(س) فِيهِ «لَا تُسلِّم ابنَك سَيَّاءً» جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ الَّذِي يَبيع الأكْفانَ ويتمنَّى مَوتَ النَّاسِ، ولعلَّه مِنَ السُّوءِ والمَساءة، أَوْ مِنَ السَّيْءِ بِالْفَتْحِ، وَهُوَ اللَّبنُ الَّذِي يكونُ فِي مقدَّم الضَّرْع. يُقَالُ سَيَّأْتُ الناقةُ إِذَا اجْتَمَعَ السَّيْءُ فِي ضَرْعها. وسَيَّأْتُهَا: حَلَبْت ذَلِكَ مِنْهَا، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فَعَّالاً، مِنْ سَيَّأْتُهَا إِذَا حَلَبْتها، كَذَا قَالَ أَبُو مُوسَى.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُطَرِّف «قَالَ لابْنِه لمَّا اجْتَهَد فِي العبادةِ: خيرُ الْأُمُورِ أوساطُها، والحسَنة بَيْنَ السَّيِّئَتَيْنِ» أَيِ الغُلُوُّ سَيِّئَةٌ والتَّقْصيرُ سَيِّئَةٌ، وَالِاقْتِصَادُ بَيْنَهُمَا حَسَنةٌ. وَقَدْ كَثُرَ ذكْرُ السَّيِّئَةِ فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ والحَسَنة مِنَ الصِفات الغالِبة. يُقَالُ كَلِمَةٌ حَسَنةٌ، وَكَلِمَةٌ سَيِّئَةٌ، وفَعْلة حَسَنة وفَعْلة سَيِّئَةٌ، وأصلُها سَيْوِئة فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وأدْغِمَت، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا هُنَا لأجْل لَفْظِها.