيَةِ، كِسَاءٌ أو نَطْعٌ.
وأطْرَاقُ القِرْبَةِ: أثْنَاؤها، الواحِدُ طَرَقٌ. والطُّرْقَةُ: الظُّلْمَةُ.
والطِّرَاقُ: اللَّيْلُ إذا تَطارَقَتْ ظُلْمَتُه أي تَرَاكَمَتْ.
واخْتَضَبَتِ المَرْأةُ طُرْقَةً أو طُرْقَتَيْنِ: أي مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ.
والطِّرْيَاقُ: لُغَةٌ في الدِّرْياق. والطِّرِّيْقَةُ من الأرض: السهْلَةُ التي تُنْبِتُ البَقْلَ والصِّلِّيَانَ. وأطْرِقَاءُ: اسْمُ بَلَدٍ.
[طرق] الطَريقُ: السبيلُ، يذكَّر ويؤنَّثُ. تقول: الطَريقُ الأعظم، والطَريقُ العظمى، والجمع أَطْرِقَةٌ وطُرقٌ. قال الشاعر : فلمّا جَزَمْتُ به قِرْبَتي تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أو خَليفا قال أبو عمرو: الطَريقَةُ أطول ما يكون من النَخل، بلغة اليمامة، حكاها عنه يعقوب. والجمع طَريقٌ. قال الأعشى: طَريقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصولُهُ عليه أبابيلٌ من الطير تَنْعَبُ والطَريقَةُ: نسيجةٌ تُنْسَجُ من صوف أو شَعر في عَرض الذِراع أو أقلّ، وطولُها على قدر البيت، فتُخَيَّطُ في ملتقى الشِقاقِ من الكِسْرِ إلى الكِسْرِ. وطَريقَةُ القوم: أماثلُهم وخيارهم. يقال: هذا رجلٌ طَريقَةُ قومِه، وهؤلاء طَريقَةُ قومِهم وطَرائِقُ قومِهم أيضاً، للرجال الأشراف، حكاها يعقوب عن الفراء. قال: ومنه قوله تعالى {كنا طَرائِقَ قِدَداً} أي كنا فِرَقاً مختلفة أهواؤنا. وطريقة الرجال: مذهبه. يقال: ما زال فلانٌ على طريقة واحدة، أي على حالة واحدةٍ. واختضبت المرأة طَرْقَةً أو طَرْقَتَيْنِ، أي مَرّةً أو مرتين . وأنا آتي فلاناً في اليوم طَرْقَتَيْنِ، أي مَرَّتَين. وهذا النَبْلُ طَرْقَةُ رجلٍ واحدٍ، أي صَنْعَةُ رجلٍ واحدٍ. قال أبو زيد: الطَرْقُ والمَطْروقُ: ماءُ السماء الذي تبولُ فيه الإبل وتَبْعر. قال الشاعر : ثم كانَ المِزاجُ ماَء سَحابٍ لا جَوٍ آجنٌ ولا مطروق  ومنه قول إبراهيم : " الوضوء بالطرق أحب إلى من التيمم ". والطريق أيضا: ماء الفحل ". والطُرْقُ: الأساريعُ التي في القَوس، الواحدة طرقة، مثال غرفة وغرف. ويقال أيضا: ما زال ذاك طَرْقتَك، أي دأبك. وقولهم: ما به طِرْقٌ بالكسر، أي قُوَّةٌ. وأصل الطِرْقِ الشحمُ فكَنَّى به عنها، لأنَّها أكثر ما تكون عنه. والطَرَقُ بالتحريك: جمع طَرَقَةٍ، وهي مثل العَرَقَةِ والصَفِّ والرَزْدق، وحِبالةُ الصائدِ ذات الكِفَف. وآثارُ الإبل بعضِها في إثر بعض طرقة. يقال: جائت الإبل على طَرَقَةٍ واحدةٍ، وعلى خُفٍّ واحد، أي على أثرٍ واحدٍ. والطَرَقُ أيضاً: ثِنْيُ القِربَةِ، والجمع أطْراقٌ، وهي أثناؤها إذا تَخَنثتْ وتَثَنَّتْ. وأمّا قول رؤبة * لِلْعدَ إذْ أخْلَفَهُ ماءُ الطَرَقْ * فهي مناقعُ المياه. قال الفراء: الطَرَقُ في البعير. ضَعْفٌ في ركبتيه. يقال: بعير أطرق وناقة طرفاء، بينه الطرق. والطرق أيضاً في الريش: أن يكونَ بعضُها فوق بعض. وقال يصف قطاةً: أمَّا القَطاةُ فإنِّي سوفَ أنْعَتُها نَعْتاً يوافق نَعْتي بعض ما فيها سَكَّاءُ مَخْطومَةٌ في ريشِها طَرَقٌ سودٌ قَوادِمها صُهْبٌ خَوافيها تقول منه: اطَّرَقَ جناحُ الطائر على افتعل، أي التف. قال الاصمعي: رجلٌ مَطْرُوقٌ، أي فيه رِخوة وضعفٌ. قال ابن أحمر: ولا تَصِلي بمَطْروقٍ إذا ما سَرى في القوم أصبح مُسْتَكينا ومصدره الطريقة بالتشديد. يقال: " إن تحت طريقتك لعندأوة " أي إن لينه وانقياده أحيانا بعص العسر. ويقال: هذا مِطْراق هذا أي تلوه ونظيره. وقال فات البغاة أبو البَيْداء مُخْتَزِماً ولم يغادرْ له في الناس مِطْراقا والجمع مَطاريقُ. يقال: جاءت الإبلُ مَطاريقَ إذا جاءت يتبع بعضُها بعضاً. وطَرَقَتِ الإبلُ الماءَ، إذا بالَتْ فيه وبَعَرَتْ، فهو ماءٌ مَطْروقٌ وطَرْقٌ. وأتانا فلان طُروقاً، إذا جاء بليلٍ. وقد طَرَقَ يَطرُقُ طُروقاً، فهو طارقٍ. ورجلٌ طُرَقَة، مثال همزة، إذا كان يَسْري حتَّى يَطْرُقَ أهله ليلاً. والطارِقُ: النجمُ الذي يقال له كوكب الصبح، ومنه قول هند : نحن بَناتُ طارِقٍ نمشي على النمارق أي إن أبانا في الشرف كالنجم المضئ. وطارِقَةُ الرجل: فَخِذُه وعشيرته. قال الشاعر: شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إليها وطارِقَتي بِأكْنَاف الدُروبِ والطَرْقُ: الضربُ بالحصى، وهو ضربٌ من التكهُّن. والطُرَّاق: المتكهِّنون. والطَوارِقُ: المتكهِّنات. قال لبيد: لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَوارِقُ بالحصى ولا زاجِراتُ الطيرِ ما الله صانِعُ وطَرَقَ الفحلُ الناقة يطْرُقُ طُروقاً، أي قَعا عليها. وطروقة الفحل: أنثاه. يقال: ناقد طَروقَةُ الفحلِ، للتي بلغت أن يضرِبَها الفحلُ. وطَرَقَ النجَّاد الصوفَ يطرقه طرقا، إذا ضربه. والضيب الذى يضربه به يسمى مطرفة، وكذلك مِطْرَقَةُ الحدادين. قال رؤبة: عاذل قد أولعت بالتَرْقيشِ إليَّ سِرًّا فاطْرُقي وَميشي قال يعقوب: أطرَقَ الرجلُ، إذا سكت فلم يتكلَّم. وأطرَقَ، أي أرخى عينيه ينظرُ إلى الأرض. وفي المثل: أطرق كرا أطرق كرا إن النَعامَ في القُرى يُضرب للمعجب بنفسه، كما يقال " فَغُضَّ الطرفَ ". والمُطْرِقُ: المسترخي العين خِلْقَةً. وأطرقا، على لفظ أمر الاثنين: اسم بلد. قال أبو ذؤيب: على أطرقا باليات الخيام إلا الثمام وإلا العصى ويقال: أطْرِقْني فَحْلَكَ، أي أعِرني فَحلك ليضرب في إبلي. واسْتَطْرَقْتُهُ فحلاً، إذا طلبتَه منه ليضربَ في إبلك. واطَّرَقَتِ الإبلُ وتَطَارَقَتْ، إذا ذهبت بعضها في إثر بعض. ومنه قول الراجز :

جاءتْ معاً واطَّرَقَتْ شَتيتا * يقول: جاءت مجتمعة وذهبت متفرقة والمجان المطرقة : التي يُطْرَقُ بعضها على بعض، كالنعل المُطْرَقَةَ المخصوفة. ويقال أُطْرِقَتْ بالجلد والعَصَب، أي أُلْبِست. وتُرْسٌ مُطْرَقٌ. وطِراقُ النعل: ما أُطْبِقَتْ فخُرِزَتْ به. وريشٌ طِراقٌ، إذا كان بعضه فوق بعض.. طارق الرجلُ بين الثَوبين، إذا ظاهَرَ بينهما، أي لبس أحدهما على الآخر. وطارَقَ بين نعلين، أي خصف إحداهما فوقَ الأخرى. ونعلٌ مُطارَقَةٌ، أي مخصوفةٌ. وكلُّ خصيفةٍ طراق. قال ذو الرمة: أغْباشَ ليلٍ تَمامٌ كان طارَقَه تطخطخ الغيم حين ما له جوب قال الاصمعي: طرقت القطاة، إذا حان خروجُ بيضِها. قال أبو عبيد: لا يقال ذلك في غير القطاة. قال الممزَّق العبدى: لقد تخذت رجل إلى جَنْبِ غَرْزِها نَسيفاً كأُفْحوصِ القطاة المطرق قال: وطرقت الناقة بولدها، إذا نَشِب ولم يسهل خروجه، وكذلك المرأة. وأنشد أبو عبيدة : لنا صرخةٌ ثم إسْكاتَةٌ كما طَرَّقَتْ بنِفاسٍ بِكر قال: وضربه حتَّى طَرَّقَ بجَعْرِهِ. قال: وطَرَّقَ فلان بحقى، إذا كان فد جَحَدَه ثم أقرَّ به بعد ذلك. وطَرَّقْتُ الإبل، إذا حبَستَها عن كلأٍ أو غيره، وطَرَّقْتُ له من الطريق.
طرق
طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في يَطرُق، طَرْقًا وطُروقًا، فهو طارِق، والمفعول مطروق
• طرَق النَّجمُ: طلع ليلاً "طرَق كوكبٌ وتلألأ- نجم طارِق".
• طرَق البابَ/ طرَق على الباب: قرَعه، دقَّه، نقَر عليه ° طرَق سمعَه/ طرَق أذنَه/ طرَق مسامعه كلامٌ: سمعه.
• طرَق الحديدَ: ضرب عليه بالمطرقة، مدّده ورقَّقَه "طرَق معدنًا/ سبيكةً"? طرق الزمانُ بنوائبه.
• طرَق النجَّادُ الصُّوفَ: ضرَبه بالمِطْرق.
• طرَق الطّريقَ: سلكَه? طرَق الكلامَ: عرض له وخاض فيه- طرق ميدانًا/ طرق مجالاً: حاول دخولَه والعملَ فيه- طريق مطروق: سلكه الناس من قبل- لا يترك بابًا إلا ويطرقه: يسلك كل السُّبل، يستعمل كل الوسائل- مَوْضوع مطروق: تمَّ تناوله من قبل، ليس جديدًا.
• طرَق فلانٌ القومَ: أتاهم ليلاً "طرَقه خيالٌ فأرَّقه".
• طرَقَ ببالِه/ طرَقَ في باله أمرٌ: خطَر، حضَر "طرَق في ذهنه هاجس"? طرَق فلانٌ بحقِّي: إذا جحده ثم أقرَّ به بعدُ. 

أطرقَ/ أطرقَ إلى/ أطرقَ بـ يُطرِق، إطراقًا، فهو مُطرِق، والمفعول مُطرَق (للمتعدِّي)

• أطرق الرَّجلُ: سكَت ولم يتكلم، أرخى عينيه ينظر إلى الأرض.
• أطرق رأسَه/ أطرق برأسِه: أمال رأسَه إلى صدره وسكَت، أو أرخَى عَيْنَيْه إلى الأرض وأمسك عن الكلام "أطرق رأسَه حينما واجهته بخطئه- أطرق برأسه حين عاتبه والده على أفعاله".
• أطرق إلى اللَّهو: مال إليه ورغب فيه. 

استطرقَ إلى يَستطرِق، استطراقًا، فهو مُستطرِق، والمفعول مُستطرَق إليه
• استطرق إلى الباب: سلك الطريق إليه. 

تطرَّقَ إلى يَتطرّق، تطرُّقًا، فهو مُتطرِّق، والمفعول مُتطرَّق إليه
• تطرَّق الشَّكُّ إلى فكره: ابتغى إليه طريقًا، عرض له، تناوله في مجرَى حديثه "تطرَّق المتكلِّمُ إلى موضوع آخر- تطرَّق اليأسُ إلى نفسها: تسلَّل". 

طرَّقَ يُطرِّق، تطريقًا، فهو مُطرِّق، والمفعول مُطرَّق
• طرَّق المعدِنَ: بالغ في تمديده وضربه بالمطرقة "طرَّق سبيكة من النُّحاس بشكل خاص- طرَّق شفرات السكاكين".
• طرَّق الموضِعَ: جعلَه طريقًا أو ممرًّا لغيره، سهَّله حتى طرقه الناس بسيرهم ° طرّق طُرُقا حسنَةً: أحدثها، سنَّها. 

طارق1 [مفرد]: ج طارقون وطُرّاق:
1 - اسم فاعل من طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في.
2 - زائر باللَّيل "أيقظنا في الليل طارقٌ مرعب". 

طارق2 [مفرد]: ج طَوَارِقُ: نجمٌ مضيء "نحن بناتُ طارِق: إنّ أبانا في الشرف كالنجم المضيء- {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ} ".
• الطَّارق: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 86 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبع عشرة آية. 

طارِقة [مفرد]: ج طارقات وطَوَارِقُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في.
2 - مصيبة، داهية "تحمّل جميع الطوارق حتى أصبح مثالاً للصبر- أصابته طارقة فسانده النَّاس". 

طرائقُ [جمع]: مف طريقة: سموات بعضها فوق بعض " {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} ". 

طَرْق [مفرد]: ج طُرُوق (لغير المصدر):
1 - مصدر طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في.
2 - تزيين المعدن وزخرفته "طرْق نحاس/ ذهب" ° قابل للطَّرق: وصف للجسم الذي يمكن تحويله إلى صفائح رقيقة كالذهب. 

طُرْقة [مفرد]: ج طُرُقات وطُرْقات وطُرَق: طريق ضيِّق، ممرّ "هذه الطُّرْقة تُؤدِّي بنا إلى البيت". 

طُرُوق [مفرد]: مصدر طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في. 

طَريق [مفرد]: ج طُرُق، جج طُرُقات:
1 - ممرّ ممتدّ أوسعُ من الشارع، يذكّر ويؤنث "قامت الدولة بتمهيد الطُرُق- إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ [حديث] " ° اختبار الطَّريق: اختبار يُجرى للمركبات لمعرفة مقدار صلاحها للسير على الطرق، فحص للشخص الذي يسعى للحصول على رُخصة قيادة لمعرفة قدرته على القيادة في الطرق- الرَّفيق قبل الطَّريق: ابحث عن رفيق سفرك وامتحنه قبل اصطحابك إياه- بطريق الجوّ/ بطريق البحر: بالطائرة أو السفينة- حاد به عن الطَّريق: مال به عنه- شاكلتا الطَّريق: جانباه- شق طريقه: كدَّ ونجح- طُرق مشروعة: وسائل لا تخالف القوانين المتعارف عليها- على قارعة الطَّريق: في وسطه- في طريقه: آتٍ ذاهب، مسافر- في طريقه نحو كذا: يتجه نحو كذا- قاطع طريق: لصٌّ يترقب المارة في الطريق ليأخذ ما معهم بالإكراه- قطَع الطَّريقَ: أغلقه، عَبَرَه، سرق المسافرين- قطَع الطَّريقَ عليه: منعه من تنفيذ ما يريد تنفيذه- مفترق الطُّرق: ساعة الفصل والحسم.
2 - سبيل ونهج "رأى أن طريق النجاح هو المذاكرة- اجتهد ووصل إلى طريق المجد".
3 - مذهب وأسلوب، مسلك الطائفة من المتصوفة "سلك طريق الحامديَّة الشاذليَّة". 

طَريقَة [مفرد]: ج طرائقُ وطُرُق:
1 - نَهْج؛ أسلوب ومسلك ومذهب "طريقة علميَّة: طريقة منظمة تقوم على جمع المعلومات بالملاحظة والتجريب وصياغة الفرضيات واختبارها- عبّر عن مشاعره بطريقة غريبة- تكثر الطُّرُق
 الصوفيّة بمصر- {إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إلاَّ يَوْمًا} " ° طرائقُ الدَّهر: تقلُّباته وأحواله.
2 - وسيلة "طُرُق المواصلات مُنظّمة- وجد طريقة لإدارة الآلة" ° بطريقةٍ ما: بوسيلة غير محدَّدة أو معروفة أو مفهومة، بتحفُّظ.
• طرُق الطَّعن: (قن) الوسائل القضائيَّة التي يستعملها المحكوم عليه أو محاميه من أجل إلغاء الحكم أو تعديله. 

مُستطرَق [مفرد]: اسم مفعول من استطرقَ إلى.
• الأواني المستطرَقَة:
1 - (فز) عدّة أنابيب مختلفة الأحجام والأشكال متَّصل بعضُها ببعض بأنبوبة أفقيَّة، إذا وُضِع سائل في إحداها توزَّع إلى بقيّة الأواني متَّخذًا مستوًى أفقيًّا واحدًا.
2 - (كم) المعادن التي يمكن تشكيلها بالطَّرق أو بالضَّغط أو بالثَّني أو بالسَّحب. 

مُستطرِق [مفرد]: اسم فاعل من استطرقَ إلى.
• الأواني المستطرِقَة: (فز) عدّة أنابيب مختلفة الأحجام والأشكال متصل بعضُها ببعض بأنبوبة أفقيَّة، إذا وُضِع سائل في إحداها توزَّع إلى بقيّة الأواني متَّخذًا منسوبًا أفقيًّا واحدًا. 

مِطْرَق [مفرد]: ج مَطَارِقُ: اسم آلة من طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في: أداة من حديد يضربُ بها الصوف والقطن أو المعدن "مِطرق المنجِّد/ الحدّاد". 

مِطرَقة [مفرد]: ج مَطَارِقُ:
1 - اسم آلة من طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في: أداة من حديد أو نحوه تُطرَق بها المعادن وتدقّ المسامير "مطرقة حدّاد/ نجّار- مطرقة ثقيلة" ° المطرقة والمنجل: شعار الشيوعية، يرمز إلى اتحاد العمَّال والفلاحين.
2 - آلة يُدَقّ بها الصُّوف والقطن ليندف "مِطْرَقة مُنجِّد".
3 - (حي) العُظيمة الأولى من عظيمات الأذن الوسطى التي تأتي بعد غشاء الطَّبلة.
4 - مقرعة توضع على باب البيت لتنبيه من بالداخل "مطرقة الباب". 
طرق: طَرَق: سلك، مشى سار، رحل، ارتحل.
(فوك، الكالا) وهي = طرق الطريق في معجم لين.
طرق: ضربة ثانية كرّر الدّق، وتستعمل مجازاً بمعنى كرر القول حتى أملّ. ومطروق: معاد، مكَّرر. يقال فكرة مطروقة وكلام مطروق (بوشر).
طرق روحه: استمنى بيده، جلد عميرة (بوشر).
طرق الحِنْطَة: غربلها (محيط المحيط).
طرَّق (بالتشديد) دقه على السندان (بوشر).
طَرَّق. لم يُطَرَق المضيق: فعل ما جعلنا لا نستطيع المرور في المضيق (أماري ص207).
وهذا صواب العبارة لما جاء في مخطوطتنا رقم 12 طَرَّق إلى: عبّر طريقاً إلى، فتح طريقاً إلى (معجم مسلم، المقري 1: 244).
طَرَّق على فلان: حاول خداعه والمكر به. (معجم مسلم).
طَرَّق: برقش، رقش، (فوك) وانظر: مُطَرَّق فيما يلي: أطْرَق. طأطأ رأسه، أمال رأسه إلى صدره وفي معجم فوك: أطرق برأسه. تَطَرَّق: بالمعنى الأول في معجم لين وهو وجد طريقاً إلى وتطَرَّق إلى مجازاً أيضاً بمعنى اولع ب، وانهمك في، ففي مملوك (2، 2: 269): كان يمنعها التطرّف (ق) إلى التبهرج. وقد ترجمها كاترمير بما معناه: كان يمنعها من الانهماك في التبرج، وبدلاً من أن يقال تطرَّق إلى يقال تطّرق ل أيضاً (المقدمة1: 56 المقري 1: 658 وعليك أن تقرأ فيه يتطّرق وفقاً لطبعة بولاق).
ويقال كذلك، تطَّرق على (معجم مسلم) وهو نفس المعنى فيما أرى في عبارة ياقوت (1: 819) التي نقلت فيه.
تطَرَّق: سار، مضى، انطلق (زيشر 5: 102، فوك).
متّطرق: مارّ، عابر سبيل، ابن سبيل (ابن حوقل ص159).
تطرَّق إلى: أوصل إلى، قاد الى، يقال: الطريق يتطرقّ إلى (ففي ألف ليلة (1: 105): أصبت طريقاً متطرقاً إلى أعلاه.) تطرُّق الاحتمال: تفّرع وتشعب (أي الصور المختلفة) للقضية والفرضية (دي سلان المقدمة 1: 39).
تطَرّق: ضرب، قرع، دقْ (معجم مسلم، فوك) يِتطرَّق: طروق، لدن، قابل للتطريق (بوشر).
تَطرَّق: هاجم أغار على (معجم مسلم).
تطرَّق ب: تبرفش، ترقش (فوك).
تطارَق: جُعل بعضُه فوق بعض، ففي الكامل (ص148): لبدة الأسد ما يتطارق من شعره بين كتفيه.
انطرق. انطرق في: اصطدم، ويقال، انطرق رأسه في الحائط أي اصطدم في الحائط (بوشر).
اطَّرق: طاف، جاب عدة بلدان. ففي ابن البيطار (1: 293): وكان قد وقع له منه بعد إطراقه البلاد باحثاً عنه مشرقاً ومغرباً قطعة صغيرة. وقد سقطت كلمة البلاد من مخطوطة ب.
استطرق: قارن قولهم الاستطراق بين الصفوف الذي ذكره لين في معجمه مع ما جاء في كتاب الماوردي (ص 329): ويُمنعَ الناس في الجوامع والمساجد من استطراق حلق الفقراء والقُرَّاء صيانة لحرمتها.
طَرْقَة: قرعة، دقُة، نقرة (بوشر).
طرقة: غزوة، غارة (معجم الادريسي).
طَرْقَة يد: سَطْو، عمل جريء (بوشر).
طرقة (ضبطها مشكوك فيه) يظهر أن معناها بكرة (القزويني 2: 128) طُرُقّي: جرّاح، طبيب دجّال يبيع الدواء في الطرق العامة (بوشر).
طَرْقُون: ذكرت في القسم الأول من معجم فوك مع كلمة لاتينية معناها رقص غير أنها لم تذكر في القسم الثاني.
ويظهر من قصة عجيبة عند ابن الخطيب أن هذه الكلمة لها حقا بعض العلاقة بفكرة الرقص. ففي ترجمته لابن مردنيش يقول أن هذا الأمير الذي تولى الحكم في أسبانيا الشرقية في أواسط القرن السادس للهجرة قد فرض ضرائب متنوعة على رعيته لكي يستطيع دفع رواتب جنوده النصارى حتى إنه فرض هذه الضريبة على حفلات الأعراس، وفي القصة التالية أن رجلاً من مدينة قسطيلة يقول إنه ربح في مرسيه دوقتين (وهو نقد ذهبي قديم) في عمله بالبناء، فدعا بعض بلدياته لقضاء ليلة عنده. ويستمر قائلاً (ص186، ص187): فاشتريت لحماً وشراباً وضربنا دُفاً فلما كان عند الصباح وإذا بنقر عنيف بالباب فقلت من أنت فقال أنا الطرقون الذي بيده قبالة اللهو وهي متَّفقة بيدي وانتم ضربتم البارحة الدُفَّ فاعطنا حَقَّ العرس الذي عملتَ فقلتُ له والله ما كانت لي .. فأُخِذت وسُجنتُ (وليس في المخطوطة فراغ، غير أني أرى أن شيئاً ناقصاً فيه) فالطرقون إذاً هو من يتولى استلام الضريبة المفروضة على احتفالات الأعراس وعلى الرقص وكذلك على الموسيقى التي تضرب في العرس، ولا ادري لماذا ذكر فوك كلمة طرقون في مادة الفعل saltare اللاتيني الذي معناه رقص.
ونجد هذه الكلمة في أبيات لشاعر أندلسي هو الفقيه عمر وقد نقلها المقريزي وكان يرددها رجل يحيى حياة التسكع. فنقرأ في المقريزي (3: 23)
ولا تنسى أياماً تقّضت كريمة ... بزاوية المحروق أو دار همدان
وتأليفنا لقبض إتارةَ ... وإغرام مسنون وقسمة حُلْوان
وقد جلس الطرقون بالبعد مطرقاً ... يقول نصيبي أو أبوح بكتمان
وهكذا نرى أن هذا الشخص يتظاهر بأنه جابي الضرائب فيجمع الإتاوات بينما جلس الطرقون بعيداً مطرقاً برأسه وهو يقول اعطني نصيبي وإلا بحت بالسر. وبذلك كان على الناس البائسين أن يدفعوا مرتين الأولى لهذا المحتال ثم إلى الطرقون الذي يقول لمن دفع الضريبة إلى غيره إنه قد خدعه محتال تظاهر بأنه الطرقون.
طِراق: قارن قولهم طائرُ طراقُ الريش الذي ذكره لين نقلا من تاج العروس بقولهم: طراقُ الخَوافي الذي ذكره المبرد في الكامل ص90) طروق = طارق (رايت ص91 رقم 12).
طَريق: يجمعها العامة على طُرُوق وهو تصحيف طُرُق (معجم مسلم).
طَرِيق: بمعنى افسحوا الطريق، فحين يصل العربي إلى منزله ومعه غرباء يصيح قائلا: طريق وذلك لكي تدخل نساؤه في بيوتهن (نيبور رحلة إلى بلاد العرب ص47) طريق السلامة: مع السلامة على الطائر الميمون (بوشر)
أرباب الطريق: هم عند الجوبري المنجمون وضاربوا الرمل ثم يذكر بعد ذلك أصحاب الطريق في الطب أو أطباء، الطرق (زيشر 20: 496، 497) وبمقارنة هذا بما نقلته من معجم بوشر في مادة طُرَقي يمكننا أن نؤكد أن هذه الكلمات تعني غالباً الدجالين المشعوذين من الجراحين والمنجمين وضاربي الرمل ومن لف لفهم الذين يتعاطون مهنهم في الطرقات العامة.
طريق التبن وطريق اللبّانة: المجّرة، أن السماء، أمّ النجوم (بوشر).
على الطريق: على شكل، على هيئة (بوشر).
طريق: قسم من أحوال إسناد الحديث (عبد الواحد ص130، المقدمة 1: 355، 2: 144، 145، 147) وفي المقري (1: 495): كان بصيراً بالطرق.
الطريق: التصوّف (المقري 1: 571).
أهل الطريق: الصوفية (المقري 1: 596).
طريق: مَرَّة (بوشر سوريا) وفي محيط المحيط: عامية طَرْق وفي رحلة ابن جبير (ص147): فسعى على قدميه طريقين من الصفا إلى المروة (ألف ليلة برسل 2: 184، 275) وفي طبعة ماكن (1: 259): مرة (برسل 3: 372) وفي رحلة ابن جبير (ص68): في طريق واحدة أي في مرة واحدة طريق في مصطلح الموسيقى: لحن: نَغَم (ألف ليلة 2: 271، 3: 410، برسل 7: 193).
وفي طبعة ماكن: طريقة.
طريق الأسْقُف: منشور رَعائي (ألكالا). طريقة. الطريقة: الصراط المستقيم. وطباعة السلطان ففي حيان (ص16 و) في كلامه عن رئيس ظل مخلصاً للسلطان: استقام على الطريقة (حيان ص24 ق).
الطريقة المحترقة: (أبو الفداء جغرافية ص5) هو الفضاء الواقع بين الدرجة التاسعة عشرة من الميزان والدرجة الثالثة من العقرب. انظر ترجمة رينو (ص6 رقم 1).
طريقة: نهج متبع في بحث علم من العلوم والذي يختلف عند العلماء. ففي مرجريت (ص17) وله طريقة في علم الخلاف.
طريقة: خداع، مكر، أسلوب في الغش (ألف ليلة برسل 9: 195).
طريقة: منطلق، سبيل، وسيلة، ذريعة، وسيلة النجاح (بوشر).
طريقة: وسيلة لإزاحة الضمير، وسيلة لإتمام عمل، وسيلة للصلح، تسوية. ومجازاً: تلطيف تسكين، تخفيف، مصالحة، توفيق، ويقال: طريقة ل أي مصالحة، توفيق (بوشر).
طريقة: للصوفية اليوم في الهند وبخراسان على الخصوص ثلاث درجات في نظامهم وتسمى: طريقة ومعرفة وحقيقة، فاتباع الدرجة الأولى مسلمون يقومون بواجباتهم الدينية. أنظر زيشر (16: 241) طريقة (من مصطلح الموسيقى): لحن، نغم (ألف ليلة 2: 51 ب، 152، 163، 259، 267، 4: 173).
طريقة الأسْقفُ: منشور رَعائي (ألكالا).
طريقة الشرع: مرافعة، مقاضاة، أسلوب المحاكمات (بوشر).
طريقة ماء: ما يجلب من الماء من الحوض والمصنع مرة واحدة (اسيبنا مجلة الشرق والجزائر 13: 148).
طريقة: قارون مع ما ذكره لين (1849) في الآخر مع ما جاء في زيشر (22: 80) وهو: وكبَّر البيت على خمس طرائق كما كان باًلأول. وقد ترجمها وبتزشتان إلى الألمانية بما معناه: وسّع البيت وجعله يقوم على خمسة أعمدة كما كان بالأول.
(انظر تعليقه ص100 رقم 21). ويقول بوسييه: إنها سير قوي تبطن به الخيمة العربية تسند الدعامات والركائز وعليها يقع كل الحمل (130).
طراقِي. الكِساء الطراقيّ: كان اسم نسيج يصنع في مدينة طراق بأفريقية ويصدر إلى مصر (البكري ص47).
طِرَاقِيَّة: حنطة ضعيفة تخرج عند الغربلة (محيط المحيط).
طَرَّاق= طارق (عباد 1: 66).
طرّاق: عابر طريق، عابر سبيل (فوك طرّاق) الحديد: حدّاد (بوشر) طَرَّاقَة: عازف كمان في القرى للرقص، شاعر يطوف البلاد منشداً شعره على آلة موسيقية (صفة مصر 14: 181).
طَرّاقَة: مطرقة، شاكوس (معجم الأسبانية ص213).
طارِقَة: هذه الكلمة تدل على نوع من الأسلحة وقد وجد المستشرقون وهم العلماء باللغات والآداب الشرقية صعوبة في تفسيرها، وقد فسرها شولتز أولا بحربة ومزراق، ثم بدرع وزرد وقد رأى إنها تحريف تاركو اليونانية وقد اعتمد كل من رينو ودي ساسي على هذا الأصل غير الأكيد، وقد وجد دي ساسي عدة نصوص في المقريزي لم تترك له شكاً معنى هذه الكلمة. وقد أضاف السيد لين رأياً جديداً خاطئاً على ما سبق وقيل من الآراء فقال هذه الكلمة تعني ركاماً ضخماً من الأسلحة ولو اطلع على تعليقة كاترمير البارعة (مونج ص288 - 289) لأصدر حكماً آخر. على أن هذه التعليقة ليست بكافية لأنها لا تدل على اصل كلمة طارقة ولا على معناها الأصلي.
وارى إنها ليست عربية الأصل لان اللغات العربية لم تذكر أصلها وقد دخلت فيها في وقت متأخر. وأعتقد أن من العبث أن نفتش عنها عند الكتاب السابقين على عهد الحروب الصليبية وأن العرب قد أخذوها من الصليبيين وهي ليست غير الكلمة اللاتينية targa الموجودة في اللغة الإيطالية والأسبانية والبرتغالية والبروفنسالية بصورة Tarje وبالفرنسية بصورة Targe أن هذه الكلمة مأخوذة من الكلمة اللاتينية Tergum ( انظر دوكانج) أو من الكلمة الألمانية Zarga ( جريم، مونيمن، النحو الألماني 3: 445) ويرى دميليز في أصول الكلمات في اللغات الرومانية هذا الرأي. وهي على كل حال من أصل أوربي وتعني ترساً كبير يغطي كل الجانب الأسفل من الجسم.
والكلمة العربية طريقة (طَرْغَة) في معجم (فوك) تدل على نفس هذا المعنى، وهذا ما يمكن أن نراه في عبارات عماد الدين الأصفهاني في التي نقلها كاترمير ويستنتج منها أن الصليبين كانوا يستعملون هذه التروس، وقد أساء كلترمير ترجمة جملة: (لمعت بولرقُ بيارقه، وراعت طوارقُ طوارقه) فقد ترجمها بما معناه: لمعت بوارق بيارقه، وطوارقه التي تقدمت نشرت الذعر.
وفي حياة صلاح الدين (ص124): رأيت الصليبيين يسيرون في حالة يرثى لها، ما وجدت مع واحد منهم طارقة ولا رمحاً إلا النادر، ونجد فيها أيضاً أن الأمراء الصليبين اهدوا إلى الصلاح الدين طوارق وسيوفاً ألمانية وغير ذلك (دي ساسي طرائف 1: 275) وفي الغرب كان النصارى من الأسبان هم الذين يملكون هذا النوع من التروس، (انظر عباد 2: 201) وقد استعارها منهم المسلمون.
ونجد مثلاً في الحلل (ص58 ق) عبارة من ابن اليسع يذكر فيه أحد الموحدين ما يلي: فصنعنا دارةً مربَّعة في البسط جعلنا فيها من جهاتها الأربع صفاً من الرجال بأيديهم القنا الطوال والطوارق المانعة ووراءهم أصحاب الدرق والحراب صفاً ثانياً.
وكانت في القاهرة حارة تسمى الطوارق أو حارة الصبيان الطوارق لأن فيها منازل الفتيان المسلحين بالطوارق، وهم من جملة طوائف العسكر كانوا معدّين لحمل الطوارق (المقريزي في دي ساسي 1: 1) وأخيراً فان هذه الكلمة كانت تدل في أوربا على وقاء نقال يستخدمه المحاصرون عند الهجوم وهي نوع من آلات الحرب مؤلف من عدة الواح يحتمي وراءها المهاجمون من السهام والحجارة (انظر دوطانج).
وكانت الطريقة تدل في الشرق على هذا المعنى ويظهر إنها لا تزال معروفة في القاهرة لان كاترمير يقول (ص427) إنه مدين لمارسيل في تفسيره لها وإنها لوح يحتمي وراءه الجنود من السهام والحجارة.
وكلمة تُرْس قد تغير أيضا معناها كما يدل عليها النص في طرائف فريتاج (ص131).
طارقِيات (جمع): ألواح يحتمي وراءها الجنود من السهام والحجارة (حياة صلاح الدين ص250 ابن الاثير 12:4).
مِطْرَق: بالعامية مَطْرق: دبوس، هراوة (دوماس حياة العرب ص 199) وعصاً غليظة فعند كاريت قبيل (2: 241): (عصا قصيرة رقيقة يستعملها العرب أحياناً في سوق ابلهم).
(بركهارت بلاد العرب 1: 420) وفي ألف ليلة (4: 553): وإذا بالوالي اقبل عليّ ومعه جماعة بسيوف ومطارق. (وقد ترجمها لين بما معناه (درق من الجلد) وهو معنى ما تدل عليه هذه الكلمة).
مِطْرَق: انظر الفعل مَطْرَقَ في حرف الميم.
مُطَرَّق: يقول ابن العوام (2: 564) في كلامه عن تنعيل الفرس: ولا يُنْعل الا بنعل مطرق فانه الصق للحافر واسبق ليدي الدابَّة.
وقد ترجمها بانكري بما معناه: لا تستعمل إلا حديدة مغلفة بجلد غير أني أرى ما يراه كلمنت- موليه إنه حديد ممطول وقد فسرها بوسييه بأنها طرق على السندان.
مُطَرَّق: جرح المسمار في قدم المطية، ألم الفرس المنُعَّل (الكالا). مَطرَق: مبرقش، مرقَّش (لين، فوك) ونسيج مُخطط، ذو خطوط (بوسيبه) وفي كرتاس (ص178) كان يلبس تليسا مطرقا وبرنوسا مرقعاً وفي ابن البيطار (1: 471) يقولا الادريسي في كلامه عن الذراريح: النوع الأسود المطرق بالحمرة.
وفي مخطوطاتنا المطرق بالفاء وهو خطأ.
مطرقا: اسم نبات يشبه الثوم. (انظره في مادة سفرذيون).
مِطْرَقَة خَشَب: ناقوس خشب، وطاحونة صغيرة من الخشب (بوشر) وهي مثل matraca بالأسبانية وتعني ناقوس خشب يستعمل بدل الأجراس في أسبوع الآلام.
مَطُروُق: شائع، متداول. ويقال: كلمة مطروقة أي شائعة متداولة (بوشر).
مَطّرُوق: مبتذل، غثّ، ركيك (بوشر).
بيت مَطُروق: مُرْتاد، يكثر التردد عليه (بوشر).
مُتَطَرَّق إلى: طريق يوصل إلى (الكامل ص 113).
(ط ر ق)

الطّرق: الضَّرْب بالحصى، والخط فِي التُّرَاب للكهانة.

طرق يطْرق طرقاً. قَالَ لبيد:

لعمرك مَا تَدْرِي الطوارق بالحصى ... وَلَا زاجرات الطير مَا الله صانع

واستطرقه: طلب مِنْهُ الطّرق بالحصى وانشد ابْن الْأَعرَابِي:

خطّ يَد المستطرق الْمَسْئُول

وطرق النجاد الصُّوف بِالْعودِ يطرقه طرقاً: ضربه.

وَاسم ذَلِك الْعود: المطرقة.

والمطرقة: مضربة الْحداد والصائغ وَنَحْوهمَا.

والطرق: المَاء الْمُجْتَمع الَّذِي خيض فِيهِ وبيل، وبعر فكدر. وَالْجمع: اطراق.

وَقد طرقته الْإِبِل تطرقه طرقاً.

وطرق الْفَحْل النَّاقة يطرقها طرقاً: ضربهَا.

واطرقه فحلاً: أعطَاهُ إِيَّاه يضْرب فِي إبِله.

واستطرقه فحلاً: طلب مِنْهُ أَن يطرقه إِيَّاه ليضْرب فِي إبِله.

وناقة طروقة الْفَحْل: بلغت أَن يضْربهَا، وَكَذَلِكَ: الْمَرْأَة.

تَقول الْعَرَب: إِذا أردْت أَن يشبهك ولدك فأغضب طروقتك، ثمَّ ائتها.

وَأرى ذَلِك مستعارا للنِّسَاء، كَمَا اسْتعَار أَبُو السماك الطّرق فِي الْإِنْسَان حِين قَالَ لَهُ النَّجَاشِيّ: مَا تسقيني؟ قَالَ: شراب كالورس يطيب النَّفس، وَيكثر الطّرق، ويدر فِي الْعرق، يشد الْعِظَام، ويسهل للفدم الْكَلَام.

وَقد يجوز أَن يكون الطّرق وضعا مُسْتَعْملا فِي الْإِنْسَان فَلَا يكون مستعارا. وطرق الْقَوْم يطرقهم طرقاً، وطروقاً: جَاءَهُم لَيْلًا.

وَقَوله تَعَالَى: (والسَّمَاء والطارق) قيل: هُوَ كَوْكَب الصُّبْح.

وَقيل: كل نجم طَارق، لِأَن طلوعه بِاللَّيْلِ.

وكل مَا أَتَى لَيْلًا: فَهُوَ طَارق.

والطرق: ضعف فِي الرّكْبَة وَالْيَد.

طرق طرقا، وَهُوَ اطرق، يكون فِي النَّاس وَالْإِبِل.

وَقَول بشر:

ترى الطّرق المعبد فِي يَديهَا ... لكذان الإكام بِهِ انتضال

يَعْنِي بالطرق المعبد: الْمُذَلل، يُرِيد: لينًا فِي يَديهَا لَيْسَ فِيهِ جسو وَلَا يبس.

وَفِي الرجل طرْقَة، وطراق، وَطَرِيقَة: أَي استرخاء وتكسر وَضعف.

وَرجل مطروق: ضَعِيف لين قَالَ ابْن احمر:

وَلَا تحلى بمطروق إِذا مَا ... سرى فِي الْقَوْم أصبح مستكينا

وَامْرَأَة مطروقة: ضَعِيفَة لَيست بمذكرة.

وطائر فِيهِ طرق: أَي لين فِي ريشه.

والإطراق: استرخاء الْعين.

والإطراق: السُّكُوت عَامَّة، وَقيل: السُّكُوت من فرق.

وَرجل مطرق، ومطراق، وَطَرِيق: كثير السُّكُوت.

وَالطَّرِيق: ذكر الكروان، لِأَنَّهُ يُقَال لَهُ: أطرق كرا، فَيسْقط مطرقا، فَيُؤْخَذ.

وَاسْتعْمل بعض الْعَرَب الإطراق فِي الْكَلْب فَقَالَ:

ضورية أولعت باشتهارها ... يطْرق كلب الْحَيّ من حذارها وَقَالَ اللحياني: إِن تَحت طريقتك لعنداوة: يُقَال ذَلِك للمطرق المطاول لياتي بداهية، ويشد شدَّة لَيْث غير متق.

والعنداوة: ادهى الدَّوَاهِي، وَقيل: هِيَ الْمَكْر والخديعة، وَقد تقدم.

وطارق الرجل بَين نَعْلَيْنِ وثوبين: لبس أَحدهمَا على الآخر.

وطراق النَّعْل: مَا اطبقت عَلَيْهِ فخرزت بِهِ.

طرقها يطرقها طرقاً، وطارقها.

وكل مَا وضع بعضه على بعض: فقد طورق، واطرق.

واطراق الْبَطن: مَا ركب بعضه على بعض وتغضن.

وأطراق الْقرْبَة: أثناؤها، إِذا انخنثت وتثنت. وَاحِدهَا: طرق.

والطراق: حَدِيد يعرض فَيجْعَل بَيْضَة أَو ساعدا، فَكل طبقَة على حِدة: طراق.

وطائر طراق الريشك إِذا ركب بعضه بَعْضًا قَالَ ذُو الرمة يصف بازيا:

طراق الخوافي وَاقع فَوق ريعه ... ندى لَيْلَة فِي ريشه يترقرق

وأطرق جنَاح الطَّائِر: لبس الريش الْأَعْلَى الريش الْأَسْفَل.

واطرق عَلَيْهِ اللَّيْل: ركب بعضه بَعْضًا. وَقَوله:

وَلم تطرق عَلَيْك الحنى والولج

أَي: لم يوضع بعضه على بعض فيتراكب.

وَقَوله تَعَالَى: (وَلَقَد خلقنَا فَوْقكُم سبع طرائق) قَالَ الزّجاج: أَرَادَ السَّمَوَات السَّبع، أَرَاهَا سميت بذلك لتراكبها.

واختضبت الْمَرْأَة طرقاً أَو طرقين: يَعْنِي مرّة أَو مرَّتَيْنِ.

وَأَنا آتيه فِي النَّهَار طرقتين: أَي مرَّتَيْنِ.

واطرق إِلَى اللَّهْو: مَال، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَالطَّرِيق: السَّبِيل، تذكر وتؤنث.

وَقَوْلهمْ: بَنو فلَان يطؤهم الطَّرِيق. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنَّمَا هُوَ على سَعَة الْكَلَام: أَي أهل الطَّرِيق. وَقيل: الطَّرِيق هُنَا: السابلة، فعلى هَذَا لَيْسَ فِي الْكَلَام حذف كَمَا هُوَ فِي القَوْل الأول. وَالْجمع: أطرقة، وأطرقاء، وطرق.

وطرقات: جمع الْجمع.

وَأم الطَّرِيق: الضبع، قَالَ الْكُمَيْت:

يغادرن عصب الوالقي وناصح ... تخص بِهِ أم الطَّرِيق عيالها

وتطرق إِلَى الْأَمر: ابْتغى إِلَيْهِ طَرِيقا.

وَالطَّرِيق: مَا بَين السكتين من النّخل، قَالَ أَبُو حنيفَة: يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: الراشوان.

والطريقة: السِّيرَة. وَقَوله تَعَالَى: (وأَن لَو استقاموا على الطَّرِيقَة) أَرَادَ: طَريقَة الْهدى.

وَجَاءَت معرفَة بِالْألف وَاللَّام على التفخيم، كَمَا قَالُوا: الْعود للمندل، وَإِن كَانَ كل شجر عودا.

وطرائق الدَّهْر: مَا هُوَ عَلَيْهِ من تقلبه، قَالَ الرَّاعِي:

يَا عجبا للدهر شَتَّى طرائقه ... وللمرء يبلوه بِمَا شَاءَ خالقه

هَكَذَا انشده سِيبَوَيْهٍ منونا، وَفِي بعض كتب ابْن جني: " يَا عجبا " أَرَادَ: " يَا عجبي "، فَقلب الْيَاء الْفَا لمد الصَّوْت، كَقَوْلِه تَعَالَى: (يَا أسفا على يُوسُف) وَقَوله تَعَالَى: (ويذهبا بطريقتكم المثلى) جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَن مَعْنَاهُ: بجماعتكم الاشراف.

وَالْعرب تَقول للرجل الْفَاضِل: هَذَا طَريقَة قومه، وَإِنَّمَا تَأْوِيله: هَذَا الَّذِي يَنْبَغِي أَن يَجعله قومه قدوة، ويسلكوا طَرِيقه. وَقَالَ الزّجاج: عِنْدِي، وَالله اعْلَم، أَن هَذَا على الْحَذف: أَي ويذهبا بِأَهْل طريقتكم المثلى. كَمَا قَالَ تَعَالَى: (واسْأَل الْقرْيَة) أَي: أهل الْقرْيَة.

والطريقة: الْخط فِي الشَّيْء. وطرائق الْبيض: خطوطه الَّتِي تسمى الحبك.

وَطَرِيقَة الرمل والشحم: مَا امْتَدَّ مِنْهُ.

والطريقة: الَّتِي على أَعلَى الظّهْر.

وَطَرِيقَة الْمَتْن: مَا امْتَدَّ مِنْهُ، قَالَ لبيد يصف حمَار وَحش:

فَأصْبح ممتد الطَّرِيقَة نافلاً

والطريقة: نسيجة تنسج من صوف أَو شعر عرضهَا عظم الذِّرَاع أَو اقل، وطولها أَربع أَذْرع أَو ثَمَان على قدر عظم الْبَيْت، فتخيط فِي عرض الشقاق من الْكسر إِلَى الْكسر، وفيهَا تكون رُؤُوس الْعمد، وَبَينهَا وَبَين الطرائق ألباد تكون فِيهَا أنوف الْعمد لِئَلَّا تخرق الطرائق.

وطرقوا بَينهم: جعلُوا لَهُ طرائق.

والطرائق: آخر مَا يبْقى من عفوة الْكلأ.

والطرائق: الْفرق.

وثوب طرائق: خلق، عَن اللحياني.

وَطَرِيقَة الْقَوْم: اماثلهم.

وَقوم مطاريق: رجالة، واحدهم: مطرق، هَذَا قَول أبي عبيد، وَهُوَ نَادِر، إِلَّا أَن يكون " مطاريق " جمع: مطراق.

والمطرق: الوضيع.

وتطارق الشَّيْء: تتَابع.

واطرقت الْإِبِل: تبع بَعْضهَا بَعْضًا، وَجَاءَت على خف وَاحِد، قَالَ رؤبة:

جَاءَت مَعًا واطرقت شتيتا ... وَهِي تثير الساطع السختيتا

والطرق: آثَار الْإِبِل إِذا تبع بَعْضهَا بَعْضًا. واحدتها: طرْقَة.

وَجَاءَت على طرْقَة وَاحِدَة: كَذَلِك. والطرق، والطرق: الْجواد: وآثار المارةتظهر فِيهَا الْآثَار، واحدتها: طرْقَة.

وطرق الْقوس: الطرائق الَّتِي فِيهَا، واحدتها: طرْقَة.

والطرق أَيْضا: حِجَارَة مطارقة بَعْضهَا على بعض.

والطرقة: الْعَادة.

والطرق: الشَّحْم، وَجمعه: اطراق، قَالَ المرار الفقعسي:

وَقد بلغن بالاطراق حَتَّى ... أذيع الطّرق وانكفت الثميل

وَمَا بِهِ طرق: أَي قُوَّة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الطّرق: السّمن، فَهُوَ على هَذَا عرض.

وطرقت الْمَرْأَة: نشب وَلَدهَا فِي بَطنهَا. قَالَ أَوْس بن حجر:

لَهَا صرخة ثمَّ إسكاتة ... كَمَا طرقت بنفاس بكر

وطرقت القطاة، وَهِي مطرق: حَان خُرُوج بيضها، قَالَ الممزق:

وَقد تخذت رجْلي إِلَى جنب غرزها ... نسيفا كأفحوص القطاة المطرق

وطرق بحقي: جَحده، ثمَّ اقربه بعد ذَلِك.

وضربه حَتَّى طرق بجعره: أَي اختضب.

وطرق الْإِبِل: حَبسهَا عَن كلأ، وَلَا يُقَال فيغير الْإِبِل إِلَّا أَن يستعار.

وَالطَّرِيق: ضرب من النّخل. قَالَ الْأَعْشَى:

وكل كميت كجذع الطري ... ق يجْرِي على سلطات لثم

وَقيل: الطَّرِيق أطول مَا يكون من النّخل، واحدته: طَريقَة، وَقيل: هُوَ الَّذِي ينَال بِالْيَدِ.

ونخلة طَريقَة: ملساء طَوِيلَة. والطرق: ضرب من أصوات الْعود.

وَعِنْده طروق من الْكَلَام، واحده: طرق، عَن كرَاع، وَلم يفسره، وَأرَاهُ يَعْنِي: ضروبا من الْكَلَام.

والطرق: النَّخْلَة فِي لُغَة طَيء، عَن أبي حنيفَة، وانشد:

كَأَنَّهُ لما بدا مخايلا ... طرق تفوت السحق الأطاولا

والطرق: حبالة يصاد بهَا الْوَحْش.

وَالطَّرِيق، والأطيرق: نَخْلَة حجازية تبكر بِالْحملِ، صفراء التمرة والبسرة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة وَقَالَ مرّة: الأطيرق: ضرب من النّخل، وَهُوَ أبكر نخل الْحجاز كُله، وسماها بعض الشُّعَرَاء الطَّرِيقَيْنِ والأطيرقين، قَالَ:

أَلا ترى إِلَى عطايا الرَّحْمَن ... من الطَّرِيقَيْنِ وَأم جرذان

قَالَ أَبُو حنيفَة: يُرِيد بالطريقين: جمع الطَّرِيق.

والطارقية: ضرب من القلائد.

وطارق: اسْم.

والمطرق: اسْم نَاقَة أَو بعير. والأسبق: أَنه اسْم بعير، قَالَ:

يتبعن جرفاً من بَنَات المطرق

ومطرق: مَوضِع، انشد أَبُو زيد:

حَيْثُ تحجي مطرق بالفالق

وأطرقا: مَوضِع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

على أطرقا باليات الخيا ... م إِلَّا الثمام وَإِلَّا العصى

و" افعلا " مَقْصُور: بِنَاء قد نَفَاهُ سِيبَوَيْهٍ، حَتَّى قَالَ بَعضهم: إِن " اطرقا " هَاهُنَا أَصله: " أطرقاء " جمع: طَرِيق. بلغَة هُذَيْل، ثمَّ قصر الْمَمْدُود، وَاسْتدلَّ بقول الآخر:

تيممت أطرقة أَو خليفا

ذهب هَذَا الْمُعَلل إِلَى أَن العلامتين يعتقبان، قَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: أطرقا: بلد، نرى أَنه سمي بقوله: أطرق: أَي اسْكُتْ، وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا ثَلَاثَة نفر فِي مفازة، فَقَالَ وَاحِد لصاحبيه: أطرقا: أَي اسكتا، فَسُمي بِهِ الْبَلَد، وَأما من رَوَاهُ: " علا اطرقاً " ف " علا " على هَذَا: فعل مَاض، وأطرق: جمع طَرِيق، فِيمَن أنث، لِأَن افعلا إِنَّمَا يكسر عَلَيْهِ فعيل، إِذا كَانَ مؤنثا نَحْو يَمِين وأيمن.

والطرباق: لُغَة فِي الترياق، رَوَاهُ أَبُو حنيفَة.

طرق

1 طَرْقٌ signifies The beating [a thing], or striking [it, in any manner, and with anything]; (K, TA;) this being the primary meaning: (TA:) or with the مِطْرَقَة, (K, TA,) which is the implement of the blacksmith and of the artificer [with which he beats the iron], and the rod, or stick, with which one beats wool [or hair] to loosen or separate it: (TA:) and the slapping (K, TA) with the hand. (TA.) You say, طَرَقَ البَابَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ, He knocked [or (as we say) knocked at] the door. (Msb.) طَرَقَ الصُّوفَ, (S, O, TA, *) or الشَّعَرَ, (TA,) aor. as above, (S, O,) and so the inf. n., (S, O, K,) He beat the wool, (S, O, K, TA,) or the hair, (TA,) with the rod, or stick, called مِطْرَقَة, (S, O,) to loosen it, or separate it: (S, * O, * TA:) or he plucked it [so as to loosen it, or separate it]. (K, TA.) اُطْرُقِى

وَمِيشِى, a prov., and occurring in a verse of Ru-beh, [originally addressed to a woman,] and [lit.] meaning Beat thou the wool with the stick, and mix the hair with the wool, is said to him who confuses or confounds, in his speech, and practises various modes, or manners, therein. (Az, TA. [See Freytag's Arab. Prov. ii. 28.]) And you say also, طَرَقَ الحَدِيدَةَ He beat the piece of iron [with the مِطْرَقَة]: (Mgh, * Msb:) and ↓ طرّقها he beat it much, or vehemently. (Msb.) And طَرَقَهُ بِكَفِّهِ, inf. n. as above, He slapped him with his hand. (TA.) And طَرَقْتُ الطَّرِيقَ I travelled [or beat] the road. (Msb.) [And hence, app.,] طَرْقٌ signifies also The being quick of pace; [probably as an inf. n.;] or quickness of going along. (Sh, TA.) And طُرِقَتِ الأَرْضُ The ground was beaten so as to be rendered even, or easy to be travelled; and trodden with the feet. (TA.) And طَرَقَ الدَّوَابُّ المَآءَ بِالرِّجْلِ حَتَّى تُكَدِّرَهُ [The beasts beat the water with the foot so as to render it turbid, or muddy]: (Er-Rághib, TA:) or طَرَقَتِ الإِبِلُ المَآءَ, (S, O, TA,) aor. as above, (O,) (tropical:) the camels staled and dunged in the water. (S, O, TA.) b2: Also (assumed tropical:) The coming by night; (K, TA;) because he who comes by night [generally] needs to knock at the door; as some say; (TA;) and so طُرُوقٌ [which is the more common in this sense]. (K, TA.) You say, طَرَقَ, aor. ـُ inf. n. طُرُوقٌ, He came by night. (S.) أَتَانَا فُلَانٌ طُرُوقًا (assumed tropical:) Such a one came to us by night. (S.) and طَرَقَ القَوْمَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ and طُرُوقٌ, (assumed tropical:) He came to the people, or party, by night. (TA.) And طَرَقَ أَهْلَهُ, (TA,) or طَرَقَ أَهْلَهُ لَيْلًا, (S, O,) inf. n. طُرُوقٌ, (TA,) (assumed tropical:) He came to his اهل [meaning wife] by night: (S, * O, TA:) the doing of which by him who has been long absent is forbidden by the Prophet. (O, TA. *) and طَرَقَ النَّجْمُ, aor. ـُ inf. n. طُرُوقٌ, (assumed tropical:) The star, or asterism, rose: and of anything that has come by night, one says طَرَقَ. (Msb.) One says also, طُرِقَ فُلَانٌ (assumed tropical:) Such a one was made an object of [or was visited by or was smitten by] nocturnal accidents or calamities. (TA.) And طَرَقَهُ الزَّمَانُ بِنَوَائِبِهِ (assumed tropical:) [Time, or fortune, visited him, or smote him, with its accidents, or calamities; or did so suddenly, like one knocking at the door in the night]. (TA.) And طَرَقَنِى خَيَالٌ (assumed tropical:) [An apparition, or a phantom, visited me in the night]. (TA.) And طَرَقَنِى هَمٌّ (assumed tropical:) [Anxiety came upon me; or did so suddenly, like one coming in the night]. (TA.) And [hence, app.,] طَرَقَ سَمْعِى

كَذَا (assumed tropical:) [Such a thing struck my ear]: and طُرِقَتْ مَسَامِعِى بِخَيْرٍ (assumed tropical:) [My ears were struck by good tidings]. (TA.) b3: Also The stallion's covering the she-camel; (Msb, K; *) and so طُرُوقٌ; (K, TA;) and طِرَاقٌ likewise [app. another inf. n. of طَرَقَ, as its syn. ضِرَابٌ is of ضَرَبَ]: (TA:) or his leaping her, (S, O, TA,) and covering her. (TA.) You say, طَرَقَ القَحْلُ النَّاقَةَ, (S, O, Msb, TA,) aor. ـُ (S, O, TA,) inf. n. طَرْقٌ, (Msb,) or طُرُوقٌ, (S) or both, (O, TA,) The stallion covered the she-camel: (Msb:) or leaped the she-camel, (S, O, TA,) and covered her. (TA.) b4: And [The practising of pessomancy;] i. q. ضَرْبٌ بِالحَصَى, (S, IAth, O, K,) which is performed by women, (IAth, TA,) or by a diviner; (K;) a certain mode of divination: (S:) or [the practising of geomancy; i. e.] a man's making lines, or marks, upon the ground, with two fingers, and then with one finger, and saying, اِبْنَىْ عِيَانْ أَسْرِعَا البَيَانْ: (Az, O, TA: [see this saying explained, with another description of the process, in the first paragraph of art. خط:]) or it is the making lines, or marks, upon the sand: (TA:) you say, طَرَقَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ, He made lines, or marks, with a finger, (&c.,) in divining. (JK.) [See the last sentence in art. جبت.] Also The diviner's mixing cotton with wool when divining. (Lth, K.) b5: And طَرَقْنَا النَّعْجَةَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ, We branded the ewe with the mark called طِرَاق. (ISh, O.) A2: طُرِقَ, (K, TA,) like عُنِىَ, (TA,) [inf. n., app., طَرْقٌ, q. v.,] (tropical:) He was, or became, weak in intellect, (K, TA,) and soft. (TA.) A3: طَرِقَ, aor. ـَ (K,) inf. n. طَرَقٌ, (Fr, S, O, K,) He (a camel) had a weakness in his knees: (Fr, S, O, K: [see حَلَلٌ:]) or, said of a human being and of a camel, he had a weakness in the knee and in the arm or the fore leg: (TA:) or, said of a camel, he had a crookedness in the سَاق (Lth, * O, * K) of the kind leg, [app. meaning in the thigh,] without the [kind of straddling termed] فَحَج, and with an inclining in the heel. (Lth, O.) b2: [See also طَرَقٌ below.]

A4: طَرِقَ signifies also He drank turbid, or muddy, water, (O, K, TA,) such as is termed [طَرْقٌ and] مَطْرُوقٌ. (TA. [In the K it is said to be, in this sense, like سَمِعَ; which seems to indicate that the inf. n. is طَرْقٌ, not طَرَقٌ.]) 2 طرّق الحَدِيدَةَ: see 1, former half. b2: طرّق طَرِيقًا He made a road plane, or even, so that people travelled it [or beat it with their feet] in their passing along. (TA.) The saying لَا تُطَرِّقُوا المَسَاجِدَ means Make not ye the mosques to be roads [or places of passage]. (TA.) طَرَّقْتُ لَهُ is from الطَّرِيقُ: (S, O:) you say, طرّق لَهَا [app. referring to camels] He made for them a road, or way: (K:) or طرّق لَهُ he gave a way to, or admitted, him, or it. (MA.) b3: طَرَّقَتْ said of the [bird called] قَطَاة, peculiarly, (inf. n. تَطْرِيقٌ, O, K,) She arrived at the time of her egg's coming forth: (As, A'Obeyd, S, O, K:) or she (a قطاة) hollowed out in the ground a place wherein to lay her eggs: as though she made a way for them: so says A Heyth: but the verb may be similarly used of other than the قطاة, metaphorically; whence the saying, قَدْ طَرَّقَتْ بِبِكْرِهَا أُمُّ طَبَقْ i. e. (tropical:) Calamity [has prepared to bring forth her first-born]. (Az, TA.) [Hence, app.,] one says also, ضَرَبَهُ حَتَّى طَرَّقَ بِجَعْرِهِ [He beat him until he gave passage, or was about to give passage, to his ordure]. (As, S, O.) And طرّق لِى, inf. n. تَطْرِيقٌ, signifies أَخْرَجَ [app. meaning He gave forth, or produced, to me something]. (TA.) b4: طَرَّقَتْ بِوَلَدِهَا, said of a camel, means She brought forth with difficulty, her young one sticking fast, and not coming forth easily; and in like manner it is said of a woman: (As, S, O, K:) so in a verse of Ows Ibn-Hajar, cited voce نِفَاسٌ: (O:) or طرّقت said of a woman and of any pregnant female, means the half of her young one came forth, and then it stuck fast. (Lth, TA.) [Hence,] طرّق فُلَانٌ بِحَقِّى (tropical:) Such a one acknowledged my right, or due, after disacknowledging it. (As, S, O, K, TA.) b5: Accord. to Az, (TA,) طرّق الإِبِلَ means He withheld the camels from pasture, (S, O, K, TA,) or from some other thing: (S, O, TA:) Sh, however, says that he knew not this; but that IAar explained طَرَّفْتُ, with ف, as meaning “ I repelled. ” (TA.) b6: أَخَذَ فُلَانٌ فِى التَّطْرِيقِ means (assumed tropical:) Such a one practised artifice and divination. (TA.) A2: طَرَّقْتُ التُّرْسَ I sewed the shield upon another skin: and طَرَّقْتُ النَّعْلَ, inf. n. تَطْرِيقٌ, I made the sole of two pieces of skin, sewing one of them upon the other. (Msb. [See also the next paragraph.]) 3 طَارَقْتُ النَّعْلَ [meaning I sewed another sole upon the sole] is an instance of a verb of the measure فَاعَلَ relating to the act of a single agent. (AAF, TA in art. خدع.) [See also 2, last sentence.] You say also, طارق الرَّجُلُ نَعْلَيْهِ, [inf. n. مُطَارَقَةٌ,] The man put one of his two soles upon the other and sewed them together. (As, TA.) And طارق بَيْنَ نَعْلَيْنِ He sewed one sole upon another. (S, O, K.) And طارق بين الثَّوْبَيْنِ, (S,) or بَيْنَ ثَوْبَيْنِ, (O, K,) and بين الدِّرْعَيْنِ, (TA,) i. q. طَابَقَ, (K,) or ظَاهَرَ, i. e. He put on himself one of the two garments, or one of two garments, [and one of the two coats of mail,] over the other. (S, O.) طُورِقَ is said of anything as meaning It was put one part thereof upon, or above, another; and so ↓ اِطَّرَقَ; (TA;) [and in like manner ↓ أُطْرِقَ; for] one says of shields, يُطْرَقُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ One of them is sewed upon another: (S, O, K:) and أُطْرِقَتْ بِالجِلْدِ وَالعَصَبِ They were clad [or covered] with skin and sinews. (S, O.) b2: طارق الغَمَامُ الظَّلَامَ The clouds followed upon the darkness. (TA.) b3: And طارق الكَلَامَ (tropical:) He practised, or took to, various modes, or manners, in speech; syn. تَفَنَّنَ فِيهِ. (TA.) 4 اطرقهُ فَحْلَهُ He lent him his stallion [camel] to cover his she-camels. (S, O, K.) b2: لَا أَطْرَقَ اللّٰهُ عَلَيْكَ, (O,) or عَلَيْهِ, (K, TA,) means (tropical:) May God not cause thee, or him, to have one whom thou mayest, or whom he may, take to wife, or compress. (O, K, TA.) b3: See also 3, latter part. b4: اطرق رَأْسَهُ He inclined his head [downwards]. (TA.) And أَطْرِقْ بَصَرَكَ Lower thine eyes towards thy breast, and be silent: occurring in a trad. respecting the looking unexpectedly [at one at whom one should not look]. (TA.) And أَطْرَقَ, alone, He bent down his head: (MA:) or he lowered his eyes, looking towards the ground; (S, O, K;) and sometimes the doing so is natural: (TA: [and the same is indicated in the S:]) and it may mean he had a laxness in the eyelids: (A'Obeyd, TA:) or he contracted his eyelids, as though his eye struck the ground: (Er-Rághib, TA:) and he was, or became, silent, (ISk, S, O, K,) accord. to some, by reason of fright, (TA,) not speaking. (ISk, S, O, K.) It is said in a prov., أَطْرِقٌ كَرَا أَطْرِقٌ كَرَا

إِنَّ النَّعَامَ فِى القُرَى

[Lower thine eyes karà: lower thine eyes karà: (كرا meaning the male of the كَرَوَان, a name now given to the stone-curlew, or charadrius ædicnemus:) verily the ostriches are in the towns, or villages]: applied to the self-conceited; (S, O;) and to him who is insufficient, or unprofitable; who speaks and it is said to him, “Be silent, and beware of the spreading abroad of that which thou utterest, for dislike of what may be its result: ” and by the saying انّ النعام فى القرى is meant, they will come to thee and trample thee with their feet: (O:) it is like the saying فَغُضِّ الطَّرْفَ. (S. [See also كَرَوَانٌ: and see also Freytag's Arab. Prov. ii. 30-31.]) It is asserted that when they desire to capture the كرا, and see it from afar, they encompass it, and one of them says, أَطْرِقْ كَرَا إِنَّكَ لَا تُرَى [or لَنْ تُرَى (Meyd in explanation of the preceding prov.) i. e. Lower thine eyes, or be silent, karà: thou wilt not be seen:] until he becomes within reach of it; when he throws a garment over it, and takes it. ('Eyn, TA.) And أَطْرِقْ كَرَا يُحْلَبْ لَكَ [Lower thine eyes, or be silent, karà: milk shall be drawn for thee:] is [a prov., mentioned by Meyd,] said to a stupid person whom one incites to hope for that which is vain, or false, and who believes [what is said to him]. (O.) b5: One says also, اطرق إِلَى اللَّهْوِ (tropical:) He inclined to diversion, sport, or play. (IAar, K, TA.) b6: اطرق اللَّيْلُ عَلَيْهِ: see 8: b7: and اطرقت الإِبِلُ: see 6.

A2: اطرق الصَّيْدَ He set a snare for the beasts, or birds, of the chase. (TA.) b2: And hence, اطرق فُلَانٌ لِفُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one plotted against such a one by calumny, or slander, in order to throw him into destruction, or into that from which escape would be difficult. (TA.) 5 تطرّق إِلَى كَذَا He found a way to such a thing: (MA:) or he sought to gain access to such a thing. (Er-Rághib, TA.) 6 تَطَارُقٌ signifies The coming consecutively, or being consecutive. (TA.) You say, تطارقت الإِبِلُ The camels came following one another, the head of each. [except the first] being at the tail of the next [before it], whether tied together in a file or not: (TA:) or went away, one after another; (S, O, K;) as also ↓ اِطَّرَقَت; (O, K, TA;) in the S, incorrectly, ↓ أَطْرَقَت; (O, K, TA;) in mentioned in the K, in another part of the art., and there expl. as meaning the followed one another; but the verb in this sense is ↓ اِطَّرَقَت: (TA:) and, (O, K, TA,) as some say, (O, TA,) this last signifies they scattered, or dispersed, themselves upon the roads, and quitted the main beaten tracks: (O, K, TA:) As cited as an ex., (from Ru-beh, TA,) describing camels, (O,) شَتِيتَا ↓ جَآءَتْ مَعًا واطَّرَقَتْ meaning They came together, and went away in a state of dispersion. (S, O, TA.) And you say, تطارق الظَّلَامُ وَالغَمَامُ The darkness and the clouds were, or became, consecutive. (TA.) And تطارقت عَلَيْنَا الأَخْبَارُ [The tidings came to us consecutively]. (TA.) 8 اِطَّرَقَ: see 3. Said of the wing of a bird, (S, TA,) Its feathers overlay one another: (TA:) or it was, or became, abundant and dense [in its feathers]. (S, TA.) And اطّرقت الأَرْضُ The earth became disposed in layers, one above another, being compacted by the rain. (TA.) And اطّرق الحَوْضُ The watering-trough, or tank, had in it [a deposit of] compacted dung, or dung and mud or clay, that had fallen into it. (TA.) and اطّرق عَلَيْهِ اللَّيْلُ, as in the O and L; in the K, erroneously, ↓ أَطْرَقَ; The night came upon him portion upon portion. (TA.) See also 6, in three places.10 استطرقهُ فَحْلًا He desired, or demanded, of him a stallion to cover his she-camels; (S, O, K;) like استضربهُ. (TA.) b2: And استطرقهُ He desired, or demanded, of him the practising of pessomancy (الضَّرْبَ بِالحَصَى), and the looking [or divining] for him therein. (K, * TA.) b3: And He desired, or demanded, of him the [having, or taking, a] road, or way, within some one of his boundaries. (TA.) b4: مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَطْرِقَ نَصِيبَ الآخَرِ, a phrase used by El-Kudooree, means Without his taking for himself the portion of the other as a road or way [or place of passage]. (Mgh.) And الاِسْتِطْرَاقُ بَيْنَ الصُّفُوفِ, a phrase used by Khwáhar-Zádeh [commonly pronounced KháharZádeh], means The going [or the taking for oneself a way] between the ranks [of the people engaged in prayer]: from الطَّرِيقُ. (Mgh.) And اِسْتَطْرَقْتُ

إِلَى البَابِ I went along a road, or way, to the door. (Msb.) [Hence a phrase in the Fákihet el-Khulafà, p. 105, line 15.] b5: [اسْتَطْرَقَتْ in a verse cited in the K in art. دد is a mistake for استطرفت, with فا: see 10 in art. طرب.]

طَرْقٌ [originally an inf. n., and as such app. signifying An act of striking the lute &c.: and hence,] a species (ضَرْبٌ) of the أَصْوَات [meaning sounds, or airs, or tunes,] of the lute: (TA:) or any صَوْت [i. e. air, or tune], (Lth, O, K, TA,) or any نَغْمَة [i. e. melody], (K, TA,) of the lute and the like, by itself: (Lth, O, K, TA:) you say, تَضْرِبُ هٰذِهِ الجَارِيَةُ كَذَا وَكَذَا طَرْقًا [This girl, or young woman, or female slave, plays such and such airs or tunes, or such and such melodies, of the lute or the like]. (Lth, O, K. *) b2: [Hence, probably,] عِنْدَهُ طُرُوقٌ مِنَ الكَلَامِ, sing. طَرْقٌ, a phrase mentioned by Kr; thought by ISd to mean He has [various] sorts, or species, of speech. (TA.) b3: See also طَرْقَةٌ, in four places.

A2: Also (tropical:) A stallion [camel] covering: (O, K, TA:) pl. طُرُوقٌ and طُرَّاقٌ: (TA:) an inf. n. used as a subst. [or an epithet]: (O, K, TA:) for ذُو طَرْقٍ. (TA.) b2: And (assumed tropical:) The sperma of the stallion [camel]: (S, K:) a man says to another, أَعِرْنِى

طَرْقَ فَحْلِكَ العَامَ i. e. [Lend thou to me] the sperma, and the covering, (As, TA.) which latter is said to be the original meaning, (TA,) of thy stallion [camel this year]. (As, TA.) And it is said to be sometimes applied metaphorically to (assumed tropical:) The sperma of man: or in relation to man, it may be an epithet, [like as it is sometimes in relation to a stallion-camel, as mentioned above,] and not metaphorical. (TA.) And طَرْقُ الجَمَلِ means also The hire that is given for the camel's covering of the female. (TA in art. شبر.) A3: Also, and ↓ مَطْرُوقٌ, (tropical:) Water (S, O, K, TA) of the rain (S, O, TA) in which camels (S, O, K) and others [i. e. other beasts] have staled, (S,) or waded and staled, (S, * O, K, TA,) and dunged: (S, O, TA:) or stagnant water in which beasts have waded and staled: (Mgh:) and ↓ طَرَقٌ [expressly stated to be مُحَرَّكَة] signifies [the same, or] water that has collected, in which there has been a wading and staling, so that it has become turbid; (TA;) or places where water collects and stagnates (S, O, K, TA) in stony tracts of land; (TA;) and the pl. of this is أَطْرَاقٌ. (TA.) A4: طَرْقٌ also signifies A [snare, trap, gin, or net, such as is commonly called] فَخّ, (IAar, O, K,) or the like thereof; and so ↓ طِرْقٌ: (K: [by Golius and Freytag, this meaning has been assigned to طَرْقَةٌ; and by Freytag, to طِرْقَةٌ also; in consequence of a want of clearness in the K:]) or a snare, or thing by means of which wild animals are taken, like the فَخّ; (Lth, O;) and ↓ طَرَقَةٌ, (S, O, K,) of which the pl. [or coll. gen. n.] is ↓ طَرَقٌ, (S, K,) signifies [the same, or] the snare (حِبَالَة) of the sportsman, (S, O, K,) having [what are termed] كِفَف [pl. of كِفَّةٌ, q. v.]. (S, O) A5: And A palm-tree: of the dial. of Teiyi. (AHn, K.) A6: And (tropical:) Weakness of intellect, (K, TA,) and softness. (TA [See طُرِقَ.]) طُرْقٌ: see طَرْقَةٌ.

A2: [Also a contraction of طُرُقٌ, pl. of طَرِيقٌ, q. v.]

A3: And pl. of طِرَاقٌ [q. v.]. (K.) طِرْقٌ Fat, as a subst.: (S, O, K:) this is the primary signification. (S, O.) [See an ex. voce بِنٌّ.] b2: And Fatness. (AHn, K.) One says, هٰذَا البَعِيرُ مَا بِه طِرْقٌ i. e. This camel has not in him fatness, and fat. (AHn, TA.) It is said to be mostly used in negative phrases. (TA.) b3: And Strength: (S, O, K:) because it mostly arises from fat. (S, O.) One says, مَا بِهِ طِرْقٌ, meaning There is not in him strength. (TA.) The pl. is أَطْرَاقٌ. (TA.) A2: See also طَرْقٌ, last quarter.

طَرَقٌ: see طَرْقٌ, third quarter. b2: Also i. q. مُذَلَّلٌ [applied to a beast, app. to a camel,] meaning Rendered submissive, or tractable; or broken. (TA.) A2: It is also pl. of ↓ طَرَقَةٌ, [or rather is a coll. gen. n. of which the n. un. is طَرَقَةٌ,] (S, O, K,) which latter signifies A row of bricks in a wall, or of other things, (S, O,) or [particularly] of palm-trees. (As, TA.) b2: Also, ↓ the latter, [as is expressly stated in the TA, and indicated in the S and O, (آثارُ and بَعْضُهَا in the CK being mistakes for آثارِ and بَعْضِهَا,)] The foot-marks [or track] of camels following near after one another. (S, O, K.) You say, وَاحِدَةٍ ↓ جَآءَتِ الإِبِلُ عَلَى طَرَقَةٍ The camels came upon one track [or in one line]; like as you say, عَلَى خُفٍّ وَاحِدٍ. (S, O. [See also a similar phrase voce مِطْرَاقٌ.]) And Aboo-Turáb mentions, as a phrase of certain of BenooKiláb, الإِبِلِ ↓ مَرَرْتُ عَلَى طَرَقَةِ and عَرَقَتِهَا, meaning I went upon the track of the camels. (TA.) b3: See also طَرْقٌ, last quarter.

A3: Also, i. e. طَرَقٌ, A duplicature, or fold, (ثِنْى, in the CK [erroneously] ثَنْى,) of a water-skin: (S, O, K:) and أَطْرَاقٌ is its pl., (S, O,) signifying its duplicatures, or folds, (S, O, K,) when it is bent, (O,) or when it is doubled, or folded, (S, K,) and bent. (S.) b2: And أَطْرَاقُ البَطْنِ The parts of the belly that lie one above another (K, TA) when it is wrinkled: pl. of طَرَقٌ. (TA.) b3: طَرَقٌ in the feathers of a bird is their Overlying one another: (S, O, K, TA:) or, accord. to the A, it is softness and flaccidity therein. (TA.) b4: [Also inf. n. of طَرِقَ, q. v.]

طَرْقَةٌ A time; one time; syn. مَرَّةٌ; (S, O, K;) as also ↓ طَرْقٌ, (O, K,) and ↓ طُرْقَةٌ and ↓ طُرْقٌ. (K.) You say, اِخْتَضَبَتِ المَرْأَةُ طَرْقَةً, (S, O,) or طَرْقَتَيْنِ, (S,) or ↓ طَرْقًا, (K,) or ↓ طَرْقَيْنِ, (O, K,) [&c.,] i. e. [The woman dyed her hands with hinnà] once, or twice. (S, O, K.) And أَنَا آتِى, فُلَانًا فِى اليَوْمِ طَرْقَتَيْنِ, (S, K,) and ↓ طَرْقَيْنِ, (O, K,) &c., (K,) i. e. (tropical:) [I come to such a one in the day] twice. (S, O, TA.) And هُوَ أَحْسَنُ مِنْ فُلَانٍ

بِعِشْرِينَ طَرْقَةً (assumed tropical:) [He is better than such a one by twenty times]. (A, TA.) A2: طَرْقَةُ الطَّرِيقِ meansThe main and middle part, or the distinct [beaten] track, of the road. (TA.) b2: And هٰذِهِ النَّبْلُ طَرْقَةُ رِجُلٍ وَاحِدٍ [These arrows are] the work, or manufacture, of one man. (S, O, K. *) A3: See also طِرِّيقَةٌ.

طُرْقَةٌ i. q. طَرِيقٌ, q. v. (K.) b2: And sing. of طُرَقٌ signifying The beaten tracks in roads; and of طُرُقَات in the phrase طُرُقَاتُ الإِبِلِ meaning the tracks of the camels following one another consecutively. (TA.) b3: Also A way, or course, that one pursues (طَرِيقَةٌ) to a thing. (K.) b4: and (assumed tropical:) A custom, manner, habit, or wont. (S, O, K.) One says, مَا زَالَ ذٰلِكَ طُرْقَتَكَ (assumed tropical:) That ceased not to be thy custom, &c. (S, O.) b5: And A line, or streak, (طَرِيقَةٌ,) in things that are sewed, or put, one upon another. (K, * TA: [المُطارَقَةُ in the CK is a mistake for المطارقةِ:]) as also ↓ طِرْقَةٌ. (K.) b6: And A line, or streak, in a bow: or lines, or streaks, therein: pl. طُرَقٌ: (K:) or its pl., i. e. طُرَقٌ, has the latter meaning. (S, O.) b7: And Stones one upon another. (O, K.) A2: Also Darkness. (Ibn-'Abbád, O, K.) One says, جِئْتُهُ فِى طُرْقَةِ اللَّيْلِ [I came to him in the darkness of night]. (TA.) A3: And i. q. مَطْمَعٌ [app. as meaning Inordinate desire, though it also means a thing that is coveted], (Ibn-'Abbád, O,) or طَمَعٌ [which has both of these meanings]. (K.) [That the former is the meaning here intended I infer from the fact that Sgh immediately adds what here follows.] b2: IAar says, (O,) فِى فُلَانٍ

طُرْقَةٌ means In such a one is تَخْنِيث [i. e., app., a certain unnatural vice; see 2 (last sentence) in art. خنث]: (O, TA:) and so فِيهِ تَوْضِيعٌ. (TA.) A4: See also طَرْقَةٌ.

A5: Also Foolish; stupid; or unsound, or deficient, in intellect or understanding. (O, K.) A6: [Freytag adds, from the Deewán of the Hudhalees, that it signifies also A prey (præda).]

طِرْقَةٌ: see the next preceding paragraph.

طَرَقَةٌ: see طَرَقٌ, in four places: b2: and see also طَرْقٌ, last quarter. b3: One says also, وَضَعَ الأَشْيَآءَ طَرَقَةً طَرَقَةً i. e. He put the things one upon another; and so ↓ طَرِيقَةً طَرِيقَةً. (TA.) طُرَقَةٌ (tropical:) A man who journeys by night in order that he may come to his أَهْل [meaning wife] in the night: (S, O, TA:) or one who journeys much by night. (L in art. خشف.) طِرَاقٌ (of which طُرْقٌ is the pl. [app. in all its senses]) Any sole that is sewed upon another sole so as to make it double, (S, * O, K,) matching the latter exactly: (O, K:) [this is called طِرَاقُ نَعْلٍ; for it is said that] طِرَاقُ النَّعْلِ signifies that with which the sole is covered, and which is sewed upon it. (S.) b2: And The skin [meaning sole] of a sandal, (Lth, O, K,) when the [thong, or strap, called] شِرَاك has been removed from it. (Lth, O.) El-Hárith Ibn-Hillizeh [in the 13th verse of his Mo'allakah, using it in a pl. sense,] applies it to the Soles that are attached to the feet of camels: (TA:) or he there means by it the marks left by the طراق of a she-camel. (EM p. 259.) And A piece of skin cut in a round form, of the size of a shield, and attached thereto, and sewed. (O, K.) b3: And Anything made to match, or correspond with, another thing. (Lth, O, K.) b4: Iron that is expanded, and then rounded, and made into a helmet (Lth, O, K) or a [kind of armlet called]

سَاعِد (Lth, O) and the like. (Lth, O, K.) and Any قَبِيلَة [i. e. plate, likened to a قبيلة of the head,] of a helmet, by itself. (Lth, O.) and Plates, of a helmet, one above another. (TA) b5: رِيشٌ طِرَاقٌ Feathers overlying one another. (S.) And طَائِرٌ طِرَاقُ الرِّيشِ A bird whose feathers overlie one another. (TA.) A2: Also A brand made upon the middle of the ear of a ewe, (En-Nadr, O, K,) externally; being a white line, made with fire, resembling a track of a road: (En-Nadr, O:) there are two such brands, called طِرَاقَانِ. (TA.) A3: See also طِرِّيقَةٌ.

طَرِيقٌ A road, way, or path; syn. سَبِيلٌ; (S;) [i. e. a beaten track, being of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; and applied to any place of passage;] and ↓ طُرْقَةٌ signifies the same: (K:) [see also مُسْتَطْرَقٌ:] it is masc. (S, O, Msb, K *) in the dial. of Nejd, and so in the Kur xx. 79; (Msb;) and fem. (S, O, Msb, K) in the dial. of El-Hijáz: (Msb:) the latter accord. to general usage: (MF:) [see زُقَاقٌ:] the pl. [of pauc.] is أَطْرِقَةٌ (S, Msb, K) with those who make the sing. masc. (Msb) and أَطْرُقٌ (O, K) with those who make the sing. fem. (TA) and [of mult.] طُرُقٌ (S, O, Msb, K) and طُرْقٌ [of which see an ex. voce دِلَالَةٌ] (K) and أَطْرِقَآءُ, (O, K,) and طُرُقَاتٌ is a pl. pl. (Msb, K) i. e. pl. of طُرُقٌ. (Msb, TA.) b2: In the saying بَنُو فُلَانٍ

يَطَؤُهُمُ الطَّرِيقُ, accord. to Sb, الطَّرِيقُ is for أَهْلُ الطَّلرِيقِ: [the meaning therefore is, (assumed tropical:) The sons of such a one sojourn, or encamp, where the people of the road tread upon them, i. e., become their guests: (see more in art. وطأ:)] or, as some say, الطريق here means the wayfarers without any suppression. (TA.) b3: حَقُّ الطَّرِيقِ [The duty relating to the road] is the lowering of the eyes; the putting away, or aside, what is hurtful, or annoying; the returning of salutations; the enjoining of that which is good; and the forbidding of that which is evil. (El-Jámi' es-Sagheer. See جَلَسَ.) b4: قَطَعَ الطَّرِيقَ [He intercepted the road] means he made the road to be feared, relying upon his strength, robbing, and slaying men [or passengers]. (Msb in art. قطع.) [And أَصَابَ الطَّرِيقَ means the same; or, as expl. by Freytag, on the authority of Meyd, He was, or became, a robber.] b5: [Hence,] اِبْنُ الطَّرِيقِ means (assumed tropical:) The robber [on the highway]. (T in art. بنى.) b6: [But أَهْلُ طَرِيقِ اللّٰهِ means (assumed tropical:) The devotees.] b7: أُمُّ طَرِيقٍ, thus correctly in the 'Eyn, [and shown to be so by a verse there cited, q. v. voce عَسْبٌ,] (assumed tropical:) The hyena: erroneously written by Sgh, ↓ امّ طُرَّيْقٍ; and the author of the K has copied him in this instance accord. to his usual custom. (TA.) b8: See also أُمُّ الطَّرِيقِ and أُمَّةُ الطَّرِيقِ in art. ام. b9: بَنَاتُ الطَّرِيقِ means (assumed tropical:) The branches of the road, that vary, and lead in any, or every, direction. (TA.) b10: طَرِيقٌ signifies also The space between two rows of palm-trees; as being likened to the طَرِيق [commonly so called] in extension. (Er-Rághib, TA.) b11: أَخَذَ فُلَانٌ فِى الطَّرِيقِ means the same as أَخَذَ فِى التَّطْرِيقِ [expl. before: see 2, near the end]. (TA.) b12: طَرِيقٌ as syn. with طَرِيقَةٌ: see the latter word, first sentence. b13: [بِالطَّرِيقِ الأَوْلَى is a phrase of frequent occurrence, app. post-classical; lit. By the fitter way; meaning with the stronger reason; à fortiori: see an ex. in Beyd xlii. 3, and De Sacy's Anthol. Gr. Ar. p. 467.]

A2: Also A sort of palm-tree. (TA.) b2: See also طَرِيقَةٌ (of which it is said to be a pl.), last sentence.

طُرَيْقٌ: see أُطَيْرِقٌ.

طَرُوقَةٌ A she-camel covered by the stallion; of the measure فَعُولَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ. (Msb.) طَرُوقَةُ الفَحْلِ means The female of the stallion [camel]. (S, O.) And (S, O) A she-camel that has attained to the fit age for her being covered by the stallion: (S, O, Msb, K:) it is not a condition of the application of the term that he has already covered her: (Msb:) or a young, or youthful, she-camel that has attained to that age and kept to the stallion and been chosen by him. (TA.) And one says to a husband, كَيْفَ طَرُوقَتُكَ, meaning (assumed tropical:) How is thy wife? (TA:) every wife is termed طَرُوقَةُ زَوْجِهَا, (O,) or طروقة بَعْلِهَا, (Msb,) or طروقة فَحْلِهَا; (K, * TA;) which is thought by ISd to be metaphorical. (TA.) b2: One says also, نَوَّخَ اللّٰهُ الأَرْضَ طَرُوقَةً

لِلْمَآءِ i. e. (assumed tropical:) God made, or may God make, the land capable of receiving the water [of the rains so as to be impregnated, or fertilized, or soaked, thereby]; expl. by جَعَلَهَا مِمَّا تُطِيقُهُ. (S in art. نوخ.) [See also a verse cited in art. سفد, conj. 4.]

طَرِيقَةٌ A way, course, rule, mode, or manner, of acting or conduct or the like, (syn. مَذْهَبٌ, S, TA, and سِيرَةٌ, and مَسْلَكٌ, TA,) of a man, (S, TA,) whether it be approved or disapproved; (TA;) as also ↓ طَرِيقٌ, which is metaphorically used in this sense: (Er-Rághib, TA:) [like مَذْهَبٌ, often relating to the doctrines and practices of religion: and often used in post-classical times as meaning the rule of a religious order or sect:] and meaning also a manner of being; a state, or condition; (syn. حَالَةٌ, S, or حَالٌ, O, K;) as in the saying, مَا زَالَ فُلَانٌ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ [Such a one ceased not to be in one state, or condition]; (S;) and it is applied to such as is good and to such as is evil. (O.) One says also, هُوَ عَلَى

طَرِيقَتِهِ [He is following his own way, or course]. (TA voce جَدِيَّةٌ.) لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ, in the Kur [lxxii. 16], means, accord. to Fr, [If they had gone on undeviating in the way] of polytheism: but accord. to others, of the right direction. (O.) [The pl. is طَرَائِقُ.] b2: [It is also used for أَهْلُ طَرِيقَةٍ: and in like manner the pl., for أَهْلُ طَرَائِقَ. Thus,] كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا, in the Kur [lxxii. 11], means (assumed tropical:) We were sects differing in our desires. (Fr, S, O. [See also قِدَّةٌ.]) And طَرِيقَةُ القَوْمِ means (tropical:) The most excel-lent, (S, O, K, TA,) and the best, (S, O,) and the eminent, or noble, persons, (K, TA,) of the people: (S, O, K, TA:) and you say, هٰذَا رَجُلٌ طَرِيقَةُ قَوْمِهِ (tropical:) [This is a man the most excellent, &c., of his people]: and هٰؤُلَآءِ طَرِيقَةُ قَوْمِهِمْ and طَرَائِقُ قَوْمِهِمْ (tropical:) These are [the most excellent, &c., or] the eminent, or noble, persons of their people: (S, O, K, * TA:) so says Yaakoob, on the authority of Fr. (S, O, TA.) وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى, in the Kur [xx. 66], means [And that they may take away] your most excellent body of people: (O:) or your eminent, or noble, body of people who should be made examples to be followed: and Zj thinks that بطريقتكم is for بِأَهْلِ طَرِيقَتِكُم: (TA:) or, accord. to Akh, the meaning is, your established rule or usage, and your religion, or system of religious ordinances. (O, TA.) b3: [Also (assumed tropical:) The way, or course, of an event: and hence,] طَرَائِقُ الدَّهْرِ means (assumed tropical:) The vicissitudes of time or fortune. (TA.) b4: [And (assumed tropical:) The air of a song &c.: but this is probably post-classical.] b5: Also A line, streak, or stripe, in a thing: (K, TA:) [and a crease, or wrinkle; often used in this sense:] and [its pl.] طَرَائِقُ signifies the lines, or streaks, that are called حُبُك, of a helmet. (TA.) The طَرِيقَة [or line] that is in the upper part of the back: and the line, or streak, that extends upon [i. e. along] the back of the ass. (TA.) [A vein, or seam, in a rock or the like. A track in stony or rugged land &c. A narrow strip of ground or land, and of herbage.] An extended piece or portion [i. e. a strip] of sand; and likewise of fat; and [likewise of flesh; or] an oblong piece of flesh. (TA.) b6: [Hence, app.,] ثَوْبٌ طَرَائِقُ A garment old and worn out [as though reduced to strips or shreds]. (Lh, K.) b7: ذَاتُ طَرَائِقَ and فِيهَا طَرَائِقُ are phrases used, the latter by Dhu-r-Rummeh, in describing a spear-shaft (قَنَاة) shrunk by dryness [app. meaning Having lines, or what resemble wrinkles, caused by shrinking]. (TA.) b8: And طَرَائِقُ signifies also The last remains of the soft and best portions of pasturage. (TA.) b9: And The stages of Heaven; so called because they lie one above another: (TA:) [for] السَّمٰوَاتُ سَبْعُ طَرَائِقَ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ

[The Heavens are seven stages, one above another]; (Lth, O, TA:) and they have mentioned [likewise] the stages of the earth [as seven in number: and of hell also: see دَرَكٌ]. (TA.) See also طَرَقَةٌ. b10: Accord. to Lth, (O, TA,) طَرِيقَةٌ signifies also Any أُحْدُورَة, (so in the O and in copies of the K and accord. to the TA, and thus also in the JK,) or أُخْدُودَة, (thus accord. to the CK,) [neither of which words have I found in any but this passage, nor do I know any words nearly resembling them except أُحْدُور and أُخْدُود, of which they may be mistranscriptions, or perhaps dial. vars., the former signifying a declivity, slope, or place of descent, and the latter a furrow, trench, or channel,] of the earth or ground: (O, K, TA:) or [any] border, or side, (صَنِفَة,) of a garment, or piece of cloth; or of a thing of which one part is stuck upon another, or of which the several portions are stuck one upon another; and in like manner of colours [similarly disposed]. (O, TA.) b11: And A web, or thing woven, of wool, or of [goats'] hair, a cubit in breadth, (S, O, K, TA,) or less, (S, O, TA,) and in length four cubits, or eight cubits, (TA,) [or] proportioned to the size of the tent (S, O, K, TA) in its length, (S, O,) which is sewed in the place where the شِقَاق [or oblong pieces of cloth that compose the main covering of the tent] meet, from the كِسْر [q. v.] to the كِسْر; (S, O, K, TA;) [it is app. sewed beneath the middle of the tent-covering, half of its breadth being sewed to one شُقَّة and the other half thereof to the other middle شُقَّة; (see Burckhardt's

“ Bedouins and Wahábys,” p. 38 of the 8vo ed.;) and sometimes, it seems, there are three طَرَائِق, one in the middle and one towards each side; for it is added,] and in them are the heads of the tentpoles, [these generally consisting of three rows, three in each row,] between which and the طرائق are pieces of felt, in which are the nozzles (أُنُوف) of the tent-poles, in order that these may not rend the طرائق. (TA.) b12: Also A tent pole; any one of the poles of a tent: a خِبَآء has one طريقة: a بَيْت has two and three and four [and more]: and the part between two poles is called مَتْنٌ: (Az, TA in art. زبع:) or the pole of a [large tent such as is called] مِظَلَّة, (K, TA,) and of a خِبَآء. (TA.) b13: And A tall palm-tree: (K:) or the tallest of palm-trees: so called in the dial. of ElYemámeh: (AA, ISk, S, O:) or a smooth palmtree: or a palm-tree [the head of] which may be reached by the hand: (TA:) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ طَرِيقٌ. (AA, ISk, S, O.) طِرَّاقٌ: see طِرْيَاقٌ.

أُمُّ طُرَّيْقٍ: see طَرِيقٌ, latter part.

طِرِّيقٌ means كَثِيرُ الإِطْرَاقِ [i. e. One who lowers his eyes, looking towards the ground, much, or often; or who keeps silence much, or often]; (Lth, O, K;) applied to a man: (Lth, O:) and ↓ مِطْرَاقٌ signifies [the same, or] one who keeps silence much, or often; as also ↓ مُطْرِقٌ [except that this does not imply muchness or frequency]. (TA.) b2: And The male of the [bird called] كَرَوَان; (Lth, O, K;) because, when it sees a man, it falls upon the ground and is silent. (Lth, O.) [See 4.] b3: أَرْضٌ طِرِّيقَةٌ Soft, or plain, land or ground; (O, K;) as though beaten so as to be rendered even, or easy to be travelled, and trodden with the feet. (TA.) طِرِّيقَةٌ [fem. of طِرِّيقٌ: see what next precedes.

A2: And also a subst., signifying] Gentleness and submissiveness: (S, O:) or softness, or flaccidity, and gentleness: (O, K:) and softness, or flaccidity, and languor, or affected languor, and weakness, in a man; as also ↓ طَرْقَةٌ and ↓ طِرَاقٌ. (TA.) One says, تَحْتَ طِرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوَةٌ (S, O, K) i. e. Beneath thy gentleness and submissiveness is occasionally somewhat of hardness: (S, O, TA:) or beneath thy silence is impetuosity, and refractoriness: (TA:) or beneath thy silence is deceit, or guile. (K, voce عِنْدَأْوَةٌ, q. v.) طِرْيَاقٌ i. q. تِرْيَاقٌ [q. v.], (O, K,) as also دِرْيَاقٌ; (O;) and so ↓ طِرَّاقٌ. (O, K.) طَارِقٌ [act. part. n. of طَرَقَ; and, as such, generally meaning] Coming, or a comer, (S,) [i. e.] anything coming, (O, Msb,) by night: (S, O, Msb:) one who comes by night being thus called because of his [generally] needing to knock at the door: in the Mufradát [of Er-Rághib] said to signify a wayfarer (سَالِكٌ لِلطَّرِيقِ): but in the common conventional language particularly applied to the comer by night: its pl. is أَطْرَاقٌ, like أَنْصَارٌ pl. of نَاصِرٌ, [and app., as in a sense hereafter mentioned, طُرَّاقٌ also, agreeably with analogy,] and the pl. of [its fem.] طَارِقَةٌ is طَوَارِقُ. (TA.) [طَارِقُ المَنَايَا, like دَاعِى المَنَايَا, means The summoner of death, lit., of deaths; because death makes known its arrival or approach suddenly, like a person knocking at the door in the night.] b2: Hence الطَّارِقُ, mentioned in the Kur [lxxxvi. 1 and 2], The star that appears in the night: (Er-Rághib, O:) or the morning-star; (S, O, K;) because it comes [or appears] in [the end of] the night. (O.) b3: Hence the saying of Hind (S, O) the daughter of 'Otbeh the son of Rabee'ah, on the day [of the battle] of Ohud, quoting proverbially what was said by Ez-Zarkà

El-Iyádeeyeh when Kisrà warred with Iyád, (O,) لَا نَنْثَنِى لِوَامِقِ نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقِ نَمْشِى عَلَى النَّمَارِقِ (assumed tropical:) [We are the daughters of one like a star, or a morning-star: we bend not to a lover: we walk upon the pillows]: (S, * O, * TA:) meaning we are the daughters of a chief; likening him to the star in elevation; (O, TA;) i. e. our father is, in respect of elevation, like the shining star: (S:) or بَنَاتُ طَارِقٍ means (assumed tropical:) The daughters of the kings. (T and TA in art. بنى.) b4: And طَارِقٌ signifies also [A diviner: and particularly, by means of pebbles; a practiser of pessomancy: or] one who is nearly a كَاهِن; possessing more knowledge than such as is termed حَازٍ: (ISh, TA in art. حزى:) طُرَّاقٌ [is its p., and] signifies practisers of divination: and طَوَارِقُ [is pl. of طَارِقَةٌ, and thus] signifies female practisers of divination: Lebeed says, لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِى الطَّوَارِقُ بِالحَصَى

وَلَا زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللّٰهُ صَانِعُ [By thy life, or by thy religion, the diviners with pebbles know not, nor the diviners by the flight of birds, what God is doing]. (S, O.) طَارِقَةٌ [a subst. from طَارِقٌ, made so by the affix ة, (assumed tropical:) An event occurring, or coming to pass, in the night: pl. طَوَارِقُ]. One says, نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ طَوَارِقِ السَّوْءِ (tropical:) [We seek protection by God from] the nocturnal events or accidents or casualties [that are occasions of that which is evil]. (Er-Rághib, TA.) And طَارِقَةٌ occurring in a trad. of 'Alee is expl. as signifying طَرَقَتْ بِخَيْرٍ [app. meaning An event that has occurred in the night bringing good, or good fortune]. (TA.) A2: Also A man's [small sub-tribe such as is called] عَشِيرَة, (S, O, K,) and [such as is called] فَخِذ. (S, O.) A3: And A small couch, (IDrd, O, K,) of a size sufficient for one person: of the dial. of El-Yemen. (IDrd, O.) A4: [El-Makreezee mentions the custom of attaching طَوَارِق حَرْبِيَّة upon the gates of Cairo and upon the entrances of the houses of the أُمَرَآء; and De Sacy approves of the opinion of A. Schultens and of M. Reinaud that the meaning is Cuirasses, from the Greek θώραξ: (see De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., vol. i. pp. 274-5:) but I think that the meaning is more probably large maces; for such maces, each with a head like a cannon-ball, may still be seen, if they have not been removed within the last few years, upon several of the gates of Cairo; and if so, طَوَارِق in this case is app. from طَرَقَ “ he beat: ” see also عَمُودٌ.]

طَارِقِيَّةٌ A قِلَادَة [i. e. collar, or necklace]: (K:) [or rather] a sort of قَلَائِد [pl. of قِلَادَة]. (Lth, O.) أَطْرَقُ A camel having the affection termed طَرَقٌ, inf. n. of طَرِقَ [q. v.]: fem. طَرْقَآءُ: (S, O, K:) and the latter is said by Lth to be applied to the hind leg as meaning having the crookedness termed طَرَقٌ in its سَاق. (O.) أُطَيْرِقٌ and ↓ طُرَيْقٌ A sort of palm-tree of El-Hijáz, (AHn, O, K,) that is early in bearing, before the other palm-trees; the ripening and ripe dates of which are yellow: (O:) AHn also says, in one place, the اطيرق is a species of palm-trees, the earliest in bearing of all the palm-trees of El-Hijáz; and by certain of the poets such are called الطُّرَيْقُونَ and الأُطَيْرِقُونَ. (TA.) تُرْسٌ مُطْرَقٌ [A shield having another sewed upon it: or covered with skin and sinews]: (S:) and مَجَانُّ مُطْرَقَةٌ, (S, Msb, K,) or ↓ مُطَرَّقَةٌ, (O, Msb, K,) Shields sewed one upon another; (S, O, K;) formed of two skins, one of them sewed upon the other; (Msb;) like نَعْلٌ مُطْرَقَةٌ a sole having another sole sewed upon it; as also ↓ مُطَارَقَةٌ: (S, O, K:) or shields clad [i. e. covered] with skin and sinews. (S, O.) كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ, or ↓ المُطَرَّقَةُ, occurring in a trad., (Msb, TA,) i. e. [As though their faces were] shields clad with sinews one above another, (TA,) means (assumed tropical:) having rough, or coarse, and broad, faces. (Msb, TA.) b2: And رِيشٌ مُطْرَقٌ Feathers overlying one another. (TA.) مُطْرِقٌ Having a natural laxness of the eye [or rather of the eyelids, and a consequent lowering of the eye towards the ground]: (S, O:) [or bending down the head: or lowering the eyes, looking towards the ground; either naturally or otherwise: (see its verb, 4:)] and silent, or keeping silence. (TA. See also طِرِّيقٌ.) b2: It is also applied as an epithet to a stallion-camel: and to a [she-camel such as is termed] جُمَالِيَّة [i. e. one resembling a he-camel in greatness of make], and, thus applied, [and app. likewise when applied to a stallion-camel,] it may mean That does not utter a grumbling cry, nor vociferate: or, accord. to Khálid Ibn-Jembeh, [quick in pace, for he says that] it is from طَرْقٌ signifying “ quickness of going. ” (Sh, TA.) b3: See also مِطْرَاقٌ, last sentence. b4: And, applied to a man, (tropical:) Low, ignoble, or mean, (K, TA,) in race, or parentage, or in the grounds of pretension to respect or honour. (TA.) A2: Also An enemy: from أَطْرَقَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ expl. above [see 4, last sentence]. (TA.) مِطْرَقٌ: see the next paragraph.

مِطْرَقَةٌ The rod, or stick, with which wool is beaten, (S, O, K, TA,) to loosen it, or separate it; (S, * O, * TA;) as also ↓ مِطْرَقٌ. (O, K, TA.) And A rod, or stick, or small staff, with which one is beaten: pl. مَطَارِقُ: one says, ضَرَبَهُ بِالمَطَارِقِ He beat him with the rods, &c. (TA.) b2: and The implement [i. e. hammer] (S, Mgh, O, Msb) of the blacksmith, (S, O,) with which the iron is beaten. (Mgh, Msb.) ذَهَبٌ مُطَرَّقٌ Stamped, or minted, gold; syn. مَسْكُوكٌ. (TA.) b2: And نَاقَةٌ مُطَرَّقَةٌ [like مَطْرُوقَةٌ (q. v.)] (assumed tropical:) A she-camel rendered tractable, submissive, or manageable. (TA.) b3: And جُلٌّ مُطَرَّقٌ [A horse-cloth] in which are [various] colours [app. forming طَرَائِق, i. e. lines, streaks, or stripes]. (O.) b4: See also مُطْرَقٌ, in two places.

قَطَاةٌ مُطَرِّقٌ [thus without ة] A bird of the species called قَطًا that has arrived at the time of her egg's coming forth. (S.) [See also مُعَضِّلٌ.]

مِطْرَاقٌ: see طِرِّيقٌ.

A2: Also A she-camel recently covered by the stallion. (O, TA.) A3: And pl. of مَطَارِيق in the saying جَآءَتِ الإِبِلُ مَطَارِيقَ (TA) which means The camels came in one طَرِيق [i. e. road, or way]: (Er-Rághib, TA:) or the camels came following one another (S, O, K, * TA) when drawing near to the water. (O, K, TA. [See also a similar phrase voce طَرَقٌ.]) b2: [Hence,] مِطْرَاقُ الشَّىْءِ signifies That which follows the thing; and the like of the thing: (K:) one says, هٰذَا مِطْرَاقُ هٰذَا This is what follows this; and the like of this: (S, O:) and the pl. is مَطَارِيقُ. (S.) b3: And مَطَارِيقُ signifies also Persons going on foot: (K:) one says, خَرَجَ القَوْمُ مَطَارِيقَ The people, or party, went forth going on foot; having no beasts: and the sing. is مِطْرَاقٌ, (O,) or ↓ مُطْرِقٌ, ('Eyn, L, * TA, *) accord. to A 'Obeyd; the latter, if correct, extr. (TA.) مَطْرُوقٌ [pass. part. n. of طَرَقَ; Beaten, &c.].

هُوَ مَطْرُوقٌ means He is one whom every one beats or slaps (يَطْرُقُهُ كُلُّ أَحَدٍ). (TA.) b2: And (tropical:) A man in whom is softness, or flaccidity, (As, S, O, K, TA,) and weakness: (As, S:) or weakness and softness: (TA:) or softness and flaccidity: from the saying هُوَ مَطْرُوقٌ i. e. اصابته حادثة كتفته [which, if we should read كَتَفَتْهُ, seems to mean he is smitten by an event, or accident, that has disabled him as though it bound his arms behind his back; but I think it probable that كتفته is a mistranscription]: or because he is مصروف [app. a mistake for مَضْرُوب], like as one says مَقْرُوع and مَدَوَّخ [app. meaning beaten and subdued, or rendered submissive]: or as being likened, in abjectness, to a she-camel that is termed مَطْرُوقَةٌ [like مَطَرَّقَةٌ (q. v.)]. (Er-Rághib, TA.) مَطْرُوقَةٌ applied to a woman means [app. Soft and feminine;] that does not make herself like a man. (TA.) [See also a reading of a verse cited voce مَطْرُوفٌ.] b3: Also (tropical:) Weak in intellect, (K, TA,) and soft. (TA.) b4: Applied to herbage, Smitten by the rain after its having dried up. (Ibn-'Abbád, L, K.) b5: See also طَرْقٌ, latter half. Applied to a ewe, مَطْرُوقَةٌ signifies Branded with the mark called طِرَاق upon the middle of her ear. (ISh, O, K.) مُطَارَقٌ: see its fem., with ة, voce مُطْرَقٌ.

مُسْتَطْرَقٌ (tropical:) i. q. سِكَّةٌ [app. as meaning A road, like طَرِيقٌ; or a highway]. (TA.) مُنْطَرِقَاتٌ Mineral substances. (TA.)
طرق
الطَّرْقُ: الضّرْبُ هَذَا هُوَ الأصْلُ. أَو الضَّرْبُ بالمِطْرَقَة بالكَسرِ للحدّادِ والصّائِغِ يطْرُق بهَا، أَي: يضْرِبُ بهَا، وَكَذَلِكَ عَصا النّجّادِ الَّتِي يَضْرِبُ بهَا الصّوف. والطَّرْق: الصّكُّ وَقد طرَقَه بكفِّه طَرْقاً: إِذا صَكّه بِهِ. وَمن المَجاز: الطَّرْق: الماءُ أَي: ماءُ السّماءِ الّذي خوّضَتْه الإبِلُ، وبالَت فِيهِ وبعَرَتْ، كالمَطْروقِ نقلَه الجوْهَريّ. عَن أبي زيْد، وَأنْشد لعَدِيّ بنِ زَيْد:
(ثمّ كانَ المِزاجُ ماءَ سحابٍ ... لاجَوٍ آجِنٌ وَلَا مَطْروقُ)
قلت: وأوّله:
(ودَعَوْا بالصّبوحِ يَوْمًا فجاءَت ... قَيْنةٌ فِي يَمينِها إبريقُ)

(قدّمَتْهُ على عُقارٍ كعَيْنِ ال ... دّيكِ صَفَّى سُلافَها الرّاوُوقُ)

(مُزَّة قبْلَ مزْجِها فَإِذا مَا ... مُزِجَتْ لَذّ طعْمُها مَنْ يَذوقُ)

(وطَفا فوقَها فَقاقيعُ كالْيا ... قوتِ حُمْرٌ يَزينُها التّصْفيقُ)
ثمَّ كَانَ المِزاج ... الخ قَالَ الجَوهريّ: وَمِنْه قوْلُ إبراهيمَ النّخَعِيّ: الوُضوءُ بالطّرْقِ أحَبُّ إليَّ من التّيمّم. وأنشدَ الصّاغانيّ لزُهير بنِ أبي سُلْمى:
(شَجَّ السُّقاةُ على ناجودِها شَبِماً ... من ماءِ لينَةَ لَا طَرْقاً وَلَا رَنَِقا)
وَقد طرَقَت الإبِلُ الماءَ: إِذا بالَتْ فِيهِ وبعَرَت، وَهُوَ مَجازٌ، كَذَا فِي الصِّحاح والأساسِ. وَفِي المُفْرَدات: طرْق الدّوابِّ الماءَ بالرِّجْلِ حَتَّى تكدِّرَه، حَتَّى سُمِّيَ الماءُ الرّنِقُ طَرْقاً. وقالَ الراغبُ: الطّرْقُ فِي الأصْلِ كالضّرْبِ، إِلَّا أنّه أخصُّ لِأَنَّهُ وقْع بضَرْب كطَرْق الحَديد)
بالمِطْرقة، وَمِنْه استُعِير ضرْبُ الكاهِن بالحَصَى. وَقَالَ أَبُو زَيْد: الطّرْق: أَن يَخُطَّ الرّجُل فِي الأرضِ بإصْبَعَيْن، ثمَّ بإصْبَع ويَقول: ابْنَيْ عِيانْ، أسْرِعا البَيانْ. وَفِي الحَديث: الطِّيَرةُ والعِيافَةُ والطّرْقُ من الجِبْتِ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: الطّرْق: الضّرْب بالحَصَى الَّذِي تفعَلُه النِّساءُ، وقيلَ: هُوَ الخَطُّ بالرّمْل. وَقد استَطْرقتُه أَنا: طَلَبْتُ مِنْهُ الطّرْقَ بالحَصَى، وأنْ ينْظُر لكَ فِيهِ، وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ: خَطَّ يَدِ المُستَطرَقِ المَسْئولِ والطَرْقُ: نتْفُ الصّوف أَو الشَّعرِ أَو ضرْبُه بالقَضيبِ لينْتَفِشَ، قَالَ رؤبة: عاذِلَ قد أولِعْتِ بالتّرْقِيشِ إليَّ سِرّاً فاطْرُقِي ومِيشي قَالَ الأزهريُّ: وَمن أَمْثَال العَرَب للّذي يخلِطُ فِي كَلامِه، ويتفنّنُ فِيهِ قولُهم: اطرُقي ومِيشي.
فالطّرْقُ: ضرْبُ الصّوفِ بالعَصا. والمَيْشُ: خلْطُ الشّعَرِ بالصّوف، وَقد تقدّم فِي محَلِّه. وَفِي حَديثِ عُمَر رضيَ الله عَنهُ أَنه خرَج ذاتَ ليلةٍ يحْرُس، فَرَأى مِصْباحاً فِي بيتٍ، فدَنا مِنْهُ، فَإِذا عَجوز تطْرُق شَعْراً لتَغْزِلَه. واسْمُه أَي: القَضيبُ الَّذِي يُنفَشُ بهِ الصّوف المِطْرَقُ، والمِطْرَقَة بكسرهما. وإنّما أطلَقَه اعتِماداً على الشّهْرةِ، أَو لكوْنه سَبَقَ لَهُ ضبْطُه فِي أوّل التّركيب. وَفِي الحَديث: أُنزِلَ مَعَ آدمَ عَلَيْهِ السّلام المِطرَقَةُ، والمِيقَعَةُ والكَلْبَتان وَفِي المثَل: ضرْبُك بالمِغْنَطيسِ خيْرٌ من المِطْرَقَةِ. وَمن المَجاز: الطّرْقُ: الفَحْلُ الضّارب جمعه: طُرُوق، وطُرّاقْ سُمِّيَ بالمَصْدَر. وأصلُ الطّرْقِ: الضِّرابُ، ثمَّ يُقالُ للضّارِب: طرْقٌ بالمَصْدَر. والمَعْنى: أنّه ذُو طَرْق. وَمِنْه قولُ عُمر رضِي الله عَنهُ: إنّ الدّجاجَةَ لتَفْحَصُ فِي الرّمادِ فتضَعُ لغَيْر الفَحْلِ، والبَيْضَة منسوبةٌ الى طرْقِها أَي الى فحْلِها. قَالَ الرّاعي يصِف إبِلاً:
(كانتْ هَجائِنُ مُنذِرٍ ومُحرِّقٍ ... أُمّاتِهِنّ وطَرْقُهُنّ فَحيلا)
أَي: كَانَ ذُو طرْقها فَحْلاً فَحيلاً، أَي: مُنْجِباً. والطّرْقُ: الإتْيان باللّيْل، كالطّروقِ فِيهِما أَي: فِي الضِّراب والإتْيان باللّيْل. يُقَال: طرَقَ الفحْلُ الناقةَ يطرقُها طرْقاً وطُروقاً، أَي: قَعا علَيْها وضرَبَها. وَفِي الحَديث: نَهَى المُسافِرَ أَن يأتيَ أهْلَه طُروقاً أَي: لَيلاً. وكُلُّ آتٍ باللّيلِ: طارِق، وَقيل: أصْلُ الطُّروقِ من الطَّرْق، وَهُوَ الدّقُّ، وسُمِّي الْآتِي باللّيل طارِقاً لحاجَتِه الى دَقِّ البابِ.
وطرَقَ القومَ يطرُقهم طرْقاً وطُروقاً: جاءَهم لَيلاً فَهُوَ طارِقٌ. وَفِي المُفرداتِ الطّارِق: السّالِكُ)
للطّريقِ، لَكِن خُصَّ فِي التّعارف بالآتي ليْلاً، فَقيل: طرَقَ أهْلَه طُروقاً. والطّرْقُ: ضرْبٌ من أصوات العُود. وَقَالَ اللّيْثُ: كلُّ صوتٍ. زادَ غيرُه: أَو نَغمَةٍ من العودِ ونحْوِه طرْقٌ على حِدَة. يُقال: تضْرِبُ هذِه الجارِيةُ كَذا وَكَذَا طَرْقاً. والطّرْقُ أَيْضا: ماءُ الفَحْل قَالَ الأصمعيّ: يَقولُ الرّجلُ للرّجُل: أعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ، أَي: ماءَه وضِرابَه، وقيلَ: أصْلُ الطّرْق الضِّرابُ، ثمَّ سُمِّيَ بِهِ الماءُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يُسْتعارُ للإنسانِ، كَمَا قَالَ أَبُو السّماك حِين قالَ لَهُ النّجاشيُّ: مَا تَسْقِيني: قَالَ: شَرابٌ كالوَرْسِ، يُطَيِّبُ النّفْس ويُكثِر الطّرْق، ويُدِرُّ فِي العِرْق، يَشُدُّ العِظامَ، ويسهِّلُ للفَدْم الكَلام. وَقد يجوزُ أَن يكونَ الطّرْقُ وَضْعاً فِي الإنسانِ فَلَا يَكونُ مُستعاراً. وَمن الْمجَاز الطّرْق: ضعْفُ العَقْل واللِّينُ، وَقد طُرِقَ، كعُنِيَ فَهُوَ مَطْروقٌ، وَسَيَأْتِي.
وَقَالَ اللّيثُ: الطّرْقُ: أَن يخلِطَ الكاهِن القُطنَ بالصّوفِ إِذا تكهّن. وَقَالَ الأزهريّ: وَقد ذكَرْنا فِي تفْسير الطّرْق أنّه الضَّرْبُ بالحَصى. والطّرْقُ: النّخْلَة لُغةٌ طائِيّة عَن أبي حَنيفةَ، وَأنْشد: كأنّه لمّا بَدا مُخايِلا طرْقٌ يفوتُ السُّحُقَ الأطاوِلا والمَرّة من المَرّات طَرْق كالطَّرْقَة. وَفِي بعضِ النُسَخ والمَرْأة وَهُوَ غلَط. وَقد اختضَبَت الْمَرْأَة طَرْقاً أَو طرْقَين، وطَرْقَةً أَو طرْقَتَين بهاءٍ، أَي: مرّةً أَو مرّتين. وَمن المَجاز: أتيتُه فِي النّهار طرْقَيْن وطرْقَتَيْن، ويُضَمّان أَي: مرّتَيْن، وَكَذَا طَرْقاً وطَرْقة، أَي: مرّةً. وَمن الْمجَاز: يُقال: هَذا النَّبْل طَرْقَةُ رجُلٍ واحِد أَي: صَنْعَتُه. والطّرْقُ: الفَخُّ عَن ابْن الأعرابيّ أَو شِبْهُه. وَقَالَ اللّيث: حِبالةٌ يُصادُ بهَا الوَحْش، تُتّخَذ كالفخِّ ويُكسَر. وطَرْق: ة بأصفَهان وَقد نُسِب إِلَيْهَا المُحدِّثون.
والطّارِقُ: النّجْمُ الَّذِي يُقال لَهُ: كوكَبُ الصُبْح نقَلَه الجوهريُّ. وَمِنْه قولُه تَعالى:) والسّماءِ والطّارِق (أَي: ورَبِّ السّماءِ وربِّ الطّارق، سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يطرُقُ باللّيلِ. وَقَالَ الراغبُ: وعبّر عَن النّجم بالطّارِقِ لاختِصاص ظُهورِه باللّيْل. قَالَ الصّاغانيّ: وتمثّلَتْ هِنْدُ بنتُ عُتْبَة بنِ رَبيعةَ رضيَ الله عَنْهَا يومَ أحُدٍ بقَوْلِ الزّرْقاءِ الإياديّة، قَالَت يومَ أحُد تحُضّ على الحرْب: نحنُ بناتُ طارِقْ لَا نَنثَني لوامِقْ نمْشي علَى النّمارِقْ المِسكُ فِي المَفارِقْ) والدُّرُّ فِي المَخانِقْ إِن تُقبِلوا نُعانِقْ أَو تُدْبِروا نُفارِقْ فِراقَ غيرِ وامِقْ أَي: نحنُ بَنَات سيِّدٍ، شبّهَتْه بالنّجْمِ شرَفاً وعُلُوّاً. قالَ ابنُ المكرَّم مُؤلّف اللّسان: مَا أعرِفُ نجْماً يُقال لَهُ: كوكَبُ الصُبْح، وَلَا سمِعت مَنْ يذكرُه فِي غيرِ هَذَا الموضِع، وَتارَة يطْلُع مَعَ الصُبحِ كوكَبٌ يُرَى مُضِيئاً، وَتارَة لَا يَطلُع مَعَه كَوْكَب مضيء، فَإِن كَانَ قَالَه متجَوِّزاً فِي لفظِه، أَي: أَنه فِي الضِّياءِ مثلُ الْكَوْكَب الَّذِي يطْلُع مَعَ الصُبحِ إِذا اتّفَق طُلوعُ كوكبٍ مُضيء فِي الصُبْح، وإلاّ فَلَا حَقيقةَ لَهُ. وقيلَ: كلُّ نجْم طارِق لِأَن طُلوعَه باللّيل، وكُلُّ مَا أَتَى لَيلاً فَهُوَ طارِقٌ.
وَمن المَجاز: طَروقَةُ الفَحْلِ: أُنثاه. يُقال: ناقَةٌ طَروقَة الفَحْل وَهِي الَّتِي بلغَت أَن يضرِبَها الفَحْلُ، وَكَذَا المرأَةُ يُقال للزّوْج: كيفَ طضروقَتُك أَي: امرأتُك، وَمِنْه الحَديث: كَانَ يُصبِحُ جُنُباً من غير طَروقَة أَي زوْجة. وكُلّ امْرَأَة طَروقةُ زوجِها، وكُلُّ نَاقَة طَروقَةُ فحلِها، نعْتٌ لَهَا من غير فِعْل لَهَا. قَالَ ابْن سِيدَه: وأرَى ذَلِك مُستعاراً للنّساء، كَمَا استعارَ أَبُو السّماك الطَّرْق فِي الْإِنْسَان كَمَا تقدّم. وَفِي حَديثِ الزّكاةِ فِي فَرائِضِ الْإِبِل: فَإِذا بلغَت الإبِلُ كَذَا فَفيها حِقّةٌ طَروقَةُ الفَحْلِ المَعْنى: فِيهَا ناقَةٌ حِقّةٌ يطرُقُ الفَحلُ مثلَها، أَي: يضرِبُها ويَعْلو مثلَها فِي سِنّها، وَهِي فَعولَةٌ بِمَعْنى مَفعولة، أَي: مرْكوبة للفَحْلِ، ويُقالُ للقَلوص الَّتِي بلَغَت الضِّراب وأربّت بالفَحْلِ، فاخْتارَها الشُّوَّلِ: هِيَ طَروقَتُه. والمِطْرَقُ، كمِنْبَر: اسْم ناقَةٍ أَو بَعير والأسبَقُ أنّه اسمُ بَعير قَالَ: يتْبَعْن جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ وَأَبُو لِيْنَة بكَسْر اللامِ وسُكون التّحْتيّة، وَفِي بعضِ الْأُصُول بالموحَّدة، والأولَى الصّواب: النّضْر بنُ مِطْرَق أبي مَرْيَم مُحدِّثٌ كوفِيٌّ، رَوى عَنهُ مروانُ بنُ مُعاويةَ الفَزاريُّ، أوردَه الحافِظُ، هَكَذَا فِي التّبْصير فِي مِطْرَق. وَقَالَ مرّة فِي لِينَة أَبُو لِينَة النّضْر بن أبي مرْيم، شيخ وَكِيع. والطّارِقةُ: سَريرٌ صَغيرٌ يسَعُ الواحِدَ، عَن ابنِ دُرَيْد. والطارِقَةُ: عَشيرةُ الرّجُل وفَخذُه.
قَالَ عَمرو بنُ أحْمَر الباهِليّ:
(شكَوتُ ذَهابَ طارِقَتي إِلَيْهِ ... وطارِقَتي بأكنافِ الدّروبِ)

وَقَالَ اللّيثُ: الطارِقيّة: قِلادَةٌ، ونصُّ العَيْنِ: ضرْبٌ من القَلائِدِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رجل مَطْروقٌ: فِيهِ رَخاوَةٌ قَالَ غيرُه: ضعْفٌ ولين، وَهُوَ مجازٌ. قَالَ ابنُ أحمَرَ يُخاطِبُ امرأتَه:
(وَلَا تَصِلي بمَطْروقٍ إِذا مَا ... سَرى فِي القَوْمِ أصْبَحَ مُسْتَكينا)
وَقَالَ الرّاغبُ: رجُلٌ مَطْروقٌ: فِيهِ لِينٌ واستِرخاءٌ، من قولِهم: هُوَ مَطْروق أَي: أصابَتْه حادِثَةٌ كنفَته، أَو لأنّه مصْروف، كقوْلِك: مقْروع أَو مدَوَّخٌ، أَو من قولِهم: ناقَةٌ مطْروقَة تَشْبيهاً بهَا فِي الذِّلّة. والمَطروق من الكَلأ: مَا ضَرَبَه المطَرُ بعدَ يُبْسِه كَذَا فِي المُحيط واللِّسان. وَقَالَ النّضْرُ: نَعجَة مَطروقَة وَهِي الَّتِي وُسِمَتْ بالنّارِ على وسَطِ أذُنِها من ظاهِرٍ. وذلِك الطِّراق، ككِتاب وهُما طِراقان وإنّما هُوَ خطٌّ أبيضُ بنارٍ كأنّما هُوَ جادّة. وَقد طرَقْناها نطْرُقها طرْقاً. والمِيسَمُ الَّذِي فِي موضِع الطِّراق لَهُ حُروفٌ صِغار، فَأَما الطّابِع فَهُوَ مِيسَم الفَرائض. والطِّرْقُ، بالكسْر: الشّحْمُ هَذَا هُوَ الأَصْل. وَقد يُكْنَى بِهِ عَن القوّة لأنّها أكثرُ مَا تَكون عَنهُ. وَمِنْه قولُهم: مَا بِهِ طِرْقٌ، أَي: قوةٌ. وجمعُ الطِّرْق أطْراقٌ، قَالَ المَرّارُ الفَقْعَسيُّ:
(وَقد بلّغْنَ بالأطْراقِ حتّى ... أُذيعَ الطِّرقُ وانْكفَتَ الثّميلُ)
وَقَالَ أَبُو حَنيفَة: الطِّرْق: السِّمَنَ. يُقال: هَذَا بَعيرٌ مَا بِهِ طِرْقٌ، أَي: سِمَنٌ وشحم. وَأما الحَديث: لَا أرى أحدا بِهِ طِرْقٌ فيتخلّف فقِيلَ: القوّة، وقِيل: الشّحْم. وأكثرُ مَا يُستَعْمَلُ فِي النّفْي. وَفِي حَديثِ ابنِ الزُبَير: وَلَيْسَ للشّارِب إِلَّا الرّنْقُ والطّرْقُ. والطُّرْقُ بالضّمّ: جمْع طريقٍ وطِراق كأميرٍ وكِتاب، وَيَأْتِي معْناهما قَرِيبا. وَقَالَ ابنُ عبّاد: الطُّرْقَةُ، بالضّم: الظُلْمَة يُقَال: جِئتُه فِي طُرْقَةِ اللّيْل. قَالَ: والطُّرْقَة أَيْضا الطّمَعُ ونصُّ المُحيط: المَطْمَع. يُقال: إنّه لطُرْقَةٌ: مَا يُحسِن يُطاقُ من حُمْقِه. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: ويُقال: فِي فُانٍ تَوْضيعٌ وطرْقة: إِذا كَانَ فِيهِ تخْنيثٌ، وَهُوَ قَريبٌ من قوْلِ ابنِ عبّاد: المطْمَع. والطُّرْقَة: الأحمَقُ. والطُّرْقَة أَيْضا: حِجارةٌ مُطارِقة بعضُها فوقَ بعْض. قَالَ رؤبة: سَوّى مَساحِيهنّ تَقْطيطَ الحُقَقْ تَفْليلُ مَا قارَعْنَ من سُمْرِ الطُّرَقْ والطُّرْقَة: العادَة. يُقال: مازالَ ذَلِك طُرْقَتَك، أَي: دأبَك. وأنشدَ شَمِرٌ قولَ لَبيد:
(فَإِن تُسهِلوا فالسّهْل حظِّي وطُرْقَتي ... وَإِن تُحزِنوا أركَبْ بهم كُلَّ مرْكَبِ)
والطُّرْقَة: الطّريقُ. والطُرقَة: الطّريقَة الى الشيءِ والطُرْقَة أَيْضا: هِيَ الطّريقَة فِي الأشياءِ)
المُطارِقَة بَعْضهَا على بعض ويُكْسَر. والطُرْقَة: الأُسْروعُ فِي القَوس، أَو الطّرائقُ فِي القوْس شيءٌ واحِدٌ، فأوْ هُنا لَيست للتّنويع. ج: كصُرَد مثل: غُرْفَة وغُرَف. والطَّرَقَ، مُحرَّكة: ثِنْيُ القِرْبَة والجَمْع أطْراق، وَهِي أثناؤُها إِذا تخنّثَتْ وتثنّت. وَقَالَ الفرّاءُ: الطَّرَق: ضعْفٌ فِي رُكْبَتَي البَعير. وَقَالَ غيرُه: فِي الرُكْبَةِ واليَد، يكونُ فِي النّاس والإبِل. أَو الطّرَقُ: اعْوِجاجٌ فِي ساقِه أَي: البَعير من غيرِ فحَجٍ، وَهَذَا قولُ اللّيْث. وَقد طرِقَ كفرِح، فَهُوَ أطْرَقُ بيّنُ الطّرَق وَهِي طَرْقاءُ. وقولُ بِشْرٍ:
(تَرى الطَّرَقَ المُعبَّدَ فِي يَدَيْها ... لكَذّانِ الإكامِ بِهِ انْتِضالُ)
يَعْنِي بالطَّرَق المُعبَّد المُذَلَّلِ، يُريد لِيناً فِي يَدَيها، لَيْسَ فِيهِ جَسْوٌ وَلَا يُبْسٌ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الطّرَق: أَن يكونَ ريشُ الطّائرِ بعضُها فوقَ بعْض. وأنشَد أَبُو حاتِم فِي كِتاب الطّيْر للفضْلِ بنِ عبْد الرّحمن الهاشِميّ، أَو ابنِ عبّاس، على الشّكِّ، وَقَالَ ابنُ الكَلْبيِّ فِي الجَمْهَرة: الشّعر للعَبّاس بن يَزيد بنِ الأسوَد بنِ سَلَمة بنِ حُجْر بنِ وهْب:
(أمّا القَطاةُ فَإِنِّي سَوف أنْعَتُها ... نعْتاً يوافِق نعْتي بعضَ مَا فِيها) (سَكّاءُ مخْطومَةٌ فِي ريشِها طرَقٌ ... سُودٌ قوادِمُها كُدْرٌ خوافِيها)

(تمْشي كمشْي فَتاةِ الحَيّ مُسرِعةً ... حِذارَ قَرْم الى شرٍّ يوافِيها)

(تَسْقي الفِراخَ بأفواهٍ مُزيّنةٍ ... مثْل القَواريرِ شُدّتْ فِي أعالِيها)
ويُقال: طائرٌ فِي ريشه طرَقٌ، أَي: لِينٌ واستِرخاءٌ، كَمَا فِي الأساس. والطّرَق: مَناقِعُ المِياه تكونُ فِي حَجائرِ الأَرْض، وَبِه فُسِّر قولُ رؤبَة: قوارِباً من واحِفٍ بعدَ العَبَقْ للعِدّ إذْ أخلَفَها ماءُ الطَّرَقْ والطَّرَق: ماءٌ قُربَ الوَقبى على خمْسةِ أَمْيَال مِنْهُ. والطَّرَق جمْع طرَقَة مُحرَّكة أَيْضا لحِبالَةِ الصّائِد ذَات الكِفَفِ، نقَله الجوهريّ. قَالَ: والطَّرَقَةُ: آثارُ الإبِل بعضُها فِي إثْر بعْض. يقالُ: جاءَت الإبِلُ على طرَقَةٍ واحِدةٍ، وعَلى خُفٍّ واحدٍ، أَي: على أثَرٍ وَاحِد. ورَوى أَبُو تُرابٍ عَن بعضِ بَني كِلابٍ: مررْتُ على عَرَقَةِ الإبِل وطرَقَتِها، أَي: على أثَرها. وأطْراقُ البَطْن: مَا رُكِّبَ بعضُه على بعْض وتغضّن، جمع طرَق بالتّحريك. والأطْراقُ من القِرْبَة: أثناؤُها إِذا تثنّت وتخنّثَت. وَهَذَا قد تقدّم مُفردُه قَرِيبا، والتّفْريقُ بَين المُفْردِ وجمْعِه لَيْسَ من دَأبِ الكُمَّل،)
فتأمّل. وَقَالَ اللّيْثُ: الطِّراق ككِتاب: الحَديدُ الَّذِي يُعرَّضُ، ثمَّ يُدارُ فيُجْعَلُ بيْضَةً ونحْوَها كالسّاعِدِ، ونحوِه. وكُلّ خَصيفَة، وَفِي الْعباب: كُلّ خَصْفة يُخْصَفُ بهَا النّعْل، ويكونُ حذْوُها سَواءً طِراقٌ. قَالَ الشّمّاخُ يصِفُ الحُمُر:
(حَذاها من الصّيْداءِ نعْلاً طِراقُها ... حَوامِي الكُراعِ المؤْيَداتِ العَشاوِزُ)
وكُلُّ صيغَةٍ علَى حذْوٍ: طِراقٌ، هَكَذَا فِي النُسَخ. وَفِي الصِّحاح: وكُلُّ خَصيفَةٍ. وَالَّذِي فِي اللّسان. وكلّ طبَقَة على حِدَة طِراقٌ. وَفِي العُباب: وكلّ قَبيلَة من البَيْضَة على حِيالِها طِراقٌ.
وجِلْدُ النّعْل: طِراقُها إِذا عُزِلَ عَنْهَا الشِّراكُ. قَالَ الحارِثُ بنُ حِلّزةَ اليَشْكُريّ:
(وطِراقٌ من خلْفِهنّ طِراقٌ ... ساقِطاتٌ أوْدَتْ بهَا الصّحْراءُ)
يَعْنِي أنّها قد سقَطت هَذِه النّعالُ عَنْهَا، يعْني نِعالَ الإبِل، فأنْتَ ترى القِطعةَ بعْدَ القِطْعةِ قطّعَتْها الصّحراءُ. والطِّراقُ أَيْضا: أَن يُقوَّرَ جِلْدٌ على مِقْدارِ التُرْس، فيُلزَقَ بالتُّرْس ويُطْرَقَ.
والطّريق: السّبيلُ م مَعروف، يُذكّر ويؤنَّث. يُقال: الطّريقُ الأعْظَم، والطّريقُ العُظْمى، وَكَذَلِكَ السّبيل. قَالَ شيخُنا: وظاهِرُه أنّ التّذكيرَ هُوَ الأصلُ، والتّأنيثُ مرْجوحٌ، والصّوابُ العَكْس فإنّ المشهورَ فِي الطّريق هُوَ التّأْنيث، والتّذكيرُ مرْجوح خِلاف مَا يوهِمُه المصنِّف. قلت: وَالَّذِي صرّح بِهِ الصّاغانيّ أَن التّذكيرَ أكثرُ، فتأمّل ذَلِك. قَالَ الراغبُ: وَقد استُعيرَ عَن الطَّرِيق كُلّ مسْلَكٍ يسْلُكه الإنسانُ فِي فِعْلٍ، محْموداً كَانَ أَو مذْموماً، وشاهِد التّذكير قولُه تَعَالَى:) فاضْرِبْ لهُم طَريقاً فِي البَحْر يَبَساً (وَقَوْلهمْ: بَنو فُلان يطؤهُم الطّريقُ. قَالَ سيبَوَيْه: إنّما هُوَ على سَعَةِ الكَلامِ، أَي: أهْل الطّريقِ، وقيلَ: الطّريقُ هُنَا السّابِلة، فعلَى هَذَا لَيْسَ فِي الكَلامِ حذْفٌ. وأنشدَ ابنُ بَرّيّ لشاعر:
(يَطَأُ الطّريقُ بيوتَهم بعِيالِه ... والنّآرُ تحْجُبُ، والوجوهُ تُذالُ)
فجعَل الطّريقَ يطَأُ بعِيالِه بيوتَهم، وَإِنَّمَا يطَأ بيوتَهم أهلُ الطّريق. ج: أطْرُقٌ كيَمين وأيمُن، هَذَا على التّأْنيث، وطُرُقٌ بضمّتَيْن كنَذير ونُذُر، وأطْرِقاء كنَصيب وأنْصِباء وأطْرِقَة كرَغيف وأرْغِفَة وَهَذَا على التّذْكير. وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى:
(فلمّا جزَمْتُ بهِ قِرْبَتي ... تيمّمْتُ أطْرِقَةً أَو خَلِيفا)
وَفِي الحَديث: أنّ الشّيطان قعَدَ لابنِ آدم بأطْرُِقة. وجج: جمْع الْجمع طُرُقات بضمّتَيْن جمع طُرُق. وَقَالَ ابنُ السّكِّيت: الطّريقَة بهاءٍ: النّخلَة الطّويلَة بلُغَةِ أهْلِ اليَمامةِ. وَقيل: هِيَ المَلْساءُ)
مِنْهَا، وقيلَ: الَّتِي تُنالُ باليَدى ج: طَرِيق. قَالَ الْأَعْشَى:
(طريقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أصولُهُ ... عَلَيْهِ أبابيلٌ من الطّير تنْعَبُ)
والطّريقَة: الحالُ. تَقول: فُلانٌ على طَريقةٍ حسَنة، وعَلى طَريقَة سيّئة. والطّريقَة: عَمودُ المِظلّةِ والخِباء. وَمن المَجاز: الطّريقة: شَريفُ القوْم وأمثَلُهُم، للواحِد والجَمْع. يُقال: هَذَا رجُلٌ طَريقَةُ قومِه، وهؤلاءِ طريقَة قومِهم. وَقد يُجْمَع طَرائِقَ فيُقال: هؤلاءِ طرائقُ قومِهم للرِّجال الأشْرافِ، حكاهُ يعْقوب عَن الفَرّاءِ. وَفِي اللِّسان قَوْله تَعَالَى:) ويذْهَبا بطَريقَتِكُم المُثْلى (جاءَ فِي التّفسير أنّ الطّريقَةَ: الرّجالُ الأشرافُ، مَعناه بجماعَتِكُم الأشْراف، أَي: هَذَا الَّذِي يبْتَغي أنْ يجعَلَه قومُه قُدْوَةً، ويسْلُكوا طريقَتَه. وَقَالَ الزّجّاج: عِندي وَالله أعلم أَن هَذَا على الحَذْف، أَي: ويَذْهَبا بأهْل طَريقَتِكم المُثْلى. وَقَالَ الأخْفَش: بطَريقَتِكم المُثْلى، أَي: بسُنّتِكم ودينِكم وَمَا أنتُم عَلَيْهِ. وَقَالَ الفَرّاء:) كُنّا طرائِقَ قِدَدا (أَي: فرقا مُختلفةً أهْواؤُنا. وقولُه تَعالَى:) وأنْ لوِ اسْتَقاموا علَى الطّريقَةِ (قَالَ الفَرّاءُ: على طَريقَةِ الشِّرْك. وَقَالَ غيرُه: على طَريقَة الهُدَى. وجاءَت مُعرَّفَةً بالألفِ وَاللَّام على التّفخيمِ، كَمَا قَالُوا: العُودُ للمَنْدَل، وَإِن كَانَ كُلُّ شجَرة عوداً. وَقَالَ اللّيث: الطّريقَة: كُلُّ أُحْدورَة من الأرْض، أَو صَنِفَةٍ من الثّوب، أَو شَيءٍ مُلزَق بعضُه على بعْض وَكَذَلِكَ من الألْوان. والسّمواتُ سَبْعُ طَرائقَ بعْضُها فوقَ بعض. والطّريقَة: الخَطُّ فِي الشّيءِ وطرائِقُ البَيْضِ: خُطوطُه الَّتِي تُسمّى الحُبُكَ. والطّريقَة: نَسيجَةٌ تُنْسَجُ من صُوف أَو شَعْر فِي عرْضِ ذِراعٍ أَو أقلّ، وطولُها أربعةُ أذرُعٍ أَو ثَمان أذْرُعٍ على قَدْرِ عِظَم البيتِ وصِغَرِه فتُخيَّطُ فِي مُلتَقَى الشِّقاقِ من الكِسرِ الى الكِسْر، وفيهَا تكونُ رُؤُوس العُمُد، وبينَها وبيْنَ الطّرائقِ ألْبادٌ تكونُ فِيهَا أنوفُ العُمُدِ، لئلاّ تخرِقَ الطّرائِق. وَقَالَ اللِّحْيانيّ: ثوبٌ طَرائِقُ ورعابِيلُ، أَي: خلَقٌ.
قَالَ: والطِّرِّيقة كسِكّينة: الرّخاوةُ واللّين. وَمِنْه المَثَل: إنّ تحْت طِرّيقَتِك عِنْدَأْوَة أَي إنّ تَحت سُكوتِك لَنزوَة وطِماحاً. يُقال ذَلِك للمُطرِقِ المُطاول ليأتيَ بداهِية، ويشُدَّ شَدّةَ ليْث غير مُتّقٍ، وَقيل: معْناه: إنّ فِي لِينِه وانْقِيادِه أحْياناً بعضُ العُسْر. والعِنْدَأْوَة: أدْهى الدّواهي. وَقيل: هُوَ المَكْر والخَديعة. وَقد ذُكِر فِي: ع ن د. وَقَالَ شيخُنا: هُوَ من الإحالاتِ الغَيْر الصّحيحة فإنّه إِنَّمَا ذَكَر فِي عِنْد أنّ عندأْوةَ تقدّم فِي بَاب الهمزَة، وَلَا ذكَر المَثَل هُنَاكَ وَلَا تعرّضَ لَهُ نعم ذكره فِي بَاب الهَمْزة، فتأمّل ذَلِك. والطِّرِّيقَة: السّهْلَة من الْأَرَاضِي كأنّها قد طُرِقَت، أَي: ذُلِّلَتْ ودِيسَتْ بالأرْجُل. ومِطْراقُ الشّيءِ، كمِحْراب: تِلْوُهُ ونَظيرُه. ويُقال: هَذَا مِطْراقُ هَذَا، أَي: مثلُه)
وشِبْهُه. وأنشَدَ الأصمعيُّ:
(فاتَ البُغاةَ أَبُو البَيْداءِ مُحْتَزِما ... وَلم يُغادِرْ لَهُ فِي النّاسِ مِطْراقا)
والمَطاريقُ: القومُ المُشاةُ لَا دَوابَّ لَهُم، واحِدُهم مُطْرِق. هَذَا قَول أبي عُبيد، وَهُوَ نادِرٌ، إِلَّا أَن يكونَ جمْع مِطْراقٍ. وَقَالَ خالِدُ بنُ جنْبَةَ: المُطْرِقُ من الطّرْق، وَهُوَ سُرْعَةُ المَشْي. قَالَ الأزهريّ: ومِنْ هَذَا قيلَ للرّاجِلِ: مُطْرِق، وجمعُه مَطاريقُ. والمَطاريقُ: الْإِبِل يتْبَع بعضُها بَعْضًا إِذا قرُبَت من المَاء. يُقال: جاءَ القومُ مَطاريقَ: إِذا جَاءُوا مُشاةً. وجاءَت الإبِلُ مَطاريقَ يَا هَذَا: إِذا جاءَ بعضُها فِي إثْرِ بعْضٍ، والواحِدُ مِطْراقٌ. وَقَالَ الرّاغِبُ: وباعْتِبار الطّريق قيلَ: جاءَت الإبِلُ مَطاريق، أَي: جاءَت فِي طَريقٍ واحِدٍ. وطرِق كسَمِع: شرِبَ الماءَ المَطْروقَ، أَي: الكَدِرَ نقَله الصّاغانيّ. وأُمُّ طُرَّيْقٍ، كقُبَّيْطٍ: الضَّبُع إِذا دخَل الرّجُلُ عَلَيْهَا وِجارَها قَالَ: أطْرِقِي أمَّ طُرَّيْق، لَيست الضَّبُعُ هَا هُنَا، هَكَذَا قيّده الصّاغاني، ونقلَه عَن اللّيث. وَالَّذِي فِي العَيْن: أمّ الطَّرِيق، كأمِير، وأنْشَدَ قولَ الأخطَل:
(يُغادِرْنَ عصْبَ الوالِقِيِّ وناصِحٍ ... تخُصُّ بِهِ أمُّ الطّرِيق عِيالَها)
وفسّره بالضَّبُع، وذكَر العِبارَة الَّتِي أسلفْناها، وَقد أخْطأَ الصاغانيُّ فِي الضّبْط، وقلّدَه المُصنِّف على عادتِه. والطِّرِّيق كسِكّيتٍ: الكَثيرُ الإطْراقِ من الرِّجال، نَقله الليْثُ. وَفِي التّهْذيب: الكرَوانُ الذّكَر يُقَال لَهُ: طِرِّيقٌ، لأنّه إِذا رأى الرّجُلَ سقَطَ وأطْرق. وَفِي العَيْن: يُقال لَهُ: أطْرِق كَرَا، فيسْقُط مُطْرِقاً، فيُؤخَذ. وَزعم أَبُو خَيْرَة أَنهم إِذا صادُوه فرأوْه من بَعيد أطافوا بِهِ. ويَقولُ أحدُهم: أطْرِق كَرا، إنّك لَا تُرَى حَتَّى يُتمَكَّنَ مِنْهُ فيُلْقَى عَلَيْهِ ثوبا فيأخُذَه. وَفِي المثَل: أطْرِقْ كَرا، إنّ النّعامَةَ فِي القُرَى يُضرَبُ مثَلاً للمُعْجَب بنَفْسِه كَمَا يُقال: فغُضَّ الطَّرْفَ. والأُطَيْرِق والطُّرَيْق كأُحَيْمِر وزُبَيْر: نخْلة حِجازيّة تبَكِّر بالحَمْلِ، صَفْراء الثّمرة والبُسْرة، حَكَاهُ أَبُو حَنيفة.
وَقَالَ مرّة: الأُطَيْرقُ: ضرْبٌ من النّخْلِ، وَهُوَ أبكَرُ نخْلِ الحِجازِ كُلِّه، وسمّاها بعضُ الشُعراء الطُّرَيْقِين والأُطَيْرِقين قَالَ: أَلا تَرَى إِلَى عَطايا الرّحْمَنْ من الطُّرَيْقِينَ وأمِّ جِرْذانْ قَالَ أَبُو حَنيفَة: يُريدُ بالطّرَيْقِينَ جمعَ الطُّرَيْق. وأطْرَقَ الرجلُ إطراقاً: إِذا سَكَت، وخصّ بعضُهم إِذا كَانَ عنْ فَرَقٍ. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: إِذا سكَت وَلم يتكلّم وَفِي حديثِ نظَرِ الفَجْأة:)
أطْرِقْ بَصرَك هُوَ أَن يُقبِلَ ببصره الى صَدْره ويسْكُتَ ساكِناً. وَفِي حَديث آخر: فأطرَقَ سَاعَة أَي: سكَتَ. وَقيل: أطْرَقَ: أرخَى عينَيْه ينْظُر الى الأَرْض وَقد يكونُ ذَلِك خِلْقَةً. قَالَ أَبُو عبيد: ويكونُ الإطْراقُ الاستِرْخاءَ فِي الجُفون، كقَوْل أخي الشّمّاخِ يرْثي سيِّدَنا عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(وَمَا كُنْتُ أخْشى أَن تكونَ وَفاتُه ... بكفَّيْ سَبَنْتَى أزْرَقِ العيْنِ مُطْرِقِ)
وَقَالَ الرّاغِبُ: أطْرقَ فُلانٌ: أغْضى كأنّه صارتْ عينُه طارِقَةً للأرضِ، أَي: ضارِبةً لَهَا كالضّرْبِ بالمِطْرَقَة، وأطرَقَ فُلاناً فحْلَه: أعارَه إيّاه ليضْرِبَ فِي إبِله. يُقال: أطْرِقْني فحْلَك.
وَفِي الحَدِيث: وَمن حقِّها إطْراقُ فحْلِها أَي: إعارتها للضِّراب، وكذلِك أضْرَبَه فحْلَه. وَمن المَجاز: أطْرَقَ الى اللهْو إطْراقاً: مالَ إِلَيْهِ عَن ابْن الأعرابيّ. وأطْرَق الليلُ علَيه: ركِب بعضُه بعْضاً هَكَذَا فِي سَائِر النُسَخ. والصّواب اطّرقَ عَلَيْهِ اللّيلُ، على افْتَعَل، كَمَا فِي العُبابِ واللِّسان.
وَكَذَا قولُه: اطّرَقت الإبلُ على افْتَعل: إِذا تبِع بعضُها بعْضاً كَمَا يُفهَم من سِياقِ العُباب واللِّسان، على أنّ فِي عِبارة الصِّحاح مَا يوهِم أنّه أطرَقَت الإبلُ، كأكْرَمت. وأطْرِقا، كأمْرِ الاثْنَيْن من أطْرَقَ كأكْرَم: د نقَله الأصمَعيُّ عَن أبي عمْرو بنِ العَلاءِ. قَالَ نَرى أَنه سُمّي بقوْلِه: أطْرِق، أَي: اسكُت. وَذَلِكَ أنّهم كَانُوا ثَلاثةَ نفَرٍ بأطْرِقا، وَهُوَ موضِعٌ، فسَمِعوا صوْتاً فَقَالَ أحدُهم لصاحِبَيْه: أطْرِقا، أَي: اسْكتا، فسُمّي بِهِ البَلدُ. وَفِي التّهْذيب فسُمّي بِهِ المُكان. وَمِنْه قَول أبي ذُؤيْب الهُذْلي:
(على أطْرِقا بَالِياتُ الخِيا ... مِ إلاّ الثُّمامُ وإلاّ العِصيُّ) وصرّح أَبُو عُبَيْد البَكْريّ فِي مُعجَم مَا استَعْجَم أَن أطْرِقا: موضِعٌ بالحِجاز، ويدلُّ لذَلِك أَيْضا قولُ عبدِ الله بنِ أميّة بنِ المُغيرة المَخْزوميّ يُخاطِبُ بَني كعْبِ بنِ عَمْرو من خُزاعةَ، وَكَانَ يُطالِبُهم بدَم الوَليدِ بنِ المُغيرة أبي خالدِ بنِ الوَليد:
(إنّي زَعيمٌ أَن تَسيروا وتهرُبوا ... وَأَن تَتْرُكوا الظّهْرَ أَن تَعوي ثَعالِبُهْ)

(وَأَن تَتْرُكوا مَاء بجِزْعَةِ أطْرِقا ... وَأَن تسْلُكوا أيّ الْأَرَاك أطايِبُهْ)
فإنّه ذكرَ الظّهْرانَ، وَهُوَ من ضَواحي مكّة، وهُناك منازِلُ كعْبٍ من خُزاحةَ، فيكونُ أطرِقا أَيْضا من مَنازِلِهم بتِلْكَ النّواحي. أَو هُوَ هُناك من مَنازِلِ هُذَيلٍ لِأَنَّهُ جاءَ ذكرُه فِي شِعرِهم.
وَقَالَ ابنُ بَرّي: من رَوَى الثُّمامَ بالنّصْب جعلَه استِثْناءً من الخِيامِ لأنّها فِي المَعْنى فاعلُه، كأنّه قَالَ: بالياتٌ خِيامُها إلاّ الثُّمام لأَنهم كَانُوا يُظلِّلون بِهِ خِيامَهم، وَمن رفَع جعلَه صِفَةً للخيام، كأنّه)
قَالَ: بالِية خِيامُها غيْرُ الثُّمام على المَوْضِع. وأفعِلا مَقْصور بِناءٌ قد نَفَاهُ سيبَوَيْهِ، حَتَّى قَالَ بعضُهم: إنّ أطْرِقا فِي هَذَا الْبَيْت أصلُه أطرِقاء: جمْع طَريقٍ بلغَة هُذَيل، ثمَّ قصَر الممْدود، واستدلّ بقول الآخر: تيمّمتُ أطرِقَةً أَو خَليفَا ذهَبَ هَذَا المُعلِّلُ الى أَن العَلامَتَيْن يعْتَقِبان. وَقَالَ الصّاغانيّ: ورُوِي: عَلا أطْرُقاً: جمْع طَريق، أَي: عَلا السّيلُ أطرُقاً. وَقَالَ ياقوتُ فِي مُعْجَمِه: وللنّحْويّين كلامٌ لَهُم فِيهِ صناعَة قَالَ أَبُو الفتْح: ويُرْوَى: عَلا أطْرُقاً، فَعَلا: فِعْلٌ ماضٍ، وأطْرُق: جمْعُ طَريقٍ، فمَنْ أنّث جمَعَه على أطْرُق، مثل: عَناقٍ وأعنُق، وَمن ذكّر جمَعَه على أطْرِقاء، كصَديقٍ وأصدِقاء، فيكونُ قد قصَره ضَرورة. ويُقال: لَا أطْرقَ اللهُ عَلَيْهِ: أَي لَا صَيّرَ اللهُ لَهُ مَا ينكِحُه وَهُوَ مَجاز. والمُطرِقُ كمُحْسِن: اسمُ وَاد وَأنْشد أَبُو زيْد: حيثُ تحجّى مُطرِقٌ بالفَالِقِ وَقَالَ امْرُؤ القَيْس:
(على إثْرِ حيِّ عامِدينَ لنِيّةٍ ... فحَلّوا العَقيقَ أَو ثَنيّةَ مُطرِقِ)
والمُطْرِق: الرّجُلُ، الوَضيعُ أَي: فِي النّسَب أَو الحسَب، وَهُوَ مَجاز. وَأَبُو مَرْيَمَ مُطرِقٌ: والِدُ النّضْر الكوفيِّ المحدِّث، وَهُوَ أَبُو لَيْنَة الَّذِي قدّك ذكره فِي أول التّركيب، وَهُوَ تَكْرار مُخِلٌّ، فلْيُتنَبّه لذلِك. والمَجَانُّ المُطْرَقَة، كمُكْرَمة: الَّتِي يُطْرَقُ بعضُها على بعْض، كالنّعْلِ المُطْرَقَة المخْصوفَة. ويُقال: أُطْرِقَت بالجِلْد والعصَب، أَي: أُلبِسَت، وتُرْسٌ مُطْرَقٌ. وَالَّذِي جاءَ فِي الحَديث: كأنّ وجوهَهم المَجَانُّ المُطْرَقة أَي: التِّراس الَّتِي أُلِسَت العَقَب شيْئاً فوقَ شَيءٍ، أرادَ أنّهم عِراضُ الْوُجُوه غِلاظُها. ويُرْوَى: المُطَرَّقة بالتّشْديد كمُعَظَّمة للتّكْثير، وَالْأول أشهَر. وَقَالَ الأصمعيّ: طرَّقَتِ القَطاةُ خاصّةً تَطْريقاً قَالَ أَبُو عُبَيد: لَا يُقال ذلِك فِي غيْرِ القَطاةِ: إِذا حانَ خُروجُ بيضِها. قَالَ المُمَزّق العَبْدي، واسمُه شأسُ بنُ نَهار:
(وَقد تخِذَتْ رِجْلي الى جنْبِ غَرْزِها ... نَسيفاً كأفْحوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ)
أنْشدهُ أَبُو عَمْرو بنُ العَلاء. قَالَ: وطرّقَت الناقَةُ بولَدِها: إِذا نشِبَ وَلم يسْهُل خُروجُه، وكذلِك الْمَرْأَة قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(لَهَا صرْخَةٌ ثمَّ إسْكاتَةٌ ... كَمَا طرّقَتْ بنِفاسٍ بِكُرْ)
وقيلَ: اطّرَقَتْ: إِذا تفرّقَتْ على الطُّرُقِ، وترَكَت الجوادَّ. وأنشدَ الأصمعيّ يصِفُ الإبلَ: جاءَنا مَعاً واطّرَقَتْ شَتيتا وترَكَتْ راعِيَها مَسْبوتا قد كادَ لمّا نامَ أنْ يَموتا وَهِي تُثيرُ ساطِعاً سِخْتِيتا يَقولُ: جاءَت مُجْتَمِعةً وذهبَت متفرِّقة. قلتُ: وَهُوَ قولُ رؤبةَ. ويُقال: تطارَقَت الإبِلُ: إِذا جاءَتْ على خُفٍّ واحِد. وطارَقَ الرجلُ بيْن ثوْبَيْن: إِذا طابَقَ بَينهمَا. وظاهِرُ ذلِك إِذا لبِسَ أحدَهُما)
على الآخر. وطارَق بيْنَ نعْلَيْن: إِذا خَصَفَ إحْداهُما على الأخْرَى. وَقَالَ الأصْمَعيّ: طارَقَ الرجلُ نعْلَيْه: إِذا أطْبَق نعْلاً على نعْلٍ، فخُرِزَتا، وَهُوَ الطِّرّاق. ونعْلٌ مُطارَقَةٌ: مخْصوفةٌ.
والطِّرْياقُ، كجِرْيال، وَهَذِه عَن أبي حَنيفة والطِّرّاق مُشَدَّداً مَعَ كسْرِ أَوله: لُغَتان فِي التِّرْياق، وَكَذَلِكَ الدِّرْياق، وَقد تقدّم فِي مَحلّه. وَمِمَّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ: الطُّرّاق: المتَكَهِّنون، وهنّ الطّوارِقُ.
قَالَ لَبيد:
(لعَمْرُكَ مَا تَدْري الطّوارِقُ بالحَصَى ... وَلَا زاجِراتُ الطّيْرِ مَا اللهُ صانِعُ)
كَمَا فِي الصِّحاح. وضرَبَه بالمَطارِقِ، جمع مِطْرَقَة، وَهِي عَصا صَغيرةٌ. وطرَقَ البابَ طرْقاً: دقّه وقرَعَه. وَمِنْه سُمّي الْآتِي باللّيلِ طارِقاً. وطارَقَ الكلامَ، وماشَه، ونفَشه: إِذا تفنّن فِيهِ، وَهُوَ مَجاز. واستَطْرَقَه: طلَب مِنْهُ الطّريقَ فِي حدٍّ من حُدوده. والمُستَطْرَق: مجازُ السِّكّة. والطَّرْق، بالفَتح: المَنِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وناقَةٌ مِطْراقٌ: قَريبة العَهْد بطَرْقِ الفَحْلِ إِيَّاهَا. والطِّراقُ، بالكَسْر: الضِّراب. قَالَ شَمِر: ويُقال للفَحْلِ: مُطْرِقٌ، وَأنْشد:
(يَهَب النّجيبَةَ والنّجيبَ إِذا شَتا ... والبازِلَ الكَوْماءَ مثلَ المُطْرِقِ)
وَقَالَ تَيْم:
(وَهل تُبْلِغَنّي حيثُ كانَتْ ديارُها ... جُماليّة كالفَحْلِ وجْناءُ مُطْرِقُ)
قَالَ: ويكونُ المُطْرِقُ من الإطْراق، أَي: لَا تَرْغو وَلَا تضِجُّ. وَقَالَ خالِدُ بنُ جَنْبة: مُطرِقٌ من الطّرْقِ وَهُوَ سُرعَةُ المَشْي. وَفِي حَديث عليّ رضيَ الله عَنهُ: إنّها حارِقَةٌ طارِقَةٌ أَي: طرَقَتْ بخَيْر. وجمْعُ الطّارِقة الطّوارِق، وَجمع الطّارِق أطْراق، كناصِر وأنصار، وَقَالَ ابنُ الزُبَيْر:
(أبتْ عينُه لَا تذوقُ الرُّقاد ... وعاودها بعْضُ أطْراقِها)

(وسهّدَها بعدَ نوْم العِشاء ... تذكُّرُ نَبْلي وأفواقِها)
كَنى بنَبْلِه عَن الأقارِب والأهْل. ويُقال: طرَقَه الزمانُ بنوائِبه، ونَعوذُ بِاللَّه من طَوارقِ السّوءِ.
وَقَالَ الرّاغبُ: كَنَى عَن الحَوادِثِ ليْلاً بالطّوارِق. وطرَقَ فلانٌ: قصَد لَيْلًا بالطَّوارِق، قَالَ الشّاعر:
(كأنّي أَنا المَطْروقُ دونَك بالّذي ... طُرِقْتَ بهِ دونِي وعَيْنيَ تهْمِلُ)
ورجلٌ طُرَقة، كهُمَزَة: إِذا كَانَ يَسْري حتّى يطْرُقَ أهلَه لَيْلًا، وَهُوَ مَجاز. والطَّرْقة، بِالْفَتْح، والطِّراق، ككِتاب، والطِّرِّيقة، كسِكّينة: الاسْتِرخاءُ والتّكَسُّر والضّعْفُ فِي الرِّجْل. والطَّرَق،) مُحرَّكة: المُذَلَّل. وَأَيْضًا: الماءُ المُجتَمِعُ قد خِيضَ فِيهِ وبيلَ فكَدِرَ، والجمعُ أطْراقٌ. وَامْرَأَة مَطْروقة، ضَعِيفَة لَيست بمذَكَّرة. وطائر طِراقُ الريش: إِذا ركِبَ بعضُه بَعْضًا، قَالَ ذُو الرّمّة يصف بازِياً:
(طِراقُ الخَوافي واقعٌ فَوق رِيعِه ... نَدَى ليلِه فِي ريشِه يتَرَقْرَقُ)
واطّرق جَناحُ الطائِر، على افْتَعَل: لبِس الريشُ الْأَعْلَى الريشَ الأسفَل. ويُقال: أطْرَقَ، أَي: التفّ. واطّرَقَت الأرضُ: ركِبَ التّرابُ بعضُه بَعْضًا، وَذَلِكَ إِذا تلبّدَتْ بالمَطَر، قَالَ العجّاج: واطّرَقَت إِلَّا ثَلاثاً عُطَّفا ورجُلٌ مِطْرَقٌ، ومِطْراقٌ: كَثيرُ السّكوت. وأطْرَقَ رأسَه: إِذا أمالَه. وكُلّ مَا وُضِعَ بعضُ على بعض فقد طورِقَ، واطّرَقَ. وطِراقُ بَيْضَةِ الرّأسِ: طَبقاتٌ بعضُها فوقَ بعض. وطارَقَ بيْن الدِّرْعَين، تشْبيهاً بطِراقِ النّعْلِ فِي الهَيْئَة. والطّرائِق: طَبَقاتُ السّماءِ، سُمّيَتْ لتراكُبِها، وَكَذَلِكَ طَبَقاتُ الأَرْض. وبَناتُ الطّريقِ: الَّتِي تفْتَرِقُ وتخْتلِف، فتأخُذُ فِي كلِّ ناحِيةٍ. قَالَ أَبُو المُثنّى الأسَديُّ: إِذا الطّريقُ اخْتلَفَتْ بناتُه وتطرّق الى الأمْر: ابتَغى إِلَيْهِ طَريقاً. وَقَالَ الرّاغِبُ: تطرّقَ الى كَذَا، مثل توسّل. والتّطارُق: التّقاطُر. والطّريقُ، كأمير: مَا بينَ السِّكَّتيْن من النّخْلِ. قَالَ أَبُو حَنيفَةَ: يُقال لَهُ بالفارسيّة: الرّاشْوان. قَالَ الرّاغب: تشْبيهاً بالطّريق فِي الامْتِداد. والطّريقَةُ: السّيرةُ والمَذْهَب، وكُلّ مسْلَكٍ يسلُكه الإنسانُ فِي فِعْل، محْموداً كَانَ أَو مذْموماً. وطَرائقُ الدّهْر: مَا هُوَ عَلَيْهِ من تقلُّبه. قَالَ الرّاعي:
(يَا عَجَباً للدّهْرِ شتّى طرائِقُهْ ... وللمرْء يَبْلوه بِمَا شاءَ خالِقُهْ)
والطّرائق: الفِرَقُ المُختلِفَة الأهْواء. وطَريقَةُ الرّمْلِ والشّحْمِ: مَا امْتَدّ. وكُلّ لحْمةٍ مُستَطيلَة طَريقَةٌ. والطّريقَةُ الَّتِي على أعْلى الظّهْر. ويُقال للخَطِّ الَّذِي يمْتَدّ على متْنِ الحِمار: طَريقة. قَالَ لَبيدٌ يصفُ حِمار وحْش: فأصْبَحَ ممتَدَّ الطّريقَةِ نافِلا وَإِذا وُصِفَت القَناةُ بالذّبول قيل: قَناة ذاتُ طرائق. قَالَ ذُو الرُّمّة يصف قَناةً:
(حتّى يئِضْنَ كأمثالِ القَنا ذبَلَتْ ... فِيهَا طرائِقُ لَدْناتٌ على أوَدِ)

والطّرائِقُ: آخِرُ مَا يَبْقى من عفْوةِ الكَلأ. والطّرَقَة، مُحرّكة: صَفُّ النّخْل، نَقله الجوهَريّ عَن الأصمعيّ. واطّرَق الحوضُ، على افْتَعَل: وقَع فِيهِ الدِّمَن، فتلبّد فِيهِ. والطُّرَق كصُرَد، وبضمّتَيْن: الجَوادُّ. وآثار المارّة تظهر فِيهَا الْآثَار، واحِدَتُها طُرْقَة بالضمّ. يُقَال: هَذِه طُرْقَة الإبِل، وطُرَقاتُها، أَي: آثارُها مُتطارِقة. ويُقال: ضرَبَه حَتَّى طرّق بجَعْرِه نقلَه الجوهَريّ: إِذا اخْتَضَب. وطَرْقَةُ الطّريق، بالفَتْح: شرَكَتُها. والطّريقُ: ضرْب من النّخْل. قَالَ الْأَعْشَى:
(وكُلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطّري ... قِ يَجْري على سَلِطاتٍ لُثُمْ)
وعندَه طُروق من الكَلام، واحِدُه طَرْقٌ، عَن كُراع، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأراهُ يعْني ضُروباً من الكَلام. وأطرَقَ الرّجُلُ الصَّيْدَ: إِذا نصَبَ لَهُ حِبالَةً. وأطْرَقَ فُلانٌ لفُلان: إِذا مَحَل بِهِ ليُلْقِيَه فِي وَرْطَة، أُخِذَ من الطَّرْق، وَهُوَ الفَخُّ. وَمن ذلِك قيلَ للعَدُوِّ: مُطْرِقٌ، وللسّاكِت مُطْرِقٌ. وطارِقٌ: اسْم. وقَبيلة من إياد. وجبَلُ طارِق: من بِلاد الأندَلُس، يُقابِلُ الجَزيرةَ الخضْراءَ. واشتَهَر بجَبَلِ الفتْح، منْسوبٌ الى طارِق، مَوْلَى مُوسَى بن نُصَيْر، والعامّة تَقول: جبلُ الطّارِ. وطارِقُ بنُ عبدِ الرّحْمن، وطارِقُ بن قُرّة، وطارِقُ بنُ مُخاشِن، وطارِقُ بن زِياد: تابِعيّون. واختُلِفَ فِي طارِقِ بن أحْمَر، فقيلَ: تابِعيٌّ، وَهُوَ قَول الدّارَقُطْنيّ، وأوردَه ابنُ قانِعٍ فِي مُعْجَم الصّحابَةِ، وَالْأول أصحّ. وطارِقُ بن أشْيَم الأشْجَعيُّ، وطارقُ بن زِيَاد، وطارِقُ بن سُوَيْد الحَضْرَميّ، وطارقُ بنُ شَريك، وطارقُ بنُ شِهاب، وطارقُ بنُ شدّادٍ، وطارقُ بن عُبَيد، وطارقُ بن علْقَمَة، وطارقُ بن كُلَيْب: صحابيّون، والأخير قيل: هُوَ ابْن مُخاشِن الَّذِي ذُكِر. وَأما طارِقُ بن المُرَقَّعِ فالأظْهَرُ أنّه تابعيٌّ، وأوردَه المُصنِّفُ فِي ر ق ع استِطْراداً. وَأَبُو طارِق السّعْديُّ البَصْريّ، روَى عَن الحسَن البَصْريّ، وَعنهُ جعْفَرُ بنُ سُلَيْمانَ الضُّبَعيُّ. وناقَة مُطَرَّقة، كمُعظَّمة: مُذَلَّلة. وذهبٌ مُطْرَقٌ: مسْكوك. وريشٌ مُطْرَقٌ، كمُكْرَم: بعضُه فوقَ بعضٍ. ووضَع الأشياءَ طُرْقَةً طُرْقَةً، وطَريقَةً طَريقةً: بعضُه فوقَ بعض. وطرِّقْ لي تَطْريقاً: اخْرُجْ. وطرَقَني همٌّ، وطرقَني خَيالٌ، وطَرَق سمْعي كَذَا، وطُرِقَت مَسامِعي بخَيْر. وأخذَ فُلانٌ فِي الطّرْقِ والتّطْريق: احْتالَ وتكهّن.
وَهُوَ مطْروقٌ: إِذا كَانَ يطْرُقه كلُّ أحدٍ. وتطارَقَ الظّلامُ والغَمامُ: تتابَع. وطارَقَ الغَمامُ الظّلامَ كَذَلِك. وتطارَقَت علينا الأخْبارُ. ويُقال: هُوَ أخَسُّ من فُلان بعِشْرينَ طَرْقَةً، كَمَا فِي الأساس.
والمُنْطَرِقات: هِيَ الأجسادُ المَعْدِنيّةُ. وإسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بن عُقْبَةَ المُطْرِقيُّ، بالضّمِّ: مُحدّث مشْهورٌ، وَهُوَ ابنُ أخي مُوسَى بن عُقْبة، صاحبِ المَغازي.) 
طرق: {والطارق}: النجم يطرق أي يأتي ليلا. {بطريقتكم}: سيرتكم. {طرائق}: جمع طرق.
طفق: {فطفق}: جعل.
ط ر ق: (الطَّرِيقُ) السَّبِيلُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، تَقُولُ: الطَّرِيقُ الْأَعْظَمُ وَالطَّرِيقُ الْعُظْمَى، وَالْجَمْعُ (أَطْرِقَةٌ) وَ (طُرُقٌ) . وَ (طَرِيقَةُ) الْقَوْمِ أَمَاثِلُهُمْ وَخِيَارُهُمْ يُقَالُ: هَذَا رَجُلٌ طَرِيقَةُ قَوْمِهِ وَهَؤُلَاءِ طَرِيقَةُ قَوْمِهِمْ وَ (طَرَائِقُ) قَوْمِهِمْ أَيْضًا لِلرِّجَالِ الْأَشْرَافِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} [الجن: 11] أَيْ كُنَّا فِرَقًا مُخْتَلِفَةً أَهْوَاؤُنَا. وَ (طَرِيقَةُ) الرَّجُلِ مَذْهَبُهُ. يُقَالُ: مَا زَالَ فُلَانٌ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ أَيْ حَالَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الطَّرْقُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْمَطْرُوقُ) مَاءُ السَّمَاءِ الَّذِي تَبُولُ فِيهِ الْإِبِلُ وَتَبْعَرُ. وَمِنْهُ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: الْوُضُوءُ بِالطَّرْقِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ التَّيَمُّمِ. وَ (طَرَقَ) مِنْ بَابِ دَخَلَ فَهُوَ (طَارِقٌ) إِذَا جَاءَ لَيْلًا. وَ (الطَّارِقُ) أَيْضًا النَّجْمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ:
كَوْكَبُ الصُّبْحِ. وَ (الطَّرْقُ) أَيْضًا الضَّرْبُ بِالْحَصَى وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّكَهُّنِ، وَ (الطُّرَّاقُ) الْمُتَكَهِّنُونَ وَ (الطَّوَارِقُ) الْمُتَكَهِّنَاتُ. قَالَ لَبِيَدٌ:

لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الطَّوَارِقُ بِالْحَصَى ... وَلَا زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللَّهُ صَانِعُ
وَ (مِطْرَقَةُ) الْحَدَّادِ مَعْرُوفَةٌ. وَ (أَطْرَقَ) الرَّجُلُ أَيْ سَكَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ. وَ (أَطْرَقَ) أَيْضًا أَرْخَى عَيْنَيْهِ يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ. وَ (طَرَّقَ) لَهُ (تَطْرِيقًا) مِنَ الطَّرِيقِ. 

رأي

رأي: {ورئيا}: ما رأيت من شارة وهيئة.
(ر أ ي) : «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ» اللَّامُ لِلِاخْتِصَاصِ أَيْ لِوَقْتِ رُؤْيَتِهِ إذَا رَأَيْتُمُوهُ (وَرَأَتْ الْمَرْأَةُ تَرِيَّةً) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَتَخْفِيفهَا بِغَيْرِ هَمْزَة وَتَرْئِيَةٌ مِثْلُ تَرْعِيَةٍ وَتَرْئِيَةٌ بِوَزْنِ تَرْعِيَةٍ وَهِيَ لَوْنٌ خَفِيٌّ يَسِيرٌ أَقُلُّ مِنْ صُفْرَةٍ وَكُدْرَةٍ وَقِيلَ هِيَ مِنْ الرُّؤْيَةِ لِأَنَّهَا عَلَى لَوْنِهَا (وَالتُّرْبِيَّةُ) عَلَى النِّسْبَةِ إلَى التُّرْبِ بِمَعْنَى التُّرَابِ وَقَوْلُهُ «أَمَا تَرَيْ يَا عَائِشَةُ» الصَّوَابُ أَمَا تَرَيْنَ وحَتَّى تَرَيْنَ فِي (ق ص) «وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ» أَيْ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لِكَيْ يَرَاهُ النَّاسُ شَهَّرَ اللَّهُ رِيَاءَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَرَايَا بِالْيَاءِ خَطَأٌ (وَالرَّأْيُ) مَا ارْتَآهُ الْإِنْسَانُ وَاعْتَقَدَهُ (وَمِنْهُ) رَبِيعَةُ الرَّأْيِ بِالْإِضَافَةِ فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَكَذَلِكَ هِلَالُ الرَّأْيِ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ صَاحِبُ الْوَقْفِ وَالرَّازِيُّ تَحْرِيفٌ هَكَذَا صَحَّ فِي مُسْنَدِ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَمَنَاقِبِ الصَّيْمَرِيِّ وَهَكَذَا صَحَّحَهُ الْإِمَامُ عَبْدُ الْغَنِيِّ فِي مُشْتَبَهِ النِّسْبَةِ وَنَقَلَهُ عَنْهُ شَيْخُنَا إلَى الْمُتَشَابِهِ كَذَلِكَ (وَمَا أُرَاهُ) يَفْعَلُ كَذَا أَيْ مَا أَظُنُّهُ (وَمِنْهُ) الْبِرَّ تَرَوْنَ بِهِنَّ وَذُو بَطْنٍ بِنْتُ خَارِجَةَ أُرَاهَا جَارِيَةً أَيْ أَظَنُّ أَنَّ مَا فِيهَا بَطْنِهَا أُنْثَى وأَرَأَيْتَ زَيْدًا وارأتيك زَيْدًا بِمَعْنَى أَخْبَرَنِي وَعَلَى هَذَا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي الْمَبْسُوطِ قُلْتُ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ بِالنَّصْبِ (وَمِنْهُ) فَمَهْ أَرَأَيْتَ إنْ عَجَزَ وَفِيهِ حَذْفٌ وَإِضْمَارٌ كَأَنَّهُ قِيلَ أَخْبَرَنِي أَيَسْقُطُ عَنْهُ الطَّلَاقُ وَيُبْطِلُهُ عَجْزُهُ وَهَذَا اسْتِفْهَامُ إنْكَارٍ.
ر أ ي

رأيته بعيني رؤية، ورأيته في المنام رؤيا، ورأيته رأي العين. وأرأيته غيري إراءة. ورأيت الهلال. وتراءينا الهلال. وتراءى الجمعان. وتراءت لنا فلانة: تصدّت لنا لنراها. وهو يتراءى في المرآة وفي السيف: ينظر فيهما. وفي الحديث " لا يتراءى أحدكم في الماء وهو يرائي الناس " مراآة ورياء، وفعل الخير رئاء الناس. وهو حسن المرأى والمرآة. ونظر في المرآة. وله مراءٍ مجلوةٌ: ورأى رؤيا حسنة، ورؤى حساناً. ورأت المرأة ترئيةً بوزن تربعة، وتريّةً وهي ما تراه من صفرة أو بياض. ورأيت الرجل ترئيةً: أمسكت له المرآة لينظر فيها. واسترأيت بالمرآة. وله رواء حسن. وهذه امرأة لها رواء، والواو تخفيف للهمزة. وعلى وجهه رأوة الحمق وهي ما يرى عليه من آيته البينة التي لا تخفى على الناظر كأنها تتكلم به وتنادي عليه، وهذا نحو جبيت الخراج جباوة. وأرأت الشاة: تربد ضرعها فعلم أنها أقربت وهي مرء. وأرى القرن وأبدى وهو أول ما يتبين. وأرت الأرض وأبدت: أول ما يلوح شيء من النبات. وجاء حين أجنّ رؤيٌ رؤياً أي شخص شخصاً، وهو فعل بمعنى مفعول كخبز. ورأيته أصبت رئته. ورأرأت بعينها: دارت بالحدقتين للمغازلة والمهازلة. قال:

ولما رأتني رأرأت ثم أقبلت ... تهازلني والهزل داعية العهر

ورجل وامرأة رأراء العين. قال الأصمعي: الذي تدور حدقته كأنها في فلكة. ولهم أثاث ورئيٌ وهو ما رُؤا عليه من حسن زي وحال متزينة.

ومن المجاز: فلان يرى لفلان إذا اعتقد فيه. وأراه وجه الصواب. وأرني برأيك. قال نهار بن توسعة:

فلمن أقول إذا تلمّ ملمة ... أرني برأيك أو إلى من أفزع

وما أضل رأيهم وآراءهم. وارتأى في الأمر. وارتأيت رأيا في كذا أرتئيه. والرأي ما ارتآه فلان. قال:

ألا أيها المرتئي في الأمور ... سيجلو العمى عنك تبيانها

وفلان يتراءى برأي فلان أي يميل إلى رأيه ويأخذ به. واسترأيته واستريته: طلبت رأيه ومع فلان رئيٌّ ورئي: جني يريه كهانة وطباً ويلقي على لسانه شعراً. وفلان رئي قومه ورأيهم: لصاحب رأيهم ووجههم. وما أراه يفعل كذا: ما أظنه. وتراءى له الأمر. ويتراءى لي أن الأمر كيت وكيت. وداراهما تتناظران وتتراءيان. وداري ترى داره. والجبل ينظر إليك والحائط يراك. وداري مما رأت دار فلان. قال ابن مقبل:

للمازنية مصطاف ومرتبع ... مما رأت أود فالمقراة فالجرع

وقال آخر:

أيا برقتي أعشاش لازال مدجن ... يجود كما والنخل مما يراكما

ودورهم رئاء: مترائية. وحي رئاء ونظر: متجاورون. وهو يرأى هذا الأمر: يخيل إليه. قال الأعشى:

كلانا يرأى أنه غير ظالم ... فأعزبت حلمي اليوم أو هو أعزبا

وتقول العرب: أرى الله بفلان: نكل به، ومعناه أرى عدوّه فيه ما يشمت به. قال الأعشى:

وعلمت أن الله عم ... داً خسّها وأرى بها

وارتفعت رئتاي إلى حلقي من هيبة فلان.
رأي: الرأي: رأيُ القلب، ويُجْمع على الآراء، تقول: ما أَضَلَّ آراءهم، على التعجب و (راءهم) أيضا. ورأيت بعيني رؤيةً. ورأيتُه رأيَ العَيْن، أي: حيثُ يقعُ البَصَرُ عليه. وتقول من رأي القَلْب: ارتأيتُ، قال:

ألا أَيُّها المُرْتَئي في الأمور ... سَيَجْلُو العَمَى عنك تِبْيانُها 

وتقول: رأيت رؤيا حَسَنة، قال :

عَسَى أَرَى يَقْظانَ ما أُرِيتُ ... في النَّوْم رؤيا أَنّني سُقِيتُ

ولا تجمع الرُّؤيا. ومن العَرَبِ من يُلَيِّن الهمزةَ فيقول: رُويا، ومن حول الهمزة فإِنّه يجعلها ياءً، ثمّ يكسر فيقول: رأيت رِيّا حسنةً. والرّيّ: ما رأتِ العينُ من حالٍ حَسَنةٍ من المَتاع واللِّباس. والرَّئيُّ: جِنيٌّ يتعرّض [للرَّجل] يُريه كهانةً وطِبّا، تقول: معه رَئيٌّ. وبعضُ العرب تقول: رَيْتُ بمعنى رأيت، وعلى هذا قُرِىء [قوله تعالى] : أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى ، وقال:

أَقْسَم باللَّهِ أبو حفصٍ عُمَرْ ... ما رايَها من نقَبٍ ولا دَبَرْ

فاغفِرْ له اللَّهمَّ إن كان فجر  وتراءَى القوم: رأى بَعْضُهم بعضاً، قال جلّ وعزّ: فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ . [وتقول] : تراءى لي فلان، أي: تصدّى لك لتراه. وتراءى له تابِعُهُ من الجِنّ إذا ظهر له ليَراه. والمِرآة: التي يُنْظَرُ فيها والجميع: المَرائي، ومن ليّن الهمزة قال: المرايا. وتراءيت في المِرآة: نَظَرْتُ فيها،

وفي الحديث: لا يَتَمرْأَى أَحَدُكم في الماء ،

أي: لا ينظرُ وجهَه فيه، وأُدْخِلَتِ الميم في حُروف الفِعْل. وتقول في يفعل وذواتها من رأيت: يَرَى وهو في الأصل: يَرْأَى ولكنّهم يحذفون الهمزة في كلِّ كلمة تُشْتَقّ من (رأيت) إذا كانتِ الرّاء ساكنة. تقول: رأيت كذا، فحذفت همزة أَرْأَيته، وأنا مُرٍ وهو مُرًى، بحذف الهمزة، إلاّ أنّهم يُثبتون في موضعين، قالوا: رأيته فهو مَرْئيٌّ، وأرأت النّاقة إذا أَرْأى ضرعها أنّها أقربت وأنزلت وهي مُرْأى، بهمزة، والحذف فيها صواب. وقد يقولون: اسْتَريتُ واسترأَيْتُ، أي: [طَلَبْتُ الرُّؤْية] . وتَقُولُ في الظَّنِّ: رِيتُ أنّ فلاناً أخوك، ومنهم من يُثْبِتُ الهَمْزة فيقول: رُئِيتُ، فإِذا قلتَ (أرى) وذواتها حذفْتَ، ومن قَلَبَ الهَمْزةَ من رأى قال: راءك، كقولك: نأى وناء. والتَّرِّية، مشدَّدة الرّاء، إن شئت همزت وإن شئت ليّنتَ وثقّلْتَ الياء، وإن شئت طرحتَ الهمزةَ وخفّفتَ الياء فقلت: تَرْية. والترية، مكسورة الرّاء خفيفة، كلّ هذا لغات، وهو ما تراه المرأة من [بقية] محيضها من صفرة أو بياض، قبل أو بعد. وأمّا البَصَرُ بالعَيْن فهو رؤية، إلاّ أن تقول: نظرت إليه رأيَ العين وتذكرُ العَيْنَ فيه. وما رأيته إلاّ رأية واحدة، قال ذو الرمة :

إذا ما رآها رأية هيض قلبه ... بها كانهياضِ المُتْعَبِ المُتَتَمِّمِ

والعربُ تَحذِف الهمزةَ فيما غُيِّر من الفِعْل في قولك: تَرَى ويَرى ونَرى وأَرَى ونحوه، وفيما زاد من الفعل في أَفْعل، واستفعل، وتَهْمِز فيما سِوى ذلك إلاّ أنّهم يقولون: أرأتِ النّاقة والشّاة أي: استبان حَمْلها. وتقول للّذي يريك شيئاً فهو مُرْءٍ والنّاقة مُرئية، وإن شئت خفّفتَ وليّنتَ الهمزة، والشّاعر إذا احتاج إلى تثقيلة ثقّل، كما قال:

وأبدتِ البيضُ الحسانُ أسوقا ... غير مَرِيّاتٍ ولكن فرقا 

وتقول رَأَّيت فلانا ترئيةً إذا رأَّيته المرآة لينظُرَ فيها. واعلَمْ أنّ ناساً من العرب لا يرون أن يَهْمِزوا الهمزةَ الأولى من الرِّئاء كراهية تعليق ألف بين همزتين، ولذلك قالوا: ذُؤابة فهمزوا، ثم جمعوا الذّوائب بلا همز كراهية (الذّآئب) ، وأمّا من همز الرئاء فمن أجل المدّة الّتي بعد الألف ليس من بعدها شيء يعتمد عليه فقد يسقط في الوقوف، وفي اضطرار الشِّعْر فيما يقصرون من الممدود، ولذلك جاز الهمز فيها ولم يَجُزْ في الذوائب. 

والرِّيّ: ما أَرَيْت القومَ من حسن الشّارة والهيئة، قال جرير:

وكلّ قوم لهم ريّ ومختبر ... وليس في تغلب رِيّ ولا خبرُ

وتقول: أرِني يا فلانُ ثَوْبَك لأراه، فإِذا استعطيتهُ شيئاً ليُعْطِيَكَهُ لم يقولوا إلاّ أرْنا بسكون الرّاء، يجعلونه سواء في الجمع والواحد والذّكر والأنثى كأنّها عندَهم كلمة وُضِعت للمُعاطاةِ خاصّةً، ومنهم من يُجرِيها على التّصريف فيقول: أَرِني وللمرأة أريني، ويفرّق بين حالاتهما، وقد يُقْرأ: أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا على هذا المعنى بالتّخفيف والتَّثْقيل، ومن أراد معنى الرُّؤْية قرأها بكسر الرّاء، فأمّا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً وأَرِنا مَناسِكَنا فلا يُقْرأ إلاّ بكَسْر الرّاء. واعلم أنَّ ناساً من العرب لما رأوا همزة (يرى) محذوفةً في كلِّ حالاتها حذفوها أيضاً من (رأى) في الماضي وهم الذين يقولون: رَيْت. [وفلانٌ يَتَراءَى برأي فلانٍ إذا كان يرى رأيه ويميلُ إليه ويقتدي به] . فأمّا التّرائي في الظّن فإِنّه فِعْلٌ قد تعدّى إليك من غيرِك، فإِذا جعلت ذلك في الماضي وأنت تُريدُ به معنى ظننت قلت: رُئيتُ. ومنهم من يَحذِفُ الهمزةَ منها أيضا فيكسر الرّاء، ويُسَكِّن الياء. فيقول: رِيتُ، وهي أقبحُها، ومنهم من يقول في الماضي: رأيتُ في معنى ظننت، وهو خُلْفٌ في القياس، كيف يكون في الماضي معروفاً وفي الغابر مجهولا من فعل واحد في معنى واحد.
(رأي)
(هـ) فِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عادٍ «وَلَا تملأُ رِئَتِي جَنْبي» الرِّئَةُ الَّتِي فِي الْجَوْفِ مَعْروفة. يَقُولُ: لَستُ بجَبان تنْتَفخ رِئَتي فتَمْلأُ جَنْبِي. هَكَذَا ذكَرها الْهَرَوِيُّ، وَلَيْسَ مَوْضِعها، فَإِنَّ الهاءَ فِيهَا عوضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ، تَقُولُ منه رأيته إذا أصبت رِئَتَهُ.
(هـ) فِيهِ «أنَا بَرِىءٌ مِنْ كلِّ مُسلمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، قِيلَ: لِمَ يَا رسولَ اللَّه؟ قَالَ:
لَا تَرَاءَى نارَاهما» أَيْ يلزَمُ المُسْلم ويَجبُ عَلَيْهِ أَنْ يُبَاعِد مَنْزِلَه عَنْ مَنْزل المُشرك، وَلَا يَنْزل بِالْمَوْضِعِ الَّذِي إِذَا أُوقِدَت فِيهِ نارُه تلُوحُ وتظهرُ لنارِ المُشْرِك إِذَا أوقَدها فِي مَنْزِلِهِ، وَلَكِنَّهُ ينزلُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي دَارِهم. وَإِنَّمَا كَرِهَ مُجَاورَة المشرِكين لأنَّهم لَا عَهْدَ لَهُم وَلَا أَمَانَ، وحثَّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الهِجْرة.
والتَّرَائِي: تَفَاعُلٌ مِنَ الرُّؤْيَة، يُقَالُ: تَرَاءَى القومُ إِذَا رَأَى بعضُهُم بَعْضًا، وتَرَاءَى لِيَ الشيءُ: أَيْ ظهرَ حَتَّى رَأَيْتُهُ. وإسْنادُ التَّرَائِي إِلَى النارَين مجازٌ، مِنْ قَوْلِهِمْ دَارِي تَنْظُر إِلَى دَارِ فُلان: أَيْ تُقَابلها.
يَقُولُ نارَاهما مُخْتلفتان، هَذِهِ تَدْعو إِلَى اللَّهِ، وَهَذِهِ تَدْعو إِلَى الشَّيْطَانِ فَكَيْفَ يَتَفِقَان. والأصلُ فِي تَرَاءَى تَتَرَاءَى، فَحَذَفَ إحْدى التاءَين تَخْفِيفا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ أهلَ الْجَنَّةِ لِيَتَرَاءُونَ أهلَ علِّيّينَ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ» أَيْ يَنْظُرون ويَرَون.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي البَخْتَري «تَرَاءَيْنَا الهِلالَ» أَيْ تَكَلّفْنا النَّظَر إِلَيْهِ هَلْ نَراه أَمْ لَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ رَمَل الطَّواف «إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ» هُوَ فاعَلنا، مِنَ الرُّؤْيَة: أَيْ أَرَيْنَاهُمْ بِذَلِكَ أنَّا أقْوياء.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ خَطَب فَرُئِيَ أنَّه لَمْ يُسْمعْ» رُئِيَ: فِعْلٌ لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، مِنْ رَأَيْتُ بِمَعْنَى ظَنَنْت، وَهُوَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، تَقُولُ: رَأَيْتُ زَيْدًا عَاقِلًا، فَإِذَا بنيتَه لِمَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ تَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ واحدٍ، فَقُلْتَ: رُئِيَ زيدٌ عَاقِلًا، فَقَوْلُهُ إِنَّهُ لَمْ يُسْمع جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي.
وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ ضَمِيرُهُ.
وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «أُرَاهُمْ أَرَاهُمُنِي الباطلُ شَيْطَانًا» أَرَادَ أنَّ الْبَاطِلَ جَعَلنِي عِنْدَهُمْ شَيْطَانًا، وَفِيهِ شُذُوذ مِنْ وَجْهَيْنِ: أحدُهما أَنَّ ضَمِيرَ الْغَائِبِ إِذَا وقَع متقدِّما عَلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ فَالْوَجْهُ أَنْ يُجَاء بِالثَّانِي منفصِلا، تَقُولُ أعْطاه إيَّايَ، فَكَانَ مِنْ حقِّه أَنْ يَقُولَ أَرَاهُمْ إيَّايَ، وَالثَّانِي أَنَّ واوَ الضَّمِيرِ حقُّها أَنْ تثْبُت مَعَ الضَّمَائِرِ كَقَوْلِكَ أعطيتمُوني، فَكَانَ حقُّه أَنْ يقولَ أراهُمُوني.
(س) وَفِي حَدِيثِ حَنْظَلَةَ «تُذَكِّرُنا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ كأنَّا رَأْيَ عينٍ» تَقُولُ جعلتُ الشيءَ رَأْيَ عَيْنِكَ وبِمَرْأَى مِنْكَ: أَيْ حِذاءَك ومُقابِلكَ بحيثُ تَرَاهُ، وَهُوَ منصوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ: أَيْ كأنَّا نَرَاهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «فَإِذَا رجلٌ كَرِيهُ الْمَرْآة» أَيْ قبيحُ المَنْظَرِ. يقالُ رجلٌ حَسَنُ المَنْظَر والْمَرْآةُ، وَحَسَنٌ فِي مَرْآةِ الْعَيْنِ، وَهِيَ مَفْعَلة مِنَ الرُّؤْيَة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَتَّى يَتَبين لَهُ رِئْيُهُمَا» هُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ: أَيْ مَنْظَرُهما وَمَا يُرَى مِنْهُمَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ.
(هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «أَرَأَيْتَكَ، وأَرَأَيْتَكُمَا، وأَرَأَيْتَكُمْ» وَهِيَ كلمةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ عِنْدَ الاسْتِخْبارِ بِمَعْنَى أخْبِرْني، وأخْبِراني، وأَخبِروني. وتاؤُها مَفْتُوحَةٌ أَبَدًا.
وَكَذَلِكَ تَكَرَّرَ أَيْضًا «ألم تَرَ إلى فلان، وأ لم تَرَ إِلَى كَذَا» وَهِيَ كلمةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ عِنْدَ التعجُّب مِنَ الشَّيْءِ، وَعِنْدَ تَنْبيه المُخاطَب، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ»
... ، «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ»
أي ألم تَعْجَب بفعلهم، وأ لم يَنْته شَأْنُهم إِلَيْكَ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لسَوَادِ بنِ قَارِبٍ: أَنْتَ الَّذِي أتاكَ رَئِيُّكَ بظُهور رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نَعَمْ» يُقَالُ لِلتَّابِعِ مِنَ الجِن رَئِيٌّ بِوَزْنِ كَمِيٍّ، وَهُوَ فَعِيل، أَوْ فَعُول، سُمِّي بِهِ لِأَنَّهُ يَتَراءَى لِمَتْبوعه، أَوْ هُوَ مِنَ الرَّأْي، مِنْ قَولهم فلانٌ رَئِيُّ قومِه إِذَا كَانَ صاحبَ رأْيهم، وَقَدْ تُكْسَرُ راؤُه لإتْباعِها مَا بَعْدَهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الخُدْرِي «فَإِذَا رَئِيٌّ مِثْلُ نِحْيٍ» يَعْنِي حَيَّةً عَظِيمَةً كالزِّق، سَمَّاهَا بِالرَّئِيِّ الجِنّي؛ لِأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الحَيَّاتِ مِنْ مَسْخ الجِن، وَلِهَذَا سَمَّوْهُ شَيْطَانًا وحُبابا وَجَانًّا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وذَكَر المُتْعةَ «ارْتَأَى امْرُؤٌ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ» أَيْ أفْكَرَ وتأنَّى، وَهُوَ افْتَعَل مِنْ رُؤْيةِ الْقَلْبِ، أَوْ مِنَ الرأْي. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ «وَفِينَا رَجُلٌ لَهُ رَأْيٌ» يُقَالُ فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الرَّأْيِ: أَيْ أَنَّهُ يَرَى رأيَ الْخَوَارِجِ وَيَقُولُ بمَذْهَبهم وَهُوَ الْمُرَادُ هَاهُنَا، والمحدِّثون يُسَمون أَصْحَابَ القياسِ أصحابَ الرَّأْيِ، يَعْنُون أَنَّهُمْ يأخُذون بِرَأيِهم فِيمَا يُشْكِل مِنَ الْحَدِيثِ، أَوْ مَا لَمْ يأتِ فِيهِ حديثٌ وَلَا أثَرٌ.
رأي
رأَى1 يَرَى، رَه، رُؤيةً، فهو راءٍ، والمفعول مَرئِيّ
• رأى الهلالَ: أبصره بالعَيْن "رأيتُ النجمَ يسبح في السماء- حجب الضبابُ الرُّؤية- {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} " ° ألم تر إلى كذا: كلمة تقال عند التعجُّب- داري ترى داره: تقع مُقابِلةً له- رأى النُّجومَ ظهرًا: حلَّ به مكروه لم يعهده من قبل- رأى منه عجبًا: رأى شيئًا لم يكن يتوقعه- لا يرى أَبْعَد مِن أَنْفه: قاصر الفهم، ليس لديه بُعْد نظر للأمور.
• رأى الشَّخصُ الأمرَ: تأمَّله، تروَّى فيه.
• رأى الشَّيءَ: وَجَدَه " {لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا} ". 

رأَى2 يَرَى، رَه، رُؤْيا، فهو راءٍ، والمفعول مَرْئِيّ
• رأى في منامه كذا: حَلَم "رأيْتُ فيما يرى النّائم أنّني أطوف حول الكعبة- {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} ". 

رأَى3 يَرَى، رَه، رَأْيًا، فهو راءٍ، والمفعول مَرْئيّ
• رأى العالِمُ شيئًا: اعتقده ونادى به "عبّر عن رأيه بصراحة- رأى في الفقه رأيًا".
• رأى فلانًا عالمًا: ظنّه أو علمه كذلك "يرى المؤمنُ الحسابَ حقًّا- رأيتُني على حقٍّ" ° أرأيت: ماذا تظن؟ أخبرني- أُراه: أظنه- تُرى/ يا تُرى/ يا هل تُرى: يا رجل هل ترى وتظن؟ لإفادة التعجّب مع طلب الرأي من السامع. 

أرى/ أرى بـ يُري، أرِ، إراءةً، فهو مُرٍ، والمفعول مُرًى
• أراه طريقَ الصَّواب: عرَّفه به وأطلعه عليه، جعله ينظر إليه "أراه كيف تدور الآلة- أراه البضاعةَ- {وَمَا جَعَلْنَا
 الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ} ".
• أرى اللهُ بفلان: نكّل به، وأرى عدوَّه فيه ما يشمت به. 

ارتأى يرتئي، ارْتإِ، ارْتِئاءً، فهو مُرْتَئٍ، والمفعول مُرْتَأًى
• ارتأى الشَّخصُ الأمرَ:
1 - اعتقده ونادى به "ارتأى الفقهاءُ حلَّ كذا- ارتأى مَخْرجًا من مشكلته- ارتأى في الأمر رأيًا- ارتأى بالأمر رأيًا".
2 - شكّ فيه.
• ارتأى الشَّيءَ: رآه؛ أبصره بعينه. 

استرأى يسترئي، اسْتَرْإِ، استرئاءً، فهو مُسْتَرْءٍ، والمفعول مُسْتَرْأًى
• استرأى الشَّخصَ:
1 - عدَّه مُرائيًا (يُظهر أمامَ الناس خلاف ما يُبطن).
2 - استشاره "استرأى عالِمًا/ أباه".
3 - طلب رؤيتَه "استرأى أمَّه وهو يُحتضَر".
• استرأى الشَّيءَ: أبصره. 

تراءى يتراءى، تَراءَ، ترائيًا، فهو مُتراءٍ
• تراءى القومُ: أبصر بعضُهم بعضًا " {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ}: التقتا".
• تراءى الشَّيءُ: ظهَر وبدا "يتراءى لي أن مصلحتك في إكمال تعليمك: يبدو لي ذلك- تراءى المنظر في خيالي". 

راءى يُرائي، راءِ، رِياءً ورِئاءً ومُراءاةً، فهو مُراءٍ، والمفعول مُراءًى
• راءى النَّاسَ: نافَق، أظهر أمامهم خلاف ما هو عليه "راءَى رئيسَه- {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِيَاءَ النَّاسِ} [ق]- {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إلاَّ قَلِيلاً} - {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ}: مرائين لهم التماسًا للجاه وطلبًا للثناء". 

إراءة [مفرد]: مصدر أرى/ أرى بـ. 

ارتئاء [مفرد]: مصدر ارتأى. 

استرئاء [مفرد]: مصدر استرأى. 

رِئة [مفرد]: ج رِئون ورِئات: (شر) عضو التنفس وهما رئتان: رئة يُمنى ورئة يُسرى، للإنسان والحيوان تقعان في التجويف الصدريّ، تتّصفان بالمرونة، تمتصان الأكسجين من هواء الشهيق وتُخرجان ثاني أكسيد الكربون مع هواء الزفير ° تنفَّس بملء رئتيه: شعر بالراحة.
• قصبة الرِّئة: (شر) أنبوب رقيق الجدار من الأنسجة الغضروفيّة الغشائيّة ينحدر من الحنجرة إلى القصبات الهوائية ويحمل الهواء إلى الرِّئة.
• ذات الرِّئة: (طب) التهاب يصيب فصًّا أو فصوصًا من الرئة، وهو عبارة عن ورم حارّ ينتج عن دمٍ أو صفراء أو بلغم مالح عفن. 

رِئويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رِئة: "تدرّن رِئويّ- سلٌّ رِئويّ".
• الصِّمام الرِّئويّ: (شر) أحد صمامين أحدهما على فتحة الأورطي، والآخر على فتحة الشريان الرِّئوي، وكلّ منهما مصنوع من ثلاث شرفات هلاليّة الشَّكل تعمل على منع الدَّم من العودة إلى البطين.
• اضطرابات رئويَّة: (طب) مجموعة من الأمراض يصاحبها عدم القدرة على تنفُّس الأكسجين إلى الرئة، وطرد ثاني أكسيد الكربون، وهذه الاضطرابات تشمل أيضًا الربو والالتهاب الرئويّ وغيرها، ولها أسباب كثيرة كالتدخين ومرض الجهاز التنفُّسيّ وتعطُّل القوى التنفُّسيّة. 

رَأْي [مفرد]: ج آراء (لغير المصدر):
1 - مصدر رأَى3.
2 - حُكم وتقدير لعمل أو موقف معيّن وكثيرًا ما يتأثَّر بالظروف والملابسات "لا تتعجّل في إصدار رأيكَ- باتِّفاق الآراء- اختلاف الرَّأي لا يفسد للودّ قضيّة- لا رأي لمن لا إرادة له [مثل]- الرَأْي قبل شجاعة الشُّجعان ... هو أوّلٌ وهي المحلّ الثاني" ° أخْذُ الرَّأي على أمر: إجراءُ تصويتٍ عليه- أصحاب الرَّأي والقِياس/ أهل الرَّأي والقِياس: الفقهاء الذين يستخرجون أحكامَ الفتوى باستعمالهم رأيهم الشّخصيّ والقياس الشرعيّ فيما لا يجدون فيه حديثًا أو أثرًا- استطلاع رأي: طريقة فنِّيَّة لجمع المعلومات التي تُستخدم في معرفة رأي مجموعة من الناس في مكان مُعيَّن ووقت مُعيَّن عن موضوع مُعيَّن- الرَّأي العامّ: رأي أكثريَّة النَّاس في وقت مُعيَّن إزاء موقف أو مشكلة من
 المشكلات- ذو الرَّأي: الحكيم العاقل، ذو البصيرة والحذق بالأمور- رأي الإجماع: الرَّأي الذي تتَّحد فيه كل الآراء الفرديّة والجماعيَّة، وتظهر فيه عقيدة عامَّة يقف الجميع خلفها- رأي الأغلبيّة: هو الذي يُمثِّل ما يزيد على نصف عدد أفراد الجماعة، وهو في الواقع عبارة عن عدَّة آراء أقليَّات مختلفة اجتمعت حول هدف مُعيَّن- رأي الأقلِّيَّة: رأي ما يقلّ عن نصف عدد أفراد الجماعة ويُعبِّر عن آراء طائفة من هؤلاء الأفراد- رأيته رأي العين: وقع عليه بصري- سجين الرَّأي: من يُسجن بسبب اختلافه في الرَّأي مع النظام الحاكم- صاحب رأي/ أصحاب رأي: شخص أو مجموعة أشخاص يجسِّدون خصائص ذهنيّة معيّنة- فلانٌ صُلْب الرَّأي/ فلان عند رأيه: متمسك برأيه لا يتزحزح عنه- قويم الرَّأي: ذو آراء ووجهات نظر مبنيّة على ما هو صحيح أو المقصود بأن يكون صحيحًا.
3 - ما ارتآه الإنسان واعتقده.
4 - (فق) استنباط الأحكام الشرعيّة في ضوء قواعد مقرّرة.
• صحافة الرأي: صحافة تختار من مادة الرأي العام ما يلائم دعوتها السياسيّة ويؤيِّد فكرتها الحزبيّة.
• قسم الرَّأي: (قن) إدارة الفتوى وأخذ الرَّأي القانونيّ. 

رِئْي [مفرد]: ما رأته العين من حالٍ حسنة وكسوة ظاهرة " {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} ". 

رُؤْيا [مفرد]: ج رُؤًى (لغير المصدر):
1 - مصدر رأَى2 ° الرُّؤيا الصَّادقة: أول طريق لكشف الغيب، وقد بدأ الرّسول محمد صلّى الله عليه وسلم نبوَّته بالرّؤيا الصادقة.
2 - ما يَحْلُم به النائم "رؤيا طيِّبة- {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ} ". 

رؤية [مفرد]: ج رُؤًى (لغير المصدر):
1 - مصدر رأَى1.
2 - حالة أو درجة كون الشّيء مرئيًّا ° اختلاط الرُّؤية: غموض الأمر وعدم ظهور الصواب فيه- ذو رؤية: مُظْهر أو مُبْدٍ آراء صائبة- رؤية ثاقبة: رأيٌ سديد- رؤية عربيّة موحَّدة- مدى الرُّؤْية: أبعد مسافة يمكن رؤيتها دون أيّة مساعدة من أيّة أداة تحت ظروف جويّة معيّنة.
• الرُّؤية:
1 - إبصار هلال رمضان لأوّل ليلة فيه "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ يومًا [حديث] " ° لَيْلَةُ الرؤية: الليلة التي يعقبها شهر رمضان.
2 - الرؤية بالعين؛ وهي إدراك الأشياء بحاسّة البصر وعليها المعوّل في الشهادة.
• رؤية مجسَّمة:
1 - (فز) إدراك الأجسام مجسَّمة بكلتا العينين.
2 - (حي) نوع من الرؤية تتميَّز بها الحيوانات التي لها عينان موجَّهتان للأمام وترى صور الأشياء ذوات عمق. 

رِياء [مفرد]:
1 - مصدر راءى.
2 - تظاهر بخلاف ما في الباطن "فعل ذلك رياءً- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الرِّيَاءُ [حديث] ". 
2006 - 
مِرآة [مفرد]: ج مَراءٍ ومرايا: اسم آلة من رأَى1: (فز) سطح مستوٍ أو منحنٍ يعكس الضّوء عكسًا تنشأ عنه صورة لما أمامه، وقد تُصنع من فلزّ أو من زجاج مُغطَّى ظهره بالفضَّة "مرآة عاكسة- الكلمة مرآة الفكر" ° صورة المرآة: صورة منعكسة كما تظهر في مرآة. 

مَرْأََى [مفرد]:
1 - اسم مكان من رأَى1: منظر، مظهر؛ مكان النّظر "يخبر مَرْآه عن داخله- امرأة حَسَنة المرأى".
2 - في حدود الرُّؤية والمشاهدة "فعله على مرأى ومَسْمَع من الجميع". 

مَرْئيّ [مفرد]:
1 - اسم مفعول من رأَى1 ورأَى2 ورأَى3 ° الصُّورة المرئيّة: الجزء المرئيّ للبثّ التليفزيونيّ- وسيلة مرئيّة: مساعدة بصريّة كالنموذج البيانيّ النسبيّ أو شريط من الصور أو شريط فيديو حيث تقدِّم هذه الوسائل المعلومات بصريًّا.
2 - مُنشأ أو مصمَّم لإبقاء الأجزاء المهمّة في مكان يمكّن رؤيته أو يسهل الوصول إليه. 
[ر أي] الرؤية النظر بالعين والقلب وحكى ابن الأعرابي الحمد لله على رِيَّتِك أي رؤيتك وفيه صنعة وحقيقتها أنه أراد رؤيتك فأبدل الهمزة واوًا إبدالاً صحيحًا فقال رُويتك ثم أدغم لأن هذه الواو قد صارت حرف علّة بما سُلّط عليها من البدل فقال رُيَّتِك ثم كسر الراء لمجاورة الياء فقال رِيَّتك وقد رأيتُه رَأْيَةً ورُؤْيةً وليست الهاء في رَأْيَةٍ هنا للمرّة الواحدة إنما هو مصدر كرؤية إلا أن تريد المرّة الواحدة فيكون رأيته رَأْيَةً كقولك ضربته ضربةً فأمّا إذا لم ترد هذا فرَأْيَةٌ كرؤيةٍ ليست الهاء فيها للواحد ورأيته رِيانًا كرؤية هذه عن اللحياني وَرَيْتُه على الحذف أنشد ثعلب

(وَجْناءُ مُقْوَرَّةُ الأَقْراب يَحْسِبُهَا ... مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ رآها رَأْيَةً جَمَلاً)

(حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْهَا خَلْقُ أَرْبَعَةٍ ... في لازِقٍ لاحِقِ الأقْرَابِ فانْشَمَلاَ)

خلق أربعة يعني ضمور أخلافِها وانْشَمَلَ ارتفع كانْشَمَرَ يقول من لم يرها قبلُ ظنها جملاً لعظمها حتى يدل عليها ضمورُ أخلافها فيعلم حينئذ أنها ناقة لأن الجمل ليس له خِلْفٌ وأنشد ابن جِنّي

(حتى يقولَ كلُّ مَن راهِ اذْ رَاهْ ... )

(يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقَاهْ ... ) أراد كلُّ من راهُ إذ راهْ فسكَّن الهاء وألقى حركة الهمزة عليها وقوله

(مَنْ را مِثْلَ مَعْدان بنِ يَحْيى ... إذا ما النِّسْعُ طالَ على المَطِيَّةْ)

(مَنْ را مِثْلَ مَعْدان بنِ يَحْيى ... إذا هَبَّتْ شآمِيَّةٌ عَرِيَّهْ)

أصل هذا رأى فأبدل الهمزة ياء كما يقال في ساءَلت سايَلْتُ وفي قرأت قَريْتُ وفي أخطأت أخطيت فلما أبدلت الهمزة التي هي عينٌ ياءً أبدلوا الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذف الألف المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل لسكونها وسكون الألف التي هي عين الفعل قال وسألت أبا عليّ فقلت له من قال من را مثل معدان بن يحيى فكيف ينبغي له أن يقول فَعِلْتُ منه فقال رَئيتُ ويجعله من باب حَييت وعَيِيتُ قال لأن الهمزة في هذا الموضع إذا أبدلت عن الياء تُقلب وذهب أبو علي في بعض مسائله إلى أنه أراد رأى فحذف الهمزة كما حذفها من أَرَيْت ونحوه وكيف كان الأمر فقد حُذفت الهمزة وقُلبت الياء ألفًا وهذا إعلالان تواليا في العين واللام ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم جا يجي فهذا إبدال العين التي هي ياءٌ ألفا وحذف الهمزة تخفيفًا فأعلّ اللام والعين جميعًا وأنا أراه والأصل أرآه حذفوا الهمزة وألقوا حركتها على ما قبلها قال سيبويه كلّ شيء كانت أوّله زائدة سوى ألف الوصل من رأيت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه وذلك لكثرة استعمالهم إياه جعلوا الهمزة تعاقب يعني أن كل شيء كان أوّله زائدة من الزوائد الأربع نحو أرى ويرى ونرى وترى فإن العرب لا تقول ذلك بالهمز أي إنها لا تقول أرْأى ولا نرْأى ولا نرْأى ولا تَرْأى وذلك لأنهم جعلوا همزة المتكلم في أرى تعاقب الهمزة التي هي عين الفعل وهي همزة أرأى حيث كانتا همزتين وإن كانت الأولى زائدة والثانية أصلية وكأنهم إنما فرّوا من التقاء همزتين وإن كان بينهما حرف ساكن وهي الراء ثم أتبعوها سائر حروف المضارعة فقالوا يرى ونرى كما قالوا أرى قال سيبويه وحكى أبو الخطاب قد أرآهم يجيء به على الأصل وذلك قليل قال

(أَحِنُّ إِذَا رَأَيْتُ جِبَالَ نَجْدٍ ... وَلاَ أَرْأَى إِلى نَجْدٍ سَبِيلاَ)

وقال بعضهم ولا أرى على احتمال الزحاف وقال سراقة البارقيّ

(أُرى عينَيَّ ما لم تَرْأياه ... كِلانا عالمٌ بالتُّرَّهاتِ)

وقد رواه الأخفش ما لم ترياه على التخفيف الشائع عن العرب في هذا الحرف وارتأيت واسترأيت كرأيت أعنى من رؤية العين قال اللحياني قال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من رأيت واسترأيت وارتأيت في رؤية العين وبعضهم يترك الهمز وهو قليل والكلام العالي الهمز فإذا جئت إلى الأفعال المستَقْبَلةِ اجتمعت العرب الذين يهمزون والذن لا يهمزون على ترك الهمز قال وبه نزل القرآن نحو {فترى الذين في قلوبهم مرض} المائدة 52 {فترى القوم فيها صرعى} الحاقة 7 و {إني أرى في المنام} الصافات 102 {ويرى الذين أوتوا العلم} سبأ 6 إلا تيَم الربابِ فإنهم يهمزون مع حروف المضارعة وهو الأصل قال شاعرهم

(أَلَمْ تَرْءَ ما لاقَيْتُ والدهرُ أعصُرٌ ... ومن يَتَّمَلَّ الدهرَ يَرْءَ وَيَسْمَعِ)

فإذا جئت إلى الأمر فإن أهل الحجاز يقولون رَ ذلك وللاثنين رَيا ذلك وللجميع رَوْا ذاك وللاثنين كالرجلين وللجمع رَيْن ذاكُنَّ وبنو تميم يهمزون جميع ذلك قال فإذا قالوا أرَأَيت فلانا أفرأيتَكم فلانا فإن أهل الحجاز يهمزون وإن لم يكن من كلامهم الهمز فإذا عدَوتَ أهلَ الحجاز فإن عامّة العرب على ترك الهمز نحو {أَرَيْتَ الذي يُكَذّبُ} وقالوا ولو تر ما أهل مكة قال أبو علي أرادوا ولو ترى ما فحذفوا لكثرة الاستعمال ورجل رَأََّاء كثير الرؤية قال غيلان الرَّبْعِيّ

(كأنها وقد رآها الرَّأَّاءْ ... )

والرِّءْيُ الرُّؤاء والمرآة المنظر وقيل الرِّءْيُ والرُّؤاء حُسن المنظر والمَرآة عامة المنظر حسنًا كان أو قبيحًا وماله رُؤاءٌ ولا شاهد عن اللحياني لم يزد على ذلك شيئًا والترْئِيَة البهاء وحُسن المنظر اسم لا مصدر قال ابن مُقبل

(أَمَّا الرُّؤاءُ فَفينَا حَدُّ تَرْئِيَة ... مثلُ الجبالِ الذي بالجِزع منِ إِضَمِ)

واستَرْأَى الشيء استدعى رؤيته وأرَيتُه إياه إراءةً وإرآءً المصدران عن سيبويه قال الهاء للتعويض وتركُها على ألا يُعوّض وَهُم مما يعوّضون بعد الحذف ولا يعوّضون وراءَيت الرجل مُراءَاةً ورياءً أَريْته أنّي على خلاف ما أنا عليه وفي التنزيل {بَطَرًا ورِئَاءَ النَّاسِ} الأنفال 47 وفيه {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} الماعون 6 يعني المنافقين أي إذا صلى المؤمنون صلَّوا معهم يُرونهم أنهم على ما هُم عليه وراءَيْتُه مُراءاةً ورِياءً قابلته فرأيته وكذلك تراءَيته قال أبو ذؤيب

(أَبَى اللهُ إلاَّ أَنْ يُقِيدَكَ بعدما ... تَراءَيتُمُوني من قَرِيبٍ وَمَوْدِقِ)

يقولُ أقادَ اللهُ منك علانيةً ولم يُقِدْ غِيلَةً والمِرآة ما ترأَيْت فيه وقد أرَيْتُه إياها ورأَيْتُه ترئِيَةً عرضتُها عليه أو حبستُها له ينظر نفسَه وترأَيت فيها وتراءَيت وجاء في الحديث

لا يَتَمَرْأَ أحدُكم في الماء أي لا ينظر وجهه فيه وزنه يَتَمَفْعَل حكاه سيبويه من قول العرب تَمْسكن من المسكين وتمَدْرَع من المِدْرَعة وكما حكاه أبو عبيد من قولهم تَمندَلْتُ بالمِنديل والرُّؤيا ما رأيته في منامك وحكى الفارسي عن أبي الحسن رُيَّا قال وهذا على الإدغام بعد التخفيف البدليّ شبّهوا واو رُوْيا التي هي في الأصل همزة مخففةٌ بالواو الأصلية غير المقدر فيها الهمز نحو لويتُ ليّا وشويت شيّا وكذلك حكى أيضًا رَيّا أتبع الياء الكسرة كما يفعل ذلك في الواو الوضعية وقال ابن حِنِّي قال بعضهم في تخفيف رؤيا رِيَّا بكسر الراء وذلك أنه لما كان التخفيف يُصيرُها إلى رُوْيا ثم شُبِّهَتْ الهمزة المخففة بالواو المُخْلَصَة نحو قولهم قَرنٌ ألْوى وقُرونٌ لِيٌّ وأصلها لُوْيٌ فقلبت الواو للياء بعدها ولم يكن أقيسَ القولين قلبُها كذلك أيضًا كُسرت الراء فقيل رِيَّا كما قيل قرون لِيٌّ فنظير قلب واو رُوْيا إلحاق التنوين ما فيه اللام ونظير كسر الراء إبدال الألف في الوقف على المنوّن المنصوب مما فيه اللام نحو العتابا وهي الرُّؤي ورأيت عنك رؤًى حسنَةً حملتُها والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ الجنِّيّ يراه الإنسان وقال اللحياني له رَئِيٌّ من الجن ورِئيٌّ إذا كان يحبه ويألفه والرَّئيّ والرِّئيّ الثوب ينشر للبيع عن أبي علي وقالوا رأْيَ عيني زيدًا فَعَلَ ذاك وهو من نادر المصادر عند سيبويه ونظيره سمع أُذْني ولا نظير لهما في المُتَعَدِّيَات والتَّرْئِيَةُ والترِئَة والتَّرِيَّة الأخيرة نادرة ما تراه المرأة من صُفرة أو بياضٍ أو دمٍ قليل عند الحيضِ وقد راءت وقيل التَّرِيّةُ الخِرْقَةُ التي تعرِفُ بها المرأة حَيْضَتها من طُهرها وهو من الرُّؤية وتراءَى القوم رأى بعضهم بعضًا وتراءى لي وترأَى عن ثعلب تصدَّى لأراه ورأَى المكانُ المكانَ قابله حتى كأنًّه يراه قال ساعدة (لمَّا رَأَى نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفيءٍ ... عَكَرٍ كما لَبَجَ النُّزولَ الأرْكُبُ)

وقرأ أبو عمرٍ و {وأرنا مناسكنا} البقرة 128 وهو نادر لما يلحق الفِعل من الإجحاف وأرْأَتِ الناقة والشاة وهي مُرْءٍ ومُرئِيَةٌ رُئى في ضرعها الحملُ واستُبين وكذلك المرأة وجميع الحوامل إلا في الحافر والسَّبُع وأرْأَتْ العنز ورِم حَياؤها عن ابن الأعرابي وتُبين فيها ذلك وترأَى النّخل ظهرت ألوان بُسْره عن أبي حنيفة وكُلّه من رؤية العين ودورُ القوم منا رِثاءٌ أي منتهى البصر حيث تراهم وهو منّي مرأَى ومَسْمَعٌ وإن شئت نصبت وهو من الظروف المخصوصة التي أجريت مُجرَى غير المخصوصة عند سيبويه قال هو مثل مَناطَ الثُريّا ودَرَجَ السيولِ ومعناه هو مني بحيث أراه وأسمعه وهم رِئاءُ ألْفٍ أي زِهاءُ ألْفٍ فيما ترى العين ورأيت زيدًا حليمًا علمتُهُ وهو على المثل برؤية العين وقوله تعالى {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب} آل عمران 23 قيل معناه ألم تعلم ألم ينته علمه إلى هؤلاء ومعناه اعرِفهم يعني علماء أهل الكتاب أعطاهم الله علم نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عندهم مكتوب في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وقال بعضهم معنى ألم تر ألم تُخبر وتأويله سؤال فيه إعلام وتأويله أي اعلم قصتهم وأتاهم حين جَنَّ رُؤيٌ رُؤْيا ورَأْيٌ رَأْيًا أي حين اختلط الظلام فلم يتراءَوا وارْتَأَينا في الأمر وتراءَيناه نظرناه والرأي الاعتقاد اسم لا مصدرٌ والجمع آراء قال سيبويه لم يُكَسَّر على غير ذلك وحكى اللحياني في جمعه أرْءٍ مثلُ أرْعٍ ورُئِيٌّ ورِئِيٌّ وأما ما أنشده خلف الأحمر من قول الشاعر (أما تراني رجُلا كما ترى ... )

(أحمِلُ فوقي بِزَّتي كما ترى ... )

(على قَلوصٍ صَعْبةٍ كما ترى ... )

(أخافُ أن تَطْرحَني كما ترى ... )

(فما ترى فيما ترى كما ترى ... )

فالقول عندي في هذه الأبيات أنها لو كانت عدَّتُها ثلاثة لكان الخطب فيها أيسر وذلك لأنك كنت تجعل واحدًا منها من رؤية العين كقولك كما تُبصر والآخر من رؤية القلب التي في معنى العلم فيصير كقولك كما تعلم والثالثُ من رأيتُ التي بمعنى الرأْيِ والاعتقادِ كقولك فلانٌ يرى رأي أهل العدل وفلان يرى رأي الشُّراة أي يعتقد اعتقادهم ومنه قول الله سبحانه {لتحكم بين الناس بما أراك الله} النساء 105 فحاسة البصر هنا لا تتوجَّهُ ولا يجوز أن يكون بما أعلمك الله لأنه لو كان كذلك لوجب تعدّيه إلى ثلاثة مَفْعولين وليس هناك إلا مفعولان أحدهما الكاف في أراك والآخر الضمير المحذوف للغائب أي أراكه وإذا تعدت أرى هذه إلى مفعولين لم يكن من الثالث بدٌّ أو لا تراك تقول فلان يرى رأي الخوارج ولا تعني أنه يعلم ما يدَّعون هم علمه وإنما تقول إنه يعتقد ما يعتقدون وإن كان هو وهم عندك غير عالمين بأنهم على الحق فهذا قسمٌ ثالث لرأيت فلذلك قلنا لو كانت الأبيات ثلاثة لجاز أن لا يكون فيها إبطاء لاختلاف المعاني وإن اتفقت الألفاظ وإذ هي خمسة فظاهِرُ أمرِها أن تكون إيطاءٌ لاتفاق الألفاظ والمعاني جميعًا ولو قال قائل إنه لا إيطاء هناك لرأيت له وجهًا من القياس مستقيماً ليس به بأس وذلك أن العرب قد أجرت الموصول والصلّة مُجْرَى الشيء الواحد ونزلتهما منزلة الجزء المنفرد وذلك نحو قول الله عز وجل {والَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين وَإِذَا مَرِضتُ فَهُو يَشْفِين والَّذِي يُمِيتُني ثم يُحْيِيينِ والَّذِي أَطَمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدين} الشعراء 79 82 إنما معناه الذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين ويميتني ويحيين وأطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين لأنه سبحانه هو الفاعل لهذه الأشياء كلّها وحده والشيء لا يعطف على نفسه ولكن لما كانت الصلّة والموصول كالجزء الواحد وأراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأنهما كأنهما كلاهما شيءٌ واحد مفرد وعلى ذلك قول الشاعر

(أيا بنةَ عبدِ اللهِ وابنةَ مَالكٍ ... ويا بنَة ذي الجَدَّيْنِ والفَرَسِ الوَرْد)

(إذا ما صَنَعتِ الزادَ فالتمسي لَهُ ... أكيلاً فإنِّي لَسْتُ آكِلَهُ وَحدي)

فإنما أراد يا بنة عبد الله ومالك الملك ومالكِ وذي الجدَّينِ لأنّها واحدةٌ ألا تراه يقول صنعتِ ولم يقل صنعتُنَّ فإذا جاز هذا في المضاف والمضاف إليه كان في الصلّة والموصول أسوغَ لأن اتصال الصلّة بالموصول أشدُّ من اتصال المضاف إليه بالمضاف وعلى هذا قول الأعرابي وقد سأله أبو الحسن الأخفش عن قول الشاعر

(بناتُ وِطاءٍ على خَدِّ اللَّيْلِ ... )

فقال له أين القافية فقال خدّ الليل قال أبو الحسن الأخفش كأنه يريد الكلام الذي في آخر البيت قلّ أو كثر فكذلك أيضًا تجعل ما ترى ما ترى ما وترى جميعًا القافية وتجعل ما مرة مصدرا وأخرى بمنزلة الذي فلا يكون في الأبيات إبطاء وتلخيص ذلك أن يكون تقديرها أما تراني رجلاً كرؤيتك أحمل فوقي بزتي كمرئيِّك على قلوصٍ صعبة كعلمك أخاف أن تطرحني كمعلومك فما ترى فيما ترى كمعتقدك فيكون ما ترى مرّة رؤية العين ومرّة مرئيّا ومرة علمًا ومرَّة معلومًا ومرّة معتقدًا فلما اختلفت المعاني التي وقعت عليها ما واتصلت ترى بما فكانت جُزءًا منها لاحقًا بها صارت القافية ما وترى جميعًا كما صارت في قوله خذ الليل هي خدّ الليل جميعًا لا الليل وحده فهذا قياسٌ من القوّة بحيث تراه فإن قلت فما رَوِيّ هذه الأبيات قيل يجوز أن يكون رَوِيُّها الألف فتكون مقصورة يجوز معها سعي وأي لأن الألف لام الفعل كألف سعا وسلا والوجه عندي أن تكون رائيَّةً لأمرين أحدهما أنها قد التُزِمت ومن غالب عادة العرب ألا تلتزم أمرًا إلا مع وجوبه وإن كانت في بعض المواضع قد تتطوع بالتزام ما لا يجب عليها وذلك أقل الأمرين وأدونُهما والآخر أن الشعر المطلق أضعاف الشعر المقيّد وإذا جعلتها رائية فهي مطلقة وإذا جعلتها ألِفيّةً فهي مقيّدة ألا ترى أن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا نجد العرب تلتزم فيه ما قبل الألف بل تخالفه ليعلم بذلك أنه ليس رويّا وأنها قد اعتزمت القصر كما تعتزم غيره من إطلاق حرف الروي ولو التزمت ما قبل الألف لكان ذلك داعيًا إلى إلباس الأمر الذي قصدوا لإيضاحه أعني القصر الذي اعتمدوه وعلى هذا عندي قصيدة يزيد بن الحكم التي فيها مُنهَوِي ومُدَّوِي ومُرْعوِي ومُستوِي هي واوية عندنا لالتزامه الواو في جميعها والياءات بعدها وصولٌ لما ذكرنا وأَرِني الشيء عاطِنيه وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث وحكى اللحياني هو مَرْأَةٌ أن يفعل كذا أي مَخْلَقَةٌ وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث وقال هو أرآهم لأن يفعل ذاك أي أخلقُهم وحكى ابن الأعرابي لو تَرَما وأَوْ تَرَما ولَمْ تَرَما ومعناه كلّه عنده ولا سيّما والرِّئة موضع النفس والريح من الإنسان وغيره والجمع رِئات ورِئون على ما يطرد في هذا النحو قال

(فَعِظْنَاهُم حَتَّى أتى الغيظ منهم ... قُلُوبًا وأَكْبَادًا لَهُمْ وَرِئِينَا)

وإنما جاز جمع هذا ونحوه بالواو والنون لأنهما أسماء مَجْهُودة مُتَنَقصة ولا يكسَّر هذا الضرب في أوّليّته ولا في حد التسميةِ ورَأَيْته أصبتُ رِئَته ورُئِيَ رَأْيا اشتكى رِئته ورأَى الزَّنْدَ وَقَد عن كُراع ورأَيتُه أنا وقول ذي الرّمّة

(وجَدتُّ البُرَا أمراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ ... أَوَاخِيُّها بالمُرْأَياتِ الرَّواجِفِ)

قيل في تفسيره رأسٌ مُرْأًى طويل الخَطْم فيه تصويبٌ وقال نُصيْرٌ رءُوسٌ مُرْأياتٌ كأنها قراقير وهذا لا أعرف له فعلاً وما مادّة ورُؤَيَّةُ اسم أرض ويروي بيت الفرزدق

(هل تَعلَمُونَ غَداةَ يُطرَدُ سَبْيُكُمْ ... بالسَّفْحِ بينَ رُؤَيَّةٍ وطِحال)

رأي: الرُّؤيَة بالعَيْن تَتَعدَّى إلى مفعول واحد، وبمعنى العِلْم

تتعدَّى إلى مفعولين؛ يقال: رأَى زيداً عالماً ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً

ورَاءَةً مثل راعَة. وقال ابن سيده: الرُّؤيَةُ النَّظَرُ بالعَيْن والقَلْب.

وحكى ابن الأَعرابي: على رِيَّتِكَ أَي رُؤيَتِكَ، وفيه ضَعَةٌ،

وحَقيقَتُها أَنه أَراد رُؤيَتك فَأبْدَلَ الهمزةَ واواً إبدالاً صحيحاً فقال

رُويَتِك، ثم أَدغَمَ لأَنَّ هذه الواوَ قد صارت حرفَ علَّة لمَا سُلِّط

عليها من البَدَل فقال رُيَّتِك، ثم كَسَرَ الراءَ لمجاورة الياء فقال

رِيَّتِكَ. وقد رَأَيْتُه رَأْيَةً ورُؤْيَة، وليست الهاءُ في رَأْية هنا

للمَرَّة الواحدة إنما هو مصدَرٌ كَرُؤيةٍ، إلاَّ أَنْ تُرِيدَ المَرَّةَ

الواحدة فيكون رَأَيْته رَأْية كقولك ضَرَبْتُه ضربة، فأَمَّا إذا لم تُردْ

هذا فرأْية كرؤْية ليست الهاءُ فيها للوَحْدَة. ورَأَيْته رِئْيَاناً:

كرُؤْية؛ هذه عن اللحياني، وَرَيْته على الحَذْف؛ أَنشد ثعلب:

وَجنْاء مُقْوَرَّة الأَقْرابِ يَحْسِبُها

مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رأْيَةً جَمَلا

حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْها خَلْقُ أَرْبَعةٍ

في لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ، فانْشَمَلا

خَلْقُ أَربعةٍ: يعني ضُمورَ أَخْلافها، وانْشَمَلَ: ارْتَفَعَ

كانْشمرَ، يقول: من لم يَرَها قبلُ ظَنَّها جَمَلاً لِعظَمها حتي يَدلَّ ضُمورُ

أَخْلافِها فيَعْلَم حينئذ أَنها ناقة لأَن الجمل ليس له خِلْفٌ؛ وأَنشد

ابن جني:

حتى يقول من رآهُ إذْ رَاهْ:

يا وَيْحَه مِنْ جَمَلٍ ما أَشْقاهْ

أَراد كلَّ من رآهُ إذْ رآهُ، فسَكَّنَ الهاءَ وأَلقَى حركةَ الهمزة؛

وقوله:

مَنْ رَا مِثْلَ مَعْمدانَ بنِ يَحْيَى،

إذا ما النِّسْعُ طال على المَطِيَّهْ؟

ومَنْ رَامثلَ مَعْدانَ بن يَحْيَى،

إذا هَبَّتْ شآمِيَةٌ عَرِيَّهْ؟

أَصل هذا: من رأَى فخفَّف الهمزة على حدّ: لا هَناك المَرْتَعُ، فاجتمعت

أَلفان فحذف إحداهما لالتقاء الساكنين؛ وقال ابن سيده: أَصله رأَى

فأَبدل الهمزة ياء كما يقال في سأَلْت سَيَلْت، وفي قرأْت قَرَيْت، وفي

أَخْطأْت أَخْطَيْت، فلما أُبْدِلت الهمزة التي هي عين ياء أَبدلوا الياء

أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الأَلف المنقلبة عن الياء التي هي

لام الفعل لسكونها وسكون الأَلف التي هي عين الفعل؛ قال: وسأَلت أَبا علي

فقلت له من قال:

مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدانَ بنِ يَحْيَى

فكيف ينبغي أَن يقول فعلت منه فقال رَيَيْت ويجعله من باب حييت وعييت؟

قال: لأَن الهمزة في هذا الموضع إذا أُبدلت عن الياء تُقلب، وذهب أَبو علي

في بعض مسائله أَنه أَراد رأَى فحذَفَ الهمزةَ كما حذفها من أَرَيْت

ونحوه، وكيف كان الأَمر فقد حذفت الهمزة وقلبت الياء أَلفاً، وهذان إعلالان

تواليا في العين واللام؛ ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم: جَا يَجِي،

فهذا إبدال العين التي هي ياء أَلفاً وحذف الهمزة تخفيفاً، فأَعلّ اللام

والعين جميعاً. وأَنا أَرَأُهُ والأَصلُ أَرْآهُ، حذَفوا الهمزةَ

وأَلْقَوْا حَرَكَتها على ما قبلَها. قال سيبويه: كلُّ شيءٍ كانت أَوَّلَه

زائدةٌ سوى أَلف الوصل من رأَيْت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه، وذلك لكثرة

استعمالهم إياه، جعلوا الهمزةَ تُعاقِب، يعني أَن كل شيءٍ كان أَوّلُه

زائدةً من الزوائد الأَربع نحو أَرَى ويَرَى ونرَى وتَرَى فإن العرب لا

تقول ذلك بالهمز أَي أَنَّها لا تقول أَرْأَى ولا يَرْأَى ولا نَرْأَى ولا

تَرْأَى، وذلك لأَنهم جعلوا همزة المتكلم في أَرَى تُعاقِبُ الهمزةَ التي

هي عين الفعل، وهي همزةُ أَرْأَى حيث كانتا همزتين، وإن كانت الأُولى

زائدةً والثانية أَصليةً، وكأَنهم إنما فرُّوا من التقاء همزتين، وإن كان

بينهما حرف ساكن، وهي الراء، ثم أَتْبعوها سائرَ حروفِ المضارعة فقالوا

يَرَى ونَرَى وتَرَى كما قالوا أَرَى؛ قال سيبويه: وحكى أَبو الخطاب قدْ

أَرْآهم، يَجيءُ به على الأَصل وذلك قليل؛ قال:

أَحِنُّ إذا رَأيْتُ جِبالَ نَجْدٍ،

ولا أَرْأَى إلى نَجْدٍ سَبِيلا

وقال بعضهم: ولا أَرَى على احتمال الزَّحافِ؛ قال سُراقة البارقي:

أُرِي عَيْنَيَّ ما لم تَرْأَياهُ،

كِلانا عالِمٌ بالتُّرَّهاتِ

وقد رواه الأَخفش: ما لم تَرَياهُ، على التخفيف الشائع عن العرب في هذا

الحرف. التهذيب: وتقول الرجلُ يَرَى ذاكَ، على التخفيف، قال: وعامة كلام

العرب في يَرَى ونَرَى وأرَى على التخفيف، قال: ويعضهم يحقِّقُه فيقول،

وهو قليل، زيدٌ يَرْأَى رَأْياً حَسَناً كقولك يرعى رَعْياً حَسَناً،

وأَنشد بيت سراقة البارقي. وارْتَأَيْتُ واسْتَرْأَيْت: كرَأَيْت أَعني من

رُؤية العَين. قال اللحياني: قال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من

رَأَيْت واسْتَرْأَيْت وارْتَأََيْت في رُؤْية العين، وبعضهم يَترُك الهمز

وهو قليل، قال: وكل ما جاء في كتاب الله مَهمُوزٌ؛ وأَنشد فيمن خفف:

صاحِ، هَلْ رَيْتَ، أَو سَمِعتَ بِراعٍ

رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في الحِلابِ؟

قال الجوهري: وربما جاء ماضيه بلا هَمزٍ، وأَنشد هذا البيت أَيضاً:

صاحِ، هَلْ رَيْتَ، أَو سَمِعتَ

ويروى: في العلاب؛ ومثله للأَحوص:

أَوْ عَرَّفُوا بصَنِيعٍ عندَ مَكْرُمَةٍ

مَضَى، ولم يَثْنِه ما رَا وما سَمِعا

وكذلك قالوا في أَرَأَيْتَ وأَرَأَيْتَكَ أَرَيْتَ وأَرَيْتَك، بلا همز؛

قال أَبو الأَسود:

أَرَيْتَ امرَأً كُنْتُ لم أَبْلُهُ

أَتاني فقال: اتَّخِذْني خَلِيلا

فترَك الهمزةَ، وقال رَكَّاضُ بنُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْري:

فقُولا صادِقَيْنِ لزَوْجِ حُبَّى

جُعلْتُ لها، وإنْ بَخِلَتْ، فِداءَ

أَرَيْتَكَ إنْ مَنَعْتَ كلامَ حُبَّى،

أَتَمْنَعُني على لَيْلى البُكاءَ؟

والذي في شعره كلام حبَّى، والذي رُوِيَ كلام لَيْلى؛ ومثله قول الآخر:

أَرَيْتَ، إذا جالَتْ بكَ الخيلُ جَوْلةً،

وأَنتَ على بِرْذَوْنَةٍ غيرُ طائِلِ

قال: وأَنشد ابن جني لبعض الرجاز:

أَرَيْتَ، إنْ جِئْتِ به أُمْلُودا

مُرَجَّلا ويَلْبَسُ البُرُودا،

أَقائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودا

قال ابن بري: وفي هذا البيت الأَخير شذوذ، وهو لحاق نون التأكيد لاسم

الفاعل. قال ابن سيده: والكلامُ العالي في ذلك الهمزُ، فإذا جئتَ إلى

الأَفعال المستقبلة التي في أَوائلها الياء والتاء والنون والأَلف إجتمعت

العرب، الذين يهمزون والذين لا يهمزون، على ترك الهمز كقولك يَرَى وتَرَى

ونَرَى وأَرَى، قال: وبها نزل القرآن نحو قوله عز وجل: فتَرَى الذين في

قُلُوبِهِم مَرَض، وقوله عز وجل: فتَرَى القَوْمَ فيها صَرْعَى، وإنِّي أَرَى

في المَنامِ، ويَرَى الذين أُوتوا العلم؛ إلا تَيمَ الرِّباب فإنهم

يهمزون مع حروف المضارعة فتقول هو يَرْأَى وتَرْأَى ونَرْأَى وأَرْأَى، وهو

الأَصل، فإذا قالوا متى نَراك قالوا متى نَرْآكَ مثل نَرْعاك، وبعضٌ

يقلب الهمزة فيقول متى نَراؤكَ مثل نَراعُك؛ وأَنشد:

أَلا تلك جاراتُنا بالغَضى

تقولُ: أَتَرْأَيْنَه لنْ يضِيقا

وأَنشد فيمن قلب:

ماذا نَراؤُكَ تُغْني في أَخي رَصَدٍ

من أُسْدِ خَفَّانَ، جأْبِ الوَجْه ذي لِبَدِ

ويقال: رأَى في الفقه رأْياً، وقد تركت العرب الهمز في مستقبله لكثرته

في كلامهم، وربما احتاجت إليه فهَمَزَته؛ قال ابن سيده: وأَنشد شاعِرُ

تَيْمِ الرِّباب؛ قال ابن بري: هو للأَعْلم بن جَرادَة السَّعْدي:

أَلَمْ تَرْأَ ما لاقَيْت والدَّهْرُ أَعْصُرٌ،

ومن يَتَمَلَّ الدَّهْرَ يَرْأَ ويَسْمََعِ

قال ابن بري: ويروى ويَسْمَعُ، بالرفع على الاستئناف، لأَن القصيدة

مرفوعة؛ وبعده:

بأَنَّ عَزِيزاً ظَلَّ يَرْمي بحوزه

إليَّ، وراءَ الحاجِزَينِ، ويُفْرِعُ

يقال: أَفْرَعَ إذا أَخذَ في بطن الوادي؛ قال وشاهد ترك الهمزة ما

أَنشده أَبو زيد:

لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ

بالبَيْنِ عَنْك بما يَرْآكَ شَنآنا

قال: وهو كثير في القرآن والشعر، فإذا جِئتَ إلى الأَمر فإن أَهل الحجاز

يَتْركون الهمز فيقولون: رَ ذلك، وللإثنين: رَيا ذلك، وللجماعة: رَوْا

ذلك، وللمرأَة رَيْ ذلك، وللإثنين كالرجلين، وللجمع: رَيْنَ ذاكُنَّ، وبنو

تميم يهمزون جميع ذلك فيقولون: ارْأَ ذلك وارْأَيا ولجماعة النساء

ارْأَيْنَ، قال: فإذا قالوا أَرَيْتَ فلاناً ما كان من أَمْرِه أَرَيْتَكُم

فلاناً أَفَرَيْتَكُم فلاناً فإنّ أَهل الحجاز بهمزونها، وإن لم يكن من

كلامهم الهمز، فإذا عَدَوْت أَهلَ الحجاز فإن عامَّة العَرب على ترك الهمز،

نحو أَرأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ أَرَيْتَكُمْ، وبه قرأَ الكسائي تَرَك

الهمز فيه في جميع القرآن، وقالوا: ولو تَرَ ما أَهلُ مكة، قال أَبو علي:

أَرادوا ولو تَرى ما فَحَذَفُوا لكثرة الاسْتِعْمال. اللحياني: يقال إنه

لخَبِيثٌ ولو تَر ما فلانٌ ولو تَرى ما فلان، رفعاً وجزماً، وكذلك ولا تَرَ

ما فلانٌ ولا تَرى ما فُلانٌ

فيهما جميعاً وجهان: الجزم والرفع، فإذا قالوا إنه لَخَبِيثٌ ولم تَرَ

ما فُلانٌ قالوه بالجزم، وفلان في كله رفع وتأْويلُها ولا سيَّما فلانٌ؛

حكى ذلك عن الكسائي كله. وإذا أَمَرْتَ منه على الأَصل قلت: ارْءَ، وعلى

الحذف: را. قال ابن بري: وصوابه على الحذف رَهْ، لأَن الأَمر منه رَ

زيداً، والهمزة ساقطة منه في الاستعمال. الفراء في قوله تعالى: قُلْ

أَرَأَيْتَكُم، قال: العرب لها في أَرأَيْتَ لغتان ومعنيان: أَحدهما أَنْ يسأَلَ

الرجلُ الرجلَ: أَرأَيتَ زيداً بعَيْنِك؟ فهذه مهموزة، فإذا أَوْقَعْتَها

على الرجلِ منه قلت أَرَأَيْتَكَ على غيرِ هذه الحال، يريد هل رأَيتَ

نَفْسَك على غير هذه الحالة، ثم تُثَنِّي وتَجْمع فتقولُ للرجلين

أَرَأَيْتُماكُما، وللقوم أَرَأَيْتُمُوكُمْ، وللنسوة أَرأَيْتُنَّ كُنَّ، وللمرأَة

أَرأََيْتِكِ، بخفض التاءِ لا يجوز إلا ذلك، والمعنى الآخر أَنْ تقول

أَرأَيْتَكَ وأَنت تقول أَخْبِرْني، فتَهْمِزُها وتنصِب التاءَ منها

وتَتركُ الهمزَ إن شئت، وهو أَكثر كلام العرب، وتَتْرُكُ التاءَ مُوحَّدةً

مفتوحة للواحد والواحدة والجمع في مؤَنثه ومذكره، فنقول للمرأَة:

أَرَأَيْتَكِ زيداً هل خَرج، وللنسوة: أَرَأَيْتَكُنَّ زيداً ما فَعَل، وإنما تركت

العرب التاءَ واحدةً لأَنهم لم يريدوا أَن يكون الفعل منها واقعاً على

نفسها فاكتفوا بذكرها في الكاف ووجهوا التاء إلى المذكر والتوحيد إذا لم يكن

الفعل واقعاً، قال: ونحو ذلك قال الزجاج في جميع ما قال، ثم قال: واختلف

النحويون في هذه الكاف التي في أَرأَيتَكُمْ فقال الفراء والكسائي:

لفظها لفظُ نصبٍ وتأْويلُها تأْويلُ رَفْعٍ، قال: ومثلها الكاف التي في دونك

زيداً لأَنَّ المعنى خُذْ زيداً قال أَبو إسحق: وهذا القول لم يَقُلْه

النحويون القُدَماء، وهو خطَأٌ لأَن قولك أَرأَيْتَكَ زيداً ما شأْنُه

يُصَيِّرُ أَرَأَيْتَ قد تَعَدَّتْ إلى الكاف وإلى زيدٍ، فتصيرُ

(* قوله

«فتصير إلخ» هكذا بالأصل ولعلها فتنصب إلخ). أَرأَيْتَ اسْمَيْن فيصير المعنى

أَرأَيْتَ نفْسَكَ زيداً ما حالُه، قال:وهذا محال والذي إليه النحويون

الموثوق بعلمهم أَن الكاف لا موضع لها، وإنما المعنى أَرأَيْتَ زيداً ما

حالُه، وإنما الكاف زيادة في بيان الخطاب، وهي المعتمد عليها في الخطاب

فتقول للواحد المذكر: أَرَأَيْتَكَ زيداً ما حاله، بفتح التاء والكاف،

وتقول في المؤنث: أَرَأَيْتَك زيداً ما حالُه يا مَرْأَةُ؛ فتفتح التاء على

أَصل خطاب المذكر وتكسر الكاف لأَنها قد صارت آخرَ ما في الكلمة

والمُنْبِئَةَ عن الخطاب، فإن عدَّيْتَ الفاعل إلى المفعول في هذا الباب صارت

الكافُ مفعولةً، تقول: رأَيْتُني عالماً بفلان، فإذا سألت عن هذا الشرط قلتَ

للرجل: أَرَأَيْتَكَ عالماً بفلان، وللإثنين أَرأَيتُماكما عالَمْنِ

بفلان، وللجمع أَرَأَيْتُمُوكُمْ، لأَن هذا في تأْويل أَرأَيتُم أَنْفُسَكم،

وتقول للمرأَة: أَرأَيتِكِ عالمَة بفُلانٍ، بكسر التاء، وعلى هذا قياس

هذين البابين. وروى المنذري عن أَبي العباس قال: أَرأَيْتَكَ زيداً

قائماً، إذا اسْتَخْبَر عن زيد ترك الهمز ويجوز الهمز، وإذا استخبر عن حال

المخاطب كان الهمز الاختيار وجاز تَرْكُه كقولك: أَرَأَيْتَكَ نَفْسَك أَي ما

حالُك ما أَمْرُك، ويجوز أَرَيْتَكَ نَفْسَك. قال ابن بري: وإذا جاءت

أَرأَيْتَكُما وأَرأَيْتَكُمْ بمعنى أَخْبِرْني كانت التاء موَحَّدة، فإن

كانت بمعنى العِلْم ثَنَّيْت وجَمَعْت، قُلْتَ: أَرأَيْتُماكُما

خارِجَيْنِ وأَرأَيْتُمُوكُمْ خارِجِينَ، وقد تكرر في الحديث أَرأَيْتَكَ

وأَرأيْتَكُمْ وأَرأَيْتَكما، وهي كلمة تقولها العرب عند الاستخبار بمعنى

أَخبِرْني وأَخْبِراني وأَخْبِرُوني، وتاؤُها مفتوحة أَبداً.

ورجل رَءَّاءٌ: كَثيِرُ الرُّؤيَةِ؛ قال غيلان الرَّبَعي:

كأَنَّها وقَدْ رَآها الرَّءَّاءٌ

ويقال: رأَيْتُه بعَيْني رُؤيَةً ورأَيْتُه رَأْيَ العينِ أَي حيث يقع

البصر عليه. ويقال: من رأْيِ القَلْبِ ارْتَأَيْتُ؛ وأَنشد:

ألا أَيُّها المُرْتَئِي في الأُمُور،

سيَجْلُو العَمَى عنكَ تِبْيانُها

وقال أَبو زيد: إذا أَمرْتَ من رأَيْتَ قلت ارْأَ زيداً كأنَّكَ قلت

ارْعَ زيداً، فإذا أَردت التخفيف قلت رَ زيداً، فتسقط أَلف الوصل لتحريك ما

بعدها، قال: ومن تحقيق الهمز قولك رأَيْت الرجل، فإذا أَردت التخفيف قلت

رأَيت الرجل، فحرَّكتَ الأَلف بغير إشباع الهمز ولم تسقط الهمزة لأَن ما

قبلها متحرك. وفي الحديث: أَن أَبا البَخْترِي قال ترَاءَيْنا الهِلالَ

بذاتِ عِرْق، فسأَلنا ابنَ عباسٍ فقال: إنَّ رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، مَدَّهُ إلى رُؤْيَتِه فإنْ أُغْمِيَ عليكم فأَكْمِلوا العِدَّة، قال

شمر: قوله تَراءَيْنا الهلالَ أَي تَكَلَّفْنا النَّظَر إليه هل نَراهُ

أَم لا، قال: وقال ابن شميل انْطَلِقْ بنا حتى نُِهِلَّ الهلالَ أَي

نَنْظُر أَي نراهُ. وقد تَراءَيْنا الهِلالَ أَي نظرْناه. وقال الفراء: العرب

تقول راءَيْتُ ورأَيْتُ، وقرأَ ابن عباس: يُرَاوُون الناس. وقد رأَيْتُ

تَرْئِيَةً: مثل رَعَّيْت تَرْعِيَةً. وقال ابن الأَعرابي: أَرَيْتُه

الشيءَ إراءةً وإرايَةً وإرءَاءَةً. الجوهري: أَرَيْتُه الشيءَ فرآهُ وأَصله

أَرْأَيْتُه.

والرِّئْيُ والرُّواءُ والمَرْآةُ: المَنْظَر، وقيل: الرِّئْيُ

والرُّواءُ، بالضم، حُسْنُ المَنْظر في البَهاء والجَمال. وقوله في الحديث: حتى

يتَبيَّنَ له رئيْهُما، وهو بكسر الراء وسكون الهمزة، أَي مَنْظَرُهُما

وما يُرَى منهما. وفلان مِنِّي بمَرْأىً ومَسْمَعٍ أَي بحيث أَراهُ

وأَسْمَعُ قولَه. والمَرْآةُ عامَّةً: المَنْظَرُ، حَسَناً كان أَو قَبِيحاً.

وما لهُ رُواءٌ ولا شاهِدٌ؛ عن اللحياني لم يَزِدْ على ذلك شيئاً. ويقال:

امرأَةٌ لها رُواءٌ

إذا كانت حَسَنةَ المَرْآةِ والمَرْأَى كقولك المَنْظَرَة والمَنْظر.

الجوهري: المَرْآةُ، بالفتح على مَفْعَلةٍ، المَنْظر الحَسن. يقال: امرأَةٌ

حَسَنةُ المَرْآةِ والمَرْأَى، وفلان حسنٌ في مَرْآةِ العَين أَي في

النَّظَرِ. وفي المَثل: تُخْبِرُ عن مَجْهولِه مَرْآتُه أَي ظاهرُه يدلُّ

على باطِنِه. وفي حديث الرُّؤْيا: فإذا رجلٌ كَرِيهُ المَرْآةِ أَي قَبِيحُ

المَنْظرِ. يقال: رجل حَسَنُ المَرْأَى والمَرْآةِ حسن في مَرْآةِ

العين، وهي مَفْعَلة من الرؤية. والتَّرْئِيَةُ: حُسْنُ البَهاء وحُسْنُ

المنظرِ، اسم لا مصدر؛ قال ابن مقبل:

أَمَّا الرُّواءُ ففِينا حَدُّ تَرْئِيَةٍ،

مِثل الجِبالِ التي بالجِزْعِ منْ إضَمِ

وقوله عز وجل: هم أَحسن أَثاثاً ورِئْياً؛ قرئت رِئْياً؛ بوزن رِعْياً،

وقرئت رِيّاً؛ قال الفراء: الرِّئْيُ المَنْظَر، وقال الأَخفش: الرِّيُّ

ما ظَهَر عليه مما رأَيْت، وقال الفراء: أَهْلُ المدينة يَقْرؤُونها

رِيّاً، بغير همز، قال: وهو وجه جيد من رأَيْت لأَنَّه مع آياتٍ لَسْنَ

مهموزاتِ الأَواخِر. وذكر بعضهم: أَنَّه ذهب بالرِّيِّ إلى رَوِيت إذا لم يهمز

ونحو ذلك. قال الزجاج: من قرأَ رِيّاً، بغير همز، فله تفسيران أَحدهما

أَن مَنْظَرهُم مُرْتَوٍ من النِّعْمة كأَن النَّعِيم بِّيِّنٌ

فيهم ويكون على ترك الهمز من رأَيت، وقال الجوهري: من همزه جعله من

المنظر من رأَيت، وهو ما رأَتْهُ العين من حالٍ حسَنة وكسوة ظاهرة؛ وأَنشد

أَبو عبيدة لمحمد بن نُمَير الثقفي:

أَشاقَتْكَ الظَّعائِنُ يومَ بانُوا

بذي الرِّئْيِ الجمِيلِ منَ الأَثاثِ؟

ومن لم يهمزه إما أَن يكون على تخفيف الهمز أَو يكون من رَوِيَتْ

أَلْوانهم وجلودهم رِيّاً أَي امْتَلأَتْ وحَسُنَتْ. وتقول للمرأَة: أَنتِ

تَرَيْنَ، وللجماعة: أَنْتُنَّ تَرَيْنَ، لأَن الفعل للواحدة والجماعة سواء

في المواجهة في خَبَرِ المرأَةِ من بنَاتِ الياء، إلا أَن النون التي في

الواحدة علامة الرفع والتي في الجمع إنما هي نون الجماعة، قال ابن بري:

وفرق ثان أَن الياءَ في تَرَيْن للجماعة حرف، وهي لام الكلمة، والياء في

فعل الواحدة اسم، وهي ضمير الفاعلة المؤنثة. وتقول: أَنْتِ تَرَيْنَني، وإن

شئت أَدغمت وقلت تَرَيِنِّي، بتشديد النون، كما تقول تَضْرِبِنِّي.

واسْتَرْأَى الشيءَ: اسْتَدْعَى رُؤيَتَه. وأَرَيْتُه إياه إراءَةً وإراءً؛

المصدر عن سيبويه، قال: الهاء للتعويض، وتركها على أَن لا تعوَّض وَهْمٌ

مما يُعَوِّضُونَ بعد الحذف ولا يُعَوِّضون.

وراءَيْت الرجلَ مُراآةً ورِياءً: أَرَيْته أَنِّي على خلاف ما أَنا

عليه. وفي التنزيل: بَطَراً ورِئاءَ الناسِ، وفيه: الذين هُمْ يُراؤونَ؛

يعني المنافقين أَي إذا صَلَّى المؤمنون صَلَّوا معَهم يُراؤُونهُم أَنَّهم

على ما هم عليه. وفلان مُراءٍ وقومٌ

مُراؤُونَ، والإسم الرِّياءُ. يقال: فَعَلَ ذلك رِياءً وسُمْعَةً. وتقول

من الرِّياء يُسْتَرْأَى فلانٌ، كما تقول يُسْتَحْمَقُ ويُسْتَعْقَلُ؛

عن أَبي عمرو. ويقال: راءَى فلان الناسَ يُرائِيهِمْ مُراآةً، وراياهم

مُراياةً، على القَلْب، بمعنىً، وراءَيْته مُراآةً ورياءً قابَلْته

فرَأَيْته، وكذلك تَرَاءَيْته؛ قال أَبو ذؤيب:

أَبَى اللهُ إلا أَن يُقِيدَكَ، بَعْدَما

تَراءَيْتُموني من قَرِيبٍ ومَوْدِقِ

يقول: أَقاد الله منك عَلانيَةً ولم يُقِدْ غِيلَة. وتقول: فلان

يتَراءَى أَي ينظر إلى وجهه في المِرْآةِ أَو في السيف.

والمِرْآة: ما تَراءَيْتَ فيه، وقد أَرَيْته إياها. ورأَيْتُه

تَرْئِيَةً: عَرَضْتُها عليه أَو حبستها له ينظر نفسَه وتَراءَيْت فيها

وترَأَيْتُ. وجاء في الحديث: لا يتَمَرْأَى أَحدُكم في الماء لا يَنْظُر وَجْهَه

فيه، وَزْنُه يتَمَفْعَل من الرُّؤْية كما حكاه سيبويه من قول العرب:

تَمَسْكَنَ من المَسْكَنة، وتَمدْرَع من المَدْرَعة، وكما حكاه أَبو عبيد من

قولهم: تَمَنْدَلْت بالمِندِيل. وفي الحديث: لا يتَمَرْأَى أَحدُكُم في

الدنيا أَي لا يَنْظُر فيها، وقال: وفي رواية لا يتَمَرْأَى أَحدُكم

بالدُّنيا من الشيء المَرْئِيِّ. والمِرآةُ، بكسر الميم: التي ينظر فيها،

وجمعها المَرائي والكثير المَرايا، وقيل: من حوَّل الهمزة قال المَرايا. قال

أَبو زيد: تَراءَيْتُ في المِرآةِ تَرائِياً ورَأيْتُ الرجل تَرْئِيَةً

إذا أَمْسَكْتَ له المِرآةَ لِيَنْظُر فيها. وأَرْأَى الرجلُ إِذا تراءَى

في المِرآة؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

إِذا الفَتى لم يَرْكَبِ الأَهْوالا،

فأَعْطِه المِرآة والمِكْحالا،

واسْعَ له وعُدَّهُ عِيالا

والرُّؤْيا: ما رأَيْته في منامِك، وحكى الفارسي عن أَبي الحسن رُيَّا،

قال: وهذا على الإِدغام بعد التخفيف البدلي، شبهوا واو رُويا التي هي في

الأَصل همزة مخففة بالواو الأَصلية غير المقدَّر فيها الهمز، نحو لوَيْتُ

لَيّاً وشَوَيْتُ شَيّاً، وكذلك حكى أَيضاً رِيَّا، أَتبع الياء الكسرة

كما يفعل ذلك في الياء الوضعية. وقال ابن جني: قال بعضهم في تخفيف رُؤْيا

رِيَّا، بكسر الراء، وذلك أَنه لما كان التخفيف يصيِّرها إِلى رُويَا ثم

شبهت الهمزة المخففة بالواو المخلصة نحو قولهم قَرْنٌ أَلْوى وقُرُونٌ

لُيٌّ وأَصلها لُويٌ، فقلبت الواو إِلى الياء بعدها ولم يكن أَقيسُ

القولين قَلْبَها، كذلك أَيضاً كسرت الراء فقيل رِيَّا كما قيل قُرون لِيٌّ،

فنظير قلب واو رؤيا إِلحاقُ

التنوين ما فيه اللامُ، ونظير كسر الراءِ إِبدالُ الأَلف في الوقف على

المنوّن المنصوب مما فيه اللام نحو العِتابا، وهي الرُّؤَى. ورأَيتُ عنك

رُؤىً حَسَنَةً: حَلَمتها. وأَرْأَى الرجلُ إِذا كثرت رُؤَاهُ، بوزن

رُعاهُ، وهي أَحْلامه، جمعُ الرُّؤْيا. ورأَى في منامه رُؤْيا، على فُعْلى بلا

تنوين، وجمعُ الرُّؤْيا رُؤىً، بالتنوين، مثل رُعىً؛ قال ابن بري: وقد

جاء الرُّؤْيا في اليَقَظَة؛ قال الراعي:

فكَبَّر للرُّؤْيا وهَشَّ فُؤادُه،

وبَشَّرَ نَفْساً كان قَبْلُ يَلُومُها

وعليه فسر قوله تعالى: وما جعلنا الرُّؤْيا التي أَرَيْناكَ إِلا

فِتْنةً للناس؛ قال وعليه قول أَبي الطَّيِّبِ:

ورُؤْياكَ أَحْلى، في العُيون، من الغَمْضِ

التهذيب: الفراء في قوله، عز وجل: إِن كنتم للرُّؤْيا تَعْْبُرُونَ؛

إِذا تَرَكَتِ العربُ الهمز من الرؤيا قالوا الرُّويا طلباً للخفة، فإِذا

كان من شأْنهم تحويلُ الواو إِلى الياء قالوا: لا تقصص رُيَّاك، في الكلام،

وأَما في القرآن فلا يجوز؛ وأَنشد أَبو الجراح:

لَعِرْضٌ من الأَعْراض يُمْسِي حَمامُه،

ويُضْحي على أَفنانهِ الغِينِ يَهْتِفُ

أَحَبُّ إِلى قَلْبي من الدِّيكِ رُيَّةً

(* قوله «رية» تقدم في مادة عرض: رنة، بالراء المفتوحة والنون، ومثله في

ياقوت).

وبابٍ، إِذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ

أَراد رُؤْيةً، فلما ترك الهمز وجاءت واو ساكنة بعدها ياء تحولتا ياء

مشددة، كما يقال لَوَيْتُه لَيّاً وكَوَيْتُه كَيّاً، والأَصل لَوْياً

وكَوْياً؛ قال: وإِن أَشرتَ فيها إِلى الضمة فقلت رُيَّا فرفعت الراء فجائز،

وتكون هذه الضمة مثل قوله وحُيِلَ وسُيِق بالإِشارة. وزعم الكسائي أَنه

سمع أَعربيّاً يقرأ: إِن كنتم للرُّيَّا تَعْبُرون. وقال الليث: رأَيتُ

رُيَّا حَسَنة، قال: ولا تُجْمَعُ الرُّؤْيا، وقال غيره: تجمع الرُّؤْيا

رُؤىً كما يقال عُلْياً وعُلىً.

والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ: الجِنِّيُّ يراه الإِنسانُ. وقال اللحياني: له

رَئيٌّ من الجن ورِئِيٌّ إِذا كان يُحِبه ويُؤَالِفُه، وتميم تقول

رِئِيٌّ، بكسر الهمزة والراء، مثل سِعيد وبِعِير. الليث: الرَّئِيُّ جَنِّيّ

يتعرض للرجل يُريه كهانة وطِبّاً، يقال: مع فلان رَئِيُّ. قال ابن

الأَنباري: به رَئِيٌّ من الجن بوزن رَعِيّ، وهو الذي يعتاد الإِنسان من الجنّ.

ابن الأَعرابي: أَرْأَى الرجلُ إِذا صار له رَئِيٌّ من الجنّ. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: قال لِسَوادِ بنِ قارِبٍ أَنتَ الذي أَتاكَ رَئِيُّكَ

بِظُهور رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم؟ قال: نَعَمْ. يقال للتابع من

الجن: رَئِيٌّ بوزن كَمِيٍّ، وهو فَعِيلٌ أَو فَعُولٌ، سُمِّي به لأَنه

يَتَراءى لمَتْبوعه أَو هو من الرَّأْيِ، من قولهم فلانٌ رَئِيُّ قومِهِ

إِذا كان صاحب رأْيِهِم، قال: وقد تكسر راؤه لاتباعها ما بعدها؛ ومنه حديث

الخُدْري: فإِذا رَئِيٌّ مثل نحْيٍ، يعني حية عظِيمَةً كالزِّقِّ، سمّاها

بالرَّئِيِّ الجِنِّ لأَنهم يزعمون أَن الحيَّاتِ من مَسْخِ الجِنِّ،

ولهذا سموه شيطاناً وحُباباً وجانّاً. ويقال: به رَئِيٌّ من الجنّ أَي

مَسٌّ. وتَراءى له شيء من الجن، وللاثنين تراءيا، وللجمع تَراءَوْا.

وأَرْأَى الرجلُ إِذا تَبَّيَنت الرَّأْوَة في وجْهِه، وهي الحَماقة.

اللحياني: يقال على وجهه رَأْوَةُ الحُمْقِ إِذا عَرَفْت الحُمْق فيه قبل

أَن تَخْبُرَهُ. ويقال: إِن في وجهه لرَأْوَةً أَي نَظْرَة ودَمامَةً؛ قال

ابن بري: صوابه رَأْوَةَ الحُمْقِ. قال أَبو علي: حكى يعقوب على وجهه

رَأْوَةٌ، قال: ولا أَعرف مثلَ هذه الكلمة في تصريف رَأْى. ورَأْوَةُ

الشيء: دلالَتُه. وعلى فُلان رَأْوَةُ الحُمْقِ أَي دَلالَته. والرَّئِيُّ

والرِّئِيُّ: الثوب يُنْشَر للبَيْع؛ عن أَبي عليّ. التهذيب: الرِّئْيُ بوزن

الرِّعْيِ، بهمزة مسَكَّنَةٍ، الثوبُ الفاخر الذي يُنشَر ليُرى حُسْنُه؛

وأَنشد:

بِذِي الرِّئْيِ الجَميلِ من الأَثاثِ

وقالوا: رَأْيَ عَيْني زيدٌ فَعَلَ ذلك، وهو من نادِرِ

المصادِرِ عند سيبويه، ونظيره سَمْعَ أُذُنِي، ولا نظير لهما في

المُتَعَدِّيات. الجوهري: قال أَبو زيد بعينٍ مَا أَرَيَنَّكَ أَي اعْجَلْ

وكُنْ كأَنِّي أَنْظُر إِلَيْكَ. وفي حديث حنَظلة: تُذَكِّرُنا بالجَنَّةِ

والنَّارِ كأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ. تقول: جعلتُ الشَّيْءَ رَأْيَ عَيْنِك

وبمَرْأَىً مِنْكَ أَي حِذاءَكَ ومُقابِلَك بحيث تراه، وهو منصوب على

المصدر أَي كأَنَّا نراهُما رَأْيَ العَيْنِ.

والتَّرْئِيَةُ، بوزن التَّرْعِيةِ: الرجلُ المُخْتال، وكذلك

التَّرائِيَة بوزْنِ التَّراعِيَة.

والتَّرِيَّة والتَّرِّيَّة والتَّرْيَة، الأَخيرة نادرة: ما تراه

المرأَة من صُفْرةٍ أَو بَياضٍ أَو دمٍ قليلٍ عند الحيض، وقد رَأَتْ، وقيل:

التَّرِيَّة الخِرْقَة التي تَعَْرِفُ بها المرأَةُ حَيْضَها من طهرها، وهو

من الرُّؤْيَةِ. ويقال للمَرْأَةِ: ذاتُ التَّرِيَّةِ، وهي الدم القليل،

وقد رَأَتْ تَرِيَّةً أَي دَماً قليلاً. الليث: التَّرِّيَّة مشدَّدة

الراء، والتَّرِيَّة خفيفة الراء، والتَّرْية بجَزْمِ الراء، كُلُّها لغات

وهو ما تراه المرأَةُ من بَقِيَّة مَحِيضِها من صُفْرة أَو بياض؛ قال

أَبو منصور: كأَنّ الأَصل فيه تَرْئِيَةٌ، وهي تَفْعِلَةٌ من رأَيت، ثم

خُفِّفَت الهَمْزة فقيل تَرْيِيَةٌ، ثم أُدْغِمَت الياءُ في الياء فقيل

تَرِيَّة. أَبو عبيد: التَّرِيَّةُ في بقية حيض المرأَة أَقَلُّ من الصفرة

والكُدْرَة وأَخْفَى، تَراها المرأَةُ عند طُهْرِها لِتَعْلم أَنَّها قَدْ

طَهُرَت من حَيْضِها، قال شمر: ولا تكون التَّرِيّة إِلا بعد الاغتسال،

فأَما ما كان في أَيام الحيض فليس بتَرِيَّة وهو حيض، وذكر الأَزهري هذا

في ترجمة التاء والراء من المعتل. قال الجوهري: التَّرِيَّة الشيءُ

الخَفِيُّ اليَسيِرُ من الصُّفْرة والكْدْرة تَراها المرأَةُ بعد الاغْتِسال من

الحَيْضِ. وقد رَأَتِ المرأَة تَرِيئَةً إِذا رَأَت الدم القليلَ عند

الحيض، وقيل: التَّرِيَّة الماءُ الأَصْفَر الذي يكون عند انقطاع الحيض.

قال ابن بري: الأَصل في تَرِيَّة تَرْئِيَة، فنقلت حركة الهمزة على الراء

فبقي تَرِئْيَة، ثم قلبت الهمزة ياء لانكسار ما قبلها كما فعلوا مثل ذلك

في المَراة والكَماة، والأَصل المَرْأَة، فنقلت حركة الهمزة إِلى الراء

ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً لانفتاح ما قبلها. وفي حديث أُمّ عطية: كُنَّا

لا نَعُدُّ الكُدْرة والصُّفْرة والتَّرِيَّة شيئاً، وقد جمع ابن الأَثير

تفسيره فقال: التَّرِيَّة، بالتشديد، ما تراه المرأَة بعد الحيض

والاغتسال منه من كُدْرة أَو صُفْرة، وقيل: هي البياض الذي تراه عند الطُّهْر،

وقيل: هي الخِرْقة التي تَعْرِف بها المرأَة حيضَها من طُهْرِها، والتاءُ

فيها زائدة لأَنه من الرُّؤْية، والأَصل فيها الهمز، ولكنهم تركوه

وشدَّدوا الياءَ فصارت اللفظة كأَنها فعيلة، قال: وبعضهم يشدّد الراءَ والياء،

ومعنى الحديث أَن الحائض إِذا طَهُرت واغْتَسَلت ثم عادت رَأَتْ صُفْرة

أَو كُدْرة لم يُعْتَدَّ بها ولم يُؤَثِّر في طُهْرها.

وتَراءَى القومُ: رَأَى بعضُهُم بعضاً. وتَراءَى لي وتَرَأَّى؛ عن ثعلب:

تَصَدَّى لأَرَاهُ. ورَأَى المكانُ المكانَ: قابَلَه حتى كَأَنَّه

يَراهُ؛ قال ساعدة:

لَمَّا رَأَى نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفِئٍ

عَكِرٍ، كما لَبَجَ النُّزُولَ الأَرْكُبُ

وقرأَ أَبو عمرو: وأَرْنا مَنَاسِكَنا، وهو نادِرٌ لما يلحق الفعلَ من

الإِجْحاف. وأَرْأَتِ الناقَةُ والشاةُ من المَعَز والضَّأْنِ، بتَقْدِير

أَرْعَتْ، وهي مُرْءٍ ومُرْئِيَةٌ: رؤِيَ في ضَرْعها الحَمْلُ واسْتُبينَ

وعَظُمَ ضَرْعُها، وكذلك المَرْأَة وجميعُ الحَوامِل إِلا في الحَافِر

والسَّبُع. وأَرْأَت العَنْزُ: وَرِمَ حَياؤُها؛ عن ابن الأَعرابي،

وتَبَيَّنَ ذلك فيها. التهذيب: أَرْأَت العَنْزُ خاصَّة، ولا يقال لِلنَّعْجة

أَرْأَتْ، ولكن يقال أَثْقَلَت لأَن حَياءَها لا يَظْهَر. وأَرْأَى

الرجلُ إِذا اسْوَدَّ ضَرْعُ شاتِهِ. وتَرَاءَى النَّحْلُ: ظَهَرَت أَلوانُ

بُسْرِهِ؛ عن أَبي حنيفة، وكلُّه من رُؤْيَةِ العين. ودُورُ

القوم مِنَّا رِثَاءٌ أَي مُنْتَهَى البَصَر حيثُ نَرَاهُم. وهُمْ

مِنِّي مَرْأىً ومَسْمَعٌ، وإِن شئتَ نَصَبْتَ، وهو من الظروف المخصوصة التي

أُجْرِيَتْ مُجْرَى غير المخصوصة عند سيبويه، قال: وهو مثل مَناطَ

الثُّرَيَّا ومَدْرَجَ السُّيُول، ومعناه هو مِنِّي بحيثُ أَرَاهُ

وأَسْمَعُه. وهُمْ رِئَاءُ أَي أَلْفٍ زُهَاءُ أَلْفٍ فيما تَرَى العَيْنُ. ورأَيت

زيداً حَلِيماً: عَلِمْتُه، وهو على المَثَل برُؤْيَةِ العَيْن. وقوله

عز وجل: أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتُوا نَصِيباً من الكتاب؛ قيل: معناه

أَلَمْ تَعْلَم أَي أَلَمْ

يَنْتَهِ عِلْمُكَ إِلى هَؤُلاء، ومَعْناه اعْرِفْهُم يعني علماء أَهل

الكتاب، أَعطاهم الله عِلْم نُبُوّةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، بأَنه

مكتوب عندهم في التوراة والإِنجيل يَأْمرُهم بالمَعْروف ويَنْهاهُمْ عن

المُنْكر، وقال بعضهم: أَلَمْ ترَ أَلَمْ تُخْبِرْ، وتأْويلُهُ سُؤالٌ فيه

إِعْلامٌ، وتَأْوِيلُه أَعْلِنْ قِصَّتَهُم، وقد تكرر في الحديث: أَلَمْ

تَرَ إِلى فلان، وأَلَمْ تَرَ إِلى كذا، وهي كلمة تقولها العربُ عند

التَّعَجُّب من الشيء وعند تَنْبِيهِ المخاطب كقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ

إِلى الذينَ خَرجُوا من دِيارِهْم، أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتوا

نَصِيباً من الكتاب؛ أَي أَلَمْ تَعْجَبْ لِفِعْلِهِم، وأَلَمْ يَنْتَه

شأْنُهُم إِليك. وأَتاهُم حِينَ جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْياً ورَأْيٌ رَأْياً أَي حينَ

اختَلَطَ الظَّلام فلَمْ يَتَراءَوْا. وارْتَأَيْنا في الأَمْرِ

وتَراءَيْنا: نَظَرْناه. وقوله في حديث عمر، رضي الله عنه، وذَكَر المُتْعَة:

ارْتَأَى امْرُؤٌ بعدَ ذلك ما شاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ أَي فكَّر وتَأَنَّى،

قال: وهو افْتَعَل من رُؤْيَة القَلْب أَو من الرَّأْيِ. ورُوِي عن النبي،

صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: أَنا بَرِيءٌ من كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ

مُشْرِكٍ، قيل: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لا تَراءَى نَارَاهُما؛ قال ابنُ

الأَثِير: أَي يَلْزَمُ المُسْلِمَ ويجب عليه أَن يُباعِدَ مَنْزِلَه عن

مَنْزِل المُشْرِك ولا يَنْزِل بالموضع الذي إِذا أُوقِدَتْ فيه نارُه

تَلُوح وتَظْهَرُ لِنَارِ

المُشْرِكِ إِذا أَوْقَدَها في مَنْزِله، ولكنه يَنْزِل معَ

المُسْلِمِين في دَارِهِم، وإِنما كره مُجاوَرَة المشركين لأَنهم لا عَهْدَ لهم

ولا أَمانَ، وحَثَّ المسلمين على الهِجْرة؛ وقال أَبو عبيد: معنى الحديث

أَنَّ المسلم لا يَحِلُّ له أَن يَسْكُنَ بلادَ المُشْرِكين فيكونَ مَعَهم

بقْدر ما يَرَى كلُّ واحدٍ منهم نارَ صاحِبه. والتَّرَائِي: تفاعُلٌ من

الرؤية. يقال: تَراءَى القومُ إِذا رَأَى بعضُهُم بعضاً. وتَراءى لي

الشيءُ أَي ظَهَر حتى رَأَيْته، وإِسناد التَّرائِي إِلى النَّارَيْن مجازٌ من

قولهم دَارِي تَنْظُر إِلى دارِ فلان أَي تُقابِلُها، يقول ناراهما

مُخْتَلِفتانِ، هذه تَدْعو إِلى الله وهذه تدعو إِلى الشيطان، فكيف

تَتَّفِقانِ؟ والأَصل في تَراءَى تَتَراءَى فحذف إِحدى التاءين تخفيفاً. ويقال:

تَراءَينا فلاناً أَي تَلاقَيْنا فَرَأَيْتُه ورَآني. وقال أَبو الهيثم في

قوله لا تَراءَى نارَاهُما: أَي لا يَتَّسِمُ المُسْلِم بسِمَةِ

المُشْرِك ولا يَتَشَبَّه به في هَدْيِه وشَكْلِهِ ولا يَتَخَلّق بأَخْلاقِه، من

قولك ما نَارُ بَعِيرِكَ أَي ما سِمةُ بعِيرِكَ. وقولهم: دَارِي تَرَى

دارَ فلانٍ أَي تُقابِلُها؛ وقال ابن مقبل:

سَلِ الدَّار مِنْ جَنْبَيْ حَبِيرٍ، فَواحِفِ،

إِلى ما رأَى هَضْبَ القَلِيبِ المصَبَّحِ

أَراد: إِلى ما قابَلَه. ويقال: مَنازِلُهم رِئَاءٌ على تقدير رِعَاء

إِذا كانت مُتَحاذِيةً؛ وأَنشد:

لَيالِيَ يَلْقَى سرْبُ دَهْماء سِرْبَنَا،

ولَسْنا بِجِيرانٍ ونَحْنُ رِئَاءُ

ويقال: قَوْمِ رِئَاءٌ يقابلُ بعضُهُم بعضاً، وكذلك بُيوتُهُم رِئَاءٌ.

وتَرَاءَى الجَمْعانِ: رَأَى بعضُهُم بعضاً. وفي حديث رَمَلِ

الطَّوافِ: إِنما كُنَّا راءَيْنا به المشركين، هو فاعَلْنا من

الرُّؤْية أَي أَرَيْناهم بذلك أَنَّا أَقْوِياء. وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلم: إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ ليَتَراءَوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كما

تَرَوْنَ الكَوْكَب الدُّرِّيَّ في كَبِدِ السماء؛ قال شمر: يتَراءَوْنَ أَي

يتَفاعَلون أَي يَرَوْنَ، يَدُلُّ على ذلك قولُه كما تَرَوْن.

والرَّأْيُ: معروفٌ، وجمعه أَرْآءٌ، وآراءٌ أَيضاً مقلوب، ورَئِيٌّ على

فَعِيل مثل ضَأْنٍ وضَئِينٍ. وفي حديث الأَزرق بن قيس: وفِينا رجُلٌ له

رَأْيٌ. يقال: فلانٌ من أَهل الرَّأْي أَي أَنه يَرَى رَأْيَ الخوارج

ويقول بمَذْهَبِهم، وهو المراد ههنا، والمُحَدِّثون يُسَمُّون أَصحابَ

القياسِ أَصحابَ الرَّأْي يَعْنُون أَنهم يأْخذون بآرائِهِم فيما يُشْكِلُ من

الحديث أَو ما لم يَأْتِ فيه حديث ولا أَثَرٌ. والرَّأْيُ: الاعتِقادُ،

اسمٌ لا مصدرٌ، والجمع آراءٌ؛ قال سيبويه: لم يكَسَّر على غير ذلك، وحكى

اللحياني في جمعه أَرْءٍ مثل أَرْعٍ ورُئِيٌّ ورِئِيُّ. ويقال: فلان

يتَراءَى بِرَأْيِ

فلان إِذا كان يَرَى رَأْيَه ويَمِيلُ إِليه ويَقْتَدي به؛ وأَما ما

أَنشده خَلَفٌ الأَحمر من قول الشاعر:

أَما تَراني رَجُلاً كما تَرَى

أَحْمِلُ فَوْقي بِزَّنِي كما تَرَى

على قَلُوص صعبة كما تَرَى

أَخافُ أَن تَطْرَحَني كما تَرَى

فما تَرى فيما تَرَى كما تَرَى

قال ابن سيده: فالقول عندي في هذه الأَبيات أَنها لو كانت عدَّتُها

ثلاثة لكان الخطب فيها أَيسر، وذلك لأَنك كنت تجعل واحداً منها من رُؤْية

العَيْنِ كقولك كما تُبْصِر، والآخر من رُؤْية القَلْبِ في معنى العلم فيصير

كقولك كما تَعْلم، والثالث من رأَيْت التي بمعنى الرَّأْي الاعتقاد

كقولك فلان يرَى رَأْي الشُّراةِ أَي يعتَقِدُ اعْتِقادَهم؛ ومنه قوله عز

وجل: لتَحْكُم بين الناسِ

بما أَرَاكَ اللهُ؛ فحاسَّةُ البَصَر ههنا لا تتَوَجَّه ولا يجوز أَن

يكون بمعنى أَعْلَمَك الله لأَنه لو كان كذلك لوَجَب تعدِّيه إِلى ثلاثة

مَفْعولِين، وليس هناك إِلا مفعولان: أَحدهما الكاف في أَراك، والآخر

الضمير المحذوف للغائب أَي أَراكَه، وإِذا تعدَّت أَرى هذه إلى مفعولين لم

يكن من الثالث بُدُّ، أَوَلا تَراكَ تقول فلان يَرَى رأْيَ الخوارج ولا

تَعْني أَنه يعلم ما يَدَّعون هُمْ عِلْمَه، وإِنما تقول إِنه يعتقد ما

يعتقدون وإِن كان هو وهم عندك غير عالمين بأَنهم على الحق، فهذا قسم ثالث

لرأَيت، قال ابن سيده: فلذلك قلنا لو كانت الأَبيات ثلاثة لجاز أَن لا يكون

فيها إِيطاء لاختلاف المعاني وإِن اتفقت الأَلفاظ، وإِذْ هِي خمسة فظاهر

أَمرها أَن تكون إِيطاء لاتفاق الأَلفاظ والمعاني جميعاً، وذلك أَن العرب

قد أَجرت الموصول والصلة مُجْرى الشيء الواحد ونَزَّلَتْهما منزلة الخبر

المنفرد، وذلك نحو قول الله عز وجل: الذي هو يُطْعِمُني ويَسْقِينِ

وإِذا مَرِضْتُ فهُو يَشْفِينِ والذي يُميتُني ثم يُحْيِينِ والذي أَطْمَعُ

أَنْ يَغْفِرَ لي خطيئَتي يومَ الدِّينِ؛ لأَنه سبحانه هو الفاعل لهذه

الأَشياء كلها وحده، والشيء لا يُعْطَف على نفسِه، ولكن لما كانت الصلة

والموصول كالخبر الواحد وأَراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأَنهما كأَنهما

كلاهما شيء واحد مفرد؛ وعلى ذلك قول الشاعر:

أَبا ابْنَةَ عبدِ الله وابْنَةَ مالِكٍ،

ويا ابْنَةَ ذي الجَدَّينِ والفَرَسِ الوَرْدِ

إِذا ما صَنَعْتِ الزَّادَ، فالْتَمِسي لهُ

أَكِيلاً، فإِني لسْتُ آكُلُه وَحْدي

فإِنما أَراد: أَيا ابْنة عبدِ الله ومالِكٍ وذي الجَدّين لأَنها

واحدةٌ، أَلا تَراهُ يقول صنعتِ ولم يَقُلْ صنعتُنَّ؟ فإِذا جازَ هذا في المضاف

والمضاف إِليه كان في الصِّلَةِ والموصولِ

أَسْوَغَ، لأَنَّ اتِّصالَ الصِّلَةِ بالموصول أَشدُّ من اتصال المضافِ

إِليه بالمُضاف؛ وعلى هذا قول الأَعرابي وقد سأَله أَبو الحسن الأَخفشُ

عن قول الشاعر:

بَناتُ وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْل

فقال له: أَين القافية؟ فقال: خدّ الليلْ؛ قال أَبو الحسن الأَخفش:

كأَنه يريد الكلامَ الذي في آخر البيت قلَّ أَو كَثُر، فكذلك أَيضاً يجعل ما

تَرَى وما تَرَى جميعاً القافية، ويجعل ما مَرَّةً مصدراً ومرة بمنزلة

الذي فلا يكون في الأَبيات إِيطاء؛ قال ابن سيده: وتلخيص ذلك أَن يكون

تقديرها أَما تراني رجلاً كُرؤْيَتِك أَحمل فوقي بزتي كمَرْئِيِّك على قلوص

صعبة كعِلْمِكَ أَخاف أَن تطرحني كمَعْلُومك فما ترى فيما ترى

كمُعْتَقَدِك، فتكون ما ترى مرة رؤية العين، ومرة مَرْئِيّاً، ومرة عِلْماً ومرة

مَعلوماً، ومرة مُعْتَقَداً، فلما اختلفت المعاني التي وقعت عليها ما

واتصلت بها فكانت جزءاً منها لاحقاً بها صارت القافية وما ترى جميعاً، كما

صارت في قوله خدّ الليل هي خدّ الليل جميعاً لا الليل وحده؛ قال: فهذا

قياس من القوّة بحيث تراه، فإِن قلت: فما رويّ هذه الأَبيات؟ قيل: يجوز أَن

يكون رَوّيها الأَلفَ فتكون مقصورة يجوز معها سَعَى وأتى لأَن الأَلف

لام الفعل كأَلف سَعَى وسَلا، قال: والوجه عندي أَن تكون رائِيَّة

لأَمرين: أَحدهما أَنها قد التُزِمَت، ومن غالب عادة العرب أَن لا تلتزم أَمراً

إِلا مع وجوبه، وإِن كانت في بعض المواضع قد تتَطوَّع بالتزام ما لا يجب

عليها وذلك أَقل الأَمرين وأَدْوَنُهما، والآخر أَن الشعر المطلق أَضعاف

الشعر المقيد، وإِذا جعلتها رائية فهي مُطْلقة، وإذا جعلتها أَلِفِيَّة

فهي مقيدة، أَلا ترى أَن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا تجد العرب

تلتزم فيه ما قبل الأَلف بل تخالف ليعلم بذلك أَنه ليس رَوِيّاً؟ وأَنها

قد التزمت القصر كما تلتزم غيره من إِطلاق حرف الروي، ولو التزمت ما قبل

الأَلف لكان ذلك داعياً إِلى إِلْباس الأَمر الذي قصدوا لإِيضاحِه،

أَعني القصرَ الذي اعتمدوه، قال: وعلى هذا عندي قصيدة يزيدَ بنِ الحَكَم،

التي فيها مُنْهَوي ومُدَّوي ومُرْعَوي ومُسْتَوي، هي واويَّة عندنا

لالتزامه الواو في جميعها والياءاتُ بعدها وُصُول لما ذكرنا. التهذيب: اليث

رَأْي ا لقَلْب والجمعُ الآراءُ. ويقال: ما أَضلَّ آراءَهم وما أَضلَّ

رأْيَهُمْ. وارْتَآهُ هو: افْتَعَل من الرَّأْي والتَّدْبِير. واسْتَرْأَيْتُ

الرُّجلَ في الرَّأْيِ أَي اسْتَشَرْتُه وراءَيْته. وهو يُرائِيهِ أَي

يشاوِرُه؛ وقال عمران بن حطَّان:

فإِن تَكُنْ حين شاوَرْناكَ قُلْتَ لَنا

بالنُّصْحِ مِنْكَ لَنَا فِيما نُرائِيكا

أَي نستشيرك. قال أَبو منصور: وأَما قول الله عزَّ وجل: يُراؤُونَ

الناسَ، وقوله: يُراؤُونَ ويَمْنَعُون الماعونَ، فليس من المشاورة، ولكن معناه

إِذا أَبْصَرَهُم الناس صَلَّوا وإِذا لم يَرَوْهم تركوا الصلاةَ؛ ومن

هذا قول الله عزَّ وجل: بَطَراً ورِئَاءَ الناسِ؛ وهو المُرَائِي كأَنه

يُرِي الناس أَنه يَفْعَل ولا يَفْعَل بالنية. وأَرْأَى الرجلُ إِذا

أَظْهَر عملاً صالِحاً رِياءً وسُمْعَة؛ وأَما قول الفرزدق يهجو قوماً

ويَرْمِي امرأَة منهم بغير الجَمِيلِ:

وبات يُراآها حَصاناً، وقَدْ جَرَتْ

لَنا بُرَتَاهَا بِالَّذِي أَنَا شَاكِرُه

قوله: يُراآها يظن أَنها كذا، وقوله: لنا بُرَتاها معناه أَنها أَمكنته

من رِجْلَيْها. وقال شمر: العرب تقول أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى اللهُ

الناسَ بفلان العَذَابَ والهلاكَ، ولا يقال ذلك إِلاَّ في الشَّرِّ؛ قال

الأَعشى:

وعَلِمْتُ أَنَّ اللهَ عَمْـ

ـداً خَسَّها، وأَرَى بِهَا

يَعْنِي قبيلة ذكَرَها أَي أَرَى اللهُ بها عَدُوَّها ما شَمِتَ به.

وقال ابن الأَعرابي: أَي أَرَى الله بها أَعداءَها ما يَسُرُّهم؛

وأَنشد:أَرَانَا اللهُ بالنَّعَمِ المُنَدَّى

وقال في موضع آخر: أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى به ما يَشْمَتُ به

عَدُوُّه. وأَرِنِي الشَّيءَ: عاطِنيهِ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤَنث، وحكى

اللحياني: هو مَرآةً أَنْ يَفْعَلَ كذا أَي مَخْلَقة، وكذلك الاثنان

والجمع والمؤَنث، قال: هو أَرْآهُمْ لأَنْ يَفَعَلَ ذلك أَي أَخْلَقُهُم.

وحكى ابن الأَعرابي: لَوْ تَرَ ما وأَو تَرَ ما ولَمْ تَرَ ما، معناه كله

عنده ولا سِيَّما.

والرِّئَة، تهمز ولا تهمز: مَوْضِع النَّفَس والرِّيحِ من الإِنْسانِ

وغيره، والجمع رِئَاتٌ ورِئُون، على ما يَطّرِد في هذا النحو؛ قال:

فَغِظْنَاهُمُ، حتَّى أَتَى الغَيْظُ مِنْهُمُ

قُلوباً، وأَكْباداً لهُم، ورِئِينَا

قال ابن سيده: وإِنما جاز جمع هذا ونحوه بالواو والنون لأَنها أَسماء

مَجْهودة مُنْتَقَصَة ولا يُكَسَّر هذا الضَّرب في أَوَّلِيَّته ولا في حد

التسمية، وتصغيرها رُؤيَّة، ويقال رُويَّة؛ قال الكميت:

يُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِّئِينَا

ورَأَيْته: أَصَبْت رِئَته. ورُؤِيَ رَأْياً: اشْتكى رِئَته. غيره:

وأَرْأَى الرجلُ إِذا اشْتَكى رِئَته. الجوهري: الرِّئَة السَّحْرُ، مهموزة،

ويجمع على رِئِينَ، والهاءُ عوضٌ من الياء المَحْذوفة. وفي حديث لُقْمانَ

بنِ عادٍ: ولا تَمْلأُ رِئَتِي جَنْبِي؛ الرِّئَة التي في الجَوْف:

مَعْروفة، يقول: لست بِجَنان تَنْتَفِخُ رِئَتي فَتَمْلأُ جَنْبي، قال: هكذا

ذكرها الهَرَوي. والتَّوْرُ يَرِي الكَلْبَ إِذا طَعَنَه في رِئَتِه. قال

ابن بُزُرج: ورَيْته من الرِّئَةِ، فهو مَوْرِيّ، ووَتَنْته فهو

مَوْتونٌ وشَويْته فهو مَشْوِيّ إِذا أَصَبْت رِئَتَه وشَوَاتَه ووَتِينِه. وقال

ابن السكيت: يقال من الرِّئة رَأَيْته فهو مَرْئيٌّ إِذا أَصَبْته في

رِئَته. قال ابن بري: يقال للرجل الذي لا يَقْبَل الضَّيم حامِضُ

الرِّئَتَين؛ قال دريد:

إِذا عِرْسُ امْرِئٍ شَتَمَتْ أَخاهُ،

فَلَيْسَ بحامِضِ الرِّئَتَيْن مَحْضِ

ابن شميل: وقد وَرَى البعيرَ الدَّاءُ أَي وقع في رِئَتِه وَرْياً.

ورَأَى الزندُ: وَقَدَ؛ عن كراع، ورَأَيْته أَنا؛ وقول ذي الرمة:

وجَذْب البُرَى أَمْراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ

أَوَاخِيُّها بالمُرْأَياتِ الرَّواجِفِ

يعني أَواخِيَّ الأَمْراسِ، وهذا مثل، وقيل في تفسيره: رَأْسٌ مُرْأىً

بوزن مُرْعًى طويلُ الخَطْمِ فيه شبِيةٌ بالتَّصْويب كهَيْئة الإِبْرِيقِ؛

وقال نصير:

رُؤُوسٌ مُرْأَياتٌ كَأَنَّها قَراقِيرُ

قال: وهذا لا أَعرف له فعلاً ولا مادَّة. وقال النضر: الإِرْآءُ

انْتِكابُ خَطْمِ البعيرِ على حَلْقِه، يقال: جَمَلٌ مُرأىً وجِمال مُرْآةٌ.

الأَصمعي: يقال لكل ساكِنٍ لا يَتَحَرَّك ساجٍ ورَاهٍ ورَاءٍ؛ قال شمر: لا

أَعرف راء بهذا المعنى إِلاَّ أَن يكون أَراد رَاه، فجعل بدل الهاء ياءً.

وأَرأَى الرجلُ إِذا حَرَّك بعَيْنَيْه عند النَّظَرِ

تَحْرِيكاً كَثِيراً وهو يُرْئي بِعَيْنَيْه.

وسَامَرَّا: المدينة التي بناها المُعْتَصِم، وفيها لغات: سُرَّ مَنْ

رَأَى، وسَرَّ مَنْ رَأَى، وسَاءَ مَنْ رأَى، وسَامَرَّا؛ عن أَحمد بن يحيى

ثعلب وابن الأَنباري، وسُرَّ مَنْ رَاءَ، وسُرَّ سَرَّا، وحكي عن أَبي

زكريا التبريزي أَنه قال: ثقل على الناس سُرَّ مَنْ رأَى فَغَيَّروه إِلى

عكسه فقالوا سامَرَّى؛ قال ابن بري: يريد أَنَّهُمْ حذفوا الهمزة من

سَاءَ ومن رَأَى فصار سَا مَنْ رَى، ثم أُدغمت النون في الراء فصار

سَامَرَّى، ومن قال سَامَرَّاءُ فإِنه أَخَّر همزة رأَى فجعلها بعد الأَلف فصار

سَا مَنْ رَاءَ، ثم أَدغم النون في الراء. ورُؤَيَّة: اسم أَرْضٍ؛ ويروى

بيت الفرزدق:

هل تَعْلَمون غَدَاةً يُطْرَدُ سَبْيُكُم

بالسَّفْحِ، بين رُؤَيَّةٍ وطِحَالِ؟

وقال في المحكم هنا: رَاءَ لغة في رَأَى، والاسم الرِّيءُ. ورَيَّأَهُ

تَرْيِئَة: فَسَّحَ عنه من خِناقهِ. وَرَايا فلاناً: اتَّقاه؛ عن أَبي

زيد؛ ويقال رَاءَهُ في رَآه؛ قال كثير:

وكلُّ خَلِيل رَاءَني، فهْوَ قَائِلٌ

منَ اجْلِك: هذا هامَةُ اليَومِ أَو غَدِ

وقال قيس بن الخطيم:

فَلَيْت سُوَيْداً رَاءَ فَرَّ مَنْ مِنْهُمُ،

ومَنْ جَرَّ، إِذْ يَحْدُونَهُم بالرَّكَائِبِ

وقال آخر:

وما ذاكِ من أَنْ لا تَكُوني حَبِيبَةً،

وإِن رِيءَ بالإِخْلافِ مِنْكِ صُدُودُ

وقال آخر:

تَقَرَّبَ يَخْبُو ضُوْءُهُ وشُعاعُه،

ومَصَّحَ حتى يُسْتَراءَ، فلا يُرى

يُسْتَراءَ: يُسْتَفْعَل من رأَيت. التهذيب: قال الليث يقال من الظنِّ

رِيْتُ فلاناً أَخاكَ، ومن همز قال رؤِِيتُ، فإِذا قلت أَرى وأَخَواتها لم

تهمز، قال: ومن قلب الهمز من رأَى قال راءَ كقولك نأَى وناءَ. وروي عن

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه بَدأَ بالصَّلاة قبل الخُطْبة

يومَ العِيدِ ثم خَطَبَ فَرُؤِيَ أَنه لم يُسْمِعِ النساءَ فأَتاهُنَّ

ووعَظَهُنَّ؛ قال ابن الأَثير: رُؤِيَ فِعْلٌ لم يسَمّ فاعله من رَأَيْت

بمعنى ظَنَنْت، وهو يَتَعَدَّى إِلى مفعولين، تقول رأَيتُ زيداً عاقِلاً،

فإِذا بَنَيْتَه لما لم يُسَمّ فاعلُه تعدَّى إِلى مفعول واحد فقلت

رُؤِيَ زيدٌ عاقلاً، فقوله إِنه لم يُسَمِع جملة في موضع المفعول الثاني

والمفعول الأَول ضميره. وفي حديث عثمان: أَراهُمُني الباطِلُ شَيْطاناً؛

أَراد أَنَّ الباطِلَ جَعَلَني عندهم شيطاناً. قال ابن الأَثير: وفيه شذوذ من

وجهين: أَحدهما أَن ضمير الغائب إِذا وقع مُتَقَدِّماً على ضمير المتكلم

والمخاطب فالوجه أَن يُجاء بالثاني منفصلاً تقول أَعطاه إِياي فكان من

حقه أَن يقول أَراهم إِياي، والثاني أَن واو الضمير حقها أَن تثبت مع

الضمائر كقولك أَعطيتموني، فكان حقه أَن يقول أَراهُمُوني، وقال الفراء:

قرأَ بعض القراء: وتُرَى الناسَ سُكارى، فنصب الراء من تُرى، قال: وهو وجه

جيد، يريد مثلَ قولك رُؤِيتُ أَنَّك قائمٌ ورُؤِيتُك قائماً، فيجعل

سُكارى في موضع نصب لأَن تُرى تحتاج إِلى شيئين تنصبهما كما تحتاج ظن. قال

أَبو نصور: رُؤِيتُ

مقلوبٌ، الأَصلُ فيه أُريتُ، فأُخرت الهمزة، وقيل رُؤِيتُ، وهو بمعنى

الظن.

رَبَدَ 

(رَبَدَ) الرَّاءُ وَالْبَاءُ وَالدَّالُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا لَوْنٌ مِنَ الْأَلْوَانِ، وَالْآخَرُ الْإِقَامَةُ.

فَالْأَوَّلُ الرُّبْدَةُ، وَهُوَ لَوْنٌ يُخَالِطُ سَوَادَهُ كُدْرَةٌ غَيْرُ حَسَنَةٍ. وَالنَّعَامَةُ رَبْدَاءُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا غَضِبَ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَيَكْلَفَ: قَدْ تَرَبَّدَ. وَشَاةٌ رَبْدَاءُ، وَهِيَ سَوْدَاءُ مُنْقَّطَةٌ بِحُمْرَةٍ وَبَيَاضٍ. وَالْأَرْبَدُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ خَبِيثٌ، لَهُ رُبْدَةٌ فِي لَوْنِهِ. وَرَبَّدَتِ الشَّاةُ، وَذَلِكَ إِذَا أَضْرَعَتْ، فَتَرَى فِي ضَرْعِهَا لُمَعَ سَوَادٍ وَبَيَاضٍ. وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُهُمْ: السَّمَاءُ مُــتَرَبِّدَــةٌ، أَيْ مُتَغَيِّمَةٌ. فَأَمَّا رُبَْدُ السَّيْفِ فَهُوَ فِرِنْدُ دِيبَاجَتِهِ، وَهِيَ هُذَلِيَّةٌ. قَالَ:

وَصَارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ ... أَبْيَضُ مَهْوٌ فِي مَتْنِهِ رُبَدُ

وَيُمْكِنُ رَدُّهُ إِلَى الْأَصْلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. فَيُقَالُ:

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَالْمِرْبَدُ: مَوْقِفُ الْإِبِلِ; وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ رَبَدَ، أَيْ أَقَامَ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: رَبَدَهُ، إِذَا حَبَسَهُ. وَالْمِرْبَدُ: الْبَيْدَرُ أَيْضًا. وَنَاسٌ يَقُولُونَ: إِنَّ الْمِرْبَدَ الْخَشَبَةُ أَوِ الْعَصَا تُوضَعُ فِي بَابِ الْحَظِيرَةِ تَعْتَرِضُ صُدُورَ الْإِبِلِ فَتَمْنَعُهَا مِنَ الْخُرُوجِ. كَذَا رُوِيَتْ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَأَحْسَبُ هَذَا غَلَطًا، وَإِنَّمَا الْمِرْبَدُ مَحْبِسُ النَّعَمِ. وَالْخَشَبَةُ هِيَ عَصَا الْمِرْبَدِ. أَلَا تَرَى أَنَّ الشَّاعِرَ أَضَافَهَا إِلَى الْمِرْبَدِ، فَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ كُرَاعٍ:

عَوَاصِيَ إِلَّا مَا جَعَلْتُ وَرَاءَهَا ... عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحُورًا وَأَذْرُعَا

لغس

لغس
ذِئْبٌ لَغْوَسٌ وذِئابٌ لَغَاوِسُ: أي خَبِيثةٌ، وكذلك اللِّصُّ.
واللَّغْس: سُرْعَةُ الأكْل. واللِّغْوَاسُ: السَّرِيعُ الأكل الخفيف ومنه اشْتِقاقُ لَغْوَس بن عَطِيَّة.
وطَعامٌ مُلَغْوَسٌ: مِثلُ مُلَهْوَجٍ.
واللَّغْوَسُ: ما رَقَّ من النَّباتِ والبَقْل.
ولَغْوَسَةٌ من خَبَرٍ: إذا لم يَتَحَقَّقْه ولا شَيْئاً منه.
(ل غ س)

اللَّغْوَسة: سُرعة الْأكل، وَنَحْوه.

واللَّغْوَسُ: السيع الْأكل.

واللّغْوسُ: الذِّئْب الشَّره الحَريص.

واللَّغوسُ: عشبة من المرعى، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

قَالَ: واللغوس، أَيْضا: الرَّقِيق الْخَفِيف من النَّبَات، قَالَ ابنُ احمر:

فَبدَرْتُه عَيْناً ولَجّ بِطِرْفه عنَّي لُعاعةُ لَغْوس مُتَزَيَّد

وَقيل: اللَّغوس: عُشبٌ لين رَطْب يُؤكل سؤيعا. ولَحْمُ مُلَغْوَسٌ، ومَلْغُوسٌ: احمرُ ينضج.

لغس: اللَّغْوَسَة: سُرْعة الأَكل ونحوه. واللَّغْوَس: السريع الأَكل.

واللَّغْوَس: الذئب الشَّرِه الحريص، والعين فيه لغة؛ قال ذو الرمة:

وماءٍ هَتَكْتُ السِّتْرَ عنه، ولم يَرِدْ

رَوايا الفِراخِ والذِّئابُ اللَّغاوِسُ

ويروى بالعين المهملة. وذئب لَغْوَس ولِصٌّ لَغْوَس: خَتُول خبيث.

واللَّغْوَس: عُشْبة من المَرْعى؛ حكاه أَبو حنيفة قال: واللَّغْوَس أَيضاً

الرَّقيق الخفيف من النَّبات؛ قال ابن أَحمر يصف ثوراً:

فَبَدرْتُه عَيْناً، ولَجَّ بِطَرْفِه

عَنِّي لُعَاعَةُ لَغْوَس مُتَزَيِّدِ

(* قوله «متزيد» ويروى مترئد، كما في شرح القاموس.)

معناه أَني نظرتُ إِليه وشغَلَتْه عني لُعاعَةُ لَغْوس، وهو نبت ناعِم

رَيَّان، وقيل: اللَغْوَس عُشْب ليِّن رَطْب يؤكل سريعاً.

ولحم مُلَغْوَس ومَلْغُوس: أَحمر لم يَنْضَج. ابن السكيت: طعام

مُلَهْوَج ومُلَغْوس وهو الذي لم يَنْضَج.

لغس
الفرّاء: اللَّغْوَس واللَّعْوَس - بالغَين والعَين -: الذِّئب الحَريص الشَّرِه، قال ذو الرُّمَّة:
وماءٍ هَتَكْتُ الدِّمْنَ عنه ولم تَرِدْ ... رَوَايا الفِرَاخَ والذِّئابُ اللَّغَاوِسُ ويروى: هَتَكْتُ اللَّيْلَ.
ولِصٌ لَغْوَسٌ: خَتُوْلٌ خَبيثٌ.
وأمّا قول عمرو بن أحْمَرَ الباهِليّ يصف ثوراً وَحْشِياً:
فغدا بِشِرَّتِهِ يَلُوحُ قَمِيْصُهُ ... بينَ الشَّقائقِ والفَضَاءِ الأجْرَدِ
فَبَدَرْتُهُ عَيْناً ولَجَّ بِطَرْفِهِ ... عَنّي لُعَاعَةُ لَغْوَسٍ مُتَرَئِّدِ
ويُروى: " مُــتَرَبِّدِ ": فمعناه أنّي نظرتُ إليه وشَغَلَتْهُ عنّي لُعاعَةُ لَغْوَسٍ. قال الدِّيْنَوَريُّ: قيلَ في اللَّغْوَسِ: إنَّه عُشْبَة مِنَ المَرُعى، وقيل: بَل اللَّغْوَس الرَّقيق من النبات الخفيف. والمُتَرَئِّد: الذي يَهْتَزُّ من نَعْمَتِه.
وقال ابن عبّاد: اللَّغْس: سرعة الأكل.
قال: ويقال: لَغْوَسَة من خَبَر: إذا لم يَتَحَقَّق شَيْئٌ منه.
وقال ابن السكِّيت: يقال طعام مُلَهْوَج ومُلَغْوَس؛ وهو الذي لم يُنْضَج.
لغس
اللَّغْوَسُ، كجَرْوَلٍ، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: اللَّعْوَسُ، بالعَيْن، لغةٌ فِيهِ، وَهُوَ الذِّئْبُ الحَرِيصُ الشَّرِهُ السَّرِيعُ الأَكْلِ، وذِئابٌ لَغَاوِسُ، وأَنشد اللَّيْثُ قولَ ذِي الرُّمّةِ السابِقَ. واللَّغْوَسُ: اللَّصُّ الخَتُولُ الخَبِيثُ، ويُوصَفُ بِهِ الذِّئْبُ أَيضاً. واللَّغْوَسُ: عُشْبَةٌ تُرْعَى، والَّذي فِي نَصِّ أَبي حَنيفَةَ: عُشْبَةٌ من المّرْعَى، قَالَ: واللَّغْوَسُ أَيضاً: الرَّقِيقُ من النَّبَاتِ الخَفِيفُ النّاعِمُ الرَّيَّانُ.
وَقيل: هُوَ عُشْبٌ لَيِّنٌ رَطْبٌ يُؤْكَلُ سَرِيعاً. والمُتّرَئِّدُ: الّذِي يَهْتَزُّ من نَعْمَتَه، هَذَا مأْخوذٌ من قَول ابنِ أَحْمَرَ يصِفُ ثَوْراً: (فبَدَرْتُه عَيْناً ولَجَّ بِطَرْفِهِ ... عَنِّى لُعَاعَةُ لَغْوَسٍ مُتَرَئِّدِ)
ويُرْوَى مُــتَرَبِّد وَمَعْنَاهُ: أَنِّي نَظَرْتُ إِليه وشَغَلَتْه عَنِّي. لُعَاعَةُ لَغْوَس، وَهُوَ نَبْتٌ ناعِمٌ رَيّانُ.
والمُتَرَئِّدُ: نَعْتٌ لَهُ، وَهُوَ الَّذِي يَهْتَزُّ من نَعْمَتِه، وَلَا يَخْفَي بُعَدُ هَذَا من تفسيرِ كلامِ ابنِ أَحْمَرَ، فَلَا مَدْخَلَ لَهُ هُنَا، وَقد وَهِمَ فِيهِ، فإنظُرْه وتأَمَّلْ. والمُلَغْوَسُ، كمُطَرْبَلٍ: الطَّعامُ النِّيءُ الّذي لم يَنْضَجْ، وَهُوَ المُلَهْوَجُ. قَالَه ابنُ السِّكِّيتِ، وقالَ غيرُه: لَحْمٌ مُلَغْوَسٌ: أَحْمَرُ لم يَنْضَجْ. وَيُقَال: هُوَ لَغْوَسَةٌ مِن خَبَرٍ، إِذا لم يُتَحَقَّقْ شيءٌ مِنْه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، عَن ابْن عَبّادٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: اللَّغْوَسَةُ: سُرْعَةُ الأَكْلِ ونَحْوِه. واللِّغْوَاسُ، بالكَسْر: الكَثيرُ الأَكْلِ، وَمِنْه إِشْتِقَاقُ لَغْوَسِ بنِ عَطِيَّةَ.

صبأ

صبأ: {والصابئين}: الخارجين من دين إلى دين.
ص ب أ: (صَبَأَ) خَرَجَ مِنْ دِينٍ إِلَى دِينٍ وَبَابُهُ خَضَعَ. وَصَبَأَ أَيْضًا صَارَ (صَابِئًا) . وَ (الصَّابِئُونَ) جِنْسٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. 
ص ب أ

صبأ من دين إلى دين، وهو من الصابئين والصابئة. وصبأ ناب البعير، وصبأ النجم: طلع. وصبأت على القوم: هجمت. وقال:

أقيمي في تهامة لا تصيفي ... إلى نجد فقد صبأ الشتاء

وقال:

وكنت إذا ما خلة لم توانني ... صيأت على هجرانها غير حافل
صبأ
صَبَأ نابُ البَعِيْرِ: إذا طَلَعَ حَده؛ يَصْبَأُ صُبُوْءاً. وصَبَأَتِ النُّجُوْمُ: خَرَجَتْ من مَطالِعِها. وأصْبَأ: إذا أضَاءَ عِنْدَ صُبُوْئه.
وصَبَأ فلانٌ: دانَ بدِيْنِ الصابِئين. وأصْبَأْتُ على القَوْمِ إصْبَاءً: هَجَمْتُ عليهم ولا أدْري مَكانَهم. وصَبَاْتُ عليهم وأصْبَاْتُ: أي طَرَأْت عليهم. وصَبَأ عليه: دَرَأ عليه، وكذلك إذا دَل عليه.
(صبأ) في حديث بني جُذَيْمَة: "كانوا يَقُولُون: صَبأْنَا صَبَأْنَا حين أَسْلمُوا".
يقال: صَبأ فلانٌ في دِيِنهِ صُبُوءًا، إذا خرج منه إلى ديِن غَيْره، من قولهم: صَبَأَت النُّجومُ: إذا خَرَجت من مَطالِعها، وصَبَأَ نابُ البَعيِر: طَلَع، وكانت قُريشٌ تقول لمن يَدخُل في الإسلام: صَبَوْتَ لأنّهم كانوا لا يهَمزِون، فأَبدلوا من الهمزةِ واواً.
وأما الصَّابِئون فقِيلَ: إنه من هذا أيضا؛ لأنهم كانوا يَعبُدون الكَواكب، فدَخَلوا في دِين النَّصارى، وقِيلَ فيه غَيرُ ذلك.
[صبأ] صبَأْتُ على القوم أَصْبَأُ صَبْأً وصُبوءاً، إذا طلَعْتُ عليهم. وصبأ ناب البعير صُبوءاً: طَلَعَ حَدُّهُ. وصبَأَتْ ثَنِيَّةُ الغلام: طَلَعَتْ. واصْبَأَ النجمُ، أي: طَلَعَ الثريَّا. قال الشاعر يصف قحطاً : وأَصْبَأَ النجمُ في غبراَء مُظْلِمَةٍ * كأنه بائس مجتاب أخلاق وصبأ الرجل صُبوءًا، إذا خرج من دينٍ إلى دين. قال أبو عبيدة: صبأ من دينِهِ إلى دينٍ آخر كما تصبأ النجوم، أي تخرج من مطالعها، وصبأ أيضاً، إذا صار صابئا. والصابئون: جنس من أهل الكتاب.
الصاد والباء والهمزة ص ب أ

الصابئونَ قومٌ يَزَعْمُونَ أنهم على دِينِ نُوحٍ بِكَذِبِهِمْ وقِبْلَتُهم من مَهَبِّ الشَّمالِ عند مُنْتَصَفِ النهارِ وقد صَبَأَ يَصْبَأ صُبُوءاً وصَبَأَ يَصْبَأ صَبْأً وصُبُوءاً كلاهما خرج من دِينٍ إلى دِينٍ آخَرَ وصَبَأ عليهم يَصْبَأُ صَبْأً دَلّ وصَبَأَ عليهم صَبْأ وصُبُوءاً وأَصْبَأ كلاهما طَلَعَ وصَبَأَ نابُ الظِّلْفِ والحافرِ يَصْبَأُ صُبُوءاً طَلَعَ وصَبَأَ النَّجمُ والقمرُ يَصْبَأ وأصْبَأ كذلك قال

(وأَصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْراءَ كاسِفةٍ ... كأنَّه بائسٌ مُجْتابُ أخْلاقِ)

وقُدْمَ إليه طَعامٌ فما صَبَأَ ولا أصْبَأَ أي ما وَضَعَ فيه يَدَه عن ابن الأعرابي
صبأ
صَبَأْتُ على القوم أصْبَأُ صَبْأً وصُبُوْءً: إذا طَلعت عليهم. وصَبَأَ ناب البعير صُبُوْءً: طلع حدَّه، وكذلك ثَنِيَّةُ الغلام.
وصَبَأَ الرجل صُبُوْءً: خرج من دين إلى دين آخر، كما تَصْبَأُ النجوم: أي تخرج من مطالعها.
وصَبَأَ - أيضاً -: إذا صار صابِئاً، والصّابئون: جنس من أهل الكتاب.
وصَبَأْتُ على القوم وصَبَعْتُ: وهو أن تدل عليهم غيرهم.
وأصْبَأَ النجم: أي طلع الثُّرَيا، قال أُثيْلَةُ العبدي، ويروى لسلمة بن حنش بن أُثيلة، والأول أصح:
وأصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْرَاءَ كاسِفَةٍ ... كأنَّه بائسٌ مُجتابُ أخْلاقِ
وأصْبَأْتُ القوم أصْبَاءً: إذا هجمت عليهم وأنت لا تشعر بمكانهم، عن أبي زيد، وأنشد:
هوى عليهم مُصبئاً مُنقَضّا ... فغادر الجَمعَ به مُرفَضّا
وقال ابن الأعرابي: قُرِّبَ إليه طعامٌ فما أصبأَ فيه: أي فما وَضَعَ إصبَعَهُ فيه، وقُرِّب إليه طعامٌ فاقتَفَّه والتَمَأه والتَمَأَ عليه.
والتركيبُ يدلُّ على خُروجٍ وبُروز.
صبأ
صبَأَ يَصبَأ، صُبوءًا، فهو صابِئ
• صبَأ الرَّجُلُ: ترك دينَه ودَان بدين آخر. 

صابئة [جمع]: مف صابِئ: من يتركون ديَنهم ويدينون بدين آخر.
• الصَّابِئة: (دن) الصابئون؛ قوم كانوا يعبدون الكواكبَ أو الملائكةَ أو النُّجومَ، ويزعمون أنّهم على ملَّة نوح، وقبلتهم مهبّ ريح الشّمال عند منتصف النَّهار. 

صابِئون [جمع]: مف صابِئ: صابئة، من يتركون ديَنهم ويدينون بدين آخر " {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} ".
• الصَّابِئون: (دن) الصابئة؛ قوم كانوا يعبدون الكواكبَ أو الملائكةَ أو النُّجومَ ويزعمون أنّهم على ملَّة نوح وقبلتهم مهبّ ريح الشّمال عند منتصف النَّهار، ومنهم صابئة تعبد إلهًا واحدًا، وتصلِّي إلى القبلة، وتقرأ الزَّبور " {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ} ". 

صُبوء [مفرد]: مصدر صبَأَ. 
[صبأ] نه: في ح بنى جذيمة: كانوا يقولون لما أسلموا: "صبأنا صبأنا"، من صبأ إذا خرج من دين إلى دين، من صبأ ناب البعير إذا طلع، وكانوا يسمونه صلى الله عليه وسلم الصابيء ومن أسلم مصبوا والمسلمين صباة كقضاة يجعل المهموز معتلًا. ط: لما كان معناه الخروج من دين أحتمل عند خالد أن يكون غير الإسلام ولعله ظن أنهم إنما عدلوا عن أسم الإسلام أنفة من الإنقياد وكان هذا اللفظ مذمومًا ولذا سموا النبي صلى الله عليه وسلم به وأستنكف ثمامة لما قيل له: صبأت، فبدا من خالد ما بدا، وإنما نقم صلى الله عليه وسلم من خالد العجلة وترك التثبت، قوله: حتى إذا كان يوم، أى دفع إلينا وأمرنا بحفظه إلى يوم يأمرنا بقتله، فلما زجد ذلك اليوم أمرنا به، فقلت: لا يقتله أحد منا بل يحفظه حتى يقدم النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: أبرأ إليك، أي أنهى إليك براءتي. ك: طفق خالد يقتل من يقول: صبأنا، ظن أنه لا يكفي في الإخبار عن الإسلام وإن عجز عن تلفظ أسلمنا. وفيه: إلى هذا "الصابىء" قالًا: نعم، هو الذي تعنين، هو بالهمزة ويروى بتسهيل ياء من صبي يصبى المائل، تعنين أي تربدين إشارة إلى ذاته الشريفة لا إلى تسميته، وفيه تخلص حسن إذ فى نعم تقرير ولا تفويت للمقصود، فاستنزلوها أي طلبوا منها النزول عنه. ومنه: قد أو يتم "الصباة" وهو بمد وقصر. ط: "صبأت" قال: لا، ولكني أسلمت، هو بالهمزة؛ فإن قيل: كيف قال لا وقد خرج من دين الشرك؟ قلت: هو من أسلوب حكيم كأنه قال الشرك ليس دينًا حتى أخرج عنه بل أستحدثت دين الله وأسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن قلت: مع تقتضي الشركة! قلت: لا يضر فيكون منه صلى الله عليه وسلم أستدامة ومنه أستحداثًا، قوله: ولا والله، أي لا أرفق بكم فى هذه السنين المجدبة. ومنه: قال: "الصابىء" أي صاحب محمد. غ: ومنه: ("والصابئون").

صبأ: الصابِئون: قوم يَزعُمون أَنهم على دين نوح، عليه السلام، بكذبهم.

وفي الصحاح: جنسٌ من أَهل الكتاب وقِبْلَتُهم من مَهَبِّ الشَّمال عند مُنْتَصَف النهار.

التهذيب، الليث: الصابِئون قوم يُشْبِه دِينُهم دِينَ النَّصارى إِلاَّ

أَنَّ قِبْلَتَهم نحو مَهَبِّ الجَنُوبِ، يَزْعُمون أَنهم على دِين نوحٍ،

وهم كاذبون. وكان يقال للرجلِ إِذا أَسْلمَ في زمن النبي صلى اللّه عليه وسلم: قد صَبَأَ، عَنَوْا أَنه خرج من دين إِلى دين.

وقد صَبَأَ يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً، وصَبُؤَ يَصْبُؤُ صَبْأً وصُبُوءاً كلاهما: خرج من دين إِلى دين آخر، كما تَصْبَأُ النُّجوم أَي تَخْرُجُ من مَطالِعها. وفي التهذيب: صَبَأَ الرَّجُلُ في دينه يَصْبَأُ صُبُوءاً إِذا كان صابِئاً. أَبو إِسحق الزجَّاج في قوله تعالى والصَّابِئين: معناه الخارِجِين من دينٍ إِلى دين. يقال: صَبَأَ فلان يَصْبَأُ إِذا خرج من دينه.

أَبو زيد يقال: أَصْبَأْتُ القومَ إِصْباءً إِذا هجمت عليهم، وأَنت لا

تَشْعرُ بمكانهم، وأَنشد:

هَوَى عليهم مُصْبِئاً مُنْقَضَّا

وفي حديث بني جَذيِمة: كانوا يقولون، لما أَسْلَموا، صَبَأْنا، صَبَأْنا.

وكانت العرب تسمي النبي، صلى اللّه عليه وسلم، الصابِئَ، لأَنه خرج مِن دين قُرَيْش إِلى الإِسلام، ويسمون مَن يدخل في دين الإسلام مَصْبُوّاً، لأَنهم كانوا لا يهمزون، فأَبدلوا من الهمزة واواً، ويسمون المسلمين الصُّباةَ، بغير همز، كأَنه جَمْع الصابي، غير مهموز، كقاضٍ وقُضاةٍ وغازٍ وغُزاةٍ.

وصَبَأَ عليهم يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً وأَصْبأَ كلاهما: طَلَعَ

عليهم. وصَبَأَ نابُ الخُفِّ والظِّلْف والحافِر يَصْبَأُ صُبُوءاً: طَلَعَ

حَدُّه وخرج. وصَبَأَتْ سِنُّ الغلامِ: طَلَعَت. وصبَأَ النجمُ والقمرُ

يَصْبَأُ، وأَصْبأَ: كذلك. وفي الصحاح: أَي طلع الثريَّا. قال الشاعر يصف قحطاً:

وأَصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْراءَ كاسِفةٍ، * كأَنَّه بائِسٌ، مُجْتابُ أَخْلاقِ

وصَبَأَتِ النُّجومُ إِذا ظَهَرَت. وقُدِّم إليه طَعام فما صَبَأَ ولا أَصْبأَ فيه أَي ما وَضَع فيه يَدَه، عن ابن الأَعرابي.

أَبو زيد يقال: صَبَأْت على القوم صَبْأً وصَبَعتُ وهو أَن تَدُلَّ

عليهم غيرهم.

وقال ابن الأَعرابي: صَبَأَ عليه إِذا خَرج عليه ومالَ عليه بالعَداوة.

وجعلَ قوله، عليه الصلاة والسلام، لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبًّى:

فُعَّلاً من هذا خُفِّف همزه. أَراد أَنهم كالحيَّات التي يَمِيل بعضها على بعض.

صب

أ1 صَبَأَ, (S, M, K,) aor. ـَ (M, K,) inf. n. صُبُوْءٌ, (S, M, K, [in the last of which it is implied that this verb in all its senses except the last has صَبْءٌ also for an inf. n., and likewise صَبُؤَ as a syn. form, but this I do not find authorized by any other lexicon,]) said of the tush (S, M, K) of a camel (S, M) and of a cloven-hoofed animal and of a solid-hoofed animal, (M,) and said of a cloven hoof, (K, [but this, I doubt not, is a mistake, for in the place of صَبَأَ الظِّلْفُ والنَّابُ, the reading in the K, I find in the M صَبَأَ نَابُ الظِّلْفِ وَالخُفِّ وَالحَافِرِ, and the like in the L,]) It grew forth; (M, K;) or its point, or extremity, grew forth: (S:) and accord. to the K, it appears that ↓ اصبأ signifies the same; but this is not the case. (TA.) And صَبَأَت said of the ثَنِيَّة [i. e. a central incisor] of a boy, It grew forth. (S.) b2: Also, said of a star, (M, K,) and of the moon, (M,) It rose; and so ↓ اصبأ: (M, K:) or تَصْبَأَ النُّجُومُ the stars come forth from their places of rising: (AO, S:) or صَبَأَتِ النُّجُومُ the stars appeared: (TA:) and النَّجْمُ ↓ اصبأ the Pleiades [antonomastically called النجم] rose. (S.) b3: [Hence,] صَبَأَ, (S, M, K,) or صَبَأَ مِنْ دِينِهِ إِلَى دِينٍ آخَرَ, (AO, S, Msb, *) aor. ـَ (M, Msb, K,) inf. n. صُبُوْءٌ (S, M, K) and صَبْءٌ; and صَبُؤَ, (M, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. صُبُوْءَةٌ; (CK [but not in the TA nor in my MS. copy of the K];) (assumed tropical:) He departed from his religion to another religion; (S, M, Msb, K;) like as the stars come forth from their place of rising. (AO, S.) And صَبَأَ, (S,) or صَبَأَ فِى دِينِهِ, aor. ـَ inf. n. صُبُوْءٌ, (T, TA,) He was, or became, a صَابِئ [or Sabian]. (T, S, TA. [See صَابِئٌ, below.]) b4: And صَبَأَ عَلَيْهِمْ, (S, M,) aor. ـَ (S,) inf. n. صَبْءٌ and صُبُوْءٌ, He came forth upon them; (S, M;) as also ↓ اصبأ: (M:) and accord. to IAar, صَبَأَ عَلَيْهِ he came forth, or went forth, upon him, or against him: and he inclined against him with enmity: (TA:) or he came, or came forth, upon him unexpectedly: whence, he says, the word صُبًّا in the saying of the Prophet, لَتَعُودُونَّ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا, [which see in art. صب,] the said word being of the measure فُعَّلًا, [originally صُبَّأً,] and the ء being suppressed: (L in art. صب:) and ↓ أَصْبَأَهُمْ signifies he came upon them suddenly, not having knowledge of their place. (K.) A2: One says also, صَبَأَ عَلَيْهِمُ العَدُوَّ, (M, * K,) aor. ـَ inf. n. صَبْءٌ; (M;) as also صَبَعَ; (TA;) He guided to them (M, K) the enemy: (K:) mentioned by IAar, from Az. (TA.) b2: And قُدِّمَ

↓ إِلَيْهِ طَعَامٌ فَمَا صَبَأَ وَلَا أَصْبَأَ Food was presented to him, and he did not put (M, K *) his hand (M) or his finger (إِصْبَعَهُ K) into it, or upon it: (M,) K: [see also صَبَعَ:]) mentioned by IAar. (M.) And صَبَأَ فِى الطَّعَامِ, aor. ـُ He [app. a camel] put his head into the food: as also صَبَغَ. (O in art. صبغ.) And صَبَأَتْ فِيهَا رَأْسَهَا [or فِيهِ, She put her head into it]; like صَبَغَتْ. (TA in that art.) 4 أَصْبَاَ see the preceding paragraph, in six places.

صَابِئٌ [part. n. of صَبَأَ: and as such signifying] One who departs from his religion to another religion. (Msb.) The Arabs used to call the Prophet الصَّابِى [for الصَّابِئُ], because he departed from the religion of Kureysh to El-Islám; and him who entered the religion of El-Islám, مَصْبُوٌّ, changing the ء to و; and the Muslims [collectively], الصُّبَاةٌ, as though pl. of الصَّابِىِ, without ء, like قُضَاةٌ and غُزَاةٌ pls. of قَاضٍ and غَازٍ. (TA.) And [the pl.] الصَّابِئُونَ in the Kur [v. 73, &c.,] is said by Zj to mean Those who depart from one religion to another. (TA.) b2: Then this appellation, صَابِئٌ, was applied to [Any individual of] a certain sect of the unbelievers, [the Sabians,] said to worship the stars secretly, and openly to profess themselves to belong to the Christians: they are called الصَّابِئَةُ and الضَّابِئُونَ: and they assert that they are of the religion of Sábi the son of Sheyth [or Seth] the son of Adam: their appellation may also be pronounced الصَّابِيُونَ, and thus Náfi' read it [in the Kur]: (Msb:) or the صَابِئُونَ are a certain class of the people who possess revealed scripture: (S:) or a people whose religion resembles that of the Christians, except that their kibleh is towards the place whence blows the [south, or southerly, wind called] جَنُوب: (Lth, T, TA:) [or] whose kibleh is from (مِنْ [or this may mean some point of]) the place whence blows the [north, or northerly, wind called] شَمَال at midday: (M, K:) or, accord. to some, their kibleh is the Kaabeh: (MF:) and they assert that they are of the religion of Noah, (Lth, T, M, K,) lyingly: (Lth, T, M:) in the R it is said that they are thus called in relation to Sábi the son of Lámak [or Lamech], the brother of Noah: Bd says, it is said that they are worshippers of the angels: and it is said that they are worshippers of the stars: and that their appellation is Arabic; from صَبَأَ “ he departed from a religion; ” or from صَبَا “ he inclined,” because of their inclining from truth to falsehood. (MF, TA.)

رَبَدَ

رَبَدَ رُبُوداً: أقامَ، وحَبَسَ. وكمِنْبَرٍ: المَحْبَسُ، والجَرينُ،
وع بالبَصْرَةِ.
والرُّبْدَةُ، بالضم: لَوْنٌ إلى الغُبْرَةِ، وقد ارْبَدَّ وارْبادَّ.
والرَّبْداءُ: المُنْكَرَةُ،
وـ من المَعَزِ: السَّوْداءُ المُنَقَّطَةُ بحُمْرَةٍ.
والأَرْبَدُ: حَيَّةٌ خَبيثَةٌ، والأَسَدُ،
كالمُــتَرَبِّد، وابنُ ضابئٍ، وابنُ شُرَيْحٍ، وابنُ رَبيعةَ: شُعَراءُ.
وتَرَبَّدَ: تَغَيَّرَ،
وـ السماءُ: تَغَيَّمَتْ، وتَعَبَّسَ. وكصُرَدٍ: الفِرِنْدُ.
والرَّبيدُ: تَمْرٌ مُنَضَّدٌ نُضِحَ عليه الماءُ، وبهاءٍ: قِمَطْرُ المَحاضِرِ.
والرَّابِدُ: الخازِنُ.
والمُرَبَّدُ: المُوَلَّعُ بِسَوادٍ وبياضٍ. وقد ارْبَدَّ وارْبادَّ، كاحْمَرَّ واحْمارَّ. وأرْبَدَةُ، أو أرْبَدُ التَّميمِيُّ: تابِعيٌّ.
ومِرْبَدُ النَّعَمِ، كمِنْبَرٍ: ع قُرْبَ المدينةِ.
(رَبَدَ)
(هـ) فِيهِ «إنَّ مسجدَه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِرْبَداً لِيَتيمَيْن» الْمِرْبَدُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُحْبَس فِيهِ الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ، وَبِهِ سُمِّيَ مِرْبَدَ الْمَدِينَةِ والبَصْرة. وَهُوَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، مِنْ رَبَدَ بِالْمَكَانِ إِذَا أَقَامَ فِيهِ. ورَبَدَهُ إِذَا حَبَسه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُ تَيَمَّم بِمِرْبَدِ النَّعَم» والْمِرْبَدُ أَيْضًا: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُجْعَل فِيهِ التَّمر ليَنْشَف، كالبَيْدَر للحِنْطة. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبابة يَسُدّ ثَعْلبَ مِرْبَده بإزارِه» يَعْنِي مَوْضِعَ تَمْره.
(س) وَفِي حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ «إِنَّهُ كَانَ يَعْمل رَبَداً بِمَكَّةَ» الرَّبَدُ بِفَتْحِ الْبَاءِ: الطِين، والرَّبَّادُ: الطَّيَّان: أَيْ بِناء مِنْ طِينٍ كالسِّكْر، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الرَّبْدِ: الحبْس؛ لِأَنَّهُ يَحْبِس الْمَاءَ. ويُروَى بِالزَّايِ وَالنُّونِ. وَسَيَجِيءُ فِي مَوْضِعِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّهُ كَانَ إِذَا نَزل عَلَيْهِ الوحْيُ ارْبَدَّ وجْهُه» أَيْ تغيَّر إِلَى الغُبْرة. وَقِيلَ الرُّبْدَةُ:
لوْن بَيْنَ السَّواد والغُبْرة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيفة فِي الفِتَن «أيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها صَارَ مُرْبَدّاً» وَفِي رِوَايَةٍ «صَارَ مُرْبَادّاً» هُمَا مِنِ ارْبَدَّ وارْبَادَّ. وَيُرِيدُ ارْبِدَادَ الْقَلْبِ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى لَا الصُّورَةِ، فَإِنَّ لَوْنَ الْقَلْبِ إِلَى السَّوَادِ مَا هُوَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمرو بْنِ الْعَاصِ «إِنَّهُ قَامَ مِنْ عِنْدِ عُمر مُرْبَدَّ الوَجْه فِي كلامٍ أُسْمِعَه» .

الشُّبْرُمُ

الشُّبْرُمُ، كقُنْفُذٍ: القَصيرُ، ويُفْتَحُ، والبَخيلُ، وماءٌ قُرْبَ الكوفَةِ لبَني عِجْلٍ، وشَجَرٌ ذو شَوْكٍ، يقالُ: يَنْفَعُ من الوَباءِ، ونَباتٌ آخَرُ له حَبٌّ كالعَدَسِ، وأصْلٌ غَليظٌ مَلآنُ لَبَنَاَ، والكُلُّ مُسْهِلٌ، واسْتِعْمالُ لَبَنِه خَطِرٌ، وإنما يُسْتَعْمَلُ أصْلُه مُصْلَحاً، بأَنْ يُنْقَعَ في الحَليبِ يَوْماً ولَيْلَةً، ويُجَدَّدَ اللَّبَنُ ثَلاثَ مرَّاتٍ، ثم يُجَفَّفَ، ويُنْقَعَ في عَصيرِ الهِنْدِبا والرازِيانِجِ، ويُتْرَكَ ثلاثةَ أيَّامٍ، ثم يُجَفَّفَ، ويُعْمَلَ منه أقراصٌ مع شيءٍ من الــتُّرْبُدِ والهَليلَجِ والصَّبِرِ فإنَّهُ دواءٌ فائقٌ.
والشُّبْرُمَةُ، بالضم: السِّنَّوْرَةُ،
وما انْتَثَر منَ الحبْلِ والغَزْلِ، كالمُشَبْرَمِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.