دسس
أبو عُبَيد: إذا كان بالبعير شيء خفيف من الجَرَب قيلَ: به شيء من جَرَبٍ في مَسَاعِرِه، فحينئذٍ يُدَسُّ بالهِناء في مَسَاعِرِه - وهي مَشَافِرُه وآباطُه وأرفاغُ -، يقال منه: دُسَّ البعير فهو مدسوس، قال ذو الرُّمَّة:
فَبَيَّنَّ بَرَّاقَ السَّرَاةِ كأنَّهُ ... قَرِيْعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَسَاعِرُ
ومنه المثل: ليسَ الهِناءُ بالدَّسِّ. والمعنى: أنَّ البعير إذا جَرِبَ في مَسَاعِره لم يُقْتَصَر من هِنَائه على مواضِعِ الجَرَبِ، ولكن يُعَمُّ بالهناءِ جميعُ جِلْدِهِ، لئلاّ يتعدى الجَرَبَ موضِعَه. يُضْرَب للرجل يقتصر من قضاء حاجَةِ صاحِبِه على ما يتبَلّغ به ولا يُبالِغ فيها.
وقال الليث: الدَّسُّ: دَسُّكَ شيئاً تحت شيء؛ وهو الإخفاء، وزاد غَيرُه: الدِّسِّيْسى. ومنه قوله تعالى:) أيُمْسِكُه على هُوْنٍ أمْ يَدُسُّه في التُّرابِ (، وكان أحَدُهم إذا وُلِدَ له أُنثى ضاقَ بها فلم يَدْرِ ما يَصْنَعُ؛ أيَدُسُّها تحت التُراب أم يَدْفِنُها أم يتهاوَن بها فيقبَلُها. وقال الأزهري: ذَكَّرَ فقال: " يَدُسُّه " وهي أُنثى لأنَّهُ رَدَّه على لفظِ " ما " في قوله تعالى:) يَتَوارى من القَوْمِ من سُوْءِ ما بُشِّرَ به (فَرَدَّه على اللفظ لا على المعنى.
وقال الليث: الدَّسيس: من تَدُسُّه ليأتيك بالأخبار.
وقال ابن الأعرابي: الدَّسيس: الصُّنَان الذي لا يقلَعُه الدواء.
والدَّسيس: المشوي.
قال: والدُّسُسُ - بضمُّتين -: الأصِنَّة الفائحة.
والدَّسُسُ: المُراؤونَ بأعمالِهِم يدخلون مع القُرّاء وليسوا قُرّاءاً.
وقال الليث: الدَّسّاسَة: حيَّة صمّاء تكون تحت التراب. وقال أبو خَيْرَة: الدَّسّاسَة: شحمَةُ الأرض، وقال: هي العَنَمَة - أيضاً -، والعرب تَسُمّيها الحُلَكَ وبناتِ النَّقى، تغوصُ في الرملِ كما يغوص الحوت في الماء، وبها تُشَبَّهُ بَنانُ العذارى، وايّاها أراد ذو الرُّمَّ بقوله:
خَراعِيْبُ أُمْلودٌ كأن بنانَها ... بَنَاتُ النَّقى تَخْفى مِراراً وتظهرُ
وقال أبو عمرو: الدَّسّاس من الحيَّات: الذي لا يُدرى أي طَرَفيه رأسُه، وهو أخبث الحَيّات، يَنْدَسُّ في التراب فلا يظهَرُ في الشمس، وهو على لون قُلْبِ الذهب المُحَلّى. وقال شَمِرٌ: الدَّسّاسُ: حَيَّةٌ أحمَرُ وكأنَّه الدم، مُحَدَّدُ الطرفينِ لا يُدرى أيُّهُما رأسُه، غليظ الجِلد لا يأخُذُ فيه الضَّرْبُ، وليس بالضخم، غليظ، قال: وهو النَّكّاز.
والدُّسَّة - بالضَّمِّ -: لعبة لصبيان الأعراب.
وقال ثعلَب: سألتُ ابن الأعرابي عن قول الله تعالى:) وقد خابَ مَنْ دَسّاها (قال: معناه مَنْ دَسَّ نفسَه مع الصالحين وليس هو منهم، قال: وقال الفَرّاء: معناه خابَتْ نفسٌ دسَّاها الله، ويقال: قد خابَ من دَسّى نَفْسَه فأخْمَلَها بِتَرْكِ الصَّدَقة والطّاعة. قال: ونُرى - والله أعلم - أنَّ دَسّاها من دَسَّسْتُ؛ بُدِّلَت سيناتُها ياءً كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظَّنِّ، قال: ونُرى أنَّ دَسّاها دَسَّسَها، لأنَّ البخيلَ يُخفي منزله وماله، والسَّخيُّ يُبْرِزُ مَنزِلَهُ فيَنْزِلُ على الشَّرَفِ من الأرضِ لئلاّ يَسْتَتِرُ عن الضِّيْفانِ ومَنْ أرادَهُ، ولِكُلٍّ وَجْهٌ. ونحو ذلك قال الزَّجّاجُ.
وانْدَسَّ الشيء: أي انْدَفَنَ.
والتركيب يدل على دخولِ شيءٍ تحت خفاءٍ وسِرٍّ.
أبو عُبَيد: إذا كان بالبعير شيء خفيف من الجَرَب قيلَ: به شيء من جَرَبٍ في مَسَاعِرِه، فحينئذٍ يُدَسُّ بالهِناء في مَسَاعِرِه - وهي مَشَافِرُه وآباطُه وأرفاغُ -، يقال منه: دُسَّ البعير فهو مدسوس، قال ذو الرُّمَّة:
فَبَيَّنَّ بَرَّاقَ السَّرَاةِ كأنَّهُ ... قَرِيْعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَسَاعِرُ
ومنه المثل: ليسَ الهِناءُ بالدَّسِّ. والمعنى: أنَّ البعير إذا جَرِبَ في مَسَاعِره لم يُقْتَصَر من هِنَائه على مواضِعِ الجَرَبِ، ولكن يُعَمُّ بالهناءِ جميعُ جِلْدِهِ، لئلاّ يتعدى الجَرَبَ موضِعَه. يُضْرَب للرجل يقتصر من قضاء حاجَةِ صاحِبِه على ما يتبَلّغ به ولا يُبالِغ فيها.
وقال الليث: الدَّسُّ: دَسُّكَ شيئاً تحت شيء؛ وهو الإخفاء، وزاد غَيرُه: الدِّسِّيْسى. ومنه قوله تعالى:) أيُمْسِكُه على هُوْنٍ أمْ يَدُسُّه في التُّرابِ (، وكان أحَدُهم إذا وُلِدَ له أُنثى ضاقَ بها فلم يَدْرِ ما يَصْنَعُ؛ أيَدُسُّها تحت التُراب أم يَدْفِنُها أم يتهاوَن بها فيقبَلُها. وقال الأزهري: ذَكَّرَ فقال: " يَدُسُّه " وهي أُنثى لأنَّهُ رَدَّه على لفظِ " ما " في قوله تعالى:) يَتَوارى من القَوْمِ من سُوْءِ ما بُشِّرَ به (فَرَدَّه على اللفظ لا على المعنى.
وقال الليث: الدَّسيس: من تَدُسُّه ليأتيك بالأخبار.
وقال ابن الأعرابي: الدَّسيس: الصُّنَان الذي لا يقلَعُه الدواء.
والدَّسيس: المشوي.
قال: والدُّسُسُ - بضمُّتين -: الأصِنَّة الفائحة.
والدَّسُسُ: المُراؤونَ بأعمالِهِم يدخلون مع القُرّاء وليسوا قُرّاءاً.
وقال الليث: الدَّسّاسَة: حيَّة صمّاء تكون تحت التراب. وقال أبو خَيْرَة: الدَّسّاسَة: شحمَةُ الأرض، وقال: هي العَنَمَة - أيضاً -، والعرب تَسُمّيها الحُلَكَ وبناتِ النَّقى، تغوصُ في الرملِ كما يغوص الحوت في الماء، وبها تُشَبَّهُ بَنانُ العذارى، وايّاها أراد ذو الرُّمَّ بقوله:
خَراعِيْبُ أُمْلودٌ كأن بنانَها ... بَنَاتُ النَّقى تَخْفى مِراراً وتظهرُ
وقال أبو عمرو: الدَّسّاس من الحيَّات: الذي لا يُدرى أي طَرَفيه رأسُه، وهو أخبث الحَيّات، يَنْدَسُّ في التراب فلا يظهَرُ في الشمس، وهو على لون قُلْبِ الذهب المُحَلّى. وقال شَمِرٌ: الدَّسّاسُ: حَيَّةٌ أحمَرُ وكأنَّه الدم، مُحَدَّدُ الطرفينِ لا يُدرى أيُّهُما رأسُه، غليظ الجِلد لا يأخُذُ فيه الضَّرْبُ، وليس بالضخم، غليظ، قال: وهو النَّكّاز.
والدُّسَّة - بالضَّمِّ -: لعبة لصبيان الأعراب.
وقال ثعلَب: سألتُ ابن الأعرابي عن قول الله تعالى:) وقد خابَ مَنْ دَسّاها (قال: معناه مَنْ دَسَّ نفسَه مع الصالحين وليس هو منهم، قال: وقال الفَرّاء: معناه خابَتْ نفسٌ دسَّاها الله، ويقال: قد خابَ من دَسّى نَفْسَه فأخْمَلَها بِتَرْكِ الصَّدَقة والطّاعة. قال: ونُرى - والله أعلم - أنَّ دَسّاها من دَسَّسْتُ؛ بُدِّلَت سيناتُها ياءً كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظَّنِّ، قال: ونُرى أنَّ دَسّاها دَسَّسَها، لأنَّ البخيلَ يُخفي منزله وماله، والسَّخيُّ يُبْرِزُ مَنزِلَهُ فيَنْزِلُ على الشَّرَفِ من الأرضِ لئلاّ يَسْتَتِرُ عن الضِّيْفانِ ومَنْ أرادَهُ، ولِكُلٍّ وَجْهٌ. ونحو ذلك قال الزَّجّاجُ.
وانْدَسَّ الشيء: أي انْدَفَنَ.
والتركيب يدل على دخولِ شيءٍ تحت خفاءٍ وسِرٍّ.