نشش نسس نوش [قَالَ أَبُو عبيد -] : ونرى أَن هَذَا لَيْسَ بِمَحْفُوظ وَقَالَ بعض أهل الْعلم: إِنَّمَا هُوَ يَنُسّ بِالسِّين يَقُول: يَسُوق النَّاس والنَّسّ هُوَ السُّوق وَمِنْه قَول الحطيئة: [الْبَسِيط] وَقد نظرتُكُمُ إيناءَ صادِرةٍ للودرِ طَال بهَا حَوزي وتَنْسَاسِيْ فالحوز السّير اللين والتنساس الشَّديد يَقُول: مر أسوقها كَذَا وَمرَّة كَذَا. قَالَ أَبُو عبيد: فَإِن كَانَ هَذَا الْحَرْف هَكَذَا فَهُوَ تَصْحِيف بيّن على الْمُحدث. وَلَكِنِّي أَحْسبهُ: ينوش النَّاس بالشين وَهَذَا قد يقرب فِي اللَّفْظ من يَنُشّ وَمعنى النوش صَحِيح هَهُنَا إِنَّمَا هُوَ التَّنَاوُل يَقُول: يتناولهم بِالدرةِ وَقَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {وَأنّى لَهُمُ التَّنَاوُشَ مِن مَّكانٍ بَعِيْدٍ} إِذا لم يهمز فَهُوَ من التَّنَاوُل وَمِنْه قيل: تَناوشَ القومُ فِي الْقِتَال وكل من أنلته خيرا أَو شرا فقد نُشته نوشا وَمِنْه حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ حِين سُئِلَ عَن الْوَصِيَّة فَقَالَ: نَوْش بِالْمَعْرُوفِ يَعْنِي أَن يتَنَاوَل الْمَيِّت الْمُوصى لَهُ بالشَّيْء وَلَا يُجحف بِمَالِه.
نشش قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحسب هَذِه الْكَلِمَة عَرَبِيَّة إِنَّمَا أَصْلهَا قَبّان وَمِنْه قَول الْعَامَّة: فلَان قَبّان على فلَان إِذا كَانَ بِمَنْزِلَة الْأمين عَلَيْهِ والرئيس الَّذِي يُتَتبع أمره ويحاسبه وَلِهَذَا سمي هَذَا الْمِيزَان الَّذِي يُقَال [لَهُ -] القَبّانُ [القَبّانُ -] . وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر حِين قَالَ لِابْنِ عَبَّاس فِي شَيْء شاوره فِيهِ فأعجبه كَلَامه فَقَالَ عمر: نِشْنِشَة من أخْشَن. هَكَذَا كَانَ سُفْيَان يرويهِ بِتَقْدِيم النُّون وَأما أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ فَيَقُولُونَ غير هَذَا. قَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّمَا هِيَ شنشنة أعرفهَا من أخزم / هَذَا بَيت رجز تمثل بِهِ قَالَ: والشِّنْشِنَة قد تكون كالمُضغة أَو الْقطعَة 94 / الف تقطع من اللَّحْم. وَقَالَ غير وَاحِد: بل الشنشنة مثل الطبيعة والسَّجِيّة فَأَرَادَ عمر إِنِّي أعرف فِيك مَشابِه من أَبِيك فِي رَأْيه وعقله وَيُقَال: إِنَّه لم يكن لقرشي مثل رَأْي الْعَبَّاس [رَحمَه الله -] . قَالَ أَبُو عبيد: وَأَخْبرنِي ابْن الْكَلْبِيّ أَن هَذَا الشّعْر لأبي أخزم الطَّائِي وَهُوَ جد أبي حَاتِم الطي أَو جد جده وَكَانَ لَهُ ابْن يُقَال لَهُ أخزم فَمَاتَ أخزم وَترك بَنِينَ فَوَثَبُوا يَوْمًا على جدهم أبي أخزم فأدموه فَقَالَ: [الرجز]
إنّ بَنِيّ رمّلوني بالدمِ ... شِنْشِنَةٌ أعرفهَا من أخزمِ
يَعْنِي أَن هَؤُلَاءِ أشبهوا أباهم فِي طَبِيعَته وخلقه وَأَحْسبهُ كَانَ بِهِ عاقا. وَقد يكون الْمَعْنى الآخر كَأَنَّهُ جعلهم قِطْعَة مِنْهُ أَي أَنهم بضعَة. وَقد تمثل أَيْضا بِهَذَا الشّعْر عقيل بن عُلَّفَة المري فِي بعض وَلَده وَإِنَّمَا تمثل بِهِ عمر تمثلا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: شِنْشِنة ونِشْنِشَة [وَغَيره يُنكر نِشْنِشَة -] .
إنّ بَنِيّ رمّلوني بالدمِ ... شِنْشِنَةٌ أعرفهَا من أخزمِ
يَعْنِي أَن هَؤُلَاءِ أشبهوا أباهم فِي طَبِيعَته وخلقه وَأَحْسبهُ كَانَ بِهِ عاقا. وَقد يكون الْمَعْنى الآخر كَأَنَّهُ جعلهم قِطْعَة مِنْهُ أَي أَنهم بضعَة. وَقد تمثل أَيْضا بِهَذَا الشّعْر عقيل بن عُلَّفَة المري فِي بعض وَلَده وَإِنَّمَا تمثل بِهِ عمر تمثلا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: شِنْشِنة ونِشْنِشَة [وَغَيره يُنكر نِشْنِشَة -] .