I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the button.

Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مقدس

سُهْرَوَرْد

سُهْرَوَرْد:
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وفتح الراء والواو، وسكون الراء، ودال مهملة: بلدة قريبة من زنجان بالجبال، خرج منها جماعة من الصالحين والعلماء، منهم: الشيخ أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعد بن الحسن بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، البكري السهروردي الفقيه الصوفي الواعظ، قدم بغداد وهو شاب وسمع بها الحديث من علي بن نبهان واشتغل بدرس الفقه على أسعد الميهني وغيره، وسمع بأصبهان أبا علي الحدّاد فيما يزعم واشتغل
بالزهد والمجاهدة مدة حتى إنّه يستقي الماء ببغداد ويأكل من كسبه، ثمّ اشتغل بالتذكير وحصل له فيه قبول وبني له ببغداد رباطات للصوفية من أصحابه وولي المدرسة النظامية ببغداد وأملى الحديث، وقدم دمشق سنة 558 عازما على زيارة بيت الــمقدس فلم يتفق له ذلك لانفساخ الهدنة بين المسلمين والعدوّ فأكرم نور الدين محمود بن زنكي مقدمه واحترمه وأكرمه وأقام بدمشق مدة يسيرة وعقد بها مجلس التذكير وحدّث يسيرا وعاد إلى بغداد، قال أبو القاسم: وسمعت منه، وسأله أبو القاسم بمكّة عن مولده فقال: سنة 490 بسهرورد، وابن أخيه الشهاب أبو نصر عمر بن محمد بن عبد الله بن عمّويه السهروردي إمام وقته لسانا وحالا، وسئل الشهاب عن مولده فقال: في سنة 539، قدم بغداد ونفق فيها سوقه ووعظ الناس وتقدّم عند أمير المؤمنين الناصر لدين الله حتى جعله مقدّما على شيوخ بغداد وأرسله في الرسائل المعظمة وصنّف كتابا سماه عوارف المعارف، وروى الحديث عن عمّه أبي النجيب وأبي زرعة.

شَلَّمُ

شَلَّمُ:
بفتح أوله، وتشديد ثانيه: اسم مدينة البيت الــمقدس، وقيل: اسم قرية من قراها، ولم يأت على هذا الوزن في كلام العرب غير هذه، وبقّم:
اسم للصبغ، وعثّر وبذّر: موضعان، وخضّم:
موضع أيضا، وهو لقب لعمرو بن تميم، وشمّر:
اسم فرس، ويقال لها أوريشلم، وقد ذكر في موضعه.

شَيْحَانُ

شَيْحَانُ:
بالفتح ثم السكون، والحاء المهملة، وآخره نون: جبل مشرف على جميع الجبال التي حول القدس وهو الذي أشرف منه موسى، عليه السلام، فنظر إلى بيت الــمقدس فاحتقره وقال: يا رب هذا قدسك! فنودي: إنك لن تدخله أبدا! فمات، عليه السلام، ولم يدخله.

صُدَرُ

صُدَرُ:
هكذا ضبطه أبو سعد بضم أوله، وفتح ثانيه، والراء، بوزن جرذ، قال أبو بكر بن موسى:
صدر، بالصاد والدال المهملتين: قرية من قرى بيت الــمقدس، ينسب إليها أبو عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الصدري، كان أحد الكذّابين، وضع نسخا لا يعرف أسماء رواتها مثل طغرال وطربال وكركدن وادعى نسبا إلى سعيد بن المسيب، روى عن ضرار بن علي القاضي، روى عنه يوسف ابن حمزة، ومات بنواحي خوارزم في حدود سنة 384.

صُغَرُ

صُغَرُ:
على وزن زفر وصرد، وهي زغر التي تقدم ذكرها بعينها، وزغر هي اللغة الفصحى فيها، وقد ذكرنا هناك لم سمّيت بزغر وأهلها وما يصاقبها يسمونها صغر كما ذكرنا هنا، وذكرها أبو عبد الله ابن البنّاء وسماها صغر، وقد ذكرت ههنا ما ذكره بعينه، قال: أهل الكورين يسمونها سقر، وكتب مقدســيّ إلى أهله من سقر السفلى إلى الفردوس العليا، وذلك لأنّه بلد قاتل للغرباء رديء الماء ومن أبطأ عليه ملك الموت فليرحل إليها فإنّه يجده هناك له بالرّصد، لا أعرف في بلد الإسلام لها نظيرا في هذا الباب، قال:
وقد رأيت بلادا كثيرة وبيئة ولكن ليس كهذه، وأهلها سودان غلاظ، وماؤها حميم وكأنّها جحيم إلّا أنّها البصرة الصغرى والمتجر المربح، وهي على البحيرة المقلوبة وبقية مدائن لوط، وإنّها نجت لأن أهلها لم يكونوا يعملون الفاحشة، والجبال منها قريبة.

طَرْطُوشَةُ

طَرْطُوشَةُ:
بالفتح ثم السكون ثم طاء أخرى مضمومة، وواو ساكنة، وشين معجمة: مدينة بالأندلس تتصل بكورة بلنسية وهي شرقي بلنسية وقرطبة قريبة من البحر متقنة العمارة مبنية على نهر ابره ولها ولاية واسعة وبلاد كثيرة تعدّ في جملتها تحلّها التجار وتسافر منها إلى سائر الأمصار، واستولى الأفرنج عليها في سنة 543 وكذلك على جميع حصونها، وهي في أيديهم إلى الآن، وينسب إليها أحمد بن سعيد بن ميسرة الغفاري الأندلسي الطرطوشي، كتب الحديث الكثير عن علي بن عبد العزيز ومحمد بن إسماعيل الصائغ وغيرهما، وحدث ورحل في طلب العلم، ومات بالأندلس سنة 322، وأبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الفهري الطرطوشي الفقيه المالكي، مات في الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة 520 ويعرف بابن أبي رندقة هذا الذي نشر العلم بالإسكندرية وعليه تفقّه أهلها، قاله أبو الحسن الــمقدســي في كتاب الرّقّيّات له وذكره القاضي عياض في مشيخة أبي علي الصّدفي فقال: محمد بن الوليد الفهري الإمام الورع أبو بكر الطرطوشي المالكي يعرف ببلده بابن أبي رندقة، براء ونون ساكنة ودال مهملة وقاف مفتوحتين، نشأ بالأندلس وصحب القاضي أبا الوليد الباجي وأخذ عنه مسائل الخلاف وكان تمسك إليها وسمع منه وأخذ ثم رحل إلى الشرق ودخل بغداد والبصرة فتفقه عند أبي بكر الشاشي وأبي سعد بن المتولي وأبي أحمد الجرجاني أئمة الشافعية ولقي القاضي أبا عبد الله الدامغاني وسمع بالبصرة من أبي علي التّستري والسعيداني وسمع ببغداد من أبي محمد التميمي الحنبلي وغيرهم، وسكن الشام مدة ودرّس بها وبعد صيته وأخذ عنه الناس هناك علما كثيرا ثم نزل الإسكندرية واستوطنها، قال القاضي أبو علي الحسين بن محمد بن فرو الصدفي: صحبته بالأندلس عند الباجي ولقيته بمكة وأخذت عنه أكثر السنن لأبي داود عن التستري ثم دخل بغداد وأنا بها فكان يقنع بشظف من العيش وكانت له نفس أبيّة، أخبرت أنه كان ببيت الــمقدس يطبخ في شقف، وكان مجانبا للسلطان استدعاه فلم يجبه، وراموا النقص من حاله فلم ينقصوه قلامة ظفر، وله تآليف وشعر، فمن شعره في برّ الوالدين:
لو كان يدري الابن أيّة غصّة ... يتجرّع الأبوان عند فراقه
أمّ تهيج بوجده حيرانة، ... وأب يسحّ الدمع من آماقه
يتجرّعان لبينه غصص الرّدى، ... ويبوح ما كتماه من أشواقه
لرثى لأمّ سلّ من أحشائها، ... وبكى لشيخ هام في آفاقه
ولبدّل الخلق الأبيّ بعطفه، ... وجزاهما بالعذب من أخلاقه
وطلبه الأفضل صاحب مصر فأقدمه من الإسكندرية
إلى مصر وألزمه الإقامة بها وأذكى عليه أن لا يفارقها إلى أن قيّد الأفضل فصرف إلى الإسكندرية فرجع بحالته إلى أن توفي بها سنة 520.

فِلَسْطِينُ

فِلَسْطِينُ:
بالكسر ثم الفتح، وسكون السين، وطاء مهملة، وآخره نون، والعرب في إعرابها على مذهبين:
منهم من يقول فلسطين ويجعلها بمنزلة ما لا ينصرف ويلزمها الياء في كل حال فيقول هذه فلسطين ورأيت فلسطين ومررت بفلسطين، ومنهم من يجعلها بمنزلة الجمع ويجعل إعرابها بالحرف الذي قبل النون فيقول هذه فلسطون ورأيت فلسطين ومررت بفلسطين، بفتح الفاء واللام، كذا ضبطه الأزهري، والنسبة إليه فلسطيّ، قال الأعشى:
ومثلك خود بادن قد طلبتها، ... وساعيت معصيّا لدينا وشاتها
متى تسق من أنيابها بعد هجعة ... من الليل شربا حين مالت طلاتها
تقله فلسطيّا إذا ذقت طعمه ... على ربذات الّتي حمش لثاتها
وهي آخر كور الشام من ناحية مصر، قصبتها البيت الــمقدس، ومن مشهور مدنها عسقلان والرملة وغزّة وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمّان ويافا وبيت جبرين، وقيل في تحديدها: إنها أول أجناد الشام من ناحية الغرب، وطولها للراكب مسافة ثلاثة أيام، أولها رفح من ناحية مصر وآخرها اللّجون من ناحية الغور، وعرضها من يافا إلى أريحا نحو ثلاثة أيام أيضا، وزغر ديار قوم لوط، وجبال الشراة إلى أيلة كله مضموم إلى جند فلسطين وغير ذلك، وأكثرها جبال والسهل فيها قليل، وقيل: إنها سميت بفلسطين بن سام بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وقال الزجاجي: سميت بفلسطين بن كلثوم من ولد فلان بن نوح، وقال هشام بن محمد نقلته من خط جخجخ: إنما سميت فلسطين بفليشين بن كسلوخيم من بني يافث بن نوح، ويقال: ابن صدقيّا بن عيفا بن حام بن نوح ثم عرّبت فليشين، قال الشاعر:
ولو أنّ طيرا كلّفت مثل سيره ... إلى واسط من إيلياء لكلّت
سما بالمهارى من فلسطين بعد ما ... دنا الشمس من فيء إليها فولّت
وقال العميد أبو سعد عبد الغفار بن فاخر بن شريف البستي وكان ورد بغداد رسولا من غزنة يذكر فلسطين والتزم ما لا يلزمه من الطاء والياء والنون يمدح عميد الرؤساء أبا طاهر محمد بن أيوب وزير القادر بالله ثم القائم:
العبد خادم مولانا وكاتبه ... ملك الملوك وسلطان السلاطين
قد قال فيك وزير الملك قافية ... تطوي البلاد إلى أقصى فلسطين
كالسّحر يخلب من يرعيه مسمعه، ... لكنّه ليس من سحر الشياطين
فأرعه سمعك الميمون طائره، ... لا زال حليك حلي الكتب والطين
وعشت أطول ما تختار من أمد ... في ظلّ عزّ وتوطيد وتوطين
وفي كتاب ابن الفقيه: سميت بفلسطين بن كسلوخيم ابن صدقيا بن كنعان بن حام بن نوح، وقد نسبوا إليها فلسطيّ، وقال ابن هرمة:
كأنّ فاها لمن تؤنّسه ... بعد غبوب الرّقاد والعلل
كاس فلسطيّة معتّقة ... شيبت بماء من مزنة السّبل
وقال ابن الكلبي في قوله تعالى: يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْــمُقَدَّسَــةَ الَّتِي كَتَبَ الله لَكُمْ 5: 21، هي أرض فلسطين، وفي قوله تعالى: الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ 21: 71، قال: هي فلسطين، وقال عدي بن الرقاع:
فكأني من ذكركم خالطتني ... من فلسطين جلس خمر عقار
عتّقت في الدّنان من بيت رأس ... سنوات وما سبتها التّجار
فهي صهباء تترك المرء أعشى ... في بياض العينين عنها احمرار
قال البشّاري: وفلسطين أيضا قرية بالعراق.
Expand

طُوَى

طُوَى:
كتب ههنا على اللفظ وإن كانت صورته في الخط تقتضي أن يكون في آخر الباب، وكذا نفعل في أمثاله: وهو اسم أعجمي للوادي المذكور في القرآن الكريم يجوز فيه أربعة أوجه: طوى بضم أوله بغير تنوين وبتنوين، فمن نوّنه فهو اسم الوادي وهو مذكّر على فعل نحو حطم وصرد، ومن لم ينوّنه ترك صرفه من جهتين إحداهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير كعمر المعدول عن عامر فلا ينصرف كما لا ينصرف عمر، والجهة الأخرى أن يكون اسما للبقعة كما قال: في البقعة المباركة من الشجرة، ويقرأ بالكسر مثل معى وطلى فينوّن، ومن لم ينوّن جعله اسما للمبالغة، وسئل المبرّد عن واد يقال له طوى أتصرفه فقال: نعم لأن إحدى العلّتين قد انجزمت عنه، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو طوى، وأنا بغير تنوين، وطوى أذهب بغير
تنوين، وقرأ الكسائي وحمزة وعاصم وابن عامر طوى منوّنا في السورتين، وقال بعضهم: وطوى وطوى بمعنى وهو الشيء المثنى، ومنه قول عديّ ابن زيد:
أعاذل! إن اللوم في غير كنهه ... عليّ طوى من غيّك المتردّد
يروى بالكسر والضم، يعني انك تلومني مرة بعد مرة فكأنك تطوي غيّك عليّ مرة بعد مرة، وقوله عزّ وجل: بالواد الــمقدس طوى، أي طوي مرتين أي قدس، وقال الحسن بن أبي الحسين: ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين فعلى هذا ليس إلا صرفه:
وهو موضع بالشام عند الطور، قال الجوهري:
وذو طوى، بالضم أيضا، موضع عند مكة، وقيل:
هو طوى، بالفتح، وقد ذكر، قال الشاعر:
إذا جئت أعلى ذي طوى قف ونادها:
عليك سلام الله يا ربّة الخدر ... هل العين ريّا منك أم أنا راجع
بهمّ مقيم لا يريم عن الصدر؟

طُورُ زَيتَا

طُورُ زَيتَا:
الجزء الثاني بلفظ الزّيت من الأدهان وفي آخره ألف: علم مرتجل لجبل بقرب رأس عين عند قنطرة الخابور على رأسه شجر زيتون عذي يسقيه المطر ولذلك سمّي طور زيتا، وفي فضائل البيت الــمقدس: وفيه طور زيتا، وقد مات في جبل طور زيتا سبعون ألف نبيّ قتلهم الجوع والعري والقمل، وهو مشرف على المسجد، وفيما بينهما وادي جهنم، ومنه رفع عيسى بن مريم، عليه السّلام، وفيه ينصب الصراط، وفيه صلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وفيه قبور الأنبياء، قال البشّاري: وجبل زيتا مطلّ على المسجد شرقي وادي سلوان وهو وادي جهنّم.

طُورُ هارُونَ

طُورُ هارُونَ:
جبل عال مشرف في قبلي البيت الــمقدس فيه قبر هارون لأنه أصعد إليه مع أخيه فلم يعد فاتّهمت بنو إسرائيل موسى بقتله فدعا الله حتى أراهم تابوته بين الفضاء على رأس ذلك الجبل ثم غاب عنهم، كذا يقول اليهود، فسمي طور هارون لذلك.

طُوسُ

طُوسُ:
قال بطليموس: طول طوس إحدى وثمانون درجة، وعرضها سبع وثلاثون، وهي في الإقليم الرابع، إن شئت صرفته لأن سكون وسطه قاوم إحدى العلّتين، واشتقاقه في الذي قبله: وهي مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ تشتمل على بلدتين يقال لإحداهما الطابران وللأخرى نوقان ولهما أكثر من ألف قرية فتحت في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وبها قبر عليّ بن موسى الرّضا وبها أيضا قبر هارون الرشيد، وقال مسعر بن المهلهل:
وطوس أربع مدن: منها اثنتان كبيرتان واثنتان صغيرتان، وبها آثار أبنية إسلامية جليلة، وبها دار حميد بن قحطبة، ومساحتها ميل في مثله، وفي بعض بساتينها قبر عليّ بن موسى الرضا وقبر الرشيد، وبينها وبين نيسابور قصر هائل عظيم محكم البنيان لم أر مثله علوّ جدران وإحكام بنيان، وفي داخله مقاصير تتحير في حسنها الأوهام وآزاج وأروقة وخزائن وحجر للخلوة، وسألت عن أمره فوجدت أهل البلد مجمعين على أنه من بناء بعض التبابعة وأنه كان قصد بلد الصين من اليمن فلما صار إلى هذا المكان رأى أن يخلّف حرمه وكنوزه وذخائره في مكان يسكن إليه ويسير متخففا فبنى هذا القصر وأجرى له نهرا عظيما آثاره بيّنة وأودعه كنوزه وذخائره وحرمه ومضى إلى الصين فبلغ ما أراد وانصرف فحمل بعض ما كان جعله في القصر وبقيت له فيه بعد أموال وذخائر تخفى أمكنتها وصفات مواضعها مكتوبة معه، فلم يزل على هذه الحال تجتاز به القوافل وتنزله السابلة ولا يعلمون منه شيئا حتى استبان ذلك واستخرجه أسعد بن أبي يعفر صاحب كحلان في أيامنا هذه لأن الصفة كانت وقعت إليه فوجّه قوما استخرجوها وحملوها إليه إلى اليمن، وقد خرج من طوس من أئمة أهل العلم والفقه ما لا يحصى، وحسبك بأبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي وأبي الفتوح أخيه، وأما الغزالي أبو حامد فهو الإمام المشهور صاحب التصانيف التي ملأت الأرض طولا وعرضا، قرأ على أبي المعالي الجويني ودرس بالنظاميّة بعد أبي إسحاق ونال من الدنيا أربه ثم انقطع إلى العبادة فحجّ إلى بيت الله الحرام وقصد الشام وأقام بالبيت الــمقدّس مدة، وقيل: إنه قصد الإسكندرية وأقام بمنارتها ثم رجع إلى طوس وانقطع إلى العبادة فألزمه فخر الملك بن نظام الملك بالتدريس بمدرسته في نيسابور فامتنع وقال: أريد العبادة، فقال له: لا يحلّ لك أن تمنع المسلمين الفائدة منك، فدرّس ثم ترك التدريس ولزم منزله بطوس حتى مات بالطابران منها في رابع عشر جمادى الآخر سنة 505 ودفن بظاهر الطابران، وكان مولده سنة 450، ورثاه الأديب الأبيوردي فقال:
بكى على حجّة الإسلام حين ثوى ... من كل حيّ عظيم القدر أشرفه
وما لمن يمتري في الله عبرته ... على أبي حامد لاح يعنّفه
تلك الرزيّة تستهوي قوى جلدي، ... والطّرف تسهره والدمع تنزفه
فما له خلّة في الزّهد منكرة، ... ولا له شبه في الخلق نعرفه
مضى وأعظم مفقود فجعت به ... من لا نظير له في الخلق يخلفه
ومنها تميم بن محمد بن طمغاج أبو عبد الرحمن الطوسي صاحب المسند الحافظ، رحل وسمع بحمص سليمان بن سلمة الخياري، وبمصر محمد بن رمح وغيره، وبالجبال وخراسان إسحاق بن راهويه والحسن بن عيسى الماسرجسي، وبالعراق عبد الرحمن بن واقد الواقدي وأحمد بن حنبل وهدبة بن خالد وشيبان ابن فرّوخ، روى عنه جماعة، منهم: عليّ بن جمشاد العدل وأبو بكر بن إبراهيم بن البدر صاحب الخلافيات وخلق سواهم، وقال الحاكم: تميم بن محمد ابن طمغاج أبو عبد الرحمن الطوسي محدث ثقة كثير الحديث والرحلة والتصنيف، جمع المسند الكبير ورأيته عند جماعة من مشايخنا، والوزير نظام الملك الحسن بن عليّ وغيرهم، وأهل خراسان يسمّون أهل طوس البقر، ولا أدري لم ذلك، وقال رجل يهجو نظام الملك:
لقد خرّب الطّوسيّ بلدة غزنة، ... فصبّ عليه الله مقلوب بلدته
هو الثور قرن الثور في حر أمّه، ... ومقلوب اسم الثور في جوف لحيته
وقال دعبل بن عليّ في قصيدة يمدح بها آل عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ويذكر قبري عليّ بن موسى والرشيد بطوس:
اربع بطوس على قبر الزكيّ به ... إن كنت تربع من دين على وطر
قبران في طوس: خير الناس كلّهم، ... وقبر شرّهم، هذا من العبر
ما ينفع الرّجس من قرب الزكيّ ولا ... على الزكيّ بقرب الرجس من ضرر
هيهات كلّ امرئ رهن بما كسبت ... يداه حقّا، فخذ ما شئت أو فذر
وطوس: من قرى بخارى، عن أبي سعد، ونسب إليها أبا جعفر رضوان بن عمران الطوسي من أهل بخارى، روى عن أسباط بن اليسع وأبي عبد الله بن أبي حفص، روى عنه خلف بن محمد بن إسماعيل الخيّام.
Expand

غَزَّةُ

غَزَّةُ:
بفتح أوله، وتشديد ثانيه وفتحه، في الإقليم الثالث، طولها من جهة المغرب أربع وخمسون درجة وخمسون دقيقة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة، وفي كتاب المهلّبي أن غزة والرملة من الإقليم الرابع، قال أبو زيد: العرب تقول قد غزّ فلان بفلان واغتزّ به إذا اختصه من بين أصحابه، وغزّة:
مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقلّ، وهي من نواحي فلسطين غربي عسقلان، قال أبو المنذر: غزة كانت امرأة صور الذي بنى صور مدينة الساحل قريبة من البحر، وإياها أراد الشاعر بقوله:
ميت بردمان وميت بسل ... مان وميت عند غزّات
وقال أبو ذؤيب الهذلي:
فما فضلة من أذرعات هوت بها ... مذكّرة عنس كهازئة الضّحل
سلافة راح ضمّنتها إداوة ... مقيّرة، ردف لمؤخرة الرحل
تزوّدها من أهل بصرى وغزّة ... على جسرة مرفوعة الذّيل والكفل
بأطيب من فيها إذا جئت طارقا ... ولم يتبين صادق الأفق المجلي
وفيها مات هاشم بن عبد مناف جدّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبها قبره ولذلك يقال لها غزة هاشم، قال أبو نواس:
وأصبحن قد فوّزن من أرض فطرس، ... وهنّ عن البيت الــمقدّس زور
طوالب بالرّكبان غزّة هاشم ... وبالفرما من حاجهنّ شقور
وقال أحمد بن يحيى بن جابر: مات هاشم بغزّة وعمره خمس وعشرون سنة وذلك الثبت، ويقال عشرون سنة، وقال مطرود بن كعب الخزاعي يرثيه:
مات النّدى بالشام لما أن ثوى ... فيه بغزّة هاشم لا يبعد
لا يبعدن ربّ الفتاء يعوده ... عود السقيم يجود بين العوّد
محقانة ردم لمن ينتابه، ... والنصر منه باللسان وباليد
وبها ولد الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه، وانتقل طفلا إلى الحجاز فأقام وتعلّم العلم هناك، ويروى له يذكرها:
وإني لمشتاق إلى أرض غزة، ... وإن خانني بعد التفرّق كتماني
سقى الله أرضا لو ظفرت بتربها ... كحلت به من شدّة الشوق أجفاني
وإليها ينسب أبو عبد الله محمد بن عمرو بن الجرّاح الغزّي، يروي عن مالك بن أنس والوليد بن مسلم وغيرهما، روى عنه أبو زرعة الرازي ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وإليها ينسب أيضا إبراهيم بن عثمان الأشهبي الشاعر الغزّي، سافر الدنيا ومات بخراسان، وكان قد خرج من مرو يقصد بلخ فمات في الطريق في سنة 524، ومولده سنة 441، قال أبو منصور: ورأيت في بلاد بني سعد بن زيد مناة بن تميم رملة يقال لها غزّة فيها أحساء جمّة ونخل، وقد نسب الأخطل الوحش إلى غزّة فقال يصف ناقة:
كأنها بعد ضمّ السّير خيّلها ... من وحش غزّة موشيّ الشّوى لهق
وغزّة أيضا: بلد بافريقية، بينه وبين القيروان نحو ثلاثة أيام، ينزلها القوافل القاصدة إلى الجزائر، ذكر ذلك أبو عبيد البكري والحسن بن محمد المهلّبي في كتابيهما.

الفَرَمَا

الفَرَمَا:
بالتحريك، والقصر، في الإقليم الثالث، طولها من جهة المغرب أربع وخمسون درجة وأربعون دقيقة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة ونصف، وهو اسم عجمي أحسبه يونانيّا ويشركه من العربية وقد يمدّ، إن الفرم شيء تعالج به المرأة قبلها ليضيّق، ومنه يقال: يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب، وقيل:
هو الخرق التي تستدّ بها إذا حاضت، وأفرمت الحوض: ملأته في لغة هذيل، قال أبو بكر محمد ابن موسى: الفرما مدينة على الساحل من ناحية مصر، ينسب إليها أبو علي الحسين بن محمد بن هارون ابن يحيى بن يزيد الفرمي، قيل إنه من موالي شرحبيل ابن حسنة، حدث عن أحمد بن داود المكي ويحيى ابن أيوب العلّاف، مات في سنة 334، وقال الحسن ابن محمد المهلّبي: وأما الفرما فحصن على ضفّة البحر لطيف لكنه فاسد الهواء وخمه لأنه من كل جهة حوله سباخ تتوحّل فلا تكاد تنضب صيفا ولا شتاء، وليس بها زرع ولا ماء يشرب إلا ماء المطر فإنه يخزن في الجباب ويخزنون أيضا ماء النيل يحمل إليهم في المراكب من تنّيس، وبظاهرها في الرمل ماء يقال له العذيب ومياه غيره في آبار بعيدة الرشاء وملحة تنزل عليها القوافل والعساكر، وأهلها نحاف الأجسام متغيّر والألوان، وهم من القبط وبعضهم من العرب من بني جرى وسائر جذام، وأكثر متاجرهم في النوى والشعير والعلف لكثرة اجتياز القوافل بهم، ولهم بظاهر مدينتهم نخل كثير له
رطب فائق وتمر حسن يجهّز إلى كل بلد، قال أهل السير: كان الفرما والإسكندر أخوين بنى كل واحد مدينة، فقال الإسكندر: قد بنيت مدينة إلى الله فقيرة وعن الناس غنيّة، فبقيت بهجتها ونضرتها إلى اليوم، وقال الفرما: قد بنيت مدينة إلى الناس فقيرة وعن الله غنية، فلا يمرّ يوم إلا وفيها شيء ينهدم حتى إنه في زماننا هذا لا يعرف أحد أثر بنائها لأنها خربت وسفت عليها الرمال، وهي مدينة قديمة بين العريش والفسطاط قرب قطية وشرقي تنيس على ساحل البحر على يمين القاصد لمصر، وبينها وبين بحر القلزم المتصل ببحر الهند أربعة أيام وهو أقرب موضع بين البحرين بحر المغرب وبحر المشرق وهي كثيرة العجائب غريبة الآثار، ذكر أهل مصر أنه كان فيها طريق إلى جزيرة قبرس في البرّ فغلب عليها ماء البحر، وكان بها مقطع الرخام الأبلق فغلب عليه البحر أيضا، وكان مقطع الرخام الأبيض بلوينة غربي الإسكندرية، وقال ابن قديد: كان أحمد بن المدبر قد أراد هدم أبواب الفرما وكانت من حجارة شرقي حصن الفرما فخرج أهل الفرما ومنعوه من ذلك وقالوا: إن هذه الأبواب التي ذكرت في كتاب الله، قال يعقوب لبنيه: يا بنيّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة، فتركها، ونخلها كان من العجب فإنه كان يتمر حين ينقطع البسر والرطب من سائر البلدان فإنه يبتدئ حين يأتي كوانين فلا ينقطع أربعة أشهر حتى يجيء البلح في الربيع في غيرها من البلاد ولا يوجد هذا بالبصرة ولا غيرها، ويكون في بسرها ما تزن البسرة قريبا من عشرين درهما، ويكون منه ما يقارب أن يكون فترا، وفتحها عمرو بن العاص عنوة في سنة 18 في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وقد ذكرها أبو نواس في قصيدته التي مدح فيها الخصيب فقال:
وأصبحن قد فوّزن عن نهر فطرس، ... وهنّ عن البيت الــمقدس زور
طوالب بالرّكبان غزّة هاشم ... وبالفرما من حاجهنّ شقور
ولما أتت فسطاط مصر أجارها ... على ركبها، ألّا تزال، مجير
من القوم بسّام كأنّ جبينه ... سنا الصّبح يسري ضوؤه فينير
وينسب إليها أبو علي الحسين بن محمد بن هارون بن يحيى الفرمي، حدّث عن أحمد بن داود المكي، وكان ثقة، توفي سنة 334 في ذي القعدة.
Expand

أَرِيحا

أَرِيحا:
بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، والحاء مهملة، والقصر، وقد رواه بعضهم بالخاء المعجمة، لغة عبرانية: وهي مدينة الجبّارين في الغور من أرض الأردنّ بالشام، بينها وبين بيت الــمقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك، سمّيت فيما قيل بأريحا بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السلام، وقد حرّك جرير الياء منه ومدّه، فقال:
فماذا راب عبد بني نمير، ... فعليّ أن أزيدهم ارتيابا
أعدّ لها مكاوي منضجات، ... ويشفي حرّ شعلتي الجرابا
شياطين البلاد يخفن زأري، ... وحيّة أريحاء لي استجابا

إيليا

إيليا: بالقصر هي البيت الــمقدَّس ومسجد إيلياء بالمدَّ هو المسجدُ الأقصى.
الأيِّم: من المرأة: من لا زوجَ لها بكراً كانت أو ثيباً، وعن محمد- رحمه اله تعالى- هي الثيِّب كذا في المغرب.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.