للشيخ، زين الدين: قاسم بن قطلوبغا الفقيه، الحنفي، المصري.
المتوفى: سنة 879، تسع وسبعين وثمانمائة.
جــأب: الجَــأْبُ: الحِمار الغَلِيظُ من حُمُر الوَحْشِ،يهمز ولا يهمز، والجمع جُؤُوبٌ. وكاهِلٌ جَــأْبٌ: غَلِيظٌ. وخَلْقٌ جَــأْبٌ: جافٍ غليظٌ. قال الراعي:
فلم يَبْقَ إِلا آلُ كلِّ نَجيبةٍ، * لها كاهِلٌ جَــأْبٌ، وصُلْبٌ مُكَدَّحُ
والجَــأْبُ: الـمَغَرةُ. ابن الأَعرابي: جَبَأَ وجَــأَبَ إِذا باعَ الجَــأْبَ، وهو الـمَغَرةُ.
ويقال للظَّبْيةِ حين يَطْلُعُ قَرْنُها: جَــأْبــةُ الـمِدْرَى، وأَبــو عبيدة لا يهمزه. قال بِشْر:
تَعَرُّضَ جَــأْبــةِ المِدْرَى، خَذُولٍ، * بِصاحةَ، في أَسِرَّتِها السَّلامُ
وصاحةُ جبلٌ. والسَّلامُ شَجر. وإِنما قيل جَــأْبــةُ المِدْرَى لأَنَّ
القَرْنَ أَوَّلَ ما يَطْلُعُ يكونُ غَلِيظاً ثم يَدِقُّ، فنَبَّه بذلك على صِغَرِ سِنها. ويقال: فلان شَخْتُ الآلِ، جَــأْبُ الصَّبْرِ، أَي دقيقُ الشخْصِ غليظ الصَّبْر في الأُمور.
والجَــأْبُ: الكَسْبُ. وجَــأَبَ يَجْــأَبُ جَــأْبــاً: كسَبَ. قال رؤْبة بن العجاج:
حتى خَشِيتُ أَن يكونَ رَبِّي
يَطْلُبُنِي، مِنْ عَمَلٍ، بذَنْبِ،
واللّه راعٍ عَمَلِي وجَــأْبــــــي
ويروى وَاعٍ. والجَــأْبُ: السُّرَّةُ. ابن بُزُرْجَ: جَــأْبــةُ البَطْنِ وجَبْأَتُه: مَأْنَتُه.
والجُؤْبُ: دِرْعٌ تَلْبَسُه المرأَةُ.
ودارةُ الجَــأْبِ: موضعٌ، عن كراع. وقول الشاعر:
وكأَنّ مُهْري كانَ مُحْتَفِراً، * بقَفا الأَسِنَّةِ، مَغْرةَ الجَــأْبِ(1)
(1 قوله «وكأن مهري إلخ» لم نظفر بهذا البيت فانظر قوله بقفا الاسنة.)
قال: الجَــأْبُ ماء لبني هُجَيم عند مَغْرةَ عندهم.
ذأب: الذِّئْبُ: كَلْبُ البَرِّ، والجمعُ أَذْؤُبٌ، في القليل، وذِئابٌ
وذُؤْبانٌ؛ والأُنثَى ذِئْبَةٌ، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ، وأَصله الـهَمْز.
وفي حديث الغار: فيُصْبِحُ في ذُوبانِ الناسِ. يقال لِصعالِيك العرب ولُصُوصِها: ذُوبانٌ، لأَنهم كالذِّئابِ. وذكره ابن الأَثير في ذَوَبَ، قال:
والأَصل في ذُوبان الهمزُ، ولكنه خُفِّفَ، فانْقَلَبت واواً.
وأَرْضٌ مَذْــأَبــةٌ: كثِـيرة الذِّئابِ، كقولك أَرضٌ مَـأْسَدَةٌ، من الأَسَد. قال أَبــو علي في التذكرة: وناسٌ من قَيْس يقولون مذيَبة، فلا
يَهْمِزون، وتعليل ذلك أَنه خُفِّفَ الذِّئْبُ تَخْفيفاً بَدَلِـيّاً صحيحاً، فجاءَت الهمزة ياءً، فلَزِمَ ذلك عندَه، في تَصْرِيفِ الكلمة.
وذُئِبَ الرَّجُلُ: إِذا أَصابَه الذِّئْبُ.
ورجلٌ مَذْؤُوبٌ: وقَع الذِّئْبُ في غَنَمِه، تقول منه: ذُئِبَ الرَّجُلُ، على فُعِلَ؛ وقوله أَنشده ثعلب:
هاعٍ يُمَظِّعُني، ويُصْبِحُ سادِراً، * سَدِكاً بلَحْمِـي، ذِئْبُه لا يَشْبَعُ
عَنَى بِذِئْبِه لسانَه أَي إِنه يأْكلُ عِرْضَه، كما يأْكلُ الذِّئْبُ الغنمَ.
وذُؤْبانُ العرب: لُصُوصُهم وصَعالِـيكُهُمُ الذين يَتَلَصَّصون
ويَتَصَعْلَكُونَ.
وذِئابُ الغَضَى: بنو كعب بن مالك بن حنظلة، سُمُّوا بذلك لخُبْثِهم، لأَن ذِئْبَ الغَضَى أَخْبَثُ الذِّئَابِ.
وذَؤُبَ الرجلُ يَذْؤُبُ ذَآبَةً، وذَئِبَ وتَذَــأَّبَ: خَبُثَ، وصار كالذِّئْبِ خُبْثاً ودَهاءً.
واسْتَذْــأَبَ النَّقَدُ: صارَ كالذِّئْب؛ يُضْرَبُ مثلاً للذُّلاّن إِذا عَلَوا الأَعِزَّة.
وتَذَــأَّبَ الناقةَ وتَذَــأَّبَ لَـها: وهو أَن يَسْتَخْفِـيَ لها إِذا عَطَفَها على غير ولَدِها، مُتَشَبِّهاً لها بالسَّبُعِ، لتكون أَرْأَمَ عليه؛ هذا تعبير أَبــي عبيد.
قال: وأَحسن منه أَن يقول: مُتَشَبِّهاً لها بالذِّئْبِ، لـيَتَبَـيَّن الاِشْتقاقُ. وتَذَــأَّبَــتِ الرِّيحُ وتَذَاءَبَتْ: اخْتَلَفَتْ، وجاءَتْ من هُنا وهُنا. وتَذَــأَّبْـــتُه وتَذاءَبْـتُه: تَدَاولْـتُه، وأَصْلُه من الذِّئْبِ إِذا حَذِرَ من وجهٍ جاءَ من آخَر. أَبــو عبيد: الـمُتَذَئِّبَة والـمُتَذائِبَةُ، بوَزنِ مُتَفَعِّلة ومُتَفاعِلَة: من الرِّياح التي تَجِـيءُ من هَهُنا مرَّةً ومن ههنا مرَّةً؛ أُخِذَ من فِعْل
الذِّئْبِ، لأَنه يأْتي كذلك. قال ذوالرُّمة، يذكر ثوراً وَحْشِـيّاً:
فباتَ يُشْئِزهُ ثَـأْدٌ، ويُسْهِرُه * تَذَؤُّبُ الرِّيح، والوَسْواسُ والـهِضَبُ
وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: خَرَجَ منكم جُنَيْدٌ مُتَذائِبٌ
ضَعِـيفٌ؛ الـمُتَذائِبُ: الـمُضْطَرِبُ، من قولهم: تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ،
اضْطرب هبوبُها. وغَرْبٌ ذَــأْبٌ: مُخْتَلَفٌ به؛ قال أَبــو عبيدة، قال
الأَصمعي: ولا أُراهُ أُخِذَ إِلا من تَذَؤُّبِ الرِّيحِ، وهو اخْتِلافُها،
فشُبِّه اخْتلافُ البَعيرِ في الـمَنْحاةِ بها؛ وقيل: غَرْبٌ ذَــأْبٌ، على
مثالِ فَعْلٍ: كثيرةُ الحركةِ بالصُّعُودِ والنُّزول. والـمَذْؤُوبُ:
الفَزِعُ.
وذُئِبَ الرجُل: فَزِعَ من الذِّئْبِ.
وذَــأَّبْــتُه: فَزَّعْتُه.
وذَئِب وأَذْــأَبَ: فَزِع من أَيِّ شيءٍ كان. قال الدُّبَيْرِيُّ:
إِني، إِذا ما لَيْثُ قَوْمٍ هَرَبا، * فسَقَطَتْ نَخْوَتُه وأَذْــأَبــا
قال: وحقيقتُه من الذِّئبِ.
ويقال للذي أَفْزَعَتْه الجِنُّ: تَذَــأَّبَــتْه وتَذَعَّبَتْه.
وقالوا: رَماه اللّهُ بداءِ الذِّئبِ، يَعْنُونَ الجُوعَ، لأَنهم يَزْعُمونَ أَنه لا داءَ له غيرُ ذلك.
وبنُو الذِّئبِ: بَطْنٌ من الأَزْدِ، منهم سَطِـيحٌ الكاهنُ؛ قال الأَعشى:
ما نَظَرَتْ ذاتُ أَشْفارٍ كنَظْرَتِها * حَقّاً، كما صَدَقَ الذِّئْبِـيُّ، إِذ سَجَعا
وابنُ الذِّئْبةِ: الثَّقَفِـيُّ، من شُعرائِهِم.
ودارةُ الذِّئبِ: موضعٌ. ويقال للمرأَةِ التي تُسَوِّي مَرْكَبَها: ما
أَحْسَنَ ما ذَــأَبَــتْه! قال الطِّرمَّاح:
كلُّ مَشْكُوكٍ عَصافِيرُه، * ذَــأَبَــتْه نِسْوَةٌ من جُذامْ
وذَــأَبْــتُ الشيءَ: جَمَعْته.
والذُّؤَابةُ: النَّاصِيةُ لنَوَسانِها؛ وقيل: الذُّؤَابةُ مَنْبِتُ الناصيةِ من الرأْس، والجَمْعُ الذَّوائِبُ. وكان الأَصلُ ذَآئبَ، وهو القياسُ، مثل دُعابةٍ ودَعائِبَ، لكنه لـمَّا التَقَتْ همزتان بينهما أَلِفٌ لَيِّنةٌ، لَيَّـنُوا الهمزة الأولى، فقَلَبُوها واواً، اسْتِثقالاً لالتقاءِ همزتين في كلمة واحدةٍ؛ وقيل: كان الأَصلُ (1)
(1 قوله «وقيل كان الأصل إلخ» هذه عبارة الصحاح والتي قبلها عبارة المحكم.) ذَآئبَ، لأَن أَلِف ذُؤَابةٍ كأَلِفِ رِسالَةٍ، فحقُّها أَنْ تُبْدَل منها همزةٌ في الجمع، لكنهم اسْتَثْقَلوا أَن تقَع أَلِف الجمع بين الهمزتين، فــأَبــدلوا من الأُولى واواً. أَبــو زيد: ذُؤَابة الرأْسِ: هي التي أَحاطَتْ بالدَوَّارة من الشَّعَر. وفي حديث دَغْفَلٍ وأَبــي بكرٍ: إِنَّكَ لستَ من ذَوائِبِ قُرَيْشٍ؛ هي جمع ذُؤَابةٍ، وهي الشَّعَر الـمَضْفورُ من شَعَرِ الرأْسِ؛ وذُؤَابَةُ الجَبَلِ: أَعْلاه، ثم اسْتُعيرَ للعِزِّ والشَّرَف والـمَرْتَبة أَي لستَ من أَشرافِهِم وذَوِي أَقْدارِهم.
وغُلامٌ مُذَــأَّبٌ: له ذُؤَابة. وذُؤَابةُ الفَرَسِ: شَعَرٌ في الرأْسِ،
في أَعْلى النَّاصِـية.
أَبــو عمرو: الذِّئْبانُ الشَّعَر على عُنُقِ البعيرِ ومِشْفَرِه. وقال
الفَرَّاءُ: الذِّئْبانُ بَقِـيَّة الوَبَر؛ قال: وهو واحدٌ. قال الشيخ
أَبــو محمد بن بري: لم يذكر الجوهريّ شاهداً على هذا. قال: ورأَيتُ في الحاشية بيتاً شاهداً عليه لكُثير، يصف ناقة:
عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَرِيَّة، * مَريش، بذئْبانِ السَّبِـيبِ، تَلِـيلُها
والعَسُوفُ: التي تَمُرُّ على غيرِ هدايةٍ، فتَرْكَبُ رأْسها في
السَّـيْر، ولا يَثْنِـيها شيءٌ. والأَجْوازُ: الأَوْساطُ. وحِمْيَرِيَّة: أَراد
مَهْرِية، لأَن مَهْرة من حِمْيَر. والتَّلِـيلُ: العُنق. والسَّبِـيبُ:
الشَّعَرُ الذي يكونُ مُتَدَلِّياً على وجه الفَرَسِ من ناصِـيَتِه؛ جَعل
الشَّعَر الذي على عيْنَي الناقة بمنزلة السَّبِـيبِ.
وذُؤَابةُ النَّعْلِ: الـمُتَعَلِّقُ من القِبالِ؛ وذُؤَابة النَّعْلِ: ما أَصابَ الأَرضَ من الـمُرْسَلِ على القَدَم لتَحَرُّكِه. وذُؤَابةُ كلِّ شيءٍ أَعلاه، وجَمْعُها ذُؤَابٌ؛ قال أَبــو ذؤيب:
بأَرْي التي تَـأْري اليَعاسيبُ، أَصْبَحَتْ * إِلى شاهِقٍ، دُونَ السَّماءِ، ذُؤَابُها
قال: وقد يكون ذُؤَابُها من بابِ سَلٍّ وسَلَّةٍ. والذُّؤَابَةُ: الجِلْدَة الـمُعَلَّقَة على آخِر الرَّحْلِ، وهي العَذبَة؛ وأَنشد الأَزهري،
في ترجمة عذب في
هذا المكان:
قَالُوا: صَدَقْتَ ورَفَّعُوا، لـمَطِـيِّهِمْ، * سَيْراً، يُطِـيرُ ذَوائِبَ الأَكْوارِ
وذُؤَابَة السَّيْفِ: عِلاقَةُ قائِمِه. والذُّؤَابَةُ: شَعَرٌ مَضْفُور، ومَوْضِعُها من الرَّأْسِ ذُؤَابَةٌ، وكذلك ذُؤَابةُ العِزِّ والشَّرَف. وذُؤَابة العِزِّ والشَّرَف: أَرْفَعُه على الـمَثَلِ، والجَمْع من ذلك كلِّه ذَوائِبُ. ويقال: هم ذُؤَابَة قَوْمِهِمْ أَي أَشْرافُهُم، وهو في ذُؤَابَةِ قَوْمِه أَي أَعْلاهُم؛ أُخِذوا من ذُؤَابَةِ الرَّأْسِ.
واسْتَعارَ بعضُ الشُّعراءِ الذَّوائِبَ للنَّخْل؛ فقال:
جُمّ الذَّوائِب تَنْمِـي، وهْيَ آوِيَةٌ، * ولا يُخافُ، على حافاتِها، السَّرَق
والذِّئْبَةُ من الرَّحْلِ، والقَتَبِ، والإِكافِ ونحوِها، ما تَحْتَ مُقَدَّمِ مُلْتَقَى الـحِنْوَيْن، وهو الذي يَعَضُّ على مِنْسَجِ الدَّابَّةِ؛ قال:
وقَتَبٍ ذِئْبَتُه كالـمِنْجَلِ
وقيل: الذِّئْبَةُ: فُرْجَةُ ما بَيْنَ دَفَّتَي الرَّحْلِ والسَّرْجِ والغَبِـيطِ أَيّ ذلك كان.
وقال ابن الأَعرابي: ذِئْبُ الرَّحْلِ أَحْناؤُه من مُقَدَّمِه.
وذَــأَبَ الرَّحْلَ: عَمِلَ لَه ذِئْبةً.
وقَتَبٌ مُذَــأَّبٌ وغَبِـيطٌ مُذَــأَبٌ: إِذا جُعِلَ له فُرْجَة؛ وفي الصحاح: إِذا جُعِلَ له ذُؤَابَةٌ؛ قال لبيد:
فكَلَّفْتُها هَمِّي، فآبَتْ رَذِيَّـةً * طَلِـيحاً، كأَلْواحِ الغَبِـيطِ الـمُذَــأَبِ
وقال امرؤُ القيس:
له كَفَلٌ، كالدِّعْصِ، لَبَّدَه النَّدى * إِلى حارِكٍ، مِثلِ الغَبِـيطِ الـمُذأَبِ
والذِّئْبةُ: دَاءٌ يأْخُذُ الدَّوابَّ في حُلُوقِها؛ يقال: بِرْذوْنٌ مَذْؤُوبٌ: أَخَذَتْهُ الذِّئْبَةُ. التهذيب: من أَدْواءِ الخَيْلِ الذِّئْبَةُ، وقد ذُئِبَ الفَرسُ، فهو مَذْؤُوبٌ إِذا أَصابَه هذا الدَّاءُ؛ ويُنْقَبُ عنه بحديدةٍ في أَصلِ أُذُنِهِ، فيُسْتَخْرَجُ منه غُدَدٌ صِغارٌ بيضٌ، أَصْغَرُ من لُبِّ الجَاوَرْسِ.
وذَــأَبَ الرَّجُلَ: طَرَدَه وضَرَبَه كذَأَمَه، حكاه اللحياني. وذَــأَبَ
الإِبِلَ يَذْــأَبُــها ذَــأْبــاً: ساقَها. وذَــأَبَــه ذَــأْبــاً: حَقَّرَه وطَرَدَه، وذَأَمَه ذَأْماً؛ ومنه قوله تعالى: مَذْؤُوماً مَدْحوراً.
والذَّــأْبُ: الذَّمُّ، هذه عن كُراع. والذَّــأْبُ: صَوْتٌ شديدٌ، عنه أَيضاً.
وذُؤَابٌ وذُؤَيْبٌ: اسْمانِ.
وذُؤَيْبَة: قبيلَةٌ من هذيل؛ قال الشاعر:
عَدَوْنا عَدْوَةً، لا شَكَّ فِـيها، * فَخِلْناهُم ذُؤَيْبَةَ، أَو حَبِـيبَا
وحَبِـيبٌ: قبيلَةٌ أَيضاً.
وأَب: حافرٌ وأْبٌ: شديدٌ، مُنْضَمُّ السَّنابِك، خفيفٌ؛ وقيل: هو
الجَيِّدُ القَدْرِ؛ وقيل: هو الـمُقَعَّبُ، الكثيرُ الأَخْذِ من الأَرض؛ قال
الشاعر:
بكُلِّ وَــأْبٍ للـحَصَى رَضّاحِ، * ليسَ بمُصْطَرٍّ، ولا فِرْشاحِ
وقد وَــأَبَ وَــأْبــاً. التهذيبُ: حافِرٌ وَــأْبٌ إِذا كان قَدْراً، لا واسعاً عَريضاً، ولا مَصْرُوراً. الأَزهري: وأَبَ الحافِرُ يَـــأَبُ وَــأْبَـــةً
إِذا انضَمَّتْ سِنابِكُه. وإِنه لَوَــأْبُ الحافر؛ وحافِرٌ وَــأْبٌ: حَفيظٌ. وقَدَحٌ وَــأْبٌ: ضَخْمٌ، مُقَعَّب، واسعٌ. وإِناءٌ وَــأْبٌ: واسعٌ، والجمعُ أَوْآبٌ؛ وقِدْرٌ وَــأْبــةٌ: كذلك. التهذيب: وقِدْرٌ وَئِـيبةٌ، على فَعيلة، مِن الحافر الوَــأْبِ. وقِدْرٌ وَئيَّةٌ، بِـياءَين، مِن الفَرَس الوَآةِ، وسيذكر في المعتل. وبئر وَــأْبــةٌ: واسعةٌ بعيدة؛ وقيل: بعيدةُ القَعْرِ فقط. والوَــأْبــةُ: النقْرة في الصَّخْرَة تُمْسِكُ الماء. الجوهري: الوَــأْبُ البعير العظيم. وناقَة وَــأْبــةٌ: قصيرة عريضة، وكذلك المرأَة.
والوَئيبُ: الرَّغِـيبُ.
والإِبةُ والتُؤَبةُ، على البدل، والـمَوْئِبةُ: كلها الخِزْيُ، والـحَياءُ، والانْقِـباضُ. والـمُوئباتُ، مثل الـمُوغِـبات، الـمُخْزِياتُ. والوَــأْبُ: الانْقِـباضُ والاسْتِحْياءُ. أَبــو عبيد: الإِبةُ العَيْب؛ قال ذو الرُّمَّة يهجو امْرَأَ القَيْسِ، رجُلاً كان يُعادِيه:
أَضَعْنَ مَواقِتَ الصَّلَواتِ عَمْداً، * وحالَفْنَ الـمَشاعِلَ والجِرَارا
إِذا الـمَرَئيُّ شَبَّ له بناتٌ، * عَصَبْنَ برَأْسِهِ إِبةً وعارا
قال ابنُ بَرِّيّ: الـمَرَئيُّ مَنْسُوب إِلى امرئِ القَيس، على غير
قياس، وكان قياسه مَرْئـيّ، بسكون الراءِ، على وَزْنِ مَرْعِـيّ.
والـمَشاعِلُ: جمع مِشْعَل، وهو إِناءٌ من جُلُود، تُنْتَبَذُ فيه
الخمر.أَبــو عمرو الشَّيبانيُّ: التُّـؤَبَةُ الاستحياءُ، وأَصلُها وُــأَبــة،
مأْخوذٌ من الإِبَةِ، وهي العَيْبُ. قال أَبــو عمرو: تَغَدَّى عندي أَعرابـيّ فصيح، من بني أَسَد، فلما رفع يده، قلت له:ازْدَد! فقال: واللّه ما طعامُك يا أَبــا عمرو بذي تُـؤَبةٍ أَي لا يُسْتَحْيا من أَكْله، وأَصْلُ التاءِ واو. ووَــأَب منه واتَّـــأَبَ: خَزِيَ واستَحْيا. وأَوْــأَبــه،
وأَتـْـــأَبَــه: رَدَّه بخزي وعار، والتاء في كل ذلك بدل من الواو. ونَكَحَ فلانٌ في إِبةٍ: وهو العارُ وما يُسْتَحْيا منه، والهاءُ عوض من الواو.
وأَوْــأَبْــتُه: رَدَدْتُه عن حاجته. التهذيب: وقد اتَّـــأَبَ الرجلُ من الشيءِ يَتَّئِبُ، فهو مُتَّئِبٌ: اسْتحيا، افْتِعالٌ؛ قال الأَعشى يمدح هَوْذَةَ بنَ عليٍّ الـحَنَفِيِّ:
مَنْ يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيرَ مُتَّئِبٍ، * إِذا تَعَمَّمَ فَوْقَ التَّاج، أَو وَضَعا
التهذيب: وهو افْتِعالٌ، مِن الإِبةِ والوَــأْبِ.
وقد وَــأَبَ يَئِبُ إِذا أَنِفَ، وأَوْــأَبْــتُ الرجلَ إِذا فَعَلْتَ به فِعْلاً يُسْتَحْيا منه؛ وأَنشد شمر:
وإِني لَكَيْءٌ عن الـمُوئِـبات، * إِذا ما الرَّطِـئُ انْمأَى مَرْتَؤُهْ
الرَّطِـيءُ: الأَحْمَقُ. مَرْتَـؤُه: حُمْقُه. ووَثِبَ: غَضِبَ، وأَوْــأَبْــتُهُ أَنا.
والوَــأْبــةُ، بالباءِ، الـمُقارِبة الخَلْقِ.
دأب: الدَّــأْبُ: العادَة والـمُلازَمَة. يقال: ما زال ذلك دِينَكَ
ودَــأْبَــكَ، ودَيْدَنَكَ ودَيْدَبُونَكَ، كلُّه من العادَة.
دَــأَبَ فلانٌ في عَمَلِه أَي جَدَّ وتَعِبَ، يَدْــأَبُ دَــأْبــاً ودَــأَبــاً ودُؤُوباً، فهو دَئِبٌ؛ قال الراجز:
راحَتْ كما راحَ أَبــو رِئَالِ، قَاهِي الفُؤَادِ، دَئِبُ الإِجْفالِ
وفي الصحاح: فهو دائب؛ وأَنشد هذا الرجَزَ: دائبُ الاجْفالِ. وأَدْــأَبَ غيره، وكلُّ ما أَدَمْتَه فقد أَدْــأَبْــتَه. وأَدْــأَبَــه: أَحْوَجَه إِلى
الدُّؤُوبِ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
إِذا تَوافَوْا أَدَبُوا أَخاهُم
قال: أَراد أَدْــأَبُــوا أَخاهُم، فخفَّف لأَن هذا الراجز لم تكن لُغَتُه
الهمز، وليس ذلك لضَرورةِ شِعْرٍ، لأَنه لو همز لكان الجُزْءُ أَتمَّ.
والدُّؤُوبُ: المبالَغَة في السَّيْر.
وأَدْــأَبَ الرجلُ الدَّابَّة إِدْآباً إِذا أَتْعَبَها، والفِعلُ اللازم دَــأَبَــتِ الناقَةُ تَدْــأَبُ دُؤُوباً، ورجلٌ دَؤُوبٌ على الشيءِ. وفي حديث البعيرِ الذي سَجَدَ له، صلى اللّه عليه وسلم، فقال لصاحبه: إِنه يَشْكو إِليَّ أَنـَّكَ تُجِيعُه وتُدْئِبُه أَي تَكُدُّه وتُتْعِبُه؛ وقوله أَنشده ثعلب:
يُلِحْنَ مِن ذي دَــأَبٍ شِرْواطِ
فسَّره فقال: الدَّــأَبُ: السَّوْق الشديدُ والطَّرْدُ، وهو من الأَوَّل.
ورواية يعقوب: من ذِي زَجَلٍ.
والدَّــأْبُ والدَّــأَب، بالتَّحْرِيك: العادةُ والشَّأْن. قال الفرّاءُ:
أَصله من دَــأَبْــت إِلاّ أَن العرب حَوَّلَتْ معناه إِلى الشَّأْنِ. وفي
الحديث: عليكم بقيامِ الليلِ، فإِنه دَــأْبُ الصالحِينَ قَبْلَكم. الدَّــأْبُ:
العادةُ والشَّأْنُ، هو مِنْ دَــأَبَ في العَمَل إِذا جَدَّ وتَعِبَ. وفي
الحديث: فكان دَــأْبــي ودَــأْبــهم. وقوله، عز وجل: مثلَ دَــأْبِ قومِ نوحٍ؛ أَي مِثلَ عادةِ قوم نوحٍ، وجاءَ في التفسير: مثلَ حالِ قَومِ نوحٍ.
الأَزهري: قال الزجاج في قوله تعالى: كَدَــأْبِ آلِ فِرْعَون؛ أَي كشأْنِ آل فِرْعون، وكأَمـْرِ آل فِرْعون؛ كذا قال أَهل اللغة. قال الأَزهري: والقولُ عندِي فيه، واللّه أَعلم، أَن دَــأْبَ ههنا اجتِهادهم في كُفْرِهِم، وتَظاهُرُهُم على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كتَظَاهُرِ آلِ فرعون على موسى، عليه السلامُ.
يقال دَــأَبْــتُ أَدْــأَبُ دَــأْبــاً ودَــأَبــاً ودُؤُوباً إِذا اجتهدت في الشيءِ.
والدائِبانِ: الليلُ والنهارُ.
وبَنُو دَوْــأَبٍ: حَيٌّ من غَنِيٍّ. قال ذو الرُّمة:
بَني دَوْــأَبٍ !إِنِّي وجَدْتُ فَوارسِي * أَزِمَّةَ غارَاتِ الصَّباحِ الدَّوَالِقِ
قــأب: قَـــأَب الطعامَ: أَكَله. وقَـــأَبَ الماءَ: شَرِبه؛ وقيل: شَرِبَ
كلَّ ما في الإِناء؛ قال أَبــو نُخَيْلَة:
أَشْلَيْتُ عَنْزِي، وَمَسَحْتُ قَعْبي، * ثم تَهَيَّـأْتُ لِشُرْبِ قــأْبِ
وقَئِبْتُ من الشَّراب أَقْـــأَبُ قَـــأْبــاً إِذا شَرِبْتَ منه. الليث: قَئِبْتُ من الشَّراب، وقَـــأَبْــتُ، لغة، إِذا امْتَـلأْتَ منه. الجوهري: قَئِبَ الرجلُ إِذا أَكثر من شرب الماء. وقَئِبَ من الشراب قَـــأْبــاً، مثل صَئِبَ: أَكثر وتَمَـَّلأَ.
ورجل مِقْـــأَبٌ، على مِفْعَل، وقَؤُوبٌ: كثير الشُّرْب. ويقال: إِناء
قَوْــأَبٌ: وقَوْــأَبــيٌّ: كثير الأَخْذ للماء؛ وأَنشد:
مُدٌّ من الـمِدَادِ قَوْــأَبــيٌّ
قال شمر: القَوْــأَبــيُّ الكثير الأَخْذِ.