Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لا_حياء_في_الدين

دِمْيَاطُ

دِمْيَاطُ:
مدينة قديمة بين تنّيس ومصر على زاوية بين بحر الروم الملح والنيل، مخصوصة بالهواء الطيب وعمل ثياب الشرب الفائق، وهي ثغر من ثغور الإسلام، جاء في الحديث عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله، صلى الله
عليه وسلم: يا عمر إنه سيفتح على يديك بمصر ثغران الإسكندرية ودمياط، فأما الإسكندرية فخرابها من البربر، وأما دمياط فهم صفوة من شهداء من رابطها ليلة كان معي في حظيرة القدس مع النبيّين والشهداء، ومن شمالي دمياط يصبّ ماء النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم، عرض النيل هناك نحو مائة ذراع، وعليه من جانبيه برجان بينهما سلسلة حديد عليها حرس لا يخرج مركب إلى البحر الملح ولا يدخل إلّا بإذن، ومن قبلها خليج يأخذ من بحرها سمت القبلة إلى تنّيس، وعلى سورها محارس ورباطات، قال الحسن بن محمد المهلبي: ومن طريف أمر دمياط وتنيس أنّ الحاكة بها الذين يعملون هذه الثياب الرفيعة قبط من سفلة الناس وأوضعهم وأخسهم مطعما ومشربا، وأكثر أكلهم السمك المملوح والطريّ والصّير المنتن، وأكثرهم يأكل ولا يغسّل يده ثم يعود إلى تلك الثياب الرفيعة الجليلة القدر فيبطش بها ويعمل في غزولها ثم ينقطع الثوب فلا يشك مقلّبه للابتياع أنه قد بخر بالندّ، قال:
ومن طريف أمر دمياط في قبليّها على الخليج مستعمل فيه غرف تعرف بالمعامل، يستأجرها الحاكة لعمل ثياب الشرب فلا تكاد تنجب إلّا بها، فإن عمل بها ثوب وبقي منه شبر ونقل إلى غير هذه المعامل علم بذلك السمسار المبتاع للثوب فينقص من ثمنه لاختلاف جوهر الثوب عليه، وقال ابن زولاق: يعمل بدمياط القصب البلخي من كل فنّ، والشرب لا يشارك تنيس في شيء من عملها، وبينهما مسيرة نصف نهار، ويبلغ الثوب الأبيض بدمياط وليس فيه ذهب ثلاثمائة دينار، ولا يعمل بدمياط مصبوغ ولا بتنيس أبيض، وهما حاضرتا البحر، وبهما من صيد السمك والطير والحيتان ما ليس في بلد، وأخبرني بعض وجوه التجار وثقاتهم أنه بيع في سنة 398 حلّتان دمياطيتان بثلاثة آلاف دينار، وهذا مما لم يسمع بمثله في بلد، وبها الفرش القلموني من كل لون المعلم والمطرّز ومناشف الأبدان والأرجل، وتتحف لجميع ملوك الأرض، وفي أيام المتوكل سنة 238 وولاية عنبسة بن إسحاق الضبي على مصر تهجّم الروم على دمياط في يوم عرفة فملكوها وما فيها وقتلوا بها جمعا كثيرا من المسلمين وسبوا النساء والأطفال وأهل الذمة فنفر إليهم عنبسة بن إسحاق عشية يوم النحر في جيشه ومعه نفر كثير من الناس فلم يدركوهم ومضى الروم إلى تنيس فأقاموا بأشتومها فلم يتبعهم عنبسة، فقال يحيى بن الفضيل للمتوكل:
أترضى بأن يوطأ حريمك عنوة، ... وأن يستباح المسلمون ويحربوا؟
حمار أتى دمياط، والروم رتّب ... بتنيس، منه رأي عين وأقرب
مقيمون بالأشتوم يبغون مثل ما ... أصابوه من دمياط، والحرب ترتب
فما رام من دمياط سيرا، ولا درى ... من العجز ما يأتي وما يتجنّب
فلا تنسنا، إنا بدار مضيعة ... بمصر، وإن الدين قد كاد يذهب
فأمر المتوكل ببناء حصن دمياط، ولم يزل بعد في أيدي المسلمين إلى أن كان شهر ذي القعدة سنة 614 فإن الأفرنج قدموا من وراء البحر وأوقعوا بالملك العادل أبي بكر بن أيوب وهو نازل على بيسان فانهزم منهم إلى خسفين، فعاد الأفرنج إلى عكا فأقاموا بها أياما وخرجوا إلى الطور فحاصروه، وكان قد عمّر فيه الملك المعظم ابن الملك العادل قلعة
حصينة غرم فيها مالا وافرا، فحاصروه مدة فقتل عليه أمير من أمراء المسلمين يعرف ببدر الدين محمد ابن أبي القاسم الهكّاري وقتل كند من أكناد الأفرنج كبير مشهور فيهم، فتشاءموا بالمقام على الطور ورجعوا إلى عكا واختلفوا هناك، فقال ملك الهنكر: الرأي أنا نمضي إلى دمشق ونحاصرها فإذا أخذناها فقد ملكنا الشام، فقال الملك النّوّام، قالوا: إنما سمي بذلك لأنه كان إذا نازل حصنا نام عليه حتى يأخذه أي أنه كان صبورا على حصار القلاع، واسمه دستريج ومعناه المعلم بالريش لأن أعلامه كانت الريش، فقال: نمضي إلى مصر فإن العساكر مجتمعة عند العادل ومصر خالية، فأدّى هذا الاختلاف إلى انصراف ملك الهنكر مغاضبا إلى بلده، فتوجه باقي عساكرهم إلى دمياط فوصلوها في أيام من صفر سنة 615 والعادل نازل على خربة اللّصوص بالشام وقد وجه بعض عساكره إلى مصر، وكان ابنه الملك الأشرف موسى بن العادل نازلا على مجمع المروج بين سلمية وحمص خوفا من عادية تكون منهم من هذه الجهة، واتفق خروج ملك الروم ابن قليج ارسلان إلى نواحي حلب وأخذ منها ثلاثة حصون عظيمة: رعبان وتل باشر وبرج الرّصاص، كلها في ربيع الأول من السنة، وبلغ عسكره إلى حدود بزاعة، وانتهى ذلك إلى الملك الأشرف فجاء فيمن انضم إليه من عساكر حلب فواقعه بين منبج وبزاعة فكسره وأسر أعيان عسكره ثم من عليهم وذلك في ربيع الآخر، وبلغ خبر ذلك إلى ملك الروم وهو قيقاوس بن قليج أرسلان وهو نازل على منبج فقلق لذلك حتى قال من شاهده إنه رآه يختلج كالمحموم ثم تقيّأ شيئا شبيها بالدم ورحل من فوره راجعا إلى بلده والعساكر تتبعه، وكان انفصاله في الحادي عشر من جمادى الأولى سنة 615، وقد استكمل شهرين بوروده، واستعبد على الفور تل باشر ورعبان وبرج اللصوص، ورجع إليه أصحابه الذين كانوا مقيمين بهذه الحصون الثلاثة وكانوا قد سلموها بالأمان، جمع منهم متقدما وتركهم في بيت من بيوت ربض ترتوش وأضرم فيه النار فاحترقوا، وكان فيهم ولد إبراهيم خوانسلار صاحب مرعش، فرجع إلى بلده وأقام يسيرا ومات واستولى على ملكه أخوه وكان في حبسه، ولما استرجع الملك الأشرف من هذه الحصون الثلاثة ورجع قاصدا إلى حلب ودخل في حدها ورد عليه الخبر بوفاة أبيه الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وكانت وفاته بمنزلة على خربة اللصوص وإنما كانت في يوم الأحد السابع من جمادى الأولى سنة 615، فكتم ذلك ولم يظهره إلى أن نزل بظاهر حلب وخرج الناس للعزاء ثلاثة أيام، وأما الأفرنج فإنهم نزلوا على دمياط في صفر سنة 15 وأقاموا عليها إلى السابع والعشرين من شعبان سنة 16 وملكوها بعد جوع وبلاء كان في أهلها وسبوهم، فحينئذ أنفذ الملك المعظم وخرّب بيت المقدس وبيع ما كان فيها من الحليّ وجلا أهلها، وبلغ ذلك الملك الأشرف فمضى إلى الموصل لإصلاح خلل كان فيه بين لؤلؤ ومظفّر الدين بن زين الدين، فلما صلح ما بينهما توجه إليها وكان أخوه الملك الكامل بإزاء الأفرنج في هذه المدة، فقدمها الملك الأشرف وانتزعها من أيديهم في رجب سنة 18 ومنّوا على الأفرنج بعد حصولهم في أيديهم، وكان قد وصل في هذا الوقت كند من وراء البحر وحصل في دمياط وخافوا إن لم يمنّوا على الأفرنج أن يتخذوا بحصول ذلك الكند الواصل شغل قلب فصانعوهم بنفوسهم عن دمياط فعادت إلى المسلمين.
وطول دمياط ثلاث وخمسون درجة ونصف وربع، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وربع وسدس، وينسب إلى دمياط جماعة، منهم: بكر بن سهل ابن إسماعيل بن نافع أبو محمد الدمياطي مولى بني هاشم، سمع بدمشق صفوان بن صالح، وببيروت سليمان بن أبي كريمة البيروتي، وبمصر أبا صالح عبد الله ابن صالح كاتب الليث وعبد الله بن يوسف التنيسي وغيرهم، وروى عنه أبو العباس الأصمّ وأبو جعفر الطحاوي الطبراني وجماعة سواهم، قال أبو سليمان ابن زبر: مات بدمياط في ربيع الأول سنة 289، وذكر غير ابن زبر أنه توفي بالرملة بعد عوده من الحجّ، وأن مولده سنة 196.

لَيْلَة الرغائب وَلَيْلَة الْبَرَاءَة

لَيْلَة الرغائب وَلَيْلَة الْبَرَاءَة: كَمَا قَالَ زين الْمُحدثين الشَّيْخ عبد الْحق الدهلوي رَحمَه الله فِي رِسَالَة (موصل المريد إِلَى المُرَاد) أَن طَرِيق الْمُحدثين هُوَ أَخذ الْعَمَل بالمنصوص. الَّذِي ثَبت بِالنَّقْلِ الصَّحِيح، أَو جَوَاز الْعَمَل بِالْحَدِيثِ الضَّعِيف فِي فَضَائِل الْأَعْمَال وَلَا سِيمَا عِنْدَمَا تَتَعَدَّد الطّرق وتتعاضد. وَطَرِيقَة الْفُقَهَاء اعْتِبَار الْمَعْنى وَعلة الحكم قَاعِدَة الْبَاب. باستثناء أَن يَقع نَص فِي مقابلها كَمَا ثَبت فِي تَحْقِيق الْقيَاس وَأكْثر صلوَات الْأَيَّام والأسابيع وَالْأَشْهر ومراسيم لَيْلَة الرغائب تكون لَيْلَة الْجُمُعَة الأول من رَجَب تقضى بشكل وَكَيْفِيَّة خَاصَّة وَالْمَشْهُور فِي أوساط الْمَشَايِخ هُوَ من هَذَا الْقَبِيل، وَقد أَنْكَرُوا إِنْكَار غَرِيبا على من يمْنَع أَو يشنع عَلَيْهَا. والْحَدِيث الَّذِي ينقلونه فِي هَذَا الْبَاب مطعون فِيهِ. وَكَذَلِكَ الصَّلَوَات الَّتِي تصلى فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَالَّتِي يسميها الْعَامَّة بليلة الْبَرَاءَة وَكَذَلِكَ فِي يَوْم عَاشُورَاء وأمثال ذَلِك لَهَا الحكم نَفسه. وَكَذَلِكَ قيام اللَّيْل وَتَطْوِيل السَّجْدَة والدعاة وزيارة الْقُبُور وَالدُّعَاء لأَهْلهَا وَالِاسْتِغْفَار لَهُم. فَلم يثبت سوى الصَّوْم والتوسعة فِي الطَّعَام يَوْم عَاشُورَاء، وَأَحَادِيث التَّوسعَة فِي الطَّعَام ضَعِيفَة وتعدد الطّرق أنقص من جبرها، أما فِيمَا يخص صَوْم يَوْم عَاشُورَاء فقد ورد التَّأْكِيد التَّام عَلَيْهِ.
وَطَرِيقَة أَكثر مَشَايِخ ديار الْعَرَب، خُصُوصا أهل الْمغرب مُوَافقَة لطريقة الْمُحدثين. وَقَالَ: فِي الْأَخْذ بِالصَّحِيحِ كِفَايَة من الطَّالِب واستغناء عَمَّا سواهُ. (انْتهى) . وَقد قَالَ فِي شرح (سفر السَّعَادَة) فِي بَاب صَلَاة الرغائب أَنه لم يتَبَيَّن شَيْء فِي صَلَاة الرغائب وَصَلَاة النّصْف من شعْبَان وَصَلَاة الْإِيمَان، وَصَلَاة النّصْف من رَجَب وَصَلَاة لَيْلَة الْقدر، وَصَلَاة كل من رَجَب وَشَعْبَان ورمضان، وَهَذِه الصَّلَاة وأمثالها كتبت فِي أوراد بعض مَشَايِخ الطَّرِيقَة واقترنت بهم، والْحَدِيث لم يبلغ الصِّحَّة لَدَى مَشَايِخ الحَدِيث وَبَعْضهمْ يرى فِيهِ مُبَالغَة عَظِيمَة. وَقد قَالَ السَّيِّد أَحْمد بن زَرُّوق وَهُوَ من مشاهير مَشَايِخ ديار الْعَرَب فِي وَصَايَاهُ، ((لَا تقل بِصَلَاة الْأَيَّام والأسابيع)) . (انْتهى) . (]حرف الْمِيم [)
لَيْلَة الرغائب وَلَيْلَة الْبَرَاءَة: أما الأولى فَهِيَ لَيْلَة أول الْجُمُعَة من رَجَب والرغائب جمع الرَّغْبَة الَّتِي بِمَعْنى الْعَطاء الْكثير - وَأما الثَّانِيَة فَهِيَ لَيْلَة الْخَامِس عشر من شعْبَان - والبراءة بَرَاءَة من النيرَان وَالْمَغْفِرَة من الْعِصْيَان وهما ليلتان مباركتان - وللفقهاء والصلحاء فيهمَا صلوَات وأذكار وَلَكِن لم يثبت شَيْء من ذَلِك عِنْد الْمُحدثين الأخيار.
وَفِي شرح عين الْعلم لملا عَليّ الْقَارِي قدس سره. وَفِي الْإِحْيَاء أما لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فيصلى فِيهَا مائَة رَكْعَة سُورَة الْإِخْلَاص عشر مَرَّات وفاتحة الْكتاب مرّة كَانُوا لَا يتركونها - فَقَالَ الْعِرَاقِيّ حَدِيث بَاطِل - وَصَلَاة الرغائب وَهِي لَيْلَة أول الْجُمُعَة من رَجَب يصلى اثْنَا عشر رَكْعَة بست تسليمات يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بعد الْفَاتِحَة سُورَة الْقدر ثَلَاثًا وَالْإِخْلَاص اثْنَي عشر مرّة وَبعد الْفَرَاغ يصلى على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سبعين مرّة وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ وَهِي بِدعَة مُنكرَة كَمَا صرح بِهِ النَّوَوِيّ وَغَيره انْتهى - وَفِي الْبَحْر الرَّائِق شرح كنز الدقائق وَفِي أَوَاخِر شرح منية الْمُصَلِّي وَمن المندوبات إحْيَاء لَيْلَة النّصْف من شعْبَان كَمَا وَردت بِهِ الْأَحَادِيث وَذكرهَا فِي التَّرْغِيب والترهيب مفصلة. وَالْمرَاد بإحياء اللَّيْل قِيَامه وَظَاهره الِاسْتِيعَاب وَيجوز أَن يُرَاد غالبه وَيكرهُ الِاجْتِمَاع على إحْيَاء لَيْلَة فِي الْمَسَاجِد. قَالَ فِي الْحَاوِي الْقُدسِي وَلَا يصلى تطوع بِجَمَاعَة غير التَّرَاوِيح وَمَا رُوِيَ من الصَّلَاة فِي الْأَوْقَات الشَّرِيفَة كليلة الْقدر وَلَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَلَيْلَة الْعِيد وعرفة وَالْجُمُعَة وَغَيرهَا فُرَادَى انْتهى. وَمن هَا هُنَا يعلم كَرَاهَة الِاجْتِمَاع فِي صَلَاة الرغائب الَّتِي تفعل فِي رَجَب لَيْلَة أول جُمُعَة مِنْهُ فَإِنَّهَا بِدعَة وَمَا يحتال لَهَا أهل الرّوم من نذرها ليخرج من النَّفْل وَالْكَرَاهَة فَبَاطِل وَقد أوضحه الْعَلامَة الجلبي رَحمَه الله تَعَالَى وَأطَال فِيهِ إطالة حَسَنَة كَمَا هُوَ دأبه انْتهى. وَفِي شرح الْأَشْبَاه والنظائر للحموي رَحمَه الله تَعَالَى قَوْله وَيكرهُ الِاقْتِدَاء فِي صَلَاة الرغائب وَصَلَاة الْبَرَاءَة وَصَلَاة الرغائب هِيَ الَّتِي فِي رَجَب فِي لَيْلَة أول جُمُعَة مِنْهُ وَصَلَاة الْبَرَاءَة هِيَ الَّتِي تفعل لَيْلَة نصف شعْبَان وَإِنَّمَا كره الِاقْتِدَاء فِي صَلَاة الرغائب وَمَا ذكر بعْدهَا لِأَن أَدَاء النَّفْل بِجَمَاعَة على سَبِيل التداعي مَكْرُوه إِلَّا مَا اسْتثْنِي كَصَلَاة التَّرَاوِيح. قَالَ ابْن أَمِير الْحَاج فِي الْمدْخل وَقد حدثت صَلَاة الرغائب بعد أَربع مائَة وَثَمَانِينَ من الْهِجْرَة وَقد صنف الْعلمَاء فِي إنكارها وذمها وتسفيه فاعلها وَلَا تغتر بِكَثْرَة الفاعلين لَهَا فِي كثير من الْأَمْصَار انْتهى.فِي تذكرة الموضوعات: لصَاحب مجمع الْبحار وَحَدِيث صَلَاة الرغائب مَوْضُوع بالِاتِّفَاقِ وَفِي اللآلي فضل لَيْلَة الرغائب واجتماع الْمَلَائِكَة مَعَ طوله وَصَوْم أول خَمِيس وَصَلَاة اثْنَي عشر رَكْعَة بعد الْمغرب مَعَ الْكَيْفِيَّة الْمَشْهُورَة مَوْضُوع رِجَاله مَجْهُولُونَ. قَالَ شَيخنَا وفتشت جَمِيع الْكتب فَلم أجدهم. وَفِي شرح مُسلم للنووي احْتج الْعلمَاء على كَرَاهَة صَلَاة الرغائب بِحَدِيث " لَا تختصوا لَيْلَة الْجُمُعَة بِقِيَام وَلَا تختصوا يَوْم الْجُمُعَة بصيام ". فَإِنَّهَا بِدعَة مُنكرَة من بدع الضَّلَالَة والجهالة وفيهَا مُنكرَات ظَاهِرَة قَاتل الله تَعَالَى واضعها. وَقد صنف الْأَئِمَّة مصنفات نفيسة فِي تقبيحها وتضليل مصليها ومبدعها ودلائله أَكثر من أَن تحصى. وَفِي الْمُخْتَصر حَدِيث صَلَاة نصف شعْبَان بَاطِل. وَلابْن حبَان من حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ إِذا كَانَ لَيْلَة النّصْف من شعْبَان قومُوا لَيْلهَا وصوموا نَهَارهَا ضَعِيف. وَفِي اللآلي مائَة رَكْعَة فِي نصف شعْبَان بالإخلاص عشر مَرَّات مَعَ طول فَضله للديلمي وَغَيره مَوْضُوع وَجُمْهُور رُوَاته من الطّرق الثَّلَاث مَجَاهِيل وضعفاء انْتهى. والطرق الثَّلَاث هِيَ الْمَرْفُوع وَالْمَوْقُوف والمقطوع. وَفِي مَا ثَبت من السّنة فِي أَيَّام السّنة للشَّيْخ عبد الْحق الدهلوي قدس سره وَاخْتلفت الْآثَار فِي إحْيَاء لَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَقَالَ بِهِ من التَّابِعين خَالِد بن معدان وَمَكْحُول ولقمان بن عَامر وَخَالف فِي ذَلِك عَطاء وَابْن أبي مليكَة وَغَيرهم وَعَلِيهِ أَصْحَاب مَالك وَالشَّافِعِيّ. وخَالِد بن معدان ولقمان بن عَارِم كَانَا يلبسان فِيهَا أحسن الثِّيَاب ويكتحلان وَيقومَانِ فِي الْمَسْجِد تِلْكَ اللَّيْلَة. وَفِي تَنْزِيه الشَّرِيعَة فِي الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة حَدِيث عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يَا عَليّ من صلى مائَة رَكْعَة فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل هُوَ الله أحد أحد عشرَة مرّة " الحَدِيث. قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِيهِ مَجَاهِيل وضعفاء - وَقَالَ الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ أما صَلَاة الرغائب وَصَلَاة لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فليستابِسنتَيْنِ بل هما بدعتان قبيحتان مذمومتان - وَلَا تغتر بِذكر أبي طَالب الْمَكِّيّ لَهما فِي قوت الْقُلُوب وَلَا بِذكر حجَّة الْإِسْلَام الْغَزالِيّ لَهما فِي الْإِحْيَاء وَلَا بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُور فيهمَا فَإِن ذَلِك بَاطِل. وَقد صنف عز الدّين بن عبد السَّلَام كتابا نفيسا فِي إبطالهما وَأطَال الإِمَام الْمَذْكُور فِي فَتَاوَاهُ أَيْضا ذمهما وتقبيحهما وإنكارهما - وَقَالَ الشَّيْخ ابْن حجر الْمَكِّيّ هَذَا مَذْهَبنَا وَمذهب الْمَالِكِيَّة وَآخَرين من الْأَئِمَّة وَمذهب أَكثر عُلَمَاء الْحجاز وَمذهب فُقَهَاء الْمَدِينَة. وَقد صنف الشَّيْخ الْمَذْكُور كتابا فِي هَذَا الشَّأْن انْتهى - وَأما صَلَاة التَّسْبِيح فَالصَّحِيح أَن الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِيهَا صَحِيحَة ورواتها ثِقَات فَلَا تلْتَفت إِلَى الِاخْتِلَاف واترك الاعتساف.

الجامع الكبير في الفروع

الجامع الكبير في الفروع
للإمام، المجتهد، أبي عبد الله: محمد بن الحسن الشيباني، الحنفي.
المتوفى: سنة 187، سبع وثمانين ومائة.
قال الشيخ: أكمل الدين: هو كاسمه لجلائل مسائل الفقه جامع كبير، قد اشتمل على عيون الروايات، ومتون الدرايات، بحيث كاد أن يكون معجزاً، ولتمام لطائف الفقه منجزاً، شهد بذلك بعد إنفاد العمر فيه، داروه ولا يكاد يلم بشيء من ذلك عاروه.
ولذلك امتدت أعناق ذوي التحقيق نحو تحقيقه، واشتدت رغباتهم في الاعتناء بحلى لفظه وتطبيقه، وكتبوا له شروحاً، وجعلوه مبيناً مشروحاً. انتهى.
منها:
شرح الفقيه، أبي الليث: نصر بن أحمد السمرقندي، الحنفي.
المتوفى: سنة 373، ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
وشرح فخر الإسلام: علي بن محمد البزدوي، المتوفى: سنة 482، اثنتين وثمانين وأربعمائة.
وشرح القاضي، أبي زيد: عبيد الله بن عمر الدبوسي.
المتوفى: سنة 432، اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
وشرح الإمام، برهان الدين: محمود بن أحمد، صاحب المحيط.
وشرح شمس الأئمة: أبي محمد بن عبد العزيز، شمس الأئمة: عبد العزيز بن أحمد الحلواني.
المتوفى: سنة 449، تسع وأربعين وأربعمائة.
وشرح شمس الأئمة: محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي.
المتوفى: سنة 438، ثلاث وثمان وأربعمائة.
وشرح محمد بن علي، الشهير: بابن عبدك الجرجاني.
المتوفى: سنة 347، سبع وأربعين وثلاثمائة.
وشرحا السيد، الإمام، جمال الدين: محمود بن أحمد البخاري، المعروف: بالحصيري.
المتوفى: سنة 636، ست وثلاثين وستمائة.
أحدهما: مختصره الذي زاد فيه على ما في الجامع العالمي زهاء ألف وستمائة وثلاثين من المسائل، وكثيراً من القواعد الحسابية.
وهو في مجلدين.
أوله: (الحمد لله، شارع الأحكام... الخ).
بالغ في الإيضاح بالنظائر، والشواهد، وإيراد الفروق، وتصحيح الحسابيات، أوجز العبارات تسهيلاً للحفظ.
وثانيهما: المطول الذي بلغ في الجمع والتحقيق الغاية.
وهو المسمى: (بالتحرير في شرح الجامع الكبير).
وهو في ثمان مجلدات.
ألفه: حين قرأ عليه عبد الملك المعظم: عيسى بن أبي بكر الأيوبي، صاحب الشام.
المتوفى: سنة 624، أربع وعشرين وستمائة.
وللملك المعظم المزبور، شرح (الجامع الكبير) أيضاً.
وكان عادته أن يعطي مائة دينار لمن يحفظ الجامع الكبير، وخمسين دينار لمن يحفظ الجامع الصغير.
ومنها: شرح الإمام، أبي نصر: أحمد بن محمد بن عمر العتابي، البخاري.
المتوفى: سنة 586، ست وثمانين وخمسمائة.
أوله: (الحمد لله، الذي تكفل من توكل عليه 000 الخ).
وله الجامع الكبير أيضاً.
ومنها شرح الإمام، أبي بكر: أحمد بن علي، المعروف: بالجصاص، الرازي.
المتوفى: سنة 370، سبعين وثلاثمائة.
وشرح الإمام، افتخار الدين: عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، الحلبي.
المتوفى: سنة 616، ست عشرة وستمائة.
وهو شرح، ممزوج، وسط.
أوله: (الحمد لله، الذي نور قلوب العلماء بمصابيح الحكم... الخ).
وشرح الإمام، أبي جعفر: أحمد بن محمد الطحاوي.
المتوفى: سنة 371، إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وشرح أبي عمرو: أحمد بن محمد الطبري، الحنفي.
المتوفى: سنة 340، أربعين وثلاثمائة.
وشرح أبي عبد الله: محمد بن يحيى الجرجاني، الفقيه.
المتوفى: سنة 398، ثمان وتسعين وثلاثمائة.
وشرح القاضي، أبي حازم: عبد الحميد بن عبد العزيز.
المتوفى: سنة 292، اثنتين وتسعين ومائتين.
وشرح شيخ الإسلام، أبي بكر: أحمد بن منصور الأسبيجابي.
المتوفى سنة 500، خمسمائة تقريباً.
قال التقي: رأيت بخط بعضهم أن وفاته بعد الثمانين وأربعمائة. انتهى.
وشرح الإمام، أبي بكر: محمد بن حسين، المعروف: بخواهر زاده البخاري.
المتوفى: سنة 483، ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وشرح الإمام: حسين بن يحيى الزندويستي.
وشرح الإمام، علاء الدين، العالم: محمد بن عبد الحميد.
المتوفى: سنة 552.
السمرقندي.
أوله: (الحمد لله، على آلائه ونعمائه... الخ).
وهو في مجلدات.
وشرح الإمام، فخر الدين: حسن بن منصور، الشهير: بقاضيحان.
المتوفى: سنة 592، اثنتين وتسعين وخمسمائة.
وشرح الإمام، ركن الدين، أبي الفضل: عبد الرحمن بن أبي محمد الكرماني.
المتوفى: سنة 543، ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وشرح الإمام، أبي بكر: محمد بن أحمد الإسكاف.
المتوفى: سنة 333.
الزاهد، البلخي.
وشرح الإمام، برهان الدين: علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني.
المتوفى: سنة 593، ثلاث وتسعين وخمسمائة.
وشرح القاضي: محمد بن الحسين الأرسابندي.
المتوفى: سنة 512، اثنتي عشرة وخمسمائة.
وشرح الصدر، الشهيد، حسام الدين: عمر بن عبد العزيز بن مازه.
المتوفى شهيداً: سنة 536، ست وثلاثين وخمسمائة.
وله تلخيصه.
وتلخيص الجامع الكبير أيضاً.
لكمال الدين: محمد بن عباد الخلاطي.
المتوفى: سنة 652، اثنتين وخمسين وستمائة.
وقد سبق مع شروحه.
ومنها:
شرح أبي المظفر: يوسف بن قزاوغلي، المعروف: بسبط بن الجوزي، الحنفي.
المتوفى: سنة 654، أربع وخمسين وستمائة.
وشرح أبي عمر: عثمان بن إبراهيم المارديني.
المتوفى، سنة 731، إحدى وثلاثين وسبعمائة.
وهو كبير.
في عدة مجلدات.
وشرح الإمام، رضي الدين: إبراهيم بن سليمان الحموي، القونوي، المنطقي، الرومي.
المتوفى: سنة 832، اثنتين وثلاثين وسبعمائة.
وهو في ست مجلدات.
وشرح أبي العباس: أحمد بن مسعود القونوي.
وهو في أربع مجلدات.
سماه: (التقرير).
ولم يكمل تبييضه.
ثم كمله ولده أبو المحاسن: محمود.
المتوفى: سنة 771، إحدى وسبعين وسبعمائة.
وشرح تاج الدين: أحمد بن إبراهيم، المعروف: بابن البرهان الحلبي.
المتوفى: سنة 738، ثمان وثلاثين وسبعمائة.
وشرح فخر الدين: عثمان بن علي بن يونس الزيلعي.
المتوفى: سنة 743، ثلاث وأربعين وسبعمائة.
وشرح تاج الدين، علي بن سنجر بن سباك البغدادي.
المتوفى في حدود: سنة 700، سبعمائة (661).
شرح أكثره، ولم يتم.
وشرح ناصر الدين: محمد بن أحمد بن عبد العزيز، المعروف: بابن الربوة الدمشقي، الحنفي.
المتوفى: سنة 864، أربع وستين وسبعمائة.
سماه: (الدر النظيم المنير في حل إشكال الجامع الكبير).
وشرح أبي عبد الله: محمد بن عيسى، المعروف: بابن أبي موسى.
المتوفى: سنة 334، أربع وثلاثين وثلاثمائة (337).
وشرح ظهير الدين الأسترابادي.
وشرح القاضي، سراج الدين: عمر بن إسحاق الهندي.
المتوفى: سنة 773، ثلاث وسبعين وسبعمائة.
ولم يكمله.
وشرح عبد الحميد العراقي.
وشرح الإمام المسعودي.
وشرح الصدر، مجد الدين: عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي.
المتوفى: سنة 683.
وشرح الإمام، أوحد الدين، النسفي، هو: أبو المعين: ميمون بن محمد بن معتمد.
المتوفى: سنة 508.
وشرح الإمام: علي القمي.
وللجامع الكبير منظومات منها:
نظم أحمد بن أبي المؤيد المحمودي، النسفي.
أوله: (الحمد لله، الذي أنزل كتابه... الخ).
ذكر فيه: أنه نظم أولاً، فمهد للنظم أساساً فاحكمه، ثم بنى عليه النثر، ثم لخص للنظم نسخة، وطرح النثر، وأورد في كل باب قصيدة.
وأتمه: في محرم، سنة 515، خمس عشرة وخمسمائة.
وعدد أبياته: خمسة آلاف وخمسمائة وخمسة وخمسين بيتاً.
وشرح هذا المنظوم للشيخ، الإمام، أبي القاسم: محمود بن عبيد الله بن صاعد الحارثي.
المتوفى: سنة 606، ست وستمائة، وسماه: (تفهيم التحرير).
ومنها: نظم أحمد بن عثمان بن إبراهيم الصبيح التركماني.
المتوفى: سنة 744، أربع وأربعين وسبعمائة.
قلت: قال التقي في طبقاته: له شرح الجامع الكبير. انتهى.
ونظم أبي الحسن: علي بن خليل الدمشقي، المتوفى: سنة 651، إحدى وخمسين وستمائة.

بل

بل
صورة كتابية صوتية في بلاد المغرب العربي من أبوه ال بمعنى العالمية، واللقب.
[بل] ن فيه: "وبالحمد" لله، برفع الحمد على الحكاية، واستدل به على أن البسملة ليست جزءاً من السورة، وأجيب بأن المراد يفتح بسورة الحمد لا بسورة أخرى. وغزوة "بالمصطلق" أي بني المصطلق وهي غزوة المريسيع.
(بل)
من مَرضه بِلَا وبللا وبلولا برأَ وَصَحَّ وَالرِّيح بلولا تندت وَالشَّيْء بِالْمَاءِ وَنَحْوه بِلَا وبلة وبللا وبلالا نداه وَفُلَانًا أعطَاهُ ورحمه وَصلهَا

(بل) الرجل بللا وبلالة فَهُوَ أبل أَي داه فَاجر الْخُصُومَة وبالأمر ظفر بِهِ
[ب ل] بَلْ كَلِمَةُ استدرَاكٍ وَإِعْلاَمٍ بِالإِضْرَابِ عنِ الأَوَّلِ وقَولُهُم قامَ زَيدٌ بَلْ عَمْرٌ ووبَنْ عَمْرٌ وفَإِنَّ النُّونَ بَدَلٌ منَ اللاَّمِ أَلا تَرَى إِلى كَثْرَةِ استِعمالِ بَلْ وقلة استعمالِ بَنْ والحُكْمُ على الأكثَرِ لاَ الأَقَلِّ هذا هو الظَّاهرُ مِن أَمْرِه قال ابنُ جِنّيٍّ وَلَستُ أَدفَعُ مَعَ هذا أَنْ يكونَ بَنْ لُغَةً قَائِمةً بنَفْسِهَا
بل
بل [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف عطف بمعنى لكن، يدخل على المفرد وقبله نفي أو نهي فيقرِّر ما قبله ويثبت ما بعده، وإذا كان قبله إثبات أو أمر جعله كالمسكوت عنه ويثبت الحكم لما بعده "ما حضر سليم بل أخوه- ارْو لنا شيئًا من نثرك بل من شِعْرك- {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ} ".
2 - حرف ابتداء، أو استئناف، يفيد إبطال المعنى الذي قبله، والردّ عليه بما بعده إذا دخل على جملة " {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} - {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} ".
3 - حرف يفيد الانتقال من معنى إلى آخر أهمّ "أنا لا أتقاعس بل أحضّ المتقاعسين على العمل".
4 - حرف عطف يفيد الإضراب تزاد قبله (لا) لتوكيد ما بعده "هو النهر الدافق في عطائه لا بل البحر الخضمّ- وجهك البدر لا بل الشمس لو لم ... يقض للشمس كِسفَة أو أفُولُ". 
(بل)
أَدَاة تدخل على الْمُفْرد وعَلى الْجُمْلَة
فَإِذا دخلت على الْمُفْرد وَكَانَ قبلهَا نفي أَو نهي فَهِيَ بِمَعْنى لَكِن تقرر مَا قبلهَا وَتثبت ضِدّه لما بعْدهَا مثل مَا عَليّ شَاعِر بل خطيب وَلَا تقل شعرًا بل نثرا وَإِذا كَانَ قبلهَا إِثْبَات أَو أَمر فَإِنَّهَا تجْعَل مَا قبلهَا كالمسكوت عَنهُ وَتثبت حكمه لما بعْدهَا مثل قَالَ عَليّ شعرًا بل نثرا وَقل نثرا بل شعرًا وَبَعض النُّحَاة يُنكر دُخُولهَا على مُفْرد بعد الْإِثْبَات
ب وَتدْخل على الْجُمْلَة فتفيد حينا إبِْطَال الْمَعْنى الَّذِي قبلهَا وَالرَّدّ عَلَيْهِ بِمَا بعْدهَا مثل {وَقَالُوا اتخذ الرَّحْمَن ولدا سُبْحَانَهُ بل عباد مكرمون} {أم يَقُولُونَ بِهِ جنَّة بل جَاءَهُم بِالْحَقِّ} وَيَقُول النُّحَاة إِنَّهَا هُنَا للإضراب الإبطالي وتفيد حينا الِانْتِقَال من معنى إِلَى معنى آخر هُوَ فِي الْغَالِب أهم فِي تَقْدِير المُرَاد مثل {قد أَفْلح من تزكّى وَذكر اسْم ربه فصلى بل تؤثرون الْحَيَاة الدُّنْيَا} و {بل قَالُوا أضغاث أَحْلَام بل افتراه بل هُوَ شَاعِر} والنحاة يسمون هَذَا الِاسْتِعْمَال إضرابا انتقاليا وَهُوَ أَكثر اسْتِعْمَال بل وَقد تَجِيء لَا بعْدهَا (بل) فَيكون نَصهَا موجها إِلَى الْكَلَام السَّابِق وَلَا تَأْثِير لَهَا فِيمَا بعد بل فَإِن كَانَ مَا قبلهَا مثبتا نفته مثل
(وَجهك الْبَدْر لَا بل الشَّمْس لَو لم يقْض للشمس كسفة وأفول)
وَإِذا كَانَ منفيا أكدت نَفْيه مثل
(وَمَا هجرتك لَا بل زادني شغفا هجر وَبعد ترَاخى لَا إِلَى أجل)
وَكَذَلِكَ تَجِيء قبلهَا كلا فَيكون ردعها موجها إِلَى مَا قبلهَا مثل {قل أروني الَّذين ألحقتم بِهِ شُرَكَاء كلا بل هُوَ الله الْعَزِيز الْحَكِيم}
وَفِي لُغَة الْمُحدثين تكْثر زِيَادَة الْوَاو بعد بل يَقُولُونَ فلَان يُخطئ بل ويصر على الْخَطَأ وَهُوَ يرضى بل ويبالغ فِي الرِّضَا وَهُوَ أسلوب مُحدث
بل
بَلْ كلمة للتدارك، وهو ضربان:
- ضرب يناقض ما بعده ما قبله، لكن ربما يقصد به لتصحيح الحكم الذي بعده وإبطال ما قبله، وربما يقصد تصحيح الذي قبله وإبطال الثاني، فممّا قصد به تصحيح الثاني وإبطال الأول قوله تعالى: إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين/ 13- 14] ، أي:
ليس الأمر كما قالوا بل جهلوا، فنبّه بقوله:
رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ على جهلهم، وعلى هذا قوله في قصة إبراهيم قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ [الأنبياء/ 62- 63] .
وممّا قصد به تصحيح الأول وإبطال الثاني قوله تعالى: فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ [الفجر/ 15- 17] .
أي: ليس إعطاؤهم المال من الإكرام ولا منعهم من الإهانة، لكن جهلوا ذلك لوضعهم المال في غير موضعه، وعلى ذلك قوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ [ص/ 1- 2] ، فإنّه دلّ بقوله:
وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ أنّ القرآن مقرّ للتذكر، وأن ليس امتناع الكفار من الإصغاء إليه أن ليس موضعا للذكر، بل لتعزّزهم ومشاقّتهم، وعلى هذا: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا [ق/ 1- 2] ، أي: ليس امتناعهم من الإيمان بالقرآن أن لا مجد للقرآن، ولكن لجهلهم، ونبّه بقوله: بَلْ عَجِبُوا على جهلهم، لأنّ التعجب من الشيء يقتضي الجهل بسببه، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ [الانفطار/ 6- 9] ، كأنه قيل: ليس هاهنا ما يقتضي أن يغرّهم به تعالى، ولكن تكذيبهم هو الذي حملهم على ما ارتكبوه.
- والضرب الثاني من «بل» : هو أن يكون مبيّنا للحكم الأول وزائدا عليه بما بعد «بل» ، نحو قوله تعالى: بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ [الأنبياء/ 5] ، فإنّه نبّه أنهم يقولون: أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ، يزيدون على ذلك أنّ الذي أتى به مفترى افتراه، بل يزيدون فيدّعون أنه كذّاب، فإنّ الشاعر في القرآن عبارة عن الكاذب بالطبع، وعلى هذا قوله تعالى: لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ [الأنبياء/ 39- 40] ، أي: لو يعلمون ما هو زائد عن الأول وأعظم منه، وهو أن تأتيهم بغتة، وجميع ما في القرآن من لفظ «بل» لا يخرج من أحد هذين الوجهين وإن دقّ الكلام في بعضه.
بل: البَلَلُ: الرُّطُوْبَةُ، وكذلكَ البِلاَلُ، وجَمْعُه أبْلاَلٌ. والبِلَّةُ: الدُّوْنُ من البَلَلِ. وما في السِّقَاءِ بِلاَلٌ: أي ماءٌ. وما في البِئْرِ بَالُوْلٌ.
وإذا حَسُنَتْ حالُ الرَّجُلِ قيل: ابْتَلَّ وابْتَلَّتْ حالُه وتَبَلَّلَ. وإنَّه لَحَسَنُ البُلَلَةِ: يَعْنِي الزِّيَّ والهَيْئَةَ.
وطَوَيْتُه على بُلُلَتِه وبُلُوْلِه وبَلاَلِه وبَلَّتِه: أي على ما بَدَا لي منه مِمَّا لا أشْتَهِي، وقيل: احْتَمَلْتُه على ما فيه من عَيْبٍ.
وبَلَّ فلانٌ فلاناً بثَنَاءٍ حَسَنٍ؛ يَبُلُّه: أي أطْرَاه.
وبُلَّةُ الشَّبَابِ: طَرَاءَتُه.
وكَيْفَ بُلَلَتُكَ: أي حالُكَ، وكذلك البُلُوْلَةُ.
وفيه بُلَلَةٌ: أي بَقِيَّةٌ من وُدٍّ، وبُلَّةٌ أيضاً. ويُقال: ما فيه بَلاَلَةٌ ولا عُلاَلَةٌ: أي بَقِيَّةٌ.
واطْوِ السِّقَاءَ على بُلَلَتِه وبُلَّتِه: أي اطْوِه وهو نَدٍ، وبَلاَلَتُه: مِثْلُه، وكذلكَ بُلَلُه وبُلُلُه وبَلاَلُه.
وبِلَّةُ الإِنْسَانِ: وُقُوْعُه على مَوَاضِعِ الحُرُوْفِ واسْتِمْرَارُه في المَنْطِقِ، ما أحْسَنَ بِلَّةَ لِسَانِه.
ولا تَبُلُّكَ عِنْدي بالَّةٌ وبَلاَلِ على حَذَامِ: أي خَيْرٌ ونَدىً. وما جاءنا بِهَلَّةٍ ولا بَلَّةٍ: أي مَنْفَعَةٍ. وأبْلَلْتُ عليهم: أفْضَلْتُ، وبَلَلْتُ: مِثْلُه.
وبُلَّةُ الشَّجَرِ: ثَمَرَتُها، وهي البُلَلَةُ أيضاً. فأمَّا بِلَّتُه فهو ماؤه ورُطُوْبَتُه. وأبَلَّتِ السَّمُرَةُ إبْلالاً: أثْمَرَتْ. وأبَلَّ العُوْدُ: جَرى فيه نَبْتُ الغَيْثِ.
والبَلَلُ: البَذْرُ، بَلُّوا الأرْضَ: بَذَرُوهَا.
وفلانٌ لا يَبُلُّه شَيْءٌ: أي هو رَغِيْبٌ لا يَنْجَعُ فيه شَيْءٌ.
وبِلاَلٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
والبَلِيْلُ: الرِّيْحُ البارِدَةُ.
وبَلَّ من مَرَضِه وأبَلَّ واسْتَبَلَّ: إذا بَرَأَ، والاسْمُ البِلُّ؛ يَبِلُّ بُلُوْلاً. والبَلِيْلَةُ: الصِّحَّةُ.
والبِلُّ: المُبَاحُ، وفي الحَدِيْثِ: " وهي لشارِبٍ حِلٌّ وبِلٌّ ". وقد أبْلَلْتُه لكَ: أي أحْلَلْتُه.
وبَلَّكَ اللهُ بابْنٍ: أي رَزَقَكَه. وبُلَّ حَجْرُه: مِثْلُه.
والبِلَّةُ: الوَلِيْمَةُ. والعافِيَةُ أيضاً.
وبَلَّ في الأرْضِ وأبَلَّ: ذَهَبَ فيها، وهو بَلاّلٌ في البِلاَدِ.
وبَلَّ فلانٌ برَجُلٍ: إذا وَقَعَ في يَدِه.
وبَلَلْتُ في حاجَةِ فلانٍ: بالَغْتُ فيها. وبَلَّلَ لي في القَوْلِ: غَلَّظَ.
وأبَلَّ الرَّجُلُ: في مَعْنى أبَرَّ أي غَلَبَ.
وقَوْلُ لَبِيْدٍ:
عَدْوَ جَوْنٍ قد أبَلْ
أي أعْيا الرُّمَاةَ والحِيَلَ فلا يُدْرَكُ، وقيل: اجْتَزَأَ بالرُّطْبِ عن الماءِ.
والأَبَلُّ: الفاجِرُ، وقيل: اللَّئِيْمُ. والبَلَلُ: مَصْدَرُ الأبَلِّ من الرِّجَالِ: الذي لا يَسْتَحْيِي ولا يُبَالِي.
وفلانٌ بَلُّ أبْلاَلٍ: أي داهِيَةٌ.
وبَلِلْتُ به: أي مُنِيْتُ به.
وهو بَلٌّ به: أي صَبٌّ، بَلَّ يَبَلُّ بَلاَلَةً. وكذلكَ إذا واظَبَ عليه.
وبَلِلْتُ بكذا وبَلَلْتُ أبِلُّ وأبَلُّ: أي ظَفِرْتُ.
وفي الحَدِيثِ: " كانَ النّاسُ بذي بِلِّيٍّ وبذي بِلِّيَان " أي تَفَرَّقُوا وتَشَتَّتَتْ أُمُوْرُهُم.
وتَرَكَ ضَيْفَه بذي بِلِّيَان: أي في الهَلاَكِ والضَّلاَلِ.
وبَيْنِي وبَيْنَه بَلاَلِ: أي رَحِمٌ، بَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها: أي وَصَلَها، وفي الحَدِيثِ: " بُلُّوا أرْحَامَكم ولو بالسَّلام ".
وبَلْ: حَرْفُ تَدَارُكٍ يُرْفَعُ به الاسْمُ. ويكونُ للعَطْفِ أيضاً.
والبُلْبُلُ: طائرٌ. والمِعْوَانُ من الرِّجَالِ، وجَمْعُه بَلاَبِلُ.
والبُلْبُلَةُ: كُوْزٌ في جَنْبِه بُلْبُلٌ.
ورَجُلٌ بُلاَبِلٌ: نَدُسٌ لا يَخْفى عليه شَيْءٌ، وبُلْبُلِيٌّ. والبَلْبَلَةُ: وَسْوَاسُ الهُمُوْمِ في الصَّدْرِ، وهو البَلْبَالُ والبَلاَبِلُ.
وبَلْبَلَةُ الألْسُنِ: المُخْتَلِطَةُ. والتَّبَلْبُلُ: التَّبَحْبُحُ. والبَلْبَالُ: الحَرَكَةُ والضَّجَّةُ.
ويُقال للذِّئْبِ: البَلْبَالُ؛ لأنَّه يُبَلْبِلُ الغَنَمَ ويُفَرِّقُها، وجَمْعُه بَلاَبِلُ.
والبُلْبُلُ: من السَّمَكِ؛ قَدْرُ الكَفِّ.
والبَلاَبِلُ: جَمْعُ البَلْبَلَةِ؛ وهي خَرَزَةٌ سضوْدَاءُ في الصَّدَفِ.
وبُلْبُوْلُ: اسْمُ بَلَدٍ.
والأُبُلَّةُ: الفِدْرَةُ من التَّمْرِ، ومنه اشْتُقَّ اسْمُ الأُبُلَّةِ بالبَصْرَةِ. وهي أيضاً: فُعْلُلَةٌ من البَلَلِ.
والحَمَامُ المُبَلِّلُ: الدّائِمُ الهَدِيْرِ.
والبَلِيْلُ: الصَّوْتُ.
وجاءَ في أُبُلَّتِه وإبَالَتِه: أي في قَبِيْلَتِه وجَمِيْعِ أصْحَابِه. والإِبَّوْلَةُ: الجَمَاعَةُ، وجَمْعُه أ

بَابِيْلُ.
وتَبَلَّلَ الأسَدُ: أثَارَ بمَخَالِبِهِ الأرْضَ وهو يَزْئِرُ.
وهو قَلِيْلٌ بَلِيْلٌ: على الإِتْبَاعِ.

بل

1 بَلَّهُ (S, M, &c.,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. بَلٌّ (M, Msb, K) and بِلَّةٌ, (M, K,) He moistened it (S, M, K) with water (M, Msb, K) &c.; (M;) and in like manner, ↓ بلّلهُ, (S, M, K,) but signifying he moistened it much. (S, TA.) b2: [Hence,] بَلَّتِ الإِبِلُ أَغْمَارَهَا [The camels damped their thirst;] i. e., drank a little. (TA in art. غمر.) b3: [Hence also,] بَلَّ رَحِمَهُ, (T, S, M, K,) aor. ـُ (T, M,) inf. n. بَلٌّ (with fet-h, TA [in the CK it has kesr]) and بِلَالٌ, (M, K,) (tropical:) He made close [or he refreshed] his ties of relationship by behaving with goodness and affection and gentleness to his kindred; syn. وَصَلَهَا, (T, S, M, K,) and نَدَّاهَا: (T:) for, as some things are conjoined and commixed by moisture, and become disunited by dryness, بَلٌّ is metaphorically used to denote conjunction, as above, and يُبْسٌ to denote the contrary. (TA.) A poet says, وَالرِّحْمَ فابْلُلْهَا بِخَيْرِ البُلَّانْ فَإِنَهَااشْتُقَّتْ مِنِ اسْمِ الرَّحْمٰنْ [(tropical:) And the ties of relationship, make thou them close &c. by the best mode, or modes, of doing so; for the name thereof is derived from the name of the Compassionate]: here ↓البُلَّان may be a noun in the sing. number, like غُفْرَانٌ, or it may be pl. of بَلَلٌ, which may be either a subst. or an. inf. n., for some inf. ns. have pls., as شُغْلٌ and عَقْلٌ and مَرَضٌ. (M.) And it is said in a trad., بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ (tropical:) Make ye close [or refresh ye] your ties of relationship &c., though but, or if only, by salutation; syn. صِلُوهَا, (M,) or نَدُّوهَا بِالصِّلَةِ. (S.) And hence the saying in another trad., إِذَ اسْتَشَنَّ مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللّٰهِ فَابْلُلْهُ بِالإِحْسَانِ إِلَى عِبَادَهِ (tropical:) [When the tie between thee and God wears out, repair thou it, or refresh thou it, by beneficence to his servants]. (TA.) [See also بِلَالٌ.] b4: بَلَّكَ اللّٰهُ بِابْنٍ, (S, M, K,) and ابْنًا, (M, K,) (assumed tropical:) May God give thee a son. (S, M, K, TA.) Hence, perhaps, the phrase, بُلَّتْ يَدَاكَ بِهِ as meaning (assumed tropical:) Thou was given it. (Har p. 479.) You say also, بَلَلْتُهُ, meaning (assumed tropical:) I gave to him. (T.) And ↓ لَا تَبْلُكَ عِنْدِى بَالَّةٌ, and ↓ بَلَالٌ, (T, S, M, K, [but in the K عِنْدَنَا, and “ or ” for “ and,” and in the CK لا تَبَلُّكَ,]) (tropical:) No bounty, (S,) no good, or no benefit, shall betide thee from me, (T, S, K, TA,) nor will I profit thee, nor believe thee. (T.) b5: بَلُّوا They sowed land. (ISh, T, K.) A2: [بَلَّ as an intrans. verb perhaps primarily signifies It was, or became, moist; and has for its sec. Pers\. بَلِلْتَ or بَلَلْتَ, and for its aor. ـَ or بَلِّ, and for its inf. n. بَلَلٌ, and probably بِلَّةٌ &c. mentioned with that noun below. b2: And hence,] بَلَّتِ الرِّيحُ, aor. ـِ inf. n. بُلُولٌ, The wind was cold and moist. (M, K.) [See بَلِيلٌ.] b3: [And hence, probably, as though originally said of one who had had a fever,] بَلَّ مِنْ مَرَضِهِ, aor. ـِ inf. n. بَلٌّ (S, M, K) and بَلَلٌ and بُلُولٌ; (M, K) and ↓ ابلّ, and ↓ استبلّ; (S, M, K;) He recovered from his disease: (S, M:) and ↓ ابتلّ and ↓ تبلّل he became in a good condition after leanness, or meagerness: (M,Z:) or all have this latter signification: and the second (ابلّ) has the former also. (K.) b4: And بَلَّ, (M, K,) aor. ـِ (M,) inf. n. بُلُولٌ; and ↓ ابلّ; He (a man, TA) escaped, or became safe or secure, (M, K,) from difficulty, distress, or straitness. (TA.) b5: بَلَّ فِى الأَرْض, (Msb, K, * TA,) aor. ـِ inf. n. بَلٌّ; (Msb;) and ↓ ابلّ; (M, K;) He (a man, M) went away in, or into, the land, or country. (M, Msb, K.) And بَلَّتْ نَاقَتُهُ His she-camel went away. (TA.) And بَلَّتْ مَطِيَّتُهُ عَلَى وَجْهِهَا, (Fr, T, TA,) and على ↓ ابلّت وجها, (K,) His camel, or riding-camel, ran away, or went away, at random, to pasture, straying; syn. هَمَتْ ضَالَّةً. (Fr, T, K, TA. [In the CK, همت, which, as is said in the TA, is without teshdeed, is written هَمَّتْ.]) A3: بَلِلْتُ مِنْهُ, (As, T, S, &c.,) inf. n. بَلَلٌ, (M,) I got him; got possession of him; (As, T, S, M, K;) got him in my hand. (S.) One says, لَئِنْ بَلَّتْ بِكَ يَدِى لَا تُفَارِقُنِى أَوْ تُؤَدِّىَ حَقِّى [Assuredly if my hand get hold of thee, thou shalt not quit me unless thou give up, or pay, my right, or due]. (S.) and hence the prov., مَا بَلَلْتُ مِنْ فُلَانٍ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ [I did not get, in such a one, a man like an arrow with a broken notch and without a head]; meaning I got a perfect man; one sufficient. (Sh, T.) b2: Also, (T,) or بَلِلْتُهُ, (M, K,) I kept, or clave, to him, (T, M, K,) namely, a man, (T, K,) and constantly associated with him. (T.) And بَلَّ بِالشَّيْءِ, inf. n. بَلٌّ, He became devoted, or attached, to the thing, and kept to it constantly. (TA.) b3: And بَلِلْتُ مِنْهُ, (M, K,) aor. ـَ (TA,) inf. n. بَلَلٌ and بَلَالَةٌ and بُلُولٌ, I was tried by him (مُنِيتُ بِهِ [app. meaning بِحُبِّهِ by love of him]), and loved him (عَلِقْتُهُ [in the CK عَلَقْتُهُ]); as also بَلَلْتُ به, (AA, M, K,) aor. ـِ inf. n. بُلُولٌ (AA, TA.) And بَلِلْتُ بِهِ I was tried by him, as though by fire, (صَلِيتُ به, [in the CK صَلَيْتُ,]) and suffered distress, or misery, or fatigue (شَقِيتُ, for which شُفِيتُ is erroneously put in the copies of the K: TA). (M, K. *) b4: مَا بَلَلْتُ بِهِ, (K,) aor. ـَ inf. n. بَلَلٌ, (TA,) I did not light on, or meet with, or find, nor know, him, or it; expl. by مَا أَصَبْتُهُ وَ لَا عَلِمْتُهُ. (K.) A4: بَلَّ, (Th, M, K,) inf. n. بَلَلٌ, (Th, S, M, K,) He (a man) was, or became, such as is termed أَبَلّ [which epithet see below]. (Th, S, M, K.) 2 بَلَّّ see 1, first sentence.4 ابلّ It (wood, or a branch or twig,) had the sap, (المَآء, K,) or the produce of the rain, (O,) flowing in it. (O, K.) b2: See also بَلَّ, in four places.

A2: He (a man) resisted, or withstood, and overcame. (As, T, S. [See also أَبَلَ.]) And ابلّ عَلَيْهِ He overcame him. (M, K.) [See an ex. in a verse of Sá'ideh, cited voce خَسْفٌ.] b2: He wearied by badness, or wickedness: (M, K:) or he wearied another in aiding him to accomplish his desire. (TA. [See مُبِلٌّ.]) A3: أَبْلَلْتُهُ I made him to go away. (Msb.) 5 تَبَلَّّ see 8: b2: and see also بَلَّ.8 ابتلّ It became moist or moistened (S, M, Msb, * K) with water (M, Msb, K) &c.; (M;) and in like manner, [but signifying it became much moistened, being quasi-pass. of بلّلهُ,] ↓ تبلّل. (M, K.) b2: See also بَلَّ.10 إِسْتَبْلَ3َ see بَلَّ.

R. Q. 1 بَلْبَلَ, inf. n. بَلْبَلَةٌ and بِلْبَالٌ, (M, K,) the latter with kesr, (TA,) [but written in the CK with fet-h,] He put people in motion; and roused, or excited, them. (M, K.) b2: Also, (T,) inf. n. بَلْبَلَةٌ, (K,) He scattered, dispersed, or put asunder, his goods, commodities, or householdutensils and furniture. (IAar, T, K. * [In the CK, والمَتاعُ is erroneously put for وَالمَتَاعِ.]) b3: And He divided, or disunited, opinions. (Fr, T, K; but only the inf. n. of the verb in this sense is mentioned.) b4: And He (God) [mixed or confounded or] made discordant the tongues, or languages, of a people. (T.) b5: [See also بَلْبَلَةٌ below.] R. Q. 2 تَبَلْبَلَ He (a man) was moved by grief [or anxiety: see بَلْبَلَةٌ, below]. (Har p. 94.) b2: تَبَلْبَلَتِ الأَلْسُنُ The tongues, or languages, became mixed, or confounded. (S, K.) A2: تَبَلْبَلَتِ الإِبِلُ الكَلَأَ The camels went on seeking the herbage, or pasture, and left not of it aught. (S, K.) بَلْ is a particle of digression: (Mughnee, K:) or, accord. to Mbr, it denotes emendation, wherever it occurs, in the case of a negation or an affirmation: (T, TA:) or it is a word of emendation, and denoting digression from that which precedes; as also بَنْ, in which the ن is a substitute for the ل, because بل is of frequent occurrence, and بن is rare; or, as IJ says, the latter may be an independent dial. var. (M.) When it is followed by a proposition, the meaning of the digression is either the cancelling of what precedes, as in وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [And they said, “The Compassionate hath gotten offspring: ” extolled be his freedom from that which is derogatory from his glory! nay, or nay rather, or nay but, they are honoured servants (Kur xxi. 26)], or transition from one object of discourse to another, as in قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا [He hath attained felicity who hath purified himself, and celebrated the name of his Lord, and prayed: but ye prefer the present life (Kur lxxxvii. 14-16)]: (Mughnee, K: *) and in all such cases it is an inceptive particle; not a conjunctive. (Mughnee.) When it is followed by a single word, it is a conjunction, (S, * Msb, * Mughnee, K,) and requires that word to be in the same case as the word before it: (S:) and if preceded by a command or an affirmation, (Mughnee, K,) as in اِضْرَبْ زَيْدًا بَلْ عَمْرًا [Beat thou Zeyd: no, 'Amr], (Msb, Mughnee, K,) and قَامَ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو [Zeyd stood: no, 'Amr], (M, Mughnee, K,) or جَآءَنِى أَخُوكَ بَلْ أَبُوكَ [Thy brother came to me: no, thy father], (S,) it makes what precedes it to be as though nothing were said respecting it, (S, * Msb, * Mughnee, K,) making the command or affirmation to relate to what follows it: (S, * Msb, * Mughnee:) [and similar to these cases is the case in which it is preceded by an interrogation: see أَمْ as syn. with this particle:] but when it is preceded by a negation or a prohibition, it is used to confirm the meaning of what precedes it and to assign the contrary of that meaning to what follows it, (Mughnee, K,) as in مَا قَامَ زَيْدٌ عَمْرٌو [Zeyd stood not, but 'Amr stood], (Mughnee,) or مَا رَأَيْتُ زَيْدًا بَلْ عَمْرًا, [I saw not Zeyd, but I saw 'Amr], (S,) and لَا يَقُمْ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو [Let not Zeyd stand, but let 'Amr stand]. (Mughnee.) Mbr and 'Abd-El-Wárith allow its being used to transfer the meaning of the negation and the prohibition to what follows it; so that, accord. to them, one may say, مَازَيْدٌ قَائِمًا بَلْ قَاعِدًا [as meaning Zeyd is not standing: no, is not sitting], and بَلْ قَاعِدٌ [but is sitting]; the meaning being different [in the two cases]. (Mughnee, K. *) The Koofees disallow its being used as a conjunction after anything but a negation [so in the Mughnee, but in the K a prohibition,] or the like thereof; so that one should not say, ضَرَبْتُ زَيْدًا بَلْ إِيَّاكَ [I beat Zeyd: no, thee]. (Mughnee, K.) Sometimes لَا is added before it, to corroborate the meaning of digression, after an affirmation, as in the saying, وَجْهُكَ البَدْرُ لَا بَلِ الشَّمْسُ لَوْ لَمْ يُقْضَ لِلشَّمْسِ كَسْفَةٌ وَ أُفُولُ [Thy face is the full moon: no, but it would be the sun, were it not that eclipse and setting are appointed to happen to the sun]: and to corroborate what precedes it, after a negation, as in وَ مَا هَجَرْتُكَ لَا بَلْ زَادَنِى شَغَفًا هَجْرٌ وَ بَعْدٌ تَرَاخَى لَا إِلَى أَجَلِ [And I did not abandon thee, or have not abandoned thee: no, but abandonment and distance, protracted, not to an appointed period, increased, or have increased, my heart-felt love]. (Mughnee, K. *) b2: Sometimes it is used to denote the passing from one subject to another without cancelling [what precedes it], and is syn. with وَ, as in the saying in the Kur [lxxxv. 20 and 21], وَاللّٰهُ مِنْ, وَ رَائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ [And God from behind them is encompassing: and it is a glorious Kur-án: or here it may mean إِنَّ, as in an ex. below]: and to this meaning it is made to accord in the saying, لَهُ عَلَىَّ دِينَارٌ بَلْ دِرْهَمٌ [I owe him a deenár and a dirhem]. (Msb.) b3: In the fol-lowing saying in the Kur [xxxviii. 1],وَالْقُرْآنِ ذِى

الذِّكْرِبَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ, it is said to signify إِنَّ; [so that the meaning is, By the Kur-án possessed of eminence, verily they who have disbelieved are in a state of pride and opposition;] therefore the oath applies to it. (Akh, S.) b4: Sometimes the Arabs use it in breaking off a saying and commencing another; and thus a man commences with it a citation, or recitation, of verse; in which case, it does not form any part of the first verse, but is a sign of the breaking off, or ending, of what precedes. (Akh, S.) b5: Sometimes it is put in the place of رُبَّ, (S, Mughnee,) as in the saying of the rájiz, بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهٍ

[Many a far-extending desert have I traversed, after a far-extending desert]. (S: [and a similar ex. is given in the Mughnee.]) b6: What is deficient in this word [supposing it to be originally of three letters] is unknown; and so in the cases of هَلْ and قَدْ: it may be a final و or ى or they may be originally بَلّ and هَلّ and قَدّ. (Akh, S.) بَلٌّ Moist, or containing moisture: or rather moistened; being, app., an inf. n. used in the sense of a pass. part. n. ; like خَلْقٌ in the sense of مَخْلُوقٌ. Hence,] رِيحٌ بَلَّةٌ and ↓بَلِيلٌ and ↓بَلِيلَةٌ A wind in which is moisture: (S:) or the last, a wind mixed with feeble rain: (T:) and the second, a wind cold with moisture; (M, K;) or the same, a wind cold with rain; (A, TA;) the north wind, as though it sprinkled water by reason of its coldness: (TA:) and ↓ بَلَلٌ also signifies a cold north wind: (Ibn-'Abbád, TA:) بَلِيلٌ is used alike as sing. and pl. : (K:) it has no pl. (M.) A2: بَلٌّ بِشَىْءٍ A man (M) devoted, or attached, to a thing, and keeping to it constantly. (M, K. [In the CK and in my MS. copy of the K, اللَّهْجُ is erroneously put for اللَّهِجُ.]) b2: And بَلٌّ, alone, Much given to the deferring of payment to his creditors, by repeated promises; (T;) withholding, by swearing, what he possesses of things that are the rightful property of others. (IAar, T, K.) See also أَبَلٌّ, in two places.

بِلٌّ Allowable, or lawful; i. e., to be taken, or let alone, or done, or made use of, or possessed: (T, S, M, K:) so in the dial. of Himyer: (T, S. M:) or a remedy; (A'Obeyd, T, S, M, K;) from the phrase بَلَّ مِنْ مَرَضِهِ [q. v.]: (A' Obeyd, T, S, M:) or it is an imitative sequent to حِلٌّ, (M, K,) as some say: (M:) so As thought until he heard that it was said to be of the dial. of Himyer in the first of the senses explained above: (S, M:) A'Obeyd and ISk say that it may not be so because it is conjoined with حِلٌّ by وَ: (T:) and A'Obeyd says, We have seldom found an imitative sequent conjoined by و. (TA.) Hence the phrase, هُوَ لَكَ حِلٌّ وَبِلٌّ It is to thee lawful and allowable: or lawful and a remedy. (M, K. *) And hence the saying of El-'Abbás the son of 'Abd-El-Muttalib, respecting [the well of] Zemzem, هِىَ لِشَارِبٍ حِلٌّ وَ بِلٌّ It is to a drinker lawful &c. (T, S, M.) بَلَّةٌ [A single act of moistening. b2: And hence,] The least sprinkling (أَدْنَى بَلَلٍ lit. the least moisture) of good. (TA in art. هل.) You say, جَآءَنَا فُلَانٌ فَلَمْ يَأْتِنَا بِهَلَّةٍ وَلَا بَلَّةٍ [Such a one came to us and did not bring us anything to rejoice us nor the least sprinkling of good]: هلّة, accord. to ISK, being from الفَرَحُ and الاِسْتِهْلَالُ, and بلّة from البَلْلُ and الخَيْرُ. (S.) And مَا أَصَابَ هَلَّةً

وَلَا بَلَّةً He did not obtain, or has not obtained, anything. (S.) b3: Wealth, or competence: (Fr, TA:) or wealth, or competence, after poverty; (Fr, T, K, TA;) as also ↓ بُلَّى. (K.) b4: Remains of herbage or pasture; (K;) as also ↓ بُلَّةٌ. (Fr, T, K.) b5: The freshness of youth; as also ↓ بُلَّةٌ; (M, K; *) but the former word is the more approved. (M.) b6: See also an ex. voce بَلَلٌ.

بُلَّةٌ: see بَلَلٌ, in two places: b2: and see also بَلَّةٌ, in two places. b3: Also A state of moisture. (M.) b4: The moisture of fresh pasture. (S, M, K.) The rájiz (Iháb Ibn-'Omeyr, TA) says, describing [wild] asses, وَ فَارَقَتْهَا بُلَّةُ الأَوَابِلِ حَتَّى إِذَا أَهْرَأْنَ بِالأَصَائِلِ meaning that they went in the cool of the evening to the water after that the herbage had dried up: الاوابل means the wild animals that are satisfied with green pasture, so as to be in no need of water. (S.) بِلَّةٌ: see بَلَلٌ, in two places. b2: Also Good, good fortune, prosperity, or wealth: and sustenance, or means of subsistence. (M, K.) b3: Health; soundness; or freedom from disease. (T, K, TA.) b4: A repast prepared on the occasion of a wedding, or on any occasion. (Fr, K.) b5: (tropical:) The tongue's fluency, and chasteness of speech: (K, TA:) or its readiness of diction or expression, and facility; (M;) and [so in the M, but in the K “ or,”] its falling upon the [right] places of utterance of the letters, (T, M, A, K,) and its regular and uniform continuance of speech, (T, M, K,) and its facility. (K.) You say, مَا أَحْسَنٌ بِلَّةَ لِسَانِهِ (tropical:) [How good is the fluency, &c., of his tongue!]. (T, M, TA.) بَلَلٌ Moisture; (S, M, Msb, K;) as also ↓ بِلَّةٌ (S, M, K) and ↓ بِلَالٌ and ↓ بُلَالَةٌ (M, K) [and several other dial. vars. occurring in phrases in this paragraph]: or ↓ بِلَّةٌ signifies an inferior, or inconsiderable, degree of moisture; (Lth, T, K; [an ambiguity in the K in this place has occasioned several mistakes in Freytag's Lex. voce بَلَلٌ;]) and ↓ بِلَالٌ is an anomalous pl. of this word; (M, TA;) and is pl. also of ↓ بُلَّةٌ: (S, TA:) and بُلَّانٌ, occurring in a verse cited above (see 1) may be pl. of بَلَلٌ. (M.) [Using syns. of بَلَلٌ in the sense explained above,] you say, طَوَيْتُ

↓ السِّقَآءَ عَلَى بُلُلَتِهِ, (S, K,) and ↓ بُلَلَتِهِ, (K,) or ↓ بَلَلَتِهِ, (T, M,) I folded the skin while it was moist, (T, S, M, K,) before it should break in pieces, (T,) or lest it should break in pieces. (M.) And [hence,] ↓ طَوَيْتُ فُلَانًا عَلَى بُلُلَتِهِ, (T, *S, M, *K, *) and ↓ بُلَلَتِهِ, (T, S, K,) and ↓ بَلَلَتِهِ, and ↓ بُلَالَتِهِ, and ↓ بَلَالَتِهِ, (K,) and ↓ بُلَّتِهِ, (S, K,) and ↓ بَلَّتِهِ, (M, K,) and ↓ بُلَاتِهِ, (S, K,) and ↓ بَلَاتِهِ, (K) and ↓ بُلُولَتِهِ, (S, K,) which is of the dial. of Temeem, (TA,) and ↓ بُلُولِهِ, (K,) (tropical:) I bore with, suffered, or tolerated, such a one, (S, K,) notwithstanding his vice, or fault, (T, S, M, K,) and evil conduct: (S:) or [so in the M and K, but in the S “ and,”] I treated him with gentleness, or blandishment, (S, K,) while some love, or affection, remained in him; (S, M, K;) and this is the true meaning; (M;) and in like manner, نَفْسِهِ ↓ عَلَى بِلَالٌ. (S, TA.) And ↓ طَوَاهُ عَلَى بِلَالِهِ, and ↓ بُلُولِهِ, (tropical:) He feigned himself heedless of, or inattentive to, his vice, or fault; like as one folds a skin upon its fault [to conceal that fault]. (T.) And اِنْصَرَفَ القَوْمَ

↓ بِبَلَلَتِهِمْ, and ↓ بِبُلُلَتِهِمْ, and ↓ بِبُلُولَتِهِمْ, (assumed tropical:) The people, or company of men, turned away, or back, having some good, or somewhat good, remaining, in them, or among them; expl. by وَفِيهِمْ بَقِيَّةٌ [in which the last word generally implies something good; as, for instance, in the Kur xi. 118]: (M, K:) or, in a good state, or condition: (K:) or this latter is meant when one says, بِبُلُلَتِهِمْ. (T.) b2: Abundance of herbage; or of the goods, conveniences, or comforts, of life. (TA.) b3: See also بَلٌّ. b4: مَا أَحْسَنَ بَلَلَهُ How good is his adornment of himself! or his manner of undertaking a task, or taking upon himself a responsibility! (K: expl. in some copies by تَجَمُّلَهُ; and so in the TA: in others by تَحَمُّلَهُ.) بُلَلٌ, like صُرَدٌ, (K,) or بُلُلٌ, (so in a copy of the T, accord. to the TT,) Seed; grain for sowing. (ISh, T, K.) بَلَلَةٌ and its pl. : see four exs. voce بَلَلٌ.

بُلَلَةٌ and its pl.: see three exs. voce بَلَلٌ b2: The sing. also signifies Garb, guise, aspect or appearance, external state or condition. (Ibn-'Abbád, K.) You say, إِنَّهُ لَحَسَنُ البُلَلَةِ Verily he is goodly, or beautiful, in garb, &c. (Ibn-'Abbád, TA.) b3: You say also, كَيْفَ بُلَلَتُكَ, and ↓ بُلُولَتُكَ, meaning How is thy state, or condition? (Ibn-'Abbád, K.) بُلُلَةٌ: see three exs. voce بَلَلٌ.

بَلَالِ a subst. signifying The making close the ties of relationship by behaving with goodness and affection and gentleness to one's kindred: (K:) changed in form from بَالَةٌ; q. v. (TA.) [See also بِلَالٌ.]

بَلَالٌ: see what next follows.

بُلَالٌ: see what next follows.

بِلَالٌ: see بَلَلٌ, in four places. b2: Also Water; (T, S, M, K;) and so ↓ بُلَالٌ and ↓ بَلَالٌ. (K.) You say, مَا فِى سِقَائِهِ بِلَالٌ There is not in his skin any water: (T, S:) or anything whatever: (so in a copy of the S:) and in like manner one says of a well. (T.) And ↓ مَا فِى البِئْرِ بَالُولٌ There is not any water in the well. (K.) b3: And Anything with which one moistens the fauces, of water or of milk: (S, Msb, K:) such is said to be its meaning. (Msb.) b4: And hence the saying, اِنْضَحُوا الرَّحِمَ بِبَلَالِهَا, i. e. صِلُوهَا بِصِلَتِهَا [Make ye close the ties of relationship by behaving with that goodness and affection and gentleness to kindred which those ties require: see بَلَّ رَحِمَهُ; and see also بَلَالِ]. (S.) بُلُولٌ: see two exs. voce بَلَلٌ.

بَلِيلٌ: see بَلٌّ.

بَلَالَةٌ: see an ex. voce بَلَلٌ.

بُلَالَةٌ: see بَلَلٌ, in two places. b2: Also The quantity with which a thing is moistened. (Har p. 107.) b3: And A remain, or remainder; (T, and Har ubi suprá;) as also عُلُالَةٌ. (Har ubi suprá.) You say, مَا فِيهِ بُلَالَةٌ وَلَا عُلَالَةٌ There is not in it anything remaining. (T, and Har ubi suprá.) بُلُولَةٌ: see two exs. voce بَلَلٌ: b2: and see an ex. voce بُلَلَةٌ.

بَلِيلَةٌ: see بَلٌّ. b2: Also Wheat boiled in water, [in the present day, with clarified butter, and honey,] and eaten. (TA.) A2: And i. q. صِحَّةٌ [Health, or soundness, &c.]. (TA.) بُلَّى: see بَلَّةٌ.

بَلَّانٌ A hot bath: (K:) the ا and ن are augmentative: for the hot bath is thus called because he who enters it is moistened by its water or by his sweat: (TA:) pl. بَلَّانَاتٌ, (K,) occurring in a trad., and said by IAth to be originally بَلَّالَاتٌ. (TA in art. بلن; in which, as well as in the present art., it is mentioned in the K.) b2: It is now applied to A man who serves [the bathers, by washing them &c.,] in the hot bath: [fem. with ة:] but this is a vulgar application of the word. (TA.) بُلَّانٌ: see 1.

بُلْبُلٌ [The nightingale: and a certain melodious bird resembling the nightingale: both, in the present day, vulgarly called بِلْبِل:] the عَنْدَلِيب [q. v.]: and the كُعَيْت [q. v.]: (T:) a certain bird, (S, M, K,) well known, (K,) of beautiful voice, that frequents the Haram [or Sacred Territory of Mekkeh], and is called by the people of El-Hijáz the نُغَر [q. v.]. (M.) b2: A man light, or active: (S:) or clever, well-mannered, or elegant, and light, or active: (T:) or a man (M) light, or active, in journeying, and very helpful; (M, K;) and so ↓ بُلَابِلٌ, (M,) or ↓ بُلْبُلِىُّ: (K:) or, accord. to Th, a boy light, or active, in journeying: (M:) and a man light, or active in that which he sets about; (TA;) as also ↓ بُلَابِلٌ; (K;) or this last signifies a man active in intellect, to whom nothing is unapparent: (T:) pl. of the first, (S,) and of the last, (K,) بَلَابِلُ. (S, K.) A2: A certain fish, of the size of the hand. (Ibn-'Abbád, K.) A3: The spout (قَنَاة) of a mug (كُوز), that pours forth the water. (M, K.) بَلْبَلَةٌ inf. n. of بَلْبَلَ [q. v.]. (M, K.) A2: A state of confusion, or mixture, of tongues, or languages. (M, K. *) In the copies of the K, الأَسِنَّة is here erroneously put for الأَلْسِنَة. (TA.) b2: Also, and ↓ بَلْبَالٌ, The vain, or unprofitable, or evil, suggestion of anxieties in the bosom: (T:) or anxiety, and vain, or unprofitable, or evil, suggestion of the mind: (S:) or intense anxiety, and vain, or unprofitable, or evil, suggestions or thoughts; (M, K;) as also ↓ بُلَابِلٌ, (so in the M, accord. to the TT,) or ↓ بَلَابِلُ: (so in copies of the K:) this last [however] is pl. of ↓ بَلْبَالٌ; (T;) which also signifies vehement distress in the bosom; (M, K;) and so does ↓ بَلْبَالَةٌ: (IJ, M:) or ↓ بَلْبَالٌ signifies anxiety and grief: and, as also بَلْبَلَةٌ, a motion, or commotion, in the heart, arising from grief or love. (Har p. 94.) بُلْبُلَةٌ A mug (كُوز) having a spout (بُلْبُل) by the side of its head, (M, K, TA,) from which the water pours forth: (TA:) or a ewer, as long as it contains wine. (Kull p. 102.) بُلْبُلِيٌّ: see بُلْبُلٌ.

بَلْبَالٌ: see بَلْبَلَةٌ, in three places.

A2: Also A putting people in motion; and rousing, or exciting, them: a subst. from R. Q. 1. (M, K.) بَلْبَالَةٌ: see بَلْبَلَةٌ.

بَلَابِلٌ: see بَلْبَلَةٌ.

بُلَابِلٌ: see بُلْبِلٌ, in two places: A2: and see بَلْبَلَةٌ.

بَالَّةٌ [properly A thing that moistens. b2: and hence,] (tropical:) Bounty, or liberality; or a gift; as also ↓ بَلالِ: (T, S, TA:) and both these words, good, or benefit: (T, S, M, TA:) so in a phrase mentioned above; see 1: (T, S, K:) the latter word is changed in form the former. (T.) [See also بَلَالِ above.]

بَالُولٌ: see بِلَالٌ.

أَبَلٌّ More, and most, moist: fem. بَلَّآءُ: and pl. بُلٌّ. Hence,] الجَنُوبُ أَبَلُّ الرِّيَاحِ The south is the most moist of the winds. (S.) b2: [Hence, also,] مَا شَىْءٌ أَبَلَّ لِلْجِسْمِ مشنَ اللَّهْوِ Nothing is more healthful and suitable to the body than sport. (TA.) b3: And صَفَاةٌ بَلَّآءٌ A smooth stone or rock. (S.) b4: And أَبَلُّ, applied to a man, (T, S, &c.,) Violent, or vehement, in contention, altercation, or dispute; (T, M, K;) as also ↓ بَلٌّ: (K:) or (M) one who has no sense of shame: (M, K:) or (TA) one who resists, or withstands, (K, TA,) and overcomes: (TA:) or (M) very mean, (M, K,) from whom that which he possesses cannot be obtained, (Ks, T, S, M, K,) by reason of his meanness; (Ks, T, S;) and so بَلَّآءُ applied to a woman: (Ks, S:) or mean, (TA,) much given to the deferring of payment to his creditors, (IAar, M, K,) much given to swearing (T, S, K) and to wronging, (S, K,) withholding the rightful property of others; (TA;) as also ↓ بَلٌّ [q. v.]: (IAar, M, [but referring only to what is given above on the authority of the former,] K, [referring to the same and to what follows except the addition in the TA,] and TA:) or, (S, M,) accord. to AO, (S,) i. q. فَاجِرُ [i. e. vicious, immoral, unrighteous, &c.]: (S, M, K:) fem. بَلَّآءُ: (M, K:) and pl. بُلُّ: (K:) or it signifies one who pursues his course at random, not caring for what he meets. (Ham p. 383.) مُبِلٌّ One whose aiding thee to accomplish thy desire wearies thee. (A'Obeyd, T, K, TA. [In the CK, for مَنْ يَعْيِيكَ أَنْ يُتَابِعَكَ عَلَى مَا تُرِيدُ, we find مَنْ يُعِينُكَ اَى يُتَابِعُكَ علي ما تُرِيدُ.]) خَصْمٌ مِبَلٌّ A constant, firm, or steady, adversary in a contention, dispute, or litigation. (M, K.)

أَن

(أَن)
الْمَرِيض أَنا وأنينا وأنانا وأنة وتأنانا تأوه والقوس وَنَحْوهَا رن وترها فِي امتداد
(أَن) حرف للتَّأْكِيد وَنفي الْإِنْكَار وَالشَّكّ تنصب الِاسْم وترفع الْخَبَر وَلَا تقع فِي أول الْكَلَام وتؤول مَعَ مَا بعْدهَا بمصدر مثل {قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ}
(أَن)
تكون مَصْدَرِيَّة تدخل على الْمُضَارع فتنصبه نَحْو {وَأَن تَصُومُوا خير لكم} وعَلى الْمَاضِي فَلَا تُؤثر فِيهِ نَحْو مَا عابني أَن سبقني الْجُهَّال وَتَكون مُخَفّفَة من أَن نَحْو {علم أَن سَيكون مِنْكُم مرضى} ومفسرة كأي نَحْو {فأوحينا إِلَيْهِ أَن اصْنَع الْفلك} وزائدة للتوكيد نَحْو {فَلَمَّا أَن جَاءَ البشير أَلْقَاهُ على وَجهه فَارْتَد بَصيرًا}
أَن
: ( {أَنْ، المَفْتُوحَةُ) الخَفْيفَةُ مِن نواصِبِ الفِعْلِ المستقبلِ مَبْني على السكونِ (تكونُ اسْماً وحَرْفاً، والاسمُ نَوْعانِ: ضَميرُ مُتَكَلِّمٍ فِي قَوْلِ بَعْضِهم) إِذا مَضَى عَلَيْهَا وَلم يقفْ (أَنْ فَعَلْتُ) ذلكَ (بسكونِ النُّونِ والأكْثَرونَ) مِن العَرَبِ (على فَتْحِها وَصْلاً) يقُولُون:} أَنَ فَعَلْتُ ذلكَ، (و) أَجْودُ اللّغاتِ، (الإِتْيان بالألِفِ وَقْفاً) ، وَمِنْهُم مَن يُثْبِتُ الأَلفَ فِي الوَصْلِ أَيْضاً يقُولُ:! أَنَا فَعَلْتُ ذلكَ، وَهِي لُغَةٌ رَدِيئَةٌ.
وَفِي المُحْكَم: وأَنَ اسمُ المُتَكلِّم فَإِذا وَقَفْت أَلْحَقْتَ أَلِفاً للسكوتِ، وَقد تُحْذَف وإثْباتُها أَحْسَنُ.
وَفِي الصِّحاحِ: وأَمَّا قَوْلُهم أَنَا فَهُوَ اسمٌ مكنِيٌّ، وَهُوَ اسمٌ للمُتَكلِّمِ وحْدَه، وإنَّما بُنِي على الفتْحِ فرْقاً بَيْنه وبينَ أَن الَّتِي هِيَ حَرْفٌ ناصِبٌ للفِعْلِ، والألِفُ الأخيرَةُ إنَّما هِيَ لبَيانِ الحَرَكَةِ فِي الوَقْفِ، فَإِن وُسِّطت سَقَطَتْ إلاَّ فِي لُغَةٍ رديئةٍ، كَمَا قالَ حُمَيْد بنُ مجدلٍ:
أَنَا سَيْفُ العَشِيرَةِ فاعْرِفوني جَميعاً قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا قُلْتُ: وَمِنْه أَيْضاً قَوْل العُدَيْل:
أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لمَنْ يعانى أَنا العَدْلُ المُبَيِّنُ فاعْرِفوني وَقد ذَكَرَ المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، ثلاثَ لُغاتٍ، وفاتَهُ {آنَ فَعَلْتَ، بمدِّ الأَلِفِ الأُولى، وَهِي لُغَةُ قُضاعَةَ، وَمِنْه قَوْلُ عدِيَ:
يَا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ؟ وأَنَهْ فَعَلْت، حكَى الخَمْسَة قُطْرب، ونَقَل عَن ابنِ جنِّي، وَفِي الأخيرَةِ ضَعْفٌ كَمَا تَرَى. قالَ ابنُ جنِّي: يَجوزُ الْهَاء فِي أَنَهْ بَدَلا مِن الأَلفِ فِي أَنا لأنَّ أَكْثَرَ الاسْتِعمالِ إنَّما هُوَ أَنا بالأَلفِ، ويَجوزُ أَنْ تكونَ الهاءُ أُلْحِقَتْ لبَيانِ الحَركَةِ كَمَا أُلْحِقَتِ الألفُ، وَلَا تكونُ بَدَلا مِنْهَا بل قائِمَة بنفْسِها كَالَّتِي فِي كتابِيَه وحسابِيَه.
قالَ الأَزْهرِيُّ:} وَأَنا لَا تَثْنِيَةَ لَهُ مِن لفْظِه إلاَّ بنَحْن، ويصلحُ نحنُ فِي التَّثْنيةِ والجَمْعِ.
(و) النوعُ الثَّانِي: (ضَميرُ مُخاطَبٍ فِي قَوْلِكَ أَنْتَ) يُوصَلُ {بأَنْ تاءُ الخطابِ فيَصِيران كالشيءِ الواحِدِ من غَيْر أَن تكونَ مُضافَةً إِلَيْهِ.
و (} أَنْتِ) للمُؤَنَّثةِ بكسْرِ التاءِ وتقولُ فِي التَّثْنِيةِ ( {أَنْتُما) ، فَإِن قيلَ: لِمَ ثَنَّوا} أَنْت فَقَالُوا أَنْتُما، وَلم يُثَنُّوا أَنا، فقيلَ: لمَّا لم يجزْ أَنا وأَنا لرَجلٍ آخَرَ لم يُثَنَّوا، وأَمَّا أَنْت فثَنَّوْه بأَنْتُما لأنَّك تجيزُ أنْ تقولَ لرجلٍ أَنتَ وأَنْتَ لآخَرَ مَعَه، وكذلِكَ الأُنْثى.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: ليسَ أَنْتُما تَثْنِيَة أَنْتَ إِذْ لَو كانَ تَثْنِيَته لوَجَبَ أَنْ تقولَ فِي أَنْتَ أَنْتانِ، إنَّما هُوَ اسمٌ مصوغٌ يَدُلُّ على التَّثْنِيَةِ كَمَا صبغَ هذانِ وهاتانِ.
وتقولُ: ( {أَنْتُمْ) و (} أَنْتُنَّ) جَمْع المُذَكَّر والمُؤَنَّث، (الجُمْهورُ) مِن أَئمَّةِ اللُّغَةِ والنَّحْو على (أنَّ الضَّميرَ هُوَ أَنْ، والتَّاءُ حَرْفُ خِطابٍ) وُصِلَتْ بِهِ؛ كَمَا تقدَّمَ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَقد تدخُلُ عَلَيْهِ كافُ التَّشْبيه تقولُ: أَنْتَ {كأَنا} وأَنا {كأَنْتَ؛ حُكِيَ ذلِكَ عَن العَرَبِ، وكافُ التَّشْبيهِ لَا تتَّصِل بالمُضْمَرِ، وإنَّما تتَّصِل بالمُظْهَرِ، تقولُ: أَنْتَ كزَيدٍ، وَلَا تقولُ: أَنْتَ كِي، إلاَّ أنَّ الضَّميرَ المُنْفصلَ عنْدَهُم كانَ بمنْزِلَةِ المُظْهَر، فلذلِكَ حَسُنَ وفارَقَ المُتَّصِل.
وقرَأْتُ فِي كتابِ ليسَ لابنِ خَالَوَيْه قالَ: ليسَ فِي كلامِ العَرَبِ أَنْتَ كِي وَلَا أَنا كك إلاَّ فِي تَبْيين ضَمِيرَيْن مُنْفَصِلَيْن، فلذلِكَ قالَ سِيْبَوَيْه: اسْتَغْنَتِ العَرَبُ بأَنْتَ مِثْلي وأَنا مِثْلُك عَن أنْ يقُولُوا: أَنْتَ كِي وأَنا كك، والبيتان:
فلولا الحَياءُ لكنَّا كهمولولا البَلاء لكانُوا كناوالبيت الآخر:
إِن تكن كي فإنّني كك فيهاإنّنا فِي الملام مُصْطَحبان (والحَرْفُ أَرْبَعَةُ أَنْواعٍ: يكونُ حَرْفاً مَصْدَريًّا ناصِباً للمُضارِعِ) ، أَي يكونُ مَعَ الفِعْلِ المُسْتقبلِ فِي معْنَى مَصْدَر فتَنْصِبه (ويَقَعُ فِي مَوْضِعَيْنِ: فِي الابْتِداءِ فيكونُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ نَحْو) قوْلِه تَعَالَى: { (} وأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لكُم) } ،) أَي صِيامُكم، (ويَقَعُ بَعْدَ لَفْظٍ دالَ على مَعْنًى غيرِ اليَقِينِ فيكونُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ) نَحْو: { (أَلَمْ يَأْنِ للَّذينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُم) لذِكْرِ اللَّهِ} .
(و) يَقَعُ فِي مَوْضِعِ (نَصْبٍ) نَحْو قوْلِهِ تَعَالَى: { (وَمَا كانَ هَذَا القُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى} .
(و) يكونُ فِي مَوْضِعِ (خَفْضٍ) نَحْو قَوْلِه تَعَالَى: { (من قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ) } .
(قالَ الجوْهرِيُّ: فإنْ دَخَلَتْ على فِعْلٍ ماضٍ كانتْ مَعَه بمعْنَى مَصْدَر قد وَقَعَ إلاَّ أنَّها لَا تَعْمَلُ، تقولُ: أَعْجَبَني أَنْ قُمْتَ، والمعْنَى: أَعْجَبَني قِيامُك الَّذِي مَضَى، اه.
فعُلِمَ مِن هَذَا أَنَّ أَنْ لَا تَقَعُ إِذا وصلت حَالا أَبداً إنَّما هِيَ للمُضِيِّ أَو للاسْتِقْبالِ، فَلَا يقالُ: سَرَّني أَنْ تَقُومَ، وَهُوَ فِي حالِ قِيامٍ.
(وَقد يُجْزَمُ بهَا كقَوْلِه:
(إِذا مَا غَدَوْنا قَالَ وِلْدانُ أَهْلِنا (تعالَوْا إِلَى أَنْ يأْتِنا الصَّيْدُ نَحْطِب (بوقد يُرْفَعُ الفِعْلُ بَعْدَها كقِراءَةِ ابنِ مُحَيْصِنٍ: {لمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) } ) برفْعِ الميمِ وَهِي من الشَّواذ.
قُلْتُ: وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
أَنْ تَقْرآنِ على أَسماءَ وَيحَكُمامِنِّي السلامَ وأَنْ لَا تُعْلِما أَحَدا (وتكونُ مُخَفَّفَةً من الثَّقيلةِ) فَلَا تَعْمَلُ، فتقُولُ: بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ؛ قالَ اللَّهُ تعالَى: { (عَلِمَ أَنْ سَيكونُ) مِنْكم مَرْضَى} ؛ وقالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُوا الجنَّةُ أُورِثْتُموها} .
قالَ ابنُ بَرِّي: قَوْلُ الجوْهرِيّ فَلَا تَعْمَل يُريدُ فِي اللَّفْظِ، وأَمَّا فِي التَّقْديرِ فَهِيَ عامِلَةٌ، واسْمُها مقدَّرٌ فِي النِّيَّةِ تَقْديرُه: أَنه تِلْكُم الجنَّة.
قُلْتُ: وقالَ المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، فِي البَصائِرِ فِي مثالِ المُخَفَّفة من المُشدَّدَةِ عَلِمْتُ أَنْ زيدا لمُنْطَلِق، مُقْترِناً بلامٍ فِي الإعْمالِ، وعَلِمْت أَنْ زيدٌ مُنْطَلِقٌ بِلا لامٍ فِي الإلْغاءِ.
قالَ ابنُ جنِّي: وسأَلْتُ أَبا عليَ عَن قَوْلِ الشاعِرِ:
أَنْ تَقْرآنِ على أَسماءَ وَيحَكُما لِمَ رَفَعَ تَقْرآنِ؟ فقالَ: أَرادَ النّونَ الثَّقيلَةَ أَي أَنَّكما تَقْرآنِ.
(و) تكونُ (مُفْسِرةً بمعْنَى أَي) نَحْو قَوْله تَعَالَى: { (فأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الفُلْكَ) } ،) أَي أَي اصْنَع؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وانْطَلَقَ المَلأُ مِنْهُم أَنِ امْشوا واصْبِرُوا} ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ بعضُهم: لَا يَجوزُ الوَقْف عَلَيْهَا لأنَّها تَأتي ليُعَبَّر بهَا وَبِمَا بَعْدَها عَن معْنَى الفعْلِ الَّذِي قَبْل، فالكَلامُ شَديدُ الحاجَةِ إِلَى مَا بَعْدَها ليُفَسّرَ بِهِ مَا قَبْلها فبحسبِ ذلكَ امْتَنَعَ الوُقوفُ عَلَيْهَا.
(وتكونُ زائِدَةً للتَّوكيدِ) نَحْو قَوْلِه تعالَى: {ولمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا} ؛) وَفِي مَوْضِع {ولمَّا جاءَتْ رُسُلُنا} .) ونَصُّ الجوْهرِيّ: وَقد تكونُ صِلَةً للِمَّا كقَوْله تَعَالَى: {فلمَّا أَنْ جاءَ البَشيرُ} ، وَقد تكونُ زائِدَةً كقوْلِه تَعَالَى: {وَمَا لَهُم أَنْ لَا يُعَذِّبَهم اللَّهُ} يُريدُ وَمَا لَهُم لَا يعذِّبُهُم اللَّهُ.
قالَ ابنُ بَرِّي: هَذَا كلامٌ مكرَّرٌ لأنَّ الصِّلَةَ هِيَ الزائِدَةُ، فَلَو كانتْ زائِدَةً فِي الآيةِ لم تَنْصِب الفعْلَ.
(وتكونُ شَرْطيَّةً كالمَكْسورَةِ.
(وتكونُ) أَيْضاً (للنَّفْيِ كالمَكْسورَةِ.
(و) تكونُ (بمعْنَى إِذْ قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تَعَالَى: { (بَلْ عَجبُوا أَنْ جاءَهُم مُنْذِرٌ مِنْهُم) } ،) أَي إِذْ جاءَهُم؛ وكذلِكَ قَوْلُه تعالَى: {لَا تتَّخِذُوا آباءَكُم وإخْوانَكُم أَوْلياءَ إِن اسْتَحَبُّوا} ؛ مَنْ خَفَضَها جعلَها فِي موْضِعِ إِذا، كَمَا تقدَّمَ، ومَنْ فَتَحَها جعلَها فِي موْضِعٍ إِذْ على الواجِبِ. وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وامْرأَةً مُؤْمِنَةً إنْ وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيِّ} ، مَنْ خَفَضَها جعلَها فِي موْضِعِ إِذا، ومَنْ نَصَبَها فَفِي موضِعِ إِذْ.
(و) تكونُ (بمعْنَى لئَلاّ، قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تَعَالَى: { (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا) } ؛) هَكَذَا ذَكَرَه بعضُ النُّحَّاةِ، (والصَّوابُ أَنَّها هُنَا مَصْدرِيَّةٌ، والأَصْلُ كَراهَةَ أَنْ تَضِلُّوا) .
(قُلْتُ: وَقد تكونُ مُضْمرةً فتَعْمَل وَإِن لم تكنْ فِي اللَّفْظِ كقَوْلِك: لأَلْزمنَّك أَو تَقْضِيَ لي حقِّي، أَي إِلَى أَنْ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: وكذلِكَ إِذا حَذَفْتها إنْ شِئْت نَصَبْتَ وإنْ شِئْتَ رَفَعْتَ؛ قالَ طَرفَةُ:
أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى وأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَل أَنْتَ مُخْلدِي؟ يُرْوَى بالنَّصْبِ على الإِعْمالِ، والرَّفْعُ أَجْودُ. قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّه تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهِلُونَ} ، اه.
وتكونُ أَنْ بمعْنَى أَجَلْ وبمعْنَى لعلَّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الأَنَّةُ:} الأَنِينُ.
ورَجُلٌ {أُنَنَةٌ فُنَنَةٌ، كهُمَزَةٍ فيهمَا، أَي بلِيغٌ.
} وأَنَّتِ القَوْسُ {تَئِنُّ} أَنِيناً: أَلانَتْ صوتَها ومَدَّته؛ عَن أَبي حنيفَةَ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَة:
تَئِنُّ حِينَ تَجْذِبُ المَخُطوما {أَنِين عَبْرَى أسْلَمتْ حَمِيما وأَتَاهُ على} مَئِنَّةِ ذاكَ: أَي حينهِ ورُبَّانِه.
وقالَ أَبو عَمْرٍو: {الأَنَّةُ} والمَئِنَّةُ والعَدْقَةُ والشَّوْزَبُ واحِدٌ.
ويقالُ: وَمَا أَنَّ فِي الفُراتِ قَطْرةٌ، أَي مَا كانَ، وَقد يُنْصَب وَلَا أَفْعَلَه مَا أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً. قالَ اللَّحْيانيُّ: أَي مَا كانَ وإِنَّما فَسَّرَه على المعْنَى.
وكأَنَّ: حَرْفُ تَشْبيهٍ إنَّما هُوَ أَنَّ دَخَلَتْ عَلَيْهَا الكافُ، والعَرَبُ تَنْصبُ بِهِ الاسْمَ وتَرْفَعُ بِهِ الخَبَرَ.
وقالَ الكِسائيُّ: قد يكونُ بمعْنَى الجَحْدِ كقَوْلِكَ: {كأَنَّكَ أَميرُنا فتأْمُرُنا، معْناه لسْتَ أَمِيرنا.
ويأْتي بمعْنَى التَّمنِّي كقَوْلِكَ:} كأَنَّني قد قُلْتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه، معْنَاه لَيْتَني قد قُلْتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه.
وبمعْنَى العِلْم والظَّنِّ كقَوْلِكَ: {كأَنَّ اللَّهَ يَفْعَل مَا يَشاءُ؛} وكأَنَّك خارِجُ.
وقالَ أَبو سعيدٍ: سَمِعْتُ العَرَبَ تُنْشِدُ هَذَا البَيْت:
ويَوْمَ تُوافِينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ {كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إِلَى ناضِرِ السَّلَم} ْوكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ، فمَنْ نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً فخفَّفَ وأَعْمَل، ومَنْ خَفَضَ أَرادَ كظَبْيَةٍ، ومَنْ رَفَعَ أَرادَ {كأَنَّها ظَبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مَعَ إضْمارِ الكِنايَةِ. ورَوَى الجرارُ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ أنَّه أَنْشَدَ:
} كأَمَّا يَحْتَطِبْنَ على قَتادٍ ويَسْتَضْحِكْنَ عَن حَبِّ الغَمامِفقالَ: يُريدُ {كأَنَّما فقالَ كأَمَّا.
وإنَّني وإنِّي بمعْنًى، وكذلِكَ} كأَنِّي! وكأَنَّني لأنَّه كَثُر اسْتِعْمالُهم لهَذِهِ الحُرُوفِ، وهم قد يَسْتَثْقلون التَّضْعيفَ فحذَفُوا النونَ الَّتِي تلِي الياءَ. وتبدل هَمْزَةَ أَن مَفْتوحة عينا فتقولُ: عَلِمْت عَنْك مُنْطَلِق.
وحَكَى ابنُ جنِّي عَن قطْرب أَنَّ طيِّئاً تقولُ: هِنْ فَعَلْتَ فعلْتُ، يُريدُونَ إنْ، فيُبْدِلون.
قالَ سِيْبَوَيْه: وقوْلُهم: {أَمَّا أَنْتَ مُنْطلِقاً انْطَلَقْتُ مَعَك} إنَّما هِيَ أَنْ ضُمَّت إِلَيْهَا مَا، وَهِي مَا التَّوْكِيد، ولَزِمَت كَراهِيَة أَن يِجْحِفوا بهَا لتكونَ عِوضاً من ذَهابِ الفعْلِ كَمَا كانتِ الهاءُ والألفُ عِوضاً فِي الزَّنادِقةِ واليَماني مِن الياءِ وبنُو تميمٍ يقولُونَ: عَنْ، تُريدُ عَنْعَنَتهم.
وَإِذا أَضَفْت أَن إِلَى جَمْعٍ أَو عَظيمٍ قلْتَ: إنّا وإنّنا؛ قالَ الشاعرُ:
{إنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْننا فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلتُ فَجارِكانَ أَصْلَه} إنَّنا فكَثرتِ النّونات فحُذِفَتْ إحْدَاها.
{وأَنَّى، كحَتَّى: قرْيَةٌ بواسط، مِنْهَا: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ موسَى بنِ بَابا، ذَكَرَه المَالِينيُّ، رحِمَه اللَّه.

ردي

ردي: {فتردى}: فتهلك. {أرداكم}: أهلككم. {والمتردية}: هي التي تردت من جبل أو حائط فماتت ولم تدرك ذكاتها.
ر د ي

أقيك من الردى، وقد رديَ الشيء فهو ردٍ. وأرداه الدهر. قال دريد:

تنادوا فقالوا أردت الخيل فارساً ... فقلت أعبد الله ذلكم الردى

وأقبلوا والخيل تردي بهم: تعدو ردياناً. وارتدى بالثوب وتردّى به. وجاء وعليه الرداء والمردى، وجاؤا وعليهم الأرتدية والمرادي. قال عبد بني الحسحاس:

لعبن ببدكداك خصيب جنابه ... وألقين عن أعطافهن المراديا

وهو حسن الردية. ورديته أنا. ورديته بالحجارة، وترادوا بها. وتردّى في الهوة. وتردّى من الجبل. وتقول: إن فلاناً تردّى لما تردى؛ أي للقضاء والتقدّم.

ومن المجاز: فلان مردي حرب، وهم مرادي حروب. والخيل تضرب الأرض بمراديها. وهو يرادي عن قومه: يناضل عنهم. وقنّعه رداءه أي سيفه. قال:

وداهية جرّها جارم ... جعلت رداءك فيها خماراً

أي قنعت سيفك رءوس القوم، يقال: عمّمه بسيفه، وخمّره بسيفه. وفلان خفيف الرداء: لا دين عليه. ومنه قول العرب: من أراد البقاء ولا بقاء، فليباكر الغداء، وليخفف الرداء، وليقلّ عشيان النساء؛ وهو غمر الرداء وهو المعروف والعطاء. ولبست المرأة رداءها أي وشاحها. وتردّت وارتدت: توشحت. وهي هيفاء المردّى: ضامر الموشح. قال ابن مقبل:

ضمر المردى رداح في تأودها ... مخطوفة منتهى الأحشاء عطبول

وحلت الشمس على وجهه امغذ؛ أراد سماع الحديث والعلم لا سماع الغناء.

ومن المجاز: يوم مرذ. وأرذت العين بمائها. وأرذ السقاء، وسقاه مرذ مغذ. وأرذت الشجة. ونحن نرضى برذاذ نيلك، ورشاش سيلك.

ردي


رَدِيَ(n. ac. رَدًى [ ])
a. Perished.

رَدَّيَa. Threw down.

رَاْدَيَa. Flattered, cajoled, enticed.
b. Stoned; drove away.

أَرْدَيَa. see I (e) (f) & II.
d. Destroyed, ruined.
e. Made to trot (horse).
تَرَدَّيَa. Puton, wore a mantle, cloak &c.
b. see I (g)
إِرْتَدَيَa. see V (a)
رَدَاة [] (pl.
رَدًى [ ])
a. Stone; rock, boulder.

رَدٍa. Lost, ruined; perishing.

مِرْدًى [] (pl.
مَرَادٍ [] )
a. Stone; missile, projectile.

مِرْدَاة [] (pl.
مَرَاْدِيُ)
a. see 20
&
رِدَاْي
(a).
رِدَآء [] (pl.
أَرْدِيَة [] )
a. Cloak, mantle, wrapper.
b. Sword, sabre.
c. Intelligence.
d. Ignorance.

رِدَايَة []
a. see 23 (a)
ردي
ردِيَ/ ردِيَ في يَردَى، ارْدَ، رَدًى، فهو رَدٍ، والمفعول مرديّ فيه
• ردِي الشَّخصُ: هلَك "وقاك الله من الرّدى- أصابه الرَّدى وهو في مقتبل العمر- {فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} ".
• رَدِيَ في البئر أو الحفرة: سَقَطَ. 

أردى يُردِي، أَرْدِ، إرداءً، فهو مُردٍ، والمفعول مُردًى
• أردى فلانًا:
1 - أهلكه "أرداه الدَّهْرُ- {قَالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} " ° أرداه قتيلاً: صرعه.
2 - أسقطه "أرداه في البئر- أرداه عن فرسه". 

ارتدى/ ارتدى بـ يَرتَدي، ارْتَدِ، ارتداءً، فهو مُرتَدٍ، والمفعول مُرتَدًى
• ارتدى الشَّخصُ الثِّيابَ/ ارتدى الشَّخصُ بالثِّياب: لَبِسَها "ارتدى قميصًا جديدًا- مُرتَدٍ أحسن ما عنده- يرتدي ثياب المصلحين- ارتدت القضية طابعًا من الخطورة". 

تردَّى/ تردَّى في/ تردَّى من يتردَّى، تَرَدَّ، تَرَدّيًا، فهو مُتردٍّ، والمفعول مُتردًّى فيه
• تردَّى الشَّخصُ/ تردَّى الشَّخصُ في كذا/ تردَّى الشَّخصُ من كذا: سقَط "تردَّى في الهُوَّة- تردَّى من الجبل- {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى}: مات، سقَط في جهنم" ° تردَّى في الإثم: ارتكب ذنبًا- تردَّى في الرَّذائل. 

ردَّى يُردِّي، رَدِّ، ترديةً، فهو مُرَدٍّ، والمفعول مُرَدًّى
• ردَّى فلانًا:
1 - ألبسه الثِّيابَ "ردَّى طفلَه".
2 - أسقطه في حفرة أو نحوها.
3 - أهلكه "كاد البردُ يردِّيه". 

إرداء [مفرد]: مصدر أردى. 

ارتداء [مفرد]: مصدر ارتدى/ ارتدى بـ. 

تردٍّ [مفرد]:
1 - مصدر تردَّى/ تردَّى في/ تردَّى من.
2 - (حي) تعاقب الجماعات النباتيَّة بالرُّجوع إلى مرحلة أدنى في صفاتها بسبب ظهور عامل غير مُواتٍ. 

تردية [مفرد]: مصدر ردَّى. 

رَدٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ردِيَ/ ردِيَ في. 

رِداء [مفرد]: ج رداءات ورداوات وأَردية، مث رداءان ورداوان: ما يُلبس فوق الثياب، كالجُبَّة والعباءة، ويستعار لكل ما يلبس كالوشاح والسَّيف والقوس "رِداء السَّهرة" ° بسَط اللَّيلُ رداءَه: نزَل، عمَّ- خفيف الرداء: قليل العيال والدَّيْن- رِداء الشَّباب: حسنُه ونضارتُه- رِداء الشَّمس: حسنُها ونورُها- رداء العِزّ- رداء المساء: ظلامه- غَمْرُ الرِّداء: كثير المعروف واسعُه- هو في رداء فلان: في رعايته وحمايته. 

رَدًى [مفرد]: مصدر ردِيَ/ ردِيَ في. 

مُتَرَدٍّ [مفرد]: اسم فاعل من تردَّى/ تردَّى في/ تردَّى من.
• المتردِّي من الحيوانات: ما وقع من عُلْوٍ فمات، ونُهي عن أكل المتردِّيّة؛ لأنّها ماتت من غير ذبح شرعيّ " {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ .. وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ} ". 

مُرْدِيّ [مفرد]: ج مَرادِيُّ
• المُرْدِيُّ: خشبة تُدْفَع بها السَّفينة. 
[ر د ي] الرَّدَى: الهَلاكُ، رَدِيَ رَدًي، فهو رَدٍ. وأَرْداهُ اللهُ، وفي التَّنْزِيلِ: {إن كدت لتردين} [الصافات: 56] وفيه: {واتبع هواه فتردى} [طه: 16] . ورَديَ في الهُوَِّةِ رَدًي، وتَرَدَّى: تَهَوَّرَ. وأَرْادهُ اللهُ، ورَدَّاهُ فترَدَّى: قَلَبَهُ فانْقَلَبَ. والرِّداءُ: من المَلاحِفِ، وقَوْلُ طَرَفَةَ:

(ووَجْهُ كأَنَّ الشَّمْسَ حَلَّتْ رِداءَها ... عليهِ نَقِيُّ اللَّوْنِ لم يَتَخَدَّدِ)

فإنَّه جَعَلَ للشَّمْسِ رِداءً وهو جَوْهَر، لأَنَّه أَبْلَغُ من النُّورِ الذي هو العَرَضُ، والجمعُ: أَرْدِيَةٌ، وهو الرِّداءَةُ، كقولهم: الإزارَ. وقد تَرَدَّى به، وارتَدَى. وإِنَّه لَحَسنُ الرِّدْيَةَ: أي الارْتِداءِ. ورَجُلٌ غَمْرُ الرِّداءِ: واسِعُ المَعْرُوفِ وإن كانَ رِداؤُه صَغِيراً، قال كُثَيِّرٌ:

(غَمْرُ الرِّداءًِ إِذا تَبَسَّمَ ضاحِكاً ... غَلِقَتْ لضَحْكَتِه رِقابُ المالِ)

وعَيْشٌ غَمْرُ الرِّداءِ: واسِعٌ خَصِيبٌ. والرِّداءُ: السَّيْفُ، أًراهُ على التَّشْبِيِه بالرِّداءِ من المَلابِسِ، قالَ مُتَمِّمٌ:

(لَقَدْ كفَّنَ المِنْهالُ تَحْتَ رِدائِه ... فَتًى غيرَ مبطانِ العَشِيَّة أَرْوَعَا)

وكانَ المِنْهالُ قَتَل أَخاه مالِكاً، وكانَ الرَّجُلُ إذا قَتَلَ رَجُلاً مَشْهُوراً وَضَعَ سيفَه عليهِ ليُعْرَفَ قاتلُه. وقد تَرَديَّ به، وارْتَدَى، وأنشد ثَعْلَبٌ:

(إِذا كَشَفَ اليَوْمٌ العَماسُ عن اسْتِه ... فلا يرتَدِيِ مِثْلِي ولا يَتَعَمَّمُ ... )

كَنَى بالارْتِداءِ عن تَقَلُّدِ السَّيْفِ، وبالتَّعَمُّم: عن حَمْلِ البَيْضَةِ أو المِغْفَرِ. قال ثَعْلَبٌ: معناهما: أَلْبسُ ثِيابَ الحَرْبِ ولا أَتَجَمَّلُ. والرِّداءُ: القَوْسُ، عن الفارِسِيِّ. والرِّداءُ: العَقْلُ. والرِّداءًُ: الجَهْلُ، كِلاهُما عن ابنِ الأَعْرابِيٍّ: وأَنْشَدَ:

(رَفَعْتُ رِداءَ الجَهْلِ عَنِّي زَيَّنَكَ ولم يَكُنْ ... يُقَصِّرُ عَنِّي قبلَ ذاكَ رِداءُ)

وقال مَرَّةً: الرِّداءُ: كُلُّ ما زَيَّنَكَ حَتَّى دارُكَ وابنُكَ. فعَلَى هذا يَكُونُ الرِّداءُ: كُلَّ ما زانَ وما شانَ. والمَرَادِي: الأَرْدِيَةُ، قالَ:

(لا يَرْتَدِي مَرادِي الحَرِير ... ) (ولا يُرَى بسُدَّةِ الأمِيرِ ... )

(إِلاَّ لَحِلْبِ الشّاةِ والبَعِيرِ ... )

قال ثَعْلًَبٌ: لا واحِدَ لها. وقولُه: ((من سَرَّهُ النَّساءُ ولا نَسَاءَ، فليُباكِرِ الغَداءَ، وليُكْرِ العَشاءَ، وليُخَفِّفِ الرِّداءَ، وليُحِدَّ الحِذاءَ، وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّساءِ)) . والرِّداءُ هُنا: الدَّيْنُ. قالَ ثَعْلَبُ: أرادَ لو زادَ شَيءَْ في العافِيَةِ لزادَ هَذا، ولا يكون. ورَدَتَ الخَيْلُ رَدْياً، وَرَدَيَاناً: رَجَمَتِ الأَرْضَ بحَوافَرِها في سَيْرَِها وعَدْوِها، وأَرْداهَا هُوَ، وقِيلَ: الرَّدَيَانُ: التَّقْرِيبُ، وقِيلَ: الرَّدَيانُ: عَدْوُ الحِمارِ بَيْنَ آرِيِّهِ ومُتَمَعَّكِه. ورَدَى الغُرابُ: حَجَلَ. والجَوَارِي يَرْدِينَ رَدْياً: إِذا رَفَعْنَ رِجْلاً ومَشَيْنَ على أُخْرَى يَلْعَبْنَ. وَرَدَيْتُ الشُّيءَ بالحَجَرِ: كَسَرتْهُ. والمِرْدَاةُ: الصَّخْرَةُ تَِرْدِى بِها. وفي المثل: ((كُلُّ ضَبٍّ عندَه مِرْداتُه)) . وهي الصَّخْرَةُ التي يَهْتَدِي بِها إلى جُحْرِه. والمَرادي: القَوائِمُ من الإِبِلِ والفِيَلَةِ، على التَّشْبِيِه. والمَرادِي: المَرامِي. وفُلانٌ مِرْدَى خُصُومِةٍ، و [مِرْدَى] حَرْب: صَبُورٌ عليهِما. ورادَى الرًَّجُلَ: داراهُ وراوَدَه، قالَ ظُفَيْلٌ:

(يرادَي على فَأْسِ اللِّجامِ كأَنَّما ... تُرادَي به مَرْقاةُ جِذْعِ مُشَذَّبِ)

ورَدَيتُ على الشَّيءَْ، وأَرْدَيْتُ: زِدْتُ. وأَرْدَى على الخَمْسِينَ، والثَّمانِينَ: زادَ. ورَدَتْ غَنِمي وأَرْدَتْ: زادَتْ، عن الفَرّاءِ. وأَمّا قولُ كُثَيِّرِ:

(لَهُ عَهْدُ وُدٍّ لمْ يُكَدَّرْ يَزينُه ... رَدِي قَوْلِ مَعْرْوُفِ حَديثٍ ومُزْمِنِ)

فقيلَ في تَفْسيِره: رَدِي: زِيادَةٌ. وأُراه بَنَى منه مَصْدَراً على فَعِلَ كالضَّحِك والحِبِقِ، أو اسْماً على فَعِلٍ، فوضَعَه موضِعَ المَصْدَر. وإنَّما قَضَيْنا عَلَى ما لم تَظْهَرْ فيه الياءًُ من هذا البابِ بالياء؛ لأَنَّها لامٌ، مع وَجُودِ ((ردي)) ظاهِرَةً، وعدم ((ردو)) .
ردي
: (ى؛ {رَدَى الفَرَسُ، كرَمَى) } يَرْدِي ( {رَدْياً) ، بالفتْحِ، (} ورَدَياناً) ، بالتحْريكِ: إِذا (رَجَمَتِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ رَجَمَ كَمَا هُوَ نَصّ الصِّحاحِ أيْضاً.
ونَصّ المُحْكَم: {ورَدَتِ الخيْلُ} رَدْياً! ورَدَياناً: رَجَمَتْ فكأنَّه أَخَذَ أَوَّل العِبارَةِ مِن الصِّحاح ثمَّ ساقَ بسِياقِ المُحْكَم؛ (الأرضَ بحَوافِرِها) فِي سَيْرِها وعَدْوِها، هَذَا نَصُّ المُحْكَم.
(أَو هُوَ بينَ العَدْوِ والمَشْيِ) .
ونَصّ الجَوْهريّ عَن ابنِ السِّكِّيت: رَجَمَ الأرضَ رَجْماً بَيْنَ العَدْوِ والمَشْيِ الشَّديدِ.
قالَ الأصْمعيُّ: قُلْتُ لُمنْتَجِع بنِ نَبْهان: مَا {الرَّدَيانُ؟ قالَ: عَدْوُ الحِمارِ بَيْنَ آرِيِّهِ ومُتَمَعَّكِه، انتَهى.
زادَ ابنُ سِيدَه: وقيلَ: الرَّدَيانُ: التَّقْرِيبُ.
(} وأَرْدَيْتُها) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: {وأَرْدَيْتُه.
وأمَّا ابنُ سِيدَه فإنَّه قالَ} وأَرْدَاها لمَا سَبَقَ لَهُ فِي أَوَّل السَّياق {رَدَتِ الخَيْل، فساغَ لَهُ إرْجاع الضَّمِير المُؤَنَّث، إِلَيْهَا بخِلافِ المصنِّف.
(و) } رَدَى (الغرابُ: حَجَلَ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
(و) {رَدَتِ (الجارِيَةُ) } رَدَياناً: (رَفَعَتْ رِجْلاً ومَشَتْ على أُخْرى) ؛ ونَصّ المُحْكَمْ: على آخَر، وصَحَّح عَلَيْهِ الأَرْموي.
ونَصّ التّهْذيبِ: ومَشَتْ على رِجْلٍ؛ (تَلْعَبُ.
(و) {رَدَى (الشيءُ) بالحجرِ: (كَسَرَهُ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: رَدَى الحجرَ بصَخْرةٍ أَو بمعْولٍ: ضَرَبَهُ ليَكْسِرَه.
(و) } رَدَتْ (غَنَمُهُ: رادَتْ؛ {كأَرْدَتْ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه عَن الفرَّاءِ.
(و) رَدَى (فُلاناً: صَدَمَهُ) كَمَا يَصْدمُ المِعْولُ الحجرَ.
(و) } رَداهُ (بحَجَرٍ: رَماهُ بِهِ) ؛ قالَ ابنُ حِلِّزَةَ:
وكأَنَّ المَنونَ {تَرْدِي بِنَا أَعْ
صَم صمَ يَنْجَابُ عَنْه العَمَاءُ (وَهُوَ) أَي ذلكَ الحَجَر الَّذِي يُرْمَى بِهِ (} المِرْدَى) ، كَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ نَصُّ الصِّحاح.
وَالَّذِي فِي المُحْكَم والتَّهْذِيبِ: {المِرْدَاةُ وجَمْعُها} المَرادِي وسَيأْتي قرِيباً.
(و) ! رَدَى (فُلانُ: ذَهَبَ) . يقالُ: مَا أَدْرِي أَيْنَ رَدَى، أَي أَيْنَ ذَهَبَ. (و) يقالُ: رَدَى (فِي البِئْرِ) إِذا (سَقَطَ) فِيهَا، ( {كتَرَدَّى) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَمِنْه} المُتَرَدِّيَةُ: وَهِي الَّتِي تَطِيحُ فِي بِئْرٍ فتَموتُ.
وقَوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يُغْني عَنهُ مالُه إِذا {تَرَدَّى} ، أَي سَقَطَ فِي هوَّةِ النَّارِ.
وقالَ اللَّيْثُ:} التَّرَدِّي التَّهَوُّرُ فِي مَهْواةٍ.
( {وأَرْداهُ غيرُهُ) : أَسْقَطَه؛ (} ورَدَّاهُ) {تَرْدِيَةً مِثْل ذلكَ.
(} ورَدِيَ) فلانٌ، (كَرَضِيَ، {رَدًى) ، بالقَصْرِ: (هَلَكَ) فَهُوَ} رَدٍ أَي هالِكٌ.
( {وأَرْدَاهُ) غيرُهُ؛ وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى: {إنْ كِدْتَ} لتُرْدِينِ} ، أَي لتُهْلِكُني.
( {والرِّداءُ) ، ككِتابٍ: (مِلْحَفَةٌ م) مَعْرُوفَةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: الَّذِي يُلْبَسُ والجَمْعُ} الأَرْدِيَةُ.
وَفِي المِصْباح: {الرِّداءُ مُذَكَّرٌ وَلَا يَجوزُ تَأْنِيثَه؛ قالَهُ ابنُ الأَنْبارِي.
(} كالرِّداءَةِ) ، كقَوْلهم: الإِزارُ والإِزارَةُ؛ ( {والمِرْداةِ) جَمْعُها} المَرادِي،؛ وَمِنْه قَوْله:
لَا {يَرْتَدي} مَرادِيَ الحرِيرِولا يُرَى بسدَّةِ الأَميرِ إلاَّ لحَلْبِ الشَّاءِ والبَعِيرِ
وَقَالَ ثَعْلَب: لَا واحِدَ لَهَا.
قالَ الجوهريُّ: وتَثْنِيَةُ {الرِّداءِ} الرِّدَاءانِ، وإنْ شِئْتَ {رِدَاوَانِ، لأنَّ كلَّ اسمٍ مَهْموزٍ مَمْدودٍ فَلَا تَخْلُو هَمْزَتُه إمَّا أَنْ تكونَ أَصْلِيَة فتَتْرُكُها فِي التَّثْنِية على مَا هِيَ عَلَيْهِ وَلَا تَقْلِبها فتَقُول جَزَاآنِ وخَطَاآنِ، وإمَّا أَنْ تكونَ للتَّأْنيثِ فتَقْلِبها فِي التَّثْنِيةِ واواً لَا غَيْر تَقول صَفْراوَانِ وسَوْداوَانِ، وإمَّا أَنْ تكونَ مُنقلِبَة عَن واوٍ أَو ياءٍ مثل كِسَاءٍ} ورِداءٍ أَو مُلْحَقَةً مثلُ عِلْباءٍ وجِرْباءٍ مُلْحَقةٌ بسِرْداحٍ وشِمْلالٍ، فأَنْتَ فِيهَا بالخيارِ إنْ شِئْتَ قَلَبْتها واواً مثْل هَمْزَةِ التّأْنيثِ فقُلْت كِساوَانِ وعِلْباوانِ {ورِدَاوَانِ، وإنْ شِئْتَ تَركْتَها هَمْزةً مثْل الأصْلِيَّة، وَهُوَ أَجْوَد، فقُلْت كِساآنِ} ورِدَاءانِ، والجَمْعُ أَكْسِيَةٌ {وأَرْدِيَةٌ.
(و) } الرِّداءُ: (السَّيْفُ) .
قالَ ابنُ سِيدَه: أُراهُ على التَّشْبيهِ {بالرِّداءِ مِن المَلابِسِ؛ قالَ مُتَمِّم:
لقد كَفَّنَ المِنهالُ تحتَ} رِدَائِه
فَتى غيرَ مبْطانِ العَشِيَّاتِ أَرْوعاوكانَ المِنْهالُ قتلَ أَخاهُ مالِكاً، وكانَ الرَّجلُ إِذا قتَلَ رجُلاً مَشْهوراً وضَعَ سيفَه عَلَيْهِ ليُعْرفَ قاتِلُه.
وَفِي التَّهْذيبِ: قيلَ للسَّيْفِ {رِداءٌ لأنَّ مُتَقلِّدَه بحمائِلِه} مُتَرَدَ بِهِ؛ قالتِ الخَنْساءُ:
وداهِيَةٍ جَرَّها جارِمٌ
جعَلْتَ {رِداءَكَ فِيهَا خِمارَاأَي عَلَوْتَ بسَيْفِك فِيهَا رِقابَ أَعْدائِكَ كالخِمارِ الَّذِي يَتَجَلَّلُ الرأْسَ.
(و) الرِّداءُ: (القَوْسُ) عَن الفارِسِيّ؛ لأنَّ المُتَقَلَّدَ بهَا} يَتَردَّاها {كالرِّداءِ.
وَفِي الحدِيثِ: (نِعْمَ} الرِّداءُ القَوْسُ) .
قالَ ابنُ الأَثيرِ: لأنَّها تُحْمَلُ مَوْضِعَ الرِّداءِ من العاتِقِ.
(و) الرِّداءُ: (العَقْلُ والجَهْلُ) ، كِلاهُما عَن ابنِ الأَعْرابيّ؛ وأَنْشَدَ:
رفَعْتُ {رِداءَ الجَهْلِ عنِّي وَلم يكن
يُقَصِّرُ عنِّي قَبْلَ ذاكَ} رِداءُ (و) قالَ مرّةُ: الرِّداءُ كلُّ مَا يُزَيِّنُك حتَّى دارِكَ وأَبِيكَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: فعلى هَذَا يكونُ الرِّداءُ (مَا زانَ وماشانَ) .
قالَ المصنِّفُ: وَهُوَ (ضِدٌّ) ، أَي بينَ العَقْلِ والجَهْلِ وبينَ الزَّيْن والشَّيْن، وَفِيه نَظَرٌ.
(و) فِي حديثِ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (مَنْ أَرادَ البَقاءَ وَلَا بَقاءَ، فليُباكِرِ الغَداء وليُبَكِّر العَشاءَ وليُخَفِّفِ الرِّداءَ وليجد الحِذَاءَ، وليُقِلَّ غَشيانَ النِّساءِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: الرِّداءُ هُنَا (الدَّيْنُ) .
قالَ ثَعْلَب: أَرادَ لَو زادَ شَيْء فِي العافِيَةِ لزادَ هَذَا وَلَا يكونِّ.
وَفِي التَّهْذِيبِ بَعْدَ ذِكْرِ الحدِيثِ قَالُوا: وَمَا تَخْفِيفُ الرِّداء فِي البَقاءِ؟ قالَ: قِلَّةُ الدَّينِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: سَمَّاه رِداءً لأنَّ الرِّداءَ يَقع على المَنْكِبَيْن ومُجْتَمَعِ العُنُقِ، والدَّيْنُ أَمانَةٌ، والعَرَبُ تقولُ فِي ضمانِ الدَّيْن هَذَا لكَ فِي عُنُقِي ولازِمٌ رَقَبَتي، انتَهَى.
وزادَ ابنُ الْأَثِير: وَهِي أَي الرَّقَبة مَوْضِعُ الرِّداءِ.
(و) فِي التَّهذِيبِ: الرِّداءُ (الوِشاحُ.
(وتَرَدَّتِ الجارِيَةُ: توشَّحَتْ) ؛ قالَ الأعْشى:
وتَبْردُ بَرْدَ رِداءِ العَرُو
سِ بالصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فِيهِ العَبِيرايَعْنِي بِهِ وِشاحَها المُخَلَّقَ بخَلُوق.
(و) {تَردَّتْ: (لَبِسَتِ الرِّداءَ،} كارْتَدَتْ.
(و) مِن المجازِ: (هُوَ غَمْرُ الرِّداءِ) ، أَي (كثيرُ المَعْرُوفِ واسِعُهُ) ؛ نَصّ المُحْكَم: واسِعُهُ؛ ونَصّ التَّهْذِيبِ: كثيرُهُ؛ زادَ فِي المُحْكَم: وإنْ كانَ! رِداؤُه صِغِيراً؛ وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:
غَمْرُ الرّداءِ إِذا تَبَسَّمَ ضاحِكاً
غَلِقَتْ لضِحْكَتِه رِقابُ المالِ ويقالُ: عَيْشٌ غَمْرُ الرِّداءِ: أَي واسِعٌ خَصِيبٌ.
(و) مِن المجازِ: هُوَ (خَفِيفُ الرِّداءِ) ، أَي (قلِيلُ العِيالِ) لأنَّهم كالغلِّ فِي الرَّقَبَةِ.
(و) أَيْضاً: خَفِيفُ (الدِّيْنِ) ، وَقد تقدَّمَ وَجْهُه.
( {ورَادَاهُ) } مُرادَاةً: (رَاوَدَهُ) ؛ مَقْلوبٌ عَنهُ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والجوهرِيُّ، وأَنْشَدَ الطُفَيْل الغَنَويّ:
يُرادَى على فأْسِ اللِّجامِ كأَنَّما
{يُرادَى بِهِ مِرْقاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ (و) يقالُ أَيْضاً} رَادَاهُ بمعْنَى (دَارَاهُ) ، حَكَاهُ أَبو عبيدٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التهْذِيبِ: قالَ أَبو عَمْروٍ: {رَادَيْتُ الرَّجُلَ ودَاجَيْتُه ودَالَيْتُه وفانَيْتُه بمعْنىً واحِدٍ.
(و) } رَادَى (عَن القَوْمِ) {مُرادَاةً: (رَمَى عَنْهُم بالحِجارَةِ.
(وَفِي الصِّحاحِ: رَامَى بالحِجارَةِ.
(ورجُلٌ} رَدٍ: هالِكٌ؛ وَهِي {رَدِيَةٌ) كفَرِحَةٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وفعْلهُ} رَدِيَ {يَرْدَى، كرَضِيَ وَقد تقدَّمَ.
(} والمُرْدِيُّ، بالضَّمِّ والشدِّ) ؛ وليسَ فِي نسخِ الصِّحاحِ شَدّ الياءِ؛ (خَشَبَةٌ تُدْفَعُ بهَا السَّفِينَةُ) تكونُ بيدِ المَلاَّحِ، (ج {مَرادِي) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهِي} المَدارِي بلغَةِ العامَّةِ واحِدُها مَدْرَى.
( {والرَّادِي: الأسَدُ) لكَوْنِه يرْدِي أَي يَصْدمُ.
(} والمَرادِي: الأُزُرُ) .
قالَ ثَعْلَب: لَا واحِدَ لَهَا.
وقيلَ: واحِدُها مرْدَاةٌ، وَقد تقدَّمَ قرِيباً.
(و) {المَرادِي: (قوائِمُ الإِبِلِ والفِيلِ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ نَصُّ الليْثِ.
وَفِي المُحْكَم الفِيَلَة وَهُوَ على التَّشْبيهِ أَي} بالمَرادِي الَّتِي هِيَ الحِجارَةُ.
قالَ الأزهرِيُّ: سُمِّيَتْ بذلكَ لثِقَلِها وشِدَّةِ وَطْئِها نعتٌ لَهَا خاصَّة.
( {والرَّداةُ: الصَّخْرَةُ، ج} رَدًى) ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ:
وقَرَّبُوا للبَيْن والتَّمَضِّي
فَحْلُ مَخَاضٍ {كالرَّدَى المُنْقَضِّوفي التَّهْذيب عَن الفرَّاء: يقالُ للصَّخْرةِ} الرَّداةُ وجَمْعُها {رَدَياتٌ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
وقَافِية مثل حَدِّ الرِّدا
ةِ لَمْ تَتَّرِكْ لمُجِيبٍ مَقالاوقالَ طُفَيْل:
} رَدَاةٌ تَدَلَّتْ من صُخُورِ يَلَمْلَم وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
إنَّه لحَسَنُ {الرِّدْيَةِ؛ بالكسْرِ، أَي} الارْتِدَاءِ، كالجِلْسَةِ من الجُلُوسِ؛ نقلَهُ الجَوْهريُّ.
{وارْتَدَى فلانٌ: تَقَلَّدَ بالسَّيْفِ.
} وارْتَدَتِ الجارِيَةُ: رَفَعَتْ رِجْلاً ومَشَتْ على رِجْلٍ تَلْعَبُ؛ نقلَهُ الأزْهرِيُّ.
وَفِي الصِّحاحِ: {رَدَى الغُلامُ رَفَعَ إحْدَى رِجْلَيْه وقَفَزَ بالأُخْرى.
وَفِي المَثَلِ: كلُّ ضَبَ عنْدَه} مِرْداتهِ؛ وَهِي الصَّخْرَةُ الَّتِي يَهتدِي بهَا إِلَى حُجْرِهِ، يُضْرَبُ للشيءِ العَتِيدِ ليسَ دُونَه شيءٌ.
وقالَ النَّضْر: {المِرْداةُ الحَجَرُ الَّذِي لَا يكادُ الرَّجُل الضَّابِطَ يَرْفَعُه بيَدَيْه} يُرْدَى بِهِ الحَجَرُ، والمَكانُ الغَلِيظُ يَحْفرُونَهُ فيَضْرِبُونَه بِهِ فيُلَيِّنُونَهُ، {ويُرْدَى بِهِ حُجْرُ الضَبِّ إِذا كانَ فِي قَلْعةٍ فتَلِينُ القَلْعة ويَهْدِمُها،} والرَّدْيُ إنَّما هُوَ رَفْعٌ بهَا ورَمْيٌ بهَا.
{والمَرادِي: المَرامِي.
ويقالُ للرَّجُلِ الشُّجاعِ: إنَّه} لمِرْدَى حُروبٍ، وهُم {مَرادِي.
ويُشَبَّهُ} بالمِرْداةِ الناقَةُ فِي الصَّلابَةِ فيُقالُ: نَاقَة {مِرْداةٌ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: إنَّه} لمِرْدَى خُصُومَةٍ وحَرْبٍ: أَي صَبُورٌ عَلَيْهَا، وَهُوَ مَجازٌ.
{ورَدَى على الشيءِ} وأَرْدَى: زادَ.
يقالُ: {أَرْدَى على الخَمْسِينَ والثَّمانينَ.
} والرَّدَى: الزِّيادَةُ.
يقالُ مَا بَلَغَتْ {رَدَى عَطِيّتك أَي زِيادَتك فِي عَطِيّتك.
ويَعْجبُني رَدَى قَوْلِكَ: أَي زِيادتُه؛ قالَ الشاعِرُ:
تضمَّنَها بَناتُ الفَحْلِ عَنْهُم
فأَعْطَوْها وَقد بَلَغوا} رَدَاها {وتَرَدَّى: وَقَعَ مِن جَبَلٍ فماتَ.
} ورَدِيَ فلانٌ فِي القَلِيبِ {يَرْدَى، كرَضِيَ، لُغَةٌ فِي} رَدَى كرَمَى، عَن أَبي زَيْدٍ.
وامْرَأَةٌ هَيْفاءُ {المُرَدَّى: أَي ضامِرَةُ موضِعِ الوِشاحِ.
} ورِداءُ الشَّبابِ: حسنُه وغَضارَتُه ونعْمَتُه.
ورِداءُ الشمْسِ: حسنُها ونورُها.
{ورَدَّيْتُه} تَرْدِيَةً: ألْبَسْتُه {الرِّداءَ.
(ردي) ردى هلك وَفِي الْهَوَاء سقط فَهُوَ رد

ردي: الرَّدى: الهلاكُ. رَدِيَ، بالكسر، يَرْدى رَدىً: هَلَكَ، فهو

رَدٍ. والرَّدِي: الهالِكُ، وأَرْداهُ اللهُ. وأَرْدَيْتُه أَي أَهلكتُه.

ورجلٌ رَدٍ: للهالك. وامرأَة رَدِيَةٌ، على فَعلةٍ. وفي التنزيل العزيز: إنْ

كِدْتَ لتُرْدِينِ؛ قال الزجاج: معناه لتُهْلِكُني، وفيه: واتَّبَعَ

هَواهُ فتَرْدى. وفي حديث ابن الأَكوع: فأَرْدَوْا فرَسَين فأَخَذْتُهما؛ هو

من الرَّدى الهلاكِ أَي أَتْعَبُوهُما حتى أَسْقَطوهُما وخَلَّفُوهُما،

والرواية المشهورة فأَرْذَوْا، بالذال المعجمة، أَي تركُوهما لضَعْفِهما

وهُزالهما. ورَدي في الهُوَّةِ رَدًى وتَرَدَّى: تَهِوَّر. وأَرْداهُ

الله ورَدَّاه فَتَرَدّى: قلبَه فانْقَلب. وفي التنزيل العزيز: وما يُغْني

عنه مالُه إذا تَرَدََّى؛ قيل: إذا مات، وقيل: إذا ترَدّى في النار من

قوله تعالى: والمُتَرَدِّيةُ والنَّطِيحَة؛ وهي التي تَقَع من جَبَلٍ أَو

تَطِيحُ في بِئْرٍ أَو تسقُطُ من موضِعٍ مُشْرفٍ فتموتُ. وقال الليث:

التّرَدِّي هو التَّهَوُّر في مَهْواةٍ. وقال أَبو زيد: رَدِيَ فلانٌ في

القَلِيب يَرْدى وتردّى من الجبل تَرَدِّياً. ويقال: رَدى في البئر وتَرَدَّى

إذا سَقَط في بئرٍ أَو نهرٍ من جبَلٍ، لُغتان. وفي الحديث أَنه قال في

بَعيرٍ ترَدَّى في بئر: ذَكِّه من حيث قدَرْت؛ تردَّى أَي سقَطَ كأَنه

تفَعَّل من الرَّدى الهَلاكِ أَي اذْبَحْه في أَيِّ موضع أَمْكَن من بدَنِهِ

إذا لم تتمكن من نحره. وفي حديث ابن مسعود: من نَصَر قوْمَه على غير

الحقِّ فهو كالبعير الذي رَدى فهو يُنْزَعُ بذَنَبه؛ أَرادَ أَنه وقَع في

الإثم وهَلَك كالبعِير إذا تَرَدَّى في البِئر وأُريد أَن يُنْزَعَ بذَنَبه

فلا يُقْدَرَ على خلاصه، وفي حديثه الآخر: إنَّ الرجلَ ليَتَكَلَّم

بالكَلِمَة من سَخَطِ الله تُرْدِيه بُعْدَ ما بين السماء والأََرضِ أََي

توقعُهُ في مَهْلَكة.

والرِّداءُ: الذي يُلْبَسُ، وتثنيتُه رِداءَانِ، وإن شِئتَ رِداوانِ

لأَن كل اسمٍ ممدودٍ فلا تَخْلُو همْزَتُه، إمّا أَن تكون أَصلِيَّة

فتَتْرُكها في التثنية على ما هي عليه ولا تَقْلِبها فتقول جَزَاءانِ

وخَطاءَانِ، قال ابن بري: صوابه أَن يقولَ قُرّاءَانِ ووُضَّاءَانِ مما آخِرُه

همزةٌ أَصليَّة وقبلَها أَلِفٌ زائدة، قال الجوهري: وإما أَن تكونَ للتأْنيث

فتَقْلِبها في التَّثنية واواً لا غيرُ، تقول صفراوان وسَوْداوانِ، وإما

أَن تكونَ مُنقَلبة من واوٍ أَو ياءٍ مثل كساءٍ ورداءٍ أَو مُلحِقَةً مثلُ

عِلْباءٍ وحِرْباءٍ مُلْحِْقَةٌ بسِرْداحٍ وشِمْلالٍ، فأَنتَ فيها

بالخيار إن شئت قلبَتْها واواً مثل التأْنيثِ فقلت كِساوانِ وعِلْباوانِ

ورِداوانِ، وإن شئت تركتَها همزةً مثل الأصلية، وهو أَجْوَد، فقلت كِساءَانِ

وعِلْباءَانِ ورِداءَان، والجمع أَكْسِية. والرِّداءُ: من المَلاحِفِ؛

وقول طَرَفة:

ووَجْه، كأَنّ الشَّمْسَ حَلّتْ رِداءَها

عليه، نَقِيّ اللّونِ لم يتَخَدَّدِ

(* وفي رواية أخرى: ألقَت رداءها).

فإنه جعل للشمس رداء، وهو جَوْهر لأَنه أَبلغ من النُّور الذي هو

العَرَض، والجمع أَرْدِيَةٌ، وهو الرداء كقولهم الإزارُ والإزارة، وقد تَرَدّى

به وارْتَدَى بمعنًى أي لبِسَ الرِّداءَ. وإنه لحَسَنُ الرِّدْيَةِ أَي

الارْتِداء. والرِّدْيَة: كالرِّكبةِ من الرُّكوبِ والجِلْسَةِ من

الجُلُوسِ، تقول: هو حسن الرِّدْيَة. ورَدَّيْتُه أَنا تَرْدِيةً. والرِّداءُ:

الغِطاءُ الكبير. ورجلٌ غَمْرُ الرِّداءِ: واسِعُ المعروف وإن كان رِداؤُه

صغيراً؛ قال كثير:

غَمْرُ الرِّداءِ، إذا تبَسَّمَ ضاحِكاً

غَلِقَتْ لضِحْكَتِه رِقابُ المالِ

وعَيْشٌ غَمْرُ الرِّداءِ: واسِعٌ خَصِيبٌ. والرِّداءُ: السَّيْفُ؛ قال

ابن سيده: أُراهُ على التشبيه بالرِّداءِ من المَلابِسِ؛ قال مُتَمِّم:

لقد كَفَّنَ المِنْهالُ، تحتَ رِدائِه،

فتًى غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّاتِ أَرْوعا

وكان المِنْهالُ قتلَ أَخاهُ مالِكاً، وكان الرجلُ إذا قَتَل رجُلاً

مشهوراً وضع سيفَه عليه ليُعرفَ قاتِلُه؛ وأَنشد ابن بري للفرزدق:

فِدًى لسُيوفٍ من تميم وَفَى بِها

رِدائي، وجَلَّتْ عن وجُوهِ الأَهاتِم

وأَنشد آخر:

يُنازِعُني رِدائي عَبْدُ عَمْرٍو،

رُوَيْداً يا أَخا سَعْدِ بنِ بَكْرِ

وقد ترَدَّى به وارْتَدَى؛ أَنشد ثعلب:

إذا كشَفَ اليومُ العَمَاسُ عن اسْتِه،

فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يتَعَمَّمُ

كَنَى بالارتداء عن تقَلُّد السيفِ، والتَّعَمُّمِ عن حملِ البَيْضة أَو

المِغْفَر؛ وقال ثعلب: معناهما أَلْبَسُ ثيابَ الحرب ولا أَتَجَمَّل.

والرَّداءُ: القَوْسُ؛ عن الفارسي. وفي الحديث: نِعْمَ الرِّداءُ القَوْسُ

لأَنها تُحْمَلُ مَوْضِعَ الرِّداءِ من العاتِقِ. والرِّداءُ: العقلُ.

والرِّداءُ: الجهلُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

رفَعْتُ رِداءَ الجهلِ عَنِّي ولم يكن

يُقَصِّرُ عنِّي، قَبْلَ ذاكَ، رداءُ

وقال مرّة: الرِّداء كلُّ ما زَيَّنَك حتى دارُكَ وابْنُكَ، فعلى هذا

يكونُ الرِّداء ما زانَ وما شانَ. ابن الأَعرابي: يقال أَبوكَ رداؤُكَ

ودارُكَ رداؤُكَ وبُنَيُّكَ رداؤُكَ، وكلُّ ما زَيَّنَكَ فهو رداؤُكَ.

ورِداءُ الشَّبابِ: حُسْنُه وغَضارَتُه ونَعْمَتُه؛ وقال رؤْبة:

حتى إذا الدَّهْرُ اسْتَجَدَّ سِيما

من البِلى يَسْتَوْهِبُ الوَسِيما

رداءَهُ والبِشْرَِ والنَّعِيما

يَسْتوْهِبُ الدّهرُ الوَسِيمَ أَي الوجهَ الوَسيم رداءَهُ، وهو

نَعْمَتُه، واسْتَجدّ سِيما أَي أَثَراً من البِلى؛ وكذلك قول طرفة:

ووَجْه، كأَنّ الشَّمسَ حَلَّتْ رِداءَها

عليه، نَقيّ اللَّونِ لم يَتَخَدَّدِ

أَي أَلقت حسنها ونُورَها على هذا الوجه، من التحلية، فصار نُورُها

زينةً له كالحَلْيِ. والمَرَادي: الأَرْدِيةُ واحِدَتُها مِرْداةٌ؛ قال:

لا يَرْتَدي مَراديَ الحَريرِ،

ولا يُرَى بشِدّةِ الأَمِيرِ،

إلاَّ لِحَلْبِ الشَّاةِ والبَعِيرِ

وقال ثعلب: لا واحد لها. والرِّداءُ: الدَّينُ. قال ثعلب: وقول حكيم

العرَب من سَرّه النَّساءُ ولا نَساءَ، فلْيُباكِرِ الغَداءَ والعَشاءَ،

وليخفِّفِ الرِّداء، وليُحْذِ الحِذاء، وليُقِلَّ غِشيانَ النِّساء؛

الرِّداءُ: هنا الدَينُ؛ قال ثعلب: أَرادَ لو زاد شيء في العافية لزاد هذا ولا

يكون. التهذيب: وروي عن علي، كرّم الله وجهه، أَنه قال: مَنْ أَرادَ

البقاء ولا بَقاء، فلْيُباكِرِ الغَداء، وليُخَفِّف الرَّداء، وليُقِلِّ

غِشْيانَ النِّساءِ؛ قالوا له: وما تَخْفِيفُ الرِّداء في البَقاءِ؟ فقال:

قِلَّة الدَّيْنِ. قال أَبو منصور: وسُمِّي الدَّيْنُ رِداءً لأن الرداء

يقَع على المَنْكِبين والكَتِفَينِ ومُجْتَمَعِ العُنُقِ، والدَّيْنُ

أَمانةٌ، والعرب تقول في ضمان الدين هذا لك في عُنُقي ولازِمٌ رَقَبَتي، فقيل

للدَّينِ رِداءٌ لأَنه لَزِمَ عُنُقَ الذي هو عليه كالرِّداءِ الذي

يَلْزَم المَنْكِبين إذا تُرُدِّيَ به؛ ومنه قيل للسَّيفِ رِداءٌ لأَن

مُتَقلِّدَه بحَمائِله مُتَرَدٍّ به؛ وقالت خنساء:

وداهِيةٍ جَرَّها جارِمٌ،

جعَلْتَ رداءَكَ فيها خِمارا

أَي عَلَوتَ بسَيْفِك فيها رقابَ أَعْدائِكَ كالخِمارِ الذي يتَجَلَّلُ

الرأْسَ، وقَنَّعْتَ الأَبْطالَ فيها بسيفِك. وفي حديث قُسٍّ: ترَدَّوْا

بالصَّماصِمِ أَي صَيَّرُوا السُّوُف بمنزلة الأَرْدِية. ويقال للوِشاحِ

رداءٌ. وقد ترَدَّت الجارية إذا توَشَّحَت؛ وقال الأَعشى:

وتَبْرُد بَرْدَ رِداءِ العَرُو

سِ، بالصَّيفِ، رَقْرَقتَ فيه العَبيرا

يعني به رِشاحَها المُخَلَّقَ بالخَلُوق. وامرأَة هَيْفاءُ المُرَدَّى

أَي ضامِرَةُ موضعِ الوِشاحِ. والرداءُ: الشباب؛ وقال الشاعر:

وهَذَا وِدَائِي عِنْدَهُ يَسْتَعِيرُهُ

الأَصمعي: إذا عَدَا الفَرَسُ فرَجَم الأَرْضَ رَجْماً قيل رَدَى،

بالفتح، يَرْدِي رَدْياً ورَدياناً. وفي الصحاح: رَدَى يَرْدِي رَدْياً

ورَدَياناً. وفي الصحاح: رَدَى يَرْدِي رَدْياً ورَدَياناً إذا رَجَم الأَرضَ

رَجْماً بين العَدْو والمَشْي الشديد؛ وفي حديث عاتكة:

بجَأْوَاءَ تَرْدِي حافَتَيه المَقَانِبُ

أَي تَعْدُو. قال الأَصمعي: قلت لِمُنْتَجِعِ بنِ نَبهان ما الرَّدَيان؟

قال: عَدْوُ الحِمارِ بَيْنَ آرِيِّهِ ومُتَمَعَّكِه. ورَدَت الخَيْلُ

رَدْياً ورَدَياناً: رَجَمَت الأَرضَ بحَوافِرِها في سَيْرِها وعَدْوِها،

وأَرْدَاها هُو، وقيل: الرَّدَيانُ التَّقْريبُ، وقيل: الرَّدَيانُ

عَدْوُ الفَرَس. ورَدَى الغُرابُ يَرْدِي: حَجَلَ. والجَواري يَرْدِينَ

رَدْياً إذا رَفَعْنَ رِجْلاً ومَشَيْن على رِجْلٍ أُخْرَى يَلْعَبْنَ. ورَدَى

الغُلامُ إذا رَفَع إحدَى رِجْلَيْه وقَفَزَ بالأُخرى. ورَدَيتُ فلاناً

بحَجَرٍ أرْدِيهِ رَدْياً إذا رَمَيْته؛ قال ابن حِلِّزَةَ:

وكأنَّ المَنونَ تَرْدِي بِنَا أعْـ

صَم صمٍّ يَنْجَابُ عَنْه العَمَاءُ

وَرَدَيْتُه بالحِجارَةِ أَرْدِيهِ رَدْياً: رَمَيْته. وفي حديث ابن

الأَكوع: فَرَدَيْتُهُم بالحجارة أَي رَمَيْتُهُم بها. يقال: رَدَى يَرْدِي

رَدْياً إذا رَمَى. والمِرْدَى والمِرْدَاةُ: الحَجَرُ وأَكثر ما يقال في

الحَجَرِ الثَّقِيلِ. وفي حديث أُحد: قال أَبو سفيان من رَداهُ أَي منْ

رَماهُ. ورَدَيْتُه: صَدَمْته. ورَدَيْت الحَجَرَ بِصَخْرَة أَو

بِمعْوَلٍ إذا ضَرَبته بها لتَكسِره. ورَدَيْت الشيءَ بالحَجَرِ: كَسَرْته.

والمِرْداةُ: الصَّخْرة تَرْدِي بهَا، والحَجَر تَرْمِي به، وجَمْعُها

المَرادِي؛ ومنه قولهم في المَثَل: عند جُحْرِ كُلِّ ضَبٍّ مِرْداتُهُ؛ يضرب

مثلاً للشيءِ العَتِيدِ ليس دونَه شيءٌ، وذلك أَن الضبَّ ليس يَنْدَلُّ على

جُحْرِه، إذا خَرَج منه فعاد إليه، إلاّ بحَجَرٍ يَجعَلُه علامَةً

لجُحْرِه فيَهْتَدِي بِها إليهِ، وتُشَبَّهُ بِهَا النّاقَةُ في الصَّلابَةِ

فيقالُ مِرْداةٌ. وقال الفراء: الصَّخْرة يقالُ لَها رَدَاةٌ، وجمعها

رَدَياتٌ؛ وقال ابن مقبل:

وقَافِية، مثل حَدِّ الرَّدا

ةِ، لَمْ تَتّرِكْ لِمُجِيبٍ مَقالا

وقال طُفَيل:

رَدَاةٌ تَدَلَّتْ من صُخُورِ يَلَمْلَم

ويَلَمْلَمُ: جَبَلٌ. والمِرْداةُ: الحَجَر الذي لا يَكَادُ الرَّجُلُ

الضابِطُ يَرْفَعه بيدِهِ يُرْدَعى به الحجرُ، والمكانُ الغَليظُ

يَحْفِرونَهُ فيَضْرِبُونَه فيُلَيِّنُونَهُ، ويُرْدَى به جُحْرُ الضَّبِّ إذا

كان في قَلْعَةٍ فَيُلَيِّنُ القَلْعَة ويَهْدِمُها، والرَّدْيُ إنَّما هو

رَفْعٌ بها ورَمْيٌ بها. الجوهري: المِرْدَى حَجَرٌ يرمى به، ومنه قيل

للرجل الشجاع: إنه لَمِرْدَى حُروبٍ، وهُمْ مَرادِي الحُرُوبِ، وكذلك

المِرْداةُ. والمِرْداةُ: صَخْرَةٌ تُكْسَرُ بها الحِجَارَة. الجوهري:

والرَّداةُ الصَّخرَةُ، والجمعُ الرَّدَى؛ وقال:

فَحْلُ مَخَاضٍ كالرِّدَى المُنْقَضِّ

والمَرَادِي: القَوائِمُ من الإبِلِ والفِيَلة على التَّشْبِيه. قال

الليث: تُسَمَّى قوائِمُ الإبِلِ مَرادِيَ لثِقَلِها وشِدَّةِ وَطْئِها نعتٌ

لها خاصَّة، وكذلك مَرادِي الفِيل. والمَرادِي: المَرامِي. وفلان

مِرْدَى خُصومَةٍ وحَرْبٍ: صَبُورٌ عليهما. ورادَيْتُ عن القَوْمِ مُراداةً إذا

رامَيْت بالحِجارةِ. والمُرْدِيُّ: خَشَبة تُدْفَعُ بها السفينة تكونُ

في يدِ المَلاَّحِ، والجمعُ المَرادي. قال ابن بري: والمَرْدَى مَفْعَلٌ

من الرَّدَى وهو الهَِلاكُ.

ورادَى الرجلَ: داراهُ وراوَدَهُ، وراوَدْتُه على الأَمرِ وراديْتُه

مقلوب منه. قال ابن سيده: رادَيْته على الأَمْرراوَدْته كأَنه مَقْلُوبٌ؛

قال طُفَيْل يَنْعَت فَرَسَه:

يُرادَى على فأْسِ اللِّجام، كأَنما

يُرادَى به مِرْقاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ

أَبو عمرو: رادَيْت الرجل وداجَيْته ودالَيْته وفانَيْته بمعنًى واحِدٍ.

والرَّدَى: الزيادة. يقال: ما بَلَغَت رَدَى عَطائِكَ أَي زيادَتُك في

العَطِيَّة. ويُعْجِبُني رَدَى قولِك أَي زيادةُ قَوْلك؛ وقال كثير:

له عَهْدُ ودٍّ لم يُكَدَّرْ، يَزينُه

رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ

أَي يَزينُ عَهْدَ وِدِّهِ زيادةُ قولِ معروفٍ منه؛ وقال آخر:

تَضمَّنَها بَناتُ الفَحْلِ عنهم

فأَعْطَوْها، وقد بَلَغوا رَداها

ويقال: رَدَى على المائَةِ يَرْدِي وأَرْدَى يُرْدِي أَي زادَ. ورَدَيْت

على الشيء وأَرْدَيْت: زِدْتُ. وأَرْدَى على الخَمسينَ والثمانينَ:

زادَ؛ وقال أَوس:

وأسْمَرَ خَطِّيّاً، كأَنَّ كُعوبَهُ

نَوَى القَسْبِ، قد أَرْدَى ذراعاً على العَشْرِ

وقال الليث: لغة العرب أَرْدَأَ على الخمسين زاد. ورَدَتْ غَنَمي

وأَرْدَتْ: زادت؛ عن الفرّاء؛ وأَما قول كثير عزة:

له عَهْدُ ودٍّ لم يُكَدَّرْ، يَزينُه

رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ

فقيل في تفسيره: رَدَى زيادة؛ قال ابن سيده: وأُراه بَنَى منه مَصْدَراً

على فَعِلَ كالضحك والحمق، أَو اسماً على فعَل فوضَعه موضِعَ المصدر،

قال ابن سيده: وإنما قضينا على ما لم تَظْهر فيه الياءُ من هذا الباب

بالياء لأَنها لامٌ مع وجود ردي ظاهرة وعدم ردو. ويقال: ما أَدرِي أَين رَدَى

أَي أَين ذَهَبَ. ابن بري: والمِرداء، بالمدِّ، موضع؛ قال الراجز:

هَلاَّ سأَلتُم، يَوْمَ مِرداءِ هَجَرْ،

إذْ قابَلَتْ بَكْرٌ، وإذْ فَرَّتْ مُضَرْ

وقال آخر:

فَلَيْتَكَ حالَ البحرُ دونَكَ كلُّه،

ومَنْ بالمَرادِي من فَصيحٍ وأَعْجَمِ

قال الأَصمعي: المَرادِي جمع مِرْداءٍ، بكسر الميم، وهي رمال منبطحة

ليست بمُشْرِفة.

الجدل

(الجدل) طَريقَة فِي المناقشة وَالِاسْتِدْلَال صورها الفلاسفة بصور مُخْتَلفَة وَهُوَ عِنْد مناطقة الْمُسلمين قِيَاس مؤلف من مشهورات أَو مسلمات (مج)

(الجدل) الْعُضْو والعظم الموفر (ج) أجدال وجدول وَفِي حَدِيث عَائِشَة (الْعَقِيقَة تقطع جدولا لَا يكسر لَهَا عظم)

(الجدل) الجدل
الجدل:
[في الانكليزية] Controversy ،dialectic
[ في الفرنسية] Polemique ،dialectique

بفتح الجيم والدال المهملة في اللغة:
خصومت كردن، واللجاج في الخصومة. كما في المنتخب. وعند المنطقيين هو القياس المؤلّف من مقدّمات مشهورة أو مسلّمة، وصاحب هذا القياس يسمّى جدليا ومجادلا، أعني الجدل قياس مفيد لتصديق لا يعتبر فيه الحقيّة وعدمها بل عموم الاعتراف، أو التسليم مركّب من مقدّمات مشهورة لا يعتبر فيها اليقين، وإن كانت يقينية بل تطابق جميع الآراء كحسن الإحسان إلى الآباء أو أكثرها كوحدة الإله أو بعضها المعيّن كاستحالة التسلسل من حيث هي كذلك، فإنّ المشهورات يجوز أن تكون يقينية بل أوليّة لكن بجهتين مختلفتين، أو مركّب من مقدمات مسلّمة إمّا وحدها أو مع المشهورات، وهي أي المسلّمات قضايا توجد من الخصم مسلّمة أو تكون مسلّمة فيما بين الخصوم، فيبني عليها كلّ واحد منهما الكلام في دفع الآخر حقة، كانت أو باطلة، مشهورة كانت أو غير مشهورة. ثم أخذ القياس في التعريف يشعر بأنّ الجدل لا ينعقد على هيئة الاستقراء والتمثيل وليس كذلك، اللهم إلّا أن يراد بالقياس مطلق الدليل. هذا حاصل ما ذكره الصادق الحلواني في حاشية القطبي. ويمكن أن يقال إنّ هذا التعريف ليس لمطلق الجدل بل للجدل الذي هو من الصناعات الخمس التي هي من أقسام القياس. وما ذكره من أنّ المشهورات يجوز أن تكون يقينية بل أولية باعتبار نظر يجئ في لفظ المشهورات.
ثم قال والغرض من الجدل إن كان الجدلي سائلا معترضا إلزام الخصم وإسكاته وإن كان مجيبا حافظا للرأي أن لا يصير ملزما من الخصم. والمفهوم من كلامهم أنّ السائل المعترض يؤلفه مما سلم من المجيب مشهورا كان أو غير مشهور، والمجيب الحافظ يؤلفه من المشهورات المطلقة أو المحدودة حقة كانت أو غير حقة. وفي إرشاد القاصد الجدل علم يتعرف به كيفية تقرير الحجج الشرعية من الجدل الذي هو أحد أجزاء المنطق لكنه خصص بالمباحث الدينية. وللناس فيه طرق أشبهها طريقة العميدي. ومن الكتب المختصرة فيه المغني للأبهري والفصول للنسفي والخلاصة للمراغي ومن المتوسطة النفائس للعميدي والوسائل للأرموي ومن المبسوطة تهذيب الكتب للأبهري.
الجدل
لا يجرى الجدل في القرآن على هذا النظام المنطقى الجاف، تذكر فيه المقدمات على نظام خاص، تتبعها النتائج، فإن القرآن لم ينزل لهداية طائفة خاصة لها ثقافتها الخاصة، بل نزل لهداية الناس جميعا، وما به من أدلة يلقى فى النفس الاقتناع، ويملأ القلب باليقين، سواء في ذلك العامة والخاصة.
وقد ذكر العلماء من ألوان الجدل القرآنى القول بالموجب ، قال ابن أبى الأصبع: وحقيقته رد كلام الخصم من فحوى كلامه، وقال غيره هو قسمان:
أحدهما: أن تقع صفة في كلام الغير كناية عن شىء أثبت له حكم، فتثبتها لغير ذلك الشيء، كقوله تعالى: يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ (المنافقون 8). فالأعز وقعت في كلام المنافقين كناية عن فريقهم، والأذل عن فريق المؤمنين، وأثبت المنافقون لفريقهم إخراج المؤمنين من المدينة، فأثبت الله في الرد عليهم صفة العزة لغير فريقهم، وهو الله ورسوله والمؤمنون، فكأنه قيل: صحيح ذلك: ليخرجن الأعز منها الأذل، لكن هم الأذل المخرج، والله ورسوله الأعز المخرج. والثانى حمل لفظ وقع من كلام الغير على خلاف مراده مما يحتمله بذكر متعلقه كقوله تعالى: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ (التوبة 61). يريدون أنه صلّى الله عليه وسلم سمّاع لكل شىء، مصدق لكل قول، ولكن الآية لم تترك الأذن مطلقة، بل نسبتها إلى الخير، ولهذا كان تمام الآية يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
(التوبة 61). أى أنه يصدق بالله، ويسلم للمؤمنين، لا لكم، لعدم تصديقه إياكم، ثم هو مع ذلك رحمة للذين أظهروا الإيمان منكم، حيث قبلهم، ولم يكشف حقيقتهم.
وعدوا من أنواع الجدل القرآنى الانتقال ، وذلك أن ينتقل المستدل إلى استدلال غير الذى كان آخذا فيه، لعدم فهم الخصم وجه الدلالة من الاستدلال الأول، كما في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (البقرة 258)، فإن الملك الذى جادله إبراهيم فهم من الإحياء والإماتة قدرته على إبقاء من يستحق القتل، وحكمه على الحىّ بالموت، فلم يرد إبراهيم مناقشته، لكى يبين له مراده من الإحياء والإماتة، بل انتقل إلى استدلال لا يجد الملك له وجها يتخلص به منه، فقال: فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ وهنا بهت الملك، ولم يمكنه أن يقول: أنا الآتى بها من المشرق، لأن من هو أسن منه يكذبه.
ومنها مجاراة الخصم ، بتسليم بعض مقدماته، للإشارة إلى أن هذه المقدمات لا تنتج ما يريد أن يستنتجه، وذلك كقوله تعالى: قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (إبراهيم 10، 11)؛ فليس المراد أنهم سلموا انتفاء الرسالة عنهم، بل كأنهم قالوا: إن ما ادعيتم من كوننا بشرا حق لا سبيل إلى إنكاره، ولكن هذا لا ينافى أن يمن الله علينا بالرسالة، وقد أثبت القرآن في موضع آخر، كما ذكرنا، أن الرسول لا يكون إلا بشرا، وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (الأنعام 8، 9).
وفي هذا النوع من الجدل استدراج للخصم، واستجلاب لإصغائه، وربما كان من الممكن بهذه الوسيلة ثنيه عن الإنكار.
ومنها الإسجال ، بأن يثبت على لسان الخصم حقيقة كان ينكرها كما في قوله تعالى: وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (الأعراف 44).
وفي مثل هذا اللون من التسجيل إثارة لوجدان المتشككين والمنكرين وإثارة الخوف في أنفسهم، حين يسمعون اعتراف من على شاكلتهم، ويدفعهم الخوف إلى التأمل، عساهم يهتدون.
ومنها التسليم ، وهو أن يسلم بوقوع المحال تسليما جدليا، لبيان ما يترتب على ذلك من أمور محالة، وقد يبدأ الكلام حينئذ بحرف امتناع، ليدل على أنه ممتنع الوقوع لامتناع وقوع شرطه، كما في قوله سبحانه: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا (الأنبياء 22)، وحينا ينفى صراحة، ثم يسلم وقوعه تسليما جدليا، لا يلبث أن يحكم الواقع بانتفائه، كما في قوله تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ (المؤمنون 91)، فالمعنى ليس مع الله من إله، ولو سلم أن معه إلها لزم من ذلك ذهاب كل إله من الاثنين بما خلق، وعلا بعضهم على بعض، فلا يتم في العالم أمر، ولا ينفذ حكم، ولا تنتظم أحواله، والواقع خلاف ذلك، ففرض وجود إلهين محال، لما يترتب عليه من المحال. وفي هذا اللون من الجدل تقليب للأمر على جميع وجوهه، ليكون الحكم المراد سليما لا شك فيه.
ومنها التقسيم والسبر، بأن يقسم ما هو محل الجدل إلى منتهى أقسامه، ويسبر كل قسم بأن ينفى عنه ما يريد الخصم إثباته له، كقوله سبحانه يرد على المشركين تحريمهم ذكور الأنعام تارة وإناثها أخرى: كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (الأنعام 142 - 144). رد الله عليهم تحريمهم بطريق السبر والتقسيم، فبين أنه قد خلق من كل زوج مما ذكر، ذكرا وأنثى، فما علة تحريم ما حرمتم؟ لا يخلو أن يكون ذلك من جهة الذكورة أو الأنوثة أو إليهما معا، أو لا يدرى له من علة بأن يكون تعبديا أخذ عن الله تعالى، والأخذ عنه سبحانه إما بوحى وإرسال رسول، أو سماع كلامه وتلقى ذلك عنه، وهو معنى قوله تعالى:
أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا، تلك هى وجوه التحريم لا تخرج عن واحد منها، ويلزم على الأول أن يكون جميع الذكور حراما، وعلى الثانى أن يكون جميع الإناث حراما، وعلى الثالث تحريم الصنفين معا، وهم يحرمون البعض في حالة، والبعض في حالة أخرى، ولم يأتهم رسول قبل محمد يحرم عليهم ما حرموه، ولم يدعوا الأخذ عن الله بلا واسطة، وإذا بطل جميع ذلك ثبت المدعى وهو أن ما قالوه ضلال وكذب على الله. ومثل هذا التقسيم والسبر لا يدع مجالا للشك، وتستريح النفس إلى ما تصل إليه من نتائج عن طريقه.
هذا، ومن أكبر الموضوعات التى حدث فيها الجدل موضوع توحيد الله، واليوم الآخر، ورسالة محمد، وقد بينا في إفاضة ألوان هذا النقاش، وكيف كانت ردود القرآن باعثة على التفكير، مثيرة للوجدان معا. 
الجدل: القياس المؤلف من المشهورات أو المسلمات والغرض منه إلزام الخصم وإفهام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان.
الجدل: الْقُوَّة وَالْخُصُومَة وَفِي اصْطِلَاح المنطقيين قِيَاس مؤلف من قضايا مَشْهُورَة أَو مسلمة لانتاج قَول آخر - والجدلي قد يكون سَائِلًا وَغَايَة سَعْيه إِلْزَام الْخصم وإفحام من هُوَ قَاصِر عَن إِدْرَاك مُقَدمَات الْبُرْهَان وَقد يكون مجيبا وغرضه أَن لَا يصير مطرح الْإِلْزَام.

حشم

(حشم) : الحُشْمَة: لغةٌ في الحِشْمَةِ.
ح ش م

أنا أحتشمك، وأحتشم منك أي أستحي، وما يمنعني إلا الحشمة أي الحياء. وأحشمني: أخجلني وأغضبني. وهم حشمه أي الذين يغضبون له أو يستحيون منه.
[حشم] فيه: شكوا إليه صلى الله عليه وسلم أن لهم عيالاً و"حشماً" هو بالحركة جماعة الإنسان اللائذون به لخدمته. ن: ويغضبون له، والخدم أخص فذكره تخصيص بعد تعميم، وهو بفتحتين. نه وفيه: إني "لأحتشم" أي أستحيي وانقبض، والحشمة الاستحياء، وهو يتحشم المحارم أي يتوقاها. وجمع ابن عمر "حشمه" سيجيء في خدمه.
(حشم)
فلَان حشوما انقبض واستحيا وَيُقَال حشم مِنْهُ وَأَقْبل بعد هزال يُقَال حشمت الدَّوَابّ فِي أول الرّبيع أَصَابَت مِنْهُ شَيْئا فَسَمنت وَفُلَانًا حشما آذاه وأسمعه مَا يكره وأخجله وأغضبه وَيُقَال للمنقبض عَن الطَّعَام مَا الَّذِي حشمك نفرك

(حشم) حشما خجل وَغَضب فَهُوَ حشم
(حشم) - في حَدِيث عَلِىٍّ، رضي الله عنه، في السَّارِقِ: "إني لأحْتَشِم أن لا أَدَعَ له يَدًا".
: أي أَنقَبِض وأسْتَحْيِى، والحِشْمَة: الاسْتِحْياء والغَضَب، وتَحشَّمت به،: أَى تَحرَّمتُ به، وهو يتحَشَّم المَحارِمَ: أي يتَوَقَّاها.
وحَشَمُ الرَّجُل: الَّذِين يَغْضَبون له ويغْضَب لهم.
(ح ش م) : (الْحِشْمَةُ) الِانْقِبَاضُ مِنْ أَخِيك فِي الْمَطْعَمِ وَطَلَبِ الْحَاجَةِ اسْمٌ مِنْ (الِاحْتِشَامِ) يُقَالُ احْتَشَمَهُ وَاحْتَشَمَ مِنْهُ إذَا انْقَبَضَ مِنْهُ وَاسْتَحْيَا وَقِيلَ هِيَ عَامِّيَّةٌ لِأَنَّ الْحِشْمَةَ عِنْدَ الْعَرَبِ هِيَ الْغَضَبُ لَا غَيْرُ (وَمِنْهَا) حَشَمُ الرَّجُلِ لِقَرَابَتِهِ وَعِيَالِهِ وَمَنْ يَغْضَبُ لَهُ إذَا أَصَابَهُ أَمْرٌ عَنْ ابْنِ السِّكِّيتِ وَهِيَ كَلِمَةٌ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وَقِيلَ جُمِعَتْ عَلَى أَحْشَامٍ هَكَذَا فِي جَامِعِ الْغُورِيِّ.
[حشم]أبو زيد: حَشَمْتُ الرجل وأَحشَمْتُهُ بمعنىً، وهو أن يجلسَ إليك فتؤذِيَه وتُغضِبَه. ابن الأعرابي: حَشَمْتُهُ : أخجلته. وأَحْشَمْتُهُ: أغضبته. وأنشد: لَعَمْرُكَ إنَّ قُرْصَ أبي خُبَيْبٍ بطئ النضج محشوم الاكيل والاسم الحِشْمَةُ، وهو الاستحياء والغضَب أيضاً. وقال أصمعي: الحشمة إنما هي بمعنى الغضَب لا بمعنى الاستحياء. وحُكي عن بعضِ فصحاء العرب أنَّه قال: إنّ ذلك لممَّا يُحْشِمُ بني فلان، أي يُغضِبهم. واحْتَشَمْتُهُ واحْتَشَمْتُ منه بمعنىً. قال الكميت: ورأيتُ الشَريفَ في أعيُن النا سِ وضيعاً وقَلَّ منه احْتِشامي ورجلٌ حَشيمٌ، أي مُحْتَشِمٌ. وحَشْمُ الرجل: خَدَمُهُ ومَن يغضب له، سموا بذلك لانهم يغضبون له. وقال النضر: حشمت الدواب: صاحت.
ح ش م : الْحَشَمُ خَدَمُ الرَّجُلِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هِيَ كَلِمَةٌ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وَفَسَّرَهَا بَعْضُهُمْ بِالْعِيَالِ وَالْقَرَابَةِ وَمَنْ يَغْضَبُ لَهُ إذَا أَصَابَهُ أَمْرٌ وَحَشِمَ يَحْشَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا غَضِبَ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَحْشَمْتُهُ وَبِالْحَرَكَةِ أَيْضًا فَيُقَالُ حَشَمْتُهُ حَشْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَحَشِمَ يَحْشَمُ مِثْلُ: خَجِلَ يَخْجَلُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَحْشَمْتُهُ وَاحْتَشَمَ إذَا غَضِبَ وَإِذَا اسْتَحْيَا أَيْضًا.

وَالْحِشْمَةُ
بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ الْحِشْمَةُ الْغَضَبُ فَقَطْ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ حَشَمْتُهُ وَأَحْشَمْتُهُ بِمَعْنًى هُوَ أَنْ يَجْلِسَ إلَيْكَ فَتُؤْذِيَهُ وَتُغْضِبَهُ. 
الحاء والشين والميم
حشم:
الحَشَمُ: خَدَمُ الرَّجُلِ، والحَشَمَةُ مِثْلُهُ. وحُشْمَةُ الرَّجُلِ: خاصَّتُه الذين يَغْضَبُونَ له. والحُشْمَةُ: الانْقِبَاضُ، تقولُ: ما الذي حَشَمَكَ وأحْشَمَكَ؟. والحُشُوْمُ: الرَّبْوُ والإِعْياءُ. وجاءتِ الإِبِلُ وما حَشِمَتْ عُوْداً: أي ما أكَلَتْ. والحُشُوْمُ: الإَقْبَالُ بعد الهُزَالِ، حَشَمَ يَحْشِمُ. وحَشَمَتِ الدَّوَابُّ في أوَّل الرَّبِيْعِ: أي حَسُنَتْ وعَظُمَ بُطُوْنُها. ولي عنده حَشَمٌ وحُشُوْمٌ: أي طَلِبَةٌ. وحَشَمَه: أي ذَمَّه وعابَه. وتَحَشَّمْتُ بفلانٍ: تَحَرَّمْتُ به. وما يَتَحَشَّمُ المَحَارِمَ: أي ما يَتَوَقّاها. وهؤلاءِ أحْشامِي وحُشَمَائي: أي جِيراني وأضْيافِي. وأحْشَمْتُه فَحَشِمَ: أي أغْضَبْتُه. وإنَّ ذلك لَمِمَّا يُحْشِمُ بني فلانٍ. وحَشَمْتُ الرَّجُلَ وأحْشَمْتُه: وهو أنْ يَجْلِسَ إليك فَيُؤذِيَكَ ويُسْمِعَكَ ما تَكْرَهُ. والمُحْتَشِمُ: مِثْلُ المُحْتَشِدِ يَعْنِي المُجْتَمِعَ. وتَحَشَّمْتُه: تَحَضَّضْتُه واسْتَعْطَفْتُه. والتَّحَشُّمُ: كالتَّعْيِير.
الْحَاء والشين وَالْمِيم

الحِشْمَةُ: الْحيَاء والانقباض. وَقد احتَشَم مِنْهُ وَعنهُ، وَلَا يُقَال: احتَشَمه. فَأَما قَول الْقَائِل: وَلم تحتَشِمْ ذَلِك، فإنَّه حذف من وأوصل الْفِعْل. وَمَا الَّذِي حشَّمَكَ واحتَشَمَكَ.

والحِشْمَةُ والحُشْمَةُ: أَن يجلس إِلَيْك الرجل فتؤذيه وتسمعه مَا يكره. حشَمَه يَحْشِمُه ويحشُمه حَشْما، وأحشمه.

وحَشَيِم حَشماً، غضب. وحَشِمهُ يَحشَمُه حَشْماً وأحْشَمَه، أغضبهُ.

وحُشمَةُ الرجل، وحَشَمُهُ، وأحْشامُه: خاصته الَّذين يغضبون لَهُ من عبيد أَو أهل أَو جيرة. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أَن الحَشَمَ وَاحِد وَجمع، قَالَ: يُقَال هَذَا الْغُلَام حَشَمٌ لي، فَأرى أحْشاما وَإِنَّمَا هُوَ جمع هَذَا لِأَن جمع الْجمع وَجمع الْمُفْرد الَّذِي هُوَ فِي معنى الْجمع غير كثير.

وحشَمُ الرجل أَيْضا، عِيَاله وقرابته.

وحَشَمَ يَحْشِمْ حُشُوما، أقبل بعد هزال. وحَشَمَت الدَّوَابّ فِي أول الرّبيع تحْشِمُ حَشْماً، أَصَابَت مِنْهُ شَيْئا فصلحت وسمنت وعظمت بطونها.

وَمَا حشَمَ من طَعَامه شَيْئا، أَي مَا أكل. وغدونا نريغ الصَّيْد فَمَا حَشَمْنا مِنْهُ صافرا، أَي مَا أصبْنَا.
حشم: حشم، حشم فلانا: أجلِّه (محيط المحيط). حشَّم، حشَّمه: كلَّمه بكلام يوحي باحترامه إذا كان بمعنى ما جاء في محيط المحيط: جَمَّلته لكلام يدعوه إلى الاحتشام.
احتشم، احتشمه: يوجد مثال له في مختارات من تاريخ حلب (ص16) ففيه: فإذا صرفت هذه الدراهم فلا تحتشمنا أي فلا تستحي ان تطلب منا غيرها.
واحتشم: أدَّب، تهذَّب. والمصدر منه في معجم بوشر، معناه: أدب، حياء واسم الفاعل محتشم معناه: اديب، مهذب. والمصدر منه في محيط المحيط بمعنى المهابة.
حَشَم. الحشم اسم كان يطلق على حرس لسلطان المرابطين يوسف بن تاشفين ألفه سنة 470. ففي الحلل (ص12 و): وضم هذه السنة من جزولة ولمطة وقبائل زنا ومصمودة جموعاً كثيرة وسماهم بالحشم.
حَشِم: محتشم، اديب، مهذب (بوشر).
حششْمَة: بمعنى الحياء (لين) مذكورة عند فالتون (ص31) حيث يجب أن تنطق حِشْمَة.
وحشمة: تواضع (جاكسون تمبكتو ص141).
وحشمة: أدب، لطف (بوشر، محيط المحيط).
وعليه الحشمة: ظاهر الحياء من أهل الصلاح ألف ليلة (1: 67).
وحشمة: رزانة، وقار (بوشر).
وحشمة: تهذيب (بوشر).
والحشمة (معرفة) كلام المجاملة المستعمل في المجتمع (بوشر).
ثوب الحشمة والدماثة: قميص (كتونة) الكاهن قميص من الكتان الأبيض يلبسه الكاهن تحت البذلة وقت الخدمة.
حشمي: ذو حشمة. أديب (بوشر) حَشُّوم وتجمع على حشاشم: الأعضاء الجنسية للمرأة (ألكالا) وفيه آخر حرف من هذه الكلمة نون. وفي مواضع اخرى يكتب النون أيضاً بدل الميم في آخر الكلمات.
مَحَاشِم (لا مفرد لها): أعضاء التناسل (بوشر، ألف ليلة 1: 604، 3: 464).
كُبْر المحاشم: نوع من الأدرة، قروة (سنج).
احْتِشَام. الاحتشام (بالتعريف): كلام المجاملة المستعمل في المجتمع (بوشر). مُحْتَشَم ومعناه محترم، جليل، مهيب، وهو لقب يطلق عند الإسماعيلية على ولاة الأقاليم وبخاصة إقليم كوهستان (دفريمري مذكرات ص225 رقم2).
باب الحاء والشين والميم معهما ح ش م، ش ح م، ح م ش، م ح ش مستعملات

حشم: الحَشَمُ: خَدَمُ الرجل ومَن دونَ أهلِه من وَلَدِه وعِياله. والحِشمةُ: الانقباض عن أخيك في المَطْعَم وطَلَب الحاجة، تقول: احتَشَمْتُ، وما الذي حَشَمَكَ وأحشَمَكَ أيضاً. والحُشُومُ: الإِقبال بعدَ الهُزال، حَشَمَ يحشِمُ، ورجلٌ حاشِم، وقد حَشَمتِ الدَّوابُّ في أوَّل الربيع وذلك إذا أصابت شيئاً فحَسُنَتْ بطُونُها وعَظُمَت.

شحم: رجلٌ شاحِمٌ لاحم: إذا أطعَمَ الناسَ الشَّحْمَ واللحم. وقد شَحَمَهُم يَشْحَمُهُم شَحْماً. وشَحْمةُ الرُمّانة: هَنَةٌ في جَوْفها تَفْصِلُ بين حَبّها، وإذا غَلُظَت قلتَ رُمّانة شَحِمةٌ. وعَنِبٌ شَحِمٌ: قليلُ الماء صُلْبُ اللِّحاء. وشَحْمةُ الأُذن: لَحْمةُ مُتَعَلَّق القُرْطِ من أسفَلَ.

حمش: الحَمْشُ: الدَّقيقُ القوائِمِ. وساقٌ حَمْشةٌ، جزم، وتجمَع [على] : حُمْش وحِماش، قال الطرماح يصف الدِيَكةَ:

حِماشُ الشَّوَى يَصْدَحْنَ من كُلِّ مَصْدَح .

أيْ: من كل وجه. والاستِحماش في الوَتَر أحسَنُ، يقال: أوتارٌ حَمْشةٌ، ووَتَرٌ حَمْشٌ: مُسَتْحِمش، قال:

كأنَّما ضُرِبَت قُدّامَ أعيُنِها ... قُطْنٌ بِمُسْتَحِمشِ الأوتارِ مَحْلُوجُ

واستَحْمَشَ الرجُلُ: اشتَدَّ غضَبُه.

محش: المَحْشُ: تناولٌ من لَهَبٍْ يُحرِق الجلدَ ويُبدي العظمَ، يقال محشته النار محشا. 
حشم
حشَمَ يَحشُم ويَحشِم، حَشْمًا، فهو حَاشِم، والمفعول مَحْشوم
• حشَمَ فلانًا:
1 - أَخجله "مدحني فحشَمَ تواضعي".
2 - أغضبه، أسمعه ما يكره وآذاه "قال عنه كلامًا حشَمه". 

حشِمَ يَحشَم، حَشَمًا، فهو حَشِم
• حشِم الشَّخصُ:
1 - خجِل "رجلٌ ذو وجهٍ حَشِم".
2 - غضِب. 

أحشمَ يُحشِم، إحشامًا، فهو مُحشِم، والمفعول مُحشَم
• أحشم فلانًا: حشَمه، أخجله أو أغضبَه، آذاه وأسمعه ما يكره. 

احتشمَ يحتشم، احتشامًا، فهو مُحتشِم
• احتشم الشَّخصُ:
1 - استحيا "قِلَّة احتشامٍ- فقد كلَّ احتشامه- لبس ملابس محتشِمة/ محتشَمة".
2 - تهذَّب، سلك في حياته مسلكًا محمودًا وسطًا "احتشم في كلامه/ سلوكه- ورأيت الشَّريفَ في أعين النّا ... س وضيعًا وقلَّ منه احتشامي". 

تحشَّمَ/ تحشَّمَ من يتحشَّم، تحشُّمًا، فهو مُتحشِّم، والمفعول مُتحشَّم
• تحشَّم الشَّيءَ: توقّاه وتجنَّبه "يتحشَّم المحارمَ- يتحشَّم العاقلُ من ارتكاب المعاصي".
• تحشَّمَ منه: مُطاوع حشَّمَ: احتشم، استحيا. 

حشَّمَ يحشِّم، تحشيمًا، فهو مُحشَِّم، والمفعول مُحشَّم
• حشَّمَ فلانًا: حشَمه، أخجله أو أغضبه. 

حَشْم [مفرد]: مصدر حشَمَ. 

حَشَم1 [مفرد]: مصدر حشِمَ. 

حَشَم2 [جمع]: جج أحشام
• حَشَمُ الرَّجل: خَدَمُه الذين يقومون على خدمته، خاصّته الذين يتبعونه في السرّاء والضرّاء من أهلٍ أو جيرةٍ أو أصدقاء "انتقل إلى بيته الرِّيفي مع حَشَمِه" ° كثير الخدم والحَشَم: من ذوي الثَّراء والمكانة. 

حَشِم [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حشِمَ: شديد الحياء والخجل. 

حِشْمَة [مفرد]: ج حِشْمات:
1 - حياء ورزانة ووقار وأدب وتواضع "ما يمنعني إلاّ الحشمة- أشاحت بوجهها حِشْمَةً- تتَّصف النِّساء العربيَّات بالحِشمة" ° عليه الحِشْمة: ظاهر الحياء من أهل الصَّلاح.
2 - مسلك وسط محمود
 "افتقر إلى الحشمة في سلوكه- للحِشْمة عدُوّان الحُبّ والمرض". 

محاشِمُ [جمع]: أعضاء التَّناسل. 

حشم: الحِشْمَةُ: الحَياءُ والانْقِباضُ، وقد احْتَشَمَ عنه ومنه، ولا

يقال احْتَشَمَهُ. قال الليث: الحِشْمَةُ الانقباض عن أَخيك في المَطْعَمِ

وطلبِ الحاجةِ؛ تقول: احْتَشَمْتَ وما الذي أَحْشَمَكَ، ويقال حَشَمَكَ،

فأَما قول القائل: ولم يَحْتَشِمْ ذلك فإنه حذف مِنْ وأَوصل الفعلَ.

والحِشْمَةُ والحُشْمَةُ: أَن يجلس إليك الرجل فتؤذِيَهُ وتُسْمِعَهُ ما

يَكْرَهُ، حَشَمَه يَحْشِمُهُ ويَحْشُمُه حَشْماً وأَحْشَمَهُ. وحَشَمْتُه:

أَخجلته، وأَحْشَمْتُهُ: أَغضبته. قال ابن الأَثير: مذهب ابن الأَعرابي

أَن أَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه أَخجلته، وغيره يقول: حَشَمْتُه

وأَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه وأَحْشَمتُه أَيضاً أَخْجَلْتُه. ويقال

للمُنْقَبِض عن الطعام: ما الذي حَشَمَكَ وأَحْشَمكَ، من الحِشْمَةِ وهي

الاستحياء. قال أَبو زيد: الإبَةُ الحَياء، يقال: أَوْأَبْتُه فاتّأَبَ أَي

احتشم. وروي عن ابن عباس أَنه قال: لكل داخلٍ دَهشةٌ فابْدَؤُوه

بالتَّحِيَّةِ، ولكل طاعم حشْمَةٌ

فابدؤوه باليمين، وأَنشد ابن بري لكُثَيِّر في الاحتِشام بمعنى

الاستحياء:

إنِّي، مَتى لم يَكُنْ عَطاؤهما

عندي بما قد فَعَلْتُ، أَحْتَشِمُ

وقال عنترة:

وأَرى مَطاعِمَ لو أَشاءُ حَوَيتُها،

فيَصُدُّني عنها كثيرُ تَحَشُّمِي

وقال ساعدة:

إن الشَّبابَ رِداءٌ مَنْ يَزِنْ تَرَهُ

يُكْسَى جَمالاً ويُفْسِدْ غير مُحتَشِم

(* قوله «إن الشباب رداء إلى آخر البيت» هكذا هو موجود بالأصل).

وفي الحديث حديث عليّ في السارق: إني لأَحْتَشِمُ أَن لا أَدَعَ له يداً

أَي أَستحي وأَنقبص. والحِشْمةُ: الاستحياء. وهو يَتَحَشَّم المَحارم

أَي يتوقاها.

وحَشِمَ حَشَماً: غضب. وحَشَمهُ يَحْشِمُه حَشْماً وأَحْشمهُ: أَغضبه؛

وأَنشدوا في ذلك:

لَعَمْرُكَ إنَّ قُرْصَ أَبي خُبَيْب

بطيء النُّضْج، مَحْشوم الأكيل

أَي مُغْضَب، والإسم الحِشْمة، وهو الاستحياء والغضب أَيضاً. وقال

الأَصمعي: الحِشْمَةُ إنما هو بمعنى الغضب لا بمعنى الاستحياء. وحكي عن بعض

فُصَحاء العرب أَنه قال: إن ذلك لمما يُحْشِمُ بني فلان أَي يغضبهم،

واحْتَشَمْتُ واحْتَشَمْتُ منه بمعنى؛ قال الكميت:

ورأَيتُ الشَّريفَ في أَعْيُنِ النَّا

س وَضِيعاً، وقَلَّ منه احْتِشامي

والاحْتِشامُ: التَّغَضُّبُ. وحَشَمْتُ فلاناً وأَحْشمْتُه أَي أَغضبته.

وحُشْمَةُ الرجل وحَشَمُهُ وأَحْشامُهُ: خاصَّتُهُ الذين يغضبون له من

عبيدٍ أَو أَهلٍ أَو جِيرةٍ إذا أصابه أَمر. ابن سيده: وحكى ابن الأَعرابي

أَن الحَشَمَ واحدٌ

وجمع، قال: يقال هذا الغلام حَشَمٌ لي، فأُرى أَحْشاماً إنما هو جمع هذا

لأَن جمع الجمع وجمع المفرد الذي هو في معنى الجمع غير كثير. وحَشَمُ

الرجل أَيضاً: عياله وقرابته. الأَزهري: والحَشَمُ خَدَمُ الرجل، وسُمُّوا

بذلك لأنهم يغضبون له. والحُشْمَةُ، بالضم: القرابة. يقال: فيهم حُشْمَةٌ

أَي قرابة. وهؤلاء أَحشامي أَي جيراني وأَضيافي. وقال أَبو عمرو: قال

بعض العرب إنه لمُحْتَشمِ بأمري أَي مُهْتَمّ به. وقال يونس: له الحُشْمةُ

الذِّمامُ، وهي الحُشْمُ

(* قوله «وهي الحشم» وكذلك قوله بعد «الحشمة

والحشم» كذا هو بضبط الأصل)، قال: وبعضهم يقول الحُشْمَة والحَشَمُ، وإِني

لأَتَحَشَّمُ منه تَحَشُّماً أَي أَتَذَمَّمُ وأَستحي. ابن الأَعرابي:

الحُشُمُ ذوو الحياء التام، والحُسُمُ، بالسين، الأَطِبَّاء، والحشم

الاستحياء

(*قوله «والحشم الاستحياء» كذا بالأصل بدون ضبط، وفي نسخة من التهذيب

غير موثوق بها مضبوط بالتحريك، لكن الذي في القاموس: التحشم الاستحياء).

والحُشُمُ: المماليك. والحُشُم: الأَتباع، مماليكَ كانوا أَو أَحراراً.

وفي حديث الأَضاحي: فشكَوْا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن لهم

عيالاً وحَشَماً؛ الحَشَمُ، بالتحريك: جماعة الإنسان اللاَّئذون به

لخدمته. والحُشومُ: الإقبال بعد الهزال؛ حَشَمَ يَحْشِمُ حُشوماً: أَقبل بعد

هزال، ورجل حاشِمٌ. وحَشَمَتِ الدوابُّ في أَول الربيع تَحْشِمُ حَشْماً:

وذلك إذا أَصابت منه شيئاً فصَلَحَتْ وسَمِنَتْ وعظمت بطونها وحَسُنَتْ.

وحَشَمَتِ الدوابُّ: صاحَتْ. وما حَشَمَ من طعامه شيئاً أَي ما أَكل.

وغَدَوْنا نُريغُ الصيد فما حَشَمْنا صافراً أَي ما أَصبنا. يونس: تقول العرب

الحُسُومُ يورث الحُشُومَ، قال: والحُسُومُ الدُّؤُوب، والحُشُوم

الإعْياء؛ وقال في قول مُزاحم:

فَعنَّتْ عُنوناً، وهي صَغْواءُ، ما بها،

ولا بالخَوافي الضَّارباتِ، حُشُومُ

أَي إعياء؛ وقد حُشِم حَشْماً. وقال الأَصمعي: في يديه حُشُومٌ أي

انقباض، وروى البيت:

ولا بالخوافي الخافقاتِ حُشوم

ورجل حَشِيمٌ أي مُحْتَشِمٌ.

حشم

(الحِشْمَةُ، بِالْكَسْرِ: الحَياءُ والانْقِباضُ) ، زادَ اللَّيْث: عَن أَخِيك فِي طَلَبِ الحاجَة والمَطْعَمِ، وَقد (احْتَشَمَ مِنْهُ وَعَنْهُ) وَلَا يُقال احْتَشَمَه. وَأما قَول الْقَائِل: ولَمْ يَحْتَشِم ذلِك، فإِنَّه حذف ((مِنْ)) وَأَوْصَلَ الْفِعْل. (وحَشَمَهُ وَأَحْشَمَهُ: أَخْجَلَهُ) ، نَقله الجوهريّ عَن ابْن الأعرابيّ. ورُوِيَ عَن ابْنِ عَبّاسٍ: ((لِكُلِّ داخِلٍ دَهْشَة فَابْدَؤُوه بالتَّحِيَّة، وَلكُل طاعِمٍ حِشْمَة فَابْدَؤُوهُ باليَمِين)) .
وَأنْشد ابْن برِّيّ لكُثَيّرٍ فِي الاحْتِشام بِمَعْنى الاستحياء:
(إِنّي مَتَى لم يَكُنْ عَطاؤُهُما ... عِنْدِي بِمَا قد فَعَلْتُ أَحْتَشِمِ)
وَفِي حَدِيث عليّ فِي السارِق: ((إِنّي لأَحْتَشِمُ أَن لَا أَدَعَ لَهُ يَدًا)) أَي: أَسْتَحْيِي وَأَنْقَبِض.
(و) الحِشْمَة (أَنْ يَجْلِسَ إِلَيْكَ الرجلُ فَتُؤْذِيَهُ وتُسْمِعَهُ مَا يَكْرَهُ، وَيُضَمّ) ، وَقد (حَشَمَهُ يَحْشِمُه
ويَحْشُمُهُ) من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ.
(وَأَحْشَمَهُ) . وَنقل الجوهريُّ عَن أبي زَيْد: حَشَمْتُ الرَّجُلَ وأَحْشَمْتُه بِمَعْنى، وَهُوَ أَن يَجْلِسَ إِلَيْك فَتُؤْذِيَه وتُغْضِبَه.
(و) حَشِمَ (كَفَرِحَ: غَضِبَ. و) حَشِمَهُ (كَسَمِعَهُ: أَغْضَبَهُ، كَأَحْشَمَهُ) ، وَهَذِه عَن ابنِ الأَعْرابِيّ، (وحَشَّمَهُ) بالتَّشْدِيد. وَقَالَ الأصمعيُّ: الحِشْمَة إِنَّما هُوَ بمعنَى الغَضَبِ لَا بمَعْنى الاسْتِحْياء؛ وَحكى عَن بعض فُصَحاء العَرَب أنّه قَالَ: إِنّ ذلِكَ لَمِمّا يُحْشِمُ بَنِي فُلانٍ: أَي: يُغْضِبُهم، كَذَا فِي الصِّحَاح.
وَفِي أَدَب الكاتِب: الناسُ يَضَعُون الحِشْمَةَ مَوْضِع الاسْتِحْياء وَلَيْسَ كَذلِكَ إِنَّما هِيَ الغَضب. قَالَ شيخُنا: وَرَدَّهُ جماعةٌ بوُرودِها كَذلِك فِي الحَدِيثِ. وَقد أَوْرَدَهُ الخَفاجِيّ فِي شرح الشِّفاء مَبْسُوطًا، وصرَّح بِهِ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ أَثْناءَ غَزْوَة بَدْر، والبَطَلْيَوْسِيّ فِي شَرْحِ أَدَب الكاتِب.
وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: مَذْهَب ابْن الأعرابيّ أَنَّ أَحْشَمْتُه أَغْضَبْتُه، وحَشَمْته أخْجَلته، وَغَيره يقولُ: حَشَمْتُه وَأَحْشَمْتُه: أَغْضَبْتُه، وحَشَمْته وَأَحْشَمْتُه أَيْضا: أَخْجَلْتُه، وَفِي الصِّحَاح: وَأَحْشَمْتُه واحْتَشَمْتُ مِنْهُ بمَعْنًى، قَالَ الكُمَيْت:
(ورَأَيْتُ الشَّرِيفَ فِي أَعْيُنِ الناسِ ... وَضِيعًا وقَلَّ منهُ احْتِشامِي)

والاحْتِشامُ: التَّغَضُّب.
(وحَشَمَةُ الرَّجُلِ وحَشَمُهُ، مُحَركتيْنِ) هَكَذَا فِي سائِر الأُصولِ، والصَّوابُ: وحُشْمَةُ الرَّجُلِ، بالضَّمّ، وحَشَمُهُ، مُحرّكة، كَمَا هُوَ نَصُّ يُونُس، (وَأَحْشامُهُ) ، أَي: (خاصَّتُه الَّذِينَ يَغْضَبُونَ لَهُ من أَهْلٍ وَعبِيدٍ أَو جِيرَةٍ) إِذا أَصابَه أَمْرٌ. وَفِي الصِّحَاح: حَشَمُ الرجِ خَدَمُه ومَنْ يَغضَبُ لَهُ، سُمُّوا بذلك؛ لأَنهم يَغْضَبُون لَهُ. (و) قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: (الحَشَمُ، مُحَرَّكَةً للْوَاحِد والجَمْعِ)
قَالَ: ويُقال: هَذَا الغُلامُ حَشَمٌ لي، فأُرَى أَن أحْشامًا إِنَّما هُوَ جمعُ هَذَا؛ لأَنَّ جَمع الجَمْعِ وَجَمْع المُفْرَد الَّذِي هُوَ فِي مَعْنَى الجَمْعِ غَيْرُ كَثِير. (وَهُوَ) أَي: الحَشَمُ: (العِيالُ والقَرابَةُ أَيْضا) ، وَمِنْه حديثُ الأضاحِي: ((فَشَكَوْا إِلى رَسُولِ اللهِ
أَنَّ لَهُم عِيالاً وَحَشَمًا)) .
(وحَشَمَ يَحْشِمُ) من حَدّ ضَرَبَ (حُشَومًا) ، بِالضَّمِّ: (أَقْبَلَ بَعْدَ هُزالٍ) ، والرَّجُلُ حاشِمٌ.
(و) حَشَمَتِ (الدّابَّةُ فِي أَوَّلِ الرِّبِيعِ) تَحْشِمُ حَشْمًا، وذلِك إِذا (أَصابَتْ مِنْهُ شَيْئًا فَسَمِنَتْ وَصَلُحَتْ. وعَظُمَ بَطْنُها) وَحَسُنَتْ)) ، وَفِي الصِّحاح: قَالَ النَّضْر: حَشَمَت الدَّوابُّ، أَي: صَلُحَتْ.
(و) يُقَال: (مَا حَشَمَ من طَعامِنا) شَيْئًا، أَي: (مَا أَكَلَ) .
(و) غَدا يُرِيغُ (الصَّيْدَ) فَمَا حَشَمَ صافِرًا، أَي: (مَا أَصابَهُ) . (و) قالَ يُونُس: تَقُولُ العَرَبُ: الحُسُومُ يُورِثُ (الحُشُوم) ، أَي: (الإعْياء) أَي: الدُّؤُوبُ على العَمَل يُورِثُ ذلِك. وَقَالَ فِي قَوْلِ مُزاحِمٍ:
(فَعَنَّتْ عُنونًا وَهِي صَغْواءُ مَا بِها ... وَلَا بالخَوافِي الضارِباتِ حُشُومُ)

أَي إِعْياء، وقَدْ حُشِمَ حَشْمًا.
(و) قَالَ الأصمعيّ: الحُشَوم: (الانْقِباضُ) ورُوِيَ الْبَيْت:
(وَلَا بالخَوافِي الخافِقات حُشُومُ ... )

(و) الحُشُوم: (الطَّلِبَةُ، كالحَشَمِ، محرّكَةً) .
(والحُشَماءُ: الجِيرانُ والأَضْيافُ) ، كَأَنَّهُ جَمْعُ حَشِيمٍ كَكَرِيمٍ وكُرَماء، وَالَّذِي فِي الْمُحكم: هؤلاءِ أَحْشامِي، أَي: جِيرانِي وأَضْيافِي.
(والحُشْمَةُ، بالضَّم: المَرْأَةُ، و) قَالَ يُونُس: لَهُ الحُشْمَةُ أَي: (الذِّمامُ. و)
الحُشْمَةُ أَيْضا: (القَرابَةُ) ، يُقَال: فيهم حُشْمَة، أَي: قَرابَة.
(والحَشِيمُ) ، كَأَمِيرٍ: (المُحْتَشِمُ) وَهُوَ المَهِيب، ووَقَعَ فِي بعض نُسَخِ الصِّحاح: ورَجُلٌ حِشِّيمٌ على وزن سِكِّيتٍ، أَي: مُحْتَشِم، وَكَأَنَّه غلط.
(وإِنّي لأَتَحَشَّمُ مِنْهُ تَحَشُّمًا) أَي: (أَتَذَمَّمُ مِنْهُ وأَسْتَحِي) ، وَقَالَ عَنْتَرَة:
(وَأَرَى مَطاعِمَ لَو أَشاءُ حَوَيْتُها ... فَيَصُدُّنِي عَنْهَا كَثِيرُ تَحَشُّمِي)

(والحُشُمُ، بِضَمَّتَيْنِ: ذُو الحَياءِ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ والصَّوابُ: ذَوُو الحَياءِ (التَّامِّ) كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ الأعرابيّ.
(وسَمَّوْا حِشْمًا، بالكَسْرِ، و) حَيْشَمًا (كَحِيْدَرٍ) . فَمن الأَوَّلِ حِشْمُ ابْن أَسَدِ بن خُلَيْبَة بَطْنٌ فِي حَضْرَمَوْتَ، مِنْهُم: عَبْدُ الله بن نُجَى بن سَلَمَة بن حِشْمٍ الآتِي ذِكْرُه فِي ((حَضْرم)) ، وَضَبطه أَبُو سَعْدِ بن السَّمْعانيّ بِفَتْح الشِّين، والصَّواب أَنَّه بِالكَسْر كَمَا ضَبَطَهُ الْأَمِير.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يقالُ للمُنْقَبِض عَن الطَّعامِ: مَا الَّذي حَشَّمَكَ، بِمَعْنى أَحْشَمَك، من الحِشْمَة، وَهِي الاسْتِحْياء.
وهُوَ يَتَحَشَّمُ المَحارِمَ، أَي يَتَوَقَّاها.
والمَحْشُوم: المَغْضُوب، وَأنْشد الجوهريّ:
(لَعَمْرُكَ إِنَّ قُرْصَ أَبِي خُبَيْبٍ ... بَطِيءُ النُّضْجِ مَحْشُومُ الأَكِيلِ)

وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: قَالَ بعضُ العَرَبِ إِنَّهُ لَمُحْتَشِمٌ بِأَمْرِي، أَي: مُهْتَمٌّ [بِهِ] .
والحُشُم، بِضَمَّتَيْنِ: المَمالِيكُ، عَن ابنِ الأعرابيّ. وَقيل: الأَتْباعُ مَمالِيكًا كانُوا أَو أَحْراراً.
وحَشْم بن جُذام هَكَذَا ضَبَطه أَبُو سَعْدٍ، وَالصَّوَاب بالكَسْرِ كَمَا تَقَدَّم، مِنْهُم السَّلْمُ بنُ مالِكِ بن سَلَمَة بن حشْم.
(حشم) : حَشَّمْتُه: أَغْضَبْتُه، مثل: حَشَمْتُه، وأَحْشَمْتُه.
ح ش م: أَبُو زَيْدٍ (حَشَمَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (أَحْشَمَهُ) بِمَعْنًى أَيْ آذَاهُ وَأَغْضَبَهُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ حَشَمَهُ أَخْجَلَهُ، وَأَحْشَمَهُ أَغْضَبَهُ وَالِاسْمُ (الْحِشْمَةُ) وَهُوَ (الِاسْتِحْيَاءُ) . وَأَحْشَمَهُ وَاحْتَشَمَ مِنْهُ بِمَعْنًى. وَ (حَشَمُ) الرَّجُلِ خَدَمُهُ وَمَنْ يَغْضَبُ لَهُ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ يَغْضَبُونَ لَهُ. 

حشم


حَشَمَ(n. ac.
حَشْم
حُشُوْم)
a. Annoyed, mortified, angered.
b. Abashed; awed.

حَشِمَ(n. ac. حَشَم)
a. Grew angry.

حَشَّمَa. IV, Annoyed, mortified; angered.

تَحَشَّمَ
a. [Min], Reddened, was ashamed, abashed at.
إِحْتَشَمَ
a. [Min
or
'An], Was, felt ashamed at; was abashed, awed at, by.

حَشْمَةa. see 4
حِشْمَةa. Modesty, reserve; shyness, bashfulness.
b. Politeness.
c. Anger.

حَشَمa. Family; dependents.
b. Suite.

حَشِيْم
(pl.
حُشَمَآءُ)
a. Respected, revered; held in awe.

N. Ag.
إِحْتَشَمَa. Venerable; venerated.

N. Ac.
إِحْتَشَمَa. Reverence, respect.
b. Deference, respectfulness.

حشم

1 حَشِمَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. حَشَمٌ, (Msb,) He was, or became, angry; (Msb, K;) as also ↓ احتشم: (Msb:) or the latter signifies he became angered. (TA.) b2: And He was, or became, confounded and stupified by shame; or ashamed and confounded or stupified, and remained speechless and motionless. (Msb.) See also 8.

A2: حَشَمَهُ, aor. ـِ inf. n. حَشْمٌ; (Msb;) or حَشِمَهُ, aor. ـَ (K;) He angered him; (Msb, K;) as also ↓ احشمهُ, (IAar, S, Msb, K,) and ↓ حشّمهُ. (K.) And, accord. to Az (S) and El-Fárábee, (Msb,) حَشَمَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـِ and حَشُمَ, (K,) He annoyed him, (S, Msb, K,) and said to him what he disliked, (K,) and angered him; (S, Msb;) namely, a man sitting with him. (S, Msb, K.) An Arab of chaste speech is related to have said, بَنِى فُلَانٍ ↓ ذٰلِكَ مِمَّا يُحْشِمُ, meaning That is of the things that anger the sons of such a one. (S.) b2: Accord. to IAar, (S,) حَشَمَهُ signifies He caused him to become confounded and stupified by shame; or to become ashamed and confounded or stupified, and to remain speechless and motionless; (S, K;) as also ↓ احشمهُ: (S, Msb, K:) and both signify it caused him to be affected with shame, shyness, or bashfulness; or to shrink; as in the saying, to one shrinking from food, مَا الَّذِى حَشَمَكَ, or ↓ أَحْشَمَكَ, What caused thee to be affected with shame, &c.? (TA.) A3: حَشَمَ, aor. ـِ inf. n. حُشُومٌ, He became fat, or in a good condition of body, after leanness. (K.) And حَشَمَتِ الدَّابَّةُ فِى أَوَّلِ الرَّبِيعِ, (K,) aor. ـِ inf. n. حَشْمٌ, (TA,) or حُشُومٌ, (TK,) The beast obtained somewhat of the [herbage called]

ربيع, in the beginning thereof, and became fat, and in good condition, and large in the belly, (K, TA,) and goodly: (TA:) or, as En-Nadr says, حَشَمَتِ الدَّوَابُّ the beasts became in good condition. (S.) b2: مَا حَشَمَ مِنْ طَعَامِنَا He ate not of our food (K, TA) aught. (TA.) b3: مَا حَشَمَ الصَّيْدَ He hit not, or obtained not, or found not, the game, or object of the chase. (K.) A4: حَشَمَ, inf. n. حَشْمٌ (TA) and حُشُومٌ, (K,) He was, or became, fatigued, tired, or wearied. (K, TA.) The Arabs say, الحُسُومُ يُورِثُ الحُشُومَ Labour, or toil, occasions fatigue. (Yoo, TA.) 2 حَشَّمَ see 1.4 أَحْشَمَ see 1, in four places.5 تَحَشَّمَ see 8. b2: You say also, هُوَ يتحَشَّمُ المَحَارِمَ He guards against things forbidden. (TA.) 8 احتشم: see 1. b2: Also He felt, or had a sense of, or was moved or affected with, shame, or shyness, or bashfulness. (Msb.) احتشم مِنْهُ (S, Mgh, K) and عَنْهُ, (K,) and احتشمهُ, (S, Mgh,) or this last is not allowable except when مِنْ is meant to be understood, (TA,) signify the same; (S, Mgh;) i. e. He was ashamed of it, or abashed at him; or was ashamed to do it, or shy of doing it: (Mgh, K:) or it signifies, (Mgh,) or signifies also, (K,) he shrank from it, or him: (Mgh, K:) or, as some say, thus used it is vulgar; for حِشْمَةٌ, with the Arabs, is only anger: (Mgh:) but IB cites, from Kutheiyir, إِنِّى مَتَى لَمْ يَكُنْ عَطَاؤُهُمَا عِنْدِى بِمَا قَدْ فَعَلْتُ أَحْتَشِمُ as meaning [Verily I, when the gift of them two in my possession is not for what I have done,] am ashamed, or abashed: and in a trad. of 'Alee, respecting the thief, occurs the saying, إِنِّى لَأَحْتَشِمُ

أَنْ لَا أَدَعَ لَهُ يَدًا, meaning Verily I am ashamed not to leave him a hand; and I shrink from it. (TA.) [And ↓ حَشَمَ app. signifies the same; for,] accord. to As, (TA,) [the inf. n.] حُشُومٌ signifies The act of shrinking. (K.) You say also, إِنِّى

مِنْهُ ↓ لَأَتَحَشَّمُ Verily I abstain from it, or refrain from it, to shun blame, or through disdain and pride; disdain, or scorn, it; (أَتَذَمَّمُ مِنْهُ;) and am ashamed of it. (K.) A2: Also He was, or became, master of many حَشَم [or dependents &c.] and servants. (KL.) حَشَمٌ A man's special dependents, consisting of his family and slaves [and others], or his neighbours, who are angry on his account (K, TA) when an event befalls him; (TA;) as also ↓ حُشْمَةٌ; (Yoo, TA;) in the K, erroneously, حَشَمَةٌ; (TA;) and أَحْشَامٌ; (K;) which IAar thinks to be pl. of حَشَمٌ used in a sing. sense; (TA;) [for] this word is applied to one [of such persons] as well as to a pl. number: (K:) you say, هٰذَا الغُلَامُ حَشَمٌ لِى [This young man, or slave, is a dependent of mine]: (IAar, TA:) or حَشَمٌ signifies, (ISk, Mgh, Msb,) or signifies also, (K,) a man's relations and household; (ISk, Mgh, Msb, K;) or his servants; (S, Msb;) and those who are angry on his account (ISk, S, Mgh, Msb) when an event befalls him; (Mgh, Msb;) for which reason they are thus called: (S:) or a man's followers; and those on whose account he should be angry: (Ham p. 614:) or the حَشَم of a man are those who are angry on his account; or those on whose account he is angry: (Har p. 164:) accord. to ISk, (Msb,) it is a word having a pl. signification, and having no proper sing.: (Mgh, Msb:) but some say that it has for its pl. أَحْشَامٌ: (Mgh:) and accord. to the K, ↓ حُشَمَآءُ [in the CK حَشْمَاء] signifies neighbours and guests; as though it were pl. of حَشِيمٌ, like as كُرَمَآءُ is of كَرِيمٌ: but [perhaps this should be أَحْشَامٌ; for] we find in the M, هٰؤُلَآءِ أَحْشَامِى, meaning These are my neighbours, and my guests: (TA:) and ↓ حُشُمٌ, with two dammehs, signifies slaves; (IAar, TA;) or, as some say, followers, whether slaves or free persons. (TA.) A2: Also An object of desire or quest; syn. طَلَبَةٌ [in the CK طَلَبَة]; and so ↓ حُشُومٌ. (K.) You say, هُوَ حَشَمُهُ It is his object of desire or quest. (TK.) حُشُمٌ Persons having, or possessing, (ذَوُو, as in the explanation of IAar, for which ذُو is erroneously substituted in the copies of the K, TA,) consummate shame, shyness, bashfulness, or pudency. (IAar, K, TA.) b2: See also حَشَمٌ.

حُشْمَةٌ (in the K, erroneously, حَشَمَةٌ, TA): see حَشَمٌ. b2: Also [in the CK, erroneously, حُشَمَة] A woman, or a wife; syn. مَرْأَةٌ. (K, TA.) A2: I. q.

ذِمَامٌ [app. as meaning protection, safeguard, or security of life and property]. (Yoo, K.) So in the phrase, لَهُ الحُشْمَةُ [Protection, &c., is due to him]. (Yoo, TA.) b2: Relationship. (K.) So in the phrase, فِيهِمْ حُشْمَةٌ [Among them is relationship]. (TA.) A3: See also حَشْمَةٌ.

حِشْمَةٌ Anger. (As, S, Mgh, Msb, TA.) b2: and Shame, shyness, bashfulness, or pudency; (S, Msb, K;) and a shrinking (Lth, Mgh, K, TA) from one's brother in a place of eating, and in seeking, or requesting, a thing that one wants. (Lth, Mgh, TA.) It has been asserted, (Mgh, Msb, TA,) on the authority of As, (Msb, TA,) that it signifies only “anger:” (Mgh, Msb, TA:) but several authors have refuted this assertion, by showing that it occurs in trads. as meaning “shame.” (MF, TA.) b3: Also The act of annoying a person sitting with one, and saying to him what he dislikes; and so ↓ حُشْمَةٌ. (K.) حُشَمَآءُ, in the CK حَشْمَاء: see حَشَمٌ.

حُشُومٌ: see حَشَمٌ, last sentence but one.

A2: It is also an inf. n. of 1. (K.) حَشِيمٌ, (S, K,) in some of the copies of the S حِشِّيمٌ, which is app. a mistake, (TA,) [thus I find it in one of my copies of the S,] i. q. ↓ مُحْتَشَمٌ; (S, K;) i. e. Regarded with reverence, veneration, respect, honour, awe, or fear; (TA;) applied to a man. (S.) حَاشِمٌ A man being, or becoming, fat, or in a good condition of body, after leanness. (TA.) مَحْشُومٌ Angered. (TA.) [But it is implied in the S that it signifies Confounded and stupified by shame; or ashamed and confounded or stupified, and remaining speechless and motionless.] A poet says, لَعَمْرُكَ إِنَّ قُرْصَ أَبِى خُبَيْبٍ

بَطِىْءُ النُّضْجِ مَحْشُومُ الأَكِيلِ [By thy life, verily the round cake of bread of Aboo-Khubeyb is slow in becoming thoroughly baked: the eater is angered, or confounded and stupified by shame, &c.]. (S, TA.) مُحْتَشَمٌ: see حَشِيمٌ.

إِنَّهُ لَمُحْتَشِمٌ بِأَمْرِى Verily he is grieved and disquieted (مُهْتَمٌّ) by my affair, or case. (AA, TA.)

سطح

سطح: سَطَحَ الرجلَ وغيره يَسطَحه، فهو مسْطوحٌ وسَطِيح: أَضْجَعَه

وصرعه فبسطه على الأَرض. ورجل مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ: قَتيلٌ منبَسِطٌ؛ قال

الليث: السَّطِيحُ المَسْطُوحُ هو القتيل: وأَنشد:

حتى يَراه وَجْهها سَطِيحا

والسَّطِيح: المنبسط، وقيل: المنبسط البطيء القيام من الضعف.

والسَّطِيح: الذي يولد ضعيفاً لا يقدر على القيام والقعود، فهو أَبداً منبسط.

والسَّطِيح: المستلقي على قفاه من الزمانة.

وسَطِيحٌ: هذا الكاهن الذِّئْبيُّ، من بني ذِئْب، كان يتكهن في

الجاهلية، سمي بذلك لأَنه كان إِذا غضب قعد منبسطاً فيما زعموا؛ وقيل: سمي بذلك

لأَنه لم يكن له بين مفاصله قَضِبٌ تَعْمِدُه، فكان أَبداً منبسطاً

مُنْسَطِحاً على الأَرض لا يقدر على قيام ولا قعود، ويقال: كان لا عظم فيه سوى

رأْسه. روى الأَزهري بإِسناده عن مَخْزُوم بن هانئٍ المخزومي عن أَبيه:

وأَتت له خمسون ومائة سنة؛ قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها سيدنا

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ارْتَجَسَ إِيوانُ كِسْرى وسقطت منه أَربع

عشرة شُرْفةً، وخَمِدَتْ نار فارِسَ ولم تَخْمَدْ قبل ذلك مائة عام، وغاضت

بُحَيْرَة ساوَةَ؛ ورأَى المُوبِذانُ إِبلاً صِعاباً تقود خيلاً عِراباً

قد قطعت دِجْلَة وانتشرت في بلادها، فلما أَصبح كسرى أَفزعه ما رأَى

فلبس تاجه وأَخبر مرازِبَتَه بما رأَى، فورد عليه كتاب بخمود النار؛ فقال

المُوبِذانُ: وأَنا رأَيت في هذه الليلة، وقَصَّ عليه رؤياه في الإِبل،

فقال له: وأَيُّ شيء يكون هذا؟ قال: حادث من ناحية العرب. فبعث كسرى إِلى

النعمان بن المنذر: أَنِ ابْعَثْ إِليَّ برجل عالم ليخبرني عما أَسأَله؛

فَوَجَّه إِليه بعبد المَسيح بن عمرو بن نُفَيلَة الغسَّانيّ، فأَخبره بما

رأَى؛ فقال: علم هذا عند خالي سَطِيح، قال: فأْتِه وسَلْه وأْتنِي

بجوابه؛ فَقَدِمَ على سَطِيح وقد أَشْفى على الموت، فأَنشأَ يقول:

أَصَمّ أَم يَسْمَعُ غِطرِيفُ اليَمنْ؟

أَم فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ؟

يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ

(* قوله «يا فاصل إلخ» في بعض الكتب، بين هذين الشطرين، شطر، وهو:

«وكاشف الكربة في الوجه الغضن».)،

أَتاكَ شَيْخُ الحَيِّ من آلِ سَنَنْ

رسولُ قَيْلِ العُجْمِ يَسْري للوَسَنْ،

وأُمُّه من آلِ ذِئْبِ بنِ حَجَنْ

أَبْيضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ،

تَجُوبُ بي الأَرْضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ،

تَرْفَعُنِي وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ

(* قوله «ترفعني وجناً إلخ» الوجه، بفتح فسكون، وبفتحتين: الأرض الغليظة

الصلبة كالوجين، كأمير. ويروى وجناً، بضم الواو وسكون الجيم، جمع وجين

اهـ. نهاية.)،

حتى أَتى عارِي الجآجي والقَطَنْ،

لا يَرْهَبُ الرَّعْدَ ولا رَيْبَ الزَّمَنْ،

تَلُفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ

(* قوله «بوغاء الدمن» البوغاء: التراب الناعم. والدمن، جمع دمنة، بكسر

الدال: ما تدمّن أي تجمع وتلبد، وهذا اللفظ كأنه من المقلوب تقديره تلفه

الريح في بوغاء الدمن، وتشهد له الرواية الأخرى: «تلفه الريح ببوغاء

الدمن» اهـ. من نهاية ابن الأثير.)،

كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ

(* قوله «كأَنما حثحث» أي حثّ وأسرع من حضني، تثنية حضن، بكسر الحاء:

الجانب. وثكن، بمثلثة محركاً: جبل اهـ.)

قال: فلما سمع سطيح شعره رفع رأْسه، فقال: عبدُ المسيح، على جَمَل

مُسيح، إِلى سَطيح، وقد أَوْفى على الضَّريح، بعثك مَلِكُ بني ساسان، لارتجاس

الإِيوان، وخُمُود النيران، ورُؤيا المُوبِذان، رَأَى إِبلاً صِعاباً،

تَقُود خَيْلاً عِراباً، يا عَبْدَ المسيح إِذا كثرت التِّلاوَة، وبُعِثَ

صاحب الهِراوة، وغاضَتْ بُحَيْرَة ساوة، فليس الشام لسطيح شاماً

(* قوله

«فليس الشام لسطيح شاما» هكذا في الأصل وفي عبارة غيره فليست بابل للفرس

مقاماً ولا الشام إلخ اهـ.)، يملك منهم مُلوكٌ ومَلِكات، على عددِ

الشُّرُفاتِ، وكل ما هو آتٍ آت، ثم قُبِضَ سطيحٌ مكانه، ونهض عبد المسيح إِلى

راحلته وهو يقول:

شَمَّرْ فإِنك، ما عُمِّرْتَ، شِمِّيرُ

لا يُفْزِعَنَّك تَفْريقٌ وتَغْييرُ

إِن يُمْسِ مُلْكُ بني ساسانَ أَفْرَطَهُمْ،

فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهارِيرُ

فَرُبَّما رُبَّما أَضْحَوا بمنزلةٍ،

تَخافُ صَولَهُمُ أُسْدٌ مَهَاصِيرُ

منهم أَخُو الصَّرْحِ بَهْرام، وإِخْوَتُهُمْ،

وهُرْمُزانٌ، وسابورٌ، وسَابُورُ

والناسُ أَوْلادُ عَلاَّتٍ، فمن عَلِمُوا

أَن قد أَقَلَّ، فمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ

وهم بنو الأُمِّ لمَّا أَنْ رَأَوْا نَشَباً،

فذاكَ بالغَيْبِ محفوظٌ ومنصورُ

والخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ في قَرَنٍ،

فالخَيرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذورُ

فلما قدم على كسرى أَخبره بقول سطيح؛ فقال كسرى: إِلى أَن يملك منا

أَربعة عشر ملكاً تكون أُمور، فملك منهم عشرة في أَربع سنين، وملك الباقون

إِلى زمن عثمان، رضي ا؟لله عنه؛ قال الأَزهري: وهذا الحديث فيه ذكر آية من

آيات نبوّة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، قبل مبعثه، قال: وهو حديث

حسن غريب.

وانْسَطَحَ الرجلُ: امتدَّ على قفاه ولم يتحرك.

والسَّطْحُ: سَطْحُك الشيءَ على وجه الأَرض كما تقول في الحرب:

سَطَحُوهم أَي أَضْجَعُوهم على الأَرض. وتَسَطَّحَ الشيءُ وانْسَطَحَ:

انبسط.وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه، قال للمرأَة التي معها الصبيان:

أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَحُ لك أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ.

والسَّطْحُ: ظهر البيت إِذا كان مستوياً لانبساطه؛ معروف، وهو من كل شيء

أَعلاه، والجمع سُطوح، وفعلُك التَّسطيحُ. وسَطَحَ البيتَ يَسْطَحُه

سَطْحاً وسَطَّحه سوَّى سَطْحه. ورأَيت الأَرضَ مَساطِحَ لا مَرْعَى بها:

شبهت بالبيوت المسطوحة.

والسُّطَّاحُ من النبت: ما افْتَرَشَ فانبسط ولم يَسْمُ؛ عن أَبي حنيفة.

وسَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً: بسطها. وتَسطِيحُ القبر: خلاف

تَسْنِيمِه. وأَنفٌ مُسَطَّحٌ: منبسِط جدًّا. والسُّطَّاحُ، بالضم والتشديد:

نَبتَةٌ سُهْلِيَّة تَنسَطِح على الأَرض، واحدته سُطَّاحة.

وقيل: السُّطَّاحة شجرة تنبت في الديار في أَعطان المياه مُتَسَطِّحَة،

وهي قليلة، وليست فيها منفعة؛ قال الأَزهري: والسُّطَّاحة بقلة ترعاها

الماشية ويُغْسَلُ بوَرَقِها الرؤوس.

وسَطَحَ الناقة: أَناخها.

والسَّطيحة: المَزادة التي من أَدِيمَيْن قُوبل أَحدُهما بالآخر، وتكون

صغيرة وتكون كبيرة، وهي من أَواني المياه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، كان في بعض أَسفاره فَفَقَدوا الماءَ، فأَرْسَل عليّاً

وفلاناً يَبْغِيان الماء فإِذا هما بامرأَة بين سَطِيحَتَيْن؛ قال:

السَّطِيحة المَزادة تكون من جلدين أَو المَزادة أَكبر منها.

والمِسْطَحُ: الصَّفاة يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء؛ قال

الأَزهري: والمِسْطَحُ أَيضاً صَفِيحة عريضة من الصَّخْر يُحَوَّط عليها لماء

السماء؛ قال: وربما خلق الله عند فَمِ الرَّكِيَّة صَفاةً مَلْساء

مستوية فَيُحَوَّطُ عليها بالحجارة وتُسْقَى فيها الإِبلُ شِبْهَ الحَوْض؛

ومنه قول الطِّرِمَّاح:

في جنبي مريٍّ ومِسْطَحِ

(* قوله «في جنبي مري ومسطح» كذا بالأصل.)

والمِسْطَحُ: كُوز ذو جَنْبٍ واحد، يتخذ للسفر. والمِسْطَحُ

والمِسْطَحَةُ: شبه مِطْهَرة ليست بمربعة، والمَِسْطَحُ، تفتح ميمه وتكسر: مكان

مستوٍ يبسط عليه التمر ويجفف ويُسَمَّى الجَرِينَ، يمانية. والمِسْطَحُ: حصير

يُسَفُّ من خوص الدَّوْم؛ ومنه قول تميم بن مقبل:

إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه،

من الحَرِّ في حَدِّ الظهيرة، مِسْطَحُ

الأَزهري: قال الفراء هو المِسْطَحُ

(* قوله «هو المسطح إلخ» كذا

بالأصل، وفي القاموس: المسطح المحور، يبسط به الخبز. وقال في مادة شبق: الشوبق،

بالضم، خشبة الخباز، معرب.) والمِحْوَرُ والشُّوبَقُ. والمِسْطَحُ:

عمودٌ من أَعمِدَة الخِباءِ والفُسْطاط؛ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم:

أَنَّ حَمَلَ بن مالك قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: كنت بين جارتين لي

فضربتْ إِحداهما الأُخرى بمسْطَح، فأَلقت جنيناً ميتاً وماتت، فقضى رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، بدية المقتولة على عاقلة القاتلة؛ وجعل في

الجنين غُرَّة؛ وقال عوف بن مالك النَّضْرِيُّ، وفي حواشي ابن بري مالك بن

عوف النضري:

تَعرَّضَ ضَيطارُو خُزاعَةَ دونَنا،

وما خَيرُ ضَيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا

يقول: ليس له سلاح يقاتل به غير مِسْطَح. والضَّيْطارُ: الضخم الذي لا

غَناءَ عنده. والمِسْطَحُ: الخشبة المُعَرَّضة على دِعامَتَيِ الكَرْم

بالأُطُرِ؛ قال ابن شُمَيْل: إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ، عُمِدَ إِلى دعائم يحفر

لها في الأَرض، لكل دِعامةً شُْعْبَتان، ثم تؤْخذ شعبة فتُعَرَّضُ على

الدِّعامَتين، وتسمَّى هذه الخشبة المعرّضة المِسْطَح، ويجعل على

المَساطِح أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها؛ تسمى المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ.

[سطح] السَطْح معروف، وهو من كل شئ أعلاه. وسطح الله الأرضَ سَطْحاً: بَسَطَها. وتَسْطيح القبْرِ: خلاف تَسْنيمه. وأَنْفٌ مُسَطَّحٌ: مُنْبَسِطٌ جداً. والسَطيحة والسَطيحُ: المَزادَةُ. والسَطيح: المُسْتَلْقي عَلى قَفاه من الزَمانَةِ. وسطيح: كاهن بنى ذئب، يقال: كان لاعظم فيه سوى رأسه. وانْسَطَحَ الرجُل: امتدّ على قفاهُ ولم يتحرك. والسُطَّاحُ، بالضم والتشديد: نَبْتٌ، الواحد سُطّاحَةٌ. والمِسْطَحُ: الصَفاةُ يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء. والمِسْطَحُ أيضاً: عَمودَ الخِباءِ. قال الشاعر : تعرض ضيطارو خزاعة دوننا * وما خير ضيطار يقلب مسطحا والمسْطَحُ: الموضع الذي يُبْسَطُ فيه التَمر ويُجَفّف، يُفتح مِيمُه ويُكْسَر. أبو عمرو: اسلنطح الشئ: طال وعرض.
(سطح) : سَطَحُوا سَخْلَهُم: إذا أَرْسَلُوه مع أُمهاتِه.
السطح المستوي: هو الذي تكون جميع أجزائه على السواء لا يكون بعضها أرفع وبعضها أخفض.

السطح الحقيقي: هو الذي يقبل الانقسام طولًا وعرضًا، لا عمقًا، ونهايته الخط.
سطح
السَّطْحُ: أعلى البيت. يقال: سَطَحْتُ البيت: جعلت له سطحا، وسَطَحْتُ المكان:
جعلته في التّسوية كَسَطْحٍ، قال: وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
[الغاشية/ 20] ، وانْسَطَحَ الرّجل: امتدّ على قفاه، قيل: وسمّي سَطِيحُ الكاهن لكونه مُنْسَطِحاً لزمانة.
والْمِسْطَحُ: عمود الخيمة الذي يجعل به لها سطحا، وسَطَحْتُ الثّريدة في القصعة: بسطتها.

سطح


سَطَحَ(n. ac. سَطْح)
a. Spread out; made even, levelled.
b. Threw down.

سَطَّحَa. see I (a)
تَسَطَّحَa. Was spread out, flattened, levelled; was thrown on his
back.

إِنْسَطَحَa. Lay on his back.

سَطْح
(pl.
سُطُوْح)
a. Surface, superficies, plane; terrace; flat roof;
platform.

مِسْطَح
(pl.
مَسَاْطِحُ)
a. see 1b. Tent-pole.
c. Roastingpan for wheat.
d. Traveller's drinking-vessel.
e. Rollingpin.

سَطِيْحa. Spread; extended.

سَطِيْحَةa. Water-vessel.

N. P.
سَطڤحَa. see 25b. Flatroofed house.

N. P.
سَطَّحَa. Flat; rectangle.
س ط ح

سطح الشيء: بسطه وسواه، ومنه سطح الخبز بالمسطح وهو المحور، وسطح الثريدة في الصحفة، ومنه سطح البيت، وسطح مسطح: مستو. وأنف مسطح: منبسط جداً. وبسط لنا المسطح والمساطح وهو الحصير من الخوص. وضربه فسطحه إذا بطحه على قفاه ممتداً فانسطح، وهو سطيح ومنسطح وبه سمي سطيح. وضربه بالمسطح وهو عمود الخباء. وشرب من السطيحة وهي المزادة. وبات بين سطيحتين.
(سطح) - في حديث عمر - رضي الله عنه - للمرأةِ التي معها الصِّبْيان: "أطْعِميهم وأنا أَسطَح لك"
: أي أَبسُطه حتى يَبْرُد، وأَصلُ السَّطْح: المَدّ والبَسْط. قال الله تَعَالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} .
وسَطَحْتُ الثَّرِيدة في الصّحفة إذا بَسطتَها، وانْسطَح الرّجلُ: امتَدَّ على قَفَاه ولم يَتَحرَّك، وقيل: أسطَح أيضا.
ومنه سَطِيحٌ الكاهِن، سُمَّي به لذلك. والمِسْطَح - بكَسْر الميم وفتحها : الموضِع الذي يُبْسط فيه التَّمر، ومنه السَّطح. وسَطْح كلّ شيء: أعلاه المُنْبَسط، ومنه القُبورُ المُسطَّحة.
س ط ح : سَطْحُ الْبَيْتِ وَغَيْرِهِ أَعْلَاهُ وَالْجَمْعُ سُطُوحٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَانْسَطَحَ الرَّجُلُ امْتَدَّ عَلَى قَفَاهُ زَمَانَةً وَلَمْ يَتَحَرَّكْ فَهُوَ سَطِيحٌ وَسَطَحْتُ التَّمْرَ سَطْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ بَسَطْتُهُ وَالْمَسْطَحُ بِفَتْحِ الْمِيمِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُبْسَطُ فِيهِ التَّمْرُ وَالْمِسْطَحُ بِالْكَسْرِ عَمُودُ الْخِبَاءِ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِسْطَحٌ الَّذِي وَقَعَ مِنْهُ مَا وَقَعَ اسْمُهُ عَوْفُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَمِسْطَحٌ لَقَبٌ لَهُ ذَكَرَهُ الطُّرْطُوشِيُّ وَالسَّطِيحَةُ الْمَزَادَةُ وَسَطَّحْتُ الْقَبْرَ تَسْطِيحًا جَعَلْتُ أَعْلَاهُ كَالسَّطْحِ وَأَصْلُ السَّطْحِ الْبَسْطُ. 
سطح غرر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: فِي الْجَنِين أَن حمل بْن مَالك بْن النَّابِغَة قَالَ لَهُ: إِنِّي كنت بَين جارتين لي فَضربت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بِمسطح فَأَلْقَت جَنِينا مَيتا وَمَاتَتْ فَقضى رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم بدية المقتولة علىعاقلة القاتلة وَجعل فِي الْجَنِين غُرّة عبدا أَو أمة. قَالَ: المِسْطح عود من أَعْوَاد الخباء والْفسْطَاط ونَحوه. قَالَ مَالك بْن عَوْف النضري: [الطَّوِيل]

تَعَرَّضَ ضيطار وفُعالة دُوننَا ... وَمَا خير ضيطارٍ يُقَلَّبُ مِسْطَحَا والضيطار: الضخم من الرِّجَال فَيَقُول: لَيْسَ مَعَه سلَاح يُقَاتل بِهِ غير المِسْطح وَجمع الضيطار ضياطرة وضياطر - قَالَهَا أَبُو عَمْرو.

و
[سطح] نه: فضربت إحداهما الأخرى "بمسطح" هو بالكسرا عود من أعواد الخباء. وفيه: فاذا هما بامرأة بين "سطحتين" السطيحة من المزادة ما كان من جلدين قوبل أحدهما بالآخر فسطح عليه، وهى من أوإني المياه. ك: هو بفتح سين وكسر طاء، وعهدى مبتدأ، وبالماء متعلق به، وأمس ظرف له، وهذه الساعة بدل من أمس بدل بعض، أي مثل هذه الساعة. ن: ومنه: لحقنى عامر "بالسطيحة". ك: وفيه: الصلاة في "السطوح" بضم سين جمع سطح. وح: أطعميهم وأنا "أسطح" لك، أي أبسطه حتى يبرد. غ: "سطحت" بسطت. [سطر] نه: فيه: لست عليهم "بمسيطر" أي مسلط، من سيطر يسيطر وتسيطر يتسيطر، وقد تقلب سينه صادا. ج: هو المسلط على الشىء ليتعهد أحواله ويكتب أعماله ويشرف عليه، من السطر الكتابة. نه: وفي ح الحسن: سأله الأشعث عن شىء من القران فقال له: إنك والله ما "تسطر" على بشىء أي ما تروج وتلبس، من سطر على فلان إذا زخرف له الأقاويل ونمقها، وتلك الأقاويل الأساطير والسطر. غ: هو جمع أسطورة ما سطره الأولون من الأكاذيب. ك: كان البيت على ستة أعمدة "سطرين" هو بسين مهملة أو معجمة، ووهم القاضي إعجامها. وبينه أي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم. غ: هم "المسطرون" أي الأرباب المتسلطون.
باب الحاء والسين والطاء معهما س ط ح، س ح ط يستعملان فقط

سطح: السَطْحُ: البَسْطُ، يقالُ في الحَرْب سَطَحُوهم أي أَضْجَعُوهم على الأرض. والسَطيحُ: المَسْطُوح، وهو القَتيل، قال:

حتّى تَراه وَسْطَنا سطيحا

وسَطيح: اسمُ رجلٍ من بني ذِئبٍ في الجاهليّة الجَهْلاء، كان يَتَكَهَّنُ، سُمِّيَ سطيحا لأنه لم يكن بين مفاصِلِه قَصَب يَعمِدُه، كانّ لا يقدِرُ على قُعُوٍد ولا قيام، وكان مسطحاً على ألأرض وفيه يقول الأعشى:

ما نَظَرتْ ذاتُ أشفارٍ كنَظْرتها ... يَوماً كما صَدَقَ الذِئبيُّ إذ سجعا

والسَطْح: ظَهْر البَيْت إذا كان مُستَوياً، والفِعلُ التَسَطيح . والمِسْطَح: شِبْهُ مِطهَرةٍ ليسَتْ بمُرَبَّعة. والمِسْطَحةُ: الكُوزُ ذو الجَنْب الواحد يُتَّخَذُ للأسفار، قال :

فلم يُلْهِنا استِنْجاءُ وَطْبٍ ومسطح

. الاستنجاء: التشمم هاهنا. والمِسْطَح: عُودٌ من عِيدان الخِباء والفُسْطاط ونحوه، قال مالك بن عوف النضري:

تعرض ضيطار وخزاعة دونَنا ... وما خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلَّبُ مِسْطَحاً

سحط: سَحَطْتُ الشاةَ سَحْطاً، وهو ذَبْحٌ وحِيٌّ.
(س ط ح)

سطَح الرجل وَغَيره يسطَحُه سَطْحا فَهُوَ مَسطُوحٌ وسطيحٌ، أضْجَعه وصرعه فبسطه على الأَرْض. وَرجل مسطوحٌ وسطيحٌ، قتل منبسط. والسطيح، المنبسط وَقيل: المنبسط البطيء الْقيام من الضعْف.

والسطيحُ: الَّذِي يُولد ضَعِيفا لَا يقدر على الْقيام وَالْقعُود فَهُوَ أبدا منبسط.

وسَطيحٌ: هَذَا الكاهن الذئبي سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ إِذا غضب قعد منبسطا فِيمَا زَعَمُوا، وَقيل: سمي بذلك لِأَنَّهُ لم تكن لَهُ بَين مفاصله قصب تَعَمّده، فَكَانَ أبدا منبسطا.

وتسطّحَ الشَّيْء وانسطَحَ: انبسط.

والسّطْحُ ظهر الْبَيْت لانبساطه، وَالْجمع سُطوحٌ، وسَطَحَ الْبَيْت يسْطَحُه سَطْحا، وسَطّحَه: سوى سَطْحَه.

وَرَأَيْت الأَرْض مَساطيحَ: لَا مرعى بهَا، شبهت بِالْبُيُوتِ.

والسُّطّاحُ من النَّبَات: مَا افترش فانبسط وَلم يسم، عَن أبي حنيفَة. والسُّطّاحُ، نبتة سهلية تنْسَطحُ على الأَرْض، واحدته سُطّاحَةٌ. وَقيل: السُّطّاحَةُ شَجَرَة تنْبت فِي الديار فِي أعطان الْمِيَاه مُتَسَطِّحَةً، وَهِي قَليلَة وَلَيْسَ فِيهَا مَنْفَعَة.

وسَطَحَ النَّاقة: أناخها. والسّطيحَةُ: المزادة الَّتِي من أديمين قوبل أَحدهمَا بِالْآخرِ.

والمِسْطَح: الصفاة يحاط عَلَيْهَا الْحِجَارَة فيجتمع فِيهَا المَاء.

والمِسَطُح: كوز ذُو جنب وَاحِد يتَّخذ للسَّفر.

والمِسْطحُ: الجرين، يَمَانِية.

والمِسْطَحُ: من أعمدة الخباء، قَالَ الشَّاعِر:

تَعرَّضَ ضيطارو خزاعةَ دُوننَا ... وَمَا خيرُ ضيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا

يَقُول: لَيْسَ مَعَه سلَاح يُقَاتل بِهِ غير مِسْطَح.

والمِسْطَحُ: الْخَشَبَة المعرضة على دعامتي الْكَرم بالأطر.

والمِسْطَحُ: بِسَاط من خوص الدوم.

والمِسْطَحُ: مقلى عَظِيم يقلى عَلَيْهِ الْبر وَغَيره. قَالَ تَمِيم بن مقبل:

إِذا الأمْعَزُ المحْزُوُّ آضَ كأنّه ... من الحَرِّ فِي حَدِّ الظهيرةِ مِسطَحُ

ومِسْطَحٌ: اسْم رجل. وَفِي الحَدِيث: " تَعِسَ مسْطَحٌ ".
سطح: سَطَح: اضطجع، تمدد، وغالباً ما يقولون شطح (بوشر).
سطح: لا ادري ما معنى هذا الفعل الذي ورد في ألف ليلة (3: 453) في الحديث عن امرأة تتنزه. ففيها: فلما رآها الناس صاروا يتعشقون فيها وهي توعد وتحلف (وتخلف) وتسمع وتسطح. وكذلك وردت الكلمة في طبعة برسلا. وربما كان معناها تتصرف بلا حياء ولا احتشام، لأن فوك يذكر هذا المعنى لكلمات أخرى من نفس هذا الأصل.
سَطَّح: بلَّط، رصف (فوك). وفي رحلة ابن بطوطة (2: 434) في الكلام عن أرض مسَّبلة: وهو شبه مشور مسطح بالرخام. وسطح البيت: بلطه ورصفه بالبلاط المربع (الكالا).
سطَّح: طلى دهن ففي رحلة ابن بطوطة (4: 393) في كلامه عن الزيت: ويسطحون به الدور كما تسطح بالجير.
سطح: كان وقحاً قليل الحياء صفيق الوجه (فوك).
أسطح: بلَّط، رَصف (فوك).
تسطح: اضطجع تمدد، وغالباً ما يقولون تشَّطح (بوشر).
تسطحَّ: استلقي على ظهره (محيط المحيط.
تسطحَّ: تبلط، رُصِف (فوك).
تسطح صار وقحاً قليل الحياء صفيق الوجه (فوك) سطح: ظهر البيت، وأعلى كل شيء، ويجمع على اسطاح أيضاً (فوك).
سطح: سطح السفينة ظهر للسفينة (بوشر همبرت ص128) دكوثل، مؤخر السفينة (برتون 1: 168).
سطح الجبل: دارة الجبل وذروته (بوشر، فريتاج طرائف ص128، وهذا هو صواب الكلمة) وفي شيرب (ديال ص229): السهل الذي تحت سطح المنصورة أي في سفح مرتفع المنصورة.
سَطْح: أرضية البناية المبلطة بكسر الحجر والصاروج (المعجم اللاتيني - العربي، فوك) وجمعها: اسطاح (الكالا) وفيه سطح مُلَجَّر مقابل: Suelo de ladrillos ( البكري ص44، ابن بطوطة 4: 117) وعند ابن ليون (ص4 ق): ميزان الأرز الذي بأيدي البنائين لإخراج الماء من المجالس عند رمي السطوح ويزنون به أزُر الدور. سطح الرجل وسطح القدم: اخمص، القدم، باطن القدم (فوك).
سطح: قصر. ففي ابن القوطية (ص36 و): واستخلفه الأمير محمد في بعض المغازي وأبقى بعض ولده في السطح، وفيه أيضاً، فقال للرسول بالله الذي لا إله إلا هو لئن جاوز باب السطح حيث ولاه أبوه لأطرحنه في الدويرة. وانظر مادة ممُرَّد. سطاع (عند فريتاج) خطأ وهي تصحيف سطاع (محيط المحيط).
سطيح وجمعه سِطاح، سفيه، وقح، خالع العذار (فوك).
سطاحة: سفاهة، وقاحة، عدم الحياء (فوك) سطيحة: كسيح، مقعد، مفلوج، زمن له عاهة في جسمه (بوشر).
سَطَّاح. نبات سطاح: ممتد على الأرض ففي ابن البيطار (2: 115) ونباته سطاح يذهب على الأرض. وفي مخطوطة افقط (2: 164): سطاح يفشو في منابته.
مسطح:، ربما مُسَطَّح: سطح، ظاهر: (معجم الادريسي).
مُسَطَّح: اختصار حمل مسطح (انظر الكلمة) وهي نوع من المحامل أو المحّفات (لين ترجمة ألف ليلة: 1: 607 رقم 8).
مُسَطح وجمعها مسطحات نوع من المراكب، وله مركب ذو سطح مسطّح) (معجم الأسبانية ص314 - 315، فليشر على المقري 2: 765، بريشت ص188، دي ساسي ديب 11: 468: مسطوح: أفقي، دي ساسي شريست 2: 253.
سطح
سطَحَ يَسطَح، سَطْحًا، فهو ساطِح، والمفعول مَسْطوح وسَطيح
• سطَح الشَّيءَ: بسَطه وسوّاه ومدّه " {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} ".
• سطَح فلانًا: صرَعه فبسطه على الأرض "سطَح المُصارعُ خَصْمَه".
• سطَح البيتَ: سوَّى سَطْحه. 

انسطحَ ينسطح، انسطاحًا، فهو مُنْسَطِح
• انسطح الشَّيءُ: مُطاوع سطَحَ: انبسَط.
• انسطح الشَّخصُ: تمدَّد على قفاه ولم يتحرّك "زلّ فانسطَح على الأرض". 

تسطَّحَ يتسطَّح، تسطُّحًا، فهو مُتَسَطِّح
• تسطَّح الشَّيءُ: مُطاوع سطَّحَ: انسطح، انبسط.
• تسطَّح الشَّخصُ: انسطح؛ انبسط على قفاه متمدِّدًا. 

سطَّحَ يُسطِّح، تسطيحًا، فهو مُسَطِّح، والمفعول مُسَطَّح
• سطَّح الشَّيءَ: سطَحه؛ بسَطه وعرَّضه وسوّاه "المُسطَّحات المائيّة- {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِّحَتْ} [ق] ".
 • سطَّح البيتَ: سطَحه؛ سوَّى سَطْحَه. 

تسطيحيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تسطيح: "رؤيته للأمور رؤية تسطيحيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تسطيح: سياسة التّعتيم على الحقائق وإبداء قشورها فقط، أو تهميش الأمور وعدم التَّعمق فيها "اتَّسمت الحرب الأخيرة بالتسطيحيَّة الإعلاميَّة- تتسم أفكاره بالتسطيحيَّة الشديدة والمباشرة". 

سَطْح [مفرد]: ج أَسْطُح (لغير المصدر) وسُطوح (لغير المصدر):
1 - مصدر سطَحَ ° سترة السّطح: ما يبنى حوله.
2 - أعلى كلّ شيء، ظهره "سطْح البيت/ السفينة".
3 - وجهٌ ظاهرٌ مرئيّ "سطْح الأرض/ البَحْر" ° سطح الجلد: ظاهره- سطح فاصل/ سطح بينيّ: سطح يكوِّن حدودًا مشتركة بين منطقتين متجاورتين- على السّطح: ظاهر واضح.
4 - (هس) ما له طول وعرض، بلا عُمق.
• السَّطح المستوي: (هس) السَّطح الذي إذا أخذت فيه أيّ نقطتين كان المستقيم الواصل بينهما منطبقًا عليه.
• سطح انسيابيّ مائيّ: ريش المروحة المثبّتة بجسم الزَّورق أو هيكله بزاوية معيَّنة، وعندما يتحرّك الزورق يخلق تدّفق الماء ضغطًا عاليًا أسفل المروحة رافعًا الزورق إلى أعلى بعيدًا عن سطح الماء بهدف تشغيله.
• متعدِّد السُّطوح: (هس) جسم هندسيّ مغلق يتكوّن من أسطح محدّدة مستوية تسمّى أوجهًا.
• ثلاثيّ السُّطوح: (هس) مجسّم مكوَّن من ثلاثة سطوح تلتقي في نقطة واحدة. 

سَطْحِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سَطْح: غير عميق، ظاهريّ وخارجيّ "جرح سطحيّ- رجل سطحيّ: غير متعمّق في الأمور" ° احتكاك سطحيّ: احتكاك ناجم عن ملامسة الهواء لسطح الطائرة أو الصاروخ على سرعات عالية- بَحْثٌ سطحيّ: يكتفي بظاهر الأمر دون التعمّق فيه- فكرة سطحيّة: ينقصها الجدّيَّة والعمق.
• التَّوتُّر السَّطحيّ: (فز) خاصّيّة ارتفاع السَّوائل بالقرب من السَّطح ناتجة عن قوى الجزيئات وتؤدّي إلى وجود شبه غشاء رقيق وإلى الخاصّيّة الشِّعريَّة. 

سَطْحِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى سَطْح: "آراء/ قراءة/ سطحيَّة" ° مَعرِفة سطحيّة: ظاهريّة.
2 - مصدر صناعيّ من سَطْح: عدم جِدِّيَّة "يتسم معظم الشباب الآن بالسطحيّة واللامبالاة".
• الظَّاهرة السَّطحيَّة: (فز) ظاهرة تناوب التّيّار الكهربائيّ لكي يتدفَّق بالقرب من سطح المادّة الموصِّلة للكهرباء. 

سَطيح [مفرد]: ج سُطحاء:
1 - صفة ثابتة للمفعول من سطَحَ: مسطوح، منبسط.
2 - من لا يقدر على القيام أو القعود لعلّة أو ضعف أو هزال أو مرض "عجوز سطيح". 

مُسَطَّح [مفرد]: ج مُسَطّحات: اسم مفعول من سطَّحَ: منبسط، ذو سطحٍ مُستوٍ.
• أراضٍ مُسَطَّحة: (جغ) سهول، منطقة جغرافيّة تتألّف من أراضٍ مختلفة قليلاً في الارتفاع. 

سطح

1 سَطَحَهُ, (A, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. سَطْحٌ, (Msb,) He spread it, spread it out or forth, or expanded it: (A, Msb, K:) this is the primary signification. (Msb.) You say, سَطَحَ اللّٰهُ الأَرْضَ, inf. n. as above, God spread, or expanded, the earth. (S.) And سَطَحَ التَّمْرَ, aor. and inf. n. as above, He spread the dates [to dry]. (Msb.) And سَطَحَ الثَّرِيدَ فِى الصَّحْفَةِ [He spread evenly the crumbled, or broken, bread in the bowl]. (A.) And سَطَحَ سُطُوحَهُ He made even his سُطُوح [or flat roofs]; as also ↓ سَطَّحَهَا, (K,) inf. n. تَسْطِيحٌ. (TA.) And سَطَحَ البَيْتَ, aor. and inf. n. as above; [He made a flat roof to the house, or chamber;] as also ↓ سطّحهُ. (TA.) And القَبْرَ ↓ سَطَّحْتُ, inf. n. as above, I made the top [or roof] of the grave [flat] like the سَطْح [of a house]: (Msb:) تَسْطِيحُ القَبْرِ is the contr. of تَسْنِيمُهُ. (S, A.) b2: He threw him down (A, L, K) [so that he lay] extended on the back of his neck, (A,) or spread upon the ground. (L.) And He threw him down on his side. (K.) And سَطَحَ النَّاقَةَ He made the she-camel to lie down on her breast. (TA.) b3: and He sent him with his mother; namely, a lamb or kid, or a new-born lamb or kid. (O, K.) 2 سَطَّحَ see above, in three places.5 تَسَطَّحَ see what next follows.7 انسح It was, or became, spread, spread out or forth, or expanded; as also ↓ تسطّح. (TA.) b2: Said of a man, He became extended [lying] on the back of his neck, (S, Msb,) affected by a disease of long continuance, or crippled, (Msb,) and moved not: (S, Msb:) or he became thrown down [so that he lay] extended on the back of his neck. (A.) Q. Q. 3 [accord to the S, but of an extr. form].

اِسْلَنْطَحَ It (a thing) was, or became, long and wide. (AA, S. [Mentioned in the S in this art., as though of the measure اِفْلَنْعَلَ: see also art. سلطح.]) سَطْحٌ a word of well-known meaning; (S;) The upper, or uppermost, part [or surface] of a house or chamber &c.; (Msb;) [the flat top or roof of a house &c.;] the back (ظَهْر) of a house or chamber (K, TA) when it is flat, level, or even; because of its expansion: (TA:) and the upper, or uppermost, part [or surface] of anything: (K:) or it has this last meaning [primarily]: and hence the سَطْح of a house or chamber: (A:) pl. سُطُوحٌ. (Msb, TA.) b2: [In geometry, A plane; i. e.] the سَطْح is that which is divisible in length and breadth and is terminated by a line [or lines]. (KT.) سَطِيحٌ Spread, spread out or forth, or expanded; as also ↓ مَسْطُوحٌ. (TA.) b2: Extended, (Msb,) or thrown down [so as to be lying] extended, (A,) or lying as though thrown down or extended, (S,) on the back of his neck, (S, A, Msb,) in consequence of disease of long continuance, or crippleness; (S, Msb;) and ↓ مُنْسَطِحٌ signifies the same: (A:) or spread [upon the ground], slow in rising, by reason of weakness, (L, K,) or And One born weak, unable to stand and to sit, so that he is always spread [upon the ground]. (TA.) And Slain, spread [upon the ground]; as also ↓ مَسْطُوحٌ. (K.) b3: See also the next paragraph.

سَطِيحَةٌ One of the vessels for water; (TA;) a [leathern water-bag of the kind called] مَزَادَة, (S, A, Mgh, Msb, K, TA,) made of two skins (Mgh, TA) placed opposite to each other; it is small, and large; but the مزادة [properly so called] is larger than it; (TA;) and ↓ سَطِيحٌ signifies the same. (S, K, TA.) سُطَّاحٌ A certain kind of plant, (As, AHn, S, O, K,) of the plants that grow in plain, or soft, ground: (AHn, O:) n. un. with ة: (As, AHn, S, O:) accord. to Az, the سُطَّاحَة is a certain herb, or leguminous plant, upon which cattle pasture, and with the leaves of which the heads are washed: (TA:) or it is a certain plant growing in plain, or soft, tracts, and spreading upon the ground: or a certain tree, or shrub, that grows in the places where cattle recline around the waters, spreading, but scanty, and of no use. (L.) And Any kind of plant that spreads (AHn, O, K) upon the ground, and does not grow tall: such as run and extend, as the melon or water-melon (بِطِّيخ), and the cucumber (قِثَّآء), and the colocynth, are all called شَرْىٌ: and such especially as are eaten [by men], like the gourd, and the cucumber (قِثَّآء and خِيَار), and the melon or water-melon (بِطِّيخ), are called يَقْطِينٌ. (AHn, O.) مَسْطَحٌ, (Msb,) or ↓ مِسْطَحٌ, (K,) or both, (S, O,) the former because it means a place, (O,) A place (S, R, O, Msb) that is even, or level, (R,) in which, (S, O, Msb,) or upon which, (R,) dates are spread (S, R, O, Msb) and dried; (S, R, O;) i. q. جَرِينٌ; (K;) of the dial. of El-Yemen: (TA:) [pl. مَسَاطِحُ.] b2: رَأَيْتُ الأَرْضَ مَسَاطِحَ meansI saw the land [bare, or] destitute of pasturage; likened to بُيُوت مَسْطُوحَة [i. e. flat-topped houses]. (TA.) مِسْطَحٌ A rolling-pin; i. e. the implement with which bread [or dough] is expanded. (O, K.) b2: The pole, (S, A, Mgh, O, Msb,) or a pole, (K,) of a [tent such as is called] خِبَآء, (S, A, O, Msb, K,) or of a [tent such as is called] فُسْطَاط. (Mgh.) b3: The transverse piece of wood upon the two props of the grape-vine, with the hoops [that are affixed upon it]. (K.) ISh says that when a grape-vine had a raised support made for its branches to lie thereon, recourse was had to props, for [the feet of] which holes were dug in the ground, each prop having two forking portions [at the head]; then a piece of wood (خَشَبَةٌ, so in the O, in the TA [erroneously] شعبة,) is taken, and laid across two props, and this transverse piece of wood is called the مِسْطَح, [pl. مَسَاطِحُ,] and upon the مَسَاطِح are placed hoops, from the nearest part thereof to the furthest; (O, TA;) and the مساطح with the hoops are called مساطح. (O.) b4: A smooth piece of rock or hard stone, surrounded with stones, in which water collects: (S, O, K:) or a wide slab of rock or hard stone, bordered round, for the rain-water [to collect therein]: and sometimes God creates, at the mouth of the well, a smooth, even, piece of rock or hard stone, [thus called,] which is surrounded with stones, and from which the camels are watered, like the حَوْض. (T, TA.) [See also حَوِيَّةٌ.] b5: Also i. q. مَسْطَحٌ, q. v. (S, O.) b6: And A mat (S, O, K) woven (O) of خُوص (A, K) or طُفْى (O) [i. e. leaves] of the دَوْم [or Theban palm]; (O, K;) as also ↓ مِسْطَاحٌ. (A.) b7: A large roasting-pan (مِقْلًى) for wheat, (K, TA,) which is roasted therein. (TA.) b8: And A mug (كُوز) that is used in travelling, having one جَنْب [app. here meaning flat side]; (O, K, TA;) as also ↓ مِسْطَحَةٌ: it is like the مِطْهَرَة; not foursided. (TA.) مِسْطَحَةٌ: see what next precedes.

مُسَطَّحٌ [Plane, or flat; opposed to كُرِىٌّ &c.]. b2: A flat roof (سَطْحٌ) made even. (A, TA.) b3: A nose spreading very widely. (S, K.) مِسْطَاحٌ: see مِسْطَحٌ, last sentence but two.

مَسْطُوحٌ: see سَطِيحٌ, in two places. b2: بَيْتٌ مَسْطُوحٌ [A house, or chamber, having a flat roof made to it]. (TA.) مُنْسَطِحٌ: see سَطِيحٌ.
سطح
: (السَّطْح: ظَهْرُ الْبَيْت) إِذا كَانَ مُسْتَوِياً، لانْبِسَاطه، وَهُوَ مَعْرُوف، (وأَعْلَى كلِّ شيْءٍ) ، وَالْجمع سُطُوحٌ. (و) السَّطْح: (ع بَين الكُسْوَةِ وغُبَاغِبٍ) ، الكُسْوَة، بالضَّمّ: قَرْيَة بدمشقَ، وسيأْتي. وتقدّم غُبَاغبٌ، (كَانَ فِيهِ وَقْعَةٌ للقَرْمَطِيّ أَبي القاسِم) نُسِبُوا إِلى حَمْدَانَ بنِ الأَشْعَثِ الملقَّب بقَرْمَط (صاحَبَ النَّاقَة) .
(و) سَطَحَه يَسْطَحه (كمَنَعه) فَهُوَ مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ: (بَسَطَه) . وَفِي حَدِيث عُمرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: قَالَ للمَرْأَةِ الّتي مَعهَا الصِّبْيَان: (أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَح لَك) ، أَي أَبْسُطه حَتَّى يَبْرُدَ. (و) سَطَحَه: إِذا (صَرَعَه) أَو صَرَعَه فبَسَطه على الأَرص، كَمَا فِي (اللّسَان) .
(و) سَطَحَه يَسْطَحُه: (أَضْجَعه) .
وَفِي (الأَساس) : ضَرَبَه فسَطَحَه: بَطَحَه على قَفاه مُمْتَدًّا، فانْسَطَحَ، وَهُوَ سَطيحٌ ومُنْسَطِحٌ. ومثلْه فِي (التَّهْذِيب) . وانْسَطحَ الرَّجلُ: امتَدَّ على قَفَاه فَلم يَتَحَرَّك.
(و) سَطَحَ (سُطوحَه سَوّاها) . وسَطَحَ البَيْتَ يَسْطَحه سَطْحاً: (كسَطَّحَهَا) تَسْطِيحاً.
(و) سَطَحَ (السَّخْلَ: أَرْسَلَه مَعَ أُمِّه) .
(والسَّطِيحُ: القَتيلُ المُنْبسِطُ) . وَقَالَ اللِّيث: السَّطِيحُ: (كالمَسْطُوح) ، وأَنشد:
حَتَّى يَرَاه وَجْهها سَطِيحَا
(و) قيل: السَّطِيح: هُوَ (المُنْبَسِط البَطِيءُ القِيَامِ لضَعْفٍ) وَقد أَنكره شَيخنَا. وَهُوَ موجودٌ فِي أُمَّهاتِ اللُّغة. والسَّطِيح أَيضاً: الّذِي يُولَد ضَعيفاً لَا يَقْدِر على القِيَامِ والقُعودِ، فَهُوَ أَبَداً مُنسِطٌ، (أَو) السَّطِيح: المُسْتَلْقِي على قَفاه من (زَمَانَةٍ) .
(و) السَّطِيح: (المَزادَة) الّتي من أَدِيمَيْن قُوبلَ أَحَدُهما بالآخَر، وَتَكون صَغِيرَةً وَتَكون كَبِيرَة، (كالسَّطيحةِ) ، وَهِي من أَوانِي المِيَاهِ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي بعض أَسْفَارِه، ففَقَدُوا الماءَ، فأَرْسَلَ عَلِيًّا وفُلانا يَبْغِيَانِ المَاءَ، فإِذا هما بامرأَةٍ بَين سَطِيحَتَيْنِ) . قَالَ: السَّطِيحَةُ: المَزَادَةُ تكون من جِلْدَيْنِ، أَو المَزَادَةُ أَكبَرُ مِنها.
(و) سَطِيحٌ: (كاهِنُ بني ذِئْبٍ) ، كَانَ يَتَكَهَّن فِي الجاهليّة، واسمُه رَبِيعَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ مسعودِ بنِ مازِنِ ابنِ ذِئْبِ بن عَدِيّ بنِ مازِنِ بنِ غَسَّانَ. كَانَ يُخبِّر بمَبْعَثِ نبِّينًّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاشَ ثلاثَمائة سَنةٍ. وَمَات فِي أَيّامِ أَنو شِرْوَانَ، بعد مَوْلِده صلى الله عَلَيْهِ وسلمسُمِّيَ بذالك لأَنه كَانَ إِذا غَضِبَ قَعَدَ مُنْبَسِطاً، فِيمَا زَعَموا. وَقيل: سُمِّيَ بذالك لأَنه لم يكن لَهُ بَين مفاصِلِه قَصَبٌ تَعْمِده، فَكَانَ أَبداً مُنْبَسِطاً مُنْسَطحاً على الأَرْضِ، لَا يَقدِرُ على قِيام وَلَا قُعودٍ. (و) يُقَال: (مَا كَانَ فِيهِ عَظْمٌ سِوَى رَأْسِه) . وَهُوَ خالُ عَبْد المَسِيحِ بنِ عَمْرِو بنِ نُقَيْلَةَ الغَسّانيّ؛ كَذَا فِي (شَرْح المَواهبِ) ، وَفِي المُضَاف والمنسوب: أَنّ سَطِيحاً كَانَ يِطْوَى كَمَا تُطْوَى حَصِيرَةٌ، ويتكلَّكُ بكلّ أُعْجُوبةِ.
(و) السُّطَّاح (كرُّمّان: نَبْتٌ) ، والواحدة سُطَّاحَةٌ. قَالَ الأَزهريّ: السُّطَّاحَة: بَقْلَةٌ تَرْعَاهَا المَاشِشَة، وتُغْسَل بوَرَقِها الرُّؤُوس. وَقيل: هِيَ نَبْتَةٌ سُهْليّة وَقيل: هِيَ شَجرةٌ تَنْبُتُ فِي الدِّيَارِ فِي أَعْطَانِ المِيَاهِ مُتَسطِّحَةً، وَهِي قليلةٌ، وَلَيْسَت فِيهَا معنفعةٌ. (و) قيل: السُّطَّاح: (مَا افْتَرَشَ من النصبَاتِ فانْبَسَطَ) ، وَلم يَسْمُ؛ عَن أَبي حَنيفَة.
(و) المِسْطَحُ (كمِنْبَرٍ) وتُفتح مِيمه؛ قَالَه الجوْهَرِيّ: مكانٌ مُسْتَوٍ يُبْسَطُ عَلَيْهِ التَّمْرُ ويُجَفَّف؛ كَذَا فِي الرّوض للسُّهيليّ، ويُسمَّى (الجَرِين) ، يَمانِيَةٌ. (و) المِسْطَح: (عَمُودٌ للخِبَاءِ) . وَفِي الحَدِيث: (أَن حَمَلَ بنَ مالكٍ للنّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كُنتُ بَين جَارِيَتَيْنِ لي، فضربَتْ إِحداهما الأُخْرَى بمِسْطَح، فأَلْقَتْ جَنيناً مَيتاً وماتَتْ) . فقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبِدِيَةِ المَقْتُولةِ على عاقِلَةِ القَاتِلَةِ، وجَعَلَ فِي الجَنينِ غُرَّةً) . وَقَالَ عَوْفُ بن مَالك النَّصْريّ. وَفِي حَوَاشِي ابْن بَرِّيّ: مالكُ بن عَوْفٍ:
تَعرَّضَ ضَيْطَارُو خُزاعةَ دُونَنا
وَمَا خَيْرُ ضَيْطَارٍ يُقلِّب مِسْطَحاً
يَقُول: لَيْسَ لَهُ سِلاحٌ يُقَاتِل بِهِ غير مِسْطَحٍ. والضِّيْطار: الضَّخْم الّذي لَا غَنَاءَ عندَه.
(و) المِسْطَح: (الصَّفَاةُ يُحَاطُ عَلَيْهَا بالحِجَارَةِ ليَجْتَمِعَ فِيهَا الماءُ) . وَفِي (التَّهْذِيب) : المِسْطَحُ: صَفيحَةٌ عَرِيضةٌ من الصَّخر، يُحوَّط عَلَيْهَا لِماءِ السَّمَاءِ. قَالَ: ورُبما خَلَقَ الله عِنْد فَمه الرَّكِيَّة صَفَاةً مَلْسَاءَ مُستَوِيةً فيُحَوَّط عَلَيْهَا بِالْحِجَارَةِ ويُسْتَقَى فِيهَا للإِبل، شِبْه الحَوْض.
(و) المِسْطَحُ (كُوزٌ) يُتَّخذ (للسَّفَر ذِو جَنْبٍ واحدٍ) كالمِسْطَحَةِ، وَهِي بِهِ مِطْهَرَةٍ لَيست بمُربَّعةٍ.
(و) المِسْطَحُ: (حَصِيرٌ) يُسَفُّ (من خُوصِ الدَّوْمِ) . وَمِنْه قَول تَميمِ بن مُقْبِل:
إِذا الأَمْعَزُ المَحْزْوُّ آضَ كأَنّه
من الحَرِّ فِي حَدِّ الظَّهِيرةِ مِسْطَحُ
وَقَالَ الأَزهريّ: قَالَ الفرَّاءُ: هُوَ المِسْطَح والمِحْوَر، (و) المسْطَح: (مِقْلًى عَظِيمٌ للبُرّ) يُقْلَى فِيهِ. (و) المِسْطَح: (الخَشَبَةُ المُعَرَّضة على دِعَامَتِي الكَرْمِ بالأُطُر) . قَالَ ابْن شُمَيْل. إِذا عُرِّش الْكَرم عُمِدَ إِلى دَعَائِمَ يُحْفَر لَهَا فِي الأَرض، لكلّ دِعَامَة شُعْبَتَانِ، ثمَّ تُؤخَذ شُعْبَةٌ فتُعَرَّض على الدِّعَامَتَيْنِ، وتُسَمِّى هاذه الخَشَبَةُ المُعَرَّضَةُ المِسْطَحَ، ويُجْعَل على المَسَاطِحِ أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها. (و) المِسْطح: (المِحْوَر يُبْسَطُ بِهِ الخُبْزُ) .
(و) مِسْطَحُ (بن أُثَاثَةَ) بنِ عَبّادِ بنِ عبد المُطَّلِب بن عبدِ مَنَافٍ (الصّحابيّ) ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ، وأُمُّه أُمّ مِسْطَحٍ: مُطَّلِبِيّة.
(وأَنْفٌ مُسَطَّحٌ، كمُحَمَّد: مُنْبَسِطٌ جِدًّا) . وسَطْحٌ مُسَطَّحٌ: مُسْتَوٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَأَيْت الأَرْضَ مَسَاطِحَ، لَا مَرْعَى بهَا، شُبِّهَتْ بالبُيُوت المَسطوحة.
وتَسَطَّحَ الشَّيْءُ وانْسَطَح: انْبَسَطَ.
وتَسْطِيحُ القَبْرِ: خِلاَفُ تَسْنِيمه.
وسَطَحَ النَّاقَةَ: أَناخَها.
والمِسْطَاحُ: لُغة فِي المِسْطَح، بمعنَى الجَرينِ.
وأُمّ سَطِحٍ. قريَة بمصْر.
(س ط ح) : (الْمِسْطَحُ) عَمُودُ الْفُسْطَاطِ وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «فَضَرَبَتْ إحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِعَمُودِ مِسْطَحٍ» إنْ صَحَّ فَالْإِضَافَةُ لِلْبَيَانِ (وَالسَّطِيحَةُ) الْمَزَادَةُ تَكُونُ مِنْ جِلْدَيْنِ لَا غَيْرُ وَمِنْهَا اخْتَلَفَا فِي الدَّابَّةِ وَأَحَدُهُمَا رَاكِبُهَا وَلِلْآخَرِ عَلَيْهَا سَطِيحَةٌ.
س ط ح: (سَطْحُ) كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ. وَ (سَطَحَ) اللَّهُ الْأَرْضَ بَسَطَهَا مِنْ بَابِ قَطَعَ. وَ (تَسْطِيحُ) الْقَبْرِ ضِدُّ تَسْنِيمِهِ. وَ (السَّطِيحُ) وَ (السَّطِيحَةُ) بِكَسْرِ الطَّاءِ فِيهِمَا الْمَزَادَةُ. وَ (الْمَسْطَحُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا الْمَوْضِعُ الَّذِي يُبْسَطُ فِيهِ التَّمْرُ وَيُجَفَّفُ. 
سطح
السَّطْحُ: بَسْطُكَ الشَّيْءَ على وَجْهِ الأرْضِ. وفي الحَرْب: سَطَحُوْهُم أي أضْجَعُوْهُم. والسَّطِيْحُ والمَسْطُوْحُ: هو القَتِيْلُ، وقيل: هو الضَّعيفُ البَطِيءُ القِيَامِ. والسَّطْحُ: ظَهْرُ البَيْتِ إِذا كانَ مُسْتَوِياً. والمِسْطَحُ: عُوْدٌ من عِيْدانِ الخِبَاءِ والكَرْمِ. وهو: المِرْبَدُ الذي يُجْعَلُ فيه التَّمرُ. وبِسَاطٌ من خُوْصٍ. ومُسْتَنْقَعُ ماءٍ. والمِحْوَرُ الذي يُبْسَطُ به العَجِيْنُ. والسُّطّاحَةُ: نَبْتٌ من نَبَاتِ السَّهْلِ يَنْبَسِطُ على الأرض. والمِسْطَحُ والمِسْطَحَةُ: شِبْهُ مِطْهَرَةٍ. والسَّطِيْحَةُ: المَزَادَةُ التي تكونُ من جِلْدَيْنِ لا غَيْرُ. وسَطِيْحٌ الكاهنُ: مَعْروفٌ.

بنن

بنن: {بنانه}: أصابعه، واحدها بنانة. ويقال: البنام بإبدال النون ميما.
ب ن ن : الْبَنَانُ الْأَصَابِعُ وَقِيلَ أَطْرَافُهَا الْوَاحِدَةُ بَنَانَةٌ قِيلَ سُمِّيَتْ بَنَانًا لِأَنَّ بِهَا صَلَاحَ الْأَحْوَالِ الَّتِي يَسْتَقِرُّ بِهَا الْإِنْسَانُ لِأَنَّهُ يُقَالُ أَبَنَّ بِالْمَكَانِ إذَا اسْتَقَرَّ بِهِ. 
ب ن ن: (الْبَنَانَةُ) وَاحِدَةُ (الْبَنَانِ) وَهِيَ أَطْرَافُ الْأَصَابِعِ، وَيُقَالُ: بَنَانٌ مُخَضَّبٌ، لِأَنَّ كُلَّ جَمْعٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلَّا الْهَاءُ فَإِنَّهُ يُوَحَّدُ وَيُذَكَّرُ. 
[بنن] فيه: ما عرفته إلا "ببنانه" أي أصابعه. وقيل: أطرافها جمع بنانة. مد ومنه: "فاضربوا منهم كل "بنان". نه وفيه: إن للمدينةلبنة الريح الطيبة وقد تطلق على المكروهة. وقال الأشعث لعلي: ما أحسبك عرفتني، قال: نعم وأجد "بنة" الغزل منك أي ريحه رماه باحياكة. وتبنن أي تثبت من أبن بالمكان إذا أقام فيه- قاله رجل لشريح حين أراد أن يعجل عليه بالحكم. و"بنانة" بضم باء وخفة نون أولى محلة بالبصرة. 
(بنن) - قَولُه تَعالَى: {وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} . البَنَان: أَطرافُ الأصابع، ويقال: هي الأصابع نَفسُها، وأحدتُها بَنانَة، قال عنتَرةُ:
عَهدِى به شَدَّ النَّهار كأَنَّما ... خُضِب البَنانُ ورأسُه بالعِظْلِم  وقيل: سُمِّى به، لأن صَلاحَ الأَشْياء به يُبِنّ: أي يُقِيم ويَستَقِرّ.
- في حديث شُرَيْح: "تَبنَّن".
: أي تَثبَّت، والبَنيِنُ: العاقلُ المُتَثَبِّت. من قَولِهم: أَبنَّ بالمَكان، إذا أَقَام.
ب ن ن

شممت منه بنة طيبة. وأجد في هذا الثوب بنة تفاح أو سفرجل. وأجد بنة الغزل منك أي أنت حائك. وفيها بنة مرابض الغنم. ومنها قيل للروضة: البنانة لطيب البنة وأبنت ديارهم: عادت فيها بنة النعم. قال الجعدي:

أقاموا بها حتى أبنت ديارهم ... على غير دين ضارب بجران

وما زاد عليه بنانةً أي إصبعاً واحدةً. قال:

لا هم كرمت بني كنانه ... ليس لحي فوقهم بنانه

ومن المجاز: أبنوا بالمكان: أقاموا به، وأصله ما يحدث فيه من بنة نعمهم، ثم كثر حتى قيل لكل إقامة إبنان. وقيل: ابنت السحابة إذا دامت أياماً.
[بنن] أبَنّ بالمكان: أقام به. والبَنَّةُ رائحةٌ، طيّبة كانت أو منتنة وقال: وعيد تخذج الارآم منه وتكره بنة الغنم الذئاب والجمع بنان. قال ذو الرمة يصف الثور الوحشى أبن به عود المباءة طيب نسيم البنان في الكناس المظلل قوله عود المباءة، أي ثور قديم الكناس. وإنما نصب النسيم لما نون الطيب، وكان من حقه الاضافة فضارع قولهم: هو ضارب زيدا. ومنه قوله تعالى: (ألم نَجْعَلِ الأرضَ كفاتا أحياء وأمواتا) أي كفات أحياء وأموات. يقول: أرجت ريح مباءتنا مما أصاب أبعاره من المطر. وكناس مبن، أي دو بنة، وهى رائحة بعر الظباء إذا رعت الزهَر. والبَنانَةُ: واحدة البَنانِ، وهي أطراف الاصابع. وجمع القلة بنانات. وربما استعاروا بناء أكثر العدد لاقله. قال:

خمس بنان قانئ الاظفار * يريد خمسا من البنان. ويقال بنان مخضب لان كل جمع ليس بينه وبين واحده إلا الهاء فإنه يوحد ويذكر. والبنانة بالضم: الروضة. وبنانة: اسم امرأة كانت تحت سعد بن لؤى بن غالب بن فهر، وينسب ولده إليها. وهم رهط ثابت البنانى المحدث. وأما البن الذى يؤتدم به فمعرب.
بنن
بَنان [جمع]: مف بَنانة: أطراف الأصابع، أو الأصابع ذاتها "بَنانٌ مُخَضَّبٌ- {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} - {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} " ° سَبْط البنان: كريم، واسع العطاء- عضَّ بَنان النَّدم/ عضَّ بَنانَه: أظهر الندم- هو طوعُ بَنانِه: تحت تصرّفه- يُشار إليه بالبنان: مشهور. 

بُنّ [جمع]: جج أبنان: قهوة، شراب مُتَّخذ من البنّ.
• البُنّ: (نت) حَبُّ شجر من الفصيلة الفوِّيَّة يقلى ثم يطحن ويتّخذ منه شراب مُنَبِّه يسمّى القهوة، وأهم مصادره: اليمن والحبشة والبرازيل ° بُنّ يَمَنِيّ: أحد أنواع البُنِّ، تصدّره اليمن.
• شجرة بُنّ: (نت) جنس شجر من فصيلة الفوِّيَّات، مهده الأصلي الحبشة، أوراقه دائمة الخضرة، أزهاره بيض، حبُّه صغير، ينمو في المناطق الحارّة. 

بُنِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بُنّ.
2 - لونٌ أحمر قاتم يشبه لون البُنّ المطحون "ثوب بُنِّيّ".
3 - (حن) نوع من السَّمك العظمي يكثر في النِّيل، وينطقه العامة بكسر الباء، واحدته بُنِّيَّة. 
[ب ن ن] البنَّةُ الريح الطيبة كرائحة التفاح ونحوه قال سيبويه جعلوه اسمًا للرائحة كالخَطْمَةِ والبنَّةُ ريحُ مرابض الغنم والظباء والبقر وربما سميت مرابض الغنم بَنَّةً قال

(وَعِيدٌ تَحْدُجُ الأَرْآمُ مِنْهُ ... وتكرَهُ بَنَّةَ الغَنَم الذِّئابُ)

ورواه ابن دريد تَخْدِجُ أي تطرَحُ أولادها نُقَّصًا والبنَّة أيضًا الرائحة المنتنة ومنه قول علي رضي الله عنه لبعض الحَاكَة وخطب إليه بنته واللهِ إِنِّي لَكَأَنِّي أَجِدُ مِنْكَ بَنَّةَ الغَزْل والجمع من كل ذلك بِنَانٌ وبَنَّ بالمكان يَبِنُّ بَنّا وأَبَنَّ أقام قال

(أَبَنَّ بها عَوْدُ المَبَاءَةِ طَيِّبٌ ... نَسِيمَ البِنانِ في الكِنَاسِ المُظَلُلِ)

وَأَبَى الأصمعيُّ إلا أَبَنَّ وأَبَنَّتِ السحابةُ دامت ولزمت وقوله

(بَلَّ الذُّنابا عَبَسا مُبِنَّا ... )

يجوز أن يكون اللازمَ اللازِقَ ويجوز أن يكون من البنَّةِ التي هي الرائحة المنتنة فإما أن يكون على الفعل وإما أن يكون على النسب والبَنَانُ الأصابع وقيل أطرافها واحدته بَنَانَةٌ والبنان في قوله تعالى {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} القيامة 4 يعني شَوَاهُ قال الفارسي نجعلها كخف البعير فلا ينتفع بها في صناعة فأما ما أنشده سيبويه من قوله

(قَدْ جَعَلَتْ مَيٌّ على الطِّرارِ ... )

(خَمْسَ بَنانٍ قَانِيَ الأَظْفَارِ ... )

فإنه أضاف إلى المفرد بحسب إضافة الجنس يعني بالمفرد أنه لم يُكسَّر عليه واحد للجمع إنما هو كسِدْرَةٍ وسِدْرٍ وقوله تعالى {فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} الأنفال 12 قال أبو إسحاق البنانُ هنا جميع أعضاء البدن والبَنَانَةُ والبُنَانَةُ الرَّوْضَةُ المُعْشِبَةُ وبنانَةُ حيٌّ

بنن: البَنَّة: الريح الطيِّبة كرائحة التُّفّاح ونحوها، وجمعُها

بِنانٌ، تقول: أَجِدُ لهذا الثوب بَنَّةً

طيِّبة من عَرْف تفاح أَو سَفَرْجَل. قال سيبويه: جعلوه اسماً

للرائحة الطيبة كالخَمْطة. وفي الحديث: إن للمدينة بَنَّةً؛ البَنَّة:

الريح الطيِّبة، قال: وقد يُطلق على المكروهة. والبَنَّة: ريحُ مَرابِضِ

الغنم والظباء والبقر، وربما سميت مرابضُ الغنم بَنَّة؛ قال:

أَتاني عن أَبي أَنَسٍ وعيدٌ،

ومَعْصُوبٌ تَخُبُّ به الرِّكابُ

وعيدٌ تَخْدُجُ الأَرآمُ منه،

وتَكره بَنَّةَ الغَنمِ الذَّئابُ

ورواه ابن دريد: تُخْدِجُ أَي تَطْرَح أَولادَها نُقَّصاً. وقوله:

معصوبٌ كتابٌ أَي هو وعيد لا يكونُ أَبداً لأَن الأَرْآم لا تُخْدِجُ أَبداً،

والذئاب لا تكره بَنَّة الغنم أَبداً. الأَصمعي فيما روى عنه أَبو حاتم:

البَنَّة تقال في الرائحة الطيّبة وغير الطّيبة، والجمع بِنانٌ؛ قال ذو

الرمة يصف الثورَ الوحشيّ:

أَبَنَّ بها عوْدُ المَباءَةِ، طَيِّبٌ

نسيمَ البِنانِ في الكِناسِ المُظَلَّلِ

قوله: عَود المباءَة أَي ثَوْر قديم الكِناس، وإنما نَصَب النسيمَ

لَمَّا نَوَّنَ الطيِّبَ، وكان من حقه الإضافةُ فضارع قولَهم هو ضاربٌ زيداً،

ومنه قوله تعالى: أَلم نجعل الأَرضَ كِفاتاً أَحياء وأَمواتاً؛ أَي

كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ، يقول: أَرِجَتْ ريحُ مباءتنا مما أَصاب أَبعارَه من

المطر. والبَنَّة أَيضاً: الرائحة المُنْتِنة، قال: والجمع من كل ذلك

بِنانٌ، قال ابن بري: وزعم أَبو عبيد أَن البَنَّة الرائحة الطيّبة فقط،

قال: وليس بصحيح بدليل قول عليّ، عليه السلام، للأَشْعث بن قَيْس حين خطَب

إليه ابْنَتَه: قُمْ لعنك الله حائكاً فَلَكَأَنِّي أَجِدُ منكَ بَنَّةَ

الغَزْلِ، وفي رواية قال له الأَشْعثُ بنُ قَيْس: ما أَحْسِبُكَ عَرَفْتني

يا أَمير المؤْمنين، قال: بلى وإني لأَجِدُ بَنَّة الغزل منك أَي ريح

الغزل، رماه بالحياكة، قيل: كان أَبو الأَشْعث يُولَع بالنِّساجة.

والبِنُّ: الموضعُ المُنتِنُ الرائحة. الجوهري: البَنَّةُ الرائحة،

كريهةً كانت أَو طيبةً. وكِناسٌ مُبِنٌّ أَي ذو بَنَّةٍ، وهي رائحة بَعْر

الظِّباء. التهذيب: وروى شمر في كتابه أَن عمر، رضي الله عنه، سأَل رجلاً

قَدِمَ من الثَّغْر فقال: هل شَرِبَ الجَيْشُ في البُنيات الصغار

(* قوله «في البنيات الصغار» وقوله «البنيات ههنا الأقداح إلخ» هكذا بالتاء آخره في

الأصل ونسخة من النهاية. وأورد الحديث في مادة بني وفي نسخة منها بنون

آخره).؟ قال: لا، إن القوم لَيُؤْتَوْنَ بالإناء فيَتداولُونه حتى يشربوه

كلُّهم؛ قال بعضهم: البُنيات ههنا الأَقداحُ الصِّغار. والإبْنانُ:

اللُّزومُ. وأَبْنَنْتُ بالمكان إِبْناناً إذا أَقمْت به. ابن سيده: وبَنَّ

بالمكان يَبِنُّ بَنّاً وأَبَنَّ أَقام به؛ قال ذو الرمة:

أَبَنَّ بها عَوْدُ المباءةِ طَيِّبٌ

وأَبي الأَصمعي إلا أَبَنَّ. وأَبَنّتِ السحابةُ: دامَتْ ولزِمَتْ.

ويقال: رأَيت حيّاً مُبِنّاً بمكان كذا أَي مقيماً. والتبنينُ: التثبيت في

الأَمر. والبَنِينُ: المتثبِّت العاقل. وفي حديث شريح: قال له أَعرابيّ

وأَراد أَن يَعْجَل عليه بالحكومة. تَبَنَّن، أَي تثَبَّتْ، من قولهم

أَبَنَّ بالمكان إذا أَقام فيه؛ وقوله:

بَلَّ الذُّنابا عَبَساً مُبِنّاً

يجوز أَن يكون اللازمَ اللازق، ويجوز أَن يكون من البَنَّة التي هي

الرائحة المنتنة، فإما أَن يكون على الفعل، وإما أَن يكون على النسب.

والبَنان: الأَصابع: وقيل: أَطرافها، واحدتها بَناتةٌ؛ وأَنشد ابن بري لعباس بن

مرداس:

أَلا ليتَني قطَّعتُ منه بَنانَه،

ولاقَيْتُه يَقْظان في البيتِ حادِرا

وفي حديث جابر وقتْل أَبيه يومَ أُحُد: ما عَرَفْتُه إلا ببَنانه.

والبَنانُ في قوله تعالى: بَلَى قادرين على أَن نُسوّيَ بَنانه؛ يعني شَواهُ؛

قال الفارسي: نَجْعلُها كخُفّ البعير فلا ينتفع بها في صناعة؛ فأَما ما

أَنشده سيبويه من قوله:

قد جَعَلَت مَيٌّ، على الطِّرارِ،

خَمْسَ بنانٍ قانِئ الأَظفارِ

فإنه أَضاف إلى المفرد بحسب إضافة الجنس، يعني بالمفرد أَنه لم يكسَّر

عليه واحدُ الجمع، إنما هو كسِدْرة وسِدَر، وجمعُ القلة بناناتٌ. قال:

وربما استعاروا بناءَ أَكثر العدد لأَقله؛ وقال:

خَمْسَ بنانٍ قانئِ الأَظفار

يريد خمساً من البَنان. ويقال: بنانٌ مُخَضَّبٌ لأَن كل جمع بينه وبين

واحده الهاءُ فإِنه يُوَحِّد ويذكَّرُ. وقوله عز وجل: فاضربوا فوق

الأَعْناق واضربوا منهم كل بَنان؛ قال أَبو إسحق: البَنانُ ههنا جميعُ أَعضاء

البدن، وحكى الأَزهري عن الزجاج قال: واحدُ البنان بَنانة، قال: ومعناه

ههنا الأَصابعُ وغيرُها من جميع الأَعضاء، قال: وإنما اشتقاقُ البنان من

قولهم أَبَنَّ بالمكان، والبَنانُ به يُعْتَمل كلُّ ما يكون للإقامة

والحياة. الليث: البنان أَطرافُ الأَصابع من اليدين والرجلين، قال: والبَنان في

كتاب الله هو الشَّوى، وهي الأَيدي والأَرجُل، قال: والبنانة الإصْبَعُ

الواحدة؛ وأَنشد:

لا هُمَّ أَكْرَمْتَ بني كنانهْ، ليس لحيٍّ فوقَهم بَنانهْ

أَي ليس لأَحدٍ عليهم فضل قِيسَ إصبعٍ. أَبو الهيثم قال: البَنانة

الإصبعُ كلُّها، قال: وتقال للعُقدة العُليا من الإصبع؛ وأَنشد:

يُبَلِّغُنا منها البَنانُ المُطرَّفُ

والمُطرَّفُ: الذي طُرِّفَ بالحنّاء، قال: وكل مَفْصِل بَنانة.

وبُنانةُ، بالضم: اسمُ امرأَة كانت تحتَ سَعْد بن لُؤَيّ بن غالبِ بن فِهْرٍ،

ويُنسَبُ ولدُه إليها وهم رَهْط ثابت البُنانيّ. ابن سيده: وبُنانةُ حيٌّ من

العرب، وفي الحديث ذكرُ بُنانة، وهي بضم الباء وتخفيف النون الأُولى

مَحِلة من المَحالّ القديمة بالبَصرة. والبَنانة والبُنانة: الرَّوْضة

المُعْشِبة. أَبو عمرو: البَنْبَنة صوتُ الفُحْشِ والقَذَع. قال ابن

الأَعرابي: بَنْبَنَ الرجلُ إذا تكلَّم بكلام الفحش، وهي البَنْبنة؛ وأَنشد أَبو

عمرو لكثير المحاربيّ:

قد مَنَعَتْني البُرَّ وهي تَلْحانْ،

وهو كَثيرٌ عندَها هِلِمّانْ،

وهي تُخَنْذي بالمَقالِ البَنْبانْ

قال: البَنْبانْ الرديءِ من المنطق والبِنُّ: الطِّرْق من الشحم يقال

للدابة إِِِِِِِِِِِِِِِذا سَمِنتْ:ركِبَها طِرْقٌ على طِرْقٍ

(* قوله

«ركبها طرق على طرق» هكذا بالأصل، وفي التكملة بعد هذه العبارة: وبنّ على

بنّ وهي المناسبة للاستشهاد فلعلها ساقطة من الأصل) الفراء في قولهم

بَلْ بمعنى الاستدراك: تقول بَلْ واللّهِ لا آتيكَ وبَنْ واللّه، يجعلون

اللام فيها نوناً، قال: وهي لغة بني سعد ولغة كلب، قال: وسمعت الباهِلِيين

يقولون لا بَنْ بمعنى لا بَلْ، قال: ومن خَفيفِ هذا الباب بَنْ ولا بَنْ

لغةٌ في بَلْ ولا بَلْ، وقيل: هو على البدل؛ قال ابن سيده: بَلْ كلمة

استدراكٍ وإعلامٍ بالإضْراب عن الأَولِ، وقولهم: قام زيد بَلْ عَمْروٌ وبَنْ

عَمْروٌ، فإن النون بدلٌ من اللام، أَلا ترى إلى كثرة استعمال بَلْ

وقلَّة استعمال بَنْ والحُكْمُ على الأَكثر لا الأَقلِّ؟ قال: هذا هو الظاهر

من أَمره قال ابن جني: ولسْتُ أَدفعُ مع هذا أَن يكون بَنْ لغةً قائمة

بنفسها، قال: ومما ضوعف من فائِه ولامِه بَنْبان، غير مصروف، موضع؛ عن

ثعلب؛ وأَنشد شمر:

فصار َ ثنَاها في تميمٍ وغيرِهم،

عَشِيَّة يأْتيها بِبَنْبانَ عِيرُها

يعني ماءً لبني تميم يقال له بَنْبان؛ وفي ديار تميم ماءٌ يقال له

بَنْبان ذكره الحُطيئة فقال:

مُقِيمٌ على بَنْبانَ يَمْنَعُ ماءَه،

وماءَ وَسِيعٍ ماءَ عَطْشان َ مُرْمل ِ

يعني الزِّبْرِقان أَنه حَلأَه عن الماء.

بنن
: ( {البَنَّةُ: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ) كرائِحَةِ التُّفَّاحِ ونحْوِه، جَمْعُه} بِنانٌ.
قالَ سِيْبَوَيْه: جَعَلُوه اسْماً للرّائِحَةِ الطَّيِّبةِ كالخَمْطَةِ؛ (و) قد يُطْلَقُ على (المُنْتِنَةِ) المَكْرُوهَةِ. وَهَكَذَا رَوَاه أَبو حاتِمٍ عَن الأَصْمعيّ من أنَّ البَنَّةَ تقالُ فيهمَا؛ (ج بِنانٌ) ، بالكسْرِ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
وتَكْره {بَنَّةَ الغَنمِ الذِّئابُ قالَ ابنُ بَرِّي: وزَعَمَ أَبو عُبَيْدٍ أنَّ البَنَّةَ الرائِحَةُ الطَّيِّبَة فَقَط؛ قالَ: وليسَ بصَحِيحٍ بدَليلِ قَوْل عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، للأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ حينَ قالَ: مَا أَحْسِبُك عَرَفْتَني يَا أَمِير المُؤْمِنِين، قالَ: (بَلَى وإِنِّي لأَجدُبَنَّةَ الغَزْل مِنْك) ، رَمَاه بالحياكَةِ.
(و) البَنَّةُ: (رائحَةُ بَعَرِ الظِّباءِ) ، والجَمْعُ كالجَمْعِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّوْرَ الوَحْشيَّ:
} أبَنَّ بِنَا عَوْدُ المَباءَةِ طَيِّبٌ نسيمَ البِنانِ فِي الكِناسِ المُظَلَّلِيقولُ: أَرِجَتْ ريحُ مَباءَتِنا ممَّا أَصابَ أَبْعارَه مِن المَطَرِ.
(وكِناسٌ {مُبِنٌّ) :) أَي ذُو بَنَّةٍ، وَهِي رائِحَةُ بَعْرِ الظِّباء؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} وبَنَّةُ الجُهَنِيُّ: صَحابيٌّ) ، رَوَى ابنُ لهيعَةَ عَن أَبي الزُّبَيْرِ عَن جابرٍ عَنهُ حَدِيثاً فِي لَعْنِ مَن تَعاطَى السَّيْف مَسْلولاً. (أَو هُوَ بالمُثنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ أَوَّلَه) ، أَو بموحَّدَتَيْن، أَو هُوَ منيبة بضمِّ النُّون وفتحِ الموحَّدَةِ مصغَّراً.
(و) بَنَّةُ، (ع بكابُلَ) بَيْنها وبينَ المولتان.
(و) أَيْضاً: (ة ببَغْدادَ) ، وقيلَ: ساحِل دجْلَةَ بينَ تكْرِيت والمَوْصِلِ مَشْهور بالشَّرانبِ.
(و) أَيْضاً: (حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ) ، وقيلَ: هُوَ بكسْرِ الموحَّدَةِ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبو جَعْفرِ بنِ {البَنِّيّ الشاعِرُ الأَنْدَلُسِيُّ، ومِن شعْرِه فِي قنْدِيل:
وقنْدِيلٌ كأَنَّ الضَّوْءَ فِيهِ مَحاسِنَ مَن أُحِبُّ وَقد تَجَلّى أَشارَ إِلَى الدُّجا بلسانِ أَفْعَى فشمَّر ذَيْلَه هَرَباً ووَلَّى (و) } بُنَّةُ، (بالضَّمِّ: جَدٌّ لأَيُّوبَ بنِ سُلَيْمان الرَّازِيِّ) المُحدِّثِ عَن ابنِ أَبي الدُّنْيا.
( {وبَنَّ) بالمَكانِ (} يَبِنُّ) بَنًّا: (أَقامَ) بِهِ، ( {كأَبَنَّ) .
(وأَبَى الأَصْمعيُّ إلاَّ} أَبَنَّ وَلذَا اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ عَلَيْهِ.
وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لذِي الرُّمَّةِ:
أَبَنَّ بِنَا عَوْدُ المباءَةِ طَيِّبُ ويقالُ: رأَيْتُ حيًّا {مُبِنًّا بمَكَانِ كَذَا، أَي مُقِيماً، وقوْلُه:
بَلَّ الذُّنابى عَبَساً مُبِنًّا يَجوزُ أَنْ يكونَ اللاَّزمَ اللاَّزِقَ، وَأَن يكونَ مِن البَنَّة الرائِحَةَ المُنْتِنَة، فأمَّا أَنْ يكونَ على الفِعْل أَو على النَّسَبِ.
وجَعَلَ الزَّمَخْشريُّ:} الإِبْنانُ بمعْنَى الإقامَةِ؛ مِن المجازِ؛ قالَ: وأَصْلُه مَا يُوجدُ فِيهِ مِن بَنَّةِ نَعَمِهم، ثمَّ كَثُر حَتَّى قيلَ لكلِّ إقامَةٍ {إبْنَانٌ.
(} والبَنانُ: الأَصابِعُ أَو أَطْرافُها) ؛) وَهَذِه عَن الجوْهرِيِّ.
قيلَ: سُمِّيَت بذلِكَ لأنَّ بهَا إصْلاحَ الأحْوالِ الَّتِي تمكِّنُ الإنْسانَ أنْ يبنَّ فيمَا يُريدُ، ولذلكَ خصّ فِي قوْلِه تَعَالَى: {بَلَى قادِرِين على أَنْ نُسَوِّي {بنَانَه} ، وقَوْله: {واضْربُوا مِنْهُم كلَّ} بَنانٍ} ؛ خَصَّه لأنَّه بهَا يقاتِلُ ويدافِعُ؛ قالَهُ الرَّاغبُ.
وقالَ الفارِسِيُّ فِي قوْلِهِ تَعَالَى: {نُسَوِّي بَنانَه} ، أَي نَجْعلُها كخُفِّ البَعيرِ فَلَا يَنْتَفِع بهَا فِي صَناعَةٍ.
وقيلَ: {البَنانُ: حاصِلُ الأصابِعِ، وَهل يخصّ اليَدَ أَو يعمُّ الرِّجْلَ خِلافٌ.
وقالَ أَبُو إسْحاق فِي قوْلِه تعالَى: {واضْربُوا مِنْهُم كلَّ بَنانٍ} . البَنانُ هُنَا جَمِيعُ الأعْضاءِ مِن البَدَنِ.
وقالَ الزجَّاجُ: الأصابِعُ وغيرُها مِن جَمِيعِ الأعْضاءِ.
وقالَ اللّيْثُ: البَنانُ فِي كتابِ اللَّهِ تَعَالَى: هُوَ الشَّوَى، وَهِي الأيْدِي والأَرْجُلِ، قالَ:} والبَنانَةُ الإصْبَعُ الواحِدَةُ؛ وأَنْشَدَ:
لَا هُمَّ أَكْرَمْتَ بَني كنانهْليس لحيَ فوقَهم بَنانهْأَي ليسَ لأَحدٍ عَلَيْهِم فَضْلِ قيسَ إصْبعٍ.
وقالَ أَبو الهَيْثم: {البَنانَةُ: الإصْبَعُ كلُّها، وتقالُ للعُقْدةِ العُلْيا مِنَ الإصْبَعِ؛ وأَنْشَدَ:
يُبَلِّغُنا مِنْهَا البَنانُ المُطَرَّفُ وَفِي الصِّحاحِ: جَمْعُ القلَّةِ:} بَناناتٌ، ورُبَّما اسْتَعارُوا بناءَ أَكْثَر العَدَدِ لأَقَلِّه؛ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
قد جَعَلَت مَيٌّ على الطِّرارِخَمْسَ بَنانٍ قانِىءِ الأَظْفارِيُريدُ خَمْس بَنانٍ مِن الأَظْفارِ ويقالُ: بَنانٌ مُخَضَّبٌ لأنَّ كلّ جَمْع بَيْنه وَبَينه واحِدِه الهاءُ فإنَّه يُوَحَّد ويُذَكَّرُ.
وَفِي عبارَةِ المصنِّفِ، رحِمَه اللَّهُ، مِن القُصورِ مَا لَا يَخْفى.
(و) بَنانُ: (ماءَةٌ.
(و) قيلَ: (جَبَلٌ لبَني أَسَدٍ.
(و) قيلَ: (ع بنَجْدٍ) ؛) ويَجْمَعُ ذلِكَ أَنَّه مَوْضِعٌ بنَجْدٍ فِي دِيارِ بَنِي أَسَدٍ لبَني جذيمةَ بنِ مالِكِ بنِ نَصْرِ بنِ قعينٍ بلحْفِ جَبَلٍ فِيهِ ماءٌ.
(و) {بُنانٌ، (بالضَّمِّ: ع.
(و) أَيْضاً: (اسمُ جماعَةٍ) مِن المحدِّثِينَ أَشْهَرُهم: بُنانُ بنُ محمدِ بنِ حمدانَ الحمَّال أَبو الحَسَنِ البَغْدادِيُّ الزاهِدُ، وقيلَ: أَصْلُه مِن وَاسط، وحفيدُه مكِّيُّ بنُ عليِّ بنِ بُنان، أَخَذَ عَنهُ سعدُ بنُ عليِّ الرّيحانيُّ وأَبو المُثَنَّى دارِمُ بنُ محمدِ بنِ بُنانَ لَقِيَه أَبو الدستى، وأَخُوه المُطَهِّرُ حدَّثَ أَيْضاً.} وبُنانُ بنُ أَحمدَ الوَاسِطيُّ عَن أَبي نعيمٍ الملائِيُّ؛ وبُنانُ بنُ أَبي الهَيْثمِ عَن يَزِيد بنِ هَارون، وبُنانُ النّسائيّ واسْمُه أَحمدُ بنُ الحُسَيْنِ شيخٌ لابنِ صاعِدٍ، وبُنانُ بنُ أَحمدَ بنِ عُلْوِيَّهُ القطَّان عَن دَاود بنِ رُشَيدٍ؛ وبُنانُ بنُ يَحْيَى المُغازِليُّ عَن عاصمِ بنِ عليَ، وبُنانُ بنُ محمدِ بنِ بُنان الخَطِيب عَن أَبي جَعْفرِ بنِ شاهِين؛ ومحمدُ بنُ بُنان الخُراسانيُّ شيخٌ لمحمدِ بنِ المُسَيِّبِ الأرغيانيّ، والوليدُ بنُ بُنان عَن محمدِ بنِ زُنبور، ومحمدُ بنُ بُنانِ بنِ مُعِينٍ الخلاَّلُ شيخٌ لأَبي الفضْلِ الزّهْريّ؛ وعليُّ بنُ بُنانٍ العَاقُوليُّ عَن أَبي الأَشْعَث العجليُّ؛ وأَحمدُ بنُ بُنانٍ الوَاسِطيُّ شيخٌ لابنِ السقَّاء؛ وإسحاقُ بنُ بُنانٍ بنِ مَعْن الأَنْماطيُّ عَن شحادَةَ؛ وإسحاقُ بنُ بُنانٍ الجوْهرِيُّ الدِّمَشْقيُّ عَن أبي الفتْحِ الطرسوسيُّ؛ وبُنانٌ الطُّفَيْليُّ مَشْهورٌ؛ وعُمَرُ بنُ بُنانٍ الأَنْماطيُّ عَن عبَّاس الدُّوريُّ؛ وعُمَرُ بنُ بُنانٍ المُقْرىءُ زاهِدٌ فِي زَمَنِ الدَّارْقطْنيُّ؛ وبُنانٌ البَغْدادِيُّ واسْمُه محمدُ بنُ عبدِ الرَّحيم؛ وبُنانٌ الدفان واسْمُه دَاودُ بنُ سُلَيْمان شيخُ الخَرائِطِيّ؛ وبُنانُ بنُ عبدِ اللَّهِ المِصْريُّ حدَّثَ عَن الْوَلِيّ القطب ذِي النُّون المِصْرِيّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ؛ وعبدُ الكَريمِ بنُ عليِّ بنِ عيسَى بنِ بُنانٍ الجوْهرِيُّ وابْنُه محمدُ بنُ عبدِ الكَرِيمِ رَوَى عَنْهُمَا ابنُ عَسَاكِر؛ وأَبو الفضْلِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ بُنانٍ الدِّينارِيُّ ثمَّ المِصْريُّ حدَّثَ عَن الحبَّال بكتابِ الِّسيرَةِ وابْنُه أَبو الطاهِرِ حدَّثَ عَن أَبي البَرَكات بنِ الغرفى بصِحاحِ اللُّغَةِ، وغيرُ هَؤُلَاءِ.
(وكشَدَّادٍ: دِينارُ بنُ! بَنَّانٍ) حدَّثَ بالرَّمْلَةِ، (أَو هُوَ بَيَّانُ، بالمُثَنَّاةِ التَّحْتيَّة؛ وحَرْبُ بنُ بَنَّانٍ) شيخٌ لأَبي يَعْقوب المَنْجَنِيقيِّ؛ (و) بَنَّانُ (بنُ يَعْقوبَ الكِنْدِيُّ) شيخٌ لابنِ عقْدَةَ، (أَو هُوَ تَبَّانٌ بالمُثَنَّاةِ الفَوْقيَّة) والباءِ الموحَّدَةِ المُشَدَّدَةِ، وَفِي بعضِ النسخِ بتَقْديمِ الموحَّدَةِ على المُثَنَّاةِ.
وفاتَهُ:
محفوظُ بنُ حُسَيْن بنِ بَنَّانٍ سَمِعَ من أَبي السُّعود المجليّ؛ ودَاودُ بنُ بَنَّانٍ ذَكَرَه عبدُ الغنِيِّ بنُ سعيدٍ، رَوَى عَن جَعْفرِ النَّوْفليّ وضَبَطَه ابنُ ماكُولا بالتَّحْتِيَّة المُشَدَّدةِ؛ ومحمدُ بنُ بَنَّانٍ شيخٌ لأبي صالحٍ الحرَّانيُّ ذَكَرَه ابنُ الطحَّان؛ وأَحمدُ بنُ بَنَّانِ بنِ عيسَى المَوْصِلِيُّ رَوَى عَن خَطِيبِها أَبي الفضْلِ الطُّوسيُّ؛ {وبَنَّانُ لَقَبُ أَبان بن عبدِ اللَّهِ بنِ أَبان بنِ عبدِ المَلِكِ بنِ أَبان بنِ يَحْيَى بنِ سعيدِ بنِ العاصِ الأُمويّ، وأَبُو دَاودُ بنُ علوان بنِ دَاود بنِ القاسِمِ بنِ بَنَّان التاجِرُ الوَاسطيُّ حدَّثَ بالإِسْكَنْدريَّةِ عَن أَبي النَّضْر بنِ السَّمْعانيِّ.
(} والبَنَانَةُ: واحِدَةُ {البَنانِ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لعباسِ بنِ مِرْداس:
أَلا لَيْتَنِي قطَّعْتُ مِنْهُ} بَنانَه ولاقَيْتُه يَقْظان فِي البيتِ حاذِرا (و) {بَنانَةُ: (ع) .
(وقالَ نَصْر: ماءَةٌ لبَني أَسَدٍ.
(و) أَيْضاً: (قَصْرٌ.
(و) } البُنانَةُ، (بالضَّمِّ: الرَّوْضَةُ المُعْشِبةُ) الَّتِي حليَتْ بالزَّهْرِ؛ ويُفْتَحُ.
(و) {بُنانَةُ: (حيٌّ) مِن العَرَبِ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
قلْتُ: وهُم مِن قُرَيْشٍ وليسُوا مِن قُرَيْشٍ مكَّةَ، وإنَّما دَخَلُوا فيهم.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: كَانُوا فِي بَني الحرِثِ بنِ ضبيعَةَ.
وقالَ الحكَمُ: هم مِن بَني شَيْبان، (مِنْهُم ثابِتُ) بنُ أَسْلَم البَصْريُّ (} البُنانِيُّ) أَبو محمدٍ عَن الزُّبَيْرِ وأَنَس وأَبي رافِعٍ، وَعنهُ حُمَيْد الطَّويل وشعْبَةُ وحمَّادُ بنُ زَيْدٍ، ماتَ سَنَة 127، رحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، عَن ستَ وثَمانِينَ سَنَةٍ؛ وأَيْضاً محمدُ بنُ ثابِتٍ حدَّث أَيْضاً.
(و) بُنانَةُ: (مَحَلَّةٌ بالبَصْرَةِ) مِن المَحال القَديمَةِ جاءَ ذِكْرُها فِي الحدِيثِ، (نُسِبَتْ إِلَى بُنانَةَ أُمِّ وَلَدِ سَعْدِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ) ، ويُنْسَبُ وَلدُه إِلَيْهَا لنُزولِهم بهَا؛ وقيلَ: هِيَ آمِنَةُ حاضِنَةُ بَنِيه، وقيلَ: كَانَت حاضِنَتَهم خاصَّةً. (سَكَنَها ثابِتٌ أَيْضاً) فنُسِبَ إِلَيْهَا، فَهُوَ مَنْسوبٌ إِلَى بُنانَةَ والمَحلَّة، واقْتَصَرَ ابنُ الأثيرِ على الوَجْهِ الأَخيرِ.
( {وبَنَّنَ) } تَبْنِيناً: (ارْتَبَطَ الشَّاةَ ليُسَمِّنَها.
( {والبَنِينُ) ، كأَميرٍ: (المُتَثَبِّتُ العاقِلُ) وكلُّ ذلِكَ مِن} بَنَّ بالمكانِ إِذا أَقامَ بِهِ ولَزِمَه.
( {والبُنِّيُّ، كقُمِّيَ: ضَرْبٌ من السَّمَكِ) أَبْيَضَ، وَهُوَ أَفْخَر الأَنواعِ يكونُ كثيرا فِي النِّيلِ.
(و) أَبو هَارونَ (موسَى بنُ هَارونَ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ موسَى بنُ زِيادٍ الكُوفيُّ، (المُحدِّثُ) } البُنِّيُّ رَوَى عَنهُ محمدُ بنُ عبيدِ بنِ عتبَةَ وغيرِهِ.
(و) أَيْضاً: (لَقَبُ) رجُلٍ (آخَر) وَهُوَ محمدُ بنُ أَبي البَرَكاتِ البُنِّيُّ حدَّثَ بسنَدِ مُسدَّد عَن محمدِ بنِ مُظَفَّرٍ العطَّار، (كأَنَّه نِسْبَة إِلَى! البُنِّ، بالضَّمِّ، وَهُوَ شيءٌ يُتّخَذُ كالمُرِّيِّ) .
(وقالَ ابنُ السّمعانيِّ، رحِمَه اللَّهُ: هُوَ شيءٌ من الكَوَامِيخ وَقد نُسِبَ موسَى بنُ زِيادٍ إِلَى بَيْعِه.
وقالَ المَالِينيُّ: نُسِبَ إِلَى بلْدَةٍ بالعِراقِ وذَكَرَ أَبا موسَى بنِ زِيادٍ ورَوَى لَهُ حدِيثاً، ويُمْكنُ الجَمْع بَيْنهما.
وقالَ الحكيمُ دَاود، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: بَنٌّ ثَمَرُ شَجَرٍ باليَمَنِ يُغْرسُ حَبُّه فِي أَذارَ ويَنْمو ويُقْطَفُ فِي آبَ، ويَطُولُ نَحْو ثلاثَةِ أَذْرُعٍ على ساقٍ فِي غِلَظِ الإِبْهامِ ويُزْهِرُ أَبْيض يخلفُ حَبًّا كالبُنْدُقِ ورُبَّما تَفَرْطَح كالبَاقِلاَّ، وَإِذا تَقَشَّرَ انْقَسَم نِصْفَيْن، وَقد جُرِّبَ لتَجْفيفِ الرُّطوباتِ والسُّعَال والبَلْغَم والنَّزْلات وفتْحِ السّدَدِ وإدْرارِ البَوْلِ، وَقد شاعَ الآنَ اسْمُه بالقَهْوةِ إِذا حُمِّصَ وطُبِخَ بَالغا.
(وأَبو القاسِمِ بنُ {البُنِّ؛ وأَحمدُ بنُ عليِّ) بنِ محمدٍ الأَسَديُّ الدِّمَشْقيُّ عُرِفَ (بابْنِ البُنِّ؛ مُحدِّثانِ) ؛) وأَخُو الأَخيرِ أَبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ البُنِّ حدَّثَ ابْنه.
(و) } البِنُّ، (بالكسْرِ: الطِّرْقُ من الشَّحْمِ والسِّمَنِ) ، أَي الْقُوَّة مِنْهُمَا. (يقالُ) :) ركِبَها ( {بِنٌّ على بِنَ) ، أَي طِرْقٌ على طِرْقٍ، يقالُ ذلِكَ للدابَّةِ إِذا سَمِنَتْ.
(و) البِنُّ: (المَوْضِعُ المُنْتِنُ الَّرائحةِ.
(} وبَنْ) واللَّهِ لَا آتِيكَ، (لُغَةٌ فِي بَلْ) واللَّهِ لَا آتِيكَ، يَجْعلُونَ اللامَ فِيهَا نوناً.
قالَ الفرَّاءُ: وَهِي لُغَةُ بَني سعْدٍ وكلْبٍ؛ قالَ: وسَمِعْتُ الباهِلِيِّين يقولونَ لابَنْ بمعْنَى لَا بَلْ.
وقالَ ابنُ جنِّي: لسْتُ أَدْفعُ أَنْ يكونَ {بَنْ لُغةً قائِمةً بنَفْسِها.
(} والبَنْبانُ: العَمَلُ، والرَّدِيءُ من المَنْطِقِ) ، وَهِي {البَنْبَنةُ.
قالَ أَبو عَمْرو: صَوْتُ الفُحْشِ والقَذَع.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} بَنْبَنَ: تكلَّمَ بكَلامِ الفُحْشِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ ولكثير المحاربيّ:
قد مَنَعَتْني البُرَّ وَهِي تَلْحانْوهو كَثيرٌ عندَها هِلِمَّانْ وَهِي تُخَنْذِي بالمَقالِ {البَنْبانْ قالَ: أَي الرَّدِيءُ مِن المَنْطقِ.
(و) } بَنْبَان، غَيْرُ مَصْروفٍ: (ماءٌ لتَمِيمٍ) ؛) وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
فصارَ ثَناها فِي تميمٍ وغيرِهمعَشِيَّةَ يأْتِيها {بِبَنْبَانَ عِيرُها وقالَ الحُطَيْئة:
مُقِيمٌ على بَنْبانَ يَمْنَعُ ماءَهُ وماءَ وسِيعٍ ماءُ عَطْشانَ مُرْمِلِ (و) أَبو القاسِمِ (عبدُ الغَنِيِّ) بنُ سُلَيْمان (بنِ} بَنِينٍ) المِصْريُّ، (كأَميرٍ) حدَّثَ بالقَاهِرَة عَن غيرِ واحِدٍ، وَعنهُ أَبو العَدِيمِ. وقالَ الحافِظُ: حدَّثونا عَن أَصْحابِه ( {وبُنَيْنُ، كزُبَيْرٍ: ابنُ إبراهيمَ القُرَشِيِّ؛ مُحدِّثانِ) ، حدَّثَ عَن سُلَيْمان بنِ بِلالٍ، وَعنهُ الحُسَيْنُ بنُ القاسِمِ البجليِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} البَنَّةُ: ريحُ مَرابِضِ الغَنَمِ والبَقَرِ، ورُبَّما سُمِّيتْ مَرابِضُ الغَنَم {بَنَّة.
وقالَ السّهيليُّ فِي الرَّوْضِ:} البُنانَةُ، بالضمِّ، الرائِحَةُ الطيِّبَةُ.
{وأَبَنَّتِ السَّحابَةُ: دامَتْ أَياماً.
} وتَبَنَّنَ: تَثَبَّتَ.
{وبَنْبانُ: موْضِعٌ فِي أَدْنى اليَمامَةِ للخارِجِ إِلَيْهَا مِن العِراقِ.
} والبنبان: الأَقْداحُ الصِّغارُ؛ جاءَ ذِكْرُه فِي الحدِيثِ.
ومحمدُ بنُ المُبارَك، وناصِرُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَيْنِ، وعبدُ الواحِدِ بنُ محمدِ بنِ الحُسَيْنِ {البنيونَ، مُحدِّثونَ.
} وبَنُونَةُ، كسَفُودَةٍ: لَقَبُ رجُلٍ.
وأَبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ السَّلام بنِ حَمْدونَ {البنانيُّ الفاسِيُّ رَوَى عَنهُ شيْخُنا العَلاَّمَة الإمامُ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَيُّوب التلمسانيّ وشيْخُنا إسْماعيلُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عليَ المَدَنيُّ وغيرُهُما، رحِمَهم اللَّهُ تَعَالَى.
} وبُنانُ، كغُرابٍ: محلَّةٌ بمَرْوَ، وَمِنْهَا: عليُّ بنُ إبراهيمَ صاحِبُ ابنِ المُبارَك، قالَهُ أَبو الفَضْلِ المَقْدسيّ وأَنْكَرَه ابنُ السّمعانيّ.
{والبُنَيْنَةُ، مصغَّراً: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ الحُوَيْدرَةِ عَن نَصْر.
} وبِنَّا، بكسْرٍ فتَشْديدٍ: مَوْضِعٌ قُرْبَ بَغْدادَ، هُوَ عَنهُ أَيْضاً.
{وبَنَّةُ بنْتُ عِيَاض الأَسْلَمِيَّة محدِّثَةٌ.

بنن


بَنَّ
بَنَّةa. Perfume, fragrance.

بُنّa. Coffee-berry.

بُنِّيّa. Coffeecoloured, brown.

بَنَاْنa. Fingerends, finger-tips.

بُنَاْنَةa. Meadow; park.

بَن — بْنُ
a. Son. See
بَنَى

بَنَادُوْرَى
a. Tomato.

الإنسان

الإنسان: الكامل الجامع لجميع العوالم الكونية الكلية والجزئية، وهو كتاب جامع للكتب الإلهية والكونية، ومن حيث روحه وعقله كتاب عقلي سمي بأم الكتاب، ومن حيث قلبه كتاب اللوح المحفوظ، ومن حيث نفسه كتاب المحو والإثبات. الأنس: بالضم، أثر مشاهدة جمال الحضرة الإلهية في القلب وهو جمال الجلال.
الإنسان:
[في الانكليزية] Man
[ في الفرنسية] L'homme
بالكسر وسكون النون قال الإمام الرازي في التفسير الكبير في تفسير قوله تعالى: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي اعلم أنّ العلم الضروري حاصل بأن هاهنا شيئا يشير إليه الإنسان بقوله أنا، فالمشار إليه إمّا أن يكون جسما أو عرضا أو مجموعهما، أو شيئا مغايرا لهما أو ما يتركب منهما، ومن ذلك الشيء الثالث. أمّا القسم الأول وهو أن يقال إنّ الإنسان جسم فذلك الجسم إمّا هذه البنية المخصوصة أو جسم داخل في هذه البنية أو جسم خارج عنها.
أما القائلون بأنّ الإنسان عبارة عن هذه البنية المخصوصة المحسوسة وعن هذا الهيكل المجسّم المحسوس، فهم جمهور المتكلمين.
وهذا القول باطل عندنا لأن العلم البديهي حاصل بأنّ أجزاء هذه الجثّة متبدّلة زيادة ونقصانا بحسب النموّ والذبول والسّمن والهزال، وزيادة عضو من الأعضاء وإزالته. ولا شكّ أنّ المتبدّل المتغيّر مغاير للثابت الباقي ولأنّ كل أحد يحكم بصريح عقله بإضافة كل من أعضائه إلى نفسه، فيقول رأسي وعيني ويدي، والمضاف غير المضاف إليه. وقول الإنسان نفسي وذاتي يراد به البدن فإنّ نفس الشيء كما يراد به ذاته التي إليها يشير كل أحد بقوله أنا، كذلك يراد به البدن، ولأنّ الإنسان قد يكون حيّا مع كون البدن ميتا، قال الله تعالى وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ الآية. وقال النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وقال أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً ومثل هذه الآيات كثيرة دالّة على تغاير الإنسان والبدن، ولأن جميع فرق الدنيا من الهند والروم والعرب والعجم وجميع أرباب الملل من اليهود والنصارى والمجوس والمسلمين وغيرهم يتصدّقون عن موتاهم ويدعون لهم بالخير، ولولا أنهم بعد موت الجسد بقوا أحياء لكان التصدّق والدّعاء لهم عبثا. فهذه الدلائل تدلّ على أنّ الإنسان ليس بجسم، وأنّ الإنسان غير محسوس لأن حقيقته مغايرة للسطح واللون، وكلّ ما هو مرئي فهو السطح واللون، فثبت أنّ الإنسان ليس جسما ولا محسوسا فضلا عن كونه جسما محسوسا.
وأما أنّ الإنسان جسم موجود في داخل البدن ففيه أقوال، وضبطها أنّ الأجسام الموجودة في هذا العالم السفلي إمّا أن تكون أحد العناصر الأربعة أو تكون متولّدة من امتزاجها، ويمتنع أن يحصل في البدن الإنساني جسم عنصري خالص، فلا بدّ أن يكون الحاصل جسما متولّدا من امتزاجها.
أما الجسم الذي تغلب عليه الأرضية فهو الأعضاء الصلبة الكثيفة كالعظم واللحم والشّحم والعصب ونحوها، ولم يقل أحد من العقلاء الذين قالوا إنّ الإنسان شيء مغاير لهذا الجسد بأنه عبارة عن أحد هذه الأعضاء لأنها كثيفة ثقيلة ظلمانية.
وأما الجسم الذي تغلب عليه المائية فهو الأخلاط الأربعة، ولم يقع في شيء منها أنه الإنسان إلّا في الدم، فإن منهم من قال إنه هو الروح لأنه إذا خرج لزم الموت.
وأما الجسم الذي تغلب عليه الهوائية والنارية فهو الأرواح فهي أجسام هوائية مخلوطة بالحرارة الغريزية متولّدة إمّا في القلب أو في الدماغ، وقالوا إنها هي الروح وهي الإنسان.
ثم اختلفوا فمنهم من يقول إنه جزء لا يتجزأ في الدماغ، ومنهم من يقول الروح عبارة عن أجزاء نارية مختلطة بهذه الأرواح القلبية والدماغية وتلك الأجزاء النارية المسماة بالحرارة الغريزية هي الإنسان. ومن الناس من يقول الروح عبارة عن أجسام نورانية سماوية لطيفة الجوهر على طبيعة ضوء الشمس، وهي لا تقبل التحلّل والتبدّل، ولا التفرق والتمزّق، فإذا تكوّن البدن وتمّ استعداده وهو المراد بقوله تعالى فَإِذا سَوَّيْتُهُ نفذت تلك الأجسام الشريفة السماوية الإلهية في داخل أعضاء البدن نفاذ النار في الفحم ونفاذ دهن السمسم في السمسم ونفاذ ماء الورد في الورد. ونفاذ تلك الأجسام في البدن هو المراد بقوله وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي. ثم إنّ البدن ما دام يبقى سليما قابلا لنفاذ تلك الأجسام الشريفة فيه بقي حيّا، فإذا تولّدت في البدن أخلاط غليظة منعت تلك الأخلاط لغلظها سريان تلك الأجسام الشريفة فيها فانفصلت عن هذا البدن ولزم الموت، فهذا مذهب قوي شريف يجب التأمّل فيه، فإنه سديد بالمطابقة بما ورد في الكتب الإلهية من أحوال الحياة والموت. وأما أنّ الإنسان جسم موجود خارج البدن فلا أعرف أحدا ذهب إليه.
وأمّا القسم الثاني وهو أنّ الإنسان عرض في البدن فهذا لا يقول به عاقل لأنه موصوف بالعلم والقدرة والتدبير والتصرّف، ومن كان كذلك كان جوهرا لا عرضا، بل الذي يمكن أن يقال به هو الإنسان بشرط أن يكون موصوفا بأعراض مخصوصة، وعلى هذا التقدير فللناس فيه أقوال: القول الأول إنّ العناصر إذا امتزجت وانكسرت سورة كلّ واحد منها بسورة الآخر حصلت كيفية معتدلة هي المزاج. ومراتب المزاج غير متناهية فبعضها إنسانية وبعضها فرسية، فالإنسانية عبارة عن أجسام موصوفة بكيفيات مخصوصة متولّدة عن امتزاجات أجزاء العناصر بمقدار مخصوص، وهذا قول جمهور الأطباء ومنكري النفس. ومن المعتزلة قول أبي الحسين. والقول الثاني إنّ الإنسان عبارة عن أجسام مخصوصة بشرط كونها موصوفة بصفة الحياة والعلم والقدرة، وهي أعراض قائمة بالجسم؛ وهؤلاء أنكروا الروح والنفس، وقالوا ليس هاهنا الأجسام مؤتلفة موصوفة بهذه الأعراض المخصوصة، وهذا مذهب أكثر شيوخ المعتزلة. والقول الثالث إنّ الإنسان عبارة عن أجسام موصوفة بأشكال مخصوصة بشرط أن تكون أيضا موصوفة بالحياة والعلم والقدرة.
والإنسان يمتاز عن سائر الحيوانات بشكل جسده وهذا مشكل لأنّ الملائكة قد يشتبهون بصور الناس، وفي صورة المسخ معنى الإنسانية حاصل مع أن هذه الصورة غير حاصلة، فبطل اعتبار الشّكل والصورة في حصول معنى الإنسانية طردا وعكسا.
وأما القسم الثالث وهو أن يقال الإنسان موجود ليس بجسم ولا جسماني، وهذا قول أكثر الإلهيين من الفلاسفة القائلين بفناء الجسم المثبتين للنفس معادا روحانيا وثوابا وعقابا روحانيا، وذهب إليه جماعة عظيمة من علماء المسلمين كالراغب والغزالي، ومن قدماء المعتزلة يعمر عباد السلمي، ومن الشيعة الملقب عندهم بالشيخ المفيد، ومن الكرّامية جماعة. واعلم أنّ أكثر العارفين الكاملين من أصحاب الرياضات وأرباب المكاشفات والمشاهدات مصرّون على هذا القول جازمون بهذا المذهب.
وأمّا القسم الرابع وهو أنّ الإنسان مركّب من تلك الثلاثة فنقول: اعلم أنّ القائلين بإثبات النفس فريقان. الفريق الأول وهم المحققون منهم قالوا إنّ الإنسان عبارة عن هذا الجوهر المخصوص وهذا البدن آلة منزله، ومنزله.
وعلى هذا التقدير فالإنسان غير موجود في داخل العالم ولا في خارجه وغير متصل بالعالم ولا منفصل عنه، ولكن له تعلقا بالبدن تعلق التدبير والتصرف، كما أنّ إله العالم لا تعلّق له بالعالم إلّا تعلّق التصرّف والتدبير.
والفريق الثاني الذين قالوا النفس إذا تعلّقت بالبدن اتحدت بالبدن فصارت النفس غير البدن والبدن غير النفس، ومجموعهما عند الاتحاد هو الإنسان، فإذا جاء وقت الموت بطل هذا الاتحاد وبقيت النفس وفسد البدن. فهذا جملة مذاهب الناس في الإنسان.
وكان ثابت بن قرّة يثبت النفس ويقول إنها متعلّقة بأجسام سماوية نورانية لطيفة غير قابلة للكون والفساد والتفرق والتمزق، وإنّ تلك الأجسام تكون سيّالة في البدن. وما دام يبقى ذلك السريان بقيت النفس مدبّرة للبدن، فإذا انفصلت تلك الأجسام اللطيفة عن جوهر البدن انقطع تعلّق النفس مدبرة للبدن، انتهى ما قال الإمام الرازي. وإن شئت زيادة التوضيح فارجع إلى التفسير الكبير.

وقال بعض الصوفية: الإنسان هو هذا الكون الجامع. وقال الشيخ الكبير في كتاب الفكوك: إنّ الإنسان الكامل الحقيقي هو البرزخ بين الوجوب والإمكان والمرآة الجامعة بين صفات القدم وأحكامه وبين صفات الحدثان، وهو الواسطة بين الحق والخلق، وبه وبمرتبته يصل فيض الحق والمدد الذي سبب بقاء ما سوى الحقّ إلى العالم كله علوا وسفلا، ولولاه من حيث برزخيته التي لا تغاير الطرفين لم يقبل شيء من العالم المدد الإلهي الوحداني لعدم المناسبة والارتباط، ولم يصل إليه كذا في شرح الفصوص للمولوي عبد الرحمن الجامي.
في الفصّ الأول ويجيء أيضا ذكره في لفظ الكلمة. وفي الإنسان الكامل حيث وقع من مؤلفاتي لفظ الإنسان الكامل فإنما أريد به محمدا صلّى الله عليه وآله وسلّم تأدّبا لمقامه الأعلى. وللإنسان الكامل ثلاثة برازخ وبعدها المقام المسمّى بالختام. البرزخ الأول يسمّى البداية وهو التحقق بالأسماء والصفات. والبرزخ الثاني يسمّى التوسّط وهو محك الرقائق الإنسانية بالحقائق الرحمانية، فإذا استوفى هذا المشهد علم سائر المتمكنات واطلع على ما يشاء من المغيبات. والبرزخ الثالث وهو معرفة التنوّع الحكمية في اختراع الأمور القدرية، ولا يزال الحق يخترق له العادات بها في ملكوت القدرة حتى يصير له خرق العوائد عادة في تلك الحكمة، فحينئذ يؤذن له بإبراز القدرة في ظاهر الأكوان. وإذا تمكّن من هذا البرزخ حلّ في المقام المسمّى بالختام، وليس بعد ذلك إلّا الكبرياء، وهي النهاية التي لا تدرك لها غاية. والناس في هذا المقام مختلفون فكامل وأكمل وفاضل وأفضل. وفي تعريفات السيّد الجرجاني: الإنسان الكامل هو الجامع لجميع العوالم الإلهية والكونية الكليّة والجزئية وهو كتاب جامع للكتب الإلهية والكونية فمن حيث روحه وعقله كتاب عقلي مسمّى بأمّ الكتاب. ومن حيث قلبه كتاب اللوح المحفوظ ومن حيث نفسه كتاب المحو والإثبات، فهو الصحف المكرّمة المرفوعة المطهرة التي لا يمسّها ولا يدرك أسرارها إلّا المطهّرون من الحجب الظلمانية. فنسبة العقل الأول إلى العالم الكبير وحقائقه بعينها نسبة الروح الإنساني إلى البدن وقواه، وأنّ النفس الكليّة قلب العالم الكبير، كما أنّ النفس الناطقة قلب الإنسان.
ولذلك يسمّى العالم بالإنسان الكبير انتهى.
الإنسان: هو الحيوان الناطق الذي هو أشرف المخلوقات وثمرةُ شجرة الوجود والموجودات.

بذل

ب ذ ل: (بَذَلَ) الشَّيْءَ أَعْطَاهُ وَجَادَ بِهِ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (الْبِذْلَةُ) وَ (الْمِبْذَلَةُ) بِكَسْرِ أَوَّلِهِمَا مَا يُمْتَهَنُ مِنَ الثِّيَابِ وَ (ابْتِذَالُ) الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ امْتِهَانُهُ وَ (التَّبَذُّلُ) تَرْكُ التَّصَاوُنِ.
[بذل] نه فيه: فخرج أي في الاستسقاء "متبذلاً"، التبذل: ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة على التواضع. ومنه: فرأى أم الدرداء "متبذلة" وروى مبتذلة.

بذل


بَذَلَ(n. ac.
بَذْل)
a. Gave willingly, bountifully.
b. Exerted himself, took pains.

بَذْلa. Present, gift, bounty, generosity.
b. Effort, exertion.

بِذْلَةa. Mean, shabby clothing.

بَاْذِلa. Generous; bountiful.

بَذُوْلa. Liberal, generous, bountiful.

بَذْل الجَهْد
a. Exertion; great effort.

بَذْل الذَات
a. بَذْل النَفْس Devotedness;
self-sacrifice.
بذل: البَذْلُ: نَقِيْضُ المَنْعِ، وهو بَذْلٌ بما عِنْدَه وباذِلٌ، وبَذَلْتُه أبْذُلُه وأبْذِلُه.
والبِذْلَةُ من الثِّيَابِ: ما لا يُصَانُ. والمَبَاذِلُ: الخُلْقَانُ، واحِدَتُها مِبْذَلَةٌ.
والرَّجُلُ المُتَبَذِّلُ: الذي يَلي الأعمالَ بنَفْسِه.
وفَرَسٌ له بَذْلٌ وصَوْنٌ: من جَرْيِه.
وقَوْلُ لَبِيْدٍ:
صَدْق المُبْتَذَلْ
أي السَّيْفُ، أرادَ: صَدْقٌ مُبْتَذَلُه.
ب ذ ل : بَذَلَهُ بَذْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ سَمَحَ بِهِ وَأَعْطَاهُ وَبَذَلَهُ أَبَاحَهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ وَبَذَلَ الثَّوْبَ وَابْتَذَلَهُ لَبِسَهُ فِي أَوْقَاتِ الْخِدْمَةِ وَالِامْتِهَانِ وَالْبِذْلَةُ مِثَالُ سِدْرَةٍ مَا يُمْتَهَنُ مِنْ الثِّيَابِ فِي الْخِدْمَةِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ بَذَلْت الثَّوْبَ بِذْلَةً لَمْ أَصُنْهُ وَابْتَذَلْت الشَّيْءَ امْتَهَنْته وَالْمِبْذَلَةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مِثْلُهُ وَالتَّبَذُّلُ خِلَافُ التَّصَاوُنِ. 
ب ذ ل

هم مباذيل للمعروف. قال قدامة بن موسى:

مباذيل للمولى محاشيد للقرى ... وفي الروع عند النائبات أسود

وخرج علينا في مباذله وفي ثياب بذلته. والرجل يتبذل في منزله، وفلان ماله مصون وعرضه مبتذل. وابتذل نفسه في كذا إذا امتهنها. قال:

ومن يبتذل عينيه في الناس لا يزل ... يرى حاجة محجوبة لا ينالها

وهذا كلام ومثل مبتذل أي ملهوج بذكره مستعمل. وسألته فأعطاني بذل يمينه أي ما قدر عليه.

ومن المجاز: لهذا الفرس صون وبذل أي يصون بعض جريه ويبذل بعضه لا يخرجه كله دفعة، وذلك محمود. ومنه قولهم: صونه خير من بذله أي باطنه خير من ظاهره.
[ب ذ ل] البَذْلُ ضِدُّ المَنْعِ بَذَلَه يَبْذُلُه ويَبْذِلُه بَذْلاً وكُلُّ مَنْ طابَتْ نَفْسُه بشيءٍ فهُوَ باذِلٌ لَه والابْتِذالُ ضِدُّ الصِّيانَةِ والبِذْلَةُ والمِبْذَلَةُ من الثِّيابِ ما لا يُصانُ واسْتَعارَ ابنُ جِنِّي البِذْلَةَ في الشِّعْرِ فقالَ الرَّجَزُ إنّما يُسْتعانُ بهِ في البِذْلَةِ وعِنْدَ الاعْتِمالِ والحُداءِ والمِهْنَة أَلا تَرَى إلى قَوْلِه

(لو قَدْ حَداهُنَّ أَبُو الجُودِيِّ ... )

(برَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيِّ ... )

(مُسْتَوِياتٍ كنَوَى البَرْنِيِّ ... )

والمِبْذَلُ والمِبْذَلَةُ الثَّوْبُ الخَلَقُ والمُتَبَذِّلُ لابِسُه والمُتَبَذِّلُ والمُبْتَذِلُ من الرِّجالِ الَّذِي يَلِي عَمَلَ نَفْسِه قالَ

(وفاءً للخَلِيفَةِ وابْتِذالا ... لِنَفْسِي مِن أَخِي ثِقَةٍ كَرِيمِ)

وبَذّالٌ اسمٌ ومَبْذُولٌ شاعِرٌ مِن غَنِيٍّ

بذل: البَذْل: ضد المَنْع. بَذَله يَبْذِله ويَبْذُله بَذْلاً: أَعطاه

وجادَ به. وكل من طابت نفسه بإِعطاء شيء فهو باذل له. والابتذال: ضد

الصِّيانة. ورجل بَذَّال وبَذُول إِذا كان كثير البذل للمال. والبِذْلَة

والمِبْذَلة من الثياب: ما يُلبس ويُمتهن ولا يُصان. قال ابن بري: أَنكر عليُّ

بن حمزة مَبْذَلة، وقال مِبْذَل بغير هاء، وحكى غيره عن أَبي زيد

مِبْذَلة، وقد قيل أَيضاً: مِيدَعَة ومِعْوَزَة عن أَبي زيد لواحدة المَوادِع

والمَعاوِز، وهي الثياب والخُلْقان، وكذلك المَباذِل، وهي الثياب التي

تُبْتذل في الثياب؛ ومِبْذَل الرجل ومِيدعُه ومِعْوَزه: الثوب الذي يبتذله

ويَلْبَسه؛ واستعار ابن جني البِذْلة في الشِّعْر فقال: الرَّجَز إِنما

يستعان به في البِذْلة وعند الاعتمال والحُداء والمِهْنَة؛ أَلا ترى إِلى

قوله:

لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُودِيَّ

برَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّوِيِّ،

مُسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنِيِّ

واسْتَبْذَلت فلاناً شيئاً إِذا سأَلته أَن يَبْذُله لك فَبذَله. وجاءنا

فلان في مَباذِله أَي في ثياب بِذْلته.

وابتذال الثوب وغيره: امتهانُه. والتَّبَذُّل: ترك التصاون. والمِبْذَل

والمِبْذَلة: الثوب الخَلَق، والمُتَبَذِّل لابسه. والمُتَبَذِّل

والمُبْتَذِل من الرجال: الذي يلي العمل بنفسه، وفي المحكم: الذي يلي عمل نفسه؛

قال:

وَفَاءً للخَلِيفَةِ، وابْتِذالاً

لنَفْسِيَ من أَخي ثِقَةٍ كَرِيم

ويقال: تَبَذَّل في عمل كذا وكذا ابْتَذل نفسه فيما تولاّه من عمل. وفي

حديث الاستسقاء: فخرج مُتَبَذِّلاً مُتَخَضِّعاً؛ التبذل: تركُ

التَّزيُّن والتَّهَيُّؤِ بالهَيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع؛ ومنه حديث

سلمان: فرأَى أُمَّ الدرداء مُتَبَذِّلة، وفي رواية: مبتذلة. وفلان صَدْقُ

المُبْتَذَل إِذا كان صُلْباً فيما يبتذل به نفسه. وفَرَس ذو صَوْن

وابتِذال إِذا كان له حُضْر قد صانه لوقت الحاجة إِليه وعَدْوٌ دونه قد

ابتذله.وبَذْلٌ: اسم. ومَبْذول: شاعر من غَنِيٍّ.

بذل: يقال بدل: بذلت نفسها (انظر فريتاج) بذلت فقط (عباد 1: 393) - والجملة التي نقلها فريتاج: بذلوا السيوف فيمن ظهر من المسلمين. منقولة من المقري (2: 801). وبذل فيهم السيف: وضع فيهم السيف أي قتلهم به (بوشر، حيان بسام 3: 49ق) - وبذل خطه بشيء: وعده بشيء كتابة (معجم المتفرقات) - وبذل وجهه: امتهن نفسه (ابن بطوطة 1: 240) - وبذل: أعطى، جاد (عباد 2: 174 رقم 98 ومعجم البلاذري) وفي حيان 74و: وقال له: قد وفر الله عليك الخمس مائة دينار التي كنت بذلتها، وتجد في كرتاس 92: بذل إليه بمال، وبذله بمال. وهو خطأ.
وفي معجم ألكالا تجد مادة ذَبُل ومشتقاتها عدا انذبال، بمعنى بَذُل دائماً، وهي من القلب.
بذّل (بالتضعيف): امتهن، حقر، أهان (البكري 96 وفيه مُبَذّل: مُحَقَّر - وتبذيل المال: تبذيره (بوشر).
تبذل: نفسه لله وحبسها. (الجريدة الآسيوية 1835، 2: 419) وفي الخطيب 72و: مختصر الملبس والمطعم كثير التبذل يعظم الانتفاع به في باب التوسعة بالسلف.
وتبذل في لباسه: ترك التزين والتجمل ولبس الخلق من الثياب (ميرسنج 22، والتفسير الذي ذكره ويجرز في تعليقه على الفقرة ص99 غير مقبول. لأن المؤلف يريد مدح الشخص الذي يتحدث عنه. ومن هذا: متبذلاً: متفضلاً، تاركا للتبذير ضد: متجملاً: اللابس للباس الزينة والفاخر من الثياب (المقري 2: 404).
وتبذل: ترك التصون والتحرز، وتعهر (ويجرز في تعليقه على ميرسنج) - ومتبذل لهمّ (للهمّ؟): مستكين إلى الهم وهو الغم (الجريدة الآسيوية 1: 1).
انبذل: أعطي، بُذِل.
ابتذل. ابتذل نفسه: بذل نفسه لله وقربها إليه (الجريدة الآسيوية 1835، 2: 418). وهي تعني أيضاً: ترك التحرز والتصون وتعهر (ابن جبير 299، والماوردي 157 واقرأ فيه مصوناً بدل منصوباً).
وابتذل: بذل من نفسه وأصبح أنيساً (المقري 2: 25 والمقدمة 1: 377) - وابتذل: ترك التصنع والتكلف في تصرفاته وطرائقه، ففي الخطيب 60ق: مطرح التصنع مبتذل - ومبتذل اللباس: تارك للتجمل، في لباس بسيط (الخطيب 247و). ومثل هذا النص في المقري 3: 27 وهو: وكان مبتذل اللباس على هيئة أهل البادية.
وابتُذِل (بالبناء للمجهول): امتهن، وأذل (الجريدة الآسيوية 1: 1) ومنه ابتذال: ذلة وامتهان (ابن جبير 342) - وابتذل في كلامه: لهج فيه لهج العامة (المقري 3: 755) وهو المبتذل في ألسن العامة (المقري 1: 27) وكذلك: مثل مبتذل أي ملهوج بذكره، مستعمل عند العامة (الجريدة الآسيوية 1: 1).
استبذل: دَنّس (معجم الماوردي).
بذلٌ ومؤنثه بذلة: زري، رث، خلق، ففي الخطيب 103و: قدم عليه في هيئة رثة بذلة.
بَذْلَة: شان، فضح، امتهن (معجم الماوردي).
وبذلة: قرط، شنف، خرص (فوك).
بَذّال: تبذارة، مسرف (المعجم اللاتيني).
بذل
بذَلَ يَبذُل، بَذْلاً، فهو باذِل، والمفعول مَبْذول
• بذَل المالَ: أعطاه وجادَ به عن طِيب نفْس ° بذَل التَّضحيات: قدَّمها- بذَل المساعي الحميدة: قام بها جادًّا- بذَل جَهْدَه/ بذَل أقصى الجهود/ بذَل قصارى جَهْدَه/ بذَل وُسْعَه/ بذَل ما في وُسْعَه: أفرغ أقصى طاقته، عَمِل المُسْتطاع- بذَل ماء وجهه: خلع الحياء.
• بذَل نفسَه في سبيل كذا: ضحّى بها، أفرغ طاقته في هذا السَّبيل "المؤمن يَبذُل روحَه في سبيل الله- بذَل الجُنْديُّ نفسَه في سبيل وطنه"? بذَل الغاليَ والنَّفيسَ/ بذَل النَّفسَ والنَّفيسَ: ضحّى بنفسه وماله.
• بذَل الطَّاعةَ لفلان: امتثل الطاعة، خضع له. 

ابتذلَ يبتذل، ابتِذالاً، فهو مُبتذِل، والمفعول مُبتذَل
• ابتذل العملَ: امتهنه، احتقره، حطَّ من شأنه وقيمته "قرأتُ لكاتب يبتذل الأدب ابتذالاً فعلمت أنّه ليس أديبًا" ° أسلوب مبتذل/ كلام مبتذل/ تعبير مبتذل: تافه، فَقَدَ طرافته وقيمته بسبب كثرة الاستعمال- ابْتُذِل فلانٌ: ترك الاحتشامَ والتَّصوُّن وتدنَّى في سلوكه- حياة مبتذلة: لا سموَّ فيها ولا مثاليّة- فكرة مبتذَلة: متداولة- نكتة مبتذلة: تخدش الحياء. 

استبذلَ يستبذل، استبذالاً، فهو مستبذِل، والمفعول مستبذَل
• استبذل الشَّخصَ: سأله أن يقدِّم له عطاء "كان الشّعراء يستبذلون الخلفاء". 

تبذَّلَ يتبذَّل، تبذُّلاً، فهو مُتبذِّل
• تبذَّل الشَّخصُ:
1 - تَدَنَّى في سلوكه وخُلُقه، ترك الاحتشام والتصوّن "تميل إلى التَّبذُّل في ملابسها".
2 - لَبِس الباليَ مِن الثياب "تبذّل الشَّحَّاذُ حتى يستعطف قلوب الناس".
3 - ترك التزيُّن والتَّجمُّل "تبذَّلت الأرملةُ حِدادًا على زوجها". 

ابتذاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ابتِذال.

2 - مصدر صناعيّ من ابتِذال: تَدَنٍّ وسطحيّة وركاكة "يتميز أسلوبه بالابتذاليّة".
• عبارة ابتذاليّة:
1 - سطحيّة، لا سموّ فيها ولا مثاليّة.
2 - خالية من الابتكار، فقدت طرافتها من كثرة الاستعمال.
3 - ركيكة، تافهة. 

بَذْل [مفرد]:
1 - مصدر بذَلَ.
2 - عطاء، سخاء "سألته فأعطاني بَذْل يمينه: ما قَدَر عليه".
3 - كريم "رجل بذْل". 

بِذْلة [مفرد]: ج بِذْلات وبِذَل: بَدْلَة، ثوب يُلبس خارج المنزل ويتكوّن عادةً من قطعتين أو ثلاث قطع "ارتدى بِذْلَة العمل/ عسكريّة".
• بذْلة الغَوْص: كساء مقاوم للماء قد يُزوَّد بخوذة منفصلة، يستخدم للعمل تحت الماء. 
بذل
البَذْلُ: م معروفٌ، وَهُوَ الإعطاءُ عَن طِيبِ نَفْسٍ. بَذَلَهُ يَبذُلُه ويَبذِلُه مِن حَدَّىْ نَصَر وضَرَب، الأَخيرةُ عَن ابْن عَبَّادٍ، وَاقْتصر الجَوهريُّ على الأولى، بَذْلاً: أعطَاهُ وجادَ بِه. والابتِذالُ: ضِدُّ الصِّيانَةِ وَقد ابْتَذَلَه: أهانَهُ، ثَوْباً أَو غيرَه، يُقال: مالُه مَصُونٌ وعِرضُه مُبتَذَلٌ. المِبْذَلَةُ كمِكْنَسَةٍ: مَا لَا يُصانُ مِن الثِّيابِ، كالبِذْلَةِ، بالكَسرِ، وَهُوَ الثوْبُ الخَلَقُ، كالمِبذَلِ كمِنْبَرٍ، والجَمْعُ: المَباذِلُ.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وأنكَر علىُّ بن حَمزةَ المِبذَلَةَ، وَقَالَ: هِيَ مِبذَلٌ، بغيرِ هاءٍ، وَحكى غيرُه عَن أبي زَيدٍ: مِبْذَلَة، وَقد قِيل أَيْضا: مِيدَعَةٌ ومِعْوَزَةٌ، عَن أبي زَيدٍ، لِواحِدَةِ المَوادِعِ والمَعاوِزِ، وَهِي الثِّيابُ والخَلَقُ، وَكَذَلِكَ المَباذِلُ، يُقال: خَرَج علينا فِي مَباذِلِه: أَي فِيمَا يَمْتَهِنُ بِه مِن الثِّياب ويَتَبَذَّلُ فِي مَنْزِله. وقولُ العامَّة: البَدْلَةُ، بالفتحِ وإهمالِ الدَّال، للثِّياب الجُدُدِ، خَطأٌ مِن وُجوهٍ ثَلاثةٍ، والصَواب بكسرِ المُوحَّدة وإعجامِ الذَّال، وَأَنه اسمٌ للثِّيابِ الخَلَقِ، فتأمَّلْ ذَلِك. وَقد تُجْمَع البِذْلَةُ علَى بِذَلٍ، كعِنَبٍ. والمُبتَذِلُ: لابِسُهُ، وَأَيْضًا مَن يَعْمَلُ عَمَلَ نَفْسِه وَفِي المُحْكَم: الَّذِي يَلِي عَمَلَ نَفْسِه كالمُتَبَذِّلِ وَمِنْه حديثُ الاستِسقاء: فخَرَجَ مُتَبَذِّلاً أَي تَارِكَ التَّزَيّنِ، على جِهة التَّواضُع. من المَجازِ: سَيفٌ صَدْقُ المُبْتَذَلِ: إِذا كَانَ ماضِيَ الضَّرِيبَةِ. من المَجاز: هَذَا فَرَسٌ لَهُ صَوْنٌ وبَذْلٌ أَي يَصُونُ بعضَ جَرْيِه ويبذُلُ بعضَه، لَا يُخْرِجُه كُلَّه دُفْعةً. أَو فَرَسٌ لَهُ ابتِذالٌ: أَي لَهُ حُضْرٌ يَصُونُه لِوَقْتِ الحاجَةِ إِلَيْهِ. ومَبذُولٌ: شاعِرٌ مِن غَنيّ. بَذْلٌ كنَجْمٍ، وشَدَّادٍ، وزُبَيرٍ: أسماءٌ أمّا بَذْلٌ فَإِنَّهُ اسمُ امرأةٍ، لَهَا ذِكْرٌ فِي الأغاني وأَمالِي الصُّوليِّ، ذَكرها ابنُ نُقْطَةَ، قَالَه الحافِظُ. وأمّا بُذَيْلٌ، فَقَالَ السُّهَيلِيُّ فِي الرَّوْض، نقلا عَن الدارَقُطْني: إِنَّه لَيْسَ فِي العَربِ بُذَيْلٌ، إلاَّ بُذَيْلَ بنَ سعد بن عديّ بن كاهِل بن نصر بن مَالك بن غَطَفان بن قيس بن جُهَينة، وَهُوَ جَدُّ عَدِيّ بن أبي الزَّغْباء، المَذكُورِ فِي غَزْوَة بَدْر. قلت: وَهُوَ الصَّحابِيُّ، رَضِي الله تعالَى عَنهُ،)
ويُقال: اسمُ أَبِيه: سِنانُ بن سُبَيع بن رَبِيعة بن زُهْرة بن بُذَيْل.
ومِمّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: رجُلٌ صَدْقُ المُبتَذَلِ: أَي ماضِي الضَّرِيبةِ، وَهُوَ الَّذِي إِذا ابْتَذلْتَه وجدتَه صُلْباً، قَالَ لَبِيدٌ، رَضِي الله عَنهُ:
(وَمَجُودٍ مِن صُباباتِ الكَرَى ... عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبتَذَلْ)
والتَّبَذُّلُ: تَركُ التَّصَوُّنِ. والبَذالَةُ: البَذْلُ. ويُقال: هم مَباذِيلُ للمَعْرُوفِ. وكَلامٌ وَمَثَلٌ مُبتَذَلٌ: أَي مَلْهُوج بذِكْرِه، مُستَعمَلٌ. وسألتُه فَأَعْطَانِي بَذْلَ يَمِينِه: أَي مَا قَدر عَلَيْهِ. ومِن المَجاز: صَوْنُه خَيرٌ مِن بَذْلِه: أَي باطِنُه خَيرٌ مِن ظاهرِه. وبَذَلَ الثَّوبَ: لَبِسَه فِي أوقاتِ الخِدْمة، كابْتَذَلَه.
واسْتَبذَلَه: طَلب مِنه البَذْلَ. ورجُلٌ بَذَّالٌ وبَذُولٌ: كَثِيرُ البَذْلِ للمالِ.

بذل

1 بَذَلَهُ, aor. ـُ (S, M, * Msb, K) and بَذِلَ, (M, K,) inf. n. بَذْلٌ, (S, M, Msb, K,) He gave it, and was liberal, or bountiful, with it; he gave it liberally, bountifully, unsparingly, or freely; (S, Msb, K, TA;) he gave it willingly, of his own free will or good pleasure: (TA:) and he made it allowable, or lawful, to be taken or possessed or done, willingly, or of his own free will or good pleasure: (Msb:) بَذْلٌ is the contr. of مَنْعٌ. (M.) [Hence,] سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِى بَذْلَ يَمِينِهِ I asked him, and he gave me what he was able to give. (TA.) [And بَذَلَ لَهُ نَفْسَهُ. (assumed tropical:) He gave up himself to, or spent himself for, him or it; he gave, or applied, himself, or his mind, unsparingly to it, namely, an undertaking &c.: a phrase of frequent occurrence. And بَذَلَ جَهْدَهُ, and مَجْهُودَهُ, (assumed tropical:) He exerted, or put forth, or expended, unsparingly, or freely, his power, or ability, or his utmost power or ability or endeavour: also of frequent occurrence.] And فَرَسٌ لَهُ صَوْنٌ وَ بَذْلٌ (tropical:) A horse that reserves a portion of his run, and is unsparing with a portion thereof; not putting forth the whole at once: (TA:) or that has a run which he reserves [ for the time of need], and a run which he performs unsparingly: (A in art. شهد: see شَاهِدٌ:) and ↓ فَرَسٌ ذُو صَوْنٍ وَابْتِذَالٍ a horse that has a running pace (حُضْرٌ) which he has reserved for the time of need, and a run (عَدْوٌ) less quick which he has performed freely, or without reservation (قَدِ ابْتَذَلَهُ). (T.) [In the K these phrases are given in a mutilated state, and with a mutilated explanation.]) And صَوْنُهُ خَيْرٌ مِنْ بَذْلِهِ (tropical:) His interior state, or disposition of mind, is better than his apparent state &c. (TA.) b2: See also 8.5 تبذّل He neglected the preserving of himself or his honour or reputation [from disgrace]; i. q. تَرَكَ التَّصَاوُنَ (S) or التَّصَوُّنَ; (TA;) he was careless of himself or his honour or reputation; contr. of تَصَاوَنَ; (Msb in the present art,;) as also ↓ ابتذل. (Msb in art. صون.) You say, كَرُمَ وَ لَمْ يَتَبَذَّلْ [He was generous, and was not careless of his honour or reputation]. (M and L in art. وفر.) b2: تبذّل فِى عَمَلِ كَذَا, and نَفْسَهُ فِيهِ ↓ ابتذل and بِهِ, He employed his own self in the doing of such a thing. (T.) 8 اِبْتِذَالٌ is the contr. of صِيَانَةٌ; (M, K;) [i. e.] ابتذلهُ signifies He held it in mean estimation; namely, a garment or other thing; (TA;) [he was careless of it; he used it, or employed it, on, or for, ordinary, mean, or vile, occasions, or purposes;] he used it for service and work; namely, a garment &c.; syn. اِمْتَهَنَهُ; (S, Msb;) he wore it (a garment) in times of service and work; as also ↓ بَذَلَهُ; (Msb, TA;) or, as IKoot says, بَذَلَهُ, [aor. ـُ and بَذِلَ,] inf. n. بَذْلَةٌ and بِذْلَةٌ, signifies he did not preserve it, lay it up, take care of it, or reserve it; namely, a garment. (Msb.) See also 5, in two places. You say also, ابتذل عَدْوَهُ (assumed tropical:) [He (a horse) performed his run freely, or without reservation; opposed to صَانَهُ]. (T.) See 1.10 استبذلهُ He sought, or demanded, of him a liberal, free, or willing, gift. (TA.) And اِسْتَبْذَلْتُ فُلَانًا شَيْئًا I asked of such a one that he would liberally, freely, or willingly, give me a thing. (T.) بَذْلٌ A thing that is given liberally, freely, or willingly: and inf. n. [or 1, q. v.], used as a proper subst.: pl. بُذُولٌ. (Har p. 206.) بَذْلَةٌ: see what next follows, in two places.

بِذْلَةٌ A garment that is worn (T, S, Msb) in service, or work; (S, Msb;) that is not preserved, laid up, taken care of, or reserved; (T, M, K;) as also ↓ بَذْلَةٌ (Msb) and ↓ مبْذَلٌ, (T,) or ↓ مِبْذَلَةٌ, (S, M, K,) the pl. of which is مَبَاذِلٌ: (S:) and an old and worn-out garment; (TA;) as also ↓ مِبْذَلٌ and ↓ مِبْذَلَةٌ; (M, K;) the last of which is mentioned on the authority of Az, but is disapproved by 'Alee Ibn-Hamzeh, who asserts it to be without ة: (IB, TA:) بِذْلَةٌ sometimes has بِذَلٌ as pl. (TA.) You say, ↓ جَآءَ نَا فُلَانٌ فِى مَبَاذِلِه, i. e. فِى ثِيَابِ بِذْلَتِهِ or ↓ بَذْلَتِهِ [Such a one came to us in his garments that he wore in service, or work]. (S, accord. to different copies. [I have shown that بِذْلَةٌ and بَذْلَةٌ are dial. vars., both as inf. ns. (see 8) and as proper substs.]) The word بَدْلَةٌ, with fet-h, and with the unpointed د, applied by the vulgar to [a suit of] new clothes, is a mistake for بِذْلَةٌ, and this is correctly a name for old and worn-out clothes. (TA. [But this is doubtful; for بَدْلَةٌ commonly signifies, in modern Arabic, a change of clothes; and hence, a suit of clothes, whether new or old.]) b2: IJ uses it metaphorically, in relation to poetry; saying, الرَّجَزُ إِنَّمَا يُسْتَعَانُ بِهِ فِى البِذْلَةِ وَ عِنْدَ الاِعْتِمَالِ وَ الحُدَآءِ وَ المِهْنَةِ (tropical:) [The metre termed rejez is only used as an aid in the ordinary, or meaner, business of life, and on the occasion of doing one's work, and singing to camels for the purpose of urging them on, and performing service of any kind: but in this case it may be regarded as an inf. n.: see 8]. (M.) بَذُولٌ: see بَذَّالٌ.

بَذَالَةٌ i. q. بَذْلٌ [inf. n. of 1, The act of giving liberally, &c.]. (TA.) بَذَّالٌ A man wont to give property liberally, freely, or willingly; or who so gives it much, or frequently; as also ↓ بَذُولٌ (T, TA) [and app. ↓ مِبْذَالٌ, (like مِسْمَاحٌ &c.,) of which the pl. occurs in the following saying]. ↓ هُمْ مَبَاذِيلُ لِلْمَعْرُوفِ [They are very liberally disposed to the exercise of beneficence, or bounty]. (TA.) بَاذِلٌ Any one who gives [liberally,] freely, or willingly. (M.) مِبْذِلٌ: see بِذْلَةٌ, in two places.

مِبْذَلَةٌ; and its pl. مَبَاذِلُ: see بِذْلَةٌ, in three places.

مِبْذَالٌ; pl. مَبَاذِيلُ: see بَذَّالٌ.

مُبْتَذَلٌ Held in mean estimation: as in the saying, مَالُهُ مَصُونٌ وَ عِرْضُهُ مُبْتَذَلٌ [His wealth is preserved, or taken care of, and his honour, or reputation, is held in mean estimation]. (TA.) b2: (assumed tropical:) Language, and a proverb, which one is wont to speak or mention, or which one is fond of speaking or mentioning. (TA.) b3: فُلَانٌ صَدْقُ المُبْتَذَلِ Such a one is strong, or sturdy, in the work in which he employs himself: (T:) or sharp, vigorous, or effective, in nature, or disposition; one who, when employed in a work, is found to be strong, or sturdy. (TA.) and سَيْفٌ صَدْقُ المُبْتَذَلِ (tropical:) A sword sharp, or penetrating, in the part with which one strikes. (K, TA.) مُبْتَذِلٌ, (K,) or ↓ مُتَبَذِّلٌ, (M, [so in a copy of that work, accord. to the TT, but this is probably a mistranscription,]) Wearing a مِبْذَل, i. e. [a garment used in service or work, or] an old and worn-out garment: (M, K:) and the latter, [if not a mistranscription for the former,] neglecting the adorning of himself, by way of humility. (TA, from a trad.) b2: See also what follows.

مُتَبَذِّلٌ (T, M, K) and ↓ مُبْتَذِلٌ (M, K) A man who employs his own self in doing a thing; (T;) a man who performs his own work. (M, K.) b2: See also what next precedes.
[بذل] بذلت الشئ أبذله بذلا، أي أعطيته وجُدْتُ به. والبِذْلَةُ والمِبْذَلَةُ: ما يُمْتَهَنُ من الثياب، يقال: جاءنا فلان في مَباذِلِهِ، أي في ثياب بِذْلَتِهِ. وابْتِذالُ الثوب وغيرهِ: امتهانُه. والتَبَذُّلُ: تركُ التصاون.

الحياة

الحياة: في الأصل: الروح وهي الموجبة لتحرك من قامت به، ذكره العكبري.

وقال الحرالي: الحياة تكامل في ذات ما أدناه حياة النبات بالنمو والاهتزاز مع انغراسه إلى حياة ما يدب بحركته وحسه إلى غاية حياة الإنسان في تصرفه وتصريفه إلى ما وراء ذلك من التكامل في علومه وأخلاقه. وقال في موضع آخر: الحياة كل خروج عن الجمادية من حيث إن معنى الحياة بالحقيقة تكامل الناقص. وقال ابن الكمال: الحياة صفة توجب للمتصف بها العلم والقدرة. وقال الراغب: تستعمل للقوة النامية الموجودة بالنبات والحيوان، وللقوة الحساسة، ومنه سمي الحيوان حيوانا، وللقوة العالمة العاقلة، ومنه {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} وقوله
لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
ولارتفاع الهم والغم ومنه قوله
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء
وللحياة الأخروية والأبدية وذلك يتوصل إليه بالحياة التي هي العقل والعلم، وللحياة التي يوصف بها الباري فإنه إذا قيل فيه حي فمعناه لا يصح عليه الموت وذلك ليس إلا له.
الحياة:
[في الانكليزية] Life
[ في الفرنسية] Vie
بالفتح بمعنى زندگى ضد موت. والحي زنده كما في الصراح. ومفهومه بديهي فإنه من الكيفيات المحسوسة. وقال ابن سينا ماهيات المحسوسات غنية عن التعريف. واختلف في رسومها. فقيل هي قوة تتبع الاعتدال النوعي وتفيض منها سائر القوى الحيوانية. ومعنى الاعتدال النوعي أنّ كل نوع من أنواع المركّبات العنصرية له مزاج مخصوص هو أصلح الأمزجة بالنسبة إليه فالحياة في كل نوع من أنواع الحيوانات تابعة لذلك المزاج المسمّى بالاعتدال النوعي. ومعنى الفيضان أنّه إذا حصل في مركّب عنصري اعتدال نوعي فاضت عليه من المبدأ قوة الحياة ثم انبعثت منها قوى أخرى، أعني الحواس الظاهرة والباطنة والقوى المحرّكة إلى جلب المنافع ودفع المضار، كلّ ذلك بتقدير العزيز العليم فهي تابعة للمزاج النوعي ومتبوعة لما عداها. وقد ترسم الحياة بأنّها قوة تقتضي الحسّ والحركة الإرادية مشروطة باعتدال المزاج.
واستدلّ الحكيم على مغايرة الحياة لقوتي الحسّ والحركة فقال ابن سينا هي غير قوة الحسّ والحركة، وغير قوة التغذية فإنّها توجد في العضو المفلوج إذ هي الحافظة للأجزاء عن الانفكاك، وليس له قوة الحسّ والحركة. وكذا الحال في العضو الذابل فإنّه لو لم يكن حيّا يفسد بالتعفّن مع عدم قوة التغذية، وتوجد في النبات قوة التغذية مع عدم الحياة. وأجيب بأنّا لا نسلّم أن قوة الحس والحركة والتغذية مفقودة في المفلوج والذابل لجواز أن يكون الإحساس والحركة والتغذية قد تخلّف عن القوة الموجودة فيها لمانع يمنعها عن فعلها، لا لعدم المقتضي.
ولا نسلم أنّ التغذية التي في الحي موجودة في النبات لجواز أن تكون التغذية في النبات مخالفة بالماهية للتغذية في الحي. هذا خلاصة ما في شرح الطوالع وشرح المواقف. فعلى هذا لا توجد الحياة في النبات وقيل بوجودها في النبات أيضا لأن الحياة صفة هي مبدأ التغذية والتنمية. ومنهم من ادّعى تحقق الحس والحركة في النبات كما سيجيء. وفي الملخّص الحياة إما اعتدال المزاج أو قوة الحسّ والحركة أو قوة تتبع ذلك الاعتدال، سواء كان نفس قوة الحسّ والحركة، أو مغايرة لها كما اختاره ابن سينا انتهى.

وفي البيضاوي في تفسير قوله تعالى:
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ الآية، الحياة حقيقة في القوة الحسّاسة أو ما يقتضيها مجاز في القوة النامية لأنّها من مقدماتها، وفيما يخصّ الإنسان من الفضائل كالعقل والعلم والإيمان من حيث إنّه كمالها وغايتها، والموت بإزائها يقال على ما يقابلها في كل مرتبة كما قال تعالى: يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ، وقال اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، وقال أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ انتهى كلامه.
فائدة:
شرط الحياة عند الحكماء البنية التي هي الجسم المركّب من العناصر على وجه يحصل من تركيبها مزاج. قالوا الحياة مشروطة باعتدال المزاج وبالروح الذي هي أجسام لطيفة تتولّد من بخارية الأخلاط سارية في الشرايين المنبثّة من القلب. وكذا عند المعتزلة إلّا أنّ البنية عندهم هي مجموع جواهر فردة لا يمكن [تركب بدن] الحيوان من أقلّ منها، والأشاعرة لا يشترطون البنية ويقولون يجوز أن يخلق الله تعالى الحياة في جزء واحد من الأجزاء التي لا تتجزى.

قال الصوفية: الحياة عبارة عن تجلّي النفس وتنورها بالأنوار الإلهية. وفي التفسير الكبير في تفسير قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى أنّ المراد من الموتى عند أهل التصوّف القلوب المحجوبة عن أنوار المكاشفات والتجلّي، والإحياء عبارة عن حصول ذلك التجلّي والأنوار الإلهية انتهى.
وفي القشيري في تفسير هذه الآية، قال الجنيد: الحي من تكون حياته بحياة خالقه، لا من تكون حياته ببقاء هيكله. ومن يكون بقاؤه ببقاء نفسه فإنّه ميت في وقت حياته. ومن كانت حياته به كان حقيقة حياته عند وفاته، لأنّه يصل بذلك إلى رتبة الحياة الأصلية. قال تعالى:
لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا انتهى.
والمستفاد من الإنسان الكامل أنّ الحياة هي الوجود وهي تعمّ المعاني والهيئات والأشكال والصّور والأقوال والأعمال والمعادن والنباتات وغير ذلك. قال وجود الشيء لنفسه حياته التامة ووجوده لغيره حياة إضافية له.
فالحق سبحانه موجود لنفسه فهو الحيّ، وحياته وهي الحياة التامة، والخلق من حيث الجملة موجودون بالله فحياتهم إضافية، ولذا التحق بها الفناء والموت. ثم إنّ حياة الله تعالى في الخلق واحدة تامة، لكنهم متفاوتون فيها. فمنهم من ظهرت الحياة فيه على صورتها التامة وهو الإنسان الكامل، فإنّه موجود لنفسه وجودا حقيقيا لا مجازيا ولا إضافيا. فربّه هو الحيّ التام الحياة بخلاف غيره، والملائكة العلّيّون وهم المهيمنة ومن يلحق بهم، وهم الذين ليسوا من العناصر كالقلم الأعلى واللوح وغيرهما من هذا النوع، فإنّهم ملحقون بالإنسان الكامل فافهم، ومنهم من ظهرت فيه الحياة على صورتها لكن غير تامة وهو الإنسان الحيواني والملك والجنّ فإنّ كلا من هؤلاء موجود لنفسه يعلم أنّه موجود وأنّه كذا وكذا، ولكنّ هذا الوجود له غير حقيقي لقيامه بغيره. فربّه موجود للحق لا له، وكانت حياة ربّه حياة غير تامة. ومنهم من ظهرت فيه لا على صورتها وهي باقي الحيوانات، ومنهم من بطنت فيه الحياة فكان موجودا لغيره لا لنفسه كالنباتات والمعادن والمعاني وأمثال ذلك، فسارت الحياة في جميع الأشياء. فما موجود إلّا وهو حي لأنّ وجوده عين حياته، وما الفرق إلّا أن يكون تامّا أو غير تام، بل ما تمّ إلّا من حياته التّامة لأنّه على القدر الذي تستحقه مرتبة، فلو نقص أو زاد لعدمت تلك المرتبة. فما في الوجود إلّا ما هو حي بحياة تامة ولأنّ الحياة عن واحدة ولا سبيل إلى نقص فيها ولا إلى انقسام لاستحالة تجزئ الجوهر الفرد. فالحياة جوهر فرد موجود بكماله في كل شيء، فشيئية الشيء هي حياته وهي حياة الله التي قامت الأشياء بها، وذلك هو تسبيحها من حيث اسمه الحي لأن كل موجود يسبح الحق من حيث كل اسم فتسبيحه من حيث اسمه الحيّ هو عين وجوده بحياته ومن حيث اسمه العليم هو دخولها تحت علمه. وقولها لها يا عالم هو كونها أعطاها العلم من نفسها بأن حكم عليها أنّها كذا وكذا وتسبيحها له من حيث اسمه السميع هو إسماعها إيّاه كلامها، وهو ما استحقّ حقائقها بطريق الحال فيما بينها وبين الله بطريق المقال، ومن حيث اسمه القدير هو دخولها تحت قدرته، وقس على ذلك باقي الأسماء.
إذا علمت ذلك فاعلم أنّ حياتها محدّثة بالنسبة إليها قديمة بالنسبة إلى الله تعالى لأنّها حياته، وحياته صفة له قديمة. ومتى أردت أن تتعقل ذلك فانظر إلى حياتك وقيّدها بك فإنّك لا تجد إلّا روحا يختصّ بك، وذلك هو المحدث. ومتى رفعت النظر في حياتك من الاختصاص بك وذقت من حيث الشهود أنّ كل حي في حياته كما كنت فيها وشهدت سريان تلك الحياة في جميع الموجودات، علمت أنّها الحياة الحق التي أقام بها العالم وهي الحياة القديمة الإلهية.
واعلم أنّ كلّ شيء من المعاني والهيئات والأشكال والصور والأقوال والأعمال والمعادن والنباتات وغير ذلك مما يطلق عليه اسم الوجود فإنّ له حياة في نفسه لنفسه، حياة تامة كحياة الإنسان. لكن لمّا حجب ذلك عن الأكثرين نزّلناه عن درجة الإنسان وجعلناه موجودا لغيره، وإلّا فكلّ شيء له وجود في نفسه لنفسه وحياة تامة، بها ينطق ويعقل ويسمع ويبصر ويقدر ويريد ويفعل ما يشاء ولا يعرف هذا إلّا بطريق الذوق والكشف، وأيّد ذلك الإخبارات الإلهية من أنّ الأعمال تأتي يوم القيمة صورا تخاطب صاحبها فتقول له عملك ثم يأتيه غيرها وتطرده وتناجيه. ومن هذا القبيل نطق الأعضاء والجوارح، انتهى ما في الإنسان الكامل.
فائدة:
اختلف العلماء في حياته تعالى. فذهب الحكماء وأبو الحسين البصري من المعتزلة إلى أنها صحة العلم والقدرة. وقال الجمهور من الأشاعرة ومن المعتزلة إنّها صفة توجب صحّة العلم والقدرة. وقال صاحب الإنسان الكامل إنّها هي وجوده لنفسه كما عرفت.

فقه

ف ق هـ : الْفِقْهُ فَهْمُ الشَّيْءِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَكُلُّ عِلْمٍ لِشَيْءٍ فَهُوَ فِقْهٌ وَالْفِقْهُ عَلَى لِسَانِ حَمَلَةِ الشَّرْعِ عِلْمٌ خَاصٌّ وَفَقِهَ فَقَهًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا عَلِمَ وَفَقُهَ بِالضَّمِّ مِثْلُهُ وَقِيلَ بِالضَّمِّ إذَا صَارَ الْفِقْهُ لَهُ سَجِيَّةً قَالَ أَبُو زَيْدٍ رَجُلٌ فَقِهٌ بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِهَا وَامْرَأَةٌ فَقُهَةٌ بِالضَّمِّ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَفْقَهْتُكَ الشَّيْءَ وَهُوَ يَتَفَقَّهُ فِي الْعِلْمِ مِثْلُ يَتَعَلَّمُ. 

فقه: الفِقْهُ: العلم بالشيء والفهمُ له، وغلبَ على عِلْم الدين

لسِيادَتِه وشرفه وفَضْلِه على سائر أَنواع العلم كما غلب النجمُ على

الثُّرَيَّا والعُودُ على المَنْدَل؛ قال ابن الأَثير: واشْتِقاقهُ من الشَّقِّ

والفَتْح، وقد جَعَله العُرْفُ خاصّاً بعلم الشريعة، شَرَّفَها الله

تعالى، وتَخْصيصاً بعلم الفروع منها. قال غيره: والفِقْهُ في الأَصل

الفَهْم. يقال: أُوتِيَ فلانٌ فِقْهاً في الدين أَي فَهْماً فيه. قال الله عز

وجل: ليَتفَقَّهوا في الدين؛ أَي ليَكونوا عُلَماء به، وفَقَّهَه اللهُ؛

ودعا النبي، صلى الله عليه وسلم، لابن عباس فقال: اللهم عَلِّمْه الدِّينَ

وفَقِّهْه في التأْويل أَي فَهِّمْه تأْويلَه ومعناه، فاستجاب الله

دُعاءه، وكان من أَعلم الناس في زمانه بكتاب الله تعالى. وفَقِه فِقْهاً:

بمعنى عَلِم عِلْماً. ابن سيده: وقد فَقُه فَقاهَةً وهو فَقِيهٌ من قوم

فُقَهاءَ، والأُنثى فَقِيهة مِنْ نِسْوةٍ فقائِهَ. وحكى اللحياني: نسوة

فُقَهاء، وهي نادرة، قال: وعندي أَن قائل فُقَهاء من العرب لم يَعْتَدَّ بهاء

التأْنيث، ونظيرها نسوة فُقَراء. وقال بعضهم: فَقُه الرجل فَقَهاً

وفِقْهاً وفَقِه

(* قوله «وفقه» بعد قوله «وفقهاً» كذا بالأصل. وبالوقوف على

عبارة ابن سيده تعلم أن فقه كعلم ليس من كلام البعض وان كان لغة في فقه

بالضم ولعلها تكررت من النساخ). وفَقِه الشيءَ: عَلِمَه. وفَقَّهَه

وأَفْقَهَه: عَلَّمه. وفي التهذيب: وأَفْقَهْتُه أَنا أَي بَيَّنْتُ له

تَعَلُّم الفِقْه. ابن سيده: وفَقِهَ عنه، بالكسر، فَهِمَ. ويقال: فَقِهَ فلانٌ

عني ما بَيَّنْتُ له يَفْقَه فِقْهاً إذا فَهِمَه. قال الأَزهري: قال لي

رجل من كلاب وهو يَصِف لي شيئاً فلما فرغ من كلامه قال أَفَقِهْتَ؟

يريد أَفَهِمْتَ. ورجل فَقُهٌ: فَقِيهٌ، والأُنثى فَقُهةٌ. ويقال للشاهد:

كيف فَقاهَتُك لما أَشْهَدْناك، ولا يقال في غير ذلك. الأَزهري: وأَما

فَقُه، بضم القاف، فإنما يستعمل في النعوت. يقال: رجل فَقِيهٌ، وقد فَقُهَ

يَفْقُه فَقاهةَ إذا صارَ فَقيهاً وسادَ الفُقَهاءَ. وفي حديث سَلْمان:

أَنه نزل على نَبَطِيَّةٍ بالعراق فقال لها: هل هنا مكانٌ نَظيف أُصَلي

فيه؟ فقالت: طَهِّرْ قَلْبَك وصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ، فقال سلمان: فَقِهَتْ

أَي فَهِمَتْ وفَطِنَتْ للحقِّ والمَعْنى الذي أَرادَتْ، وقال شمر:

معناه أَنها فَقِهَتْ هذا المعنى الذي خاطَبَتْه، ولو قال فَقُهَتْ كان

معناه صارَت فَقيهةً. يقال: فَقِهَ عَنِّي كلامي يَفْقَه أَي فَهِمَ، وما

كان فَقيهاً ولقد فَقُه وفَقِه. وقال ابن شميل: أعجبني فَقاهَتُه أَي

فِقْهُه. ورجل فَقيهٌ: عالمٌ. وكل عالم بشيء فهو فَقيهٌ؛ من ذلك قولهم: فلان

ما يَفْقَه وما يَنْقَه؛ معناه لا يَعْلم ولا يَفْهَم. ونَقِهْتُ الحديثَ

أَنْقَهُه إذا فَهِمْته. وفَقِيه العرب: عالمُ العرب. وتَفَقَّه:

تَعاطى الفِقْهَ. وفاقَهْتُه إذا باحَثْته في العلم. والفِقْهُ: الفِطْنةُ.

وفي المثل: خيرُ الفِقْه ما حاضَرْت به، وشَرُّ الرَّأْي الدَّبَريُّ.

وقال عيسى بن عمر: قال لي أَعرابي شَهِدْتُ عليك بالفِقهِ أَي الفِطْنةِ.

وفَحْلٌ فَقيهٌ: طَبٌّ بالضِّراب حاذِقٌ.

وفي الحديث: لعَنَ اللهُ النائحةَ والمُسْتَفْقِهةَ؛ هي التي تُجاوِبُها

في قولها لأَنها تتَلَقَّفُه وتتَفَهَّمُه فتُجيبها عنه.

ابن بري: الفَقْهةُ المَحالةُ في نُقْرة القفا؛ قال الراجز:

وتَضْرِب الفَقْهةَ حتى تَنْدَلِق

قال: وهي مقلوبة من الفَهْقة.

فقه

1 فَقِهَ, aor. ـَ (S, Msb, K, &c.,) inf. n. فِقْهٌ, the verb being like عَلِمَ and the inf. n. like عِلْمٌ, in measure and in meaning, (TA,) or فَقَهٌ; (JK; [and the same seems to be implied in the Msb and the K;]) and فَقُهَ; (Msb, K;) He had, or possessed, what is termed فِقْهٌ, meaning understanding, (S, K,) and knowledge, and intelligence, and especially knowledge of the law (عِلْمُ الدِّينِ): (K:) or both are syn. with عَلِمَ: (Msb, TA:) or فَقُهَ, of which the inf. n. is فَقَاهَةٌ, (S, TA,) or فِقْهٌ, (JK,) signifies [peculiarly] he had, or possessed, knowledge of the law (عِلْم الشَّرِيعَة): (S:) or this latter verb signifies he had, or possessed, what is termed فِقْةٌ as a faculty firmly rooted in his mind: (Msb, TA:) or, accord. to IB, i. q. ↓ تَفَقَّهَ [q. v., as intrans.]: and he was, or became, [a فَقِيه, q. v., or] equal to the فُقَهآء. (TA in art. علم: see علم.) One says, فُلَانٌ لَا يَنْقَهُ [which may be rendered Such a one will not understand nor comprehend: but the two verbs are exactly syn.]. (S.) And to the witness one says, كَيْفَ فَقَاهَتُكَ لِمَا

أَشْهَدْ نَاكَ [app. meaning How is thy understanding of (or how understandest thou) what we have made thee to witness?]: it is not said to any other than the witness: (K, TA:) thus in the M: (TA:) or, accord. to Z, it is said to other than the witness. (K, * TA.) b2: And فَقِهَهُ, (Mgh, K,) aor. ـَ inf. n. فِقْهٌ, (K,) He understood it, (Mgh, K,) namely, a meaning, (Mgh,) or a thing that one explained to him; (TA;) as also ↓ تفقّههُ. (K.) b3: See also 3.2 فقّههُ, (S, K,) inf. n. تَفْقِيهٌ, (K,) He (God) made him to know or have knowledge [or to understand, or instructed him], or taught him; (S, * K, TA;) and (K) so ↓ افقههُ, (Msb, K,) or he made him to understand. (S, Mgh.) It is said in a trad., اَللّٰهُمَّ عَلِّمْهُ الدِّينَ وَفَقِّهْهُ فِى التَّأْوِيلِ i. e. O God, teach him الدين [app. here meaning the science of the law] and [instruct him in] the تأويل [or interpretation, &c.,] and the meaning thereof. (TA.) And you say, الشَّىْءَ ↓ أَفْقَهْتُكَ I made thee to understand, (S, Msb, *) or I taught thee, (Msb,) the thing. (S, Msb.) And ↓ أَفْقَنْتُهُ I explained to him the learning of الفِقْه [meaning the science of the law]. (T, TA.) 3 فاقههُ He searched with him into [matters of] science, disputing with him, (S, K,) ↓ فَفَقَهَهُ, aor. ـُ [inf. n. فَقْهٌ,] and he overcame him therein. (K.) 4 أَفْقَهَ see 2, in three places.5 تفقّه He learned knowledge, or science: (M voce سَوَّدَ:) [and particularly] he learned الفِقْه [meaning the science of the law]: (JK:) or he took, or applied himself, to the acquisition of الفِقْه [meaning thus]. (S, TA.) And تفقّه فِى العِلْمِ is like تَعَلَّمَ [meaning He became, or made himself, learned, or thoroughly learned, in science]. (Msb.) لِيَتَفَقَّهُوا فِى الدِّينِ, in the Kur ix. 123, means That they may task themselves to obtain understanding in الدّيَنْ [i. e. the law, or religion in general], imposing upon themselves the difficulties attendant on the acquisition thereof. (Ksh, Bd.) See also 1, in two places; in the latter of which it is mentioned as transitive.

فِقْهٌ [as a simple subst.] signifies Understanding (S, Msb, K) of a thing; (Msb, K;) and knowledge thereof; (Msb, K;) and intelligence: (K:) accord. to IF, any knowledge of a thing is thus termed: (Msb:) [hence فِقْهُ اللُّغَةِ The science of lexicology is the title of a work written by him; and of another work, by Eth-Tha'álibee:] and, as used by the lawyers [and others], الفِقْهُ denotes a particular science; (Msb;) it signifies particularly, (S, TA,) or predominantly, (K, TA,) The science of the law; [jurisprudence;] (S, K, TA;) syn. عِلْمُ الشَّرِيعَةِ, (S, TA,) or عِلْمُ الدِّينِ, [which is the same as علم الشريعة,] because of its preëminence (K, TA) above the other kinds of science: (TA:) and more particularly, the science of the فُرُوع [or derivative institutes] of the law. (TA.) فَقُهٌ; and its fem., with ة: see the next paragraph.

فَقِيهٌ Any one possessing knowledge of a thing. (TA.) فَفِيهُ العَرَبِ signifies The عَالِم [or man of knowledge] of the Arabs; (TA;) and was an appellation given to El-Hárith Ibn-Keledeh (الحٰرِثُ بْنُ كَلَدَةَ), who was also called طَبِيبُ العَرَبِ [as is said in the S in art. ازم], because this appellation is syn. with the former; but IKh and El-Hareeree do not mean by فقيها لعرب any particular person. (Mz, close of the 39th نوع.) b2: [Particularly and predominantly,] فَقِيهٌ signifies One possessing knowledge of the law; [a lawyer;] (S, K;) as also ↓ فَقُهٌ; (Msb, K;) fem. فَقِيهَةٌ and ↓ فَقُهَةٌ: pl. [of فَقِيهٌ] فُقَهَآءُ; and [of فَفِيهَةٌ] فَقَائِهُ and فُقَهَآءُ; (K;) the last of these pls. mentioned by Lh, and anomalous, as applied to women: ISd says, “ in my opinion, he, of the Arabs, who says فُقَهَآء

[in speaking of women] takes no account of the fem. ة: it is like فُقَرَآءُ applied to women. ” (TA.) [In Egypt, the appellation فِقِى, a vulgar corruption of فَقِيه, is now applied to A schoolmaster; and to a person who recites the Kur-án &c. for hire.] b3: فَحْلٌ فَقِيهٌ means A stallion [camel] expert in covering, (K, TA,) that knows well the she-camels that are lusting, and the pregnant. (TA.) المُسْتَفْقِهَةُ The female companion of the wailing woman, who responds to her (K, TA) in what she says; because she catches and retains quickly, and understands, what she [the former] says, and to reply to it: [as though it signified “ she who seeks, or desires, to understand: ”] it is said in a trad. that each of these persons is cursed by God. (TA.)
(فقه)
الْأَمر فقها وفقها أحسن إِدْرَاكه يُقَال فقه عَنهُ الْكَلَام وَنَحْوه فهمه فَهُوَ فقه

(فقه) فقاهة صَار فَقِيها
فقه
الفِقْهُ: العِلْمُ في الدِّين، فَقُهَ الرَّجُلُ يَفْقُهُ فِقْهاً وفَقِهَ يَفْقَهُ فَقَهاً: عَلِمَ. وأفْقَهْتُه: أي بَيَّنْتَ له. والتَّفَقُّهُ: تَعَلُّمُ الفِقْهِ. وفَحْلٌ فَقِيْهٌ: عالِمٌ بذَوَاتِ الضَّبَعِ منها.
الفقه: هو في اللغة عبارة عن فهم غرض المتكلم من كلامه، وفي الاصطلاح: هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية، وقيل: هو الإصابة والوقوف على المعنى الخفي الذي يتعلق به الحكم، وهو علم مستنبط بالرأي والاجتهاد، ويحتاج فيه إلى النظر والتأمل، ولهذا لا يجوز أن يسمى الله تعالى فقيهًا؛ لأنه لا يخفى عليه شيء.
ف ق هـ: (الْفِقْهُ) الْفَهْمُ وَقَدْ (فَقِهَ) الرَّجُلُ بِالْكَسْرِ (فِقْهًا) وَفُلَانٌ لَا يَفْقَهُ وَلَا يَنْقَهُ. وَ (أَفْقَهْتُهُ) الشَّيْءَ. هَذَا أَصِلُهُ. ثُمَّ خُصَّ بِهِ عِلْمُ الشَّرِيعَةِ. وَالْعَالِمُ بِهِ (فَقِيهٌ) . وَقَدْ (فَقِهَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ أَيْ صَارَ فَقِيهًا. وَ (فَقَّهَهُ) اللَّهُ (تَفْقِيهًا) . وَ (تَفَقَّهَهَ) إِذَا تَعَاطَى ذَلِكَ. وَ (فَاقَهَهُ) بَاحَثَهُ فِي الْعِلْمِ. 
فقه
الفِقْهُ: هو التّوصل إلى علم غائب بعلم شاهد، فهو أخصّ من العلم. قال تعالى: فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً
[النساء/ 78] ، وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ [المنافقون/ 7] ، إلى غير ذلك من الآيات، والفِقْهُ: العلم بأحكام الشريعة، يقال: فَقُهَ الرّجل فَقَاهَةً: إذا صار فَقِيهاً ، وفَقِهَ أي: فهم فَقَهاً، وفَقِهَهُ أي: فهمه، وتَفَقَّهَ: إذا طلبه فتخصّص به. قال تعالى: لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ
[التوبة/ 122] .

فقه


فَقَهَ(n. ac. فَقْه)
a. Surpassed, excelled in knowledge, learning.

فَقِهَ(n. ac. فَقَه)
a. Was learned in jurisprudence.
b. Was learned, erudite, wise.
c.(n. ac. فِقْه), Understood, comprehended.
فَقُهَ(n. ac. فَقَاْهَة)
a. see (فَقِهَ) (a), (b).
فَقَّهَa. Taught, instructed, made to understand.
b. Taught jurisprudence to.

فَاْقَهَa. Vied with in theological learning; discussed
theological questions with.

أَفْقَهَa. see II
تَفَقَّهَa. Studied law & theology.
b. Was learned, well-versed in.
c. see (فَقِهَ) (b), (c).
فِقْهa. Learning; knowledge.
b. Understanding, intelligence.
c. Legal or theological learning; jurisprudence;
theology.

فَقِه
فَقُهa. see 25
فَقَاْهَةa. see 2t (b)
فَقِيْه
(pl.
فُقَهَآءُ)
a. Jurist; doctor of the law.
b. Learned, wise, intelligent.

فَقِيْهَة
(pl.
فُقَهَآءُ فَقَاْئِهُ)
a. fem. of
فَقِيْه
(b).
مُسْتَفْقِهَة
a. Companion of a wailing-woman.
فقه: فقه (بالتشديد)، فقه فلانا: درسه الفقه. (فهرست المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن ن 1: 230).
وأرى أن أقول حين ذكر هذا الفعل في مادة iurista أراد هذا المعنى، وليس علم كما نقرأ في التعليقة.
فقه: رسم، رقا إلى الدرجات المقدسة (الكالا).
تفقه: درس الفقه على أستاذ، ويقال: تفقه على (عبد الواحد ص14)، وفي كتاب الخطيب (ص31 و): تفقه على أبي ريحانة، كما يقال: تفقه ب. ففي كتاب الخطيب (ص30 ق): تفقه بأبيه.
تفقه: تظاهر بأنه فقيه وهو ليس بفقيه (زيشر 28: 300 رقم 5).
فقه اللغة: أنظر عنه المقدمة (3: 287) وكما يليها.
فقيه: عالم بالفقه، وانظر المقري (1: 136) لمعرفة مكانة هذا اللقب في المغرب.
فقيه: معلم الكتاب، وتنطق بهذا المعنى فقيه بكسر الفاء (لين عادات 1: 81، ليون ص186 - 187، بانانتي 2: 80).
فقيه: صعوة (طائر) (الكالا).
فقاهة: الدرجات المقدسة لرجال الدين (الكالا).
أفقه: أعلم بالفقه. (طبقات الحافظ للذهبي. (الصنف الرابع رقم 6 (القسم الأول ص19) طبعة وستنفيلد. وفي كتاب العقود (ص7): فهو وافقه، وأبصر.
(ف ق هـ)

الفِقْهُ: الْعلم بالشَّيْء، والفهم لَهُ، وَغلب على علم الدَّين، لسيادته وشرفه وفضله على سَائِر أَنْوَاع الْعلم، كَمَا غلب النَّجْم على الثريا، وَالْعود على المندل.

وَقد فَقُهَ فَقاهَةً، وَهُوَ فَقيهٌ من قوم فُقَهاءَ، وَالْأُنْثَى فَقِيهَةٌ من نسْوَة فَقائِهَ، وَحكى اللحياني: نسْوَة فُقَهاءُ، وَهِي نادرة، وَعِنْدِي أَن قَائِل فُقَهَاء هَذَا من الْعَرَب لم يعْتد بهاء التَّأْنِيث، ونظيرها نسْوَة فُقَرَاء. وَقَالَ بَعضهم: فَقُه الرجل فَقَها وفِقْها وفَقِهَ.

وفقِه الشَّيْء: علمه.

وفَقَّهَه وأفْقَهَه: علمه.

وفَقِهَ عَنهُ: فهم.

وَرجل فَقِهٌ: فَقيه، وَالْأُنْثَى فَقِهَةٌ.

وَيُقَال للشَّاهِد: كَيفَ فقاهتك لما أشهدناك، وَلَا يُقَال فِي غير ذَلِك.

والِفْقهُ: الفطنة، وَفِي الْمثل: " خير الْفِقْه مَا حاضرت بِهِ، وَشر الرَّأْي الدبرِي " وَقَالَ عِيسَى بن عمر: قَالَ لي أَعْرَابِي: شهِدت عَلَيْك بالفقه، أَي الفطنة.

وفحل فَقيهٌ: طب بالضراب حاذق.
[فقه] فيه: "فقهه" في الدين، أي فهمه، والفقه لغة: الفهم، واشتقاقه من الشق والفتح، فقه بالكسر - إذا فهم وعلم، وبالضم- إذا صار فقيها عالما وجعله العرف خاصا بعلم الشريعة وتخصيصا بعلم الفروع منها. غ: دعا لابن عباس أن "يفقهه" في التأويل أي يفهمه في تفسير القرآن. نه: ومنه ح سلمان قال لنبطية نزل عليها: هل هنا مكان نظيف أصلي فيهلت: طهر قلبك وصل حيث شئت، فقال: "فقهت"، أي فهمت الحق والمعنى الذي أرادت. وفيه: لعن الله النائحة و "المستفقهة"، هي التي تجاوبها في قولها لأنها تتلقفه وتتفهمه فتجيبها عنه. ك: من يرد الله به خيرا "يفقهه" في الدين، هو بسكون هاء، وحمله على اللغة أولى ليشمل كلا من علوم الدين ويلائم تنكير خيرا. ط: قوله: وإنما أنا قاسم - إعلام بأنه صلى الله عليه وسلم لم يفضل في قسمة الوحي أحدا من أمته بل سوى في البلاغ وعدل في القسمة وإنما التفاوت في الفهم وهو من فضل الله ولقد سمع بعض فلا يفهم منه إلا الظاهر وسمعه آخر فيستنبط منه علوما كثيرة. ن: مثل من "فقه"، روى بضم على المعنى الشرعي وكسرها على اللغة، والأول أشهر. ك: ومثل - بفتحتين، وهذا يشمل قسمين: الأول العالم العابد المعلم وهو كأرض طيبة شربت الماء فانتفعت في نفسها وأنبتت فنفعت غيرها، والثاني العالم المعلم لكن لم يعمل بنوافله أو لم يتفقه فيما جمع وهو كأرض يستقر فيها الماء فينفع الناس به، ومثل من لم يرفع به رأسًا بأن نكب ولم يلتفت إلى العلم ولم يسمعه أو سمعه ولم يعمل به ولم يعلمه سواء دخل في الدين أو كفر به فهو كالسبخة التي لا تقبل الماء وتفسده على غيرها. وح: إذا "فقهوا" - بضم والكسر في فهم شيء وهو متعد، وحكي الكسر في الأول أيضًا - قاله أبو البقاء. "سيتفقهون" في الدين يقولون: نأتي الأمراء، أي سيدعون الفقه في الدين ويأتون الأمراء، فإذا قيل: كيف تجمعون بين التفقه والتقرب إليهم؟ يقولون: نأتيهم فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا، ولا يصح ولا يستقيم الجمع بين الأمرين، روي أن الزهري لما خالط السلاطين كتب أخ له في الدين: عافانا الله وإياك من الفتن فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك أن يدعو الله لك، أصبحت شيخا كبيرا وقد انقلبك نعم الله بما فهمك من كتابه وعملك من سنة نبيه - إلى آخره بطوله. وفيه: لم "يفقه" من قرآن القرآن في أقل من ثلاث، أي لم يفهم ظاهر معانيه، وأما فهم دقائقه فلا يفي به الأعمار، والمراد نفي الفلم لا نفي الثواب.
فقه
(الفِقْهُ، بالكَسْرِ: العِلْمُ بالشَّيْءِ.
(وَفِي الصِّحَاحِ: (الفَهْمُ لَهُ:) يُقالُ: أُوتِيَ فلانٌ فِقْهاً فِي الدِّينِ: أَيْ فَهْماً فِيهِ.
(والفِقْهُ: (الفِطْنَةُ.
قالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِعِيسَى بنِ عُمَرَ: شَهِدْتُ عَليك بالفِقْهه.
وَفِي حديثِ سَلْمَان: أَنَّهُ نَزَلَ على نَبَطِيَّةِ بالعِرَاقِ، فَقَالَ: هَل هُنَا مكانٌ نَظِيفٌ أُصَلِّي فِيهِ؟ فَقَالت: طَهِّرْ قَلْبَكَ وَصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ، فَقَالَ سَلْمَانُ: فَقِهَتْ أَيْ فَطِنَتْ وَفَهِمعتْ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: (وَقد (غَلَبَ عَلى عِلْمِ الدّين لِشَرَفِهِ وسِيَادَتِهِ وَفَضْلِهِ عَلَى سَائِرِ أَنْوَاعِ الْعِلْمِ، كَمَا غَلَبَ النَّجْمُ عَلَى الثُّرَيَّا والعُودُ على المَنْدَلِ.
قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: واشْتِقَاقُهُ من الشَّقِّ والفَتْحِ، وَقَدْ جَعَلَتْهُ العَرَبُ خَاصًّا بِعِلْمِ الشَّرِيعَةِ، وَتَخْصِيصاً بِعِلْمِ الفُرُوعِ مِنْهَا.
(وفَقُهَ كَكَرُمَ،) فَقَاهَةً صَارَ الفِقْهُ لَهُ سَجِيَّة.
(وفَقِهَ مِثْلَ (فَرِحَ،) فِقْهاً مِثْلَ عَلِمَ عِلْماً زِنَةً وَمَعْنىً، (فَهُوَ فِقِيهٌ وَفَقُهٌ، كَنُدسٍ، ج فُقَهَاءَ وَهِي فَقِيهةٌ وفَقُهةٌ، ج فُقَهَاءَ وفَقَائِهُ.
وَحَكَى اللَّحْيَانِيُّ نِسْوَةٌ فُقِهَاءُ، وَهِي نَادِرعةٌ.
قَالَ ابنُ سِيدعة: وَعِنْدِي أَنْ قَائِلَ فُقَهَاءَ مِنَ العَرَبِ لَمْ يَعْتَدَّ بِهَاءِ التَّأْنِيثِ، وَنَظيرُهَا نِسْوَةٌ فُقَرَاء. (وفَقِهَهُ عَنِّي مَا بَيَّنْتَ لَهُ، (كَعَلِمَهُ، فَهِمَهُ كَتَفَقَّهَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُه تَعَالى: {لِيَتَفَقَّهوا فِي الدِّينِ} . (وَفَقَّهَهُ تَفْقِيهاً: عَلَّمَهُ.) وَمِنْه الحَدِيث: اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الدِّينَ وَفَقِّهْهُ فِي التَّأْوِيلِ، أَيْ عَلِّمْهُ تَأْوِيلَهُ وَمَعْنَاهُ، (كأَفْقَهَهُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: أَفْقَهْتُهُ بَيَّنْتُ لَهُ تَعَلُّمَ الفِقْهِ.
(وفَحْلٌ فَقِيهٌ: طَبٌّ بالضِّرَابِ حَادِقٌ بِذَوَاتِ الضَّبْعِ وَذَوَاتِ الحَمْلِ.
(وفَاقَهَهُ: بَاحثَهُ فِي العِلْمِ فَفَقَهَهُ، كَنَصَرَهُ: غَلَبَهُ فِيهِ.
(والحَدِيثِ الَّذِي لَا طرق لَهُ: (لَعَنَ اللَّهُ النَّائِحَةَ والمُسْتَفْقِهَة) هِيَ: (صَاحِبَةُ النَّائِحَةِ الَّتي تُجَاوِبُهَا فِي قَوْلِهَا لأَنَّهَا تَتَلَقَّفَهُ وَتَتَفَهَّمَهُ فَتُجِيبُهَا عَنْهُ.
(وَيُقالُ للشَّاهِدِ: كَيْفَ فَقَاهَتُكَ لِما أَشْهَدْنَاكَ، وَلاَ يُقَالُ فِي غَيْرِهِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ.
(أَوْ يُقَالُ) فِي غَيْرِ الشَّاهِدِ (فِيمَا ذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلْيِهِ:
قَالَ ابنُ شُمَيْل: أَعْجَبَني فَقَاهَتُهُ أَيْ فِقْهُهُ.
وَكُلُّ عَالِمٍ بِشَيْءٍ فَهُوَ فِقِيهٌ.
وفَقِيقهُ العَرَبِ: عَالِمُهُمْ.
والفَقْهَةُ: المَحَالَةُ فِي نُقْرَةِ القَفَا، قَالَ الرَّاجِزُ:
وتَضْرِبُ الفَقْهَةَ حَتَّى تَنْدَلِقُ قَالَ ابنُ برِّي: هُوَ مَقْلُوبٌ مِنَ الفَهْقَةِ.
وَتَفَقَّهَ: تَعَاطَى الفِقْعِ.
وَبَيْتُ الفَقِيهِ: مَدِينَتَانِ باليَمَنِ: إِحْدَاهُمَا المَنْسُوبَةُ إِلَى ابنِ عُجَيل، والثَّانِيَةُ: الزَّيْدِيَّة. 
فقهـ
فقُهَ/ فقُهَ في يَفقُه، فَقاهةً، فهو فقيه، والمفعول مَفْقوه فيه
• فقُه الرَّجُلُ: صار عالمًا فطنًا.
• فقُه في دينه: صار عالمًا بأصول الشريعة وأحكامها "سأل الفقيه في مسألة شرعيَّة". 

فقِهَ/ فقِهَ عن يَفقَه، فِقْهًا وفَقَهًا، فهو فَقِه، والمفعول مفقوه (للمتعدِّي)
• فقِه الرَّجُلُ: علم وكان فقيهًا.
• فقِه الأمرَ: فهِمه بعد جهل وأدركه بعد تفكير، أحسن
 إدراكه "لم يفقه شيئًا من المحاضرة- {قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} ".
• فقِه عنه: فهِم "فقِه علوم الشَّريعة عن كبار المجتهدين". 

أفقهَ يُفقه، إفقاهًا، فهو مُفْقِه، والمفعول مُفْقَه
• أفقهه الأمرَ: أعلمه إياه، أفهمه وعلَّمه " {وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لاَ يَكَادُونَ يُفْقِهُونَ قَوْلاً} [ق]: يُفْهِمون غيرهم". 

تفقَّهَ/ تفقَّهَ في يتفقّه، تفقُّهًا، فهو مُتفقِّه، والمفعول مُتفقَّه (للمتعدِّي)
• تفقَّه الرَّجلُ: فقُه؛ صار عالمًا بأصول الشريعة وأحكامها "أرسله والده إلى جامعة الأزهر ليتفقَّه".
• تفقَّه الأمرَ/ تفقَّه في الأمر: تفهّمه، علمه جيِّدًا، تبصَّر وتمعَّن "تفقَّه معنى كلامه- تفقّه في درسه- {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} ". 

فقَّهَ يفقِّه، تفقيهًا، فهو مُفقِّه، والمفعول مُفقَّه
• فقَّهه اللهُ: صيَّره عالمًا وفقيهًا "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ [حديث] ".
• فقَّهه الأمرَ: أعلمه إيّاه، أفهمه وعلَّمه "فقّهه المعلمُ أحكامَ الصلاة". 

فَقاهة [مفرد]: مصدر فقُهَ/ فقُهَ في. 

فَقَه [مفرد]: مصدر فقِهَ/ فقِهَ عن. 

فَقِه [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فقِهَ/ فقِهَ عن: فطِن، مُدرِك لحقيقة الشيء. 

فِقْه [مفرد]:
1 - مصدر فقِهَ/ فقِهَ عن.
2 - (فق) علم أصول الشريعة وفروعها، وهو مجموعة الأحكام العملية المشروعة في الإسلام سواء كان مصدرها النص أو الاجتهاد "درس الفقه في الجامعة".
• فِقْه اللُّغة: (لغ) علم يخْتص بدراسة اللغة دراسة منهجية في إطار من ثقافة شعبها وتاريخه ونتاجه الأدبي، وذلك بالاقتصار على دراسة قواعدها النحويَّة والصرفيَّة وتاريخ تطوّر الصيغ فيها عبر العصور "يميل إلى دراسة فقه اللغة عن غيره من العلوم اللغوية". 

فَقيه [مفرد]: ج فُقهاءُ، مؤ فقيهة، ج مؤ فقيهات وفُقهاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فقُهَ/ فقُهَ في: عالم فَطِن.
2 - (فق) عالم بالأحكام الشرعيّة العمليّة من الحلّ والحرمة والصحّة والفساد "كان الإمامُ الشَّافعيُّ فقيهًا قديرًا متمكِّنًا".
3 - قارئ القرآن ومعلّمه "يحفِّظه الفقيهُ القرآنَ". 
(ف ق هـ) : (فَقِهَ) الْمَعْنَى فَهِمَهُ وَأَفْهَمَهُ غَيْرَهُ.
[فقه] الفِقْهُ: الفهمُ. قال أعرابيٌّ لعيسى بن عمر: " شَهِدْتَ عليك بالفِقْهِ ". تقول منه: فَقِهَ الرجلُ، بالكسر. وفلان لا يفقه ولا ينقه. وأفقهتك الشئ. ثم خص به عِلْمُ الشريعة، والعالِمُ به فَقيهٌ، وقد فَقُهَ بالضم فَقاهَةً، وفَقَّهَهُ الله. وتَفَقَّهَ، إذا تعاطى ذلك. وفاقَهْتُهُ، إذا باحثتَه في العلم.
ف ق هـ

افقه عني ما أقول لك، وقال أعرابيّ لعيسى بن عمر: شهدت عليك بالفقه أي بالفهم والفطنة، وفي الحديث: " من أراد الله به خيراً فقّهه في الدين " وفقّهت فلاناً كذا وأفقهته إياه: فهّمته ففقهه وتفقّهه، وقال عمر لجرير بن عبد الله: كنت سيداً في الجاهلية وفقيهاً في الإسلام، وما كنت فقيهاً، ولقد فقهت فقاهة. وتقول: فلان بيّن الفراهه، في أبواب الفقاهه. وفحل فقيه: عالم بذوات الضّبع وذوات الحمل. قال عطاء السّندي:

أرسلت فيها مقرماً ذا تشمام ... طباً فقيهاً بذوات الإبلام

هو ورم الضرع من شدّة الضّبعة.

ثَنَا

ثَنَا
من (ث ن ي) مقصور ثناء.
(ثَنَا)
(هـ) فِيهِ «لَا ثِنَى فِي الصَّدقة» : أَيْ لَا تُؤْخَذُ الزَّكَاةُ مرَّتين فِي السَّنة. والثِّنَى بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ: أَنْ يُفْعل الشَّيْءُ مَرَّتَيْنِ. وَقَوْلُهُ فِي الصَّدقة: أَيْ فِي أخْذ الصَّدَقَةِ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ.
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الصَّدَقَةُ بِمَعْنَى التصْديق، وَهُوَ أخْذ الصَّدَقَةِ، كَالزَّكَاةِ والذَّكاة بِمَعْنَى التزْكِيَة، والتَّذْكية فَلَا يُحتاج إِلَى حَذْفِ مُضَافٍ.
(هـ) وَفِيهِ «نَهى عَنِ الثُّنْيَا إِلَّا أَنْ تُعْلم» هِيَ أَنْ يُسْتَثْنَى فِي عَقْدِ الْبَيْعِ شَيْءٌ مَجْهُولٌ فَيَفْسُدُ.
وَقِيلَ هُوَ أَنْ يُبَاعَ شَيْءٌ جُزَافًا فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُسْتَثْنَى مِنْهُ شَيْءٌ قلَّ أَوْ كَثُر، وَتَكُونُ الثُّنْيَا فِي المزَارعة أَنْ يُسْتَثْنَى بَعْدَ النِّصْفِ أَوِ الثُّلُثِ كَيْلٌ مَعْلُومٌ (س) وَفِيهِ «مَنْ أعْتَق أَوْ طلَّق ثُمَّ اسْتَثْنَى فَلَهُ ثُنْيَاه» أَيْ مَنْ شَرط فِي ذَلِكَ شرْطا، أَوْ علَّقه عَلَى شَيْءٍ فلَه مَا شَرَطَ أَوِ اسْتَثْنَى مِنْهُ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: طلَّقتها ثَلاثا إلاَّ وَاحِدَةً، أَوْ أعْتَقْتُهم إلاَّ فُلانا.
(هـ) وَفِيهِ «كَانَ لرجُل ناقَة نَجِيبة فمرِضَت فَبَاعَهَا مِنْ رَجُلٍ واشْتَرط ثُنْيَاهَا» أراد قوائمها ورأسَها. (هـ) وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ. وَقِيلَ ابْنُ جُبَيْر «الشُّهَدَاءُ ثَنِيَّة اللَّهِ فِي الخَلْق» كَأَنَّهُ تَأَوَّلَ قولَ اللَّهِ تَعَالَى وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ فَالَّذِينَ اسْتَثْنَاهُم اللَّهُ مِنَ الصَّعَق الشُّهداء، وَهُمُ الْأَحْيَاءُ المرْزُوقون.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «كَانَ يَنْحر بدَنَته وَهِيَ بَارِكَةٌ مَثْنِيَّة بِثِنَايَين» أَيْ مَعْقُولة بعِقالَين، وَيَسَمَّى ذَلِكَ الْحبل الثِّنَايَة، وإنَّما لَمْ يَقُولُوا ثِنَاءَيْن بِالْهَمْزِ حمْلا عَلَى نَظَائِرِهِ، لِأَنَّهُ حَبْلٌ واحِد يَشَدُّ بأحَد طرَفيْه يَدٌ وبِطَرَفه الثَّانِي أخْرى، فهُما كَالْوَاحِدِ، وَإِنْ جَاءَ بِلَفْظِ اثْنَيْن، وَلَا يُفْردُ لَهُ واحِد.
وَمِنْهُ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَصِف أَبَاهَا «فَأَخَذَ بِطَرَفَيْه ورَبَّق لَكُمْ أَثْنَاءَه» أَيْ مَا انْثَنَى مِنْهُ، واحِدها ثِنْىٌ، وَهُوَ مَعاطِف الثَّوب وتَضاعِيفه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَ يَثْنِيهِ عَلَيْهِ أَثْنَاء مِنْ سَعَته» يَعْنِي ثَوبَه.
وَفِي صفَته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَيْسَ بالطَّويل المُتَثَنَّى» هُوَ الذَّاهب طُولا، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل فِي طَوِيل لَا عَرْض لَهُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى» أَيْ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ بِتَشَهُّدٍ وَتَسْلِيمٍ، في طويل لا عرض له.
فَهِيَ ثُنَائِيَّة لَا رُبَاعيَّة، ومَثْنَى مَعْدول مِنِ اثْنَيْن اثْنَيْن.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ «أنَّه سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِمَارَةِ فَقَالَ: أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ، وثِنَاؤُها نَدامة، وثِلاثُها عذابٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أَيْ ثَانِيها وثالثُها.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبية «يَكُونُ لهمُ بَدْء الفُجُور وثِنَاهُ» أَيْ أوّلُه وَآخِرُهُ.
وَفِي ذِكْرِ الْفَاتِحَةِ «هِيَ السَّبع المَثَانِى» سُمّيت بِذَلِكَ لأنَّها تُثْنَى فِي كُلِّ صَلَاةٍ: أَيْ تُعاد.
وَقِيلَ: المَثَانِى السُّور الَّتِي تَقْصُر عَنِ المِئِينِ وتَزِيد عَنِ المُفصَّل، كَأَنَّ المِئين جُعِلت مَبادي، والتَّي تَلِيها مَثَانِى.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو «مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُقْرأ فِيمَا بيْنَهم بالمَثْنَاة، لَيْسَ أَحَدٌ يُغَيّرها، قِيلَ: وَمَا المَثْنَاة؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتب مِنْ غَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى» وَقِيلَ إنَّ المَثْنَاة هِيَ أنَّ أَحْبَارَ بَني إِسْرَائِيلَ بَعْد مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وضعوا كتابه فِيمَا بيْنهم عَلَى مَا أرَادُوا مِنْ غَيْرِ كتاب الله، (29- النهاية 1) فَهُوَ المَثْنَاة، فَكَأَنَّ ابنَ عَمْرو كَره الْأَخْذَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَدْ كَانَتْ عِنْدَهُ كُتُب وقَعَت إِلَيْهِ يَوْمَ اليَرْموك مِنْهُمْ، فَقَالَ هَذَا لَمعْرِفَته بِمَا فِيهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المَثْنَاة هِيَ الّتى تسمّى بالفارسية دو بيتى، وَهُوَ الغِنَاء.
وَفِي حَدِيثِ الْأُضْحِيَةِ «أَنَّهُ أَمَرَ بالثَّنِيَّة مِنَ المَعز» الثَّنِيَّة مِنَ الغَنم مَا دَخل فِي السَّنه الثَّالِثَةِ، وَمِنَ البَقر كَذَلِكَ، وَمِنَ الْإِبِلِ فِي السَّادِسَةِ، والذَّكر ثَنِىٌّ، وَعَلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبل: مَا دَخَلَ مِنَ المَعز فِي الثَانِيَة، وَمِنَ الْبَقَرِ فِي الثَّالِثَةِ.
(س) وَفِيهِ «مَنْ يصْعَدْ ثَنِيَّة المُرَار حُطَّ عَنْهُ مَا حُط عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ» الثَّنِيَّة فِي الجَبل كالعَقَبة فِيهِ. وَقِيلَ هُو الطَّرِيق الْعَالِي فِيهِ. وَقِيلَ أَعْلَى المَسِيل فِي رَأْسِهِ. والمُرار بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مِنْ طرِيق الحُدَيْبية. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ بِالْفَتْحِ، وَإِنَّمَا حَثَّهم عَلَى صُعُودها لِأَنَّهَا عَقَبة شاقَّة وَصَلوا إليْها لَيْلاً حِينَ أَرَادُوا مَكَّةَ سَنَة الحُديْبية، فرغَّبهم فِي صُعُودِهَا. وَالَّذِي حُط عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُوَ ذُنُوبهم، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ.
(س) وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ:
أَنَا ابنُ جَلاَ وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا
هِيَ جَمْعُ ثَنِيَّة، أَرَادَ أَنَّهُ جَلْد يَرْتَكب الْأُمُورَ الْعِظَامَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «مَنْ قَالَ عَقيب الصَّلَاةِ وَهُوَ ثَانٍ رجْلَه» أَيْ عاطفٌ رجْله فِي التَّشَهُّد قَبْلَ أَنْ يَنْهَض.
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَثْنِى رجْله» وَهَذَا ضدُّ الأوَّل فِي اللَّفْظِ، وَمِثْلُهُ فِي الْمَعْنَى؛ لِأَنَّهُ أَرَادَ قَبْلَ أَنْ يَصْرف رجْله عَنْ حالتِها الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا فِي التَّشهُّد.

الأربعين

الأربعين
للملك، المظفر: صاحب اليمن.
الأربعين
لمحمد بن إبراهيم بن علي المغربي.
الأربعين
لمحمد بن محمد أبي الفتح البخاري، الحافظ.
الأربعين
لمحمد بن محمود بن جمال الدين الأقسرائي.
شرحها: على مشرب الصوفية.
الأربعين
لمحيي الدين: محمد بن علي بن عربي.
جمعها: بمكة، سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
وشرط: أن تكون من المسندة إلى الله - تعالى -.
وربما أتبعها: أربعين عن الله - تعالى -، مرفوعة إليه غير مسندة إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ثم أردفها: بأحد وعشرين حديثا، فجاءت واحدا ومائة حديث إلهية.
الأربعين
للمؤذن، وهو: أبو سعد: إسماعيل بن أبي صالح الكرماني.
الأربعين
لنصر بن إبراهيم المقدسي، الحافظ.
المتوفى: سنة 490.
الأربعين
للنووي.
وهو: الإمام، محدث الشام، محيي الدين: يحيى بن شرف النووي، الشافعي.
المتوفى: سنة ست وسبعين وستمائة.
قال فيه: ومن العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخطب.
وكلها: مقاصد صالحة، وقد رأيت جمع أربعين، أهم من هذا كله، وهي أربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك.
وكل حديث منها: قاعدة عظيمة من قواعد الدين.
وقد وصفه: العلماء بأن مدار الإسلام عليه، وهو نصف الإسلام، أو ثلثه، ونحو ذلك.
وألتزم فيه: أن تكون صحيحة، معظمها: من صحيح البخاري ومسلم، محذوفة الأسانيد.
ثم أتبعها: باب في ضبط خفي ألفاظها. انتهى.
أوله: (الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والأرضين... الخ)).
وقد اعتنى العلماء بشرحه، وحفظه.
فكثرت شروحه، منها:
شرح: الإمام، الحافظ، زين الدين: عبد الرحمن بن أحمد، المعروف: بابن رجب البغدادي، الحنبلي.
المتوفى: سنة خمس وتسعين وسبعمائة.
وهو شرح كبير.
سماه: (جامع العلوم والحكم، في شرح أربعين حديثا من جوامع الكلم).
أوله: (الحمد لله الذي أكمل لنا الدين... الخ).
قال: وقد جمع العلماء جموعا من كلمات النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - الجامعة، كابن السني في: (الإيجاز).
والقضاعي في: (الشهاب).
وأملى: الحافظ، أبو عمرو بن الصلاح مجلسا، سماه: (الأحاديث الكلية).
يقال: إن مدار الدين عليها، وما كان في معناها من الكلمات الوجيزة الجامعة، فاشتمل مجلسه هذا على: تسعة وعشرين حديثا.
ثم إن النووي: أخذ هذه الأحاديث، وزاد عليها تمام: اثنين وأربعين حديثا، وسماه: (بأربعين)، فاشتهرت، ونفع الله بها ببركة نية جامعها. انتهى.
وشرح: نجم الدين: سليمان بن عبد القوي الطوفي، الحنبلي.
المتوفى: سنة عشر وسبعمائة.
وتاج الدين: عمر بن علي الفاكهي.
المتوفى: سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة.
وجمال الدين: يوسف بن الحسن التبريزي.
المتوفى: سنة أربع وثمانمائة.
والشيخ، الإمام، أبي العباس: أحمد بن فرح الإشبيلي.
المتوفى: سنة تسع وتسعين وستمائة.
وأبي حفص: عمر البلبيسي، الشافعي.
فرغ عنه: في ربيع الآخر، سنة خمس وخمسين وثمانمائة.
وسماه: (فيض المعين).
وبرهان الدين: إبراهيم بن أحمد الخجندي، الحنفي، المدني.
المتوفى: سنة إحدى وخمسين وثمانمائة.
والشهاب: أحمد بن محمد بن أبي بكر الشيرازي، الكازروني.
شرحه ممزوجا.
وسماه: (الهادي للمسترشدين).
أوله: (الحمد لله الذي صحيح بصحاح حديث من لا ينطق... الخ).
والشيخ، زين الدين: سريجا بن محمد الملطي.
المتوفى: سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.
وسماه: (نثر فرائد المربعين المنوية، في نشر فوائد الأربعين النووية).
أربعة أجزاء.
والشيخ، ولي الدين: محمد المصري، الشبشيري.
سماه: (الجواهر البهية).
والحافظ: مسعود بن منصور بن الأمير: سيف الدين: عبد الله العلوي.
أيضا: شرحه ممزوجا.
وسماه: (الكافي).
أوله: (الحمد لله الذي نور بسبحات أنواره... الخ).
ومعين (الدين) بن صفي (الدين عبد الرحمن.
المتوفى: سنة 905).
شرحه بالقول، شرحا صغيرا.
أوله: (الحمد لله والمنة على أن أتم علينا النعمة... الخ).
وشرح: العلامة، مصلح الدين: محمد السعدي، العبادي، اللاري.
المتوفى: سنة 979.
وهو أفضل ما دونوا في بيانها.
والحق: أنه بالنسبة إليه، سائر الشروح كالأبدان الخالية عن الروح.
أوله: (أحسن حديث ينطق به الناطقون بالحق المبين... الخ).
ألفه: للوزير علي باشا.
وشرح: الشيخ: أحمد بن حجر الهيتمي، المكي.
المتوفى: سنة 974.
وهو شرح ممزوج.
اسمه: (الفتح المبين).
أوله: (الحمد لله الذي وفق طائفة من علماء كل عصر... الخ)).
وشرح: نور الدين: محمد بن عبد الله الإيجي.
المسمى: (بسراج الطالبين، ومنهاج العبادين).
وهو: شرح فارسي.
في مجلد.
أوله: (الحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه... الخ).
وشرح: منلا: علي القاري، المكي، الهروي، الحنفي.
المتوفى: سنة 1044. (1014).
وشرح آخر ممزوج أيضا.
أوله: (الحمد لله رافع أعلام الملة الزهراء... الخ).
وممن شرح: الشيخ، سراج الدين: عمر بن علي بن الملقن الشافعي.
المتوفى: سنة أربع وثمانمائة.
وتخريجه: للإمام، شهاب الدين: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.
المتوفى: سنة 852.
خرجه: بالأسانيد العالية.

تسهيل الفوائد، وتكميل المقاصد

تسهيل الفوائد، وتكميل المقاصد
في النحو.
للشيخ، جمال الدين، أبي عبد الله: محمد بن عبد الله، المعروف: بابن مالك الطائي، الجياني، النحوي.
المتوفى: سنة 672، اثنتين وسبعين وستمائة.
وهو مجلد.
أوله: (حامدا لله رب العالمين... الخ).
لخصه من: مجموعته، المسماة: (بالفوائد).
وهو: كتاب جامع لمسائل النحو، بحيث لا يفوت ذكر مسألة من مسائله، وقواعده، ولذلك اعتنى العلماء بشأنه.
فصنفوا له شروحا، منها:
شرح: المصنف.
وصل فيه إلى: باب مصادر الفعل.
يقال: إنه كمله، وكان كاملا عند تلميذه: الشهاب الشاغوري.
فلما مات المصنف، ظن أنهم يجلسونه مكانه، فلما خرجت عنه الوظيفة، تألم، فأخذ الشرح معه، وتوجه إلى اليمن، غضبا على أهل دمشق، وبقي الشرح مخروما بين أهلها.
ثم كمله: ولده، بدر الدين: محمد.
المتوفى: سنة 686، ست وثمانون وستمائة.
من المصادر، إلى آخر الكتاب.
وكمله أيضا: صلاح الدين: خليل بن أيبك الصفدي.
المتوفى: سنة 894، أربع وتسعين وسبعمائة.
ومن الشروح:
شرح: الشيخ، العلامة، أثير الدين، أبي حيان: محمد ابن يوسف الأندلسي.
المتوفى: سنة 745، خمس وأربعين وسبعمائة.
لخص فيه: (شرح المصنف)، و(تكملة) ولده.
وسماه: (التخييل، الملخص من شرح التسهيل).
وله: شرح آخر، على الأصل.
سماه: (التذييل، والتكميل).
وهو شرح كبير.
في مجلدات.
أوله: (الحمد لله المتفرد بشريف الاختراع... الخ).
أورد فيه: اعتراضات على المصنف، ثم جرد أحكام هذا الشرح في ارتشافه.
ومن جملة ما أورده: قوله:
قد أكثر هذا المصنف الاستدلال بما وقع في الأحاديث على إثبات القواعد الكلية في لسان العرب، وما رأيت أحدا من المتقدمين والمتأخرين سلك هذه الطريقة غيره، وإنما تركوا ذلك، لعدم وثوقهم أن ذلك لفظ الرسول - عليه الصلاة والسلام -، إذ لو وثقوا بذلك، لجرى مجرى القرآن، في إثبات القواعد الكلية، وذلك لأمرين:
أحدهما: أن الرواة جوزوا النقل بالمعنى.
والثاني: أنه وقع اللحن كثيرا، فيما روى من الحديث، لأن كثيرا من الرواة كانوا غير عرب بالطبع.
وقد قال لنا القاضي: بدر الدين بن جماعة، وكان ممن أخذ عن ابن مالك: قلت له: يا سيدي، هذا الحديث رواية عن الأعاجم، ووقع فيه من روايتهم ما يعلم أنه ليس من لفظ الرسول - عليه الصلاة والسلام -، فلم يجب بشيء. انتهى.
ومنها: شرح العلامة، جمال الدين: عبد الله بن يوسف بن هشام النحوي، الحنبلي.
المتوفى: سنة 762، اثنتين وستين وسبعمائة.
وهو في: عدة مجلدات.
سماه: (التحصيل والتفصيل، لكتاب التذييل والتكميل).
وله غير هذا: عدة حواش عليه.
وشرح: العلامة، بدر الدين: محمد بن محمد الدماميني.
وهو: شرح، ممزوج، متداول.
أوله: (اللهم إياك نحمد على نعم توجهت إلى آمال... الخ).
ذكر أنه: لما قدم في أواخر شعبان، سنة 820، عشرين وثمانمائة، إلى كنباية، من حاضرة الهند، وجد فيها هذا الكتاب مجهولا، لا يعرف، واتفق أن استصحبه معه، فرآه بعض الطلبة، والتمس منه شرحه، فشرحه.
وذكر في خطبته:
أبا الفضل: أحمد شاه بن السلطان: مظفر شاه.
وسماه: (تعليق الفرائد).
قلت: له شرحان آخران.
أحدهما: يسمى: (شرح المصرية).
ألفه: بمصر.
وهو: بقال أقول: (كالشرح المذكور) أيضا.
وثانيهما: شرح ممزوج.
وصل إلى: حرف الفاء.
وشرح: الشيخ، شهاب الدين: أحمد بن يوسف، الشهير: بالسمين الحلبي.
المتوفى: سنة ست وخمسين وسبعمائة.
وشرح: الشيخ، بدر الدين، أبي علي: الحسن بن قاسم بن علي المرادي، المالكي، المصري.
المتوفى: سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
أوله: (الحمد لله على التوفيق لحمده... الخ).
وشرح: الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل المصري، النحوي.
المتوفى: سنة تسع وستين وسبعمائة.
وسماه: (المساعد).
ولم يتم.
قلت: هو تام، قد ملكته مرارا.
وهو شرح: أبي عبد الله: محمد بن أحمد بن مرزوق التلمساني.
المتوفى: سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.
وشرح: شمس الدين: محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي.
المتوفى: سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
وهو في: مجلدين.
وله فيه: مناقشات مع أبي حيان، فيما اعترضه على المصنف في شرحه، وفي (الألفية).
وشرح: محمد بن علي، المعروف: بابن هانئ السبتي.
المتوفى: سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.
توفي ابن هاني: سنة 363، فليتأمل.
وشرح: محمد بن علي الإربلي، الموصلي، النحوي.
الذي ولد: سنة ست وثلاثين وسبعمائة.
وشرح: علاء الدين: علي بن حسين، المعروف: بابن الشيخ عوينة، الموصلي.
المتوفى: سنة خمس وخمسين وسبعمائة.
وشرح: أبي العباس: أحمد بن سعد العسكري، النحوي.
المتوفى: سنة خمسين وسبعمائة.
وشرح: الشريف، أبي عبد الله: محمد بن أحمد بن محمد الحسيني، السبتي.
المتوفى: سنة ستين وسبعمائة.
سماه: (تقييد الجليل، على التسهيل).
وشرح: أبي أمامة: محمد بن علي بن النقاش.
المتوفى: سنة ثلاث وستين وسبعمائة.
وشرح: محمد بن حسن بن محمد المالقي، النحوي.
المتوفى: سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
وشرح: أبي العباس: أحمد بن محمد الأصبحي، العتابي.
المتوفى: سنة ست وسبعين وسبعمائة.
وشرح: عماد الدين: محمد بن الحسين الأسنوي.
المتوفى: سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
ولم يكمله.
وشرح: محب الدين: محمد بن يوسف بن أحمد، المعروف: بناظر الجيش، الحلبي.
المتوفى: سنة ثمان وسبعين وسبعمائة.
قرب إلى تمامه.
واعتنى بالأجوبة الجيدة، عن اعتراضات أبي حيان.
وشرح: الشهاب: أحمد بن محمد الزبيري، الإسكندري.
المتوفى: سنة إحدى وثمانمائة.
ولم يكمله.
وشرح: عبد القادر بن أبي القاسم بن أحمد السعدي، العبادي، الأنصاري، المالكي.
المتوفى: تقريبا سنة عشرين وثمانمائة.
وسماه: (هداية السبيل).
ولم يكمله.
وشرح: شمس الدين، أبي ياسر: محمد بن عمار المالكي.
المتوفى: سنة أربع وأربعين وثمانمائة.
وسماه: (بجلاب الفوائد).
وشرح: جلال الدين: محمد بن أحمد المحلي
المتوفى: سنة أربع وستين وثمانمائة.
ولم يكمل.
وشرح: محمد بن أحمد بن عبد الهادي.
في مجلدين.
ناقش مع: أبي حيان في اعتراضاته على المصنف.
قلت: هو مكرر، لأنه هو ابن قدامة السابق، ذكره السيوطي في: (الطبقات).
وشرح: محمد بن علي بن هلال الحلبي، النحوي.
المتوفى: سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة.
و (نظم التسهيل).
لشهاب الدين: أحمد بن يهود الدمشقي.
المتوفى: سنة عشرين وثمانمائة.
ومختصر: (التسهيل)، المسمى: (بالقوانين).
لعز الدين: محمد بن أبي بكر بن جماعة.
المتوفى: سنة تسع عشرة وثمانمائة.

الْجِنْس

(الْجِنْس) الأَصْل وَالنَّوْع و (فِي اصْطِلَاح المنطقيين) مَا يدل على كثيرين مُخْتَلفين بالأنواع فَهُوَ أَعم من النَّوْع فالحيوان جنس وَالْإِنْسَان نوع و (فِي علم الْأَحْيَاء) أحد شطري الْأَحْيَاء المتعضية مُمَيّزا بالذكورة أَو الْأُنُوثَة فَذكر نوع من الْأَنْوَاع وبخاصة النَّوْع البشري جنس يناظره جنس الْإِنَاث (مج) واتصال شهواني بَين الذّكر وَالْأُنْثَى (ج) أَجنَاس وجنوس
الْجِنْس: فِي عرف النُّحَاة اسْم يَصح إِطْلَاقه على الْقَلِيل وَالْكثير كَالْمَاءِ فَإِنَّهُ يُطلق على القطرة وَالْبَحْر. وَفِي عرف الْأُصُولِيِّينَ كلي مقول على كثيرين مُخْتَلفين بالأغراض كالإنسان فَإِن تَحْتَهُ رجلا وَامْرَأَة وَالْغَرَض من خلقَة الرجل كَونه نَبيا وإماما شَاهدا فِي الْحُدُود وَالْقصاص وَمُقِيمًا للْجُمُعَة والأعياد وَنَحْوه وَالْغَرَض من خلقَة الْمَرْأَة كَونهَا مستفرشة آتِيَة بِالْوَلَدِ مُدبرَة لحوائج الْبَيْت وَغير ذَلِك. وَفِي عرف المنطقيين كلي مقول على كثيرين مُخْتَلفين بالحقائق كالحيوان. ومنشأ الِاخْتِلَاف بَينهم أَن الْأُصُولِيِّينَ إِنَّمَا يبحثون عَن الْأَغْرَاض دون الْحَقَائِق والمنطقيين يبحثون عَن الْحَقَائِق دون الْأَغْرَاض.
وَهَا هُنَا أشكال مَشْهُور وَهُوَ أَن الْجِنْس يحمل على الْحَيَوَان وَالْحَيَوَان يحمل على الْإِنْسَان مَعَ أَن الْجِنْس لَا يحمل عَلَيْهِ. وَقد أَشَارَ الشَّيْخ إِلَى جَوَابه فِي قاطيغورياس الشِّفَاء حَيْثُ قَالَ إِن الْجِنْس إِنَّمَا يحمل على طبيعة الْحَيَوَان من حَيْثُ اعْتِبَار تجردها فِي الذِّهْن بِحَيْثُ يَصح إِيقَاع الشّركَة فِيهَا وإيقاع هَذَا التجرد فِيهَا اعْتِبَار أخص من اعْتِبَار الْحَيَوَان بِمَا هُوَ حَيَوَان فَقَط لِأَن الْحَيَوَان بِلَا شَرط شَيْء يصلح أَن يقْتَرن بِهِ شَرط التَّجْرِيد فيفرض حَيَوَان يفرغ من الْخَواص والمشخصات وَيصْلح أَن يقْتَرن بِهِ شَرط الْخَلْط فيقترن بالخواص المتنوعة والمشخصة انْتهى.
وَاعْلَم أَن الْحَيَوَان مثلا تَارَة يُؤْخَذ بِشَرْط شَيْء أَي من حَيْثُ إِنَّه مُحَصل بالناطق مثلا فَيكون نوعا وَعين الْإِنْسَان. وَتارَة بِشَرْط لَا شَيْء أَي من حَيْثُ لَا يَنْضَم إِلَيْهِ أَمر خَارج وَيحصل مِنْهُمَا أَمر ثَالِث فَيكون جُزْءا ومادة وَحِينَئِذٍ لَا يكون مَحْمُولا. وَتارَة لَا بِشَرْط شَيْء أَي من حَيْثُ هُوَ من غير تعرض شَيْء آخر فَيكون جِنْسا ومحمولا. وَهَذَا اعْتِبَار الْمَاهِيّة بِالْقِيَاسِ إِلَى الْأُمُور المحصلة وعَلى اعْتِبَارهَا بِالْقِيَاسِ إِلَى الْأُمُور الْغَيْر المحصلة يُؤْخَذ الْإِنْسَان مثلا. تَارَة مكيفا بالعوارض. وَتارَة خَالِيا عَنْهَا. وَتارَة مُطلقًا. فَيعلم مِمَّا ذكر أَن للماهية اعتبارين كَمَا قَالَ الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الْأُمُور الْعَامَّة من شرح المواقف. وَالتَّحْقِيق أَن هَا هُنَا اصطلاحين. الأول: اعْتِبَار الْمَاهِيّة بِالْقِيَاسِ إِلَى الْأُمُور الْغَيْر المحصلة. وَالثَّانِي: اعْتِبَارهَا بِالْقِيَاسِ إِلَى الْأُمُور المحصلة.
ويندفع من هَذَا التَّحْقِيق الفويق الِاعْتِرَاض الْمَشْهُور. وَتَقْرِيره أَنه يلْزم فِي الْجِسْم مثلا اجْتِمَاع النقيضين لِأَنَّهُ جنس بعيد للْإنْسَان وكل مَا هُوَ جنس لَهُ فَهُوَ مَحْمُول عَلَيْهِ لِأَنَّهُ من الْأَجْزَاء المحمولة. وَأَيْضًا الْجِسْم مَادَّة للْإنْسَان وكل مَا هُوَ مَادَّة لَهُ فَهُوَ مُسْتَحِيل الْحمل عَلَيْهِ لِأَنَّهَا من الْأَجْزَاء الْغَيْر المحمولة فَيلْزم أَن يكون مَحْمُولا على الْإِنْسَان وَغير مَحْمُول عَلَيْهِ وَهل هَذَا إِلَّا اجْتِمَاع النقيضين. وَحَاصِل الاندفاع أَن الِاعْتِرَاض الْمَذْكُور منشأه عدم الْفرق بَين الْجِنْس والمادة فَإِن الْجِسْم الْمَأْخُوذ بِشَرْط عدم زِيَادَة معنى مقوم لَهُ مَادَّة وجزء فَيكون مغائرا للْإنْسَان فَلَا حمل. والجسم الْمَأْخُوذ بِشَرْط زِيَادَة معنى مقوم لَهُ نوع. والجسم الْمَأْخُوذ لَا بِشَرْط شَيْء أَي لَا بِشَرْط الزِّيَادَة وَلَا بِشَرْط عدمهَا جنس فَهُوَ مَحْمُول.
وَإِن قيل إِن مَفْهُوم الْجِنْس جنس كلي للكليات الْخمس الَّتِي هِيَ الْأَنْوَاع المندرجة تَحْتَهُ فَيكون أَعم من الْجِنْس الَّذِي هُوَ نوع تَحْتَهُ وأخص من مَفْهُوم الْجِنْس الَّذِي شَامِل لمَفْهُوم الْكُلِّي وَمَفْهُوم الْحَيَوَان فمفهوم الْكُلِّي أَعم وأخص من الْجِنْس مَعًا. وَهل هَذَا إِلَّا تنَاقض لِأَن الْعُمُوم يسْتَلْزم السَّلب الجزئي وَالْخُصُوص يسْتَلْزم الْإِيجَاب الْكُلِّي. قُلْنَا كُلية الْجِنْس أَي صدق مَفْهُوم الْكُلِّي عَلَيْهِ عُمُومه مِنْهُ بِاعْتِبَار الذَّات لِأَن الْكُلِّي جُزْء مَفْهُوم وجنسية الْكُلِّي أَي صدق مَفْهُوم الْجِنْس عَلَيْهِ وخصوصه مِنْهُ بِاعْتِبَار الْعَارِض هُوَ كَونه جِنْسا للخمسة لِأَن الْجِنْس خَارج عَن مَفْهُوم الْكُلِّي وَلَا خَفَاء فِي أَن اعْتِبَار الذَّات غير اعْتِبَار الْعرض فهما متفاوتان وبتفاوت الِاعْتِبَار تَتَفَاوَت الْأَحْكَام فبالاعتبار الأول يكون الْكُلِّي أَعم وَالْجِنْس أخص وَبِالثَّانِي بِالْعَكْسِ.
وَمن هَا هُنَا ينْدَفع مَا قيل إِن مَفْهُوم الْكُلِّي لما صدق على نَفسه صدقا عرضيا يلْزم أَن يكون مَفْهُوم الْكُلِّي عينيا لَهُ لِأَنَّهُ حَقِيقَته وعينه وخارجا عَنهُ أَيْضا لِأَنَّهُ عَارض لَهُ يصدق عَلَيْهِ صدقا عرضيا. وَوجه الاندفاع أَن العينية بِاعْتِبَار الخصوصية والعارضية بِاعْتِبَار الْإِطْلَاق فَافْهَم واحفظ.

عَرَّ 

(عَرَّ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ أُصُولٌ صَحِيحَةٌ أَرْبَعَةٌ.

فَالْأَوَّلُ يَدُلُّ عَلَى لَطْخِ شَيْءٍ بِغَيْرِ طَيِّبٍ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَالثَّانِي يَدُلُّ عَلَى صَوْتٍ، وَالثَّالِثُ يَدُلُّ عَلَى سُمُوٍّ وَارْتِفَاعٍ، وَالرَّابِعُ يَدُلُّ عَلَى مُعَالَجَةِ شَيْءٍ. وَذَلِكَ بِشَرْطِ أَنَّا لَا نَعُدُّ النَّبَاتَ وَلَا الْأَمَاكِنَ فِيمَا يَنْقَاسُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. فَالْأَوَّلُ الْعَرُّ وَالْعُرُّ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُمَا لُغَتَانِ، يُقَالُ هُوَ الْجَرَبُ. وَكَذَلِكَ الْعُرَّةُ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ لَطْخٌ بِالْجَسَدِ. وَيُقَالُ الْعُرَّةُ الْقَذَرُ بِعَيْنِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَعَنَ اللَّهُ بَائِعَ الْعُرَّةِ وَمُشْتَرِيهَا» .

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعَرُّ الْجَرَبُ. وَالْعُرُّ: تَسَلُّخُ جِلْدِ الْبَعِيرِ. وَإِنَّمَا يُكْوَى مِنَ الْعَرِّ لَا مِنَ الْعُرِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: جَمَلٌ أَعَرُّ، أَيْ أَجْرَبُ. وَنَاقَةٌ عَرَّاءُ. قَالَ النَّضْرُ: جَمَلٌ عَارٌّ وَنَاقَةٌ عَارَّةٌ، وَلَا يُقَالُ: مَعْرُورٌ فِي الْجَرَبِ، لِأَنَّ الْمَعْرُورَةَ الَّتِي يُصِيبُهَا عَيْنٌ فِي لَبَنِهَا وَطَرْقِهَا. وَفِي مَثَلٍ: " نَحِّ الْجَرْبَاءَ عَنِ الْعَارَّةِ ". قَالَ: وَالْجَرْبَاءُ: الَّتِي عَمَّهَا الْجَرَبُ، وَالْعَارَّةُ: الَّتِي قَدْ بَدَأَ فِيهَا ذَلِكَ، فَكَأَنَّ رَجُلًا أَرَادَ أَنْ يَبْعُدَ بِإِبِلِهِ الْجَرْبَاءِ عَنِ الْعَارَّةِ، فَقَالَ صَاحِبُهُ مُبَكِّتًا لَهُ بِذَلِكَ، أَيْ لِمَ يُنَحِّيهَا وَكُلُّهَا أَجْرَبُ. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ مَعْرُورَةٌ قَدْ مَسَّتْ ضَرْعَهَا نَجَاسَةٌ فَيَفْسُدُ لَبَنُهَا. وَرَجُلٌ عَارُورَةٌ، أَيْ قَاذُورَةٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

فَكُلًّا أَرَاهُ قَدْ أَصَابَ عُرُورُهَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعَرُّ: الْقَرْحُ، مِثْلَ الْقُوَبَاءِ يَخْرُجُ فِي أَعْنَاقِ الْإِبِلِ، وَأَكْثَرُ مَا يُصِيبُ الْفُِصْلَانَ.

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: أُعَرَّ فُلَانٌ، إِذَا أَصَابَ إِبِلَهُ الْعُرُّ.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعُرَّةُ: الْقَذَرُ، يُقَالُ هُوَ عُرَّةٌ مِنَ الْعُرَرِ، أَيْ مَنْ دَنَا مِنْهُ لَطَّخَهُ بِشَرٍّ. قَالَ: وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الْعُرَّةُ فِي الَّذِي لِلطَّيْرِ أَيْضًا. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

فِي شَنَاظِي أُقَنٌ بَيْنَهَا ... عُرَّةُ الطَّيْرِ كَصَوْمِ النَّعَامِ

الشَّنَاظِيُّ: أَطْرَافُ الْجَبَلِ، الْوَاحِدُ شُنْظُوَةٌ. وَلَمْ تُسْمَعْ إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ.

وَيُقَالُ: اسْتَعَرَّهُمُ الشَّرُّ، إِذَا فَشَا فِيهِمْ. وَيُقَالُ عَرَّهُ بِشَرٍّ يَعُرُّهُ عَرًّا، إِذَا رَمَاهُ بِهِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْمَعَرَّةُ: مَا يُصِيبُ الْإِنْسَانَ مِنْ إِثْمٍ. قَالَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ -: {فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الفتح: 25]

وَلَعَلَّ مِنْ هَذَا الْبَابِ مَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ فِيهِ عَرَارَةٌ، أَيْ سُوءُ خُلُقٍ.

فَأَمَّا الْمُعْتَرُّ الَّذِي هُوَ الْفَقِيرُ وَالَّذِي يَعْتَرُّكَ وَيَتَعَرَّضُ لَكَ، فَعِنْدَنَا أَنَّهُ مِنْ هَذَا، كَأَنَّهُ إِنْسَانٌ يُلَازُّ وَيُلَازِمُ. وَالْعَرَارَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ سُوءِ الْخُلُقِ، فَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى، قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: الْعُرْعُرُ: سُوءُ الْخُلُقِ. قَالَ مَالِكٌ الدُّبَيْرِيُّ:

وَرَكِبْتُ صَوْمَهَا وَعُرْعُرَهَا ... فَلَمْ أُصْلِحْ لَهَا وَلَمْ أَكَدِ

يَقُولُ: لَمْ أُصْلِحْ لَهُمْ مَا صَنَعُوا. وَالصَّوْمُ: الْقَذِرُ. يُرِيدُ ارْتَكَبَتْ سُوءَ أَفْعَالِهَا وَمَذْمُومَ خُلُقِهَا. وَمِنَ الْبَابِ الْمِعْرَارُ، مِنَ النَّخْلِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْمِعْرَارُ: الْمِحْشَافُ. وَيُقَالُ: بَلِ الْمِعْرَارُ الَّتِي يُصِيبُهَا [مِثْلُ الْعَرِّ، وَهُوَ] الْجَرَبُ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَرِيرُ، وَهُوَ الْغَرِيبُ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَرِيرًا عَلَى الْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ عُرَّ بِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَدِمَ عَلَيْهِمْ، أَيْ أُلْصِقَ بِهِمْ. وَهُوَ يَرْجِعُ إِلَى بَابِ الْمُعْتَرِّ.

وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ حَاطِبٍ، حِينَ قِيلَ لَهُ: لِمَ كَاتَبْتَ أَهْلَ مَكَّةَ؟ فَقَالَ: " كُنْتُ عَرِيرًا فِيهِمْ " أَيْ غَرِيبًا لَا ظَهْرَ لِي.

وَمِنَ الْبَابِ الْمَعَرَّةُ فِي السَّمَاءِ، وَهِيَ مَا وَرَاءَ الْمَجَرَّةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْقُطْبِ الشَّمَالِيِّ. سُمِّيَ مَعَرَّةً لِكَثْرَةِ النُّجُومِ فِيهِ. قَالَ: وَأَصْلُ الْمَعَرَّةِ مَوْضِعُ الْعَرِّ، يَعْنِي الْجَرَبَ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي السَّمَاءَ الْجَرْبَاءَ، لِكَثْرَةِ نُجُومِهَا. وَسَأَلَ رَجُلٌ رَجُلًا عَنْ مَنْزِلِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ يَنْزِلُ بَيْنَ حَيَّيْنِ عَظِيمَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ: " نَزَلْتَ بَيْنَ الْمَجَرَّةِ وَالْمَعَرَّةِ ".

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: الصَّوْتُ. فَالْعِرَارُ: عِرَارُ الظَّلِيمِ، وَهُوَ صَوْتُهُ. قَالَ لَبِيدٌ:

تَحَمَّلَ أَهْلُهَا إِلَّا عِرَارًا ... وَعَزْفًا بَعْدَ أَحْيَاءٍ حِلَالِ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَارَّ الظَّلِيمُ يُعَارُّ. وَلَا يُقَالُ عَرَّ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْعِرَارُ: صَوْتُ الذَّكَرِ إِذَا أَرَادَ الْأُنْثَى. وَالزِّمَارُ: صَوْتُ الْأُنْثَى إِذَا أَرَادَتِ الذَّكَرَ. وَأَنْشَدَ: مَتَّى مَا تَشَأْ تَسْمَعْ عِرَارًا بِقَفْرَةٍ ... يُجِيبُ زِمَارًا كَالْيَرَاعِ الْمُثَقَّبِ

قَالَ الْخَلِيلُ: تَعَارَّ الرَّجُلُ يَتَعَارُّ، إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ. قَالَ: وَأَحْسَبُ عِرَارَ الظَّلِيمِ مِنْ هَذَا. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: " «أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ سَبَّحَ» ".

وَمِنَ الْبَابِ: عَرْعَارِ، وَهِيَ لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ، يَخْرُجُ الصَّبِيُّ فَإِذَا لَمْ يَجِدْ صِبْيَانًا رَفَعَ صَوْتَهُ فَيَخْرُجَ إِلَيْهِ الصِّبْيَانُ. قَالَ الْكُمَيْتُ:

حَيْثُ لَا تَنْبِضُ الْقِسِيُّ وَلَا تَلْ ... قَى بِعَرْعَارٍ وِلْدَةٍ مَذْعُورًا

وَقَالَ النَّابِغَةُ:

مُتَكَنِّفَيْ جَنْبَيْ عُكَاظَ كِلَيْهِمَا ... يَدْعُو وَلِيدَهُمُ بِهَا عَرْعَارِ

يُرِيدُ أَنَّهُمْ آمِنُونَ، وَصِبْيَانُهُمْ يَلْعَبُونَ هَذِهِ اللُّعْبَةَ. وَيُرِيدُ الْكُمَيْتُ أَنَّ هَذَا الثَّوْرَ لَا يَسْمَعُ إِنْبَاضَ الْقِسِيِّ وَلَا أَصْوَاتَ الصِّبْيَانِ وَلَا يَذْعَرُهُ صَوْتٌ. يُقَالُ عَرَعَرَةٌ وَعَرْعَارِ، كَمَا قَالُوا قَرْقَرَةٌ وَقَرْقَارِ، وَإِنَّمَا هِيَ حِكَايَةُ صِبْيَةِ الْعَرَبِ.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ الدَّالُّ عَلَى سُمُوٍّ وَارْتِفَاعٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: عُرْعُرَةُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعْلَاهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعُرْعُرَةُ: الْمُعَرَّفَةُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ. وَالْعُرْعُرَةُ: طَرَفُ السَّنَامِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عُرْعُرَةُ السَّنَامِ: عَصَبَةٌ تَلِي الْغَرَاضِيفَ.

وَمِنَ الْبَابِ: جَمَلٌ عُرَاعِرٌ، أَيْ سَمِينٌ. قَالَ النَّابِغَةُ: لَهُ بِفِنَاءِ الْبَيْتِ جَوْفَاءُ جَوْنَةٌ تَلَقَّمُ

أَوْصَالَ الْجَزُورِ الْعُرَاعِرِ

وَيَتَّسِعُونَ فِي هَذَا حَتَّى يُسَمُّوا الرَّجُلَ الشَّرِيفَ عُرَاعِرَ. قَالَ مُهَلْهَلٌ:

خَلَعَ الْمُلُوكَ وَسَارَ تَحْتَ لِوَائِهِ ... شَجَرُ الْعُرَى وَعُرَاعِرُ الْأَقْوَامِ

وَمِنَ الْبَابِ: حِمَارٌ أَعَرُّ، إِذَا كَانَ السِّمَنُ فِي صَدْرِهِ وَعُنُقِهِ. وَمِنْهُ الْعَرَارَةُ وَهِيَ السُّودُدُ. قَالَ:

إِنَّ الْعَرَارَةَ وَالنُّبُوحَ لِدَارِمٍ ... وَالْمُسْتَخِفُّ أَخُوهُمُ الْأَثْقَالَا

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعَرَارَةُ الْعِزُّ، يُقَالُ هُوَ فِي عَرَارَةِ خَيْرٍ، وَتَزَوَّجَ فُلَانٌ فِي عَرَارَةِ نِسَاءٍ، إِذَا تَزَوَّجَ فِي نِسَاءٍ يَلِدْنَ الذُّكُورَ. فَأَمَّا الْعَرَرُ الَّذِي ذَكَرَهُ الْخَلِيلُ فِي صِغَرِ السَّنَامِ فَلَيْسَ مُخَالِفًا لِمَا قُلْنَاهُ; لِأَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى الْبَابِ الْأَوَّلِ مِنْ لُصُوقِ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ، كَأَنَّهُ مِنْ صِغَرِهِ لَاصِقٌ بِالظَّهْرِ. يُقَالُ جَمَلٌ أَعَرُّ وَنَاقَةٌ عَرَّاءُ، إِذَا لَمْ يَضْخُمُ سَنَامُهَا وَإِنْ كَانَتْ سَمِينَةً ; وَهِيَ بَيِّنَةُ الْعَرَرِ وَجَمْعُهَا عُرٌّ. قَالَ:

أَبَدَأْنَ كُومًا وَرَجَعْنَ عُرَّا

وَيَقُولُونَ: نَعْجَةٌ عَرَّاءُ، إِذَا لَمْ تَسْمَنُ أَلْيَتُهَا; وَهُوَ الْقِيَاسُ، لِأَنَّ ذَلِكَ كَالشَّيْءِ الَّذِي كَأَنَّهُ قَدْ عُرَّ بِهَا، أَيْ أُلْصِقُ. وَالْأَصْلُ الرَّابِعُ، وَهُوَ مُعَالَجَةُ الشَّيْءِ. تَقُولُ: عَرْعَرْتُ اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ، وَشَرْشَرْتُهُ، بِمَعْنًى. قَالُوا: وَالْعَرَعَرَةُ الْمُعَالَجَةُ لِلشَّيْءِ بِعَجَلَةٍ، إِذَا كَانَ الشَّيْءُ يرُ عِلَاجُهُ. تَقُولُ: عَرْعَرْتَ رَأْسَ الْقَارُورَةِ، إِذَا عَالَجْتَهُ لِتُخْرِجَهُ. وَيُقَالُ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ ذَبَحَ كَبْشًا وَدَعَا قَوْمَهُ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: إِنِّي دَعَوْتُ هَؤُلَاءِ فَعَالِجِي هَذَا الْكَبْشَ وَأَسْرِعِي الْفَرَاغَ مِنْهُ، ثُمَّ انْطَلَقَ وَدَعَا بِالْقَوْمِ، فَقَالَ لَهَا: مَا صَنَعْتِ؟ فَقَالَتْ: قَدْ فَرَغْتُ مِنْهُ كُلِّهِ إِلَّا الْكَاهِلَ فَأَنَا أُعَرْعِرُهُ وَيُعَرْعِرُنِي. قَالَ: تَزَوَّدِيهِ إِلَى أَهْلِكِ. فَطَلَّقَهَا. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَخَضْرَاءَ فِي وَكْرَيْنِ عَرْعَرْتُ رَأْسَهَا ... لِأُبْلِيَ إِذَا فَارَقَتْ فِي صُحْبَتِي عُذْرَا

فَأَمَّا الْعَرْعَرُ فَشَجَرٌ. وَقَدْ قُلْنَا إِنَّ ذَلِكَ [غَيْرُ] مَحْمُولٍ عَلَى الْقِيَاسِ، وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ الْأَمَاكِنِ نَحْوَ عُرَاعِرَ، وَمَعَرِّينَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

الإسلام

الإسلام
معناه ظاهر بيّن، وهو الطاعة والخضوع. ولكن القرآن رفع هذه الكلمة فخصَّها لطاعةِ الله ، مثلَ كلمةِ "الدين"، فإنه الطاعة في أصل اللغة، وقد استعملَه العربُ لِطاعَةِ الله. ثم لهذا المعنى وجوه، ونتائج، وتأريخ. والقرآن دَلَّ على كل ذلك. فنذكر ما يتعلق بهذه الكلمة من وجوهها: الإسلام هو العبودية، وهو تسليم النفس لرضى الله تعالى بالكلية، وبه يتقرَّبُ العبدُ إلى مولاه، ويَرْفَعُ منزلتَه حسبَ كمالِه في الإسلام. قال تعالى:
{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ووصَّى بها} أي بملة الإسلام {إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ} أي وصى بها يعقوب بنيه قائلين لأبنائهما {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ} أي القيام بالدين وخدمته وتعليمه للناس {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
فذكر هاهنا طرفاً من تاريخ الإسلام، وهو عهده بالله على القيام به ووصيَّته لذريته، أي جعلهم الله أمة مخصوصة لخدمة الدين. وهذا هو معنى الإسلام لله.
ويقرب منه معنى "القربان" و "النذر" كما يتبين لك من القرآن حيث ذكر طرفا آخر من تاريخ إسلام إبراهيم عليه السلام، ودَلَّ على كمال معنى الإسلام وسماه "إحساناً"، فقال تعالى:
{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} .
فهذا هو كمال الإسلام المسمى بالإحسان.
ثم ذكر طرفاً آخر من إسلام إبراهيم عليه السلام حين دعا لأمة مسلمة وارثة لملّته، ولأن يبعث فيهم نبيّاً منهم كما قال تعالى:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} قائلين {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} هاهنا "علينا" من جانب تلك الأمة، وكذلك قوله {وَأرِنَا مَنَاسِكَنَا} أي أرِ هذه الأمة بوسيلة نبيّ منهم، كما صرَّحَ بذلك فقال: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
وَلْيُعلمْ أن هذه الأمور ليست وقائعَ متبدِّدة، بل كلُّ ذلك يجتمع حول نقطة واحدة: وهي واقعة القربان. وحفظها الله بشريعة الحجّ ومناسكه، لنعلمَ تاريخَ القربانِ وإسلام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. وأخبر الله عن حالة الذين حقّقوا حجهم بقوله عز من قائل:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} .
فإسلام النفس لمرضاة الله هو معنى الحج والإسلام .
ثم عَلَّمَنَا اللهُ تعالى سعة معنى هذا الإسلام حيث قال:
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} .
فَدَلَّ على أربعة أمور: الأول أن كل شيء أسْلَمَ لله. والثاني أن كلهم يرجعون إليه، وهذا لازم للإسلام، فإن رجعوا إلى غيره كان الإسلام باطلاً، فدَلَّ على المعاد. والثالث أن الإسلام يتحقق بإطاعة رسله، لما يظهر من سياق هذه الآية. والرابع أن الإسلام لا اختلاف فيه، فإن كلهم أسلموا لله، فدينُهم واحد، فلا مُشاجَرة فيه، كما صرح في قوله:
{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} .
هذا. ثم دل فيه على طرف آخر من معنى الإسلام، وهو السِّلم كما صرح به في قوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} الخ.
ثم الإسلامُ يُنافي الشركَ. فالمسلمُ هو الموحّدُ، لأنَّ من أشرَكَ بالله لم يُسلِمْ نفسَه لله تعالى. قال تعالى:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} .
أي أنتم لستم بمسلمين. فأنتم خلاف ملة إبراهيم الذي وصَّى بَنِيه بالإسلام، كما مرّ. ولذلك قال بعد آيتين:
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .
فبيّن معنى الإسلام. ويشبه هذه الآيات قوله تعالى:
{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} أي تولى عن الشرك، وأقبل إلى ربه كالعبد {وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} . "وهو محسن" أي أحسن إسلامه بالاستقامة وبالأعمال الصالحة ورضى القلب. فدَلَّ على تمام معناه، لا على أمر زائد، فإن من أسلم وجهه لله لا بد أن يكون محسناً. وفي هذا التوضيح فائدتان: الأولى بيان أن العمل الحسن يلزم الإسلام. والثانية أن البقاء على الإسلام لازم. فمن أسلم مرة فكأنه عاهد بالطاعة. ولذلك قال تعالى:
{فلا تموتنَّ إلا وأنتم مسلمون} .
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.